PL9fwy3NUQKwaZV3azJygmELI1Des-NqnB/b8t2yrdOBIs_postprocess.srt

1
00:00:20,790 --> 00:00:24,590
أعوذ بالله السميع العلي من الشيطان الرجيم بسم الله

2
00:00:24,590 --> 00:00:29,530
الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم

3
00:00:29,530 --> 00:00:33,450
على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله الصادق

4
00:00:33,450 --> 00:00:38,110
الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبي وسلم أجمعين

5
00:00:38,110 --> 00:00:42,250
وبعد بعد أن انتهينا من الحديث عن الجنة والنار

6
00:00:42,950 --> 00:00:48,530
وأوصافهما وما في الجنة من ألوان النعيم وما في

7
00:00:48,530 --> 00:00:53,030
النار من ألوان العذاب نتكلم بمشيئة الله تبارك

8
00:00:53,030 --> 00:00:59,710
وتعالى عن خلود أهل الجنة وأهل النار أولا قبل أن

9
00:00:59,710 --> 00:01:05,770
نتحدث عن الخلود سنتحدث عن الجنة والنار أن هما

10
00:01:05,770 --> 00:01:12,120
موجودتانفقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة

11
00:01:12,120 --> 00:01:18,140
والنار مخلوقتان موجودتان الآن لا يشك في ذلك أحد من

12
00:01:18,140 --> 00:01:23,000
أهل السنة هذا لكثرة الآيات والأحاديث النبوية

13
00:01:23,000 --> 00:01:28,820
الدالة على ذلك فالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله

14
00:01:28,820 --> 00:01:37,130
عليه وسلم تدخر بما يدله على ثبوتوجود الجنة والنار

15
00:01:37,130 --> 00:01:42,450
الآن فهما موجودتان من الآيات القرأنية التي تدل على

16
00:01:42,450 --> 00:01:47,070
ذلك قول الله تبارك وتعالى وسارعوا إلى مغفرة من

17
00:01:47,070 --> 00:01:53,130
ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فكلمة

18
00:01:53,130 --> 00:01:59,210
أعدتيدل على أنها موجودة قوله تعالى سابقوا إلى

19
00:01:59,210 --> 00:02:05,170
مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض وعدت

20
00:02:05,170 --> 00:02:11,270
للذين آمنوا بالله ورسله وعدت بمعنى هيئت فهي إذا

21
00:02:11,270 --> 00:02:17,040
مخلوقة موجودة موجودة الآنأيضًا قول الله تبارك

22
00:02:17,040 --> 00:02:22,460
وتعالى و لقد رأاه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى الله

23
00:02:22,460 --> 00:02:27,880
عز وجل يقول عندها جنة المأوى فهل يُعقل أن يقول

24
00:02:27,880 --> 00:02:31,920
الله تبارك وتعالى عندها جنة المأوى و لا يوجد جنة

25
00:02:31,920 --> 00:02:37,860
مأوى لم تخلق بعد؟ هذا لا يُعقل لكان كلام الله

26
00:02:37,860 --> 00:02:44,260
عبثًا حاشاه سبحانه وتعالى فكلامه حقوقد قال الله

27
00:02:44,260 --> 00:02:51,260
عندها جنة المأوى، إذا فجنة المأوى موجودة، الجنان

28
00:02:51,260 --> 00:02:58,120
موجودة، وقوله عن النار فإن لم تفعلوا ولم تفعلوا

29
00:02:58,120 --> 00:03:02,080
فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة، وعدت

30
00:03:02,080 --> 00:03:08,300
للكافرينأيضًا كلمة أعدت يفهم منها أنها موجودة،

31
00:03:08,300 --> 00:03:13,180
أنها مخلوقة الآن موجودة، وقوله تعالى أيضًا واتقوا

32
00:03:13,180 --> 00:03:17,580
النار التي أعدت للكافرين. فهذه الآيات تدل الدلالة

33
00:03:17,580 --> 00:03:22,560
قاطعة، هذا من كلال ربنا تبارك وتعالىالذي لا يتيه

34
00:03:22,560 --> 00:03:27,200
الباطل من بين يديه ومن خلفه تنزيله من حكيم من حميد

35
00:03:27,200 --> 00:03:31,520
قول الله تبارك وتعالى قوله حق سبحانه وتعالى ومن

36
00:03:31,520 --> 00:03:37,520
أصدق من الله قيل ومن أصدق من الله حديثة فهذا يدلل

37
00:03:37,520 --> 00:03:42,540
دلالة قاطعة عندنا نحن أهل السنة والجماعة أن الجنة

38
00:03:42,540 --> 00:03:47,600
والنار موجودة الآن بدليل هذه الآيات الكريمة

39
00:03:47,600 --> 00:03:53,010
القرآنيةفمعنى قول الله تبارك وتعالى أعدّت أي هُيأت

40
00:03:53,010 --> 00:03:58,130
فهو دليل على أن هما موجودتان الآن أما من السنة

41
00:03:58,130 --> 00:04:03,770
فالحديث كثيرة كما ذكرنا الحديث متظافرة، متواترة،

42
00:04:03,770 --> 00:04:10,050
متكاثرة، متظاهرة كثيرة تدلل أيضًا على هذا المعنى

43
00:04:10,050 --> 00:04:16,280
على أن الجنة والنار موجودتان ففي صحيح البخاريومسلم

44
00:04:16,280 --> 00:04:21,840
عند البخاري وعنده مسلم واللفظ لمسلم عن أنس رضي

45
00:04:21,840 --> 00:04:25,920
الله عنه في قصة الإسراء والمهراج يقول النبي انطلق

