1 00:00:20,890 --> 00:00:24,530 أعوذ بالله السميع العلي من الشيطان الرجيم بسم الله 2 00:00:24,530 --> 00:00:29,030 الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم 3 00:00:29,030 --> 00:00:32,610 على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله الصادق 4 00:00:32,610 --> 00:00:37,070 الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين 5 00:00:37,070 --> 00:00:45,510 وبعد بعد أن ذكرنا أسماء اليوم الآخر نبدأ اليوم في 6 00:00:45,510 --> 00:00:52,580 موضوع إِنْهَامِهِ وهو مذاهب الناس في البعث فالناس مختلفون 7 00:00:52,580 --> 00:00:57,640 أشد الاختلاف في هذا الأمر كما قال تبارك وتعالى عما 8 00:00:57,640 --> 00:01:03,240 يتساءلون عن النبأ العظيم والمقصود بالنبأ العظيم هو 9 00:01:03,240 --> 00:01:08,080 يوم القيامة وهو موضوعنا ويمكن لنا أن نصنف الناس 10 00:01:08,080 --> 00:01:14,980 قديمًا وحديثًا من حيث مذاهبهم في البعث واعتقاداتهم 11 00:01:14,980 --> 00:01:20,160 إلى أصناف أربعة الموجود أمامنا ثلاثة لكن سنضيف 12 00:01:20,160 --> 00:01:24,200 إليهم صنفًا أو نستنبطه استنباطًا سيكون الحديث معناه 13 00:01:24,200 --> 00:01:28,700 أيّ فيه تلقائيًا يعني يمكننا أن نصنف المكذبين 14 00:01:28,700 --> 00:01:35,360 بالبعث والنشور إلى ثلاثة أصناف هؤلاء المكذبين 15 00:01:35,360 --> 00:01:40,650 هناك صنف رابع وهو المُصدِّق وهو المصدق وهو مذهب أهل 16 00:01:40,650 --> 00:01:45,710 السنة والجماعة فيصبح مذاهب الناس أربعًا لكن 17 00:01:45,710 --> 00:01:51,210 المكذبين منهم ثلاثة المكذبين بالبعث ثلاثة أول 18 00:01:51,210 --> 00:01:55,170 هؤلاء المكذبين الملاحدة الذين أنكروا وجود الخالق 19 00:01:55,170 --> 00:02:00,350 تبارك وتعالى هؤلاء الفلاسفة الدهريون الطبيعيون 20 00:02:00,350 --> 00:02:05,050 الذين يعني أنكروا وجود الخالق تبارك وتعالى جملة 21 00:02:05,850 --> 00:02:10,730 يعني ما تبقى منهم في هذه الأيام إلا الشيوعيون في 22 00:02:10,730 --> 00:02:16,070 عصرنا ينكرون صدور الخلق عن الخالق فهؤلاء أصلاً 23 00:02:16,070 --> 00:02:19,410 ينكرون النشأة الأولى وبالتالي ينكرون النشأة 24 00:02:19,410 --> 00:02:23,730 الثانية ينكرون أن الله أصلاً خلقنا وبالتالي ينكرون 25 00:02:23,730 --> 00:02:30,070 أن الله سيبعثنا يوم القيامة فهؤلاء حقيقة من العبث 26 00:02:30,070 --> 00:02:36,560 أن نناقشهم في البعث الأولى إذا كنا نريد أن نرتب 27 00:02:36,560 --> 00:02:41,580 الأولويات الأولى أن نناقشهم في إثبات وجود الخالق 28 00:02:41,580 --> 00:02:46,780 في إثبات وجود الخالق قبل أن نناقشهم في إثبات البعث 29 00:02:46,780 --> 00:02:52,420 فإن ثبت لهم أن للكون خالقًا وأنه أرسل رسولًا وأنزل 30 00:02:52,420 --> 00:02:58,640 كتبًا وأثبتنا لهم أن الله عز وجل أخبر على لسان 31 00:02:58,640 --> 00:03:05,370 رسوله وفي كتبه أنه سيحاسب الناس يوم القيامة في هذا 32 00:03:05,370 --> 00:03:10,130 البعث يقول الأمر منطقيًا فباب أولى ألا نناقشهم 33 00:03:10,130 --> 00:03:14,850 الأولى أن نثبت لهم ابتداء وجود الخالق تبارك وتعالى 34 00:03:14,850 --> 00:03:19,590 هذا الصنف الأول الصنف الثاني ممن يكذبون بالبعث 35 00:03:19,590 --> 00:03:24,910 الذين يعترفون بوجود خالق لكنهم يكذبون بالبعث 36 00:03:24,910 --> 00:03:31,090 والنشور منهم العرب مشركو العرب مشركو مكة كانوا هكذا 37 00:03:31,090 --> 00:03:36,110 ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولون الله 38 00:03:36,110 --> 00:03:42,310 لكن كانوا يعجبون أشد العجب عندما يخبرهم النبي صلى 39 00:03:42,310 --> 00:03:47,170 الله عليه وسلم أن الله سيبعثهم يوم القيامة 40 00:03:47,170 --> 00:03:52,170 وسيحاسبون على أعمالهم وقال الذين كفروا أذا كنا 41 00:03:52,170 --> 00:04:01,450 ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون؟ لقد 42 00:04:01,450 --> 00:04:05,910 وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير 43 00:04:05,910 --> 00:04:12,930 الأولين هكذا كانوا يعتقدون فهؤلاء يعترفون بالخالق 44 00:04:13,950 --> 00:04:19,730 ولكنهم ينكرون الإيه؟ يكذبون بالبعث والنشور، هؤلاء 45 00:04:19,730 --> 00:04:25,350 يُزعمون أنهم يؤمنون بالله، ولكن يزعمون أن قدرة الله 46 00:04:25,350 --> 00:04:30,580 عاجزة عن إحيائهم بعد إماتتهم يعني بعد أن مرت عليهم 47 00:04:30,580 --> 00:04:37,320 الظهور والعصور والسنون، كيف لله عز وجل أن يبعثهم 48 00:04:37,320 --> 00:04:43,180 بعد أن ضلت وماعت وساحت واختلطت عظامهم وأجسادهم 49 00:04:43,180 --> 00:04:47,700 بالتراب ومرت عليها ألوف ألوف السنين؟ كيف سيبعثهم 50 00:04:47,700 --> 00:04:52,810 الله تبارك وتعالى؟ لذلك هم يستبعدون ويستعظمون و 51 00:04:52,810 --> 00:04:58,930 يستهجنون وينكرون البعث والنشور ينكرون أن الله عز 52 00:04:58,930 --> 00:05:04,570 وجل سيبعثنا هناك فرقة من اليهود تُسمّى الصادقيون 53 00:05:04,570 --> 00:05:09,810 الصادقيين هؤلاء يُزعمون أنهم لا يؤمنون إلا بتوراة 54 00:05:09,810 --> 00:05:13,310 موسى أيضًا هم يكذبون بالبعث والنشور ويكذبون 55 00:05:13,310 --> 00:05:19,500 بالجنة والنار هم يعتقدون بوجود الخالق يعتقدون كأهل 56 00:05:19,500 --> 00:05:27,280 مكة كالقرشيين كمشركي مكة يعتقدون بوجود خالق لكن 57 00:05:27,280 --> 00:05:33,920 ينكرون البعث الفريق الثالث من الذين يكذبون بالبعث 58 00:05:33,920 --> 00:05:39,040 الذين يؤمنون بالمعاد آمنوا بالبعث لكن على غير 59 00:05:39,040 --> 00:05:45,220 الصفة التي جاءت بها الشرائع السماوية على غير الصفة 60 00:05:45,220 --> 00:05:49,400 التي جاءت بها الشرائع السماوية هم يعتقدون بالبعث 61 00:05:50,040 --> 00:05:55,720 يعتقدون بأن الإنسان سيعذب أو ينعم لكن على غير 62 00:05:55,720 --> 00:06:00,700 الطريقة وبغير الوصف الذي جاء مثلًا في القرآن الكريم 63 00:06:00,700 --> 00:06:05,180 وكما جاء في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم من هؤلاء 64 00:06:05,180 --> 00:06:12,900 مثلًا الهنود الذين يعتقدون يعتقدون بتناسخ الأرواح 65 00:06:12,900 --> 00:06:19,290 فهؤلاء يعتقدون أن الإنسان إن مات الإنسان إن كان 66 00:06:19,290 --> 00:06:25,010 رجلًا مثلًا تنتقل روحه إلى وليد صغير تنتقل روحه إلى 67 00:06:25,010 --> 00:06:32,510 وليد صغير ثم إذا كان هذا الرجل خيرًا تنتقل روحه في 68 00:06:32,510 --> 00:06:39,970 سبع دورات في ... في أناس أخيار وهذا هو النعيم مرة 69 00:06:39,970 --> 00:06:45,480 أخرى هؤلاء الذين يؤمنون بالمعاد على غير الصفة التي 70 00:06:45,480 --> 00:06:51,100 جاءت بها الشريعة السماوية، أضرب لهم مثلًا بالهنود 71 00:06:51,100 --> 00:06:55,480 الذين يعتقدون بتناسخ الأرواح، تناسخ الأرواح معناها 72 00:06:55,480 --> 00:07:00,820 انتقال الروح من بدن إلى بدن فهم يعتقدون أن الرجل إن 73 00:07:00,820 --> 00:07:05,520 كان خيرًا في الدنيا ومات، تنتقل روحه إلى وليد صغير، 74 00:07:05,520 --> 00:07:09,500 سبع مرات، سبع دورات، سبع دورات، يعني هذا الوليد 75 00:07:09,500 --> 00:07:13,930 يموت فتنتقل روحه إلى وليد آخر ثم إلى وليد آخر ثم 76 00:07:13,930 --> 00:07:18,210 إلى وليد آخر سبع مرات وهذا ما يسمّى النعيم حتى يصل 77 00:07:18,210 --> 00:07:22,590 إلى ما يسمّى عندهم النيرفانا ال Nirvana بمعنى أيّه؟ 78 00:07:22,590 --> 00:07:26,790 يعني العيش هناك مع الآلهة أو مع الملائكة في عالم 79 00:07:26,790 --> 00:07:31,960 الملائكة في عالم النعيم أما هذا هو الجنة عندهم، هذا 80 00:07:31,960 --> 00:07:35,180 هو مفهوم الجنة، لاحظوا، لكن على غير الوصف الذي جاء 81 00:07:35,180 --> 00:07:39,880 في القرآن الكريم أما النار أو جهنم، أيضًا هم 82 00:07:39,880 --> 00:07:44,780 يعتقدون أن الإنسان إن مات وكان شريرًا، فهو تنتقل 83 00:07:44,780 --> 00:07:50,260 روحه إلى روح طفل أو وليد صغير، سبع مرات، سبع 84 00:07:50,260 --> 00:07:55,080 دورات، فيتأذّى سبع مرات في شقاء وفي تعب وفي شر 85 00:07:55,080 --> 00:08:00,660 فيتأذّى أذًى شديدًا هكذا الجنة عندهم وهكذا النار 86 00:08:00,660 --> 00:08:05,080 عندهم نجد مثل هذا الاعتقاد انتقل أيضًا إلى بعض 87 00:08:05,080 --> 00:08:10,080 الفرق التي تنتسب إلى الإسلام وليست منه تنتسب إلى 88 00:08:10,080 --> 00:08:16,440 الإسلام وليست منه مثل النصيرية العلويين فهؤلاء 89 00:08:16,440 --> 00:08:23,010 يعتقدون يعتقدون أيضًا بتناسخ الأرواح وعندهم اعتقاد 90 00:08:23,010 --> 00:08:29,110 أسوأ من اعتقاد الهنود عندهم يعني اعتقاد بأن الروح 91 00:08:29,110 --> 00:08:33,550 تنتقل ... يمكن أن تنتقل إلى جماد ويمكن أن تنتقل إلى 92 00:08:33,550 --> 00:08:38,080 حيوان ويمكن أن تنتقل إلى نبات ويمكن أن تنتقل إلى 93 00:08:38,080 --> 00:08:42,560 إنسان ويسمونه ... يسمّونها على أربع مراتب النسخ 94 00:08:42,560 --> 00:08:47,720 والرسخ والمسخ والفسخ هذا اعتقادهم اعتقاد ... وهذا 95 00:08:47,720 --> 00:08:51,800 لعلكم يعني تأخذونه في مادة الفرق في التاريخ 96 00:08:51,800 --> 00:08:58,810 الإسلامي عند الدروز الذين يعتقدون بألوهية الحاكم 97 00:08:58,810 --> 00:09:02,810 بأمر الله الفاطمي هؤلاء أيضًا عندهم ما يسمّى عقيدة 98 00:09:02,810 --> 00:09:08,370 التقمّص التقمّص يعتقدون أن هذه الروح لبست هذا القميص 99 00:09:08,370 --> 00:09:13,970 الذي هو الجسد فلما بلي القميص استبدلته الروح بقميص 100 00:09:13,970 --> 00:09:18,790 آخر استبدلته الروح بقميص آخر بمعنى أن الإنسان عندما 101 00:09:18,790 --> 00:09:23,270 يولد عندما يموت الرجل عندما يموت تنتقل روحه إلى 102 00:09:23,270 --> 00:09:29,880 وليد صغير إلى وليد صغير، فإذا كانت المرأة تنتقل إلى 103 00:09:29,880 --> 00:09:34,300 وليدة صغيرة، إلى بنت صغيرة، وهكذا، ولذلك عندهم 104 00:09:34,300 --> 00:09:38,400 على اعتقادهم أن عدد العالم لا يزيد ولا ينقص عدد 105 00:09:38,400 --> 00:09:45,700 العالم لا يزيد ولا ينقص وهذا يكذّبه الواقع يسمّى 106 00:09:45,700 --> 00:09:50,580 عقيدة التقمّص عند الدروز وهي عقيدة باطلة كما تراهم 107 00:09:50,580 --> 00:09:55,600 على كل حال فالذين يؤمنون بالمعاد على غير الصفة 108 00:09:55,600 --> 00:10:00,200 التي جاءت بها الشرائع السماوية هؤلاء فريق من الذين 109 00:10:00,200 --> 00:10:07,900 يكذبون بالبعث لأنهم يعتقدون بمعاد أو ببعث على غير 110 00:10:07,900 --> 00:10:12,100 الصفة التي أخبر بها القرآن الكريم وأخبر بها نبينا 111 00:10:12,100 --> 00:10:16,040 صلى الله عليه وسلم هناك فريق آخر إذا قلنا ما هي 112 00:10:16,040 --> 00:10:22,520 مذاهب الناس في البعث ما هي مذاهب الناس في البعث 113 00:10:22,520 --> 00:10:27,000 يبقى الفريق الرابع وهو فريق أهل السنة والجماعة 114 00:10:27,000 --> 00:10:32,730 الذي يعتقد ويؤمن بالمعاد على الصفة وفق الصفة التي 115 00:10:32,730 --> 00:10:38,090 جاءت بها الشرائع السماوية، أليس كذلك؟ نعم، نحن 116 00:10:38,090 --> 00:10:43,910 نصدق بالبعث والنشور بحسب ما جاء في القرآن الكريم 117 00:10:43,910 --> 00:10:47,930 وفي السنة النبوية، فإذا لو رجعنا إلى أول الصفحة، 118 00:10:47,930 --> 00:10:52,730 مذاهب الناس في البعث أربع، لكن أصناف المكذبين 119 00:10:52,730 --> 00:11:02,720 ثلاثة، مذاهب الناس في البعث أربع، نضيف إليهم أنفسنا 120 00:11:02,720 --> 00:11:07,920 الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة لكن أصناف المكذبين 121 00:11:07,920 --> 00:11:13,660 هم ثلاثة أصناف نأتي إلى المطلب الثاني وهو أدلة 122 00:11:13,660 --> 00:11:20,470 البعث والنشور وهو مبحث عظيم وجدير بالاهتمام جدير 123 00:11:20,470 --> 00:11:25,430 بالحديث فيه وإقامة الأدلة عليه فكم اعتنى القرآن 124 00:11:25,430 --> 00:11:29,250 الكريم بهذا الأمر سواء القرآن المكي أو المدني 125 00:11:29,250 --> 00:11:35,590 القرآن المكي تحديدًا اعتنى بثلاثة مسائل هذه واحدة 126 00:11:35,590 --> 00:11:40,610 منها اعتنى بإثبات وحدانية الله تبارك وتعالى 127 00:11:40,610 --> 00:11:45,210 والمسألة الثانية إثبات صدق النبي صلى الله عليه 128 00:11:45,210 --> 00:11:50,780 وسلم في دعواه النبوة، والمسألة الثالثة إثبات البعث 129 00:11:50,780 --> 00:11:58,240 وهو موضوعنا، وهو موضوعنا، فكم ناقش القرآن الكريم، 130 00:11:58,240 --> 00:12:03,000 القرآن المكي تحديدا، المكي منه تحديدا، كم ناقش 131 00:12:03,000 --> 00:12:11,480 يعني شبهات؟ شبهات ومعتقدات الدهريين أو أهل مكة 132 00:12:11,480 --> 00:12:17,200 مشركي مكة في اعتقادهم الباطل في البعث والنشور، فهم 133 00:12:17,200 --> 00:12:22,520 ينكرونه أشد الإنكار، هم ينكرونه أشد الإنكار، وهم 134 00:12:22,520 --> 00:12:28,580 حقيقة في إنكارهم ليوم الآخر لا يملكون دليلا، يعني 135 00:12:28,580 --> 00:12:34,560 لو سألنا المنكرين للبعث قديما وحديثا، القدماء منهم 136 00:12:34,560 --> 00:12:41,220 والمعاصرين، لو سألناهم ما أدلتكم على إنكار البعث 137 00:12:41,220 --> 00:12:46,200 والنشور؟ لا نجد عندهم إلا الاستبعاد والاستهجان 138 00:12:46,200 --> 00:12:48,820 والاستهجان 139 00:12:51,290 --> 00:12:56,570 والاندهاش، ليس لهم أدلة، هذه ليست أدلة، ليست أدلة، 140 00:12:56,570 --> 00:13:02,250 يعني مثلا إذا متنا وكنا ترابا، ذلك رجوع بعيد، فهذا 141 00:13:02,250 --> 00:13:08,060 أمر مستبعد بعد ما متنا وأصبحنا ترابا واختلطت هذه 142 00:13:08,060 --> 00:13:12,940 الجثث، هذه الأجساد ومر عليها ألف سنة، اختلطت 143 00:13:12,940 --> 00:13:17,100 بالتراب، بتراب الأرض ومرت عليها الدهور والسنون، هل 144 00:13:17,100 --> 00:13:22,580 يعقل؟ هل يمكن أن تعاد هذه الأرواح كما يخبر القرآن 145 00:13:22,580 --> 00:13:26,100 الكريم وكما يخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فيقوم 146 00:13:26,100 --> 00:13:30,640 الناس من قبورهم؟ ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقومون 147 00:13:30,640 --> 00:13:34,500 كما يخبر القرآن الكريم للحساب أمام الله تبارك 148 00:13:34,500 --> 00:13:38,610 وتعالى في المحاكمة العادلة؟ هكذا هم يستبعدون 149 00:13:38,610 --> 00:13:44,990 ويستعظمون أن يكون... أن يكون هناك يوم آخر يحاسب 150 00:13:44,990 --> 00:13:51,010 فيه؟ أن ناسهم يستعظمون ذلك، وحقيقة هم يفعلون ذلك 151 00:13:51,010 --> 00:13:56,130 لأنهم يحكمون عقولهم في هذا الأمر ولا يقبلون بالوحي 152 00:13:56,130 --> 00:14:01,070 الذي أنزله الله تبارك وتعالى، ونحن بفضل الله عز وجل 153 00:14:01,070 --> 00:14:09,000 ومنته، في جعبتنا أدلة متنوعة متعددة كثيرة على إثبات 154 00:14:09,000 --> 00:14:14,900 البعث والنشور، ليس واحدا منها، هناك أدلة حسية على 155 00:14:14,900 --> 00:14:19,860 البعث والنشور، وهناك أدلة عقلية، وهناك أدلة نقلية 156 00:14:19,860 --> 00:14:26,820 وسنتطوف معا إن شاء الله تعالى في هذه الأدلة واحدة 157 00:14:26,820 --> 00:14:32,580 تلو الأخرى، نشرحها ونبينها ونفصلها ونثبت من خلال 158 00:14:32,580 --> 00:14:39,770 كل دليل على انفراد أنه أن اليوم الآخر كائن لا محالة 159 00:14:39,770 --> 00:14:44,910 أنه سيحصل كما أخبر الله تبارك وتعالى، كما قال 160 00:14:44,910 --> 00:14:50,620 تبارك وتعالى: إن الدين لواقع، إن الساعة آتية أكاد 161 00:14:50,620 --> 00:14:55,500 أخفيها، كما أخبر ربنا تبارك وتعالى، اقتربت الساعة 162 00:14:55,500 --> 00:15:00,100 وانشق القمر إلى آخره من النصوص، فالأدلة كثيرة 163 00:15:00,100 --> 00:15:06,360 سنتناولها إن شاء الله واحدا واحدا، وهذه الأدلة قبل 164 00:15:06,360 --> 00:15:12,420 أن أبدأ فيها، لعل بعضها يصلح للمؤمنين وحدهم، لعل 165 00:15:12,420 --> 00:15:19,130 المنكر الملحد المادي لا يقبل ببعضها، لا يقبل ببعضها 166 00:15:19,130 --> 00:15:25,310 لكن بعضها يصلح للمؤمنين، وأنا سأشير إلى الناقلية 167 00:15:25,310 --> 00:15:29,930 منها، والذي يصلح للمؤمنين فحسب، ثم إلى العقلية منها 168 00:15:29,930 --> 00:15:34,070 والذي يمكن أن يصلح لكافة الناس، للمؤمنين وغيرهم من 169 00:15:34,070 --> 00:15:37,690 الناس، فالعقل، الأحكام العقلية قاسم مشترك بين 170 00:15:37,690 --> 00:15:43,960 العقلاء، لا ينكره إلا إنسان متغطرس منكر للحقيقة 171 00:15:43,960 --> 00:15:49,560 يتعامى عن الشمس في وضع النهار، سنتحدث في هذه الأدلة 172 00:15:49,560 --> 00:15:54,440 