1 00:00:21,480 --> 00:00:24,480 أعوذ بالله السميع العلي من الشيطان الرجيم بسم الله 2 00:00:24,480 --> 00:00:29,200 الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم 3 00:00:29,200 --> 00:00:32,940 على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله الصادق 4 00:00:32,940 --> 00:00:36,940 الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين 5 00:00:36,940 --> 00:00:41,220 اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا وانت تجعل الحزن إن 6 00:00:41,220 --> 00:00:45,500 شئت سهلًا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا 7 00:00:45,500 --> 00:00:50,700 وزدنا علمًا إنك أنت العليم الحكيم وبعد، نستكمل تفصيل 8 00:00:50,700 --> 00:00:55,900 أحداث اليوم الآخر اليوم بمشيئة الله تبارك وتعالى 9 00:00:55,900 --> 00:01:01,720 نتكلم في الحوض ثم الصراط ثم إن أسعفنا الوقت نتكلم 10 00:01:01,720 --> 00:01:08,160 في الشفاعة بمشيئة الله تبارك وتعالى، إذا أول حديثنا 11 00:01:08,160 --> 00:01:13,700 سيكون عن الحوض فالحوض 12 00:01:14,910 --> 00:01:24,150 لفظ يطلق على ما يجمع فيه الماء والحوض الذي أعطاه 13 00:01:24,150 --> 00:01:29,510 الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم ثابت في 14 00:01:29,510 --> 00:01:36,690 الأحاديث الصحيحة، حوض لنبينا صلى الله عليه وسلم جاء 15 00:01:36,690 --> 00:01:42,270 ذكره في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها 16 00:01:43,210 --> 00:01:48,650 جم غفير من الصحابة الكرام ما يزيد عن ثلاثين صحابيًّا 17 00:01:48,650 --> 00:01:55,510 من الصحابة الكرام يذكرون أعدادًا هائلة من الأحاديث 18 00:01:55,510 --> 00:02:00,570 التي تتكلم عن هذا الموضوع تحديدًا، هذا يعني أن 19 00:02:00,570 --> 00:02:07,080 أحاديث الحوض بلغت حد التواتر، بلغت حد التواتر. طبعًا 20 00:02:07,080 --> 00:02:13,100 لا يخلو كتاب من كتب الصحاح والسنن إلا وتذكر فيه 21 00:02:13,100 --> 00:02:17,960 هذه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وابن كثير 22 00:02:17,960 --> 00:02:26,290 عليه رحمة الله استقصاها، ذكرها كاملةً في آخر كتابه 23 00:02:26,290 --> 00:02:31,570 البداية والنهاية، سنذكر بعض هذه الحديث، منها عن عبد 24 00:02:31,570 --> 00:02:34,950 الله بن عمرو بن العاص قال صلى الله عليه وسلم: حوض 25 00:02:34,950 --> 00:02:39,910 مسيرة شهر، وزواياه 26 00:02:39,910 --> 00:02:47,290 سواء، يعني المسافة من الزاوية للأخرى متساوية، متساوية 27 00:02:47,290 --> 00:02:51,670 للزاوية بين بين زاوية وزاوية أخرى، لمعنى كأنه مربع 28 00:02:51,670 --> 00:02:56,690 يعني، وماءه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك 29 00:02:56,690 --> 00:03:04,130 وكيزانه كنجوم 30 00:03:04,130 --> 00:03:09,990 السماء، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدًا، نسأل الله 31 00:03:09,990 --> 00:03:15,830 ألا يحرمنا من ذلك، عن أبي ذر قال رضوان الله عليه: قلت 32 00:03:15,830 --> 00:03:19,670 يا رسول الله ما آنية الحوض؟ الآنية هي الكيزان 33 00:03:19,670 --> 00:03:24,450 والكيزان هي الآنية، قال والذي نفس محمد بيده لآنيته 34 00:03:24,450 --> 00:03:30,930 أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها، بمعنى أن من يرد 35 00:03:30,930 --> 00:03:41,180 على الحوض لن يحتار، سيجد إناء يغترف به فيشرب، فكيزانه 36 00:03:41,180 --> 00:03:46,520 أو قانيته كثيرة كعدد نجوم السماء وكواكبها، ألا في 37 00:03:46,520 --> 00:03:52,240 الليلة المظلمة المصحية، قانية الجنة، من شرب منها لم 38 00:03:52,240 --> 00:03:59,140 يظمأ آخر ما عليه من شرب، لا يظمأ بعدها أبدًا، يشخب فيه 39 00:03:59,140 --> 00:04:05,650 ميزابان، بمعنى يصب فيه ميزابان من الجنة، من شرب منه 40 00:04:05,650 --> 00:04:13,450 لم يظن عرضه مثل طوله كما قلنا كأنه شكل رباعي، ما 41 00:04:13,450 --> 00:04:20,570 بين عمان إلى إيليا، وهذا النص، هذا الجزء من الحديث 42 00:04:20,570 --> 00:04:26,690 جاء بروايات متعددة، جاء بروايات متعددة، هنا ما بين 