46
00:04:25,920 --> 00:04:31,640
بيه جبريل حتى أتى صدرة المنتهى فغشيها ألوان لا

47
00:04:31,640 --> 00:04:40,920
أدري ماهي قال اسمعيه ثم دخلت الجنة فهي

48
00:04:40,920 --> 00:04:48,240
جنابذ أي قبابفإذا هي جناب ذي اللؤلؤ وإذا ترابها

49
00:04:48,240 --> 00:04:52,780
المسك فهل يقل أن يقول النبي صلى الله عليه و سلم ثم

50
00:04:52,780 --> 00:04:58,780
دخلت الجنة ولا يوجد جنة؟ هذا يدل على أن الجنة

51
00:04:58,780 --> 00:05:07,360
موجودة مخلوقة وأيضا عند البخاري ومسلم عليهم رحمة

52
00:05:07,360 --> 00:05:12,640
اللهمن حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول

53
00:05:12,640 --> 00:05:18,280
الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض

54
00:05:18,280 --> 00:05:22,500
عليه مقعده بالغداد والعشي إن كان من أهل الجنة فمن

55
00:05:22,500 --> 00:05:26,300
أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فهل

56
00:05:26,300 --> 00:05:31,980
يعقل أن يعرض مقعد الواحد مننا عليه من الجنة أو من

57
00:05:31,980 --> 00:05:37,910
النار والعياذ باللهوالجنة والنار غير موجودة هذا لا

58
00:05:37,910 --> 00:05:42,350
يُعقل فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى

59
00:05:42,350 --> 00:05:48,250
وهو صادق صلى الله عليه وسلم في ما يقول وأيضا

60
00:05:48,250 --> 00:05:53,550
الحديث الثالث ينادي مناد من السماء أن صدق عبدي بعد

61
00:05:53,550 --> 00:05:58,630
أن يُسأل الأسئلة الثلاثة من الملائكة ما ربك ما

62
00:05:58,630 --> 00:06:03,460
دينك ما الرجل الذي بُعث فيكمينادي مناد من السماء

63
00:06:03,460 --> 00:06:08,620
أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى

64
00:06:08,620 --> 00:06:16,300
الجنة فهل يفتح له باب إلى الجنة ويفرش من فرش الجنة

65
00:06:16,300 --> 00:06:22,840
والجنة غير موجودة هذا لا يقل الحديث

66
00:06:22,840 --> 00:06:27,100
الرابع في صحيح مسلم في صحيح البكاري عن عبدالله ابن

67
00:06:27,100 --> 00:06:32,640
عباس رضي الله عنهماقال إن خسفت الشمس على عهد رسول

68
00:06:32,640 --> 00:06:39,640
الله فذكر الحديث عبد الله بن عباس وفيه قول النبي

69
00:06:39,640 --> 00:06:45,380
صلى الله عليه وسلم إني أريت الجنة يعني الله عز وجل

70
00:06:45,380 --> 00:06:51,720
مكنني من رؤية الجنة وتناولت عنقودا ولو أصبته

71
00:06:51,720 --> 00:06:58,580
لأكلتم منه ما بقيت الدنياورأيت النار فلم أرى منظرا

72
00:06:58,580 --> 00:07:04,500
كاليوم قط أفضع، أفضع منها يعني، هل يقول أن النبي

73
00:07:04,500 --> 00:07:10,920
صلى الله عليه وسلم يذكر أنه أري الجنة وأري النار،

74
00:07:10,920 --> 00:07:18,920
رأى هذه ورأى تلك، وتناول من الجنة عنقوداهل يُعقل

75
00:07:18,920 --> 00:07:23,500
أن النبي يقول أريت الجنة والجنة غير موجودة؟ أريت

76
00:07:23,500 --> 00:07:28,200
النار والنار غير موجودة؟ فهذا لا يُعقل لكان قوله

77
00:07:28,200 --> 00:07:31,820
عبث صلى الله عليه وسلم حاشاه عليه الصلاة والسلام

78
00:07:31,820 --> 00:07:36,720
أن يقول عبثا فهو كما قال ربنا تبارك وتعالى وما

79
00:07:36,720 --> 00:07:42,610
ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحىفهذا يدل على أن

80
00:07:42,610 --> 00:07:47,530
الجنة والنار موجودتان أيضًا في صحيح مسلم قال صلى

81
00:07:47,530 --> 00:07:52,070
الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت

82
00:07:52,070 --> 00:07:57,250
لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا قال وما رأيت يا رسول

83
00:07:57,250 --> 00:08:03,290
الله قال رأيت الجنة والنار حديث صريح فصيح واضح جلي

84
00:08:03,290 --> 00:08:09,830
يدل على أن الجنة والنار موجودتان رأاهما النبي صلى

85
00:08:09,830 --> 00:08:15,650
الله عليه وسلمبل في سنن الترمذي عن أبي هريرة الله

86
00:08:15,650 --> 00:08:19,510
تبارك وتعالى يروي لنا النبي هذا الحديث يذكر لنا

87
00:08:19,510 --> 00:08:24,230
هذا الحديث لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل

88
00:08:24,230 --> 00:08:31,130
إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها

89
00:08:31,130 --> 00:08:36,010
فيها يا جبريل اذهب إلى الجنة وانظر إلى ماذا أعددت

90
00:08:36,010 --> 00:08:41,080
لأهلها فيهاقال فجاءها ذهب إليها جبريل عليه السلام

