من اجل العيش يجب المبادرة عوزي برعام 2012-07-24 منذ فترة غير قصيرة وأنا أشعر بأننا نراوح في المكان دون حراك. وقد سبق لي ان كتبت عن ذلك بأن فترة حياتنا الآن تشبه ما مررنا به قبل حرب يوم الغفران. عندها ايضا فشل المفهوم الفكري، وآمل ألا يحصل هذا مرة اخرى. في السنوات الاخيرة يحاول كُتاب الرأي تصنيف خلافات الرأي السياسية في خانتي اليمين واليسار. ولم يعد الآن تمييز بين الحجج. لم يعد تحليل للمصالح الحقيقية لاسرائيل. فاذا كنت تعارض الاعتراف بجامعة في اريئيل، فانك من اليسار بوضوح متحمس للتشهير بالمستوطنين الذين حققوا انجازا آخر. وهكذا عن ميغرون. وهكذا عن تل الاولبانه. كل الجدال أصبح عقيما وذلك لأن 'مواقف الأطراف واضحة مسبقا'. أُعمم وأقول ان السياسة التي يتبناها اليمين في الموضوع السياسي والاجتماعي تقف بشكل بارز ضد مصالح دولة اسرائيل وبالأساس ضد المصلحة الأهم مواصلة العيش. سأحاول تعريف طبيعة المصلحة العليا على النحو التالي: وجود دولة اسرائيل كدولة يهودية، مع حقوق متساوية للأقليات فيها، ونيل شرعية دولية لهذا الميل. كمثال، جامعة اريئيل قررها هكذا مجلس التعليم العالي في المناطق، فيما ان كل المؤسسات الاكاديمية ذات الصلاحية، بما فيها مجلس التعليم العالي، قررت بأن ليس لجامعة اريئيل مبرر اكاديمي، واعتراف بجامعة اخرى يتعارض ايضا ومصالح التعليم العالي في اسرائيل، ولكن وزراء سياسيين قرروا خلاف ذلك لاعتبارات مرفوضة. فضلا عن ذلك، وهذا جدير بالذكر: نزع الشرعية عن المنظومة الاكاديمية في اسرائيل يوجد في زخم مستمر. جامعة جديدة في المناطق المحتلة هي تشجيع عظيم لكل معارضينا. فتقرير لجنة القاضي ادموند ليفي قد يكون مقبولا من أجزاء في حكومة اسرائيل، ولكن في الواقع الدولي يعتبر هذا اعلان مرفوض. السؤال الحاسم ليس جامعة اريئيل بل الخط السياسي بأسره. الواقع حولنا آخذ في التكدر. نحن نطرح على جدول الاعمال الهجوم على ايران، ولكننا لا نتوقف للحظة للتفكير في الاعتبار الشامل. نحن فصيلة صغيرة ولكن هامة في قلب الشرق الاوسط العربي. وحتى لو أردنا مهاجمة ايران، فان علينا ان نتبنى نهجا سياسيا مختلفا تماما. المفهوم الفكري ذو نزعة القوة وفرض الحقائق على الارض هما خطوة تعود الى عهود السور والبرج، وليس خطوة دولة سيادية تريد ان تحطم أجواء المعارضة لوجودها. حكومة اسرائيل التي تريد المضي قدما بالمصالح الوطنية ملزمة بالمبادرة الى خطوات مفاجئة بانية للثقة، كالمبادرة الى مؤتمر دولي بمشاركة الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي، روسيا وبلدان المنطقة وبالطبع الفلسطينيين، لدفع التسوية الشاملة الى الأمام. 'وقت الضائقة هو ليعقوب'، وعلينا ان نفكر للمدى البعيد وليس للمدى القصير الذي يلامس طرف أرنبة أنفنا. في الاسبوع الماضي نشر اعلان موقع من 'لجان سكان بنيامين والسامرة' لتنحية شمعون بيرس عن منصب رئيس الدولة كونه 'يمثل بقدر أكبر المصلحة العربية مما يمثل المصلحة اليهودية'. ولحظنا، لا تزال هناك محميات طبيعية قليلة تجسر بين الحماسة التي لا هوادة فيها هنا وبين تثبيت مكانتنا في العالم الأكبر. شمعون بيرس هو منارة لامعة وهامة في كفاحنا الوجودي. اسرائيل اليوم 24/7/2012