من أول هذه الأدلة، إخبار العليم الخبير بوقوع 173 00:15:54,440 --> 00:16:00,380 القيامة، هذا دليل يقيني عندنا، وهو من هو أقوى الأدلة 174 00:16:00,380 --> 00:16:05,210 لأقول من أقوى الأدلة، بل هو أقوى الأدلة، فإخبار 175 00:16:05,210 --> 00:16:11,550 العليم الخبير الله تبارك وتعالى عندما يخبرنا بأن 176 00:16:11,550 --> 00:16:17,010 يوم القيامة حاصل سيكون هذا أقوى الأدلة عندنا، لأنه 177 00:16:17,010 --> 00:16:21,750 عندنا لأننا نعتقد أنه لا يوجد من هو أصدق من الله 178 00:16:21,750 --> 00:16:27,060 عز وجل، ومن أصدق من الله قيلة، ومن أصدق من الله 179 00:16:27,060 --> 00:16:30,960 حديثة، وقد أخبر العليم الخبير، أخبر الله تبارك 180 00:16:30,960 --> 00:16:35,600 وتعالى بهذا اليوم، أخبر بالبعث والنشور والجزاء 181 00:16:35,600 --> 00:16:41,260 والحساب والجنة والنار، وقد نوع الأساليب في الإخبار 182 00:16:41,260 --> 00:16:46,420 أخبر الله عز وجل عن اليوم الآخر في صور متعددة منها 183 00:16:46,420 --> 00:16:52,060 مثلا: إن الساعة آتية أكاد أخفيها، أحيانا يقسم ربنا 184 00:16:52,060 --> 00:16:57,860 تبارك وتعالى فيقول: الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى 185 00:16:57,860 --> 00:17:04,100 يوم القيامة، ثم يؤكد: لا ريب فيه، وأحيانا يخبر أنه 186 00:17:04,100 --> 00:17:10,490 وعد صادق وقبر لازم، كما في قوله تعالى: إن في ذلك لآية 187 00:17:10,490 --> 00:17:16,010 لمن خاف عذاب الآخرة، ذلك يوم المجموع الله الناس 188 00:17:16,010 --> 00:17:22,030 وذلك يوم المشهود، هذه أدلة نأخذها على سبيل اليقين 189 00:17:22,870 --> 00:17:27,550 على سبيل اليقين، فالله تبارك وتعالى أخبر، أخبر 190 00:17:27,550 --> 00:17:30,770 سبحانه وتعالى، في بعض الأحيان يخبر عن مجيئه 191 00:17:30,770 --> 00:17:36,670 واقترابه: أتى أمر الله فلا تستعجلوا، اقتربت الساعة 192 00:17:36,670 --> 00:17:41,170 وانشق القمر إلى آخرى، حتى الحديث عن الجنة وعن النار 193 00:17:41,170 --> 00:17:45,870 وإخبار عن اليوم الآخر وما سيكون فيه من العذاب 194 00:17:45,870 --> 00:17:51,930 للکافرين المكذبين أو من النعيم للموحدين المؤمنين، 195 00:17:51,930 --> 00:17:55,750 كل هذا إخبار العليم الخبير، إخبار العلم الخبير قد 196 00:17:55,750 --> 00:18:05,290 يقول قائل: هذا الدليل لا يصلح ولا يصدق به المنكرين 197 00:18:05,290 --> 00:18:10,770 ممن يستخدمون عقولهم، فهذا يصلح فقط للمؤمنين، نقول 198 00:18:10,770 --> 00:18:20,350 هناك أدلة أخرى يعني تليق بهم، وتوقف دهشمهم وتشبع 199 00:18:20,350 --> 00:18:28,950 رغبتهم من الأدلة، بل وتثبت الحق، وهو ما نؤكده من أن 200 00:18:28,950 --> 00:18:33,330 اليوم الآخر كائن لا محالة، نأتي إلى الدليل الثاني 201 00:18:33,330 --> 00:18:39,790 الاستدلال على البعث بمن أماتهم الله ثم أحياهم كما 202 00:18:39,790 --> 00:18:43,950 أخبر الله تبارك وتعالى، ففي الدنيا في هذه الحياة 203 00:18:43,950 --> 00:18:49,890 الدنيا، أخبر الله تبارك وتعالى عن 204 00:18:49,890 --> 00:18:54,890 ناس ماتوا ثم عادوا إلى الحياة، أعادهم الله تبارك 205 00:18:54,890 --> 00:18:58,830 وتعالى إلى الحياة، والذي أعاد هؤلاء إلى الحياة قادر 206 00:18:58,830 --> 00:19:02,910 على أن يعيد الناس عندما يموت متى يشاء سبحانه 207 00:19:02,910 --> 00:19:09,210 وتعالى إلى الحياة، في سورة البقرة لوحدها خمسة أمثلة 208 00:19:09,210 --> 00:19:15,500 على ذلك، في سورة البقرة، قوم موسى مثلا حين قالوا له 209 00:19:15,500 --> 00:19:20,740 لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، وهؤلاء الصفوة كانوا 210 00:19:20,740 --> 00:19:25,720 سبعين رجلا من بني إسرائيل، ذهبوا لميقات الله مع 211 00:19:25,720 --> 00:19:30,500 موسى عليه السلام، وهناك 212 00:19:30,500 --> 00:19:37,140 قالوا لموسى: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، هكذا 213 00:19:37,140 --> 00:19:42,930 يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم، من موسى أن يريهم 214 00:19:42,930 --> 00:19:48,250 الله عز وجل نفسه عيانا، فيخبر المولى تبارك وتعالى 215 00:19:48,250 --> 00:19:54,390 فأخذتكم الصارقة وأنتم تنظرون، ثم يعني ماتوا ثم 216 00:19:54,390 --> 00:20:02,830 بعثناكم من بعد موتكم، من بعد موتكم لعلكم تشكرون، هذا 217 00:20:02,830 --> 00:20:08,410 مثال، هذا مثال، فمن شهد هذا الأمر هل يستطيع أن يكذبه 218 00:20:08,410 --> 00:20:13,840 هؤلاء السبعون مثلا، بعد اقرأوا ما رأوا أن الله امدهم 219 00:20:13,840 --> 00:20:18,920 ثم أحياهم، ثم أحياهم، هل يستطيع الواحد منهم أن يكذب 220 00:20:18,920 --> 00:20:24,100 بذلك؟ ثم أهل الكتاب، اليهود والنصارى، هم هذا وارد 221 00:20:24,100 --> 00:20:31,080 عندهم في كتبهم، فهذا دليل قوي من أقوى الأدلة على أن 222 00:20:31,080 --> 00:20:38,020 البعث كائن لا محالة، قصة قتيل بني إسرائيل، القتيل 223 00:20:38,020 --> 00:20:39,540 الذي 224 00:20:41,080 --> 00:20:46,800 قتل من بني إسرائيل ولم يعرف من هو قاتله، ولم يعرف 225 00:20:46,800 --> 00:20:54,560 من هو قاتله، كان رجلا ثريا غنيا، فقتله ابن أخيه ثم 226 00:20:54,560 --> 00:21:02,440 حمل جثته وألقى بها قريبا من قرية أخرى، فتكون التهمة 227 00:21:02,440 --> 00:21:07,940 لهذه القرية المجاورة، فلجوا 228 00:21:07,940 --> 00:21:14,540 إلى موسى عليه السلام، لجؤوا إلى موسى ليعرفهم على 229 00:21:14,540 --> 00:21:22,000 القتيل، فأمره الله تبارك وتعالى أن يطلب من قومه أن 230 00:21:22,000 --> 00:21:28,160 يذبحوا بقرة، وذبحوها بعد جدل معروف في قصة البقرة في 231 00:21:28,160 --> 00:21:29,980 هذه الصورة الكريمة 232 00:21:32,560 --> 00:21:38,040 أمرهم الله تبارك وتعالى أن يضربوه ببعضها، لاحظ 233 00:21:38,040 --> 00:21:44,860 الشاهد، وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها، قتلتم نفسا 234 00:21:44,860 --> 00:21:49,480 ولم يُعرف من هو القاتل، وادارأتم فيها، وكان كل 235 00:21:49,480 --> 00:21:52,700 واحد منكم يدفع عن نفسه التهمة 236 00:21:55,150 --> 00:22:02,150 يدفع نفسه التهمة، فادارأتم فيها 237 00:22:02,150 --> 00:22:09,270 والله مخرج ما كنتم تكتمون، الله عز وجل كاشف للحقيقة 238 00:22:09,270 --> 00:22:15,810 يعرف سبحانه وتعالى ويعلم من الذي قتل، والله عز وجل 239 00:22:15,810 --> 00:22:21,670 يكشف ما تكتمون، يكشف ما تكتمون، فقلنا: ضربوه ببعضها 240 00:22:21,670 --> 00:22:25,910 خذوا بعضا أي شيء من هذه البقرة واضربوه بها، اضربوا 241 00:22:25,910 --> 00:22:31,450 هذا الميت، قال تعالى: كذلك يحيي الله الموتى، فقام 242 00:22:31,450 --> 00:22:37,830 الرجل متهللا، قال: قاتلي هو ابن أخي، قاتلي هو ابن أخي 243 00:22:37,830 --> 00:22:42,490 كان قد استعجل التركة، فالرجل الثري هذا لم تكن له 244 00:22:42,490 --> 00:22:47,590 ذرية، وكان يريد الخلاص منه لإيه؟ ليستأثر بالتركة 245 00:22:47,590 --> 00:22:55,330 لوحده، مستعجلا للتركة، من استعجل شيئا قبل أوانه عُقب 246 00:22:55,330 --> 00:23:01,870 بحرمانه، كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم 247 00:23:01,870 --> 00:23:08,440 تعقلون، قصة أخرى أيضا في سورة البقرة، في القوم الذين 248 00:23:08,440 --> 00:23:14,980 خرجوا من ديارهم انترارا من الموت، وهم ألوف فأماتهم 249 00:23:14,980 --> 00:23:22,380 الله تعالى ثم أحياهم، ألوف ألوف، جاء في الألوف في 250 00:23:22,380 --> 00:23:27,160 عددهم ثلاثة آلاف، أربعة آلاف، عشرة آلاف، أربعين ألف 251 00:23:27,160 --> 00:23:34,020 سبعون ألف الأقوال عديدة لعل الأرجح أنها أكثر من 252 00:23:34,020 --> 00:23:39,790 عشرة آلاف أكثر من عشرة آلاف. يحدثنا الله تبارك 253 00:23:39,790 --> 00:23:45,810 وتعالى عن هؤلاء. خرجوا لماذا؟ خرجوا فرارا من مرض 254 00:23:45,810 --> 00:23:55,350 الطعون أم خرجوا فرارا من لقاء العدو. فرارا من لقاء 255 00:23:55,350 --> 00:24:00,370 العدو. العبرة بعموم اللفظة بخصوص السبب. الله عز وجل 256 00:24:00,370 --> 00:24:05,050 يحدثنا أن الله يا أولاه أماتهم ألم تر إلى الذين 257 00:24:05,050 --> 00:24:12,910 خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله 258 00:24:12,910 --> 00:24:21,950 موتوا الذي هم خائفون منه وقعوا فيه هم خرجوا حذر 259 00:24:21,950 --> 00:24:28,420 الموت خوفًا من الموت بأمر من الله، إرادة الله نافذة 260 00:24:28,420 --> 00:24:35,600 في خلقه، فقال لهم الله موتوا، ماتوا، ثم أحياهم، 261 00:24:35,600 --> 00:24:39,880 وهنا الشاهد إن الله لَـده فضل على الناس، ولكن أكثر 262 00:24:39,880 --> 00:24:45,020 الناس لا يشكرون، ألوف، نؤمن بذلك، وأهل الكتاب 263 00:24:45,020 --> 00:24:50,900 يؤمنون بذلك، هذا دليل من الأدلة القوية، أحياء الله 264 00:24:50,900 --> 00:24:57,260 الموتى في هذه الحياة الدنيا أيضًا في سورة البقرة قصة 265 00:24:57,260 --> 00:25:02,200 عزير هذا الرجل الذي مر على قرية والراجح عند 266 00:25:02,200 --> 00:25:08,840 المفسرين أن القرية هي بيت المقدس حدثنا الله تبارك 267 00:25:08,840 --> 00:25:13,680 وتعالى عنه أو كالذي مر على قرية وهي قوية على 268 00:25:13,680 --> 00:25:22,260 عروشها قال أن يحيي هذه الله بعد موتها أن كيف؟ 269 00:25:22,630 --> 00:25:28,190 كيف؟ كيف يحيي الله هذه بعد موتها؟ فالله عز وجل 270 00:25:28,190 --> 00:25:35,810 علمه بدرس عملي حصل معه فأماته الله مائة عام ثم 271 00:25:35,810 --> 00:25:42,850 بعثه أماته ثم بعثه قال كم لبست؟ قال لبست يومًا أو 272 00:25:42,850 --> 00:25:50,660 بعض يوم قال بل لبست مائة عام فانظُر إلى طعامك وشرابك 273 00:25:50,660 --> 00:25:56,200 لم يتسنى وانظر الأمر الذي استبعته وتساءلت عنه 274 00:25:56,200 --> 00:26:03,880 مستغربًا أن يحيي هذه الله بعد موتها أن كيف الله عز 275 00:26:03,880 --> 00:26:10,320 وجل يبين له وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس 276 00:26:10,320 --> 00:26:15,880 وانظر إلى العظام كيف ننشزها نركبها 277 00:26:16,510 --> 00:26:22,450 ثم نكسوها لحمًا ركب العظام ثم نكسوها لحمًا فلما 278 00:26:22,450 --> 00:26:31,390 تبين له لما تبين له قال أعلم هنا كلمة أعلم بمعنى 279 00:26:31,390 --> 00:26:41,090 أعتقد قال أعلم أعتقد أن الله على كل شيء قدير لاحظي 280 00:26:41,090 --> 00:26:46,840 عقب الآية أو نهاية الآية تتكلم عن صفة القدرة لله 281 00:26:46,840 --> 00:26:52,420 تبارك وتعالى الشاملة لكل شيء إن الله على كل شيء 282 00:26:52,420 --> 00:26:57,980 على كل شيء قدير هذه قدرة الله تبارك وتعالى النافذة 283 00:26:57,980 --> 00:27:02,600 الشاملة لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى في الأرض ولا في 284 00:27:02,600 --> 00:27:07,240 السماء فهذا دليل قوي وهذا الأمر أيضًا يعتقد به أهل 285 00:27:07,240 --> 00:27:11,990 الكتاب اليهود والنصارى القصة الخامسة