91
00:08:41,080 --> 00:08:46,560
و رضى إليها و إلى ما أعد الله لأهلها فيها قال فرجع

92
00:08:46,560 --> 00:08:53,960
إليه فقال فو عزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها من شدة

93
00:08:53,960 --> 00:08:59,540
ما فيها من كثرة ما فيها من ألوان النعيم فكل من

94
00:08:59,540 --> 00:09:05,780
يسمع بها بالتأكيد سيحرص على دخولها قال فرجع إليها

95
00:09:09,410 --> 00:09:14,170
فأمر الله عز وجل بها فحُفّت بالمكاره فقال ارجع

96
00:09:14,170 --> 00:09:18,270
اليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع

97
00:09:18,270 --> 00:09:24,450
اليها فإذا هي قد حُفّت بالمكاره يعني الوصول اليها

98
00:09:24,450 --> 00:09:29,850
ليس بالطريق السهل ليس بالأمر الهيّن فالجنة عروس

99
00:09:29,850 --> 00:09:34,430
ومهرها قهر النفوس لابد من الالتزام والعمل ومجاهدة

100
00:09:34,430 --> 00:09:40,750
النفس ومقاومة الشيطانفرجع اليه جبريل إلى رب العزة

101
00:09:40,750 --> 00:09:46,570
تبارك وتعالى فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد

102
00:09:46,570 --> 00:09:53,910
فالطريق اليها ليس بالأمر السهل قال اذهب إلى النار

103
00:09:53,910 --> 00:10:01,770
فانظر اليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب

104
00:10:01,770 --> 00:10:09,510
بعضها بعضاوالنار كما تعلمون دركات فرجع اليه بعد أن

105
00:10:09,510 --> 00:10:13,990
رأاه جبريل عليه السلام فقال وعزتك لا يسمع بها أحد

106
00:10:13,990 --> 00:10:21,910
فيدخلها ما حدا هيسمع بالنار ويدخل أو يكون يعني ايه

107
00:10:21,910 --> 00:10:27,610
مقاله اليها لأنه سيفرق منها فراره من الأسد سيحرص

108
00:10:27,610 --> 00:10:31,650
على أن لا يدخلها سيجتنب المعاصي سيجتنب الطريق

109
00:10:31,650 --> 00:10:39,390
الموصل اليهافأمر الله عز وجل فحفت بالشهوات ثم قال

110
00:10:39,390 --> 00:10:47,610
لجبريل يا جبريل ارجع اليها فرجع اليها فقال وعزتك

111
00:10:47,610 --> 00:10:54,350
لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا داخلها حفت

112
00:10:54,350 --> 00:11:01,940
بالشهواتحفة النار بالشهوات وحفة الجنة بالمكاري

113
00:11:01,940 --> 00:11:07,020
الشاهد في هذا الحديث أن الله عز وجل يأمر جبريل أن

114
00:11:07,020 --> 00:11:11,040
يدخل الجنة هل يعقل أن الله عز وجل يأمر جبريل في

115
00:11:11,040 --> 00:11:14,180
هذا الحديث الذي يخبر به الصادق صلى الله عليه وسلم

116
00:11:14,180 --> 00:11:19,520
يدخل الجنة أو يدخل النار وهم غير موجودة؟ فهذا لا

117
00:11:19,520 --> 00:11:24,400
يعقل البت هذي الحديثغيظ من فيض. الحديث كثيرة في

118
00:11:24,400 --> 00:11:31,980
ذلك. فالبخاري رحمه الله بوب في كتابه قال باب ما

119
00:11:31,980 --> 00:11:37,980
جاء في صفة الجنة وأنهامخلوقة، انها مخلوقة يعني

120
00:11:37,980 --> 00:11:44,040
موجودة الآن، فهذه الأحاديث الكثيرة والآيات التي

121
00:11:44,040 --> 00:11:48,160
سبقتها تدلل على أن الجنة والنار موجودتان،

122
00:11:48,160 --> 00:11:53,240
مخلوقتان، فما على العبد إلا أن يشمر ويجتهد في طاعة

123
00:11:53,240 --> 00:11:59,260
ربه تبارك وتعالى وأن يكفعن المعاصي والذنوب حتى

124
00:11:59,260 --> 00:12:04,840
يدخله الله تبارك وتعالى الجنة ويجتنب طريق النار

125
00:12:04,840 --> 00:12:09,020
والعياذ بالله وما فيها من ألوان العذاب الآن نأتي

126
00:12:09,020 --> 00:12:15,000
إلى طالما أن الجنة والنار موجودتان أيات را أهلها

127
00:12:15,000 --> 00:12:23,310
خالدون فيها خلود أهل الجنة وأهل النارأولاً معنى

128
00:12:23,310 --> 00:12:29,410
الخلد في الجنة البقاء والدوام هذا لغة أما اصطلاحا

129
00:12:29,410 --> 00:12:35,630
فهو طول الإقامة بالقرار طول الإقامة طول الإقامة

130
00:12:35,630 --> 00:12:42,630
فهي تقال لمن بقى دائما للمبقى

131
00:12:42,630 --> 00:12:52,730
دائما على الدوام خالدا فيها خالدا فيهافالجنة هذا

132
00:12:52,730 --> 00:12:58,970
ما نعتقده يقينا الجنة دار الخلود الأبدي للمؤمنين

133
00:12:58,970 --> 00:13:06,350
فهي النعيم المقيم الذي لا يزول فلا انقطاع لنعيمها

134
00:13:06,350 --> 00:13:12,230
ولا موت لأهلها وكما علمنا أن الجنة مخلوقة الآن

135
00:13:12,230 --> 00:13:18,770
موجودة والله تبارك وتعالى أراد لها البقاءتنعيما

136
00:13:18,770 --> 00:13:25,130
للمؤمنين فلو كان النعيم مقطوعا لو كان النعيم نعيم

137
00:13:25,130 --> 00:13:31,310
الجنة مقطوعا لأجل المحدد ثم ينتهي فلكان هذا فيه

138
00:13:31,310 --> 00:13:35,970
تنغيص للمؤمنين لكن من كمال نعيم الله تبارك وتعالى

139
00:13:35,970 --> 00:13:39,990
على المؤمنين أن الله تبارك وتعالى أخبرنا أن هذا

140
00:13:39,990 --> 00:13:45,770
النعيم دائم مستمر باقي وكذلك النار فالنار كما

141
00:13:45,770 --> 00:13:53,260
علمنا هي مخلوقةوعذابها دائم ومستمر وباقي وخالد

142
00:13:53,260 --> 00:14:02,300
فالجنة والنار موجودة مخلوقتان لا تبيدان ولا تفنيان

143
00:14:02,300 --> 00:14:07,640
كما ذكر العلماء قال الدكتور عمر سليمان الأشقر

144
00:14:07,640 --> 00:14:13,800
النار خالدة لا تفنى ولا تبيد وكما قال من قبله

145
00:14:13,800 --> 00:14:19,570
الطحاو في عقيدتهأبو جعفر الطحاوي رحمه الله قال

146
00:14:19,570 --> 00:14:26,330
والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ولا تبيدان فهم

147
00:14:26,330 --> 00:14:33,190
إذا خالدتان ونقل ابن حزم اتفاق الأمة على ذلكفقد

148
00:14:33,190 --> 00:14:37,510
جاء في كتابه الفصل في الملل والاهواء والنحل قوله

149
00:14:37,510 --> 00:14:43,710
اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا

150
00:14:43,710 --> 00:14:48,710
لنعيمها ولا للنار ولا لعذابها إلا الجهم ابن صفوان

151
00:14:48,710 --> 00:14:54,910
خالف إجماع الأمة فقال بفناء النار أو بفناء الجنة

152
00:14:55,370 --> 00:15:00,530
فالنصوص الدالة على خلود الجنة والنار كثيرة، هذا هو

153
00:15:00,530 --> 00:15:04,870
مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا هو ما نعتقد به، أن

154
00:15:04,870 --> 00:15:12,350
الجنة والنار موجودة، لا تفنيان ولا تبيدان، فالنار

155
00:15:12,350 --> 00:15:17,890
خالدة لا تبيد، وأهلها فيها خالدون، والجنة خالدة لا

156
00:15:17,890 --> 00:15:24,120
تبيد، وأهلها فيها خالدون،هذا هو معتقد أهل السنة

157
00:15:24,120 --> 00:15:28,680
والجماعة في هذا الموضوع والدليل على الخلود، الأيات

158
00:15:28,680 --> 00:15:34,760
كثيرة، فمنها في أصحاب النار مثلا قال تعالى أولئك

159
00:15:34,760 --> 00:15:40,160
أصحاب النار هم فيها خالدون، هذا عن أهل النار، أما

160
00:15:40,160 --> 00:15:44,660
عن المؤمنين قال تعالى والذين آمنوا وعملوا الصالحات

161
00:15:44,660 --> 00:15:51,470
أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدونهم فيها خالدون.

162
00:15:51,710 --> 00:15:56,230
فبيّن الله تبارك وتعالى ان الخلود في النار والخلود

163
00:15:56,230 --> 00:16:02,370
في الجنة انما هو بحسب الكفر والإيمان. فالكفار

164
00:16:02,370 --> 00:16:07,630
خالدون في النار والمؤمنون خالدون في الجنة. نعيم

165
00:16:07,630 --> 00:16:13,200
هؤلاء الدائموعذاب هؤلاء دائم. ايضا منها قول الله

166
00:16:13,200 --> 00:16:18,280
تبارك وتعالى وللكافرين عذاب مهين. قوله تعالى ومن

167
00:16:18,280 --> 00:16:23,660
يرتد منكم عن دينه فيموت وهو كافر فأولئك حبطت

168
00:16:23,660 --> 00:16:28,900
أعمالهم في الدنيا والاخرة. وأولئك أصحاب نارهم فيها

169
00:16:28,900 --> 00:16:34,660
خالدون. الى آخره الآيات والحديثالآيات كثيرة،

170
00:16:34,660 --> 00:16:40,100
الآيات متظاهرة، متوافرة تدل على هذا المعنى تدل على

171
00:16:40,100 --> 00:16:45,320
أن أهل الجنة مخلدون فيها، خالدون فيها وأن أهل

172
00:16:45,320 --> 00:16:49,680
النار خالدون فيها تعالوا لنرى جملة أيضا من

173
00:16:49,680 --> 00:16:56,560
الأحاديث النبوية التي تدل على هذا المعنى في صحيح

174
00:16:56,560 --> 00:17:02,820
البخاري عن ابن عمررضي الله عنهم عن النبي صلى الله

175
00:17:02,820 --> 00:17:07,680
عليه وسلم قال يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار

176
00:17:07,680 --> 00:17:15,040
النار ثم يقوم مؤذن بينهم ينادي يا أهل النار لا موت

177
00:17:15,040 --> 00:17:22,260
ويا أهل الجنة لا موت خلود وروي عن أبي هريرةقال صلى

178
00:17:22,260 --> 00:17:26,760
الله عليه وسلم يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة لا موت

179
00:17:26,760 --> 00:17:36,030
و لأهل النار يا أهل النار خلود لا موت و هكذاهكذا

180
00:17:36,030 --> 00:17:42,030
يبقى هؤلاء مخلدين في جنتهم وهؤلاء مخلدون في النار.