43 00:04:26,690 --> 00:04:32,910 عمان إلى إيليا، يعني كأن اتساع أو المسافة بين زاوية 44 00:04:32,910 --> 00:04:37,790 و زاوية ما بين عمان إلى إيليا، وإيليا هي مدينة من 45 00:04:37,790 --> 00:04:43,090 مدن الشام، فلاحظ المسافة الكبيرة، و هناك نصوص أخرى 46 00:04:43,090 --> 00:04:47,610 يذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ما بين عمان إلى 47 00:04:47,610 --> 00:04:53,450 حضر موت، أيضًا مسافة كبيرة إلى آخره من النصوص، وكأن 48 00:04:53,450 --> 00:05:00,970 النبي صلى الله عليه وسلم ذكر حوضه أمام صحاب كثر من 49 00:05:00,970 --> 00:05:07,350 بلدان عدة، من عدة بلدان، فذكر لهم النبي صلى الله 50 00:05:07,350 --> 00:05:11,490 عليه وسلم المسافات التي يعرفونها بين تلك البلدان 51 00:05:11,490 --> 00:05:17,510 كأنه ذكر لهم المسافات التي يعلمونها، فإذا كانوا من 52 00:05:17,510 --> 00:05:21,910 أهل اليمن مثلاً، إذا كانوا من أهل اليمن قال لهم من 53 00:05:21,910 --> 00:05:26,850 عمان إلى حضرموت مثلاً، إذا كانوا من أهل الشام قال لهم 54 00:05:26,850 --> 00:05:31,790 من عمان إلى إيليا، وهكذا، ماءه أشد بياضًا من اللبن 55 00:05:31,790 --> 00:05:36,350 وأحلى من العسل، أيضًا في الحديث، بينما رسول الله صلى 56 00:05:36,350 --> 00:05:39,250 الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا، هذا الحديث يرويه 57 00:05:39,250 --> 00:05:45,310 أنس بن مالك رضوان الله عليهما، ذَا أغفى أغفاه النبي 58 00:05:45,310 --> 00:05:51,770 بينهم، و أغفى أغفاه ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا يا 59 00:05:51,770 --> 00:05:56,410 رسول الله ما أضحكك، ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت 60 00:05:56,410 --> 00:06:01,510 علي آنفًا صورة الكوثر، صورة فقرأها صلى الله عليه 61 00:06:01,510 --> 00:06:06,970 وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم، إن أعطيناك الكوثر فصلي 62 00:06:06,970 --> 00:06:13,110 لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر، ثم قالت، درون ما 63 00:06:13,110 --> 00:06:20,150 الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلى، قال: فإنه نهر وعدني إياه 64 00:06:20,150 --> 00:06:27,870 ربي عز وجل، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي، طبعًا 65 00:06:27,870 --> 00:06:36,060 نستفيد من هذا الحديث أن المصدر الذي يأتي منه ماء 66 00:06:36,060 --> 00:06:43,840 الحوض هو نهر الكوثر، فنهر الكوثر يشخب أو يصب في حوض 67 00:06:43,840 --> 00:06:49,080 النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى علاقته الحوض علاقة 68 00:06:49,080 --> 00:06:55,560 الكوثر بالحوض، الكوثر نهر الكوثر هو مصدر، المصدر 69 00:06:55,560 --> 00:07:00,460 المائي، إنجاز التعبير، لماء الحوض، لحوض النبي صلى 70 00:07:00,460 --> 00:07:05,650 الله عليه وسلم، هو حوض ترد عليه أمة يوم القيامة، آنية 71 00:07:05,650 --> 00:07:13,420 عدد النجوم، فيختلج، يمنع، يمنع، يحجز العبد منهم فأقول 72 00:07:13,420 --> 00:07:19,800 ربي إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك، الذي 73 00:07:19,800 --> 00:07:25,960 يتلخص في موضوع الحوض أنه حوض عظيم ومورد كريم يمد 74 00:07:25,960 --> 00:07:31,600 من شراب الجنة من نهر الكوثر، من نهر الكوثر الذي هو 75 00:07:31,600 --> 00:07:37,340 أشد بياضًا من اللبن، هذا ماء الكوثر، وماء الكوثر يصب 76 00:07:37,340 --> 00:07:42,230 في الحوض، الذي هو أشد بياضًا من اللبن وأبرض من الثلج 77 00:07:42,230 --> 00:07:46,930 وأحلى من العسل وأطيب ريحًا من المسك، وهو في غاية 78 00:07:46,930 --> 00:07:52,330 الاتساع، عرضه وطوله سواء، كل زاوية من زوايا مسيرة 79 00:07:52,330 --> 00:07:58,210 شهر، في بعض الأحاديث جاء أنه كلما شرب منه وهو في 80 00:07:58,210 --> 00:08:06,020 زيادة واتساع، الأشياء عادة كلما أخذ منها تنقصب، قدرة 81 00:08:06,020 --> 00:08:11,460 الله تبارك وتعالى، كلما شرب من حوض النبي هو في 82 00:08:11,460 --> 00:08:17,060 زيادة واتسافة، سبحان الخالق الذي لا يعجزه شيء، ورضى 83 00:08:17,060 --> 00:08:25,320 أيضًا في موضوع الحوض أن لكل نبي حوض، وأن حوض نبينا 84 00:08:25,320 --> 00:08:31,840 أعظمها وأحلاها وأكثرها واردًا، جعلنا الله وإياكنا 85 00:08:31,840 --> 00:08:40,320 منهم بفضله وكرمه، العنوان الذي بين أيدينا الآن 86 00:08:40,320 --> 00:08:45,640 الذين يطردون عن الحوض، فقد أخبر النبي صلى الله عليه 87 00:08:45,640 --> 00:08:50,780 وسلم أن أناسًا يطردون عن الحوض، وهم من أمة النبي 88 00:08:50,780 --> 00:08:57,620 محمد صلى الله عليه وسلم، والحوض حقيقة مكانه قبل 89 00:08:57,620 --> 00:09:01,580 الصراط، وليس 90 00:09:01,580 --> 00:09:10,360 بعد الصراط، فهذا الحوض هو نعمة من الله تبارك وتعالى 91 00:09:10,360 --> 00:09:19,020 جعلها للمؤمنين يشربون منه صلى الله عليه وسلم، وذلك 92 00:09:19,020 --> 00:09:25,760 تخفيفًا عنهم من العنت الذي لاقوه في أرض المحشر في 93 00:09:25,760 --> 00:09:30,840 الموقف العظيم، وهم ينتظرون القضاء من أحكم الحاكمين 94 00:09:30,840 --> 00:09:33,960 فيردون 95 00:09:33,960 --> 00:09:39,440 حوض النبي صلى الله عليه وسلم، لكن أناسًا من أمة النبي 96 00:09:39,440 --> 00:09:44,320 صلى الله عليه وسلم يحجزون ويمنعون عن ورود الحوض 97 00:09:44,320 --> 00:09:48,500 كما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة 98 00:09:48,500 --> 00:09:54,280 وهذه الأحاديث صحيحة، أخرج البخاري عن أنس رضي الله 99 00:09:54,280 --> 00:10:00,580 عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ليردن عليّ ناس من 100 00:10:00,580 --> 00:10:07,710 أصحابي، لا يردن عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا 101 00:10:07,710 --> 00:10:13,990 عرفتهم اختلجوا دوني مُنعوا، فأقول: أصحابي، فيقول 102 00:10:13,990 --> 00:10:19,550 تقول الملائكة له: لا تدري ما أحدثوا بعدك، أيضًا من 103 00:10:19,550 --> 00:10:22,850 الأحاديث في هذا السياق، قول النبي صلى الله عليه 104 00:10:22,850 --> 00:10:30,090 وسلم: إني على الحوض، بمعنى إني سابقكم على الحوض حتى 105 00:10:30,090 --> 00:10:36,920 أنظر من يرد عليّ منكم، وسيأخذ أناس دوني. فأقول: يا رب 106 00:10:36,920 --> 00:10:41,640 مني ومن أمتي. فيقول: تقول له الملائكة: أما شعرت ما 107 00:10:41,640 --> 00:10:47,480 عملوا بعدك، والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم. 108 00:10:48,320 --> 00:10:52,700 يعني لم ينتظموا الصراط المستقيم. لم يتمروا بما 109 00:10:52,700 --> 00:10:58,500 أمرت، ولم ينتهوا عما نهيت. لم يلتزموا هدي القرآن 110 00:10:58,500 --> 00:11:05,170 الكريم. وما تركت من السنة النبوية، كما ذكر النبي 111 00:11:05,170 --> 00:11:10,670 تركت فيكم ما إن تمسكتم به لم تظلوا بعدي أبدًا، كتاب 112 00:11:10,670 --> 00:11:17,130 الله وسنتي، لم يلتزم هذا الصراط، أيضًا من الحديث سمعت 113 00:11:17,130 --> 00:11:23,500 هذا الحديث، نرويه، يرويه البخاري ومسلم عن يعقوب بن عبد 114 00:11:23,500 --> 00:11:28,640 الرحمن عن أبي حازم، أبي حازم يقول: سمعت سهل بن سعد 115 00:11:28,640 --> 00:11:32,660 يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا فرطكم 116 00:11:32,660 --> 00:11:38,120 على الحوض، أنا سابقكم على الحوض، من ورده شرب منه، ومن 117 00:11:38,120 --> 00:11:43,480 شرب منه لم يظمأ بعده أبدًا، ولا يردن عليّ أقوام 118 00:11:43,480 --> 00:11:52,440 أعرفهم ويعرفونني، الشاهد، ثم يحال بيني وبينهم، يحال 119 00:11:52,440 --> 00:11:59,940 بيني وبينهم، أي نعم، فطبعًا يقول النبي صلى الله عليه 120 00:11:59,940 --> 00:12:04,000 و سلم: إنهم مني، فيقول: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك 121 00:12:04,000 --> 00:12:09,560 فأقول: صحقًا صحقًا لمن بدل بعدي، ماذا يعني التفديل بعد 122 00:12:09,560 --> 00:12:13,160 النبي صلى الله عليه و سلم؟ قال علماء رحمة الله 123 00:12:13,160 --> 00:12:16,440 عليهم أجمعين، كل من ارتد عن دين الله 124 00:12:19,260 --> 00:12:26,780 من أنعم الله عز وجل عليه بنعمة الهداية ثم نقص على 125 00:12:26,780 --> 00:12:34,660 عقبه وترك هذا الدين، من تفضل الله عز وجل عليه 126 00:12:34,660 --> 00:12:40,000 فمكنه من حفظ كتاب الله ثم ترك ما حفظ هجر القرآن 127 00:12:40,000 --> 00:12:47,620 الكريم فلم يتابع حفظه لكتاب الله ولم يعمل بما في 128 00:12:47,620 --> 00:12:52,200 كتابه، لمن منا الله عز وجل عليه ومكنه من صلاة 129 00:12:52,200 --> 00:12:56,860 الفجر ثم ترك الصلاة، لمن منا الله عز وجل عليها بلبس 130 00:12:56,860 --> 00:13:03,420 الحجاب، ثم تركت الحجاب، لمن منا الله عليه بالصحة، 131 00:13:03,420 --> 00:13:08,320 فصلى، صلى المأمورة، صلى الفرض، وترك السنة، كل من 132 00:13:08,320 --> 00:13:12,940 ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله، ولم 133 00:13:12,940 --> 00:13:18,150 يأذن به الله، ولئك الذين ابتدعوا في دين الله تبارك 134 00:13:18,150 --> 00:13:22,370 وتعالى وأدخلوا في الدين ما لم يأذن به الله تبارك 135 00:13:22,370 --> 00:13:27,090 وتعالى، ولئك الذين انحرفوا عن دين الله تبارك 136 00:13:27,090 --> 00:13:32,730 وتعالى، جروا وراء شبهات ما أنزل الله عز وجل بها من 137 00:13:32,730 --> 00:13:40,030 سلطان، تلك الفرق الضالة، تلك الفرق الضالة التي تنتسب 138 00:13:40,030 --> 00:13:44,450 إلى الإسلام وليست منه، كل هؤلاء مطرودين عن حوض 139 00:13:44,450 --> 00:13:49,730 النبي صلى الله عليه وسلم، مبعدين عنه، مبعدين عن 140 00:13:49,730 --> 00:13:55,540 هذا الحوض، حكم الإيمان بالحوض، الإيمان به واجب حقيقة 141 00:13:55,540 --> 00:14:02,200 فكما قلت، الأحاديث التي ورد فيها ذكر الحوض، حوض 142 00:14:02,200 --> 00:14:06,060 النبي صلى الله عليه وسلم، رواها أكثر من ثلاثين 143 00:14:06,060 --> 00:14:13,900 صحابي، بل مر علي أنه رواها أكثر من خمسين صحابي، هذا 144 00:14:13,900 --> 00:14:19,070 يدل على أنها بلغت حد التواتر، فهي من الأحاديث 145 00:14:19,070 --> 00:14:23,910 الصريحة الصحيحة التي تثبت حوض النبي صلى الله عليه 146 00:14:23,910 --> 00:14:29,090 وسلم، كما قال القاضي عياد، أحاديث الحوض الصحيحة 147 00:14:29,090 --> 00:14:35,730 والإيمان به فرض، والتصديق به من الإيمان، التصديق به 148 00:14:35,730 --> 00:14:41,050 من الإيمان، الإيمان به فرض، والتصديق به من الإيمان 149 00:14:41,050 --> 00:14:47,060 بمعنى أن ما جاء في هذه الأحاديث تشكل عندنا عقيدة لا 150 00:14:47,060 --> 00:14:51,720 تنازل عنها ولا تردد ولا شك فيها، وهو على ظاهره 151 00:14:51,720 --> 00:14:59,040 بمعنى أن نصوص الحوض تحمل على ظاهرها أنها حوض، حوض 152 00:14:59,040 --> 00:15:07,640 حقيقي يجمع مياه نهر الكوثر، يصب فيه نهر الكوثر، فنهر 153 00:15:07,640 --> 00:15:13,100 الكوثر هو مصدر مياه الحوض، فهو على ظاهره عند أهل 154 00:15:13,100 --> 00:15:17,840 السنة لا يتأول ولا يختلف فيه، ما يجوز أن نقول 155 00:15:17,840 --> 00:15:22,920 والله الحوض هو لعله واحة خضراء يتفيئوا ظلالها 156 00:15:22,920 --> 00:15:26,820 المؤمنون، هكذا نقوله يعني، نحمله عليا معناه آخر. 157 00:15:27,120 --> 00:15:34,930 النبي قال حوض يعني حوض تجمع فيه المياه، المياه هي 158 00:15:34,930 --> 00:15:39,270 مياه نهر الكوثر، أعطيت الله لنبيه صلى الله عليه 159 00:15:39,270 --> 00:15:44,330 وسلم، إن أعطيناك الكوثر، نهر وعدنيه ربي في الجنة 160 00:15:44,330 --> 00:15:48,330 ما هو هذا النهر؟ يصب في الحوض، هكذا يجب أن نعتقد في 161 00:15:48,330 --> 00:15:55,050 الكوثر وفي الحوض، وحديثه متواتر النقل، رواه حديث 162 00:15:55,050 --> 00:16:00,810 الحوض رواه خلائق من الصحابة، عدد كبير من الصحابة 163 00:16:00,810 --> 00:16:01,230 تذكره 164 00:16:06,410 --> 00:16:12,730 الصراط، الصراط لغة الطريق الواضح، من صراط الشيء إذا 165 00:16:12,730 --> 00:16:17,790 ابتلعته، ممكن أن تلفظ بالصاد وممكن أن تلفظ بالسين 166 00:16:17,790 --> 00:16:25,670 وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، الصراط اصطلاحا هو 167 00:16:25,670 --> 00:16:33,460 جسر ممدود على متن جهنم، يرده الأولون والآخرون، فهو 168 00:16:33,460 --> 00:16:42,780 قنطرة، قنطرة جهنم بين الجنة والنار، إذا هو جسر يضرب 169 00:16:42,780 --> 00:16:52,420 على متن جهنم أو يمد على متن جهنم، على وجه جهنم يرده 170 00:16:52,420 --> 00:16:58,220 بمعنى يمر عليه الأولون والآخرون، كل بحسب إيمانه 171 00:16:58,220 --> 00:17:06,350 وعمله والتزامه في الدنيا، وبالتأكيد من التزم الصراط 172 00:17:06,350 --> 00:17:14,730 المستقيم في الدنيا، أمكنه ذلك، ساعده ذلك، ثبته الله 173 00:17:14,730 --> 00:17:20,530 تبارك وتعالى يوم القيامة حين مروره على الصراط 174 00:17:20,530 --> 00:17:26,910 المضروب على متن جهنم، من التزم الصراط المستقيم، من 175 00:17:26,910 --> 00:17:31,650 التزم طريقة الإسلام، فنحن في كل صلاة، في كل ركعة، 176 00:17:31,650 --> 00:17:38,090 نقول اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت 177 00:17:38,090 --> 00:17:43,890 عليهم، صراط الذين أنعمت عليهم، من النبيين 178 00:17:43,890 --> 00:17:49,470 والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقة، يا رب، غير 179 00:17:49,470 --> 00:17:56,930 المغضوب عليهم، ليس صراط ولا طريق اليهود الذين غضبت 180 00:17:56,930 --> 00:18:04,410 عليهم، ولا صراط ولا طريق النصارى الضالين، اهدنا 181 00:18:04,410 --> 00:18:08,710 الصراط المستقيم، من التزم الصراط المستقيم، من التزم 182 00:18:08,710 --> 00:18:14,810 الإسلام وتعليمه وهده في الدنيا، أمكنه ذلك، أعانه ذلك 183 00:18:14,810 --> 00:18:21,960 على اجتياز الصراط يوم القيامة، ثبت الصراط في الكتاب 184 00:18:21,960 --> 00:18:28,730 والسنة، فالادلة كثيرة، منها قوله تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ 185 00:18:28,730 --> 00:18:31,690 لَطَمَسْنَ عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا 186 00:18:31,690 --> 00:18:34,830 الصِّرَاطَ فَأَنَّا يُبْصِرُونَ، منها قول الله 187 00:18:34,830 --> 00:18:40,010 تبارك وتعالى، وإن منكم إلا واردها، كان على ربك حتمًا 188 00:18:40,010 --> 00:18:46,210 مقضية، ثم ننجي الذين اتقوا، ونظر الظالمين فيها جثية 189 00:18:46,210 --> 00:18:51,890 ومن الأحاديث النبوية ما رواه الإمام مسلم عليه 190 00:18:51,890 --> 00:18:56,030 الرحمة الله عن أبي سعيد الخدري، قال صلى الله عليه 191 00:18:56,030 --> 00:19:02,870 وسلم: ثم يضرب الجسر على جهنم، ثم يضرب الجسر وهو 192 00:19:02,870 --> 00:19:09,090 الصراط، يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، بمعنى تقع 193 00:19:09,090 --> 00:19:16,170 ويؤذن بها، ويقولون يومها الجميع، الجميع، الجميع، الناس 194 00:19:16,170 --> 00:19:21,520 الأولون والآخرون، كل الناس يقولون، كل واحد منهم يقول 195 00:19:21,520 --> 00:19:27,580 اللهم سلم سلم، فقال الصحابة الكرام للرسول متسائلين 196 00:19:27,580 --> 00:19:34,340 يا رسول الله، وما الجسر؟ ما الجسر؟ أنت تقول يوضع 197 00:19:34,340 --> 00:19:40,660 الجسر، ما الجسر؟ فقال: ضحض مظلة، ضحض مظلة، الجسر هو 198 00:19:40,660 --> 00:19:44,400 المكان الذي لا تثبت فيه الأقدام، نسأل الله السلامة 199 00:19:44,400 --> 00:19:53,640 ضحض مظلة، فيه خطاطيف وكلاليب، والخطاطف أو الكلاب هو 200 00:19:53,640 --> 00:20:00,660 الكلاب الذي يعلق به مثل الجزار، 201 00:20:00,660 --> 00:20:07,140 فخ اللحم، فيه خطاطيف وكلاليب، يعني على جوانب جهنم 202 00:20:07,140 --> 00:20:13,950 وحسك تكون بنجد فيها شويكة، هذا الحسك، هذا النوع من 203 00:20:13,950 --> 00:20:20,130 الشجر له شوك كأنه الكلاب، كأنه الخطاف، يقال له 204 00:20:20,130 --> 00:20:28,890 السعدان، قال النبي: فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق 205 00:20:28,890 --> 00:20:39,710 كل بحسب إيمانه، حسب التزامه، حسب عقيدته، حسب تمسكه 206 00:20:39,710 --> 00:20:43,150 بأحكام القرآن الكريم والسنة النبوية في حياته 207 00:20:43,150 --> 00:20:47,270 الدنيا، كل بحسب عمله، فمنهم من يمروا كطرف العين 208 00:20:47,960 --> 00:20:51,780 ومنهم من يمروا كالبرق، ومنهم من يمروا كالريح 209 00:20:51,780 --> 00:20:56,220 المرسلة، ومنهم من يمروا كالركاب، الركاب الإنسان 210 00:20:56,220 --> 00:21:02,700 الراكم، إكرا ما كنا الله مثلا حمارا أو بغلة أو 211 00:21:02,700 --> 00:21:07,620 بوسكاليت مثلا، هو أسرع من من يمشي ماشيا، ومنهم من 212 00:21:07,620 --> 00:21:14,240 يمشي ماشيا، ومنهم من يحبوا حبوا، ومنهم من تمسك يد 213 00:21:14,240 --> 00:21:19,240 وتفلت يد فتلفحه 214 00:21:19,240 --> 00:21:25,820 النار من كل جانب، والنتيجة الناس... الناس ثلاثة 215 00:21:25,820 --> 00:21:34,300 أصناف، ثلاثة أصناف، فناجي مسلم، ناج 216 00:21:34,300 --> 00:21:40,820 مسلم، صنف الأول يمرون كالبرق لا يجدون حسيسها ولا 217 00:21:40,820 --> 00:21:49,000 حرها، وهو قوله تعالى: ثم ننجي الذين اتقوا، ثم ننجي 218 00:21:49,000 --> 00:22:00,940 الذين اتقوا، فناجي مسلم، ومخدوش مرسل، مخدوش مرسل، نعم 219 00:22:00,940 --> 00:22:08,020 هو تجاوز الصراط لكن لقيا من العنط والعذاب وهو في 220 00:22:08,020 --> 00:22:14,660 الطريق، لكنه أرسل بعد ذلك بمعنى إيه؟ تجاوز الصراط 221 00:22:14,660 --> 00:22:21,920 ومكدوس في نار جهنم، مكدوس بمعنى إيه؟ مدفوع في نار 222 00:22:21,920 --> 00:22:27,260 جهنم، تأتي الملائكة إلى الكفار والملاحدة والبعيدين 223 00:22:27,260 --> 00:22:33,330 عن دين الله تبارك وتعالى، فتدفعهم فيقعون في جهنم، وهو 224 00:22:33,330 --> 00:22:39,670 قوله تعالى: فأمه هاوية، وما أدراك ما هي نار حامية 225 00:22:39,670 --> 00:22:46,850 فأمه، فالنار تحتضنهم كالأم كما تحتضن ابنها عندما 226 00:22:46,850 --> 00:22:52,950 يأتيها من بعيد، ما المراد؟ ما المقصود في قوله تعالى 227 00:22:52,950 --> 00:23:00,440 وإن منكم إلا واردها، ما المقصود بالورود في قوله 228 00:23:00,440 --> 00:23:04,640 تعالى وإن منكم إلا واردها؟ اختلف العلماء، بل علماء 229 00:23:04,640 --> 00:23:11,520 الصحابة في معنى هذا اللفظ على قولين، القول الأول 230 00:23:11,520 --> 00:23:19,880 لإبن عباس رضوان الله عليهم، قال: أن المراد بالورود 231 00:23:19,880 --> 00:23:25,460 المذكور هو دخوله جهنم، وإن منكم إلا واردها يعني وإن 232 00:23:25,460 --> 00:23:31,240 منكم إلا داخلها، وابن عباس كان يستدل لهذا القول 233 00:23:31,240 --> 00:23:39,020 بقوله تعالى: يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار 234 00:23:39,020 --> 00:23:45,420 بمعنى فادخلهم النار، ويستدل بقوله تعالى: لو كان 235 00:23:45,420 --> 00:23:54,130 هؤلاء آلهة ما وردوها يعني ما دخلوها عن الأصنام 236 00:23:54,130 --> 00:23:57,850 والأوثان وكل ما يُعبد من دون الله، لو كان هؤلاء 237 00:23:57,850 --> 00:24:03,730 آلهة ما وردوها، بمعنى ما دخلوها، فإذا الورود عند 238 00:24:03,730 --> 00:24:08,670 ابن عباس هو إيه؟ الدخول، الدخول، أما عند جابر ابن 239 00:24:08,670 --> 00:24:14,010 عبدالله يرى أن الورود هو المرور على الصراط، المرور 240 00:24:14,010 --> 00:24:19,790 على الصراط، وقد سئل جابر ابن عبدالله عن هذه الآية 241 00:24:19,790 --> 00:24:24,230 كما سئل ابن عباس، فقال رضوان الله عليه، استدلى 242 00:24:24,230 --> 00:24:30,770 بحديث النبي، ويعطي كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا 243 00:24:30,770 --> 00:24:38,350 يعطي كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نورا ثم يتبعونه 244 00:24:38,350 --> 00:24:43,870 وعلى جسر جهنم كلاليب 245 00:24:43,870 --> 00:24:49,370 وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين ثم 246 00:24:49,370 --> 00:24:56,760 ينجوا المؤمنون، وهنا الشاهد، هنا استدلال جابر ابن عبد 247 00:24:56,760 --> 00:25:04,680 الله أن الورود بمعنى المرور وليس الدخول كما يذكر 248 00:25:04,680 --> 00:25:09,800 ابن عباس بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اه 249 00:25:09,800 --> 00:25:13,860 الجميع يمر، لكن 250 00:25:13,860 --> 00:25:20,860 بعض من يمر يسقط في جهنم وبعضهم ينجيه الله تبارك 251 00:25:20,860 --> 00:25:27,080 وتعالى ثم ينجوا المؤمنون فهنا يكون معنى الورود وإن 252 00:25:27,080 --> 00:25:33,040 منكم إلا واردها بمعنى وإن منكم إلا سينجوا على 253 00:25:33,040 --> 00:25:38,440 الصراط ثم ينجوا المؤمنون فتنجوا أولى زمرة قال شارح 254 00:25:38,440 --> 00:25:44,940 الطهاوية اختلف المفسرون في المراد بالورود المذكور 255 00:25:44,940 --> 00:25:51,260 في قوله تعالى وإن منكم إلا واردها والأظهر والأقوى 256 00:25:51,260 --> 00:25:56,640 أنه المرور على الصراط يعني 257 00:25:56,640 --> 00:26:05,820 هو يرجح قول من؟ قول جابر بن عبد الله والأظهر 258 00:26:05,820 --> 00:26:10,580 والأقوى أنه المرور على الصراط، ليس الدخول، ابن 259 00:26:10,580 --> 00:26:15,570 عباس يقول أنه الدخول جابر بن عبد الله هو الذي يقول 260 00:26:15,570 --> 00:26:23,130 أن الورود هو المرور على الصراط، والدليل على ذلك 261 00:26:23,130 --> 00:26:26,410 قول الله تبارك وتعالى، لاحظي الآية كمليها، وإن 262 00:26:26,410 --> 00:26:31,990 منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضية ثم ننجي 263 00:26:31,990 --> 00:26:37,810 الذين اتقوا اسمعي ماذا حصل مع حفصة رضوان الله عنها 264 00:26:37,810 --> 00:26:42,550 وعن أبيها فهي بنت عمر حفصة بنت عمر زوج النبي صلى 265 00:26:42,550 --> 00:26:48,050 الله عليه وسلم سمعت النبي وهو يقول والذي نفسي بيده 266 00:26:48,050 --> 00:26:53,390 لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة فقالت حفصة يا 267 00:26:53,390 --> 00:26:58,800 رسول الله أليس الله يقول لحظة، ماذا يقول النبي؟ 268 00:26:58,800 --> 00:27:02,600 والذي نفسه بيده لا يلجي النار، لا يلج النار أحد 269 00:27:02,600 --> 00:27:08,840 بايع تحت الشجرة فقالت له حفصة، يا رسول الله، أليس 270 00:27:08,840 --> 00:27:15,160 الله يقول وإن منكم إلا واردها؟ فقال النبي لها مصححا 271 00:27:15,160 --> 00:27:23,260 منبها يا حفصة ألم تسمعيه قال بعدها ثم ننجي الذين 272 00:27:23,260 --> 00:27:28,020 اتقوا نعم وإن منكم إلا واردها بمعنى سيمروا عليها 273 00:27:28,020 --> 00:27:35,600 سيمروا عليها لكن المرور لا يستلزم الدخول إنما 274 00:27:35,600 --> 00:27:44,230 المرور إنما المرور هو الاجتياز المرور بدليل أن هناك 275 00:27:44,230 --> 00:27:48,470 من ينجيه الله تبارك وتعالى أكمل الآية ثم ننجي 276 00:27:48,470 --> 00:27:55,910 الذين اتقوا ونظروا الظالمين فيها جثية لذلك نلخص 277 00:27:55,910 --> 00:28:02,670 هذا الأمر فنقول أن الورود على النار ورودان الورود 278 00:28:02,670 --> 00:28:09,330 الأول ورود الكفار أهل النار فهذا ورود دخول دون شك 279 00:28:09,330 --> 00:28:16,190 في ذلك كما يقول ابن عباس ورود دخول كما قال سبحانه 280 00:28:16,190 --> 00:28:24,770 وتعالى في شأن فرعون وقومه يقدم قومه يوم القيامة 281 00:28:24,770 --> 00:28:31,290 فأوردهم النار وبئس الورد المورود يعني بئس المدخل 282 00:28:31,290 --> 00:28:34,630 المدخول بئس المكان الذي يدخل 283 00:28:37,420 --> 00:28:45,540 هذا ورود دخول نقول هذا الكلام لورود لأن كلمة ورود 284 00:28:45,540 --> 00:28:52,640 تأتي بأكثر من معنى بحسب السياق هنا الورود بمعنى 285 00:28:52,640 --> 00:28:57,700 الدخول فهذا دخول للكافرين بالتأكيد أنهم يدخلونها 286 00:28:57,700 --> 00:29:05,110 بل يخلدون فيها الورود الثاني ورود الموحدين وإن منكم 287 00:29:05,110 --> 00:29:13,030 النص هنا مطلق عام وإن منكم إلا واردها كان على ربك 288 00:29:13,030 --> 00:29:20,230 حتما مقضية أكمل الآية ثم ننجي الذين اتقوا فيفهم من 289 00:29:20,230 --> 00:29:26,150 ذلك أن الورود هنا ورود المؤمنين تحديدا هو ورود 290 00:29:26,150 --> 00:29:33,690 مرور ورود فقط مرور أي مرورهم على الصراط ثم ننجي 291 00:29:33,690 --> 00:29:40,410 الذين اتقوا ونظروا الظالمين فيها جثيا القنطرة 292 00:29:40,410 --> 00:29:47,650 هذه تسمى الصراط الثاني ثبت في الصحيحين أن المؤمنين 293 00:29:47,650 --> 00:29:52,350 إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار 294 00:29:52,350 --> 00:30:00,420 فيختصوا لبعضهم من بعض فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في 295 00:30:00,420 --> 00:30:09,540 دخول الجنة هم تجاوزوا الصراط تجاوزوا الصراط لكن لا 296 00:30:09,540 --> 00:30:17,060 يدخلون الجنة هناك أحزان بينهم هؤلاء المؤمنين هناك 297 00:30:17,060 --> 00:30:24,820 مظالم بين هؤلاء المؤمنين كانت في الدنيا فلا يؤذن 298 00:30:24,820 --> 00:30:30,550 لهم بدخول الجنة فأهل الجنة أصفياء أنقياء كما قال 299 00:30:30,550 --> 00:30:35,550 ربنا تبارك وتعالى فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل 300 00:30:35,550 --> 00:30:42,510 إخوانا على سرور متقابلين فلا يصلحوا هؤلاء بهذه 301 00:30:42,510 --> 00:30:49,630 الصفة لدخول الجنة لابد وأن يصلح الله تبارك وتعالى 302 00:30:49,630 --> 00:30:56,710 بينهم هؤلاء لا يدخلون الجنة يهذب تهذب نفوسهم 303 00:30:56,710 --> 00:31:04,550 ويصلح ما بينهم من أحزان ومن مظالم وهذا ما ذكره 304 00:31:04,550 --> 00:31:07,210 النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه 305 00:31:07,210 --> 00:31:12,750 البخاري قال يخلص المؤمنون من النار يعني هم 306 00:31:12,750 --> 00:31:18,950 بيجتازوا الصراط فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار 307 00:31:18,950 --> 00:31:26,500 في مكان يسمى القنطرة فيقتصوا لبعضهم من بعض مظالم 308 00:31:26,500 --> 00:31:32,940 كانت بينهم في الدنيا كان الواحد منهم قد حلف يمينا 309 00:31:32,940 --> 00:31:42,260 أن يطلب حقه من الله تبارك وتعالى فلان 310 00:31:42,260 --> 00:31:48,170 ظلمه في الدنيا له عنده مظلمة بعد الحساب والميزان 311 00:31:48,170 --> 00:31:54,010 والصراط كان هؤلاء الاثنان الشخصيين من أيه؟ من 312 00:31:54,010 --> 00:31:59,090 المؤمنين ممن يجتازوا الصراط ممن رجحت حسناتهم على 313 00:31:59,090 --> 00:32:07,030 سيئاتهم لكن بينهم أحقاد وأحزان لازالت فهؤلاء 314 00:32:07,030 --> 00:32:10,850 لا يدخلون الجنة يحبسون في منطقة تسمى القنطرة 315 00:32:10,850 --> 00:32:18,500 فيقصوا لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا 316 00:32:18,500 --> 00:32:24,520 كانت بينهم في الدنيا ورد في بعض الحديث أن الله 317 00:32:24,520 --> 00:32:29,040 تبارك وتعالى يصلح بين عباده يعني المظلوم يأتي 318 00:32:29,040 --> 00:32:34,180 المظلوم فيقول يا رب خذ لي حقي من هذا فهذا ظلمني 319 00:32:34,180 --> 00:32:41,100 فيريه الله تبارك وتعالى قصرا من قصور الجنة فيقول 320 00:32:41,100 --> 00:32:48,310 لأي نبي هذا أي شهيد هذا فيقول هو لك مقابل أن تسامح 321 00:32:48,310 --> 00:32:54,970 أخيك وهكذا يصلح الله تبارك وتعالى بين عباده حتى 322 00:32:54,970 --> 00:33:02,310 إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة بعد ذلك يؤذن 323 00:33:02,310 --> 00:33:06,930 لهم بدخول الجنة يقسم النبي صلى الله عليه وسلم 324 00:33:06,930 --> 00:33:14,240 فوالذي نفسه محمد بيده الآن سيدخلون الجنة رمحا، 325 00:33:14,240 --> 00:33:22,920 جريا، شوقا، فوالذي نفسه محمد بيده لقى أحدهم أهدأ 326 00:33:22,920 --> 00:33:28,620 بمنزله في الجنة، منه بمنزله كان في الدنيا يعني هو 327 00:33:28,620 --> 00:33:34,720 يذهب إلى قصره، إلى مكانه، يعرفه أكثر من معرفته 328 00:33:34,720 --> 00:33:41,660 ببيته، بمنزله، في الدنيا كما في سورة محمد صلى الله 329 00:33:41,660 --> 00:33:46,940 على محمد في قوله تعالى ويدخلهم الجنة عرفها لهم 330 00:33:46,940 --> 00:33:55,100 فهذه القانطرة عدها القرطبي عليه رحمة الله سراطا 331 00:33:55,100 --> 00:34:01,960 ثانيا، لكن هذا سراط، هذا جسر للمؤمنين خاصة، وليس 332 00:34:01,960 --> 00:34:07,260 يسقط من... منهم أحد في النار، ليس فيها سقوط في 333 00:34:07,260 --> 00:34:13,120 النار لأن هذا فقط مكان يحبس فيه المؤمنون حتى يهذبوا 334 00:34:13,120 --> 00:34:19,780 ويصلحوا الله تبارك وتعالى بين عباده المؤمنين نسأل 335 00:34:19,780 --> 00:34:23,800 الله تبارك وتعالى أن نكون من أهل الجنان وأن يعفو 336 00:34:23,800 --> 00:34:28,100 عنه سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أقول قول هذا وأستغفر 337 00:34:28,100 --> 00:34:31,780 الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته