File size: 43,053 Bytes
e4c29e1
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
إنتاج ونشر النباتات والمحاصيل المعدلة وراثياً
مدخل:
 إهتم الإنسان لألاف السنين بتحسين النباتات التي يزرعها للحصول على الغذاء والعلف والكساء. فقام المزارعون بتدجين الأنواع البرية (التي تنمو بصورة تلقائية) وانتقاء الأجود منها للحصول على نمو أسرع وبذور أكبر حجما أومذاق أكثر حلاوة مما أدى إلى اختلاف بين الأنواع المزروعة وقريباتها البرية. العديد من المحاصيل التي نزرعها حاليا كانت نتيجة لهذا التدجين الذي قام به مزارعون منذ ألاف السنين دون دراية بالقواعد العلمية لتحسين المحاصيل.
وتظهر الصور المنقوشة على الصخور في عصور بعيدة (الشكل1) قيام المزارعين في عهد الآشوريين بالتأبير (التلقيح) الإصطناعي للنخيل سنة 870 قبل الميلاد.







كانت بداية التجارب العلمية للتهجين النباتي بواسطة العالم غريغور مندل في القرن التاسع عشر الذي. وكانت نتائج التجارب التي إجراءها مندل في حديقة الكنيسة التي يعمل بها كراهب مؤشر على وجود قواعد في توارث الصفات . وكادت هذه النتائج أن تنسى لولا الإهتمام بها من طرف علماء آخرين في بداية القرن العشرين واكتشاف أن من وراء هذه النتائج قوانين عرفت فيما بعد بقوانين مندل في توارث الصفات عبر الأجيال.
شهد القرن العشرين ثورة في علم التحسين الوراثي للنباتات بعد اكتشاف قوانين مندل واتجه العلم تدريجيا من التحسين الوراثي المعتمد على التأبير إلى محاولة فهم الأسس الجزيئية والتأثير مباشرة على الصبغيات والمورثات عن طريق استعمال تقنيات مختلفة لإحداث التغييرات المطلوبة.
كان اكتشاف بنية الحمض النووي DNA من طرف العالمان Watson  و Crick سنة 1953 وما تلاه من اكتشاف آلية تركيب البروتين والتعبير المورثي وتقنيات تغيير تركيب الحمض النووي في سنوات السبعينيات من القرن الماضي  بداية لثورة عملية جديدة سميت فيما بعد بالهندسة الوراثية.

فماهي الهندسة الوراثية؟
تعتمد الهندسة الوراثية على تحديد المورثة (قطعة DNA) المسؤولة عن الصفة المرغوبة في كائن حي وفصلها عنه ثم إدخالها ضمن الحمض النووي لكائن آخر الذي يصبح ممتلكا لصفة جديدة كانت موجودة في الكائن الأول.
أزالت الهندسة الوراثية الحواجز الطبيعية لإنتقال الصفات بين الأنواع بطرق الوراثة التقليدية ، حيث كان التحسين الوراثي محصورا  بين الأصناف داخل النوع الواحد أو بين الأنواع القريبة. لكن التشابه في بنية الحمض النووي DNA بين جميع الكائنات الحية جعل التحسين الوراثي ممكنا حتى بين الأنواع البعيدة جدا في سلم التصنيف ، مثل نقل المورثات من البكتريا إلى الحيوان أو إلى النبات والعكس ، وهو أمر لم يكن ليخطر على بال علماء التحسين الوراثي سابقا.
بعد نجاح أول تجربة للهندسة الوراثية في إنتاج خلايا بكتيرية محورة وراثيا تنتج هرمون الإنسولين البشري في نهاية السبعينيات من القرن العشرين زاد طموح العلماء في إنتاج نباتات معدلة وراثيا عن طريق الهندسة الوراثية تسمح بإدخال الصفات المرغوبة مباشرة إلى الخلايا النباتية.

الهندسة الوراثية النباتية
يتميز تكاثر النبات بميزات إيجابية منها إمكانية إنتاج نباتات كاملة من خلية واحدة عن طريق الزراعات الخلوية والنسيجية cell and tissue culture لكن الخلية النباتية تتميز كذلك عن الخلية الحيوانية باحتواءها على جدار خلوي بالإضافة إلى الغشاء السيتوبلازمي، وهو ما يمثل عقبة تحول دون إدخال المورثات أو قطع DNA إلى الخلايا النباتية ، وقد كان ذلك سببا في تأخر إنتاج نباتات محورة وراثيا لعدة سنوات.
مراحل إنتاج النباتات المعدلة وراثيا
يعتمد إنتاج النباتات المعدلة وراثيا أولا على إنتاج خلايا معدلة وراثيا عن طريق إدخال مورثات جديدة إليها ، ويتم ذلك بطريقتين أساسيتين: باستعمال بكتريا  أو باستعمال قاذف المورثات
أولا: إنتاج نباتات معدلة وراثيا باستعمال البكتريا
تم تطوير هذه الطريقة بعد دراسة اسباب المرض الذي يصيب العديد من النباتات الزراعية مثل الطماطم والعديد من أنواع الأشجار يدعى الورم التاجي  Crown-gall(الشكل2).











اكتشف العلماء أن سبب ظهور الورم يعود إلى بكتيريا توجد طبيعيا في التربة تدعى Agrobacterium tumefaciens  تقوم بإصابة الخلايا النباتية في أماكن الجروح القريبة من سطح الأرض وتعمل البكتريا على إرسال جزء من مادتها الوراثية في شكل قطعة من الحمض النووي تدعى T-DNA يمكنها اختراق الجدار الخلوي والغشاء السيتوبلازمي للخلية النباتية المصابة وإدماج هذه
 القطعة ضمن الحمض النووي للخلية العائل (الشكل3) ، إنها هندسة وراثية طبيعية تقوم بها بكتريا.

تصبح الخلايا النباتية المصابة معدلة وراثيا تحتوي على جينات تسمح للخلية بإنتاج مواد جديدة لتغذية البكتريا بالإضافة إلى إنتاج هرمونات النمو التي تؤدي إلى النمو السريع والعشوائي للخلايا المعدلة وراثيا مما يؤدي في النهاية إلى تشكل الورم. أي أن البكتريا قامت بتعديل الخلايا المصابة وراثيا لتتطفل عليها وتتمكن من الحصول على الغذاء لتنمو وتتكاثر.
كان هذا الإكتشاف الحل الذي مكن العلماء من تجاوز الحاجز في إدخال المورثات إلى الخلايا النباتية. حيث استغل الباحثون البكتريا للقيام بإدخل جينات أخرى يرغب فيها الإنسان إلى الخلايا النباتية














شكل3: مراحل إنتاج نبات معدل وراثيا باستعمال البكتريا  Agrobacterium tumefaciens

تحتاج العملية إلى مرحلتين يتم في الأولى إنتاج بكتريا معدلة وراثيا لاستعمالها  كوسيلة لنقل المورثات إلى الخلايا النباتية ويتم في الثانية إنتاج نبات معدل وراثيا.
الخطوات العملية لإنتاج بكتريا معدلة وراثيا:
1- يتم أولا البحث عن قطعة DNA التي تمثل الصفة التي نرغب في إدخالها إلى الخلية النباتية ، يمكن أن تؤخذ هذه  القطعة من أي كائن حي يمتلك الصفة المرغوبة. لهذا الغرض يقوم الباحث باستخلاص الحامض النووي DNA وتقطيعه إلى قطع صغيرة بواسطة إنزيمات خاصة وفصل القطع الناتجة بواسطة طريقة تدعى الهجرة الكهربائية. 
2- التعرف على القطعة المرغوب فيها عن طريق المسبار المشع (وهو قطعة مشعة  من الحمض النووي مكملة للقطعة المراد البحث عنها). 
3- نسخ القطعة المرغوب فيها (نظرا لكميتها القليلة) للإكثار منها بعدة طرق أهمها سلسلة تفاعل البوليمراز المعروفة اختصارا بـ PCR أو باستعمال البلازميد والبكتريا.
4- تعديل البكتريا: أولا عن طريق تعديل البلازميد المسبب للمرض (Ti-plasmid  ) خارج الخلية وذلك بربطه بقطعة DNA لإنتاج بلازميد Ti معدل وراثيا يحتوي على القطعة أو القطع التي نرغب في إدخالها بالإضافة إلى  مورثات تكسب الخلايا المعدلة المقاومة لمضاد حيوي محدد. تفيد هذه المورثات في انتقاء الخلايا التي نجح فيها التعديل الوراثي.
5- إدخال البلازميد المعدل وراثيا إلى البكتريا Agrobacterium tumefaciens فتصبح البكتريا معدلة وراثيا.
الخطوات العملية لإنتاج نبات معدل  وراثيا:
1. إصابة الخلايا النباتية عن طريق البكتريا المعدلة وراثيا ، حيث تقوم البكتريا بإدخال البلازميد Ti المعدل وراثيا  إلى الخلية النباتية وإدماجه ضمن الحمض النووي للخلية النباتية. تصبح الخلية النباتية عندئذ خلية معدلة وراثيا إذا استطاعت التعبير عن الجينات التي تم إدخالها إليها. تصبح الخلية المعدلة في نفس الوقت مقاومة للمضاد الحيوي المحدد مما يسمح للباحث بانتقاء هذه الخلايا من بين العدد الكبير من الخلايا التي لم ينجح فيها التعديل الوراثي.
2. زراعة الخلية النباتية المعدلة وراثيا في أوساط مناسبة تتوفر على العناصر الغذائية والهرمونات النباتية المناسبة للنمو والإنقسام لكي تنمو لتعطي نباتا كاملا معدل وراثيا (الشكل 4). ينتج النبات االمعدل وراثيا في آخر دورة حياته بذورا معدلة وراثيا يمكن زراعتها في تربة عادية لإنتاج عدد من النباتات المعدلة وراثيا. بزيادة عدد البذور يمكن الإكثار من النباتات المعدلة وراثيا حتى تصل إلى المستوى الذي يسمح بزراعتها على مستوى الحقول لإنتاج محاصيل معدلة وراثيا. 



















ثانيا : إنتاج نباتات معدلة وراثيا باستعمال مسدس (قاذف) الجينات Gene gun أو القاذف الحيوي Biolistic
هو إحدى طرق إدخال المورثات إلى الخلايا النباتية في شكل جسيمات من معدن ثقيل مغلفة بـ الحمض النووي DNA تم تطويرها في سنوات الثمانينات من القرن الماضي في شكل جهاز (الشكل 5). تكون الخلايا النباتية المستهدفة عادة في شكل كتلة خلوية غير متمايزة  (كالوس) تنمو في أوساط زراعية مناسبة داخل أطباق بتري. تقوم نسبة قليلة من الخلايا المعرضة للقذف بإدماج قطع الحامض النووي في صبغياتها. للتأكد من نجاح عملية الإدماج يتم الكشف عن ناتج التعبير الجيني بالطرق البيوكيميائية المعروفة وتكون الخلية معدلة وراثيا. يمكن زراعة الخلايا المعدلة بنفس الطريقة التي تم وصفها سابقا في حالة البكتريا لإنتاج نباتات معدلة وراثيا. 
تستعمل طريقة القذف حاليا في إدخال أشياء مختلفة إلى الخلايا الحيوانية وخلايا الإنسان كبديل للحقن المجهري.









يلخص الشكل 6 أهم خطوات  التعديل الوراثي للخلايا النباتية باستعمال الطريقتين
	


طرق الكشف عن وجود الكائنات أو المنتجات المعدلة وراثيا 
أدى ظهور النباتات المعدلة وراثيا وانتشارها في الأسواق العالمية إلى تطوير العديد من الطرق والتقنيات التي تسمح بالكشف عن الكائن أو المنتوج المعدل وراثيا. كما قامت العديد من الدول بتطوير مخابرها لكي تتمكن من الكشف عن وجود المادة المعدلة وراثيا. يتم في هذه الطرق إما الكشف على قطعة الحمض النووي DNA  التي تم إدخالها إلى الكائن المعدل وراثيا أو الكشف عن البروتينات الناتجة من التعديل الجيني.
أ- الكشف عن الحمض النووي DNA :
تستعمل لهذا الغرض تقنية تسمى سلسلة تفاعل البوليمراز أو PCR تعتمد على الإكثار من كمية DNA المستهدف ثم الكشف عنه (كمية الحمض النووي في العينة قليل جدا لا يمكن  الكشف عنه). يوجد نوعين من طرق PCR : طرق نوعية (للكشف عن وجود أو غياب الحمض النووي المستهدف) وأخرى كمية (لقياس كمية الحمض النووي الأصلي في العينة قبل الإكثار).
تحتاج تقنيات الكشف إلى:
1- استخلاص الحمض النووي DNA من العينات المراد الكشف عنها 
2- توفر قطع من الحمض النووي تدعى البادئة (primer) يتم اختيارها حسب نوع الحمض النووي المراد الكشف عنه. هذه القطع ضرورية لإنطلاق عملية مضاعفة الحمض النووي المستهدف لأن  الإنزيم  المسؤول  عن  عملية التضاعف (DNA polymerase) لايعمل إلا في وجود البادئة.
3- عينات شاهدة معدلة وأخرى غير معدلة وراثيا للمقارنة والمساعدة على تفسير النتائج  المتحصل عليها ، وهي متوفرة يمكن شراءها من شركات خاصة.
الكشف النوعي: يمكن في هذه الحالة إما الكشف عن وجود التعديل الوراثي فقط أو تحديد نوع المورثات التي تم نقلها فقط  أو الكشف عن المورثات وتحديد نوع الكائن المعدل وراثيا في آن واحد وذلك باستعمال طريقة PCR والبادئات المناسبة في كل حالة. 
منعت الكثير من دول العالم دخول النباتات أو المنتجات المعدلة وراثيا بينما أصدرت دول أخرى  قوائم من المحاصيل المرخص وغير المرخص لها تختلف من دولة لأخرى. وللتأكد من وجود نوع من الكائنات غير المرخص لها حسب قوانين البلد أو الدولة المعنية يجب توفر معلومات حول نوع التعديل الوراثي التي تم والبادئات primers الخاصة بهذه الكائنات المعدلة بالإضافة إلى عينات شاهدة. هذه المعلومات قد لا تكون متوفرة لأن إنتاج النباتات المعدلة وراثيا يقتصر على بعض البلدان في العالم فقط مما يتطلب إنشاء هيئة وبنك معلومات دولي لتوفير العينات اللازمة لإجراء التحاليل الدقيقة واتخاذ القرارات المناسبة.
من الضروري امتلاك المخابر الخاصة بإجراء التحليل على كل البادئات  الخاصة بأنواع الكائنات المعدلة وراثيا المرخص لها في البلد أو الدولة المعنية. لا يمكن هنا الإكتفاء بمعلومات الشركة أو البلد المنتج أو المصدر للكائنات المعدلة وراثيا .
في بعض الحالات يكون المنتوج الزراعي المعدل وراثيا خليط من أنواع مرخص لها وأخرى غير مرخص لها مما يجعل عملية الكشف أصعب ويجب في هذه الحالة توفر أدوات التحليل النوعية للحصول  على النتائج الدقيقة والقاطعة.
الكشف الكمي: تسمح الطرق الكمية بتقدير كمية المادة المعدلة وراثيا. تم تطوير تقنية PCR حيث أصبحت كمية بعد أن كانت نوعية فقط ، وتسمح هذه التقنية التي تدعى RTQ-PCR بالإكثار من قطع الحمض النووي المستهدف وقياس كميته في نفس الوقت.
كل الإختبارات التي تم وصفها ضرورية للحصول على المعلومات الصحيحة واتخاذ القرار المناسب في استيراد أو عدم استيراد المنتوج النباتي ثم في وضع العلامة على المنتوج الموجه للإستهلاك لكي يستطيع المستهلك اتخاذ القرار في استعمال أو عدم استعمال الغذاء المعدل وراثيا.
ب – الكشف عن البروتينات (ناتج عملية التحويل الوراثي) : من المعروف أن الهدف من أي تعديل وراثي هو إدخال صفة جديدة تتمثل عادة في إنتاج بروتين أو بروتينات جديدة ، لذلك يمكن الكشف عن البروتينات في المواد الأولية المعدلة وراثيا أو التي لم يتم تحويلها  أثناء التصنيع الغذائي مثل بذور الذرة أو فول الصويا ، لأن العمليات الصناعية (التسخين والمعاملات الكيميائية) تغير من تركيب البروتينات وتجعلها غير قابلة للكشف. يتم الكشف عن البروتينات بالطرق المناعية التي تعتمد على استعمال الأجسام المضادة النوعية الخاصة بهذه البروتينات الجديدة ، حيث ترتبط الأجسام المضادة نوعيا بالبروتين الخاص بها وتكون معه معقدا مناعيا يمكن الكشف عنه بسهولة. وتتطلب الطريقة توفر الأجسام المضادة Antibodies النوعية الخاصة بالبروتينات المراد الكشف عنها. تتميزطرق الكشف عن البروتينات بالسرعة وقلة التكلفة مقارنة بطرق الكشف عن الحمض النووي DNA . 
من عيوب الطريقة أنها لا تستعمل إلا مع المواد الأولية (الأصلية) مثل البذور أو قليلة التحول مثل الطحين لكن المعاملة الحرارية والكيميائية للعينات لغرض الصناعة الغذائية أو التعقيم يؤدي إلى تغير البنية الفراغية للبروتينات مما يحول دون ارتباطها النوعي مع الأجسام المضادة النوعية ويجعل الكشف عنها غير ممكن.
كما أن هذه الطرق لا يمكنها التمييز بين أنواع مختلفة من الكائنات المعدلة وراثيا لأن نفس البروتين أو الصفة قد يتم إنتاجها من طرف كائنات معدلة مختلفة. تباع حاليا من شركات خاصة طقم (Kits) كاملة تسهل عملية الكشف تحتوي على كل المواد الكيميائية والكواشف اللازمة لإجراء الإختبارات حول أنواع الكائنات المعدلة وراثيا المتوفرة حاليا في الأسواق العالمية مثل الذرة Bt.
في بعض حالات التعديل الوراثي يتم تثبيط إنتاج البروتين  كما في حالة الطماطم التي تحافظ على صلابتها مدة أطول أين تم تثبيط إنتاج أحد الإنزيمات الضرورية لعملية النضج. في هذه الحالة لا يمكن استعمال تقنية الكشف عن البروتين.
بسبب هذه العيوب ، تعتبر طرق الكشف المعتمدة على الحمض النووي أفضل وأكثر انتشارا في الإستعمال رغم الصعوبات المرتبط باستعمالها.
تم تطوير طرق جديدة مثل رقائق الحمض النووي DNA Ship ، وهي تقنية تجمع بين علم الحاسب الآلي والبيولوجيا تسمح بإجراء التحاليل بأكثر سرعة ودقة. لا يسع المجال لذكر تفاصيل الطريقة.


لماذا التعديل الوراثي للنباتات الزراعية ؟
يعاني الإنتاج الزراعي في العديد من مناطق العالم من تأثيرات سلبية لعوامل حيوية مثل الأمراض  وأخرى بيئية مثل الجفاف والملوحة تقلل من الإنتاج وتؤدي أحيانا إلى خسائر كبيرة في المحصول تصل إلى تلفه بالكامل مما ينجر عنه خسائر إقتصادية كبيرة ومجاعة في العديد من مناطق العالم خاصة الفقيرة منها. لذلك اهتم المختصون في تربية المحاصيل الزراعية  بتطوير طرق التهجين للحصول على أصناف ذات صفات جديدة.
غير أن الهندسة الوراثية وفرت طرقا أكثر فاعلية لتحسين صفات النباتات لجعلها مقاومة للعديد من الآفات والأمراض التي تصيب المحاصيل أو لجعلها مقاومة للظروف البيئية الصعبة مثل الجفاف والملوحة والبرودة وغيرها أو لتحسين نوعية المنتوج النباتي من حيث قيمته الغذائية. كانت أولى التجارب الناجحة في إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيا في منتصف التسعينيات من القرن الماضي فماهي النباتات التي تم تعديلها وماهي الصفات الجديدة التي تم إدخالها؟
ملاحظة: لا يمكن تمييز نبات معدل وراثيا عن النبات الطبيعي لأن الإختلاف يكون في الحمض النووي ولا يظهر عادة للعين المجردة إلا إذا أدى التعديل إلى صفة مظهرية مثل لون بذور الرز الذهبي التي تظهر بلون برتقالي مقارنة باللون الأبيض للرز الطبيعي
المحاصيل Bt : هي محاصيل معدلة وراثيا مقاومة لحشرة ضارة معروفة بالدودة الحفارة.

 يحتوي النباتBt   المعدل وراثيا على مورثة أخذت من بكتريا Bacillus thuringiensis  
تسمح للنبات  المعدل وراثيا بإنتاج سم داخل خلاياه يؤدي إلى قتل الحشرة الضارة دون
 الحاجة إلى رش النبات بالمبيد الكيميائي. من أشهر المحاصيل التي تم إنتاجها هي
 الذرة Bt و القطن Bt  (الشكل 7).








المحاصيل Roundup ready : وهي محاصيل معدلة وراثيا مقاومة لمبيد الأعشاب
 الضارة المعروف باسم roundup والمحتوي على الغلايفوسات المنتج من طرف
 شركة مونسانتو Monsanto . أول محصول تم إنتاجه كان فول الصويا في
 سنة 1996 لكن القائمة تضم حاليا محاصيل أخرى مثل الذرة (الشكل8)، الذرة البيضاء ،
 الكانولا (السلجم) ، الفصة ، القطن والبنجر السكري مؤخرا.



البطاطس المقاومة للحشرات الضارة ولبعض الأمراض الفيروسية والفطرية والبطاطس
 المحسنة التي تحتوي على نشا يتميز بخصائص جديدة ذات استعمالات غذائية وصناعية.



الرز الذهبي (الشكل9) المعدل وراثيا ليكون غنيا بفيتامين A مما قد يساعد على التغلب على الأمراض الناتجة من نقص فيتامين A خاصة في البلدان الفقيرة التي تعتمد بشكل شبه كلي على الرز كغذاء.
 






المساحات المخصصة للمحاصيل المعدلة وراثيا سنة 2010 
المحصول
المساحة (مليون هكتار)
البلد
المحصول
المساحة (مليون هكتار)
البلد
القطن
0.3
بوركينافاسو
الذرة،فول الصويا،القطن،الكانولا،البنجر السكري، الفصة ، البابايا 
66.8
الولايات المتحدة الأمريكية
الذرة
0.1
إسبانيا
فول الصويا ، الذرة ، القطن
25.4
البرازيل
القطن ، فول الصويا
0.1
المكسيك
فول الصويا ، الذرة ، القطن
22.9
الأرجنتين
القطن
<0.1
كولومبيا
القطن
9.4
الهند
الذرة ، فول الصويا ، الكانولا
<0.1
الشيلي
الكانولا ، الذرة ، فول الصويا ، القطن
8.8
كندا
الذرة 
<0.1
هندوراس
الكانولا ، البابايا ، بوبلر ، الطماطم ، الفلفل الحلو 
3.5
الصين
الذرة
<0.1
البرتغال
فول الصويا
2.6
البراغواي
الذرة ، البطاطس
<0.1
جمهورية التشيك
القطن
2.4
باكستان
الذرة
<0.1
بولونيا
الذرة ، فول الصويا ، القطن
2.2
جنوب إفريقيا
الذرة ، القطن
<0.1
مصر
فول الصويا ، الذرة
1.1
الأوروغواي
الذرة
<0.1
سلوفاكيا
فول الصويا
0.9
بوليفيا
القطن ، فول الصويا
<0.1
كوستاريكا
القطن ، الكانولا
0.7
أستراليا
الذرة
<0.1
رومانيا
الذرة
0.5
الفليبين
البطاطس
<0.1
السويد
القطن
0.3
ماينمار
البطاطس
<0.1
ألمانيا



المجموع:  148 مليون هكتار 

من خلال الإحصائيات المعروضة في الجدول السابق يتبين أن أكثر من ثلاثة أرباع المساحة المخصصة لزراعة المحاصيل المعدلة وراثيا تتواجد في 3 دول فقط  في أمريكا وأمريكا اللاتينية وأن نصف المساحة تقريبا موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها. لكن الإحصائيات لا تشير إلى أن من وراء معظم هذه الزراعة مؤسسة واحدة كبرى هي شركة مونسانتو Monsanto . كما أن الدولة العربية الوحيدة التي يتم فيها زراعة محدودة جدا  لمحاصيل معدلة وراثيا هي مصر ابتداء من سنة 2008 .
هل هناك أخطار حقيقية أو محتملة من زراعة واستعمال النباتات المعدلة وراثيا؟
هناك جدل كبير بدأ منذ بداية انتشار النباتات المعدلة وراثيا في منتصف التسعينات ولا يزال الجدل قائما إلى الآن حول الفوائد والأضرار الناجمة عن زراعة واستعمال النباتات والمحاصيل المعدلة وراثيا ومشتقاتها على صحة الإنسان وعلى البيئة. فماهي اسباب هذا الجدل وهل هناك حقيقة واحدة متفق عليها؟
يعود الجدل إلى أن المعلومات التي يتم نشرها في المقالات العلمية والكتب والمجلات وفي المواقع العلمية متضاربة في نتائجها حول وجود أو عدم وجود الضرر على  صحة الإنسان وعلى البيئة. يعود سبب الجدل إلى وجود فريقيتين يحملان نظرتين متعاكستين. يضم الفريق الأول باحثين وعلماء يرون في النباتات المعدلة وراثيا تجاوزا للقوانين الطبيعية في انتقال الصفات الذي يتم بين الأنواع المتقاربة بصورة طبيعية وبطيئة إلى نقل مورثات إلى النبات من بكتريا وفيروسات ليست جزءا من السلسلة الغذائية للإنسان. بينما يضم الفريق الثاني باحثين ينشطون في المخابر التي أنتجت النباتات المعدلة وراثيا وتعمل على تطويرها كجزء من عملها وهي تتلقى تمويلا من الهيئات والمؤسسات الرسمية للدول التي تتبنى سياسة تشجيع زراعة وانتشار المحاصيل المعدلة وراثيا وكذلك من الشركات الكبرى التي تنتج وتسوق هذه المنتجات.
يمكن لنا في هذا المقام عرض بعض الحجج التي يعتمد عليها كل فريق والنتائج والحقائق التي ينشرها لمحاولة الخروج بخلاصة قد تفيد القارئ وتجعله يشارك في النقاش بصورة إيجابية.
النظرة الأولى تفيد أن النباتات المعدلة وراثيا تشكل خطرا على صحة الإنسان وعلى البيئة ولا فائدة مرجوة من زراعتها ونشرها وبالتالي تحذر الدول والهيئات والأفراد من زراعتها واستعمالها. وهي نظرة وقائية لأن الضرر إذا وقع لا يمكن تصحيحه ولا يمكن العودة إلى الوراء ،  ومن بين أهم النقاط الواردة في هذه النظرة مايلي:
1- أمراض (أعراض) الحساسية: هناك مخاوف كثيرة حول ظهور حالات الحساسية قد تعود لاستعمال كائنات معدلة وراثيا أو مشتقاتها وذلك نتيجة وجود بروتينات غير طبيعية ناتجة من المورثات التي تم نقلها إلى الكائن المعدل وراثيا. هناك اختبارات تجرى على كل النباتات المعدلة وراثيا المستعملة في الغذاء كإجراء ضروري للتأكد من عدم وجود حساسية معينة. بالرغم من انتشار مخاوف الحساسية إلا أن الإختبارات لم تثبت ذلك بشكل قطعي لحد الأن. مع العلم أن الإختبارات قصيرة المدى قد لا تكون كافية لإثبات التأثيرات طويلة المدى.
2- انتقال الجينات gene transfer : ويقصد به إمكانية انتقال المورثات الجديدة في النباتات المعدلة وراثيا إلى الكائنات الدقيقة التي تعيش طبيعيا في الجهاز الهضمي للإنسان مما قد ينتج عنه عواقب صحية على صحة الإنسان. يكون الخطر أكثر إذا انتقلت المورثات المسؤولة عن المقاومة للمضادات الحيوية والتي يتم إدخالها عادة إلى الكائنات المعدلة وراثيا. بالرغم من أن احتمال الإنتقال ضعيف جدا إلا أن التوصية بعدم استعمال هذه المورثات أصبح مفضلا لتقليل الإحتمال.
3- الإنتقال الأفقي للجينات بين النباتات المعدلة والمحاصيل العادية (غير المعدلة) خاصة عند زراعة النوعين من المحاصيل في نفس الحقل أو في حقول مجاورة. هذا الخطر أكثر احتمالا من الأخطار السابقة. وقد وجدت فعليا آثار لذرة معدلة وراثيا موجهة للإستهلاك الحيواني في غذاء الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم اتخاذ إجراءات في البلدان المنتجة للمحاصيل المعدلة وراثيا لفصل الحقول المخصصة لزراعة المحاصيل المعدلة عن تلك الطبيعية غير المعلة وراثيا
4- انتقال الجينات إلى الأنواع البرية  وإلى كائنات غير مقصودة وجودها ضروري للتوازن البيئي.
5- تحتوي المحاصيل المعدلة وراثيا مثل فول الصويا ، الذرة ، الكانولا ، القطن والبنجر السكري على مورثات أخذت من بكتريا تسمح للنبات بالبقاء حيا عند استعمال مبيد الأعشاب الضارة الذي لايؤثر على النبات االمعدل وراثيا. يمكن للمزارعين استعمال كمية أكبر من مبيد الأعشاب الضارة دون الخوف من موت النبات المعدل وراثيا الذي أصبح مقاوما وهو ما يؤدي إلى أضرار بيئية أكثر نتيجة الإستعمال المفرط لمبيدات الأعشاب الضارة.
6- من الأخطار البيئية هو تناقص التنوع الحيوي عن طريق زراعة أنواع محددة تتميز بصفات مقاومة أكثر وزيادة استعمال المبيدات الكيميائية.
7- ومن أهم الأخطار التي يعرضها الفريق الأول هو تأثير  سم Bt على حشرات أخرى غير مقصودة وغير ضارة وهو إن ثبت فعليا يعتبر تأثيرا خطيرا على التنوع الحيوي والتوازن البيئي. 

بالإضافة إلى المشاكل الصحية والبيئية فإن هناك مشاكل إقتصادية مرتبطة بالكائنات المعدلة وراثيا تتمثل في حق الملكية الذي تتمتع به الشركة المنتجة للكائن. ومن بين الأمثلة التي تؤكد الخطر الإقتصادي من وراء انتشار النباتات المعدلة وراثيا على الدول النامية والفقيرة هو النباتات المعدلة وراثيا التي تحمل مورثة العقم عند البذور أو  Terminator gene ، وهي مورثة عند تواجدها في بذور النباتات المعدلة وراثيا تصبح عقيمة عند معاملة البذور بمادة كيميائية تنشط هذه المورثة. وهي تكنولوجيا تمتلكها إحدى الشركات الكبرى في هذا المجال ببراءة اختراع. وهي تكنولوجيا لا تفيد المزارع وإنما تجعله معتمدا في كل سنة على شراء بذور جديدة للزراعة من المالك الذي يضمن بيع بذوره في كل سنة. 
بالإضافة إلى خطر الإحتكار من طرف الشركات العالمية الكبري فإن لهذه البذور خطرا آخر في انتقال المورثة إلى أنواع نباتية أخرى.

أما الفريق الثاني من الباحثين والمختصين فيعرض نظرة  مختلفة ترسم صورة متفائلة وآمنة وتشجع بالتالي من زرارعة واستعمال المنتوجات المعدلة وراثيا ويستعمل مصطلح المحاصيل المنتجة بالتكنولوجيا الحيوية  بدل استعمال المحاصيل المعدلة وراثيا ، ومن بين ما تعرضه هذه الفئة مايلي:
1. اﻟﻤﺴﺎهمة ﻓﻰ الأﻣﻦ الغذاﺋﻰ وإنتاج الأﻋﻼف وذلك بتوفير الغذاء بأسعار أقل.
2. اﻟﻤﺴﺎهمة ﻓﻰ خفض  اﻟﻔﻘﺮ واﻟجوع عن طريق إنتاج نباتات مقاومة للآفات الزراعية وللجفاف والملوحة وذات قيمة غذائية أعلى.
3. ﺗﻘﻠﻴﻞ اﻟﻤﺸﺎكل اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ.
4. اﻟﻤﺴﺎهمة ﻓﻰ وقود حيوي بتكلفة  ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ.

الخلاصة : 
أصبحت المحاصيل والمنتوجات المعدلة وراثيا واقعا معاشا وحقيقة لا يمكن تجاهلها ومن الصعب توقيفها. فعدد المحاصيل المعدلة وراثيا وكمية الإنتاج والمساحات المخصصة لزراعتها والدول المنتجة لها يزداد في كل سنة بالرغم من حملات التوعية المستمرة التي تقوم بها مجموعات علمية وبيئية في مختلف أنحاء العالم مما يؤكد قوة الطرف المنتج لهذه المحاصيل.
فالدول التي لا تنتج مايكفيها من الغذاء مجبرة على شراء كميات معتبرة من المنتوجات الزراعية  من السوق العالمية التي قد تحتوي على محاصيل معدلة وراثيا تزداد نسبتها باستمرار ، وقد تكون مضطرة إلى الترخيص باستعمال المنتوج المعدل وراثيا تفاديا لمشاكل الجوع ونقص الغذاء المرشح للزيادة مع زيادة التعداد السكاني وقلة الموارد المائية ونقص الأراضي الصالحة للزراعة.
إذا كانت الدولة مكتفية ذاتيا في الغذاء فقد لا تحتاج في القريب العاجل إلى استعمال منتوجات معدلة وراثيا ، لكنها مع ذلك معرضة لاستعمال غذاء محول يحتوي على مواد معدلة وراثيا لأن العديد من المواد المستخرجة من الذرة ومن فول الصويا مثلا تدخل في العديد من الصناعات الغذائية مما يصعب الكشف عنها وتفادي استعمالها.
كما أن قوانين التجارة العالمية الحرة تمنع على الدول المنظوية تحتها منع دخول المنتوجات إليها إذا لم يكن لديها أدلة قاطعة تثبت ضررها. ولا توجد لحد الآن أدلة قاطعة تثبت وجود خطر حقيقي يمنع استيراد أو استعمال المنتجات المعدلة وراثيا.
تبقى حرية المستهلك في أي دولة الذي يجب أن تعطى له فرصة الإختيار في استعمال أو عدم استعمال المنتوجات الزراعية المعدلة وراثيا وذلك بوضع علامة واضحة تميز المنتوج الطبيعي عن ذلك المعدل وراثيا.
وقد أصدرت العديد من الدول خاصة الأوروبية منها قوانين تحدد كيفية وضع العلامات والإحتمالات المختلفة التي يمكن أن تتواجد فيها المنتجات المعدلة وراثيا وتتبع مسارها في السلسلة الغذائية للإنسان وللحيوان في الصناعات المختلفة.
يجب على الدول رسم سياسات تعتمد على ايجاد توازن بين درجة الخطر والفوائد التي يمكن جنيها حسب ظروف كل بلد. فالبلدان التي تعتمد في غذائها على إعانات من دول أخرى لا يمكنها رفض إعانات بحجة أنها معدلة وراثيا ويمكن أن تسبب لمن يستعملها أعراضا للحساسية، مع العلم أنها قد تعاني من خطر الموت الحتمي في حالة عدم توفر الغذاء لأفرادها. لذلك يجب تفادي إصدار أحكام عامة حول وجود آمان كلي أو خطر كلي على كل الأنواع جملة واحدة وإنما يجب تقييم المنتوجات  حالة بحالة. فاستعمال منتوج لا يحتوي على البروتين ولا على الحمض النووي مثل الزيت المعدل وراثيا أقل خطرا بكثير عل صحة الإنسان من تناول بذور نباتية. كما أن استعمال منتوج من ألياف القطن للصناعة النسيجية لا يكون له تأثير مباشر على صحة الإنسان لكن قد يكون له تأثير على البيئة التي قد يعود تأثيرها على الإنسان لاحقا. 
كما يجب على دول العالم والثالث والدول العربية خصوصا امتلاك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج النباتات المعدلة وراثيا حتى ولو كان ذلك على مستوى المخابر العلمية لأن ذلك يتطلب جيلا من الباحثين وسنوات من العمل. فقد تصبح النباتات المعدلة وراثيا المخرج الوحيد في مستقبل لا نعلم ما يخفيه لنا. وقد تصبح هذه التكنولوجيا وسيلة للسيطرة على الموارد الحيوية الضرورية لغذاء الإنسان. 



??

??

??

??

1