181
00:17:43,110 --> 00:17:48,950
فكما جاء في حديث ابن عمر عند البخاري رحمه الله قال

182
00:17:48,950 --> 00:17:52,690
صلى الله عليه وسلم إذا أصار أهل الجنة إلى الجنة

183
00:17:53,100 --> 00:17:57,980
وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين

184
00:17:57,980 --> 00:18:02,900
الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي منادي، يا أهل

185
00:18:02,900 --> 00:18:08,620
الجنة، لا موت، يا أهل النار، لا موت، فيزداد أهل

186
00:18:08,620 --> 00:18:15,120
الجنة فرحا إلى فرحهم، فإذا كان النعيم دائما يصر

187
00:18:15,120 --> 00:18:20,890
الإنسان إليهويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم، يزداد

188
00:18:20,890 --> 00:18:26,990
غيظا وحزنا وعذابا في ما هم فيه ولعل هذا الحديث

189
00:18:26,990 --> 00:18:31,330
الذي يرويه الإمام مسلم من أوضح الأحاديث قال صلى

190
00:18:31,330 --> 00:18:35,850
الله عليه وسلم يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش

191
00:18:35,850 --> 00:18:42,630
أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقول يا أهل الجنة هل

192
00:18:42,630 --> 00:18:50,600
تعرفون هذا؟فيشرائبون وينظرون ويقولون نعم الموت هذا

193
00:18:50,600 --> 00:18:56,060
هو الموت قال ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ قال

194
00:18:56,060 --> 00:18:59,820
فيشرائبون وينظرون يشرائبون بمعنى يتطاولون هكذا

195
00:18:59,820 --> 00:19:04,680
ينظرون يدقيقون النظر ويقولون نعم هذا الموت قال

196
00:19:04,680 --> 00:19:11,970
فيؤمروا به فيذبح انتهى الموت خلاص الموت ماتقال ثم

197
00:19:11,970 --> 00:19:16,850
قال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود

198
00:19:16,850 --> 00:19:22,710
فلا موت ثم قرأ صلى الله عليه وسلم وأنذرهم يوم

199
00:19:22,710 --> 00:19:27,590
الحصرة إذا قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون

200
00:19:30,060 --> 00:19:36,940
هكذا يزداد أهل الجنة سرورا ويزداد أهل النار حسرة

201
00:19:36,940 --> 00:19:44,100
وغما أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري يرفعه إلى

202
00:19:44,100 --> 00:19:48,700
النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة

203
00:19:48,700 --> 00:19:54,340
أتي بالموت كالكبش الأملح فيوقف بين الجنة والنار

204
00:19:54,340 --> 00:20:00,610
فيذبح وهم ينظرونوهم ينظرون، خلاص انتهى الموت، مافي

205
00:20:00,610 --> 00:20:06,370
موت بعد الآن، فلو أن أحدا، النبي يخبرنا، فلو أن

206
00:20:06,370 --> 00:20:10,630
أحدا مات فرحا، لمات أهل الجنة

207
00:20:13,480 --> 00:20:18,660
من شدة فرحهم، لو بين فيموتوا، لو فيه موت لماتوا من

208
00:20:18,660 --> 00:20:26,480
شدة فرحهم، ولو أن أحد مات حزنا قهر يعني، لمات أهل

209
00:20:26,480 --> 00:20:32,040
النار. نسأل الله تبارك وتعالى أن يشملنا برحمته وأن

210
00:20:32,040 --> 00:20:37,090
نكون من أهل الجنة.بقى عندنا هذا العنوان الهم جدا

211
00:20:37,090 --> 00:20:42,490
وهو الخلود في النار للكافرين لا لأهل المعاصي وهذا

212
00:20:42,490 --> 00:20:48,970
أمر لعليه تحدثت فيه مرات ومرات بيانته تحت ما يسمى

213
00:20:48,970 --> 00:20:54,250
دائما وسميه حكم مرتكب الكبير مرتكب الكبير وقد

214
00:20:54,250 --> 00:20:57,630
تحدثت عنه في موضوع الشفاعة فنقول هنا وبالله

215
00:20:57,630 --> 00:21:03,520
التوفيق الخلود في النار الخلود في الناريعني يطلق

216
00:21:03,520 --> 00:21:07,800
في القرآن الكريم على دخول الكفار النار وإقامتهم

217
00:21:07,800 --> 00:21:14,400
الأبدية فيها فالخلود الخلود في النار يكون للكافرين

218
00:21:14,400 --> 00:21:20,260
لا لأهل المعاصي يكون في النار لا لأهل المعاصي أما

219
00:21:20,260 --> 00:21:26,280
إن جاءت بعض النصوص إن جاءت بعض النصوص يذكر فيها

220
00:21:26,280 --> 00:21:33,050
الخلودلأهل المعاصي فهذا خلود ليس دائم، إنما على

221
00:21:33,050 --> 00:21:38,850
قدر معاصيهم ينالون العقوبة التي يشاءها الله تبارك

222
00:21:38,850 --> 00:21:44,740
وتعالى، ثم يخرجون من النار، لا يمكثون فيها أبدالا

223
00:21:44,740 --> 00:21:49,520
يمكثون فيها أبدًا، فأصحاب المعاصي خلودهم ليس كخلود

224
00:21:49,520 --> 00:21:55,240
الكفار، ولكن خلودهم كلهم بحسب معصيته، ثم ينقطع

225
00:21:55,240 --> 00:22:00,420
ويخرج إلى الخلود في الجنة، ما كان موحدًا من أهل

226
00:22:00,420 --> 00:22:05,100
الإسلام طالما أنه موحد، طالما أنه جاء بالتوحيد

227
00:22:05,100 --> 00:22:12,110
بإفراد الله تبارك وتعالى، طالما أنه جاءمفردا لله

228
00:22:12,110 --> 00:22:17,750
تبارك وتعالى، لا يعتقد معه شريك البتة، هذه فضيلة

229
00:22:17,750 --> 00:22:22,250
التوحيد، هذه فضيلة التوحيد، حتى لو أنه دخل النار

230
00:22:23,270 --> 00:22:28,050
حتى لو أنه دخل النار ومكث فيها ما شاء الله له أن

231
00:22:28,050 --> 00:22:34,650
يمكث ثم يخرج بعد ذلك يخرجوا إما بشفاعة النبي أو

232
00:22:34,650 --> 00:22:39,750
بشفاعة النبيين أو بشفاعة الملائكة أو بشفاعة شهيد

233
00:22:39,750 --> 00:22:46,140
أو بشفاعة مؤمنأو بشفاعة

234
00:22:46,140 --> 00:22:50,880
أرحم الراحمين سبحانه وتعالى أو بشفاعة أرحم

235
00:22:50,880 --> 00:22:55,080
الراحمين تبارك وتعالى يخرج من النار لعموم قوله

236
00:22:55,080 --> 00:23:01,780
تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك

237
00:23:01,780 --> 00:23:03,220
لمن يشاء ثم

238
00:23:06,210 --> 00:23:10,610
لأحاديث الشفاعة ومنها حديث النبي صلى الله عليه

239
00:23:10,610 --> 00:23:16,870
وسلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فهذا الحديث صريح

240
00:23:16,870 --> 00:23:23,490
صحيح واضح يدلل على ما أردنا بصورة قوية وواضحة

241
00:23:23,490 --> 00:23:29,510
وجالية أن المؤمنين إن ماتوا على معاصيهم من غير

242
00:23:29,510 --> 00:23:36,310
توبة في الدنيا تكون المعاصي من بعض الموحدينفإن طاب

243
00:23:36,310 --> 00:23:39,690
من طاب طاب الله عليه، هذا في الدنيا، لكن إن مات من

244
00:23:39,690 --> 00:23:44,090
غير توبة، معتقد أهل السنة والجماعة أنه في ما شئت

245
00:23:44,090 --> 00:23:48,690
الله، إن شاء عفى عنه، وإن شاء عذبه، وإن عذبه، لا

246
00:23:48,690 --> 00:23:53,910
يخلده في النار، لا يخلده في النار لسببين، أولا

247
00:23:53,910 --> 00:23:59,290
لعموم قوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر

248
00:23:59,290 --> 00:24:02,770
ما دون ذلك لمن يشاء، والأمر الثاني

249
00:24:05,330 --> 00:24:11,790
لعموم الحديث الشفاعة ومن هذا الحديث شفاعتي لأهل

250
00:24:11,790 --> 00:24:17,790
الكبائر من أمتي شفاعتي بشكل خاص لأهل الكبائر من

251
00:24:17,790 --> 00:24:21,450
أمتي أهل الكبائر سيكونوا هؤلاء من المؤمنين في

252
00:24:21,450 --> 00:24:25,790
الجنة ام في النار يكونون في النار فيشفع فيهم النبي

253
00:24:25,790 --> 00:24:30,690
فيخرجونبمعنى أنهم لا يخلدون إذا دخلوا النار، لا

254
00:24:30,690 --> 00:24:36,030
يخلدون فيها، هذا هو معتقد أهل السنة والجماعة في

255
00:24:36,030 --> 00:24:42,570
المرتكب الكبير. فإذا نستفيد من هذا الأمر أن الخلود

256
00:24:42,570 --> 00:24:49,650
في النار للكفار، لا لأهل المعاصي، للكفار، لا لأهل

257
00:24:49,650 --> 00:24:55,560
المعاصي، أهل المعاصيالموحدون الذين دخلوا النار،

258
00:24:55,560 --> 00:24:59,500
الذين لم يشاء الله عز وجل أن يعفو عنهم، لم يغفر

259
00:24:59,500 --> 00:25:04,160
لهم، لم يتجاوز عن سيئاتهم، لم يسامحهم، أراد الله

260
00:25:04,160 --> 00:25:10,200
عز وجل أن يعذبهم، يدخلهم النار مدة لا يعلمها إلا

261
00:25:10,200 --> 00:25:15,700
الله تبارك وتعالى، ثم يخرجون منها، لا يخلدون في

262
00:25:15,700 --> 00:25:22,530
الناركما قلت لهذه السببين أولا لعموم قوله تعالى إن

263
00:25:22,530 --> 00:25:27,670
الله لا يغفر أيشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء

264
00:25:27,670 --> 00:25:31,830
ولأحديث الشفاعة السبب الثاني لأحديث الشفاعة

265
00:25:31,830 --> 00:25:38,150
السابقة ومنها حديث النبي شفاعتي لأهل الكبائر من

266
00:25:38,150 --> 00:25:44,860
أمتي أعتقد أن الأمر في غاية الوضوحبقى عندنا أثر

267
00:25:44,860 --> 00:25:50,360
الإيمان باليوم الآخر في حياة المسلم فبالتأكيد الذي

268
00:25:50,360 --> 00:25:55,740
يؤمن باليوم الآخر ركنا من أركان الإسلام ينعكس هذا

269
00:25:55,740 --> 00:26:01,980
الإيمان و هذا التصديق على حياته بصورة جالية و على

270
00:26:01,980 --> 00:26:08,160
أفعاله ينعكس آثارا من هذه الأثار أن الإيمان باليوم

271
00:26:08,160 --> 00:26:13,860
الآخر من علامات الصدق والتقوىمن علامات الصدق

272
00:26:13,860 --> 00:26:19,060
والتقوى كما ذكر ربنا تبارك وتعالى، ليس البرة أن

273
00:26:19,060 --> 00:26:24,640
تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البرة من آمن

274
00:26:24,640 --> 00:26:30,870
بالله واليوم الآخرفمن آمن بالله و باليوم الآخر هو

275
00:26:30,870 --> 00:26:37,370
يعني من الأبرار، من الذي فعل فعلًا من أفعال البر،

276
00:26:37,370 --> 00:26:43,050
ثم من الأثار أيضًا الزهد في الدنيا، الزهد في

277
00:26:43,050 --> 00:26:48,280
الدنيا، فالإنسان الذييعتقد باليوم الآخر يعرف ويعلم

278
00:26:48,280 --> 00:26:52,000
أن هذه الدنيا فانية وأن مقاله إلى الله تبارك

279
00:26:52,000 --> 00:26:56,760
وتعالى، إما إلى جنة وإما إلى نار، فنجده يزهد في

280
00:26:56,760 --> 00:27:02,990
هذه الدنيا، ليس معنى ذلك أن يترك العملوان يستكين

281
00:27:02,990 --> 00:27:08,030
وان يتواكل فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعمل

282
00:27:08,030 --> 00:27:13,850
لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

283
00:27:13,850 --> 00:27:18,150
فنجد هذا الذي يعتقد باليوم الآخرزاهدا في الأمور

284
00:27:18,150 --> 00:27:22,730
الدنيا ليس منكبّن عليها أو حريصا عليها ثالثا

285
00:27:22,730 --> 00:27:28,470
الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاء ثواب ذلك

286
00:27:28,470 --> 00:27:32,840
اليوم فحتى ينال الثواب من الله تبارك وتعالىنجده

287
00:27:32,840 --> 00:27:39,380
حريصا على الطاعات على فعل يعني فضلا عن الفرائض

288
00:27:39,380 --> 00:27:47,380
والواجبات أيضا يقبل على النوافل والصداقات والتقرب

289
00:27:47,380 --> 00:27:52,540
إلى الله تبارك وتعالى بصالح الأعمال رابعا الرهب من

290
00:27:52,540 --> 00:27:58,240
فعل المعصية فكما أنه يبتعدهو يبتعد .. يرغب في فعل

291
00:27:58,240 --> 00:28:03,220
الطعام أيضًا يبتعد عن فعل المعصية خوفًا من عقاب

292
00:28:03,220 --> 00:28:07,660
الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم ومما يعتقد به هو

293
00:28:07,660 --> 00:28:12,800
مما يكون للكافرين والعصاء في نار جهنم والعياذ

294
00:28:12,800 --> 00:28:14,120
بالله أيضًا

295
00:28:16,360 --> 00:28:21,840
من الآثار تسلية المؤمن عن ما يفوته في الدنيا، عن

296
00:28:21,840 --> 00:28:25,840
ما يفوته في الدنيا. فالمؤمن يعلم أن هذه الدنيا هي

297
00:28:25,840 --> 00:28:32,000
دار ابتلاء ودار فتنة ودار بلاء وبالتالي هو إن فاته

298
00:28:32,320 --> 00:28:39,040
يعني كثير من الملذات والأطائب التي يستلذ بها عامة

299
00:28:39,040 --> 00:28:42,840
الناس أو من من آتاهم الله تبارك وتعالى من فضله في

300
00:28:42,840 --> 00:28:47,540
هذه الدنيا فهو سيناله هذا الأجر وسيناله هذا النعيم

301
00:28:47,540 --> 00:28:52,730
في الآخرةفهذا الإيمان فيه تسليا للمؤمن بما ينتظره

302
00:28:52,730 --> 00:28:57,510
من ألوان النعيم التي أعدها الله تبارك وتعالى له في

303
00:28:57,510 --> 00:29:03,550
الدنيا وكما قال ربنا تبارك وتعالى في الحديث القدسي

304
00:29:03,550 --> 00:29:10,030
أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر

305
00:29:10,030 --> 00:29:15,330
على قلب بشر أيضا من الآثار تربية الشعور بالمسئولية

306
00:29:16,080 --> 00:29:20,780
تربية الشعور بالمسئولية فالمؤمن وقف عند حدود الله

307
00:29:20,780 --> 00:29:24,900
تبارك وتعالى لأنه يعلم أنه إن عصى الله تبارك

308
00:29:24,900 --> 00:29:30,900
وتعالى سيسأل عن هذا الفعل وقفوهم إنهم مسئولون هو

309
00:29:30,900 --> 00:29:36,140
يعلم أنه إن فعل معصية فهناك ملائكة تسجل عليه

310
00:29:36,140 --> 00:29:42,720
حركاته وسكناته وأفعاله وأقواله طاعاته ومعاصيهفثم

311
00:29:42,720 --> 00:29:46,860
سيحاسب عليها أمام الله تبارك وتعالى فنجده يشعر

312
00:29:46,860 --> 00:29:52,240
بالمسؤولية يعرف كيف يتصرف و أين يذهب و أي عمل

313
00:29:52,240 --> 00:29:58,220
يمتهن و أي قول يقول ينتقي ألفاظه انتقاء و هكذا في

314
00:29:58,220 --> 00:30:06,460
كل سائر حياته أيضا من الأثار ضبط جميع الدوافع

315
00:30:06,460 --> 00:30:12,760
والغرائز وفق نظام الإسلام فالذي يؤمن باليوم الآخر

316
00:30:12,760 --> 00:30:18,860
وقاف عند حدود الله تبارك وتعالى شعاره شعاره سمعنا

317
00:30:18,860 --> 00:30:24,520
وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فلا يتبع غرائزه

318
00:30:24,520 --> 00:30:30,440
وشهواتهإلا وفق الإسلام، فإن أراد مثلا يعني إفراغ

319
00:30:30,440 --> 00:30:36,540
شهوته فعليه بالزواج الشرعي، لا ينظر إلى المحرمات،

320
00:30:36,540 --> 00:30:40,240
لا ينظر إلى الأخريات أو المحصنات، لا يقظف

321
00:30:40,240 --> 00:30:44,120
المحصنات، لا يطمع في فعل الفاحشة البتة، لا ينظر

322
00:30:44,120 --> 00:30:47,680
إلى الصور العارية، لا يلهث ورا المغريات، إنما

323
00:30:47,680 --> 00:30:53,540
دائما هويعني يكبح جماعة نفسه ويلتزم بتاعة الله

324
00:30:53,540 --> 00:31:00,180
تبارك وتعالى وفق نظام الإسلام أيضا من هذه الآثار

325
00:31:00,180 --> 00:31:05,560
إيثار الآخر على الدنيا والصبر على الشدائد فمصائب

326
00:31:05,560 --> 00:31:10,580
الدنيا هذه وشدائدها ومرارة العيش وشظافه كل ذلك

327
00:31:10,580 --> 00:31:15,120
يعلم المؤمن الذي يؤمن باليوم الآخر أن هذا ابتلاء

328
00:31:15,120 --> 00:31:21,370
من الله تبارك وتعالى ولذلك نجده يصبريصبر رجاء ثواب

329
00:31:21,370 --> 00:31:25,530
الله تبارك وتعالى، لا يشكو الخالق للمخلوق، لا يشكو

330
00:31:25,530 --> 00:31:29,270
الخالق، لا يتضجر، لا يتأثث، لا يشكو الخالق

331
00:31:29,270 --> 00:31:33,070
للآخرين، لا يشكو الخالق، إنما يشكو لله تبارك

332
00:31:33,070 --> 00:31:36,510
وتعالى، ويعلم أن ذلك منه ابتلاء من الله تبارك

333
00:31:36,510 --> 00:31:40,170
وتعالى، ابتلاء اختبار، الله يختبره في إيمانه، في

334
00:31:40,170 --> 00:31:47,940
صدقه، فأيثبت أم يتجر؟و يشكو الخالق إلى المخلوقين

335
00:31:47,940 --> 00:31:54,540
نجد الذي يؤمن باليوم الآخر يعني يؤثر الحياة الآخر

336
00:31:54,540 --> 00:31:58,460
على الدنيا و يصبر على هذه الشدائد لأ يصبر لأ بدون

337
00:31:58,460 --> 00:32:04,540
تأفف ثم من هذه الآثار الحظر من الدنيا و الزهد فيها

338
00:32:04,540 --> 00:32:09,580
و الصبر على شدائدها و طمأنية القلب و سلامته و هذه

339
00:32:09,580 --> 00:32:14,570
ثمرة حقيقة مبارك يعني تورث الإنسان القناعةطولة

340
00:32:14,570 --> 00:32:19,970
الإنسان القناعة وسلامة القلب من الحرص والحسد والغل

341
00:32:19,970 --> 00:32:26,210
والشحناء، فالمؤمن يعيش بتفكيره في الآخرة، هو صحيح

342
00:32:26,210 --> 00:32:30,890
أنه يعيش في الدنيا، لكنه يعيش للآخرة، كل حياته، ما

343
00:32:30,890 --> 00:32:35,940
الدنيا عنده إلا ممر لهذه الآخرةما الدنيا عنده إلا

344
00:32:35,940 --> 00:32:41,120
ممر للآخرة لأنه يعتقد أن هذه الدنيا كشجرة كرجل

345
00:32:41,120 --> 00:32:46,920
استظلة بظل الشجرة فسرعان ما يتركها سرعان ما يترك

346
00:32:46,920 --> 00:32:55,760
سرعان ما ينتهي هذا الظل فهي سريعة تمر سريعة هذه

347
00:32:55,760 --> 00:33:02,580
يعني بعض الآثار التييعني تنعكس على حياة المسلم

348
00:33:02,580 --> 00:33:07,340
المؤمن باليوم الآخر الركن الخامس من أركان الإيمان

349
00:33:07,340 --> 00:33:13,140
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بما سمعنا وأن

350
00:33:13,140 --> 00:33:17,400
يجعلنا من عباده الصالحين الذين يستمعون القول

351
00:33:17,400 --> 00:33:21,620
فيتبعون أحسنه أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم

352
00:33:21,620 --> 00:33:24,000
والسلام عليكم ورحمة الله وبركته