وأيضًا هي في 286 00:27:11,990 --> 00:27:17,710 سورة البقرة قصة إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا 287 00:27:17,710 --> 00:27:22,990 أفضل الصلاة والتسليم سأل ربه أن يريه كيف يحيي 288 00:27:22,990 --> 00:27:28,650 الموتى فأمره الله تبارك وتعالى أن يذبح أربعًا من 289 00:27:28,650 --> 00:27:34,630 الطير ويفرقهن أجزاء على الجبال التي حوله ثم 290 00:27:34,630 --> 00:27:42,390 يناديها ثم يناديها فعل عليه الصلاة والسلام قال 291 00:27:42,390 --> 00:27:46,290 تعالى واذ قال إبراهيم ربي أرني كيف تحيي الموتى 292 00:27:46,290 --> 00:27:52,850 وهنا يجب أن أشير إلى أن إبراهيم عليه السلام يعتقد 293 00:27:52,850 --> 00:27:59,230 بأن الله يحيي الموتى ولكنه يطلب من الله عز وجل أن 294 00:27:59,230 --> 00:28:05,330 يريه كيف يحيي الموتى فهو يريد أن يرقى من درجة 295 00:28:05,330 --> 00:28:11,730 اليقين إلى درجة عين اليقين لا يجوز ولا يليق أن 296 00:28:11,730 --> 00:28:15,250 نعتقد أن إبراهيم عليه السلام لا يعتقد بأن الله 297 00:28:15,250 --> 00:28:21,850 يحيي الموتى إبراهيم يعتقد بذلك لكنه يريد من الله 298 00:28:21,850 --> 00:28:29,020 ويطلب منه أن يريه كيفية إحيائه للموتى واذ قال 299 00:28:29,020 --> 00:28:35,240 ابراهيم ربي أرني كيف تحيي الموتى؟ قال أه ولم تؤمن؟ 300 00:28:35,240 --> 00:28:41,920 قال بلى ولكن ليطمئن قلبي فأمره الله تبارك وتعالى 301 00:28:41,920 --> 00:28:48,580 قال فخذ أربعة من الطير فسرهن إليك دطعهم اخلطهم في 302 00:28:48,580 --> 00:28:54,400 بعض ريشهم وعظمهم ونحمهم ودمهم ووزهها على رؤوس 303 00:28:54,400 --> 00:29:01,220 الجبال ثم اجعل على كل جبل منهن جزء، ثم ادعوهن، ثم 304 00:29:01,220 --> 00:29:07,080 ادعوهن، يأتينا كساية، سترى حينها كيف أن الله عز 305 00:29:07,080 --> 00:29:13,760 وجل يحيي الموتى، واعلم أن الله عزيز حكيم، إذا هذه 306 00:29:13,760 --> 00:29:20,280 قصص خمسة، إحياء الله للموتى في الدنيا، بالتأكيد 307 00:29:20,280 --> 00:29:26,370 الطيور عندما ذبحت ماتت، أليس كذلك؟ ثم أيه؟ أحياه 308 00:29:26,370 --> 00:29:33,770 الله تبارك وتعالى أي نعم بل إن القرآن الكريم وحتى 309 00:29:33,770 --> 00:29:41,770 الكتب المحرفة عند أهل الكتاب تخبر أن عيسى عليه 310 00:29:41,770 --> 00:29:50,540 السلام كان من معجزاته إحياء الموتى إحياء الموتى 311 00:29:50,540 --> 00:29:54,700 وهذه إحدى المعجزات لسيدنا عيسى عليه السلام الثابتة 312 00:29:54,700 --> 00:30:00,620 له في القرآن الكريم وأحيي الموتى بإذن الله وأحيي 313 00:30:00,620 --> 00:30:08,140 الموتى بإذن الله فهذه أدلة حسية أدلة حسية على 314 00:30:08,140 --> 00:30:15,620 إحياء الله عز وجل للموتى الدليل الثالث على إحياء 315 00:30:15,620 --> 00:30:22,380 الله عز وجل للأموات يوم القيامة وبعثهم من قبورهم 316 00:30:22,380 --> 00:30:31,260 الدليل الثالث والرابع والخامس الثالث والرابع 317 00:30:31,260 --> 00:30:39,440 والخامس سنستخرجها من أواخر سورة يس من قوله 318 00:30:39,440 --> 00:30:46,380 تعالى أولم يرى الإنسان أن خلقناه من نطفة فإذا هو 319 00:30:46,380 --> 00:30:52,630 خصيم مبين وضرب لنا مثله ونسي خلقه قال من يحيي 320 00:30:52,630 --> 00:30:58,790 العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشاها أول مرة وهو 321 00:30:58,790 --> 00:31:06,710 بكل خلق عليم إلى آخر الآيات هذه الآيات يعني مليئة 322 00:31:06,710 --> 00:31:11,590 بالأدلة على البعث والنشور تتحدث عن هذا الموضوع 323 00:31:11,590 --> 00:31:19,130 بشكل خاص هذا نموذج هذا نموذج وسبب نزول هذه الآيات 324 00:31:19,130 --> 00:31:25,590 قبل أن أتحدث فيها سبب نزول هذه الآيات قبل أن أتحدث 325 00:31:25,590 --> 00:31:33,030 فيها ورد أن أبي بن خلف عليهم من الله ما يستحق أبي 326 00:31:33,030 --> 00:31:38,390 بن خلف جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده 327 00:31:38,390 --> 00:31:45,750 عظمًا رميم وهو يفتّه ويذروه في الهواء يعني ذهب إلى 328 00:31:45,750 --> 00:31:51,230 الصحراء إلى البرية كده وجاء بعظام بالية ديبانة 329 00:31:51,230 --> 00:31:58,230 خالص لها أيه سنين سنون وسنون مضى عليها من العمر 330 00:31:58,230 --> 00:32:04,770 وباليت أصبحت أيه مهترئة تمامًا ضعيفة ضعيفة البنية 331 00:32:04,770 --> 00:32:09,230 فآخذ يفتّها وقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد 332 00:32:09,840 --> 00:32:15,060 عليه الصلاة والسلام أتزعم أن الله يبعث هذه اتبع 333 00:32:15,060 --> 00:32:18,860 أتزعم أن الله يبعث هذا فقال النبي صلى الله عليه 334 00:32:18,860 --> 00:32:25,500 وسلم نعم يميتك الله تعالى ثم يبعثك ثم يحشرك إلى 335 00:32:25,500 --> 00:32:32,440 النار فكانت هذه الحادثة سبب نزول هذه الآيات وعن 336 00:32:32,440 --> 00:32:37,320 ابن عباس أيضًا أن الذي ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم 337 00:32:37,320 --> 00:32:43,760 رجل يسمى العاص بن وائل أخذ عظمًا من البطحاء من 338 00:32:43,760 --> 00:32:51,840 البرية يعني المقبرة ففتّه بيده أيضًا ذهب للنبي ووقف 339 00:32:51,840 --> 00:32:56,000 على حلقة النبي وهو يعطي مثلًا درسًا للصحابة الكرام 340 00:32:56,000 --> 00:33:03,220 ثم قال للنبي يا محمد أيحيي هذه الله بعد ما تراه زي 341 00:33:03,220 --> 00:33:07,900 ما أنت شايف كده ديبان كده ومهترع فقال رسول الله 342 00:33:07,900 --> 00:33:13,480 صلى الله عليه وسلم نعم يميتك الله ثم يحيك ثم يدخلك 343 00:33:13,480 --> 00:33:19,020 جهنم فنزلت هذه الآيات والعبرة بعموم اللفظ لأ بخصوص 344 00:33:19,020 --> 00:33:23,300 السبب كما قال الأصوليون كما قال العلماء فليس مهمًا 345 00:33:23,300 --> 00:33:29,440 أن يكون أبي بن خلف أو العاص بن وائل المهم أن سبب 346 00:33:29,440 --> 00:33:34,440 نزول هذه الآية أو أن هذه الآيات ترد على هؤلاء وعلى 347 00:33:34,440 --> 00:33:40,660 من شاكلهم من الناس كل منكر للبعث والنشور هذه 348 00:33:40,660 --> 00:33:46,100 الآيات فيها رد على أمثال هؤلاء ولذلك الآيات بدأت 349 00:33:46,100 --> 00:33:51,960 بقوله تعالى أولم يرى الإنسان وأبي بن خلف والعاص بن 350 00:33:51,960 --> 00:33:59,140 وائل من شاكلهم من هؤلاء المنكرين الجاحدين للبعث 351 00:33:59,140 --> 00:34:05,140 والنشور أولم يرى الإنسان وبالتأكيد يرى هنا ليس 352 00:34:05,140 --> 00:34:09,840 المقصود به الرؤية البصرية بل الرؤية الذهنية 353 00:34:09,840 --> 00:34:15,950 العقلية أولم يرى الإنسان أو لم يرى الإنسان؟ وتحتمل 354 00:34:15,950 --> 00:34:22,470 الآية أن تكون الرؤية بالبصر أو لم يرى الإنسان أنه 355 00:34:22,470 --> 00:34:29,690 خلقناه، فنحن نرى كيفية الخلق، نرى أن الله يخلق يخلق 356 00:34:29,690 --> 00:34:36,670 الكائنات، يخلق العصافير، يخلق الدجاج، يخلق الناس، 357 00:34:36,670 --> 00:34:41,530 أبناءنا وبناتنا، أولم يرى الإنسان أنه خلقناه، 358 00:34:41,530 --> 00:34:47,130 خلقناه من أي شيء، في الأصل، من نطفة، من نطفة، هذه 359 00:34:47,130 --> 00:34:51,850 النطفة التي تخرج من الرجل البسيطة، الحقيرة، 360 00:34:51,850 --> 00:34:58,010 المنتنة، منتنة الرائحة، كريهة الرائحة، هذا هو أصل 361 00:34:58,010 --> 00:35:03,670 كل واحد من أولم يرى الإنسان أن خلقناه من نطفة بعد 362 00:35:03,670 --> 00:35:10,250 ذلك فإذا هو خصيم مبين يتشدق بالكلام ويذهب يقول 363 00:35:10,250 --> 00:35:16,230 لأصحابه لأذهبنا إلى محمد فأخصمنا يعني أفهموا هذا 364 00:35:16,230 --> 00:35:20,930 ما كان من هؤلاء المشركين ذهبوا إلى نواديهم فقالوا 365 00:35:20,930 --> 00:35:27,690 لمن يناصرونهم لأذهبنا إلى محمد فأخصمنا جاء الواحد 366 00:35:27,690 --> 00:35:33,680 منهم يخاصمنا في الحق لأذهبنا إلى محمد فأخصمنا بمعنى 367 00:35:33,680 --> 00:35:38,840 أنه أيه؟ لأفهمه يعني فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا 368 00:35:38,840 --> 00:35:46,320 مثلًا قال الإنسان يتوقع بعد قوله تعالى قال قد يأتي 369 00:35:46,320 --> 00:35:51,610 بدليل فإذا به يأتي باستعجاب واستغراب قال ما يحيي 370 00:35:51,610 --> 00:35:58,090 العظام وهي رميم فهو مستبعد مستهجن مستغرب ما يحيي 371 00:35:58,090 --> 00:36:03,530 العظام وهي رميم فيأتي الدليل ويأتي الرد الساحق 372 00:36:03,530 --> 00:36:11,350 قل يحييها الذي أنشاها أول مرة ولذلك جعلنا العنوان 373 00:36:11,350 --> 00:36:18,300 بهذه الطريقة الاستدلال على النشأة الأخرى بالنشأة 374 00:36:18,300 --> 00:36:22,420 الأولى الاستدلال على النشأة الأخرى وهو البعث 375 00:36:22,420 --> 00:36:30,420 بالنشأة الأولى قل يحييها الذي أنشاها أول مرة فالذي 376 00:36:30,420 --> 00:36:34,900 أنشأها أول مرة قادر على أن ينشئها المرة الثانية 377 00:36:34,900 --> 00:36:42,850 وهذا دليل عقلي هنا لو أمعنّا في النظر والفكر سنجد أنه 378 00:36:42,850 --> 00:36:47,310 يصلح لهؤلاء المنكرين والذين يستعملون عقولهم لو 379 00:36:47,310 --> 00:36:52,150 أرادوا إنصافًا لو أرادوا الحقيقة يجب أن تذعن عقولهم 380 00:36:52,150 --> 00:37:00,850 لمثل هذا delay فعند كل عاقل النشأة الأولى أصعب 381 00:37:00,850 --> 00:37:06,400 من النشأة الثانية عند كل عاقل عند كل عاقل عندما 382 00:37:06,400 --> 00:37:10,640 يصنع الإنسان شيئًا ولله عز وجل المثل الأعلى عندما 383 00:37:10,640 --> 00:37:16,000 يصنع طاولة، الطاولة الأولى يكون فيها مشقة وتعرف 384 00:37:16,000 --> 00:37:22,140 تخطيطًا وتدبرًا وتفكيرًا وتأملًا كيف أصنع هذه الطاولة، تكون 385 00:37:22,140 --> 00:37:26,500 الطاولة الثانية أسهل من الأولى ولله عز وجل المثل 386 00:37:26,500 --> 00:37:31,910 الأعلى فلا يوجد في حقه سبحانه وتعالى سهل وصعب، قل 387 00:37:31,910 --> 00:37:39,190 يحييها الذي أنشأها أول مرة أول مرة وهو بكل خلق 388 00:37:39,190 --> 00:37:47,710 عليم، فهذا نهاية الآية تشير إلى أن بعض الناس يقول 389 00:37:47,710 --> 00:37:53,910 كيف سيعيدها وقد اختلط هذا العظم وهذا الجسد بهذا 390 00:37:53,910 --> 00:38:00,860 الأرض، الآية تطمئننا تطمئننا فالله عز وجل بكل خلق 391 00:38:00,860 --> 00:38:09,280 بكل خلق عليم، ماذا نقول في إنسان قطعت بطرف قدمه في 392 00:38:09,280 --> 00:38:14,460 بلد آخر، ثم لما مات مات في بلاده الأصلي على سبيل 393 00:38:14,460 --> 00:38:19,760 المثال، الله عز وجل يجمع هذا الجسد يجمع هذه القدم 394 00:38:19,760 --> 00:38:28,650 بصاحبها وهو بكل خلقعليم وهو بكل خلق عليم، إذا كان 395 00:38:28,650 --> 00:38:31,970 ... إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيما 396 00:38:31,970 --> 00:38:38,470 ترويه عائشة رضوان الله عليها وعن أبيها أخبر أن 397 00:38:38,470 --> 00:38:46,740 الله تبارك وتعالى يحشر الناس حفاة عراة غرلا حفاة 398 00:38:46,740 --> 00:38:54,800 واضحة عراة واضحة غرلا بمعنى غير مختونين غير 399 00:38:54,800 --> 00:39:00,080 منطهرين، يعني فهذه القطعة من الجلد التي تقطع من ذكر 400 00:39:00,080 --> 00:39:08,880 الولد عندما يطهر هذه تعود إليه فالله عز وجل قادر 401 00:39:08,880 --> 00:39:17,430 وهو بكل خلق عليم بكل خلق عليم، فإذا الاستدلال على 402 00:39:17,430 --> 00:39:24,770 النشأة الأخرى بالنشأة الأولى هذا دليل عقلي وهو 403 00:39:24,770 --> 00:39:32,550 دليل قوي، فعند كل العقلاء النشأة الأولى أسهل وأهون 404 00:39:32,550 --> 00:39:37,010 من النشأة الثانية، فالقادر على النشأة الأولى قادر 405 00:39:37,010 --> 00:39:40,850 على النشأة الثانية من باب أولى بل هو أهون عليه 406 00:39:42,820 --> 00:39:47,860 نأتي إلى دليل آخر أيضًا في نفس الآيات في أواخر 407 00:39:47,860 --> 00:39:54,260 سورة يس، الاستدلال على البعث والإعادة بإخراج 408 00:39:54,260 --> 00:40:01,620 النار من الشجر الأخضر، فالملاحدة المنكرون للبعث 409 00:40:01,620 --> 00:40:08,650 يزعمون أن العظام إذا صارت رميمًا، عادةً أصبح 410 00:40:08,650 --> 00:40:15,270 الطبيعة باردة ويابسة، باردة ويابسة، والحياة 411 00:40:15,270 --> 00:40:19,750 الموجودة فينا مثلًا الحياة لابد أن تكون مادتها 412 00:40:19,750 --> 00:40:27,310 وحملها حارة ورطبة، حارة ورطبة، والطبيعتان مختلفتان 413 00:40:27,920 --> 00:40:33,320 فكيف تصبح هذه العظام الباردة اليابسة، الباردة 414 00:40:33,320 --> 00:40:38,560 اليابسة، كيف تكون حارة رطبة؟ أليس في الإنسان درجة 415 00:40:38,560 --> 00:40:43,900 حرارة ستة وثلاثين درجة مئوية؟ مش كده؟ أليس كذلك؟ 416 00:40:43,900 --> 00:40:50,720 فكيف سيتحول هذه العظام البالية العظام الباردة 417 00:40:50,720 --> 00:40:55,580 اليابسة إلى إيه؟ إلى حارة رطبة فيها طراوة وفيها 418 00:40:55,580 --> 00:41:00,500 نداوة وفيها حيوية، كيف ستتحول؟ هذا هو السؤال عندهم 419 00:41:00,500 --> 00:41:05,440 هذا هو السؤال الذي حيرهم، فالله عز وجل رد عليهم 420 00:41:05,440 --> 00:41:12,680 قال لهم سبحانه وتعالى، الله تبارك وتعالى الذي جعل 421 00:41:12,680 --> 00:41:21,030 لكم من الشجر الأخضر نارًا، قادر على أن يجعل هذه 422 00:41:21,030 --> 00:41:27,410 العظام الباردة اليابسة فيها حرارة وفيها رطوبة 423 00:41:27,410 --> 00:41:32,470 وفيها حيوية ويعيدها إلى سيرتها الأولى، يستطيع أن 424 00:41:32,470 --> 00:41:39,150 يجعل الحياة تدب فيها كما كانت في المرة الأولى في 425 00:41:39,150 --> 00:41:43,750 الحياة الدنيا، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارًا، 426 00:41:43,750 --> 00:41:50,340 وحتى تكون الأمور واضحة، الآية فيها الشجر الأخضر 427 00:41:50,340 --> 00:41:59,920 وفيها النار، وهم نقيضان وضدان، ضدان، الشجر الأخضر 428 00:41:59,920 --> 00:42:05,860 مُقتَنِز الماء، فيه الماء، فيه مقتنز مليء، والماء طبيعته 429 00:42:05,860 --> 00:42:13,060 ثقيل، لو سكب هكذا ينزل إلى أسفل، ثم هو بارد، النار 430 00:42:14,370 --> 00:42:19,710 طبيعتها خفيفة وهي تصعد إلى أعلى، فالنار هي عكس 431 00:42:19,710 --> 00:42:25,390 الآية؟ عكس الماء، الله عز وجل يخرج النار من الماء 432 00:42:25,390 --> 00:42:31,550 يخرج النار، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارًا، فإذا 433 00:42:31,550 --> 00:42:37,130 أنتم منه توقدون، فالذي أخرج النار من الشجر الأخضر 434 00:42:37,130 --> 00:42:42,690 قادر على أن يعيد الحياة إلى هذه العظام البالية بل 435 00:42:42,690 --> 00:42:50,230 إن الأمر يتعدى ذلك كما جاء في آيات في سورة الإسراء 436 00:42:51,090 --> 00:42:56,610 الله عز وجل قال لهم بل كونوا حجارة أو حديدة، ليس 437 00:42:56,610 --> 00:43:02,990 عظامًا فحسب، ليس عظامًا فحسب، حتى لو كنتم عظامًا أو 438 00:43:02,990 --> 00:43:09,610 حديدًا، اسمع الآيات، وقالوا إذا كنا عظامًا ورفاتًا، أنا 439 00:43:09,610 --> 00:43:17,470 لما بعثون، خلقًا جديدًا، قل كونوا حجارة أو حديدة أو 440 00:43:17,470 --> 00:43:25,480 خلقًا مما يكبر في صدوركم، فسيقولون حينها من يعيدنا 441 00:43:25,480 --> 00:43:31,640 قل الذي فطركم أول مرة، السؤال أيهم أقرب للحياة 442 00:43:31,640 --> 00:43:40,180 العظام البالية أم الحجارة والحديد، بالتأكيد 443 00:43:40,180 --> 00:43:45,480 العظام البالية أقرب للحياة لأنها في يوم من الأيام 444 00:43:45,480 --> 00:43:50,840 كان فيها حياة، أما الحجارة والحديد فلم يكن فيها يوم 445 00:43:50,840 --> 00:43:56,720 من الأيام، لم يكن فيها حياة، فالله عز وجل حتى لو 446 00:43:56,720 --> 00:44:01,240 كانوا حجارة أو حديدة، الله عز وجل قادر على أن يعيد 447 00:44:01,240 --> 00:44:08,160 لهم الحياة أو أن يوجد فيهم حياة، فهذا أيضًا من أقوى 448 00:44:08,160 --> 00:44:17,480 الأدلة في إثبات البعث والنشور، فالله عز وجل قادر على 449 00:44:17,480 --> 00:44:22,480 إخراج الشيء من ضده، قادر سبحانه وتعالى على إخراج 450 00:44:22,480 --> 00:44:28,680 الشيء من ضده، فهو الذي يتحكم في هذه المخلوقات كيف 451 00:44:28,680 --> 00:44:33,840 شاء سبحانه وتعالى، نقف إلى هذا الحد في هذا اليوم إن 452 00:44:33,840 --> 00:44:38,400 شاء الله لنكمل هذه الأدلة بمشيئة الله تبارك وتعالى 453 00:44:38,400 --> 00:44:42,440 في اللقاء القادم، أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم 454 00:44:42,440 --> 00:44:44,580 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته