الشاعر: أحمد شوقي عصر الشعر: الحديث هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ وَحَداها بِمَن تُقِلُّ الرَجاءُ ضَرَبَ البَحرُ ذو العُبابِ حَوالَي ها سَماءً قَد أَكبَرَتها السَماءُ وَرَأى المارِقونَ مِن شَرَكِ الأَر ضِ شِباكاً تَمُدُّها الدَأماءُ وَجِبالاً مَوائِجاً في جِبالٍ تَتَدَجّى كَأَنَّها الظَلماءُ وَدَوِيّاً كَما تَأَهَّبَتِ الخَي لُ وَهاجَت حُماتَها الهَيجاءُ لُجَّةٌ عِندَ لُجَّةٍ عِندَ أُخرى كَهِضابٍ ماجَت بِها البَيداءُ وَسَفينٌ طَوراً تَلوحُ وَحيناً يَتَوَلّى أَشباحَهُنَّ الخَفاءُ نازِلاتٌ في سَيرِها صاعِداتٌ كَالهَوادي يَهُزُّهُنَّ الحُداءُ رَبِّ إِن شِئتَ فَالفَضاءُ مَضيقٌ وَإِذا شِئتَ فَالمَضيقُ فَضاءُ فَاِجعَلِ البَحرَ عِصمَةً وَاِبعَثِ الرَح مَةَ فيها الرِياحُ وَالأَنواءُ أَنتَ أُنسٌ لَنا إِذا بَعُدَ الإِن سُ وَأَنتَ الحَياةُ وَالإِحياءُ يَتَوَلّى البِحارَ مَهما اِدلَهَمَّت مِنكَ في كُلِّ جانِبٍ لَألاءُ وَإِذا ما عَلَت فَذاكَ قِيامٌ وَإِذا ما رَغَت فَذاكَ دُعاءُ فَإِذا راعَها جَلالُكَ خَرَّت هَيبَةً فَهيَ وَالبِساطُ سَواءُ وَالعَريضُ الطَويلُ مِنها كِتابٌ لَكَ فيهِ تَحِيَّةٌ وَثَناءُ يا زَمانَ البِحارِ لَولاكَ لَم تُف جَع بِنُعمى زَمانِها الوَجناءُ فَقَديماً عَن وَخدِها ضاقَ وَجهُ ال أَرضِ وَاِنقادَ بِالشِراعِ الماءُ وَاِنتَهَت إِمرَةُ البِحارِ إِلى الشَر قِ وَقامَ الوُجودُ فيما يَشاءُ وَبَنَينا فَلَم نُخَلِّ لِبانٍ وَعَلَونا فَلَم يَجُزنا عَلاءُ وَمَلَكنا فَالمالِكونَ عَبيدٌ وَالبَرايا بِأَسرِهِم أُسَراءُ قُل لِبانٍ بَنى فَشادَ فَغالى لَم يَجُز مِصرَ في الزَمانِ بِناءُ لَيسَ في المُمكِناتِ أَن تُنقَلَ الأَج بالُ شُمّاً وَأَن تُنالَ السَماءُ أَجفَلَ الجِنُّ عَن عَزائِمَ فِرعَو نَ وَدانَت لِبَأسِها الآناءُ شادَ ما لَم يُشِد زَمانٌ وَلا أَن شَأَ عَصرٌ وَلا بَنى بَنّاءُ هَيكَلٌ تُنثَرُ الدِياناتُ فيهِ فَهيَ وَالناسُ وَالقُرونُ هَباءُ وَقُبورٌ تَحُطُّ فيها اللَيالي وَيُوارى الإِصباحُ وَالإِمساءُ تَشفَقُ الشَمسُ وَالكَواكِبُ مِنها وَالجَديدانِ وَالبِلى وَالفَناءُ زَعَموا أَنَّها دَعائِمُ شيدَت بِيَدِ البَغيِ مِلؤُها ظَلماءُ فَاِعذُرِ الحاسِدينَ فيها إِذا لا موا فَصَعبٌ عَلى الحَسودِ الثَناءُ دُمِّرَ الناسُ وَالرَعِيَّةُ في تَش ييدِها وَالخَلائِقُ الأُسَراءُ أَينَ كانَ القَضاءُ وَالعَدلُ وَالحِك مَةُ وَالرَأيُ وَالنُهى وَالذَكاءُ وَبَنو الشَمسِ مِن أَعِزَّةِ مِصرٍ وَالعُلومُ الَّتي بِها يُستَضاءُ فَاِدَّعَوا ما اِدَّعى أَصاغِرُ آثي نا وَدَعواهُمُ خَناً وَاِفتِراءُ وَرَأَوا لِلَّذينَ سادوا وَشادوا سُبَّةً أَن تُسَخَّرَ الأَعداءُ إِن يَكُن غَيرَ ما أَتَوهُ فَخارٌ فَأَنا مِنكَ يا فَخارُ بَراءُ لَيتَ شِعري وَالدَهرُ حَربُ بَنيهِ وَأَياديهِ عِندَهُم أَفياءُ ما الَّذي داخَلَ اللَيالِيَ مِنّا في صِبانا وَلِلَّيالي دَهاءُ فَعَلا الدَهرُ فَوقَ عَلياءِ فِرعَو نَ وَهَمَّت بِمُلكِهِ الأَرزاءُ أَعلَنَت أَمرَها الذِئابُ وَكانوا في ثِيابِ الرُعاةِ مِن قَبلُ جاؤوا وَأَتى كُلُّ شامِتٍ مِن عِدا المُل كِ إِلَيهِم وَاِنضَمَّتِ الأَجزاءُ وَمَضى المالِكونَ إِلّا بَقايا لَهُمُ في ثَرى الصَعيدِ اِلتِجاءُ فَعَلى دَولَةِ البُناةِ سَلامٌ وَعَلى ما بَنى البُناةُ العَفاءُ وَإِذا مِصرُ شاةُ خَيرٍ لِراعي السَو ءِ تُؤذى في نَسلِها وَتُساءُ قَد أَذَلَّ الرِجالَ فَهيَ عَبيدٌ وَنُفوسَ الرِجالِ فَهيَ إِماءُ فَإِذا شاءَ فَالرِقابُ فِداهُ وَيَسيرٌ إِذا أَرادَ الدِماءُ وَلِقَومٍ نَوالُهُ وَرِضاهُ وَلِأَقوامِ القِلى وَالجَفاءُ فَفَريقٌ مُمَتَّعونَ بِمِصرٍ وَفَريقٍ في أَرضِهِم غُرَباءُ إِن مَلَكتَ النُفوسَ فَاِبغِ رِضاها فَلَها ثَورَةٌ وَفيها مَضاءُ يَسكُنُ الوَحشُ لِلوُثوبِ مِنَ الأَس رِ فَكَيفَ الخَلائِقُ العُقَلاءُ يَحسَبُ الظالِمونَ أَن سَيَسودو نَ وَأَن لَن يُؤَيَّدَ الضُعَفاءُ وَاللَيالي جَوائِرٌ مِثلَما جا روا وَلِلدَهرِ مِثلَهُم أَهواءُ لَبِثَت مِصرُ في الظَلامِ إِلى أَن قيلَ ماتَ الصَباحُ وَالأَضواءُ لَم يَكُن ذاكَ مِن عَمىً كُلُّ عَينٍ حَجَبَ اللَيلُ ضَوءَها عَمياءُ ما نَراها دَعا الوَفاءُ بَنيها وَأَتاهُم مِنَ القُبورِ النِداءُ لِيُزيحوا عَنها العِدا فَأَزاحوا وَأُزيحَت عَن جَفنِها الأَقذاءُ وَأُعيدَ المَجدُ القَديمُ وَقامَت في مَعالي آبائِها الأَبناءُ وَأَتى الدَهرُ تائِباً بِعَظيمٍ مِن عَظيمٍ آباؤُهُ عُظَماءُ مَن كَرَمسيسَ في المُلوكِ حَديثاً وَلِرَمسيسٍ المُلوكُ فِداءُ بايَعَتهُ القُلوبُ في صُلبِ سيتي يَومَ أَن شاقَها إِلَيهِ الرَجاءُ وَاِستَعدَّ العُبّادُ لِلمَولِدِ الأَك بَرِ وَاِزَّيَّنَت لَهُ الغَبراءُ جَلَّ سيزوستَريسُ عَهداً وَجَلَّت في صِباهُ الآياتُ وَالآلاءُ فَسَمِعنا عَنِ الصَبِيِّ الَّذي يَع فو وَطَبعُ الصِبا الغَشومُ الإِباءُ وَيَرى الناسَ وَالمُلوكَ سَواءً وَهَلِ الناسُ وَالمُلوكُ سَواءُ وَأَرانا التاريخُ فِرعَونَ يَمشي لَم يَحُل دونَ بِشرِهِ كِبرِياءُ يولَدُ السَيِّدُ المُتَوَّجُ غَضّاً طَهَّرَتهُ في مَهدِها النَعماءُ لَم يُغَيِّرهُ يَومَ ميلادِهِ بُؤ سٌ وَلا نالَهُ وَليداً شَقاءُ فَإِذا ما المُمَلِّقونَ تَوَلَّو هُ تَوَلَّى طِباعَهُ الخُيَلاءُ وَسَرى في فُؤادِهِ زُخرُفُ القَو لِ تَراهُ مُستَعذَباً وَهوَ داءُ فَإِذا أَبيَضُ الهَديلِ غُرابٌ وَإِذا أَبلَجُ الصَباحِ مَساءُ جَلَّ رَمسيسُ فِطرَةً وَتَعالى شيعَةً أَن يَقودَهُ السُفَهاءُ وَسَما لِلعُلا فَنالَ مَكاناً لَم يَنَلهُ الأَمثالُ وَالنُظَراءُ وَجُيوشٌ يَنهَضنَ بِالأَرضِ مَلكاً وَلِواءٌ مِن تَحتِهِ الأَحياءُ وَوُجودٌ يُساسُ وَالقَولُ فيهِ ما يَقولُ القُضاةُ وَالحُكَماءُ وَبِناءٌ إِلى بِناءٍ يَوَدُّ الخُل دُ لَو نالَ عُمرَهُ وَالبَقاءُ وَعُلومٌ تُحيِ البِلادَ وَبِنتا هورُ فَخرُ البِلادِ وَالشُعَراءُ إيهِ سيزوستَريسَ ماذا يَنالُ ال وَصفُ يَوماً أَو يَبلُغُ الإِطراءُ كَبُرَت ذاتُكَ العَلِيَّةُ أَن تُح صي ثَناها الأَلقابُ وَالأَسماءُ لَكَ آمونُ وَالهِلالُ إِذا يَك بُرُ وَالشَمسُ وَالضُحى آباءُ وَلَكَ الريفُ وَالصَعيدُ وَتاجا مِصرَ وَالعَرشُ عالِياً وَالرِداءُ وَلَكَ المُنشَآتُ في كُلِّ بَحرٍ وَلَكَ البَرُّ أَرضُهُ وَالسَماءُ لَيتَ لَم يُبلِكَ الزَمانُ وَلَم يَب لَ لِمُلكِ البِلادِ فيكَ رَجاءُ هَكَذا الدَهرُ حالَةٌ ثُمَّ ضِدٌّ ما لِحالٍ مَعَ الزَمانِ بَقاءُ لا رَعاكَ التاريخُ يا يَومَ قَمبي زَ وَلا طَنطَنَت بِكَ الأَنباءُ دارَتِ الدائِراتُ فيكَ وَنالَت هَذِهِ الأُمَّةَ اليَدُ العَسراءُ فَمُبصِرٌ مِمّا جَنَيتَ لِمِصرٍ أَيُّ داءٍ ما إِن إِلَيهِ دَواءُ نَكَدٌ خالِدٌ وَبُؤسٌ مُقيمٌ وَشَقاءٌ يَجُدُّ مِنهُ شَقاءُ يَومَ مَنفيسَ وَالبِلادُ لِكِسرى وَالمُلوكُ المُطاعَةُ الأَعداءُ يَأمُرُ السَيفُ في الرِقابِ وَيَنهى وَلِمِصرٍ عَلى القَذى إِغضاءُ جيءَ بِالمالِكِ العَزيزِ ذَليلاً لَم تُزَلزِل فُؤادَهُ البَأساءُ يُبصِرُ الآلَ إِذ يُراحُ بِهِم في مَوقِفِ الذُلِّ عَنوَةً وَيُجاءُ بِنتُ فِرعَونَ في السَلاسِلِ تَمشي أَزعَجَ الدَهرُ عُريُها وَالحَفاءُ فَكَأَن لَم يَنهَض بِهَودَجِها الدَه رُ وَلا سارَ خَلفَها الأُمَراءُ وَأَبوها العَظيمُ يَنظُرُ لَمّا رُدِّيَت مِثلَما تُرَدّى الإِماءُ أُعطِيَت جَرَّةً وَقيلَ إِلَيكِ الن نَهر قومي كَما تَقومُ النِساءُ فَمَشَت تُظهِرُ الإِباءَ وَتَحمي الدَم عَ أَن تَستَرِقَّهُ الضَرّاءُ وَالأَعادي شَواخِصٌ وَأَبوها بِيَدِ الخَطبِ صَخرَةٌ صَمّاءُ فَأَرادوا لِيَنظُروا دَمعَ فِرعَو نَ وَفِرعَونُ دَمعُهُ العَنقاءُ فَأَرَوهُ الصَديقَ في ثَوبِ فَقرٍ يَسأَلُ الجَمعَ وَالسُؤالُ بَلاءُ فَبَكى رَحمَةً وَما كانَ مَن يَب كي وَلَكِنَّما أَرادَ الوَفاءُ هَكَذا المُلكُ وَالمُلوكُ وَإِن جا رَ زَمانٌ وَرَوَّعَت بَلواءُ لا تَسَلني ما دَولَةُ الفُرسِ ساءَت دَولَةُ الفُرسِ في البِلادِ وَساؤوا أُمَّةٌ هَمُّها الخَرائِبُ تُبلي ها وَحَقُّ الخَرائِبِ الإِعلاءُ سَلَبَت مِصرَ عِزَّها وَكَسَتها ذِلَّةً ما لَها الزَمانَ اِنقِضاءُ وَاِرتَوى سَيفُها فَعاجَلَها ال لَهُ بِسَيفٍ ما إِن لَهُ إِرواءُ طِلبَةٌ لِلعِبادِ كانَت لِإِسكَن دَرَ في نَيلِها اليَدُ البَيضاءُ شادَ إِسكَندَرٌ لِمِصرَ بِناءً لَم تَشِدهُ المُلوكُ وَالأُمَراءُ بَلَداً يَرحَلُ الأَنامُ إِلَيهِ وَيَحُجُّ الطُلّابُ وَالحُكَماءُ عاشَ عُمراً في البَحرِ ثَغرَ المَعالي وَالمَنارَ الَّذي بِهِ الاِهتِداءُ مُطمَئِنّاً مِنَ الكَتائِبِ وَالكُت بِ بِما يَنتَهي إِلَيهِ العَلاءُ يَبعَثُ الضَوءَ لِلبِلادِ فَتَسري في سَناهُ الفُهومُ وَالفُهَماءُ وَالجَواري في البَحرِ يُظهِرنَ عِزَّ ال مُلكِ وَالبَحرُ صَولَةٌ وَثَراءُ وَالرَعايا في نِعمَةٍ وَلِبَطلَي موسَ في الأَرضِ دَولَةٌ عَلياءُ فَقَضى اللَهُ أَن تُضَيِّعَ هَذا ال مُلكَ أُنثى صَعبٌ عَلَيها الوَفاءُ تَخِذَتها روما إِلى الشَرِّ تَمهي داً وَتَمهيدُهُ بِأُنثى بَلاءُ فَتَناهى الفَسادُ في هَذِهِ الأَر ضِ وَجازَ الأَبالِسَ الإِغواءُ ضَيَّعَت قَيصَرَ البَرِيَّةِ أُنثى يا لَرَبّي مِمّا تَجُرُّ النِساءُ فَتَنَت مِنهُ كَهفَ روما المُرَجّى وَالحُسامَ الَّذي بِهِ الاِتِّقاءُ قاهِرَ الخَصمِ وَالجَحافِلِ مَهما جَدَّ هَولُ الوَغى وَجَدَّ اللِقاءُ فَأَتاها مَن لَيسَ تَملُكُهُ أُن ثى وَلا تَستَرِقُّهُ هَيفاءُ بَطَلُ الدَولَتَينِ حامى حِمى رو ما الَّذي لا تَقودُهُ الأَهواءُ أَخَذَ المُلكَ وَهيَ في قَبضَةِ الأَف عى عَنِ المُلكِ وَالهَوى عَمياءُ سَلَبَتها الحَياةَ فَاِعجَب لِرَقطا ءَ أَراحَت مِنها الوَرى رَقطاءُ لَم تُصِب بِالخِداعِ نُجحاً وَلَكِن خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ قَتَلَت نَفسَها وَظَنَّت فِداءً صَغُرَت نَفسُها وَقَلَّ الفِداءُ سَل كِلوبَترَةَ المُكايِدِ هَلّا صَدَّها عَن وَلاءِ روما الدَهاءُ فَبِروما تَأَيَّدَت وَبِروما هِيَ تَشقى وَهَكَذا الأَعداءُ وَلِروما المُلكُ الَّذي طالَما وا فاهُ في السِرِّ نُصحُها وَالوَلاءُ وَتَوَلَّت مِصراً يَمينٌ عَلى المِص رِيِّ مِن دونِ ذا الوَرى عَسراءُ تُسمِعُ الأَرضُ قَيصَراً حينَ تَدعو وَعَقيمٌ مِن أَهلِ مِصرَ الدُعاءُ وَيُنيلُ الوَرى الحُقوقَ فَإِن نا دَتهُ مِصرٌ فَأُذنُهُ صَمّاءُ فَاِصبِري مِصرُ لِلبَلاءِ وَأَنّى لَكِ وَالصَبرُ لِلبَلاءِ بَلاءُ ذا الَّذي كُنتِ تَلتَجينَ إِلَيهِ لَيسَ مِنهُ إِلى سِواهُ النَجاءُ رَبِّ شُقتَ العِبادَ أَزمانَ لا كُت بٌ بِها يُهتَدى وَلا أَنبِياءُ ذَهَبوا في الهَوى مَذاهِبَ شَتّى جَمَعَتها الحَقيقَةُ الزَهراءُ فَإِذا لَقَّبوا قَوِيّاً إِلَها فَلَهُ بِالقُوى إِلَيكِ اِنتِهاءُ وَإِذا آثَروا جَميلاً بِتَنزي هٍ فَإِنَّ الجَمالَ مِنكِ حِباءُ وَإِذا أَنشَئوا التَماثيلَ غُرّاً فَإِلَيكِ الرُموزُ وَالإيماءُ وَإِذا قَدَّروا الكَواكِبَ أَربا باً فَمِنكِ السَنا وَمِنكِ السَناءُ وَإِذا أَلَّهوا النَباتَ فَمِن آ ثارِ نُعماكِ حُسنُهُ وَالنَماءُ وَإِذا يَمَّموا الجِبالَ سُجوداً فَالمُرادُ الجَلالَةُ الشَمّاءُ وَإِذا تُعبَدُ البِحارُ مَعَ الأَس ماكِ وَالعاصِفاتُ وَالأَنواءُ وَسِباعُ السَماءِ وَالأَرضِ وَالأَر حامُ وَالأُمَّهاتُ وَالآباءُ لِعُلاكَ المُذَكَّراتُ عَبيدٌ خُضَّعٌ وَالمُؤَنَّثاتُ إِماءُ جَمَعَ الخَلقَ وَالفَضيلَةَ سِرٌّ شَفَّ عَنهُ الحِجابُ فَهوَ ضِياءُ سَجَدَت مِصرُ في الزَمانِ لِإيزي سَ النَدى مَن لَها اليَدُ البَيضاءُ إِن تَلِ البَرَّ فَالبِلادُ نُضارٌ أَو تَلِ البَحرَ فَالرِياحُ رُخاءُ أَو تَلِ النَفسَ فَهيَ في كُلِّ عُضوٍ أَو تَلِ الأُفقَ فَهيَ فيهِ ذُكاءُ قيلَ إيزيسُ رَبَّةَ الكَونِ لَولا أَن تَوَحَّدتِ لَم تَكُ الأَشياءُ وَاِتَّخَذتِ الأَنوارَ حُجباً فَلَم تُب صِركِ أَرضٌ وَلا رَأَتكِ سَماءُ أَنتِ ما أَظهَرَ الوُجودُ وَما أَخ فى وَأَنتِ الإِظهارُ وَالإِخفاءُ لَكَ آبيسُ وَالمُحَبَّبُ أوزي ريسُ وَاِبناهُ كُلُّهُم أَولِياءُ مُثِّلَت لِلعُيونِ ذاتُكِ وَالتَم ثيلُ يُدني مَن لا لَهُ إِدناءُ وَاِدَّعاكِ اليونانُ مِن بَعدِ مِصرٍ وَتَلاهُ في حُبِّكِ القُدَماءُ فَإِذا قيلَ ما مَفاخِرَ مِصرٍ قيلَ مِنها إيزيسُها الغَرّاءُ رَبِّ هَذي عُقولُنا في صِباها نالَها الخَوفُ وَاِستَباها الرَجاءُ فعَشِقناكَ قَبلَ أَن تَأتِيَ الرُس لُ وَقامَت بِحُبِّكَ الأَعضاءُ وَوَصَلنا السُرى فَلَولا ظَلامُ ال جَهلِ لَم يَخطُنا إِلَيكِ اِهتِداءُ وَاِتَّخَذنا الأَسماءَ شَتّى فَلَمّا جاءَ موسى اِنتَهَت لَكَ الأَسماءُ حَجَّنا في الزَمانِ سِحراً بِسِحرٍ وَاِطمَأَنَّت إِلى العَصا السُعَداءُ وَيُريدُ الإِلَهُ أَن يُكرَمَ العَق لُ وَأَلّا تُحَقَّرَ الآراءُ ظَنَّ فِرعَونُ أَنَّ موسى لَهُ وا فٍ وَعِندَ الكِرامِ يُرجى الوَفاءُ لَم يَكُن في حِسابِهِ يَومَ رَبّى أَن سَيَأتي ضِدَّ الجَزاءِ الجَزاءُ فَرَأى اللَهُ أَن يَعِقَّ وَلِلَّ هِ تَفي لا لِغَيرِهِ الأَنبِياءُ مِصرُ موسى عِندَ اِنتِماءٍ وَموسى مِصرُ إِن كانَ نِسبَةٌ وَاِنتِماءُ فَبِهِ فَخرُها المُؤَيَّدُ مَهما هُزَّ بِالسَيِّدِ الكَليمِ اللِواءُ إِن تَكُن قَد جَفَتهُ في ساعَةِ الشَكِّ فَحَظُّ الكَبيرِ مِنها الجَفاءُ خِلَّةٌ لِلبِلادِ يَشقى بِها النا سُ وَتَشقى الدِيارُ وَالأَبناءُ فَكَبيرٌ أَلّا يُصانَ كَبيرٌ وَعَظيمٌ أَن يُنبَذَ العُظَماءُ وُلِدَ الرِفقُ يَومَ مَولِدِ عيسى وَالمُروءاتُ وَالهُدى وَالحَياءُ وَاِزدَهى الكَونُ بِالوَليدِ وَضاءَت بِسَناهُ مِنَ الثَرى الأَرجاءُ وَسَرَت آيَةُ المَسيحِ كَما يَس ري مِنَ الفَجرِ في الوُجودِ الضِياءُ تَملَأُ الأَرضَ وَالعَوالِمَ نوراً فَالثَرى مائِجٌ بَهاً وَضّاءُ لا وَعيدٌ لا صَولَةٌ لا اِنتِقامُ لا حُسامٌ لا غَزوَةٌ لا دِماءُ مَلَكٌ جاوَرَ التُرابَ فَلَمّا مَلَّ نابَت عَنِ التُرابِ السَماءُ وَأَطاعَتهُ في الإِلَهِ شُيوخٌ خُشَّعٌ خُضَّعٌ لَهُ ضُعَفاءُ أَذعَنَ الناسُ وَالمُلوكُ إِلى ما رَسَموا وَالعُقولُ وَالعُقَلاءُ فَلَهُم وَقفَةٌ عَلى كُلِّ أَرضٍ وَعَلى كُلِّ شاطِئٍ إِرساءُ دَخَلوا ثَيبَةً فَأَحسَنَ لُقيا هُم رِجالٌ بِثيبَةٍ حُكَماءُ فَهِموا السِرَّ حينَ ذاقوا وَسَهلٌ أَن يَنالَ الحَقائِقَ الفُهَماءُ فَإِذا الهَيكَلُ المُقَدَّسُ دَيرٌ وَإِذا الدَيرُ رَونَقٌ وَبَهاءُ وَإِذا ثَيبَةٌ لِعيسى وَمَنفي سُ وَنَيلُ الثَراءِ وَالبَطحاءُ إِنَّما الأَرضُ وَالفَضاءُ لِرَبّي وَمُلوكُ الحَقيقَةِ الأَنبِياءُ لَهُمُ الحُبُّ خالِصاً مِن رَعايا هُم وَكُلُّ الهَوى لَهُم وَالوَلاءُ إِنَّما يُنكِرُ الدِياناتِ قَومٌ هُم بِما يُنكِرونَهُ أَشقِياءُ هَرِمَت دَولَةُ القَياصِرِ وَالدَو لاتُ كَالناسِ داؤُهُنَّ الفَناءُ لَيسَ تُغني عَنها البِلادُ وَلا ما لُ الأَقاليمِ إِن أَتاها النِداءُ نالَ روما ما نالَ مِن قَبلُ آثي نا وَسيمَتهُ ثَيبَةُ العَصماءُ سُنَّةُ اللَهِ في المَمالِكِ مِن قَب لُ وَمِن بَعدِ ما لِنُعمى بَقاءُ أَظلَمَ الشَرقُ بَعدَ قَيصَرَ وَالغَر بُ وَعَمَّ البَرِيَّةَ الإِدجاءُ فَالوَرى في ضَلالِهِ مُتَمادٍ يَفتُكُ الجَهلُ فيهِ وَالجُهَلاءُ عَرَّفَ اللَهَ ضِلَّةً فَهوَ شَخصٌ أَو شِهابٌ أَو صَخرَةٌ صَمّاءُ وَتَوَلّى عَلى النُفوسِ هَوى الأَو ثانِ حَتّى اِنتَهَت لَهُ الأَهواءُ فَرَأى اللَهُ أَن تُطَهَّرَ بِالسَي فِ وَأَن تَغسِلَ الخَطايا الدِماءُ وَكَذاكَ النُفوسُ وَهيَ مِراضٌ بَعضُ أَعضائِها لِبَعضٍ فِداءُ لَم يُعادِ اللَهُ العَبيدَ وَلَكِن شَقِيَت بِالغَباوَةِ الأَغبِياءُ وَإِذا جَلَّتِ الذُنوبُ وَهالَت فَمِنَ العَدلِ أَن يَهولَ الجَزاءُ أَشرَقَ النورُ في العَوالِمِ لَمّا بَشَّرَتها بِأَحمَدَ الأَنباءُ بِاليَتيمِ الأُمِّيِّ وَالبَشَرِ المو حى إِلَيهِ العُلومُ وَالأَسماءُ قُوَّةُ اللَهِ إِن تَوَلَّت ضَعيفاً تَعِبَت في مِراسِهِ الأَقوِياءُ أَشرَفُ المُرسَلينَ آيَتُهُ النُط قُ مُبيناً وَقَومُهُ الفُصَحاءُ لَم يَفُه بِالنَوابِغِ الغُرِّ حَتّى سَبَقَ الخَلقَ نَحوَهُ البُلَغاءُ وَأَتَتهُ العُقولُ مُنقادَةَ اللُب بِ وَلَبّى الأَعوانُ وَالنُصَراءُ جاءَ لِلناسِ وَالسَرائِرُ فَوضى لَم يُؤَلِّف شَتاتُهُنّ لِواءُ وَحِمى اللَهُ مُستَباحٌ وَشَرعُ ال لَهِ وَالحَقُّ وَالصَوابُ وَراءُ فَلِجِبريلَ جَيئَةٌ وَرَواحٌ وَهُبوطٌ إِلى الثَرى وَاِرتِقاءُ يُحسَبُ الأُفقُ في جَناحَيهِ نورٌ سُلِبَتهُ النُجومُ وَالجَوزاءُ تِلكَ آيُ الفُرقانِ أَرسَلَها ال لَهُ ضِياءً يَهدي بِهِ مَن يَشاءُ نَسَخَت سُنَّةَ النَبِيّينَ وَالرُس لِ كَما يَنسَخُ الضِياءَ الضِياءُ وَحَماها غُرٌّ كِرامٌ أَشِدّا ءُ عَلى الخَصمِ بَينَهُم رُحَماءُ أُمَّةٌ يَنتَهي البَيانُ إِلَيها وَتَؤولُ العُلومُ وَالعُلَماءُ جازَتِ النَجمَ وَاِطمَأَنَّت بِأُفقٍ مُطمَئِنٍّ بِهِ السَنا وَالسَناءُ كُلَّما حَثَّتِ الرِكابَ لِأَرضٍ جاوَرَ الرُشدُ أَهلَها وَالذَكاءُ وَعَلا الحَقُّ بَينَهُم وَسَما الفَض لُ وَنالَت حُقوقَها الضُعَفاءُ تَحمِلُ النَجمَ وَالوَسيلَةَ وَالمي زانَ مِن دينِها إِلى مَن تَشاءُ وَتُنيلُ الوُجودَ مِنهُ نِظاماً هُوَ طِبُّ الوُجودِ وَهوَ الدَواءُ يَرجِعُ الناسُ وَالعُصورُ إِلى ما سَنَّ وَالجاحِدونَ وَالأَعداءُ فيهِ ما تَشتَهي العَزائِمُ إِن هَم مَ ذَووها وَيَشتَهي الأَذكِياءُ فَلِمَن حاوَلَ النَعيمَ نَعيمٌ وَلِمَن آثَرَ الشَقاءَ شَقاءُ أَيَرى العُجمُ مِن بَني الظِلِّ وَالما ءِ عَجيباً أَن تُنجِبَ البَيداءُ وَتُثيرُ الخِيامُ آسادَ هَيجا ءَ تَراها آسادَها الهَيجاءُ ما أَنافَت عَلى السَواعِدِ حَتّى ال أَرضُ طُرّاً في أَسرِها وَالفَضاءُ تَشهَدُ الصينُ وَالبِحارُ وَبَغدا دُ وَمِصرٌ وَالغَربُ وَالحَمراءُ مَن كَعَمرِو البِلادِ وَالضادُ مِمّا شادَ فيها وَالمِلَّةُ الغَرّاءُ شادَ لِلمُسلِمينَ رُكناً جَساماً ضافِيَ الظِلِّ دَأبُهُ الإيواءُ طالَما قامَتِ الخِلافَةُ فيهِ فَاِطمَأَنَّت وَقامَتِ الخُلَفاءُ وَاِنتَهى الدينُ بِالرَجاءِ إِلَيهِ وَبَنو الدينِ إِذ هُمُ ضُعَفاءُ مَن يَصُنهُ يَصُن بَقِيَّةَ عِزٍّ غَيَّضَ التُركُ صَفوَهُ وَالثَواءُ فَاِبكِ عَمَراً إِن كُنتَ مُنصِفَ عَمرو إِنَّ عُمَراً لَنَيِّرٌ وَضّاءُ جادَ لِلمُسلِمينَ بِالنيلِ وَالني لُ لِمَن يَقتَنيهِ أَفريقاءُ فَهيَ تَعلو شَأناً إِذا حُرِّرَ الني لُ وَفي رِقِّهِ لَها إِزراءُ وَاِذكُرِ الغُرَّ آلَ أَيّوبَ وَاِمدَح فَمِنَ المَدحِ لِلرِجالِ جَزاءُ هُم حُماةُ الإِسلامِ وَالنَفَرُ البي ضُ المُلوكُ الأَعِزَّةُ الصُلَحاءُ كُلَّ يَومٍ بِالصالِحِيَّةِ حِصنٌ وَبِبُلبَيسَ قَلعَةٌ شَمّاءُ وَبِمِصرٍ لِلعِلمِ دارٌ وَلِلضَي فانِ نارٌ عَظيمَةٌ حَمراءُ وَلِأَعداءِ آلِ أَيّوبَ قَتلٌ وَلِأَسراهُمُ قِرىً وَثَواءُ يَعرِفُ الدينُ مَن صَلاحٌ وَيَدري مَن هُوَ المَسجِدانِ وَالإِسراءُ إِنَّهُ حِصنُهُ الَّذي كانَ حِصناً وَحُماهُ الَّذي بِهِ الاِحتِماءُ يَومَ سارَ الصَليبُ وَالحامِلوهُ وَمَشى الغَربُ قَومُهُ وَالنِساءُ بِنُفوسٍ تَجولُ فيها الأَماني وَقُلوبٍ تَثورُ فيها الدِماءُ يُضمِرونَ الدَمارَ لِلحَقِّ وَالنا سِ وَدينِ الَّذينَ بِالحَقِّ جاؤوا وَيَهُدّونَ بِالتِلاوَةِ وَالصُل بانِ ما شادَ بِالقَنا البَنّاءُ فَتَلَقَّتهُمُ عَزائِمُ صِدقٍ نُصَّ لِلدينِ بَينَهُنَّ خِباءُ مَزَّقَت جَمعَهُم عَلى كُلِّ أَرضٍ مِثلَما مَزَّقَ الظَلامَ الضِياءُ وَسَبَت أَمرَدَ المُلوكِ فَرَدَّت هُ وَما فيهِ لِلرَعايا رَجاءُ وَلَو أَنَّ المَليكَ هيبَ أَذاهُ لَم يُخَلِّصهُ مِن أَذاها الفِداءُ هَكَذا المُسلِمونَ وَالعَرَبُ الخا لونَ لا ما يَقولُهُ الأَعداءُ فَبِهِم في الزَمانِ نِلنا اللَيالي وَبِهِم في الوَرى لَنا أَنباءُ لَيسَ لِلذُلِّ حيلَةٌ في نُفوسٍ يَستَوي المَوتُ عِندَها وَالبَقاءُ وَاِذكُرِ التُركَ إِنَّهُم لَم يُطاعوا فَيَرى الناسُ أَحسَنوا أَم أَساؤوا حَكَمَت دَولَةُ الجَراكِسِ عَنهُمُ وَهيَ في الدَهرِ دَولَةٌ عَسراءُ وَاِستَبَدَّت بِالأَمرِ مِنهُم فَبا شا التُركِ في مِصرَ آلَةٌ صَمّاءُ يَأخُذُ المالَ مِن مَواعيدَ ما كا نوا لَها مُنجِزينَ فَهيَ هَباءُ وَيَسومونَهُ الرِضا بِأُمورٍ لَيسَ يَرضى أَقَلَّهُنَّ الرَضاءُ فَيُداري لِيَعصِمَ الغَدَ مِنهُم وَالمُداراةُ حِكمَةٌ وَدَهاءُ وَأَتى النَسرُ يَنهَبُ الأَرضَ نَهباً حَولَهُ قَومُهُ النُسورُ ظِماءُ يَشتَهي النيلَ أَن يُشيدَ عَلَيهِ دَولَةً عَرضُها الثَرى وَالسَماءُ حَلُمَت رومَةٌ بِها في اللَيالي وَرَآها القَياصِرُ الأَقوِياءُ فَأَتَت مِصرَ رُسلُهُم تَتَوالى وَتَرامَت سودانَها العُلَماءُ وَلَوِ اِستَشهَدَ الفَرَنسيسُ روما لَأَتَتهُم مِن رومَةَ الأَنباءُ عَلِمَت كُلُّ دَولَةٍ قَد تَوَلَّت أَنَّنا سُمُّها وَأَنّا الوَباءُ قاهِرُ العَصرِ وَالمَمالِكِ نابِل يونُ وَلَّت قُوّادُهُ الكُبَراءُ جاءَ طَيشاً وَراحَ طَيشاً وَمِن قَب لُ أَطاشَت أُناسَها العَلياءُ سَكَتَت عَنهُ يَومَ عَيَّرَها الأَه رامُ لَكِن سُكوتُها اِستِهزاءُ فَهيَ توحي إِلَيهِ أَن تِلكَ واتِر لو فَأَينَ الجُيوشُ أَينَ اللِواءُ وأتى المنتمي لأمة عثما ن عليٌّ: من يعرف الأحياء ملك الحلم والعزائم إن عد دت ملوك الزمان والأمراء رام بالريف والصعيد أمورا لم تنل كنه غورها الاغبياء رام تاجيهما وعرش المعالي ويروم العظائم العظماء أمل ابيض الخلال رفيع صغرته الأذلة الأشقياء فكفاه أن جاء ميتا فأحيا وكفى مصر ذلك الإحياء واذكر العادل الكريم سعيدا إن قوما له انتموا سعداء المهيب اللواء في السيف والس لم المفدى فما له اعداء عربي زمانه عمري عهده فيه رحمة ووفاء مثلما شاءت الرامل والأي تام والبائسون والضعفاء جمع الزاخرين كرها فلا كا نا ولا كان ذلك الإلتقاء أحمر عند أبيض للبرايا حصة القطر منهما سوداء وغزير الهدى من الحمد والتو فيق صيغت لذاته الأسماء بثت العدل راحتاه وعزت في حماه العلوم والعلماء إن أتاها فليس فيها بباد أو جناها فذا الورى شركاء أخطا الأقربون موضعها الدا ني وفازت بنيله البعداء لا يلم بعضكم على الخطب بعضا أيها القوم كلكم أبرياء ضلة زانها الشقاء لمصر ومن الذنب ما يجيء الشقاء وقضى الله للعزيز بنصر فأتى نصره وكان القضاء يا عزيز الأنام والعصر سمعا فلقد شاق منطقي الإصغاء إن عصرا مولاي فيه المرجى أنا فيه القريض والشعراء هذه حكمتي وهذا بياني لي به نحو راحتيك ارتقاء ألثم السدة التي إن أنلها تهو فيها وتسجد الجوزاء سائلا أن تعيش مصر ويبقى لك منها ومن بنيها الولاء كيف تشقى بحب حلمي بلاد نحن أسيافها وحلمي المضاء وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ في اللَوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ اِسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ أَلِفٌ هُنالِكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُم لَكَ آدَمٌ دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت وَتَضَوَّعَت مِسكاً بِكَ الغَبراءُ وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ وَتَهَلَّلَت وَاِهتَزَّتِ العَذراءُ يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت وَعَلَت عَلى تيجانِهِم أَصداءُ وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم خَمَدَت ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ وَالآيُ تَترى وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ جِبريلُ رَوّاحٌ بِها غَدّاءُ نِعمَ اليَتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ وَاليُتمُ رِزقٌ بَعضُهُ وَذَكاءُ في المَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ وَبِقَصدِهِ تُستَدفَعُ البَأساءُ بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم يَعرِفهُ أَهلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ لَو لَم تُقِم ديناً لَقامَت وَحدَها ديناً تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ زانَتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ أَمّا الجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ وَمَلاحَةُ الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ وَالحُسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ ما أوتِيَ القُوّادُ وَالزُعَماءُ فَإِذا سَخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى وَفَعَلتَ ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ وَإِذا عَفَوتَ فَقادِراً وَمُقَدَّراً لا يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ في مَرضاتِهِ وَرِضى الكَثيرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ وَإِذا خَطَبتَ فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ تَعرو النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ وَإِذا قَضَيتَ فَلا اِرتِيابَ كَأَنَّما جاءَ الخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ وَإِذا حَمَيتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو أَنَّ القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ وَإِذا أَجَرتَ فَأَنتَ بَيتُ اللَهِ لَم يَدخُل عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ وَإِذا مَلَكتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها وَلَوَ اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ وَإِذا بَنَيتَ فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً وَإِذا اِبتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ وَإِذا صَحِبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً في بُردِكَ الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ وَإِذا مَشَيتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ وَإِذا جَرَيتَ فَإِنَّكَ النَكباءُ وَتَمُدُّ حِلمَكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً حَتّى يَضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ في كُلِّ نَفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ وَلِكُلِّ نَفسٍ في نَداكَ رَجاءُ وَالرَأيُ لَم يُنضَ المُهَنَّدُ دونَهُ كَالسَيفِ لَم تَضرِب بِهِ الآراءُ يأَيُّها الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَماءُ الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا اِلتَقَتِ اللُغى وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِم وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاِستِهزاءُ قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ مُتَتابِعاً تُجلى بِهِ الظَلماءُ دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَدواءُ الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا وَاللَهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ أَمّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشرَعٌ وَالعِلمُ وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ هُوَ صِبغَةُ الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ وَالسينُ مِن سَوراتِهِ وَالراءُ جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيعَ النُهى مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ في بَحرِهِ لِلسابِحينَ بِهِ عَلى أَدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ أَتَتِ الدُهورُ عَلى سُلافَتِهِ وَلَم تَفنَ السُلافُ وَلا سَلا النُدَماءُ بِكَ يا اِبنَ عَبدِ اللَهِ قامَت سَمحَةٌ بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ بُنِيَت عَلى التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ نادى بِها سُقراطُ وَالقُدَماءُ وَجَدَ الزُعافَ مِنَ السُمومِ لِأَجلِها كَالشَهدِ ثُمَّ تَتابَعَ الشُهَداءُ وَمَشى عَلى وَجهِ الزَمانِ بِنورِها كُهّانُ وادي النيلِ وَالعُرَفاءُ إيزيسُ ذاتُ المُلكِ حينَ تَوَحَّدَت أَخَذَت قِوامَ أُمورِها الأَشياءُ لَمّا دَعَوتَ الناسَ لَبّى عاقِلٌ وَأَصَمَّ مِنكَ الجاهِلينَ نِداءُ أَبَوا الخُروجَ إِلَيكَ مِن أَوهامِهِم وَالناسُ في أَوهامِهِم سُجَناءُ وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ داءُ الجَماعَةِ مِن أَرِسطاليسَ لَم يوصَف لَهُ حَتّى أَتَيتَ دَواءُ فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً لا سوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ اللَهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ وَالدينُ يُسرٌ وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ وَالأَمرُ شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ الإِشتِراكِيّونَ أَنتَ إِمامُهُم لَولا دَعاوى القَومِ وَالغُلَواءُ داوَيتَ مُتَّئِداً وَداوَوا ظَفرَةً وَأَخَفُّ مِن بَعضِ الدَواءِ الداءُ الحَربُ في حَقٍّ لَدَيكَ شَريعَةٌ وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ وَالبِرُّ عِندَكَ ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ لا مِنَّةٌ مَمنونَةٌ وَجَباءُ جاءَت فَوَحَّدَتِ الزَكاةُ سَبيلَهُ حَتّى اِلتَقى الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ أَنصَفَت أَهلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى فَالكُلُّ في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ فَلَوَ اَنَّ إِنساناً تَخَيَّرَ مِلَّةً ما اِختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ يأَيُّها المُسرى بِهِ شَرَفاً إِلى ما لا تَنالُ الشَمسُ وَالجَوزاءُ يَتَساءَلونَ وَأَنتَ أَطهَرُ هَيكَلٍ بِالروحِ أَم بِالهَيكَلِ الإِسراءُ بِهِما سَمَوتَ مُطَهَّرَينِ كِلاهُما نورٌ وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ فَضلٌ عَلَيكَ لِذي الجَلالِ وَمِنَّةٌ وَاللَهُ يَفعَلُ ما يَرى وَيَشاءُ تَغشى الغُيوبَ مِنَ العَوالِمِ كُلَّما طُوِيَت سَماءٌ قُلِّدَتكَ سَماءُ في كُلِّ مِنطَقَةٍ حَواشي نورُها نونٌ وَأَنتَ النُقطَةُ الزَهراءُ أَنتَ الجَمالُ بِها وَأَنتَ المُجتَلى وَالكَفُّ وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ اللَهُ هَيَّأَ مِن حَظيرَةِ قُدسِهِ نَزُلاً لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ العَرشُ تَحتَكَ سُدَّةً وَقَوائِماً وَمَناكِبُ الروحِ الأَمينِ وِطاءُ وَالرُسلُ دونَ العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُم حاشا لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ الخَيلُ تَأبى غَيرَ أَحمَدَ حامِياً وَبِها إِذا ذُكِرَ اِسمُهُ خُيَلاءُ شَيخُ الفَوارِسِ يَعلَمونَ مَكانَهُ إِن هَيَّجَت آسادَها الهَيجاءُ وَإِذا تَصَدّى لِلظُبى فَمُهَنَّدٌ أَو لِلرِماحِ فَصَعدَةٌ سَمراءُ وَإِذا رَمى عَن قَوسِهِ فَيَمينُهُ قَدَرٌ وَما تُرمى اليَمينُ قَضاءُ مِن كُلِّ داعي الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ فَلِسَيفِهِ في الراسِياتِ مَضاءُ ساقي الجَريحِ وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن أَمِنَت سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّراً وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ كَم مِن غُزاةٍ لِلرَسولِ كَريمَةٍ فيها رِضىً لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ كانَت لِجُندِ اللَهِ فيها شِدَّةٌ في إِثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ ضَرَبوا الضَلالَةَ ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها فَعَلى الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ دَعَموا عَلى الحَربِ السَلامَ وَطالَما حَقَنَت دِماءً في الزَمانِ دِماءُ الحَقُّ عِرضُ اللَهِ كلُّ أَبِيَّةٍ بَينَ النُفوسِ حِمىً لَهُ وَوِقارُ هَل كانَ حَولَ مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ إِلا صَبِيٌّ واحِدٌ وَنِساءُ فَدَعا فَلَبّى في القَبائِلِ عُصبَةٌ مُستَضعَفونَ قَلائِلٌ أَنضاءُ رَدّوا بِبَأسِ العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى ما لا تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ وَالحَقُّ وَالإيمانُ إِن صُبّا عَلى بُردٍ فَفيهِ كَتيبَةٌ خَرساءُ نَسَفوا بِناءَ الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ وَاِستَأصَلوا الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ يَمشونَ تُغضي الأَرضُ مِنهُم هَيبَةً وَبِهِم حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ حَتّى إِذا فُتِحَت لَهُم أَطرافُها لَم يُطغِهِم تَرَفٌ وَلا نَعماءُ يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ عَرشُ القِيامَةِ أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ وَالحَوضُ أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ تَروي وَتَسقي الصالِحينَ ثَوابَهُم وَالصالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى وَاِنشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ لي في مَديحِكَ يا رَسولُ عَرائِسٌ تُيِّمنَ فيكَ وَشاقَهُنَّ جَلاءُ هُنَّ الحِسانُ فَإِن قَبِلتَ تَكَرُّماً فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسناءُ أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ المُصلِحونَ أَصابِعٌ جُمِعَت يَداً هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ اليَدُ البَيضاءُ ما جِئتُ بابَكَ مادِحاً بَل داعِياً وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ أَدعوكَ عَن قَومي الضِعافِ لِأَزمَةٍ في مِثلِها يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ أَدرى رَسولُ اللَهِ أَنَّ نُفوسَهُم رَكِبَت هَواها وَالقُلوبُ هَواءُ مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُم ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاِهتَدى في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما صَحِبَ الدُجى حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ وَاِستَقبَلَ الرِضوانَ في غُرُفاتِهِم بِجِنانِ عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ خَيرُ الوَسائِلِ مَن يَقَع مِنهُم عَلى سَبَبٍ إِلَيكَ فَحَسبِيَ الزَهراءُ بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ وَيُنصَرُ دينُ اللَهِ أَيّانَ تَضرِبُ وَما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى وَلا الأَمرُ إِلّا لِلَّذي يَتَغَلَّبُ فَأَدِّب بِهِ القَومَ الطُغاةَ فَإِنَّهُ لَنِعمَ المَرَبي لِلطُغاةِ المُؤَدِّبُ وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِن كُلِّ دائِها فَنِعمَ الحُسامُ الطِبُّ وَالمُتَطَبِّبُ تَنامُ خُطوبُ المُلكِ إِن باتَ ساهِراً وَإِن هُوَ نامَ اِستَيقَظَت تَتَأَلَّبُ أَمِنّا اللَيالي أَن نُراعَ بِحادِثٍ وَأَرمينيا ثَكلى وَحَورانَ أَشيَبُ وَمَملَكَةُ اليونانِ مَحلولَةُ العُرى رَجاؤُكَ يُعطيها وَخَوفُكَ يُسلَبُ هَدَدتَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَيانَها بِأَسطَعَ مِثلِ الصُبحِ لا يَتَكَذَّبُ وَمازالَ فَجراً سَيفُ عُثمانَ صادِقاً يُساريهِ مِن عالي ذَكائِكَ كَوكَبُ إِذا ما صَدَعتَ الحادِثاتِ بِحَدِّهِ تَكَشَّفَ داجي الخَطبِ وَاِنجابَ غَيهَبُ وَهابَ العِدا فيهِ خِلافَتَكَ الَّتي لَهُم مَأرَبٌ فيها وَلِلَّهِ مَأرَبُ سَما بِكَ يا عَبدَ الحَميدِ أُبُوَّةٌ ثَلاثونَ خُضّارُ الجَلالَةِ غُيَّبُ قَياصِرُ أَحياناً خَلائِفُ تارَةً خَواقينُ طَوراً وَالفَخارُ المُقَلَّبُ نُجومُ سُعودِ المَلكِ أَقمارُ زُهرِهِ لَوَ اَنَّ النُجومَ الزُهرَ يَجمَعُها أَبُ تَواصَوا بِهِ عَصراً فَعَصراً فَزادَهُ مُعَمَّمُهُم مِن هَيبَةٍ وَالمُعَصَّبُ هُمُ الشَمسُ لَم تَبرَح سَماواتِ عِزِّها وَفينا ضُحاها وَالشُعاعُ المُحَبَّبُ نَهَضتَ بِعَرشٍ يَنهَضُ الدَهرُ بِهِ خُشوعاً وَتَخشاهُ اللَيالي وَتَرهَبُ مَكينٍ عَلى مَتنِ الوُجودِ مُؤَيَّدٍ بِشَمسِ اِستِواءٍ مالَها الدَهرَ مَغرِبُ تَرَقَّت لَهُ الأَسواءُ حَتّى اِرتَقَيتَهُ فَقُمتَ بِها في بَعضِ ما تَتَنَكَّبُ فَكُنتَ كَعَينٍ ذاتِ جَريٍ كَمينَةٍ تَفيضُ عَلى مَرِّ الزَمانِ وَتَعذُبُ مُوَكَّلَةٍ بِالأَرضِ تَنسابُ في الثَرى فَيَحيا وَتَجري في البِلادِ فَتُخضِبُ فَأَحيَيتَ مَيتاً دارِسَ الرَسمِ غابِراً كَأَنَّكَ فيما جِئتَ عيسى المُقَرَّبُ وَشِدتَ مَناراً لِلخِلافَةِ في الوَرى تُشَرِّقُ فيهِم شَمسُهُ وَتُغَرِّبُ سَهِرتَ وَنامَ المُسلِمونَ بِغَبطَةٍ وَما يُزعِجُ النُوّامَ وَالساهِرُ الأَبُ فَنَبَّهَنا الفَتحُ الَّذي ما بِفَجرِهِ وَلا بِكَ يا فَجرَ السَلامِ مُكَذِّبُ حُسامُكَ مِن سُقراطَ في الخَطبِ أَخطَبُ وَعودُكَ مِن عودِ المَنابِرِ أَصلَبُ وَعَزمُكَ مِن هوميرَ أَمضى بَديهَةً وَأَجلى بَياناً في القُلوبِ وَأَعذَبُ وَإِن يَذكُروا إِسكَندَراً وَفُتوحَهُ فَعَهدُكَ بِالفَتحِ المُحَجَّلِ أَقرَبُ وَمُلكُكَ أَرقى بِالدَليلِ حُكومَةً وَأَنفَذُ سَهماً في الأُمورِ وَأَصوَبُ ظَهَرتَ أَميرَ المُؤمِنينَ عَلى العِدا ظُهوراً يَسوءُ الحاسِدينَ وَيُتعِبُ سَلِ العَصرَ وَالأَيّامَ وَالناسَ هَل نَبا لِرَأيِكَ فيهِم أَو لِسَيفِكَ مَضرِبُ هُمُ مَلَئوا الدُنيا جَهاماً وَراءَهُ جَهامٌ مِنَ الأَعوانِ أَهذى وَأَكذَبُ فَلَمّا اِستَلَلتَ السَيفَ أَخلَبَ بَرقُهُم وَما كُنتَ يا بَرقَ المَنِيَّةِ تُخلِبُ أَخَذتَهُمُ لا مالِكينَ لِحَوضِهِم مِنَ الذَودِ إِلّا ما أَطالوا وَأَسهَبوا وَلم يَتَكَلَّف قَومُكَ الأُسدُ أُهبَةً وَلَكِنَّ خُلقاً في السِباعِ التَأَهُّبُ كَذا الناسُ بِالأَخلاقِ يَبقى صَلاحُهُم وَيَذهَبُ عَنهُم أَمرُهُم حينَ تَذهَبُ وَمِن شَرَفِ الأَوطانِ أَلّا يَفوتَها حُسامٌ مُعِزٌّ أَو يَراعٌ مُهَذَّبُ مَلَكتَ سَبيلَيهِم فَفي الشَرقِ مَضرِبٌ لِجَيشِكَ مَمدودٌ وَفي الغَربِ مَضرِبُ ثَمانونَ أَلفاً أُسدُ غابٍ ضَراغِمٌ لَها مِخلَبٌ فيهِم وَلِلمَوتِ مَخلِبُ إِذا حَلِمَت فَالشَرُّ وَسنانُ حالِمٌ وَإِن غَضِبَت فَالشَرُّ يَقظانُ مُغضِبُ فَيالِقُ أَفشى في البِلادِ مِنَ الضُحى وَأَبعَدُ مِن شَمسِ النَهارِ وَأَقرَبُ وَتُصبِحُ تَلقاهُم وَتُمسي تَصُدُّهُم وَتَظهَرُ في جِدِّ القِتالِ وَتَلعَبُ تَلوحُ لَهُم في كُلِّ أُفقٍ وَتَعتَلي وَتَطلُعُ فيهِم مِن مَكانٍ وَتَغرُبُ وَتُقدِمُ إِقدامَ اللُيوثِ وَتَنثَني وَتُدبِرُ عِلماً بِالوَغى وَتُعَقِّبُ وَتَملِكُ أَطرافَ الشِعابِ وَتَلتَقي وَتَأخُذُ عَفواً كُلَّ عالٍ وَتَغصِبُ وَتَغشى أَبِيّاتِ المَعاقِلِ وَالذُرا فَثَيِّبُهُنَّ البِكرُ وَالبِكرُ ثَيِّبُ يَقودُ سَراياها وَيَحمي لِواءَها سَديدُ المَرائي في الحُروبِ مُجَرِّبُ يَجيءُ بِها حيناً وَيَرجِعُ مَرَّةً كَما تَدفَعُ اللَجَّ البِحارُ وَتَجذِبُ وَيَرمي بِها كَالبَحرِ مِن كُلِّ جانِبٍ فَكُلُّ خَميسٍ لُجَّةٌ تَتَضَرَّبُ وَيُنفِذُها مِن كُلِّ شِعبٍ فَتَلتَقي كَما يَتَلاقى العارِضُ المُتَشَعِّبُ وَيَجعَلُ ميقاتاً لَها تَنبَري لَهُ كَما دارَ يَلقى عَقرَبَ السَيرِ عَقرَبُ فَظَلَّت عُيونُ الحَربِ حَيرى لِما تَرى نَواظِرَ ما تَأتي اللُيوثُ وَتُغرِبُ تُبالِغُ بِالرامي وَتَزهو بِما رَمى وَتُعجَبُ بِالقُوّادِ وَالجُندُ أَعجَبُ وَتُثني عَلى مُزجي الجُيوشِ بِيَلدِزٍ وَمُلهِمِها فيما تَنالُ وَتَكسِبُ وَما المُلكُ إِلّا الجَيشُ شَأناً وَمَظهَراً وَلا الجَيشُ إِلّا رَبُّهُ حينَ يُنسَبُ تُحَذِّرُني مِن قَومِها التُركِ زَينَبُ وَتُعجِمُ في وَصفِ اللُيوثِ وَتُعرِبُ وَتُكثِرُ ذِكرَ الباسِلينَ وَتَنثَني بِعِزٍّ عَلى عِزِّ الجَمالِ وَتُعجَبُ وَتَسحَبُ ذَيلَ الكِبرِياءِ وَهَكَذا يَتيهُ وَيَختالُ القَوِيُّ المُغَلِّبُ وَزَينَبُ إِن تاهَت وَإِن هِيَ فاخَرَت فَما قَومُها إِلّا العَشيرُ المُحَبَّبُ يُؤَلِّفُ إيلامُ الحَوادِثِ بَينَنا وَيَجمَعُنا في اللَهِ دينٌ وَمَذهَبُ نَما الوُدُّ حَتّى مَهَّدَ السُبلَ لِلهَوى فَما في سَبيلِ الوَصلِ ما يُتَصَعَّبُ وَدانى الهَوى ما شاءَ بَيني وَبَينَها فَلَم يَبقَ إِلّا الأَرضُ وَالأَرضُ تَقرُبُ رَكِبتُ إِلَيها البَحرَ وَهوَ مَصيدَةٌ تُمَدُّ بِها سُفنُ الحَديدِ وَتُنصَبُ تَروحُ المَنايا الزُرقُ فيهِ وَتَغتَدي وَما هِيَ إِلّا المَوجُ يَأتي وَيَذهَبُ وَتَبدو عَلَيهِ الفُلكُ شَتّى كَأَنَّها بُؤوزٌ تُراعيها عَلى البُعدِ أَعقُبُ حَوامِلُ أَعلامِ القَياصِرِ حُضرٌ عَلَيها سَلاطينُ البَرِيَّةِ غُيَّبُ تُجاري خُطاها الحادِثاتِ وَتَقتَفي وَتَطفو حَوالَيها الخُطوبُ وَتَرسُبُ وَيوشِكُ يَجري الماءُ مِن تَحتِها دَماً إِذا جَمَعَت أَثقالَها تَتَرَقَّبُ فَقُلتُ أَأَشراطُ القِيامَةِ ما أَرى أَمِ الحَربُ أَدنى مِن وَريدٍ وَأَقرَبُ أَماناً أَماناً لُجَّةَ الرومِ لِلوَرى لَوَ اَنَّ أَماناً عِندَ دَأماءَ يُطلَبُ كَأَنّي بِأَحداثِ الزَمانِ مُلِمَّةً وَقَد فاضَ مِنها حَوضُكِ المُتَضَرِّبُ فَأُزعِجَ مَغبوطٌ وَرُوِّعَ آمِنٌ وَغالَ سَلامَ العالَمينَ التَعَصُّبُ فَقالَت أَطَلتَ الهَمَّ لِلخَلقِ مَلجَأٌ أَبَرُّ بِهِم مِن كُلِّ بَرٍّ وَأَحدَبُ سَلامُ البَرايا في كَلاءَةِ فَرقَدٍ بِيَلدِزَ لا يَغفو وَلا يَتَغَيَّبُ وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ لَوابِلٌ مِنَ الغَوثِ مُنهَلٌ عَلى الخَلقِ صَيِّبُ رَأى الفِتنَةَ الكُبرى فَوالى اِنهِمالَهُ فَبادَت وَكانَت جَمرَةً تَتَلَهَّبُ فَما زِلتُ بِالأَهوالِ حَتّى اِقتَحَمتُها وَقَد تُركِبُ الحاجاتُ ما لَيسَ يُركَبُ أَخوضُ اللَيالي مِن عُبابٍ وَمِن دُجىً إِلى أُفقٍ فيهِ الخَليفَةُ كَوكَبُ إِلى مُلكِ عُثمانَ الَّذي دونَ حَوضِهِ بِناءُ العَوالي المُشمَخِرُّ المُطَنَّبُ فَلاحَ يُناغي النَجمَ صَرحٌ مُثَقَّبٌ عَلى الماءِ قَد حاذاهُ صَرحٌ مُثقَبُ بُروجٌ أَعارَتها المَنونُ عُيونَها لَها في الجَواري نَظرَةٌ لا تُخَيَّبُ رَواسي اِبتِداعٍ في رَواسي طَبيعَةٍ تَكادُ ذُراها في السَحابِ تُغَيَّبُ فَقُمتُ أُجيلُ الطَرفَ حَيرانَ قائِلاً أَهَذى ثُغورُ التُركِ أَم أَنا أَحسَبُ فَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مُشرِقٌ وَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مَغرِبُ تَظَلُّ مَهولاتُ البَوارِجِ دونَهُ حَوائِرَ ما يَدرينَ ماذا تُخَرِّبُ إِذا طاشَ بَينَ الماءِ وَالصَخرِ سَهمُها أَتاها حَديدٌ ما يَطيشُ وَأَسرَبُ يُسَدِّدُهُ عِزريلُ في زِيِّ قاذِفٍ وَأَيدي المَنايا وَالقَضاءُ المُدَرَّبُ قَذائِفُ تَخشى مُهجَةُ الشَمسِ كُلَّما عَلَت مُصعِداتٍ أَنَّها لا تُصَوَّبُ إِذا صُبَّ حاميها عَلى السُفنِ اِنثَنَت وَغانِمُها الناجي فَكَيفَ المُخَيَّبُ سَلِ الرومَ هَل فيهِنَّ لِلفُلكِ حيلَةٌ وَهَل عاصِمٌ مِنهُنَّ إِلّا التَنَكُّبُ تَذَبذَبَ أُسطولاهُمُ فَدَعَتهُما إِلى الرُشدِ نارٌ ثَمَّ لا تَتَذَبذَبُ فَلا الشَرقُ في أُسطولِهِ مُتقى الحِمى وَلا الغَربُ في أُسطولِهِ مُتَهَيَّبُ وَما راعَني إِلّا لِواءٌ مُخَضَّبٌ هُنالِكَ يَحميهِ بَنانٌ مُخَضَّبُ فَقُلتُ مَنِ الحامي أَلَيثٌ غَضَنفَرٌ مِنَ التُركِ ضارٍ أَم غَزالٌ مُرَبَّبُ أَمِ المَلِكُ الغازي المُجاهِدُ قَد بَدا أَمِ النَجمُ في الآرامِ أَم أَنتِ زَينَبُ رَفَعتِ بَناتَ التُركِ قالَت وَهَل بِنا بَناتِ الضَواري أَن نَصولَ تَعَجُّبُ إِذا ما الدِيارُ اِستَصرَخَت بَدَرَت لَها كَرائِمُ مِنّا بِالقَنا تَتَنَقَّبُ تُقَرِّبُ رَبّاتُ البُعولِ بُعولَها فَإِن لَم يَكُن بَعلٌ فَنَفساً تُقَرِّبُ وَلاحَت بِآفاقِ العَدُوِّ سَرِيَّةٌ فَوارِسُ تَبدو تارَةً وَتُحَجَّبُ نَواهِضُ في حُزنٍ كَما تَنهَضُ القَطا رَواكِضُ في سَهلٍ كَما اِنسابَ ثَعلَبُ قَليلونَ مِن بُعدٍ كَثيرونَ إِن دَنَوا لَهُم سَكَنٌ آناً وَآناً تَهَيُّبُ فَقالَت شَهِدتَ الحَربَ أَو أَنتَ موشِكٌ فَصِفنا فَأَنتَ الباسِلُ المُتَأَدِّبُ وَنادَت فَلَبّى الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ وَلَبّى عَلَيها القَسوَرُ المُتَرَقِّبُ خِفافاً إِلى الداعي سِراعاً كَأَنَّما مِنَ الحَربِ داعٍ لِلصَلاةِ مُثَوِّبُ مُنيفينَ مِن حَولِ اللِواءِ كَأَنَّهُم لَهُ مَعقِلٌ فَوقَ المَعاقِلِ أَغلَبُ وَما هِيَ إِلّا دَعوَةٌ وَإِجابَةٌ أَنِ اِلتَحَمَت وَالحَربُ بَكرٌ وَتَغلِبُ فَأَبصَرتُ ما لَم تُبصِرا مِن مَشاهِدٍ وَلا شَهِدَت يَوماً مَعَدٌّ وَيَعرُبُ جِبالَ مَلونا لا تَخوري وَتَجزَعي إِذا مالَ رَأسٌ أَو تَضَعضَعَ مَنكِبُ فَما كُنتِ إِلّا السَيفَ وَالنارَ مَركَباً وَما كانَ يَستَعصي عَلى التُركِ مَركَبُ عَلَوا فَوقَ عَلياءِ العَدُوِّ وَدونَهُ مَضيقٌ كَحَلقِ اللَيثِ أَو هُوَ أَصعَبُ فَكانَ صِراطُ الحَشرِ ما ثَمَّ ريبَةٌ وَكانوا فَريقَ اللَهِ ما ثَمَّ مُذنِبُ يَمُرّونَ مَرَّ البَرقِ تَحتَ دُجُنَّةٍ دُخاناً بِهِ أَشباحُهُم تَتَجَلبَبُ حَثيثينَ مِن فَوقِ الجِبالِ وَتَحتِها كَما اِنهارَ طَودٌ أَو كَما اِنهالَ مِذنَبُ تُمِدُّهُمُ قُذّافُهُم وَرُماتُهُم بِنارٍ كَنيرانِ البَراكينِ تَدأَبُ تُذَرّى بِها شُمُّ الذُرا حينَ تَعتَلي وَيَسفَحُ مِنها السَفحُ إِذ تَتَصَبَّبُ تُسَمَّرُ في رَأسِ القِلاعِ كُراتُها وَيَسكُنُ أَعجازَ الحُصونِ المُذَنَّبُ فَلَمّا دَجى داجي العَوانِ وَأَطبَقَت تَبَلَّجَ وَالنَصرَ الهِلالُ المُحَجَّبُ وَرُدَّت عَلى أَعقابِها الرومُ بَعدَما تَناثَرَ مِنها الجَيشُ أَو كادَ يَذهَبُ جَناحَينِ في شِبهِ الشِباكَينِ مِن قَنا وَقَلباً عَلى حُرِّ الوَغى يَتَقَلَّبُ عَلى قُلَلِ الأَجبالِ حَيرى جُموعُهُم شَواخِصُ ما إِن تَهتَدي أَينَ تَذهَبُ إِذا صَعَدَت فَالسَيفُ أَبيَضُ خاطِفٌ وَإِن نَزَلَت فَالنارُ حَمراءُ تَلهَبُ تَطَوَّعَ أَسراً مِنهُمُ ذَلِكَ الَّذي تَطَوَّعَ حَرباً وَالزَمانُ تَقَلُّبُ وَتَمَّ لَنا النَصرُ المُبينُ عَلى العِدا وَفَتحُ المَعالي وَالنَهارُ المُذَهَّبُ فَجِئتُ فَتاةَ التُركِ أَجزي دِفاعَها عَنِ المُلكِ وَالأَوطانِ ما الحَقُّ يوجِبُ فَقَبَّلتُ كَفّاً كانَ بِالسَيفِ ضارِباً وَقَبَّلتُ سَيفاً كانَ بِالكَفِّ يَضرِبُ وَقُلتُ أَفي الدُنيا لِقَومِكِ غالِبٌ وَفي مِثلِ هَذا الحِجرِ رُبّوا وَهُذِّبوا رُوَيداً بَني عُثمانَ في طَلَبِ العُلا وَهَيهاتَ لَم يُستَبقَ شَيءٌ فَيُطلَبُ أَفي كُلِّ آنٍ تَغرِسونَ وَنَجتَني وَفي كُلِّ يَومٍ تَفتَحونَ وَنَكتُبُ وَما زِلتُمُ يَسقيكُمُ النَصرُ حُمرَهُ وَتَسقونَهُ وَالكُلُّ نَشوانَ مُصأَبُ إِلى أَن أَحَلَّ السُكرَ مَن لا يُحِلُّهُ وَمَدَّ بِساطَ الشُربِ مَن لَيسَ يَشرَبُ وَأَشمَطَ سَوّاسِ الفَوارِسِ أَشيَبُ يَسيرُ بِهِ في الشَعبِ أَشمَطُ أَشيَبُ رَفيقاً ذَهابٍ في الحُروبِ وَجيئَةٍ قَدِ اِصطَحَبا وَالحُرُّ لِلحُرِّ يَصحَبُ إِذا شَهِداها جَدَّدا هِزَّةَ الصِبا كَما يَتَصابى ذو ثَمانينَ يَطرُبُ فَيَهتَزُّ هَذا كَالحُسامِ وَيَنثَني وَيَنفُرُ هَذا كَالغَزالِ وَيَلعَبُ تَوالى رَصاصُ المُطلِقينَ عَلَيهِما يُخَضِّلُ مِن شَيبِهِما وَيُخَضِّبُ فَقيلَ أَنِل أَقدامَكَ الأَرضَ إِنَّها أَبَرُّ جَواداً إِن فَعَلتَ وَأَنجَبُ فَقالَ أَيَرضى واهِبُ النَصرِ أَنَّنا نَموتُ كَمَوتِ الغانِياتِ وَنُعطَبُ ذَروني وَشَأني وَالوَغى لا مُبالِياً إِلى المَوتِ أَمشي أَم إِلى المَوتِ أَركَبُ أَيَحمِلُني عُمراً وَيَحمي شَبيبَتي وَأَخذُلُهُ في وَهنِهِ وَأُخَيِّبُ إِذا نَحنُ مِتنا فَاِدفِنونا بِبُقعَةٍ يَظَلُّ بِذِكرانا ثَراها يُطَيِّبُ وَلا تَعجَبوا أَن تَبسُلَ الخَيلُ إِنَّها لَها مِثلُ ما لِلناسِ في المَوتِ مَشرَبُ فَماتا أَمامَ اللَهِ مَوتَ بَسالَةٍ كَأَنَّهُما فيهِ مِثالٌ مُنَصَّبُ وَما شُهَداءُ الحَربِ إِلّا عِمادُها وَإِن شَيَّدَ الأَحياءُ فيها وَطَنَّبوا مِدادُ سِجِلِّ النَصرِ فيها دِماؤُهُم وَبِالتِبرِ مِن غالي ثَراهُم يُتَرَّبُ فَهَل مِن مَلونا مَوقِفٌ وَمَسامِعٌ وَمِن جَبَلَيها مِنبَرٌ لي فَأَخطُبُ فَأَسأَلُ حِصنَيها العَجيبَينِ في الوَرى وَمَدخَلُها الأَعصى الَّذي هُوَ أَعجَبُ وَأَستَشهِدُ الأَطوادَ شَمّاءَ وَالذُرا بَواذِخَ تُلوي بِالنُجومِ وَتُجذَبُ هَلِ البَأسُ إِلّا بَأسُهُم وَثَباتُهُم أَوِ العَزمُ إِلّا عَزمُهُم وَالتَلَبُّبُ أَوِ الدينُ إِلّا ما رَأَت مِن جِهادِهِم أَوِ المُلكُ إِلّا ما أَعَزّوا وَهَيَّبوا وَأَيُّ فَضاءٍ في الوَغى لَم يُضَيِّقوا وَأَيُّ مَضيقٍ في الوَرى لَم يُرَحِّبوا وَهَل قَبلَهُم مَن عانَقَ النارَ راغِباً وَلَو أَنَّهُ عُبّادُها المُتَرَهِّبُ وَهَل نالَ ما نالوا مِنَ الفَخرِ حاضِرٌ وَهَل حُبِيَ الخالونَ مِنهُ الَّذي حُبوا سَلاماً مَلونا وَاِحتِفاظاً وَعِصمَةً لِمَن باتَ في عالي الرِضى يَتَقَلَّبُ وَضِنّي بِعَظمٍ في ثَراكِ مُعَظَّمٍ يُقَرِبُهُ الرَحمَنُ فيما يُقَرِّبُ وَطِرناوُ إِذ طارَ الذُهولُ بِجَيشِها وَبِالشَعبِ فَوضى في المَذاهِبِ يَذهَبُ عَشِيَّةَ ضاقَت أَرضُها وَسَماؤُها وَضاقَ فَضاءٌ بَينَ ذاكَ مُرَحِّبُ خَلَت مِن بَني الجَيشِ الحُصونُ وَأَقفَرَت مَساكِنُ أَهليها وَعَمَّ التَخَرُّبُ وَنادى مُنادٍ لِلهَزيمَةِ في المَلا وَإِنَّ مُنادي التُركِ يَدنو وَيَقرُبُ فَأَعرَضَ عَن قُوّادِهِ الجُندُ شارِداً وَعَلَّمَهُ قُوّادُهُ كَيفَ يَهرُبُ وَطارَ الأَهالي نافِرينَ إِلى الفَلا مِئينَ وَآلافاً تَهيمُ وَتَسرُبُ نَجَوا بِالنُفوسِ الذاهِلاتِ وَما نَجَوا بِغَيرِ يَدٍ صِفرٍ وَأُخرى تُقَلِّبُ وَطالَت يَدٌ لِلجَمعِ في الجَمعِ بِالخَنا وَبِالسَلبِ لَم يَمدُد بِها فيهِ أَجنَبُ يَسيرُ عَلى أَشلاءِ والِدِهِ الفَتى وَيَنسى هُناكَ المُرضَعَ الأُمُّ وَالأَبُ وَتَمضي السَرايا واطِئاتٍ بِخَيلِها أَرامِلَ تَبكي أَو ثَواكِلَ تَندُبُ فَمِن راجِلٍ تَهوي السِنونُ بِرِجلِهِ وَمِن فارِسٍ تَمشي النِساءُ وَيَركَبُ وَماضٍ بِمالٍ قَد مَضى عَنهُ وَألُهُ وَمُزجٍ أَثاثاً بَينَ عَينَيهِ يُنهَبُ يَكادونَ مِن ذُعرٍ تَفُرُّ دِيارُهُم وَتَنجو الرَواسي لَو حَواهُنَّ مَشعَبُ يَكادُ الثَرى مِن تَحتِهِم يَلِجُ الثَرى وَيَقضِمُ بَعضُ الأَرضِ بَعضاً وَيُقضِبُ تَكادُ خُطاهُم تَسبِقُ البَرقَ سُرعَةً وَتَذهَبُ بِالأَبصارِ أَيّانَ تَذهَبُ تَكادُ عَلى أَبصارِهِم تَقطَعُ المَدى وَتَنفُذُ مَرماها البَعيدَ وَتَحجُبُ تَكادُ تَمُسُّ الأَرضَ مَسّاً نِعالُهُم وَلَو وَجَدوا سُبلاً إِلى الجَوِّ نَكَّبوا هَزيمَةُ مَن لا هازِمٌ يَستَحِثُّهُ وَلا طارِدٌ يَدعو لِذاكَ وَيوجِبُ قَعَدنا فَلَم يَعدَم فَتى الرومِ فَيلَقاً مِنَ الرُعبِ يَغزوهُ وَآخَرَ يَسلُبُ ظَفِرنا بِهِ وَجهاً فَظَنَّ تَعَقُّباً وَماذا يَزيدُ الظافِرينَ التَعَقُّبُ فَوَلّى وَما وَلّى نِظامُ جُنودِهِ وَيا شُؤمَ جَيشٍ لِلفَرارِ يُرَتِّبُ يَسوقُ وَيَحدو لِلنَجاةِ كَتائِباً لَهُ مَوكِبٌ مِنها وَلِلعارِ مَوكِبُ مُنَظَّمَةٌ مِن حَولِهِ بَيدَ أَنَّها تَوَدُّ لَوِ اِنشَقَّ الثَرى فَتُغَيَّبُ مُؤَزَّرَةٌ بِالرُعبِ مَلدوغَةٌ بِهِ فَفي كُلِّ ثَوبٍ عَقرَبٌ مِنهُ تَلسِبُ تَرى الخَيلَ مِن كُلِّ الجِهاتِ تَخَيُّلاً فَيَأخُذُ مِنها وَهمُها وَالتَهَيُّبُ فَمِن خَلفِها طَوراً وَحيناً أَمامَها وَآوِنَةً مِن كُلِّ أَوبٍ تَأَلَّبُ فَوارِسُ في طولِ الجِبالِ وَعَرضِها إِذا غابَ مِنهُم مِقنَبٌ لاحَ مِقنَبُ فَمَهما تَهِم يَسنَح لَها ذو مُهَنَّدٍ وَيَخرُج لَها مِن باطِنِ الأَرضِ مِحرَبُ وَتَنزِل عَلَيها مِن سَماءِ خَيالِها صَواعِقٌ فيهِنَّ الرَدى المُتَصَبِّبُ رُؤىً إِن تَكُن حَقّاً يَكُن مِن وَرائِها مَلائِكَةُ اللَهِ الَّذي لَيسَ يُغلَبُ وَفِرسالُ إِذ باتوا وَبِتنا أَعادِياً عَلى السَهلِ لُدّاً يَرقُبونَ وَنَرقُبُ وَقامَ فَتانا اللَيلَ يَحمي لِواءَهُ وَقامَ فَتاهُم لَيلَهُ يَتَلَعَّبُ تَوَسَّدَ هَذا قائِمَ السَيفِ يَتَّقي وَهَذا عَلى أَحلامِهِ يَتَحَسَّبُ وَهَل يَستَوي القِرنانُ هَذا مُنَعَّمٌ غَريرٌ وَهَذا ذو تَجاريبَ قُلَّبُ حَمَينا كِلانا أَرضَ فِرسالَ وَالسَما فَكُلُّ سَبيلٍ بَينَ ذَلِكَ مَعطَبُ وَرُحنا يَهُبُّ الشَرُّ فينا وَفيهِمُ وَتَشمُلُ أَرواحُ القِتالِ وَتَجنُبُ كَأَنّا أُسودٌ رابِضاتٌ كَأَنَّهُم قَطيعٌ بِأَقصى السَهلِ حَيرانَ مُذئِبُ كَأَنَّ خِيامَ الجَيشِ في السَهلِ أَينَقُ نَواشِزُ فَوضى في دُجى اللَيلِ شُزَّبُ كَأَنَّ السَرايا ساكِناتٍ مَوائِجاً قَطائِعُ تُعطى الأَمنَ طَوراً وَتُسلَبُ كَأَنَّ القَنا دونَ الخِيامِ نَوازِلاً جَداوِلُ يُجريها الظَلامُ وَيُسكَبُ كَأَنَّ الدُجى بَحرٌ إِلى النَجمِ صاعِدٌ كَأَنَّ السَرايا مَوجُهُ المُتَضَرِّبُ كَأَنَّ المَنايا في ضَميرِ ظَلامِهِ هُمومٌ بِها فاضَ الضَميرُ المُحَجَّبُ كَأَنَّ صَهيلَ الخَيلِ ناعٍ مُبَشِّرٌ تَراهُنَّ فيها ضُحَّكاً وَهيَ نُحَّبُ كَأَنَّ وُجوهَ الخَيلِ غُرّاً وَسيمَةً دَرارِيُّ لَيلٍ طُلَّعٌ فيهِ ثُقَّبُ كَأَنَّ أُنوفَ الخَيلِ حَرّى مِنَ الوَغى مَجامِرُ في الظَلماءِ تَهدا وَتَلهُبُ كَأَنَّ صُدورَ الخَيلِ غُدرٌ عَلى الدُجى كَأَنَّ بَقايا النَضحِ فيهِنَّ طُحلُبُ كَأَنَّ سَنى الأَبواقِ في اللَيلِ بَرقُهُ كَأَنَّ صَداها الرَعدُ لِلبَرقِ يَصحَبُ كَأَنَّ نِداءَ الجَيشِ مِن كُلِّ جانِبٍ دَوِيُّ رِياحٍ في الدُجى تَتَذَأَّبُ كَأَنَّ عُيونَ الجَيشِ مِن كُلِّ مَذهَبٍ مِنَ السَهلِ جُنَّ جُوَّلٌ فيهِ جُوَّبُ كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ جُنودَنا مَجوسٌ إِذا ما يَمَّموا النارَ قَرَّبوا كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ الرَدى قِرىً كَأَنَّ وَراءَ النارِ حاتِمَ يَأدِبُ كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ بَني الوَغى فَراشٌ لَهُ مَلمَسُ النارِ مَأرَبُ وَثَبنا يَضيقُ السَهلُ عَن وَثَباتِنا وَتَقدُمُنا نارٌ إِلى الرومِ أَوثَبُ مَشَت في سَراياهُم فَحَلَّت نِظامَها فَلَمّا مَشَينا أَدبَرَت لا تُعَقِّبُ رَأى السَهلُ مِنهُم ما رَأى الوَعرُ قَبلَهُ فَيا قَومُ حَتّى السَهلُ في الحَربِ يَصعُبُ وَحِصنٌ تَسامى مِن دُموقو كَأَنَّهُ مُعَشِّشُ نَسرٍ أَو بِهَذا يُلَقَّبُ أَشُمُّ عَلى طَودٍ أَشَمَّ كِلاهُما مَنونُ المُفاجي وَالحِمامُ المُرَحِّبُ تَكادُ تَقادُ الغادِياتُ لِرَبِّهِ فَيُزجي وَتَنزُمُّ الرِياحُ فَيَركَبُ حَمَتهُ لُيوثٌ مِن حَديدٍ تَرَكَّزَت عَلى عَجَلٍ وَاِستَجمَعَت تَتَرَقَّبُ تَثورُ وَتَستَأني وَتَنأى وَتَدَّني وَتَغدو بِما تَغدي وَتَرمي وَتَنشُبُ تَأبّى فَظَنَّ العالِمونَ اِستَحالَةً وَأَعيا عَلى أَوهامِهِم فَتَرَيَّبوا فَما في القِوى أَنَّ السَماواتِ تُرتَقى بِجَيشٍ وَأَنَّ النَجمَ يُغشى فَيُغضِبُ سَمَوتُم إِلَيهِ وَالقَنابِلُ دونَهُ وَشُهبُ المَنايا وَالرَصاصُ المُصَوَّبُ فَكُنتُم يَواقيتَ الحُروبِ كَرامَةً عَلى النارِ أَو أَنتُم أَشَدُّ وَأَصلَبُ صَعَدتُم وَما غَيرُ القَنا ثَمَّ مَصعَدٌ وَلا سُلَّمٌ إِلّا الحَديدُ المُذَرَّبُ كَما اِزدَحَمَت بَيزانُ جَوٍّ بِمَورِدٍ أَوِ اِرتَفَعَت تَلقى الفَريسَةَ أَعقَبُ فَما زِلتُمُ حَتّى نَزَلتُم بُروجَهُ وَلَم تَحتَضِر شَمسُ النَهارِ فَتَغرُبُ هُنالِكَ غالى في الأَماديحِ مَشرِقٌ وَبالَغَ فيكُم آلَ عُثمانَ مَغرِبُ وَزَيدَ حَمى الإِسلامَ عِزّاً وَمَنعَةً وَرُدَّ جِماحُ العَصرِ فَالعَصرُ هَيِّبُ رَفَعنا إِلى النَجمِ الرُؤوسِ بِنَصرِكُم وَكُنّا بِحُكمِ الحادِثاتِ نُصَوِّبُ وَمَن كانَ مَنسوباً إِلى دَولَةِ القَنا فَلَيسَ إِلى شَيءٍ سِوى العِزِّ يُنسَبُ فَيا قَومُ أَينَ الجَيشُ فيما زَعَمتُمُ وَأَينَ الجَواري وَالدِفاعُ المُرَكَّبُ وَأَينَ أَميرُ البَأسِ وَالعَزمِ وَالحِجى وَأَينَ رَجاءٌ في الأَميرِ مُخَيَّبُ وَأَينَ تُخومٌ تَستَبيحونَ دَوسَها وَأَينَ عِصاباتٌ لَكُم تَتَوَثَّبُ وَأَينَ الَّذي قالَت لَنا الصُحفُ عَنكُمُ وَأَسنَدَ أَهلوها إِلَيكُم فَأَطنَبوا وَما قَد رَوى بَرقٌ مِنَ القَولِ كاذِبٌ وَآخَرُ مِن فِعلِ المُحِبّينَ أَكذَبُ وَما شِدتُمُ مِن دَولَةٍ عَرضُها الثَرى يَدينُ لَها الجِنسانِ تُركٌ وَصَقلَبُ لَها عَلَمٌ فَوقَ الهِلالِ وَسُدَّةٌ تُنَصُّ عَلى هامِ النُجومِ وَتُنصَبُ أَهَذا هُوَ الذَودُ الَّذي تَدَّعونَهُ وَنَصرُ كَريدٍ وَالوَلا وَالتَحَبُّبُ أَهَذا الَّذي لِلمُلكِ وَالعِرضِ عِندَكُم وَلِلجارِ إِن أَعيا عَلى الجارِ مَطلَبُ أَهَذا سِلاحُ الفَتحِ وَالنَصرِ وَالعُلا أَهَذا مَطايا مَن إِلى المَجدِ يَركَبُ أَهَذا الَّذي لِلذِكرِ خُلَّبُ مَعشَرٌ عَلى ذِكرِهِم يَأتي الزَمانُ وَيَذهَبُ أَسَأتُم وَكانَ السوءُ مِنكُم إِلَيكُمُ إِلى خَيرِ جارٍ عِندَهُ الخَيرُ يُطلَبُ إِلى ذي اِنتِقامٍ لا يَنامُ غَريمُهُ وَلَو أَنَّهُ شَخصُ المَنامِ المُحَجَّبُ شَقيتُم بِها مِن حيلَةٍ مُستَحيلَةٍ وَأَينَ مِنَ المُحتالِ عَنقاءُ مُغرِبُ فَلَولا سُيوفُ التُركِ جَرَّبَ غَيرُكُم وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لا يُجَرَّبُ فَعَفواً أَميرَ المُؤمِنينَ لِأُمَّةٍ دَعَت قادِراً مازالَ في العَفوِ يَرغَبُ ضَرَبتَ عَلى آمالِها وَمَآلِها وَأَنتَ عَلى اِستِقلالِها اليَومَ تَضرِبُ إِذا خانَ عَبدُ السوءِ مَولاهُ مُعتَقاً فَما يَفعَلُ الكَريمُ المُهَذَّبُ وَلا تَضرِبَن بِالرَأيِ مُنحَلَّ مُلكِهِم فَما يَفعَلُ المَولى الكَريمُ المُهَذَّبُ لَقَد فَنِيَت أَرزاقُهُم وَرِجالُهُم وَليسَ بِفانٍ طَيشُهُم وَالتَقَلُّبُ فَإِن يَجِدوا لِلنَفسِ بِالعَودِ راحَةً فَقَد يَشتَهي المَوتَ المَريضُ المُعَذَّبُ وَإِن هَمَّ بِالعَفوِ الكَريمِ رَجاؤُهُم فَمِن كَرَمِ الأَخلاقِ أَن لا يُخَيَّبوا فَما زِلتَ جارَ البِرِّ وَالسَيِّدَ الَّذي إِلى فَضلِهِ مِن عَدلِهِ الجارُ يَهرُبُ يُلاقي بَعيدُ الأَهلِ عِندَكَ أَهلَهُ وَيَمرَحُ في أَوطانِهِ المُتَغَرِّبُ أَمَولايَ غَنَّتكَ السُيوفُ فَأَطرَبَت فَهَل لِيَراعي أَن يُغَنّي فَيُطرِبُ فَعِندي كَما عِندَ الظُبا لَكَ نَغمَةٌ وَمُختَلِفُ الأَنغامِ لِلأُنسِ أَجلَبُ أُعَرِّبُ ما تُنشي عُلاكَ وَإِنَّهُ لَفي لُطفِهِ ما لا يَنالُ المُعَرِّبُ مَدَحتُكَ وَالدُنيا لِسانٌ وَأَهلُها جَميعاً لِسانٌ يُملِيانِ وَأَكتُبُ أُناوِلُ مِن شِعرِ الخِلافَةِ رَبَّها وَأَكسو القَوافي ما يَدومُ فَيُقشِبُ وَهَل أَنتَ إِلّا الشَمسُ في كُلِّ أُمَّةٍ فَكُلُّ لِسانٍ في مَديحِكَ طَيِّبُ فَإِن لَم يَلِق شِعري لِبابِكَ مِدحَةً فَمُر يَنفَتِح بابٌ مِنَ العُذرِ أَرحَبُ وَإِنّي لَطَيرُ النيلِ لا طَيرَ غَيرُهُ وَما النيلُ إِلّا مِن رِياضِكَ يُحسَبُ إِذا قُلتُ شِعراً فَالقَوافي حَواضِرٌ وَبَغدادُ بَغدادٌ وَيَثرِبُ يَثرِبُ وَلَم أَعدَمِ الظِلَّ الخَصيبَ وَإِنَّما أُجاذِبُكَ الظِلَّ الَّذي هُوَ أَخصَبُ فَلا زِلتَ كَهفَ الدينِ وَالهادِيَ الَّذي إِلى اللَهِ بِالزُلفى لَهُ نَتَقَرَّبُ اللَهُ أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ يا خالِدَ التُركِ جَدِّد خالِدَ العَرَبِ صُلحٌ عَزيزٌ عَلى حَربٍ مُظَفَّرَةٍ فَالسَيفُ في غِمدِهِ وَالحَقُّ في النُصُبِ يا حُسنَ أُمنِيَّةٍ في السَيفِ ما كَذَبَت وَطيبَ أُمنِيَّةٍ في الرَأيِ لَم تَخِبِ خُطاكَ في الحَقِّ كانَت كُلُّها كَرَماً وَأَنتَ أَكرَمُ في حَقنِ الدَمِ السَرِبِ حَذَوتَ حَربَ الصَلاحِيّينَ في زَمَنٍ فيهِ القِتالُ بِلا شَرعٍ وَلا أَدَبِ لَم يَأتِ سَيفُكَ فَحشاءً وَلا هَتَكَت قَناكَ مِن حُرمَةِ الرُهبانِ وَالصُلُبِ سُئِلتَ سِلماً عَلى نَصرٍ فَجُدتَ بِها وَلَو سُئِلتَ بِغَيرِ النَصرِ لَم تُجِبِ مَشيئَةٌ قَبِلَتها الخَيلُ عاتِبَةٌ وَأَذعَنَ السَيفُ مَطوِيّاً عَلى عَضَبِ أَتَيتَ ما يُشبِهُ التَقوى وَإِن خُلِقَت سُيوفُ قَومِكَ لا تَرتاحُ لِلقُرُبِ وَلا أَزيدُكَ بِالإِسلامِ مَعرِفَةً كُلُّ المُروءَةِ في الإِسلامِ وَالحَسَبِ مَنَحتَهُم هُدنَةٌ مِن سَيفِكَ اِلتُمِسَت فَهَب لَهُم هُدنَةٌ مِن رَأيِكَ الضَرِبِ أَتاهُمُ مِنكَ في لَوزانَ داهِيَةٌ جاءَت بِهِ الحَربُ مِن حَيّاتِها الرُقُبِ أَصَمٌّ يَسمَعُ سِرَّ الكائِدينَ لَهُ وَلا يَضيقُ بِجَهرِ المُحنَقِ الصَخِبِ لَم تَفتَرِق شَهَواتُ القَومِ في أَرَبٍ إِلا قَضى وَطَراً مِن ذَلِكَ الأَرَبِ تَدَرَّعَت لِلِقاءِ السِلمِ أَنقَرَةٌ وَمَهَّدَ السَيفُ في لوزانَ لِلخُطَبِ فَقُل لِبانٍ بِقَولٍ رُكنَ مَملَكَةٍ عَلى الكَتائِبِ يُبنى المُلكُ لا الكُتُبِ لا تَلتَمِس غَلَباً لِلحَقِّ في أُمَمٍ الحَقُّ عِندَهُمُ مَعنىً مِنَ الغَلَبِ لا خَيرَ في مِنبَرٍ حَتّى يَكونَ لَهُ عودٌ مِنَ السُمرِ أَو عودٌ مِنَ القُضُبِ وَما السِلاحُ لِقَومٍ كُلُّ عُدَّتِهِم حَتّى يكونوا مِنَ الأَخلاقِ في أُهُبِ لَو كانَ في النابِ دونَ الخُلقِ مَنبَهَةٌ تَساوَتِ الأُسدُ وَالذُؤبانُ في الرُتَبِ لَم يُغنِ عَن قادَةِ اليونانَ ما حَشَدوا مِنَ السِلاحِ وَما ساقوا مِنَ العُصَبِ وَتَركُهُم آسِيا الصُغرى مُدَجَّجَةً كَثُكنَةِ النَحلِ أَو كَالقُنفُذِ الخَشَبِ لِلتُركِ ساعاتُ صَبرٍ يَومَ نَكبَتِهِم كُتِبنَ في صُحُفِ الأَخلاقِ بِالذَهَبِ مَغارِمٌ وَضَحايا ما صَرَخنَ وَلا كُدِّرنَ بِالمَنِّ أَو أُفسِدنَ بِالكَذِبِ بِالفِعلِ وَالأَثَرِ المَحمودِ تَعرِفُها وَلَستَ تَعرِفُها بِاِسمٍ وَلا لَقَبِ جُمِعنَ في اِثنَينِ مِن دينٍ وَمِن وَطَنٍ جَمعَ الذَبائِحِ في اِسمِ اللَهِ وَالقُرَبِ فيها حَياةٌ لِشَعبٍ لَم يَمُت خُلُقاً وَمَطمَعٌ لِقَبيلٍ ناهِضٍ أَرَبِ لَم يَطعَمِ الغُمضَ جَفَنُ المُسلِمينَ لَها حَتّى اِنجَلى لَيلُها عَن صُبحِهِ الشَنِبِ كُنَّ الرَجاءَ وَكُنَّ اليَأسَ ثُمَّ مَحا نورُ اليَقينِ ظَلامَ الشَكِّ وَالرَيَبِ تَلَمَّسَ التُركُ أَسباباً فَما وَجَدوا كَالسَيفِ مِن سُلَّمٍ لِلعِزِّ أَو سَبَبِ خاضوا العَوانَ رَجاءً أَن تُبَلِّغَهُم عَبرَ النَجاةِ فَكانَت صَخرَةَ العَطَبِ سَفينَةُ اللَهِ لَم تُقهَر عَلى دُسُرٍ في العاصِفاتِ وَلَم تُغلَب عَلى خُشُبِ قَد أَمَّنَ اللَهُ مَجراها وَأَبدَلَها بِحُسنِ عاقِبَةٍ مِن سوءِ مُنقَلَبِ وَاِختارَ رُبّانَها مِن أَهلِها فَنَجَت مِن كَيدِ حامٍ وَمِن تَضليلِ مُنتَدَبِ ما كانَ ماءُ سَقارَيّا سِوى سَقَرٍ طَغَت فَأَغرَقَتِ الإِغريقَ في اللَهَبِ لَمّا اِنبَرَت نارُها تَبغيهُمُ حَطَباً كانَت قِيادَتُهُم حَمّالَةَ الحَطَبِ سَعَت بِهِم نَحوَكَ الآجالُ يَومَئِذٍ يا ضَلَّ ساعٍ بِداعي الحَينِ مُنجَذِبِ مَدّوا الجُسورَ فَحَلَّ اللَهُ ما عَقَدوا إِلّا مَسالِكَ فِرعَونِيَّةَ السَرَبِ كَربٌ تَغَشّاهُم مِن رَأيِ ساسَتِهِم وَأَشأَمُ الرَأيِ ما أَلقاكَ في الكُرَبِ هُم حَسَّنوا لِلسَوادِ البُلهِ مَملَكَةً مِن لِبدَةِ اللَيثِ أَو مِن غيلِهِ الأَشِبِ وَأَنشَئوا نُزهَةً لِلجَيشِ قاتِلَةً وَمَن تَنَزَّهَ في الآجامِ لَم يَؤُبِ ضَلَّ الأَميرُ كَما ضَلَّ الوَزيرُ بِهِم كِلا السَرابَينِ أَظماهُم وَلَم يَصُبِ تَجاذَباهُم كَما شاءا بِمُختَلِفٍ مِنَ الأَمانِيِّ وَالأَحلامِ مُختَلِبِ وَكَيفَ تَلقى نَجاحاً أُمَّةٌ ذَهَبَت حِزبَينِ ضِدَّينِ عِندَ الحادِثِ الحَزِبِ زَحَفتَ زَحفَ أَتِيٍّ غَيرِ ذي شَفَقٍ عَلى الوِهادِ وَلا رِفقٍ عَلى الهِضَبِ قَذَفتَهُم بِالرِياحِ الهوجِ مُسرَجَةً يَحمِلنَ أُسدَ الشَرى في البَيضِ وَاليَلَبِ هَبَّت عَلَيهِم فَذابوا عَن مَعاقِلِهِم وَالثَلجُ في قُلَلِ الأَجبالِ لَم يَذُبِ لَمّا صَدَعتَ جَناحَيهِم وَقَلبَهُمُ طاروا بِأَجنِحَةٍ شَتّى مِنَ الرُعبِ جَدَّ الفِرارُ فَأَلقى كُلُّ مُعتَقَلٍ قَناتَهُ وَتَخَلى كُلُّ مُحتَقِبِ يا حُسنَ ما اِنسَحَبوا في مَنطِقٍ عَجَبٍ تُدعى الهَزيمَةُ فيهِ حُسنَ مُنسَحَبِ لَم يَدرِ قائِدُهُم لَمّا أَحَطَّت بِهِ هَبَطتَ مِن صُعُدٍ أَم جِئتَ مِن صَبَبِ أَخَذتَهُ وَهوَ في تَدبيرِ خُطَّتِهِ فَلَم تَتِمَّ وَكانَت خُطَّةَ الهَرَبِ تِلكَ الفَراسِخُ مِن سَهلٍ وَمِن جَبَلٍ قَرَّبتَ ما كانَ مِنها غَيرَ مُقتَرِبِ خَيلُ الرَسولِ مِنَ الفولاذِ مَعدِنُها وَسائِرُ الخَيلِ مِن لَحمٍ وَمِن عَصَبِ أَفي لَيالٍ تَجوبُ الراسِياتُ بِها وَتَقطَعُ الأَرضَ مِن قُطبٍ إِلى قُطُبِ سَلِ الظَلامَ بِها أَيُّ المَعاقِلِ لَم تَطفِر وَأَيُّ حُصونِ الرومِ لَم تَثِبِ آلَت لَئِن لَم تَرِد أَزميرَ لا نَزَلَت ماءً سِواها وَلا حَلَّت عَلى عُشُبِ وَالصَبرُ فيها وَفي فُرسانِها خُلُقٌ تَوارَثوهُ أَباً في الرَوعِ بَعدَ أَبِ كَما وُلِدتُم عَلى أَعرافِها وُلِدَت في ساحَةِ الحَربِ لا في باحَةِ الرَحَبِ حَتّى طَلَعتَ عَلى أَزميرَ في فَلَكٍ مِن نابِهِ الذِكرِ لَم يَسمُك عَلى الشُهُبِ في مَوكِبٍ وَقَفَ التاريخُ يَعرِضُهُ فَلَم يُكَذِّب وَلَم يَذمُم وَلَم يُرِبِ يَومٌ كَبَدرٍ فَخَيلُ الحَقِّ راقِصَةٌ عَلى الصَعيدِ وَخَيلُ اللَهِ في السُحُبِ غُرٌّ تُظَلِّلُها غَرّاءُ وارِفَةٌ بَدرِيَّةُ العودِ وَالديباجِ وَالعَذَبِ نَشوى مِنَ الظَفَرِ العالي مُرَنَّحَةٌ مِن سَكرَةِ النَصرِ لا مِن سَكرَةِ النَصَبِ تُذَكِّرُ الأَرضُ ما لَم تَنسَ مِن زَبَدٍ كَالمِسكِ مِن جَنَباتِ السَكبِ مُنسَكِبِ حَتّى تَعالى أَذانُ الفَتحِ فَاِتَّأَدَت مَشيَ المُجَلّي إِذا اِستَولى عَلى القَصَبِ تَحِيَّةً أَيُّها الغازي وَتَهنِئَةً بِآيَةِ الفَتحِ تَبقى آيَةُ الحِقَبِ وَقَيِّماً مِن ثَناءٍ لا كِفاءَ لَهُ إِلّا التَعَجُّبُ مِن أَصحابِكَ النُجُبِ الصابِرينَ إِذا حَلَّ البَلاءُ بِهِم كَاللَيثِ عَضَّ عَلى نابَيهِ في النُوَبِ وَالجاعِلينَ سُيوفَ الهِندِ أَلسِنَهُم وَالكاتِبينَ بِأَطرافِ القَنا السُلُبُ لا الصَعبُ عِندَهُمُ بِالصَعبِ مَركَبُهُ وَلا المُحالُ بِمُستَعصٍ عَلى الطَلَبِ وَلا المَصائِبُ إِذ يَرمي الرِجالُ بِها بِقاتِلاتٍ إِذا الأَخلاقُ لَم تُصَبِ قُوّادُ مَعرَكَةٍ وُرّادُ مَهلَكَةٍ أَوتادُ مَملَكَةٍ آسادُ مُحتَرَبِ بَلَوتُهُم فَتَحَدَّث كَم شَدَدتَ بِهِم مِن مُضمَحِلٍّ وَكَم عَمَّرتَ مِن خُرَبِ وَكَم ثَلَمتَ بِهِم مِن مَعقِلٍ أَشِبٍ وَكَم هَزَمتَ بِهِم مِن جَحفَلٍ لَجِبِ وَكَم بَنَيتَ بِهِم مَجداً فَما نَسَبوا في الهَدمِ ما لَيسَ في البُنيانِ مِن صَخَبِ مِن فَلِّ جَيشٍ وَمِن أَنقاضِ مَملَكَةٍ وَمِن بَقِيَّةِ قَومٍ جِئتَ بِالعَجَبِ أَخرَجتَ لِلناسِ مِن ذُلٍّ وَمِن فَشَلٍ شَعباً وَراءَ العَوالي غَيرَ مُنشَعِبِ لَمّا أَتَيتَ بِبَدرٍ مِن مَطالِعِها تَلَفَّتَ البَيتُ في الأَستارِ وَالحُجُبِ وَهَشَّتِ الرَوضَةُ الفَيحاءُ ضاحِكَةً إِنَّ المُنَوَّرَةَ المِسكِيَّةَ التُرُبِ وَمَسَّتِ الدارُ أَزكى طيبِها وَأَتَت بابَ الرَسولِ فَمَسَّت أَشرَفَ العُتُبِ وَأَرَّجَ الفَتحُ أَرجاءَ الحِجازِ وَكَم قَضى اللَيالِيَ لَم يَنعَم وَلَم يَطِبِ وَاِزَّيَّنَت أُمَّهاتُ الشَرقِ وَاِستَبَقَت مَهارِجُ الفَتحِ في المُؤشِيَّةِ القُشُبِ هَزَّت دِمَشقُ بَني أَيّوبَ فَاِنتَبِهوا يَهنَئونَ بَني حَمدانَ في حَلَبِ وَمُسلِمو الهِندِ وَالهِندوسُ في جَذَلٍ وَمُسلِموا مِصرَ وَالأَقباطُ في طَرَبِ مَمالِكٌ ضَمَّها الإِسلامُ في رَحِمٍ وَشيجَةٍ وَحَواها الشَرقُ في نَسَبِ مِن كُلِّ ضاحِيَةٍ تَرمي بِمُكتَحَلٍ إِلى مَكانِكَ أَو تَرمي بِمُختَضَبِ تَقولُ لَولا الفَتى التُركِيُّ حَلَّ بِنا يَومٌ كَيَومِ يَهودٍ كانَ عَن كَثَبِ أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثابا وَقَلَّ لِحَقِّهِ العَبَراتُ تَجري وَإِن كانَت سَوادَ القَلبِ ذابا سَبَقنَ مُقَبِّلاتِ التُربِ عَنّي وَأَدَّينَ التَحِيَّةَ وَالخِطابا فَنَثري الدَمعَ في الدِمَنِ البَوالي كَنَظمي في كَواعِبِها الشَبابا وَقَفتُ بِها كَما شاءَت وَشاؤوا وُقوفاً عَلَّمَ الصَبرَ الذِهابا لَها حَقٌّ وَلِلأَحبابِ حَقٌّ رَشَفتُ وِصالَهُم فيها حَبابا وَمَن شَكَرَ المَناجِمَ مُحسِناتٍ إِذا التِبرُ اِنجَلى شَكَرَ التُرابا وَبَينَ جَوانِحي وافٍ أُلوفٌ إِذا لَمَحَ الدِيارَ مَضى وَثابا رَأى مَيلَ الزَمانِ بِها فَكانَت عَلى الأَيّامِ صُحبَتُهُ عِتابا وَداعاً أَرضَ أَندَلُسٍ وَهَذا ثَنائي إِن رَضيتِ بِهِ ثَوابا وَما أَثنَيتُ إِلّا بَعدَ عِلمٍ وَكَم مِن جاهِلٍ أَثنى فَعابا تَخِذتُكِ مَوئِلاً فَحَلَلتُ أَندى ذُراً مِن وائِلٍ وَأَعَزَّ غابا مُغَرِّبُ آدَمٍ مِن دارِ عَدنٍ قَضاها في حِماكِ لِيَ اِغتِرابا شَكَرتُ الفُلكَ يَومَ حَوَيتِ رَحلي فَيا لِمُفارِقٍ شَكَرَ الغُرابا فَأَنتِ أَرَحتِني مِن كُلِّ أَنفٍ كَأَنفِ المَيتِ في النَزعِ اِنتِصابا وَمَنظَرِ كُلِّ خَوّانٍ يَراني بِوَجهٍ كَالبَغِيِّ رَمى النِقابا وَلَيسَ بِعامِرٍ بُنيانُ قَومٍ إِذا أَخلاقُهُم كانَت خَرابا أَحَقٌّ كُنتِ لِلزَهراءِ ساحاً وَكُنتِ لِساكِنِ الزاهي رِحابا وَلَم تَكُ جَورُ أَبهى مِنكِ وَرداً وَلَم تَكُ بابِلٌ أَشهى شَرابا وَأَنَّ المَجدَ في الدُنيا رَحيقٌ إِذا طالَ الزَمانُ عَلَيهِ طابا أولَئِكَ أُمَّةٌ ضَرَبوا المَعالي بِمَشرِقِها وَمَغرِبِها قِبابا جَرى كَدَراً لَهُم صَفوُ اللَيالي وَغايَةُ كُلِّ صَفوٍ أَن يُشابا مَشَيِّبَةُ القُرونِ أُديلَ مِنها أَلَم تَرَ قَرنَها في الجَوِّ شابا مُعَلَّقَةٌ تَنَظَّرُ صَولَجاناً يَخُرُّ عَنِ السَماءِ بِها لِعابا تُعَدُّ بِها عَلى الأُمَمِ اللَيالي وَما تَدري السِنينَ وَلا الحِسابا وَيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأسٍ كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَوماً إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني عَلَيهِ أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا وَقَد سَبَقَت رَكائِبِيَ القَوافي مُقَلَّدَةً أَزِمَّتَها طِرابا تَجوبُ الدَهرَ نَحوَكَ وَالفَيافي وَتَقتَحِمُ اللَيالِيَ لا العُبابا وَتُهديكَ الثَناءَ الحُرَّ تاجاً عَلى تاجَيكَ مُؤتَلِقاً عُجابا هَدانا ضَوءُ ثَغرِكَ مِن ثَلاثٍ كَما تَهدي المُنَوَّرَةُ الرِكابا وَقَد غَشِي المَنارُ البَحرَ نوراً كَنارِ الطورِ جَلَّلَتِ الشِعابا وَقيلَ الثَغرُ فَاِتَّأَدَت فَأَرسَت فَكانَت مِن ثَراكَ الطُهرِ قابا فَصَفحاً لِلزَمانِ لِصُبحِ يَومٍ بِهِ أَضحى الزَمانُ إِلَيَّ ثابا وَحَيّا اللَهُ فِتياناً سِماحاً كَسَوا عِطفَيَّ مِن فَخرٍ ثِيابا مَلائِكَةٌ إِذا حَفّوكَ يَوماً أَحَبَّكَ كُلُّ مَن تَلقى وَهابا وَإِن حَمَلَتكَ أَيديهِم بُحوراً بَلَغتَ عَلى أَكُفِّهِمُ السَحابا تَلَقَّوني بِكُلِّ أَغَرَّ زاهٍ كَأَنَّ عَلى أَسِرَّتِهِ شَهابا تَرى الإيمانَ مُؤتَلِقاً عَلَيهِ وَنورَ العِلمِ وَالكَرَمَ اللُبابا وَتَلمَحُ مِن وَضاءَةِ صَفحَتَيهِ مُحَيّا مِصرَ رائِعَةً كَعابا وَما أَدَبي لِما أَسدَوهُ أَهلٌ وَلَكِن مَن أَحَبَّ الشَيءَ حابى شَبابَ النيلِ إِنَّ لَكُم لَصَوتاً مُلَبّى حينَ يُرفَعُ مُستَجابا فَهُزّوا العَرشَ بِالدَعَواتِ حَتّى يُخَفِّفَ عَن كِنانَتِهِ العَذابا أَمِن حَربِ البَسوسِ إِلى غَلاءٍ يَكادُ يُعيدُها سَبعاً صِعابا وَهَل في القَومِ يوسُفُ يَتَّقيها وَيُحسِنُ حِسبَةً وَيَرى صَوابا عِبادَكَ رَبِّ قَد جاعوا بِمِصرٍ أَنيلاً سُقتَ فيهِمُ أَم سَرابا حَنانَكَ وَاِهدِ لِلحُسنى تِجاراً بِها مَلَكوا المَرافِقَ وَالرِقابا وَرَقِّق لِلفَقيرِ بِها قُلوباً مُحَجَّرَةً وَأَكباداً صِلابا أَمَن أَكَلَ اليَتيمَ لَهُ عِقابٌ وَمَن أَكَلَ الفَقيرَ فَلا عِقابا أُصيبَ مِنَ التُجارِ بِكُلِّ ضارٍ أَشَدَّ مِنَ الزَمانِ عَلَيهِ نابا يَكادُ إِذا غَذاهُ أَو كَساهُ يُنازِعُهُ الحَشاشَةَ وَالإِهابا وَتَسمَعُ رَحمَةً في كُلِّ نادٍ وَلَستَ تُحِسُّ لِلبِرِّ اِنتِدابا أَكُلٌّ في كِتابِ اللَهِ إِلّا زَكاةَ المالِ لَيسَت فيهِ بابا إِذا ما الطامِعونَ شَكَوا وَضَجّوا فَدَعهُم وَاِسمَعِ الغَرثى السِغابا فَما يَبكونُ مِن ثُكلٍ وَلَكِن كَما تَصِفُ المُعَدِّدَةُ المُصابا وَلَم أَرَ مِثلَ شَوقِ الخَيرِ كَسباً وَلا كَتِجارَةِ السوءِ اِكتِسابا وَلا كَأُولَئِكَ البُؤَساءِ شاءً إِذا جَوَّعتَها اِنتَشَرَت ذِئابا وَلَولا البِرُّ لَم يُبعَث رَسولٌ وَلَم يَحمِل إِلى قَومٍ كِتابا سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَوماً تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا وَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذابا وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سُلافاً وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا وَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَرابا وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا وَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ تابا وَمِن عَجَبٍ تُشَيِّبُ عاشِقيها وَتُفنيهِمِ وَما بَرَحَت كَعابا فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابا لَها ضَحِكُ القِيانِ إِلى غَبِيٍّ وَلي ضَحِكُ اللَبيبِ إِذا تَغابى جَنَيتُ بِرَوضِها وَرداً وَشَوكاً وَذُقتُ بِكَأسِها شُهداً وَصابا فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللَهِ حُكماً وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلّا صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبِ اللُبابا وَلا كَرَّمتُ إِلّا وَجهَ حُرٍّ يُقَلِّدُ قَومَهُ المِنَنَ الرَغابا وَلَم أَرَ مِثلَ جَمعِ المالِ داءً وَلا مِثلَ البَخيلِ بِهِ مُصابا فَلا تَقتُلكَ شَهوَتُهُ وَزِنها كَما تَزِنُ الطَعامَ أَوِ الشَرابا وَخُذ لِبَنيكَ وَالأَيّامِ ذُخراً وَأَعطِ اللَهَ حِصَّتَهُ اِحتِسابا فَلَو طالَعتَ أَحداثَ اللَيالي وَجَدتَ الفَقرَ أَقرَبَها اِنتِيابا وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا وَأَنَّ الشَرَّ يَصدَعُ فاعِليهِ وَلَم أَرَ خَيِّراً بِالشَرِّ آبا فَرِفقاً بِالبَنينِ إِذا اللَيالي عَلى الأَعقابِ أَوقَعَتِ العِقابا وَلَم يَتَقَلَّدوا شُكرَ اليَتامى وَلا اِدَّرَعوا الدُعاءَ المُستَجابا عَجِبتُ لِمَعشَرٍ صَلّوا وَصاموا عَواهِرَ خِشيَةً وَتُقى كِذابا وَتُلفيهُمُ حِيالَ المالِ صُمّاً إِذا داعي الزَكاةِ بِهِم أَهابا لَقَد كَتَموا نَصيبَ اللَهِ مِنهُ كَأَنَّ اللَهَ لَم يُحصِ النِصابا وَمَن يَعدِل بِحُبِّ اللَهِ شَيئاً كَحُبِّ المالِ ضَلَّ هَوىً وَخابا أَرادَ اللَهُ بِالفُقَراءِ بِرّاً وَبِالأَيتامِ حُبّاً وَاِرتِبابا فَرُبَّ صَغيرِ قَومٍ عَلَّموهُ سَما وَحَمى المُسَوَّمَةَ العِرابا وَكانَ لِقَومِهِ نَفعاً وَفَخراً وَلَو تَرَكوهُ كانَ أَذىً وَعابا فَعَلِّم ما اِستَطَعتَ لَعَلَّ جيلاً سَيَأتي يُحدِثُ العَجَبَ العُجابا وَلا تُرهِق شَبابَ الحَيِّ يَأساً فَإِنَّ اليَأسَ يَختَرِمُ الشَبابا يُريدُ الخالِقُ الرِزقَ اِشتِراكاً وَإِن يَكُ خَصَّ أَقواماً وَحابى فَما حَرَمَ المُجِدَّ جَنى يَدَيهِ وَلا نَسِيَ الشَقِيَّ وَلا المُصابا وَلَولا البُخلُ لَم يَهلِك فَريقٌ عَلى الأَقدارِ تَلقاهُمُ غِضابا تَعِبتُ بِأَهلِهِ لَوماً وَقَبلي دُعاةُ البِرِّ قَد سَئِموا الخِطابا وَلَو أَنّي خَطَبتُ عَلى جَمادٍ فَجَرتُ بِهِ اليَنابيعَ العِذابا أَلَم تَرَ لِلهَواءِ جَرى فَأَفضى إِلى الأَكواخِ وَاِختَرَقَ القِبابا وَأَنَّ الشَمسَ في الآفاقِ تَغشى حِمى كِسرى كَما تَغشى اليَبابا وَأَنَّ الماءَ تُروى الأُسدُ مِنهُ وَيَشفي مِن تَلَعلُعِها الكِلابا وَسَوّى اللَهُ بَينَكُمُ المَنايا وَوَسَّدَكُم مَعَ الرُسلِ التُرابا وَأَرسَلَ عائِلاً مِنكُم يَتيماً دَنا مِن ذي الجَلالِ فَكانَ قابا نَبِيُّ البِرِّ بَيَّنَهُ سَبيلاً وَسَنَّ خِلالَهُ وَهَدى الشِعابا تَفَرَّقَ بَعدَ عيسى الناسُ فيهِ فَلَمّا جاءَ كانَ لَهُم مَتابا وَشافي النَفسِ مِن نَزَعاتِ شَرٍّ كَشافٍ مِن طَبائِعِها الذِئابا وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اِغتِصابا وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا تَجَلّى مَولِدُ الهادي وَعَمَّت بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا وَأَسدَت لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ يَداً بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجاً مُنيراً كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نوراً يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكاً وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ اِنتِسابا فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدراً فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا سَأَلتُ اللَهَ في أَبناءِ ديني فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لي أَجابا وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِم أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نوراً وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُم حِجابا بَنَيتَ لَهُم مِنَ الأَخلاقِ رُكناً فَخانوا الرُكنَ فَاِنهَدَمَ اِضطِرابا وَكانَ جَنابُهُم فيها مَهيباً وَلَلأَخلاقِ أَجدَرُ أَن تُهابا فَلَولاها لَساوى اللَيثُ ذِئباً وَساوى الصارِمُ الماضي قِرابا فَإِن قُرِنَت مَكارِمُها بِعِلمٍ تَذَلَّلَتِ العُلا بِهِما صِعابا وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا إِثنِ عَنانَ القَلبِ وَاِسلَم بِهِ مِن رَبرَبِ الرَملِ وَمِن سِربِهِ وَمِن تَثَنّي الغيدِ عَن بانِهِ مُرتَجَّةَ الأَردافِ عَن كُثبِهِ ظِباؤُهُ المُنكَسِراتُ الظُبا يَغلِبنَ ذا اللُبِّ عَلى لُبِّهِ بيضٌ رِقاقُ الحُسنِ في لَمحَةٍ مِن ناعِمِ الدُرِّ وَمِن رَطبِهِ ذَوابِلُ النَرجِسِ في أَصلِهِ يَوانِعُ الوَردِ عَلى قُضبِهِ زِنَّ عَلى الأَرضِ سَماءَ الدُجى وَزِدنَ في الحُسنِ عَلى شُهبِهِ يَمشينَ أَسراباً عَلى هينَةٍ مَشيَ القَطا الآمِنِ في سِربِهِ مِن كُلِّ وَسنانٍ بِغَيرِ الكَرى تَنتَبِهُ الآجالُ مِن هُدبِهِ جَفنٌ تَلَقّى مَلَكا بابِلٍ غَرائِبَ السِحرِ عَلى غَربِهِ يا ظَبيَةَ الرَملِ وُقيتِ الهَوى وَإِن سَمِعَت عَيناكِ في جَلبِهِ وَلا ذَرَفتِ الدَمعَ يَوماً وَإِن أَسرَفتِ في الدَمعِ وَفي سَكبِهِ هَذي الشَواكي النُحلُ صِدنَ اِمرأً مُلقى الصِبا أَعزَلَ مِن غَربِهِ صَيّادَ آرامٍ رَماهُ الهَوى بِشادِنٍ لا بُرءَ مِن حُبِّهِ شابٌّ وَفي أَضلُعِهِ صاحِبٌ خِلوٌ مِنَ الشَيبِ وَمِن خَطبِهِ واهٍ بِجَنبي خافِقٌ كُلَّما قُلتُ تَناهى لَجَّ في وَثبِهِ لا تَنثَني الآرامُ عَن قاعِهِ وَلا بَناتُ الشَوقِ عَن شِعبِهِ حَمَّلتُهُ في الحُبِّ ما لَم يَكُن لِيَحمِلَ الحُبُّ عَلى قَلبِهِ ما خَفَّ إِلّا لِلهَوى وَالعُلا أَو لِجَلالِ الوَفدِ في رَكبِهِ أَربَعَةٌ تَجمَعُهُم هِمَّةٌ يَنقُلُها الجيلُ إِلى عَقبِهِ قِطارُهُم كَالقَطرِ هَزَّ الثَرى وَزادَهُ خِصباً عَلى خِصبِهِ لَولا اِستِلامُ الخَلقِ أَرسانَهُ شَبَّ فَنالَ الشَمسَ مِن عُجبِهِ كُلُّهُمُ أَغيَرُ مِن وائِلٍ عَلى حِماهُ وَعَلى شَعبِهِ لَو قَدَروا جاؤوكُمُ بِالثَرى مِن قُطبِهِ مُلكاً إِلى قُطبِهِ وَما اِعتِراضُ الحَظِّ دونَ المُنى مِن هَفوَةِ المُحسِنِ أَو ذَنبِهِ وَلَيسَ بِالفاضِلِ في نَفسِهِ مَن يُنكِرُ الفَضلَ عَلى رَبِّهِ ما بالُ قَومي اِختَلَفوا بَينَهُم في مِدحَةِ المَشروعِ أَو ثَلبِهِ كَأَنَّهُم أَسرى أَحاديثُهُم في لَيِّنِ القَيدِ وَفي صُلبِهِ يا قَومِ هَذا زَمَنٌ قَد رَمى بِالقَيدِ وَاِستَكبَرَ عَن سَحبِهِ لَو أَنَّ قَيداً جاءَهُ مِن عَلِ خَشيتُ أَن يَأتي عَلى رَبِّهِ وَهَذِهِ الضَجَّةُ مِن ناسِهِ جَنازَةُ الرِقِّ إِلى تُربِهِ مَن يَخلَعُ النيرَ يَعِش بُرهَةً في أَثَرِ النيرِ وَفي نَدبِهِ يا نَشأَ الحَيِّ شَبابَ الحِمى سُلالَةَ المَشرِقِ مِن نُجبِهِ بَني الأُلى أَصبَحَ إِحسانُهُم دارَت رَحى الفَنِّ عَلى قُطبِهِ موسى وَعيسى نَشَآ بَينَهُم في سَعَةِ الفِكرِ وَفي رُحبِهِ وَعالَجا أَوَّلَ ما عالَجا مِن عِلَلِ العالَمِ أَو طِبِّهِ ما نَسِيَت مِصرُ لَكُم بِرَّها في حازِبِ الأَمرِ وَفي صَعبِهِ مَزَّقتُمُ الوَهمَ وَأَلِفتُمُ أَهِلَّةَ اللَهِ عَلى صُلبِهِ حَتّى بَنَيتُم هَرَماً رابِعاً مِن فِئَةِ الحَقِّ وَمِن حِزبِهِ يَومٌ لَكُم يَبقى كَبَدرٍ عَلى أَنصارِ سَعدٍ وَعَلى صَحبِهِ قَد صارَتِ الحالُ إِلى جِدِّها وَاِنتَبَهَ الغافِلُ مِن لُعبِهِ اللَيثُ وَالعالَمُ مِن شَرقِهِ في هَيبَةِ اللَيثِ إِلى غَربِهِ قَضى بِأَن نَبني عَلى نابِهِ مُلكَ بَنينا وَعَلى خِلبِهِ وَنَبلُغُ المَجدَ عَلى عَينِهِ وَنَدخُلُ العَصرَ إِلى جَنبِهِ وَنَصِلَ النازِلَ في سِلمِهِ وَنَقطَعَ الداخِلَ في حَربِهِ وَنَصرِفَ النيلَ إِلى رَأيِهِ يَقسِمُهُ بِالعَدلِ في شِربِهِ يُبيحُ أَو يَحمي عَلى قُدرَةٍ حَقَّ القُرى وَالناسُ في عَذبِهِ أَمرٌ عَلَيكُم أَو لَكُم في غَدٍ ما ساءَ أَو ما سَرَّ مِن غَبِّهِ لا تَستَقِلّوهُ فَما دَهرُكُم بِحاتِمِ الجودِ وَلا كَعبِهِ نَسمَعُ بِالحَقِّ وَلَم نَطَّلِع عَلى قَنا الحَقِّ وَلا قُضبِهِ يَنالُ بِاللينِ الفَتى بَعضَ ما يَعجَزُ بِالشِدَّةِ عَن غَصبِهِ فَإِن أَنِستُم فَليَكُن أُنسُكُم في الصَبرِ لِلدَهرِ وَفي عَتبِهِ وَفي اِحتِشامِ الأُسدِ دونَ القَذى إِذا هِيَ اِضطُرَّت إِلى شُربِهِ قَد أَسقَطَ الطَفرَةَ في مُلكِهِ مَن لَيسَ بِالعاجِزِ عَن قَلبِهِ يا رُبَّ قَيدٍ لا تُحِبّونَهُ زَمانُكُم لَم يَتَقَيَّد بِهِ وَمَطلَبٍ في الظَنِّ مُستَبعَدٍ كَالصُبحِ لِلناظِرِ في قُربِهِ وَاليَأسُ لا يَجمُلُ مِن مُؤمِنٍ ما دامَ هَذا الغَيبُ في حُجبِهِ أُعِدَّتِ الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا وَفازَ بِالحَقِّ مَن يَألُهُ طَلَبا وَما قَضَت مِصرُ مِن كُلِّ لُبانَتَها حَتّى تَجُرَّ ذُيولَ الغِبطَةِ القُشُبا في الأَمرِ ما فيهِ مِن جِدٍّ فَلا تَقِفوا مِن واقِعٍ جَزَعاً أَو طائِرٍ طَرَبا لا تُثبِتُ العَينُ شَيئاً أَو تُحَقِّقُهُ إِذا تَحَيَّرَ فيها الدَمعُ وَاِضطَرَبا وَالصُبحُ يُظلِمُ في عَينَيكِ ناصِعُهُ إِذا سَدَلتَ عَلَيكَ الشَكَّ وَالرِيَبا إِذا طَلَبتَ عَظيماً فَاِصبِرَنَّ لَهُ أَو فَاِحشُدَنَّ رِماحَ الخَطِّ وَالقُضُبا وَلا تُعِدَّ صَغيراتِ الأُمورِ لَهُ إِنَّ الصَغائِرَ لَيسَت لِلعُلا أُهُبا وَلَن تَرى صُحبَةً تُرضى عَواقِبُها كَالحَقِّ وَالصَبرِ في أَمرٍ إِذا اِصطَحَبا إِنَّ الرِجالَ إِذا ما أُلجِئوا لَجَئوا إِلى التَعاوُنِ فيما جَلَّ أَو حَزَبا لا رَيبَ أَنَّ خُطا الآمالِ واسِعَةٌ وَأَنَّ لَيلَ سُراها صُبحُهُ اِقتَرَبا وَأَنَّ في راحَتَي مِصرٍ وَصاحِبِها عَهداً وَعَقداً بِحَقٍّ كانَ مُغتَصَبا قَد فَتَّحَ اللَهُ أَبواباً لَعَلَّ لَنا وَراءَها فُسَحَ الآمالِ وَالرُحُبا لَولا يَدُ اللَهِ لَم نَدفَع مَناكِبَها وَلَم نُعالِج عَلى مِصراعِها الأَرَبا لا تَعدَمُ الهِمَّةُ الكُبرى جَوائِزَها سِيّانِ مَن غَلَبَ الأَيّامَ أَو غُلِبا وَكُلُّ سَعيٍ سَيَجزي اللَهُ ساعِيَهُ هَيهاتَ يَذهَبُ سَعيَ المُحسِنينَ هَبا لَم يُبرِمِ الأَمرَ حَتّى يَستَبينَ لَكُم أَساءَ عاقِبَةً أَم سَرَّ مُنقَلَبا نِلتُم جَليلاً وَلا تُعطونَ خَردَلَةً إِلّا الَّذي دَفَعَ الدُستورُ أَو جَلَبا تَمَهَّدَت عَقَباتٌ غَيرُ هَيِّنَةٍ تَلقى رُكابُ السُرى مِن مِثلِها نَصَبا وَأَقبَلَت عَقَباتٌ لا يُذَلِّلُها في مَوقِفِ الفَصلِ إِلّا الشَعبُ مُنتَخَبا لَهُ غَداً رَأيُهُ فيها وَحِكمَتُهُ إِذا تَمَهَّلَ فَوقَ الشَوكِ أَو وَثَبا كَم صَعَّبَ اليَومُ مِن سَهلٍ هَمَمتَ بِهِ وَسَهَّلَ الغَدُ في الأَشياءِ ما صَعُبا ضَمّوا الجُهودَ وَخَلوُها مُنَكَّرَةً لا تَملَئوا الشَدقَ مِن تَعريفِها عَجَبا أَفي الوَغى وَرَحى الهَيجاءِ دائِرَةٌ تُحصونَ مَن ماتَ أَو تُحصونَ ما سُلِبا خَلّوا الأَكاليلَ لِلتاريخِ إِنَّ لَهُ يَداً تُؤَلِّفُها دُرّاً وَمَخشَلَبا أَمرُ الرِجالِ إِلَيهِ لا إِلى نَفَرٍ مِن بَينِكُم سَبَقَ الأَنباءَ وَالكُتُبا أَملى عَلَيهِ الهَوى وَالحِقدُ فَاِندَفَعَت يَداهُ تَرتَجِلانِ الماءَ وَاللَهَبا إِذا رَأَيتَ الهَوى في أُمَّةٍ حَكَماً فَاِحكُم هُنالِكَ أَنَّ العَقلَ قَد ذَهَبا قالوا الحِمايَةُ زالَت قُلتُ لا عَجَبٌ بَل كانَ باطِلُها فيكُم هُوَ العَجَبا رَأسُ الحِمايَةِ مَقطوعٌ فَلا عَدِمَت كِنانَةُ اللَهِ حَزماً يَقطَعُ الذَنَبا لَو تَسأَلونَ أَلِنبي يَومَ جَندَلَها بِأَيِّ سَيفٍ عَلى يافوخِها ضَرَبا أَبا الَّذي جَرَّ يَومَ السِلمِ مُتَّشِحاً أَم بِالَّذي هَزَّ يَومَ الحَربِ مُختَضِبا أَم بِالتَكاتُفِ حَولَ الحَقِّ في بَلَدٍ مِن أَربَعينَ يُنادي الوَيلَ وَالحَرَبا يا فاتِحَ القُدسِ خَلِّ السَيفَ ناحِيَةً لَيسَ الصَليبُ حَديداً كانَ بَل خَشَبا إِذا نَظَرتَ إِلى أَينَ اِنتَهَت يَدُهُ وَكَيفَ جاوَزَ في سُلطانِهِ القُطُبا عَلِمتَ أَنَّ وَراءَ الضَعفِ مَقدِرَةً وَأَنَّ لِلحَقِّ لا لِلقُوَّةِ الغَلَبا لِمَن ذَلِكَ المُلكُ الَّذي عَزَّ جانِبُهُ لَقَد وَعَظَ الأَملاكَ وَالناسَ صاحِبُه أَمُلكُكَ يا داوُدُ وَالمُلكُ الَّذي يَغارُ عَلَيهِ وَالَّذي هُوَ واهِبُه أَرادَ بِهِ أَمراً فَجَلَّت صُدورُهُ فَأَتبَعَهُ لُطفاً فَجَلَّت عَواقِبُه رَمى وَاِستَرَدَّ السَهمَ وَالخَلقُ غافِلٌ فَهَل يَتَّقيهِ خَلقُهُ أَو يُراقِبُه أَيَبطُلُ عيدُ الدَهرِ مِن أَجلِ دُمَّلٍ وَتَخبو مَجاليهِ وَتُطوى مَواكِبُه وَيَرجِعُ بِالقَلبِ الكَسيرِ وُفودُهُ وَفيهِم مَصابيحُ الوَرى وَكَواكِبُه وَتَسمو يَدُ الدَهرِ اِرتِجالاً بِبَأسِها إِلى طُنُبِ الأَقواسِ وَالنَصرُ ضارِبُه وَيَستَغفِرُ الشَعبُ الفَخورُ لِرَبِّهِ وَيَجمَعُ مِن ذَيلِ المَخيلَةِ ساحِبُه وَيُحجَبُ رَبُّ العيدِ ساعَةَ عيدِهِ وَتَنقُصُ مِن أَطرافِهِنَّ مَآرِبُه أَلا هَكَذا الدُنيا وَذَلِكَ وُدُّها فَهَلّا تَأَتّى في الأَمانِيِّ خاطِبُه أَعَدَّ لَها إِدوَردُ أَعيادَ تاجِهِ وَما في حِسابِ اللَهِ ما هُوَ حاسِبُه مَشَت في الثَرى أَنباؤُها فَتَساءَلَت مَشارِقُهُ عَن أَمرِها وَمَغارِبُه وَكاثَرَ في البَرِّ الحَصى مَن يَجوبُهُ وَكاثَرَ مَوجَ البَحرِ راكِبُه إِلى مَوكِبٍ لَم تُخرِجِ الأَرضُ مِثلَهُ وَلَن يَتهادى فَوقَها ما يُقارِبُه إِذا سارَ فيهِ سارَتِ الناسُ خَلفَهُ وَشَدَّت مَغاويرَ المُلوكِ رَكائِبُه تُحيطُ بِهِ كَالنَملِ في البَرِّ خَيلُهُ وَتَملَأُ آفاقَ البِحارِ مَراكِبُه نِظامُ المَجالي وَالمَواكِبِ حَلَّهُ زَمانٌ وَشيكٌ رَيبُهُ وَنَوائِبُه فَبَينا سَبيلُ القَومِ أَمنٌ إِلى المُنى إِذا هُوَ خَوفٌ في الظُنونِ مَذاهِبُه إِذا جَاءَتِ الأَعيادُ في كُلِّ مَسمَعٍ تَجوبُ الثَرى شَرقاً وَغَرباً جَوائِبُه رَجاءٌ فَلَم يَلبُث فَخَوفٌ فَلَم يَدُم سَلِ الدَهرَ أَيُّ الحادِثَينِ عَجائِبُه فيا لَيتَ شِعري أَينَ كانَت جُنودُهُ وَكَيفَ تَراخَت في الفِداءِ قَواضِبُه وَرُدَّت عَلى أَعقابِهِنَّ سَفينُهُ وَما رَدَّها في البَحرِ يَوماً مُحارِبُه وَكَيفَ أَفاتَتهُ الحَوادِثُ طِلبَةً وَما عَوَّدتَهُ أَن تَفوتَ رَغائِبُه لَكَ المُلكُ يا مَن خَصَّ بِالعِزِّ ذاتَهُ وَمَن فَوقَ آرابَ المُلوكِ مَآرِبُه فَلا عَرشَ إِلّا أَنتَ وارِثُ عِزِّهِ وَلا تاجَ إِلّا أَنتَ بِالحَقِّ كاسِبُه وَآمَنتُ بِالعِلمِ الَّذي أَنتَ نورُهُ وَمِنكَ أَياديهِ وَمِنكَ مَناقِبُه تُؤامِنُ مِن خَوفٍ بِهِ كُلُّ غالِبٍ عَلى أَمرِهِ في الأَرضِ وَالداءُ غالِبُه سَلوا صاحِبَ المُلكَينِ هَل مَلَك القُوى وَأُسدُ الشَرى تَعنو لَهُ وَتُحارِبُه وَهَل رَفَعَ الداءَ العُضالَ وَزيرُهُ وَهَل حَجَبَ البابَ المُمَنَّعَ حاجِبُه وَهَل قَدَّمَت إِلّا دُعاةً شُعوبُهُ وَساعَفَ إِلّا بِالصَلاةِ أَقارِبُه هُنالِكَ كانَ العِلمُ يُبلي بَلاءَهُ وَكانَ سِلاحُ النَفسِ تُغني تَجارِبُه كَريمُ الظُبا لا يَقرُبُ الشَرَّ حَدُّهُ وَفي غَيرِهِ شَرُّ الوَرى وَمَعاطِبُه إِذا مَرَّ نَحوَ المَرءِ كانَ حَياتَهُ كَإِصبَعِ عيسى نَحوَ مَيتٍ يُخاطِبُه وَأَيسَرُ مِن جُرحِ الصُدودِ فِعالُهُ وَأَسهَلُ مِن سَيفِ اللِحاظِ مَضارِبُه عَجيبٌ يُرَجّى مِشرَطاً أَو يَهابُهُ مَنِ الغَربُ راجيهِ مَنِ الشَرقُ هائِبُه فَلَو تُفتَدى بِالبيضِ وَالسُمرِ فِديَةٌ لَأَلقَت قَناها في البِلادِ كَتائِبُه وَلَو أَنَّ فَوقَ العِلمِ تاجاً لَتَوَّجوا طَبيباً لَهُ بِالأَمسِ كانَ يُصاحِبُه فَآمَنتُ بِاللَهِ الَّذي عَزَّ شَأنُهُ وَآمَنتُ بِالعِلمِ الَّذي عَزَّ طالِبُه في المَوتِ ما أَعيا وَفي أَسبابِهِ كُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِطَيِّ كِتابِهِ أَسَدٌ لَعَمرُكَ مَن يَموتُ بِظُفرِهِ عِندَ اللِقاءِ كَمَن يَموتُ بِنابِهِ إِن نامَ عَنكَ فَكُلُّ طِبٍّ نافِعٌ أَو لَم يَنَم فَالطِبُّ مِن أَذنابِهِ داءُ النُفوسِ وَكُلُّ داءٍ قَبلَهُ هَمٌّ نَسينَ مَجيئَهُ بِذَهابِهِ النَفسُ حَربُ المَوتِ إِلّا أَنَّها أَتَتِ الحَياةَ وَشُغلَها مِن بابِهِ تَسَعُ الحَياةَ عَلى طَويلِ بَلائِها وَتَضيقُ عَنهُ عَلى قَصيرِ عَذابِهِ هُوَ مَنزِلُ الساري وَراحَةُ رائِحٍ كَثُرَ النَهارُ عَلَيهِ في إِنعابِهِ وَشَفاءُ هَذي الروحِ مِن آلامِها وَدَواءُ هَذا الجِسمِ مِن أَوصابِهِ مَن سَرَّهُ أَلّا يَموتَ فَبِالعُلا خَلُدَ الرِجالُ وَبِالفِعالِ النابِهِ ما ماتَ مَن حازَ الثَرى آثارَهُ وَاِستَولَتِ الدُنيا عَلى آدابِهِ قُل لِلمُدِلِّ بِمالِهِ وَبِجاهِهِ وَبِما يُجِلُّ الناسُ مِن أَنسابِهِ هَذا الأَديمُ يَصُدُّ عَن حُضّارِهِ وَيَنامُ مِلءَ الجَفنِ عَن غُيّابِهِ إِلّا فَنىً يَمشي عَلَيهِ مُجَدِّداً ديباجَتَيهِ مُعَمِّراً بِخَرابِهِ صادَت بِقارِعَةِ الصَعيدِ بَعوضَةٌ في الجَوِّ صائِدَ بازِهِ وَعُقابِهِ وَأَصابَ خُرطومُ الذُبابَةِ صَفحَةً خُلِقَت لِسَيفِ الهِندِ أَو لِذُبابِهِ طارَت بِخافِيَةِ القَضاءِ وَرَأرَأَت بِكَريمَتَيهِ وَلامَسَت بِلُعابِهِ لا تَسمَعَنَّ لِعُصبَةِ الأَرواحِ ما قالوا بِباطِلِ عِلمِهِم وَكِذابِهِ الروحُ لِلرَحمَنِ جَلَّ جَلالُهُ هِيَ مِن ضَنائِنِ عِلمِهِ وَغِيابِهِ غُلِبوا عَلى أَعصابِهِم فَتَوَهَّموا أَوهامَ مَغلوبٍ عَلى أَعصابِهِ ما آبَ جَبّارُ القُرونِ وَإِنَّما يَومُ الحِسابِ يَكونُ يَومَ إِيابِهِ فَذَروهُ في بَلَدِ العَجائِبِ مُغمَداً لا تَشهَروهُ كَأَمسِ فَوقَ رِقابِهِ المُستَبِدُّ يُطاقُ في ناووسِهِ لا تَحتَ تاجَيهِ وَفَوقَ وِثابِهِ وَالفَردُ يُؤمَنُ شَرُّهُ في قَبرِهِ كَالسَيفِ نامَ الشَرُّ خَلفَ قِرابِهِ هَل كانَ توتَنخٌ تَقَمَّصُ روحُهُ قُمُصَ البَعوضِ وَمُستَخَسَّ إِهابِهِ أَو كانَ يَجزيكَ الرَدى عَن صُحبَةٍ وَهوَ القَديمُ وَفاؤُهُ لِصِحابِهِ تَاللَهِ لَو أَهدى لَكَ الهَرَمَينِ مِن ذَهَبٍ لَكانَ أَقَلَّ ما تُجزى بِهِ أَنتَ البَشيرُ بِهِ وَقَيِّمُ قَصرِهِ وَمُقَدِّمُ النُبَلاءِ مِن حُجّابِهِ أَعلَمتَ أَقوامَ الزَمانِ مَكانَهُ وَحَشَدتَهُم في ساحِهِ وَرِحابِهِ لولا بَنانُكَ في طَلاسِمِ تُربِهِ ما زادَ في شَرَفٍ عَلى أَترابِهِ أَخنى الحِمامُ عَلى اِبنِ هِمَّةِ نَفسِهِ في المَجدِ وَالباني عَلى أَحسابِهِ الجائِبُ الصَخرَ العَتيدَ بِحاجِرٍ دَبَّ الزَمانُ وَشَبَّ في أَسرابِهِ لَو زايَلَ المَوتى مَحاجِرَهُم بِهِ وَتَلَفَّتوا لَتَحَيَّروا كَضَبابِهِ لَم يَألُهُ صَبراً وَلَم يَنِ هِمَّةً حَتّى اِنثَنى بِكُنوزِهِ وَرِغابِهِ أَفضى إِلى خَتمِ الزَمانِ فَفَضَّهُ وَحَبا إِلى التاريخِ في مِحرابِهِ وَطَوى القُرونَ القَهقَرى حَتّى أَتى فِرعَونَ بَينَ طَعامِهِ وَشَرابِهِ المَندَلُ الفَيّاحُ عودُ سَريرِهِ وَاللُؤلُؤُ اللَمّاحُ وَشيُ ثِيابِهِ وَكَأَنَّ راحَ القاطِفينَ فَرَغنَ مِن أَثمارِهِ صُبحاً وَمِن أَرطابِهِ جَدَثٌ حَوى ما ضاقَ غُمدانٌ بِهِ مِن هالَةِ المُلكِ الجَسيمِ وَغابِهِ بُنيانُ عُمرانٍ وَصَرحُ حَضارَةٍ في القَبرِ يَلتَقِيانِ في أَطنابِهِ فَتَرى الزَمانَ هُناكَ عِندَ مَشيبِهِ مِثلَ الزَمانِ اليَومَ بَعدَ شَبابِهِ وَتُحِسُّ ثَمَّ العِلمَ عِندَ عُبابِهِ تَحتَ الثَرى وَالفَنُّ عِندَ عُجابِهِ يا صاحِبَ الأُخرى بَلَغتَ مَحَلَّةً هِيَ مِن أَخي الدُنيا مُناخُ رِكابِهِ نُزُلٌ أَفاقَ بِجانِبَيهِ مِنَ الهَوى مَن لا يُفيقُ وَجَدَّ مِن تَلعابِهِ نامَ العَدُوُّ لَدَيهِ عَن أَحقادِهِ وَسَلا الصَديقُ بِهِ هَوى أَحبابِهِ الراحَةُ الكُبرى مِلاكُ أَديمِهِ وَالسَلوَةُ الطولى قِوامُ تُرابِهِ وادي المُلوكِ بَكَت عَلَيكَ عُيونُهُ بِمُرَقرَقٍ كَالمُزنِ في تَسكابِهِ أَلقى بَياضَ الغَيمِ عَن أَعطافِهِ حُزناً وَأَقبَلَ في سَوادِ سَحابِهِ يَأسى عَلى حَرباءِ شَمسِ نَهارِهِ وَنَزيلُ قيعَتِهِ وَجارُ سَرابِهِ وَيَوَدُّ لَو أُلبِستَ مِن بَردِيَّهِ بُردَينِ ثُمَّ دُفِنتَ بَينَ شِعابِهِ نَوَّهتَ في الدُنيا بِهِ وَرَفَعتَهُ فَوقَ الأَديمِ بِطاحِهِ وَهِضابِهِ أَخرَجتَ مِن قَبرٍ كِتابَ حَضارَةٍ الفَنُّ وَالإِعجازُ مِن أَبوابِهِ فَصَّلتَهُ فَالبَرقُ في إيجازِهِ يُبنى البَريدُ عَلَيهِ في إِطنابِهِ طَلَعا عَلى لَوزانَ وَالدُنيا بِها وَعَلى المُحيطِ ما وَراءَ عُبابِهِ جِئتَ الشُعوبَ المُحسِنينَ بِشافِعٍ مِن مِثلِ مُتقَنِ فَنِّهِم وَلُبابِهِ فَرَفَعتَ رُكناً لِلقَضِيَّةِ لَم يَكُن سَحبانُ يَرفَعُهُ بِسِحرِ خِطابِهِ أَيُّها العُمّالُ أَفنوا ال عُمرَ كَدّاً وَاِكتِسابا وَاِعمُروا الأَرضَ فَلَولا سَعيُكُم أَمسَت يَبابا إِنَّ لي نُصحاً إِلَيكُم إِن أَذِنتُم وَعِتابا في زَمانٍ غَبِيَ النا صِحُ فيهِ أَو تَغابى أَينَ أَنتُم مِن جُدودٍ خَلَّدوا هَذا التُرابا قَلَّدوهُ الأَثَرَ المُع جِزَ وَالفَنَّ العُجابا وَكَسَوهُ أَبَدَ الدَه رِ مِنَ الفَخرِ ثِيابا أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتّى أَخَذوا الخُلدَ اِغتِصابا إِنَّ لِلمُتقِنِ عِندَ اللَهِ وَالناسِ ثَوابا أَتقِنوا يُحبِبكُمُ اللَ هُ وَيَرفَعكُم جَنابا أَرَضيتُم أَن تُرى مِص رُ مِنَ الفَنِّ خَرابا بَعدَ ما كانَت سَماءً لِلصِناعاتِ وَغابا أَيُّها الجَمعُ لَقَد صِر تَ مِنَ المَجلِسِ قابا فَكُنِ الحُرَّ اِختِياراً وَكُنِ الحُرَّ اِنتِخابا إِنَّ لِلقَومِ لَعَيناً لَيسَ تَألوكَ اِرتِقابا فَتَوَقَّع أَن يَقولوا مَن عَنِ العُمّالِ نابا لَيسَ بِالأَمرِ جَديراً كُلُّ مَن أَلقى خِطابا أَو سَخا بِالمالِ أَو قَد دَمَ جاهاً وَاِنتِسابا أَو رَأى أُمِّيَّةً فَاِخ تَلَب الجَهلَ اِختِلابا فَتَخَيَّر كُلَّ مَن شَب بَ عَلى الصِدقِ وَشابا وَاِذكُرِ الأَنصارَ بِالأَم سِ وَلا تَنسَ الصِحابا أَيُّها الغادونَ كَالنَح لِ اِرتِياداً وَطِلابا في بُكورِ الطَيرِ لِلرِز قِ مَجيئاً وَذَهابا اِطلُبوا الحَقَّ بِرِفقٍ وَاِجعَلوا الواجِبَ دابا وَاِستَقيموا يَفتَحِ اللَ هُ لَكُم باباً فَبابا اِهجُروا الخَمرَ تُطيعوا ال لَهَ أَو تُرضوا الكِتابا إِنَّها رِجسٌ فَطوبى لِاِمرِئٍ كَفَّ وَتابا تُرعِشُ الأَيدي وَمَن يُر عِش مِنَ الصُنّاعِ خابا إِنَّما العاقِلُ مَن يَج عَلُ لِلدَهرِ حِسابا فَاِذكُروا يَومَ مَشيبٍ فيهِ تَبكونَ الشَبابا إِنَّ لِلسِنِّ لَهَمّاً حينَ تَعلو وَعَذابا فَاِجعَلوا مِن مالِكُم لِلشَيبِ وَالضَعفِ نِصابا وَاِذكُروا في الصَحَّةِ الدا ءَ إِذا ما السُقمُ نابا وَاِجمَعوا المالَ لِيَومٍ فيهِ تَلقَونَ اِغتِصابا قَد دَعاكُم ذَنبَ الهَي ئَةِ داعٍ فَأَصابا هِيَ طاووسٌ وَهَل أَح سَنُهُ إِلّا الذُنابى هَنيئاً أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّما نَجاتُكَ لِلدينِ الحَنيفِ نَجاةُ هَنيئاً لِطَهَ وَالكِتابِ وَأُمَّةٍ بَقاؤُكَ إِبقاءٌ لَها وَحَياةُ أَخَذتَ عَلى الأَقدارِ عَهداً وَمَوثِقاً فَلَستَ الَّذي تَرقى إِلَيهِ أَذاةُ وَمَن يَكُ في بُردِ النَبِيِّ وَثَوبِهِ تَجُزهُ إِلى أَعدائِهِ الرَمَياتُ يَكادُ يَسيرُ البَيتُ شُكراً لِرَبِّهِ إِلَيكَ وَيَسعى هاتِفاً عَرَفاتُ وَتَستَوهِبُ الصَفحَ المَساجِدُ خُشَّعاً وَتَبسُطُ راحَ التَوبَةِ الجُمُعاتُ وَتَستَغفِرُ الأَرضُ الخَصيبُ وَما جَنَت وَلَكِن سَقاها قاتِلونَ جُناةُ وَتُثني مِنَ الجَرحى عَلَيكَ جِراحُهُم وَتَأتي مِنَ القَتلى لَكَ الدَعَواتُ ضَحِكتَ مِنَ الأَهوالِ ثُمَّ بَكَيتَهُم بِدَمعٍ جَرَت في إِثرِهِ الرَحَماتُ تُثابُ بِغاليهِ وَتُجزى بِطُهرِهِ إِلى البَعثِ أَشلاءٌ لَهُم وَرُفاتُ وَما كُنتَ تُحييهِم فَكِلهُم لِرَبِّهِم فَما ماتَ قَومٌ في سَبيلِكَ ماتوا رَمَتهُم بِسَهمِ الغَدرِ عِندَ صَلاتِهِم عِصابَةُ شَرٍّ لِلصَلاةِ عُداةُ تَبَرَّأَ عيسى مِنهُمُ وَصِحابِهِ أَأَتباعُ عيسى ذي الحَنانِ جُفاةُ يُعادونَ ديناً لا يُعادونَ دَولَةً لَقَد كَذِبَت دَعوى لَهُم وَشُكاةُ وَلا خَيرَ في الدُنيا وَلا في حُقوقِها إِذا قيلَ طُلّابُ الحُقوقِ بُغاةُ بِأَيِّ فُؤادٍ تَلتَقي الهَولَ ثابِتاً وَما لِقُلوبِ العالَمينَ ثَباتُ إِذا زُلزِلَت مِن حَولِكَ الأَرضُ رادَها وَقارُكَ حَتّى تَسكُنَ الجَنَباتُ وَإِن خَرَجَت نارٌ فَكانَت جَهَنَّماً تُغَذّى بِأَجسادِ الوَرى وَتُقاتُ وَتَرتَجُّ مِنها لُجَّةٌ وَمَدينَةٌ وَتَصلى نَواحٍ حَرَّها وَجِهاتُ تَمَشَّيتَ في بُردِ الخَليلِ فَخُضتَها سَلاماً وَبُرداً حَولَكَ الغَمَراتُ وَسِرتَ وَمِلءُ الأَرضِ أَدرُعٌ وَدِرعُكَ قَلبٌ خاشِعٌ وَصَلاةُ ضَحوكاً وَأَصنافُ المَنايا عَوابِسٌ وَقوراً وَأَنواعُ الحُتوفِ طُغاةُ يَحوطُكَ إِن خانَ الحُماةَ اِنتِباهُهُم مَلائِكُ مِن عِندِ الإِلَهِ حُماةُ تُشيرُ بِوَجهٍ أَحمَدِيٍّ مُنَوِّرٍ عُيونُ البَرايا فيهِ مُنحَسِراتُ يُحَيِّ الرَعايا وَالقَضاءُ مُهَلِّلٌ يُحَييهِ وَالأَقدارُ مُعتَذِراتُ نَجاتُكَ نُعمى لِلإِلَهِ سَنِيَّةٌ لَها فيكَ شُكرٌ واجِبٌ وَزَكاةُ فَصَيِّر أَميرَ المُؤمِنينَ ثَناءَها مَآثِرَ تُحيِ الأَرضَ وَهيَ مَواتُ إِذا لَم يَفُتنا مِن وُجودِكَ فائِتٌ فَلَيسَ لِآمالِ النُفوسِ فَواتُ بَلَوناكَ يَقظانَ الصَوارِمِ وَالقَنا إِذا ضَيَّعَ الصيدَ المُلوكَ سُباتُ سَهِرتَ وَلَذَّ النَومُ وَهوَ مَنِيَّةٌ رَعايا تَوَلّاها الهَوى وَرُعاةُ فَلَولاكَ مُلكُ المُسلِمينَ مُضَيَّعٌ وَلَولاكَ شَملُ المُسلِمينَ شَتاتُ لَقَد ذَهَبَت راياتُهُم غَيرَ رايَةٍ لَها النَصرُ وَسمٌ وَالفُتوحُ شِياتُ تَظَلُّ عَلى الأَيّامِ غَرّاءَ حُرَّةً مُحَجَّلَةً في ظِلِّها الغَزَواتُ حَنيفِيَّةٌ قَد عَزَّها وَأَعَزَّها ثَلاثونَ مَلكاً فاتِحونَ غُزاةُ حَماها وَأَسماها عَلى الدَهرِ مِنهُمُ مُلوكٌ عَلى أَملاكِهِ سَرَواتُ غَمائِمُ في مَحلِ السِنينِ هَواطِلٌ مَصابيحُ في لَيلِ الشُكوكِ هُداةُ تَهادَت سَلاماً في ذَراكَ مَطيفَةً لَها رَغَباتُ الخَلقِ وَالرَهَباتُ تَموتُ سِباعُ الجَوِّ غَرثى حِيالَها وَتَحيا نُفوسُ الخَلقِ وَالمُهَجاتِ سَنَنتَ اِعتِدالَ الدَهرِ في أَمرِ أَهلِهِ فَباتَ رَضِيّاً في دَراكَ وَباتوا فَأَنتَ غَمامٌ وَالزَمانُ خَميلَةٌ وَأَنتَ سِنانٌ وَالزَمانُ قَناةُ وَأَنتَ مِلاكُ السِلمِ إِن مادَ رُكنُهُ وَأَشفَقَ قُوّامٌ عَلَيهِ ثُقاتُ أَكانَ لِهَذا الأَمرِ غَيرُكَ صالِحٌ وَقَد هَوَّنَتهُ عِندَكَ السَنَواتُ وَمَن يَسُسِ الدُنيا ثَلاثينَ حِجَّةً تُعِنهُ عَلَيها حِكمَةٌ وَأَناةُ مَلَكتَ أَميرَ المُؤمِنينَ اِبنَ هانِئٍ بِفَضلٍ لَهُ الأَلبابُ مُمتَلَكاتُ وَمازِلتُ حَسّانَ المَقامِ وَلَم تَزَل تَليني وَتَسري مِنكَ لي النَفَحاتُ زَهِدتُ الَّذي في راحَتَيكَ وَشاقَني جَوائِزُ عِندَ اللَهِ مُبتَغَياتُ وَمَن كانَ مِثلي أَحمَدَ الوَقتِ لَم تَجُز عَلَيهِ وَلَو مِن مِثلِكَ الصَدَقاتُ وَلي دُرَرُ الأَخلاقِ في المَدحِ وَالهَوى وَلِلمُتَنَبّي دُرَّةٌ وَحَصاةُ نَجَت أُمَّةٌ لَمّا نَجَوتَ وَدورِكَت بِلادٌ وَطالَت لِلسَريرِ حَياةُ وَصينَ جَلالُ المُلكِ وَاِمتَدَّ عِزُّهُ وَدامَ عَلَيهِ الحُسنُ وَالحَسَناتُ وَأُمِّنَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها يَتامى عَلى أَقواتِهِم وَعُفاةُ سَلامِيَ عَن هَذا المَقامِ مُقَصِّرٌ عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ وَالبَرَكاتُ إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ في عَرَفاتِ وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِراً وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَماتِ عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ تَزُفُّ تَحايا اللَهِ وَالبَرَكاتِ إِذا حُدِيَت عيسُ المُلوكِ فَإِنَّهُم لِعيسِكَ في البَيداءِ خَيرُ حُداةِ لَدى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ رَسائِلُ رَحمانِيَّةُ النَفَحاتِ وَفي الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ بِكَعبَةِ قُصّادٍ وَرُكنِ عُفاةِ وَما سَكَبَ الميزابُ ماءً وَإِنَّما أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَماتِ وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيكَ أَعيُناً مِنَ الكَوثَرِ المَعسولِ مُنفَجِراتِ وَيَرمونَ إِبليسَ الرَجيمَ فَيَصطَلي وَشانيكَ نيراناً مِنَ الجَمَراتِ يُحَيّيكَ طَهَ في مَضاجِعِ طُهرِهِ وَيَعلَمُ ما عالَجتَ مِن عَقَباتِ وَيُثني عَلَيكَ الراشِدونَ بِصالِحٍ وَرُبَّ ثَناءٍ مِن لِسانِ رُفاتِ لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُم لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصاتِ أَرى الناسَ أَصنافاً وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ إِلَيكَ اِنتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ عَنَت لَكَ في التُربِ المُقَدَّسِ جَبهَةٌ يَدينُ لَها العاتي مِنَ الجَبَهاتِ مُنَوِّرَةٌ كَالبَدرِ شَمّاءُ كَالسُها وَتُخفَضُ في حَقٍّ وَعِندَ صَلاةِ وَيا رَبِّ لَو سَخَّرتَ ناقَةَ صالِحٍ لِعَبدِكَ ما كانَت مِنَ السَلِساتِ وَيا رَبِّ هَل سَيّارَةٌ أَو مَطارَةٌ فَيَدنو بَعيدُ البيدِ وَالفَلَواتِ وَيا رَبِّ هَل تُغني عَنِ العَبدِ حَجَّةٌ وَفي العُمرِ ما فيهِ مِنَ الهَفَواتِ وَتَشهَدُ ما آذَيتُ نَفساً وَلَم أَضِر وَلَم أَبغِ في جَهري وَلا خَطَراتي وَلا غَلَبَتني شِقوَةٌ أَو سَعادَةٌ عَلى حِكمَةٍ آتَيتَني وَأَناةِ وَلا جالَ إِلّا الخَيرُ بَينَ سَرائِري لَدى سُدَّةٍ خَيرِيَّةِ الرَغَباتِ وَلا بِتُّ إِلّا كَاِبنِ مَريَمَ مُشفِقاً عَلى حُسَّدي مُستَغفِراً لِعِداتي وَلا حُمِّلَت نَفسٌ هَوىً لِبِلادِها كَنَفسِيَ في فِعلي وَفي نَفَثاتي وَإِنّي وَلا مَنٌّ عَلَيكَ بِطاعَةٍ أُجِلُّ وَأُغلي في الفُروضِ زَكاتي أُبلَغُ فيها وَهيَ عَدلٌ وَرَحمَةٌ وَيَترُكُها النُسّاكُ في الخَلَواتِ وَأَنتَ وَلِيُّ العَفوِ فَاِمحُ بِناصِعٍ مِنَ الصَفحِ ما سَوَّدتُ مِن صَفَحاتي وَمَن تَضحَكِ الدُنيا إِلَيهِ فَيَغتَرِر يَمُت كَقَتيلِ الغيدِ بِالبَسَماتِ وَرَكِبَ كَإِقبالِ الزَمانِ مُحَجَّلٍ كَريمِ الحَواشي كابِرِ الخُطُواتِ يَسيرُ بِأَرضٍ أَخرَجَت خَيرَ أُمَّةٍ وَتَحتَ سَماءِ الوَحيِ وَالسُوَراتِ يُفيضُ عَلَيها اليُمنَ في غَدَواتِهِ وَيُضفي عَلَيها الأَمنَ في الرَوَحاتِ إِذا زُرتَ يا مَولايَ قَبرَ مُحَمَّدٍ وَقَبَّلتَ مَثوى الأَعظَمِ العَطِراتِ وَفاضَت مَعَ الدَمعِ العُيونُ مَهابَةً لِأَحمَدَ بَينَ السِترِ وَالحُجُراتِ وَأَشرَقَ نورٌ تَحتَ كُلِّ ثَنِيَّةٍ وَضاعَ أَريجٌ تَحتَ كُلِّ حَصاةِ لِمُظهِرِ دينِ اللَهِ فَوقَ تَنوفَةٍ وَباني صُروحِ المَجدِ فَوقَ فَلاةِ فَقُل لِرَسولِ اللَهِ يا خَيرَ مُرسَلٍ أَبُثُّكَ ما تَدري مِنَ الحَسَراتِ شُعوبُكَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها كَأَصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ بِأَيمانِهِم نورانِ ذِكرٌ وَسُنَّةٌ فَما بالُهُم في حالِكِ الظُلُماتِ وَذَلِكَ ماضي مَجدِهِم وَفَخارِهِم فَما ضَرَّهُم لَو يَعمَلونَ لِآتي وَهَذا زَمانٌ أَرضُهُ وَسَماؤُهُ مَجالٌ لِمِقدامٍ كَبيرِ حَياةِ مَشى فيهِ قَومٌ في السَماءِ وَأَنشَئوا بَوارِجَ في الأَبراجِ مُمتَنِعاتِ فَقُل رَبِّ وَفِّق لِلعَظائِمِ أُمَّتي وَزَيِّن لَها الأَفعالَ وَالعَزَماتِ قُم حَيِّ هَذي النَيِّراتِ حَيِّ الحِسانَ الخَيِّراتِ وَاِخفِض جَبينَكَ هَيبَةً لِلخُرَّدِ المُتَخَفِّراتِ زَينِ المَقاصِرِ وَالحِجا لِ وَزَينِ مِحرابِ الصَلاةِ هَذا مَقامُ الأُمَّها تِ فَهَل قَدَرتَ الأُمَّهاتِ لا تَلغُ فيهِ وَلا تَقُل غَيرَ الفَواصِلِ مُحكَماتِ وَإِذا خَطَبتَ فَلا تَكُن خَطباً عَلى مِصرَ الفَتاةِ اُذكُر لَها اليابانَ لا أُمَمَ الهَوى المُتَهَتِّكاتِ ماذا لَقيتَ مِنَ الحَضا رَةِ يا أُخَيَّ التُرَّهاتِ لَم تَلقَ غَيرَ الرِقِّ مِن عُسرٍ عَلى الشَرقِيِّ عاتِ خُذ بِالكِتابِ وَبِالحَدي ثِ وَسيرَةِ السَلَفِ الثِقاةِ وَاِرجِع إِلى سِنِّ الخَلي قَةِ وَاِتَّبِع نُظمَ الحَياةِ هَذا رَسولُ اللَهِ لَم يُنقِص حُقوقَ المُؤمِناتِ العِلمُ كانَ شَريعَةً لِنِسائِهِ المُتَفَقِّهاتِ رُضنَ التِجارَةَ وَالسِيا سَةَ وَالشُؤونَ الأُخرَياتِ وَلَقَد عَلَت بِبَناتِهِ لُجَجُ العُلومِ الزاخِراتِ كانَت سُكَينَةُ تَملَأُ الدُن يا وَتَهزَأُ بِالرُواةِ رَوَتِ الحَديثُ وَفَسَّرَت آيَ الكِتابِ البَيِّناتِ وَحَضارَةُ الإِسلامِ تَن طِقُ عَن مَكانِ المُسلِماتِ بَغدادُ دارُ العالِما تِ وَمَنزِلُ المُتَأَدِّباتِ وَدِمَشقُ تَحتَ أُمَيَّةٍ أُمُّ الجَواري النابِغاتِ وَرِياضُ أَندَلُسٍ نَمَي نَ الهاتِفاتِ الشاعِراتِ أُدعُ الرِجالَ لِيَنظُروا كَيفَ اِتِّحادُ الغانِياتِ وَالنَفعَ كَيفَ أَخَذنَ في أَسبابِهِ مُتَعاوِناتِ لَمّا رَأَينَ نَدى الرِجا لِ تَفاخُراً أَو حَبَّ ذاتِ وَرَأَينَ عِندَهُمُ الصَنا ئِعَ وَالفُنونَ مُضَيَّعاتِ وَالبِرَّ عِندَ الأَغنِيا ءِ مِنَ الشُؤونِ المُهمَلاتِ أَقبَلنَ يَبنينَ المَنا ئِرَ لِلنَجاحِ مُوَفَّقاتِ لِلصالِحاتِ عَقائِلِ ال وادي هَوىً في الصالِحاتِ اللَهُ أَنبَتَهُنَّ في طاعاتِهِ خَيرَ النَباتِ فَأَتَينَ أَطيَبَ ما أَتى زَهَرُ المَناقِبِ وَالصِفاتِ لَم يَكفِ أَن أَحسَنَّ حَت تى زِدنَ حَضَّ المُحصَناتِ يَمشينَ في سوقِ الثَوا بِ مُساوِماتٍ رابِحاتِ يَلبَسنَ ذُلَّ السائِلا تِ وَما ذَكَرنَ البائِساتِ فَوُجوهُهُنَّ وَماؤُها سِترٌ عَلى المُتَجَمِّلاتِ مِصرٌ تُجَدِّدُ مَجدَها بِنِسائِها المُتَجَدِّداتِ النافِراتُ مِنَ الجُمو دِ كَأَنَّهُ شَبَحُ المَماتِ هَل بَينَهُنَّ جَوامِداً فَرقٌ وَبَينَ المومِياتِ لَمّا حَضَنَّ لَنا القَضِي يَةَ كُنَّ خَيرَ الحاضِناتِ غَذَّينَها في مَهدِها بِلِبانِهِنَّ الطاهِراتِ وَسَبَقنَ فيها المُعلَمي نَ إِلى الكَريهَةِ مُعلَماتِ يَنفُثنَ في الفِتيانِ مِن روحِ الشَجاعَةِ وَالثَباتِ يَهوَينَ تَقبيلَ المُهَن نَدِ أَو مُعانَقَةَ القَناةِ وَيَرَينَ حَتّى في الكَرى قُبَلَ الرِجالِ مُحَرَّماتِ عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ وَبَكَت عَلَيكَ مَمالِكٌ وَنَواحِ الهِندُ والِهَةٌ وَمِصرُ حَزينَةٌ تَبكي عَلَيكِ بِمَدمَعٍ سَحّاحِ وَالشامُ تَسأَلُ وَالعِراقُ وَفارِسٌ أَمَحا مِنَ الأَرضِ الخِلافَةَ ماحِ وَأَتَت لَكَ الجُمَعُ الجَلائِلُ مَأتَماً فَقَعَدنَ فيهِ مَقاعِدَ الأَنواحِ يا لَلرِجالِ لَحُرَّةٍ مَوؤودَةٍ قُتِلَت بِغَيرِ جَريرَةٍ وَجُناحِ إِنَّ الَّذينَ أَسَت جِراحَكِ حَربُهُم قَتَلَتكِ سَلمُهُمو بِغَيرِ جِراحِ هَتَكوا بِأَيديهِم مُلاءَةَ فَخرِهِم مَوشِيَّةً بِمَواهِبِ الفَتّاحِ نَزَعوا عَنِ الأَعناقِ خَيرَ قِلادَةٍ وَنَضَوا عَنِ الأَعطافِ خَيرَ وِشاحِ حَسَبٌ أَتى طولُ اللَيالي دونَهُ قَد طاحَ بَينَ عَشِيَّةٍ وَصَباحِ وَعَلاقَةٌ فُصِمَت عُرى أَسبابِها كانَت أَبَرَّ عَلائِقِ الأَرواحِ جَمَعَت عَلى البِرِّ الحُضورَ وَرُبَّما جَمَعَت عَلَيهِ سَرائِرَ النُزّاحِ نَظَمَت صُفوفَ المُسلِمينَ وَخَطوَهُم في كُلِّ غَدوَةِ جُمعَةٍ وَرَواحِ بَكَتِ الصَلاةُ وَتِلكَ فِتنَةُ عابِثٍ بِالشَرعِ عِربيدِ القَضاءِ وَقاحِ أَفتى خُزَعبِلَةً وَقالَ ضَلالَةً وَأَتى بِكُفرٍ في البِلادِ بَواحِ إِنَّ الَّذينَ جَرى عَلَيهِم فِقهُهُ خُلِقوا لِفِقهِ كَتيبَةٍ وَسِلاحِ إِن حَدَّثوا نَطَقوا بِخُرسِ كَتائِبٍ أَو خوطِبوا سَمِعوا بِصُمِّ رِماحِ أَستَغفِرُ الأَخلاقَ لَستُ بِجاحِدٍ مَن كُنتُ أَدفَعُ دونَهُ وَأُلاحي مالي أُطَوِّقُهُ المَلامَ وَطالَما قَلَّدتُهُ المَأثورَ مِن أَمداحي هُوَ رُكنُ مَملَكَةٍ وَحائِطُ دَولَةٍ وَقَريعُ شَهباءٍ وَكَبشُ نِطاحِ أَأَقولُ مَن أَحيا الجَماعَةَ مُلحِدٌ وَأَقولُ مَن رَدَّ الحُقوقَ إِباحي الحَقُّ أَولى مِن وَلِيِّكَ حُرمَةً وَأَحَقُّ مِنكَ بِنُصرَةٍ وَكِفاحِ فَاِمدَح عَلى الحَقِّ الرِجالَ وَلُمهُموا أَو خَلِّ عَنكَ مَواقِفَ النُصّاحِ وَمِنَ الرِجالِ إِذا اِنبَرَيتَ لِهَدمِهِم هَرَمٌ غَليظُ مَناكِبِ الصُفّاحِ فَإِذا قَذَفتَ الحَقَّ في أَجلادِهِ تَرَكَ الصِراعَ مُضَعضَعَ الأَلواحِ أَدّوا إِلى الغازي النَصيحَةَ يَنتَصِح إِنَّ الجَوادَ يَثوبُ بَعدَ جِماحِ إِنَّ الغُرورَ سَقى الرَئيسَ بِراحِهِ كَيفَ اِحتِيالُكَ في صَريعِ الراحِ نَقَلَ الشَرائِعَ وَالعَقائِدَ وَالقُرى وَالناسَ نَقلَ كَتائِبٍ في الساحِ تَرَكَتهُ كَالشَبَحِ المُؤَلَّهِ أُمَّةٌ لَم تَسلُ بَعدُ عِبادَةَ الأَشباحِ هُم أَطلَقوا يَدَهُ كَقَيصَرَ فيهُمو حَتّى تَناوَلَ كُلَّ غَيرِ مُباحِ غَرَّتهُ طاعاتُ الجُموعِ وَدَولَةٌ وَجَدَ السَوادُ لَها هَوى المُرتاحِ وَإِذا أَخَذتَ المَجدَ مِن أُمِّيَّةٍ لَم تُعطَ غَيرَ سَرابِهِ اللَمّاحِ مَن قائِلٌ لِلمُسلِمينَ مَقالَةً لَم يوحِها غَيرَ النَصيحَةِ واحِ عَهدُ الخِلافَةِ فِيَّ أَوَّلُ ذائِدٍ عَن حَوضِها بِبَراعَةٍ نَضّاحِ حُبٌّ لِذاتِ اللَهِ كانَ وَلَم يَزَل وَهَوىً لِذاتِ الحَقِّ وَالإِصلاحِ إِنّي أَنا المِصباحُ لَستُ بِضائِعٍ حَتّى أَكونَ فَراشَةَ المِصباحِ غَزَواتُ أَدهَمَ كُلِّلَت بَذَوابِلٍ وَفُتوحُ أَنوَرَ فُصِّلَت بِصِفاحِ وَلَّت سُيوفُهُما وَبانَ قَناهُما وَشَبا يَراعي غَيرُ ذاتِ بَراحِ لا تَبذُلوا بُرَدَ النَبِيِّ لِعاجِزٍ عُزُلٍ يُدافِعُ دونَهُ بِالراحِ بِالأَمسِ أَوهى المُسلِمينَ جِراحَةً وَاليَومَ مَدَّ لَهُم يَدَ الجَرّاحِ فَلتَسمَعُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ داعِياً يَدعو إِلى الكَذّابِ أَو لِسَجاحِ وَلتَشهَدُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ فِتنَةً فيها يُباعُ الدينُ بَيعَ سَماحِ يُفتى عَلى ذَهَبِ المُعِزِّ وَسَيفِهِ وَهَوى النُفوسِ وَحِقدِها المِلحاحِ بِأَبي وَروحي الناعِماتِ الغيدا الباسِماتِ عَنِ اليَتيمِ نَضيدَ الرانِياتِ بِكُلِّ أَحوَرَ فاتِرٍ يَذُرُ الخَلِيَّ مِنَ القُلوبِ عَميدا الراوِياتِ مِنَ السُلافِ مَحاجِراً الناهِلاتِ سَوالِفاً وَخُدودا اللاعِباتِ عَلى النَسيمِ غَدائِراً الراتِعاتِ مَعَ النَسيمِ قُدودا أَقبَلنَ في ذَهَبِ الأَصيلِ وَوَشيِهِ مِلءَ الغَلائِلِ لُؤلُؤاً وَفَريدا يَحدِجنَ بِالحَدقِ الحَواسِدِ دُميَةً كَظِباءِ وَجرَةَ مُقلَتَينِ وَجيدا حَوَتِ الجَمالَ فَلَو ذَهَبتَ تَزيدُها في الوَهمِ حُسناً ما اِستَطَعتَ مَزيدا لَو مَرَّ بِالوِلدانِ طَيفُ جَمالِها في الخُلدِ خَرّوا رُكَّعاً وَسُجودا أَشهى مِنَ العودِ المُرَنَّمِ مَنطِقاً وَأَلَذُّ مِن أَوتارِهِ تَغريدا لَو كُنتَ مُطلِقَ السُجَناءِ لَم تُطلِق لِساحِرِ طَرفِها مَصفودا ما قَصَّرَ الرُؤَساءُ عَنهُ سَعى لَهُ سَعدٌ فَكانَ مُوَفَّقاً وَرَشيدا يا مِصرُ أَشبالُ العَرينِ تَرَعرَعَت وَمَشَت إِلَيكِ مِنَ السُجونِ أُسودا قاضى السِياسَةِ نالَهُم بِعِقابِهِ خَشِنَ الحُكومَةِ في الشَبابِ عَتيدا أَتَتِ الحَوادِثُ دون عَقدِ قَضائِهِ فَاِنهارَ بَيِّنَةً وَدُكَّ شَهيدا تَقضي السِياسَةُ غَيرَ مالِكَةٍ لِما حَكَمَت بِهِ نَقضاً وَلا تَوكيدا قالوا أَتَنظُمُ لِلشَبابِ تَحِيَّةً تَبقى عَلى جيدِ الزَمانِ قَصيدا قُلتُ الشَبابُ أَتَمُّ عِقدَ مَآثِرٍ مِن أَن أَزيدَهُمو الثَناءَ عُقودا قَبِلَت جُهودَهُمُ البِلادُ وَقَبَّلَت تاجاً عَلى هاماتِهِم مَعقودا خَرَجوا فَما مَدّوا حَناجِرَهُم وَلا مَنّوا عَلى أَوطانِهِم مَجهودا خَفِيَ الأَساسُ عَنِ العُيونِ تَواضُعاً مِن بَعدِ ما رَفَعَ البِناءَ مَشيدا ما كانَ أَفطَنَهُم لِكُلُّ خَديعَةٍ وَلِكُلِّ شَرٍّ بِالبِلادِ أُريدا لَمّا بَنى اللَهُ القَضِيَّةَ مِنهُمُ قامَت عَلى الحَقِّ المُبينِ عَمودا جادوا بِأَيّامِ الشَبابِ وَأَوشَكوا يَتَجاوَزونَ إِلى الحَياةِ الجودا طَلَبوا الجَلاءَ عَلى الجِهادِ مَثوبَةً لَم يَطلُبوا أَجرَ الجِهادِ زَهيدا وَاللَهِ ما دونَ الجَلاءِ وَيَومِهِ يَومٌ تُسَمّيهِ الكِنانَةُ عيدا وَجَدَ السَجينُ يَداً تُحَطِّمُ قَيدَهُ مَن ذا يُحَطِّمُ لِلبِلادِ قُيودا رَبِحَت مِنَ التَصريحِ أَنَّ قُيودَها قَد صِرنَ مِن ذَهَبٍ وَكُنَّ حَديدا أَوَ ما تَرونَ عَلى المَنابِعِ عُدَّةً لا تَنجَلي وَعَلى الضِفافِ عَديدا يا فِتيَةَ النيلِ السَعيدِ خُذوا المَدى وَاِستَأنِفوا نَفَسَ الجِهادِ مَديدا وَتَنَكَّبوا العُدوانَ وَاِجتَنِبوا الأَذى وَقِفوا بِمِصرَ المَوقِفَ المَحمودا الأَرضُ أَليَقُ مَنزِلاً بِجَماعَةٍ يَبغونَ أَسبابَ السَماءِ قُعودا أَنتُم غَداً أَهلُ الأُمورِ وَإِنَّما كُنّا عَلَيكُم في الأُمورِ وُفودا فَاِبنوا عَلى أُسُسِ الزَمانِ وَروحِهِ رُكنَ الحَضارَةِ باذِخاً وَشَديدا الهَدمُ أَجمَلُ مِن بِنايَةِ مُصلِحٍ يَبني عَلى الأُسُسِ العِتاقِ جَديدا وَجهُ الكِنانَةِ لَيسَ يُغضِبُ رَبَّكُم أَن تَجعَلوهُ كَوَجهِهِ مَعبودا وَلّوا إِلَيهِ في الدُروسِ وُجوهَكُم وَإِذا فَرَغتُمُ وَاِعبُدوهُ هُجودا إِنَّ الَّذي قَسَمَ البِلادَ حَباكُمُ بَلَداً كَأَوطانِ النُجومِ مَجيدا قَد كانَ وَالدُنيا لُحودٌ كُلُّها لِلعَبقَرِيَّةِ وَالفُنونِ مُهودا مَجدُ الأُمورِ زَوالُهُ في زَلَّةٍ لا تَرجُ لِاِسمِكَ بِالأُمورِ خُلودا الفَردُ بِالشورى وَبِاِسمِ نَدِيِّها لُفِظَ الخَليفَةُ في الظَلامِ شَريدا خَلَعَتهُ دونَ المُسلِمينَ عِصابَةٌ لَم يَجعَلوا لِلمُسلِمينَ وُجودا يَقضونَ ذَلِكَ عَن سَوادٍ غافِلٍ خُلِقَ السَوادُ مُضَلَّلاً وَمَسودا جَعَلوا مَشيئَتَهُ الغَبِيَّةَ سُلَّماً نَحوَ الأُمورِ لِمَن أَرادَ صُعودا إِنّي نَظَرتُ إِلى الشُعوبِ فَلَم أَجِد كَالجَهلِ داءً لِلشُعوبِ مُبيدا الجَهلُ لا يَلِدُ الحَياةَ مَواتُهُ إِلّا كَما تَلِدُ الرِمامُ الدودا لَم يَخلُ مِن صُوَرِ الحَياةِ وَإِنَّما أَخطاهُ عُنصُرُها فَماتَ وَليدا وَإِذا سَبى الفَردُ المُسَلَّطُ مَجلِساً أَلفَيتَ أَحرارَ الرِجالِ عَبيدا وَرَأَيتَ في صَدرِ النَدِيِّ مُنَوَّماً في عُصبَةٍ يَتَحَرَّكونَ رُقودا الحَقُّ سَهمٌ لا تَرِشهُ بِباطِلٍ ما كانَ سَهمُ المُبطِلينَ سَديدا وَاِلعَب بِغَيرِ سِلاحِهِ فَلَرُبَّما قَتَلَ الرِجالَ سِلاحُهُ مَردودا قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ هَل مِن بُناتِكَ مَجلِسٌ أَو نادِ نَشكو وَنَفزَعُ فيهِ بَينَ عُيونِهِم إِنَّ الأُبُوَّةَ مَفزِعُ الأَولادِ وَنَبُثُّهُم عَبَثَ الهَوى بِتُراثِهِم مِن كُلِّ مُلقٍ لِلهَوى بِقِيادِ وَنُبينُ كَيفَ تَفَرَّقَ الإِخوانُ في وَقتِ البَلاءِ تَفَرُّقَ الأَضدادِ إِنَّ المَغالِطَ في الحَقيقَةِ نَفسَهُ باغٍ عَلى النَفسِ الضَعيفَةِ عادِ قُل لِلأَعاجيبِ الثَلاثِ مَقالَةً مِن هاتِفٍ بِمَكانِهِنَّ وَشادِ لِلَّهِ أَنتِ فَما رَأَيتُ عَلى الصَفا هَذا الجَلالَ وَلا عَلى الأَوتادِ لَكِ كَالمَعابِدِ رَوعَةٌ قُدسِيَّةٌ وَعَلَيكِ روحانِيَّةُ العُبّادِ أُسِّستِ مِن أَحلامِهِم بِقَواعِدٍ وَرُفِعتِ مِن أَخلاقِهِم بِعِمادِ تِلكَ الرِمالُ بِجانِبَيكِ بَقِيَّةٌ مِن نِعمَةٍ وَسَماحَةٍ وَرَمادِ إِن نَحنُ أَكرَمنا النَزيلَ حِيالَها فَالضَيفُ عِندَكِ مَوضِعُ الإِرفادِ هَذا الأَمينُ بِحائِطَيكِ مُطَوِّفاً مُتَقَدِّمَ الحُجّاجِ وَالوُفّادِ إِن يَعدُهُ مِنكِ الخُلودُ فَشَعرُهُ باقٍ وَلَيسَ بَيانُهُ لِنَفادِ إيهِ أَمينُ لَمَستَ كُلَّ مُحَجَّبٍ في الحُسنِ مِن أَثَرِ العُقولِ وَبادي قُم قَبِّلِ الأَحجارَ وَالأَيدي الَّتي أَخَذَت لَها عَهداً مِنَ الآبادِ وَخُذِ النُبوغَ عَنِ الكِنانَةِ إِنَّها مَهدُ الشُموسِ وَمَسقَطُ الآرادِ أُمُّ القِرى إِن لَم تَكُن أُمَّ القُرى وَمَثابَةُ الأَعيانِ وَالأَفرادِ مازالَ يَغشى الشَرقَ مِن لَمَحاتِها في كُلِّ مُظلِمَةٍ شُعاعٌ هادي رَفَعوا لَكَ الرَيحانَ كَاِسمِكَ طَيِّباً إِنَّ العَمارَ تَحِيَّةُ الأَمجادِ وَتَخَيَّروا لِلمِهرَجانِ مَكانَهُ وَجَعَلتُ مَوضِعَ الاِحتِفاءِ فُؤادي سَلَفَ الزَمانُ عَلى المَوَدَّةِ بَينَنا سَنَواتُ صَحوٍ بَل سَناتُ رُقادِ وَإِذا جَمَعتَ الطَيِّباتِ رَدَدتَها لِعَتيقِ خَمرٍ أَو قَديمِ وِدادِ يا نَجمَ سورِيّا وَلَستَ بِأَوَّلٍ ماذا نَمَت مِن نَيِّرٍ وَقّادِ أُطلُع عَلى يَمَنٍ بِيُمنِكَ في غَدٍ وَتَجَلَّ بَعدَ غَدٍ عَلى بَغدادِ وَأَجِل خَيالَكَ في طُلولِ مَمالِكٍ مِمّا تَجوبُ وَفي رُسومِ بِلادِ وَسَلِ القُبورَ وَلا أَقولُ سَلِ القُرى هَل مِن رَبيعَةَ حاضِرٌ أَو بادي سَتَرى الدِيارَ مِنِ اِختِلافِ أُمورِها نَطَقَ البَعيرُ بِها وَعَيَّ الحادي قَضَّيتَ أَيّامَ الشَبابِ بِعالَمٍ لَبِسَ السِنينَ قَشيبَةَ الأَبرادِ وَلَدَ البَدائِعَ وَالرَوائِعَ كُلَّها وَعَدَتهُ أَن يَلِدَ البَيانَ عُوادي لَم يَختَرِع شَيطانَ حَسّانٍ وَلَم تُخرِج مَصانِعُهُ لِسانَ زِيادِ اللَهُ كَرَّمَ بِالبَيانِ عِصابَةً في العالَمينَ عَزيزَةَ الميلادِ هوميرُ أَحدَثُ مِن قُرونٍ بَعدَهُ شِعراً وَإِن لَم تَخلُ مِن آحادِ وَالشِعرُ في حَيثُ النُفوسِ تَلَذُّهُ لا في الجَديدِ وَلا القَديمِ العادي حَقُّ العَشيرَةِ في نُبوغِكَ أَوَّلٌ فَاِنظُر لَعَلَّكَ بِالعَشيرَةِ بادي لَم يَكفِهِم شَطرُ النُبوغِ فَزُدهُمُ إِن كُنتَ بِالشَطرَينِ غَيرَ جَوادِ أَو دَع لِسانَكَ وَاللُغاتِ فَرُبَّما غَنّى الأَصيلُ بِمَنطِقِ الأَجدادِ إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِناً جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ يا ناشِرَ العِلمِ بِهَذي البِلاد وُفِّقتَ نَشرُ العِلمِ مِثلُ الجِهاد بانِيَ صَرحِ المَجدِ أَنتَ الَّذي تَبني بُيوتَ العِلمِ في كُلِّ ناد بِالعِلمِ سادَ الناسُ في عَصرِهِم وَاِختَرَقوا السَبعَ الطِباقَ الشِداد أَيَطلُبُ المَجدَ وَيَبغي العُلا قَومٌ لِسوقِ العِلمِ فيهِم كَساد نَقّادُ أَعمالِكَ مُغلٍ لَها إِذا غَلا الدُرُّ غَلا الاِنتِقاد ما أَصعَبَ الفِعلَ لِمَن رامَهُ وَأَسهَلَ القَولَ عَلى مَن أَراد سَمعاً لِشَكوايَ فَإِن لَم تَجِد مِنكَ قُبولاً فَالشَكاوى تُعاد عَدلاً عَلى ما كانَ مِن فَضلِكُم فَالفَضلُ إِن وُزِّع بِالعَدلِ زاد أَسمَعُ أَحياناً وَحيناً أَرى مَدرَسَةً في كُلِّ حَيٍّ تُشاد قَدَّمتَ قَبلي مُدُناً أَو قُرى كُنتُ أَنا السَيفَ وَكُنَّ النِجاد أَنا الَّتي كُنتُ سَريراً لِمَن سادَ كَإِدوَردَ زَماناً وَشاد قَد وَحَّدَ الخالِقَ في هَيكَلٍ مِن قَبلِ سُقراطَ وَمِن قَبلِ عاد وَهَذَّبَ الهِندُ دِياناتِهِم بِكُلِّ خافٍ مِن رُموزي وَباد وَمِن تَلاميذي موسى الَّذي أوحِيَ مِن بَعدُ إِلَيهِ فَهاد وَأُرضِعَ الحِكمَةَ عيسى الهُدى أَيّامَ تُربي مَهدُهُ وَالوِساد مَدرَسَتي كانَت حِياضَ النُهى قَرارَةَ العِرفانِ دارَ الرَشاد مَشايِخُ اليونانِ يَأتونَها يُلقونَ في العِلمِ إِلَيها القِياد كُنّا نُسَمّيهِم بِصِبيانِهِ وَصِبيَتي بِالشَيبِ أَهلُ السَداد ذَلِكَ أَمسي ما بِهِ ريبَةٌ وَيَومِيَ القُبَّةُ ذاتُ العِماد أَصبَحتُ كَالفِردَوسِ في ظِلِّها مِن مِصرَ لِلخَنكا لِظِلّي اِمتِداد لَولا جُلّى زَيتونِيَ النَضرِ ما أَقسَمَ بِالزَيتونِ رَبُّ العِباد الواحَةُ الزَهراءُ ذاتُ الغِنى تُربي الَّتي ما مِثلِها في البِلاد تُريكَ بِالصُبحِ وَجُنحِ الدُجى بُدورَ حُسنٍ وَشُموسَ اِتِّقاد بَنِيَّ يا سَعدُ كَزُغبِ القَطا لا نَقَّصَ اللَهُ لَهُم مِن عِداد إِن فاتَكَ النَسلُ فَأَكرِم بِهِم وَرُبَّ نَسلٍ بِالنَدى يُستَفاد أَخشى عَلَيهِم مِن أَذىً رائِحٍ يَجمَعُهُم في الفَجرِ وَالعَصرِ غاد صَفيرُهُ يَسلُبُني راحَتي وَيَمنَعُ الجَفنَ لَذيذَ الرُقاد يَعقوبُ مِن ذِئبٍ بَكى مُشفِقاً فَكَيفَ أَنيابُ الحَديدِ الحِداد فَاِنظُر رَعاكَ اللَهُ في حاجِهِم فَنَظرَةٌ مِنكَ تُنيلُ المُراد قَد بَسَطوا الكَفَّ عَلى أَنَّهُم في كَرَمِ الراحِ كَصَوبِ العِهاد إِن طُلِبَ القِسطُ فَما مِنهُمُ إِلّا جَوادٌ عَن أَبيهِ الجَواد سَل يَلدِزاً ذاتَ القُصورِ هَل جاءَها نَبَأُ البُدور لَو تَستَطيعُ إِجابَةً لَبَكَتكَ بِالدَمعِ الغَزير أَخنى عَلَيها ما أَنا خَ عَلى الخَوَرنَقِ وَالسَدير وَدَها الجَزيرَةَ بَعدَ إِس ماعيلَ وَالمَلِكِ الكَبير ذَهَبَ الجَميعُ فَلا القُصو رُ تُرى وَلا أَهلُ القُصور فَلَكٌ يَدورُ سُعودُهُ وَنُحوسُهُ بِيَدِ المُدير أَينَ الأَوانِسُ في ذُرا ها مِن مَلائِكَةٍ وَحور المُترَعاتُ مِنَ النَعي مِ الراوِياتُ مِنَ السُرور العاثِراتُ مِنَ الدَلا لِ الناهِضاتُ مِنَ الغُرور الآمِراتُ عَلى الوُلا ةِ الناهِياتُ عَلى الصُدور الناعِماتُ الطَيِّبا تُ العَرفِ أَمثالُ الزُهور الذاهِلاتُ عَنِ الزَما نِ بِنَشوَةِ العَيشِ النَضير المُشرِفاتُ وَما اِنتَقَل نَ عَلى المَمالِكِ وَالبُحور مِن كُلِّ بَلقيسٍ عَلى كُرسِيِّ عِزَّتِها الوَثير أَمضى نُفوذاً مِن زُبَي دَةَ في الإِمارَةِ وَالأَمير بَينَ الرَفارِفِ وَالمَشا رِفِ وَالزَخارِفِ وَالحَرير وَالرَوضُ في حَجمِ الدُنا وَالبَحرِ في حَجمِ الغَدير وَالدُرِّ مُؤتَلِقِ السَنا وَالمِسكِ فَيّاحِ العَبير في مَسكَنٍ فَوقَ السِما كِ وَفَوقَ غاراتِ المُغير بَينَ المَعاقِلِ وَالقَنا وَالخَيلِ وَالجَمِّ الغَفير سَمَّوهُ يَلدِزَ وَالأُفو لُ نِهايَةُ النَجمِ المُغير دارَت عَلَيهِنَّ الدَوا ئِرُ في المَخادِعِ وَالخُدور أَمسَينَ في رِقِّ العَبي لِ وَبِتنَ في أَسرِ العَشير ما يَنتَهينَ مِنَ الصَلا ةِ ضَراعَةً وَمِنَ النُذور يَطلُبنَ نُصرَةَ رَبِّهِنَّ وَرَبُّهُنَّ بِلا نَصير صَبَغَ السَوادُ حَبيرَهُنَّ وَكانَ مِن يَقَقِ الحُبور أَنا إِن عَجِزتُ فَإِنَّ في بُردَيَّ أَشعَرَ مِن جَرير خَطبُ الإِمامِ عَلى النَظي مِ يَعُزُّ شَرحاً وَالنَشير عِظَةُ المُلوكِ وَعِبرَةُ ال أَيّامِ في الزَمَنِ الأَخير شَيخُ المُلوكِ وَإِن تَضَع ضَعَ في الفُؤادِ وَفي الضَمير تَستَغفِرُ المَولى لَهُ وَاللَهُ يَعفو عَن كَثير وَنَراهُ عِندَ مُصابِهِ أَولى بِباكٍ أَو عَذير وَنَصونُهُ وَنُجِلُّهُ بَينَ الشَماتَةِ وَالنَكير عَبدَ الحَميدِ حِسابُ مِث لِكَ في يَدِ المَلِكِ الغَفور سُدتَ الثَلاثينَ الطِوا لَ وَلَسنَ بِالحُكمِ القَصير تَنهى وَتَأمُرُ ما بَدا لَكَ في الكَبيرِ وَفي الصَغير لا تَستَشيرُ وَفي الحِمى عَدَدُ الكَواكِبِ مِن مُشير كَم سَبَّحوا لَكَ في الرَوا حِ وَأَلَّهوكَ لَدى البُكور وَرَأَيتَهُم لَكَ سُجَّداً كَسُجودِ موسى في الحُضور خَفَضوا الرُؤوسَ وَوَتَّروا بِالذُلِّ أَقواسَ الظُهور ماذا دَهاكَ مِنَ الأُمو رِ وَكُنتَ داهِيَةَ الأُمور ما كُنتَ إِن حَدَثَت وَجَلَّت بِالجُزوعِ وَلا العَثور أَينَ الرَوِيَّةُ وَالأَنا ةُ وَحِكمَةُ الشَيخِ الخَبير إِنَّ القَضاءَ إِذا رَمى دَكَّ القَواعِدِ مِن ثَبير دَخَلوا السَريرَ عَلَيكَ يَح تَكِمونَ في رَبِّ السَرير أَعظِم بِهِم مِن آسِري نَ وَبِالخَليفَةِ مِن أَسير أَسَدٌ هَصورٌ أَنشَبَ ال أَظفارَ في أَسَدٍ هَصور قالوا اِعتَزِل قُلتَ اِعتَزَل تُ وَالحُكمُ لِلَّهِ القَدير صَبَروا لِدَولَتِكَ السِني نَ وَما صَبَرتَ سِوى شُهور أوذيتَ مِن دُستورِهِم وَحَنَنتَ لِلحُكمِ العَسير وَغَضِبتَ كَالمَنصورِ أَو هارونَ في خالي العُصور ضَنّوا بِضائِعِ حَقِّهِم وَضَنَنتَ بِالدُنيا الغَرور هَلّا اِحتَفَظتَ بِهِ اِحتِفا ظَ مُرَحِّبٍ فَرِحٍ قَرير هُوَ حِليَةُ المَلِكِ الرَشي دِ وَعِصمَةُ المَلِكِ الغَرير وَبِهِ يُبارِكُ في المَما لِكِ وَالمُلوكِ عَلى الدُهور يا أَيُّها الجَيشُ الَّذي لا بِالدَعِيِّ وَلا الفَخور يَخفي فَإِن ريعَ الحِمى لَفَتَ البَرِيَّةَ بِالظُهور كَاللَيثِ يُسرِفُ في الفِعا لِ وَلَيسَ يُسرِفُ في الزَئير الخاطِبُ العَلياءِ بِال أَرواحِ غالِيَةِ المُهور عِندَ المُهَيمِنِ ما جَرى في الحَقِّ مِن دَمِكَ الطَهور يَتلو الزَمانُ صَحيفَةً غَرّا مُذَهَّبَةَ السُطور في مَدحِ أَنوَرِكَ الجَري ءِ وَفي نِيازيكَ الجَسور يا شَوكَتَ الإِسلامِ بَل يا فاتِحَ البَلَدِ العَسير وَاِبنَ الأَكارِمِ مِن بَني عُمَرَ الكَريمِ عَلى البَشير القابِضينَ عَلى الصَلي لِ كَجَدِّهِم وَعَلى الصَرير هَل كانَ جَدُّكَ في رِدا ئِكَ يَومَ زَحفِكَ وَالكُرور فَقَنَصَت صَيّادَ الأُسو دِ وَصِدتَ قَنّاصَ النُسور وَأَخَذتَ يَلدِزَ عَنوَةً وَمَلَكتَ عَنقاءَ الثُغور المُؤمِنونَ بِمِصرَ يُه دونَ السَلامَ إِلى الأَمير وَيُبايِعونَكَ يا مُحَم مَدُ في الضَمائِرِ وَالصُدور قَد أَمَّلوا لِهِلالِهِم حَظَّ الأَهِلَّةِ في المَسير فَاِبلُغ بِهِ أَوجَ الكَما لِ بِقُوَّةِ اللَهِ النَصير أَنتَ الكَبيرُ يُقَلِّدو نَكَ سَيفَ عُثمانَ الكَبير شَيخُ الغُزاةِ الفاتِحي نَ حُسامُهُ شَيخُ الذُكور يَمضي وَيُغمِدُ بِالهُدى فَكَأَنَّهُ سَيفُ النَذير بُشرى الإِمامُ مُحَمَّدٌ بِخِلافَةِ اللَهِ القَدير بُشرى الخِلافَةِ بِالإِما مِ العادِلِ النَزِهِ الجَدير الباعِثِ الدُستورَ في ال إِسلامِ مِن حُفَرِ القُبور أَودى مُعاوِيَةٌ بِهِ وَبَعَثتَهُ قَبلَ النُشور فَعَلى الخِلافَةِ مِنكُما نورٌ تَلَألَأَ فَوقَ نور ناشِئٌ في الوَردِ مِن أَيّامِهِ حَسبُهُ اللَهُ أَبِالوَردِ عَثَر سَدَّدَ السَهمَ إِلى صَدرِ الصِبا وَرَماهُ في حَواشيهِ الغُرَر بِيَدٍ لا تَعرِفُ الشَرَّ وَلا صَلَحَت إِلّا لِتَلهو بِالأُكَر بُسِطَت لِلسُمِّ وَالحَبلِ وَما بُسِطَت لِلكَأسِ يَوماً وَالوَتَر غَفَرَ اللَهُ لَهُ ما ضَرَّهُ لَو قَضى مِن لَذَّةِ العَيشِ الوَطَر لَم يُمَتَّع مِن صِبا أَيّامِهِ وَلَياليهِ أَصيلٌ وَسَحَر يَتَمَنّى الشَيخُ مِنهُ ساعَةً بِحِجابِ السَمعِ أَو نورِ البَصَر لَيسَ في الجَنَّةِ ما يُشبِهُهُ خِفَّةً في الظِلِّ أَو طيبَ قِصَر فَصِبا الخُلدِ كَثيرٌ دائِمٌ وَصِبا الدُنيا عَزيزٌ مُختَصَر كُلُّ يَومٍ خَبَرٌ عَن حَدَثٍ سَئِمَ العَيشَ وَمَن يَسأَم يَذَر عافَ بِالدُنيا بِناءً بَعدَ ما خَطَبَ الدُنيا وَأَهدى وَمَهَر حَلَّ يَومَ العُرسِ مِنها نَفسَهُ رَحِمَ اللَهُ العَروسُ المُختَضَر ضاقَ بِالعيشَةِ ذَرعاً فَهَوى عَن شَفا اليَأسِ وَبِئسَ المُنحَدَر راحِلاً في مِثلِ أَعمارِ المُنى ذاهِباً في مِثلِ آجالِ الزَهَر هارِباً مِن ساحَةِ العَيشِ وَما شارَفَ الغَمرَةَ مِنها وَالغُدُر لا أَرى الأَيّامَ إِلّا مَعرَكاً وَأَرى الصِنديدَ فيهِ مَن صَبَر رُبَّ واهي الجَأشِ فيهِ قَصَفٌ ماتَ بِالجُبنِ وَأَودى بِالحَذَر لامَهُ الناسُ وَما أَظلَمَهُم وَقَليلٌ مَن تَغاضى أَو عَذَر وَلَقَد أَبلاكَ عُذراً حَسَناً مُرتَدي الأَكفانِ مُلقىً في الحُفَر قالَ ناسٌ صَرعَةٌ مِن قَدَرٍ وَقَديماً ظَلَمَ الناسُ القَدَر وَيَقولُ الطِبُّ بَل مِن جَنَّةٍ وَرَأَيتُ العَقلَ في الناسِ نَدَر وَيَقولونَ جَفاءٌ راعَهُ مِن أَبٍ أَغلَظَ قَلباً مِن حَجَر وَاِمتِحانٌ صَعَّبَتهُ وَطأَةٌ شَدَّها في العِلمِ أُستاذٌ نَكِر لا أَرى إِلّا نِظاماً فاسِداً فَكَّكَ الغَلمَ وَأَودى بِالأُسَر مِن ضَحاياهُ وَما أَكثَرَها ذَلِكَ الكارِهُ في غَضِّ العُمُر ما رَأى في العَيشِ شَيئاً سَرَّهُ وَأَخَفُّ العَيشِ ما ساءَ وَسَر نَزَلَ العَيشَ فَلَم يَنزِل سِوى شُعبَةِ الهَمِّ وَبَيداءِ الفِكَر وَنَهارٍ لَيسَ فيهِ غِبطَةٌ وَلَيالٍ لَيسَ فيهِنَّ سَمَر وَدُروسٍ لَم يُذَلِّل قَطفَها عالِمٌ إِن نَطَقَ الدَرسَ سَحَر وَلَقَد تُنهِكُهُ نَهكَ الضَنى ضَرَّةٌ مَنظَرُها سُقمٌ وَضُر وَيُلاقي نَصَباً مِمّا اِنطَوى في بَني العَلّاتِ مِن ضِغنٍ وَشَر إِخوَةٌ ما جَمَعَتهُم رَحِمٌ بَعضُهُم يَمشونَ لِلبَعضِ الخَمَر لَم يُرَفرِف مَلَكُ الحُبِّ عَلى أَبَوَيهِم أَو يُبارِك في الثَمَر خَلَقَ اللَهُ مِنَ الحُبِّ الوَرى وَبَنى المُلكَ عَلَيهِ وَعَمَر نَشَأَ الخَيرِ رُوَيداً قَتلُكُم في الصِبا النَفسَ ضَلالٌ وَخُسُر لَو عَصَيتُمُ كاذِبِ اليَأسِ فَما في صِباها يَنحَرُ النَفَسَ الضَجَر تُضمِرُ اليَأسَ مِنَ الدُنيا وَما عِندَها عَن حادِثِ الدُنيا خَبَر فيمَ تَجنونَ عَلى آبائِكُم أَلَمَ الثُكلِ شَديداً في الكِبَر وَتَعُقّونَ بِلاداً لَم تَزَل بَينَ إِشفاقٍ عَلَيكُم وَحَذَر فَمُصابُ المُلكِ في شُبّانِهِ كَمُصابِ الأَرضِ في الزَرعِ النَضِر لَيسَ يَدري أَحَدٌ مِنكُم بِما كانَ يُعطى لَو تَأَنّى وَاِنتَظَر رُبَّ طِفلٍ بَرَّحَ البُؤسُ بِهِ مُطِرَ الخَيرَ فَتِيّاً وَمَطَر وَصَبِيٍّ أَزرَتِ الدُنيا بِهِ شَبَّ بَينَ العِزِّ فيها وَالخَطَر وَرَفيعٍ لَم يُسَوِّدهُ أَبٌ مَن أَبو الشَمسِ وَمَن جَدُّ القَمَر فَلَكٌ جارٍ وَدُنيا لَم يَدُم عِندَها السَعدُ وَلا النَحسُ اِستَمَر رَوِّحوا القَلبَ بِلَذّاتِ الصِبا فَكَفى الشَيبُ مَجالاً لِلكَدَر عالِجوا الحِكمَةَ وَاِستَشفوا بِها وَاِنشُدوا ما ضَلَّ مِنها في السِيَر وَاِقرَأوا آدابَ مَن قَبلِكُم رُبَّما عَلَّمَ حَيّاً مَن غَبَر وَاِغنَموا ما سَخَّرَ اللَهُ لَكُم مِن جَمالٍ في المَعاني وَالصُوَر وَاِطلُبوا العِلمَ لِذاتِ العِلمِ لا لِشَهاداتٍ وَآرابٍ أُخَر كَم غُلامٍ خامِلٍ في دَرسِهِ صارَ بَحرَ العِلمِ أُستاذَ العُصُر وَمُجِدٍّ فيهِ أَمسى خامِلاً لَيسَ فيمَن غابَ أَو فيمَن حَضَر قاتِلُ النَفسِ لَو كانَت لَهُ أَسخَطَ اللَهَ وَلَم يُرضِ البَشَر ساحَةُ العَيشِ إِلى اللَهِ الَّذي جَعَلَ الوِردَ بِإِذنٍ وَالصَدَر لا تَموتُ النَفسُ إِلّا بِاِسمِهِ قامَ بِالمَوتِ عَلَيها وَقَهَر إِنَّما يَسمَحُ بِالروحِ الفَتى ساعَةَ الرَوعِ إِذا الجَمعُ اِشتَجَر فَهُناكَ الأَجرُ وَالفَخرُ مَعاً مَن يَعِش يُحمَد وَمَن ماتَ أُجِر ظَلَمَ الرِجالُ نِساءَهُم وَتَعَسَّفوا هَل لِلنِساءِ بِمِصرَ مِن أَنصارِ يا مَعشَرَ الكُتّابِ أَينَ بَلاؤُكُم أَينَ البَيانُ وَصائِبُ الأَفكارِ أَيَهُمُّكُم عَبَثٌ وَلَيسَ يَهُمُّكُم بُنيانُ أَخلاقٍ بِغَيرِ جِدارِ عِندي عَلى ضَيمِ الحَرائِرِ بَينَكُم نَبَأٌ يُثيرُ ضَمائِرَ الأَحرارِ مِمّا رَأَيتُ وَما عَلِمتُ مُسافِراً وَالعِلمُ بَعضُ فَوائِدِ الأَسفارِ فيهِ مَجالٌ لِلكَلامِ وَمَذهَبٌ لِيَراعِ باحِثَةٍ وَسِتِّ الدارِ كَثُرَت عَلى دارِ السَعادَةِ زُمرَةٌ مِن مِصرَ أَهلُ مَزارِعٍ وَيَسارِ يَتَزَوَّجونَ عَلى نِساءٍ تَحتَهُم لا صاحِباتِ بُغىً وَلا بِشَرارِ شاطَرنَهُم نِعَمَ الصِبا وَسَقَينَهُم دَهراً بِكَأسٍ لِلسُرورِ عُقارُ الوالِداتُ بَنيهُمُ وَبَناتِهِم الحائِطاتُ العِرضَ كَالأَسوارِ الصابِراتُ لِضَرَّةٍ وَمَضَرَّةٍ المُحيِياتُ اللَيلَ بِالأَذكارِ مِن كُلِّ ذي سَبعينَ يَكتُمُ شَيبَهُ وَالشَيبُ في فَودَيهِ ضَوءُ نَهارِ يَأبى لَهُ في الشَيبِ غَيرَ سَفاهَةٍ قَلبٌ صَغيرُ الهَمِّ وَالأَوطارِ ما حَلَّهُ عَطفٌ وَلا رِفقٌ وَلا بِرٌّ بِأَهلٍ أَو هَوىً لِدِيارِ كَم ناهِدٍ في اللّاعِباتِ صَغيرَةٍ أَلهَتهُ عَن حَفَدٍ بِمِصرَ صِغارِ مَهما غَدا أَو راحَ في جَولاتِهِ دَفَعَتهُ خاطِبَةٌ إِلى سِمسارِ شُغِلَ المَشايِخُ بِالمَتابِ وَشُغلُهُ بِتَبَدُّلِ الأَزواجِ وَالأَصهارِ في كُلِّ عامٍ هَمُّهُ في طَفلَةٍ كَالشَمسِ إِن خُطِبَت فَلِلأَقمارِ يَرشو عَلَيها الوالِدينَ ثَلاثَةً لَم أَدرِ أَيُّهُمُ الغَليظُ الضاري المالُ حَلَّلَ كُلَّ غَيرِ مُحَلَّلِ حَتّى زَواجَ الشيبِ بِالأَبكارِ سَحَرَ القُلوبَ فَرُبَّ أُمٍّ قَلبُها مِن سِحرِهِ حَجَرٌ مِنَ الأَحجارِ دَفَعَت بُنَيَّتَها لِأَشأَمَ مَضجَعٍ وَرَمَت بِها في غُربَةٍ وَإِسارِ وَتَعَلَّلَت بِالشَرعِ قُلتُ كَذِبتِهِ ما كانَ شَرعُ اللَهِ بِالجَزّارِ ما زُوِّجَت تِلكَ الفَتاةُ وَإِنَّما بيعَ الصِبا وَالحُسنُ بِالدينارِ بَعضُ الزَواجِ مُذَمَّمٌ ما بِالزِنا وَالرِقِّ إِن قيسا بِهِ مِن عارِ فَتَّشتُ لَم أَرَ في الزَواجِ كَفاءَةً كَكَفاءَةِ الأَزواجِ في الأَعمارِ أَسَفي عَلى تِلكَ المَحاسِنِ كُلَّما نُقِلَت مِنَ البالي إِلى الدَوّارِ إِنَّ الحِجابَ عَلى فُروقٍ جَنَّةٌ وَحِجابُ مِصرَ وَريفِها مِن نارِ وَعَلى وُجوهٍ كَالأَهِلَّةِ رُوِّعَت بَعدَ السُفورِ بِبُرقُعٍ وَخِمارِ وَعَلى الذَوائِبِ وَهيَ مِسكٌ خولِطَت عِندَ العِناقِ بِمِثلِ ذَوبِ القارِ وَعَلى الشِفاهِ المُحيِياتِ أَماتَها ريحُ الشُيوخِ تَهُبُّ في الأَسحارِ وَعَلى المَجالِسِ فَوقَ كُلِّ خَميلَةٍ بَينَ الجِبالِ وَشاطِئٍ مِحبارِ تَدنو الزَوارِقُ مِنهُ تُنزِلُ جُؤذَراً بِقِلادَةٍ أَو شادِناً بِسِوارِ يَرفُلنَ في أُزُرِ الحَريرِ تَنَوَّعَت أَلوانُهُ كَالزَهرِ في آذارِ الطاهِراتُ اللَحظِ أَمثالَ المَها الناطِقاتُ الجَرسِ كَالأَوتارِ الدَهرُ فَرَّقَ شَملَهُنَّ فَمُر بِهِ يا رَبِّ تَجمَعُهُ يَدُ المِقدارِ أَبا الهَولِ طالَ عَلَيكَ العُصُر وَبُلِّغتَ في الأَرضِ أَقصى العُمُر فَيالِدَةَ الدَهرِ لا الدَهرُ شَبَّ وَلا أَنتَ جاوَزتَ حَدَّ الصِغَر إِلامَ رُكوبُكَ مَتنَ الرِمالِ لِطَيِّ الأَصيلِ وَجَوبِ السَحَر تُسافِرُ مُنتَقِلاً في القُرونِ فَأَيّانَ تُلقي غُبارَ السَفَر أَبَينَكَ عَهدٌ وَبَينَ الجِبالِ تَزولانِ في المَوعِدِ المُنتَظَر أَبا الهَولِ ماذا وَراءَ البَقاءِ إِذا ما تَطاوَلَ غَيرُ الضَجَر عَجِبتُ لِلُقمانَ في حِرصِهِ عَلى لُبَدٍ وَالنُسورِ الأُخَر وَشَكوى لَبيدٍ لِطولِ الحَياةِ وَلَو لَم تَطُل لَتَشَكّى القِصَر وَلَو وُجِدَت فيكَ يا بنَ الصَفاةِ لَحَقتَ بِصانِعِكَ المُقتَدِر فَإِنَّ الحَياةَ تَفُلُّ الحَديدَ إِذا لَبِسَتهُ وَتُبلى الحَجَر أَبا الهَولِ ما أَنتَ في المُعضِلاتِ لَقَد ضَلَّتِ السُبلَ فيكَ الفِكَر تَحَيَّرَتِ البَدوُ ماذا تَكونُ وَضَلَّت بِوادي الظُنونِ الحَضَر فَكُنتَ لَهُم صورَةَ العُنفُوانُ وَكُنتَ مِثالَ الحِجى وَالبَصَر وَسِرُّكَ في حُجبِهِ كُلَّما أَطَلَّت عَلَيهِ الظُنونُ اِستَتَر وَما راعَهُم غَيرُ رَأسِ الرِجالِ عَلى هَيكَلٍ مِن ذَواتِ الظُفُر وَلَو صُوِّروا مِن نَواحي الطِباعِ تَوالَوا عَلَيكَ سِباغَ الصُوَر فَيا رُبَّ وَجهٍ كَصافي النَميرِ تَشابَهَ حامِلُهُ وَالنَمِر أَبا الهَولِ وَيحَكَ لا يُستَقَلُّ مَعَ الدَهرِ شَيءٌ وَلا يُحتَقَر تَهَزَّأتَ دَهراً بِديكِ الصَباحِ فَنَقَّرَ عَينَيكَ فيما نَقَر أَسالَ البَياضَ وَسَلَّ السَوادَ وَأَوغَلَ مِنقارُهُ في الحُفَر فَعُدتَ كَأَنَّكَ ذو المَحبِسَينِ قَطيعَ القِيامِ سَليبَ البَصَر كَأَنَّ الرِمالَ عَلى جانِبَيكَ وَبَينَ يَدَيكَ ذُنوبُ البَشَر كَأَنَّكَ فيها لِواءُ الفَضاءِ عَلى الأَرضِ أَو دَيدَبانُ القَدَر كَأَنَّكَ صاحِبُ رَملٍ يَرى خَبايا الغُيوبِ خِلالَ السَطَر أَبا الهَولِ أَنتَ نَديمُ الزَمانِ نَجِيُّ الأَوانِ سَميرُ العُصُر بَسَطتَ ذِراعَيكَ مِن آدَمٍ وَوَلَّيتَ وَجهَكَ شَطرَ الزُمَر تُطِلُّ عَلى عالَمٍ يَستَهِلُّ وَتوفي عَلى عالَمٍ يُحتَضَر فَعَينٌ إِلى مَن بَدا لِلوُجودِ وَأُخرى مُشَيِّعَةٌ مِن غَبَر فَحَدِّث فَقَد يُهتَدى بِالحَديثِ وَخَبِّر فَقَد يُؤتَسى بِالخَبَر أَلَم تَبلُ فِرعَونَ في عِزِّهِ إِلى الشَمسِ مُعتَزِياً وَالقَمَر ظَليلَ الحَضارَةِ في الأَوَّلينَ رَفيعَ البِناءِ جَليلَ الأَثَر يُؤَسِّسُ في الأَرضِ لِلغابِرينَ وَيَغرِسُ لِلآخَرينَ الثَمَر وَراعَكَ ما راعَ مِن خَيلِ قَمبي زَ تَرمي سَنابِكَها بِالشَرَر جَوارِفُ بِالنارِ تَغزو البِلادَ وَآوِنَةً بِالقَنا المُشتَجِر وَأَبصَرتَ إِسكَندَراً في المَلا قَشيبَ العُلا في الشَبابِ النَضِر تَبَلَّجَ في مِصرَ إِكليلُهُ فَلَم يَعدُ في المُلكِ عُمرَ الزَهَر وَشاهَدتَ قَيصَرَ كَيفَ اِستَبَدَّ وَكَيفَ أَذَلَّ بِمِصرَ القَصَر وَكَيفَ تَجَبَّرَ أَعوانُهُ وَساقوا الخَلائِقَ سَوقَ الحُمُر وَكَيفَ اِبتُلوا بِقَليلِ العَديدِ مِنَ الفاتِحينَ كَريمِ النَفَر رَمى تاجَ قَيصَرَ رَميَ الزُجاجِ وَفَلَّ الجُموعَ وَثَلَّ السُرَر فَدَع كُلَّ طاغِيَةٍ لِلزَمانِ فَإِنَّ الزَمانَ يُقيمُ الصَعَر رَأَيتَ الدِياناتِ في نَظمِها وَحينَ وَهى سِلكُها وَاِنتَثَر تُشادُ البُيوتُ لَها كَالبُروجِ إِذا أَخَذَ الطَرفُ فيها اِنحَسَر تَلاقى أَساساً وَشُمَّ الجِبالِ كَما تَتَلاقى أُصولُ الشَجَر وَإيزيسُ خَلفَ مَقاصيرِها تَخَطّى المُلوكُ إِلَيها السُتُر تُضيءُ عَلى صَفَحاتِ السَماءِ وَتُشرِقُ في الأَرضِ مِنها الحُجَر وَآبيسُ في نيرِهِ العالِمونَ وَبَعضُ العَقائِدِ نيرٌ عَسِر تُساسُ بِهِ مُعضِلاتُ الأُمورِ وَيُرجى النَعيمُ وَتُخشى سَقَر وَلا يَشعُرِ القَومُ إِلّا بِهِ وَلَو أَخَذَتهُ المُدى ما شَعَر يَقِلُّ أَبو المِسكِ عَبداً لَهُ وَإِن صاغَ أَحمَدُ فيهِ الدُرَر وَآنَستَ موسى وَتابوتَهُ وَنورَ العَصا وَالوَصايا الغُرَر وَعيسى يَلُمُّ رِداءَ الحَياءِ وَمَريَمُ تَجمَعُ ذَيلَ الخَفَر وَعَمرو يَسوقُ بِمِصرَ الصِحابَ وَيُزجي الكِتابَ وَيَحدو السُوَر فَكَيفَ رَأَيتَ الهُدى وَالضَلالَ وَدُنيا المُلوكِ وَأُخرى عُمَر وَنَبذَ المُقَوقِسِ عَهدَ الفُجورِ وَأَخذَ المُقَوقِسِ عَهدَ الفَجِر وَتَبديلَهُ ظُلُماتِ الضَلالِ بِصُبحِ الهِدايَةِ لَمّا سَفَر وَتَأليفَهُ القِبطَ وَالمُسلِمين كَما أُلِّفَت بِالوَلاءِ الأُسَر أَبا الهَولِ لَو لَم تَكُن آيَةً لَكانَ وَفاؤُكَ إِحدى العِبَر أَطَلتَ عَلى الهَرَمَينِ الوُقوفَ كَثاكِلَةٍ لا تَريمُ الحُفَر تُرَجّي لِبانيهِما عَودَةً وَكَيفَ يَعودُ الرَميمُ النَخِر تَجوسُ بِعَينٍ خِلالَ الدِيارِ وَتَرمي بِأُخرى فَضاءَ النَهَر تَرومُ بِمَنفيسَ بيضَ الظُبا وَسُمرَ القَنا وَالخَميسَ الدُثَر وَمَهدَ العُلومِ الخَطيرَ الجَلالِ وَعَهدِ الفُنونِ الجَليلَ الخَطَر فَلا تَستَبينُ سِوى قَريَةٍ أَجَدَّ مَحاسِنَها ما اِندَثَر تَكادُ لِإِغراقِها في الجُمودِ إِذا الأَرضُ دارَت بِها لَم تَدُر فَهَل مَن يُبَلِّغُ عَنّا الأُصولَ بِأَنَّ الفُروعَ اِقتَدَت بِالسِيَر وَأَنّا خَطَبنا حِسانَ العُلا وَسُقنا لَها الغالِيَ المُدَّخَر وَأَنّا رَكِبنا غِمارَ الأُمورِ وَأَنّا نَزَلنا إِلى المُؤتَمَر بِكُلِّ مُبينٍ شَديدِ اللِدادِ وَكُلِّ أَريبٍ بَعيدِ النَظَر تُطالِبُ بِالحَقِّ في أُمَّةٍ جَرى دَمُها دونَهُ وَاِنتَشَر وَلَم تَفتَخِر بِأَساطيلِها وَلَكِن بِدُستورِها تَفتَخِر فَلَم يَبقَ غَيرُكَ مَن لَم يَحِف وَلَم يَبقَ غَيرُكَ مَن لَم يَطِر تَحَرَّك أَبا الهَولِ هَذا الزَمانُ تَحَرَّكَ ما فيهِ حَتّى الحَجَر نَجِيَّ أَبي الهَولِ آنَ الأَوانُ وَدانَ الزَمانُ وَلانَ القَدَر خَبَأتُ لِقَومِكَ ما يَستَقونَ وَلا يَخبَأُ العَذبَ مِثلُ الحَجَر فَعِندي المُلوكُ بِأَعيانِها وَعِندَ التَوابيتِ مِنها الأَثَر مَحا ظُلمَةَ اليَأسِ صُبحُ الرَجاءِ وَهَذا هُوَ الفَلَقُ المُنتَظَر اليَومُ نَسودُ بِوادينا وَنُعيدُ مَحاسِنَ ماضينا وَيُشيدُ العِزُّ بَأَيدينا وَطَنٌ نَفديهِ وَيَفدينا وَطَنٌ بِالحَقِّ نُؤَيِّدُهُ وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ وَنُحَسِّنُهُ وَنُزَيِّنُهُ بِمَآثِرِنا وَمَساعينا سِرُّ التاريخِ وَعُنصُرُهُ وَسَريرُ الدَهرِ وَمِنبَرُهُ وَجِنانُ الخُلدِ وَكَوثَرُهُ وَكَفى الآباءُ رَياحينا نَتَّخِذُ الشَمسَ لَهُ تاجاً وَضُحاها عَرشاً وَهّاجا وَسَماءَ السُؤدَدِ أَبراجاً وَكَذلِكَ كانَ أَوالينا العَصرُ يَراكُم وَالأُمَمُ وَالكَرنَكُ يَلحَظُ وَالهَرَمُ أَبني الأَوطانَ أَلا هِمَمُ كَبِناءِ الأَوَّلِ يَبنينا سَعياً أَبَداً سَعياً سَعياً لِأَثيلِ المَجدِ وَلِلعَليا وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا مَملَكَةٌ مُدَبَّرَه بِاِمرَأَةٍ مُؤَمَّرَه تَحمِلُ في العُمّالِ وَالص صُنّاعِ عِبءَ السَيطَرَه فَاِعجَب لِعُمّالٍ يُوَل لونَ عَلَيهِم قَيصَرَه تَحكُمُهُم راهِبَةً ذَكّارَةٌ مُغَبِّرَه عاقِدَةٌ زُنّارَها عَن ساقِها مُشَمِّرَه تَلَثَّمَت بِالأُرجُوا نِ وَاِرتَدَتهُ مِئزَرَه وَاِرتَفَعَت كَأَنَّها شَرارَةٌ مُطَيَّرَه وَوَقَعَت لَم تَختَلِج كَأَنَّها مُسَمَّرَه مَخلوقَةٌ ضَعيفَةٌ مِن خُلُقٍ مُصَوَّرَه يا ما أَقَلَّ مُلكَها وَما أَجَلَّ خَطَرَه قِف سائِلِ النَحلَ بِهِ بِأَيِّ عَقلٍ دَبَّرَه يُجِبكَ بِالأَخلاقِ وَه يَ كَالعُقولِ جَوهَرَه تُغني قُوى الأَخلاقِ ما تُغني القُوى المُفَكِّرَه وَيَرفَعُ اللَهُ بِها مَن شاءَ حَتّى الحَشَرَه أَلَيسَ في مَملَكَةِ الن نَحلِ لِقَومٍ تَبصِرَه مُلكٌ بَناهُ أَهلُهُ بِهِمَّةٍ وَمَجدَرَه لَوِ اِلتَمَستَ فيهِ بَط طالَ اليَدَينِ لَم تَرَه تُقتَلُ أَو تُنفى الكُسا لى فيهِ غَيرَ مُنذَرَه تَحكُمُ فيهِ قَيصَرَه في قَومِها مُوَقَّرَه مِنَ الرِجالِ وَقُيو دِ حُكمِهِم مُحَرَّرَه لا تورِثُ القَومَ وَلَو كانوا البَنينَ البَرَرَه المُلكُ لِلإِناثِ في الد دُستورِ لا لِلذُكَرَه نَيِّرَةٌ تَنزِلُ عَن هالَتِها لِنَيِّرَه فَهَل تُرى تَخشى الطَما عَ في الرِجالِ وَالشَرَه فَطالَما تَلاعَبوا بِالهَمَجِ المُصَيَّرَه وَعَبَروا غَفلَتَها إِلى الظُهورِ قَنطَرَه وَفي الرِجالِ كَرَمُ الض ضَعفِ وَلُؤمُ المَقدِرَه وَفِتنَةُ الرَأيِ وَما وَراءَها مِن أَثَرَه أُنثى وَلَكِن في جَنا حَيها لَباةٌ مُخدِرَه ذائِدَةٌ عَن حَوضِها طارِدَةٌ مَن كَدَّرَه تَقَلَّدَت إِبرَتَها وَاِدَّرَعَت بِالحَبَرَه كَأَنَّها تُركِيَّةٌ قَد رابَطَت بِأَنقَرَه كَأَنَّها جاندَركُ في كَتيبَةٍ مُعَسكِرَه تَلقى المُغيرَ بِالجُنو دِ الخُشُنِ المُنَمِّرَه السابِغينَ شِكَّةً البالِغينَ جَسَرَه قَد نَثَرَتهُم جُعبَةٌ وَنَفَضَتهُم مِئبَرَه مَن يَبنِ مُلكاً أَو يَذُد فَبِالقَنا المُجَرَّرَه إِنَّ الأُمورَ هِمَّةٌ لَيسَ الأُمورُ ثَرثَرَه ما المُلكُ إِلّا في ذُرى ال أَلوِيَةِ المُنَشَّرَه عَرينُهُ مُذ كانَ لا يَحميهِ إِلّا قَسوَرَه رَبُّ النُيوبِ الزُرقِ وَال مَخالِبِ المُذَكَّرَه مالِكَةٌ عامِلَةٌ مُصلِحَةٌ مُعَمِّرَه المالُ في أَتباعِها لا تَستَبينُ أَثَرَه لا يَعرِفونَ بَينَهُم أَصلاً لَهُ مِن ثَمَرَه لَو عَرَفوهُ عَرَفوا مِنَ البَلاءِ أَكثَرَه وَاِتَّخَذوا نَقابَةً لِأَمرِهِم مُسَيَّرَه سُبحانَ مَن نَزَّهَ عَن هُ مُلكُهُم وَطَهَّرَه وَساسَهُ بِحُرَّةٍ عامِلَةٍ مُسَخَّرَه صاعِدَةٍ في مَعمَلٍ مِن مَعمَلٍ مُنحَدِرَه وارِدَةٍ دَسكَرَةً صادِرَةٍ عَن دَسكَرَه باكِرَةٍ تَستَنهِضُ ال عَصائِبَ المُبَكِّرَه السامِعينَ الطائِعي نَ المُحسِنينَ المَهَرَه مِن كُلِّ مَن خَطَّ البِنا ءَ أَو أَقامَ أَسطُرَه أَو شَدَّ أَصلَ عَقدِهِ أَو سَدَّهُ أَو قَوَّرَه أَو طافَ بِالماءِ عَلى جُدرانِهِ المُجَدَّرَه وَتَذهَبُ النَحلُ خِفا فاً وَتَجيءُ مُوقَرَه جَوالِبَ الشَمعِ مِنَ ال خَمائِلِ المُنَوَّرَه حَوالِبُ الماذِيِّ مِن زَهرِ الرِياضِ الشَيِّرَه مَشدودَةٌ جُيوبُها عَلى الجَنى مُزَرَّرَه وَكُلُّ خُرطومٍ أَدا ةُ العَسَلِ المُقَطِّرَه وَكُلُّ أَنفٍ قانِئٍ فيهِ مِنَ الشُهدِ بُرَه حَتّى إِذا جاءَت بِهِ جاسَت خِلالَ الأَدوِرَه وَغَيَّبَتهُ كَالسُلا فِ في الدِنانِ المُحضَرَه فَهَل رَأَيتَ النَحلَ عَن أَمانَةٍ مُقَصِّرَه ما اِقتَرَضَت مِن بَقلَةٍ أَوِ اِستَعارَت زَهَرَه أَدَّت إِلى الناسِ بِهِ سُكَّرَةً بِسُكَّرَه جِبريلُ هَلِّل في السَماءِ وَكَبِّرِ وَاِكتُب ثَوابَ المُحسِنينَ وَسَطِّرِ سَل لِلفَقيرِ عَلى تَكَرُّمِهِ الغِنى وَاِطلُب مَزيداً في الرَخاءِ لِموسِرِ وَاِدعُ الَّذي جَعَلَ الهِلالَ شِعارَهُ يَفتَح عَلى أُمَمِ الهِلالِ وَيَنصُرِ وَتَوَلَّ في الهَيجاءِ جُندَ مُحَمَّدٍ وَاِقعُد بِهِم في ذَلِكَ المُستَمطَرِ يا مِهرَجانَ البَرِّ أَنتَ تَحِيَّةٌ لِلَّهِ مِن مَلَإٍ كَريمٍ خَيِّرِ هُم زَيَّنوكَ بِكُلِّ أَزهَرِ في الدُجى وَاللَهُ زانَكَ بِالقَبولِ الأَنوَرِ حَسُنَت وُجوهُكَ في العُيونِ وَأَشرَقَت مِن كُلِّ أَبلَجَ في الأَكارِمِ أَزهَرِ كَثُرَت عَلَيكَ أَكُفُّهُم في صَوبِها فَكَأَنَّها قِطَعُ الغَمامِ المُمطِرِ لَو يَعلَمونَ السوقَ ما حَسَناتُها بيعَ الحَصى في السوقِ بَيعَ الجَوهَرِ جِبريلُ يَعرُضُ وَالمَلائِكُ باعَةٌ أَينَ المُساوِمُ في الثَوابِ المُشتَري وَمُجاهِدينَ هُناكَ عِندَ مُعَسكَرٍ وَمِنَ المَهابَةِ بَينَ أَلفِ مُعَسكَرِ موفينَ لِلأَوطانِ بَينَ حِياضِها لا يَسمَحونَ بِها وَبَينَ الكَوثَرِ عَرَبٌ عَلى دينِ الأُبُوَّةِ في الوَغى لا يَطعَنونَ القِرنَ ما لَم يُنذَرِ أَلِفوا مُصاحَبَةَ السُيوفِ وَعُوِّدوا أَخذَ المَعاقِلِ بِالقَنا المُتَشَجِّرِ يَمشونَ مِن تَحتِ القَذائِفِ نَحوَها لا يَسأَلونَ عَنِ السَعيرِ المُمطِرِ في أَعيُنِ الباري وَفَوقَ يَمينِهِ جَرحى نُجِلُّهُمُ كَجَرحى خَيبَرِ مِن كُلِّ مَيمونِ الضِمادِ كَأَنَّما دَمُ أَهلِ بَدرٍ فيهِ أَو دَمُ حَيدَرِ جَذلانُ هَيِّنَةٌ عَلَيهِ جِراحُهُ وَجِراحُهُ في قَلبِ كُلِّ غَضَنفَرِ ضُمِدَت بِأَهدابِ الجُفونِ وَطالَما ضُمِدَت بِأَعرافِ الجِيادِ الضُمَّرِ عُوّادُهُ يَتَمَسَّحونَ بِرُدنِهِ كَالوَفدِ مَسَّحَ بِالحَطيمِ الأَطهَرِ وَتَكادُ مِن نورِ الإِلَهِ حِيالَهُ تَبيَضُّ أَثناءُ الهِلالِ الأَحمَرِ قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا وَاِجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّماً لِمَساجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا وَاِخشَع مَلِيّاً وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ طَلَعوا بِهِ زُهراً وَماجوا أَبحُرا كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً وَأَعَزَّ سُلطاناً وَأَفخَمَ مَظهَرا زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُم حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا مِن كُلِّ بَحرٍ في الشَريعَةِ زاخِرٍ وَيُريكَهُ الخُلُقُ العَظيمُ غَضَنفَرا لا تَحذُ حَذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا وَلَوِ اِستَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا مَن ماتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ وَإِذا تَقَدَّمَ لِلبِنايَةِ قَصَّرا وَأَتى الحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً وَالعِلمِ نَزراً وَالبَيانِ مُثَرثِرا يا مَعهَداً أَفنى القُرونَ جِدارُهُ وَطَوى اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا وَمَشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ وَأَضاءَ أَبيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا وَأَتى الزَمانُ عَلَيهِ يَحمي سُنَّةً وَيَذودُ عَن نُسُكٍ وَيَمنَعُ مَشعَرا في الفاطِمِيّينَ اِنتَمى يَنبوعُهُ عَذبَ الأُصولِ كَجَدِّهِم مُتَفَجِّرا عَينٌ مِنَ الفُرقانِ فاضَ نَميرُها وَحياً مِنَ الفُصحى جَرى وَتَحَدَّرا ما ضَرَّني أَن لَيسَ أُفقُكَ مَطلَعي وَعَلى كَواكِبِهِ تَعَلَّمتُ السُرى لا وَالَّذي وَكَلَ البَيانَ إِلَيكَ لَم أَكُ دونَ غاياتِ البَيانِ مُقَصِّرا لَمّا جَرى الإِصلاحُ قُمتَ مُهَنِّئاً بِاِسمِ الحَنيفَةِ بِالمَزيدِ مُبَشِّرا نَبَأٌ سَرى فَكَسا المَنارَةَ حَبرَةً وَزَها المُصَلّى وَاِستَخَفَّ المِنبَرا وَسَما بِأَروِقَةِ الهُدى فَأَحَلَّها فَرعَ الثُرَيّا وَهيَ في أَصلِ الثَرى وَمَشى إِلى الحَلَقاتِ فَاِنفَجَرَت لَهُ حَلقاً كَهالاتِ السَماءِ مُنَوِّرا حَتّى ظَنَنّا الشافِعِيَّ وَمالِكاً وَأَبا حَنيفَةِ وَاِبنَ حَنبَلِ حُضَّرا إِنَّ الَّذي جَعَلَ العَتيقَ مَثابَةً جَعَلَ الكِنانِيَّ المُبارَكَ كَوثَرا العِلمُ فيهِ مَناهِلاً وَمَجانِياً يَأتي لَهُ النُزّاعُ يَبغونَ القِرى يا فِتيَةَ المَعمورِ سارَ حَديثُكُم نَدّاً بِأَفواهِ الرِكابِ وَعَنبَرا المَعهَدُ القُدسِيُّ كانَ نَدِيُّهُ قُطباً لِدائِرَةِ البِلادِ وَمِحوَرا وُلِدَت قَضِيَّتُها عَلى مِحرابِهِ وَحَبَت بِهِ طِفلاً وَشَبَّت مُعصِرا وَتَقَدَّمَت تُزجي الصُفوفَ كَأَنَّها جاندَركُ في يَدِها اللِواءُ مُظَفَّرا هُزّوا القُرى مِن كَهفِها وَرَقيمِها أَنتُم لَعَمرُ اللَهِ أَعصابُ القُرى الغافِلُ الأُمِّيُّ يَنطُقُ عِندَكُم كَالبَبَّغاءِ مُرَدِّداً وَمُكَرِّرا يُمسي وَيُصبِحُ في أَوامِرِ دينِهِ وَأُمورِ دُنياهُ بِكُم مُستَبصِرا لَو قُلتُمُ اِختَر لِلنِيابَةِ جاهِلاً أَو لِلخَطابَةِ باقِلاً لَتَخَيَّرا ذُكِرَ الرِجالُ لَهُ فَأَلَّهَ عُصبَةً مِنهُم وَفَسَّقَ آخَرينَ وَكَفَّرا آباؤُكُم قَرَأوا عَلَيهِ وَرَتَّلوا بِالأَمسِ تاريخَ الرِجالِ مُزَوَّرا حَتّى تَلَفَّتَ عَن مَحاجِرِ رَومَةٍ فَرَأى عُرابي في المَواكِبِ قَيصَرا وَدَعا لِمَخلوقٍ وَأَلَّهَ زائِلاً وَاِرتَدَّ في ظُلَمِ العُصورِ القَهقَرى وَتَفَيَّئوا الدُستورَ تَحتَ ظِلالِهِ كَنَفاً أَهَشَّ مِنَ الرِياضِ وَأَنضَرا لا تَجعَلوهُ هَوىً وَخُلقاً بَينَكُم وَمَجَرَّ دُنيا لِلنُفوسِ وَمَتجَرا اليَومَ صَرَّحَتِ الأُمورُ فَأَظهَرَت ما كانَ مِن خُدَعِ السِياسَةِ مُضمَرا قَد كانَ وَجهُ الرَأيِ أَن نَبقى يَداً وَنَرى وَراءَ جُنودِها إِنكِلتِرا فَإِذا أَتَتنا بِالصُفوفِ كَثيرَةً جِئنا بِصَفٍّ واحِدٍ لَن يُكسَرا غَضِبَت فَغَضَّ الطَرفَ كُلُّ مُكابِرٍ يَلقاكَ بِالخَدِّ اللَطيمِ مُصَعَّرا لَم تَلقَ إِصلاحاً يُهابُ وَلَم تَجِد مِن كُتلَةٍ ما كانَ أَعيا مِلنَرا حَظٌّ رَجَونا الخَيرَ مِن إِقبالِهِ عاثَ المُفَرِّقُ فيهِ حَتّى أَدبَرا دارُ النِيابَةِ هَيَّأَت دَرَجاتُها فَليَرقَ في الدَرَجِ الذَوائِبُ وَالذُرا الصارِخونَ إِذا أُسيءَ إِلى الحِمى وَالزائِرونَ إِذا أُغيرَ عَلى الشَرى لا الجاهِلونَ العاجِزونَ وَلا الأُلى يَمشونَ في ذَهَبِ القُيودِ تَبَختُرا تَجَلَّدَ لِلرَحيلِ فَما اِستَطاعا وَداعاً جَنَّةَ الدُنيا وَداعا عَسى الأَيّامُ تَجمَعُني فَإِنّي أَرى العَيشَ اِفتِراقاً وَاِجتِماعا أَلا لَيتَ البِلادَ لَها قُلوبُ كَما لِلناسِ تَنفَطِرُ اِلتِياعا وَلَيتَ لَدى فُروقٍ بَعضَ بَثّي وَما فَعَلَ الفُراقُ غَداةَ راعا أَما وَاللَهِ لَو عَلِمَت مَكاني لَأَنطَقَتِ المَآذِنَ وَالقِلاعا حَوَت رِقَّ القَواضِبِ وَالعَوالي فَلَمّا ضُفتُها حَوَتِ اليَراعا سَأَلتُ القَلبَ عَن تِلكَ اللَيالي أَكُنُّ لَيالِياً أَم كُنَّ ساعا فَقالَ القَلبُ بَل مَرَّت عِجالاً كَدَقّاتي لِذِكراها سِراعا أَدارَ مُحَمَّدٍ وَتُراثُ عيسى لَقَد رَضِياكِ بينَهُما مَشاعا فَهَل نَبَذَ التَعصُّبُ فيكِ قَومٌ يَمُدُّ الجَهلُ بَينَهُمُ النِزاعا أَرى الرَحمَنَ حَصَّنَ مَسجِدَيهِ بِأَطوَلِ حائِطٍ مِنكِ اِمتِناعا فَكُنتِ لِبَيتِهِ المَحجوجِ رُكناً وَكُنتِ لِبَيتِهِ الأَقصى سِطاعا هَواؤُكِ وَالعُيونُ مُفَجَّراتٌ كَفى بِهِما مِنَ الدُنيا مَتاعا وَشَمسُكِ كُلَّما طَلَعَت بِأُفقٍ تَخَطَّرَتِ الحَياةُ بِهِ شُعاعا وَغيدُكِ هُنَّ فَوقَ الأَرضِ حورٌ أَوانِسُ لا نِقابَ وَلا قِناعا حَوالى لُجَّةٍ مِن لازَوَردٍ تَعالى اللَهُ خَلقاً وَاِبتِداعا يَروحُ لُجَينُها الجاري وَيَغدو عَلى الفِردَوسِ آكاماً وَقاعا أَقدِم فَلَيسَ عَلى الإِقدامِ مُمتَنِعُ وَاِصنَع بِهِ المَجدَ فَهوَ البارِعُ الصَنَعُ لِلناسِ في كُلِّ يَومٍ مِن عَجائِبِهِ ما لَم يَكُن لِاِمرِئٍ في خاطِرٍ يَقَعُ هَل كانَ في الوَهمِ أَنَّ الطَيرَ يَخلُفُها عَلى السَماءِ لَطيفُ الصُنعِ مُختَرَعُ وَأَنَّ أَدراجَها في الجَوِّ يَسلُكُها جِنٌّ جُنودُ سُلَيمانٍ لَها تَبَعُ أَعيا العُقابَ مَداهُم في السَماءِ وَما راموا مِنَ القُبَّةِ الكُبرى وَما فَرَعوا قُل لِلشَبابِ بِمِصرَ عَصرُكُم بَطَلٌ بِكُلِّ غايَةِ إِقدامٍ لَهُ وَلَعُ أُسُّ المَمالِكِ فيهِ هِمَّةٌ وَحِجىً لا التُرَّهاتُ لَها أُسٌّ وَلا الخِدَعُ يُعطي الشُعوبَ عَلى مِقدارِ ما نَبَغوا وَلَيسَ يَبخَسُهُم شَيئاً إِذا بَرَعوا ماذا تُعِدّونَ بَعدَ البَرلَمانِ لَهُ إِذا خِيارُكُمُ بِالدَولَةِ اِضطَلَعوا البَرُّ لَيسَ لَكُم في طولِهِ لُجُمٌ وَالبَحرُ لَيسَ لَكُم في عَرضِهِ شُرُعُ هَل تَنهَضونَ عَساكُمُ تَلحَقونَ بِهِ فَلَيسَ يَلحَقُ أَهلَ السَيرِ مُضطَجِعُ لا يُعجَبَنَّكُمُ ساعٍ بِتَفرِقَةٍ إِنَّ المِقَصَّ خَفيفٌ حينَ يَقتَطِعُ قَد أَشهَدوكُم مِنَ الماضي وَما نَبَشَت مِنهُ الضَغائِنُ ما لَم تَشهَدِ الضَبُعُ ما لِلشَبابِ وَلِلماضي تَمُرُّ بِهِم فيهِ عَلى الجِيَفِ الأَحزابُ وَالشِيَعُ إِنَّ الشَبابَ غَدٌ فَليَهدِهِم لِغَدٍ وَلِلمَسالِكِ فيهِ الناصِحُ الوَرِعُ لا يَمنَعَنَّكُمُ بِرُّ الأُبُوَّةِ أَن يَكونَ صُنعُكُمُ غَيرَ الَّذي صَنَعوا لا يُعجِبَنَّكُمُ الجاهُ الَّذي بَلَغوا مِنَ الوِلايَةِ وَالمالُ الَّذي جَمَعوا ما الجاهُ وَالمالُ في الدُنيا وَإِن حَسُنا إِلّا عَوارِيُّ حَظٍّ ثُمَّ تُرتَجَعُ عَلَيكُمُ بِخَيالِ المَجدِ فَأتَلِفوا حِيالَهُ وَعَلى تِمثالِهِ اِجتَمَعوا وَأَجمِلوا الصَبرَ في جِدٍّ وَفي عَمَلٍ فَالصَبرُ يَنفَعُ ما لا يَنفَعُ الجَزَعُ وَإِن نَبَغتُم فَفي عِلمٍ وَفي أَدَبٍ وَفي صِناعاتِ عَصرٍ ناسُهُ صُنُعُ وَكُلُّ بُنيانِ قَومٍ لا يَقومُ عَلى دَعائِمَ العَصرِ مِن رُكنَيهِ مُنصَدِعُ شَريفُ مَكَّةَ حُرٌّ في مَمالِكِهِ فَهَل تُرى القَومُ بِالحُرِيَّةِ اِنتَفَعوا كَم في الحَياةِ مِنَ الصَحراءِ مِن شَبَهٍ كِلتاهُما في مُفاجاةِ الفَنى شَرَعُ وَراءَ كُلِّ سَبيلٍ فيهِما قَدَرٌ لا تَعلَمُ النَفسُ ما يَأتي وَما يَدَعُ فَلَستَ تَدري وَإِن كُنتَ الحَريصَ مَتى تَهُبُّ ريحاهُما أَو يَطلُعُ السَبَعُ وَلَستَ تَأمَنُ عِندَ الصَحوِ فاجِئَةً مِنَ العَواصِفِ فيها الخَوفُ وَالهَلَعُ وَلَستَ تَدري وَإِن قَدَّرتَ مُجتَهِداً مَتى تَحُطُّ رِحالاً أَو مَتى تَضَعُ وَلَستَ تَملُكُ مِن أَمرِ الدَليلِ سِوى أَنَّ الدَليلَ وَإِن أَرداكَ مُتَّبَعُ وَما الحَياةُ إِذا أَظمَت وَإِن خَدَعَت إِلّا سَرابٌ عَلى صَحراءَ يَلتَمِعُ أَكبَرتُ مِن حَسَنَينٍ هِمَّةً طَمَحَت تَروُم ما لا يَرومُ الفِتيَةُ القُنُعُ وَما البُطولَةُ إِلّا النَفسُ تَدفَعُها فيما يُبَلِغُها حَمداً فَتَندَفِعُ وَلا يُبالي لَها أَهلٌ إِذا وَصَلوا طاحوا عَلى جَنَباتِ الحَمدِ أَم رَجَعوا رَحّالَةَ الشَرقِ إِنَّ البيدَ قَد عَلِمَت بِأَنَّكَ اللَيثُ لَم يُخلَق لَهُ الفَزَعُ ماذا لَقيتَ مِنَ الدَوِّ السَحيقِ وَمِن قَفرٍ يَضيقُ عَلى الساري وَيَتَّسِعُ وَهَل مَرَرتَ بِأَقوامٍ كَفِطرَتِهِم مِن عَهدِ آدَمَ لا خُبثٌ وَلا طَبَعُ وَمِن عَجيبٍ لِغَيرِ اللَهِ ما سَجَدوا عَلى الفَلا وَلِغَيرِ اللَهِ ما رَكَعوا كَيفَ اِهتَدى لَهُمُ الإِسلامُ وَاِنتَقَلَت إِلَيهُمُ الصَلَواتُ الخَمسُ وَالجُمَعُ جَزَتكَ مِصرُ ثَناءً أَنتَ مَوضِعُهُ فَلا تَذُب مِن حَياءٍ حينَ تَستَمِعُ وَلَو جَزَتكَ الصَحارى جِئتَنا مَلِكاً مِنَ المُلوكِ عَلَيكَ الريشُ وَالوَدَعُ الناسُ لِلدُنيا تَبَع وَلِمَن تُحالِفُهُ شِيَع لا تَهجَعَنَّ إِلى الزَما نِ فَقَد يُنَبَّهُ مَن هَجَع وَاِربَأ بِحِلمِكَ في النَوا زِلِ أَن يُلِمَّ بِهِ الجَزَع لا تَخلُ مِن أَمَلٍ إِذا ذَهَب الزَمانُ فَكَم رَجَع وَاِنفَع بِوُسعِكَ كُلِّهِ إِنَّ المُوَفَّقَ مَن نَفَع مِصرٌ بِنَت لِقَضائِها رُكناً عَلى النَجمِ اِرتَفَع فيهِ اِحتَمى اِستِقلالُها وَبِهِ تَحَصَّنَ وَاِمتَنَع فَليَهنِها وَليَهنِنا أَنَّ القَضاءَ بِهِ اِضطَلَع اللَهُ صانَ رِجالَهُ مِمّا يُدَنِّسُ أَو يَضَع ساروا بِسيرَةِ مُنذِرٍ وَأَبي حَنيفَةَ في الوَرَع وَكَأَنَّ أَيّامَ القَضا ءِ جَميعُها بِهِمُ الجُمَع قُل لِلمُبَرَّإِ مُرقُصٍ أَنتَ النَقِيُّ مِنَ الطَبَع هَذا القَضاءُ رَماكَ بِال يُمنى وَبِاليُسرى نَزَع هَذا قَضاءُ اللَهِ مُم تَثَلُ الحُكومَةِ مُتَّبَع عُد لِلمُحاماةِ الشَري فَةِ عَودَ مُشتاقٍ وَلِع وَاِلبَس رِداءَكَ طاهِراً كَرِداءِ مُرقُصَ في البِيَع وَاِدفَع عَنِ المَظلومِ وَال مَحرومِ أَبلَغَ مَن دَفَع وَاِغفِر لِحاسِدِ نِعمَةٍ بِالأَمسِ نالَكَ أَو وَقَع ما في الحَياةِ لِأَن تُعا تِبَ أَو تُحاسِبَ مُتَّسَع لِكُلِّ زَمانٍ مَضى آيَةٌ وَآيَةُ هَذا الزَمانِ الصُحُف لِسانُ البِلادِ وَنَبضُ العِبادِ وَكَهفُ الحُقوقِ وَحَربُ الجَنَف تَسيرُ مَسيرَ الضُحى في البِلادِ إِذا العِلمُ مَزَّقَ فيها السَدَف وَتَمشي تُعَلِّمُ في أُمَّةٍ كَثيرَةِ مَن لا يَخُطُّ الأَلِف فَيا فِتيَةَ الصُحفُ صَبراً إِذا نَبا الرِزقُ فيها بِكُم وَاِختَلَف فَإِنَّ السَعادَةَ غَيرُ الظُهو رِ وَغَيرُ الثَراءِ وَغَيرُ التَرَف وَلَكِنَّها في نَواحي الضَميرِ إِذا هُوَ بِاللَومِ لَم يُكتَنَف خُذوا القَصدَ وَاِقتَنِعوا بِالكَفافِ وَخَلّوا الفُضولَ يَغِلها السَرَف وَروموا النُبوغَ فَمَن نالَهُ تَلَقّى مِنَ الحَظِّ أَسنى التُحَف وَما الرِزقُ مُجتَنِبٌ حِرفَةً إِذا الحَظُّ لَم يَهجُرِ المُحتَرِف إِذا آخَتِ الجَوهَرِيَّ الحُظوظُ كَفَلنَ اليَتيمَ لَهُ في الصَدَف وَإِن أَعرَضَت عَنهُ لَم يَحلُ في عُيونِ الخَرائِدِ غَيرُ الخَزَف رَعى اللَهُ لَيلَتَكُم إِنَّها تَلَت عِندَهُ لَيلَةَ المُنتَصَف لَقَد طَلَعَ البَدرُ مِن جُنحِها وَأَوما إِلى صُبحِها أَن يَقِف جَلَوتُم حَواشِيَها بِالفُنونِ فَمِن كُلِّ فَنٍّ جَميلٍ طَرَف فَإِن تَسأَلوا ما مَكانُ الفُنونِ فَكَم شَرَفٍ فَوقَ هَذا الشَرَف أَريكَةُ مولِييرَ فيما مَضى وَعَرشُ شِكِسبيرَ فيما سَلَف وَعودُ اِبنِ ساعِدَةٍ في عُكاظَ إِذا سالَ خاطِرُهُ بِالطُرَف فَلا يَرقَيَن فيهِ إِلّا فَتىً إِلى دَرَجاتِ النُبوغِ اِنصَرَف تُعَلِّمُ حِكمَتُهُ الحاضِرينَ وَتُسمِعُ في الغابِرينَ النُطَف حَمَدنا بَلاءَكُمُ في النِضالِ وَأَمسُ حَمَدنا بَلاءَ السَلَف وَمَن نَسِيَ الفَضلَ لِلسابِقينَ فَما عَرَفَ الفَضلَ فيما عَرَف أَلَيسَ إِلَيهِم صَلاحُ البِناءِ إِذا ما الأَساسُ سَما بِالغُرَف فَهَل تَأذَنونَ لِذي خِلَّةٍ يَفُضُّ الرَياحينَ فَوقَ الجِيَف فَأَينَ اللِواءُ وَرَبُّ اللِواءِ إِمامُ الشَبابِ مِثالُ الشَرَف وَأَينَ الَّذي بَينَكُم شِبلُهُ عَلى غايَةِ الحَقِّ نِعمَ الخَلَف وَلا بُدَّ لِلغَرسِ مِن نَقلِهِ إِلى مَن تَعَهَّدَ أَو مَن قَطَف فَلا تَجحَدَنَّ يَدَ الغارِسينَ وَهَذا الجَنى في يَدَيكَ اِعتَرَف أُولَئِكَ مَرّوا كَدودِ الحَريرِ شَجاها النَفاعُ وَفيهِ التَلَف أَمّا العِتابُ فَبِالأَحِبَّةِ أَخلَقُ وَالحُبُّ يَصلُحُ بِالعِتابِ وَيَصدُقُ يا مَن أُحِبُّ وَمَن أُجِلُّ وَحَسبُهُ في الغيدِ مَنزِلَةً يُجَلُّ وَيُعشَقُ البُعدُ أَدناني إِلَيكَ فَهَل تُرى تَقسو وَتَنفُرُ أَم تَلينُ وَتَرفُقُ في جاهِ حُسنِكَ ذِلَّتي وَضَراعَتي فَاِعطِف فَذاكَ بِجاهِ حُسنِكَ أَليَقُ خَلُقَ الشَبابُ وَلا أَزالُ أَصونُهُ وَأَنا الوَفِيُّ مَوَدَّتي لا تَخلُقُ صاحَبتُهُ عِشرينَ غَيرَ ذَميمَةٍ حالي بِهِ حالٍ وَعَيشِيَ مونِقُ قَلبي اِدَّكَرتَ اليَومَ غَيرُ مُوَفَّقٍ أَيّامَ أَنتَ مَعَ الشَبابِ مُوَفَّقُ فَخَفَقتَ مِن ذِكرى الشَبابِ وَعَهدِهِ لَهفي عَلَيكَ لِكُلِّ ذِكرى تَخفُقُ كَم ذُبتَ مِن حُرَقِ الجَوى وَاليَومَ مِن أَسَفٍ عَلَيهِ وَحَسرَةٍ تَتَحَرَّقُ كُنتَ الشِباكَ وَكانَ صَيداً في الصِبا ما تَستَرِقُّ مِنَ الظِباءِ وَتُعتِقُ خَدَعَت حَبائِلُك المِلاحَ هُنَيَّةً وَاليَومَ كُلُّ حِبالَةٍ لا تَعلَقُ هَل دونَ أَيّامِ الشَبيبَةِ لِلفَتى صَفوٌ يُحيطُ بِهِ وَأُنسٌ يُحدِقُ يا رَبِّ أَمرُكَ في المَمالِكِ نافِذٌ وَالحُكمُ حُكمُكَ في الدَمِ المَسفوكِ إِن شِئتَ أَهرِقهُ وَإِن شِئتَ اِحمِهِ هُوَ لَم يَكُن لِسِواكَ بِالمَملوكِ وَاِحكُم بِعَدلِكَ إِنَّ عَدلَكَ لَم يَكُن بِالمُمتَرى فيهِ وَلا المَشكوكِ أَلِأَجلِ آجالٍ دَنَت وَتَهَيَّأَت قَدَّرتَ ضَربَ الشاطِئِ المَتروكِ ما كانَ يَحميهِ وَلا يُحمى بِهِ فُلكانِ أَنعَمُ مِن بَواخِرِ كوكِ هَذي بِجانِبِها الكَسيرِ غَريقَةٌ تَهوي وَتِلكَ بِرُكنِها المَدكوكِ بَيروتُ ماتَ الأُسدُ حَتفَ أُنوفِهِم لَم يُشهِروا سَيفاً وَلَم يَحموكِ سَبعونَ لَيثاً أُحرِقوا أَو أُغرِقوا يا لَيتَهُم قُتِلوا عَلى طَبَروكِ كُلٌّ يَصيدُ اللَيثَ وَهوَ مُقَيَّدٌ وَيَعِزُّ صَيدَ الضَيغَمِ المَفكوكِ يا مَضرِبَ الخِيَمِ المُنيفَةِ لِلقِرى ما أَنصَفَ العُجمُ الأُلى ضَرَبوكِ ما كُنتِ يَوماً لِلقَنابِلِ مَوضِعاً وَلَو أَنَّها مِن عَسجَدٍ مَسبوكِ بَيروتُ يا راحَ النَزيلِ وَأُنسِهُ يَمضي الزَمانُ عَلَيَّ لا أَسلوكِ الحُسنُ لَفظٌ في المَدائِنِ كُلِّها وَوَجَدتُهُ لَفظاً وَمَعنىً فيكِ نادَمتُ يَوماً في ظِلالِكِ فِتيَةً وَسَموا المَلائِكَ في جَلالِ مُلوكِ يُنسونَ حَسّاناً عِصابَةَ جِلَّقٍ حَتّى يَكادُ بِجِلَّقٍ يَفديكِ تَاللَهِ ما أَحدَثتِ شَرّاً أَو أَذىً حَتّى تُراعي أَو يُراعَ بَنوكِ أَنتِ الَّتي يَحمي وَيَمنَعُ عِرضَها سَيفُ الشَريفِ وَخِنجَرُ الصُعلوكِ إِن يَجهَلوكِ فَإِنَّ أُمَّكِ سورِيا وَالأَبلَقُ الفَردُ الأَشَمُّ أَبوكِ وَالسابِقينَ إِلى المَفاخِرِ وَالعُلا بَلهُ المَكارِمَ وَالنَدى أَهلوكِ سالَت دِماءٌ فيكِ حَولَ مَساجِدٍ وَكَنائِسٍ وَمَدارِسٍ وَبُنوكِ كُنّا نُؤَمِّلُ أَن يُمَدَّ بَقاؤُها حَتّى تَبِلَّ صَدى القَنا المَشبوكِ لَكِ في رُبى النيلِ المُبارَكِ جيرَةٌ لَو يَقدِرونَ بِدَمعِهِم غَسَلوكِ قُم نادِ أَنقَرَةً وَقُل يَهنيكِ مُلكٌ بَنَيتِ عَلى سُيوفِ بَنيكِ أَعطَيتِهِ ذَودَ اللُباةِ عَنِ الشَرى فَأَخَأتِهِ حُرّاً بِغَيرِ شَريكِ وَأَقَمتِ بِالدَمِ جانِبَيهِ وَلَم تَزَل تُبنى المَمالِكُ بِالدَمِ المَسفوكِ فَعَقَدتِ تاجَكِ مِن ظُبىً مَسلولَةً وَحَلَلتِ عَرشَكِ مِن قَناً مَشبوكِ تاجٌ تَرى فيهِ إِذا قَلَّبتُهُ جَهدَ الشَريفِ وَهِمَّةَ الصُعلوكِ وَتَرى الضَحايا مِن مَعاقِدَ غارِهِ وَعَلى جَوانِبِ تِبرِهِ المَسبوكِ وَتَراهُ في صَخَبِ الحَوادِثِ صامِتاً كَالصَخرِ في عَصفِ الرِياحِ النوكِ خَرزاتُهُ دَمُ أُمَّةٍ مَهضومَةٍ وَجُهودُ شَعبٍ مُجهَدٍ مَنهوكِ بِالواجِبِ اِلتَمَسَ الحُقوقَ وَخابَ مَن طَلَبَ الحُقوقَ بِواجِبٍ مَتروكِ لا الفَردُ مَسَّ جَبينَكِ العالي وَلا أَعوانُهُ بِأَكُفِّهِم لَمَسوكِ لَمّا نَفَرتِ إِلى القِتالِ جَماعَةً أَصلَوكِ نارَ تَلَصُّصٍ وَفُتوكِ هَدَروا دِماءَ الأُسدِ في آجامِها وَالأُسدُ شارِعَةُ القَنا تَحميكِ يا بِنتَ طوروسَ المُمَرَّدِ طَأطَأَت شُمُّ الجِبالِ رُؤوسَها لِأَبيكِ أَمعَنتُما في العِزِّ وَاِستَعصَمتُما هُوَ في السَحابِ وَأَنتِ في أَهليكِ نَحَتَ الشُعوبُ مِنَ الجِبالِ دِيارَهُم وَالقَومُ مِن أَخلاقِهِم نَحَتوكِ فَلَوَ اَنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَصَوَّرَت لَرَأَيتِ صَخرَتَها أَساساً فيكِ إِنَّ الَّذينَ بَنَوكِ أَشبَهُ نِيَّةً بِشَبابِ خَيبَرَ أَو كُهولِ تَبوكِ حَلَفوا عَلى الميثاقِ لا طَعِموا الكَرى حَتّى تَذوقي النَصرَ هَل نَصَروكِ زَعَموا الفَرَنسِيَّ المُحَجَّلَ صورَةً في حَلبَةِ الفُرسانِ مِن حاميكِ النَسرُ سَلَّ السَيفَ يَبني نَفسَهُ وَفَتاكِ سَلَّ حُسامَهُ يَبنيكِ وَالنَسرُ مَملوكٌ لِسُلطانِ الهَوى وَوَجَدتُ نَسرَكِ لَيسَ بِالمَملوكِ يا دَولَةَ الخُلُقِ الَّتي تاهَت عَلى رُكنِ السِماكِ بِرُكنِها المَسموكِ بَيني وَبَينَكِ مِلَّةٌ وَكِتابُها وَالشَرقُ يَنميني كَما يَنميكِ قَد ظَنَّني اللاحي نَطَقتُ عَنِ الهَوى وَرَكِبتُ مَتنَ الجَهلِ إِذ أَطريكِ لَم يُنقِذِ الإِسلامَ أَو يَرفَع لَهُ رَأساً سِوى النَفَرِ الأُلى رَفَعوكِ رَدّوا الخَيالَ حَقيقَةً وَتَطَلَّعوا كَالحَقِّ حَصحَصَ مِن وَراءِ شُكوكِ لَم أَكذِبِ التاريخَ حينَ جَعَلتُهُم رُهبانَ نُسكٍ لا عُجولَ نَسيكِ لَم تَرضَني ذَنباً لِنَجمِكِ هِمَّتي إِنَّ البَيانَ بِنَجمِهِ يُنبيكِ قَلَمي وَإِن جَهِلَ الغَبِيُّ مَكانَهُ أَبقى عَلى الأَحقابِ مِن ماضيكِ ظَفَرَت بِيونانَ القَديمَةِ حِكمَتي وَغَزا الحَديثَةَ ظافِراً غازيكِ مِنّي لِعَهدِكِ يا فُروقُ تَحِيَّةٌ كَعُيونِ مائِكِ أَو رُبى واديكِ أَو كَالنَسيمِ غَدا عَلَيكِ وَراحَ مِن فوفِ الرِياضِ وَوَشيِها المَحبوكِ أَو كَالأَصيلِ جَرى عَلَيكِ عَقيقُهُ أَو سالَ مِن عِقيانِهِ شاطيكِ تِلكَ الخَمائِلُ وَالعُيونُ اِختارَها لَكِ مِن رُبى جَنّاتِهِ باريكِ قَد أَفرَغَت فيكِ الطَبيعَةُ سِحرَها مَن ذا الَّذي مِن سِحرِها يَرقيكِ خَلَعَت عَلَيكِ جَمالَها وَتَأَمَّلَت فَإِذا جَمالُكِ فَوقَ ما تَكسوكِ تَاللَهِ ما فَتَنَ العُيونَ وَلَذَّها كَقَلائِدِ الخُلجانِ في هاديكِ عَن جيدِكِ الحالي تَلَفَّتَتِ الرُبى وَاِستَضحَكَت حورُ الجِنانِ بِفيكِ إِن أَنسَ لا أَنسَ الشَبيبَةَ وَالهَوى وَسَوالِفَ اللَذّاتِ في ناديكِ وَلَيالِياً لَم تَدرِ أَينَ عِشاؤُها مِن فَجرِها لَولا صِياحُ الديكِ وَصَبوحَنا مِن بَندِلارَ وَشَرشَرٍ وَغَبوقَنا بِتَرابِيا وَبُيوكِ لَو أَنَّ سُلطانَ الجَمالِ مُخَلَّدٌ لِمَليحَةٍ لَعَذَلتُ مَن عَذَلوكِ خَلَعوكِ مِن سُلطانِهِم فَسَليهِمُ أَمِنَ القُلوبِ وَمُلكِها خَلَعوكِ لا يَحزُنَنَّكِ مِن حُماتِكِ خِطَّةٌ كانَت هِيَ المُثلى وَإِن ساؤوكِ أَيُقالُ فِتيانُ الحِمى بِكِ قَصَّروا أَم ضَيَّعوا الحُرُماتِ أَم خانوكِ وَهُمُ الخِفافُ إِلَيكِ كَالأَنصارِ إِذ قَلَّ النَصيرُ وَعَزَّ مَن يَفديكِ المُشتَروكِ بِمالِهِم وَدِمائِهِم حينَ الشُيوخُ بِجُبَّةٍ باعوكِ هَدَروا دِماءَ الذائِدينَ عَنِ الحِمى بِلِسانِ مُفتي النارِ لا مُفتيكِ شَرِبوا عَلى سِرِّ العَدُوِّ وَغَرَّدوا كَالبومِ خَلفَ جِدارِكِ المَدكوكِ لَو كُنتِ مَكَّةَ عِندَهُم لَرَأَيتِهِم كَمُحَمَّدٍ وَرَفيقِهِ هَجَروكِ يا راكِبَ الطامي يَجوبُ لَجاجَهُ مِن كُلِّ نَيِّرَةٍ وَذاتِ حُلوكِ إِن جِئتَ مَرمَرَةً تَحُثُّ الفُلكَ في بَهجٍ كَآفاقِ النَعيمِ ضَحوكِ وَأَتَيتَ قَرنَ التِبرَ ثَمَّ تَحُفُّهُ تُحَفُ الضُحى مِن جَوهَرٍ وَسُلوكِ فَاِطلَع عَلى دارِ السَعادَةِ وَاِبتَهِل في بابِها العالي وَأَدِّ أَلوكي قُل لِلخِلافَةِ قَولَ باكٍ شَمسَها باِلأَمسِ لَمّا آذَنَت بِدُلوكِ يا جَذوَةَ التَوحيدِ هَل لَكَ مُطفِئٌ وَاللَهُ جَلَّ جَلالُهُ مُذكيكِ خَلَتِ القُرونُ وَأَنتِ حَربُ مَمالِكٍ لَم يَغفِ ضِدُّكِ أَي يَنَم شانيكِ يَرميكِ بِالأُمَمِ الزَمانُ وَتارَةً بِالفَردِ وَاِستِبدادِهِ يَرميكِ عودي إِلى ما كُنتِ في فَجرِ الهُدى عُمَرٌ يَسوسُكِ وَالعَتيقُ يَليكِ إِنَّ الَّذينَ تَوارَثوكِ عَلى الهَوى بَعدَ اِبنِ هِندٍ طالَما كَذَبوكِ لَم يَلبِسوا بُردَ النَبِيِّ وَإِنَّما لَبِسوا طُقوسَ الرومِ إِذ لَبِسوكِ إِنّي أُعيذُكِ أَن تُرى جَبّارَةً كَالبابَوِيَّةِ في يَدَي رُدريكِ أَو أَن تَزُفَّ لَكِ الوِراثَةُ فاسِقاً كَيَزيدَ أَو كَالحاكِمِ المَأفوكِ فُضّي نُيوبَ الفَردِ ثُمَّ خَذي بِهِ في أَيِّ ثَوبَيهِ بِهِ جاؤوكِ لا فَرقَ بَينَ مُسَلَّطٍ مُتَتَوِّجٍ وَمُسَلَّطٍ في غَيرِ ثَوبِ مَليكِ إِنّي أَرى الشورى الَّتي اِعتَصَموا بِها هِيَ حَبلُ رَبِّكِ أَو زِمامُ نَبيكِ المُلكُ بَينَ يَدَيكَ في إِقبالِهِ عَوَّذتُ مُلكَكَ بِالنَبِيِّ وَآلِهِ حُرٌّ وَأَنتَ الحُرُّ في تاريخِهِ سَمحٌ وَأَنتَ السَمحُ في أَقيالِهِ فيضا عَلى الأَوطانِ مِن حُرِيَّةٍ فَكِلاكُما المُفتَكُّ مِن أَغلالِهِ سَعِدَت بِعَهدِكُما المُبارَكِ أُمَّةٌ رَقَّت لِحالِكِ حِقبَةً وَلِحالِهِ يَفديكَ نَصرانِيُّهُ بِصَليبِهِ وَالمُنتَمي لِمُحَمَّدٍ بِهِلالِهِ وَفَتى الدُروزِ عَلى الحُزونِ بِشَيخِهِ وَالمَوسَوِيُّ عَلى السُهولِ بِمالِهِ صَدَقوا الخَليفَةَ طاعَةً وَمَحَبَّةً وَتَمَسَّكوا بِالطُهرِ مِن أَذيالِهِ يَجِدونَ دَولَتَكَ الَّتي سَعِدوا بِها مِن رَحمَةِ المَولى وَمِن أَفضالِهِ جَدَّدتَ عَهدَ الراشِدينَ بِسيرَةٍ نَسَجَ الرَشادُ لَها عَلى مِنوالِهِ بُنِيَت عَلى الشورى كَصالِحِ حُكمِهِم وَعَلى حَياةِ الرَأيِ وَاِستِقلالِهِ حَقٌّ أَعَزَّ بِكَ المُهَيمِنُ نَصرَهُ وَالحَقُّ مَنصورٌ عَلى خُذّالِهِ شَرُّ الحُكومَةِ أَن يُساسَ بِواحِدٍ في المُلكِ أَقوامٌ عِدادُ رِمالِهِ مُلكٌ تُشاطِرُهُ مَيامِنَ حالِهِ وَتَرى بِإِذنِ اللَهِ حُسنَ مَآلِهِ أَخَذَت حُكومَتُكَ الأَمانَ لِظَبيَهِ في مُقفِراتِ البيدِ مِن رِئبالِهِ مَكَّنتَ لِلدُستورِ فيهِ وَحُزتَهُ تاجاً لِوَجهِكَ فَوقَ تاجِ جَلالِهِ فَكَأَنَّكَ الفاروقُ في كُرسِيِّهِ نَعِمَت شُعوبُ الأَرضِ تَحتَ ظِلالِهِ أَو أَنتَ مِثلُ أَبي تُرابٍ يُتَّقى وَيَهابُهُ الأَملاكُ في أَسمالِهِ عَهدُ النَبِيِّ هُوَ السَماحَةُ وَالرِضى بِمُحَمَّدٍ أَولى وَسَمحِ خِلالِهِ بِالحَقِّ يَحمِلُهُ الإِمامُ وَبِالهُدى في حاضِرِ الدُستورِ وَاِستِقبالِهِ يابنَ الخَواقينِ الثَلاثينَ الأُلى قَد جَمَّلوا الإِسلامَ فَوقَ جَمالِهِ المُبلِغينَ الدينَ ذُروَةَ سَعدِهِ الرافِعينَ المُلكَ أَوجَ كَمالِهِ الموطِئينَ مِنَ المَمالِكِ خَيلَهُم ما لَم يَفُز إِسكَندَرٌ بِوِصالِهِ في عَدلِ فاتِحِهِم وَقانونِيِّهِم ما يَحتَذي الخُلَفاءُ حَذوَ مِثالِهِ أَمّا الخِلافَةُ فَهيَ حائِطُ بَيتِكُم حَتّى يُبينَ الحَشرُ عَن أَهوالِهِ أُخِذَت بِحَدِّ المَشرَفِيِّ وَحازَها لَكُمُ القَنا بِقِصارِهِ وَطِوالِهِ لا تَسمَعوا لِلمُرجِفينَ وَجَهلِهِم فَمُصيبَةُ الإِسلامِ مِن جُهّالِهِ طَمَعُ القَريبِ أَوِ البَعيدِ بِنَيلِها طَمَعُ الفَتى مِن دَهرِهِ بِمَحالِهِ ما الذِئبُ مُجتَرِئاً عَلى لَيثِ الشَرى في الغالِبِ مُعتَدِياً عَلى أَشبالِهِ بِأَضَلَّ عَقلاً وَهيَ في أَيمانِكُم مِمَّن يُحاوِلُ أَخذَها بِشِمالِهِ رَضِيَ المُهَيمِنُ وَالمَسيحُ وَأَحمَدٌ عَن جَيشِكَ الفادي وَعَن أَبطالِهِ الهازِئينَ مِنَ الثَرى بِسُهولِهِ الدائِسينَ عَلى رُؤوسِ جِبالِهِ القاتِلينَ عَدُوَّهَم في حِصنِهِ بِالرَأيِ وَالتَدبيرِ قَبلَ قِتالِهِ الآخِذينَ الحُصنَ عَزَّ سَبيلُهُ مِثلَ السُها أَو في اِمتِناعِ مَنالِهِ المُعرِضينَ وَلَو بِساحَةِ يَلدِزٍ في الحَربِ عَن عِرضِ العَدُوِّ وَمالِهِ القارِئينَ عَلى عَلِيٍّ عِلمُها وَعَلى الغُزاةِ المُتَّقينَ رِجالِهِ المُلكُ زُلزِلَ في فُروقٍ ساعَةً كانوا لَهُ الأَوتادَ في زِلزالِهِ لَولا اِنتِظامُ قُلوبِهِم كَكُفوفِهِم لَنَثَرتُ دَمعي اليَومَ في أَطلالِهِ وَالمَرءُ لَيسَ بِصادِقٍ في قَولِهِ حَتّى يُؤَيِّدَ قَولَهُ بِفِعالِهِ وَالشَعبُ إِن رامَ الحَياةَ كَبيرَةً خاضَ الغِمارَ دَماً إِلى آمالِهِ شُكرُ المَمالِكِ لِلسَخِيِّ بِروحِهِ لا لِلسَخِيِّ بِقيلِهِ أَو قالِهِ إيهٍ فُروقُ الحُسنِ نَجوى هائِمٍ يَسمو إِلَيكَ بِجَدِّهِ وَبِخالِهِ أَخرَجتِ لِلعُربِ الفِصاحِ بَيانَهُ قَبَساً يُضيءُ الشَرقَ مِثلَ كَمالِهِ لَم تُكثِرِ الحَمراءُ مِن نُظَرائِهِ نَسلاً وَلا بَغدادُ مِن أَمثالِهِ جَعَلَ الإِلَهُ خَيالَهُ قَيسَ الهَوى وَجُعِلتِ لَيلى فِتنَةً لِخَيالِهِ في كُلِّ عامٍ أَنتِ نُزهَةُ روحِهِ وَنَعيمُ مُهجَتِهِ وَراحَةُ بالِهِ يَغشاكِ قَد حَنَّت إِلَيكِ مَطِيُّهُ وَيَؤوبُ وَالأَشواقُ مِلءُ رِحالِهِ أَفراحُهُ لَمّا رَآكِ طَليقَةً أَفراحُ يوسُفَ يَومَ حَلِّ عِقالِهِ وَسُرورُهُ بِكِ مِن قُيودِكِ حُرَّةً كَسُرورِ قَيسٍ بِاِنفِلاتِ غَزالِهِ اللَهُ صاغَكِ جَنَّتَينِ لِخَلقِهِ مَحفوفَتَينِ بِأَنعُمٍ لِعِيالِهِ لَو أَنَّ لِلَّهِ اِتِّخاذَ خَميلَةٍ ما اِختارَ غَيرَكَ رَوضَةً لِجَلالِهِ فَكَأَنَّما الصِفَتانِ في حُسنَيهِما ديباجَتا خَدٍّ يَتيهُ بِخالِهِ وَكَأَنَّما البُوسفورُ حَوضُ مُحَمَّدٍ وَسَطَ الجِنانِ وَهُنَّ في إِجلالِهِ وَكَأَنَّ شاهِقَةَ القُصورِ حِيالَهُ حُجُراتُ طَهَ في الجِنانِ وَآلِهِ وَكَأَنَّ عيدَكِ عيدُها لَمّا مَشى فيها البَشيرُ بِبِشرِهِ وَجَمالِهِ تيهي بِعيدِكِ في المَمالِكِ وَاِسلَمي في السِلمِ لِلآلافِ مِن أَمثالِهِ وَاِستَقبِلي عَهدَ الرَشادِ مُجَمَّلاً بِمَحاسِنِ الدُستورِ في اِستِهلالِهِ دارُ السَعادَةِ أَنتِ ذَلِكَ بابُها شُلَّت يَدٌ مُدَّت إِلى إِقفالِهِ أَيّامُكُم أَم عَهدُ إِسماعيلا أَم أَنتَ فِرعَونٌ يَسوسُ النيلا أَم حاكِمٌ في أَرضِ مِصرَ بِأَمرِهِ لا سائِلاً أَبَداً وَلا مَسؤولا يا مالِكاً رِقَّ الرِقابِ بِبَأسِهِ هَلّا اِتَّخَذتَ إِلى القُلوبِ سَبيلا لَمّا رَحَلتَ عَنِ البِلادِ تَشَهَّدَت فَكَأَنَّكَ الداءُ العَياءُ رَحيلا أَوسَعتَنا يَومَ الوَداعِ إِهانَةً أَدَبٌ لَعَمرُكَ لا يُصيبُ مَثيلا هَلّا بَدا لَكَ أَن تُجامِلَ بَعدَ ما صاغَ الرَئيسُ لَكَ الثَنا إِكليلا اُنظُر إِلى أَدَبِ الرَئيسِ وَلُطفِهِ تَجِدِ الرَئيسَ مُهَذَّباً وَنَبيلا في مَلعَبٍ لِلمُضحِكاتِ مُشَيَّدٍ مَثَّلتَ فيهِ المُبكِياتِ فُصولا شَهِدَ الحُسَينُ عَلَيهِ لَعنَ أُصولِهِ وَيُصَدَّرُ الأَعمى بِهِ تَطفيلا جُبنٌ أَقَلَّ وَحَطَّ مِن قَدرَيهِما وَالمَرءُ إِن يَجبُن يَعِش مَرذولا لَمّا ذَكَرتُ بِهِ البِلادَ وَأَهلَها مَثَّلتَ دَورَ مَماتِها تَمثيلا أَنذَرتَنا رِقّاً يَدومُ وَذِلَّةً تَبقى رِحالاً لا تَرى تَحويلا أَحَسِبتَ أَنَّ اللَهَ دونَكَ قُدرَةً لا يَملُكُ التَغييرَ وَالتَبديلا اللَهُ يَحكُمُ في المُلوكِ وَلَم تَكُن دُوَلٌ تُنازِعُهُ القُوى لِتَدولا فِرعَونُ قَبلَكَ كانَ أَعظَمَ سَطوَةً وَأَعَزَّ بَينَ العالَمينَ قَبيلا اليَومَ أَخلَفَتِ الوُعودَ حُكومَةٌ كُنّا نَظُنُّ عُهودَها الإِنجيلا دَخَلَت عَلى حُكمِ الوِدادِ وَشَرعِهِ مِصراً فَكانَت كَالسُلالِ دُخولا هَدَمَت مَعالِمَها وَهَدَّت رُكنَها وَأَضاعَتِ اِستِقلالَها المَأمولا قالوا جَلَبتَ لَنا الرَفاهَةَ وَالغِنى جَحَدوا الإِلَهَ وَصُنعَهُ وَالنيلا كَم مِنَّةٍ مَوهومَةٍ أَتبَعتَها مِنّا عَلى الفَطِنِ الخَبيرِ ثَقيلا في كُلِّ تَقريرٍ تَقولُ خَلَقتُكُم أَفَهَل تَرى تَقريرَكَ التَنزيلا هَل مِن نَداكَ عَلى المَدارِسِ أَنَّها تَذَرُ العُلومَ وَتَأخُذُ الفُوتبولا أَم مِن صِيانَتِكَ القَضاءَ بِمِصرَ أَن تَأتي بِقاضي دِنشِوايَ وَكيلا أَم هَل يَعُدُّ لَكَ الإِضاعَةَ مِنَّةً جَيشٌ كَجَيشِ الهِندِ باتَ ذَليلا اُنظُر إِلى فِتيانِهِ ما شَأنُهُم أَوَ لَيسَ شَأناً في الجُيوشِ ضَئيلا حَرَّمتُهُم أَن يَبلُغوا رُتَبَ العُلا وَرَفَعتَ قَومَكَ فَوقَهُم تَفضيلا فَإِذا تَطَلَّعَتِ الجُيوشُ وَأَمَّلَت مُستَقبَلاً لا يَملِكوا التَأميلا مِن بَعدِ ما زَفّوا لِإِدوَردَ العُلا فَتحاً عَريضاً في البِلادِ طَويلا لَو كُنتُ مِن جُمرِ الثِيابِ عَبَدتُكُم مِن دونِ عيسى مُحسِناً وَمُنيلا أَو كُنتُ بَعضَ الإِنكِليزَ قَبِلتُكُم مَلِكاً أُقَطِّعُ كَفَّهُ تَقبيلا أَو كُنتُ عُضواً في الكُلوبِ مَلَأتُهُ أَسَفاً لِفُرقَتِكُم بُكاً وَعَويلا أَو كُنتُ قِسّيساً يَهيمُ مُبَشِّراً رَتَّلتُ آيَةَ مَدحِكُم تَرتيلا أَو كُنتُ صَرّافاً بِلُندُنَ دائِناً أَعطَيتُكُم عَن طيبَةٍ تَحويلا أَو كُنتُ تَيمَسَكُم مَلَأتُ صَحائِفي مَدحاً يُرَدَّدُ في الوَرى مَوصولا أَو كُنتُ في مِصرٍ نَزيلاً جاهِداً سَبَّحتُ بِاِسمِكِ بُكرَةً وَأَصيلا أَو كُنتُ سِريوناً حَلَفتُ بِأَنَّكُم أَنتُم حَوَيتُمُ بِالقَناةِ الجيلا ما كانَ مِن عَقَباتِها وَصِعابِها ذَلَّلتُموهُ بِعَزمِكُم تَذليلا عَهدُ الفِرَنجِ وَأَنتَ تَعلَمُ عَهدَهُم لا يَبخَسونَ المُحسِنينَ فَتيلا فَاِرحَل بِحِفظِ اللَهِ جَلَّ صَنيعُهُ مُستَعفِياً إِن شِئتَ أَو مَعزولا وَاِحمِل بِساقِكَ رَبطَةً في لُندُنٍ وَاِخلِف هُناكَ غِرايَ أَو كَمبيلا أَو شاطِرِ المُلكَ العَظيمَ بِلادَهُ وَسُسِ المَمالِكَ عَرضَها وَالطولا إِنّا تَمَنَّينا عَلى اللَهِ المُنى وَاللَهُ كانَ بِنَيلِهِنَّ كَفيلا مَن سَبَّ دينَ مُحَمَّدٍ فَمُحَمَّدٌ مُتَمَكِّنٌ عَنّا الإِلَهُ رَسولا صَدّاحُ يا مَلِكَ الكَنا رِ وَيا أَميرَ البُلبُلِ قَد فُزتُ مِنكَ بِمَعبَدٍ وَرُزِقتُ قُربَ الموصِلي وَأُتيحَ لي داودُ مِز ماراً وَحُسنَ تَرَتُّلِ فَوقَ الأَسِرَّةِ وَالمَنا بِرِ قَطُّ لَم تَتَرَجَّلِ تَهتَزُّ كَالدينارِ في مُرتَجِّ لَحظِ الأَحوَلِ وَإِذا خَطَرتَ عَلى المَلا عِبِ لَم تَدَع لِمُمَثِّلِ وَلَكَ اِبتِداءاتُ الفَرَز دَقِ في مَقاطِعِ جَروَلِ وَلَقَد تَخِذتَ مِنَ الضُحى صُفرَ الغَلائِلِ وَالحَلي وَرَوَيتَ في بيضِ القَلا نِسِ عَن عَذارى الهَيكَلِ يا لَيتَ شِعرِيَ يا أَسي رُ شَجٍ فُؤادُكَ أَم خَلي وَحَليفُ سُهدٍ أَم تَنا مُ اللَيلَ حَتّى يَنجَلي بِالرُغمِ مِنّي ما تُعا لِجُ في النُحاسِ المُقفَلِ حِرصي عَلَيكَ هَوىً وَمَن يُحرِز ثَميناً يَبخَلِ وَالشُحُّ تُحدِثُهُ الضَرو رَةُ في الجَوادِ المُجزِلِ أَنا إِن جَعَلتُكَ في نُضا رٍ بِالحَريرِ مُجَلَّلِ وَلَفَفتُهُ في سَوسَنٍ وَحَفَفتُهُ بِقُرُنفُلِ وَحَرَقتُ أَزكى العودِ حَو لَيهِ وَأَغلى الصَدنَلِ وَحَمَلتُهُ فَوقَ العُيو نِ وَفَوقَ رَأسِ الجَدوَلِ وَدَعَوتُ كُلَّ أَغَرَّ في مُلكِ الطُيورِ مُحَجَّلِ فَأَتَتكَ بَينَ مُطارِحٍ وَمُحَبِّذٍ وَمُدَلِّلِ وَأَمَرتَ بِاِبني فَاِلتَقا كَ بِوَجهِهِ المُتَهَلِّلِ بِيَمينِهِ فالوذَجٌ لَم يُهدَ لِلمُتَوَكِّلِ وَزُجاجَةٌ مِن فِضَّةٍ مَملوءَةٌ مِن سَلسَلِ ما كُنتُ يا صَدّاحُ عِن دَكَ بِالكَريمِ المُفضَلِ شَهدُ الحَياةِ مَشوبَةً بِالرِقِّ مِثلُ الحَنظَلِ وَالقَيدُ لَو كانَ الجُما نُ مُنَظَّماً لَم يُحمَلِ يا طَيرُ لَولا أَن يَقو لوا جُنَّ قُلتُ تَعَقَّلِ اِسمَع فَرُبَّ مُفَصِّلٍ لَكَ لَم يُفِدكَ كَمُجمِلِ صَبراً لِما تَشقى بِهِ أَو ما بَدا لَكَ فَاِفعَلِ أَنتَ اِبنُ رَأيٍ لِلطَبي عَةِ فيكَ غَيرِ مُبَدَّلِ قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا وَلَرُبَّما قَتَلَ الغَرامُ رِجالَها قُتِلَ الغَرامُ كَمِ اِستَباحَ قَتيلا أَوَكُلُّ مَن حامى عَنِ الحَقِّ اِقتَنى عِندَ السَوادِ ضَغائِناً وَذُحولا لَو كُنتُ أَعتَقِدُ الصَليبَ وَخَطبُهُ لَأَقَمتُ مِن صَلبِ المَسيحِ دَليلا أَمُعَلِّمي الوادي وَساسَةَ نَشئِهِ وَالطابِعينَ شَبابَهُ المَأمولا وَالحامِلينَ إِذا دُعوا لِيُعَلِّموا عِبءَ الأَمانَةِ فادِحاً مَسؤولا كانَت لَنا قَدَمٌ إِلَيهِ خَفيفَةٌ وَرِمَت بِدَنلوبٍ فَكانَ الفيلا حَتّى رَأَينا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً في العِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا تِلكَ الكُفورُ وَحَشوُها أُمِّيَّةٌ مِن عَهدِ خوفو لا تَرَ القِنديلا تَجِدُ الَّذينَ بَنى المِسَلَّةَ جَدُّهُم لا يُحسِنونَ لِإِبرَةٍ تَشكيلا وَيُدَلَّلونَ إِذا أُريدَ قِيادُهُم كَالبُهمِ تَأنَسُ إِذ تَرى التَدليلا يَتلو الرِجالُ عَلَيهُمُ شَهَواتِهِم فَالناجِحونَ أَلَدُّهُم تَرتيلا الجَهلُ لا تَحيا عَلَيهِ جَماعَةٌ كَيفَ الحَياةُ عَلى يَدَي عِزريلا وَاللَهِ لَولا أَلسُنٌ وَقَرائِحٌ دارَت عَلى فِطَنِ الشَبابِ شَمولا وَتَعَهَّدَت مِن أَربَعينَ نُفوسَهُم تَغزو القُنوطَ وَتَغرِسُ التَأميلا عَرَفَت مَواضِعَ جَدبِهِم فَتَتابَعَت كَالعَينِ فَيضاً وَالغَمامِ مَسيلا تُسدي الجَميلَ إِلى البِلادِ وَتَستَحي مِن أَن تُكافَأَ بِالثَناءِ جَميلا ما كانَ دَنلوبٌ وَلا تَعليمُهُ عِندَ الشَدائِدِ يُغنِيانِ فَتيلا رَبّوا عَلى الإِنصافِ فِتيانَ الحِمى تَجِدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ كُهولا فَهوَ الَّذي يَبني الطِباعَ قَويمَةً وَهوَ الَّذي يَبني النُفوسَ عُدولا وَيُقيمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ مَنطِقٍ وَيُريهِ رَأياً في الأُمورِ أَصيلا وَإِذا المُعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً مَشى روحُ العَدالَةِ في الشَبابِ ضَئيلا وَإِذا المُعَلِّمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ جاءَت عَلى يَدِهِ البَصائِرُ حولا وَإِذا أَتى الإِرشادُ مِن سَبَبِ الهَوى وَمِنَ الغُرورِ فَسَمِّهِ التَضليلا وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا إِنّي لَأَعذُرُكُم وَأَحسَبُ عِبئَكُم مِن بَينِ أَعباءِ الرِجالِ ثَقيلا وَجَدَ المُساعِدَ غَيرُكُم وَحُرِمتُمُ في مِصرَ عَونَ الأُمَّهاتِ جَليلا وَإِذا النِساءُ نَشَأنَ في أُمِّيَّةً رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَخُمولا لَيسَ اليَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ مِن هَمِّ الحَياةِ وَخَلَّفاهُ ذَليلا فَأَصابَ بِالدُنيا الحَكيمَةِ مِنهُما وَبِحُسنِ تَربِيَةِ الزَمانِ بَديلا إِنَّ اليَتيمَ هُوَ الَّذي تَلقى لَهُ أُمّاً تَخَلَّت أَو أَباً مَشغولا مِصرٌ إِذا ما راجَعَت أَيّامَها لَم تَلقَ لِلسَبتِ العَظيمِ مَثيلا البَرلَمانُ غَداً يُمَدُّ رُواقُهُ ظِلّاً عَلى الوادي السَعيدِ ظَليلا نَرجو إِذا التَعليمُ حَرَّكَ شَجوَهُ أَلّا يَكونَ عَلى البِلادِ بَخيلا قُل لِلشَبابِ اليَومَ بورِكَ غَرسُكُم دَنَتِ القُطوفُ وَذُلِّلَت تَذليلا حَيّوا مِنَ الشُهَداءِ كُلَّ مُغَيَّبٍ وَضَعوا عَلى أَحجارِهِ إِكليلا لِيَكونَ حَظُّ الحَيِّ مِن شُكرانِكُم جَمّاً وَحَظُّ المَيتِ مِنهُ جَزيلا لا يَلمَسُ الدُستورُ فيكُم روحَهُ حَتّى يَرى جُندِيَّهُ المَجهولا ناشَدتُكُم تِلكَ الدِماءَ زَكِيَّةً لا تَبعَثوا لِلبَرلَمانِ جَهولا فَليَسأَلَنَّ عَنِ الأَرائِكِ سائِلٌ أَحَمَلنَ فَضلاً أَم حَمَلنَ فُضولا إِن أَنتَ أَطلَعتَ المُمَثِّلَ ناقِصاً لَم تَلقَ عِندَ كَمالِهِ التَمثيلا فَاِدعوا لَها أَهلَ الأَمانَةِ وَاِجعَلوا لِأولى البَصائِرِ مِنهُمُ التَفضيلا إِنَّ المُقَصِّرَ قَد يَحولُ وَلَن تَرى لِجَهالَةِ الطَبعِ الغَبِيِّ مُحيلا فَلَرُبَّ قَولٍ في الرِجالِ سَمِعتُمُ ثُمَّ اِنقَضى فَكَأَنَّهُ ما قيلا وَلَكَم نَصَرتُم بِالكَرامَةِ وَالهَوى مَن كانَ عِندَكُمُ هُوَ المَخذولا كَرَمٌ وَصَفحٌ في الشَبابِ وَطالَما كَرُمَ الشَبابُ شَمائِلاً وَمُيولا قوموا اِجمَعوا شَعبَ الأُبُوَّةِ وَاِرفَعوا صَوتَ الشَبابِ مُحَبَّباً مَقبولا ما أَبعَدَ الغاياتِ إِلّا أَنَّني أَجِدُ الثَباتَ لَكُم بِهِنَّ كَفيلا فَكِلوا إِلى اللَهِ النَجاحَ وَثابِروا فَاللَهُ خَيرٌ كافِلاً وَوَكيلا قِف بِالمَمالِكِ وَاِنظُر دَولَةَ المالِ وَاِذكُر رِجالاً أَدالوها بِإِجمالِ وَاِنقُل رُكابَ القَوافي في جَوانِبِها لا في جَوانِبِ رَسمِ المَنزِلِ البالي ما هَيكَلُ الهَرَمِ الجيزِيِّ مِن ذَهَبٍ في العَينِ أَزيَنَ مِن بُنيانِها الحالي عَلا بِها الحِرصُ أَركاناً وَأَخرَجَها عَلى مِثالٍ مِنَ الدُنيا وَمِنوالِ فيها الشَقاءُ لِقَومٍ وَالنَعيمُ لَهُم وَبُؤسُ ساعٍ وَنُعمى قاعِدٍ سالي وَالمالُ مُذ كانَ تِمثالٌ يُطافُ بِهِ وَالناسُ مُذ خُلِقوا عُبّادُ تِمثالِ إِذا جَفا الدورَ فَاِنعَ النازِلينَ بِها أَوِ المَمالِكَ فَاِندُبها كَأَطلالِ يا طالِباً لِمَعالي المُلكِ مُجتَهِداً خُذها مِنَ العِلمِ أَو خُذها مِنَ المالِ بِالعِلمِ وَالمالِ يَبني الناسُ مُلكَهُمُ لمَ يُبنَ مُلكٌ عَلى جَهلٍ وَإِقلالِ سَراةَ مِصرَ عَهِدناكُم إِذا بُسِطَت يَدُ الدُعاءِ سِراعاً غَيرَ بُخّالِ تَبَيَّنَ الصِدقُ مِن بَينِ الأُمورِ لَكُمُ فَاِمضوا إِلى الماءِ لا تُلووا عَلى الآلِ لا يَذهَبِ الدَهرُ بَينَ التُرَّهاتِ بِكُم وَبَينَ زَهرٍ مِنَ الأَحلامِ قَتّالِ هاتوا الرِجالَ وَهاتوا المالَ وَاِحتَشِدوا رَأياً لِرَأيٍ وَمِثقالاً لِمِثقالِ هَذا هُوَ الحَجَرُ الدُرِّيُّ بَينَكُمُ فَاِبنوا بِناءَ قُرَيشٍ بَيتَها العالي دارٌ إِذا نَزَلَت فيها وَدائِعُكُم أَودَعتُمُ الحَبَّ أَرضاً ذاتَ إِغلالِ آمالُ مِصرَ إِلَيها طالَما طَمَحَت هَل تَبخَلونَ عَلى مِصرَ بِآمالِ فَاِبنوا عَلى بَرَكاتِ اللَهِ وَاِغتَنِموا ما هَيَّأَ اللَهُ مِن حَظٍّ وَإِقبالِ العامُ أَقبَلَ قُم نُحَيِّ هِلالا كَالتاجِ في هامِ الوُجودِ جَلالا طُغرى كِتابِ الكائِناتِ لِقارِئٍ يَزِنُ الكَلامَ وَيَقدُرُ الأَقوالا مَلَكَ السَماءَ فَكانَ في كُرسِيِّهِ بَينَ المَلائِكِ وَالمُلوكِ مِثالا تَتَنافَسُ الآمالُ فيهِ كَأَنَّهُ ثَغرُ العِنايَةِ ضاحَكَ الآمالا وَالشَمسُ تُزلِفُ عيدَها وَتَزُفُّهُ بُشرى بِمَطلَعِهِ السَعيدِ وَفالا عيدُ المَسيحِ وَعيدُ أَحمَدَ أَقبَلا يَتَبارَيانِ وَضاءَةً وَجَمالا ميلادُ إِحسانٍ وَهِجرَةُ سُؤدَدٍ قَد غَيَّرا وَجهَ البَسيطَةِ حالا قُم لِلهِلالِ قِيامَ مُحتَفِلٍ بِهِ أَثنى وَبالَغَ في الثَناءِ وَغالى نورُ السَبيلِ هَدى لِكُلِّ فَضيلَةٍ يَهدي الحَكيمُ لَها وَسَنَّ خِلالا ما بَينَ مَولِدِهِ وَبَينَ بُلوغِهِ مَلَأَ الحَياةَ مَآثِراً وَفِعالا مُتَواضِعٌ وَاللَهُ شَرَّفَ قَدرَهُ بِالشَمسِ نِدّاً وَالكَواكِبِ آلا مُتَوَدِّدٌ عِندَ الكَمالِ تَخالُهُ في راحَتَيكَ وَعَزَّ ذاكَ مَنالا وافٍ لِجارَةِ بَيتِهِ يَرعى لَها عَهدَ السَمَوأَلِ عُروَةٌ وَحِبالا عَونُ السُراةِ عَلى تَصاريفِ النَوى أَمِنوا عَلَيهِ وَحشَةً وَضَلالا وَيُصانُ مِن سِرِّ الصَبابَةِ عِندَهُ ما باتَ عِندَ الأَكثَرينَ مُذالا وَيُشَكُّ فيهِ فَلا يُكَلِّفُ نَفسَهُ غَيرَ التَرَفُّعِ وَالوَقارِ نِضالا ساءَت ظُنونُ الناسِ حَتّى أَحدَثوا لِلشَكِّ في النورِ المُبينِ مَجالا وَالظَنُّ يَأخُذُ في ضَميرِكَ مَأخَذاً حَتّى يُريكَ المُستَقيمَ مُحالا وَمِنَ العَجائِبِ عِندَ قِمَّةِ مَجدِهِ رامَ المَزيدَ فَجَدَّ فيهِ فَنالا يَطوي إِلى الأَوجِ السَماواتِ العُلا وَيَشُدُّ في طَلَبِ الكَمالِ رِحالا وَيَفُلُّ مِن هوجِ الرِياحِ عَزائِماً وَيَدُكُّ مِن مَوجِ البِحارِ جِبالا وَيُضيءُ أَثناءَ الخَمائِلِ وَالرُبى حَتّى تَرى أَسحارَها آصالا وَيَجولُ في زُهرِ الرِياضِ كَأَنَّهُ صَيبُ الرَبيعِ مَشى بِهِنَّ وَجالا أُمَمَ الهِلالِ مَقالَةً مِن صادِقٍ وَالصِدقُ أَليَقُ بِالرِجالِ مَقالا مُتَلَطِّفٍ في النُصحِ غَيرِ مُجادِلٍ وَالنُصحُ أَضيَعُ ما يَكونُ جِدالا مِن عادَةِ الإِسلامِ يَرفَعُ عامِلاً وَيُسَوِّدُ المِقدامَ وَالفَعّالا ظَلَمَتهُ أَلسِنَةٌ تُؤاخِذُهُ بِكُم وَظَلَمتُموهُ مُفَرِّطينَ كَسالى هَذا هِلالُكُمُ تَكَفَّلَ بِالهُدى هَل تَعلَمونَ مَعَ الهِلالِ ضَلالا سَرَتِ الحَضارَةُ حُقبَةً في ضَوئِهِ وَمَشى الزَمانُ بِنورِهِ مُختالا وَبَنى لَهُ العَرَبُ الأَجاوِدُ دَولَةً كَالشَمسِ عَرشاً وَالنُجومِ رِجالا رَفَعوا لَهُ فَوقَ السِماكِ دَعائِماً مِن عِلمِهِم وَمِنَ البَيانِ طِوالا اللَهُ جَلَّ ثَناؤُهُ بِلِسانِهِم خَلَقَ البَيانَ وَعَلَّمَ الأَمثالا وَتَخَيَّرَ الأَخلاقَ أَحسَنَها لَهُم وَمَكارِمُ الأَخلاقِ مِنهُ تَعالى كَالرُسلِ عَزماً وَالمَلائِكِ رَحمَةً وَالأُسدِ بَأساً وَالغُيوثِ نَوالا عَدَلوا فَكانوا الغَيثَ وَقعاً كُلَّما ذَهَبوا يَميناً في الوَرى وَشَمالا وَالعَدلُ في الدُولاتِ أُسٌّ ثابِتٌ يُفني الزَمانَ وَيُنفِدُ الأَجيالا أَيّامَ كانَ الناسُ في جَهَلاتِهِم مِثلَ البَهائِمِ أُرسِلَت إِرسالا مِن جَهلِهِم بِالدينِ وَالدُنيا مَعاً عَبَدوا الأَصَمَّ وَأَلَّهوا التِمثالا ضَلّوا عُقولاً بَعدَ عِرفانِ الهُدى وَالعَقلُ إِن هُوَ ضَلَّ كانَ عِقالا حَتّى إِذا اِنقَسَموا تَقَوَّضَ مُلكُهُم وَالمُلكُ إِن بَطُلَ التَعاوُنُ زالا لَو أَنَّ أَبطالَ الحُروبِ تَفَرَّقوا غَلَبَ الجَبانُ عَلى القَنا الأَبطالا غالِ في قيمَةِ اِبنِ بُطرُسَ غالي عَلِمَ اللَهُ لَيسَ في الحَقِّ غالي نَحتَفي بِالأَديبِ وَالحَقُّ يَقضي وَجَلالُ الأَخلاقِ وَالأَعمالِ أَدَبُ الأَكثَرينَ قَولٌ وَهَذا أَدَبٌ في النُفوسِ وَالأَفعالِ يُظهِرُ المَدحُ رَونَقَ الرَجُلِ الما جِدِ كَالسَيفِ يَزدَهي بِالصِقالِ رُبَّ مَدحٍ أَذاعَ في الناسِ فَضلاً وَأَتاهُمُ بِقُدرَةٍ وَمِثالِ وَثَناءٍ عَلى فَتى عَمَّ قَوماً قيمَةُ العِقدِ حُسنُ بَعضِ اللَآلي إِنَّما يَقدُرُ الكِرامُ كَريمٌ وَيُقيمُ الرِجالُ وَزنَ الرِجالِ وَإِذا عَظَّمَ البِلادَ بَنوها أَنَزَلتُهُم مَنازِلَ الإِجلالِ تَوَّجَت هامَهُم كَما تَوَّجوها بِكَريمٍ مِنَ الثَناءِ وَغالي إِنَّما واصِفٌ بِناءٌ مِنَ الأَخ لاقِ في دَولَةِ المَشارِقِ عالي وَنَجيبٌ مُهَذَّبٌ مِن نَجيبٍ هَذَّبَتهُ تَجارِبُ الأَحوالِ واهِبُ المالِ وَالشَبابِ لِما يَن فَعُ لا لِلهَوى وَلا لِلضَلالِ وَمُذيقُ العُقولِ في الغَربِ مِمّا عَصَرَ العُربُ في السِنينَ الخَوالي في كِتابٍ حَوى المَحاسِنَ في الشِع رِ وَأَوعى جَوائِزَ الأَمثالِ مِن صِفاتٍ كَأَنَّها العَينُ صِدقاً في أَداءِ الوُجوهِ وَالأَشكالِ وَنَسيبٌ تُحاذِرُ الغيدُ مِنهُ شَرَكَ الحُسنِ أَو شِباكَ الدَلالِ وَنِظامٍ كَأَنَّهُ فَلَكُ اللَي لِ إِذا لاحَ وَهوَ بِالزُهرِ حالي وَبَيانٍ كَما تَجَلّىعَلى الرُس لِ تَجَلّى عَلى رُعاةِ الضالِ ما عِلمُنا لِغَيرِهِم مِن لِسانٍ زالَ أَهلوهُ وَهوَ في إِقبالِ بَلِيَت هاشِمٌ وَبادَت نِزارٌ وَاللِسانُ المُبينُ لَيسَ بِبالي كُلَّما هَمَّ مَجدُهُ بِزَوالٍ قامَ فَحلُ فَحالَ دونَ الزَوالِ يا بَني مِصرَ لَم أَقُل أُمَّةَ ال قِبطِ فَهَذا تَشَبُّثٌ بِمُحالِ وَاِحتِيالٌ عَلى خَيالٍ مِنَ المَج دِ وَدَعوى مِنَ العِراضِ الطِوالِ إِنَّما نَحنُ مُسلِمينَ وَقِبطاً أُمَّةٌ وُحِّدَت عَلى الأَجيالِ سَبَقَ النيلُ بِالأُبُوَّةِ فينا فَهوَ أَصلُ وَآدَمُ الجَدُّ تالي نَحنُ مِن طينِهِ الكَريمِ عَلى اللَ هِ وَمِن مائِهِ القَراحِ الزُلالِ مَرَّ ما مَرَّ مِن قُرونٍ عَلَينا رُسَّفاً في القُيودِ وَالأَغلالِ وَاِنقَضى الدَهرُ بَينَ زَغرَدَةِ العُر سِ وَحَثوِ التُرابِ وَالإِعوالِ ما تَحَلّى بِكُم يَسوعُ وَلا كُن نا لِطَهَ وَدينِهِ بِجَمالِ وَتُضاعُ البِلادُ بِالقَومِ عَنها وَتُضاعُ الأُمورُ بِالإِهمالِ يا شَبابَ الدِيارِ مِصرُ إِلَيكُم وَلِواءُ العَرينِ لِلأَشبالِ كُلَّما رُوِّعَت بِشُبهَةِ بَأسٍ جَعَلَتكُم مَعاقِلَ الآمالِ هَيِّؤوها لِما يَليقُ بِمَنفٍ وَكَريمِ الآثارِ وَالأَطلالِ وَاِنهَضوا نَهضَةَ الشُعوبِ لِدُنيا وَحَياةٍ كَبيرَةِ الأَشغالِ وَإِلى اللَهِ مَن مَشى بِصَليبٍ في يَدَيهِ وَمَن مَشى بِهِلالِ ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَداً يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ لَقَد أَنَلتُكَ أُذناً غَيرَ واعِيَةٍ وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَداً أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ أَفديكَ إِلفاً وَلا آلو الخَيالَ فِدىً أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ سَرى فَصادَفَ جُرحاً دامِياً فَأَسا وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ مَنِ المَوائِسُ باناً بِالرُبى وَقَناً اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحىً يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ المُضرِماتُ خُدوداً أَسفَرَت وَجَلَت عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفاً أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالغَنَمِ وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبيً يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَمّى جانِبُهُ أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا في غُضونِ كِرىً مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ فُضّي بِتَقواكِ فاهاً كُلَّما ضَحِكَت كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ طَوراً تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَماً يَسُمُ يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوىً طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللَهِ يَغتَنِمِ فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُحَمِ يُزري قَريضي زُهَيراً حينَ أَمدَحُهُ وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ وَبُغيَةُ اللَهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفاً وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ لَمّا رَآهُ بَحيرا قالَ نَعرِفُهُ بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ كَم جيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَت بِهِما بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللَهُ قائِلُها لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلَأَت أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِم رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَم بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَت وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جيدَ البَيانِ بِهِ في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ تَخَطَّفَت مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَت مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِم إِلّا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَوراً مُسَخَّرَةٌ لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُم بِأَضعَفِهِم كَاللَيثِ بِالبَهمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللَهِ يَأتَمِمِ جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ وَقُدرَةُ اللَهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَاِنكَشَفَت لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُم كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُم كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ لَولا يَدُ اللَهِ بِالجارَينَ ما سَلِما وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ تَوارَيا بِجَناحِ اللَهِ وَاِستَتَرا وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللَهِ لا يُضَمِ يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوىً وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ اللَهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَن يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها اِنخَفَضَت وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ وَاللَيثُ دونَكَ بَأساً عِندَ وَثبَتِهِ إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجىً يُضيءُ مُلتَثِماً أَو غَيرَ مُلتَثِمِ بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ اللَهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَم فَخيرَةُ اللَهِ في لا مِنكَ أَو نَعَمِ أَخوكَ عيسى دَعا مَيتاً فَقامَ لَهُ وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزِمَمِ وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ لَمّا أَتى لَكَ عَفواً كُلُّ ذي حَسَبٍ تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ ذَرعاً وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَت بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها بِالسَيفِ ما اِنتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهرُ الشَريفُ عَلى لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللَهِ في نُزُلٍ فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ عَلَّمتَهُم كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِمَمِ دَعَوتَهُم لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُم وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُرُرٌ لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَم وَلَم تَصُمِ أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ وَلَم نُعِدُّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها تَرمي بِأُسدٍ وَيَرمي اللَهُ بِالرُجُمِ عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ لِلَّهِ مُستَقتِلٍ في اللَهِ مُعتَزِمِ مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللَهِ مُضطَرِمٍ شَوقاً عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِم مِن أَسيُفِ اللَهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ غَرّاءُ حامَت عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهىً وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ نورُ السَبيلِ يُساسُ العالِمونَ بِها تَكَفَّلَت بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ لَمّا اِعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاِتَّسَعَت مَشَت مَمالِكُهُ في نورِها التَمَمِ وَعَلَّمَت أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَمِ لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِم وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِم إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكناً شادَ عَدلَهُمُ وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ وَخَلِّ كِسرى وَإيواناً يَدِلُّ بِهِ هَوىً عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ وَاِترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَت دارُ السَلامِ لَها أَلقَت يَدَ السَلَمِ ما ضارَعَتها بَياناً عِندَ مُلتَأَمٍ وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ وَلا اِحتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُم تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ وَيُمطِرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ خَلائِفُ اللَهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً وَكَاِبنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِماً بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ وَالناصِرُ النَدبِ في حَربٍ وَفي سَلَمِ أَو كَاِبنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيباً وَيَنظُمُها عِقداً بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ يُجادِلُ القَومَ مُستَلّاً مُهَنَّدَهُ في أَعظَمِ الرُسلِ قَدراً كَيفَ لَم يَدُمِ لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها إِلّا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ مُسَبِّحاً لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الوَرَمِ رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَماً وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِم ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاِشتَدَّ مِن عَمَمِ الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ يا رَبِّ هَبَّت شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها وَاِستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ فَاِلطُف لِأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفاً وَلا تُسِمِ يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ كَبيرُ السابِقينَ مِنَ الكِرامِ بِرُغمي أَن أَنالَكَ بِالمَلامِ مَقامُكَ فَوقَ ما زَعَموا وَلَكِن رَأَيتُ الحَقَّ فَوقَكَ وَالمَقامِ لَقَد وَجَدوكَ مَفتوناً فَقالوا خَرَجتَ مِنَ الوَقارِ وَالاِحتِشامِ وَقالَ البَعضُ كَيدُكَ غَيرُ خافٍ وَقالوا رَميَةٌ مِن غَيرِ رامِ وَقيلَ شَطَطتَ في الكُفرانِ حَتّى أَرَدتَ المُنعِمينَ بِالاِنتِقامِ غَمَرتَ القَومَ إِطراءً وَحَمداً وَهُم غَمَروكَ بِالنِعَمِ الجسامِ رَأَوا بِالأَمسِ أَنفَكَ في الثُرَيّا فَكَيفَ اليَومَ أَصبَحَ في الرِغامِ أَما وَاللَهِ ما عَلِموكَ إِلّا صَغيراً في وَلائِكَ وَالخِصامِ إِذا ما لَم تَكُن لِلقَولِ أَهلاً فَما لَكَ في المَواقِفِ وَالكَلامِ خَطَبتَ فَكُنتَ خَطباً لا خَطيباً أُضيفَ إِلى مَصائِبِنا العِظامِ لُهِجتَ باِلاِحتِلالِ وَما أَتاهُ وَجُرحُكَ مِنهُ لَو أَحسَستَ دامي وَما أَغناهُ عَمَّن قالَ فيهِ وَما أَغناكَ عَن هَذا التَرامي أَحَبَّتكَ البِلادُ طَويلَ دَهرٍ وَذا ثَمَنُ الوَلاءِ وَالاِحتِرامِ حَقَرتَ لَها زِماماً كُنتَ فيهِ لَعوباً بِالحُكومَةِ وَالذِمامِ مَحاسِنُهُ غِراسُكَ وَالمَساوي لَكَ الثَمَرانِ مِن حَمدٍ وَذامِ فَهَلّا قُلتَ لِلشانِ قَولاً يَليقُ بِحاِلِ الماضِيَ الهُمامِ يَبُثُّ تَجارِبَ الأَيّامِ فيهِم وَيَدعو الرابِضينَ إِلى القِيامِ خَطَبتَ عَلى الشَبيبَةِ غَيرَ دارٍ بِأَنَّكَ مِن مَشيبِكَ في مَنامِ وَلَولا أَنَّ لِلأَوطانِ حُبّاً يُصِمُّ عَنِ الوِشايَةِ كَالغَرامِ جَنَيتَ عَلى قُلوبِ الجَمعِ يَأساً كَأَنَّكَ بَينَهُم داعي الحِمامِ أَراعَكَ مَقتَلٌ مِن مِصرَ باقٍ فَقُمتَ تَزيدُ سَهماً في السِهامِ وَهَل تَرَكَت لَكَ السَبعونَ عَقلاً لِعِرفانِ الحَلالِ مِنَ الحَرامِ أَلا أُنبيكَ عَن زَمَنٍ تَوَلّى فَتَذكُرَهُ وَدَمعُكَ في اِنسِجامِ سَلِ الحِلمِيَّةَ الفَيحاءَ عَنهُ وَسَل داراً عَلى نورِ الظَلامِ وَسَل مَن كانَ حَولَكَ عَبدَ جاهٍ يُريكَ الحُبَّ أَو باغي حُطامِ رَأَوا إِرثاً سَيَذهَبُ بَعدَ حينٍ فَكانوا عُصبَةً في الاِقتِسامِ وَنالوا السَمعَ مِن أُذُنٍ كَريمٍ فَنالوا مِنهُ أَنواعَ المَرامِ هُمُ حِزبٌ وَسائِرُ مِصرَ حِزبٌ وَأَنتَ أَصَمُّ عَن داعي الوِئامِ وَكَيفَ يَنالُ عَونَ اللَهِ قَومٌ سَراتُهُمُ عَوامِلُ الاِنقِسامِ إِذا الأَحلامُ في قَومٍ تَوَلَّت أَتى الكُبَراءُ أَفعالَ الطَغامِ فَيا تِلكَ اللَيالي لا تَعودي وَيا زَمَنَ النِفاقِ بِلا سَلامِ أُحِبُّكِ مِصرُ مِن أَعماقِ قَلبي وَحُبُّكِ في صَميمِ القَلبِ نامي سَيَجمَعُني بِكِ التاريخُ يَوماً إِذا ظَهَرَ الكِرامُ عَلى اللِئامِ لِأَجلِكِ رُحتُ بِالدُنيا شَقِيّاً أَصُدُّ الوَجهَ وَالدُنيا أَمامي وَأَنظُرُ جَنَّةً جَمَعَت ذِئاباً فَيَصرُفُني الإِباءُ عَنِ الزِحامِ وَهَبتُكِ غَيرَ هَيّابٍ يَراعاً أَشَدَّ عَلى العَدُوِّ مِنَ الحُسامِ سَيَكتُبُ عَنكِ فَوقَ ثَرى رِياضٍ وَفي التاريخِ صَفحَةَ الاِتِّهامِ أَفي السَبعينَ وَالدُنيا تَوَلَّت وَلا يُرجى سِوى حُسنِ الخِتامِ تَكونُ وَأَنتَ رِياضُ مِصرٍ عُرابي اليَومَ في نَظَرِ الأَنامِ ضَجَّ الحِجازُ وَضَجَّ البَيتُ وَالحَرَمُ وَاِستَصرَخَت رَبَّها في مَكَّةَ الأُمَمُ قَد مَسَّها في حِماكَ الضُرُّ فَاِقضِ لَها خَليفَةَ اللَهِ أَنتَ السَيِّدُ الحَكَمُ لَكَ الرُبوعُ الَّتي ريعَ الحَجيجُ بِها أَلِلشَريفِ عَلَيها أَم لَكَ العَلَمُ أُهينَ فيها ضُيوفُ اللَهِ وَاِضطُهِدوا إِن أَنتَ لَم تَنتَقِم فَاللَهُ مُنتَقِمُ أَفي الضُحى وَعُيونُ الجُندِ ناظِرَةٌ تُسبى النِساءُ وَيُؤذى الأَهلُ وَالحَشَمُ وَيُسفِكُ الدَمُ في أَرضٍ مُقَدَّسَةٍ وَتُستَباحُ بِها الأَعراضُ وَالحُرَمُ يَدُ الشَريفِ عَلى أَيدي الوُلاةِ عَلَت وَنَعلُهُ دونَ رُكنِ البَيتِ تُستَلَمُ نَيرونُ إِن قيسَ في بابِ الطُغاةِ بِهِ مُبالَغٌ فيهِ وَالحَجّاجُ مُتَّهَمُ أَدِّبهُ أَدِّب أَميرَ المُؤمِنينَ فَما في العَفوِ عَن فاسِقٍ فَضلٌ وَلا كَرَمُ لا تَرجُ فيهِ وَقاراً لِلرَسولِ فَما بَينَ البُغاةِ وَبَينَ المُصطَفى رَحِمُ اِبنُ الرَسولِ فَتىً فيهِ شَمائِلُهُ وَفيهِ نَخوَتُهُ وَالعَهدُ وَالشَمَمُ ما كانَ طَهَ لِرَهطِ الفاسِقينَ أَباً آلَ النَبِيِّ بِأَعلامِ الهُدى خُتِموا خَليفَةَ اللَهِ شَكوى المُسلِمينَ رَقَت لِسُدَّةِ اللَهِ هَل تَرقى لَكَ الكَلِمُ الحَجُّ رُكنٌ مِنَ الإِسلامِ نُكبِرُهُ وَاليَومَ يوشِكُ هَذا الرُكنُ يَنهَدِمُ مِنَ الشَريفِ وَمِن أَعوانِهِ فَعَلَت نُعمى الزِيادَةِ ما لا تَفعَلُ النِقَمُ عَزَّ السَبيلُ إِلى طَهَ وَتُربَتِهِ فَمَن أَرادَ سَبيلاً فَالطَريقُ دَمُ مُحَمَّدٌ رُوِّعتَ في القَبرِ أَعظَمُهُ وَباتَ مُستَأمَناً في قَومِهِ الصَنَمُّ وَخانَ عَونُ الرَفيقِ العَهدَ في بَلَدٍ مِنهُ العُهودُ أَتَت لِلناسِ وَالذِمَمُ قَد سالَ بِالدَمِ مِن ذَبحٍ وَمِن بَشَرٍ وَاِحمَرَّ فيهِ الحِمى وَالأَشهُرُ الحُرُمُ وَفُزِّعَت في الخُدورِ الساعِياتُ لَهُ الداعِياتُ وَقُربُ اللَهِ مُغتَنَمُ آبَت ثَكالى أَيامى بَعدَ ما أَخَذَت مِن حَولِهِنَّ النَوى وَالأَينُقُ الرَسُمُ حُرِمنَ أَنوارَ خَيرِ الخَلقِ مِن كَثَبٍ فَدَمعُهُنَّ مِنَ الحِرمانِ مُنسَجِمُ أَيُّ الصَغائِرِ في الإِسلامِ فاشِيَةً تودى بِأَيسَرِها الدَولاتُ وَالأُمَمُ يَجيشُ صَدري وَلا يَجري بِها قَلَمي وَلَو جَرى لَبَكى وَاِستَضحَكَ القَلَمُ أَغضَيتُ ضَنّاً بِعِرضي أَن أَلَمَّ بِهِ وَقَد يَروقُ العَمى لِلحُرِّ وَالصَمَمِ مَوِّه عَلى الناسِ أَو غالِطهُمُ عَبَثاً فَلَيسَ تَكتُمُهُم ما لَيسَ يَنكَتِمُ مِنَ الزِيادَةِ في البَلوى وَإِن عَظُمَت أَن يَعلَمَ الشامِتونَ اليَومَ ما عَلِموا كُلُّ الجِراحِ بِآلامٍ فَما لَمَسَت يَدُ العَدُوِّ فَثَمَّ الجُرحُ وَالأَلَمُ وَالمَوتُ أَهوَنُ مِنها وَهيَ دامِيَةٌ إِذا أَساها لِسانٌ لِلعِدى وَفَمُ رَبَّ الجَزيرَةِ أَدرِكها فَقَد عَبَثَت بِها الذِئابُ وَضَلَّ الراعِيَ الغَنَمُ إِنَّ الَّذينَ تَوَلَّوا أَمرَها ظَلَموا وَالظُلمُ تَصحَبُهُ الأَهوالُ وَالظُلَمُ في كُلِّ يَومٍ قِتالٌ تَقشَعِرُّ لَهُ وَفِتنَةٌ في رُبوعِ اللَهِ تَضطَرِمُ أَزرى الشَريفُ وَأَحزابُ الشَريفِ بِها وَقَسَّموها كَإِرثِ المَيتِ وَاِنقَسَموا لا تُجزِهِم عَنكَ حُلماً وَاِجزِهِم عَنَتاً في الحِلمِ ما يَسَمُ الأَفعالَ أَو يَصِمِ كَفى الجَزيرَةَ ما جَرّوا لَها سَفَهاً وَما يُحاوِلُ مِن أَطرافِها العَجَمُ تِلكَ الثُغورُ عَلَيها وَهيَ زينَتُها مَناهِلٌ عَذُبَت لِلقَومِ فَاِزدَحَموا في كُلِّ لُجٍّ حَوالَيها لَهُم سُفُنٌ وَفَوقَ كُلِّ مَكانٍ يابِسٍ قَدَمُ والاهُمُ أُمَراءُ السوءِ وَاِتَّفَقوا مَعَ العُداةِ عَلَيها فَالعُداةُ هُمُ فَجَرِّدِ السَيفَ في وَقتٍ يُفيدُ بِهِ فَإِنَّ لِلسَيفِ يَوماً ثُمَّ يَنصَرِمُ يا راكِبَ الريحِ حَيِّ النيلَ وَالهَرَما وَعَظِّمِ السَفحَ مِن سيناءَ وَالحَرَما وَقِف عَلى أَثَرٍ مَرَّ الزَمانُ بِهِ فَكانَ أَثبَتَ مِن أَطوادِهِ قِمَما وَاِخفِض جَناحَكَ في الأَرضِ الَّتي حَمَلَت موسى رَضيعاً وَعيسى الطُهرَ مُنفَطِما وَأَخرَجَت حِكمَةَ الأَجيالِ خالِدَةً وَبَيَّنَت لِلعِبادِ السَيفَ وَالقَلَما وَشُرِّفَت بِمُلوكٍ طالَما اِتَّخَذوا مَطِيَّهُم مِن مُلوكِ الأَرضِ وَالخَدَما هَذا فَضاءٌ تُلِمُّ الريحُ خاشِعَةً بِهِ وَيَمشي عَلَيهِ الدَهرُ مُحتَشِما فَمَرحَباً بِكُما مِن طالِعينَ بِهِ عَلى سِوى الطائِرِ المَيمونِ ما قَدِما عادَ الزَمانُ فَأَعطى بَعدَما حَرَما وَتابَ في أُذُنِ المَحزونِ فَاِبتَسَما فَيا رَعى اللَهُ وَفداً بَينَ أَعيُنِنا وَيَرحَمُ اللَهُ ذاكَ الوَفدُ ما رَحِما هُم أَقسَموا لِتَدينَنَّ السَماءُ لَهُم وَاليَومَ قَد صَدَّقوا في قَبرِهِم قَسَما وَالناسُ باني بِناءٍ أَو مُتَمِّمُهُ وَثالِثٌ يَتَلافى مِنهُ ما اِنهَدَما تَعاوُنٌ لا يُحِلُّ المَوتُ عُروَتَهُ وَلا يُرى بِيَدِ الأَرزاءِ مُنفَصِما يا صاحِبي أَدرَميدٍ حَسبُها شَرَفاً أَنَّ الرِياحَ إِلَيها أَلقَتِ اللُجُما وَأَنَّها جاوَزَت في القُدسِ مِنطَقَةً جَرى البِساطُ فَلَم يَجتَز لَها حَرَما مَشَت عَلى أُفقٍ مَرَّ البُراقُ بِهِ فَقَبَّلَت أَثَراً لِلخُفِّ مُرتَسِما وَمَسَّحَت بِالمُصَلّى فَاِكتَسَت شَرَفاً وَبِالمَغارِ المُعَلّى فَاِكتَسَت عِظَما وَكُلَّما شاقَها حادٍ عَلى أُفُقٍ كانَت مَزاميرُ داوُدٍ هِيَ النَغَما جَشَّمتُماها مِنَ الأَهوالِ أَربَعَةً الرَعدَ وَالبَرقَ وَالإِعصارَ وَالظُلَما حَتّى حَوَتها سَماءُ النيلِ فَاِنحَدَرَت كَالنَسرِ أَعيا فَوافى الوَكرَ فَاِعتَصَما يا آلَ عُثمانَ أَبناءَ العُمومَةِ هَل تَشكونَ جُرحاً وَلا نَشكو لَهُ أَلَما إِذا حَزِنتُم حَزِنّا في القُلوبِ لَكُم كَالأُمِّ تَحمِلُ مِن هَمِّ اِبنِها سَقَما وَكَم نَظَرنا بِكُم نُعمى فَجَسَّمَها لَنا السُرورُ فَكانَت عِندَنا نِعَما وَنَبذُلُ المالَ لَم نُحمَل عَلَيهِ كَما يَقضي الكَريمُ حُقوقَ الأَهلِ وَالذِمَما صَبراً عَلى الدَهرِ إِن جَلَّت مَصائِبُهُ إِنَّ المَصائِبَ مِمّا يوقِظُ الأُمَما إِذا المُقاتِلُ مِن أَخلاقِهِم سَلَمَت فَكُلُّ شَيءٍ عَلى آثارِها سَلَما وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت فَإِن تَوَلَّت مَضَوا في إِثرِها قُدُما نِمتُم عَلى كُلِّ ثارٍ لا قَرارَ لَهُ وَهَل يَنامُ مُصيبٌ في الشُعوبِ دَما فَنالَ مِن سَيفِكُم مَن كانَ ساقِيَهُ كَما تَنالُ المُدامُ الباسِلَ القَدَما قالَ العَذولُ خَرَجنا في مَحَبَّتِكُم مِنَ الوَقارِ فَيا صِدقَ الَّذي زَعَما فَما عَلى المَرءِ في الأَخلاقِ مِن حَرَجٍ إِذا رَعى صِلَةً في اللَهِ أَو رَحِما وَلَو وَهَبتُم لَنا عُليا سِيادَتِكُم ما زادَنا الفَضلُ في إِخلاصِنا قُدُما نَحنو عَلَيكُم وَلا نَنسى لَنا وَطَناً وَلا سَريراً وَلا تاجاً وَلا عَلَما هَذي كَرائِمُ أَشياءِ الشُعوبِ فَإِن ماتَت فَكُلُّ وُجودٍ يُشبِهُ العَدَما عَلَّمتَ بِالقَلَمِ الحَكيمِ وَهَدَيتَ بِالنَجمِ الكَريمِ وَأَتَيتَ مِن مِحرابِهِ بِأَرِسطَطاليسَ العَظيمِ مَلِكِ العُقولِ وَإِنَّها لَنِهايَةُ المُلكِ الجَسيمِ شَيخُ اِبنِ رُشدٌ وَاِبنِ سي نا وَاِبنِ بَرقَينِ الحَكيمِ مَن كانَ في هَديِ المَسي حِ وَكانَ في رُشدِ الكَليمِ وَغَدا وَراحَ مُوَحِّداً قَبلَ البَنِيَّةِ وَالحَطيمِ صَوتُ الحَقيقَةِ بَينَ رَع دِ الجاهِلِيَّةِ وَالهَزيمِ ما بَينَ عادِيَةِ السَوا مِ وَبَينَ طُغيانِ المَسيمِ يَبني الشَرائِعَ لِلعُصو رِ بِناءَ جَبّارٍ رَحيمِ وَيُفَصِّلُ الأَخلاقَ لِل أَجيالِ تَفصيلَ اليَتيمِ في واضِحٍ لَحبِ الطَري قِ مِنَ المَذاهِبِ مُستَقيمِ وَرَسائِلٍ مِثلِ السُلا فِ إِذا تَمَشَّت في النَديمِ قُدسِيَّةُ النَفَحاتِ تُس كِرُ بِالمَذاقِ وَبِالشَميمِ يا لُطفِ أَنتَ هُوَ الصَدى مِن ذَلِكَ الصَوتِ الرَخيمِ أَرجُ الرِياضِ نَقَلتَهُ وَنَسَختَهُ نَسخَ النَسيمِ وَسَرَيتَ مِن شَعبِ الأَلَم بِ بِهِ إِلى وادي الصَريمِ فَتجارَتِ اللُغَتانِ لِل غاياتِ في الحَسِبِ الصَميمِ لُغَةٌ مِنَ الإِغريقِ قَي يِمَةٌ وَأُخرى مِن تَميمِ وَأَتَيتَنا بِمُفَصَّلٍ بِالتِبرِ عُلوِيِّ الرَقيمِ هُوَ ضِنَّةُ المُثري مِنَ ال أَخلاقِ أَو مالُ العَديمِ مَشّاءَ هَذا العَصرِ قِف حَدِّث عَنِ العُصُرِ القَديمِ مَثِّل لَنا اليونانَ بَي نَ العِلمِ وَالخُلُقِ القَويمِ أَخلاقُها نورُ السَبي لِ وَعِلمُها نورُ الأَديمِ وَشَبابُها يَتَعَلَّمو نَ عَلى الفَراقِدِ وَالنُجومِ لَمَسوا الحَقيقَةَ في الفُنو نِ وَأَدرَكوها في العُلومِ حَلَّت مَكاناً عِندَهُم فَوقَ المُعَلِّمِ وَالزَعيمِ وَالجَهلُ حَظُّكَ إِن أَخَذ تَ العِلمَ مِن غَيرِ العَليمِ وَلَرُبَّ تَعليمٍ سَرى بِالنَشءِ كَالمَرَضِ المُنيمِ يَتَلَبَّسُ الحُلُمُ اللَذي ذُ عَلَيهِ بِالحُلُمِ الأَثيمِ وَمَدارِسٌ لا تُنهِضُ ال أَخلاقَ دارِسَةَ الرُسومِ يَمشي الفَسادُ بِنَبتِها مَشيَ الشَرارَةِ بِالهَشيمِ لَمّا رَأَيتُ سَوادَ قَو مي في دُجى لَيلٍ بَهيمِ يُسقَونَ مِن أُمِّيَّةٍ هِيَ غُصَّةُ الوَطَنِ الكَظيمِ وَسُراتُهُم في مُقعِدٍ مِن مَطلَبِ الدُنيا مُقيمِ يَسعَونَ لِلجاهِ العَظي مِ وَلَيسَ لِلحَقِّ الهَضيمِ وَبَصُرتُ بِالدُستورِ يُز هَقُ وَهوَ في عُمرِ الفَطيمِ لَم يَنجُ مِن كَيدِ العَدُو وِ لَهُ وَمِن عَبَثِ الحَميمِ أَيقَنتَ أَنَّ الجَهلَ عِل لَةُ كُلِّ مُجتَمَعٍ سَقيمِ وَأَتَيتُ يا رَبَّ النَثي رِ بِما تُحِبُّ مِنَ النَظيمِ أَحزِ اِجتِهادَكَ في جَنى الثَمَراتِ لِلنَشءِ النَهيمِ مِن رَوضَةِ العِلمِ الصَحي حِ وَرَبوَةِ الأَدَبِ السَليمِ العاشِقينَ العِلمَ لا يَألونَهُ طَلَبَ الغَريمِ المُعرِضينَ عَنِ الصَغا ئِرِ وَالسِعايَةِ وَالنَميمِ قَسَماً بِمَذهَبِكَ الجَمي لِ وَوَجهِ صُحبَتِكَ القَسيمِ وَقَديمِ عَهدٍ لا ضَئي لٍ في الوِدادِ وَلا ذَميمِ ما كُنتَ يَوماً لِلكِنا نَةِ بِالعَدُوِّ وَلا الخَصيمِ لَمّا تَلاحى الناسُ لَم تَنزِل إِلى المَرعى الوَخيمِ كَم شاتِمٍ قابَلتَهُ بِتَرَفُّعِ الأَسَدِ الشَتيمِ وَشَغَلتَ نَفسَكَ بِالخَصي بِ مِنَ الجُهودِ عَنِ العَقيمِ فَخَدَمتَ بِالعِلمِ البِلا دَ وَلَم تَزَل أَوفى خَديمِ وَالعِلمُ بَنّاءُ المآ ثِرِ وَالمَمالِكِ مِن قَديمِ كَسَروا بِهِ نيرَ الهَوا نِ وَحَطَّموا ذُلَّ الشَكيمِ إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما وَأَينَ ذَهَبتُمُ بِالحَقِّ لَمّا رَكِبتُم في قَضِيَّتِهِ الظَلاما لَقَد صارَت لَكُم حُكماً وَغُنماً وَكانَ شِعارُها المَوتَ الزُؤاما وَثِقتُم وَاِتَّهَمتُم في اللَيالي فَلا ثِقَةً أَدَمنَ وَلا اِتِّهاما شَبَبتُم بَينَكُم في القُطرِ ناراً عَلى مُحتَلِّهِ كانَت سَلاما إِذا ما راضَها بِالعَقلِ قَومٌ أَجَدَّ لَها هَوى قَومٍ ضِراما تَرامَيتُم فَقالَ الناسُ قَومٌ إِلى الخِذلانِ أَمرُهُمُ تَرامى وَكانَت مِصرُ أَوَّلَ مَن أَصَبتُم فَلَم تُحصِ الجِراحَ وَلا الكِلاما إِذا كانَ الرِماةُ رِماةَ سوءٍ أَحَلّوا غَيرَ مَرماها السِهاما أَبَعدَ العُروَةِ الوُثقى وَصَفٍّ كَأَنيابِ الغِضَنفَرِ لَن يُراما تَباغَيتُم كَأَنَّكُمُ خَلايا مِنَ السَرَطانِ لا تَجِدُ الضِماما أَرى طَيّارَهُم أَوفى عَلَينا وَحَلَّقَ فَوقَ أَرؤُسِنا وَحاما وَأَنظُرُ جَيشَهُم مِن نِصفِ قَرنٍ عَلى أَبصارِنا ضَرَبَ الخِياما فَلا أُمَناؤُنا نَقَصوهُ رُمحاً وَلا خُوّانُنا زادوا حُساما وَنَلقى الجَوَّ صاعِقَةً وَرَعداً إِذا قَصرُ الدُبارَةِ فيهِ غاما إِذا اِنفَجَرَت عَلَينا الخَيلُ مِنهُ رَكِبنا الصَمتَ أَو قُدنا الكَلاما فَأُبنا بِالتَخاذُلِ وَالتَلاحي وَآبَ مِمّا اِبتَغى مِنّا وَراما مَلَكنا مارِنَ الدُنيا بِوَقتٍ فَلَم نُحسِن عَلى الدُنيا القِياما طَلَعنا وَهيَ مُقبِلَةٌ أُسوداً وَرُحنا وَهيَ مُدبِرَةٌ نَعاما وَلينا الأَمرَ حِزباً بَعدَ حِزبٍ فَلَم نَكُ مُصلِحينَ وَلا كِراما جَعَلنا الحُكمَ تَولِيَةً وَعَزلاً وَلَم نَعدُ الجَزاءَ وَالاِنتِقاما وَسُسنا الأَمرَ حينَ خَلا إِلَينا بِأَهواءِ النُفوسِ فَما اِستَقاما إِذا التَصريحُ كانَ بِراحَ كُفرٍ فَلِم جُنَّ الرِجالُ بِهِ غَراما وَكَيفَ يَكونُ في أَيدٍ حَلالاً وَفي أُخرى مِنَ الأَيدي حَراما وَما أَدرى غَداةَ سُقيتُموهُ أَتِرياقاً سُقيتُمُ أَم سِماما شَهيدَ الحَقِّ قُم تَرَهُ يَتيماً بِأَرضٍ ضُيِّعَت فيها اليَتامى أَقامَ عَلى الشِفاهِ بِها غَريباً وَمَرَّ عَلى القُلوبِ فَما أَقاما سَقِمتَ فَلَم تَبِت نَفسٌ بِخَيرٍ كَأَنَّ بِمُهجَةِ الوَطَنِ السَقاما وَلَم أَرَ مِثلَ نَعشِكَ إِذ تَهادى فَغَطّى الأَرضَ وَاِنتَظَمَ الأَناما تَحَمَّلَ هِمَّةً وَأَقَلَّ ديناً وَضَمَّ مُروءَةً وَحَوى زِماما وَما أَنساكَ في العِشرينَ لَمّا طَلَعتَ حِيالَها قَمَراً تَماما يُشارُ إِلَيكَ في النادي وَتُرمى بِعَينَي مَن أَحَبَّ وَمَن تَعامى إِذا جِئتَ المَنابِرَ كُنتَ قُسّاً إِذا هُوَ في عُكاظَ عَلا السَناما وَأَنتَ أَلَذُّ لِلحَقِّ اِهتِزازاً وَأَلطَفُ حينَ تَنطِقُهُ اِبتِساما وَتَحمُلُ في أَديمِ الحَقِّ وَجهاً صُراحاً لَيسَ يَتَّخِذُ اللِثاما أَتَذكُرُ قَبلَ هَذا الجيلِ جيلاً سَهِرنا عَن مُعَلِّمِهِم وَناما مِهارُ الحَقِّ بَغَّضَنا إِلَيهِم شَكيمَ القَيصَرِيَّةِ وَاللِجاما لِواؤُكَ كانَ يَسقيهِم بِجامٍ وَكانَ الشِعرُ بَينَ يَدَيَّ جاما مِنَ الوَطَنِيَّةِ اِستَبقَوا رَحيقاً فَضَضنا عَن مُعَتِّقِها الخِتاما غَرَسنا كَرمَها فَزَكا أُصولاً بِكُلِّ قَرارَةٍ وَزَكا مُداما جَمَعتَهُمُ عَلى نَبَراتِ صَوتٍ كَنَفخِ الصورِ حَرَّكَتِ الرِجاما لَكَ الخُطَبُ الَّتي غَصَّ الأَعادي بِسَورَتِها وَساغَت لِلنُدامى فَكانَت في مَرارَتِها زَئيراً وَكانَت في حَلاوَتِها بُغاما بِكَ الوَطَنِيَّةُ اِعتَدَلَت وَكانَت حَديثاً مِن خُرافَةٍ أَو مَناما بَنَيتَ قَضِيَّةَ الأَوطانِ مِنها وَصَيَّرتَ الجَلاءَ لَها دِعاما هَزَزتَ بَني الزَمانِ بِهِ صَبِيّاً وَرُعتَ بِهِ بَني الدُنيا غُلاما الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ فَما رُقادُكُمُ يا أَشرَفَ الأُمَمِ لَعَلَّكُم مِن مِراسِ الحَربِ في نَصَبٍ وَهَذِهِ ضَجعَةُ الآسادِ في الأَجَمِ لَقَد فَتَحتُم فَأَعرَضتُم عَلى شَبَعٍ وَالفَتحُ يَعتَرِضُ الدَولاتِ بِالتُخَمِ هَبّوا بِكُم وَبِنا لِلمَجدِ في زَمَنٍ مَن لَم يَكُن فيهِ ذِئباً كانَ في الغَنَمِ هَذا الزَمانُ تُناديكُم حَوادِثُهُ يا دَولَةَ السَيفِ كوني دَولَةَ القَلَمِ فَالسَيفُ يَهدِمُ فَجراً ما بَنى سَحَراً وَكُلُّ بُنيانِ عِلمٍ غَيرُ مُنهَدِمِ قَد ماتَ في السِلمِ مَن لا رَأيَ يَعصِمُهُ وَسَوَّتِ الحَربُ بَينَ البَهمِ وَالبُهَمِ وَأَصبَحَ العِلمُ رُكنَ الآخِذينَ بِهِ مَن لا يُقِم رُكنَهُ العِرفانُ لَم يَقُمِ الناسُ تَسحَبُ فَضفاضَ الغَنِيِّ مَرَحاً وَنَحنُ نَلبُسُ عَنهُ ضيقَةَ العُدُمِ يا فِتيَةَ التُركِ حَيّا اللَهُ طَلعَتَكُم وَصانَكُم وَهَداكُم صادِقَ الخِدَمِ أَنتُم غَدُ المُلكِ وَالإِسلامِ لا بَرِحا مِنكُم بِخَيرِ غَدٍ في المَجدِ مُبتَسِمِ تُحِلُّكُم مِصرُ مِنها في ضَمائِرِها وَتُعلِنُ الحُبَّ جَمّاً غَيرَ مُتَّهَمِ فَنَحنُ إِن بَعُدَت دارٌ وَإِن قَرُبَت جارانِ في الضادِ أَو في البَيتِ وَالحَرَمِ ناهيكَ بِالسَبَبِ الشَرقِيِّ مِن نَسَبٍ وَحَبَّذا سَبَبُ الإِسلامِ مِن رَحِمِ شَملُ اللُغاتِ لَدى الأَقوامِ مُلتَئِمٌ وَالضادُ فينا بِشَملٍ غَيرِ مُلتَئِمِ فَقَرِّبوا بَينَنا فيها وَبَينَكُمُ فَإِنَّها أَوثَقُ الأَسبابِ وَالذِمَمِ وَكُلُّنا إِن أَخَذنا بِالفَلاحِ يَدٌ وَسَعَينا قَدَمٌ فيهِ إِلى قَدَمِ فَلا تَكونُنَّ تُركِيّا الفَتاةُ وَلا تِلكَ العَجوزَ وَكونوا تُركِيا القِدَمِ فَسَيفُها سَيفُها في كُلِّ مُعتَرَكٍ وَعَدلُها طَوَّقَ الإِسلامَ بِالنِعَمِ هَزَّ اللِواءُ بِعِزِّكَ الإِسلامُ وَعَنَت لِقائِمِ سَيفِكَ الأَيّامُ وَاِنقادَتِ الدُنيا إِلَيكَ فَحَسبُها عُذراً قِيادٌ أَسلَسَت وَزِمامُ وَمَشى الزَمانُ إِلى سَريرِكَ تائِباً خَجِلاً عَلَيهِ الذُلُّ وَالإِرغامِ عَرشُ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ جَنَباتُهُ نورٌ وَرَفرَفُهُ الطَهورُ غَمامُ لَمّا جَلَستَ سَما وَعَزَّ كَأَنَّما هارونُ وَاِبناهُ عَلَيهِ قِيامُ البَحرُ مَحشودُ البَوارِجِ دونَهُ وَالبَرُّ تَحتَ ظِلالِهِ آجامُ نَعَمَ الرَعِيَّةُ في ذَراكَ وَنَضَّرَت أَيّامَهُم في ظِلِّكَ الأَحكامُ في كُلِّ ناحِيَةٍ وَكُلِّ قَبيلَةٍ عَدلٌ وَأَمنٌ مورِفٌ وَوِئامُ حَمَلَ الصَليبُ إِلَيكَ مِن فِتيانِهِ جُنداً وَقاتَلَ دونَكَ الحاخامُ وَالدينُ لَيسَ بِرافِعٍ مُلكاً إِذا لَم يَبدُ لِلدُنيا عَلَيهِ نِظامُ بِاللَهِ قَد دانَ الجَميعُ وَشَأنُهُم بِاللَهِ ثُمَّ بِعَرشِكَ اِستِعصامُ يا اِبنَ الَّذينَ إِذا الحُروبُ تَتابَعَت صَلَّوا عَلى حَدِّ السُيوفِ وَصاموا المُظهِرينَ لِنورِ بَدرٍ بَعدَما خيفَ المَحاقُ عَلَيهِ وَالإِظلامُ عِشرونَ خاقاناً نَمَوكَ وَعَشرَةٌ غُرُّ الفُتوحِ خَلائِفٌ أَعلامُ نَسَبٌ إِذا ذُكِرَ المُلوكُ فَإِنَّهُ لِرَفيعِ أَنسابِ المُلوكِ سَنامُ لا تَحفَلَنَّ مِنَ الجِراحِ بَقِيَّةً إِنَّ البَقِيَّةَ في غَدٍ تَلتامُ جَرَتِ النُحوسُ لِغايَةٍ فَتَبَدَّلَت وَلِكُلِّ شَيءٍ غايَةٌ وَتَمامُ تَعِبَت بِأُمَّتِكَ الخُطوبُ فَأَقصَرَت وَالدَهرُ يُقصِرُ وَالخُطوبُ تَنامُ لَبِثَت تَنوشُهُمُ الحَوادِثُ حِقبَةً وَتَصُدُّها الأَخلاقُ وَالأَحلامُ وَلَقَد يُداسُ الذِئبُ في فَلَواتِهِ وَيُهابُ بَينَ قُيودِهِ الضِرغامُ زِدهُم أَميرَ المُؤمِنينَ مِنَ القُوى إِنَّ القُوى عِزٌّ لَهُم وَقَوامُ المُلكُ وَالدُوَلاتُ ما يَبني القَنا وَالعِلمُ لا ما تَرفَعُ الأَحلامُ وَالحَقُّ لَيسَ وَإِن عَلا بِمُؤَيَّدٍ حَتّى يُحَوِّطَ جانِبَيهِ حُسامُ خَطَّ النَبِيُّ بِراحَتَيهِ خَندَقاً وَمَشى يُحيطُ بِهِ قَناً وَسِهامُ يا بَربَروسُ عَلى ثَراكَ تَحِيَّةٌ وَعَلى سَمِيِّكَ في البِحارِ سَلامُ أَعَلِمتَ ما أَهدى إِلَيكَ عِصابَةٌ غُرُّ المَآثِرِ مِن بَنيكَ كِرامُ نَشَروا حَديثَكَ في البَرِيَّةِ بَعدَ ما هَمَّت بِطَيِّ حَديثِكَ الأَيّامُ خَصّوكَ مِن أُسطولِهِم بِدَعامَةٍ يُبنى عَلَيها رُكنُهُ وَيُقامُ شَمّاءُ في عَرضِ الخِضَمِّ كَأَنَّها بُرجٌ بِذاتِ الرَجعِ لَيسَ يُرامُ كانَت كَبَعضِ البارِجاتِ فَحَفَّها لَمّا تَحَلَّت بِاِسمِكَ الإِعظامُ ما ماتَ مِن نُبُلِ الرِجالِ وَفَضلِهِم يَحيا لَدى التاريخِ وَهوَ عِظامُ يَمضي وَيُنسى العالَمونَ وَإِنَّما تَبقى السُيوفُ وَتَخلُدُ الأَقلامُ وَتَلاكَ طُرغودُ كَما قَد كُنتُما جَنباً لِجَنبٍ وَالعُبابُ ضِرامُ أَرسى عَلى بابِ الإِمامِ كَأَنَّهُ لِلفُلكِ مِن فَرطِ الجَلالِ إِمامُ جَمَعَتكُما الأَيّامُ بَعدَ تَفَرُّقٍ ما لِلِقاءِ وَلِلفُراقِ دَوامُ سَيَشُدُّ أَزرَكَ وَالشَدائِدُ جُمَّةٌ وَيُعِزُّ نَصرَكَ وَالخُطوبُ جِسامُ ما السُفنُ في عَدَدِ الحَصى بِنَوافِعٍ حَتّى يَهُزَّ لِواءَها مِقدامُ لَمّا لَمَحتُكُما سَكَبتُ مَدامِعي فَرَحاً وَطالَ تَشَوُّفٌ وَقِيامُ وَسَأَلتُ هَل مِن لُؤلُؤٍ أَو طارِقٍ في البَحرِ تَخفُقُ فَوقَهُ الأَعلامُ يا مَعشَرَ الإِسلامِ في أُسطولِكُم عِزٌّ لَكُم وَوِقايَةٌ وَسَلامُ جودوا عَلَيهِ بِمالِكُم وَاِقضوا لَهُ ما توجِبُ الأَعلاقُ وَالأَرحامُ لا الهِندُ قَد كَرُمَت وَلا مِصرٌ سَخَت وَالغَربُ قَصَّرَ عَن نَدىً وَالشامُ سَيلُ المَمالِكِ جارِفٌ مِن شِدَّةٍ وَقُوىً وَأَنتُم في الطَريقِ نِيامُ حُبُّ السِيادَةِ في شَمائِلِ دينِكُم وَالجِدُّ روحٌ مِنهُ وَالإِقدامُ وَالعِلمُ مِن آياتِهِ الكُبرى إِذا رَجَعَت إِلى آياتِهِ الأَقوامُ لَو تُقرِؤونَ صِغارَكُم تاريخَهُ عَرَفَ البَنونُ المَجدَ كَيفَ يُرامُ كَم واثِقٍ بِالنَفسِ نَهّاضٍ بِها سادَ البَرِيَّةَ فيهِ وَهوَ عِصامُ يا أُختَ أَندَلُسٍ عَلَيكِ سَلامُ هَوَتِ الخِلافَةُ عَنكِ وَالإِسلامُ نَزَلَ الهِلالُ عَنِ السَماءِ فَلَيتَها طُوِيَت وَعَمَّ العالَمينَ ظَلامُ أَزرى بِهِ وَأَزالَهُ عَن أَوجِهِ قَدَرٌ يَحُطُّ البَدرَ وَهوَ تَمامُ جُرحانِ تَمضي الأُمَّتانِ عَلَيهِما هَذا يَسيلُ وَذاكَ لا يَلتامُ بِكُما أُصيبَ المُسلِمونَ وَفيكُما دُفِنَ اليَراعُ وَغُيِّبَ الصَمصامُ لَم يُطوَ مَأتَمُها وَهَذا مَأتَمٌ لَبِسوا السَوادَ عَلَيكِ فيهِ وَقاموا ما بَينَ مَصرَعِها وَمَصرَعِكِ اِنقَضَت فيما نُحِبُّ وَنَكرَهُ الأَيّامُ خَلَتِ القُرونُ كَلَيلَةٍ وَتَصَرَّمَت دُوَلُ الفُتوحِ كَأَنَّها أَحلامُ وَالدَهرُ لا يَألو المَمالِكَ مُنذِراً فَإِذا غَفَلنَ فَما عَلَيهِ مَلامُ مَقدونِيا وَالمُسلِمونَ عَشيرَةٌ كَيفَ الخُئولَةُ فيكِ وَالأَعمامُ أَتَرَينَهُم هانوا وَكانَ بِعِزِّهِم وَعُلُوِّهِم يَتَخايَلُ الإِسلامُ إِذ أَنتِ نابُ اللَيثِ كُلَّ كَتيبَةٍ طَلَعَت عَلَيكِ فَريسَةٌ وَطَعامُ ما زالَتِ الأَيّامُ حَتّى بُدِّلَت وَتَغَيَّرَ الساقي وَحالَ الجامُ أَرَأَيتِ كَيفَ أُديلَ مِن أُسدِ الشَرى وَشَهِدتِ كَيفَ أُبيحَتِ الآجامُ زَعَموكِ هَمّاً لِلخِلافَةِ ناصِباً وَهَلِ المَمالِكُ راحَةٌ وَمَنامُ وَيَقولُ قَومٌ كُنتِ أَشأَمَ مَورِدٍ وَأَراكِ سائِغَةً عَلَيكِ زِحامُ وَيَراكِ داءَ المُلكُ ناسُ جَهالَةٍ بِالمُلكِ مِنهُم عِلَّةٌ وَسَقامُ لَو آثَروا الإِصلاحَ كُنتِ لِعَرشِهِم رُكناً عَلى هامِ النُجومِ يُقامُ وَهمٌ يُقَيِّدُ بَعضُهُم بَعضاً بِهِ وَقُيودُ هَذا العالَمِ الأَوهامُ صُوَرُ العَمى شَتّى وَأَقبَحُها إِذا نَظَرَت بِغَيرِ عُيونِهِنَّ الهامُ وَلَقَد يُقامُ مِنَ السُيوفِ وَلَيسَ مِن عَثَراتِ أَخلاقِ الشُعوبِ قِيامُ وَمُبَشِّرٍ بِالصُلحِ قُلتُ لَعَلَّهُ خَيرٌ عَسى أَن تَصدُقَ الأَحلامُ تَرَكَ الفَريقانِ القِتالَ وَهَذِهِ سِلمٌ أَمَرُّ مِنَ القِتالِ عُقامُ يَنعى إِلَينا المَلِكَ ناعٍ لَم يَطَأ أَرضاً وَلا اِنتَقَلَت بِهِ أَقدامُ بَرقٌ جَوائِبُهُ صَواعِقُ كُلُّها وَمِنَ البُروقِ صَواعِقٌ وَغَمامُ إِن كانَ شَرٌّ زارَ غَيرَ مُفارِقٍ أَو كانَ خَيرٌ فَالمَزارُ لِمامُ بِالأَمسِ أَفريقا تَوَلَّت وَاِنقَضى مُلكٌ عَلى جيدِ الخِضَمِّ جِسامُ نَظَمَ الهِلالُ بِهِ مَمالِكَ أَربَعاً أَصبَحنَ لَيسَ لِعَقدِهِنَّ نِظامُ مِن فَتحِ هاشِمَ أَو أُمَيَّةَ لَم يُضِع آساسَها تَتَرٌ وَلا أَعجامُ وَاليَومَ حُكمُ اللَهِ في مَقدونِيا لا نَقضَ فيهِ لَنا وَلا إِبرامُ كانَت مِنَ الغَربِ البَقِيَّةُ فَاِنقَضَت فَعَلى بَني عُثمانَ فيهِ سَلامُ أَخَذَ المَدائِنَ وَالقُرى بِخِناقِها جَيشٌ مِنَ المُتَحالِفينَ لُهامُ غَطَّت بِهِ الأَرضُ الفَضاءَ وَجَوَّها وَكَسَت مَناكِبَها بِهِ الآكامُ تَمشي المَناكِرُ بَينَ أَيدي خَيلِهِ أَنّى مَشى وَالبَغيُ وَالإِجرامُ وَيَحُثُّهُ بِاِسمِ الكِتابِ أَقِسَّةٌ نَشَطوا لِما هُوَ في الكِتابِ حَرامُ وَمُسَيطِرونَ عَلى المَمالِكِ سُخِّرَت لَهُمُ الشُعوبُ كَأَنَّها أَنعامُ مِن كُلِّ جَزّارٍ يَرومُ الصَدرَ في نادي المُلوكِ وَجَدُّهُ غَنّامُ سِكّينُهُ وَيَمينُهُ وَحِزامُهُ وَالصَولَجانُ جَميعُها آثامُ عيسى سَبيلُكَ رَحمَةٌ وَمَحَبَّةٌ في العالَمينَ وَعِصمَةٌ وَسَلامُ ما كُنتَ سَفّاكَ الدِماءِ وَلا اِمرَأً هانَ الضِعافُ عَلَيهِ وَالأَيتامُ يا حامِلَ الآلامِ عَن هَذا الوَرى كَثُرَت عَلَيهِ بِاِسمِكَ الآلامُ أَنتَ الَّذي جَعَلَ العِبادَ جَميعَهُم رَحِماً وَبِاِسمِكَ تُقطَعُ الأَرحامُ أَتَتِ القِيامَةُ في وِلايَةِ يوسُفٍ وَاليَومَ بِاِسمِكَ مَرَّتَينِ تُقامُ كَم هاجَهُ صَيدُ المُلوكِ وَهاجَهُم وَتَكافَأَ الفُرسانُ وَالأَعلامُ البَغيُ في دينِ الجَميعِ دَنِيَّةٌ وَالسَلمُ عَهدٌ وَالقِتالُ زِمامُ وَاليَومَ يَهتِفُ بِالصَليبِ عَصائِبٌ هُم لِلإِلَهِ وَروحِهِ ظُلّامُ خَلَطوا صَليبَكَ وَالخَناجِرَ وَالمُدى كُلٌّ أَداةٌ لِلأَذى وَحِمامُ أَوَ ما تَراهُم ذَبَّحوا جيرانَهُم بَينَ البُيوتِ كَأَنَّهُم أَغنامُ كَم مُرضَعٍ في حِجرِ نِعمَتِهِ غَدا وَلَهُ عَلى حَدِّ السُيوفِ فِطامُ وَصَبِيَّةٍ هُتِكَت خَميلَةُ طُهرِها وَتَناثَرَت عَن نَورِهِ الأَكمامُ وَأَخي ثَمانينَ اِستُبيحَ وَقارُهُ لَم يُغنِ عَنهُ الضَعفُ وَالأَعوامُ وَجَريحِ حَربٍ ظامِئٍ وَأَدوهُ لَم يَعطِفهُمُ جُرحٌ دَمٍ وَأُوامُ وَمُهاجِرينَ تَنَكَّرَت أَوطانُهُم ضَلّوا السَبيلَ مِنَ الذُهولِ وَهاموا السَيفُ إِن رَكِبوا الفِرارَ سَبيلُهُم وَالنِطعُ إِن طَلَبوا القَرارَ مُقامُ يَتَلَفَّتونَ مُوَدِّعينَ دِيارَهُم وَاللَحظُ ماءٌ وَالدِيارُ ضِرامُ يا أُمَّةً بِفَروقَ فَرِّقَ بَينَهُم قَدَرٌ تَطيشُ إِذا أَتى الأَحلامُ فيمَ التَخاذُلُ بَينَكُم وَوَراءَكُم أُمَمٌ تُضاعُ حُقوقُها وَتُضامُ اللَهُ يَشهَدُ لَم أَكُن مُتَحَزِّباً في الرُزءِ لا شِيَعٌ وَلا أَحزامُ وَإِذا دَعَوتُ إِلى الوِئامِ فَشاعِرٌ أَقصى مُناهُ مَحَبَّةٌ وَوِئامُ مَن يَضجُرُ البَلوى فَغايَةُ جَهدِهِ رُجعى إِلى الأَقدارِ وَاِستِسلامُ لا يَأخُذَنَّ عَلى العَواقِبِ بَعضُكُم بَعضاً فَقِدماً جارَتِ الأَحكامُ تَقضي عَلى المَرءِ اللَيالي أَو لَهُ فَالحَمدُ مِن سُلطانِها وَالذامُ مِن عادَةِ التاريخِ مِلءُ قَضائِهِ عَدلٌ وَمِلءُ كِنانَتَيهِ سِهامُ ما لَيسَ يَدفَعُهُ المُهَنَّدُ مُصلَتاً لا الكُتبُ تَدفَعُهُ وَلا الأَقلامُ إِنَّ الأُلى فَتَحوا الفُتوحَ جَلائِلاً دَخَلوا عَلى الأُسدِ الغِياضَ وَناموا هَذا جَناهُ عَلَيكُمُ آباؤُكُم صَبراً وَصَفحاً فَالجُناةُ كِرامُ رَفَعوا عَلى السَيفِ البِناءَ فَلَم يَدُم ما لِلبِناءِ عَلى السُيوفِ دَوامُ أَبقى المَمالِكَ ما المَعارِفُ أُسُّهُ وَالعَدلُ فيهِ حائِطٌ وَدِعامُ فَإِذا جَرى رَشداً وَيُمناً أَمرُكُم فَاِمشوا بِنورِ العِلمِ فَهوَ زِمامُ وَدَعوا التَفاخُرَ بِالتُراثِ وَإِن غَلا فَالمَجدُ كَسبٌ وَالزَمانُ عِصامُ إِنَّ الغُرورَ إِذا تَمَلَّكَ أُمَّةً كَالزَهرِ يُخفي المَوتَ وَهوَ زُؤامُ لا يَعدِلَنَّ المُلكَ في شَهَواتِكُم عَرَضٌ مِنَ الدُنيا بَدا وَحُطامُ وَمَناصِبٌ في غَيرِ مَوضِعِها كَما حَلَّت مَحَلَّ القُدوَةِ الأَصنامُ المُلكُ مَرتَبَةُ الشُعوبِ فَإِن يَفُت عِزُّ السِيادَةِ فَالشُعوبُ سَوامُ وَمِنَ البَهائِمِ مُشبَعٌ وَمُدَلَّلٌ وَمِنَ الحَريرِ شَكيمَةٌ وَلِجامُ وَقَفَ الزَمانُ بِكُم كَمَوقِفِ طارِقٍ اليَأسُ خَلفٌ وَالرَجاءُ أَمامُ الصَبرُ وَالإِقدامُ فيهِ إِذا هُما قُتِلا فَأَقتُلُ مِنهُما الإِحجامُ يُحصي الدَليلُ مَدى مَطالِبِهِ وَلا يَحصي مَدى المُستَقبِلِ المِقدامُ هَذي البَقِيَّةُ لَو حَرَصتُم دَولَةٌ صالَ الرَشيدُ بِها وَطالَ هِشامُ قِسمُ الأَئِمَّةِ وَالخَلائِفِ قَبلَكُم في الأَرضِ لَم تُعدَل بِهِ الأَقسامُ سَرَتِ النُبُوَّةُ في طَهورِ فَضائِهِ وَمَشى عَلَيهِ الوَحيُ وَالإِلهامُ وَتَدَفَّقَ النَهرانِ فيهِ وَأَزهَرَت بَغدادُ تَحتَ ظِلالِهِ وَالشامُ أَثرَت سَواحِلُهُ وَطابَت أَرضُهُ فَالدُرُّ لُجٌّ وَالنُضارُ رَغامُ شَرَفاً أَدِرنَةُ هَكَذا يَقِفُ الحِمى لِلغاضِبينَ وَتَثبُتُ الأَقدامُ وَتُرَدُّ بِالدَمِ بُقعَةٌ أُخِذَت بِهِ وَيَموتُ دونَ عَرينِهِ الضِرغامُ وَالمُلكُ يُؤخَذُ أَو يُرَدُّ وَلَم يَزَل يَرِثُ الحُسامَ عَلى البِلادِ حُسامُ عِرضُ الخِلافَةِ ذادَ عَنهُ مُجاهِدٌ في اللَهِ غازٍ في الرَسولِ هُمامُ تَستَعصِمُ الأَوطانُ خَلفَ ظُباتِهِ وَتَعُزُّ حَولَ قَناتِهِ الأَعلامُ عُثمانُ في بُردَيهِ يَمنَعُ جَيشَهُ وَاِبنُ الوَليدِ عَلى الحِمى قَوّامُ عَلِمَ الزَمانُ مَكانَ شُكري وَاِنتَهى شُكرُ الزَمانِ إِلَيهِ وَالإِعظامُ صَبراً أَدِرنَةُ كُلُّ مُلكٍ زائِلٌ يَوماً وَيَبقى المالِكُ العَلّامُ خَفَتِ الأَذانُ فَما عَلَيكِ مُوَحِّدٌ يَسعى وَلا الجُمَعُ الحِسانُ تُقامُ وَخَبَت مَساجِدُ كُنَّ نوراً جامِعاً تَمشي إِلَيهِ الأُسدُ وَالآرامُ يَدرُجنَ في حَرَمِ الصَلاةِ قَوانِتاً بيضَ الإِزارِ كَأَنَّهُنَّ حَمامُ وَعَفَت قُبورُ الفاتِحينَ وَفُضَّ عَن حُفَرِ الخَلائِفِ جَندَلٌ وَرِجامُ نُبِشَت عَلى قَعساءِ عِزَّتِها كَما نُبِشَت عَلى اِستِعلائِها الأَهرامُ في ذِمَّةِ التاريخِ خَمسَةُ أَشهُرٍ طالَت عَلَيكِ فَكُلُّ يَومٍ عامُ السَيفُ عارٍ وَالوَباءُ مُسَلَّطٌ وَالسَيلُ خَوفٌ وَالثُلوجُ رُكامُ وَالجوعُ فَتّاكٌ وَفيهِ صَحابَةٌ لَو لَم يَجوعوا في الجِهادِ لَصاموا ضَنّوا بِعِرضِكِ أَن يُباعَ وَيُشتَرى عِرضُ الحَرائِرِ لَيسَ فيهِ سُوامُ ضاقَ الحِصارُ كَأَنَّما حَلَقاتُهُ فَلَكٌ وَمَقذوفاتُها أَجرامُ وَرَمى العِدى وَرَمَيتِهِم بِجَهَنَّمٍ مِمّا يَصُبُّ اللَهُ لا الأَقوامُ بِعتِ العَدُوَّ بِكُلِّ شِبرٍ مُهجَةً وَكَذا يُباعُ المُلكُ حينَ يُرامُ ما زالَ بَينَكِ في الحِصارِ وَبَينَهُ شُمُّ الحُصونِ وَمِثلُهُنَّ عِطامُ حَتّى حَواكِ مَقابِراً وَحَوَيتِهِ جُثَثاً فَلا غَبنٌ وَلا اِستِذمامُ يا دِنشِوايَ عَلى رُباكِ سَلامُ ذَهَبَت بِأُنسِ رُبوعِكِ الأَيّامُ شُهَداءُ حُكمِكِ في البِلادِ تَفَرَّقوا هَيهاتَ لِلشَملِ الشَتيتِ نِظامُ مَرَّت عَلَيهِم في اللُحودِ أَهِلَّةٌ وَمَضى عَلَيهِم في القُيودِ العامُ كَيفَ الأَرامِلُ فيكِ بَعدَ رِجالِها وَبِأَيِّ حالٍ أَصبَحَ الأَيتامُ عِشرونَ بَيتاً أَقفَرَت وَاِنتابَها بَعدَ البَشاشَةِ وَحشَةٌ وَظَلامُ يا لَيتَ شِعري في البُروجِ حَمائِمٌ أَم في البُروجِ مَنِيَّةٌ وَحِمامُ نَيرونُ لَو أَدرَكتَ عَهدَ كَرومِرٍ لَعَرَفتَ كَيفَ تُنَفَّذُ الأَحكامُ نوحي حَمائِمَ دِنشِوايَ وَرَوِّعي شَعباً بِوادي النيلِ لَيسَ يَنامُ إِن نامَتِ الأَحياءُ حالَت بَينَهُ سَحراً وَبَينَ فِراشِهِ الأَحلامُ مُتَوَجِّعٌ يَتَمَثَّلُ اليَومَ الَّذي ضَجَّت لِشِدَّةِ هَولِهِ الأَقدامُ السوطُ يَعمَلُ وَالمَشانِقُ أَربَعٌ مُتَوَحِّداتٌ وَالجُنودُ قِيامُ وَالمُستَشارُ إِلى الفَظائِعِ ناظِرٌ تَدمى جُلودٌ حَولَهُ وَعِظامُ في كُلِّ ناحِيَةٍ وَكُلِّ مَحَلَّةٍ حَزعاً مِنَ المَلَأِ الأَسيَفِ زِحامُ وَعَلى وُجوهِ الثاكِلينَ كَآبَةٌ وَعَلى وُجوهِ الثاكِلاتِ رُغامُ يا قَومَ عُثمانَ وَالدُنيا مُداوَلَةٌ تَعاوَنوا بَينَكُم يا قَومَ عُثمانَ كونوا الجِدارَ الَّذي يَقوى الجِدارُ بِهِ فَاللَهُ جَعَلَ الإِسلامَ بُنيانا أَمسى السَبيلُ لِغَيرِ المُحسِنينَ دَماً فَشَأنُكُم وَسَبيلاً نورُهُ بانا البِرُّ مِن شُعَبِ الإيمانِ أَفضَلُها لا يَقبَلُ اللَهُ دونَ البِرِّ إيمانا هَل تَرحَمونَ لَعَلَّ اللَهَ يَرحَمُكُم بِالبيدِ أَهلاً وَبِالصَحراءِ جيرانا في ذِمَّةِ اللَهِ أَوفى ذِمَّةٍ نَفَرٌ عَلى طَرابُلُسٍ يَقضونَ شُجعانا إِن سالَ جَرحاهُمُ في غُربَةٍ وَوَغىً باتوا عَلى الجَمرِ أَرواحاً وَأَبدانا هَذا يَحُنُّ إِلى البُسفورِ مُحتَضِراً وَذاكَ يَبكي الغَضا وَالشيحَ وَالبانا يُوَدِّعونَ عَلى بُعدٍ دِيارَهُمُ وَيَنشِدونَ بُنَيّاتٍ وَصِبيانا أَذَنبُهُم عِندَ هَذا الدَهرِ أَنَّهُمُ يَحمونَ أَرضاً لَهُم ديسَت وَأَوطانا ماتوا وَعِرضُهُمُ المَوفورُ بَعدَهُمُ وَالعِرضُ لا عِزَّ في الدُنيا إِذا هانا قَومي وَجَلَّت وُجوهُ القَومِ مِصرُ بِكُم أَلقَت عَلى كُرَماءِ الدَهرِ نِسيانا لا تَسأَلونَ عَنِ الأَعوانِ إِن قَعَدوا وَتَنهَضونَ إِلى المَلهوفِ أَعوانا أَكُلَّما هَزَّكُم داعٍ لِصالِحَةٍ قُمتُم كُهولاً إِلى الداعي وَفِتيانا لَو صُوِّرَ الشَرقُ إِنساناً أَخا كَرَمٍ لَكُنتُمُ الروحَ وَالأَقوامُ جُثمانا إِذا هُزِزتُم تَلاقى السَيفُ مُنصَلِتاً وَالريحُ مُرسَلَةً وَالغَيثُ هَتّانا إِذا المَكارِمُ في الدُنيا أُشيدَ بِها كانَت كِتاباً وَكُنّا نَحنُ عُنوانا إِنَّ الحَياةَ نَهارٌ أَو سَحابَتُهُ فَعِش نَهارَكَ مِن دُنياكَ إِنسانا أَرى الكَريمَ بِوِجدانٍ وَعاطِفَةٍ وَلا أَرى لِبَخيلِ القَومِ وُجدانا هَذا الهِلالُ الَّذي تُحيونَ لَيلَتَهُ أَبهى الأَهِلَّةِ عِندَ اللَهِ أَلوانا أَراهُ مِن بَينِ أَعلامِ الوَغى مَلَكاً وَما سِواهُ مِنَ الأَعلامِ شَيطانا فانٍ فَفيهِ مِنَ الجَرحى مُشاكَلَةٌ حَتّى إِذا قيلَ ماتوا اِخضَرَّ رَيحانا لِحامِليهِ جَلالٌ مِنهُ مُقتَبَسٌ كَأَنَّما رَفَعوا لِلناسِ قُرآنا كَأَنَّ ما اِحمَرَّ مِنهُ حَولَ غُرَّتِهِ دَمُ البَريءِ ذَكِيِّ الشَيبِ عُثمانا كَأَنَّ ما اِبيَضَّ في أَثناءِ حُمرَتِهِ نورُ الشَهيدِ الَّذي قَد ماتَ ظَمآنا كَأَنَّهُ شَفَقٌ تَسمو العُيونُ لَهُ قَد قَلَّدَ الأُفقَ ياقوتاً وَمُرجانا كَأَنَّهُ مِن دَمِ العُشّاقِ مُختَضَبٌ يُثيرُ حَيثُ بَدا وَجداً وَأَشجانا كَأَنَّهُ مِن جَمالٍ رائِعٍ وَهُدىً خُدودُ يوسُفَ لَمّا عَفَّ وَلهانا كَأَنَّهُ وَردَةٌ حَمراءُ زاهِيَةٌ في الخُلدِ قَد فُتِّحَت في كَفِّ رُضوانا قِف بِروما وَشاهِدِ الأَمرَ وَاِشهَد أَنَّ لِلمُلكِ مالِكاً سُبحانَه دَولَةٌ في الثَرى وَأَنقاضُ مُلكٍ هَدَمَ الدَهرُ في العُلا بُنيانَه مَزَّقَت تاجَهُ الخُطوبُ وَأَلقَت في التُرابِ الَّذي أَرى صَولَجانَه طَلَلٌ عِندَ دِمنَةٍ عِندَ رَسمٍ كَكِتابٍ مَحا البِلى عُنوانَه وَتَماثيلُ كَالحَقائِقِ تَزدا دُ وُضوحاً عَلى المَدى وَإِبّانَه مَن رَآها يَقولُ هَذي مُلوكُ الدَهرِ هَذا وَقارُهُم وَالرَزانَه وَبَقايا هَياكِلٍ وَقُصورٍ بَينَ أَخذِ البِلى وَدَفعِ المَتانَه عَبَثَ الدَهرُ بِالحَوارِيِّ فيها وَبَيلَيوسَ لَم يَهَب أُرجُوانَه وَجَرَت هاهُنا أُمورٌ كِبارٌ واصَلَ الدَهرُ بَعدَها جَرَيانَه راحَ دينٌ وَجاءَ دينٌ وَوَلّى مُلكُ قَومٍ وَحَلَّ مَلِكٌ مَكانَه وَالَّذي حَصَّلَ المُجِدّونَ إِهرا قُ دِماءٍ خَليقَةٍ بِالصِيانَه لَيتَ شِعري إِلامَ يَقتَتِلُ النا سُ عَلى ذي الدَنِيَّةِ الفَتّانَه بَلَدٌ كانَ لِلنَصارى قَتاداً صارَ مُلكَ القُسوسِ عَرشُ الدِيانَه وَشُعوبٌ يَمحونَ آيَةَ عيسى ثُمَّ يُعلونَ في البَرِيَّةِ شانَه وَيُهينونَ صاحِبَ الروحِ مَيتاً وَيُعِزّونَ بَعدَهُ أَكفانَه عالَمٌ قُلَّبٌ وَأَحلامُ خَلقٍ تَتَبارى غَباوَةً وَفَطانَه رَومَةُ الزَهوِ في الشَرائِعِ وَالحِك مَةِ في الحُكمِ وَالهَوى وَالمَجانَه وَالتَناهي فَما تَعَدّى عَزيزاً فيكِ عِزٌّ وَلا مَهيناً مَهانَه ما لِحَيٍّ لَم يُمسِ مِنكِ قَبيلٌ أَو بِلادٌ يُعِدُّها أَوطانَه يُصبِحُ الناسُ فيكِ مَولى وَعَبداً وَيَرى عَبدُكِ الوَرى غِلمانَه أَينَ مُلكٌ في الشَرقِ وَالغَربِ عالٍ تَحسُدُ الشَمسُ في الضُحى سُلطانَه قادِرٌ يَمسَخُ المَمالِكَ أَعما لاً وَيُعطي وَسيعَها أَعوانَه أَينَ مالٌ جَبَيتِهِ وَرَعايا كُلُّهُم خازِنٌ وَأَنتِ الخَزانَه أَينَ أَشرَافُكِ الَّذينَ طَغَوا في الدَه رِ حَتّى أَذاقَهُم طُغيانَه أَينَ قاضيكِ ما أَناخَ عَلَيهِ أَينَ ناديكِ ما دَهى شَيخانَه قَد رَأَينا عَلَيكِ آثارَ حُزنٍ وَمِنَ الدورِ ما تَرى أَحزانَه اِقصِري وَاِسأَلي عَنِ الدَهرِ مِصراً هَل قَضَت مَرَّتَينِ مِنهُ اللُبانَه إِنَّ مَن فَرَّقَ العِبادَ شُعوباً جَعَلَ القِسطَ بَينَها ميزانَه هَبكِ أَفنَيتِ بِالحِدادِ اللَيالي لَن تَرَدّى عَلى الوَرى رومانَه قِف عَلى كِنزٍ بِباريسَ دَفين مِن فَريدٍ في المَعاني وَثَمين وَاِفتَقِد جَوهَرَةً مِن شَرَفٍ صَدَفُ الدَهرِ بِتُربَتِها ضَنين قَد تَوارَت في الثَرى حَتّى إِذا قَدُمَ العَهدُ تَوارَت في السِنين غَرَّبَت حَتّى إِذا ما اِستَيأَسَت دَنَتِ الدارُ وَلَكِن لاتَ حين لَم تُذِب نارُ الوَغى ياقوتَها وَأَذابَتهُ تَباريحُ الحَنين لا تَلوموها أَلَيسَت حُرَّةً وَهَوى الأَوطانِ لِلأَحرارِ دين غَيَّبَت باريسُ ذُخراً وَمَضى تُربُها القَيِّمُ بِالحِرزِ الحَصين نَزَلَ الأَرضَ وَلَكِن بَعدَ ما نَزَلَ التاريخَ قَبرَ النابِغين أَعظُمُ اللَيثِ تَلقاها الشَرى وَرُفاتُ النَسرِ حازَتهُ الوُكون وَحَوى الغِمدُ بَقايا صارِمٍ لَم تُقَلِّب مِثلَهُ أَيدي القُيون شَيَّدَ الناسُ عَلَيهِ وَبَنوا حائِطَ الشَكِّ عَلى أُسِّ اليَقين لَستَ تُحصي حَولَهُ أَلوِيَةً أُسِرَت أَمسِ وَراياتٍ سُبين نامَ عَنها وَهيَ في سُدَّتِهِ دَيدَبانٌ ساهِرُ الجَفنِ أَمين وَكَأَيٍّ مِن عَدُوٍّ كاشِحٍ لَكَ بِالأَمسِ هُوَ اليَومَ خَدين وَوَلّى كانَ يَسقيكَ الهَوى عَسَلاً قَد باتَ يَسقيكَ الوَزين فَإِذا اِستَكرَمتَ وُدّاً فَاِتَّهِم جَوهَرُ الوُدِّ وَإِن صَحَّ ظَنين مَرمَرٌ أُضجِعَ في مَسنونِهِ حَجَرُ الأَرضِ وَضِرغامُ العَرين جَلَّلَتهُ هَيبَةُ الثاوي بِهِ رَوعَةَ الحِكمَةِ في الشِعرِ الرَصين هَل دَرى المَرمَرُ ماذا تَحتَهُ مِن قُوى نَفسٍ وَمِن خَلقٍ مَتين أَيُّها الغالونَ في أَجداثِهِم اِبحَثوا في الأَرضِ هَل عيسى دَفين يُمَحّي المَيتُ وَيَبلى رَمسُهُ وَيَغولُ الرَبعَ ما غالَ القَطين حَصِّنوا ما شِئتُمُ مَوتاكُمُ هَل وَراءَ المَوتِ مِن حِصنٍ حَصين لَيسَ في قَبرٍ وَإِن نالَ السُها ما يَزيدُ المَيتَ وَزناً وَيَزين فَاِنزِلِ التاريخَ قَبراً أَو فَنَم في الثَرى غُفلاً كَبَعضِ الهامِدين وَاِخدَعِ الأَحياءَ ما شِئتَ فَلَن تَجِدَ التاريخَ في المُنخَدِعين يا عِصامِيّاً حَوى المَجدَ سِوى فَضلَةٍ قَد قُسِّمَت في المُعرِقين أُمُّكَ النَفسُ قَديماً أَكرَمَت وَأَبوكَ الفَضلُ خَيرُ المُنجِبين نَسَبُ البَدرِ أَوِ الشَمسِ إِذا جيءَ باِلآباءِ مَغمورٌ رَهين وَأُصولُ الخَمرِ ما أَزكى عَلى خُبثِ ما قَد فَعَلَت بِالشارِبين لا يَقولَنَّ اِمرو أَصلي فَما أَصلُهُ مِسكٌ وَأَصلُ الناسِ طين قَد تَتَوَّجتَ فَقالَت أُمَمٌ وَلَدُ الثَورَةِ عَقَّ الثائِرين وَتَزَوَّجتَ فَقالوا مالَهُ وَلِحورٍ مِن بَناتِ المَلكِ عين قَسَماً لَو قَدَروا ما اِحتَشَموا لا يَعِفُّ الناسُ إِلّا عاجِزين أَرَأَيتَ الخَيرَ وافى أُمَّةً لَم يَنالوا حَظَّهُم في النابِغين يَصلُحُ المُلكُ عَلى طائِفَةٍ هُم جَمالُ الأَرضِ حيناً بَعدَ حين مَلَؤوا الدُنيا عَلى قِلَّتِهِم وَقَديماً مُلِئَت بِالمُرسَلين يَحسُنُ الدَهرُ بِهِم ما طَلَعوا وَبِهِم يَزدادُ حُسناً آفِلين قَد أَقاموا قُدوَةً صالِحَةً وَمَضَوا أَمثِلَةً لِلمُحتَذين إِنَّما الأُسوَةُ وَالدُنيا أُسىً سَبَبُ العُمرانِ نَظمُ العالَمين يا صَريعَ المَوتِ نَدمانَ البِلى كُلُّ حَيٍّ بِالَّذي ذُقتَ رَهين كِدتَ مِن قَتلِ المَنايا خِبرَةً تَعلَمُ الآجالَ أَيّانَ تَحين يا مُبيدَ الأَسدِ في آجامِها هَل أَبادَت خَيلُكَ الدودَ المَهين يا عَزيزَ السِجنِ بِالبابا إِلى كَم تَرَدّى في الثَرى ذُلَّ السَجين رُبَّ يَومٍ لَكَ جَلّى وَاِنثَنى سائِلَ الغُرَّةِ مَمسوحَ الجَبين أَحرَزَ الغايَةَ نَصراً غالِياً لِفَرَنسا وَحَوى الفَتحَ الثَمين قَيصَرا الأَنسابِ فيهِ نازَلا قَيصَرَ النَفسِ عِصامَ المالِكين مُجلِسَ التاجِ عَلى مَفرِقِهِ بِيَدَيهِ لا بِأَيدي المُجلِسين حَولَ اِستَرلَتزَ كانَ المُتلَقّى وَاِصطِدامُ النَسرِ بِالمُستَنسِرين وُضِعَ الشَطرَنجُ فَاِستَقبَلتَهُ بِبَنانٍ عابِثٍ بِاللاعِبين فَإِذا المَلكانِ هَذا خاضِعٌ لَكَ في الجَمعِ وَهَذا مُستَكين صِدتَ شاهَ الروسِ وَالنِمسا مَعاً مَن رَأى شاهَينِ صَيداً في كَمين يا مُلَقّى النَصرِ في أَحلامِهِ أَينَ مِن وادي الكَرى سَنتِ هِلين يا مُنيلَ التاجِ في المَهدِ اِبنُه ما الَّذي غَرَّكَ بِالغَيبِ الجَنين اِتَّئِد في أُمَّةٍ أَرهَقتَها إِنَّها كَالناسِ مِن ماءٍ وَطين أَتعَبَ الريحَ مَدى ما سَلَكَت مِن سُهولٍ وَأَجازَت مِن حُزون مِن أَديمٍ يَهرَأُ الدُبَّ إِلى فَلَواتٍ تُنضِجُ الضَبَّ الكَنين لَكَ في كُلِّ مُغارٍ غارَةٌ وَعَلَيها الدَمعُ فيهِ وَالأَنين وَمِنَ المَكرِ تَغَنّيكَ بِها هَل يُزَكّي الذَبحَ غَيرُ الذابِحين سُخِّرَ الناسُ وَإِن لَم يَشعُروا لِقَوِيٍّ أَو غَنِيٍّ أَو مُبين وَالجَماعاتُ ثَنايا المُرتَقى في المَعالي وَجُسورُ العابِرين يا خَطيبَ الدَهرِ هَل مالَ البِلى بِلِسانٍ كانَ ميزانَ الشُؤون تُرجَحُ السِلمُ إِذا حَرَّكتَهُ كِفَّةً أَو تُرجَحُ الحَربُ الزَبون خُطَبٌ لا صَوتَ إِلّا دونَها في صَداها الخَيلُ تَجري وَالسِنين مِن قَصيرِ اللَفظِ في مَكرِ النُهى وَطَويلِ الرُمحِ في كِبارِ الوَتين غَيرَ وَضاعٍ وَلا واشٍ وَلا مُنكِرِ القَولِ وَلا لَغوِ اليَمين سِرنَ أَمثالاً فَلَو لَم يُحيِهِ سَيفُهُ أَحيَينَهُ في الغابِرين قُم إِلى الأَهرامِ وَاِخشَع وَاِطَّرِح خَيلَةَ الصيدِ وَزَهوَ الفاتِحين وَتَمَهَّل إِنَّما تَمشي إِلى حَرَمِ الدَهرِ وَمِحرابِ القُرون هُوَ كَالصَخرَةِ عِندَ القِبطِ أَو كَالحَطيمِ الطُهرِ عِندَ المُسلِمين وَتَسَنَّم مِنبَراً مِن حَجَرٍ لَم يَكُن قَبلَكَ حَظَّ الخاطِبين وَاِدعُ أَجيالاً تَوَلَّت يَسمَعوا لَكَ وَاِبعَث في الأُوالي حاشِرين وَأَعِدها كَلِماتٍ أَربَعاً قَد أَحاطَت بِالقُرونِ الأَربَعين أَلهَبَت خَيلاً وَحَضَّت فَيلَقاً وَأَحالَت عَسَلاً صابَ المَنون قَد عَرَضتَ الدَهرَ وَالجَيشَ مَعاً غايَةٌ قَصَّرَ عَنها الفاتِحون ما عَلِمنا قائِداً في مَوطِنٍ صَفَحَ الدَهرَ وَصَفَّ الدارِعين فَتَرى الأَحياءَ في مُعتَرَكٍ وَتَرى المَوتى عَلَيهِم مُشرِفين عِظَةٌ قومي بِها أَولى وَإِن بَعُدَ العَهدُ فَهَل يَعتَبِرون هَذِهِ الأَهرامُ تاريخُهُمُ كَيفَ مِن تاريخِهِم لا يَستَحون يا كَثيرَ الصَيدِ لِلصَيدِ العُلا قُم تَأَمَّل كَيفَ صادَتكَ المَنون قُم تَرَ الدُنيا كَما غادَرتَها مَنزِلَ الغَدرِ وَماءَ الخادِعين وَتَرَ الحَقَّ عَزيزاً في القَنا هَيِّناً في العُزَّلِ المُستَضعَفين وَتَرَ الأَمرَ يَداً فَوقَ يَدٍ وَتَرَ الناسَ ذِئاباً وَضيئين وَتَرَ العِزَّ لِسَيفٍ نَزِقٍ في بِناءِ المُلكِ أَو رَأيٍ رَزين سُنَنٌ كانَت وَنَظمٌ لَم يَزَل وَفَسادٌ فَوقَ باعِ المُصلِحين وَطَنٌ يَرُفُّ هَوىً إِلى شُبّانِهِ كَالرَوضِ رِفَّتُهُ عَلى رَيحانِهِ هُم نَظمُ حِليَتِهِ وَجَوهَرُ عِقدِهِ وَالعِقدُ قيمَتُهُ يَتيمُ جُمانِهِ يَرجو الرَبيعَ بِهِم وَيَأمَلُ دَولَةً مِن حُسنِهِ وَمِنِ اِعتِدالِ زَمانِهِ مَن غابَ مِنهُم لَم يَغِب عَن سَمعِهِ وَضَميرِهِ وَفُؤادِهِ وَلِسانِهِ وَإِذا أَتاهُ مُبَشِّرٌ بِقُدومِهِم فَمِنَ القَميصِ وَمِن شَذى أَردانِهِ وَلَقَد يَخُصُّ النافِعينَ بِعَطفِهِ كَالشَيخِ خَصَّ نَجيبَهُ بِحَنانِهِ هَيهاتَ يَنسى بَذلَهُم أَرواحَهُم في حِفظِ راحَتِهِ وَجَلبِ أَمانِهِ وَقَفوا لَهُ دونَ الزَمانِ وَرَيبِهِ وَمَشَت حَداثَتُهُم عَلى حَدَثانِهِ في شِدَّةٍ نُقِلَت أَناةُ كُهولِهِ فيها وَحِكمَتُهُم إِلى فِتيانِهِ قُم يا خَطيبَ الجَمعِ هاتِ مِنَ الحَلي ما كُنتَ تَنثُرُهُ عَلى آذانِهِ فَلَطالَما أَبدى الحَنينَ لِقِسِّهِ وَاِهتَزَّ أَشواقاً إِلى سَحبانِهِ نادِ الشَبابَ فَلَم يَزَل لَكَ نادِياً وَالمَرءُ ذو أَثَرٍ عَلى أَخدانِهِ اُمدُد حُداءَكَ في النَجائِبِ تَنصَرِف يَهوى أَعِنَّتِها إِلى تَحنانِهِ أَلقَ النَصيحَةَ غَيرَ هائِبِ وَقعِها لَيسَ الشُجاعُ الرَأيِ مِثلَ جَبانِهِ قُل لِلشَبابِ زَمانُكُم مُتَحَرِّكٌ هَل تَأخُذونَ القِسطَ مِن دَوَرانِهِ نِمتُم عَلى الأَحلامِ تَلتَزِمونَها كَالعالَمِ الخالي عَلى أَوثانِهِ وَتُنازِعونَ الحَيَّ فَضلَ ثِيابِهِ وَالمَيتَ ما قَد رَثَّ مِن أَكفانِهِ وَلَقَد صَدَقتُم هَذِهِ الأَرضَ الهَوى وَالحُرُّ يَصدُقُ في هَوى أَوطانِهِ أَمَلٌ بَذَلتُم كُلَّ غالٍ دونَهُ وَفَقَدتُمُ ما عَزَّ في وُجدانِهِ اللَيثُ يَدفَعُكُم بِشِدَّةِ بَأسِهِ عَنهُ وَيُطعِمُكُم بِفَرطِ لِبانِهِ وَيُريدُ هَذا الطَيرَ حُرّاً مُطلَقاً لَكِن بِأَعيُنِهِ وَفي بُستانِهِ أَوفَدتُمُ وَفداً وَأَوفَدَ رَبُّكُم مَعَهُ العِنايَةَ فَهيَ مِن أَعوانِهِ العَصرُ حُرٌّ وَالشُعوبُ طَليقَةً ما لَم يَحُزها الجَهلُ في أَرسانِهِ فاضَ الزَمانُ مِنَ النُبوغِ فَهَل فَتى غَمَرَ الزَمانَ بِعِلمِهِ وَبَيانِهِ أَينَ التِجارَةَ وَهيَ مِضمارُ الغِنى أَينَ الصِناعَةُ وَهيَ وَجهُ عَنانِهِ أَينَ الجَوادُ عَلى العُلومِ بِمالِهِ أَينَ المُشارِكُ مِصرَ في فِدانِهِ أَينَ الزِراعَةُ في جِنانٍ تَحتَكُم كَخَمائِلِ الفِردَوسِ أَو كَجِنانِهِ أَإِذا أَصابَ القُطنَ كاسِدُ سوقِهِ قُمنا عَلى ساقٍ إِلى أَثمانِهِ يا مَن لِشَعبٍ رُزؤُهُ في مالِهِ أَنساهُ ذِكرَ مُصابِهِ بِكَيانِهِ المُلكُ كانَ وَلَم يَكُن قُطنٌ فَلَم يُغلَب أُبُوَّتُنا عَلى عُمرانِهِ الفاطِمِيَّةُ شُيِّدَت مِن عِزِّهِ وَبَنى بَنو أَيّوبَ مِن سُلطانِهِ بِالقُطنِ لَم يَرفَع قَواعِدَ مُلكِهِ فِرعَونُ وَالهَرَمانُ مِن بُنيانِهِ لَكِن بِأَوَّلِ زارِعٍ نَقَضَ الثَرى بِذَكائِهِ وَأَثارِهِ بِبَنانِهِ وَبِكُلِّ مُحسِنِ صَنعَةٍ في دَهرِهِ تَتَعَجَّبُ الأَجيالُ مِن إِتقانِهِ وَبِهِمَّةٍ في كُلِّ نَفسٍ حَلَّقَت في الجَوِّ وَاِرتَفَعَت عَلى كَيوانِهِ مَلِكٌ مِنَ الأَخلاقِ كانَ بِناؤُهُ مِن نَحتِ أَوَّلِكُم وَمِن صَوّانِهِ فَأتوا الهَياكِلَ إِن بَنَيتُم وَاِقبُسوا مِن عَرشِهِ فيها وَمِن تيجانِهِ نَجا وَتَماثَلَ رُبّانُها وَدَقَّ البَشائِرَ رُكبانُها وَهَلَّلَ في الجَوِّ قَيدومُها وَكَبَّرَ في الماءِ سُكّانُها تَحَوَّلَ عَنها الأَذى وَاِنثَنى عُبابُ الخُطوبِ وَطوفانُها نَجا نوحُها مِن يَدِ المُعتَدي وَضَلَّ المُقاتِلَ عُدوانُها يَدٌ لِلعِنايَةِ لا يَنقَضي وَإِن نَفَدَ العُمرُ شُكرانُها وَقى الأَرضَ شَرَّ مَقاديرِهِ لَطيفُ السَماءِ وَرَحمانُها وَنَجّى الكِنانَةَ مِن فِتنَةٍ تَهَدَّدَتِ النيلَ نيرانُها يَسيلُ عَلى قَرنِ شَيطانِها عَقيقُ الدِماءِ وَعِقيانِها فَيا سَعدُ جُرحُكَ ساءَ الرِجالَ فَلا جُرِحَت فيكَ أَوطانُها وَقَتكَ العِنايَةُ بِالراحَتَينِ وَطَوَّقَ جيدَكَ إِحسانُها مَنايا أَبى اللَهُ إِذ ساوَرَتكَ فَلَم يَلقَ نابَيهِ ثُعبانُها حَوَت دَمَكَ الأَرضُ في أَنفِها زَكِيّاً كَأَنَّكَ عُثمانُها وَرَقَّت لِآثارِهِ في القَميصِ كَأَنَّ قَميصَكَ قُرآنُها وَريعَت كَما ريعَتِ الأَرضُ فيكَ نَواحي السَماءِ وَأَعنانُها وَلَو زُلتَ غُيَّبَ عَمرُو الأُمورِ وَأَخلى المَنابِرَ سَحبانُها رَماكَ عَلى غِرَّةٍ يافِعٌ مُثارُ السَريرَةِ غَضبانُها وَقِدماً أَحاطَت بِأَهلِ الأُمورِ مُيولُ النُفوسِ وَأَضغانُها تَلَمَّسَ نَفسَكَ بَينَ الصُفوفِ وَمِن دونِ نَفسِكَ إيمانُها يُريدُ الأُمورَ كَما شاءَها وَتَأبى الأُمورُ وَسُلطانُها وَعِندَ الَّذي قَهَرَ القَيصَرَينِ مَصيرُ الأُمورِ وَأَحيانُها وَلَو لَم يُسابِق دُروسَ الحَياةِ لَبَصَّرَهُ الرُشدَ لُقمانُها فَإِنَّ اللَيالي عَلَيها يَحولُ شُعورُ النُفوسِ وَوُجدانُها وَيَختَلِفُ الدَهرُ حَتّى يَبينَ رُعاةُ العُهودِ وَخُوّانُها أَرى مِصرَ يَلهو بِحَدِّ السِلاحِ وَيَلعَبُ بِالنارِ وِلدانُها وَراحَ بِغَيرِ مَجالِ العُقولِ يُجيلُ السِياسَةَ غُلمانُها وَما القَتلُ تَحيا عَلَيهِ البِلادُ وَلا هِمَّةُ القَولِ عُمرانُها وَلا الحُكمُ أَن تَنقَضي دَولَةٌ وَتُقبِلَ أُخرى وَأَعوانُها وَلَكِن عَلى الجَيشِ تَقوى البِلادُ وَبِالعِلمِ تَشتَدُّ أَركانُها فَأَينَ النُبوغُ وَأَينَ العُلومُ وَأَينَ الفُنونُ وَإِتقانُها وَأَينَ مِن الخُلقِ حَظُّ البِلادِ إِذا قَتَلَ الشيبَ شُبّانُها وَأَينَ مِنَ الرِبحِ قِسطُ الرِجالِ إِذا كانَ في الخُلقِ خُسرانُها وَأَينَ المُعَلِّمُ ما خَطبُهُ وَأَينَ المَدارِسُ ما شَأنُها لَقَد عَبَثَت بِالنِياقِ الحُداةُ وَنامَ عَنِ الإِبلِ رُعيانُها إِلى الخُلقِ أَنظُرُ فيما أَقولُ وَتَأخُذُ نَفسِيَ أَشجانُها وَيا سَعدُ أَنتَ أَمينُ البِلادِ قَدِ اِمتَلَأَت مِنكَ أَيمانُها وَلَن تَرتَضي أَن تُقَدَّ القَناةُ وَيُبتَرَ مِن مِصرَ سودانُها وَحُجَّتُنا فيهِما كَالصَباحِ وَلَيسَ بِمُعييكَ تِبيانُها فَمِصرُ الرِياضُ وَسودانُها عُيونُ الرِياضِ وَخُلجانُها وَما هُوَ ماءٌ وَلَكِنَّهُ وَريدُ الحَياةِ وَشِريانُها تُتَمِّمُ مِصرَ يَنابيعُهُ كَما تَمَّمَ العَينَ إِنسانُها وَأَهلوهُ مُنذُ جَرى عَذبُهُ عَشيرَةُ مِصرَ وَجيرانُها وَأَمّا الشَريكُ فَعِلّاتُهُ هِيَ الشَرِكاتُ وَأَقطانُها وَحَربٌ مَضَت نَحنُ أَوزارُها وَخَيلٌ خَلَت نَحنُ فُرسانُها وَكَم مَن أَتاكَ بِمَجموعَةٍ مِنَ الباطِلِ الحَقُّ عُنوانُها فَأَينَ مِنَ المَنشِ بَحرُ الغَزالِ وَفَيضُ نِيانزا وَتَهتانُها وَأَينَ التَماسيحُ مِن لُجَّةٍ يَموتُ مِنَ البَردِ حيتانُها وَلَكِن رُؤوسٌ لِأَموالِهِم يُحَرِّكُ قَرنَيهِ شَيطانُها وَدَعوى القَوِيِّ كَدَعوى السِباعِ مِنَ النابِ وَالظُفرِ بُرهانُها قِفي يا أُختَ يوشَعَ خَبِّرينا أَحاديثَ القُرونِ الغابِرينا وَقُصّي مِن مَصارِعِهِم عَلَينا وَمِن دولاتِهِم ما تَعلَمينا فَمِثلُكِ مَن رَوى الأَخبارَ طُرّاً وَمَن نَسَبَ القَبائِلَ أَجمَعينا نَرى لَكِ في السَماءِ خَضيبَ قَرنٍ وَلا نُحصي عَلى الأَرضِ الطَعينا مَشَيتِ عَلى الشَبابِ شَواظَ نارٍ وَدُرتِ عَلى المَشيبِ رَحىً طَحونا تُعينينَ المَوالِدَ وَالمَنايا وَتَبنينَ الحَياةَ وَتَهدُمينا فَيا لَكِ هِرَّةً أَكَلَت بَنيها وَما وَلَدوا وَتَنتَظِرُ الجَنينا أَأُمَّ المالِكينَ بَني أَمونٍ لِيَهنِكِ أَنَّهُم نَزَعوا أَمونا وَلِدتِ لَهُ المَآمينَ الدَواهي وَلَم تَلِدي لَهُ قَطُّ الأَمينا فَكانوا الشُهبَ حينَ الأَرضُ لَيلٌ وَحينَ الناسُ جَدُّ مُضَلَّلينا مَشَت بِمَنارِهِم في الأَرضِ روما وَمِن أَنوارِهِم قَبَسَت أَثينا مُلوكُ الدَهرِ بِالوادي أَقاموا عَلى وادي المُلوكِ مُحَجَّبينا فَرُبَّ مُصَفِّدٍ مِنهُم وَكانَت تُساقُ لَهُ المُلوكُ مُصَفَّدينا تَقَيَّدَ في التُرابِ بِغَيرِ قَيدٍ وَحَلَّ عَلى جَوانِبِهِ رَهينا تَعالى اللهُ كانَ السِحرُ فيهِم أَلَيسوا لِلحِجارَةِ مُنطِقينا غَدَوا يَبنونَ ما يَبقى وَراحوا وَراءَ الآبِداتِ مُخَلَّدينا إِذا عَمِدوا لِمَأثُرَةٍ أَعَدّوا لَها الإِتقانَ وَالخُلقَ المَتينا وَلَيسَ الخُلدُ مَرتَبَةً تَلَقّى وَتُؤخَذُ مِن شِفاهِ الجاهِلينا وَلَكِن مُنتَهى هِمَمٍ كِبارٍ إِذا ذَهَبَت مَصادِرُها بَقينا وَسِرُّ العَبقَرِيَّةِ حينَ يَسري فَيَنتَظِمُ الصَنائِعَ وَالفُنونا وَآثارُ الرِجالِ إِذا تَناهَت إِلى التاريخِ خَيرُ الحاكِمينا وَأَخذُكَ مِن فَمِ الدُنيا ثَناءً وَتَركُكَ في مَسامِعِها طَنينا فَغالي في بَنيكَ الصيدِ غالي فَقَد حُبَّ الغُلُوُّ إِلى بَنينا شَبابٌ قُنَّعٌ لا خَيرَ فيهِم وَبورِكَ في الشَبابِ الطامِحينا فَناجيهِم بِعَرشٍ كانَ صِنواً لِعَرشِكَ في شَبيبَتِهِ سَنينا وَكانَ العِزُّ حُليَتَهُ وَكانَت قَوائِمُهُ الكَتائِبَ وَالسَفينا وَتاجٍ مِن فَرائِدِهِ اِبنُ سيتى وَمِن خَرَزاتِهِ خوفو وَمينا عَلا خَدّاً بِهِ صَعَرٌ وَأَنفاً تَرَفَّعَ في الحَوادِثِ أَن يَدينا وَلَستُ بِقائِلٍ ظَلَموا وَجاروا عَلى الأُجَراءِ أَو جَلَدوا القَطينا فَإِنّا لَم نُوَقَّ النَقصَ حَتّى نُطالِبَ بِالكَمالِ الأَوَّلينا وَما البَستيلُ إِلّا بِنتُ أَمسٍ وَكَم أَكَلَ الحَديدُ بِها صَحينا وَرُبَّةَ بَيعَةٍ عَزَّت وَطالَت بَناها الناسُ أَمسُ مُسخِرينا مُشَيَّدَةٍ لِشافي العُميِ عيسى وَكَم سَمَلَ القَسوسُ بِها عُيونا أَخا اللورداتِ مِثلُكَ مَن تَحَلّى بِحِليَةِ آلِهِ المُتَطَوِّلينا لَكَ الأَصلُ الَّذي نَبَتَت عَلَيهِ فُروعُ المَجدِ مِن كِرنارَفونا وَمالُكَ لا يُعَدُّ وَكُلُّ مالٍ سَيَفنى أَو سَيُفني المالِكينا وَجَدتَ مَذاقَ كُلِّ تَليدِ مَجدٍ فَكَيفَ وَجَدتَ مَجدَ الكاسِبينا نَشَرتَ صَفائِحاً فَجَزَتكَ مِصرٌ صَحائِفَ سُؤدُدٍ لا يَنطَوينا فَإِن تَكُ قَد فَتَحتَ لَها كُنوزاً فَقَد فَتَحَت لَكَ الفَتحَ المُبينا فَلَو قارونُ فَوقَ الأَرضِ إِلّا تَمَنّى لَو رَضيتَ بِهِ قَرينا سَبيلُ الخُلدِ كانَ عَلَيكَ سَهلاً وَعادَتُهُ يَكُدُّ السالِكينا رَأَيتَ تَنَكُّراً وَسَمِعتَ عَتباً فَعُذراً لِلغِضابِ المُحنِقينا أُبُوَّتُنا وَأَعظَمُهُم تُراثٌ نُحاذِرُ أَن يَؤولَ لِآخَرينا وَنَأبى أَن يَحُلَّ عَلَيهِ ضَيمٌ وَيَذهَبَ نَهبَةً لِلناهِبينا سَكَتَّ فَحامَ حَولَكَ كُلُّ ظَنٍّ وَلَو صَرَّحَت لَم تُثِرِ الظُنونا يَقولُ الناسُ في سِرٍّ وَجَهرٍ وَمالَكَ حيلَةٌ في المُرجِفينا أَمَن سَرَقَ الخَليفَةَ وَهوَ حَيٌّ يَعِفُّ عَنِ المُلوكِ مُكَفَّنينا خَليلَيَّ اِهبِطا الوادي وَميلا إِلى غُرَفِ الشُموسِ الغارِبينا وَسيرا في مَحاجِرِهِم رُوَيداً وَطوفا بِالمَضاجِعِ خاشِعينا وَخُصّا بِالعَمارِ وَبِالتَحايا رُفاتَ المَجدِ مِن توتَنخَمينا وَقَبراً كادَ مِن حُسنٍ وَطيبٍ يُضيءُ حِجارَةً وَيَضوعُ طينا يُخالُ لِرَوعَةِ التاريخِ قُدَّت جَنادِلُهُ العُلا مِن طورِ سينا وَكانَ نَزيلُهُ بِالمَلكِ يُدعى فَصارَ يُلَقَّبُ الكَنزَ الثَمينا وَقوما هاتِفَينِ بِهِ وَلَكِن كَما كانَ الأَوائِلُ يَهتِفونا فَثَمَّ جَلالَةٌ قَرَّت وَرامَت عَلى مَرِّ القُرونِ الأَربَعينا جَلالُ المُلكِ أَيّامٌ وَتَمضي وَلا يَمضي جَلالُ الخالِدينا وَقولا لِلنَزيلِ قُدومَ سَعدٍ وَحَيّا اللَهُ مَقدَمَكَ اليَمينا سَلامٌ يَومَ وارَتكَ المَنايا بِواديها وَيَومَ ظَهَرتَ فينا خَرَجتَ مِنَ القُبورِ خُروجَ عيسى عَلَيكَ جَلالَةٌ في العالَمينا يَجوبُ البَرقُ بِاِسمِكَ كُلَّ سَهلٍ وَيَختَرِقُ البُخارُ بِهِ الحُزونا وَأُقسِمُ كُنتَ في لَوزانَ شُغلاً وَكُنتَ عَجيبَةَ المُتَفاوِضينا أَتَعلَمُ أَنَّهُم صَلِفوا وَتاهوا وَصَدّوا البابَ عَنّا موصِدينا وَلَو كُنّا نَجُرُّ هُناكَ سَيفاً وَجَدنا عِندَهُم عَطفاً وَلينا سَيَقضي كِرزُنٌ بِالأَمرِ عَنّا وَحاجاتُ الكِنانَةِ ما قُضينا تَعالَ اليَومَ خَبِّرنا أَكانَت نَواكَ سِناتِ نَومٍ أَم سِنينا وَماذا جُبتَ مِن ظُلُماتِ لَيلٍ بَعيدِ الصُبحِ يُنضي المُدلِجينا وَهَل تَبقى النُفوسُ إِذا أَقامَت هَياكِلُها وَتَبلى إِن بَلينا وَما تِلكَ القِبابُ وَأَينَ كانَت وَكَيفَ أَضَلَّ حافِرُها القُرونا مُمَرَّدَةَ البِناءِ تُخالُ بُرجاً بِبَطنِ الأَرضِ مَحظوظاً دَفينا تَغَطّى بِالأَثاثِ فَكانَ قَصراً وَبِالصُوَرِ العِتاقِ فَكانَ زونا حَمَلتَ العَرشَ فيهِ فَهَل تُرَجّي وَتَأمَلُ دَولَةً في الغابِرينا وَهَل تَلقى المُهَيمِنَ فَوقَ عَرشٍ وَيَلقاهُ المَلا مُتَرَجِّلينا وَما بالُ الطَعامِ يَكادُ يَقدى كَما تَرَكَتهُ أَيدي الصانِعينا وَلَم تَكُ أَمسُ تَصبُرُ عَنهُ يَوماً فَكَيفَ صَبِرتَ أَحقاباً مَئينا لَقَد كانَ الَّذي حَذِرَ الأَوالي وَخافَ بَنو زَمانِكَ أَن يَكونا يُحِبُّ المَرءُ نَبشَ أَخيهِ حَيّاً وَيَنبُشُهُ وَلَو في الهالِكينا سُلِلتَ مِنَ الحَفائِرِ قَبلَ يَومٍ يَسُلُّ مِنَ التُرابِ الهامِدينا فَإِن تَكُ عِندَ بَعثٍ فيهِ شَكٌّ فَإِنَّ وَراءَهُ البَعثَ اليَقينا وَلَو لَم يَعصِموكَ لَكانَ خَيراً كَفى بِالمَوتِ مُعتَصِماً حَصينا يُضَرُّ أَخو الحَياةِ وَلَيسَ شَيءٌ بِضائِرِهِ إِذا صَحِبَ المَنونا زَمانُ الفَردِ يا فِرعَونُ وَلّى وَدالَت دَولَةُ المُتَجَبِّرينا وَأَصبَحَتِ الرُعاةُ بِكُلِّ أَرضٍ عَلى حُكمِ الرَعِيَّةِ نازِلينا هَل تَهبِطُ النَيِّراتُ الأَرضَ أَحيانا وَهَل تَصورُ أَفراداً وَأَعيانا نَزَلنَ أَوَّلَ دارٍ في الثَرى رَفَعَت لِلشَمسِ مُلكاً وَلِلأَقمارِ سُلطانا تَفَنَّنَت قَبلَ خَلقِ الفَنِّ وَاِنفَجَرَت عِلماً عَلى العُصُرِ الخالي وَعِرفانا أُبُوَّةٌ لَو سَكَتنا عَن مَفاخِرِهِم تَواضُعاً نَطَقَت صَخراً وَصَوّانا هُم قَلَّبوا كُرَةَ الدُنيا فَما وَجَدَت أَقوى عَلى صَولَجانِ المَلكِ أَيمانا وَصَيَّروا الدَهرَ هُزءاً يَسخَرونَ بِهِ حَتّى يَنالَ لَهُم بِالهَدمِ بُنيانا لَم يَسلُكِ الأَرضَ قَومٌ قَبلَهُم سُبُلاً وَلا الزَواخِرَ أَثباجاً وَشُطّانا تَقَدَّمَ الناسَ مِنهُم مُحسِنونَ مَضَوا لِلمَوتِ تَحتَ لِواءِ العِلمِ شُجعانا جابوا العُبابَ عَلى عودٍ وَسارِيَةٍ وَأَوغَلوا في الفَلا كَالأُسدِ وُحدانا أَزمانَ لا البَرُّ بِالوابورِ مُنتَهَباً وَلا البُخارُ لِبِنتِ الماءِ رُبّانا هَل شَيَّعَ النَشءُ رَكبَ العِلمِ وَاِكتَنَفوا لِعَبقَرِيَّةٍ أَحمالاً وَأَظعانا وَسايَروا المَوكِبَ المَرموقَ مُتَّشِحاً عِزَّ الحَضارَةِ أَعلاماً وَرُكبانا يَسيرُ تَحتَ لِوائِهِ العَلَمُ مُؤتَلِفاً وَلَن تَرى كَجُنودِ العِلمِ إِخوانا العِلمُ يَجمَعُ في جِنسٍ وَفي وَطَنٍ شَتّى القَبائِلِ أَجناساً وَأَوطانا وَلَم يَزِدكَ كَرَسمِ الأَرضِ مَعرِفَةً بِالأَرضِ داراً وَبِالأَحياءِ جيرانا عَلَمٌ أَبانَ عَنِ الغَبراءِ فَاِنكَشَفَت زَرعاً وَضَرعاً وَإِقليماً وَسُكّانا وَقَسَّمَ الأَرضَ آكاماً وَأَودِيَةً وَفَصَّلَ البَحرَ أَصدافاً وَمُرجانا وَبَيَّنَ الناسَ عاداتٍ وَأَمزِجَةٍ وَمَيَّزَ الناسَ أَجناساً وَأَديانا وَفدَ المَمالِكِ هَزَّ النيلُ مَنكَبَهُ لَمّا نَزَلتُم عَلى واديهِ ضيفانا غَدا عَلى الثَغرِ غادٍ مِن مَواكِبِكُم فَراحَ مُبتَسِمَ الأَرجاءِ جَذلانا جَرَت سَفينَتُكُم فيهِ فَقَلَّبَها عَلى الكَرامَةِ قَيدوماً وَسُكّانا بِلُقاكُمُ بِسَماءِ البَحرِ ضاحِيَةً وَتارَةً بِفَضاءِ البَرِّ مُزدانا وَلَو نَزَلتُمُ بِهِ وَالدَهرُ مُعتَدِلٌ نَزَلتُمُ بِعَروسِ المُلكِ عُمرانا إِذِ الفَنارُ وَراءَ البَحرِ مُؤتَلِقٌ كَأَنَّهُ فَلَقٌ مِن خِدرِهِ بانا أَنافَ خَلفَ سَماءِ اللَيلِ مُتَّقِداً يُخالُ في شُرَفاتِ الجَوِّ كيوانا تَطوي الجَواري إِلَيهِ اليَمَّ مُقبِلَةً تَجري بَوارِجَ أَو تَنسابُ خُلجانا نورُ الحَضارَةِ لا تَبغي الرُكابُ لَهُ لا بِالنَهارِ وَلا بِاللَيلِ بُرهانا يا مَوكِبَ العِلمِ قِف في أَرضِ مَنفَ بِهِ يُناجِ مَهداً وَيَذكُر لِلصِبا شابا بَكى تَمائِمَهُ طِفلاً بِها وَبَكي مَلاعِباً مِن رُبى الوادي وَأَحضانا أَرضٌ تَرَعرَعَ لَم يَصحَب بِساحَتِها إِلّا نَبِيّينَ قَد طابوا وَكُهّانا عيسى اِبنُ مَريَمَ فيها جَرَّ بُردَتَهُ وَجَرَّ فيها العَصا موسى بنُ عِمرانا لَولا الحَياءُ لَناجَتكُم بِحاجَتِها لَعَلَّ مِنكُم عَلى الأَيّامِ أَعوانا إِذا تَفَرَّقتُمُ في الغَربِ أَلسِنَةً لَيَّنتُمُ كُلَّ قَلبٍ لَم يَكُن لانا سِر يا صَليبَ الرِفقِ في ساحِ الوَغى وَاِنشُر عَلَيها رَحمَةً وَحَنانا وَاِدخِل عَلى المَوتِ الصُفوفَ مُواسِياً وَأَعِن عَلى آلامِهِ الإِنسانا وَاِلمُس جِراحاتِ البَرِيَّةِ شافِياً ما كُنتَ إِلّا لِلمَسيحِ بَنانا وَإِذا الوَطيسُ رَمى الشَبابَ بِنارِهِ خُض كَالخَليلِ إِلَيهُمُ النيرانا وَاِجعَل وَسيلَتَكَ المَسيحَ وَأُمَّهُ وَاِضرَع وَسَل في خَلقِهِ الرَحمانا اللَهُ جارُكَ في عَوانٍ لَم تَهَب لِلَّهِ لا بِيَعاً وَلا صُلبانا وَسَلِمتَ يا حَرَمَ المَعارِكِ مِن يَدٍ هَدَمَت لِسِلمِ العالَمينَ كَيانا يا أَهلَ مِصرَ رَمى القَضاءُ بِلُطفِهِ وَأَرادَ أَمراً بِالبِلادِ فَكانا إِنَّ الَّذي أَمرُ المَمالِكِ كُلِّها بِيَدَيهِ أَحدَثَ في الكِنانَةِ شانا أَبقى عَلَيها عَرشَها في بُرهَةٍ تَرمي العُروشَ وَتَنثُرُ التيجانا وَكَسا البِلادَ سَكينَةً مِن أَهلِها وَوَقى مِنَ الفِتَنِ العِبادَ وَصانا أَوَما تَرَونَ الأَرضَ خُرِّبَ نِصفُها وَدِيارُ مِصرٍ لا تَزالُ جِنانا يَرعى كَرامَتَها وَيَمنَعُ حَوضَها جَيشٌ يَعافُ البَغيَ وَالعُدوانا كَجُنودِ عَمروٍ أَينَما رَكَزوا القَنا عَفّوا يَداً وَمُهَنَّداً وَسِنانا إِنَّ الشُجاعَ هُوَ الجَبانُ عَنِ الأَذى وَأَرى الجَريءَ عَلى الشُرورِ جَبانا أُمَمُ الحَضارَةِ أَنتُمُ آباؤُنا مِنكُم أَخَذنا العِلمَ وَالعِرفانا رَقَّت لَكُم مِنّا القُلوبُ كَأَنَّما جَرحاكُمُ يَومَ الوَغى جَرحانا وَمِنَ المُروءَةِ وَهيَ حائِطُ دينِنا أَن نَذكُرَ الإِصلاحَ وَالإِحسانا وَلَئِن غَزاكُم مِن ذَوينا مَعشَرٌ فَلَرُبَّ إِخوانٍ عَزَوا إِخوانا حَتّى إِذا الشَحناءُ نامَت بَينَهُم لَم يَعرِفوا الأَحقادَ وَالأَضغانا بِحَمدِ اللَهِ رَبِّ العالَمينا وَحَمدِكَ يا أَميرَ المُؤمِنينا لَقينا في عَدُوِّكَ ما لَقينا لَقينا الفَتحَ وَالنَصرَ المُبينا هُمُ شَهَروا أَذىً وَشَهَرتَ حَرباً فَكُنتَ أَجَلَّ إِقداماً وَضَربا أَخَذتَ حُدودَهُم شَرقاً وَغَرباً وَطَهَّرتَ المَواقِعَ وَالحُصونا وَقَبلَ الحَربِ حَربٌ مِنكَ كانَت نَتائِجُها لَنا ظَهَرَت وَبانَت أَلَنتَ الحادِثاتِ بِها فَلانَت وَغادَرتَ القَياصِرَ حائِرينا جَمَعتَ لَنا المَمالِكَ وَالشُعوبا وَكانَت في سِياسَتِها ضُروبا فَلَمّا هَبَّ جورجِيَهُم هُبوباً تَلَفَّتَ لا يُصيبُ لَهُ مَعينا رَأى كَيفَ السَبيلُ إِلى كَريدٍ وَكَيفَ عَواقِبُ الطَيشِ المَزيدِ وَكَيفَ تَنامُ يا عَبدَ الحَميدِ وَتَغفُلُ عَن دِماءِ العالَمينا وَلا وَاللَهِ وَالرُسلِ الكِرامِ وَبَيتِكَ خَيرُ بَيتٍ في الأَنامِ لَما كانوا وَسَيفُكَ ذو اِنتِقامٍ يُعادِلُ جَمعُهُم مِنّا جَنينا رَأَيتَ الحِلمَ لَمّا زادَ غَرّا وَجَرَّأَ مَلكَهُم حَتّى تَجَرّا فَجاءَتكَ الدَعاوى مِنهُ تَترى وَجاءَتهُ جُنودُكَ مُبطِلينا بِخَيلٍ في الهِضابِ وَفي الرَوابي وَنارٍ في القِلاعِ وَفي الطَوابي وَسَيفٍ لا يَلينُ وَلا يُحابي إِذا الآجالُ رَجَّت مِنهُ لينا وَجَيشٍ مِن غُزاةٍ عَن غُزاةٍ هُمُ الأَبطالُ في ماضٍ وَآتي وَمِن كَرَمٍ أَذَلّوا كُلَّ عاتي وَذَلّوا في قِتالِ المُؤمِنينا أَبَعدَ بَلائِهِم في كُلِّ حَربٍ وَضَربٍ في المَمالِكِ أَيِّ ضَربِ تُحاوِلُ صِبيَةٌ في زِيِّ شَعبٍ وَتَطمَعُ أَن تَدوسَ لَهُم عَرينا جُنودٌ لِلجِراحِ الدَهرَ مِرهَم يُدَبِّرُها البَعيدُ الصيتِ أَدهَم فَأَنجَدَ في تَسالِيَةٍ وَأَتهَم وَكانَت لِلعِدا حِصناً حَصينا أَروتَرُ لا تَدُسَّ السُمَّ دَسّاً وَمَهلاً في التَهَوُّسِ يا هَوَسا سَلِ اليونانَ هَل ثَبَتَت لِرِسّا وَهَل حُفِظَ الطَريقُ إِلى أَثينا مَعاذَ اللَهِ كَلّا ثُمَّ كَلّا هُمُ البَحّارَةُ الغُرُّ الأَجِلّا وَما أُسطولُهُم في البَحرِ إِلّا شَخاشِخُ ما يَرُحنَ وَما يَجينا وَكَم بَعَثوا جُيوشاً مِن أَماني أَتَت دارَ السَعادَةِ في أَمانِ وَما سارَت سِوى يَومَي زَمانٍ فَأَهلاً بِالغُزاةِ الفاتِحينا وَكَم باتوا عَلى هَرجٍ وَمَرجِ وَقالوا المالُ مَبذولٌ لِجورجي وَكُلُّ المالِ مِن دَخلٍ وَخَرجٍ دُيونٌ لا تُقَدِّرُها دُيونا وَكَم فَتَحوا الثُغورَ بِلا تَواني وَبِالأُسطولِ جاؤوا مِن مَواني وَلِلبُسفورِ طاروا في ثَواني فَأَهلاً بِالأَوَزِّ العائِمينا وَفي الآسِتانَةِ اِنتَصَروا اِنتِصاراً وَبُطرُسبُرجَ دَكّوها حِصارا فَيا لِلمُسلِمينَ وَلِلنَصارى وَقَيصَرَ وَالمُلوكِ الآخَرينا وَيا غَليومُ أَينَ لَكَ الفِرارُ إِذا جورجي وَعَسكَرَهُ أَغاروا فَضاقَت عَن سَفينِهِمُ البِحارُ وَضاقَ البَرُّ عَنهُمُ واجِفينا أُمورٌ تَضحَكُ الصِبيانُ مِنها وَلا تَدري لَها العُقَلاءُ كُنها فَسَل روتَر وَسَل هافاسَ عَنها فَإِنَّ لَدَيهِما الخَبَرَ اليَقينا وَيَومَ مَلَونَ إِذ صِحنا وَصاحوا ذَكَرنا اللَهَ مِن فَرَحٍ وَناحوا وَدارَت بَينَهُم بِالراحِ راحُ وَدارَت راحَةُ الإيمانِ فينا عَلَى الجَبَلَينِ قَد بِتنا وَباتوا وَقُتناهُم مَنِيَّتَهُم وَقاتوا وَقَد مِتنا ثَباتاً وَاِستَماتوا وَما البُسَلاءُ كَالمُستَبسِلينا خَسَفنا بِالحُصونِ الأَرضَ خَسفاً تَزيدُ تَأَبِّياً فَنَزيدُ قَذفا بِنارٍ تَنسُفُ الأَجيالَ نَسفاً وَتَلقَفُ نارَهُم وَالمُطلِقينا مَدافِعُ ما تَثوبُ بِغَيرِ زادٍ بَراكينٌ تَصوبُ بِلا نَفادِ نَصَبناها لَهُم في كُلِّ وادي فَكُنَّ المَوتَ أَو أَهدى عُيونا جَعَلنا الأَرضَ تَحتَهُمُ دِماءَ وَصَيَّرنا الدُخانَ لَهُم سَماءَ وَإِذ راموا مِنَ النارِ اِحتِماءَ حَمَت أَسيافُنا مِنهُم مِئينا وَرُبَّ مُجاهِدٍ شَيخٍ مُبَجَّل تَرَجَّلَتِ الجِبالُ وَما تَرَجَّل أَرادَ لِيَركَبَ المَوتَ المُحَجَّل إِلى أَجدادِهِ المُستَشهِدينا وَفى لِجَوادِهِ وَحَنا عَلَيهِ وَقَد شَخَصَت بَنادِقُهُم إِلَيهِ وَصابَ رَصاصُها يُدمي يَدَيهِ وَأَوشَكَتِ السَواعِدُ أَن تَخونا تَعَوَّدَ أَن يُصيبَ وَأَن يُصابا فَخوطِبَ في النُزولِ فَما أَجابا وَقالَ وَقَد قَضى قَولاً صَوابا هُنا فَليَطلُبِ المَرءُ المَنونا وَقَد زادَ البَسالَةَ مِن وَقارِ هِزَبرٌ مِن لُيوثِ التُركِ ضاري تَقَدَّمَ نَحوَ نارٍ أَيُّ نارِ لِيَسبِقَ نَحوَ خالِقِهِ القَرينا جَرى فَأَذَلَّ هاتيكَ الأُلوفا وَزَحزَحَ عَن مَواضِعِها الصُفوفا فَخاضَ إِلى مَكامِنِها الحُتوفا وَما هابَ الرُماةَ مُسَدِّدينا دَعا لِلَّهِ في وَجهِ الأَعادي كَلَيثٍ زائِرٍ في بَطنِ وادي فَلَبَّتهُ الفَيالِقُ وَالأَرادي وَدارَ هِلالُ رايَتِنا يَمينا فَلَمّا أَذعَنوا أَنّا المَنايا وَأَنّا خَيرُ مَن قادَ السَرايا تَفَرَّقَ جَمعُهُم إِلّا بَقايا عَلى قُلَلِ الجِبالِ مُجَندِلينا صَلاةُ اللَهِ رَبّي وَالسَلامُ عَلى قَتلى بِفِرسالو أَقاموا هُمُ الشُهَداءُ حَولَ اللَهِ حاموا فَأَدناهُم وَكانوا الفائِزينا أَنالوا المُلكَ فَتحاً أَيَّ فَتحٍ وَشادوا لِلخِلافَةِ أَيَّ صَرحِ وَجاؤوا رَبَّهُم مِنهُم بِذَبحٍ تَقَبَّلَهُ وَكانَ بِهِ ضَنينا سَلاماً سَفحَ فِرسالو سَلاما وَكُن خَيرَ المُقامِ لِمَن أَقاما وَضَنَّ بِها وَإِن بَلِيَت عِظاماً تُطيفُ بِها المَلائِكُ حائِمينا أَأَدهَمُ هَكَذا تُقنى المَعالي وَتُقنى بِالقَواضِبِ وَالعَوالي لَقَد بَيَّضتَ لِلمُلكِ اللَيالي بِسَيفٍ يَفضَحُ الفَجرَ المُبينا أَخَذتَ النَصرَ بِالجَبَلَينِ غَصباً وَكُنتَ اللَيثَ تَخطاراً وَوَثبا حَمَلتَ فَماجَتِ الحُملانُ رُعباً يَظُنُّهُمُ الجَهولُ مُقاتِلينا وَفي فِرسالَ قَد جِئتَ العُجابا بَسَطتَ الجَيشَ تَقرَؤُهُ كِتابا وَقَد أَحصَيتَهُ باباً فَبابا وَكانوا عَن كِتابِكَ غافِلينا ثَبَتَّ مُؤَمِّلاً مِنكَ الثَباتُ تُوافيكَ الرَسائِلُ وَالسُعاةُ وَحَولَكَ أَهلُ شوراكَ الثُقاتُ تَسوسونَ الجُيوشَ مُظَفَّرينا هُناكَ الصُحفُ سارَت حاكِياتٍ وَطَيَّرَتِ البُروقُ مُحَدِّثاتِ وَحَدَّثَتِ المَمالِكُ آخِذاتِ عُلومَ الحَربِ عَنكُمُ وَالفُنونا بَني عُثمانَ إِنّا قَد قَدَرنا فُتوحَكُمُ الكِبارَ وَقَد شَكَرنا سَأَلنا اللَهَ نَصراً فَاِنتَصَرنا بِكُم وَاللَهُ خَيرُ الناصِرينا بُشرى البَرِيَّةِ قاصيها وَدانيها حاطَ الخِلافَةَ بِالدُستورِ حاميها لَمّا رَآها بِلا رُكنٍ تَدارَكَها بَعدَ الخَليفَةِ بِالشورى وَناديها وَبِالأَبِيّينَ مِن قَومٍ أَماتَهُمُ بُعدُ الدِيارِ وَأَحياهُم تَدانيها حَنّوا إِلَيها كَما حَنَّت لَهُم زَمَناً وَأَوشَكَ البَينُ يُبليهُم وَيُبليها مُشَتَّتينَ عَلى الغَبراءِ تَحسَبُهُم رَحّالَةَ البَدوِ هاموا في فَيافيها لا يَقرُبُ اليَأسُ في البَأساءِ أَنفُسَهُم وَالنَفسُ إِن قَنَطَت فَاليَأسُ مُرديها أَسدى إِلَينا أَميرَ المُؤمِنينَ يَداً جَلَّت كَما جَلَّ في الأَملاكِ مُسديها بَيضاءَ ما شابَها لِلأَبرِياءِ دَمٌ وَلا تَكَدَّرَ بِالآثامِ صافيها وَلَيسَ مُستَعظَماً فَضلٌ وَلا كَرَمٌ مِن صاحِبِ السِكَّةِ الكُبرى وَمُنشيها إِنَّ النَدى وَالرِضى فيهِ وَأُسرَتِهِ وَاللَهُ لِلخَيرِ هاديهِ وَهاديها قَومٌ عَلى الحُبِّ وَالإِخلاصِ قَد مَلَكوا وَحَسبُ نَفسِكَ إِخلاصٌ يُزَكّيها إِذا الخَلائِفُ مِن بَيتِ الهُدى حُمِدَت أَعلى الخَواقينَ مِن عُثمانَ ماضيها خِلافَةُ اللَهِ في أَحضانِ دَولَتِهِم شابَ الزَمانُ وَما شابَت نَواصيها دُروعُها تَحتَمي في النائِباتِ بِهِم مِن رُمحِ طاعِنِها أَو سَهمِ راميها الرَأيُ رَأيُ أَميرِ المُؤمِنينَ إِذا حارَت رِجالٌ وَضَلَّت في مَرائيها وَإِنَّما هِيَ شورى اللَهِ جاءَ بِها كِتابُهُ الحَقُّ يُعليها وَيُغليها حَقَنتَ عِندَ مُناداةِ الجُيوشِ بِها دَمَ البَرِيَّةِ إِرضاءً لِباريها وَلَو مُنِعَت أُريقَت لِلعِبادِ دِماً وَطاحَ مِن مُهَجِ الأَجنادِ غاليها وَمَن يَسُس دَولَةً قَد سُستَها زَمَناً تَهُن عَلَيهِ مِنَ الدُنيا عَواديها أَتى ثَلاثونَ حَولاً لَم تَذُق سِنَةً وَلا اِستَخَفَّكَ لِلَذّاتِ داعيها مُسَهَّدَ الجَفنِ مَكدودَ الفُؤادِ بِما يُضني القُلوبَ شَجِيَّ النَفسِ عانيها تَكادُ مِن صُحبَةِ الدُنيا وَخِبرَتِها تُسيءُ ظَنَّكَ بِالدُنيا وَما فيها أَما تَرى المُلكَ في عُرسٍ وَفي فَرَحٍ بِدَولَةِ الرَأيِ وَالشورى وَأَهليها لَمّا اِستَعَدَّ لَها الأَقوامُ جِئتَ بِها كَالماءِ عِندَ غَليلِ النَفسِ صاديها فَضلٌ لِذاتِكَ في أَعناقِنا وَيَدٌ عِندَ الرَعِيَّةِ مِن أَسنى أَياديها خِلافَةُ اللَهِ جَرَّ الذَيلَ حاضِرُها بِما مَنَحتَ وَهَزَّ العِطفَ باديها طارَت قَناها سُروراً عَن مَراكِزِها وَأَلقَتِ الغِمدَ إِعجاباً مَواضيها هَبَّ النَسيمُ عَلى مَقدونيا بَرداً مِن بَعدِ ما عَصَفَت جَمراً سَوافيها تَغلي بِساكِنِها ضِغناً وَنائِرَةً عَلى الصُدورِ إِذا ثارَت دَواعيها عاثَت عَصائِبُ فيها كَالذِئابِ عَدَت عَلى الأَقاطيعِ لَمّا نامَ راعيها خَلا لَها مِن رُسومِ الحُكمِ دارِسُها وَغَرَّها مِن طُلولِ المُلكِ باليها فَسامَرَ الشَرَّ في الأَجبالِ رائِحُها وَصَبَّحَ السَهلَ بِالعِدوانِ غاديها مَظلومَةٌ في جِوارِ الخَوفِ ظالِمَةٌ وَالنَفسُ مُؤذِيَةٌ مَن راحَ يُؤذيها رَثَت لَها وَبَكَت مِن رِقَّةٍ فُوَلٌ كَالبومِ يَبكي رُبوعاً عَزَّ باكيها أَعلامُ مَملَكَةٍ في الغَربِ خائِفَةٌ لِآلِ عُثمانَ كادَ الدَهرُ يَطويها لَمّا مُلِئنا قُنوطاً مِن سَلامَتِها تَوَثَّبَت أُسُدُ الآجامِ تَحميها مِن كُلِّ مُستَبسِلٍ يَرمي بِمُهجَتِهِ في الهَولِ إِن هِيَ جاشَت لا يُراعيها كَأَنَّها وَسَلامُ المُلكِ يَطلُبُها أَمانَةٌ عِندَ ذي عَهدٍ يُؤَدّيها الدينُ لِلَّهِ مَن شاءَ الإِلَهُ هَدى لِكُلِّ نَفسٍ هَوىً في الدينِ داعيها ما كانَ مُختَلِفُ الأَديانِ داعِيَةً إِلى اِختِلافِ البَرايا أَو تَعاديها الكُتبُ وَالرُسلُ وَالأَديانُ قاطِبَةً خَزائِنُ الحِكمَةِ الكُبرى لِواعيها مَحَبَّةُ اللَهِ أَصلٌ في مَراشِدِها وَخَشيَةُ اللَهِ أُسٌّ في مَبانيها وَكُلُّ خَيرٍ يُلَقّى في أَوامِرِها وَكُلُّ شَرٍّ يُوَقّى في نَواهيها تَسامُحُ النَفسِ مَعنىً مِن مُروءَتِها بَلِ المُروءَةُ في أَسمى مَعانيها تَخَلَّقِ الصَفحَ تَسعَد في الحَياةِ بِهِ فَالنَفسُ يُسعِدُها خُلقٌ وَيُشقيها اللَهُ يَعلَمُ ما نَفسي بِجاهِلَةٍ مَن أَهلُ خِلَّتِها مِمَّن يُعاديها لَئِن غَدَوتُ إِلى الإِحسانِ أَصرُفُها فَإِنَّ ذَلِكَ أَجرى مِن مَعاليها وَالنَفسُ إِن كَبُرَت رَقَّت لِحاسِدِها وَاِستَغفَرَت كَرَماً مِنها لِشانيها يا شَعبَ عُثمانَ مِن تُركٍ وَمِن عَرَبٍ حَيّاكَ مَن يَبعَثُ المَوتى وَيُحييها صَبَرتَ لِلحَقِّ حينَ النَفسُ جازِعَةٌ وَاللَهُ بِالصَبرِ عِندَ الحَقِّ موصيها نِلتَ الَّذي لَم يَنَلهُ بِالقَنا أَحَدٌ فَاِهتِف لِأَنوَرِها وَاِحمِد نَيازيها ما بَينَ آمالِكَ اللائي ظَفِرتَ بِها وَبَينَ مِصرَ مَعانٍ أَنتَ تَدريها جِبريلُ أَنتَ هُدى السَما ءِ وَأَنتَ بُرهانُ العِنايَه اُبسُط جَناحَيكَ اللَذَي نِ هُما الطَهارَةُ وَالهِدايَه وَزِدِ الهِلالَ مِنَ الكَرا مَةِ وَالصَليبَ مِنَ الرِعايَه فَهُما لِرَبِّكَ رايَةٌ وَالحَربُ لِلشَيطانِ رايَه لَم يَخلِقِ الرَحمَنُ أَك بَرَ مِنهُما في البَرِّ آيَه الأَحمَرانِ عَنِ الدَمِ ال غالي وَحُرمَتِهِ كِنايَه الغادِيانِ لِنَجدَةٍ الرائِحانِ إِلى وِقايَه يَتَأَلَّقانِ عَلى الوَغى رَشَداً تَبَيَّنَ مِن غِوايَه يَقِفانِ في جَنبِ الدِما كَالعُذرِ في جَنَبِ الجِنايَه لَو خَيَّما في كَربُلا لَم يُمنَعِ السِبطُ السِقايَه أَو أَدرَكا يَومَ المَسي حِ لَعاوَناهُ عَلى النِكايَه وَلَنا وَلاهُ الشَهدَ لا ال خَلَّ الَّذي تَصِفُ الرِوايَه ياأَيُّها اللادي الَّتي أَلقَت عَلى الجَرحى حِمايَه أَبلَيتِ في نَزعِ السِها مِ بَلاءَ دَهرِكِ في الرِمايَه وَمَرَرتِ بِالأَسرى فَكُن تِ نَسيمَ واديهِم سِرايَه وَبَناتُ جِنسِكِ إِن بَنَي نَ البِرَّ أَحسَنَّ البِنايَه بِالأَمسِ لادى لوثَرٍ لَم تَألُ جيرَتَها عِنايَه أَسدَت إِلى أَهلِ الجُنو دِ يَداً وَغالَت في الحِفايَه وَمُحَجَّباتٍ هُنَّ أَط هَرُ عِندَ نائِبَةٍ كِفايَه يُسعِفنَ رِيّاً أَو قِرىً كَنِساءِ طَيٍّ في البِدايَه إِن لَم يَكُنَّ مَلائِكَ الر رَحمَنِ كُنَّ هُمُ حِكايَه لَبَّينَ دَعوَتَكِ الكَري مَةِ وَاِستَبَقنَ البَرَّ غايَه المُحسِنونَ هُمُ اللُبا بُ وَسائِرُ الناسِ النِفايَه يا أَيُّها الباغونَ رُك كابَ الجَهالَةِ وَالعِمايَه الباعِثونَ الحَربَ حُب باً لِلتَوَسُّعِ في الوِلايَه المُدَّعونَ عَلى الوَرى حَقَّ القِيامَةِ وَالوِصايَه المُثكِلونَ الموتِمو نَ الهادِمونَ بِلا نِهايَه كُلُّ الجِراحِ لَها اِلتِئا مٌ مِن عَزاءٍ أَو نِسايَه إِلّا جِراحُ الحَقِّ في عَصرِ الحَصافَةِ وَالدِرايَه سَتَظَلُّ دامِيَةً إِلى يَومِ الخُصومَةِ وَالشِكايَه يا فَرَنسا نِلتِ أَسبابَ السَماء وَتَمَلَّكتِ مَقاليدَ الجِواء غُلِبَ النَسرُ عَلى دَولَتِهِ وَتَنَحّى لَكِ عَن عَرشِ الهَواء وَأَتَتكِ الريحُ تَمشي أَمَةً لَكِ يا بَلقيسُ مِن أَوفى الإِماء رُوِّضَت بَعدَ جِماحٍ وَجَرَت طَوعَ سُلطانَينِ عِلمٌ وَذَكاء لَكِ خَيلٌ بِجَناحٍ أَشبَهَت خَيلَ جِبريلَ لِنَصرِ الأَنبِياء وَبَريدٌ يَسحَبُ الذَيلَ عَلى بُرُدٍ في البَرِّ وَالبَحرِ بِطاء تَطلُعُ الشَمسُ فَيَجري دونَها فَوقَ عُنُقِ الريحِ أَو مَتنِ العَماء رِحلَةُ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ما لَبِثَت غَيرَ صَباحٍ وَمَساء بُسَلاءُ الإِنسِ وَالجِنِّ فِدىً لِفَريقٍ مِن بَنيكِ البُسَلاء ضاقَتِ الأَرضُ بِهِم فَاِتَّخَذوا في السَماواتِ قُبورَ الشُهَداء فِتيَةٌ يُمسونَ جيرانَ السُها سُمَراءَ النَجمِ في أَوجِ العَلاء حُوَّماً فَوقَ جِبالٍ لَم تَكُن لِلرِياحِ الهوجِ يَوماً بِوِطاء لِسُلَيمانَ بِساطٌ واحِدٌ وَلَهُم أَلفُ بِساطٍ في الفَضاء يَركَبونَ الشُهبَ وَالسُحبَ إِلى رِفعَةِ الذِكرِ وَعَلياءِ الثَناء يا نُسوراً هَبَطوا الوادي عَلى سالِفِ الحُبِّ وَمَأثورِ الوَلاء دارُكُم مِصرُ وَفيها قَومُكُم مَرحَباً بِالأَقرَبينَ الكُرَماء طِرتُمُ فيها فَطارَت فَرَحاً بِأَعَزِّ الضَيفِ خَيرِ النُزَلاء هَل شَجاكُم في ثَرى أَهرامِها ما أَرَقتُم مِن دُموعٍ وَدِماء أَينَ نَسرٌ قَد تَلَقّى قَبلَكُم عِظَةَ الأَجيالِ مِن أَعلى بِناء لَو شَهِدتُم عَصرَهُ أَضحى لَهُ عالَمُ الأَفلاكِ مَعقودَ اللِواء جَرَحَ الأَهرامَ في عِزَّتِها فَمَشى لِلقَبرِ مَجروحَ الإِباء أَخَذَت تاجاً بِتاجٍ ثَأرَها وَجَزَت مِن صَلَفٍ بِالكِبرِياء وَتَمَنَّت لَو حَوَت أَعظُمَهُ بَينَ أَبناءِ الشُموسِ العُظَماء جَلَّ شَأنُ اللَهِ هادي خَلقِهِ بِهُدى العِلمِ وَنورِ العُلَماء زَفَّ مِن آياتِهِ الكُبرى لَنا طِلبَةً طالَ بِها عَهدُ الرَجاء مَركَبٌ لَو سَلَفَ الدَهرُ بِهِ كانَ إِحدى مُعجِزاتِ القُدَماء نِصفُهُ طَيرٌ وَنِصفٌ بَشَرٌ يا لَها إِحدى أَعاجيبِ القَضاء رائِعٌ مُرتَفِعاً أَو واقِعاً أَنفُسَ الشُجعانِ قَبلَ الجُبَناء مُسرَجٌ في كُلِّ حينٍ مُلجَمٌ كامِلُ العُدَّةِ مَرموقُ الرُواء كَبِساطِ الريحِ في القُدرَةِ أَو هُدهُدِ السيرَةِ في صِدقِ البَلاء أَو كَحوتٍ يَرتَمي المَوجُ بِهِ سابِحٌ بَينَ ظُهورٍ وَخَفاء راكِبٌ ما شاءَ مِن أَطرافِهِ لا يُرى مِن مَركَبٍ ذي عُدَواء مَلَأَ الجَوَّ فِعالاً وَغَدا عَجَبَ الغِربانِ فيهِ وَالحِداء وَتَرى السُحبَ بِهِ راعِدَةً مِن حَديدٍ جُمِّعَت لا مِن رَواء حَمَلَ الفولاذَ ريشاً وَجَرى في عِنانَينِ لَهُ نارٍ وَماء وَجَناحٍ غَيرِ ذي قادِمَةٍ كَجَناحِ النَحلِ مَصقولٍ سَواء وَذُنابى كُلُّ ريحٍ مَسَّها مَسَّهُ صاعِقَةٌ مِن كَهرُباء يَتَراءى كَوكَباً ذا ذَنَبٍ فَإِذا جَدَّ فَسَهماً ذا مَضاء فَإِذا جازَ الثُرَيّا لِلثَرى جَرَّ كَالطاووسِ ذَيلَ الخُيَلاء يَملَأُ الآفاقَ صَوتاً وَصَدىً كَعَزيفِ الجِنِّ في الأَرضِ العَراء أَرسَلَتهُ الأَرضُ عَنها خَبَراً طَنَّ في آذانِ سُكّانِ السَماء يا شَبابَ الغَدِ وَاِبنايَ الفِدى لَكُمُ أَكرِم وَأَعزِز بِالفِداء هَل يَمُدُّ اللَهُ لِيَ العَيشَ عَسى أَن أَراكُم في الفَريقِ السُعَداء وَأَرى تاجَكُمُ فَوقَ السُها وَأَرى عَرشَكُمُ فَوقَ ذُكاء مَن رَآكُم قالَ مِصرُ اِستَرجَعَت عِزَّها في عَهدِ خوفو وَمِناء أُمَّةٌ لِلخُلدِ ما تَبني إِذا ما بَنى الناسُ جَميعاً لِلعَفاء تَعصِمُ الأَجسامَ مِن عادي البِلا وَتَقي الآثارَ مِن عادي الفَناء إِن أَسَأنا لَكُمُ أَو لَم نُسِئ نَحنُ هَلكى فَلَكُم طولُ البَقاء إِنَّما مِصرُ إِلَيكُم وَبِكُم وَحُقوقُ البِرِّ أَولى بِالقَضاء عَصرُكُم حُرٌّ وَمُستَقبَلُكُم في يَمينِ اللَهِ خَيرِ الأُمَناء لا تَقولوا حَطَّنا الدَهرُ فَما هُوَ إِلّا مِن خَيالِ الشُعَراء هَل عَلِمتُم أُمَّةً في جَهلِها ظَهَرَت في المَجدِ حَسناءَ الرِداء باطِنُ الأُمَّةِ مِن ظاهِرِها إِنَّما السائِلُ مِن لَونِ الإِناء فَخُذوا العِلمَ عَلى أَعلامِهِ وَاِطلُبوا الحِكمَةَ عِندَ الحُكَماء وَاِقرَأوا تاريخَكُم وَاِحتَفِظوا بِفَصيحٍ جاءَكُم مِن فُصَحاء أَنزَلَ اللَهُ عَلى أَلسُنِهِم وَحيَهُ في أَعصُرِ الوَحيِ الوِضاء وَاِحكُموا الدُنيا بِسُلطانٍ فَما خُلِقَت نَضرَتُها لِلضُعَفاء وَاِطلُبوا المَجدَ عَلى الأَرضِ فَإِن هِيَ ضاقَت فَاِطلُبوهُ في السَماء أَعلى المَمالِكِ ما كُرسِيُّهُ الماءُ وَما دِعامَتُهُ بِالحَقِّ شَمّاءُ يا جيرَةَ المَنشِ حَلّاكُم أُبُوَّتُكُم ما لَم يُطَوِّق بِهِ الأَبناءُ آباءُ مُلكٌ يُطاوِلُ الشَمسَ عِزَّتُهُ في الغَربِ باذِخَةٌ في الشَرقِ قَعساءُ تَأوي الحَقيقَةُ مِنهُ وَالحُقوقُ إِلى رُكنٍ بَناهُ مِنَ الأَخلاقِ بَنّاءُ أَعلاهُ بِالنَظَرِ العالي وَنَطَّقَهُ بِحائِطِ الرَأيِ أَشياخٌ أَجِلّاءُ وَحاطَهُ بِالقَنا فِتيانُ مَملَكَةٍ في السِلمِ زَهرُ رُبىً في الرَوعِ أَرزاءُ يُستَصرَخونَ وَيُرجى فَضلُ نَجدَتِهِم كَأَنَّهُم عَرَبٌ في الدَهرِ عَرباءُ وَدَولَةٌ لا يَراها الظَنُّ مِن سِعَةٍ وَلا وَراءَ مَداها فيهِ عَلياءُ عَصماءُ لا سَبَبُ الرَحمَنِ مُطَّرَحٌ فيها وَلا رَحِمُ الإِنسانِ قَطعاءُ تِلكَ الجَزائِرُ كانَت تَحتَهُم رُكناً وَراءَهُنَّ لِباغي الصَيدِ عَنقاءُ وَكانَ وُدُّهُمُ الصافي وَنُصرَتُهُم لِلمُسلِمينَ وَراعيهِم كَما شاؤوا دُستورُهُم عَجَبُ الدُنيا وَشاعِرُهُم يَدٌ عَلى خَلقِهِ لِلَّهِ بَيضاءُ ما أَنجَبَت مِثلَ شيكِسبيرَ حاضِرَةٌ وَلا نَمَت مِن كَريمِ الطَيرِ غَنّاءُ نالَت بِهِ وَحدَهُ إِنكِلتِرا شَرَفاً ما لَم تَنَل بِالنُجومِ الكُثرِ جَوزاءُ لَم تُكشَفِ النَفسُ لَولاهُ وَلا بُلِيَت لَها سَرائِرُ لا تُحصى وَأَهواءُ شِعرٌ مِنَ النَسَقِ الأَعلى يُؤَيِّدُهُ مِن جانِبِ اللَهِ إِلهامٌ وَإيحاءُ مِن كُلِّ بَيتٍ كَآيِ اللَهِ تَسكُنُهُ حَقيقَةٌ مِن خَيالِ الشِعرِ غَرّاءُ وَكُلِّ مَعنىً كَعيسى في مَحاسِنِهِ جاءَت بِهِ مِن بَناتِ الشِعرِ عَذراءُ أَو قِصَّةٍ كَكِتابِ الدَهرِ جامِعَةٍ كِلاهُما فيهِ إِضحاكٌ وَإِبكاءُ مَهما تُمَثَّل تُرَ الدُنيا مُمَثَّلَةً أَو تُتلَ فَهيَ مِنَ الإِنجيلِ أَجزاءُ يا صاحِبَ العُصُرِ الخالي أَلا خَبَرٌ عَن عالَمِ المَوتِ يَرويهِ الأَلِبّاءُ أَمّا الحَياةُ فَأَمرٌ قَد وَصَفتَ لَنا فَهَل لِما بَعدُ تَمثيلٌ وَإِدناءُ بِمَن أَماتَكَ قُل لي كَيفَ جُمجُمَةٌ غَبراءُ في ظُلُماتِ الأَرضِ جَوفاءُ كانَت سَماءَ بَيانٍ غَيرَ مُقلِعَةٍ شُؤبوبُها عَسَلٌ صافٍ وَصَهباءُ فَأَصبَحَت كَأَصيصٍ غَيرَ مُفتَقَدٍ جَفَتهُ رَيحانَةٌ لِلشِعرِ فَيحاءُ وَكَيفَ باتَ لِسانٌ لَم يَدَع غَرَضاً وَلَم تَفُتهُ مِنَ الباغينَ عَوراءُ عَفا فَأَمسى زُنابى عَقرَبٍ بَلِيَت وَسُمُّها في عُروقِ الظُلمِ مَشّاءُ وَما الَّذي صَنَعَت أَيدي البِلى بِيَدٍ لَها إِلى الغَيبِ بِالأَقلامِ إيماءُ في كُلِّ أُنمُلَةٍ مِنها إِذا اِنبَجَسَت بَرقٌ وَرَعدٌ وَأَرواحٌ وَأَنواءُ أَمسَت مِنَ الدودِ مِثلَ الدودِ في جَدَثٍ قُفّازُها فيهِ حَصباءٌ وَبَوغاءُ وَأَينَ تَحتَ الثَرى قَلبٌ جَوانِبُهُ كَأَنَّهُنَّ لِوادي الحَقِّ أَرجاءُ تُصغي إِلى دَقِّهِ أُذنُ البَيانِ كَما إِلى النَواقيسِ لِلرُهبانِ إِصغاءُ لَئِن تَمَشّى البِلى تَحتَ التُرابِ بِهِ لا يُؤكَلُ اللَيثُ إِلّا وَهوَ أَشلاءُ وَالناسُ صِنفانِ مَوتى في حَياتِهُمُ وَآخَرونَ بِبَطنِ الأَرضِ أَحياءُ تَأبى المَواهِبُ فَالأَحياءُ بَينَهُمُ لا يَستَوونَ وَلا الأَمواتُ أَكفاءُ يا واصِفَ الدَمِ يَجري هَهُنا وَهُنا قُمِ اُنظُرِ الدَمَ فَهوَ اليَومَ دَأماءُ لاموكَ في جَعلِكَ الإِنسانَ ذِئبَ دَمٍ وَاليَومَ تَبدو لَهُم مِن ذاكَ أَشياءُ وَقيلَ أَكثَرَ ذِكرَ القَتلِ ثُمَّ أَتَوا ما لَم تَسَعهُ خَيالاتٌ وَأَنباءُ كانوا الذِئابَ وَكانَ الجَهلُ داءَهُمو وَاليَومَ عِلمُهُمُ الراقي هُوَ الداءُ لُؤمُ الحَياةِ مَشى في الناسِ قاطِبَةً كَما مَشى آدَمٌ فيهِم وَحَوّاءُ قُم أَيِّدِ الحَقَّ في الدُنيا أَلَيسَ لَهُ كَتيبَةٌ مِنكَ تَحتَ الأَرضِ خَرساءُ وَأَينَ صَوتٌ تَميدُ الراسِياتُ لَهُ كَما تَمايَدَ يَومَ النارِ سَيناءُ وَأَينَ ماضِيَةٌ في الظُلمِ قاضِيَةٌ وَأَينَ نافِذَةٌ في البَغيِ نَجلاءُ أَيَترُكُ الأَرضَ جانوها وَلَيسَ بِها صَحيفَةٌ مِنكَ في الجانِبَينِ سَوداءُ تَأوي إِلَيها الأَيامى فَهيَ تَعزِيَةٌ وَيَستَريحُ اليَتامى فَهيَ تَأساءُ مالَ وَاِحتَجَب وَاِدَّعى الغَضَب لَيتَ هاجِري يَشرَحُ السَبَب عَتبُهُ رِضىً لَيتَهُ عَتَب عَلَّ بَينَنا واشِياً كَذَب أَو مُفَنِّداً يَخلُقُ الرِيَب مَن لِمُدنِفٍ دَمعُهُ سُحُب باتَ مُتعَباً هَمُّهُ اللَعِب يَستَوي خَلٍ عِندَهُ وَصَب ذُقتُ صَدَّهُ غَيرَ مُحتَسِب ضِقتُ فيهِ بِالر رُسلِ وَالكُتُب كُلَّما مَشى أَخجَلَ القُضُب بَينَ عَينِهِ وَالمَها نَسَب ماءُ خَدِّهِ شَفَّ عَن لَهَب ساقِيَ الطِلا شُربُها وَجَب أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا لَم أَجِد لي وافِياً إِلّا الكِتابا صاحِبٌ إِن عِبتَهُ أَو لَم تَعِب لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا رُبَّ لَيلٍ لَم نُقَصِّر فيهِ عَن سَمَرٍ طالَ عَلى الصَمتِ وَطابا كانَ مِن هَمِّ نَهاري راحَتي وَنَدامايَ وَنَقلِيَ وَالشَرابا إِن يَجِدني يَتَحَدَّث أَو يَجِد مَلَلاً يَطوي الأَحاديثَ اِقتِضابا تَجِدُ الكُتبَ عَلى النَقدِ كَما تَجِدُ الإِخوانَ صِدقاً وَكِذابا فَتَخَيَّرها كَما تَختارُهُ وَاِدَّخِر في الصَحبِ وَالكُتبِ اللُبابا صالِحُ الإِخوانِ يَبغيكَ التُقى وَرَشيدُ الكُتبِ يَبغيكَ الصَوابا غالِ بِالتاريخِ وَاِجعَل صُحفَهُ مِن كِتابِ اللَهِ في الإِجلالِ قابا قَلِّبِ الإِنجيلَ وَاِنظُر في الهُدى تَلقَ لِلتاريخِ وَزناً وَحِسابا رُبَّ مَن سافَرَ في أَسفارِهِ بِلَيالي الدَهرِ وَالأَيّامِ آبا وَاِطلُبِ الخُلدَ وَرُمهُ مَنزِلاً تَجِدِ الخُلدَ مِنَ التاريخِ بابا عاشَ خَلقٌ وَمَضَوا ما نَقَصوا رُقعَةَ الأَرضِ وَلا زادوا التُرابا أَخَذَ التاريخُ مِمّا تَرَكوا عَمَلاً أَحسَنَ أَو قَولاً أَصابا وَمِنَ الإِحسانِ أَو مِن ضِدِّهِ نَجَحَ الراغِبُ في الذِكرِ وَخابا مَثَلُ القَومِ نَسوا تاريخَهُم كَلَقيطٍ عَيَّ في الناسِ اِنتِسابا أَو كَمَغلوبٍ عَلى ذاكِرَةٍ يَشتَكي مِن صِلَةِ الماضي اِنقِضابا يا أَبا الحُفّاظِ قَد بَلَّغتَنا طِلبَةً بَلَّغَكَ اللَهُ الرِغابا لَكَ في الفَتحِ وَفي أَحداثِهِ فَتَحَ اللَهُ حَديثاً وَخِطابا مَن يُطالِعهُ وَيَستَأنِس بِهِ يَجِدُ الجِدَّ وَلا يَعدَم دِعابا صُحُفٌ أَلَّفَتها في شِدَّةٍ يَتَلاشى دونَها الفِكرُ اِنتِهابا لُغَةُ الكامِلِ في اِستِرسالِهِ وَاِبنُ خَلدونَ إِذا صَحَّ وَصابا إِنَّ لِلفُصحى زِماماً وَيَداً تَجنِبُ السَهلَ وَتَقتادُ الصَعابا لُغَةُ الذِكرِ لِسانُ المُجتَبى كَيفَ تَعيا بِالمُنادينَ جَوابا كُلُّ عَصرٍ دارُها إِن صادَفَت مَنزِلاً رَحباً وَأَهلاً وَجَنابا إِئتِ بِالعُمرانِ رَوضاً يانِعاً وَاِدعُها تَجرِ يَنابيعَ عِذابا لا تَجِئها بِالمَتاعِ المُقتَنى سَرَقاً مِن كُلِّ قَومٍ وَنِهابا سَل بِها أَندَلُساً هَل قَصَّرَت دونَ مِضمارِ العُلى حينَ أَهابا غُرِسَت في كُلِّ تُربٍ أَعجَمٍ فَزَكَت أَصلاً كَما طابَت نِصابا وَمَشَت مِشيَتَها لَم تَرتَكِب غَيرَ رِجلَيها وَلَم تَحجِل غُرابا إِنَّ عَصراً قُمتَ تَجلوهُ لَنا لَبِسَ الأَيّامَ دَجناً وَضَبابا المَماليكُ تَمَشّى ظُلمُهُم ظُلُماتٍ كَدُجى اللَيلِ حِجابا كُلُّهُم كافورُ أَو عَبدُ الخَنا غَيرَ أَنَّ المُتَنَبّي عَنهُ خابا وَلِكُلٍّ شيعَةٌ مِن جِنسِهِ إِنَّ لِلشَرِّ إِلى الشَرِّ اِنجِذابا ظُلُماتٌ لا تَرى في جُنحِها غَيرَ هَذا الأَزهَرِ السَمحِ شِهابا زيدَتِ الأَخلاقُ فيهِ حائِطاً فَاِحتَمى فيها رِواقاً وَقِبابا وَتَرى الأَعزالَ مِن أَشياخِهِ صَيَّروهُ بِسِلاحِ الحَقِّ غابا قَسَماً لَولاهُ لَم يَبقَ بِها رَجُلٌ يَقرَأُ أَو يَدري الكِتابا حَفِظَ الدينَ مَلِيّاً وَمَضى يُنقِذُ الدُنيا فَلَم يَملِك ذَهابا أوذِيَت هَيبَتُهُ مِن عَجزِهِ وَقُصارى عاجِزٍ أَن لا يُهابا لَم تُغادِر قَلَماً في راحَةٍ دَولَةٌ ما عَرَفَت إِلّا الحِرابا أَقعَدَ اللَهُ الجَبرَتِيَّ لَها قَلَماً عَن غائِبِ الأَقلامِ نابا خَبَّأَ الشَيخُ لَها في رُدنِهِ مِرقَماً أَدهى مِنَ الصِلِّ اِنسِيابا مَلِكٌ لَم يُغضِ عَن سَيِّئَةٍ يا لَهُ مِن مَلَكٍ يَهوى السِبابا لا يَراهُ الظُلمُ في كاهِلِهِ وَهوَ يَكوي كاهِلَ الظُلمِ عِقابا صُحُفُ الشَيخِ وَيَومِيّاتُهُ كَزَمانِ الشَيخِ سُقماً وَاِضطِرابا مِن حَواشٍ كَجَليدٍ لَم يَذُب وَفُصولٍ تُشبِهُ التِبرَ المُذابا وَالجَبَرتِيُّ عَلى فِطنَتِهِ مَرَّةً يَغبى وَحيناً يَتَغابى مُنصِفٌ ما لَم يَرُض عاطِفَةً أَو يُعالِجُ لِهَوى النَفسِ غِلابا وَإِذا الحَيُّ تَوَلّى بِالهَوى سيرَةَ الحَيِّ بَغى فيها وَحابى وَقعَةُ الأَهرامِ جَلَّت مَوقِعاً وَتَعالَت في المَغازي أَن تُرابا عِظَةُ الماضي وَمُلقى دَرسِهِ لِعُقولٍ تَجعَلُ الماضي مَثابا مِن بَناتِ الدَهرِ إِلّا أَنَّها تَنشُرُ الدَهرَ وَتَطويهِ كَعابا وَمِنَ الأَيّامِ ما يَبقى وَإِن أَمعَنَ الأَبطالُ في الدَهرِ اِحتِجابا هِيَ مِن أَيِّ سَبيلٍ جِئتَها غايَةٌ في المَجدِ لا تَدنو طِلابا اُنظُرِ الشَرقَ تَجِدها صَرَّفَت دَولَةَ الشَرقِ اِستِواءً وَاِنقِلابا جَلَبَت خَيراً وَشَرّاً وَسَقَت أُمَماً في مَهدِهِم شُهداً وَصابا في نَصيبينَ لَبِسنا حُسنَها وَعَلى التَلِّ لَبِسناها مَعابا إِنَّ سِرباً زَحَفَ النَسرُ بِهِ قَطَعَ الأَرضَ بِطاحاً وَهِضابا إِن تَرامَت بَلَداً عِقبانُهُ خَطَفَت تاجاً وَاِصطادَت عُقابا شَهِدَ الجَيزِيُّ مِنهُم عُصبَةً لَبِسوا الغارَ عَلى الغارِ اِغتِصابا كَذِئابِ القَفرِ مِن طولِ الوَغى وَاِختِلافِ النَقعِ لَوناً وَإِهابا قادَهُم لِلفَتحِ في الأَرضِ فَتىً لَو تَأَنّى حَظَّهُ قادَ الصَحابا غَرَّتِ الناسَ بِهِ نَكبَتُهُ جَمَعَ الجُرحُ عَلى اللَيثِ الذُبابا بَرَزَت بِالمَنظَرِ الضاحي لَهُم فَيلَقٌ كَالزَهرِ حُسناً وَاِلتِهابا حُلِّيَ الفُرسانُ فيها جَوهَراً وَجَلالُ الخَيلِ دُرّاً وَذَهابا في سِلاحٍ كَحُلِيِّ الغيدِ ما لَمَسَت طَعناً وَلا مَسَّت ضِرابا طَرِحَت مِصرٌ فَكانَت مومِيا بَينَ لِصَّينِ أَراداها جُذابا نالَها الأَعرَضُ ظَفَراً مِنهُما مِن ذِئابِ الحَربِ وَالأَطوَلُ نابا وَبَنو الوادي رِجالاتُ الحِمى وَقَفوا مِن ساقِهِ الجَيشَ ذُنابى مَوقِفَ العاجِزِ مِن حِلفِ الوَغى يَحرُسُ الأَحمالَ أَو يَسقي مُصابا آذارُ أَقبَلَ قُم بِنا يا صاحِ حَيِّ الرَبيعَ حَديقَةَ الأَرواحِ وَاِجمَع نَدامى الظَرفِ تَحتَ لِوائِهِ وَاِنشُر بِساحَتِهِ بِساطَ الراحِ صَفوٌ أُتيحَ فَخُذ لِنَفسِكَ قِسطَها فَالصَفوُ لَيسَ عَلى المَدى بِمُتاحِ وَاِجلِس بِضاحِكَةِ الرِياضِ مُصَفِّقاً لِتَجاوُبِ الأَوتارِ وَالأَقداحِ وَاِستَأنِسَنَّ مِنَ السُقاةِ بِرُفقَةٍ غُرٍّ كَأَمثالِ النُجومِ صِباحِ رَقَّت كَنُدمانِ المُلوكِ خِلالُهُم وَتَجَمَّلوا بِمُروءَةٍ وَسَماحِ وَاِجعَل صَبوحَكَ في البُكورِ سَليلَةً لِلمُنجِبَينِ الكَرمِ وَالتُفّاحِ مَهما فَضَضتَ دِنانَها فَاِستَضحَكَت مُلِئَ المَكانُ سَنىً وَطيبَ نُقاحِ تَطغى فَإِن ذَكَرَت كَريمَ أُصولِها خَلَعَت عَلى النَشوانِ حِليَةَ صاحي فِرعَونُ خَبَّأَها لِيَومِ فُتوحِهِ وَأَعَدَّ مِنها قُربَةً لِفَتاحِ ما بَينَ شادٍ في المَجالِسِ أَيكُهُ وَمُحَجَّباتِ الأَيكِ في الأَدواحِ غَرِدٌ عَلى أَوتارِهِ يوحي إِلى غَرِدٍ عَلى أَغصانِهِ صَدّاحِ بيضُ القَلانِسِ في سَوادِ جَلابِبٍ حُلّينَ بِالأَطواقِ وَالأَوضاحِ رَتَّلنَ في أَوراقِهِنَّ مَلاحِناً كَالراهِباتِ صَبيحَةَ الإِفصاحِ يَخطُرنَ بَينَ أَرائِكٍ وَمَنابِرٍ في هَيكَلٍ مِن سُندُسٍ فَيّاحِ مَلِكُ النَباتِ فَكُلُّ أَرضٍ دارُهُ تَلقاهُ بِالأَعراسِ وَالأَفراحِ مَنشورَةٌ أَعلامُهُ مِن أَحمَرٍ قانٍ وَأَبيَضَ في الرُبى لَمّاحِ لَبِسَت لِمَقدَمِهِ الخَمائِلُ وَشيَها وَمَرَحنَ في كَنَفٍ لَهُ وَجَناحِ يَغشى المَنازِلَ مِن لَواحِظِ نَرجِسٍ آناً وَآناً مِن ثُغورِ أَقاحِ وَرُؤوسُ مَنثورٍ خَفَضنَ لِعِزِّهِ تيجانَهُنَّ عَواطِرَ الأَرواحِ الوَردُ في سُرُرِ الغُصونِ مُفَتَّحٍ مُتَقابِلٍ يُثنى عَلى الفَتّاحِ ضاحي المَواكِبِ في الرِياضِ مُمَيَّزٌ دونَ الزُهورِ بِشَوكَةٍ وَسِلاحِ مَرَّ النَسيمُ بِصَفحَتَيهِ مُقبِلاً مَرَّ الشِفاهِ عَلى خُدودِ مِلاحِ هَتَكَ الرَدى مِن حُسنِهِ وَبَهائِهِ بِاللَيلِ ما نَسَجَت يَدُ الإِصباحِ يُنبيكَ مَصرَعُهُ وَكُلٌّ زائِلٌ أَنَّ الحَياةَ كَغَدوَةٍ وَرَواحِ وَيَقائِقُ النَسرينِ في أَغصانِها كَالدُرِّ رُكِّبَ في صُدورِ رِماحِ وَالياسَمينُ لَطيفُهُ وَنَقِيُّهُ كَسَريرَةِ المُتَنَزِّهِ المِسماحِ مُتَأَلِّقٌ خَلَلَ الغُصونِ كَأَنَّهُ في بُلجَةِ الأَفنانِ ضَوءُ صَباحِ وَالجُلَّنارُ دَمٌ عَلى أَوراقِهِ قاني الحُروفِ كَخاتَمِ السَفّاحِ وَكَأَنَّ مَخزونَ البَنَفسَجِ ثاكِلٌ يَلقى القَضاءَ بِخَشيَةٍ وَصَلاحِ وَعَلى الخَواطِرِ رِقَّةٌ وَكَآبَةٌ كَخَواطِرِ الشُعَراءِ في الأَتراحِ وَالسَروُ في الحِبَرِ السَوابِغِ كاشِفٌ عَن ساقِهِ كَمَليحَةٍ مِفراحِ وَالنَخلُ مَمشوقُ العُذوقِ مُعَصَّبٌ مُتَزَيِّنٌ بِمَناطِقٍ وَوِشاحِ كَبَناتِ فِرعَونٍ شَهِدنَ مَواكِباً تَحتَ المَراوِحِ في نَهارٍ ضاحِ وَتَرى الفَضاءَ كَحائِطٍ مِن مَرمَرٍ نُضِدَت عَلَيهِ بَدائِعُ الأَلواحِ الغَيمُ فيهِ كَالنَعامِ بَدينَةٌ بَرَكَت وَأُخرى حَلَّقَت بِجَناحِ وَالشَمسُ أَبهى مِن عَروسٍ بُرقِعَت يَومَ الزِفافِ بِعَسجَدٍ وَضّاحِ وَالماءُ بِالوادي يُخالُ مَسارِباً مِن زِئبَقٍ أَو مُلقِياتِ صِفاحِ بَعَثَت لَهُ شَمسُ النَهارِ أَشِعَّةً كانَت حُلى النَيلوفَرِ السَبّاحِ يَزهو عَلى وَرَقِ الغُصونِ نَثيرُها زَهوَ الجَواهِرِ في بُطونِ الراحِ وَجَرَت سَواقٍ كَالنَوادابِ بِالقُرى رُعنَ الشَجِيَّ بِأَنَّةٍ وَنُواحِ الشاكِياتُ وَما عَرَفنَ صَبابَةً الباكِياتُ بِمَدمَعٍ سَحّاحِ مِن كُلِّ بادِيَةِ الضُلوعِ غَليلَةٍ وَالماءُ في أَحشائِها مِلواحِ تَبكي إِذا رَتَبَت وَتَضحَكُ إِن هَفَت كَالعيسِ بَينَ تَنَشُّطٍ وَرَزاحِ هِيَ في السَلاسِلِ وَالغُلولِ وَجارُها أَعمى يَنوءُ بِنيرِهِ الفَدّاحِ إِنّي لَأَذكُرُ بِالرَبيعِ وَحُسنِهِ عَهدَ الشَبابِ وَطِرفِهِ المِمراحِ هَل كانَ إِلّا زَهرَةً كَزُهورِهِ عَجِلَ الفَناءُ لَها بِغَيرِ جُناحِ هَولَ كينِ مِصرُ رِوايَةٌ لا تَنتَهي مِنها يَدُ الكُتّابِ وَالشُرّاحِ فيها مِنَ البُردِيِّ وَالمُزمورِ وَال تَوراةِ وَالفُرقانِ وَالإِصحاحِ وَمِنا وَقِمبيزٌ إِلى إِسكَندَرٍ فَالقَيصَرَينِ فِذى الجَلالِ صَلاحِ تِلكَ الخَلائِقُ وَالدُهورُ خَزانَةٌ فَاِبعَث خَيالَكَ يَأتِ بِالمِفتاحِ أُفقُ البِلادِ وَأَنتَ بَينَ رُبوعِها بِالنَجمِ مُزدانٌ وَبِالمِصباحِ كَنيسَةٌ صارَت إِلى مَسجِدِ هَدِيَّةُ السَيِّدِ لِلسَيِّدِ كانَت لِعيسى حَرَماً فَاِنتَهَت بِنُصرَةِ الروحِ إِلى أَحمَدِ شَيَّدَها الرومُ وَأَقيالُهُمُ عَلى مِثالِ الهَرَمِ المُخلَدِ تُنبِئُ عَن عِزٍّ وَعَن صَولَةٍ وَعَن هَوىً لِلدينِ لَم يَخمُدِ مَجامِرُ الياقوتِ في صَحنِها تَملُؤُهُ مِن نَدِّها الموقَدِ وَمِثلُ ما قَد أودِعَت مِن حُلىً لَم تَتَّخِذ داراً وَلَم تُحشَدِ كانَت بِها العَذراءُ مِن فَضَّةٍ وَكانَ روحُ اللَهِ مِن عَسجَدِ عيسى مِنَ الأُمِّ لَدى هالَةٍ وَالأُمُّ مِن عيسى لَدى فَرقَدِ جَلّاهُما فيها وَحَلّاهُما مُصَوِّرُ الرومِ القَديرُ اليَدِ وَأَودَعَ الجُدرانَ مِن نَقشِهِ بَدائِعاً مِن فَنِّهِ المُفرَدِ فَمِن مَلاكٍ في الدُجى رائِحٍ عِندَ مَلاكٍ في الضُحى مُغتَدي وَمِن نَباتٍ عاشَ كَالبَبَّغا وَهوَ عَلى الحائِطِ غَضٌّ نَدي فَقُل لِمَن شادَ فَهَدَّ القُوى قُوى الأَجيرِ المُتعَبِ المُجهَدِ كَأَنَّهُ فِرعَونُ لَمّا بَنى لِرَبِّهِ بَيتاً فَلَم يَقصِدِ أَيُعبَدُ اللَهُ بِسَومِ الوَرى ما لا يُسامُ العَيرُ في المِقوَدِ كَنيسَةٌ كَالفَدَنِ المُعتَلي وَمَسجِدٌ كَالقَصرِ مِن أَصيَدِ وَاللَهُ عَن هَذا وَذا في غِنىً لَو يَعقِلُ الإِنسانُ أَو يَهتَدي قَد جاءَها الفاتِحُ في عُصبَةٍ مِنَ الأُسودِ الرُكَّعِ السُجَّدِ رَمى بِهِم بُنيانَها مِثلَما يَصطَدِمُ الجَلمَدُ بِالجَلمَدِ فَكَبَّروا فيها وَصَلّى العِدا وَاِختَلَطَ المَشهَدُ بِالمَشهَدِ وَما تَوانى الرومُ يَفدونَها وَالسَيفُ في المُفدِيِّ وَالمُفتَدي فَخانَها مِن قَيصَرٍ سَعدُهُ وَأُيِّدَت بِالقَيصَرِ الأَسعَدِ بِفاتِحٍ غازٍ عَفيفِ القَنا لا يَحمِلُ الحِقدَ وَلا يَعتَدي أَجارَ مَن أَلقى مَقاليدَهُ مِنهُم وَأَصفى الأَمنَ لِلمُرتَدي وَنابَ عَمّا كانَ مِن زُخرُفٍ جَلالَةُ المَعبودِ في المَعبَدِ فَيا لِثَأرٍ بَينَنا بَعدَهُ أَقامَ لَم يَقرُب وَلَم يَبعُدِ باقٍ كَثَأرِ القُدسِ مِن قَبلِهِ لا نَنتَهي مِنهُ وَلا يَبتَدي فَلا يَغُرَّنكَ سُكونُ المَلا فَالشَرُّ حَولَ الصارِمِ المُغمَدِ لَن يَترُكَ الرومُ عِباداتِهِم أَو يَنزِلَ التُركُ عَنِ السُؤدَدِ هَذا لَهُم بَيتٌ عَلى بَيتِهِم ما أَشبَهَ المَسجِدَ بِالمَسجِدِ فَإِن يُعادوا في مَفاتيحِهِ فَيا لِيَومٍ لِلوَرى أَسوَدِ يَشيبُ فيهِ الطِفلُ في مَهدِهِ وَيُزعَجُ المَيتُ مِنَ الَمرقَدِ فَكُن لَنا اللَهُمَّ في أَمسِنا وَكُن لَنا اليَومَ وَكُن في غَدِ لَولا ضَلالٌ سابِقٌ لَم يَقُم مِن أَجلِكَ الخَلقُ وَلَم يَقعُدِ فَكُلُّ شَرٍّ بَينَهُم أَو أَذى أَنتَ بَراءٌ مِنهُ طُهرُ اليَدِ يا غابَ بولونَ وَلي ذِمَمٌ عَلَيكَ وَلي عُهود زَمَنٌ تَقَضّى لِلهَوى وَلَنا بِظِلِّكَ هَل يَعود حُلُمٌ أُريدُ رُجوعَهُ وَرُجوعُ أَحلامي بَعيد وَهَبِ الزَمانَ أَعادَها هَل لِلشَبيبَةِ مَن يُعيد يا غابَ بولونَ وَبي وَجدٌ مَعَ الذِكرى يَزيد خَفَقَت لِرُؤيَتِكَ الضُلو عُ وَزُلزِلَ القَلبُ العَميد وَأَراكَ أَقسى ما عَهِد تُ فَما تَميلُ وَلا تَميد كَم يا جَمادُ قَساوَةً كَم هَكَذا أَبَداً جُحود هَلّا ذَكَرتَ زَمانَ كُنّا وَالزَمانُ كَما نُريد نَطوي إِلَيكَ دُجى اللَيا لي وَالدُجى عَنّا يَذود فَنَقولُ عِندَكَ ما نَقو لُ وَلَيسَ غَيرُكَ مَن يُعيد نُطقي هَوىً وَصَبابَةٌ وَحَديثُها وَتَرٌ وَعود نَسري وَنَسرَحُ في فَضا ئِكَ وَالرِياحُ بِهِ هُجود وَالطَيرُ أَقعَدَها الكَرى وَالناسُ نامَت وَالوُجود فَنَبيتُ في الإيناسِ يَغ بُطُنا بِهِ النَجمُ الوَحيد في كُلِّ رُكنٍ وَقفَةٌ وَبِكُلِّ زاوِيَةٍ قُعود نَسقي وَنُسقى وَالهَوى ما بَينَ أَعيُنِنا وَليد فَمِنَ القُلوبِ تَمائِمٌ وَمِنَ الجُنوبِ لَهُ مُهود وَالغُصنُ يَسجُدُ في الفَضا ءِ وَحَبَّذا مِنهُ السُجود وَالنَجمُ يَلحَظُنا بِعَي نٍ ما تَحولُ وَلا تَحيد حَتّى إِذا دَعَتِ النَوى فَتَبَدَّدَ الشَملُ النَضيد بِتنا وَمِمّا بَينَنا بَحرٌ وَدونَ البَحرِ بيد لَيلي بِمِصرَ وَلَيلُها بِالغَربِ وَهوَ بِها سَعيد يا مَلَكاً تَعَبَّدا مُصَلِّياً مُوَحِّدا مُبارَكاً في يَومِهِ وَالأَمسِ مَيموناً غَدا مُسَخَّراً لِأُمَّةٍ مِن حَقِّها أَن تَسعَدا قَد جَعَلَتهُ تاجَها وَعِزَّها وَالسُؤدُدا وَأَعرَضَت حَيثُ مَشى وَأَطرَقَت حَيثَ بَدا تُجِلُّهُ في حُسنِهِ كَما تُجِلُّ الفَرقَدا أَنتَ شُعاعٌ مِن عَلٍ أَنزَلَهُ اللَهُ هُدى كَم قَد أَضاءَ مَنزِلاً وَكَم أَنارَ مَسجِدا وَكَم كَسا الأَسواقَ مِن حُسنٍ وَزانَ البَلَدا لَولا التُقى لَقُلتُ لَم يَخلُق سِواكَ الوَلَدا إِن شِئتَ كانَ العَيرَ أَو إِن شِئتَ كانَ الأَسَدا وَإِن تُرِد غَيّاً غَوى أَو تَبغِ رُشداً رَشَدا وَالبَيتُ أَنتَ الصَوتُ في هِ وَهوَ لِلصَوتِ صَدى كَالبَبَّغا في قَفَصٍ قيلَ لَهُ فَقَلَّدا وَكَالقَضيبِ اللَدنِ قَد طاوَعَ في الشَكلِ اليَدا يَأخُذُ ما عَوَّدتَهُ وَالمَرءُ ما تَعَوَّدا مِمّا اِنفَرَدتَ في الوَرى بِفَضلِهِ وَاِنفَرَدا وَكُلُّ لَيثٍ قَد رَمى بِهِ الإِمامُ في العِدا أَنتَ الَّذي جَنَّدتَهُ وَسُقتَهُ إِلى الرَدى وَقُلتَ كُن لِلَّهِ وَالس سُلطانِ وَالتُركِ فِدى سُنونٌ تُعادُ وَدَهرٌ يُعيد لَعَمرُكَ ما في اللَيالي جَديد أَضاءَ لِآدَمَ هَذا الهِلالُ فَكَيفَ تَقولُ الهِلالُ الوَليد نَعُدُّ عَلَيهِ الزَمانَ القَريبَ وَيُحصي عَلَينا الزَمانَ البَعيد عَلى صَفحَتَيهِ حَديثُ القُرى وَأَيّامُ عادٍ وَدُنيا ثَمود وَطيبَةُ آهِلَةٌ بِالمُلوكِ وَطيبَةُ مُقفِرَةٌ بِالصَعيد يَزولُ بِبَعضِ سَناهُ الصَفا وَيَفنى بِبَعضِ سَناهُ الحَديد وَمِن عَجَبٍ وَهوَ جَدُّ اللَيالي يُبيدُ اللَيالِيَ فيما يُبيد يَقولونَ يا عامُ قَد عُدتَ لي فَيالَيتَ شِعري بِماذا تَعود لَقَد كُنتَ لي أَمسِ ما لَم أُرِد فَهَل أَنتَ لي اليَومَ ما لا أُريد وَمَن صابَرَ الدَهرَ صَبري لَهُ شَكا في الثَلاثينَ شَكوى لَبيد ظَمِئتُ وَمِثلي بَرِيٍّ أَحَقُّ كَأَنّي حُسَينٌ وَدَهري يَزيد تَغابَيتُ حَتّى صَحِبتُ الجَهولَ وَدارَيتُ حَتّى صَبِحتُ الحَسود لِمَن غُرَّةٌ تَنجَلي مِن بَعيد بِمَرأىً كَما الحُلمُ ضاحَ سَعيد تَهُزُّ الوُجودَ تَباشيرُها كَما هَزَّ مِن والِدَيهِ الوَليد وَيَغشى الدُنا مِن حُلاها سَنىً أَضاءَ لَنا كُلَّ حالٍ نَضيد مِنَ المَوجِ مُلتَمِعٌ مِثلَما تَحَلَّت نُحورُ الدُمى بِالعُقود أَتَتنا مِنَ الماءِ مُهتَزَّةً مُنَوِّرَةً تَعتَلي لِلوُجود وَتَصعَدُ مِن غَيرِ ما سُلَّمٍ فَيا لِلمُصَوِّرِ هَذا الصُعود وَهَذا المُنيرُ القَريبُ القَريب وَهَذا المُنيرُ البَعيدُ البَعيد وَهَذا المُنيرُ الَّذي لَن يُرى وَهَذا المُنيرُ وَكُلٌّ شَهيد وَهَذا الجُسامُ الخَفيفُ الخُطا وَهَذا الجُسامُ الَّذي ما يَميد وَيا لِلمُصَوِّرِ آثارَها بِكُلِّ بِحارٍ وَفي كُلِّ بيد وَتَقليلِها كُلَّ جَمِّ السَنا وَتَصغيرِها كُلَّ عالٍ مَشيد مِنَ النارِ لَكِنَّ أَطرافَها تَدورُ بِياقوتَةٍ لَن تَبيد مِنَ النارِ لَكِنَّ أَنوارَها إِلَهِيَّةٌ زُيِّنَت لِلعَبيد هِيَ الشَمسُ كانَت كَما شاءَها مَماتُ القَديمِ حَياةُ الجَديد تَرُدُّ المِياهَ إِلى حَدِّها وَتُبلي جِبالَ الصَفا وَالحَديد وَتَطلُعُ بِالعَيشِ أَو بِالرَدى عَلى الزَرعِ قائِمِهِ وَالحَصيد وَتَسعى لِذا الناسِ مَهما سَعَت بِخَيرِ الوُعودِ وَشَرِّ الوَعيد وَقَد تَتَجَلّى إِذا أَقبَلَت بِنُعمى الشَقِيِّ وَبُؤسى السَعيد وَقَد تَتَوَلّى إِذا أَدبَرَت وَلَيسَت بِمَأمونَةٍ أَن تَعود فَما لِلغُروبِ يَهيجُ الأَسى وَكانَ الشُروقُ لَنا أَيَّ عيد كَذا المَرءُ ساعَةَ ميلادِهِ وَساعَةَ يَدعو الحِمامُ العَنيد وَلَيسَ بِجارٍ وَلا واقِعٍ سِوى الحَقِّ مِمّا قَضاهُ المُريد مَلِكَ السَماءِ بَهَرتَ في الأَنوارِ فَفَداك كُلُّ مُتَوَّجٍ مِن ساري لَمّا طَلَعتَ عَلى المِياهِ تُنيرُها سَكَنَت وَقَد كانَت بِغَيرِ قَرارِ وَزَهَت لِناظِرِها السَماءُ وَقَرَّ ما في البَحرِ مِن عُبُبٍ وَمِن تَيّارِ وَأَهَلَّ لِلَّهِ السُراةُ وَأَزلَفوا لَكَ في الكَمالِ تَحِيَّةَ الإِكبارِ وَتَأَمَّلوكَ فَكُلُّ جارِحَةٍ لَهُم عَينٌ تُسامِرُ نورَها وَتُساري وَالبَدرُ مِنكَ عَلى العَوالِمِ يَجتَلي بِشرَ الوُجوهِ وَزَحمَةِ الأَبصارِ مُتَقَدِّمٌ في النورِ مَحجوبٌ بِهِ موفٍ على الآفاقِ بِالأَسفارِ يا دُرَّةَ الغَوّاصِ أَخرَجَ ظافِراً يُمناهُ يَجلوها عَلى النُظّارِ مُتَهَلِّلاً في الماءِ أَبدى نِصفَهُ يَسمو بِها وَالنِصفُ كاسٍ عارِ وافى بِكَ الأُفُقُ السَماءَ فَأَسفَرَت عَن قُفلِ ماسٍ في سِوارِ نُضارِ وَنَهَضتَ يَزهو الكَونُ مِنكَ بِمَنظَرٍ ضاحٍ وَيَحمُلُ مِنكَ تاجَ فَخارِ الماءُ وَالآفاقُ حَولَكَ فِضَّةٌ وَالشُهبُ دينارٌ لَدى دينارِ وَالفُلكُ مُشرِقَةُ الجَوانِبِ في الدُجى يَبدو لَها ذَيلٌ مِنَ الأَنوارِ بَينا تَخَطَّرُ في لُجَينٍ مائِجٍ إِذ تَنثَني في عَسجَدٍ زَخّارِ وَكَأَنَّها وَالمَوجُ مُنتَظِمٌ وَقَد أَوفَيتَ ثُمَّ دَنَوتَ كَالمُختارِ غَيداءُ لاهِيَةٌ تَخُطُّ لِأَغيَدٍ شِعراً لِيَقرَأَهُ وَأَنتَ القاري فَليَهنِ بَدرَ الأَرضِ أَنَّكَ صِنوُهُ وَنَظيرُهُ قُرباً وَبُعدَ مَزارِ وَحَلاكُما ما البَدرُ إِلّا أَنتُما وَسِواكُما قَمَرٌ مِنَ الأَقمارِ أَنتَ الكَريمُ عَلى الوُجودِ بِوَجهِهِ وَهيَ الضَنينَةُ بِالخَيالِ الساري هَيفاءُ أَهواها وَأَعشَقُ ذِكرَها لَكِن أُداري وَالمُحِبُّ يُداري لي في الهَوى سِرٌّ أَبيتُ أَصونُهُ وَاللَهُ مُطَّلِعٌ عَلى الأَسرارِ لا السُهدُ يُدنيني إِلَيهِ وَلا الكَرى طَيفٌ يَزورُ بِفَضلِهِ مَهما سَرى تَخِذَ الدُجى وَسَماءَهُ وَنُجومَهُ سُبُلاً إِلى جَفنَيكِ لَم يَرضَ الثَرى وَأَتاكَ مَوفورَ النَعيمِ تَخالُهُ مَلَكاً تَنُمُّ بِهِ السَماءُ مُطَهَّرا عَلِمَ الظَلامُ هُبوطَهُ فَمَشَت لَهُ أَهدابُهُ يَأخُذنَهُ مُتَحَدِّرا وَحَمى النَسائِمَ أَن تَروحَ وَأَن تَجي حَذَراً وَخَوفاً أَن يُراعَ وَيُذعَرا وَرَقَدتَ تُزلِفُ لِلخَيالِ مَكانَهُ بَينَ الجُفونِ وَبَينَ هُدبِكَ وَالكَرى فَهَنِئتَهُ مِثلَ السَعادَةِ شائِقاً مُتَصَوِّراً ما شِئتَ أَن يَتَصَوَّرا تَطوي لَهُ الرَقباءُ مَنصورَ الهَوى وَتَدوسُ أَلسِنَةَ الوُشاةِ مُظَفَّرا لَولا اِمتِنانُ العَينِ يا طَيفَ الرِضا ما سامَحَت أَيّامَها فيما جَرى باتَت مُشَوَّقَةً وَباتَ سَوادُها زونا بِتِمثالِ الجَمالِ مُنَوِّرا تُعطى المُنى وَتُنيلُهُنَّ خَليقَةً بِكَ أَن تُقَدِّمَ في المِنى وَتُؤَخِّرا وَتُعانِقُ القَمَرَ السَنِيَّ عَزيزَةً حَتّى إِذا وَدَّعتَ عانَقتَ الثَرى في لَيلَةٍ قَدِمَ الوُجودَ هِلالُها فَدَنَت كَواكِبُها تُعَلِّمُهُ السُرى وَتُريهِ آثارَ البُدورِ لِيَقتَفي وَيَرى لَهُ الميلادُ أَن يَتَصَدَّرا ناجَيتُ مَن أَهوى وَناجاني بِها بَينَ الرِياضِ وَبَينَ ماءِ سُوَيسِرا حَيثُ الجِبالُ صِغارُها وَكِبارُها مِن كُلِّ أَبيَضَ في الفَضاءِ وَأَخضَرا تَخِذَ الغَمامُ بِها بُيوتاً فَاِنجَلَت مَشبوبَةَ الأَجرامِ شائِبَةَ الذُرى وَالصَخرُ عالٍ قامَ يُشبِهُ قاعِداً وَأَنافَ مَكشوفَ الجَوانِبِ مُنذِرا بَينَ الكَواكِبِ وَالسَحابِ تَرى لَهُ أُذُناً مِنَ الحَجَرِ الأَصَمِّ وَمِشفَرا وَالسَفحُ مِن أَيِّ الجِهاتِ أَتَيتَهُ أَلفَيتَهُ دَرَجاً يَموجُ مُدَوَّرا نَثَرَ الفَضاءُ عَلَيهِ عِقدَ نُجومِهِ فَبَدا زَبَرجَدُهُ بِهِنَّ مُجَوهَرا وَتَنَظَّمَت بيضُ البُيوتِ كَأَنَّها أَوكارُ طَيرٍ أَو خَميسٌ عَسكَرا وَالنَجمُ يَبعَثُ لِلمِياهِ ضِياءَهُ وَالكَهرُباءُ تُضيءُ أَثناءَ الثَرى هامَ الفِراشُ بِها وَحامَ كَتائِباً يَحكي حَوالَيها الغَمامُ مُسَيَّرا خُلِقَت لِرَحمَتِهِ فَباتَت نارُهُ بَرداً وَنارُ العاشِقينَ تَسَعُّرا وَالماءُ مِن فَوقِ الدِيارِ وَتَحتَها وَخِلالِها يَجري وَمِن حَولِ القُرى مُتَصَوِّباً مُتَصَعِّداً مُتَمَهِّلاً مُتَسَرِّعاً مُتَسَلسِلاً مُتَعَثِّرا وَالأَرضُ جِسرٌ حَيثُ دُرتَ وَمَعبَرٌ يَصِلانِ جِسراً في المِياهِ وَمَعبَرا وَالفُلكُ في ظِلِّ البُيوتِ مَواخِراً تَطوي الجَداوِلَ نَحوَها وَالأَنهُرا حَتّى إِذا هَدَأَ المَلا في لَيلِهِ جاذَبتُ لَيلي ثَوبَهُ مُتَحَيِّرا وَخَرَجتُ مِن بَينَ الجُسورِ لَعَلَّني أَستَقبِلُ العَرفَ الحَبيبَ إِذا سَرى آوي إِلى الشَجَراتِ وَهيَ تَهُزُّني وَقَدِ اِطمَأَنَّ الطَيرُ فيها بِالكَرى وَيَهُزُّ مِنّي الماءُ في لَمَعانِهِ فَأَميلُ أَنظُرُ فيهِ أَطمَعُ أَن أَرى وَهُنالِكَ اِزدَهَتِ السَماءُ وَكانَ أَن آنَستُ نوراً ما أَتَمَّ وَأَبهَرا فَسَرَيتُ في لَألائِهِ وَإِذا بِهِ بَدرٌ تُسايِرُهُ الكَواكِبُ خُطَّرا حُلُمٌ أَعارَتني العِنايَةُ سَمعَها فيهِ فَما اِستَتمَمتُ حَتّى فُسِّرا فَرَأَيتُ صَفوى جَهرَةً وَأَخَذتُ أَن سى يَقظَةً وَمُنايَ لَبَّت حُضَّرا وَأَشَرتَ هَل لُقيا فَأوحِيَ أَن غَداً بِالطَودِ أَبيَضَ مِن جِبالِ سُوَيسِرا إِن أَشرَقَت زَهراءَ تَسمو لِلضُحى وَإِذا هَوَت حَمراءَ في تِلكَ الذُرى فَشُروقُها مِنهُ أَتَمُّ مَعانِياً وَغُروبُها أَجلى وَأَكمَلُ مَنظَرا تَبدو هُنالِكَ لِلوُجودِ وَليدَةً تَهنا بِها الدُنيا وَيَغتَبِطُ الثَرى وَتُضيءُ أَثناءَ الفَضاءِ بِغُرَّةٍ لاحَت بِرَأسِ الطَودِ تاجاً أَزهَرا فَسَمَت فَكانَت نِصفَ طارٍ ما بَدا حَتّى أَنافَ فَلاحَ طاراً أَكبَرا يَعلو العَوالِمَ مُستَقِلّاً نامِياً مُستَعصِياً بِمَكانِهِ أَن يُنقَرا سالَت بِهِ الآفاقُ لَكِن عَسجَداً وَتَغَطَّتِ الأَشباحُ لَكِن جَوهَرا وَاِهتَزَّ فَالدُنيا لَهُ مُهتَزَّةٌ وَأَنارَ فَاِنكَشَفَ الوُجودُ مُنَوَّرا حَتّى إِذا بَلَغَ السُمُوُّ كَمالَهُ أَذِنَت لِداعي النَقصِ تَهوى القَهقَرى فَدَنَت لِناظِرِها وَدانَ عَنانُها وَتَبَدَّلَ المُستَعظِمُ المُستَصغِرا وَاِصفَرَّ أَبيَضُ كُلِّ شَيءٍ حَولَها وَاِحمَرَّ بُرقُعُها وَكانَ الأَصفَرا وَسَما إِلَيها الطَودُ يَأخُذُها وَقَد جَعَلَت أَعالِيَهُ شَريطاً أَحمَرا مَسَّتهُ فَاِشتَعَلَت بِها جَنَباتُهُ وَبَدَت ذُراهُ الشُمُّ تَحمِلُ مِجمَرا فَكَأَنَّما مَدَّت بِهِ نيرانَها شَرَكاً لِتَصطادَ النَهارَ المُدبِرا حَرَقَتهُ وَاِحتَرَقَت بِهِ فَتَوَلَّيا وَأَتى طُلولَهُما الظَلامُ فَعَسكَرا فَشُروقُها الأَمَلُ الحَبيبُ لِمَن رَأى وَغُروبُها الأَجَلُ البَغيضُ لِمَن دَرى خَطبانِ قاما بِالفَناءِ عَلى الصَفا ما كانَ بَينَهُما الصَفاءُ لِيَعمُرا تَتَغَيَّرُ الأَشياءُ مَهما عاوَدا وَاللَهُ عَزَّ وَجَلَّ لَن يَتَغَيَّرا أَنهارُنا تَحتَ السَليفِ وَفَوقَهُ وَلَدى جَوانِبِهِ وَما بَينَ الذُرى رَجلاً وَرُكباناً وَزَحلَقَةً عَلى عَجلٍ هُنالِكَ كَهرُبائِيِّ السَرى في مَركَبٍ مُستَأنِسٍ سالَت بِهِ قُضُبُ الحَديدِ تَعَرُّجاً وَتَحَدُّرا يَنسابُ ما بَينَ الصُخورِ تَمَهُّلاً وَيَخِفُّ بَينَ الهُوَّتَينِ تَخَطُّرا وَإِذا اِعتَلى بِالكَهرُباءِ لِذَروَةٍ عَصماءَ هَمَّ مُعانِقاً مُتَسَوِّرا لَمّا نَزَلنا عَنهُ في أُمِّ الذُرى قُمنا عَلى فَرعِ السَليفِ لِنَنظُرا أَرضٌ تَموجُ بِها المَناظِرُ جَمَّةٌ وَعَوالِمٌ نِعمَ الكِتابُ لِمَن قَرا وَقُرىً ضَرَبنَ عَلى المَدائِنِ هالَةً وَمَدائِنٌ حَلَّينَ أَجيادَ القُرى وَمَزارِعٌ لِلناظِرينَ رَوائِعٌ لَبِسَ الفَضاءُ بِها طِرازاً أَخضَرا وَالماءُ غَدرٌ ما أَرَقَّ وَأَغزَرا وَجَداوِلٌ هُنَّ اللُجَينُ وَقَد جَرى فَحَشَونَ أَفواهَ السُهولِ سَبائِكاً وَمَلَأنَ أَقبالَ الرَواسِخِ جَوهَرا قَد صَغَّرَ البُعدُ الوُجودَ لَنا فَيا لِلَّهِ ما أَحلى الوُجودَ مُصَغَّرا تِلكَ الطَبيعَةُ قِف بِنا يا ساري حَتّى أُريكَ بَديعَ صُنعِ الباري الأَرضُ حَولَكَ وَالسَماءُ اِهتَزَّتا لِرَوائِعِ الآياتِ وَالآثارِ مِن كُلِّ ناطِقَةِ الجَلالِ كَأَنَّها أُمُّ الكِتابِ عَلى لِسانِ القاري دَلَّت عَلى مَلِكِ المُلوكِ فَلَم تَدَع لِأَدِلَّةِ الفُقَهاءِ وَالأَحبارِ مَن شَكَّ فيهِ فَنَظرَةٌ في صُنعِهِ تَمحو أَثيمَ الشَكِّ وَالإِنكارِ كَشَفَ الغَطاءُ عَنِ الطُرولِ وَأَشرَقَت مِنهُ الطَبيعَةُ غَيرَ ذاتِ سِتارِ شَبَّهتُها بَلقيسَ فَوقَ سَريرِها في نَضرَةٍ وَمَواكِبٍ وَجَواري أَو بِاِبنِ داوُدٍ وَواسِعِ مُلكِهِ وَمَعالِمٍ لِلعِزِّ فيهِ كِبارِ هوجُ الرِياحِ خَواشِعٌ في بابِهِ وَالطَيرُ فيهِ نَواكِسُ المِنقارِ قامَت عَلى ضاحي الجِنانِ كَأَنَّها رَضوانُ يُزجي الخُلدُ لِلأَبرارِ كَم في الخَمائِلِ وَهيَ بَعضُ إِمائِها مِن ذاتِ خِلخالٍ وَذاتِ سِوارِ وَحَسيرَةٍ عَنها الثِيابُ وَبَضَّةٍ في الناعِماتِ تَجُرُّ فَضلَ إِزارِ وَضَحوكِ سِنٍّ تَملَأُ الدُنيا سَنىً وَغَريقَةٍ في دَمعِها المِدرارِ وَوَحيدَةٍ بِالنَجدِ تَشكو وَحشَةً وَكَثيرَةِ الأَترابِ بِالأَغوارِ وَلَقَد تَمُرُّ عَلى الغَديرِ تَخالُهُ وَالنَبتُ مِرآةً زَهَت بِإِطارِ حُلوُ التَسَلسُلِ مَوجُهُ وَجَريرُهُ كَأَنامِلٍ مَرَّت عَلى أَوتارِ مَدَّت سَواعِدُ مائِهِ وَتَأَلَّقَت فيها الجَواهِرُ مِن حَصىً وَجِمارِ يَنسابُ في مُخضَلَّةٍ مُبتَلَّةٍ مَنسوجَةٍ مِن سُندُسٍ وَنُضارِ زَهراءَ عَونِ العاشِقينَ عَلى الهَوى مُختارَةِ الشُعَراءِ في آذارِ قامَ الجَليدُ بِها وَسالَ كَأَنَّهُ دَمعُ الصَبابَةِ بَلَّ غُضنَ عَذارِ وَتَرى السَماءَ ضُحىً وَفي جُنحِ الدُجى مُنشَقَّةً مِن أَنهُرٍ وَبِحارِ في كُلِّ ناحِيَةٍ سَلَكتَ وَمَذهَبٍ جَبَلانِ مِن صَخرٍ وَماءٍ جاري مِن كُلِّ مُنهَمِرِ الجَوانِبِ وَالذُرى غَمرِ الحَضيضِ مُحَلَّلٍ بِوَقارِ عَقَدَ الضَريبُ لَهُ عَمامَةَ فارِعٍ جَمِّ المَهابَةِ مِن شُيوخِ نِزارِ وَمُكَذِّبٍ بِالجِنِّ ريعَ لِصَوتِها في الماءِ مُنحَدِراً وَفي التَيّارِ مَلَأَ الفَضاءَ عَلى المَسامِعِ ضَجَّةً فَكَأَنَّما مَلَأَ الجِهاتِ ضَواري وَكَأَنَّما طوفانُ نوحٍ ما نَرى وَالفُلكُ قَد مُسِخَت حَثيثَ قِطارِ يَجري عَلى مَثَلِ الصِراطِ وَتارَةً ما بَينَ هاوِيَةٍ وَجُرفٍ هاري جابَ المَمالِكَ حَزنَها وَسُهولَها وَطَوى شِعابَ الصِربِ وَالبُلغارِ حَتّى رَمى بِرِحالِنا وَرَجائِنا في ساحِ مَأمولٍ عَزيزِ الجارِ مَلِكٌ بِمَفرَقِهِ إِذا اِستَقبَلتَهُ تاجانِ تاجُ هُدىً وَتاجُ فَخارِ سَكَنَ الثُرَيّا مُستَقَرَّ جَلالِهِ وَمَشَت مَكارِمُهُ إِلى الأَمصارِ فَالشَرقُ يُسقى ديمَةً بِيَمينِهِ وَالغَربُ تُمطِرُهُ غُيوثُ يَسارِ وَمَدائِنُ البَرَّينِ في إِعظامِهِ وَعَوالِمُ البَحرَينِ في الإِكبارِ اللَهُ أَيَّدَهُ بِآسادِ الشَرى في صورَةِ المُتَدَجِّجِ الجَرّارِ الصاعِدينَ إِلى العَدُوِّ عَلى الظُبى النازِلينَ عَلى القَنا الخَطّارِ المُشتَرينَ اللَهَ بِالأَبناءِ وَال أَزواجِ وَالأَموالِ وَالأَعمارِ القائِمينَ عَلى لِواءِ نَبِيِّهِ المُنزَلينَ مَنازِلَ الأَنصارِ يا عَرشَ قُسطَنطينَ نِلتَ مَكانَةً لَم تُعطَها في سالِفِ الأَعصارِ شُرِّفتَ بِالصَديقِ وَالفاروقِ بَل بِالأَقرَبِ الأَدنى مِنَ المُختارِ حامي الخِلافَةِ مَجدِها وَكِيانِها بِالرَأيِ آوِنَةً وَبِالبَتّارِ تاهَت فُروقُ عَلى العَواصِمِ وَاِزدَهَت بِجُلوسِ أَصيَدَ باذِخِ المِقدارِ جَمِّ الجَلالِ كَأَنَّما كُرسِيُّهُ جُزءٌ مِنَ الكُرسِيِّ ذي الأَنوارِ أَخَذَت عَلى البوسفورِ زُخرُفَها دُجىً وَتَلَألَأَت كَمَنازِلِ الأَقمارِ فَالبَدرُ يَنظُرُ مِن نَوافِذِ مَنزِلٍ وَالشَمسُ ثَمَّ مُطِلَّةٌ مِن دارِ وَكَواكِبُ الجَوزاءِ تَخطُرُ في الرُبى وَالنَسرُ مَطلَعُهُ مِنَ الأَشجارِ وَاِسمُ الخَليفَةِ في الجِهاتِ مُنَوِّرٌ تَبدو السَبيلُ بِهِ وَيَهدي الساري كَتَبوهُ في شُرَفِ القُصورِ وَطالَما كَتَبوهُ في الأَسماعِ وَالأَبصارِ يا واحِدَ الإِسلامِ غَيرَ مُدافِعٍ أَنا في زَمانِكَ واحِدُ الأَشعارِ لي في ثَنائِكَ وَهوَ باقٍ خالِدٌ شَعرٌ عَلى الشِعرى المَنيعَةِ زاري أَخلَصتُ حُبّي في الإِمامِ دِيانَةً وَجَعَلتُهُ حَتّى المَماتِ شِعاري لَم أَلتَمِس عَرضَ الحَياةِ وَإِنَّما أَقرَضتُهُ في اللَهِ وَالمُختارِ إِنَّ الصَنيعَةَ لا تَكونُ كَريمَةً حَتّى تُقَلِّدُها كَريمَ نِجارِ وَالحُبُّ لَيسَ بِصادِقٍ ما لَم تَكُن حَسَنَ التَكَرُّمِ فيهِ وَالإيثارِ وَالشِعرُ إِنجيلٌ إِذا اِستَعمَلتَهُ في نَشرِ مَكرُمَةٍ وَسَترِ عَوارِ وَثَنَيتَ عَن كَدَرِ الحِياضِ عِنانَهُ إِنَّ الأَديبَ مُسامِحٌ وَمُداري عِندَ العَواهِلِ مِن سِياسَةِ دَهرِهِم سِرٌّ وَعِندَكَ سائِرُ الأَسرارِ هَذا مُقامٌ أَنتَ فيهِ مُحَمَّدٌ أَعداءُ ذاتِكَ فِرقَةٌ في النارِ إِنَّ الهِلالَ وَأَنتَ وَحدَكَ كَهفُهُ بَينَ المَعاقِلِ مِنكَ وَالأَسوارِ لَم يَبقَ غَيرُكَ مَن يَقولُ أَصونُهُ صُنهُ بِحَولِ الواحِدِ القَهّارِ عَلى أَيِّ الجِنانِ بِنا تَمُرُّ وَفي أَيِّ الحَدائِقِ تَستَقِرُّ رُوَيداً أَيُّها الفُلكُ الأَبَرُّ بَلَغتَ بِنا الرُبوعَ فَأَنتَ حُرُّ سَهِرتَ وَلَم تَنَم لِلرَكبِ عَينُ كَأَن لَم يُضوِهِم ضَجَرٌ وَأَينُ يَحُثُّ خُطاكَ لُجٌّ بَل لُجَينُ بَلِ الإِبريزُ بَل أُفقٌ أَغَرُّ عَلى شِبهِ السُهولِ مِنَ المِياهِ تُحيطُ بِكَ الجَزائِرُ كَالشِياهِ وَأَنتَ لَهُنَّ راعٍ ذو اِنتِباهِ تَكُرُّ مَعَ الظَلامِ وَلا تَفِرُّ يُنيفُ البَدرُ فَوقَكَ بِالهَباءِ رَفيعاً في السُمُوِّ بِلا اِنتِهاءِ تَخالُكُما العُيونُ إِلى اِلتِقاءِ وَدونَ المُلتَقى كَونٌ وَدَهرُ إِلى أَن قيلَ هَذا الدَردَنيلُ فَسِرتَ إِلَيهِ وَالفَجرُ الدَليلُ يُجيزُكَ وَالأَمانُ بِهِ سَبيلُ إِذا هُوَ لَم يُجِز فَالماءُ خَمرُ تَمُرُّ مِنَ المَعاقِلِ وَالجِبالِ بِعالٍ فَوقَ عالٍ خَلفَ عالي إِذا أَومَأنَ وَقَّفَتِ اللَيالي وَتَحمي الحادِثاتُ فَلا تَمُرُّ مَدافِعُ بَعضَها مُتَقابِلاتُ وَمِنها الصاعِداتُ النازِلاتُ وَمِنها الظاهِراتُ وَأُخرَياتُ تَوارى في الصُخورِ وَتَستَسِرُّ فَلَو أَنَّ البِحارَ جَرَت مِئينا وَكانَ اللُجُّ أَجمَعُهُ سَفينا لِتَلقى مَنفَذاً لَلَقينَ حَينا وَلَمّا يَمسَسِ البوغازَ ضُرُّ وَبَعدَ الأَرخَبيلُ وَما يَليهِ وَتيهٍ في العَيالِمِ تيهِ بَدا ضَوءُ الصَباحِ فَسِرتَ فيهِ إِلى البُسفورِ وَاِقتَرَبَ المَقَرُّ تُسايِرُكَ المَدائِنُ وَالأَناسي وَفُلكٌ بَينَ جَوّالٍ وَراسي وَتَحضُنُكَ الجَزائِرُ وَالرَواسي وَتَجري رِقَّةً لَكَ وَهيَ صَخرُ تَسيرُ مِنَ الفَضاءِ إِلى المَضيقِ فَآناً أَنتَ في بَحرٍ طَليقِ وَآوِنَةً لَدى مَجرىً سَحيقٍ كَما الشَلّالُ قامَ لَدَيهِ نَهرُ وَتَأَتي الأُفقَ تَطويهِ سِجِلّاً لِآخَرَ كَالسَرابِ إِذا أَضَلّا إِذا قُلنا المَنازِلُ قيلَ كَلّا فَدونَ بُلوغِها ظُهرٌ وَعَصرُ إِلى أَن حَلَّ في الأَوجِ النَهارُ وَلِلرائي تَبَيَّنَتِ الدِيارُ فَقُلنا الشَمسُ فيها أَم نُضارُ وَياقوتٌ وَمُرجانٌ وَدُرُّ وَدِدنا لَو مَشَيتَ بِنا الهُوَينا وَأَينَ الخُلودُ لَدَيكَ أَينا لِنَبهَجَ خاطِراً وَنَقَرَّ عَيناً بِأَحسَنِ ما رَأى في البَحرِ سَفرُ بِلَوحٍ جامِعِ الصُّوَرِ الغَوالي وَديوانٍ تَفَرَّدَ بِالخَيالِ وَمِرآةِ المَناظِرِ وَالمَجالي تَمُرُّ بِها الطَبيعَةُ ما تَمُرُّ فَضاءٌ مُثِّلَ الفِردَوسُ فيهِ وَمَرأَىً في البِحارِ بِلا شَبيهِ فَإيهٍ يا بَناتِ الشِعرِ إيهِ فَمالَكِ في عُقوقِ الشِعرِ عُذرُ لِأَجلِكِ سِرتُ في بَرٍّ وَبَحرِ وَأَنتِ الدَهرَ أَنتِ بِكُلِّ قُطرِ حَنَنتِ إِلى الطَبيعَةِ دونَ مِصرِ وَقُلتِ لَدى الطَبيعَةِ أَينَ مِصرُ فَهَلّا هَزَّكِ التِبرُ المُذابُ وَهَذا اللَوحُ وَالقَلَمُ العُجابُ وَما بَيني وَبَينَهُما حِجابُ وَلا دوني عَلى الآياتِ سِترُ جِهاتٌ أَم عَذارى حالِياتُ وَماءٌ أَم سَماءٌ أَم نَباتُ وَتِلكَ جَزائِرٌ أَم نَيِّراتُ وَكَيفَ طُلوعُها وَالوَقتُ ظُهرُ جَلاها الأُفقُ صُفراً وَهيَ خُضرُ كَزَهرٍ دونَهُ في الرَوضِ زَهرُ لَوى نَحرٌ بِها وَاِلتَفَّ بَحرُ كَما مَلَكَت جِهاتِ الدَوحِ غُدرُ تَلوحُ بِها المَساجِدُ باذِخاتِ وَتَتَّصِلُ المَعاقِلُ شامِخاتُ طِباقاً في العُلى مُتَفاوِتاتِ سَما بَرٌّ بِها وَاِنحَطَّ بَرُّ وَكَم أَرضٍ هُنالِكَ فَوقَ أَرضِ وَرَوضٍ فَوقَ رَوضٍ فَوقَ رَوضِ وَدورٍ بَعضُها مِن فَوقِ بَعضِ كَسَطرٍ في الكِتابِ عَلاهُ سَطرِ سُطورٌ لا يُحيطُ بِهِنَّ رَسمٌ وَلا يُحصي مَعانيهِنَّ عِلمُ إِذا قُرِئَت جَميعاً فَهيَ نَظمُ وَإِن قُرِئَت فُرادى فَهيَ نَثرُ تَأَرَّجُ كُلَّما اِقتَرَبَت وَتَزكو وَيَجمَعُها مِنَ الآفاقِ سِلكُ تُشاكِلُ ما بِهِ فَالقَصرُ فُلكُ عَلى بُعدٍ لَنا وَالفُلكُ قَصرُ وَنونٌ دونَها في البَحرِ نونُ مِنَ البُسفورِ نَقَّطَها السَفينُ كَأَنَّ السُبلَ فيهِ لَنا عُيونٌ وَإِنسانُ السَفينَةِ لا يَقِرُّ هُنالِكَ حَفَّتِ النُعمى خُطانا وَحاطَتنا السَلامَةُ في حِمانا فَأَلقَينا المَراسِيَ وَاِحتَوانا بِناءٌ لِلخِلافَةِ مُشمَخِرُّ فَيا مَن يَطلُبِ المَرأى البَديعا وَيَعشَقهُ شَهيداً أَو سَميعا رَأَيتَ مَحاسِنَ الدُنيا جَميعاً فَهُنَّ الواوُ وَالبُسفورُ عَمرو اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ عَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ وَمَرَّت سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي تَحِيَّةُ شاعِرٍ يا ماءَ جَكسو فَلَيسَ سِواكَ لِلأَرواحِ أُنسُ فَدَتكَ مِياهُ دِجلَةَ وَهيَ سَعدٌ وَلا جُعِلَت فِداءَكَ وَهيَ نَحسُ وَجاءَكَ ماءُ زَمزَمَ وَهوَ طُهرٌ وَأَمواهٌ عَلى الأَردُنِّ قُدسُ وَكانَ النيلُ يَعرِسُ كُلَّ عامٍ وَأَنتَ عَلى المَدى فَرحٌ وَعُرسُ وَقَد زَعَموهُ لِلغاداتِ رَمساً وَأَنتَ لِهَمِّهِنَّ الدَهرَ رَمسُ وَرَدنَكَ كَوثَراً وَسَفَرنَ حوراً وَهَل بِالحورِ إِن أَسفَرنَ بَأسُ فَقُل لِلجانِحينَ إِلى حِجابٍ أَتُحجَبُ عَن صَنيعِ اللَهِ نَفسُ إِذا لَم يَستُرِ الأَدَبُ الغَواني فَلا يُغني الحَريرُ وَلا الدِمَقسُ تَأَمَّل هَل تَرى إِلّا جَلالاً تُحِسُّ النَفسُ مِنهُ ما تُحِسُّ كَأَنَّ الخودُ مَريَمُ في سُفورٍ وَرائيها حَوارِيٌّ وَقِسُّ تَهَيَّبَها الرِجالُ فَلا ضَميرٌ يَهِم بِها وَلا عَينٌ تُحِسُّ غَشيتُكَ وَالأَصيلُ يَفيضُ تِبراً وَيَنسُجُ لِلرُبى حُلَلاً وَيَكسو وَتَذهَبُ في الخَليجِ لَهُ وَتَأتي أَنامِلُ تَنثُرُ العِقيانَ خَمسُ وَفي جيدِ الخَميلَةِ مِنهُ عِقدٌ وَفي آذانِها قُرطٌ وَسَلسُ وَلَألَأَتِ الجِبالُ فَضاءَ سَفحٍ يَسُرُّ الناظِرينَ وَنارَ رَأسُ عَلى فُلكٍ تَسيرُ بِنا الهَوُينى وَمِن شِعري نَديمٌ لي وَجِلسُ تُنازِعُنا المَذاهِبَ حَيثُ مِلنا زَوارِقُ حَولَنا تَجري وَتَرسو لَها في الماءِ مُنسابٌ كَطَيرٍ تُسِفُّ عَلَيهِ أَحياناً وَتَحسو صِغارِ الحَجمِ مُرهَفَةِ الحَواشي لَها عُرفٌ إِذا خَطَرَت وَجَرسُ إِذا المِجدافُ حَرَّكَها اِطمَأَنَّت وَإِن هُوَ لَم يُحَرِّك فَهيَ رُعسُ وَإِن هُوَ جَدَّ في الماءِ اِنسِياباً فَكُلُّ طَريقِهِ وَتَرٌ وَقَوسُ حَمَلنَ اللُؤلُؤَ المَنثورَ عَيناً كَما حَمَلَت حَبابَ الراحِ كَأسُ كَأَنَّ سَوافِرَ الغاداتِ فيها مَلائِكُ هَمُّها نَظَرٌ وَهَمسُ كَأَنَّ بِرافِعَ الغاداتِ تَهفو عَلى وَجَناتِها غَيمٌ وَشَمسُ كَأَنَّ مَآزِرَ العينِ اِنتِساباً زُهورٌ لا تُشَمُّ وَلا تُمَسُّ إِذا نُشِرَت فَرَيحانٌ وَوَردٌ وَإِن طُوِيَت فَنَسرينٌ وَوَرسُ عَجِبتُ لَهُنَّ يُجَمِّعُهُنَّ حُسنٌ وَلَكِن لَيسَ يُجَمِّعُهُنَّ لُبسُ فَكانَ لَنا بِظِلِّكَ خَيرُ وَقتٍ وَخَيرُ الوَقتِ ما لَكَ فيهِ أُنسُ نُمَتِّعُ مِنكَ يا جَكسو نُفوساً بِها مِن دَهرِها هَمٌّ وَبُؤسُ إِلى أَن بانَ سِرُّكَ فَاِنثَنَينا وَقَد طُوِيَ النَهارُ وَماتَ أَمسُ قالوا فَروقُ المُلكِ دارُ مَخاوِفٍ لا يَنقَضي لِنَزيلِها وُسواسُ وَكِلابُها في مَأمَنٍ فَاِعجَب لَها أَمِنَ الكِلابُ بِها وَخافَ الناسُ أَيُّها المُنتَحي بِأَسوانَ داراً كَالثُرَيّا تُريدُ أَن تَنقَضّا اِخلَعِ النَعلَ وَاِخفِضِ الطَرفَ وَاِخشَع لا تُحاوِل مِن آيَةِ الدَهرِ غَضّا قِف بِتِلكَ القُصورِ في اليَمِّ غَرقى مُمسِكاً بَعضُها مِنَ الذُعرِ بَعضا كَعَذارى أَخفَينَ في الماءِ بَضّاً سابِحاتٍ بِهِ وَأَبدَينَ بَضّا مُشرِفاتٍ عَلى الزَوالِ وَكانَت مُشرِفاتٍ عَلى الكَواكِبِ نَهضا شابَ مِن حَولِها الزَمانُ وَشابَت وَشَبابُ الفُنونِ مازالَ غَضّا رُبَّ نَقشٍ كَأَنَّما نَفَضَ الصا نِعُ مِنهُ اليَدَينِ بِالأَمسِ نَفضا وَدُهانٍ كَلامِعِ الزَيتِ مَرَّت أَعصُرٌ بِالسِراجِ وَالزَيتِ وُضّا وَخُطوطٍ كَأَنَّها هُدبُ ريمٍ حَسُنَت صَنعَةً وَطولاً وَعَرضا وَضَحايا تَكادُ تَمشي وَتَرعى لَو أَصابَت مِن قُدرَةِ اللَهِ نَبضا وَمَحاريبَ كَالبُروجِ بَنَتها عَزَماتٌ مِن عَزمَةِ الجِنِّ أَمضى شَيَّدَت بَعضَها الفَراعينُ زُلفى وَبَنى البَعضَ أَجنَبٌ يَتَرَضّى وَمَقاصيرُ أُبدِلَت بِفُتاتِ ال مِسكِ تُرباً وَبِاليَواقيتِ قَضّا حَظُّها اليَومَ هَدَّةٌ وَقَديماً صُرِّفَت في الحُظوظِ رَفعاً وَخَفضا سَقَتِ العالَمينَ بِالسَعدِ وَالنَخ سِ إِلى أَن تَعاطَتِ النَحسَ مَحضا صَنعَةٌ تُدهِشُ العُقولَ وَفَنٌّ كانَ إِتقانُهُ عَلى القَومِ فَرضا يا قُصوراً نَظَرتُها وَهيَ تَقضي فَسَكَبتُ الدُموعَ وَالحَقُّ يُقضى أَنتِ سَطرٌ وَمَجدُ مِصرَ كِتابٌ كَيفَ سامَ البِلى كِتابَكَ فَضّا وَأَنا المُحتَفي بِتاريخِ مِصرٍ مَن يَصُن مَجدَ قَومِهِ صانَ عِرضا رُبَّ سِرٍّ بِجانِبَيكَ مُزالٍ كانَ حَتّى عَلى الفَراعينِ غُمضا قُل لَها في الدُعاءِ لَو كانَ يُجدي يا سَماءَ الجِلالِ لا صِرتِ أَرضا حارَ فيكِ المُهَندِسونَ عُقولاً وَتَوَلَّت عَزائِمُ العِلمِ مَرضى أَينَ مَلِكٌ حِيالَها وَفَريدٌ مِن نِظامِ النَعيمِ أَصبَحَ فَضا أَينَ فِرعَونُ في المَواكِبِ تَترى يَركُضُ المالِكينَ كَالخَيلِ رَكضا ساقَ لِلفَتحِ في المَمالِكِ عَرضاً وَجَلا لِلفَخارِ في السِلمِ عَرضا أَينَ إيزيسَ تَحتَها النيلُ يَجري حَكَمَت فيهِ شاطِئَينِ وَعَرضا أَسدَلَ الطَرفَ كاهِنٌ وَمَليكٌ في ثَراها وَأَرسَلَ الرَأسَ خَفضا يُعرَضُ المالِكونَ أَسرى عَلَيها في قُيودِ الهَوانِ عانينَ جَرضى ما لَها أَصبَحَت بِغَيرِ مُجيرٍ تَشتَكي مِن نَوائِبِ الدَهرِ عَضّا هِيَ في الأَسرِ بَينَ صَخرٍ وَبَحرٍ مُلكَةٌ في السُجونِ فَوقَ حَضوضى أَينَ هوروسُ بَينَ سَيفٍ وَنِطعٍ أَبِهَذا في شَرعِهِم كانَ يُقضى لَيتَ شِعري قَضى شَهيدَ غَرامٍ أَم رَماهُ الوُشاةُ حِقداً وَبُغضا رُبَّ ضَربٍ مِن سَوطِ فِرعَونَ مَضٍّ دونَ فِعلِ الفِراقِ بِالنَفسِ مَضّا وَهَلاكٍ بِسَيفِهِ وَهوَ قانٍ دونَ سَيفٍ مِنَ اللَواحِظِ يُنضى قَتَلوهُ فَهَل لِذاكَ حَديثٌ أَينَ راوي الحَديثِ نَثراً وَقَرضا يا إِمامَ الشُعوبِ بِالأَمسِ وَاليَو مِ سَتُعطى مِنَ الثَناءِ فَتَرضى مِصرُ بِالنازِلينَ مِن ساحِ مَعنٍ وَحِمى الجودِ حاتِمُ الجودِ أَفضى كُن ظَهيراً لِأَهلِها وَنَصيراً وَاِبذُلِ النُصحَ بَعدَ ذَلِكَ مَحضا قُل لِقَومٍ عَلى الوِلاياتِ أَيقا ظٍ إِذا ذاقَتِ البَرِيَّةُ غُمضا شيمَةُ النيلِ أَن يَفي وَعَجيبٌ أَحرَجوهُ فَضَيَّعَ العَهدَ نَقضا حاشَهُ الماءُ فَهوَ صَيدٌ كَريمٌ لَيتَ بِالنيلِ يَومَ يَسقُطُ غَيضا شيدَ وَالمالُ وَالعُلومُ قَليلٌ أَنقَذوهُ بِالمالِ وَالعِلمِ نَقضا ضُمّي قِناعَكِ يا سُعادُ أَو اِرفَعي هَذي المَحاسِنُ ما خُلِقنَ لِبُرقُعِ اَلضاحِياتُ الضاحِكاتُ وَدونَها سِترُ الجَلالِ وَبُعدُ شَأوِ المَطلَعِ يا دُميَةً لا يُستَزادُ جَمالُها زيديهِ حُسنَ المُحسِنِ المُتَبَرِّعِ ماذا عَلى سُلطانِهِ مِن وَقفَةٍ لِلضارِعينَ وَعَطفَةٍ لِلخُشَّعِ بَل ما يَضُرُّكِ لَو سَمَحتِ بِجَلوَةٍ إِنَّ العَروسَ كَثيرَةُ المُتَطَلِّعِ لَيسَ الحِجابُ لِمَن يَعِزُّ مَنالُهُ إِنَّ الحِجابَ لَهَيِّنٌ لَم يُمنَعِ أَنتِ الَّتي اِتَّخَذَ الجَمالَ لِعِزِّهِ مِن مَظهَرٍ وَلِسِرِّهِ مِن مَوضِعِ وَهوَ الصَناعُ يَصوغُ كُلَّ دَقيقَةٍ وَأَدَقَّ مِنكَ بَنانُهُ لَم تَصنَعِ لَمَسَتكِ راحَتُهُ وَمَسَّكِ روحُهُ فَأَتى البَديعُ عَلى مِثالِ المُبدِعِ اللَهَ في الأَحبارِ مِن مُتَهالِكٍ نِضوٍ وَمَهتوكِ المُسوحِ مُصَرَّعِ مِن كُلِّ غاوٍ في طَوِيَّةِ راشِدٍ عاصي الظَواهِرِ في سَريرَةِ طَيِّعِ يَتَوَهَّجونَ وَيَطفَأونَ كَأَنَّهُم سُرُجٌ بِمُعتَرَكِ الرِياحِ الأَربَعِ عَلِموا فَضاقَ بِهِم وَشَقَّ طَريقُهُم وَالجاهِلونَ عَلى الطَريقِ المَهيَعِ ذَهَبَ اِبنُ سينا لَم يَفُز بِكِ ساعَةً وَتَوَلَّتِ الحُكَماءُ لَم تَتَمَتَّعِ هَذا مَقامٌ كُلُّ عِزٍّ دونَهُ شَمسُ النَهارِ بِمِثلِهِ لَم تَطمَعِ فَمُحَمَّدٌ لَكِ وَالمَسيحُ تَرَجَّلا وَتَرَجَّلَت شَمسُ النَهارِ لِيوشَعِ ما بالُ أَحمَدَ عَيَّ عَنكِ بَيانُهُ بَل ما لِعيسى لَم يَقُل أَو يَدَّعِ وَلِسانُ موسى اِنحَلَّ إِلّا عُقدَةً مِن جانِبَيكَ عِلاجُها لَم يَنجَعِ لَمّا حَلَلتِ بِآدَمٍ حَلَّ الحِبا وَمَشى عَلى المَلَأ السُجودِ الرُكَّعِ وَأَرى النُبُوَّةَ في ذَراكِ تَكَرَّمَت في يوسُفٍ وَتَكَلَّمَت في المُرضَعِ وَسَقَت قُريشَ عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍ بِالبابِلِيِّ مِنَ البَيانِ المُمتِعِ وَمَشَت بِموسى في الظَلامِ مُشَرَّداً وَحَدَتهُ في قُلَلِ الجِبالِ اللُمَّعِ حَتّى إِذا طُوِيَت وَرِثتِ خِلالَها رُفِعَ الرَحيقُ وَسِرُّهُ لَم يُرفَعِ قَسَمَت مَنازِلَكِ الحُظوظُ فَمَنزِلاً أُترَعنَ مِنكِ وَمَنزِلاً لَم تُترَعِ وَخَلِيَّةً بِالنَحلِ مِنكِ عَميرَةً وَخَلِيَّةً مَعمورَةٍ بِالتُبَّعِ وَحَظيرَةً قَد أودِعَت غُرَرَ الدُمى وَحَظيرَةً مَحرومَةً لَم تودَعِ نَظَرَ الرَئيسُ إِلى كَمالِكِ نَظرَةً لَم تَخلُ مِن بَصَرِ اللَبيبِ الأَروَعِ فَرآهُ مَنزِلَةً تَعَرَّضَ دونَها قِصَرُ الحَياةِ وَحالَ وَشكُ المَصرَعِ لَولا كَمالُكِ في الرَئيسِ وَمِثلِهِ لَم تَحسُنِ الدُنيا وَلَم تَتَرَعرَعِ اللَهُ ثَبَّتَ أَرضَهُ بِدَعائِمٍ هُم حائِطُ الدُنيا وَرُكنُ المَجمَعِ لَو أَنَّ كُلَّ أَخي يَراعٍ بالِغٌ شَأوَ الرَئيسِ وَكُلَّ صاحِبِ مِبضَعِ ذَهَبَ الكَمالُ سُدىً وَضاعَ مَحَلُّهُ في العالَمِ المُتَفاوِتِ المُتَنَوِّعِ يا نَفسُ مِثلُ الشَمسِ أَنتِ أَشِعَّةٌ في عامِرٍ وَأَشِعَّةٌ في بَلقَعِ فَإِذا طَوى اللَهُ النَهارَ تَراجَعَت شَتّى الأَشِعَّةِ فَاِلتَقَت في المَرجِعِ لَما نُعيتِ إِلى المَنازِلِ غودِرَت دَكّاً وَمِثلُكِ في المَنازِلِ ما نُعي ضَجَّت عَلَيكِ مَعالِماً وَمَعاهِداً وَبَكَت فُراقُكِ بِالدُموعِ الهُمَّعِ آذَنتِها بِنَوىً فَقالَت لَيتَ لَم تَصِلِ الحِبالَ وَلَيتَها لَم تَقطَعِ وَرِداءُ جُثمانٍ لَبِستِ مُرَقَّمٍ بِيَدِ الشَبابِ عَلى المَشيبِ مُرَقَّعِ كَم بِنتِ فيهِ وَكَم خَفيتِ كَأَنَّهُ ثَوبُ المُمَثِّلِ أَو لِباسُ المَرفَعِ أَسَئِمتِ مِن ديباجِهِ فَنَزَعتِهِ وَالخَزُّ أَكفانٌ إِذا لَم يُنزَعِ فَزِعَت وَما خَفِيَت عَلَيها غايَةٌ لَكِنَّ مَن يَرِدِ القِيامَةَ يَفزَعِ ضَرَعَت بِأَدمُعِها إِلَيكِ وَما دَرَت أَنَّ السَفينَةَ أَقلَعَت في الأَدمُعِ أَنتِ الوَفِيَّةُ لا الذِمامُ لَدَيكِ مَذ مومٌ وَلا عَهدُ الهَوى بِمُضَيَّعِ أَزمَعتِ فَاِنهَلَّت دُموعُكِ رِقَّةً وَلَوِ اِستَطَعتِ إِقامَةً لَم تُزمِعي بانَ الأَحِبَّةُ يَومَ بَينِكِ كُلُّهُم وَذَهَبتِ بِالماضي وَبِالمُتَوَقَّعِ أَمَيدانَ الوِفاقِ وَكُنتَ تُدعى بِمَيدانِ العَداوَةِ وَالشِقاقِ أَتَدري أَيُّ ذَنبٍ أَنتَ جانٍ وَأَيُّ دَمٍ ذَهَبتَ بِهِ مُراقِ هَوى فيكَ السَريرُ وَمَن عَلَيهِ وَماتَ الثائِرونَ وَأَنتَ باقِ أَصابوا وَاِستَراحَ لُويسُ مِنهُم لِذا سُمّيتَ مَيدانَ الوِفاقِ مِن أَيِّ عَهدٍ في القُرى تَتَدَفَّقُ وَبِأَيِّ كَفٍّ في المَدائِنِ تُغدِقُ وَمِنَ السَماءِ نَزَلتَ أَم فُجِّرتَ مِن عَليا الجِنانِ جَداوِلاً تَتَرَقرَقُ وَبِأَيِّ عَينٍ أَم بِأَيَّةِ مُزنَةٍ أَم أَيِّ طوفانٍ تَفيضُ وَتَفهَقُ وَبِأَيِّ نَولٍ أَنتَ ناسِجُ بُردَةٍ لِلضِفَّتَينِ جَديدُها لا يُخلَقُ تَسوَدُّ ديباجاً إِذا فارَقتَها فَإِذا حَضَرتَ اِخضَوضَرَ الإِستَبرَقُ في كُلِّ آوِنَةٍ تُبَدِّلُ صِبغَةً عَجَباً وَأَنتَ الصابِغُ المُتَأَنِّقُ أَتَتِ الدُهورُ عَلَيكَ مَهدُكَ مُترَعٌ وَحِياضُكَ الشُرقُ الشَهِيَّةُ دُفَّقُ تَسقي وَتُطعِمُ لا إِناؤُكَ ضائِقٌ بِالوارِدينَ وَلا خُوّانُكَ يَنفُقُ وَالماءُ تَسكُبُهُ فَيُسبَكُ عَسجَداً وَالأَرضُ تُغرِقُها فَيَحيا المُغرَقُ تُعي مَنابِعُكَ العُقولَ وَيَستَوي مُتَخَبِّطٌ في عِلمِها وَمُحَقِّقُ أَخلَقتَ راووقَ الدُهورِ وَلَم تَزَل بِكَ حَمأَةٌ كَالمِسكِ لا تَتَرَوَّقُ حَمراءُ في الأَحواضِ إِلّا أَنَّها بَيضاءُ في عُنُقِ الثَرى تَتَأَلَّقُ دينُ الأَوائِلِ فيكَ دينُ مُروءَةٍ لِمَ لا يُؤَلَّهُ مَن يَقوتُ وَيَرزُقُ لَو أَنَّ مَخلوقاً يُؤَلَّهُ لَم تَكُن لِسِواكَ مَرتَبَةُ الأُلوهَةِ تَخلُقُ جَعَلوا الهَوى لَكَ وَالوَقارَ عِبادَةً إِنَّ العِبادَةَ حَشيَةٌ وَتَعَلُّقُ دانوا بِبَحرٍ بِالمَكارِمِ زاخِرٍ عَذبِ المَشارِعِ مَدُّهُ لا يُلحَقُ مُتَقَيِّدٌ بِعُهودِهِ وَوُعودِهِ يَجري عَلى سَنَنِ الوَفاءِ وَيَصدُقُ يَتَقَبَّلُ الوادي الحَياةَ كَريمَةً مِن راحَتَيكَ عَميمَةً تَتَدَفَّقُ مُتَقَلِّبُ الجَنبَينِ في نَعمائِهِ يَعرى وَيُصبَغُ في نَداكَ فَيورِقُ فَيَبيتُ خِصباً في ثَراهُ وَنِعمَةٍ وَيَعُمُّهُ ماءُ الحَياةِ الموسِقِ وَإِلَيكَ بَعدَ اللَهِ يَرجِعُ تَحتَهُ ما جَفَّ أَو ما ماتَ أَو ما يَنفُقُ أَينَ الفَراعِنَةُ الأُلى اِستَذرى بِهِم عيسى وَيوسُفُ وَالكَليمُ المُصعَقُ المورِدونَ الناسَ مَنهَلَ حِكمَةٍ أَفضى إِلَيهِ الأَنبِياءُ لِيَستَقوا الرافِعونَ إِلى الضُحى آباءَهُم فَالشَمسُ أَصلُهُمُ الوَضيءُ المُعرِقُ وَكَأَنَّما بَينَ البِلى وَقُبورِهِم عَهدٌ عَلى أَن لا مِساسَ وَمَوثِقُ فَحِجابُهُم تَحتَ الثَرى مِن هَيبَةٍ كَحِجابِهِم فَوقَ الثَرى لا يُخرَقُ بَلَغوا الحَقيقَةَ مِن حَياةٍ عِلمُها حُجُبٌ مُكَثَّفَةٌ وَسِرٌّ مُغلَقُ وَتَبَيَّنوا مَعنى الوُجودِ فَلَم يَرَوا دونَ الخُلودِ سَعادَةً تَتَحَقَّقُ يَبنونَ لِلدُنيا كَما تَبني لَهُم خِرَباً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ فَقُصورُهُم كوخٌ وَبَيتُ بَداوَةٍ وَقُبورُهُم صَرحٌ أَشَمُّ وَجَوسَقُ رَفَعوا لَها مِن جَندَلٍ وَصَفائِحٍ عَمَداً فَكانَت حائِطاً لا يُنتَقُ تَتَشايَعُ الدارانِ فيهِ فَما بَدا دُنيا وَما لَم يَبدُ أُخرى تَصدُقُ لِلمَوتِ سِرٌّ تَحتَهُ وَجِدارُهُ سورٌ عَلى السِرِّ الخَفِيِّ وَخَندَقُ وَكَأَنَّ مَنزِلَهُم بِأَعماقِ الثَرى بَينَ المَحَلَّةِ وَالمَحَلَّةِ فُندُقُ مَوفورَةٌ تَحتَ الثَرى أَزوادُهُم رَحبٌ بِهِم بَينَ الكُهوفِ المُطبِقُ وَلِمَن هَياكِلُ قَد عَلا الباني بِها بَينَ الثُرَيّا وَالثَرى تَتَنَسَّقُ مِنها المُشَيَّدُ كَالبُروجِ وَبَعضُها كَالطَودِ مُضطَجِعٌ أَشَمُّ مُنَطَّقُ جُدُدٌ كَأَوَّلِ عَهدِها وَحِيالَها تَتَقادَمُ الأَرضُ الفَضاءُ وَتَعتُقُ مِن كُلِّ ثِقلٍ كاهِلُ الدُنيا بِهِ تَعِبٌ وَوَجهُ الأَرضِ عَنهُ ضَيِّقُ عالٍ عَلى باعِ البِلى لا يَهتَدي ما يَعتَلي مِنهُ وَما يَتَسَلَّقُ مُتَمَكِّنٌ كَالطَودِ أَصلاً في الثَرى وَالفَرعُ في حَرَمِ السَماءِ مُحَلِّقُ هِيَ مِن بِناءِ الظُلمِ إِلّا أَنَّهُ يَبيَضُّ وَجهُ الظُلمِ مِنهُ وَيُشرِقُ لَم يُرهِقِ الأُمَمَ المُلوكُ بِمِثلِها فَخراً لَهُم يَبقى وَذِكراً يَعبَقُ فُتِنَت بِشَطَّيكَ العِبادُ فَلَم يَزَل قاصٍ يَحُجُّهُما وَدانٍ يَرمُقُ وَتَضَوَّعَت مِنكَ الدُهورِ كَأَنَّما في كُلِّ ناحِيَةٍ بَخورٌ يُحرَقُ وَتَقابَلَت فيها عَلى السُرُرِ الدُمى مُستَردِياتِ الذُلِّ لا تَتَفَتَّقُ عَطَلَت وَكانَ مَكانُهُنَّ مِنَ العُلى بَلقيسُ تَقبِسُ مِن حُلاهُ وَتَسرِقُ وَعَلا عَلَيهُنَّ التُرابُ وَلَم يَكُن يَزكو بِهِنَّ سِوى العَبيرُ وَيَلبَقُ حُجُراتُها مَوطوءَةٌ وَسُتورُها مَهتوكَةٌ بِيَدِ البِلى تَتَخَرَّقُ أَودى بِزينَتِها الزَمانُ وَحَليِها وَالحُسنُ باقٍ وَالشَبابُ الرَيِّقُ لَو رُدَّ فِرعَونُ الغَداةَ لَراعَهُ أَنَّ الغَرانيقَ العُلى لا تَنطِقُ خَلَعَ الزَمانُ عَلى الوَرى أَيّامَهُ فَإِذا الضُحى لَكَ حِصَّةٌ وَالرَونَقُ لَكَ مِن مَواسِمِهِ وَمِن أَعيادِهِ ما تَحسِرُ الأَبصارُ فيهِ وَتَبرَقُ لا الفُرسُ أوتوا مِثلَهُ يَوماً وَلا بَغدادُ في ظِلِّ الرَشيدِ وَجِلَّقُ فَتحُ المَمالِكِ أَو قِيامُ العِجلِ أَو يَومُ القُبورِ أَوِ الزَفافُ المونِقُ كَم مَوكِبٍ تَتَخايَلُ الدُنيا بِهِ يُجلى كَما تُجلى النُجومُ وَيُنسَقُ فِرعَونُ فيهِ مِنَ الكَتائِبِ مُقبِلٌ كَالسُحبِ قَرنُ الشَمسِ مِنها مُفتِقُ تَعنو لِعِزَّتِهِ الوُجوهُ وَوَجهُهُ لِلشَمسِ في الآفاقِ عانٍ مُطرِقُ آبَت مِنَ السَفَرِ البَعيدِ جُنودُهُ وَأَتَتهُ بِالفَتحِ السَعيدِ الفَيلَقُ وَمَشى المُلوكُ مُصَفَّدينَ خُدودُهُم نَعلٌ لِفِرعَونَ العَظيمِ وَنُمرُقُ مَملوكَةٌ أَعناقُهُم لِيَمينِهِ يَأبى فَيَضرِبُ أَو يَمُنُّ فَيُعتِقُ وَنَجيبَةٍ بَينَ الطُفولَةِ وَالصِبا عَذراءَ تَشرَبُها القُلوبُ وَتَعلَقُ كانَ الزَفافُ إِلَيكَ غايَةَ حَظِّها وَالحَظُّ إِن بَلَغَ النِهايَةَ موبِقُ لافَيتَ أَعراساً وَلافَت مَأتَماً كَالشَيخِ يَنعَمُ بِالفَتاةِ وَتُزهَقُ في كُلِّ عامٍ دُرَّةٌ تُلقى بِلا ثَمَنٍ إِلَيكَ وَحُرَّةٌ لا تُصدَقُ حَولٌ تُسائِلُ فيهِ كُلُّ نَجيبَةٍ سَبَقَت إِلَيكَ مَتى يَحولُ فَتَلحَقُ وَالمَجدُ عِندَ الغانِياتِ رَغيبَةٌ يُبغى كَما يُبغى الجَمالُ وَيُعشَقُ إِن زَوَّجوكَ بِهِنَّ فَهيَ عَقيدَةٌ وَمِنَ العَقائِدِ ما يَلَبُّ وَيَحمُقُ ما أَجمَلَ الإيمانَ لَولا ضَلَّةٌ في كُلِّ دينٍ بِالهِدايَةِ تُلصَقُ زُفَّت إِلى مَلِكِ المُلوكِ يَحُثُّها دينٌ وَيَدفَعُها هَوىً وَتَشَوُّقُ وَلَرُبَّما حَسَدَت عَلَيكَ مَكانَها تِربٌ تَمَسَّحُ بِالعَروسِ وَتُحدِقُ مَجلُوَّةٌ في الفُلكِ يَحدو فُلكَها بِالشاطِئَينِ مُزَغرِدٌ وَمُصَفِّقُ في مِهرَجانٍ هَزَّتِ الدُنيا بِهِ أَعطافَها وَاِختالَ فيهِ المَشرِقُ فِرعَونُ تَحتَ لِوائِهِ وَبَناتُهُ يَجري بِهِنَّ عَلى السَفينِ الزَورَقُ حَتّى إِذا بَلَغَت مَواكِبُها المَدى وَجَرى لِغايَتِهِ القَضاءُ الأَسبَقُ وَكَسا سَماءَ المِهرَجانِ جَلالَةً سَيفُ المَنِيَّةِ وَهوَ صَلتٌ يَبرُقُ وَتَلَفَّتَت في اليَمِّ كُلُّ سَفينَةٍ وَاِنثالَ بِالوادي الجُموعُ وَحَدَّقوا أَلقَت إِلَيكَ بِنَفسِها وَنَفيسِها وَأَتَتكَ شَيِّقَةً حَواها شَيِّقُ خَلَعَت عَلَيكَ حَياءَها وَحَياتَها أَأَعَزُّ مِن هَذَينِ شَيءٌ يُنفَقُ وَإِذا تَناهى الحُبُّ وَاِتَّفَقَ الفِدى فَالروحُ في بابِ الضَحِيَّةِ أَليَقُ ما العالَمُ السُفلِيُّ إِلّا طينَةٌ أَزَلِيَّةٌ فيهِ تُضيءُ وَتَغسِقُ هِيَ فيهِ لِلخِصبِ العَميمِ خَميرَةٌ يَندى بِما حَمَلَت إِلَيهِ وَيَبثُقُ ما كانَ فيها لِلزِيادَةِ مَوضِعٌ وَإِلى حِماها النَقصُ لا يَتَطَرَّقُ مُنبَثَّةٌ في الأَرضِ تَنتَظِمُ الثَرى وَتَنالُ مِمّا في السَماءِ وَتَعلَقُ مِنها الحَياةُ لَنا وَمِنها ضِدُّها أَبَداً نَعودُ لَها وَمِنها نُخلَقُ وَالزَرعُ سُنبُلُهُ يَطيبُ وَحَبُّهُ مِنها فَيَخرُجُ ذا وَهَذا يُفلَقُ وَتَشُدُّ بَيتَ النَحلِ فَهوَ مُطَنَّبٌ وَتَمُدُّ بَيتَ النَملِ فَهوَ مُرَوَّقُ وَتَظَلُّ بَينَ قُوى الحَياةِ جَوائِلاً لا تَستَقِرُّ دَوائِلاً لا تُمحَقُ هِيَ كِلمَةُ اللَهِ القَديرِ وَروحُهُ في الكائِناتِ وَسِرُّهُ المُستَغلِقُ في النَجمِ وَالقَمَرَينِ مَظهَرُها إِذا طَلَعَت عَلى الدُنيا وَساعَةَ تَخفُقُ وَالذَرُّ وَالصَخَراتُ مِمّا كَوَّرَت وَالفيلُ مِمّا صَوَّرَت وَالخِرنِقُ فَتَنَت عُقولَ الأَوَّلينَ فَأَلَّهوا مِن كُلِّ شَيءٍ ما يَروعُ وَيَخرُقُ سَجَدوا لِمَخلوقٍ وَظَنّوا خالِقاً مَن ذا يُمَيِّزُ في الظَلامِ وَيَفرُقُ دانَت بِآبيسَ الرَعِيَّةُ كُلُّها مَن يَستَغِلُّ الأرضَ أَو مَن يَعزُقُ جاؤوا مِنَ المَرعى بِهِ يَمشي كَما تَمشي وَتَلتَفِتُ المَهاةُ وَتَرشُقُ داجٍ كَجُنحِ اللَيلِ زانَ جَبينُهُ وَضَحٌ عَلَيهِ مِنَ الأَهِلَّةِ أَشرَقُ العَسجَدُ الوَهّاجُ وَشيُ جَلالِهِ وَالوَردُ مَوطِئُ خُفِّهِ وَالزَنبَقُ وَمِنَ العَجائِبِ بَعدَ طولِ عِبادَةٍ يُؤتى بِهِ حَوضَ الخُلودِ فَيُغرَقُ يا لَيتَ شِعري هَل أَضاعوا العَهدَ أَم حَذِروا مِنَ الدُنيا عَلَيهِ وَأَشفَقوا قَومٌ وَقارُ الدينِ في أَخلاقِهِم وَالشَعبُ ما يعتادُ أَو يَتَخَلَّقُ يَدعونَ خَلفَ السِترِ آلِهَةً لَهُم مَلَأوا النَدِيَّ جَلالَةً وَتَأَبَّقوا وَاِستَحجَبوا الكُهّانَ هَذا مُبلِغٌ ما يَهتِفونَ بِهِ وَذاكَ مُصَدِّقُ لا يُسأَلونَ إِذا جَرَت أَلفاظُهُم مِن أَينَ لِلحَجَرِ اللِسانُ الأَذلَقُ أَو كَيفَ تَختَرِقُ الغُيوبَ بَهيمَةٌ فيما يَنوبُ مِنَ الأُمورِ وَيَطرُقُ وَإِذا هُمو حَجّوا القُبورَ حَسِبتَهُم وَفدَ العَتيقِ بِهِم تَرامى الأَينُقُ يَأتونَ طيبَةَ بِالهَدِيِّ أَمامَهُم يَغشى المَدائِنَ وَالقُرى وَيُطَبِّقُ فَالبَرُّ مَشدودُ الزَواحِلِ مُحدَجٌ وَالبَحرُ مَمدودُ الشِراعِ مُوَسَّقُ حَتّى إِذا أَلقَوا بِهَيكَلِها العَصا وَفّوا النُذورَ وَقَرَّبوا وَاِصَّدَّقوا وَجَرَت زَوارِقُ بِالحَجيجِ كَأَنَّها رُقطٌ تَدافَعُ أَو سِهامٌ تَمرُقُ مِن شاطِئٍ فيهِ الحَياةُ لِشاطِئٍ هُوَ مُضجَعٌ لِلسابِقينَ وَمِرفَقُ غَرَبوا غُروبَ الشَمسِ فيهِ وَاِستَوى شاهٌ وَرُخٌّ في التُرابِ وَبَيدَقُ حَيثُ القُبورُ عَلى الفَضاءِ كَأَنَّها قِطَعُ السَحابِ أَوِ السَرابِ الدَيسَقُ لِلحَقِّ فيهِ جَولَةٌ وَلَهُ سَناً كَالصُبحِ مِن جَنَباتِها يَتَفَلَّقُ نَزَلوا بِها فَمَشى المُلوكُ كَرامَةً وَجَثا المُدِلُّ بِمالِهِ وَالمُملَقُ ضاقَت بِهِم عَرَصاتُها فَكَأَنَّما رَدَّت وَدائِعَها الفَلاةُ الفَيهَقُ وَتَنادَمَ الأَحياءُ وَالمَوتى بِها فَكَأَنَّهُم في الدَهرِ لَم يَتَفَرَّقوا أَصلُ الحَضارَةِ في صَعيدِكَ ثابِتٌ وَنَباتُها حَسَنٌ عَلَيكَ مُخَلَّقُ وُلِدَت فَكُنتَ المَهدَ ثُمَّ تَرَعرَعَت فَأَظَلَّها مِنكَ الحَفِيُّ المُشفِقُ مَلَأَت دِيارَكَ حِكمَةً مَأثورُها في الصَخرِ وَالبَردي الكَريمِ مُنَبَّقُ وَبَنَت بُيوتَ العِلمِ باذِخَةَ الذُرى يَسعى لَهُنَّ مُغَرِّبٌ وَمُشَرِّقُ وَاِستَحدَثَت ديناً فَكانَ فَضائِلاً وَبِناءِ أَخلاقٍ يَطولُ وَيَشهَقُ مَهَدَ السَبيلَ لِكُلِّ دينٍ بَعدَهُ كَالمِسكِ رَيّاهُ بِأُخرى تُفتَقُ يَدعو إِلى بِرٍّ وَيَرفَعُ صالِحاً وَيَعافُ ما هُوَ لِلمُروءَةِ مُخلِقُ لِلناسِ مِن أَسرارِهِ ما عُلِّموا وَلِشُعبَةِ الكَهَنوتِ ما هُوَ أَعمَقُ فيهِ مَحَلٌّ لِلأَقانيمِ العُلى وَلِجامِعِ التَوحيدِ فيهِ تَعَلُّقُ تابوتُ موسى لا تَزالُ جَلالَةٌ تَبدو عَلَيكَ لَهُ وَرَيّا تُنشَقُ وَجَمالُ يوسُفَ لا يَزالُ لِواؤُهُ حَولَيكَ في أُفُقِ الجَلالِ يُرَنَّقُ وَدُموعُ إِخوَتِهِ رَسائِلُ تَوبَةٍ مَسطورُهُنَّ بِشاطِئَيكَ مُنَمَّقُ وَصَلاةُ مَريَمَ فَوقَ زَرعِكَ لَم يَزَل يَزكو لِذِكراها النَباتَ وَيَسمُقُ وَخُطى المَسيحِ عَلَيكَ روحاً طاهِراً بَرَكاتُ رَبِّكَ وَالنَعيمُ الغَيدَقُ وَوَدائِعُ الفاروقِ عِندَكَ دينَهُ وَلِواؤُهُ وَبَيانُهُ وَالمَنطِقُ بَعَثَ الصَحابَةَ يَحمِلونَ مِنَ الهُدى وَالحَقُّ ما يُحيي العُقولَ وَيَفتُقُ فَتحُ الفُتوحِ مِنَ المَلائِكِ رَزدَقٌ فيهِ وَمِن أَصحابِ بَدرٍ رَزدَقُ يَبنونَ لِلَّهِ الكِنانَةَ بِالقَنا وَاللَهُ مِن حَولِ البِناءِ مُوَفِّقُ أَحلاسُ خَيلٍ بَيدَ أَنَّ حُسامَهُم في السِلمِ مِن حِذرِ الحَوادِثِ مُقلَقُ تُطوى البِلادُ لَهُم وَيُنجِدُ جَيشُهُم جَيشٌ مِنَ الأَخلاقِ غازٍ مورِقُ في الحَقِّ سُلَّ وَفيهِ أُغمِدَ سَيفُهُم سَيفُ الكَريمِ مِنَ الجَهالَةِ يَفرَقُ وَالفَتحُ بَغيٌ لا يُهَوِّنُ وَقعَهُ إِلّا العَفيفُ حُسامُهُ المُتَرَفِّقُ ما كانَتِ الفُسطاطُ إِلّا حائِطاً يَأوي الضَعيفُ لِرُكنِهِ وَالمُرهَقُ وَبِهِ تَلوذُ الطَيرُ في طَلَبِ الكَرى وَيَبيتُ قَيصَرُ وَهوَ مِنهُ مُؤَرَّقُ عَمرٌو عَلى شَطبِ الحَصيرِ مُعَصَّبٌ بِقِلادَةِ اللَهِ العَلِيِّ مُطَوَّقُ يَدعو لَهُ الحاخامُ في صَلَواتِهِ موسى وَيَسأَلُ فيهِ عيسى البَطرَقُ يا نيلُ أَنتَ يَطيبُ ما نَعَتَ الهُدى وَبِمَدحَةِ التَوراةِ أَحرى أَخلَقُ وَإِلَيكَ يُهدي الحَمدَ خَلقٌ حازَهُم كَنَفٌ عَلى مَرِّ الدُهورِ مُرَهَّقُ كَنَفٌ كَمَعنٍ أَو كَساحَةِ حاتِمٍ خَلقٌ يُوَدِّعُهُ وَخَلقٌ يَطرُقُ وَعَلَيكَ تُجلى مِن مَصوناتِ النُهى خودٌ عَرائِسُ خِدرُهُنَّ المُهرَقُ الدُرُّ في لَبّاتِهِنَّ مُنَظَّمٌ وَالطيبُ في حَبراتِهِنَّ مُرَقرَقُ لي فيكَ مَدحٌ لَيسَ فيهِ تَكَلُّفٌ أَملاهُ حُبٌّ لَيسَ فيهِ تَمَلُّقُ مِمّا يُحَمِّلُنا الهَوى لَكَ أَفرُخٌ سَنَطيرُ عَنها وَهيَ عِندَكَ تُرزَقُ تَهفو إِلَيهِم في التُرابِ قُلوبُنا وَتَكادُ فيهِ بِغَيرِ عِرقٍ تَخفُقُ تُرجى لَهُم وَاللَهُ جَلَّ جَلالُهُ مِنّا وَمِنكَ بِهِم أَبَرُّ وَأَرفَقُ فَاِحفَظ وَدائِعَكَ الَّتي اِستودَعتَها أَنتَ الوَفِيُّ إِذا اؤتُمِنتَ الأَصدَقُ لِلأَرضِ يَومٌ وَالسَماءِ قِيامَةٌ وَقِيامَةُ الوادي غَداةَ تُحَلِّقُ سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَداً وَخَفقُ وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرقُ وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ رُواةُ قَصائِدي فَاِعجَب لِشِعرٍ بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ غَمَزتُ إِباءَهُم حَتّى تَلَظَّت أُنوفُ الأُسدِ وَاِضطَرَمَ المَدَقُّ وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ لَحاها اللَهُ أَنباءً تَوالَت عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ وَيُجمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ وَقيلَ مَعالِمُ التاريخِ دُكَّت وَقيلَ أَصابَها تَلَفٌ وَحَرقُ أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئراً وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّل وَلَم يوسَمَ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ وَكُلُّ حَضارَةٍ في الأَرضِ طالَت لَها مِن سَرحِكِ العُلوِيِّ عِرقُ سَماؤُكِ مِن حُلى الماضي كِتابٌ وَأَرضُكِ مِن حُلى التاريخِ رِقُّ بَنَيتِ الدَولَةَ الكُبرى وَمُلكاً غُبارُ حَضارَتَيهِ لا يُشَقُّ لَهُ بِالشامِ أَعلامٌ وَعُرسٌ بَشائِرُهُ بِأَندَلُسٍ تَدُقُّ رُباعُ الخلدِ وَيحَكِ ما دَهاها أَحَقٌّ أَنَّها دَرَسَت أَحَقُّ وَهَل غُرَفُ الجِنانِ مُنَضَّداتٌ وَهَل لِنَعيمِهِنَّ كَأَمسِ نَسقُ وَأَينَ دُمى المَقاصِرِ مِن حِجالٍ مُهَتَّكَةٍ وَأَستارٍ تُشَقُّ بَرَزنَ وَفي نَواحي الأَيكِ نارٌ وَخَلفَ الأَيكِ أَفراخٌ تُزَقُّ إِذا رُمنَ السَلامَةَ مِن طَريقٍ أَتَت مِن دونِهِ لِلمَوتِ طُرقُ بِلَيلٍ لِلقَذائِفِ وَالمَنايا وَراءَ سَمائِهِ خَطفٌ وَصَعقُ إِذا عَصَفَ الحَديدُ اِحمَرَّ أُفقٌ عَلى جَنَباتِهِ وَاِسوَدَّ أُفقُ سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانو قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ إِذا ماجاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ جَرى في أَرضِها فيهِ حَياةٌ كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ بَني سورِيَّةَ اِطَّرِحوا الأَماني وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا فَمِن خِدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا بِأَلقابِ الإِمارَةِ وَهيَ رِقُّ وَكَم صَيَدٍ بَدا لَكَ مِن ذَليلٍ كَما مالَت مِنَ المَصلوبِ عُنقُ فُتوقُ المُلكِ تَحدُثُ ثُمَّ تَمضي وَلا يَمضي لِمُختَلِفينَ فَتقُ نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ داراً وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ وَيَجمَعُنا إِذا اِختَلَفَت بِلادٌ بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ وَقَفتُم بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ فَإِن رُمتُم نَعيمَ الدَهرِ فَاِشقوا وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ وَفي الأَسرى فِدىً لَهُمو وَعِتقُ وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ جَزاكُم ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ نَصَرتُم يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُم وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ وَما كانَ الدُروزُ قَبيلَ شَرٍّ وَإِن أُخِذوا بِما لَم يَستَحِقّوا وَلَكِن ذادَةٌ وَقُراةُ ضَيفٍ كَيَنبوعِ الصَفا خَشُنوا وَرَقّوا لَهُم جَبَلٌ أَشَمُّ لَهُ شَعافٌ مَوارِدُ في السَحابِ الجونِ بُلقُ لِكُلِّ لَبوءَةٍ وَلِكُلِّ شِبلٍ نِضالٌ دونَ غايَتِهِ وَرَشقُ كَأَنَّ مِنَ السَمَوأَلِ فيهِ شَيئاً فَكُلُّ جِهاتِهِ شَرَفٌ وَخَلقُ رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ ما كانَ أَكثَرَهُ عَلى أُلّافِها وَأَقَلَّهُ في طاعَةِ الخَلّاقِ اللَهُ غَفّارُ الذُنوبِ جَميعِها إِن كانَ ثَمَّ مِنَ الذُنوبِ بَواقي بِالأَمسِ قَد كُنّا سَجينَي طاعَةٍ وَاليَومَ مَنَّ العيدُ بِالإِطلاقِ ضَحِكَت إِلَيَّ مِنَ السُرورِ وَلَم تَزَل بِنتُ الكُرومِ كَريمَةَ الأَعراقِ هاتِ اِسقِنيها غَيرَ ذاتِ عَواقِبٍ حَتّى نُراعَ لِصَيحَةِ الصَفّاقِ صِرفاً مُسَلَّطَةَ الشُعاعِ كَأَنَّما مِن وَجنَتَيكَ تُدارُ وَالأَحداقِ حَمراءَ أَو صَفراءَ إِنَّ كَريمَها كَالغيدِ كُلُّ مَليحَةٍ بِمَذاقِ وَحَذارِ مِن دَمِها الزَكِيِّ تُريقُهُ يَكفيكَ يا قاسي دَمُ العُشّاقِ لا تَسقِني إِلّا دِهاقاً إِنَّني أُسقى بِكَأسٍ في الهُمومِ دِهاقِ فَلَعَلَّ سُلطانَ المُدامَةِ مُخرِجي مِن عالَمٍ لَم يَحوِ غَيرَ نِفاقِ وَطَني أَسِفتُ عَلَيكَ في عيدِ المَلا وَبَكَيتُ مِن وَجدٍ وَمِن إِشفاقِ لا عيدَ لي حَتّى أَراكَ بِأُمَّةٍ شَمّاءَ راوِيَةٍ مِنَ الأَخلاقِ ذَهَبَ الكِرامُ الجامِعونَ لِأَمرِهِم وَبَقيتُ في خَلَفٍ بِغَيرِ خَلاقِ أَيَظَلُّ بَعضُهُمُ لِبَعضٍ خاذِلاً وَيُقالُ شَعبٌ في الحَضارَةِ راقي وَإِذا أَرادَ اللَهُ إِشقاءَ القُرى جَعَلَ الهُداةَ بِها دُعاةَ شِقاقِ العيدُ بَينَ يَدَيكَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ نَثَرَ السُعودَ حُلىً عَلى الآفاقِ وَأَتى يُقَبِّلُ راحَتَيكَ وَيَرتَجي أَن لايَفوتَكُما الزَمانَ تَلاقِ قابَلتُهُ بِسُعودِ وَجهِكَ وَالسَنا فَاِزدادَ مِن يُمنٍ وَمِن إِشراقِ فَاِهنَأ بِطالِعِهِ السَعيدِ يَزينُهُ عيدُ الفَقيرِ وَلَيلَةُ الأَرزاقِ يَتَنَزَّلُ الأَجرانِ في صُبحَيهِما جَزلَينِ عَن صَومٍ وَعَن إِنفاقِ إِنّي أُجِلُّ عَنِ القِتالِ سَرائِري إِلّا قِتالَ البُؤسِ وَالإِملاقِ وَأَرى سُمومَ العالَمينَ كَثيرَةً وَأَرى التَعاوُنَ أَنجَعَ التِرياقِ قَسَمَت بَنيها وَاِستَبَدَّت فَوقَهُم دُنيا تَعُقُّ لَئيمَةُ الميثاقِ وَاللَهُ أَتعَبَها وَضَلَّلَ كَيدَها مِن راحَتَيكَ بِوابِلٍ غَيداقِ يَأسو جِراحَ اليائِسينَ مِنَ الوَرى وَيُساعِدُ الأَنفاسَ في الأَرماقِ بَلَغَ الكِرامُ المَجدَ حينَ جَرَوا لَهُ بِسَوابِقٍ وَبَلَغتَهُ بِبُراقِ وَرَأَوا غُبارَكَ في السُها وَتَراكَضوا مَن لِلنُجومِ وَمَن لَهُم بِلَحاقِ مَولايَ طِلبَةُ مِصرَ أَن تَبقى لَها فَإِذا بَقيتَ فَكُلُّ خَيرٍ باقِ سَبَقَ القَريضُ إِلَيكَ كُلَّ مُهَنِّئٍ مِن شاعِرٍ مُتَفَرِّدٍ سَبّاقِ لَم يَدَّخِر إِلّا رِضاكَ وَلا اِقتَنى إِلّا وَلاءَكَ أَنفَسَ الأَعلاقِ إِنَّ القُلوبَ وَأَنتَ مِلءُ صَميمِها بَعَثَت تَهانيها مِنَ الأَعماقِ وَأَنا الفَتى الطائِيُّ فيكَ وَهَذِهِ كَلِمي هَزَزتُ بِها أَبا إِسحاقِ أَيُّها الكاتِبُ المُصَوِّرُ صَوِّر مِصرَ بِالمَنظَرِ الأَنيقِ الخَليقِ إِنَّ مِصراً رِوايَةُ الدَهرِ فَاِقرَأ عِبرَةَ الدَهرِ في الكِتابِ العَتيقِ مَلعَبُ مَثَّلَ القَضاءُ عَلَيهِ في صِبا الدَهرِ آيَةَ الصِدّيقِ وَاِمِّحاءَ الكَليمِ آنَسَ ناراً وَاِلتِجاءَ البَتولِ في وَقتِ ضيقِ وَمَنايا مِنّا فَكِسرى فَذي القَر نَينِ فَالقَيصَرَينِ فَالفاروقِ دُوَلٌ لَم تَبِد وَلَكِن تَوارَت خَلفَ سِترٍ مِنَ الزَمانِ رَقيقِ رَوضَتي اِزَّيَّنَت وَأَبدَت حُلاها حينَ قالوا رِكابُكُم في الطَريقِ مِثلَ عَذراءَ مِن عَجائِزِ روما بَشَّروها بِزَورَةِ البَطريقِ ضَحِكُ الماءِ وَالأَقاحي عَلَيها قابَلَتهُ الغُصونُ بِالتَصفيقِ زُرنَها وَالرَبيعُ فَصلاً فَخَفَّت نَحوَ رَكبَيكُما خُفوفَ المَشوقِ فَاِنزِلا في عُيونِ نَرجِسِها الغَضِّ صِياناً وَفَوقَ خَدِّ الشَقيقِ أَيُّ المَمالِكِ أَيُّها في الدَهرِ ما رَفَعَت شِراعَك يا أَبيَضَ الآثارِ وَالص صَفَحاتِ ضُيِّعَ مَن أَضاعَك إِنَّ البَيانَ وَإِنَّ حُس نَ العَقلِ ما زالا مَتاعَك أَبَداً تُذَكِّرُنا الَّذي نَ جَلَوا عَلى الدُنيا شُعاعَك وَبَنَوا مَنارَكَ عالِياً مُتَأَلِّقاً وَبَنَوا قِلاعَك وَتَحَكَّموا بِكَ في الوُجو دِ تَحَكُّماً كانَ اِبتِداعَك حَتّى إِذا جِئتَ الأَنا مَ بِأَهلِ حِكمَتِهِ أَطاعَك وَاليَومَ عَقَّ كَأَنَّما يَنسى جَميلَكَ وَاِصطِناعَك فَاِبلَغ فَدَيتُكَ كُلَّ ما ئِكَ فَالمَلا يَنوي اِبتِلاعَك رَزَقَ اللَهُ أَهلَ باريسَ خَيراً وَأَرى العَقلَ خَيرَ ما رُزِقوهُ عِندَهُم لِلثِمارِ وَالزَهرِ مِمّا تُنجِبُ الأَرضُ مَعرِضٌ نَسَقوهُ جَنَّةٌ تَخلِبُ العُقولَ وَرَوضٌ تَجمَعُ العَينُ مِنهُ ما فَرَقوهُ مَن رَآهُ يَقولُ قَد حُرِموا الفِر دَوسَ لَكِن بِسِحرِهِم سَرَقوهُ ما تَرى الكَرمَ قَد تَشاكَلَ حَتّى لَو رَآهُ السُقاةُ ما حَقَّقوهُ يُسكِرُ الناظِرينَ كَرماً وَلَمّا تَعتَصِرهُ يَدٌ وَلا عَتَّقوهُ صَوَّروهُ كَما يَشاؤونَ حَتّى عَجِبَ الناسُ كَيفَ لَم يُنطِقوهُ يَجِدُ المُتَّقي يَدَ اللَهِ فيهِ وَيَقولُ الجَحودُ قَد خَلَقوهُ جَهدُ الصَبابَةِ ما أُكابِدُ فيكِ لَو كانَ ما قَد ذُقتُهُ يَكفيكِ حَتّامَ هِجراني وَفيمَ تَجَنُّبي وَإِلامَ بي ذُلُّ الهَوى يُغريكِ قَد مُتُّ مِن ظَمَإٍ فَلَو سامَحتِني أَن أَشتَهي ماءَ الحَياةِ بِفيكِ أَجِدُ المَنايا في رِضاكِ هِيَ المُنى ماذا وَراءَ المَوتِ ما يُرضيكِ يا بِنتَ مَخضوبِ الصَوارِمِ وَالقَنا بَرِأَت بَنانُكِ مِن سِلاحِ أَبيكِ فَخِضابُ تِلكَ مِنَ العُيونِ وِقايَةٌ وَخِضابُ ذاكَ مِنَ الدَمِ المَسفوكِ جَفناكِ أَيَّهُما الجَريءُ عَلى دَمي بِأَبي هُما مِن قاتِلٍ وَشَريكِ بِالسَيفِ وَالسِحرِ المُبينِ وَبِالطِلى حَمَلا عَلَيَّ وَبِالقَنا المَشبوكِ بِهِما وَبي سقَمٌ وَمِن عَجَبِ الهَوى عُدوانُ مُنكَسِرٍ عَلى مَنهوكِ رِفقاً بِمُسبِلَةِ الشُؤونِ قَريحَةٍ تَسلو عَنِ الدُنيا وَلا تَسلوكِ أَبكَيتِها وَقَعَدتِ عَن إِنسانِها يا لِلرِجالِ لِمُغرَقٍ مَتروكِ ضَلَّت كَراها في غَياهِبِ حالِكٍ ضَلَّ الصَباحَ عَلَيهِ صَوتُ الديكِ رَقَّ النَسيمُ عَلى دُجاهُ لِأَنَّتي وَرَثى لِحالي في السَماءِ أَخوكِ قاسَيتُهُ حَتّى اِنجَلى بِالصُبحِ عَن سِرّي المَصونِ وَمَدمَعي المَهتوكِ سُلَّت سُيوفُ الحَيِّ إِلّا واحِداً إِفرِندُهُ في جَفنِهِ يَحميكِ جَرَّدتِهِ في غَيرِ حَقٍّ كَالأُلى سَلّوا سُيوفَهُمُ عَلى أَهليكِ طَلَعَت عَلى حَرَمِ المَمالِكِ خيَلُهُم ناراً سَنابِكُها عَلى البَلجيكِ البَأسُ وَالجَبَروتُ في أَعرافِها وَالمَوتُ حَولَ شَكيمِها المَعلوكِ عَرَّت لِياجَ عَنِ الحُصونِ وَجَرَّدَت نامورَ عَن فولاذِها المَشكوكِ تَمشي عَلى خَطِّ المُلوكِ وَخَتمِهِم وَعَلى مَصونِ مَواثِقٍ وَصُكوكِ وَالحَربُ لا عَقلٌ لَها فَتَسومُها ما يَنبَغي مِن خُطَّةٍ وَسُلوكِ دَكَّت حُصونَ القَومِ إِلّا مَعقِلاً مِن نَخوَةٍ وَحَمِيَّةٍ وَفُتوكِ وَإِذا اِحتَمى الأَقوامُ بِاِستِقلالِهِم لاذَوا بِرُكنٍ لَيسَ بِالمَدكوكِ وَلَقَد أَقولُ وَأَدمُعي مُنهَلَّةٌ باريرُ لَم يَعرِفكِ مَن يَغزوكِ ما خِلتُ جَنّاتِ النَعيمِ وَلا الدُمى تُرمى بِمَشهودِ النَهارِ سَفوكِ زَعَموكِ دارَ خَلاعَةٍ وَمَجانَةٍ وَدَعارَةٍ يا إِفكِ ما زَعَموكِ إِن كُنتِ لِلشَهَواتِ رَيّاً فَالعُلا شَهَواتُهُنَّ مُرَوَّياتٌ فيكِ تَلِدينَ أَعلامَ البَيانِ كَأَنَّهُم أَصحابُ تيجانٍ مُلوكُ أَريكِ فاضَت عَلى الأَجيالِ حِكمَةُ شِعرِهِم وَتَفَجَّرَت كَالكَوثَرِ المَعروكِ وَالعِلمُ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها ما حَجَّ طالِبُهُ سِوى ناديكِ العَصرُ أَنتِ جَمالُهُ وَجَلالُهُ وَالرُكنُ مِن بُنيانِهِ المَسموكِ أَخَذَت لِواءَ الحَقِّ عَنكِ شُعوبُهُ وَمَشَت حَضارَتُهُ بِنورِ بَنيكِ وَخِزانَةُ التاريخِ ساعَةَ عَرضِها لِلفَخرِ خَيرُ كُنوزِها ماضيكِ وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ واديكِ الثَرى وَمَراتِعَ الغُزلانِ في واديكِ يا مَكتَبي قَبلَ الشَبابِ وَمَلعَبي وَمَقيلَ أَيّامِ الشَبابِ النوكِ وَمَراحَ لَذّاتي وَمَغداها عَلى أُفُقٍ كَجَنّاتِ النَعيمِ ضَحوكِ وَسَماءَ وَحيِ الشِعرِ مِن مُتَدَفِّقٍ سَلِسٍ عَلى نَولِ السَماءِ مَحوكِ لَمّا اِحتَمَلتُ لَكَ الصَنيعَةَ لَم أَجِد غَيرَ القَوافي ما بِهِ أُجزيكِ إِن لَم يَقوكِ بِكُلِّ نَفسٍ حُرَّةٍ فَاللَهُ جَلَّ جَلالُهُ واقيكِ لَنا صاحِبٌ قَد مُسَّ إِلّا بَقِيَّةٌ فَلَيسَ بِمَجنونٍ وَلَيسَ بِعاقِلِ لَهُ قَدَمٌ لا تَستَقِرُّ بِمَوضِعٍ كَما يَتَنَزّى في الحَصى غَيرُ ناعِلِ إِذا ما بَدا في مَجلِسٍ ظُنَّ حافِلاً مِنَ الصَخَبِ العالي وَلَيسَ بِحافِلِ وَيُمطِرُنا مِن لَفظِهِ كُلَّ جامِدٍ وَيُمطِرُنا مِن رَيلِهِ شَرَّ سائِلِ وَيُلقي عَلى السُمّارِ كَفّاً دِعابُها كَعَضَّةِ بَردٍ في نَواحي المَفاصِلِ مَحجوبُ إِن جِئتَ الحِجا زَ وَفي جَوانِحِكَ الهَوى لَه شَوقاً وَحُبّاً بِالرَسو لِ وَآلِهِ أَزكى سُلالَه فَلَمَحتَ نَضرَةَ بانِهِ وَشَمَمتَ كَالرَيحانِ ضالَه وَعَلى العَتيقِ مَشَيتَ تَن ظُرُ فيهِ دَمعَكَ وَاِنهِمالَه وَمَضى السُرى بِكَ حَيثُ كا نَ الروحُ يَسري وَالرِسالَه وَبَلَغتَ بَيتاً بِالحِجا زِ يُبارِكُ الباري حِيالَه اللَهُ فيهِ جَلا الحَرا مَ لِخَلقِهِ وَجَلا حَلالَه فَهُناكَ طِبُّ الروحِ طِب بُ العالَمينَ مِنَ الجَهالَه وَهُناكَ أَطلالُ الفَصا حَةِ وَالبَلاغَةِ وَالنَبالَه وَهُناكَ أَزكى مَسجِدٍ أَزكى البَرِيَّةِ قَد مَشى لَه وَهُناكَ عُذرِيُّ الهَوى وَحَديثُ قَيسٍ وَالغَزالَه وَهُناكَ مُجري الخَيلِ يَج ري في أَعِنَّتِها خَيالَه وَهُناكَ مَن جَمَعَ السَما حَةَ وَالرَجاحَةَ وَالبَسالَه وَهُناكَ خَيَّمَتِ النُهى وَالعِلمُ قَد أَلقى رِحالَه وَهُناكَ سَرحُ حَضارَةٍ اللَهُ فَيَّأَنا ظِلالَه إِنَّ الحُسَينَ اِبنَ الحُسَي نِ أَميرَ مَكَّةَ وَالإِيالَه قَمَرُ الحَجيجِ إِذا بَدا دارُ الحَجيجِ عَلَيهِ هالَه أَنتَ العَليلُ فَلُذ بِهِ مُستَشفِياً وَاِغنَم نَوالَه لا طِبَّ إِلّا جَدُّهُ شافي العُقولِ مِنَ الضَلالَه قَبِّل ثَراهُ وَقُل لَهُ عَنّي وَبالِغ في المَقالَه أَنا يا اِبنَ أَحمَدَ بَعدَ مَد حي في أَبيكَ بِخَيرِ حالَه أَنا في حِمى الهادي أَبي كَ أُحِبُّهُ وَأُجِلُّ آلَه شَوقي إِلَيكَ عَلى النَوى شَوقُ الضَريرِ إِلى الغَزالَه يا اِبنَ المُلوكِ الراشِدي نَ الصالِحينَ أُلي العَدالَه إِن كانَ بِالمُلكِ الجَلا لَةُ فَالنَبِيُّ لَكُم جَلالَه أَوَلَيسَ جَدُّكُمُ الَّذي بَلَغَ الوُجودَ بِهِ كَمالَه قِف بِطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه وَسَلِ القَريَتَينِ كَيفَ القِيامَه دَنَتِ الساعَةُ الَّتي أُنذِرَ النا سُ وَحَلَّت أَشراطُها وَالعَلامَه قِف تَأَمَّل مَصارِعَ القَومِ وَاِنظُر هَل تَرى دِيارَ عادٍ دِعامَه خُسِفَت بِالمَساكِنِ الأَرضُ خَسفاً وَطَوى أَهلُها بِساطَ الإِقامَه طَوَّفَت بِالمَدينَتَينِ المَنايا وَأَدارَ الرَدى عَلى القَومِ جامَه لا تَرى العَينُ مِنهُما أَينَ جالَت غَيرَ نِقضٍ أَو رِمَّةٍ أَو حُطامَه حازَهُم مِن مَراجِلِ الأَرضِ قَبرٌ في مَدى الظَنِّ عُمقُهُ أَلفُ قامَه تَحسَبُ المَيتَ في نَواحيهِ يُعي نَفخَةَ الصورِ أَن تَلُمَّ عِظامَه أَصبَحوا في ذَرا الحَياةِ وَأَمسَوا ذَهَبَت ريحُهُم وَشالوا نَعامَه ثِق بِما شِئتَ مِن زَمانِكَ إِلّا صُحبَةَ العَيشِ أَو جِوارَ السَلامَه دَولَةُ الشَرقِ وَهيَ في ذِروَةِ العِزِّ تَحارُ العُيونُ فيها فَخامَه خانَها الجَيشُ وَهوَ في البَرِّ دِرعٌ وَالأَساطيلُ وَهيَ في البَحرِ لامَه لَو تَأَمَّلتَها عَشِيَّةَ جاشَت خِلتَها في يَدِ القَضاءِ حَمامَه رَجَّها رَجَّةً أَكَبَّت عَلى قَر تَيهِ بوذا وَزَلزَلَت أَقدامَه اِستَعَذنا بِاللَهِ مِن ذَلِكَ السَي لِ الَّذي يَكسَحُ البِلادَ أَمامَه مَن رَأى جَلمَداً يَهُبُّ هُبوباً وَحَميماً يَسُحَّ سَحَّ الغَمامَه وَدُخاناً يَلُفُّ جُنحاً بِجُنحٍ لا تَرى فيهِ مِعصَمَيها اليَمامَه وَهَزيماً كَما عَوى الذِئبُ في كُل لِ مَكانٍ وَزَمجَرَ الضِرغامَه أَتَتِ الأَرضُ وَالسَماءُ بِطوفا نٍ يُنَسّي طوفانَ نوحٍ وَعامَه فَتَرى البَحرَ جُنَّ حَتّى أَجازَ ال بَرَّ وَاِحتَلَّ مَوجُهُ أَعلامَه مُزبِداً ثائِرَ اللُجاجِ كَجَيشٍ قَوَّضَ العاصِفُ الهَبوبُ خِيامَه فُلكُ نوحٍ تَعوذُ مِنهُ بِنوحٍ لَو رَأَتهُ وَتَستَجيرُ زِمامَه قَد تَخَيَّلتُهُم مَتابيلَ سِحرٍ مِن قِراعِ القَضاءِ صَرعى مُدامَه وَتَخَيَّلتُ مَن تَخَلَّفَ مِنهُمُ ظَنَّ لَيلَ القِيامِ ذاكَ فَنامَه أَبَراكينُ تِلكَ أَم نَزَواتٌ مِن جِراحٍ قَديمَةٍ مُلتامَه تَجِدُ الأَرضَ راحَةً حَيثُ سالَت راحَةُ الجِسمِ مِن وَراءِ الحَجامَه ما لَها لا تَضِجُّ مِمّا أَقَلَّت مِن فَسادٍ وَحُمِّلَت مِن ظُلامَه كُلَّما لُبِّسَت بِأَهلِ زَمانٍ شَهِدَت مِن زَمانِهِم آثامَه اِستَوَوا بِالأَذى ضِرِيّاً وَبِالشَر رِ وُلوعاً وَبِالدِماءِ نَهامَه لَبَّسَت هَذِهِ الحَياةُ عَلَينا عالَمَ الشَرِّ وَحشَهُ وَأَنامَه ذاكَ مِن مُؤنِساتِهِ الظُفرُ وَالنا بُ وَهَذا سِلاحُهُ الصَمصامَه سَرَّهُ مِن أُسامَةَ البَطشُ وَالفَت كُ فَسَمّى وَليدَهُ بِأُسامَه لَؤُمَت مِنهُما الطِباعُ وَلَكِن وَلَدُ العاصِيَينِ شَرٌّ لَآمَه أَنا مِن خَمسَةٍ وَعِشرينَ عاما لَم أُرِح في رِضاكُمُ الأَقداما أَركَبُ البَحرَ تارَةً وَأَجوبُ ال بَرَّ طَوراً وَأَقطَعُ الأَيّاما وَيُوافي النُفوسَ مِنّي رَسولٌ لَم يَكُن خائِناً وَلا نَمّاما يَحمِلُ الغِشَّ وَالنَصيحَةَ وَالبَغضا ءَ وَالحُبَّ وَالرِضى وَالمَلاما وَيَعي ما تُسِرُّهُ مِن كَلامٍ وَيُؤَدّي كَما وَعاهُ الكَلاما وَلَقَد أُضحِكُ العَبوسَ بِيَومٍ فيهِ أُبكي المُنَعَّمَ البَسّاما وَأُهَنّي عَلى النَوى وَأُعَزّي وَأُفيدُ الحِرمانَ وَالإِنعاما وَجَزائِيَ عَن خِدمَتي وَوَفائي ثَمَنٌ لا يُكَلِّفُ الأَقواما رُبَّ عَبدٍ قَدِ اِشتَراني بِمالٍ وَغُلامٍ قَد ساقَ مِنّي غُلاما عَرَفَ القَومُ في جِنيفا مَحَلّي وَجَزَوني عَن خِدمَتي إِكراما جامَلوني إِذ تَمَّ لي رُبعُ قَرنٍ مِثلَما جامَلوا المُلوكَ العِظاما وَيوبيلُ المُلوكِ يَلبَثُ يَوماً وَيوبيلي يَدومُ في الناسِ عاما قُم سُلَيمانُ بِساطُ الريحِ قاما مَلَكَ القَومُ مِنَ الجَوِّ الزِماما حينَ ضاقَ البَرُّ وَالبَحرُ بِهِم أَسرَجوا الريحَ وَساموها اللِجاما صارَ ما كانَ لَكُم مُعجِزَةً آيَةً لِلعِلمِ آتاها الأَناما قُدرَةٌ كُنتَ بِها مُنفَرِداً أَصبَحَت حِصَّةَ مَن جَدَّ اِعتِزاما عَينُ شَمسٍ قامَ فيها مارِدٌ مِن عَفاريتِكَ يُدعى شاتَهاما يَملَأُ الجَوَّ عَزيفاً كُلَّما ضَرَبَ الريحَ بِسَوطٍ وَالغَماما مَلِكُ الجَوِّ تَليهِ عُصبَةٌ جَمَعَت شَهماً وَنَدباً وَهُماما اِستَوَوا فَوقَ مَناطيدِهمُ ما يُبالونَ حَياةً أَم حِماما وَقُبوراً في السَمَواتِ العُلا نَزَلوا أَم حُفَراتٌ وَرَغاما مُطمَئِنّينَ نُفوساً كُلَّما عَبَسَت كارِثَةٌ زادوا اِبتِساما صَهوَةَ العِزِّ اِعتَلَوا تَحسَبُهُم جَمعَ أَملاكٍ عَلى الخَيلِ تَسامى رَفَعوا لَولَبَها فَاِندَفَعَت هَل رَأَيتَ الطَيرَ قَد زَفَّ وَحاما شالَ بِالأَذنابِ كُلٌّ وَرَمى بِجَناحَيهِ كَما رُعتَ النَعاما ذَهَبَت تَسمو فَكانَت أَعقُباً فَنُسوراً فَصُقوراً فَحَماما تَنبَري في زَرَقِ الأُفقِ كَما سَبَحَ الحوتُ بِدَأماءٍ وَعاما بَعضُها في طَلَبِ البَعضِ كَما طارَدَ النَسرُ عَلى الجَوِّ القُطاما وَيَراها عالَمٌ في زُحَلٍ أَرسَلَت مِن جانِبِ الأَرضِ سِهاما أَو نُجوماً ذاتَ أَذنابٍ بَدَت تُنذِرُ الناسَ نُشوراً وَقِياما أَتَرى القُوَّةَ في جُؤجُؤهِ وَهوَ بِالجُؤجُؤِ ماضٍ يَتَرامى أَم تَراها في الخَوافي خَفِيَت أَم مَقَرُّ الحَولِ في بَعضِ القُدامى أَم ذُناباهُ إِذا حَرَّكَهُ يَزِنُ الجِسمَ هُبوطاً وَقِياما أَم بِعَينَيهِ إِذا ما جالَتا تَكشِفانِ الجَوَّ غَيثاً أَم جَهاما أَم بِأَظفارٍ إِذا شَبَّكَها نَفَذَت في الريحِ دَفعاً وَاِستِلاما أَم أَمَدَّتهُ بِروحٍ أُمُّهُ يَومَ أَلقَتهُ وَما جازَ الفِطاما فَتَلَقّاهُ أَبٌ كَم مِن أَبٍ دونَهُ في الناسِ بِالوُلدِ اِهتِماما فَلَكِيٌّ هُوَ إِلّا أَنَّهُ لَم يَنَل فَهماً وَلَم يُعطَ الكَلاما طِلبَةٌ قَد رامَها آباؤُنا وَاِبتَغاها مَن رَأى الدَهرَ غُلاما أَسقَطَت إيكارَ في تَجرِبَةٍ وَاِبنَ فِرناسٍ فَما اِستَطاعا قِياما في سَبيلِ المَجدِ أَودى نَفَرٌ شُهَداءُ العِلمِ أَعلاهُم مَقاما خُلَفاءُ الرُسلِ في الأَرضِ هُمو يَبعَثُ اللَهُ بِهِم عاماً فَعاما قَطرَةٌ مِن دَمِهِم في مُلكِهِ تَملَأُ المُلكَ جَمالاً وَنِظاما رَبِّ إِن كانَت لِخَيرٍ جُعِلَت فَاِجعَلِ الخَيرَ بِناديها لِزاما وَإِنِ اِعتَزَّ بِها الشَرُّ غَداً فَتَعالَت تُمطِرُ المَوتَ الزُؤاما فَاِملَأ الجَوَّ عَلَيها رُجُماً رَحمَةً مِنكَ وَعَدلاً وَاِنتِقاما يا فَرَنسا لا عَدِمنا مِنَناً لَكِ عِندَ العِلمِ وَالفَنِّ جُساما لَطَفَ اللَهُ بِباريسَ وَلا لَقِيَت إِلّا نَعيماً وَسَلاما رَوَّعَت قَلبي خُطوبٌ رَوَّعَت سامِرَ الأَحياءِ فيها وَالنِياما أَنا لا أَدعو عَلى سينٍ طَغى إِنَّ لِلسينِ وَإِن جارَ ذِماما لَستُ بِالناسي عَلَيهِ عيشَةً كانَتِ الشَهدَ وَأَحباباً كِراما اِجعَلوها رُسلَكُم أَهلَ الهَوى تَحمِلُ الأَشواقَ عَنكُم وَالغَراما وَاِستَعيروها جَناحاً طالَما شَغَفَ الصَبَّ وَشاقَ المُستَهاما يَحمِلُ المُضنى إِلى أَرضِ الهَوى يَمَناً حَلَّ هَواهُ أَم شَآما أَركَبُ اللَيثَ وَلا أَركَبُها وَأَرى لَيثَ الشَرى أَوفى ذِماما غَدَرَت جَيرونَ لَم تَحفِل بِهِ وَبِما حاوَلَ مِن فَوزٍ وَراما وَقَعَت ناحِيَةً فَاِحتَرَقَت مِثلَ قُرصِ الشَمسِ بِالأُفقِ اِضطِراما راضَها بِاليُمنِ مِن طَلعَتِهِ خَيرُ مَن حَجَّ وَمَن صَلّى وَصاما كَخَليلِ اللَهِ في حَضرَتِهِ خَرَّتِ النارُ خُشوعاً وَاِحتِراما ما لِروحي صاعِداً ما يَنتَهي أَتُراهُ آثَرَ الجَوَّ فَراما كُلَّما دارَ بِهِ دَورَتَهُ أَبدَتِ الريحُ اِمتِثالاً وَاِرتِساما أَنا لَو نِلتُ الَّذي قَد نالَهُ ما هَبَطتُ الأَرضَ أَرضاها مُقاما هَل تَرى في الأَرضِ إِلّا حَسَداً وَرِياءً وَنِزاعاً وَخِصاما مُلكُ هَذا الجَوِّ في مَنعَتِهِ طالَما لِلنَجمِ وَالطَيرِ اِستَقاما حَسَدَ الإِنسانُ سِربَيهِ بِما أوتِيا في ذُروَةِ العِزِّ اِعتِصاما دَخَلَ العُشَّ عَلى أَنسُرِهِ أَتُرى يَغشى مِنَ النَجمِ السَناما أَيُّها الشَرقُ اِنتَبِه مِن غَفلَةٍ ماتَ مَن في طُرُقاتِ السَيلِ ناما لا تَقولَنَّ عِظامِيٌّ أَنا في زَمانٍ كانَ لِلناسِ عِصاما شاقَتِ العَلياءُ فيهِ خَلفاً لَيسَ يَألوها طِلاباً وَاِغتِناما كُلَّ حينٍ مِنهُمو نابِغَةٌ يَفضُلُ البَدرَ بَهاءً وَتَماما خالِقَ العُصفورِ حَيَّرتَ بِهِ أُمَماً بادوا وَما نالوا المَراما أَفنَوا النَقدَينِ في تَقليدِهِ وَهوَ كَالدِرهَمِ ريشاً وَعِظاما طالَ عَلَيها القِدَم فَهيَ وُجودٌ عَدَم قَد وُئِدَت في الصِبا وَاِنبَعَثَت في الهَرَم بالَغَ فِرعَونُ في كَرمَتِها مَن كَرَم أَهرَقَ عُنقودَها تَقدِمَةً لِلصَنَم خَبَّأَها كاهِنٌ ناحِيَةً في الهَرَم اِكتُشِفَت فَاِمَّحَت غَيرَ شَذاً أَو ضَرَم أَو كَخَيالٍ لَها بَعدَ مَتابٍ أَلَم نَمَّ بِها دَنُّها وَهيَ عَلَيهِ أَنَم بي رَشَأٌ ناعِمٌ ما عَرفَ العُمرَ هَم أَخرَجَها اللَهُ كَال زَهرَةِ وَالحُسنُ كِم تَخطُرُ عَن عادِلٍ لَم يُرَ إِلّا ظَلَم تَبسِمُ عَن لُؤلُؤٍ قَدَّرَهُ مَن قَسَم كَرَّمَهُ في النَوى هَذَّبَهُ في اليُتَم مُضطَهَدٌ خَصرُها جانِبُهُ مُهتَضَم طاوَعَ مِن صَدرِها أَيَّ قَوِيٍّ حَكَم حَمَّلَهُ ثِقلَهُ ثُمَّ عَلَيهِ اِدَّعَم تَسأَلُ أَترابَها مومِئَةً بِالعَنَم أَيُّ فَتىً ذَلِكُن نَ العَرَبِيَّ العَلَم يَشرَبُها ساهِراً لَيلَتَهُ لَم يَنَم قُلنَ تَجاهَلتِهِ ذَلِكَ رَبُّ القَلَم شاعِرُ مِصرَ الَّذي لَو خَفِيَ النَجمُ لَم قُلتُ لَها لَيتَ لَم نُرمَ وَفي نُتَّهَم عاذِلَتي في الطِلى لَو أَنصَفَت لَم أُلَم إِن عَبَسَ العَيشُ لي عُذتُ بِها فَاِبتَسَم يَشرَبُها كابِرٌ بَينَ ضُلوعي أَشَم يَبذُلُ إِلّا النُهى يَهتِكُ إِلّا الحُرَم يُكسِبُها خُلقَهُ يَمزُجُها بِالشِيَم يَمنَعُها حِلمَهُ إِن دَفَعَتهُ اِحتَشَم تِلكَ شُموسُ الدُجى أَم ظَبِيّاتُ الخِيَم تُقبِلُ في مَوكِبٍ شَقَّ سَناهُ الظُلَم خِلتُ بِأَنوارِهِ قَرنَ ذُكاءٍ نَجَم مَقصِدُها سُدَّةٌ آلَ إِلَيها العِظَم حَيثُ كِبارُ المَلا بَعضُ صِغارِ الخَدَم قَد وَقَفوا لِلمَها فَاِنسَرَبَت مِن أَمَم تَخطِرُ مِن جَمعِهِم بَينَ لُيوثٍ بُهَم خارِجَةً مِن شَرىً داخِلَةً في أَجَم ناعِمَةً لَم تُرَع لاهِيَةً لَم تَجَم اِنتَشَرَت لُؤلُؤاً في المُهَجاتِ اِنتَظَم تَمرَجُ في مَأمَنٍ مِثلَ حَمامِ الحَرَم مُؤتَلِفٌ سِربُها حَيثُ تَلاقى اِلتَأَم مُندَفِعاتٌ عَلى مُختَلِفاتِ النَغَم بَينَ يَدٍ في يَدٍ أَو قَدَمٍ في قَدَم تَذهَبُ مَشيَ القَطا تَرجِعُ كَرَّ النَسَم تَبعَثُ أَنّى بَدَت ضَوءَ جَبينٍ وَفَم تُعجِلُ خَطواً تَني فاتِنَةً بِالرَسَم تَجمَعُ مِن ذَيلِها تَترُكُهُ لَم يُلَم تَرفُلُ في مُخمَلٍ نَمَّ وَلَمّا يَتِم تَتبَعُ إِلّا الهَوى تَقرَبُ إِلّا التُهَم فَاِجتَمَعَت فَاِلتَقَت حَولَ خِوانٍ نُظِم مُنتَهَبٍ كُلَّما ظُنَّ بِهِ النَقصُ تَم مائِدَةٌ مَدَّها بَحرُ نَوالٍ خِضَم تَحسَبُها صُوِّرَت مِن شَهَواتِ النَهَم لَم تُرَ في بابِلٍ ما عُهِدَت في إِرَم حاتِمُ لَو شامَها أَقلَعَ عَمّا زَعَم مَعنُ لَوِ اِنتابَها أَدرَكَ مَعنى الكَرَم أَشبَهُ بِالبَحرِ لا يُحرِجُها مُزدَحَم قامَ لَدَيها المَلا يَبلُغُ أَلفَينِ ثَم مُقتَرِحاً ما اِشتَهى مُلتَقِياً ما رَسَم لَو طَلَبَ الطَيرَ مِن أَيكَتِهِ ما اِحتَرَم يا مَلِكاً لَم تَضِق ساحَتُهُ بِالأُمَم تَجمَعُ أَشرافَها مِن عَرَبٍ أَو عَجَم تُخطِرُ مَن أَمَّها بَينَ صُنوفِ النِعَم سادَةُ أَفريقيا لُجَّتِها وَالأَكَم أَنتَ رَشيدُ العُلى في المَلأَينِ اِحتَكَم لَيلَتُكُم قَدرُها فَوقَ غَوالي القِيَم مُشرِقَةٌ مِثلُها في زَمَنٍ لَم يَقُم لا بَرَحَ الصَفوُ في ظِلِّكُمو يُغتَنَم ما شَرِبوها وَما طالَ عَلَيها القِدَم دَرَجَت عَلى الكَنزِ القُرون وَأَتَت عَلى الدَنِّ السُنون خَيرُ السُيوفِ مَضى الزَما نُ عَلَيهِ في خَيرِ الجُفون في مَنزِلٍ كَمُحَجَّبِ ال غَيبِ اِستَسَرَّ عَنِ الظُنون حَتّى أَتى العِلمُ الجَسو رُ فَفَضَّ خاتَمَهُ المَصون وَالعِلمُ بَدرِيٌّ أُحِل لَ لِأَهلِهِ ما يَصنَعون هَتَكَ الحِجالَ عَلى الحَضا رَةِ وَالخُدورَ عَلى الفُنون وَاِندَسَّ كَالمِصباحِ في حُفَرٍ مِنَ الأَجداثِ جون حُجَرٌ مُمَرَّدَةُ المَعا قِلِ في الثَرى شُمُّ الحُصون لا تَهتَدي الريحُ الهَبو بُ لَها وَلا الغَيثُ الهَتون خانَت أَمانَةَ جارِها وَالقَبرُ كَالدُنيا يَخون يا اِبنَ الثَواقِبِ مِن رَعٍ وَاِبنَ الزَواهِرِ مِن أَمون نَسَبٌ عَريقٌ في الضُحى بَذَّ القَبائِلَ وَالبُطون أَرَأَيتَ كَيفَ يَثوبُ مِن غَمرِ القَضاءِ المُغرَقون وَتَدولُ آثارُ القُرو نِ عَلى رَحى الزَمَنِ الطَحون حُبُّ الخُلودِ بَنى لَكُم خُلُقاً بِهِ تَتَفَرَّدون لَم يَأخُذِ المُتَقَدِّمو نَ بِهِ وَلا المُتَأَخِّرون حَتّى تَسابَقتُم إِلى الإِح سانِ فيما تَعمَلون لَم تَترُكوهُ في الجَلي لِ وَلا الحَقيرِ مِنَ الشُؤون هَذا القِيامُ فَقُل لنا ال يَومُ الأَخيرُ مَتى يَكون البَعثُ غايَةُ زائِلٍ فانٍ وَأَنتُم خالِدون السَبقُ مِن عاداتِكُم أَتُرى القِيامَةَ تَسبِقون أَنتُم أَساطينُ الحَضا رَةِ وَالبُناةُ المُحسِنون المُتقِنونَ وَإِنَّما يُجزى الخُلودَ المُتقِنون أَنَزَلتَ حُفرَةَ هالِكٍ أَم حُجرَةَ المَلِكِ المَكين أَم في مَكانٍ بَينَ ذَ لِكَ يُدهِشُ المُتَأَمِّلين هُوَ مِن قُبورِ المُتلَفي نَ وَمِن قُصورِ المُترَفين لَم يَبقَ غالٍ في الحَضا رَةِ لَم يَحُزهُ وَلا ثَمين مَيتٌ تُحيطُ بِهِ الحَيا ةُ زَمانُهُ مَعَهُ دَفين وَذَخائِرٌ مِن أَعصُرٍ وَل لَت وَمِن دُنيا وَدين حَمَلَت عَلى العَجَبِ الزَما نَ وَأَهلَهُ المُستَكبِرين فَتَلَفَّتَت باريسُ تَح سَبُ أَنَّها صُنعُ البَنين ذَهَبٌ بِبَطنِ الأَرضِ لَم تَذهَب بِلَمحَتِهِ القُرون اِستَحدَثَت لَكَ جَندَلاً وَصَفائِحاً مِنهُ القُيون وَنَواوِساً وَهّاجَةً لَم يَتَّخِذها الهامِدون لَو يَفطُنُ المَوتى لَها سَرَحوا الأَنامِلَ يَنبِشون وَتَنازَعوا الذَهَبَ الَّذي كانوا لَهُ يَتَفاتَنون أَكفانُ وَشيٍ فُصِّلَت بِرَقائِقِ الذَهَبِ الفَتين قَد لَفَّها لَفَّ الضِما دِ مُحَنِّطٌ آسٍ رَزين وَكَأَنَّهُنَّ كَمائِمٌ وَكَأَنَّكَ الوَردُ الجَنين وَبِكُلِّ رُكنٍ صورَةٌ وَبِكُلِّ زاوِيَةٍ رَقين وَتَرى الدُمى فَتَخالُها اِن تَثَرَت عَلى جَنَباتِ زون صُوَرٌ تُريكَ تَحَرُّكاً وَالأَصلُ في الصُوَرِ السُكون وَيَمُرُّ رائِعُ صَمتِها بِالحِسِّ كَالنُطقِ المُبين صَحِبَ الزَمانَ دِهانُها حيناً عَهيداً بَعدَ حين غَضٌّ عَلى طولِ البِلى حَيٌّ عَلى طولِ المَنون خَدَعَ العُيونَ وَلَم يَزَل حَتّى تَحَدّى اللامِسين غِلمانُ قَصرِك في الرِكا بِ يُناوِلونَ وَيَطرَدون وَالبوقُ يَهتِفُ وَالسِها مُ تَرِنُّ وَالقَوسُ الحَنون وَكِلابُ صَيدِكَ لُهَّثٌ وَالخَيلُ جُنَّ لَها جُنون وَالوَحشُ تَنفُرُ في السُهو لِ وَتارَةً تَثِبُ الحُزون وَالطَيرُ تَرسُفُ في الجِرا حِ وَفي مَناقِرِها أَنين وَكَأَنَّ آباءَ البَرِي يَةِ في المَدائِنِ مُحضَرون وَكَأَنَّ دَولَةَ آلِ شَم سٍ عَن شِمالِكَ وَاليَمين مَلِكَ المُلوكِ تَحِيَّةً وَوَلاءَ مُحتَفِظٍ أَمين هَذا المُقامُ عَرَفتُهُ وَسَبَقتُ فيهِ القائِلين وَوَقَفتُ في آثارِكُم أَزِنُ الجَلالَ وَأَستَبين وَبَنَيتُ في العِشرينَ مِن أَحجارِها شِعري الرَصين سالَت عُيونُ قَصائِدي وَجَرى مِنَ الحَجَرِ المَعين أَقعَدتُ جيلاً لِلهَوى وَأَقَمتُ جيلاً آخَرين كُنتُم خَيالَ المَجدِ يُر فَعُ لِلشَبابِ الطامِحين وَكَم اِستَعَرتَ جَلالَكُم لِمُحَمَّدٍ وَالمالِكين تاجٌ تَنَقَّلَ في الخَيا لِ فَما اِستَقَرَّ عَلى جَبين خَرَزاتُهُ السَيفُ الصَقي لُ يَشُدُّهُ الرُمحُ السَنين قُل لي أَحينَ بَدا الثَرى لَكَ هَل جَزِعتَ عَلى العَرين آنَستَ مُلكاً لَيسَ بِالشا كي السِلاحِ وَلا الحَصين البَرُّ مَغلوبُ القَنا وَالبَحرُ مَسلوبُ السَفين لَمّا نَظَرتَ إِلى الدِيا رِ صَدَفتَ بِالقَلبِ الحَزين لَم تَلقَ حَولَكَ غَيرَ كَر تَرَ وَالنِطاسِيِّ المُعين أَقبَلتَ مِن حُجُبِ الجَلا لِ عَلى قَبيلٍ مُعرِضين تاجُ الحَضارَةِ حينَ أَش رَقَ لَم يَجِدهُم حافِلين وَاللَهُ يَعلَمُ لَم يَرَو هُ مِن قُرونٍ أَربَعين قَسَماً بِمَن يُحيي العِظا مَ وَلا أَزيدُكَ مِن يَمين لَو كانَ مِن سَفَرٍ إِيا بُكَ أَمسِ أَو فَتحٍ مُبين أَو كانَ بَعثُكَ مِن دَبي بِ الروحِ أَو نَبضِ الوَتين وَطَلَعتَ مِن وادي المُلو كِ عَلَيكَ غارُ الفاتِحين الخَيلُ حَولَكَ في الجِلا لِ العَسجَدِيَّةِ يَنثَنين وَعَلى نِجادِكَ هالَتا نِ مِنَ القَنا وَالدارِعين وَالجُندُ يَدفَعُ في رِكا بِكَ بِالمُلوكِ مُصَفَّدين لَرَأَيتَ جيلاً غَيرَ جي لِكَ بِالجَبابِرِ لا يَدين وَرَأَيتَ مَحكومينَ قَد نَصَبوا وَرَدّوا الحاكِمين روحُ الزَمانِ وَنَظمُهُ وَسَبيلُهُ في الآخَرين إِنَّ الزَمانَ وَأَهلَهُ فَرَغا مِنَ الفَردِ اللَعين فَإِذا رَأَيتَ مَشايِخاً أَو فِتيَةً لَكَ ساجِدين لاقِ الزَمانَ تَجِدهُمو عَن رَكبِهِ مُتَخَلِّفين هُم في الأَواخِرِ مَولِداً وَعُقولُهُم في الأَوَّلين قُم ناجِ جِلَّقَ وَاِنشُد رَسمَ مَن بانوا مَشَت عَلى الرَسمِ أَحداثٌ وَأَزمانُ هَذا الأَديمُ كِتابٌ لا كِفاءَ لَهُ رَثُّ الصَحائِفِ باقٍ مِنهُ عُنوانُ الدينُ وَالوَحيُ وَالأَخلاقُ طائِفَةٌ مِنهُ وَسائِرُهُ دُنيا وَبُهتانُ ما فيهِ إِن قُلِّبَت يَوماً جَواهِرُهُ إِلّا قَرائِحُ مِن رادٍ وَأَذهانُ بَنو أُمَيَّةَ لِلأَنباءِ ما فَتَحوا وَلِلأَحاديثِ ما سادوا وَما دانوا كانوا مُلوكاً سَريرُ الشَرقِ تَحتَهُمُ فَهَل سَأَلتَ سَريرَ الغَربِ ما كانوا عالينَ كَالشَمسِ في أَطرافِ دَولَتِها في كُلِّ ناحِيَةٍ مُلكٌ وَسُلطانُ يا وَيحَ قَلبِيَ مَهما اِنتابَ أَرسُمَهُم سَرى بِهِ الهَمُّ أَو عادَتهُ أَشجانُ بِالأَمسِ قُمتُ عَلى الزَهراءِ أَندُبُهُم وَاليَومَ دَمعي عَلى الفَيحاءِ هَتّانُ في الأَرضِ مِنهُم سَماواتٌ وَأَلوِيَةٌ وَنَيِّراتٌ وَأَنواءٌ وَعُقبانُ مَعادِنُ العِزِّ قَد مالَ الرَغامُ بِهِم لَو هانَ في تُربِهِ الإِبريزُ ما هانوا لَولا دِمَشقُ لَما كانَت طُلَيطِلَةٌ وَلا زَهَت بِبَني العَبّاسِ بَغدانُ مَرَرتُ بِالمَسجِدِ المَحزونِ أَسأَلَهُ هَل في المُصَلّى أَوِ المِحرابِ مَروانُ تَغَيَّرَ المَسجِدُ المَحزونُ وَاِختَلَفَت عَلى المَنابِرِ أَحرارٌ وَعِبدانُ فَلا الأَذانُ أَذانٌ في مَنارَتِهِ إِذا تَعالى وَلا الآذانُ آذانُ آمَنتُ بِاللَهِ وَاِستَثنَيتُ جَنَّتَهُ دِمَشقُ روحٌ وَجَنّاتٌ وَرَيحانُ قالَ الرِفاقُ وَقَد هَبَّت خَمائِلُها الأَرضُ دارٌ لَها الفَيحاءُ بُستانُ جَرى وَصَفَّقَ يَلقانا بِها بَرَدى كَما تَلقاكَ دونَ الخُلدِ رَضوانُ دَخَلتُها وَحَواشيها زُمُرُّدَةٌ وَالشَمسُ فَوقَ لُجَينِ الماءِ عِقيانُ وَالحورُ في دُمَّرَ أَو حَولَ هامَتِها حورٌ كَواشِفُ عَن ساقٍ وَوِلدانُ وَرَبوَةُ الوادِ في جِلبابِ راقِصَةٍ الساقُ كاسِيَةٌ وَالنَحرُ عُريانُ وَالطَيرُ تَصدَحُ مِن خَلفِ العُيونِ بِها وَلِلعُيونِ كَما لِلطَيرِ أَلحانُ وَأَقبَلَت بِالنَباتِ الأَرضُ مُختَلِفاً أَفوافُهُ فَهوَ أَصباغٌ وَأَلوانُ وَقَد صَفا بَرَدى لِلريحِ فَاِبتَدَرَت لَدى سُتورٍ حَواشيهُنَّ أَفنانُ ثُمَّ اِنثَنَت لَم يَزَل عَنها البَلالُ وَلا جَفَّت مِنَ الماءِ أَذيالٌ وَأَردانُ خَلَّفتُ لُبنانَ جَنّاتِ النَعيمِ وَما نُبِّئتُ أَنَّ طَريقَ الخُلدِ لُبنانُ حَتّى اِنحَدَرتُ إِلى فَيحاءَ وارِفَةٍ فيها النَدى وَبِها طَيٌّ وَشَيبانُ نَزَلتُ فيها بِفِتيانٍ جَحاجِحَةٍ آباؤُهُم في شَبابِ الدَهرِ غَسّانُ بيضُ الأَسِرَّةِ باقٍ فيهُمُ صَيَدٌ مِن عَبدِ شَمسٍ وَإِن لَم تَبقَ تيجانُ يا فِتيَةَ الشامِ شُكراً لا اِنقِضاءَ لَهُ لَو أَنَّ إِحسانَكُم يَجزيهِ شُكرانُ ما فَوقَ راحاتِكُم يَومَ السَماحِ يَدٌ وَلا كَأَوطانِكُم في البِشرِ أَوطانُ خَميلَةُ اللَهِ وَشَّتها يَداهُ لَكُم فَهَل لَها قَيِّمٌ مِنكُم وَجَنّانُ شيدوا لَها المُلكَ وَاِبنوا رُكنَ دَولَتِها فَالمُلكُ غَرسٌ وَتَجديدٌ وَبُنيانُ لَو يُرجَعُ الدَهرُ مَفقوداً لَهُ خَطَرٌ لَآبَ بِالواحِدِ المَبكِيِّ ثَكلانُ المُلكُ أَن تَعمَلوا ما اِستَطَعتُمو عَمَلاً وَأَن يَبينَ عَلى الأَعمالِ إِتقانُ المُلكُ أَن تُخرَجَ الأَموالُ ناشِطَةً لِمَطلَبٍ فيهِ إِصلاحٌ وَعُمرانُ المُلكُ تَحتَ لِسانٍ حَولَهُ أَدَبٌ وَتَحتَ عَقلٍ عَلى جَنبَيهِ عِرفانُ المُلكُ أَن تَتَلافَوا في هَوى وَطَنٍ تَفَرَّقَت فيهِ أَجناسٌ وَأَديانُ نَصيحَةٌ مِلؤُها الإِخلاصُ صادِقَةٌ وَالنُصحُ خالِصُهُ دينٌ وَإيمانُ وَالشِعرُ ما لَم يَكُن ذِكرى وَعاطِفَةً أَو حِكمَةً فَهوَ تَقطيعٌ وَأَوزانُ وَنَحنُ في الشَرقِ وَالفُصحى بَنو رَحِمٍ وَنَحنُ في الجُرحِ وَالآلامِ إِخوانُ هَذِهِ نورُ السَفينَه هَذِهِ شِبهُ أَمينَه هَذِهِ صورَتُها مُن بِئَةٌ عَنها مُبينَه هَذِهِ لُؤلُؤَةٌ عِن دي لَها مِثلٌ ثَمينَه مِن بَناتِ الرومِ لَكِن لَم تَكُن عِندي مَهينَه أَنا مَن يَترُكُ لِلدَي يانِ في الدُنيا شُؤونَه يا مَلاكَ الفُلكِ لي صِن وُكِ في تِلكَ المَدينَه أَنتِ في الفُلكِ بَهاءٌ وَهوَ في حُلوانَ زينَه ناجِهِ وَاِذكُر لَهُ وَج دَ أَبيهِ وَحَنينَه وَأَفِدهُ أَنَّني في ال بَحرِ مُذ دُستُ عَرينَه لَستُ بِالنَفسِ ضَنيناً وَبِهِ نَفسي ضَنينَه أَسأَلُ الرَحمَنَ يُرعي كَ وَإِيّاهُ عُيونَه يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا نَشجى لِواديكَ أَم نَأسى لِوادينا ماذا تَقُصُّ عَلَينا غَيرَ أَنَّ يَداً قَصَّت جَناحَكَ جالَت في حَواشينا رَمى بِنا البَينُ أَيكاً غَيرَ سامِرِنا أَخا الغَريبِ وَظِلّاً غَيرَ نادينا كُلٌّ رَمَتهُ النَوى ريشَ الفِراقُ لَنا سَهماً وَسُلَّ عَلَيكَ البَينُ سِكّينا إِذا دَعا الشَوقُ لَم نَبرَح بِمُنصَدِعٍ مِنَ الجَناحَينِ عَيٍّ لا يُلَبّينا فَإِن يَكُ الجِنسُ يا اِبنَ الطَلحِ فَرَّقَنا إِنَّ المَصائِبَ يَجمَعنَ المُصابينا لَم تَألُ ماءَكَ تَحناناً وَلا ظَمَأً وَلا اِدِّكاراً وَلا شَجوا أَفانينا تَجُرُّ مِن فَنَنٍ ساقاً إِلى فَنَنٍ وَتَسحَبُ الذَيلَ تَرتادُ المُؤاسينا أُساةُ جِسمِكَ شَتّى حينَ تَطلُبُهُم فَمَن لِروحِكَ بِالنُطسِ المُداوينا آها لَنا نازِحي أَيكٍ بِأَندَلُسٍ وَإِن حَلَلنا رَفيقاً مِن رَوابينا رَسمٌ وَقَفنا عَلى رَسمِ الوَفاءِ لَهُ نَجيشُ بِالدَمعِ وَالإِجلالِ يَثنينا لِفِتيَةٍ لا تَنالُ الأَرضُ أَدمُعَهُم وَلا مَفارِقَهُم إِلّا مُصَلّينا لَو لَم يَسودوا بِدينٍ فيهِ مَنبَهَةٌ لِلناسِ كانَت لَهُم أَخلاقُهُم دينا لَم نَسرِ مِن حَرَمٍ إِلّا إِلى حَرَمٍ كَالخَمرِ مِن بابِلٍ سارَت لِدارينا لَمّا نَبا الخُلدُ نابَت عَنهُ نُسخَتُهُ تَماثُلَ الوَردِ خِيرِيّاً وَنَسرينا نَسقي ثَراهُم ثَناءً كُلَّما نُثِرَت دُموعُنا نُظِمَت مِنها مَراثينا كادَت عُيونُ قَوافينا تُحَرِّكُهُ وَكِدنَ يوقِظنَ في التُربِ السَلاطينا لَكِنَّ مِصرَ وَإِن أَغضَت عَلى مِقَةٍ عَينٌ مِنَ الخُلدِ بِالكافورِ تَسقينا عَلى جَوانِبِها رَفَّت تَمائِمُنا وَحَولَ حافاتِها قامَت رَواقينا مَلاعِبٌ مَرِحَت فيها مَآرِبُنا وَأَربُعٌ أَنِسَت فيها أَمانينا وَمَطلَعٌ لِسُعودٍ مِن أَواخِرِنا وَمَغرِبٌ لِجُدودٍ مِن أَوالينا بِنّا فَلَم نَخلُ مِن رَوحٍ يُراوِحُنا مِن بَرِّ مِصرَ وَرَيحانٍ يُغادينا كَأُمِّ موسى عَلى اِسمِ اللَهِ تَكفُلُنا وَبِاِسمِهِ ذَهَبَت في اليَمِّ تُلقينا وَمِصرُ كَالكَرمِ ذي الإِحسانِ فاكِهَةٌ لِحاضِرينَ وَأَكوابٌ لِبادينا يا سارِيَ البَرقِ يَرمي عَن جَوانِحِنا بَعدَ الهُدوءِ وَيَهمي عَن مَآقينا لَمّا تَرَقرَقَ في دَمعِ السَماءِ دَماً هاجَ البُكا فَخَضَبنا الأَرضَ باكينا اللَيلُ يَشهَدُ لَم نَهتِك دَياجِيَهُ عَلى نِيامٍ وَلَم نَهتِف بِسالينا وَالنَجمُ لَم يَرَنا إِلّا عَلى قَدَمٍ قِيامَ لَيلِ الهَوى لِلعَهدِ راعينا كَزَفرَةٍ في سَماءِ اللَيلِ حائِرَةٍ مِمّا نُرَدِّدُ فيهِ حينَ يُضوينا بِاللَهِ إِن جُبتَ ظَلماءَ العُبابِ عَلى نَجائِبِ النورِ مَحدُوّاً بِجرينا تَرُدُّ عَنكَ يَداهُ كُلَّ عادِيَةٍ إِنساً يَعِثنَ فَساداً أَو شَياطينا حَتّى حَوَتكَ سَماءُ النيلِ عالِيَةٍ عَلى الغُيوثِ وَإِن كانَت مَيامينا وَأَحرَزَتكَ شُفوفُ اللازَوَردِ عَلى وَشيِ الزَبَرجَدِ مِن أَفوافِ وادينا وَحازَكَ الريفُ أَرجاءً مُؤَرَّجَةً رَبَت خَمائِلَ وَاِهتَزَّت بَساتينا فَقِف إِلى النيلِ وَاِهتُف في خَمائِلِهِ وَاِنزِل كَما نَزَلَ الطَلُّ الرَياحينا وَآسِ ما باتَ يَذوي مِن مَنازِلِنا بِالحادِثاتِ وَيَضوى مِن مَغانينا وَيا مُعَطِّرَةَ الوادي سَرَت سَحَراً فَطابَ كُلُّ طُروحٍ مِن مَرامينا ذَكِيَّةُ الذَيلِ لَو خِلنا غِلالَتَها قَميصَ يوسُفَ لَم نُحسَب مُغالينا جَشِمتِ شَوكَ السُرى حَتّى أَتَيتِ لَنا بِالوَردِ كُتباً وَبِالرَيّا عَناوينا فَلَو جَزَيناكِ بِالأَرواحِ غالِيَةً عَن طيبِ مَسراكِ لَم تَنهَض جَوازينا هَل مِن ذُيولِكِ مَسكِيٌّ نُحَمِّلُهُ غَرائِبَ الشَوقِ وَشياً مِن أَمالينا إِلى الَّذينَ وَجَدنا وُدَّ غَيرِهِمُ دُنيا وَوُدَّهُمو الصافي هُوَ الدينا يا مَن نَغارُ عَلَيهِم مِن ضَمائِرِنا وَمِن مَصونِ هَواهُم في تَناجينا غابَ الحَنينُ إِلَيكُم في خَواطِرِنا عَنِ الدَلالِ عَلَيكُم في أَمانينا جِئنا إِلى الصَبرِ نَدعوهُ كَعادَتِنا في النائِباتِ فَلَم يَأخُذ بِأَيدينا وَما غُلِبنا عَلى دَمعٍ وَلا جَلَدٍ حَتّى أَتَتنا نَواكُم مِن صَياصينا وَنابِغي كَأَنَّ الحَشرَ آخِرُهُ تُميتُنا فيهِ ذِكراكُم وَتُحيينا نَطوي دُجاهُ بِجُرحٍ مِن فُراقِكُمو يَكادُ في غَلَسِ الأَسحارِ يَطوينا إِذا رَسا النَجمُ لَم تَرقَأ مَحاجِرُنا حَتّى يَزولَ وَلَم تَهدَأ تَراقينا بِتنا نُقاسي الدَواهي مِن كَواكِبِهِ حَتّى قَعَدنا بِها حَسرى تُقاسينا يَبدو النَهارُ فَيَخفيهِ تَجَلُّدُنا لِلشامِتينَ وَيَأسوهُ تَأَسّينا سَقياً لِعَهدٍ كَأَكنافِ الرُبى رِفَةً أَنّى ذَهَبنا وَأَعطافِ الصَبا لينا إِذِ الزَمانُ بِنا غَيناءُ زاهِيَةٌ تَرِفُّ أَوقاتُنا فيها رَياحينا الوَصلُ صافِيَةٌ وَالعَيشُ ناغِيَةٌ وَالسَعدُ حاشِيَةٌ وَالدَهرُ ماشينا وَالشَمسُ تَختالُ في العِقيانِ تَحسَبُها بَلقيسَ تَرفُلُ في وَشيِ اليَمانينا وَالنيلُ يُقبِلُ كَالدُنيا إِذا اِحتَفَلَت لَو كانَ فيها وَفاءٌ لِلمُصافينا وَالسَعدُ لَو دامَ وَالنُعمى لَوِ اِطَّرَدَت وَالسَيلُ لَو عَفَّ وَالمِقدارُ لَو دينا أَلقى عَلى الأَرضِ حَتّى رَدَّها ذَهَباً ماءً لَمَسنا بِهِ الإِكسيرَ أَو طينا أَعداهُ مِن يُمنِهِ التابوتُ وَاِرتَسَمَت عَلى جَوانِبِهِ الأَنوارُ مِن سينا لَهُ مَبالِغُ ما في الخُلقِ مِن كَرَمٍ عَهدُ الكِرامِ وَميثاقُ الوَفِيّينا لَم يَجرِ لِلدَهرِ إِعذارٌ وَلا عُرُسٌ إِلّا بِأَيّامِنا أَو في لَيالينا وَلا حَوى السَعدُ أَطغى في أَعِنَّتِهِ مِنّا جِياداً وَلا أَرحى مَيادينا نَحنُ اليَواقيتُ خاضَ النارَ جَوهَرُنا وَلَم يَهُن بِيَدِ التَشتيتِ غالينا وَلا يَحولُ لَنا صِبغٌ وَلا خُلُقٌ إِذا تَلَوَّنَ كَالحِرباءِ شانينا لَم تَنزِلِ الشَمسُ ميزاناً وَلا صَعَدَت في مُلكِها الضَخمِ عَرشاً مِثلَ وادينا أَلَم تُؤَلَّه عَلى حافاتِهِ وَرَأَت عَلَيهِ أَبناءَها الغُرَّ المَيامينا إِن غازَلَت شاطِئَيهِ في الضُحى لَبِسا خَمائِلَ السُندُسِ المَوشِيَّةِ الغينا وَباتَ كُلُّ مُجاجِ الوادِ مِن شَجَرٍ لَوافِظَ القَزِّ بِالخيطانِ تَرمينا وَهَذِهِ الأَرضُ مِن سَهلٍ وَمِن جَبَلٍ قَبلَ القَياصِرِ دِنّاها فَراعينا وَلَم يَضَع حَجَراً بانٍ عَلى حَجَرٍ في الأَرضِ إِلّا عَلى آثارِ بانينا كَأَنَّ أَهرامَ مِصرٍ حائِطٌ نَهَضَت بِهِ يَدُ الدَهرِ لا بُنيانُ فانينا إيوانُهُ الفَخمُ مِن عُليا مَقاصِرِهِ يُفني المُلوكَ وَلا يُبقي الأَواوينا كَأَنَّها وَرِمالاً حَولَها اِلتَطَمَت سَفينَةٌ غَرِقَت إِلّا أَساطينا كَأَنَّها تَحتَ لَألاءِ الضُحى ذَهَباً كُنوزُ فِرعَونَ غَطَّينَ المَوازينا أَرضُ الأُبُوَّةِ وَالميلادِ طَيَّبَها مَرُّ الصِبا في ذُيولٍ مِن تَصابينا كانَت مُحَجَّلَةٌ فيها مَواقِفُنا غُرّاً مُسَلسَلَةَ المَجرى قَوافينا فَآبَ مِن كُرَةِ الأَيّامِ لاعِبُنا وَثابَ مِن سِنَةِ الأَحلامِ لاهينا وَلَم نَدَع لِلَيالي صافِياً فَدَعَت بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا لَوِ اِستَطَعنا لَخُضنا الجَوَّ صاعِقَةً وَالبَرَّ نارَ وَغىً وَالبَحرَ غِسلينا سَعياً إِلى مِصرَ نَقضي حَقَّ ذاكِرِنا فيها إِذا نَسِيَ الوافي وَباكينا كَنزٌ بِحُلوانَ عِندَ اللَهِ نَطلُبُهُ خَيرَ الوَدائِعِ مِن خَيرِ المُؤَدّينا لَو غابَ كُلُّ عَزيزٍ عَنهُ غَيبَتَنا لَم يَأتِهِ الشَوقُ إِلّا مِن نَواحينا إِذا حَمَلنا لِمِصرٍ أَو لَهُ شَجَناً لَم نَدرِ أَيُّ هَوى الأُمَّينِ شاجينا رَأَيتُ عَلى لَوحِ الخَيالِ يَتيمَةً قَضى يَومَ لوسيتانيا أَبَواها فَيا لَكَ مِن حاكٍ أَمينٍ مُصَدَّقٍ وَإِن هاجَ لِلنَفسِ البُكا وَشَجاها فَواهاً عَلَيها ذاقَتِ اليُتمَ طِفلَةً وَقُوِّضَ رُكناها وَذَلَّ صِباها وَلَيتَ الَّذي قاسَت مِنَ المَوتِ ساعَةً كَما راحَ يَطوي الوالِدَينِ طَواها كَفَرخٍ رَمى الرامي أَباهُ فَغالَهُ فَقامَت إِلَيهِ أُمُّهُ فَرَماها فَلا أَبَ يَستَذري بِظِلِّ جَناحِهِ وَلا أُمَّ يَبغي ظِلَّها وَذَراها وَدَبّابَةٍ تَحتَ العُبابِ بِمَكمَنٍ أَمينٍ تَرى الساري وَلَيسَ يَراها هِيَ الحوتُ أَو في الحوتِ مِنها مَشابِهٌ فَلَو كانَ فولاذاً لَكانَ أَخاها أَبَثُّ لِأَصحابِ السَفينِ غَوائِلاً وَأَلأَمُ ناباً حينَ تَفغَرُ فاها خَئونٌ إِذا غاصَت غَدورٌ إِذا طَفَت مُلَعَّنَةٌ في سَبحِها وَسُراها تُبَيِّتُ سُفنَ الأَبرِياءِ مِنَ الوَغى وَتَجني عَلى مَن لا يَخوضُ رَحاها فَلَو أَدرَكَت تابوتُ موسى لَسَلَّطَت عَلَيهِ زُباناها وَحَرَّ حُماها وَلَو لَم تُغَيَّب فُلكُ نوحٍ وَتَحتَجِب لَما أَمِنَت مَقذوفَها وَلَظاها فَلا كانَ بانيها وَلا كانَ رَكبُها وَلا كانَ بَحرٌ ضَمَّها وَحَواها وَأُفٍّ عَلى العِلمِ الَّذي تَدَّعونَهُ إِذا كانَ في عِلمِ النُفوسِ رَداها أَميرَ المُؤمِنينَ رَأَيتُ جِسراً أَمُرُّ عَلى الصِراطِ وَلا عَلَيهِ لَهُ خَشَبٌ يَجوعُ السوسُ فيهِ وَتَمضي الفَأرُ لا تَأوي إِلَيهِ وَلا يَتَكَلَّفُ المِنشارُ فيهِ سِوى مَرِّ الفَطيمِ بِساعِدَيهِ وَكَم قَد جاهَدَ الحَيوانُ فيهِ وَخَلَّفَ في الهَزيمَةِ حافِرَيهِ وَأَسمَجُ مِنهُ في عَيني جُباةٌ تَراهُم وَسطَهُ وَبِجانِبَيهِ إِذا لاقَيتَ واحِدَهُم تَصَدّى كَعِفريتٍ يُشيرُ بِراحَتَيهِ وَيَمشي الصَدرُ فيهِ كُلَّ يَومٍ بِمَوكِبِهِ السَنِيِّ وَحارِسَيهِ وَلَكِن لا يَمُرُّ عَلَيهِ إِلّا كَما مَرَّت يَداهُ بِعارِضَيهِ وَمِن عَجَبٍ هُوَ الجِسرُ المُعَلّى عَلى البُسفورِ يَجمَعُ شاطِئَيهِ يُفيدُ حُكومَةَ السُلطانِ مالاً وَيُعطيها الغِنى مِن مَعدِنَيهِ يَجودُ العالَمونَ عَلَيهِ هَذا بِعَشرَتِهِ وَذاكَ بِعَشرَتَيهِ وَغايَةُ أَمرِهِ أَنّا سَمِعنا لِسانَ الحالِ يُنشِدُنا لَدَيهِ أَلَيسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثلي يَرى ما قَلَّ مُمتَنِعاً عَلَيهِ وَتُؤخَذُ بِاِسمِهِ الدُنيا جَميعاً وَما مِن ذاكَ شَيءٌ في يَدَيهِ إِلى حُسَينٍ حاكِمِ القَنالِ مِثالِ حُسنِ الخُلقِ في الرِجالِ أُهدي سَلاماً طَيِّباً كَخُلقِهِ مَع اِحتِرامٍ هُوَ بَعضُ حَقِّهِ وَأَحفَظُ العَهدَ لَهُ عَلى النَوى وَالصِدقَ في الوُدِّ لَهُ وَفي الهَوى وَبَعدُ فَالمَعروفُ بَينَ الصَحبِ أَنَّ التَهادي مِن دَواعي الحُبِّ وَعِندَكَ الزَهرُ وَعِندي الشِعرُ كِلاهُما فيما يُقالُ نَدرُ وَقَد سَمِعتُ عَنكَ مِن ثِقاتِ أَنَّكَ أَنتَ مَلِكُ النَباتِ زَهرُكَ لَيسَ لِلزُهورِ رَونَقُهُ تَكادُ مِن فَرطِ اِعتِناءٍ تَخلُقُهُ ما نَظَرَت مِثلَكَ عَينُ النَرجِسِ بَعدَ مُلوكِ الظُرفِ في الأَندَلُسِ وَلي مِنَ الحَدائِقِ الغَنّاءِ رَوضٌ عَلى المَطَرِيَّةِ الفَيحاءِ أَتَيتُ أَستَهدي لَها وَأَسأَلُ وَأَرتَضي النَزرُ وَلا أُثَقِّلُ عَشرَ شُجَيراتٍ مِنَ الغَوالي تَندُرُ إِلّا في رِياضِ الوالي تَزكو وَتَزهو في الشِتا وَالصَيفِ وَتَجمَعُ الأَلوانَ مِثلَ الطَيفِ تُرسِلُها مُؤَمِّناً عَلَيها إِن هَلَكَت لِيَ الحَقُّ في مِثلَيها وَالحَقُّ في الخُرطومِ أَيضاً حَقّي وَالدَرسُ لِلخادِمِ كَيفَ يَسقي وَبَعدَ هَذا لي عَلَيكَ زَورَه لِكَي تَدورَ حَولَ رَوضِيَ دَورَه فَإِن فَعَلتَ فَالقَوافي تَفعَلُ ما هُوَ مِن فِعلِ الزُهورِ أَجمَلُ فَما رَأَيتُ في حَياتي أَزيَنا لِلمَرءِ بَينَ الناسِ مِن حُسنِ الثَنا خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ أَتُراها تَناسَت اِسمِيَ لَمّا كَثُرَت في غَرامِها الأَسماءُ إِن رَأَتني تَميلُ عَنّي كَأَن لَم تَكُ بَيني وَبَينَها أَشياءُ نَظرَةٌ فَاِبتِسامَةٌ فَسَلامٌ فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ يَومَ كُنّا وَلا تَسَل كَيفَ كُنّا نَتَهادى مِنَ الهَوى ما نَشاءُ وَعَلَينا مِنَ العَفافِ رَقيبٌ تَعِبَت في مِراسِهِ الأَهواءُ جاذَبَتني ثَوبي العصِيَّ وَقالَت أَنتُمُ الناسُ أَيُّها الشُعَراءُ فَاِتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ لا السُهدُ يَطويهِ وَلا الإِغضاءُ لَيلٌ عِدادُ نُجومِهِ رُقَباءُ داجي عُبابِ الجُنحِ فَوضى فُلكُهُ ما لِلهُمومِ وَلا لَها إِرساءُ أَغَزالَةُ الإِشراقِ أَنتِ مِنَ الدُجى وَمِنَ السُهادِ إِذا طَلَعتِ شِفاءُ رِفقاً بِجَفنٍ كُلَّما أَبكَيتِهِ سالَ العَقيقُ بِهِ وَقامَ الماءُ ما مَدَّ هُدبَيهِ لِيَصطادَ الكَرى إِلّا وَطَيفُكَ في الكَرى العَنقاءُ مَن لي بِهِنَّ لَيالِياً نَهِلَ الصِبا مِمّا أَفَضنَ وَعَلَّتِ الأَهواءُ أَلَّفنَ أَوطاري فَعَيشِيَ وَالمُنى في ظِلِّهِنَّ الكَأسُ وَالصَهباءُ سُوَيجعَ النيلِ رِفقاً بِالسُوَيداءِ فَما تُطيقُ أَنينَ المُفرَدِ النائي لِلَّهِ وادٍ كَما يَهوى الهَوى عَجَبٌ تَرَكتَ كُلَّ خَلِيٍّ فيهِ ذا داءِ وَأَنتَ في الأَسرِ تَشكو ما تُكابِدُهُ لِصَخرَةٍ مِن بَني الأَعجامِ صَمّاءُ اللَهُ في فَنَنٍ تَلهو الزَمانَ بِهِ فَإِنَّما هُوَ مَشدودٌ بِأَحشائي وَفي جَوانِحِكَ اللاتي سَمَحتَ بِها فَلَو تَرَفَّقتَ لَم تَسمَح بِأَعضائي ماذا تُريدُ بِذي الأَنّاتِ في سَهَري هَذي جُفوني تَسقي عَهدَ إِغفائي حَسبُ المَضاجِعِ مِنّي ما تُعالِجُ مِن جَنبي وَمِن كَبِدٍ في الجَنبِ حَرّاءِ أُمسي وَأُصبِحُ مِن نَجواك في كَلَفٍ حَتّى لَيَعشَقُ نُطقي فيكِ إِصغائي اللَيلُ يُنهِضُني مِن حَيثُ يُقعِدُني وَالنَجمُ يَملَأُ لي وَالفِكرُ صَهبائي آتي الكَواكِبَ لَم أَنقُل لَها قَدَماً لا يَنقَضي سَهَري فيها وَإِسرائي وَأَلحَظُ الأَرضَ أَطوي ما يَكونُ إِلى ما كانَ مِن آدَمٍ فيها وَحَوّاءِ مُؤَيَّداً بِكَ في حِلّي وَمُرتَحَلي وَما هُما غَيرُ إِصباحي وَإِمسائي توحي إِلَيَّ الَّذي توحي وَتَسمَعُ لي وَفي سَماعِكَ بَعدَ الوَحيِ إِغرائي يا وَيحَ أَهلِيَ أَبلى بَينَ أَعيُنِهِم وَيَدرُجُ المَوتُ في جِسمي وَأَعضائي وَيَنظُرونَ لِجَنبٍ لا هُدوءَ لَهُ عَلى الفِراشِ وَلا يَدرونَ ما دائي مِنكَ يا هاجِرُ دائي وَبِكَفَّيكَ دَوائي يا مُنى روحي وَدُنيا يَ وَسُؤلي وَرَجائي أَنتَ إِن شِئتَ نَعيمي وَإِذا شِئتَ شَقائي لَيسَ مِن عُمرِيَ يَومٌ لا تَرى فيهِ لِقائي وَحَياتي في التَداني وَمَماتي في التَنائي نَم عَلى نِسيانِ سُهدي فيكَ وَاِضحَك مِن بُكائي كُلُّ ما تَرضاهُ يا مَو لايَ يَرضاهُ وَلائي وَكَما تَعلَمُ حُبّي وَكَما تَدري وَفائي فيكَ يا راحَةَ روحي طالَ بِالواشي عَنائي وَتَوارَيتُ بِدَمعي عَن عُيونِ الرُقَباءِ أَنا أَهواكَ وَلا أَر ضى الهَوى مِن شُرَكائي غِرتُ حَتّى لَتَرى أَر ضِيَ غَيرى مِن سَمائي لَيتَني كُنتُ رِداءً لَكَ أَو كُنتَ رِدائي لَيتَني ماؤُكَ في الغُل لَةِ أَو لَيتَكَ مائي لَقَد لامَني يا هِندُ في الحُبِّ لائِمٌ مُحِبٌّ إِذا عُدَّ الصِحابُ حَبيبُ فَما هُوَ بِالواشي عَلى مَذهَبِ الهَوى وَلا هُوَ في شَرعِ الوِدادِ مُريبُ وَصَفتُ لَهُ مَن أَنتِ ثُمَّ جَرى لَنا حَديثٌ يَهُمُّ العاشِقينَ عَجيبُ وَقُلتُ لَه صَبراً فَكُلُّ أَخي هَوى عَلى يَدِ مَن يَهوى غَداً سَيَتوبُ عَلى قَدرِ الهَوى يَأتي العِتابُ وَمَن عاتَبتُ يَفديهِ الصِحابُ أَلومُ مُعَذِبي فَأَلومُ نَفسي فَأُغضِبُها وَيُرضيها العَذابُ وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُ وَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ وَلي قَلبٌ بِأَن يَهوى يُجازى وَمالِكُهُ بِأَن يَجني يُثابُ وَلَو وُجِدَ العِقابُ فَعَلتُ لَكِن نِفارُ الظَبيِ لَيسَ لَهُ عِقابُ يَلومُ اللائِمونَ وَما رَأَوهُ وَقِدماً ضاعَ في الناسِ الصَوابُ صَحَوتُ فَأَنكَرَ السُلوانَ قَلبي عَلَيَّ وَراجَعَ الطَرَبَ الشَبابُ كَأَنَّ يَدَ الغَرامِ زِمامُ قَلبي فَلَيسَ عَلَيهِ دونَ هَوىً حِجابُ كَأَنَّ رِوايَةَ الأَشواقِ عَودٌ عَلى بَدءٍ وَما كَمُلَ الكِتابُ كَأَنِّيَ وَالهَوى أَخَوا مُدامٍ لَنا عَهدٌ بِها وَلَنا اِصطِحابُ إِذا ما اِعتَضتُ عَن عِشقٍ بِعِشقِ أُعيدَ العَهدُ وَاِمتَدَّ الشَرابُ رَوَّعوهُ فَتَوَلّى مُغضَبا أَعَلِمتُم كَيفَ تَرتاعُ الظِبا خُلِقَت لاهِيَةً ناعِمَةً رُبَّما رَوَّعَها مُرُّ الصَبا لي حَبيبٌ كُلَّما قيلَ لَهُ صَدَّقَ القَولَ وَزَكّى الرِيَبا كَذَبَ العُذّالُ فيما زَعَموا أَمَلي في فاتِني ما كَذَبا لَو رَأَونا وَالهَوى ثالِثُنا وَالدُجى يُرخي عَلَينا الحُجُبا في جِوارِ اللَيلِ في ذِمَّتِهِ نَذكُرُ الصُبحَ بِأَن لا يَقرُبا مِلءُ بُردَينا عَفافٌ وَهَوى حَفظَ الحُسنَ وَصُنتُ الأَدَبا يا غَزالاً أَهِلَ القَلبُ بِهِ قَلبِيَ السَفحُ وَأَحنى مَلعَبا لَكَ ما أَحبَبتَ مِن حَبَّتِهِ مَنهَلاً عَذباً وَمَرعىً طَيِّبا هُوَ عِندَ المالِكِ الأَولى بِهِ كَيفَ أَشكو أَنَّهُ قَد سُلِبا إِن رَأى أَبقى عَلى مَملوكِهِ أَو رَأى أَتلَفَهُ وَاِحتَسَبا لَكَ قَدٌّ سَجَدَ البانُ لَهُ وَتَمَنَّت لَو أَقَلَّتهُ الرُبى وَلِحاظٌ مِن مَعاني سِحرِهِ جَمَعَ الجَفنُ سِهاماً وَظُبى كانَ عَن هَذا لِقَلبي غُنيَةٌ ما لِقَلبِيَ وَالهَوى بَعدَ الصِبا فِطرَتي لا آخُذُ القَلبَ بِها خُلِقَ الشاعِرُ سَمحاً طَرِبا لَو جَلَوا حُسنَكَ أَو غَنّوا بِهِ لِلَبيدٍ في الثَمانينَ صَبا أَيُّها النَفسُ تَجِدّينَ سُدىً هَل رَأَيتِ العَيشَ إِلّا لَعِبا جَرِّبي الدُنيا تَهُن عِندَكِ ما أَهوَنَ الدُنيا عَلى مَن جَرَّبا نِلتِ فيما نِلتِ مِن مَظهَرِها وَمُنِحتِ الخُلدَ ذِكراً وَنَبا ما تِلكَ أَهدابي تَنَظ ظَمَ بَينَها الدَمعُ السَكوب بَل تِلكَ سُبحَةُ لُؤلُؤٍ تُحصى عَلَيكَ بِها الذُنوب لَحظَها لَحظَها رُوَيداً رُوَيدا كَم إِلى كَم تَكيدُ لِلروحِ كَيدا كُفَّ أَو لا تَكُفَّ إِنَّ بِجَنبي لَسِهاماً أَرسَلتَها لَن تُرَدّا تَصِلُ الضَربَ ما أَرى لَكَ حَدّا فَاِتَّقِ اللَهَ وَاِلتَزِم لَكَ حَدّا أَو فَصُغ لي مِنَ الحِجارَةِ قَلبا ثُمَّ صُغ لي مِنَ الحَدائِدِ كِبدا وَاِكفِ جَفنَيَّ دافِقاً لَيسَ يَرقا وَاِكفِ جَنبَيَّ خافِقاً لَيسَ يَهدا فَمِنَ الغَبنِ أَن يَصيرَ وَعيداً ما قَطَعتُ الزَمانَ أَرجوهُ وَعدا الرُشدُ أَجمَلُ سيرَةً يا أَحمَدُ وُدُّ الغَواني مِن شَبابِكَ أَبعَدُ قَد كانَ فيكَ لِوُدِّهِنَّ بَقِيَّةٌ وَاليَومَ أَوشَكَتِ البَقِيَّةُ تَنفَدُ هاروتُ شِعرِكَ بَعدَ ماروتِ الصِبا أَعيا وَفارَقَهُ الخَليلُ المُسعِدُ لَمّا سَمِعنَكَ قُلنَ شِعرٌ أَمرَدٌ يا لَيتَ قائِلَهُ الطَريرُ المُسعِدُ ما لِلَّواهي الناعِماتِ وَشاعِرٍ جَعَلَ النَسيبَ حِبالَةً يَتَصَيَّدُ وَلَكَم جَمَعتَ قُلوبَهُنَّ عَلى الهَوى وَخَدَعتَ مَن قَطَعَت وَمَن تَتَوَدَّدُ وَسَخِرتَ مِن واشٍ وَكِدتَ لِعاذِلٍ وَاليَومَ تَنشُدُ مَن يَشي وَيُفَنِّدُ أَإِذا وَجَدتَ الغيدَ أَلهاكَ الهَوى وَإِذا وَجَدتَ الشِعرَ عَزَّ الأَغيَدُ إِنَّ الوُشاةَ وَإِن لَم أَحصِهِم عَدَدا تَعَلَّموا الكَيدَ مِن عَينَيكَ وَالفَنَدا لا أَخلَفَ اللَهُ ظَنّي في نَواظِرِهِم ماذا رَأَت بِيَ مِمّا يَبعَثُ الحَسَدا هُم أَغضَبوكَ فَراحَ القَدُّ مُنثَنِياً وَالجَفنُ مُنكَسِراً وَالخَدُّ مُتَّقِدا وَصادَفوا أُذُناً صَغواءَ لَيِّنَةً فَأَسمَعوها الَّذي لَم يُسمِعوا أَحَدا لَولا اِحتِراسِيَ مِن عَينَيكَ قُلتُ أَلا فَاِنظُر بِعَينَيكَ هَل أَبقَيتَ لي جَلَدا اللَهُ في مُهجَةٍ أَيتَمتَ واحِدَها ظُلماً وَما اِتَّخَذَت غَيرَ الهَوى وَلَدا وَروحِ صَبٍّ أَطالَ الحُبُّ غُربَتَها يَخافُ إِن رَجَعَت أَن تُنكِرَ الجَسَدا دَعِ المَواعيدَ إِني مِتُّ مِن ظَمَإٍ وَلِلمَواعيدِ ماءٌ لا يَبُلُّ صَدى تَدعو وَمَن لِيَ أَن أَسعى بِلا كَبِدٍ فَمَن مُعيرِيَ مِن هَذا الوَرى كَبِدا بَثَثتُ شَكوايَ فَذابَ الجَليدُ وَأَشفَقَ الصَخرُ وَلانَ الحَديد وَقَلبُكَ القاسي عَلى حالِهِ هَيهاتَ بَل قَسوَتُهُ لي تَزيد يَمُدُّ الدُجى في لَوعَتي وَيَزيدُ وَيُبدِئُ بَثّي في الهَوى وَيُعيدُ إِذا طالَ وَاِستَعصى فَما هِيَ لَيلَةٌ وَلَكِن لَيالٍ ما لَهُنَّ عَديدُ أَرِقتُ وَعادَتني لِذِكرى أَحِبَّتي شُجونٌ قِيامٌ بِالضُلوعِ قُعودُ وَمَن يَحمِلِ الأَشواقَ يَتعَب وَيَختَلِف عَلَيهِ قَديمٌ في الهَوى وَجَديدُ لَقيتَ الَّذي لَم يَلقَ قَلبٌ مِنَ الهَوى لَكَ اللَهُ يا قَلبي أَأَنتَ حَديدُ وَلَم أَخلُ مِن وَجدٍ عَلَيكَ وَرِقَّةٍ إِذا حَلَّ غيدٌ أَو تَرَحَّلَ غيدُ وَرَوضٍ كَما شاءَ المُحِبّونَ ظِلُّهُ لَهُم وَلِأَسرارِ الغَرامِ مَديدُ تُظَلِّلُنا وَالطَيرَ في جَنَباتِهِ غُصونٌ قِيامٌ لِلنَسيمِ سُجودُ تَميلُ إِلى مُضنى الغَرامِ وَتارَةً يُعارِضُها مُضنى الصَبا فَتَحيدُ مَشى في حَواشيها الأَصيلُ فَذُهِّبَت وَمارَت عَلَيها الحَليُ وَهيَ تَميدُ وَقامَت لَدَيها الطَيرُ شَتّى فَآنِسٌ بِأَهلٍ وَمَفقودُ الأَليفِ وَحيدُ وَباكٍ وَلا دَمعٌ وَشاكٍ وَلا جَوىً وَجَذلانُ يَشدو في الرُبى وَيُشيدُ وَذي كَبرَةٍ لَم يُعطَ بِالدَهرِ خِبرَةً وَعُريانُ كاسٍ تَزدَهيهِ مُهودُ غَشَيناهُ وَالأَيّامُ تَندى شَبيبَةً وَيَقطُرُ مِنها العَيشُ وَهوَ رَغيدُ رَأَت شَفَقاً يَنعى النَهارَ مُضَرَّجاً فَقُلتُ لَها حَتّى النَهارُ شَهيدُ فَقالَت وَما بِالطَيرِ قُلتُ سَكينَةٌ فَما هِيَ مِمّا نَبتَغي وَنَصيدُ أُحِلَّ لَنا الصَيدانِ يَومَ الهَوى مَهاً وَيَومَ تُسَلُّ المُرهَفاتُ أُسودُ يُحَطَّمُ رُمحٌ دونَنا وَمُهَنَّدٌ وَيَقتُلُنا لَحظٌ وَيَأسِرُ جيدُ وَنَحكُمُ حَتّى يُقبِلَ الدَهرُ حُكمَنا وَنَحنُ لِسُلطانِ الغَرامِ عَبيدُ أَقولُ لِأَيّامِ الصِبا كُلَّما نَأَت أَما لَكَ يا عَهدَ الشَبابِ مُعيدُ وَكَيفَ نَأَت وَالأَمسُ آخرُ عَهدِها لَأَمسُ كَباقي الغابِراتِ عَهيدُ جَزِعتُ فَراعَتني مِنَ الشَيبِ بَسمَةٌ كَأَنّي عَلى دَربِ المَشيبِ لَبيدُ وَمِن عَبَثِ الدُنيا وَما عَبَثَت سُدىً شَبَبنا وَشِبنا وَالزَمانُ وَليدُ هامَ الفُؤادُ بِشادِنٍ أَلِفَ الدَلالَ عَلى المَدى أَبكي فَيَضحَكُ ثَغرُهُ وَالكِمُّ يَفتَحُهُ النَدى لِلعاشِقينَ رِضاكَ وَال حُسنى وَلي هَجرٌ وَصَدُّ ذُكِروا فَكانوا سُبحَةً وَأَنا العَلامَةُ لا تُعَدُّ في مُقلَتَيكِ مَصارِعُ الأَكبادِ اللَهُ في جَنبٍ بِغَيرِ عِمادِ كانَت لَهُ كَبِدٌ فَحاقَ بِها الهَوى قُهِرَت وَقَد كانَت مِنَ الأَطوادِ وَإِذا النُفوسُ تَطَوَّحَت في لَذَّةٍ كانَت جِنايَتُها عَلى الأَجسادِ نَشوى وَما يُسقَينَ إِلّا راحَتي وَسنى وَما يَطعَمنَ غَيرَ رُقادي ضَعفي وَكَم أَبلَينَ مِن ذي قُوَّةٍ مَرضى وَكَم أَفنَينَ مِن عُوّادِ يا قاتَلَ اللَهُ العُيونَ فَإِنَّها في حَرِّ ما نَصلى الضَعيفُ البادي قاتَلنَ في أَجفانِهِنَّ قُلوبَنا فَصَرَعنَها وَسَلِمنَ بِالأَغمادِ وَصَبَغنَ مِن دَمِها الخُدودَ تَنَصُّلاً وَلَقينَ أَربابَ الهَوى بِسَوادِ قِف بِاللَواحِظِ عِندَ حَدِّك يَكفيكَ فِتنَةُ نارِ خَدِّك وَاِجعَل لِغِمدِكَ هُدنَةً إِنَّ الحَوادِثَ مِلءُ غِمدِك وَصُنِ المَحاسِنَ عَن قُلو بٍ لا يَدَينِ لَها بِجُندِك نَظَرَت إِلَيكَ عَنِ الفُتو رِ وَما اِتَّقَت سَطَواتِ حَدِّك أَعلى رِواياتِ القَنا ما كانَ نِسبَتُهُ لِقَدِّك نالَ العَواذِلُ جَهدَهُم وَسَمِعتَ مِنهُم فَوقَ جَهدِك نَقَلوا إِلَيكَ مَقالَةً ما كانَ أَكثَرُها لِعَبدِك قَسَماً بِما حَمَّلتَني فَحَمَلتُ مِن وَجدي وَصَدِّك ما بي السِهامُ الكُثرُ مِن جَفنَيكَ لَكِن سَهمُ بُعدِك مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ حَيرانُ القَلبِ مُعَذَّبُهُ مَقروحُ الجَفنِ مُسَهَّدُهُ أَودى حَرَفاً إِلّا رَمَقاً يُبقيهِ عَلَيكَ وَتُنفِدُهُ يَستَهوي الوُرقَ تَأَوُّهُهُ وَيُذيبُ الصَخرَ تَنَهُّدُهُ وَيُناجي النَجمَ وَيُتعِبُهُ وَيُقيمُ اللَيلَ وَيُقعِدُهُ وَيُعَلِّمُ كُلَّ مُطَوَّقَةٍ شَجَناً في الدَوحِ تُرَدِّدُهُ كَم مَدَّ لِطَيفِكَ مِن شَرَكٍ وَتَأَدَّبَ لا يَتَصَيَّدُهُ فَعَساكَ بِغُمضٍ مُسعِفُهُ وَلَعَلَّ خَيالَكَ مُسعِدُهُ الحُسنُ حَلَفتُ بِيوسُفِهِ وَالسورَةِ إِنَّكَ مُفرَدُهُ قَد وَدَّ جَمالَكَ أَو قَبَساً حَوراءُ الخُلدِ وَأَمرَدُهُ وَتَمَنَّت كُلُّ مُقَطَّعَةٍ يَدَها لَو تُبعَثُ تَشهَدُهُ جَحَدَت عَيناكَ زَكِيَّ دَمي أَكَذلِكَ خَدُّكَ يَجحَدُهُ قَد عَزَّ شُهودي إِذ رَمَتا فَأَشَرتُ لِخَدِّكَ أُشهِدُهُ وَهَمَمتُ بِجيدِكِ أَشرَكُهُ فَأَبى وَاِستَكبَرَ أَصيَدُهُ وَهَزَزتُ قَوامَكَ أَعطِفُهُ فَنَبا وَتَمَنَّعَ أَملَدُهُ سَبَبٌ لِرِضاكَ أُمَهِّدُهُ ما بالُ الخَصرِ يُعَقِّدُهُ بَيني في الحُبِّ وَبَينَكَ ما لا يَقدِرُ واشٍ يُفسِدُهُ ما بالُ العاذِلِ يَفتَحُ لي بابَ السُلوانِ وَأوصِدُهُ وَيَقولُ تَكادُ تُجَنُّ بِهِ فَأَقولُ وَأوشِكُ أَعبُدُهُ مَولايَ وَروحي في يَدِهِ قَد ضَيَّعَها سَلِمَت يَدُهُ ناقوسُ القَلبِ يَدُقُّ لَهُ وَحَنايا الأَضلُعِ مَعبَدُهُ قَسَماً بِثَنايا لُؤلُؤها قَسَمَ الياقوتُ مُنَضَّدُهُ وَرُضابٍ يوعَدُ كَوثَرُهُ مَقتولُ العِشقِ وَمُشهَدُهُ وَبِخالٍ كادَ يُحَجُّ لَهُ لَو كانَ يُقَبَّلُ أَسوَدُهُ وَقَوامٍ يَروي الغُصنُ لَهُ نَسَباً وَالرُمحُ يُفَنِّدُهُ وَبِخَصرٍ أَوهَنَ مِن جَلَدي وَعَوادي الهَجرِ تُبَدِّدُهُ ما خُنتُ هَواكَ وَلا خَطَرَت سَلوى بِالقَلبِ تُبَرِّدُهُ بِاللَهِ يا نَسَماتِ النيلِ في السَحَرِ هَل عِندَكُنَّ عَنِ الأَحبابِ مِن خَبَرِ عَرَفتُكُنَّ بِعَرفٍ لا أُكَيِّفُهُ لا في الغَوالي وَلا في النَورِ وَالزَهَرِ مِن بَعضِ ما مَسَحَ الحُسنُ الوُجوهَ بِهِ بَينَ الجَبينِ وَبَينَ الفَرقِ وَالشَعَرِ فَهَل عَلِقتُنَّ أَثناءَ السُرى أَرَجاً مِنَ الغَدائِرِ أَو طيباً مِنَ الطُرَرِ هِجتُنَّ لي لَوعَةً في القَلبِ كامِنَةً وَالجُرحُ إِن تَعتَرِضهُ نَسمَةٌ يَثُرِ ذَكَرتُ مِصرَ وَمَن أَهوى وَمَجلِسَنا عَلى الجَزيرَةِ بَينَ الجِسرِ وَالنَهَرِ وَاليَومُ أَشيَبُ وَالآفاقُ مُذهَبَةٌ وَالشَمسُ مُصفَرَةٌ تَجري لِمُنحَدَرِ وَالنَخلُ مُتَّشِحٌ بِالغَيمِ تَحسَبُهُ هيفَ العَرائِسِ في بيضٍ مِنَ الأَزُرِ وَما شَجانِيَ إِلّا صَوتُ ساقِيَةٍ تَستَقبِلُ اللَيلَ بَينَ النَوحِ وَالعَبَرِ لَم يَترُكِ الوَجدُ مِنها غَيرَ أَضلُعِها وَغَيرَ دَمعٍ كَصَوبِ الغَيثِ مُنهَمِرِ بَخيلَةٌ بِمَآقيها فَلَو سُئِلَت جَفناً يُعينُ أَخا الأَشواقِ لَم تُعِرِ في لَيلَةٍ مِن لَيالي الدَهرِ طَيِّبَةٍ مَحا بِها كُلَّ ذَنبٍ غَيرِ مُغتَفَرِ عَفَّت وَعَفَّ الهَوى فيها وَفازَ بِها عَفُّ الإِشارَةِ وَالأَلفاظِ وَالنَظَرِ بِتنا وَباتَت حَناناً حَولَنا وَرِضاً ثَلاثَةٌ بَينَ سَمعِ الحُبِّ وَالبَصَرِ لا أَكذِبُ اللَهَ كانَ النَجمُ رابِعَنا لَو يُذكَرُ النَجمُ بَعدَ البَدرِ في خَبَرِ وَأَنصَفَتنا فَظُلمٌ أَن تُجازِيَها شَكوى مِنَ الطولِ أَو شَكوى مِنَ القِصَرِ دَع بَعدَ ريقَةِ مَن تَهوى وَمَنطِقِهِ ما قيلَ في الكَأسِ أَو ما قيلَ في الوَتَرِ وَلا تُبالِ بِكِنزٍ بَعدَ مَبسِمِهِ أَغلى اليَواقيتُ ما أُعطيتَ وَالدُرَرِ وَلَم يَرُعني إِلّا قَولُ عاذِلَةٍ ما بالُ أَحمَدَ لَم يَحلُم وَلَم يَقِرِ هَلّا تَرَفَّعَ عَن لَهوٍ وَعَن لَعِبٍ إِنَّ الصَغائِرَ تُغري النَفسَ بِالصَغَرِ فَقُلتُ لِلمَجدِ أَشعاري مُسَيَّرَةً وَفي غَواني العُلا لا في المَها وَطَري مِصرُ العَزيزَةُ ما لي لا أُوَدِّعُها وَداعَ مُحتَفِظٍ بِالعَهدِ مُدَّكِرِ خَلَّفتُ فيها القَطا ما بَينَ ذي زَغَبٍ وَذي تَمائِمَ لَم يَنهَض وَلَم يَطِرِ أَسلَمتُهُم لِعُيونِ اللَهِ تَحرُسُهُم وَأَسلَموني لِظِلِّ اللَهِ في البَشَرِ عَرَضوا الأَمانَ عَلى الخَواطِر وَاِستَعرَضوا السُمرَ الخَواطِر فَوَقَفتُ في حَذَرٍ وَيَأ بى القَلبُ إِلّا أَن يُخاطِر يا قَلبُ شَأنَكَ وَالهَوى هَذي الغُصونُ وَأَنتَ طائِر إِنَّ الَّتي صادَتكَ تَس عى بِالقُلوبِ لَها النَواظِر يا ثَغرَها أَمسَيتُ كَال غَوّاصِ أَحلُمُ بِالجَواهِر يا لَحظَها مَن أُمُّها أَو مَن أَبوها في الجَآذِر يا شَعرَها لا تَسعَ في هَتكي فَشَأنُ اللَيلِ ساتِر يا قَدَّها حَتّامَ تَغ دو عاذِلاً وَتَروحُ جائِر وَبِأَيِّ ذَنبٍ قَد طَعَن تَ حَشايَ يا قَدَّ الكَبائِر في ذي الجُفونِ صَوارِمُ الأَقدارِ راعي البَرِيَّةَ يا رَعاكِ الباري وَكَفى الحَياةُ لَنا حَوادِثَ فَاِفتِني مَلَأَ النُجوم وَعالَمَ الأَقمارِ ما أَنتِ في هَذي الحلى إِنسِيَّة إِن أَنتِ إِلّا الشَمسُ في الأَنوارِ زَهراءُ بِالأُفقِ الَّذي مِن دونِهِ وَثبُ النُهى وَتَطاوُلُ الأَفكارِ تَتَهَتَّكُ الأَلبابُ خَلفَ حِجابِها مَهما طَلَعتِ فَكَيفَ بِالأَبصارِ يا زينَةَ الإِصباحِ وَالإِمساءِ بَل يا رَونَقَ الآصالِ وَالأَسحارِ ماذا تُحاوِلُ مِن تَنائينا النَوى أَنتِ الدُنى وَأَنا الخَيالُ الساري أَلقى الضُحى أَلقاكِ ثُمَّ مِنَ الدُجى سُبُلٌ إِلَيك خَفِيَّةُ الأَغوارِ وَإِذا أَنِستُ بِوَحدَتي فَلِأَنَّها سَبَبي إِلَيكِ وَسُلَّمي وَمَناري إيهٍ زَماني في الهَوى وَزَمانَها ما كُنتُما إِلّا النَميرَ الجاري مُتَسَلسِلاً بَينَ الصَبابَةِ وَالصِبا مُتَرَقرِقاً بِمَسارِحِ الأَوطارِ نَظَرَ الفُراقُ إِلَيكُما فَطَواكُما إِنَّ الفِراقَ جَهَنَّمُ الأَقدارِ لَكَ أَن تَلومَ وَلي مِنَ الأَعذارِ أَنَّ الهَوى قَدَرٌ مِنَ الأَقدارِ ما كُنتُ أَسلَمُ لِلعُيونِ سَلامَتي وَأُبيحُ حادِثَةَ الغَرامِ وَقاري وَطَرٌ تَعَلَّقَهُ الفُؤادُ وَيَنقَضي وَالنَفسُ ماضِيَةٌ مَعَ الأَوطارِ يا قَلبُ شَأنَكَ لا أَمُدُّكَ في الهَوى أَبَداً وَلا أَدعوكَ لِلإِقصارِ أَمري وَأَمرُكَ في الهَوى بِيَدِ الهَوى لَو أَنَّهُ بِيَدي فَكَكتُ إِساري جارِ الشَبيبَةَ وَاِنتَفِع بِجِوارِها قَبلَ المَشيبِ فَما لَهُ مِن جارِ مَثَلُ الحَياةِ تُحَبُّ في عَهدِ الصِبا مَثَلُ الرِياضِ تُحَبُّ في آذارِ أَبَداً فروقُ مِنَ البِلادِ هِيَ المُنى وَمُنايَ مِنها ظَبيَةٌ بِسِوارِ مَمنوعَةٌ إِلّا الجَمالَ بِأَسرِهِ مَحجوبَةٌ إِلّا عَنِ الأَنظارِ خُطُواتُها التَقوى فَلا مَزهُوَّةٌ تَمشي الدَلالَ وَلا بِذاتِ نِفارِ مَرَّت بِنا فَوقَ الخَليجِ فَأَسفَرَت عَن جَنَّةٍ وَتَلَفَّتَت عَن نارِ في نِسوَةٍ يورِدنَ مَن شِئنَ الهَوى نَظَراً وَلا يَنظُرنَ في الإِصدارِ عارَضتُهُنَّ وَبَينَ قَلبِيَ وَالهَوى أَمرٌ أُحاوِلُ كَتمَهُ وَأُداري أَتَغلِبُني ذاتُ الدَلالِ عَلى صَبري إِذَن أَنا أَولى بِالقِناعِ وَبِالخِدرِ تَتيهُ وَلي حِلمٌ إِذا ما رَكِبتُهُ رَدَدتُ بِهِ أَمرَ الغَرامِ إِلى أَمري وَما دَفعِيَ اللُوّامَ فيها سَآمَةٌ وَلَكِنَّ نَفسَ الحُرِّ أَزجَرُ لِلحُرِّ وَلَيلٍ كَأَنَّ الحَشرَ مَطلَعُ فَجرِهِ تَراءَت دُموعي فيهِ سابِقَةَ الفَجرِ سَرَيتُ بِهِ طَيفاً إِلى مَن أُحِبُّها وَهَل بِالسُها في حُلَّةِ السُقمِ مِن نُكرِ طَرَقتُ حِماها بَعدَ ما هَبَّ أَهلُها أَخوضُ غِمارَ الظَنِّ وَالنَظَرِ الشَزرِ فَما راعَني إِلّا نِساءٌ لَقَينَني يُبالِغنَ في زَجري وَيُسرِفنَ في نَهري يَقُلنَ لِمَن أَهوى وَآنَسنَ ريبَةً نَرى حالَةً بَينَ الصَبابَةِ وَالسِحرِ إِلَيكُنَّ جاراتِ الحِمى عَن مَلامَتي وَذَرنَ قَضاءَ اللَهِ في خَلقِهِ يَجري وَأَحرَجَني دَمعي فَلَمّا زَجَرتُهُ رَدَدتُ قُلوبَ العاذِلاتِ إِلى العُذرِ فَساءَلنَها ما اِسمي فَسَمَّت فَجِئنَني يَقُلنَ أَماناً لِلعَذارى مِنَ الشِعرِ فَقُلتُ أَخافُ اللَهَ فيكُنَّ إِنَّني وَجَدتُ مَقالَ الهُجرِ يُزرى بِأَن يُزري أَخَذتُ بِحَظِّ مَن هَواها وَبَينِها وَمَن يَهوَ يَعدِل في الوِصالِ وَفي الهَجرِ إِذا لَم يَكُن لِلمَرءِ عَن عيشَةٍ غِنىً فَلا بُدَّ مِن يُسرٍ وَلا بُدَّ مِن عُسرِ وَمَن يَخبُرِ الدُنيا وَيَشرَب بِكَأسِها يَجِد مُرَّها في الحُلوِ وَالحُلوَ في المُرِّ وَمَن كانَ يَغزو بِالتَعِلّاتِ فَقرَهُ فَإِنّي وَجَدتُ الكَدَّ أَقتَلَ لِلفَقرِ وَمَن يَستَعِن في أَمرِهِ غَيرَ نَفسِهِ يَخُنهُ الرَفيقُ العَون في المَسلَكِ الوَعرِ وَمَن لَم يُقِم سِتراً عَلى عَيبِ غَيرِهِ يَعِش مُستَباحَ العِرضِ مُنهَتِكَ السِترِ وَمَن لَم يُجَمِّل بِالتَواضُعِ فَضلَهُ يَبِن فَضلُهُ عَنهُ وَيَعطَل مِنَ الفَخرِ قَلبٌ يَذوبُ وَمَدمَعٌ يَجري يا لَيلُ هَل خَبَرٌ عَنِ الفَجرِ حالَت نُجومُكَ دونَ مَطلَعِهِ لا تَبتَغي حِوَلاً وَلا يَسري وَتَطاوَلَت جُنحاً فَخُيِّلَ لي أَنَّ الصَباحَ رَهينَةُ الحَشرِ أَرسَيتَها وَمَلَكتَ مَذهَبَها بِدُجُنَّةٍ كَسَريرَةِ الدَهرِ ظُلُمٌ تَجيءُ بِها وَتُرجِعُها وَالمَوجُ مُنقَلِبٌ إِلى البَحرِ لَيتَ الكَرى موسى فَيورِدَها فِرعَونُ هَذا السُهدِ وَالفِكرِ وَلَقَد أَقولُ لِهاتِفٍ سحراً يَبكي لِغَيرِ نَوىً وَلا أَسرِ وَالرَوضُ أَخرَسُ غَيرَ وَسوَسَةٍ خَفَقَ الغُصونِ وَجِريَةِ الغَدرِ وَالطَيرُ مِلءُ الأَيكِ أَرؤُسُها مِثلُ الثِمارِ بَدَت مِنَ السِدرِ أَلقى الجَناحَ وَناءَ بِالصَدرِ وَرَنا بِصَفراوَينِ كَالتِبرِ كَلَمَ السُهادُ بُيوتَ هُدبِهِما وَأَقامَ بَينَ رُسومِها الحُمرِ تَهدا جَوانِحُهُ فَتَحسَبُهُ مِن صَنعَةِ الأَيدي أَوِ السِحرِ وَتَثورُ فَهوَ عَلى الغُصونِ يَدٌ عَلِقَت أَنامِلُها مِنَ الجَمرِ يا طَيرُ بُثَّ أَخاكَ ما يَجري إِنّا كِلانا مَوضِعُ السِرِّ بي مِثلُ ما بِكَ مِن جَوىً وَنَوىً أَنا في الأَنامِ وَأَنتَ في القُمرِ عَبَثَ الغَرامُ بِنا وَرَوَّعَنا أَنا بِالمَلامِ وَأَنتَ بِالزَجرِ يا طَيرُ لا تَجزَع لِحادِثَةٍ كُلُّ النُفوسِ رَهائِنُ الضَرِّ فيما دَهاكَ لَوِ اِطَّلَعتَ رِضىً شَرٌّ أَخَفُّ عَلَيكَ مِن شَرِّ يا طَيرُ كَدرُ العَيشِ لَو تَدري في صَفوِهِ وَالصَفوُ في الكَدرِ وَإِذا الأُمورُ اِستُصعِبَت صَعُبَت وَيَهونُ ما هَوَّنتَ مِن أَمرِ يا طَيرُ لَو لُذنا بِمُصطَبَرٍ فَلَعَلَّ روحَ اللَهِ في الصَبرِ وَعَسى الأَمانِيُّ العِذابُ لَنا عَونٌ عَلى السُلوانِ وَالهَجرِ بَدَأَ الطَيفُ بِالجَميلِ وَزارا يا رَسولَ الرِضى وُقيتَ العِثارا خُذ مِنَ الجَفنِ وَالفُؤادِ سَبيلاً وَتَيَمَّم مِنَ السُوَيداءِ دارا أَنتَ إِن بِتَّ في الجُفونِ فَأَهلٌ عادَةُ النورِ يُنزِلُ الأَبصارا زارَ وَالحَربُ بَينَ جَفني وَنَومي قَد أَعَدَّ الدُجى لَها أَوزارا حَسَنٌ يا خَيالُ صُنعُكَ عِندي أَجمَلُ الصُنعِ ما يُصيبُ اِفتِقارا ما لِرَبِّ الجَمالِ جارَ عَلى القَل بِ كَأَن لَم يَكُن لَهُ القَلبُ جارا وَأَرى القَلبَ كُلَّما ساءَ يَجزي هِ عَنِ الذَنبِ رِقَّةً وَاِعتِذارا أَجَريحُ الغَرامِ يَطلُبُ عَطفاً وَجَريحُ الأَنامِ يَطلُبُ ثارا أَيُّها العاذِلونَ نِمتُم وَرامَ الس سُهدُ مِن مُقلَتَيَّ أَمراً فَصارا آفَةُ النُصحِ أَن يَكونَ لَجاجاً وَأَذى النُصحِ أَن يَكونَ جِهارا ساءَلتَني عَنِ النَهارِ جُفوني رَحِمَ اللَهُ يا جُفوني النَهارا قُلنَ نَبكيهِ قُلتُ هاتي دُموعاً قُلنَ صَبراً فَقُلتُ هاتي اِصطِبارا يا لَيالِيَّ لَم أَجِدكِ طِوالاً بَعدَ لَيلي وَلَم أَجِدكِ قِصارا إِنَّ مَن يَحمِلُ الخُطوبَ كِباراً لا يُبالي بِحَملِهِنَّ صِغارا لَم نُفِق مِنكَ يا زَمانُ فَنَشكو مُدمِنُ الخَمرِ لا يُحِسُّ الخُمارا فَاِصرِفِ الكَأسَ مُشفِقاً أَو فَواصِل خَرجَ الرُشدُ عَن أَكُفِّ السُكارى أَبُثُّكَ وَجدي يا حَمامُ وَأودِعُ فَإِنَّكَ دونَ الطَيرِ لِلسِرِّ مَوضِعُ وَأَنتَ مُعينُ العاشِقينَ عَلى الهَوى تَإِنُّ فَنُصغي أَو تَحِنُّ فَنَسمَعُ أَراكَ يَمانِيّاً وَمِصرُ خَميلَتي كِلانا غَريبٌ نازِحُ الدارِ موجَعُ هُما اِثنانِ دانٍ في التَغَرُّبِ آمِنٌ وَناءٍ عَلى قُربِ الدِيارِ مُروَعُ وَمِن عَجَبِ الأَشياءِ أَبكي وَأَشتَكي وَأَنتَ تُغَنّي في الغُصونِ وَتَسجَعُ لَعَلَّكَ تُخفي الوَجدَ أَو تَكتُمُ الجَوى فَقَد تُمسِكُ العَينانِ وَالقَلبُ يَدمَعُ شَجاكَ صِغارٌ كَالجُمانِ وَمَوطِنٌ نَدٍ مِثلَ أَيّامِ الحَداثَةِ مُمرَعُ إِذا كانَ في الآجالِ طولٌ وَفُسحَةٌ فَما البَينُ إِلّا حادِثٌ مُتَوَقَّعُ وَما الأَهلُ وَالأَحبابُ إِلّا لَآلِئٌ تُفَرِّقُها الأَيّامُ وَالسِمطُ يَجمَعُ أَمُنكِرَتي قَلبي دَليلٌ وَشاهِدي فَلا تُنكِريهِ فَهوَ عِندَكَ مودَعُ أَسيرُكِ لَو يُفدى فَدَتهُ بِجَمعِها جَوانِحُ في شَوقٍ إِلَيهِ وَأَضلُعُ رَماهُ إِلَيكِ الدَهرُ في حالِقِ الهَوى يُذالُ عَلى سَفحِ الهَوانِ وَيوضَعُ وَمِن عَجَبٍ يَأسى إِذا قُلتُ مُتعَبٌ وَيَطرَبُ إِن قُلتُ الأَسيرُ المُمَنَّعُ لَقيتِ عَليماً بِالغَواني وَإِنَّما هُوَ القَلبُ كَالإِنسانِ يُغرى وَيُخدَعُ وَأَعلَمُ أَنَّ الغَدرَ في الناسِ شائِعٌ وَأَنَّ خَليلَ الغانِياتِ مُضَيَّعُ وَأَنَّ نِزاعَ الرُشدِ وَالغَيِّ حالَةٌ تَجيءُ بِأَحلامِ الرِجالِ وَتَرجِعُ وَأَنَّ أَمانِيَّ النُفوسِ قَواتِلٌ وَكَثرَتُها مِن كَثرَةِ الزَهرِ أَصرَعُ وَأَنَّ دُعاةَ الخَيرِ وَالحَقِّ حَربُهُم زَمانٌ بِهِم مِن عَهدِ سُقراطَ مولَعُ تَأتي الدَلالَ سَجِيَّةً وَتَصَنُّعاً وَأَراكَ في حالَي دَلالِكَ مُبدِعا تِه كَيفَ شِئتَ فَما الجَمالُ بِحاكِمٍ حَتّى يُطاعَ عَلى الدَلالِ وَيُسمَعا لَكَ أَن يُرَوِّعَكَ الوُشاةُ مِنَ الهَوى وَعَلَيَّ أَن أَهوى الغَزالَ مُرَوَّعا قالوا لَقَد سَمِعَ الغَزالُ لِمَن وَشى وَأَقولُ ما سَمِعَ الغَزالُ وَلا وَعى أَنا مَن يُحِبُّكَ في نِفارِكَ مُؤنِساً وَيُحِبُّ تيهَكَ في نِفارِكَ مَطمَعا قَدَّمتُ بَينَ يَدَيَّ أَيّامَ الهَوى وَجَعَلتُها أَمَلاً عَلَيكَ مُضَيَّعا وَصَدَقتُ في حُبّي فَلَستُ مُبالِياً أَن أُمنَحَ الدُنيا بِهِ أَو أُمنَعا يا مَن جَرى مِن مُقلَتَيهِ إِلى الهَوى صِرفاً وَدارَ بِوَجنَتَيهِ مُشعشَعا اللَهَ في كَبِدٍ سَقَيتَ بِأَربَعٍ لَو صَبَّحوا رَضوى بِها لَتَصَدَّعا رُدَّتِ الروحُ عَلى المُضنى مَعَك أَحسَنُ الأَيّامِ يَومٌ أَرجَعَك مَرَّ مِن بُعدِكَ ما رَوَّعَني أَتُرى يا حُلوُ بُعدي رَوَّعَك كَم شَكَوتُ البَينَ بِاللَيلِ إِلى مَطلَعِ الفَجرِ عَسى أَن يُطلِعَك وَبَعَثتُ الشَوقَ في ريحِ الصَبا فَشَكا الحُرقَةَ مِمّا اِستَودَعَك يا نَعيمي وَعَذابي في الهَوى بِعَذولي في الهَوى ما جَمَعَك أَنتَ روحي ظَلَمَ الواشي الَّذي زَعَمَ القَلبَ سَلا أَو ضَيَّعَك مَوقِعي عِندَكَ لا أَعلَمُه آهِ لَو تَعلَمُ عِندي مَوقِعَك أَرجَفوا أَنَّكَ شاكٍ موجَعٌ لَيتَ لي فَوقَ الضَنا ما أَوجَعَك نامَتِ الأَعيُنُ إِلّا مُقلَةً تَسكُبُ الدَمعَ وَتَرعى مَضجَعَك يَقولُ أُناسُ لَو وَصَفتَ لَنا الهَوى لَعَلَّ الَّذي لا يَعرِفُ الحُبَّ يَعرِفُ فَقُلتُ لَقَد ذُقتُ الهَوى ثُمَّ ذُقتُهُ فَوَ اللَهِ ما أَدري الهَوى كَيفَ يوصَفُ عَلَّموهُ كَيفَ يَجفو فَجَفا ظالِمٌ لاقَيتُ مِنهُ ما كَفى مُسرِفٌ في هَجرِهِ ما يَنتَهي أَتُراهُم عَلَّموهُ السَرَفا جَعَلوا ذَنبي لَدَيهِ سَهَري لَيتَ يَدري إِذ دَرى الذَنبَ عَفا عَرَفَ الناسُ حُقوقي عِندَهُ وَغَريمي ما دَرى ما عَرَفا صَحَّ لي في العُمرِ مِنهُ مَوعِدٌ ثُمَّ ما صَدَّقتُ حَتّى أَخلَفا وَيَرى لي الصَبرَ قَلبٌ ما دَرى أَنَّ ما كَلَّفَني ما كَلَّفا مُستَهامٌ في هَواهُ مُدنَفٌ يَتَرَضّى مُستَهاماً مُدنَفا يا خَليلَيَّ صِفا لي حيلَةً وَأَرى الحيلَةَ أَن لا تَصِفا أَنا لَو نادَيتُهُ في ذِلَّةٍ هِيَ ذي روحي فَخُذها ما اِحتَفى جِئنَنا بِالشُعورِ وَالأَحداقِ وَقَسَمنَ الحُظوظَ في العُشّاقِ وَهَزَزنَ القَنا قُدوداً فَأَبلى كُلَّ قَلبٍ مُستَضعَفٍ خَفّاقِ حَبَّذا القِسمُ في المُحِبّينَ قِسمي لَو يُلاقونَ في الهَوى ما أُلاقي حيلَتي في الهَوى وَما أَتَمَنّى حيلَةَ الأَذكِياءِ في الأَرزاقِ لَو يُجازى المُحِبُّ عَن فَرطِ شَوقٍ لَجُزيتُ الكَثيرَ عَن أَشواقِ وَفَتاةٍ ما زادَها في غَريبِ ال حُسنِ إِلّا غَرائِبُ الأَخلاقِ ذُقتُ مِنها حُلواً وَمُرّاً وَكانَت لَذَّةُ العِشقِ في اِختِلافِ المَذاقِ ضَرَبَت مَوعيداً فَلَمّا اِلتَقَينا جانَبَتني تَقولُ فيمَ التَلاقي قُلتُ ما هَكَذا المَواثيقُ قالَت لَيسَ لِلغانِياتِ مِن مِثاقِ عَطَفَتها نَحافَتي وَشَجاها شافِعٌ بادِرٌ مِنَ الآماقِ فَأَرَتني الهَوى وَقالَت خَشينا وَالهَوى شُعبَةٌ مِنَ الإِشفاقِ يا فَتاةَ العِراقِ أَكتُمُ مَن أَن تِ وَأَكني عَن حُبِّكُم بِالعِراقِ لي قَوافٍ تَعِفُّ في الحُبِّ إِلّا عَنكِ سارَت جَوائِبَ الآفاقِ لا تَمَنّى الزَمانُ مِنها مَزيداً إِن تَمَنَّيتُ أَن تَفُكّي وِثاقي حَمِّليني في الحُبِّ ما شِئتِ إِلّا حادِثَ الصَدِّ أَو بَلاءَ الفِراقِ وَاِسمَحي بِالعِناقِ إِن رَضِيَ الدَلُّ وَسامَحتِ فانِياً في العِناقِ مُضنىً وَلَيسَ بِهِ حِراك لَكِن يَخِفُّ إِذا رَآك وَيَميلُ مِن طَرَبٍ إِذا ما مِلتَ يا غُصنَ الأَراك إِنَّ الجَمالَ كَساكَ مِن وَرَقِ المَحاسِنِ ما كَساك وَنَبَتَّ بَينَ جَوانِحي وَالقَلبُ مِن دَمِهِ سَقاك حُلوَ الوُعودِ مَتى وَفاك أَتُراكَ مُنجِزَها تُراك مِن كُلِّ لَفظٍ لَو أَذِن تَ لِأَجلِهِ قَبَّلتُ فاك أَخَذَ الحَلاوَةَ عَن ثَنا ياكَ العِذابِ وَعَن لَماك ظُلماً أَقولُ جَنى الهَوى لَم يَجنِ إِلّا مُقلَتاك غَدَتا مَنِيَّةَ مَن رَأَي تَ وَرُحتَ مُنيَةَ مَن رَآك فَدَتكَ الجَوانِحُ مِن نازِلٍ وَأَهلاً بِطَيفِكَ مِن واصِلِ بَذَلتَ لَهُ الجَفنَ دونَ الكَرى وَمَن بِالكَرى لِلشَجِيِ الباذِلِ وَقُلتُ أَراكَ بِرُغمِ العَذول فَنابَ السُهادُ عَنِ العاذِلِ فَوَيحَ المُتَيَّمِ حَتّى الخَيالُ إِذا زارَ لَم يَخلُ مِن حائِلِ يَحِنُّ إِلَيكَ ضُلوعٌ عَفَت مِنَ البَينِ في جَسَدٍ ناحِلِ وَقَلبٌ جَوٍ عِندَها خافِقٌ تَعَلَّقَ بِالسَنَدِ المائِلِ وَمِن عَبَثِ العِشقِ بِالعاشِقين حَنينُ القَتيلِ إِلى القاتِلِ غَفِلتُ عَنِ الكَأسِ حَتّى طَغَت وَلي أَدَبٌ لَيسَ بِالغافِلِ وَشَفَّت وَما شَفَّ مِنّي الضَميرُ وَأَينَ الجَمادُ مِنَ العاقِلِ يَظَلُّ نَديمي يُسقى بِها وَيَشرَبُ مِن خُلُقي الفاضِلِ أُبِدِّدُها كَرَماً كُلَّما بَدَت لِيَ كَالذَهَبِ السائِلِ لامَ فيكُم عَذولُهُ وَأَطالا كَم إِلى كَم يُعالِجُ العُذّالا كُلَّ يَومٍ لَهُم أَحاديثُ لَومٍ بَدَأَت راحَةً وَعادَت مَلالا بَعَثتُ ذِكرَكُم فَجاءَت خِفافاً وَاِقتَضَت هَجرَكُم فَراحَت ثِقالا أَيُّها المُنكِرُ الغَرامَ عَلَينا حَسبُكَ اللَهُ قَد جَحَدتَ الجَمالا آيَةُ الحُسنِ لِلقُلوبِ تَجَلَّت كَيفَ لا تَعشَقُ العُيونُ اِمتِثالا لَكَ نُصحي وَما عَلَيكَ جِدالي آفَةُ النُصحِ أَن يَكونَ جِدالا وَهَبِ الرُشدَ أَنَّني أَنا أَسلو ما مِنَ العَقلِ أَن تَرومَ مُحالا باتَ المُعَنّى وَالدُجى يَبتَلي وَالبَرحُ لا وانٍ وَما مُنجَلي وَالشُهبُ في كُلِّ سَبيلٍ لَهُ بِمَوقِفِ اللُوّامِ وَالعُذَّلِ إِذا رَعاها ساهِياً ساهِراً رَعَينَهُ بِالحَدَقِ الغُفَّلِ يا لَيلُ قَد جُرتَ وَلَم تَعدِلِ ما أَنتَ يا أَسوَدُ إِلّا خَلي تَاللَهِ لَو حُكِّمَت في الصُبحِ أَن تَفعَلَ أَحجَمتَ فَلَم تَفعَلِ أَو شِمتَ سَيفاً في جُيوشِ الضُحى ما كُنتَ لِلأَعداءِ ما أَنتَ لي أَبيتُ أُسقى وَيُديرُ الجَوى وَالكَأسُ لا تَفنى وَلا تَمتَلي الخَدُّ مِن دَمعي وَمِن فَيضِهِ يَشرَبُ مِن عَينٍ وَمِن جَدوَلِ وَالشَوقُ نارٌ في رَمادِ الأَسى وَالفِكرُ يُذكي وَالحَشا يَصطَلي وَالقَلبُ قَوّامٌ عَلى أَضلُعي كَأَنَّهُ الناقوسُ في الهَيكَلِ أَنا إِن بَذَلتُ الروحَ كَيفَ أُلامُ لَمّا رَمَت فَأَصابَتِ الآرامُ عَمَدَت إِلى قَلبي بِسَهمٍ نافِذٍ فيهِ لِمَحتومِ القَضاءِ سِهامُ يا قَلبُ لا تَجزَع لِحادِثَةِ الهَوى وَاِصبِر فَما لِلحادِثاتِ دَوامُ عَرَفَت قُلوبُ الناسِ قَبلَكَ ما الجَوى وَأَذاقَها قَدَرٌ لَهُ أَحكامُ تَجري العُقولُ بِأَهلِها فَإِذا جَرى كَبَتِ العُقولُ وَزَلَّتِ الأَحلامُ أَكُنتُ أَعلَمُ وَالحَوادِثُ جَمَّةٌ أَنَّ الحَوادِثَ مُقلَةٌ وَقَوامُ جَنَيا عَلى كَبِدي وَما عَرَّضتُها كَبِدي عَلَيكِ مِنَ البَريءِ سَلامُ وَلَقَد أَقولُ لِمَن يَحُثُّ كُؤوسَها قَعَدَت كُؤوسُكِ وَالهُمومُ قِيامُ لَم تَجرِ بَينَ جَوانِحي إِلّا كَما جَرَتِ الدِنانَ بِها وَسالَ الجامُ هَل تَيَّمَ البانُ فُؤادَ الحَمام فَناحَ فَاِستَبكى جُفونَ الغَمام أَم شَفَّهُ ما شَفَّني فَاِنثَنى مُبَلبَلَ البالِ شَريدَ المَنام يَهُزُّهُ الأَيكُ إِلى إِلفِهِ هَزَّ الفِراشِ المُدنَفَ المُسَتهام وَتوقِدُ الذِكرى بِأَحشائِهِ جَمراً مِنَ الشَوقِ حَثيثَ الضِرام كَذَلِكَ العاشِقُ عِندَ الدُجى يا لِلهَوى مِمّا يُثيرُ الظلام لَهُ إِذا هَبَّ الجَوى صَرعَةٌ مِن دونِها السِحرُ وَفِعلُ المُدام يا عادِيَ البَينِ كَفى قَسوَةً رَوَّعتَ حَتّى مُهَجاتِ الحَمام تِلكَ قُلوبُ الطَيرِ حَمَّلتَها ما ضَعُفَت عَنهُ قُلوبُ الأَنام لا ضَرَبَ المَقدورُ أَحبابَنا وَلا أَعادينا بِهَذا الحُسام يا زَمَنَ الوَصلِ لَأَنتَ المُنى وَلِلمُنى عِقدٌ وَأَنتَ النِظام لِلَّهِ عَيشٌ لي وَعَيشٌ لَها كُنتَ بِهِ سَمحاً رَخِيَّ الزِمام وَأُنسُ أَوقاتٍ ظَفِرنا بِها في غَفلَةِ الأَيّامِ لَو دُمتَ دام لَكِنَّهُ الدَهرُ قَليلُ الجَدى مُضَيَّعُ العَهدِ لَئيمُ الذِمام لَو سامَحَتنا في السَلامِ النَوى لَطالَ حَتّى الحَشرِ ذاكَ السَلام وَلَاِنقَضى العُمرانُ في وَقفَةٍ نَسلو بِها الغُمضَ وَنَسلو الطَعام قالَت وَقَد كادَ يَميدُ الثَرى مِن هَدَّةِ الصَبرِ وَهَولِ المَقام وَغابَتِ الأَعيُنُ في دَمعِها وَنالَتِ الأَلسُنُ إِلّا الكَلام يا بَينُ وَلّى جَلَدي فَاِتَّئِد وَيا زَماني بَعضُ هَذا حَرام فَقُلتُ وَالصَبرُ يُجاري الأَسى وَاللُبُّ مَأخوذٌ وَدَمعي اِنسِجام إِن كانَ لي عِندَكَ هَذا الهَوى بِأَيِّما قُلتُ كَتَمتُ الغَرام صَريعُ جَفنَيكِ وَنفي عَنهُما التُهَما فَما رُميتُ وَلَكِنَّ القَضاءَ رَمى اللَهَ في روحِ صَبٍّ يَغشِيانِ بِها مَوارِدَ الحَتفِ لَم يَنقُل لَها قَدَما وَكَفَّ عَن قَلبِهِ المَعمودِ نَبلَهُما أَلَيسَ عَهدُكَ فيهِ حَبَّةً وَدَما سَلوا غَزالاً غَزا قَلبي بِحاجِبِهِ أَما كَفى السَيفُ حَتّى جَرَّدَ القَلَما وَاِستَخبِروهُ إِلى كَم نارُ جَفوَتِهِ أَما كَفى ما جَنَت نارُ الخُدودِ أَما وَاِستَوهِبوهُ يَداً في العُمرِ واحِدةً وَمَهِّدا عُذرَهُ عَنّي إِذا حَرَما وَلا تَرَوا مِنهُ ظُلماً أَن يُضَيِّعُني مَن ضَيَّعَ العَرَضَ المَملوكَ ما ظَلَما ذادَ الكَرى عَن مُقلَتَيكَ حِمامُ لَبّاهُ شَوقٌ ساهِرٌ وَغَرامُ حَيرانُ مَشبوبُ المَضاجِعِ لَيلُهُ حَربٌ وَلَيلُ النائِمينَ سَلامُ بَينَ الدُجى لَكُما وَعادِيَةِ الدُجى مُهَجٌ تُؤَلِّفُ بينَها الأَسقامُ تَتَعاوَنانِ وَلِلتَعاوُنِ أُمَّةٌ لا الدَهرُ يَخذُلُها وَلا الأَيّامُ يا أَيُّها الطَيرُ الكَثيرُ سَميرُهُ هَل ريشَةٌ لِجَناحيهِ فَيُقامُ عانَقتَ أَغصاناً وَعانَقتُ الجَوى وَشَكَوتَ وَالشَكوى عَلَيَّ حَرامُ أَمُحَرِّمَ الأَجفانِ إِدناءَ الكَرى يَهنيكَ ما حَرَّمَت حينَ تَنامُ حاوَلنَ إِلى خَيالِكَ سُلَّماً لَو سامَحَت بِخَيالِكَ الأَحلامُ فَأذَن لِطَيفِكَ أَن يُلِمَّ مُجامِلاً وَمُؤَمَلٌ مِن طَيفِكَ الإِلمامُ شَغَلَتهُ أَشغالٌ عَنِ الآرامِ وَقَضى اللُبانَةَ مِن هَوىً وَغَرامِ وَمَضى يَجُرُّ عَلى الهَوى أَذيالَهُ وَيَلومُ حامِلَهُ مَعَ اللُوّامِ وَيَذُمُّ عَهدَ الغانِياتِ كَناقَةٍ بَعدَ الشِفاءِ يَذُمُّ عَهدَ سَقامِ لا تَعجَلَنَّ وَفي الشَبابِ بَقِيَّةٌ إِنَّ الشَبابَ مَزَلَّةَ الأَحلامِ كانَتَ إِنابَتُكَ المُريبَةُ سَلوَةً نُسِجَت عَلى جُرحٍ بِجَنبِكَ دامي إِنَّ الَّذي جَعَلَ القُلوبَ أَعِنَّةً قادَ الشَبيبَةَ لِلهَوى بِزِمامِ يا قَلبَ أَحمَدَ وَالسِهامُ شَديدَةٌ ماذا لَقيتَ مِنَ الغَزالِ الرامي تَدري وَتَسأَلُني تَجاهُلَ عارِفٍ أَرَنا بِعَينٍ أَم رَمى بِسِهامِ ما زِلتَ تَركَبُ كُلَّ صَعبٍ في الهَوى حَتّى رَكِبتَ إِلى هَواكَ حِمامي وَإِذا القُلوبُ اِستَرسَلَت في غَيِّها كانَت بَلِيَّتُها عَلى الأَجسامِ بِهِ سِحرٌ يُتَيِّمُهُ كِلا جَفنَيكَ يَعلَمُهُ هُما كادا لِمُهجَتِهِ وَمِنكَ الكَيدُ مُعظَمُهُ تُعَذِّبُهُ بِسِحرِهِما وَتوجِدُهُ وَتُعدِمُهُ فَلا هاروتَ رَقَّ لَهُ وَلا ماروتَ يَرحَمُهُ وَتَظلِمُهُ فَلا يَشكو إِلى مَن لَيسَ يَظلِمُهُ أَسَرَّ فَماتَ كُتماناً وَباحَ فخانَهُ فَمُهُ فَوَيحَ المُدنَفِ المَع مودِ حَتّى البَثُّ يُحرَمُهُ طَويلُ اللَيلِ تَرحَمُهُ هَواتِفُهُ وَأَنجُمُهُ إِذا جَدَّ الغَرامُ بِهِ جَرى في دَمعِهِ دَمُهُ يَكادُ لِطولِ صُحبَتِهِ يُعادي السُقمَ يُسقِمُهُ ثَنى الأَعناقَ عُوَّدُهُ وَأَلقى العُذرَ لُوَّمُهُ قَضى عِشقاً سِوى رَمَقٍ إِلَيكَ غَدا يُقَدِّمُهُ عَسى إِن قيلَ ماتَ هَوىً تَقولُ اللَهُ يَرحَمُهُ فَتَحيا في مَراقِدِها بِلَفظٍ مِنكَ أَعظُمُهُ بِروحِيَ البانُ يَومَ رَنا عَنِ المَقدورِ أَعصَمُهُ وَيَومَ طُعِنتُ مِن غُصنٍ مُعَلِّمُهُ مُنَعِّمُهُ قَضاءُ اللَهِ نَظرَتُهُ وَلُطفُ اللَهِ مَبسِمُهُ رَمى فَاِستَهدَفَت كَبِدي بِيَ الرامي وَأَسهُمَهُ لَهُ مِن أَضلُعي قاعٌ وَمِن عَجَبٍ يُسَلِّمُهُ وَمِن قَلبي وَحَبَّتِهِ كِناسٌ باتَ يَهدِمُهُ غَزالٌ في يَدَيهِ التي هُ بَينَ الغيدِ يَقسِمُهُ مَن صَوَّرَ السِحرَ المُبينَ عُيوناً وَأَحَلَّهُ حَدَقاً وَجُفونا نَظَرَت فَحُلتُ بِجانِبي فَاِستَهدَفَت كَبِدي وَكانَ فُوادِيَ المَغبونا وَرَمَت بِسَهمٍ جالَ فيهِ جَولَةً حَتّى اِستَقَرَّ فَرَنَّ فيهِ رَنينا فَلَمَستُ صَدري موجِساً وَمُرَوَّعاً وَلَمَستُ جَنبي مُشفِقاً وَضَنينا يا قَلبُ إِنَّ مِنَ البَواتِرِ أَعيُناً سوداً وَإِنَّ مِنَ الجَآذِرِ عينا لا تَأخُذَنَّ مِنَ الأُمورِ بِظاهِرٍ إِنَّ الظَواهِرَ تَخدَعُ الرائينا فَلَكَم رَجَعتُ مِنَ الأَسِنَّةِ سالِماً وَصَدَرتُ عَن هيفِ القُدودِ طَعينا وَخَميلَةٍ فَوقَ الجَزيرَةِ مَسَّها ذَهَبُ الأَصيلِ حَواشِياً وَمُتونا كَالتِبرِ أُفقاً وَالزَبَرجَدِ رَبوَةً وَالمِسكِ تُرباً وَاللُجَينِ مَعينا وَقَفَ الحَيا مِن دونِها مُستَأذِناً وَمَشى النَسيمُ بِظِلِّها مَأذونا وَجَرى عَلَيها النيلُ يَقذِفُ فَضَّةً نَثراً وَيَكسِرُ مَرمَراً مَسنونا يُغري جَوارِيَهُ بِها فَيَجِئنَها وَيُغيرُهُنَّ بِها فَيَستَعلينا راعَ الظَلامُ بِها أَوانِسَ تَرتَمي مِثلَ الظِباءِ مِنَ الرُبى يَهوينا يَخطُرنَ في ساحِ القُلوبِ عَوالِياً وَيَمِلنَ في مَرأى العُيونِ غُصونا عِفنَ الذُيولِ مِنَ الحَريرِ وَغَيرِهِ وَسَحَبنَ ثَمَّ الآسَ وَالنَسرينا عارَضتُهُنَّ وَلي فُؤادٌ عُرضَةٌ لِهَوى الجَآذِرِ دانَ فيهِ وَدينا فَنَظَرنَ لا يَدرينَ أَذهَبُ يَسرَةً فَيَحِدنَ عَنّي أَم أَميلُ يَمينا وَنَفَرنَ مِن حَولي وَبَينَ حَبائِلي كَالسِربِ صادَفَ في الرَواحِ كَمينا فَجَمَعتُهُنَّ إِلى الحَديثِ بَدَأتُهُ فَغَضِبنَ ثُمَّ أَعَدتُهُ فَرَضينا وَسَمِعتُ مَن أَهوى تَقولُ لِتُربِها أَحرى بِأَحمَدَ أَن يَكونَ رَزينا قالَت أَراهُ عِندَ غايَةِ وَجدِهِ فَلَعَلَّ لَيلى تَرحَمُ المَجنونا أَذعَنَ لِلحُسنِ عَصِيُّ العِنان وَحاوَلَت عَيناكَ أَمراً فَكان يَعيشُ جَفناكَ لِبَثِّ المُنى أَوِ الأَسى في قَلبِ راجٍ وَعان يا مُسرِفاً في التيهِ ما يَنتَهي أَخافُ أَن يَفنى عَلَينا الزَمان وَيا كَثيرَ الدَلِّ في عِزِّهِ لا تَنسَ لي عِزّي قُبَيلَ الهَوان وَيا شَديدَ العُجبِ مَهلاً فَما مِن مُنكِرٍ أَنَّكَ زَينُ الحِسان يا حُسنَهُ بَينَ الحِسان في شَكلِهِ إِن قيلَ بان كَالبَدرِ تَأخُذُهُ العُيو نُ وَما لَهُنَّ بِهِ يَدان مَلَكَ الجَوانِحَ وَالفُوا دَ فَفي يَدَيهِ الخافِقان وَمُنايَ مِنهُ نَظرَةٌ فَعَسى يُشيرُ الحاجِبان فَعَسى يُزَكّي حُسنَهُ مَن لا لَهُ في الحُسنِ ثان فَدَعوهُ يَعدِلُ أَو يَجو رُ فَإِنَّهُ مَلَكَ العِنان حَقَّ الدَلالُ لِمَن لَهُ في كُلِّ جارِحَةٍ مَكان يا ناعِماً رَقَدَت جُفونُهُ مُضناكَ لا تَهدا شُجونُهُ حَمَلَ الهَوى لَكَ كُلَّهُ إِن لَم تُعِنهُ فَمَن يُعينُهُ عُد مُنعِماً أَو لا تَعُد أَودَعتَ سِرَّكَ مَن يَصونُهُ بَيني وَبَينَكَ في الهَوى سَبَبٌ سَيَجمَعُنا مَتينُهُ رَشَأٌ يُعابُ الساحِرو نَ وَسِحرُهُم إِلّا جُفونُهُ الروحُ مِلكُ يَمينِهِ يَفديهِ ما مَلَكَت يَمينُهُ ما البانُ إِلّا قَدُّهُ لَو تَيَّمَت قَلباً غُصونُهُ وَيَزينُ كُلَّ يَتيمَةٍ فَمُهُ وَتَحسَبُها تَزينُهُ ما العُمرُ إِلّا لَيلَةً كانَ الصَباحَ لَها جَبينُهُ باتَ الغَرامُ يَدينُنا فيها كَما بِتنا نُدينُهُ بَينَ الرَقيبِ وَبَينَنا وادٍ تُباعِدُهُ حُزونُهُ نَغتابُهُ وَنَقولُ لا بَقِيَ الرَقيبُ وَلا عُيونُهُ صَحا القَلبُ إِلّا مِن خُمارِ أَماني يُجاذِبُني في الغيدِ رَثَّ عِناني حَنانَيكَ قَلبي هَل أُعيدُ لَكَ الصِبا وَهَل لِلفَتى بِالمُستَحيلِ يَدانِ تَحُنُّ إِلى ذاكَ الزَمانِ وَطيبِهِ وَهَل أَنتَ إِلّا مِن دَمٍ وَحَنانِ إِذا لَم تَصُن عَهداً وَلَم تَرعَ ذِمَّةً وَلَم تَدَّكِر إِلفاً فَلَستَ جَناني أَتَذَكُرُ إِذ نُعطي الصَبابَةَ حَقَّها وَنَشرَبُ مِن صِرفِ الهَوى بِدِنانِ وَأَنتَ خَفوقٌ وَالحَبيبُ مُباعِدٌ وَأَنتَ خَفوقٌ وَالحَبيبُ مُدانُ وَأَيّامَ لا آلو رِهاناً مَعَ الهَوى وَأَنتَ فُؤادي عِندَ كُلِّ رِهانِ لَقَد كُنتُ أَشكو مِن خُفوقِكِ دائِباً فَوَلّى فَيا لَهَفي عَلى الخَفَقانِ سَقاكَ التَصابي بَعدَ ما عَلَّكَ الصِبا فَكَيفَ تَرى الكَأسَينِ تَختَلِفانِ وَما زُلتُ في رَيعِ الشَبابِ وَإِنَّما يَشيبُ الفَتى في مِصرَ قَبلَ أَوانِ وَلا أَكذِبُ الباري بَنى اللَهُ هَيكَلي صَنيعَةَ إِحسانٍ وَرِقَّ حِسانِ أَدينُ إِذا اِقتادَ الجَمالُ أَزِمَّتي وَأَعنو إِذا اِقتادَ الجَميلُ عِناني اللَهُ في الخَلقِ مِن صَبٍّ وَمِن عاني تَفنى القُلوبُ وَيَبقى قَلبُكِ الجاني صوني جَمالَكِ عَنّا إِنَّنا بَشَرٌ مِنَ التُرابِ وَهَذا الحُسنُ روحاني أَو فَاِبتَغي فَلَكاً تَأوينَهُ مَلَكاً لَم يَتَّخِذ شَرَكاً في العالَمِ الفاني يَنسابُ في النورِ مَشغوفاً بِصورَتِهِ مُنَعَّماً في بَديعاتِ الحُلى هاني إِذا تَبَسَّمَ أَبدى الكَونُ زينَتَهُ وَإِن تَنَفَّسَ أَهدى طيبَ رَيحانِ وَأَشرِقي مِن سَماءِ العِزِّ مُشرِقَةً بِمَنظَرٍ ضاحِكِ اللَألاءِ فَتّانِ عَسى تَكُفُّ دُموعٌ فيكِ هامِيَةٌ لا تَطلُعُ الشَمسُ وَالأَنداءُ في آنِ يا مَن هَجَرتُ إِلى الأَوطانِ رُؤيَتَها فَرُحتُ أَشوَقَ مُشتاقٍ لِأَوطانِ أَتَذكُرينَ حَنيني في الزَمانِ لَها وَسَكبِيَ الدَمعَ مِن تَذكارِها قاني وَغَبطِيَ الطَيرَ أَلقاهُ أَصيحُ بِهِ لَيتَ الكَريمَ الَّذي أَعطاكِ أَعطاني قَلبٌ بِوادي الحِمى خَلَّفتِهِ رَمِقاً ماذا صَنَعتِ بِهِ يا ظَبيَةَ البانِ أَحنى عَلَيكِ مِنَ الكُثبانِ فَاِتَّخِذي عَلَيهِ مَرعاكِ مِن قاعٍ وَكُثبانِ غَرَّبتِهِ فَوَهى جَنبي لِفُرقَتِهِ وَحَنَّ لِلنازِحِ المَأسورِ جُثماني لا رَدَّهُ اللَهُ مِن أَسرٍ وَمِن خَبَلٍ إِن كانَ في رَدِّهِ صَحوي وَسُلواني دَلَّهتِهِ بِعَزيزٍ في مَحاجِرِهِ ماضٍ لَهُ مِن مُبينِ السِحرِ جَفنانِ رَمى فَضَجَّت عَلى قَلبي جَوانِحُهُ وَقُلنَ سَهمٌ فَقالَ القَلبُ سَهمانِ يا صورَةَ الحورِ في جِلبابِ فانِيَةٍ وَكَوكَبَ الصُبحِ في أَطافِ إِنسانِ مُري عَصِيَّ الكَرى يَغشى مُجامَلَةً وَسامِحي في عِناقِ الطَيفِ أَجفانِ فَحَسبُ خَدّي مِن عَينَيَّ ما شَرِبا فَمِثلُ ما قَد جَرى لَم تَلقَ عَينانِ قالوا لَهُ روحي فِداهُ هَذا التَجَنّي ما مَداهُ أَنا لَم أَقُم بِصُدودِهِ حَتّى يُحَمِّلُني نَواهُ تَجري الأُمورُ لِغايَةٍ إِلّا عَذابي في هَواهُ سَمَّيتُهُ بَدرَ الدُجى وَمِنَ العَجائِبِ لا أَراهُ وَدَعَوتُهُ غُصنَ الرِيا ضِ فَلَم أَجِد رَوضاً حَواهُ وَأَقولُ عَنهُ أَخو الغَزا لِ وَلا أَرى إِلّا أَخاهُ قالَ العَواذِلُ قَد جَفا ما بالُ قَلبِكَ ما جَفاهُ أَنا لَو أَطَعتُ القَلبَ في هِ لَم أَزِدهِ عَلى جَواهُ وَالنُصحُ مُتَّهَمٌ وَإِن نَثَرَتهُ كَالدُرِّ الشِفاهُ أُذُنُ الفَتى في قَلبِهِ حيناً وَحيناً في نُهاهُ مَقاديرُ مِن جَفنَيكِ حَوَلنَ حالِيا فَذُقتُ الهَوى بَعدَما كُنتُ خالِيا نَفَذنَ عَلَيَّ اللُبَّ بِالسَهمِ مُرسَلاً وَبِالسِحرِ مَقضِيّاً وَبِالسَيفِ قاضِيا وَأَلبَسنَني ثَوبَ الضَنى فَلَبِستُهُ فَأَحبِب بِهِ ثَوباً وَإِن ضَمَّ بالِيا وَما الحُبُّ إِلّا طاعَةٌ وَتَجاوُزٌ وَإِن أَكثَروا أَوصافَهُ وَالمَعانِيا وَما هُوَ إِلّا العَينُ بِالعَينِ تَلتَقي وَإِن نَوَّعوا أَسبابَهُ وَالدَواعِيا وَعِندي الهَوى مَوصوفُهُ لا صِفاتُهُ إِذا سَأَلوني ما الهَوى قُلتُ ما بِيا وَبي رَشَأٌ قَد كانَ دُنيايَ حاضِراً فَغادَرَني أَشتاقُ دُنيايَ نائِيا سَمَحتُ بِروحي في هَواهُ رَخيصَةً وَمَن يَهوَ لا يوثِرُ عَلى الحُبِّ غالِيا وَلَم تَجرِ أَلفاظُ الوُشاةِ بِريبَةٍ كَهَذي الَّتي يَجري بِها الدَمعُ واشِيا أَقولُ لِمَن وَدَّعتُ وَالرَكبُ سائِرٌ بِرُغمِ فُؤادي سائِرٌ بِفُؤاديا أَماناً لِقَلبي مِن جُفونِكِ في الهَوى كَفى بِالهَوى كَأساً وَراحاً وَساقِيا وَلا تَجعَليهِ بَينَ خَدَيكِ وَالنَوى مِنَ الظُلمِ أَن يَغدو لِنارَينِ صالِيا وَلَم يَندَمِل مِن طَعنَةِ القَدِّ جُرحُهُ فَرِفقاً بِهِ مِن طَعنَةِ البَينِ دامِيا أَهلَ القُدودِ الَّتي صالَت عَواليها اللَهَ في مُهَجٍ طاحَت غَواليها خُذنَ الأَمانَ لَها لَو كانَ يَنفَعُها وَاِردُدنَها كَرَماً لَو كانَ يُجديها وَاِنظُرنَ ما فَعَلَت أَحداقُكُنَّ بِها ما كانَ مِن عَبَثِ الأَحداقِ يَكفيها تَعَرَّضَت أَعينٌ مِنّا فَعارَضَنا عَلى الجَزيرَةِ سِربٌ من غَوانيها ما ثُرنَ مِن كُنُسٍ إِلّا إِلى كُنُسٍ مِنَ الجَوانِحِ ضَمَّتها حَوانيها عَنَّت لَنا أُصُلاً تُغري بِنا أَسَلاً مَهزوزَةً شَكلاً مَشروعَةً تيها وَأَرهَفَت أَعيُناً ضَعفى حَمائِلُها نَشوى مَناصِلُها كَحلى مَواضيها لَنا الحَبائِلُ نُلقيها نَصيدُ بِها وَلَم نَخَل ظَبَياتِ القاعِ تَلقيها نَصَبنَها لَكَ مِن هُدبٍ وَمِن حَدَقٍ حَتّى اِنثَنَيتَ بِنَفسٍ عَزَّ فاديها مِن كُلِّ زَهراءَ في إِشراقِها ضَحِكَت لَبّاتُها عَن شَبيهِ الدُرِّ مِن فيها شَمسُ المَحاسِنِ يُستَبقى النَهارُ بِها كَأَنَّ يوشَعَ مَفتونٌ يُجاريها مَشَت عَلى الجِسرِ ريماً في تَلَفُّتِها لِلناظِرينَ وَباناً في تَثَنّيها كَأَنَّ كُلَّ غَوانيهِ ضَرائِرُها عُجباً وَكُلَّ نَواحيهِ مَرائيها عارَضتُها وَضَميري مِن مَحارِمِها يَزوَرُّ عَن لَحَظاتي في مَساريها أَعِفُّ مِن حَليِها عَمّا يُجاوِرُهُ وَمِن غَلائِلِها عَمّا يُدانيها قالَت لَعَلَّ أَديبَ النيلِ يُحرِجُنا فَقُلتُ هَل يُحرِجُ الأَقمارَ رائيها بَيني وَبَينَكِ أَشعارٌ هَتَفتُ بِها ما كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الريمَ يَرويها وَالقَولُ إِن عَفَّ أَو ساءَت مَواقِعُهُ صَدى السَريرَةِ وَالآدابِ يَحكيها أُداري العُيونَ الفاتِراتِ السَواجِيا وَأَشكو إِلَيها كَيدَ إِنسانِها لِيا قَتَلنَ وَمَنَّينَ القَتيلَ بِأَلسُنٍ مِنَ السِحرِ يُبدِلنَ المَنايا أَمانِيا وَكَلَّمنَ بِالأَلحاظِ مَرضى كَليلَةٍ فَكانَت صِحاحاً في القُلوبِ مَواضِيا حَبَبتُكِ ذاتَ الخالِ وَالحُبُّ حالَةٌ إِذا عَرَضَت لِلمَرءِ لَم يَدرِ ماهِيا وَإِنَّكِ دُنيا القَلبِ مَهما غَدَرتِهِ أَتى لَكِ مَملوءً مِنَ الوَجدِ وافِيا صُدودُكِ فيهِ لَيسَ يَألوهُ جارِحاً وَلَفظُكِ لا يَنفَكُّ لِلجُرحِ آسِيا وَبَينَ الهَوى وَالعَذلِ لِلقَلبِ مَوقِفٌ كَخالِكِ بَينَ السَيفِ وَالنارِ ثاوِيا وَبَينَ المُنى وَاليَأسِ لِلصَبرِ هِزَّةٌ كَخَصرِكِ بَينَ النَهدِ وَالرِدفِ واهِيا وَعَرَّضَ بي قَومي يَقولونَ قَد غَوى عَدِمتُ عَذولي فيكِ إِن كُنتُ غاوِيا يَرومونَ سُلواناً لِقَلبي يُريحُهُ وَمَن لي بِالسُلوانِ أَشريهِ غالِيا وَما العِشقُ إِلّا لَذَّةٌ ثُمَّ شِقوَةٌ كَما شَقِيَ المَخمورُ بِالسُكرِ صاحِيا أَلا حَبَّذا صُحبَةَ المَكتَبِ وَأَحبِب بِأَيّامِهِ أَحبِبِ وَيا حَبَّذا صِبيَةٌ يَمرَحو نَ عِنانُ الحَياةِ عَلَيهِم صَبي كَأَنَّهُمو بَسَماتُ الحَيا ةِ وَأَنفاسُ رَيحانَها الطَيِّبِ يُراحُ وَيُغدى بِهِم كَالقَطي عِ عَلى مَشرِقِ الشَمسِ وَالمَغرِبِ إِلى مَرتَعٍ أَلِفوا غَيرَهُ وَراعٍ غَريبِ العَصا أَجنَبي وَمُستَقبَلٍ مِن قُيودِ الحَيا ةِ شَديدٍ عَلى النَفسِ مُستَصعَبِ فِراخٌ بِأَيكٍ فَمِن ناهِضٍ يَروضُ الجَناحَ وَمِن أَزغَبِ مَقاعِدُهُم مِن جَناحِ الزَما نِ وَما عَلِموا خَطَرَ المَركَبِ عَصافيرُ عِندَ تَهَجّي الدُرو سِ مِهارٌ عَرابيدُ في المَلعَبِ خَلِيّونَ مِن تَبِعاتِ الحَيا ةِ عَلى الأُمِّ يَلقونَها وَالأَبِ جُنونُ الحَداثَةِ مِن حَولِهِم تَضيقُ بِهِ سَعَةُ المَذهَبِ عَدا فَاِستَبَدَّ بِعَقلِ الصَبِيّ وَأَعدى المُؤَدِّبَ حَتّى صَبى لَهُم جَرَسٌ مُطرِبٌ في السَرا حِ وَلَيسَ إِذا جَدَّ بِالمُطرِبِ تَوارَت بِهِ ساعَةٌ لِلزَما نِ عَلى الناسِ دائِرَةُ العَقرَبِ تَشولُ بِإِبرَتِها لِلشَبا بِ وَتَقذِفُ بِالسُمِّ في الشُيَّبِ يَدُقُّ بِمِطرَقَتَيها القَضا ءَ وَتَجري المَقاديرُ في اللَولَبِ وَتِلكَ الأَواعي بِأَيمانِهِم حَقائِبُ فيها الغَدُ المُختَبي فَفيها الَّذي إِن يُقِم لا يُعَدَّ مِنَ الناسِ أَو يَمضِ لا يُحسَبِ وَفيها اللِواءُ وَفيها المَنا رُ وَفيها التَبيعُ وَفيها النَبي وَفيها المُؤَخَّرُ خَلفَ الزِحا مِ وَفيها المُقَدَّمُ في المَوكِبِ جَميلٌ عَلَيهِم قَشيبُ الثِيا بِ وَما لَم يُجَمَّل وَلَم يَقشِبِ كَساهُم بَنانُ الصِبا حُلَّةً أَعَزَّ مِن المِخمَلِ المُذهَبِ وَأَبهى مِنَ الوَردِ تَحتَ النَدى إِذا رَفَّ في فَرعِهِ الأَهدَبِ وَأَطهَرَ مِن ذَيلِها لَم يَلُمّ مِنَ الناسِ ماشٍ وَلَم يَسحَبِ قَطيعٌ يُزَجّيهِ راعٍ مِنَ الدَه رِ لَيسَ بِلَينٍ وَلا صُلَّبِ أَهابَت هِرواتُهُ بِالرِفا قِ وَنادَت عَلى الحُيَّدِ الهُرَّبِ وَصَرَّفَ قُطعانَهُ فَاِستَبَدّ وَلَم يَخشَ شَيئاً وَلَم يَرهَبِ أَرادَ لِمَن شاءَ رَعيَ الجَدي بِ وَأَنزَلَ مَن شاءَ بِالمُخصِبِ وَرَوّى عَلى رِيِّها الناهلا تِ وَرَدَّ الظِماءَ فَلَم تَشرَبِ وَأَلقى رِقاباً إِلى الضارِبي نَ وَضَنَّ بِأُخرى فَلَم تُضرَبِ وَلَيسَ يُبالي رِضا المُستَري حِ وَلا ضَجَرَ الناقِمِ المُتعَبِ وَلَيسَ بِمُبقٍ عَلى الحاضِري نَ وَلَيسَ بِباكٍ عَلى الغُيَّبِ فَيا وَيحَهُم هَل أَحَسّوا الحَيا ةَ لَقَد لَعِبوا وَهيَ لَم تَلعَبِ تُجَرِّبُ فيهِم وَما يَعلَمو نَ كَتَجرُبَةِ الطِبِّ في الأَرنَبِ سَقَتهُم بِسُمٍّ جَرى في الأُصو لِ وَرَوّى الفُروعَ وَلَم يَنضُبِ وَدارَ الزَمانُ فَدالَ الصِبا وَشَبَّ الصِغارُ عَنِ المَكتَبِ وَجَدَّ الطِلابُ وَكَدَّ الشَبا بُ وَأَوغَلَ في الصَعبِ فَالأَصعَبِ وَعادَت نَواعِمُ أَيّامِهِ سِنينَ مِنَ الدَأَبِ المُنصِبِ وَعُذِّبَ بِالعِلمِ طُلّابُهُ وَغَصّوا بِمَنهَلِهِ الأَعذَبِ رَمَتهُم بِهِ شَهَواتُ الحَيا ةِ وَحُبُّ النَباهَةِ وَالمَكسَبِ وَزَهو الأُبُوَّةِ مِن مُنجِبٍ يُفاخِرُ مَن لَيسَ بِالمُنجِبِ وَعَقلٌ بَعيدُ مَرامي الطِما حِ كَبيرُ اللُبانَةِ وَالمَأرَبِ وَلوعُ الرَجاءِ بِما لَم تَنَل عُقولُ الأَوالي وَلَم تَطلُبِ تَنَقَّلَ كَالنَجمِ مِن غَيهَبٍ يَجوبُ العُصورَ إِلى عَيهَبِ قَديمُ الشُعاعِ كَشَمسِ النَها رِ جَديدٌ كَمِصباحِها المُلهِبِ أَبُقراطُ مِثلُ اِبنِ سينا الرَئي سِ وَهوميرُ مِثلُ أَبي الطَيِّبِ وَكُلُّهُمو حَجَرٌ في البِنا ءِ وَغَرسٌ مِنَ المُثمِرِ المُعقِبِ تُؤَلِفُهُم في ظِلالِ الرَخا ءِ وَفي كَنَفِ النَسَبِ الأَقرَبِ وَتَكسِرُ فيهِم غُرورَ الثَرا ءِ وَزَهوَ الوِلادَةِ وَالمَنصِبِ بُيوتٌ مُنَزَّهَةٌ كَالعَتي قِ وَإِن لَم تُسَتَّر وَلَم تُحجَبِ يُداني ثَراها ثَرى مَكَّةٍ وَيَقرُبُ في الطُهرِ مِن يَثرِبِ إِذا ما رَأَيتَهُمو عِندَها يَموجونَ كَالنَحلِ عِندَ الرُبى رَأَيتَ الحَضارَةَ في حُصنِها هُناكَ وَفي جُندِها الأَغلَبِ وَتَعرِضُهُم مَوكِباً مَوكِباً وَتَسأَلُ عَن عَلَمِ المَوكِبِ دَعِ الحَظَّ يَطلَع بِهِ في غَدٍ فَإِنَّكَ لَم تَدرِ مَن يَجتَبي لَقَد زَيَّنَ الأَرضَ بِالعَبقَرِيِّ مُحَلّي السَماواتِ بِالكَوكَبِ وَخَدَّشَ ظُفرُ الزَمانِ الوُجو هَ وَغَيَّضَ مِن بِشرِها المُعجِبِ وَغالَ الحَداثَةَ شَرخُ الشَبا بِ وَلَو شِيَتِ المُردُ في الشُيَّبِ سَرى الشَيبُ مُتَّئِداً في الرُؤو سِ سُرى النارِ في المَوضِعِ المُعشِبِ حَريقٌ أَحاطَ بِخَيطِ الحَيا ةِ تَعَجَّبتُ كَيفَ عَلَيهِم غَبي وَمَن تُظهِرِ النارُ في دارِهِ وَفي زَرعِهِ مِنهُمو يَرعَبِ قَدِ اِنصَرَفوا بَعدَ عِلمِ الكِتا بِ لِبابٍ مِنَ العِلمِ لَم يُكتَبِ حَياةٌ يُغامِرُ فيها اِمرُؤٌ تَسَلَّحَ بِالنابِ وَالمِخلَبِ وَصارَ إِلى الفاقَةِ اِبنُ الغَنِيّ وَلاقى الغِنى وَلَدُ المُترَبِ وَقَد ذَهَبَ المُمتَلي صِحَّةً وَصَحَّ السَقيمُ فَلَم يَذهَبِ وَكَم مُنجِبٍ في تَلَقِّ الدُرو سِ تَلَقّى الحَياةَ فَلَم يُنجِبِ وَغابَ الرِفاقُ كَأَن لَم يَكُن بِهِم لَكَ عَهدٌ وَلَم تَصحَبِ إِلى أَن فَنوا ثَلَّةً ثَلَّةً فَناءَ السَرابِ عَلى السَبسَبِ السِحرُ مِن سودِ العُيونِ لَقيتُهُ وَالبابِلِيُّ بِلَحظِهِنَّ سُقيتُهُ الفاتِراتِ وَما فَتَرنَ رِمايَةً بِمُسَدَّدٍ بَينَ الضُلوعِ مَبيتُهُ الناعِساتِ الموقِظاتِ لِلهَوى المُغرِياتِ بِهِ وَكُنتُ سَليتُهُ القاتِلاتِ بِعابِثٍ في جَفنِهِ ثَمِلُ الغِرارِ مُعَربَدٌ إِصليتُهُ الشارِعاتِ الهُدبَ أَمثالَ القَنا يُحيِ الطَعينَ بِنَظرَةٍ وَيُميتُهُ الناسِجاتِ عَلى سَواءِ سُطورِهِ سَقَماً عَلى مُنوالِهِنَّ كُسيتُهُ وَأَغَنَّ أَكحَلَ مِن مَها بِكَفَّية عَلِقَت مَحاجِرُهُ دَمي وَعَلِقتُهُ لُبنانُ دارَتُهُ وَفيهِ كِناسُهُ بَينَ القَنا الخَطّارِ خُطَّ نَحَيتُهُ السَلسَبيلُ مِنَ الجَداوِلِ وَردُهُ وَالآسُ مِن خُضرِ الخَمائِلِ قوتُهُ إِن قُلتُ تِمثالَ الجَمالِ مُنَصَّباً قالَ الجَمالُ بِراحَتَيَّ مَثَلتُهُ دَخَلَ الكَنيسَةَ فَاِرتَقَبتُ فَلَم يُطِل فَأَتَيتُ دونَ طَريقِهِ فَزَحَمتُهُ فَاِزوَرَّ غَضباناً وَأَعرَضَ نافِراً حالٌ مِنَ الغيدِ المِلاحِ عَرَفتُهُ فَصَرَفتُ تِلعابي إِلى أَترابِهِ وَزَعَمتُهُنَّ لُبانَتي فَأَغَرتُهُ فَمَشى إِلَيَّ وَلَيسَ جُؤذَرٍ وَقَعَت عَلَيهِ حَبائِلي فَقَنَصتُهُ قَد جاءَ مِن سِحرِ الجُفونِ فَصادَني وَأَتَيتُ مِن سِحرِ البَيانِ فَصدتُهُ لَمّا ظَفَرتُ بِهِ عَلى حَرَمِ الهُدى لِاِبنِ البَتولِ وَلِلصَلاةِ وَهبتُهُ قالَت تَرى نَجمَ البَيانِ فَقُلتُ بَل أُفقُ البَيانِ بِأَرضِكُم يَمَّمتُهُ بلغ السُها بِشُموسِهِ وَبُدورِهِ لُبنانُ وَاِنتَظَمَ المَشارِقَ صيتُهُ مِن كُلِّ عالي القَدرِ مِن أَعلامِهِ تَتَهَلَّلُ الفُصحى إِذا سُمّيتُهُ حامي الحَقيقَةِ لا القَديمَ يَؤودُهُ حِفظاً وَلا طَلَبُ الجَديدِ يَفوتُهُ وَعَلى المَشيدِ الفَخمِ مِن آثارِهِ خُلقٌ يُبينُ جَلالُهُ وَثُبوتُهُ في كُلِّ رابِيَةٍ وَكُلِّ قَرارَةٍ تِبرُ القَرائِحِ في التُرابِ لَمَحتُهُ أَقبَلتُ أَبكي العِلمَ حَولَ رُسومِهِم ثُمَّ اِنثَنَيتُ إِلى البَيانِ بَكَيتُهُ لُبنانُ وَالخُلدُ اِختِراعُ اللَهِ لَم يوسَمَ بِأَزيَنَ مِنهُما مَلَكوتُهُ هُوَ ذِروَةٌ في الحُسنِ غَيرُ مَرومَةٍ وَذَرا البَراعَةِ وَالحِجى بَيروتُهُ مَلِكُ الهِضابِ الشُمِّ سُلطانُ الرُبى هامُ السَحابِ عُروشُهُ وَتُخوتُهُ سيناءُ شاطَرَهُ الجَلالَ فَلا يُرى إِلّا لَهُ سُبُحاتُهُ وَسُموتُهُ وَالأَبلَقُ الفَردُ اِنتَهَت أَوصافُهُ في السُؤدُدِ العالي لَهُ وَنُعوتُهُ جَبَلٌ عَن آذارَ يُزرى صَيفُهُ وَشِتائُهُ يَئِدِ القُرى جَبَروتُهُ أَبهى مِنَ الوَشِيِ الكَريمِ مِروجُهُ وَأَلَذُّ مِن عَطَلِ النُحورِ مُروتُهُ يَغشى رَوابيهِ عَلى كافورِها مِسكُ الوِهادِ فَتيقُهُ وَفَتيتُهُ وَكَأَنَّ أَيّامَ الشَبابِ رُبوعُهُ وَكَأَنَّ أَحلامَ الكِعابِ بُيوتُهُ وَكَأَنَّ رَيعانَ الصِبا رَيحانُهُ سِرَّ السُرورِ يَجودُهُ وَيَقوتُهُ وَكَأَنَّ أَثداءَ النَواهِدِ تينُهُ وَكَأَنَّ أَقراطَ الوَلائِدِ توتُهُ وَكَأَنَّ هَمسَ القاعِ في أُذُنِ الصَفا صَوتُ العِتابِ ظُهورُهُ وَخُفوتُهُ وَكَأَنَّ ماءَهُما وَجَرسَ لُجَينِهِ وَضحُ العَروسِ تَبينُهُ وَتُصيتُهُ زُعَماءُ لُبنانٍ وَأَهلَ نَدِيِّهِ لُبنانُ في ناديكُمو عَظَمتُهُ قَد زادَني إِقبالُكُم وَقُبولُكُم شَرَفاً عَلى الشَرَفِ الَّذي أُولٍيتُهُ تاجُ النِيابَةِ في رَفيعِ رُؤوسِكُم لَم يُشرَ لُؤلُؤُهُ وَلا ياقوتُهُ موسى عَدُوُّ الرِقِّ حَولَ لِوائِكُم لا الظُلمُ يُرهِبُهُ وَلا طاغوتُهُ أَنتُم وَصاحِبُكُم إِذا أَصبَحتُموا كَالشَهرِ أَكمَلَ عُدَّةً مَوقوتُهُ هُوَ غُرَّةُ الأَيّامِ فيهِ وَكُلُّكُم آحادُهُ في فَضلِها وَسُبوتُهُ صَرحٌ عَلى الوادي المُبارَكِ ضاحي مُتَظاهِرُ الأَعلامِ وَالأَوضاحِ ضافي الجَلالَةِ كَالعَتيقِ مُفضَلٌ ساحاتِ فَضلٍ في رِحابِ سَماحِ وَكَأَنَّ رَفرَفَهُ رِواقٌ مِن ضُحىً وَكَأَنَّ حائِطَهُ عَمودُ صَباحِ الحَقُّ خَلفَ جَناحٍ اِستَذرى بِهِ وَمَراشِدُ السُلطانِ خَلفَ جَناحِ هُوَ هَيكَلُ الحُرِيَّةِ القاني لَهُ ما لِلهَياكِلِ مِن فِدىً وَأَضاحِ يَبني كَما تُبنى الخَنادِقُ في الوَغى تَحتَ النِبالِ وَصَوبِها السَحّاحِ يَنهارُ الاِستِبدادُ حَولَ عِراصِهِ مِثلَ اِنهِيارِ الشِركِ حَولَ صَلاحِ وَيُكَبُّ طاغوتُ الأُمورِ لِوَجهِهِ مُتَحَطِّمَ الأَصنامِ وَالأَشباحِ هُوَ ما بَنى الأَعزالُ بِالراحاتِ أَو هُوَ ما بَنى الشُهَداءُ بِالأَرواحِ أَخَذَتهُ مِصرُ بكُلِّ يَومٍ قاتِمٍ وَردِ الكَواكِبِ أَحمَرِ الإِصباحِ هَبَّت سِماحاً بِالحَياةِ شَبابُها وَالشَيبُ بِالأَرماقِ غَيرُ شِحاحِ وَمَشَت إِلى الخَيلِ الدَوارِعِ وَاِنبَرَت لِلظافِرِ الشاكي بِغَيرِ سِلاحِ وَقَفاتُ حَقٍّ لَم تَقِفها أُمَّةٌ إِلّا اِنثَنَت آمالُها بِنَجاحِ وَإِذا الشُعوبُ بَنَوا حَقيقَةَ مُلكِهِم جَعَلوا المَآتِمَ حائِطَ الأَفراحِ بُشرى إِلى الوادي تَهُزُّ نَباتَهُ هَزَّ الرَبيعِ مَناكِبَ الأَدواحِ تَسري مُلَمَّحَةَ الحُجولِ عَلى الرُبى وَتَسيلُ غُرَّتُها بِكُلِّ بِطاحِ اِلتامَتِ الأَحزابُ بَعدَ تَصَدُّعٍ وَتَصافَتِ الأَقلامُ بَعدَ تَلاحي سُحِبَت عَلى الأَحقادِ أَذيالُ الهَوى وَمَشى عَلى الضِغنِ الوِدادُ الماحي وَجَرَت أَحاديثُ العِتابِ كَأَنَّها سَمَرٌ عَلى الأَوتارِ وَالأَقداحِ تَرمي بِطَرفِكَ في المَجامِعِ لا تَرى غَيرَ التَعانُقِ وَاِشتِباكِ الراحِ شَمسَ النَهارِ تَعَلَّمي الميزانَ مِن سَعدِ الدِيارِ وَشَيخِها النَضّاحِ ميلي اِنظُريهِ في النَدِيِّ كَأَنَّهُ عُثمانُ عَن أُمِّ الكِتابِ يُلاحي كَم تاجِ تَضحِيَةٍ وَتاجِ كَرامَةٍ لِلعَينِ حَولَ جَبينِهِ اللَمّاحِ وَالشَيبُ مُنبَثِقٌ كَنورِ الحَقِّ مِن فَودَيهِ أَو فَجرِ الهُدى المِنصاحِ لَبّى أَذانَ الصُلحِ أَوَّلَ قائِمٍ وَالصُلحُ خُمسُ قَواعِدُ الإِصلاحِ سَبَقَ الرِجالَ مُصافِحاً وَمُعانِقاً يُمنى السَماحِ وَهَيكَلَ الإِسحاجِ عَدلى الجَليلِ اِبنِ الجَليلِ مِنَ المَلا وَالماجِدِ اِبنِ الماجِدِ المِسماحِ حُلوُ السَجِيَّةِ في قَناةٍ مُرَّةٍ ثَمِلُ الشَمائِلِ في وَقارٍ صاحِ شَتّى فَضائِلَ في الرِجالِ كَأَنَّها شَتّى سِلاحٍ مِن قَنا وَصِفاحِ فَإِذا هِيَ اِجتَمَعَت لِمُلكِ جَبهَةً كانَت حُصونَ مَناعَةٍ وَنِطاحِ اللَهُ أَلَّفَ لِلبِلادِ صُدورَها مِن كُلِّ داهِيَةٍ وَكُلِّ صُراحِ وَزُراءُ مَملَكَةٍ وَدَعائِمُ دَولَةٍ أَعلامُ مُؤتَمَرٍ أُسودُ صَباحِ يَبنونَ بِالدُستورِ حائِطَ مُلكِهِم لا بِالصِفاحِ وَلا عَلى الأَرماحِ وَجَواهِرُ التيجانِ ما لَم تُتَّخَذ مِن مَعدِنِ الدُستورِ غَيرُ صِحاحِ اِحتَلَّ حِصنَ الحَقِّ غَيرُ جُنودِهِ وَتَكالَبَت أَيدٍ عَلى المِفتاحِ ضَجَّت عَلى أَبطالِها ثُكُناتُهُ وَاِستَوحَشَت لِكُماتِها النُزّاحِ هُجِرَت أَرائِكُهُ وَعُطِّلَ عودُهُ وَشَلا مِنَ الغادينَ وَالروّاحِ وَعَلاهُ نَسجُ العَنكَبوتِ فَزادَهُ كَالغارِ مِن شَرَفٍ وَسِمتِ صَلاحِ قُل لِلبَنينِ مَقالَ صِدقٍ وَاِقتَصِد ذَرعُ الشَبابِ يَضيقُ بِالنُصّاحِ أَنتُم بَنو اليَومَ العَصيبِ نَشَأتُمو في قَصفِ أَنواءٍ وَعَصفِ رِياحِ وَرَأَيتُمو الوَطَنَ المُؤَلَّفَ صَخرَةً في الحادِثاتِ وَسَيلِها المُجتاحِ وَشَهِدتُمو صَدعَ الصُفوفِ وَما جَنى مِن أَمرِ مُفتاتٍ وَنَهيِ وَقاحِ صَوتُ الشُعوبِ مِنَ الزَئيرِ مُجَمَّعاً فَإِذا تَفَرَّقَ كانَ بَعضَ نُباحِ أَظمَتكُموُ الأَيّامُ ثُمَّ سَقَتكُمو رَنَقاً مِنَ الإِحسانِ غَيرَ قَراحِ وَإِذا مُنِحتَ الخَيرَ مِن مُتَكَلِّفٍ ظَهَرَت عَلَيهِ سَجِيَّةُ المَنّاحِ تَرَكتُكُمو مِثلَ المَهيضِ جَناحُهُ لا في الحِبالِ وَلا طَليقَ سَراحِ مَن صَيَّرَ الأَغلالَ زَهرَ قَلائِدٍ وَكَسا القُيودَ مَحاسِنَ الأَوضاحِ إِنَّ الَّتي تَبغونَ دونَ مَنالِها طولُ اِجتِهادٍ وَاِضطِرادُ كِفاحِ سيروا إِلَيها بِالأَناةِ طَويلَةً إِنَّ الأَناةَ سَبيلُ كُلِّ فَلاحِ وَخُذوا بِناءَ المُلكِ عَن دُستورِكُم إِنَّ الشِراعَ مُثَقِّفُ المَلّاحِ يا دارَ مَحمودٍ سَلِمتِ وَبورِكَت أَركانُكِ الهرَمِيَّةُ الصُفّاحِ وَاِزدَدتِ مِن حُسنِ الثَناءِ وَطيبِهِ حَجَراً هُوَ الدُرِيُّ في الأَمداحِ الأُمَّةُ اِنتَقَلَت إِلَيكِ كَأَنَّما أَنزَلتِها مِن بَيتِها بِجَناحِ بَرَكاتُ شَيخٍ بِالصَعيدِ مُحَمَّلٌ عِبءَ السِنينَ مُؤَمَّلٍ نَفّاحِ بِالأَمسِ جادَ عَلى القَضِيَّةِ بِاِبنِهِ وَاليَومَ آواها بِأَكرَمَ ساحِ أَعُقابٌ في عَنانِ الجَوِّ لاح أَم سَحابٌ فَرَّ مِن هَوجِ الرِياح أَم بِساطُ الريحِ رَدَّتهُ النَوى بَعدَ ما طَوَّفَ في الدَهرِ وَساح أَو كَأَنَّ البُرجَ أَلقى حوتَهُ فَتَرامى في السَماواتِ الفِساح أَقبَلَت مِن بُعُدٍ تَحسَبُها نَحلَةً عَنَّت وَطَنَّت في الرِياح يا سِلاحَ العَصرِ بُشِّرنا بِهِ كُلُّ عَصرٍ بِكَمِيٍّ وَسِلاح إِنَّ عِزّاً لَم يُظَلَّل في غَدٍ بِجَناحَيكَ ذَليلٌ مُستَباح فَتَكاثَر وَتَأَلَّف فَيلَقاً تَعصِمُ السِلمَ وَتَعلو لِلكِفاح مِصرُ لِلطَيرِ جَميعاً مَسرَحٌ ما لَنا فيهِ ذُنابى أَو جَناح رُبَّ سِربٍ قاطِعٍ مَرَّ بِهِ هَبَطَ الأَرضَ مَلِيّاً وَاِستَراح لِمَ لا يُفتَنُ فِتيانَ الحِمى ذَلِكَ الإِقدامُ أَو ذاكَ الطِماح مِن فَتىً حَلَّ مِنَ الجَوِّ بِهِم فَتَلَقّوهُ عَلى هامٍ وَراح إِنَّهُ أَوَّلُ عُصفورٍ لَهُم هَزَّ في الجَوِّ جَناحَيهِ وَصاح دَبَّت الهِمَّةُ فيهِ وَمَشَت عَزَماتٌ مِنكَ يا حَربُ صِحاح ناطَحَ النَجمَ فَتىً عَلَّمتُهُ في حَياةٍ حُرَّةٍ كَيفَ النِطاح لَكَ في الأَجيالِ تِمثالٌ مَشى وَجَدوا الرُشدَ عَلَيهِ وَالصَلاح جاوَزَ النيلَ وَعَبرَيهِ إِلى أَكَمِ الشامِ وَهاتيكَ البِطاح فارِسَ الجَوِّ سَلامٌ في الذُرى وَعَلى الماءِ وَمِن كُلِّ النَواح ثِب إِلىالنَجمِ وَزاحِم رُكنَهُ وَاِمتَلِئ مِن خُيَلاءٍ وَمِراح إِنَّ هَذا الفَتحَ لا عَهدَ بِهِ لِضِفافِ النيلِ مِن عَهدِ فِتاح تِلكَ أَبوابُ السَماءِ اِنفَتَحَت ما وَراءَ البابِ يا طَيرَ النَجاح أَسَماءُ النيلِ أَيضاً حَرَمٌ مِن طَريقِ الهِندِ أَم جَوٌّ مُباح عَينُ شَمسٍ مُلِأَت مِن مَوكِبٍ كانَ لِلأَبطالِ أَحياناً يُتاح رُبَّما جَلَّلَ وَجهَ الأَرضِ أَو رُبَّما سَدَّ عَلى الشَمسِ السَراح إِن يَفُتهُ الجَيشُ أَو رَوَّعتُهُ لَم يَفُتهُ النَشَأُ الزُهرُ الصِباح وَفِدى فائِزَةٍ سُمرُ القَنا وَفِدى حارِسِها بيضُ الصِفاح وَلَقَد أَبطَأَت حَتّى لَم يَنَم لِلحِمى لَيلٌ وَلَم يَنعَم صَباح فَاِبتَغي العُذرَ كِرامٌ وَاِنبَرَت أَلسُنٌ في الثَلمِ وَالهَدمِ فِصاح تَلتَوي الخَيلُ عَلى راكِبِها كَيفَ بِالعاصِفِ في يَومِ الجِماح لَيسَ مَن يَركَبُ سَرجاً لَيِّناً مِثلَ مَن يَركَبُ أَعرافَ الرِياح سِر رُوَيداً في فَضاءٍ سافِرٍ ضاحِكِ الصَفحَةِ كَالفِردَوسِ صاح طَرَفَت عَيناً بِهِ الشَمسُ فَلَو خُيِّرَت لَم تَتَحَفَّز لِلرَواح وَتَكادُ الطَيرُ مِن خِفَّتِهِ تَتَعالى فيهِ مِن غَيرِ جَناح قِف تَأَمَّل مِن عُلُوٍّ قُبَّةً رُفِعَت لِلفَصلِ وَالرَأيِ الصُراح نَزَلَ النُوّابُ فيها فِتيَةً في جَناحٍ وَشُيوخاً في جَناح حَمَلوا الحَقَّ وَقاموا دونَهُ كَرَعيلِ الخَيلِ أَو صَفِّ الرِماح يا أَبا الفاروقِ مَن تَرعى فَفي كَنَفِ الفَضلِ وَفي ظِلِّ السِماح أَنتَ مِن آباؤُكِ السُحبُ وَما في بِناءِ السُحُبِ الأَيدي الشِحاح يَدُكَ السَمحَةُ في الخَيرِ وَفي هِمَّةِ الغَرسِ وَفي أُسوِ الجِراح نَحنُ أَفلَحنا عَلى الأَرضِ بِكُم وَرَجَونا في السَماواتِ الفَلاح قُم سابِقِ الساعَةَ وَاِسبِق وَعدَها الأَرضُ ضاقَت عَنكَ فَاِصدَع غِمدَها وَاِملَأ رِماحاً غَورَها وَنَجدَها وَاِفتَح أُصولَ النيلِ وَاِستَرِدَّها شَلّالَها وَعَذبَها وَعِدَّها وَاِصرِف إِلَينا جَزرَها وَمَدَّها تِلكَ الوُجوهُ لا شَكَونا فَقدَها بَيَّضَتِ القُربى لَنا مُسوَدَّها سُلِلَت مِن وادي المُلوكِ فَاِزدَهى وَأَلقَتِ الشَمسُ عَلَيهِ رَأدَها وَاِستَرجَعَت دَولَتُهُ إِفرِندَها أَبيَضَ رَيّانَ المُتونِ وَردَها أَبلى ظُبى الدَهرِ وَفَلَّ حَدَّها وَأَخلَقَ العُصورَ وَاِستَجَدَّها سافَرَ أَربَعينَ قَرناً عَدَّها حَتّى أَتى الدارَ فَأَلفى عِندَها إِنجِلتِرا وَجَيشَها وَلوردَها مَسلولَةَ الهِندِيِّ تَحمي هِندَها قامَت عَلى السودانِ تَبني سَدَّها وَرَكَزَت دونَ القَناةِ بَندَها فَقالَ وَالحَسرَةُ ما أَشَدَّها لَيتَ جِدارَ القَبرِ ما تَدَهدَها وَلَيتَ عَيني لَم تُفارِق رَقدَها قُم نَبِّني يا بَنتَؤورُ ما دَها مِصرُ فَتاتي لَم تُوَقِّر جَدَّها دَقَّت وَراءَ مَضجَعي جازَبَندَها وَخَلَطَت ظِباءَها وَأُسدَها وَسَكَبَ الساقي الطِلا وَبَدَّها قَد سَحَبَت عَلى جَلالي بُردَها لَيتَ جَلالَ المَوتِ كانَ صَدَّها فَقُلتُ يا ماجِدَها وَجَعدَها لَو لَم تَكُ اِبنَ الشَمسِ كُنتَ رِئدَها لَحدُكَ وَدَّتهُ النُجومُ لَحدَها أَرَيتَنا الدُنيا بِهِ وَجِدَّها سُلطانَها وَعِزَّها وَرَغدَها وَكَيفَ يُعطى المُتَّقونَ خُلدَها آثارُكُم يُخطي الحِسابُ عَدَّها اِنهَدَمَ الدَهرُ وَلَم يَهُدَّها أَبوابُكَ اللاتي قَصَدنا قَصدَها كارتِرُ في وَجهِ الوُفودِ رَدَّها لَولا جُهودٌ لا نُريدُ جَحدَها وَحُرمَةٌ مِن قُربِكَ اِستَمَدَّها قُلتُ لَكَ اِضرِب يَدَهُ وَقُدَّها وَاِبعَث لَهُ مِنَ البَعوضِ نُكدَها مِصرُ الفَتاةُ بَلَغَت أَشُدَّها وَأَثبَتَ الدَمُ الزَكِيُّ رُشدَها وَلَعِبَت عَلى الحِبالِ وَحدَها وَجَرَّبَت إِرخائَها وَشَدَّها فَأَرسَلَت دُهاتَها وَلُدَّها في الغَربِ سَدّوا عِندَهُ مَسَدَّها وَبَعَثَت لِلبَرلَمانِ جُندَها وَحَشَدَت لِلمِهرَجانِ حَشدَها حَدَت إِلَيهِ شيبَها وَمُردَها وَأَبرَزَت كِعابَها وَخَودَها وَنَثَرَت فَوقَ الطَريقِ وَردَها وَاِستَقبَلَت فُؤادَها وَوَفدَها مَوئِلَها وَكَهفَها وَرِدَّها وَاِبنَ الَّذينَ قَوَّموا مَقَدَّها وَأَلَّفوا بَعدَ اِنفِراطٍ عِقدَها وَجَعَلوا صَحراءَ ليبيا حَدَّها وَبَسَطوا عَلى الحِجازِ أَيدَها وَصَيَّروا العاتِيَ فيهِ عَبدَها حَتّى أَتى الدارَ الَّتي أَعَدَّها لِمِصرَ تَبني في ذَراها مَجدَها فَثَبَّتَ الشورى وَشَدَّ عَقدَها وَقَلَّدَ الجيلَ السَعيدَ عَهدَها سُلطَتُهُ إِلى بَنينا رَدَّها يا رَبِّ قَوِّ يَدَها وَشُدَّها وَاِفتَح لَها السُبلُ وَلا تَسُدَّها وَقِس لِكُلِّ خُطوَةٍ ما بَعدَها وَعَن صَغيراتِ الأُمورِ حُدَّها وَاِصرِف إِلى جِدِّ الشُؤونِ جَدَّها وَلا تُضِع عَلى الضَحايا جُهدَها وَاِكبَح هَوى الأَنفُسِ وَاِكسِر حِقدَها وَاِجمَع عَلى الأُمِّ الرَؤومِ وِلدَها وَاِملَأ بِأَلبانِ النُبوغِ نَهدَها وَلا تَدَعها تُحيِ مُستَبِدَها وَتَنتَحِت بِراحَتَيها فَردَها قِف بِهَذا البَحرِ وَاُنظُر ما غَمَر مَظهَرَ الشَمسِ وَإِقبالَ القَمَر وَاَعرِضِ المَوجَ مَلِيّاً هَل تَرى غَمرَةً أَودَت بِخَوّاصِ الغُمَر أَخَذَت ناحِيَةَ الحَقِّ بِهِ وَسَبيلَ الناسِ في خالي العُصُر مَنَعَ اللُبثَ وَإِن طالَ المَدى فَلَكٌ ما لِعَصاهُ مُستَقَر دائِرُ الدولابِ بِالناسِ عَلى جانِبَيهِ المُرتَقى وَالمُنحَدَر نَقَضَ الإيوانَ مِن آساسِهِ وَأَتى الأَهرامَ مِن أُمِّ الحُجَر وَمَحا الحَمراءَ إِلّا عَمَداً نَزعُها مِن عَضُدِ الأَرضِ عَسِر أَينَ رومِيَّةُ ما قَيصَرُها ما لَياليها المُرِنّاتُ الوَتَر أَينَ وادي الطَلحِ وَاللائي بِهِ مِن دُمىً يَسحَبنَ في المِسكِ الحِبَر أَينَ نابِلِيونُ ما غاراتُهُ شَنَّها الدَهرُ عَلَيهِ مِن غِيَر أَيُّها الساكِنُ في ظِلِّ المُنى نَم طَويلاً قَد تَوَسَّدتَ الزَهَر شَجَرٌ نامٍ وَظِلٌّ سابِغٌ بَيدَ أَنَّ الصِلَّ في أَصلِ الشَجَر يَذَرُ المَرءُ وَيَأتي ما اِشتَهى وَقَضاءُ اللَهِ يَأتي وَيَذَر كُلُّ مَحمولٍ عَلى النَعشِ أَخٌ لَكَ صافٍ وُدُّهُ بَعدَ الكَدَر إِن تَكُن سِلماً لَهُ لَم يَنتَفِع أَو تَكُن حَرباً فَقَد فاتَ الضَرَر راكِبَ البَحرِ أَمَوجٌ ما تَرى أَم كِتابُ الدَهرِ أَم صُحفُ القَدَر لُجَّةٌ كَاللَوحِ لا يُحصى عَلى قَلَمِ القُدرَةِ فيها ما سُطِر فَتَلَفَّت وَتَنَسَّم حِكمَةً وَاِلمِس العِبرَةَ مِن بَينِ الفِقَر وَتَأَمَّل مَلعَباً أَعجَبُهُ آيَةً جانِبُهُ المُرخى السُتُر هَهُنا تَمشي الجَواري مَرَحاً وَجَواري الدَهرِ يَمشينَ الخَمَر رُبَّ سَيفٍ ضَرَبَ الجَمعُ بِهِ في كُنوزِ البَحرِ مَطروحَ الكِسَر وَنِجادَ لَم يُطاوَل ضَحوَةً نالَهُ الفَجرُ عِشاءً بِالقِصَر وَسَفينَ آمِرٍ فيها البِلى طالَما أَوحَت إِلَيهِ فَأتَمَر وَوُجوهٍ ذَهَبَ الماءُ بِها في نَهارِ الفَرقِ أَو لَيلِ الشَعَر وَعُيونٍ ساجِياتٍ سُجِّيَت بِرُفاتِ السِحرِ أَو فَلِّ الحَوَر قُل لِلَيثٍ خُسِفَ الغيلُ بِهِ بَينَ طِمٍّ وَظَلامٍ مُعتَكِر اُنظُرِ الفُلكَ أَمِنها أَثَرٌ هَكَذا الدُنيا إِذا المَوتُ حَضَر هَذِهِ مَنزِلَةٌ لَو زِدتَها ضاقَ عَنكَ السَعدُ أَو ضاقَ العُمُر فَاِمضِ شَيخاً في هَوى المَجدِ قَضى رَحمَةَ المَجدِ وَرِفقاً بِالكِبَر ميتَةٌ لَم تَلقَ مِنها عَلَزاً مِن وَقارِ اللَيثِ أَن لا يُحتَضَر أَنتُمُ القَومُ حِمى الماءِ لَكُم يَرجِعُ الوِردُ إِلَيكُم وَالصَدَر لُجَجُ الدَأماءِ أَوطانٌ لَكُم وَمِنَ الأَوطانِ دورٌ وَحُفَر لَستَ في البَحرِ وَحيداً فَاِستَضِف فيهِ آباءَكَ تَنزِل بِالدُرَر رَسَبوا فيهِ كِراماً وَطَفا طائِفُ النَصرِ عَلَيهِم وَالظَفَر نَشَأَ النيلُ إِلَيكُم سيرَةً لَكُمو فيها عِظاتٌ وَعِبَر إِقرَأوها يُكشَفُ العَصرُ لَكُم كُلُّ عَصرٍ بِرِجالٍ وَسِيَر لا تَقولوا شاعِرُ الوادي غَوى مَن يُغالِط نَفسَهُ لا يُعتَبَر مَوقِفُ التاريخِ مِن فَوقِ الهَوى وَمَقامُ المَوتِ مِن فَوقِ الهَذَر لَيسَ مَن ماتَ بِخافٍ عَنكُمو أَو قَليلِ الفِعلِ فيكُم وَالأَثَر شِدتُمو دُنياهُ في أَحسَنِها غَزوَةَ السودانِ وَالفَتحِ الأَغَر وَبَنى مَملَكَةَ النوبِ بِكُم فَاِذكُروا القَتلى وَلا تَنسوا البِدَر وَاِحذَروا مِن قِسمَةِ النيلِ فَيا ضَيعَةَ الوادي إِذا النيلُ شُطِر رَجُلٌ لَيسَ اِبنَ قارونَ وَلا بِاِبنِ عادِيٍّ مِنَ العَظمِ النَخِر لَيسَ بِالزاخِرِ في العِلمِ وَلا هُوَ يَنبوعُ البَيانِ المُنفَجِر رَضَعَ الأَخلاقَ مِن أَلبانِها إِنَّ لِلأَخلاقِ وَقعاً في الصِغَر وَرَآها صورَةً في أُمَّةٍ وَمِنَ القُدوَةِ ما توحي الصُوَر ذَلِكَ المَجدُ وَهَذي سُبلُهُ بَيِّنٌ فيها سُبلُ المُعتَذِر أَبَعدَ الساعونَ يَبغونَ المَدى وَالمَدى في المَجدِ دانٍ لِنَفَر كَجيادِ السَبقِ لَن تُغنِيَها أَدَواتُ السَبقِ ما تُغني الفِطَر وَجَناحُ السِلمِ إِلّا أَنَّها ساعَةَ الرَوعِ جَناحٌ مِن سَقَر مِن حَديدٍ جانِباها سابِغٍ رَبَضَ المَوتُ عَلَيهِ وَفَغَر أَشبَهَت أَفواهُها أَعجازَها قُنفُذٌ في اليَمِّ مَشروعُ الإِبَر أَرهَفَت سَمعَ العَصا وَاِكتَحَلَت إِثمِدَ الزَرقاءِ في عَرضِ السَدَر وَتُؤَدّي القَولَ لا يَسبِقُها رُسُلُ الأَرواحِ في نَقلِ الفِكَر خَطَرَت في مِحجَرَيها وَمَشَت بِعُيونِ المُلكِ في بَحرٍ وَبَر غابَةٌ تَجري بِسُلطانِ الشَرى خادِراً مِن أَلفِ نابٍ وَظُفُر وَإِذا المَوتُ إِلى النَفسِ مَشى وَرَكِبتَ النَجمَ بِالمَوتِ عَثَر رُبَّ ثاوٍ في الظُبى مُمتَنِعٍ سَلَّهُ المِقدارُ مِن جَفنِ الحَذَر تَسحَبُ الفولاذَ في مُلتَطَمٍ بِالعَوادي مُتَعالٍ مُعتَكِر لَو أَشارَت جاءَها ساحِلُه في حَديدٍ وَعَديدٍ مُنتَصِر أَو فَدى المَيِّتَ حَيٌّ فُدِيَت بِوَقاحٍ في الجَواري وَخِفَر بَعَثَ البَحرُ بِها كَالمَوجِ مِن لُجَجِ السِندِ وَخُلجانِ الخَزَر لَمَسَتها لِلمَقاديرِ يَدٌ تَلمَسُ الماءَ فَيَرمي بِالشَرَر ضَرَبَتها وَهيَ سِرٌّ في الدُجى لَيسَ دونَ اللَهِ تَحتَ اللَيلِ سِر وَجَفَت قَلباً وَخارَت جُؤجُؤاً وَنَزَت جَنباً وَناءَت مِن أُخَر طُعِنَت فَاِنبَجَسَت فَاِستَصرَخَت فَأَتاها حينُها فَهيَ خَبَر سَكَنَ الزَمانُ وَلانَتِ الأَقدارُ وَلِكُلِّ أَمرٍ غايَةٌ وَقَرارُ أَرخى الأَعِنَّةَ لِلخُطوبِ وَرَدَّها فَلَكٌ بِكُلِّ فُجاءَةٍ دَوّارُ يَجري بِأَمرٍ أَو يَدورُ بِضِدِّهِ لا النَقضُ يُعجِزُهُ وَلا الإِمرارُ هَل آذَنَتنا الحادِثاتُ بِهُدنَةٍ وَهَل اِستَجابَ فَسالَمَ المِقدارُ سُدِلَ السِتارُ وَهَل شَهِدتَ رِوايَةً لَم يَعتَرِضها في الفُصولِ سِتارُ وَجَرَت فَما اِستَولَت عَلى الأَمَدِ المُنى وَعَدَت فَما حَوَتِ المَدى الأَوطارُ دونَ الجَلاءِ وَدونَ يانِعِ وَردِهِ خُطُواتُ شَعبٍ في القَتادِ تُسارُ وَبِناءُ أَخلاقٍ عَلَيهِ مِنَ النُهى سُوَرٌ وَمِن عِلمِ الزَمانِ إِطارُ وَحَضارَةٌ مِن مَنطِقِ الوادي لَها أَصلٌ وَمِن أَدَبِ البِلادِ نِجارُ أَعمى هَوى الوَطَنِ العَزيزِ عِصابَةٌ مُستَهتِرينَ إِلى الجَرائِمِ ساروا يا سوءَ سُنَّتِهِم وَقُبحَ غُلُوِّهِم إِنَّ العَقائِدَ بِالغُلُوِّ تُضارُ وَالحَقُّ أَرفَعُ مِلَّةً وَقَضِيَّةً مِن أَن يَكونَ رَسولُهُ الإِضرارُ أُخِذَت بِذَنبِهِمُ البِلادُ وَأُمَّةٌ بِالريفِ ما يَدرونَ ما السِردارُ في فِتنَةٍ خُلِطَ البَريءُ بِغَيرِهِ فيها وَلُطِّخَ بِالدَمِ الأَبرارُ لَقِيَ الرِجالُ الحادِثاتِ بِصَبرِهِم حَتّى اِنجَلَت غُمَمٌ لَها وَغِمارُ لانوا لَها في شِدَّةٍ وَصَلابَةٍ لَينَ الحَديدِ مَشَت عَلَيهِ النارُ الحَقُّ أَبلَجُ وَالكِنانَةُ حُرَّةٌ وَالعِزُّ لِلدُستورِ وَالإِكبارُ الأَمرُ شورى لا يَعيثُ مُسَلَّطٌ فيهِ وَلا يَطغى بِهِ جَبّارُ إِنَّ العِنايَةَ لِلبِلادِ تَخَيَّرَت وَالخَيرُ ما تَقضي وَما تَختارُ عَهدٌ مِنَ الشورى الظَليلَةِ نُضِّرَت آصالُهُ وَاِخضَلَّتِ الأَسحارُ تَجني البِلادُ بِهِ ثِمارَ جُهودِها وَلِكُلِّ جُهدٍ في الحَياةِ ثِمارُ بُنيانُ آباءٍ مَشَوا بِسِلاحِهِم وَبَنينَ لَم يَجِدوا السِلاحَ فَثاروا فيهِ مِنَ التَلِّ المُدَرَّجِ حائِطٌ وَمِنَ المَشانِقِ وَالسُجونِ جِدارُ أَبَتِ التَقَيُّدَ بِالهَوى وَتَقَيَّدَت بِالحَقِّ أَو بِالواجِبِ الأَحرارُ في مَجلِسٍ لا مالُ مِصرَ غَنيمَةٌ فيهِ وَلا سُلطانُ مِصرَ صِغارُ ما لِلرِجالِ سِوى المَراشِدَ مَنهَجٌ فيهِ وَلا غَيرَ الصَلاحِ شِعارُ يَتَعاوَنونَ كَأَهلِ دارٍ زُلزِلَت حَتّى تَقَرَّ وَتَطمَئِنَّ الدارُ يُجرونَ بِالرِفقِ الأُمورَ وَفُلكَها وَالريحُ دونَ الفُلكِ وَالإِعصارُ وَمَعَ المُجَدِّدِ بِالأَناةِ سَلامَةٌ وَمَعَ المُجَدِّدِ بِالجِماحِ عِثارُ الأُمَّةُ اِئتَلَفَت وَرَصَّ بِناءَها بانٍ زَعامَتُهُ هُدىً وَمَنارُ أَسَدٌ وَراءَ السِنِّ مَعقودُ الحُبا يَأبى وَيَغضَبُ لِلشَرى وَيَغارُ كَهفُ القَضِيَّةِ لا تَنامُ نُيوبُهُ عَنها وَلا تَتَناعَسُ الأَظفارُ يَومَ الخَميسِ وَراءَ فَجرِكَ لِلهُدى صُبحٌ وَلِلحَقِّ المُبينِ نَهارُ ما أَنتَ إِلّا فارِسِيٌّ لَيلُهُ عُرسٌ وَصَدرُ نَهارِهِ إِعذارُ بَكَرَت تُزاحِمُ مِهرَجانِكَ أُمَّةٌ وَتَلَفَّتَت خَلفَ الزِحامِ دِيارُ وَرَوى مَواكِبَكَ الزَمانُ لِأَهلِهِ وَتَنَقَّلَت بِجَلالِها الأَخبارُ أَقبَلتَ بِالدُستورِ أَبلَجَ زاهِراً يَفتَنُّ في قَسَماتِهِ النُظّارُ وَذُؤابَةُ الدُنيا تَرِفُّ حَداثَةً عَن جانِبَيهِ وَلِلزَمانِ عِذارُ يَحمي لَفائِفَهُ وَيَحرُسُ مَهدَهُ شَيخٌ يَذودُ وَفِتيَةٌ أَنصارُ وَكَأَنَّهُ عيسى الهُدى في مَهدِهِ وَكَأَنَّ سَعداً يوسُفُ النَجّارُ التاجُ فُصِّلَ في سَمائِكَ بِالضُحى مِنكَ الحِلى وَمِنَ الضُحى الأَنوارُ يَكسو مِنَ الدُستورِ هامَةَ رَبِّهِ ما لَيسَ يَكسو الفاتِحينَ الغارُ بِالحَقِّ يَفتَحُ كُلُّ هادٍ مُصلِحٍ ما لَيسَ يَفتَحُ بِالقَنا المِغوارُ وَطَني لَدَيكَ وَأَنتَ سَمحٌ مُفضِلٌ تُنسى الذُنوبُ وَتُذكَرُ الأَعذارُ تابَ الزَمانُ إِلَيكَ مِن هَفَواتِهِ بِوَزارَةٍ تُمحى بِها الأَوزارُ قُل لِلرِجالِ طَغى الأَسير طَيرُ الحِجالِ مَتى يَطير أَوهى جَناحَيهِ الحَدي دُ وَحَزَّ ساقَيهِ الحَرير ذَهَبَ الحِجابُ بِصَبرِهِ وَأَطالَ حَيرَتَهُ السُفور هَل هُيِّئَت دَرَجُ السَما ءِ لَهُ وَهَل نُصَّ الأَثير وَهَل اِستَمَرَّ بِهِ الجَنا حُ وَهَمَّ بِالنَهضِ الشَكير وَسَما لِمَنزِلِهِ مِنَ الدُن يا وَمَنزِلُهُ خَطير وَمَتى تُساسُ بِهِ الرِيا ضُ كَما تُساسُ بِهِ الوُكور أَوَ كُلُّ ما عِندَ الرِجا لِ لَهُ الخَواطِبُ وَالمُهور وَالسِجنُ في الأَكواخِ أَو سِجنٌ يُقالُ لَهُ القُصور تَاللَهِ لَو أَنَّ الأَدي مَ جَميعُهُ رَوضٌ وَنور في كُلِّ ظِلٍّ رَبوَةٌ وَبِكُلِّ وارِفَةٍ غَدير وَعَلَيهِ مِن ذَهَبٍ سِيا جٌ أَو مِنَ الياقوتِ سور ما تَمَّ مِن دونِ السَما ءِ لَهُ عَلى الأَرضِ الحُبور إِنَّ السَماءَ جَديرَةٌ بِالطَيرِ وَهوَ بِها جَدير هِيَ سَرجُهُ المَشدودُ وَه وَ عَلى أَعِنَّتِها أَمير حُرِّيَّةٌ خُلِقَ الإِنا ثُ لَها كَما خُلِقَ الذُكور هاجَت بَناتَ الشِعرِ عَي نٌ مِن بَناتِ النيلِ حور لي بَينَهُنَّ وَلائِدٌ هُم مِن سَوادِ العَينِ نور لا الشِعرُ يَأتي في الجُما نِ بِمِثلِهِنَّ وَلا البُحور مِن أَجلِهِنَّ أَنا الشَفي قُ عَلى الدُمى وَأَنا الغَيور أَرجو وَآمَلُ أَن سَتَج ري بِالَّذي شِئنَ الأُمور يا قاسِمُ اُنظُر كَيفَ سا رَ الفِكرُ وَاِنتَقلَ الشُعور جابَت قَضَيَّتُكَ البِلا دَ كَأَنَّها مَثَلٌ يَسير ما الناسُ إِلّا أَوَّلٌ يَمضي فَيَخلِفُهُ الأَخير الفِكرُ بَينَهُما عَلى بُعدِ المَزارِ هُوَ السَفير هَذا البِناءُ الفَخمُ لَي سَ أَساسُهُ إِلّا الحَفير إِنَّ الَّتي خَلَّفتَ أَم سِ وَما سِواكَ لَها نَصير نَهَضَ الحَقُّ بِشَأنِها وَسَعى لِخِدمَتِها الظَهِر في ذِمَّةِ الفُضلى هُدى جيلٌ إِلى هادٍ فَقير أَقبَلنَ يَسأَلنَ الحَضا رَةَ ما يُفيدُ وَما يُضير ما السُبلُ بَيِّنَةٌ وَلا كُلُّ الهُداةِ بِها بَصير ما في كِتابِكَ طَفرَةٌ تُنعى عَلَيكَ وَلا غُرور هَذَّبتَهُ حَتّى اِستَقامَت مِن خَلائِقِكَ السُطور وَوَضَعتَهُ وَعَلِمتَ أَن نَ حِسابَ واضِعِهِ عَسير لَكَ في مَسائِلِهِ الكَلا مُ العَفُّ وَالجَدَلُ الوَقور وَلَكَ البَيانُ الجَذلُ في أَثنائِهِ العِلمُ الغَزير في مَطلَبٍ خَشِنٍ كَثي رٌ في مَزالِقِهِ العُثور ما بِالكِتابِ وَلا الحَدي ثِ إِذا ذَكَرتَهُما نَكير حَتّى لَنَسأَلُ هَل تَغا رُ عَلى العَقائِدِ أَم تُغير عُشرونَ عاماً مِن زَوا لِكَ ما هِيَ الشَيءُ الكَثير رُعنَ النِساءَ وَقَد يَرو عُ المُشفِقَ الجَلَلُ اليَسير فَنَسينَ أَنَّكَ كَالبُدو رِ وَدونَ رِفعَتِكَ البُدور تَفنى السِنونُ بِها وَما آجالُها إِلّا شُهور لَقَد اِختَلَفنا وَالمُعا شِرُ قَد يُخالِفُهُ العَشير في الرَأيِ ثُمَّ أَهابَ بي وَبِكَ المُنادِمُ وَالسَمير وَمَحا الرَواحُ إِلى مَغا ني الوُدِّ ما اِقتَرَفَ البُكور في الرَأيِ تَضطَغِنُ العُقو لُ وَلَيسَ تَضطَغِنُ الصُدور قُل لي بِعَيشِكَ أَينَ أَن تَ وَأَينَ صاحِبُكَ الكَبير أَينَ الإِمامُ وَأَينَ إِس ماعيلُ وَالمَلَأُ المُنير لَمّا نَزَلتُم في الثَرى تاهَت عَلى الشُهُبِ القُبور عَصرُ العَباقِرَةِ النُجو مِ بِنورِهِ تَمشي العُصور جِنٌّ عَلَى حَرَمِ السَماءِ أَغاروا أَم فِتيَةٌ رَكِبوا الجَناحَ فَطاروا مِن كُلِّ أَهوَجَ في الهَواءِ عِنانُهُ هَوَجُ الرِياحِ وَسَرجُهُ الإِعصارُ يَبغي حِجابَ الشَمسِ يَطلُبُ عِندَها عِزّاً تَحَمَّلَهُ الجُدودُ وَساروا لَم يَبقَ مِنهُ وَمِن حَضارَةِ عَهدِهِ إِلّا صُوى مَحجوبَةٌ وَمَنارُ وَمَقالَةُ الأَجيالِ لَم يَلحَق بِهِم بانٍ وَلَم يُدرِكُهُمُ حَفّارُ طَلَعوا عَلى الوادي بِرايَةِ عَصرِهِم وَلِكُلِّ عَصرٍ رايَةٌ وَشِعارُ اِثنانِ ثَمَّ تَرى النُسورَ كَثيرَةً مِن كُلِّ ناحِيَةٍ لَها أَوكارُ سِرُّ النَجاحِ وَرُكنُ حَضارَةٍ هِمَمٌ مِنَ المُتَطَوِّعينَ كِبارُ نُسِخَت بِأَبطالِ السَماءِ بُطولَةٌ في الأَرضِ يوشِكُ رُكنُها يَنهارُ هَذا زَمانٌ لا الأَعِنَّةُ مَنزِلٌ لِلبَأسِ فيهِ وَلا الأَسِنَّةُ دارُ ما البَأسُ إِلّا مِن جَناحَي خاطِفٍ في البَرِّ وَالبَحرِ اِسمُهُ الطَيّارُ أَتُرى السَلامَةُ في السَماءِ وَظِلِّها أَم بِالسَماءِ يَصولُ الاِستِعمارُ حَرَمُ الهُدى وَالحَقُّ ريعَ جَلالُهُ وَغَدا وَراحَ بِجانِبَيهِ دَمارُ يا جائِبَ الصَحراءِ مِلءُ سَرابِها غَرَرٌ وَمِلءُ تُرابِها أَخطارُ يَكفيكَ مِن هِمَمِ الشَجاعَةِ لَيلَةٌ لَكَ مِن غَوائِلِها خَلَت وَنَهارُ لَمّا اِعتَمَدتَ عَلى الجَناحِ تَلَفَّتَت بيدٌ وَقَلَّبَتِ العُيونَ قِفارُ في كُلِّ صَحراءٍ وَكُلِّ تَنوفَةٍ أَرضٌ عَلَيكَ مِنَ السَماءِ تَغارُ حَسَنَينُ لَو لَم يَعذِروكَ لبادَرَت لَكَ مِن لِسانِ جِراحِكَ الأَعذارُ لِلَّهِ سَرجُكَ في السَماءِ فَإِنَّهُ سَرجُ الأَهِلَّةِ ما عَلَيهِ غُبارُ عَرَضَ الخُسوفُ لَهُ فَما أَزرى بِهِ ما في الخُسوفِ عَلى الأَهِلَّةِ عارُ أَوَ لَم تَطَءُ أَرضَ السَماءِ وَلَم تَدُر حَيثُ الشُموسُ تَدورُ وَالأَقمارُ أَلقى أَبو الفاروقِ نَحوَكَ بالَهُ وَتَشاغَلَت بِكَ أُمَّةٌ وَدِيارُ مَلِكٌ رُحِمتَ بِقُربِهِ وَجِوارِهِ حَتّى كَأَنَّكَ لِلعِنايَةِ جارُ نُصِبَ السُرادِقُ وَالمَطارُ وَحَلَّقَت في الجَوِّ تَلمَسُ شَخصَكَ الأَبصارُ فَلَمَستَ أَقضِيَةِ السَماءِ وَأَسفَرَت حَتّى نَظَرَت وُجوهَها الأَقدارُ قَدَرٌ عَلى يُمنى يَدَيهِ سَلامَةٌ لَكَ حَيثُ مِلتَ وَفي السَماءِ عِثارُ فَإِذا سَقَطتَ عَلى حَديدٍ مُضرَمٍ صَدَفَ الحَديدُ وَلَم تَنَلكَ النارُ ماذا لَقيتَ مِنَ النَجائِبِ كُلِّها قُل لي أَعِندَكَ لِلنَجائِبِ ثارُ هَذي تَعَثَّرُ في الزِمامِ وَتِلكَ لا تَمضي وَأُخرى في السُلوكِ تَحارُ فَشَلٌ يُعَظَّمُ كَالنَجاحِ عَلَيهِ مِن شَرَفِ الجُروحِ وَنورِهِنَّ فَخارُ لَو لَم يَكُن قَتلى وَجَرحى في الوَغى لَم يَعلُ هامَ الظافِرينَ الغارُ مَن لِنِضوٍ يَتَنَزّى أَلَما بَرَّحَ الشَوقَ بِهِ في الغَلَسِ حَنَّ لِلبانِ وَناجى العَلَما أَينَ شَرقُ الأَرضِ مِن أَندَلُسِ بُلبُلٌ عَلَّمَهُ البَينُ البَيان باتَ في حَبلِ الشُجونِ اِرتَبَكا في سَماءِ اللَيلِ مَخلوعَ العِنان ضاقَتِ الأَرضُ عَلَيهِ شَبَكا كُلَّما اِستَوحَشَ في ظِلِّ الجِنان جُنَّ فَاِسَتَضحَكَ مِن حَيثُ بَكى اِرتَدى بُرنُسَهُ وَاِلتَثَما وَخَطا خُطوَةَ شَيخٍ مُرعَسِ وَيُرى ذا حَدَبٍ إِن جَثَما فَإِن اِرتَدَّ بَدا ذا قَعَسِ فَمُهُ القاني عَلى لَبَّتِهِ كَبَقايا الدَمِ في نَصلِ دَقيقِ مَدَّهُ فَاِنشَقَّ مِن مَنبَتِهِ مَن رَأى شِقَّي مِقَصٍ مِن عَقيقِ وَبَكى شَجواً عَلى شَعبِهِ شَجوَ ذاتِ الثُكلِ في السِترِ الرَقيقِ سَلَّ مَن فيهِ لِساناً عَنَماً ماضِياً في البَثِّ لَم يَحتَبِسِ وَتَرٌ مِن غَيرِ ضَربٍ رَنَّما في الدُجى أَو شَرَرٌ مِن قَبَسِ نَفَرَت لَوعَتُهُ بَعدَ الهُدوء وَالدُجى بَيتُ الجَوى وَالبُرَحا يَتَعايا بِجَناحٍ وَيَنوء بِجناحٍ مُذ وَهى ما صَلَحا سائَهُ الدَهرُ وَما زالَ يَسوء ما عَلَيهِ لَو أَسا ما جَرَحا كُلَّما أَدمى يَدَيهِ نَدَماً سالَتا مِن طَوقِهِ وَالبُرنُسِ فَنِيَت أَهدابُهُ إِلّا دَماً قامَ كَالياقوتِ لَم يَنبَجِسِ مَدَّ في اللَيلِ أَنيناً وَخَفَق خَفَقانَ القُرطِ في جُنحِ الشَعَر فَرَغَت مِنهُ النَوى غَيرَ رَمَق فَضلَةَ الجُرحِ إِذا الجُرحُ نَغَر يَتَلاشى نَزَواتٍ في حُرَق كَذُبالٍ آخِرَ اللَيلِ اِستَعَر لَم يَكُن طَوقاً وَلَكِن ضَرَما ما عَلى لَبَّتِهِ مِن قَبَسِ رَحمَةُ اللَهِ لَهُ هَل عَلِما أَنَّ تِلكَ النَفسَ مِن ذا النَفَسِ قُلتُ لِلَّيلِ وَلِلَّيلِ عَواد مَن أَخو البَثِّ فَقالَ فِراق قُلتُ ما واديهِ قالَ الشَجوُ واد لَيسَ فيهِ مِن حِجازٍ أَو عِراق قُلتُ لَكِن جَفنُهُ غَيرُ جَواد قالَ شَرُّ الدَمعِ ما لَيسَ يُراق نَغبِطُ الطَيرَ وَما نَعلَمُ ما هِيَ فيهِ مِن عَذابٍ بَئِسِ فَدَعِ الطَيرَ وَحَظّاً قُسِما صَيَّرَ الأَيكَ كَدورِ الأَنَسِ ناحَ إِذ جَفنايَ في أَسرِ النُجوم رَسَفا في السُهدِ وَالدَمعُ طَليق أَيُّها الصارِخُ مِن بَحرِ الهُموم ما عَسى يُغني غَريقٌ مِن غَريق إِنَّ هَذا السَهمَ لي مِنهُ كُلوم كُلُّنا نازِحُ أَيكٍ وَفَريق قَلِّبِ الدُنيا تَجِدها قِسَماً صُرِّفَت مِن أَنعُمٍ أَو أَبؤُسِ وَاِنظُرِ الناسَ تَجِد مَن سَلِما مِن سِهامِ الدَهرِ شَجَّتهُ القِسي يا شَبابَ الشَرقِ عُنوانَ الشَباب ثَمَراتِ الحَسَبِ الزاكي النَمير حَسبُكُم في الكَرَمِ المَحضِ اللُباب سيرَةٌ تَبقى بَقاءَ اِبنَي سَمير في كِتابِ الفَخرِ لِلداخِلِ باب لَم يَلِجهُ مِن بَني المُلكِ أَمير في الشُموسِ الزُهرِ بِالشامِ اِنتَمى وَنَمى الأَقمارَ بِالأَندَلُسِ قَعَدَ الشَرقُ عَلَيهِم مَأتَما وَاِنثَنى الغَربُ بِهِم في عُرُسِ هَل لَكُم في نَبَإِ خَيرِ نَبَأ حِليَةِ التاريخِ مَأثورٍ عَظيم حَلَّ في الأَنباءِ ما حَلَّت سَبَأ مَنزِلَ الوُسطى مِنَ العِقدِ النَظيم مِثلَهُ المِقدارُ يَوماً ما خَبَأ لِسَليبِ التاجِ وَالعَرشِ كَظيم يُعجِزُ القُصّاصَ إِلّا قَلَما في سَوادٍ مِن هَوىً لَم يُغمَسِ يُؤثِرُ الصِدقَ وَيَجزي عَلَما قَلَبَ العالَمَ لَو لَم يُطمَسِ عَن عِصامِيٍّ نَبيلٍ مُعرِقِ في بُناةِ المَجدِ أَبناءِ الفَخار نَهَضَت دَولَتُهُم بِالمَشرِقِ نَهضَةَ الشَمسِ بِأَطرافِ النَهار ثُمَّ خانَ التاجُ وُدَّ المَفرِقِ وَنَبَت بِالأَنجُمِ الزُهرِ الدِيار غَفَلوا عَن ساهِرٍ حَولَ الحِمى باسِطٍ مِن ساعِدَي مُفتَرِسِ حامَ حَولَ المُلكِ ثُمَّ اِقتَحَما وَمَشى في الدَمِ مَشيَ الضِرسِ ثَأرُ عُثمانَ لِمَروانٍ مَجاز وَدَمَ السِبطِ أَثارَ الأَقرَبون حَسَّنوا لِلشامِ ثَأراً وَالحِجاز فَتَغالى الناسُ فيما يَطلُبون مَكرُ سُوّاسٍ عَلى الدَهماءِ جاز وَرُعاةٌ بِالرَعايا يَلعَبون جَعَلوا الحَقَّ لِبَغيٍ سُلَّما فَهوَ كَالسِترِ لَهُم وَالتُرُسِ وَقَديماً بِاِسمِهِ قَد ظَلَما كُلُّ ذي مِئذَنَةٍ أَو جَرَسِ جُزِيَت مَروانُ عَن آبائِها ما أَراقوا مِن دِماءٍ وَدُموع وَمِنَ النَفسِ وَمِن أَهوائِها ما يُؤَدّيهِ عَنِ الأَصلِ وَالفُروع خَلَتِ الأَعوادُ مِن أَسمائِها وَتَغَطَّت بِالمَصاليبِ الجُذوع ظَلَمَت حَتّى أَصابَت أَظلَما حاصِدَ السَيفِ وَبيءَ المَحبَسِ فَطِناً في دَعوَةِ الآلِ لِما هَمَسَ الشاني وَما لَم يَهمِسِ لَبِسَت بُردَ النَبِيِّ النَيِّرات مِن بَني العَبّاسِ نوراً فَوقَ نور وَقَديماً عِندَ مَروانٍ تِرات لِزَكِيّاتٍ مِنَ الأَنفُسِ نور فَنَجا الداخِلُ سَبخاً بِالفُرات تارِكَ الفِتنَةِ تَطغى وَتَنور غَسَّ كَالحوتِ بِهِ وَاِقتَحَما بَينَ عِبرَيهِ عُيونَ الحَرَسِ وَلَقَد يُجدي الفَتى أَن يَعلَما صَهوَةَ الماءِ وَمَتنِ الفَرَسِ صَحِبَ الداخِلَ مِن إِخوَتِهِ حَدَثٌ خاضَ الغُمارَ اِبنَ ثَمان غَلَبَ المَوجَ عَلى قُوَّتِهِ فَكَأَنَّ المَوجَ مِن جُندِ الزَمان وَإِذا بِالشَطِّ مِن شِقوَتِهِ صائِحٌ صاحَ بِهِ نِلتَ الأَمان فَاِنثَنى مُنخَدِعاً مُستَسلِماً شاةٌ اِغتَرَّت بِعَهدِ الأَلَسِ خَضَبَ الجُندُ بِهِ الأَرضَ دَما وَقُلوبُ الجُندِ كَالصَخرِ القَسي أَيُّها اليائِسُ مُت قَبلَ المَمات أَو إِذا شِئتَ حَياةً فَالرَجا لا يَضِق ذَرعُكَ عِندَ الأَزَمات إِن هِيَ اِشتَدَّت وَأَمِّل فَرَجا ذَلِكَ الداخِلُ لاقى مُظلِمات لَم يَكُن يَأمُلُ مِنها مَخرَجا قَد تَوَلّى عِزُّهُ وَاِنصَرَما فَمَضى مِن غَدِهِ لَم يَيأَسِ رامَ بِالمَغرِبِ مُلكاً فَرَمى أَبَعدَ الغَمرِ وَأَقصى اليَبَسِ ذاكَ وَاللَهِ الغِنى كُلُّ الغِنى أَيُّ صَعبٍ في المَعالي ما سَلَك لَيسَ بِالسائِلِ إِن هَمَّ مَتى لا وَلا الناظِرِ ما يوحي الفَلَك زايَلَ المُلكُ ذَويهِ فَأَتى مُلكَ قَومٍ ضَيَّعوهُ فَمَلَك غَمَراتٌ عارَضَت مُقتَحِما عالِيَ النَفسِ أَشَمَّ المَعطِسِ كُلُّ أَرضٍ حَلَّ فيها أَو حِمى مَنزِلُ البَدرِ وَغابُ البَيهَسِ نَزَلَ الناجي عَلى حُكمِ النَوى وَتَوارى بِالسُرى مِن طالِبيه غَيرَ ذي رَحلٍ وَلا زادٍ سِوى جَوهَرٍ وافاهُ مِن بَيتِ أَبيهِ قَمَرٌ لاقى خُسوفاً فَاِنزَوى لَيسَ مِن آبائِهِ إِلّا نَبيه لَم يَجِد أَعوانَهُ وَالخَدَما جانَبوهُ غَيرَ بَدرِ الكَيِّسِ مِن مَواليهِ الثِقاتِ القُدُما لَم يَخُنهُ في الزَمانِ الموئِسِ حينَ في إِفريقيا اِنحَلَّ الوِئام وَاِضمَحَلَّت آيَةُ الفَتحِ الجَليل ماتَتِ الأُمَّةُ في غَيرِ اِلتِئام وَكَثيرٌ لَيسَ يَلتامُ قَليل يَمَنٌ سَلَّت ظُباها وَالشَآم شامَها هِندِيَّةً ذاتَ صَليل فَرَّقَ الجُندَ الغِنى فَاِنقَسَما وَغَدا بَينَهُم الحَقُّ نَسي أَوحَشَ السُؤدُدُ فيهِم وَسَما لِلمَعالي مَن بِهِ لَم تانَسِ رُحِموا بِالعَبقَرِيِّ النابِهِ البَعيدِ الهِمَّةِ الصَعبِ القِياد مَدَّ في الفَتحِ وَفي أَطنابِهِ لَم يَقِف عِندَ بِناءِ اِبنِ زِياد هَجَرَ الصَيدَ فَما يُغنى بِهِ وَهوَ بِالمُلكِ رَفيقٌ ذو اِصطِياد سَل بِهِ أَندَلُساً هَل سَلِما مِن أَخي صَيدٍ رَفيقٍ مَرِسِ جَرَّدَ السَيفَ وَهَزَّ القَلَما وَرَمى بِالرَأيِ أُمَّ الخُلَسِ بِسَلامٍ يا شِراعاً ما دَرى ما عَلَيهِ مِن حَياءٍ وَسَخاء في جَناحِ المَلَكِ الروحُ جَرى وَبِريحٍ حَفَّها اللُطفُ رُخاء غَسَلَ اليَمُّ جِراحاتِ الثَرى وَمَحا الشِدَّةَ مَن يَمحو الرَخاء هَل دَرى أَندَلُسٌ مَن قَدِما دارَهُ مِن نَحوِ بَيتِ المَقدِسِ بِسَليلِ الأَمَوِيّينَ سَما فَتحُ موسى مُستَقِرَّ الأُسُسِ أَمَوِيٌّ لِلعُلا رِحلَتُهُ وَالمَعالي بِمَطِيٍّ وَطُرُق كَالهِلالِ اِنفَرَدَت نُقلَتُهُ لا يُجاريهِ رُكابٌ في الأُفُق ما بُنِيَت مِن خُلُقٍ دَولَتُهُ قَد يَشيدُ الدُوَلَ الشُمَّ الخُلُق وَإِذا الأَخلاقُ كانَت سُلَّما نالَتِ النَجمَ يَدُ المُلتَمِسِ فَاِرقَ فيها تَرقَ أَسبابَ السَما وَعَلى ناصِيَةِ الشَمسِ اِجلِسِ أَيُّ ملُكٍ مِن بِناياتِ الهِمَم أَسَّسَ الداخِلُ في الغَربِ وَشاد ذَلِكَ الناشِئُ في خَيرِ الأُمَم سادَ في الأَرضِ وَلَم يُخلَق يُساد حَكَمَت فيهِ اللَيالي وَحَكَم في عَواديها قِياداً بِقِياد سُلِبَ العِزَّ بِشَرقٍ فَرَمى جانِبَ الغَربِ لِعِزٍّ أَقعَسِ وَإِذا الخَيرُ لِعَبدٍ قُسِما سَنَحَ السَعدُ لَهُ في النَحسِ أَيُّها القَلبُ أَحَقٌّ أَنتَ جار لِلَّذي كانَ عَلى الدَهرِ يَجير هاهُنا حَلَّ بِهِ الرَكبُ وَسار وَهُنا ثاوٍ إِلى البَعثِ الأَسير فَلَكٌ بِالسَعدِ وَالنَحسِ مُدار صَرَعَ الجامَ وَأَلوى بِالمُدير ها هُنا كُنتَ تَرى حُوَّ الدُمى فاتِناتٍ بِالشِفاهِ اللُعُسِ ناقِلاتٍ في العَبيرِ القَدَما واطِئاتٍ في حَبيرِ السُندُسِ خُذ عَنِ الدُنيا بَليغَ العِظَةِ قَد تَجَلَّت في بَليغِ الكَلِمِ طَرَفاها جُمِعا في لَفظَةٍ فَتَأَمَّل طَرَفَيها تَعلَمِ الأَماني حُلمٌ في يَقظَةِ وَالمَنايا يَقظَةٌ مِن حُلُمِ كُلُّ ذي سِقطَينِ في الجَوِّ سَما واقِعٌ يَوماً وَإِن لَم يُغرَسِ وَسَيَلقى حَينَهُ نَسرُ السَما يَومَ تُطوى كَالكِتابِ الدَرسِ أَينَ يا واحِدَ مَروانَ عَلَم مَن دَعاكَ الصَقرُ سَمّاهُ العُقاب رايَةٌ صَرَّفَها الفَردُ العَلَم عَن وُجوهِ النَصرِ تَصريفَ النِقاب كُنتَ إِن جَرَّدتَ سَيفاً أَو قَلَم أُبتَ بِالأَلبابِ أَو دِنتَ الرِقاب ما رَأى الناسُ سِواهُ عَلَما لَم يُرَم في لُجَّةٍ أَي يَبَسِ أَعَلى رُكنِ السِماكِ اِدَّعَما وَتَغَطّى بِجَناحِ القُدُسِ قَصرُكَ المُنيَةُ مِن قُرطُبَه فيهِ وارَوكَ وَلِلَّهِ المَصير صَدَفٌ خُطَّ عَلى جَوهَرَةٍ بَيدَ أَنَّ الدَهرَ نَبّاشٌ بَصير لَم يَدَع ظِلّاً لِقَصرِ المُنيَةِ وَكَذا عُمرُ الأَمانِيِّ قَصير كُنتَ صَقراً قُرَشِيّاً عَلَما ما عَلى الصَقرِ إِذ لَم يُرمَسِ إِن تَسَل أَينَ قُبورُ العُظَما فَعَلى الأَفواهِ أَو في الأَنفُسِ كَم قُبورٍ زَيَّنَت جيدَ الثَرى تَحتَها أَنجَسُ مِن مَيتِ المَجوس كانَ مَن فيها وَإِن جازوا الثَرى قَبلَ مَوتِ الجِسمِ أَمواتُ النُفوس وَعِظامٌ تَتَزَكّى عَنبَراً مِن ثَناءٍ صِرنَ أَغفالَ الرُموس فَاِتَّخِذ قَبرَكَ مِن ذِكرٍ فَما تَبنِ مِن مَحمودِهِ لا يُطمَسِ هَبكَ مِن حِرصٍ سَكَنتَ الهَرَما أَينَ بانيهِ المَنيعُ المَلمَسِ شَيَّعتُ أَحلامي بِقَلبٍ باكِ وَلَمَحتُ مِن طُرُقِ المِلاحِ شِباكي وَرَجَعتُ أَدراجَ الشَبابِ وَوَردِهِ أَمشي مَكانَهُما عَلى الأَشواكِ وَبِجانِبي واهٍ كَأنَّ خُفوقَهُ لَمّا تَلَفَّتَ جَهشَةُ المُتَباكي شاكي السِلاحِ إِذا خَلا بِضُلوعِهِ فَإِذا أُهيبَ بِهِ فَلَيسَ بِشاكِ قَد راعَهُ أَنّي طَوَيتُ حَبائِلي مِن بَعدِ طولِ تَناوُلٍ وَفِكاكِ وَيحَ اِبنِ جَنبي كُلُّ غايَةِ لَذَّةٍ بَعدَ الشَبابِ عَزيزَةُ الإِدراكِ لَم تُبقِ مِنّا يا فُؤادُ بَقِيَّةً لِفُتُوَّةٍ أَو فَضلَةٌ لِعِراكِ كُنّا إِذا صَفَّقتَ نَستَبِقُ الهَوى وَنَشُدُّ شَدَّ العُصبَةِ الفُتّاكِ وَاليَومَ تَبعَثُ فِيَّ حينَ تَهَزُّني ما يَبعَثُ الناقوسُ في النُسّاكِ يا جارَةَ الوادي طَرِبتُ وَعاوَدَني ما يُشبِهُ الأَحلامَ مِن ذِكراكِ مَثَّلتُ في الذِكرى هَواكِ وَفي الكَرى وَالذِكرَياتُ صَدى السِنينِ الحاكي وَلَقَد مَرَرتُ عَلى الرِياضِ بِرَبوَةٍ غَنّاءَ كُنتُ حِيالَها أَلقاكِ ضَحِكَت إِلَيَّ وُجوهُها وَعُيونُها وَوَجَدتُ في أَنفاسِها رَيّاكِ فَذَهبتُ في الأَيّامِ أَذكُرُ رَفرَفاً بَينَ الجَداوِلِ وَالعُيونِ حَواكِ أَذَكَرتِ هَروَلَةَ الصَبابَةِ وَالهَوى لَمّا خَطَرتِ يُقَبِّلانِ خُطاكِ لَم أَدرِ ماطيبُ العِناقِ عَلى الهَوى حَتّى تَرَفَّقَ ساعِدي فَطواكِ وَتَأَوَّدَت أَعطافُ بانِكِ في يَدي وَاِحمَرَّ مِن خَفرَيهِما خَدّاكِ وَدَخَلتُ في لَيلَينِ فَرعِكِ وَالدُجى وَلَثَمتُ كَالصُبحِ المُنَوِّرِ فاكِ وَوَجدتُ في كُنهِ الجَوانِحِ نَشوَةً مِن طيبِ فيكِ وَمِن سُلافِ لَماكِ وَتَعَطَّلَت لُغَةُ الكَلامِ وَخاطَبَت عَينَيَّ في لُغَةِ الهَوى عَيناكِ وَمَحَوتُ كُلَّ لُبانَةٍ مِن خاطِري وَنَسيتُ كُلَّ تَعاتُبٍ وَتَشاكي لا أَمسَ مِن عُمرِ الزَمانِ وَلا غَدٌ جُمِعَ الزَمانُ فَكانَ يَومَ رِضاكِ لُبنانُ رَدَّتني إِلَيكَ مِنَ النَوى أَقدارُ سَيرٍ لِلحَياةِ دَراكِ جَمَعَت نَزيلَي ظَهرِها مِن فُرقَةٍ كُرَةٌ وَراءَ صَوالِجِ الأَفلاكِ نَمشي عَلَيها فَوقَ كُلِّ فُجاءَةٍ كَالطَيرِ فَوقَ مَكامِنِ الأَشراكِ وَلَو أَنَّ بِالشَوقُ المَزارُ وَجَدتَني مُلقى الرِحالِ عَلى ثَراكِ الذاكي بِنتَ البِقاعِ وَأُمَّ بَردونِيَّها طيبي كَجِلَّقَ وَاِسكُبي بَرداكِ وَدِمَشقُ جَنّاتُ النَعيمِ وَإِنَّما أَلفَيتُ سُدَّةَ عَدنِهِنَّ رُباكِ قَسَماً لَوِ اِنتَمَتِ الجَداوِلُ وَالرُبا لَتَهَلَّلَ الفِردَوسُ ثُمَّ نَماكِ مَرآكِ مَرآهُ وَعَينُكِ عَينُهُ لِم يا زُحَيلَةُ لا يَكونُ أَباكِ تِلكَ الكُرومُ بَقِيَّةٌ مِن بابِلٍ هَيهاتَ نَسيَ البابِلِيِّ جَناكِ تُبدي كَوَشيِ الفُرسِ أَفتَنَ صِبغَةٍ لِلناظِرينَ إِلى أَلَذِّ حِياكِ خَرَزاتِ مِسكٍ أَو عُقودَ الكَهرَبا أودِعنَ كافوراً مِنَ الأَسلاكِ فَكَّرتُ في لَبَنِ الجِنانِ وَخَمرِها لَمّا رَأَيتُ الماءَ مَسَّ طِلاكِ لَم أَنسَ مِن هِبَةِ الزَمانِ عَشِيَّةً سَلَفَت بِظِلِّكِ وَاِنقَضَت بِذَراكِ كُنتِ العَروسَ عَلى مَنَصَّةِ جِنحِها لُبنانُ في الوَشيِ الكَريمِ جَلاكِ يَمشي إِلَيكِ اللَحظُ في الديباجِ أَو في العاجِ مِن أَيِّ الشِعابِ أَتاكِ ضَمَّت ذِراعَيها الطَبيعَةُ رِقَّةً صِنّينَ وَالحَرَمونَ فَاِحتَضَناكِ وَالبَدرُ في ثَبَجِ السَماءِ مُنَوِّرٌ سالَت حُلاهُ عَلى الثَرى وَحُلاكِ وَالنَيِّراتُ مِنَ السَحابِ مُطِلَّةٌ كَالغيدِ مِن سِترٍ وَمِن شُبّاكِ وَكَأَنَّ كُلَّ ذُؤابَةٍ مِن شاهِقٍ رُكنُ المَجرَّةِ أَو جِدارُ سِماكِ سَكَنَت نَواحي اللَيلِ إِلّا أَنَّةً في الأَيكِ أَو وَتَراً شَجِيَ حِراكِ شَرَفاً عَروسَ الأَرزِ كُلُّ خَريدَةٍ تَحتَ السَماءِ مِنَ البِلادِ فِداكِ رَكَزَ البَيانُ عَلى ذَراكِ لِوائَهُ وَمَشى مُلوكُ الشِعرِ في مَغناكِ أُدَباؤُكِ الزُهرُ الشُموسُ وَلا أَرى أَرضاً تَمَخَّضُ بِالشُموسِ سِواكِ مِن كُلِّ أَروَعَ عِلمُهُ في شِعرِهِ وَيَراعُهُ مِن خُلقِهِ بِمَلاكِ جَمعَ القَصائِدَ مِن رُباكِ وَرُبَّما سَرَقَ الشَمائِلَ مِن نَسيمِ صَباكِ موسى بِبابِكِ في المَكارِمِ وَالعُلا وَعَصاهُ في سِحرِ البَيانِ عَصاكِ أَحلَلتِ شِعري مِنكِ في عُليا الذُرا وَجَمَعتِهِ بِرِوايَةِ الأَملاكِ إِن تُكرِمي يا زَحلُ شِعري إِنَّني أَنكَرتُ كُلَّ قَصيدَةٍ إِلّاكِ أَنتِ الخَيالُ بَديعُهُ وَغَريبُهُ اللَهُ صاغَكِ وَالزَمانُ رَواكِ حَياةٌ ما نُريدُ لَها زِيالا وَدُنيا لا نَوَدُّ لَها اِنتِقالا وَعَيشٌ في أُصولِ المَوتِ سَمٌّ عُصارَتُهُ وَإِن بَسَطَ الظِلالا وَأَيّامٌ تَطيرُ بِنا سَحاباً وَإِن خيلَت تَدِبُّ بِنا نِمالا نُريها في الضَميرِ هَوىً وَحُبّاً وَنُسمِعُها التَبرُّمَ وَالمَلالا قِصارٌ حينَ نَجري اللَهوَ فيها طِوالٌ حينَ نَقطَعُها فِعالا وَلَم تَضُقِ الحَياةُ بِنا وَلَكِن زِحامُ السوءِ ضَيَّقَها مَجالا وَلَم تَقتُل بِراحَتِها بَنيها وَلَكِن سابَقوا المَوتَ اِقتِتالا وَلَو زادَ الحَياةَ الناسُ سَعياً وَإِخلاصاً لَزادَتهُم جَمالا كَأنَّ اللَهَ إِذ قَسَمَ المَعالي لِأَهلِ الواجِبِ اِدَّخَرَ الكَمالا تَرى جِدّاً وَلَستَ تَرى عَلَيهِم وُلوعاً بِالصَغائِرِ وَاِشتِغالا وَلَيسوا أَرغَدَ الأَحياءِ عَيشاً وَلَكِن أَنعَمَ الأَحياءِ بالا إِذا فَعَلوا فَخَيرُ الناسِ فِعلاً وَإِن قالوا فَأَكرَمُهُم مَقالا وَإِن سَأَلَتهُمو الأَوطانُ أَعطَوا دَماً حُرّاً وَأَبناءً وَمالا بَني البَلَدِ الشَقيقِ عَزاءَ جارٍ أَهابَ بِدَمعِهِ شَجَنٌ فَسالا قَضى بِالأَمسِ لِلأَبطالِ حَقّاً وَأَضحى اليَومَ بِالشُهَداءِ غالي يُعَظِّمُ كُلَّ جُهدٍ عَبقَرِيٍّ أَكانَ السِلمَ أَم كانَ القِتالا وَما زِلنا إِذا دَهَتِ الرَزايا كَأَرحَمِ ما يَكونُ البَيتُ آلا وَقَد أَنسى الإِساءَةَ مِن حَسودٍ وَلا أَنسى الصَنيعَةَ وَالفِعالا ذَكَرتُ المِهرَجانَ وَقَد تَجَلّى وَوَفدَ المَشرِقَينِ وَقَد تَوالى وَداري بَينَ أَعراسِ القَوافي وَقَد جُلِيَت سَماءً لا تُعالى تَسَلَّلَ في الزِحامِ إِلَيَّ نِضوٌ مِنَ الأَحرارِ تَحسَبُهُ خَيالا رَسولُ الصابِرينَ أَلَمَّ وَهناً وَبَلَّغَني التَحِيَّةَ وَالسُؤالا دَنا مِنّي فَناوَلَني كِتاباً أَحَسَّت راحَتايَ لَهُ جَلالا وَجَدتُ دَمَ الأُسودِ عَلَيهِ مِسكاً وَكانَ الأَصلُ في المِسكِ الغَزالا كَأَنَّ أَسامِيَ الأَبطالِ فيهِ حَوامِمٌ عَلى رِقٍّ تَتالى رُواةُ قَصائِدي قَد رَتَّلوها وَغَنَّوها الأَسِنَّةَ وَالنِصالا إِذا رَكَزوا القَنا اِنتَقَلوا إِلَيها فَكانَت في الخِيامِ لَهُم نِقالا بَني سورِيَّةَ اِلتَئِموا كَيَومٍ خَرَجتُم تَطلُبونَ بِهِ النِزالا سَلو الحُرِيَّةَ الزَهراءَ عَنّا وَعَنكُم هَل أَذاقَتنا الوِصالا وَهَل نِلنا كِلانا اليَومَ إِلّا عَراقيبَ المَواعِدِ وَالمِطالا عَرَفتُم مَهرَها فَمَهَرتُموها دَماً صَبَغَ السَباسِبَ وَالدِغالا وَقُمتُم دونَها حَتّى خَضَبتُم هَوادِجَها الشَريفَةَ وَالحِجالا دَعوا في الناسِ مَفتوناً جَباناً يَقولُ الحَربُ قَد كانَت وَبالا أَيُطلَبُ حَقَّهُم بِالروحِ قَومٌ فَتَسمَعُ قائِلاً رَكِبوا الضَلالا وَكونوا حائِطاً لا صَدعَ فيهِ وَصَفّاً لا يُرَقَّعُ بِالكَسالى وَعيشوا في ظِلالِ السِلمِ كَدّاً فَلَيسَ السِلمُ عَجزاً وَاِتِّكالا وَلَكِن أَبَعدَ اليَومَينِ مَرمىً وَخَيرَهُما لَكُم نُصحاً وَآلا وَلَيسَ الحَربُ مَركَبَ كُلِّ يَومٍ وَلا الدَمُ كُلَّ آوِنَةٍ حَلالا سَأَذكُرُ ما حَييتُ جِدارَ قَبرٍ بِظاهِرِ جِلَّقَ رَكِبَ الرِمالا مُقيمٌ ما أَقامَت مَيسَلونٌ يَذكُرُ مَصرَعَ الأُسُدِ الشِبالا لَقَد أَوحى إِلَيَّ بِما شَجاني كَما توحي القُبورُ إِلى الثَكالى تَغَيَّبَ عَظمَةُ العَظَماتِ فيهِ وَأَوَّلُ سَيِّدٍ لَقِيَ النِبالا كَأَنَّ بُناتَهُ رَفَعوا مَناراً مِنَ الإِخلاصِ أَو نَصَبوا مِثالا سِراجُ الحَقِّ في ثَبَجِ الصَحارى تَهابُ العاصِفاتُ لَهُ ذُبالا تَرى نورَ العَقيدَةِ في ثَراهُ وَتَنشَقُ في جَوانِبِهِ الخِلالا مَشى وَمَشَت فَيالِقُ مِن فَرَنسا تَجُرُّ مَطارِفَ الظَفَرِ اِختِيالا مَلَأنَ الجَوَّ أَسلِحَةً خِفاقاً وَوَجهَ الأَرضِ أَسلِحَةً ثِقالا وَأَرسَلنَ الرِياحَ عَلَيهِ ناراً فَما حَفَلَ الجَنوبُ وَلا الشَمالا سَلوهُ هَل تَرَجَّلَ في هُبوبٍ مِنَ النيرانِ أَرجَلَتِ الجِبالا أَقامَ نَهارَهُ يُلقي وَيَلقى فَلَمّا زالَ قُرصُ الشَمسِ زالا وَصاحَ نَرى بِهِ قَيدَ المَنايا وَلَستَ تَرى الشَكيمَ وَلا الشِكالا فَكُفِّنَ بِالصَوارِمِ وَالعَوالي وَغُيِّبَ حَيثُ جالَ وَحَيثُ صالا إِذا مَرَّت بِهِ الأَجيالُ تَترى سَمِعتَ لَها أَزيزاً وَاِبتِهالا تَعَلَّقَ في ضَمائِرِهِم صَليباً وَحَلَّقَ في سَرائِرِهِم هِلالا جَعَلتُ حُلاها وَتِمثالَها عُيونَ القَوافي وَأَمثالَها وَأَرسَلتُها في سَماءِ الخَيالِ تَجُرُّ عَلى النَجمِ أَذيالَها وَإِنّي لِغِرّيدُ هَذي البِطاحِ تَغَذّى جَناها وَسَلسالَها تَرى مِصرَ كَعبَةَ أَشعارِهِ وَكُلِّ مُعَلَّقَةٍ قالَها وَتَلمَحُ بَينَ بُيوتِ القَصيد حِجالَ العَروسِ وَأَحجالَها أَدارَ النَسيبَ إِلى حُبِّها وَوَلّى المَدائِحَ إِجلالَها أَرَنَّ بِغابِرِها العَبقَرِيُّ وَغَنّى بِمِثلِ البُكا حالَها وَيَروي الوَقائِعَ في شِعرِهِ يَروضُ عَلى البَأسِ أَطفالَها وَما لَمَحوا بَعدُ ماءَ السُيوف فَما ضَرَّ لَو لَمَحوا آلَها وَيَومٍ ظَليلِ الضُحى مِن بَشنَسَ أَفاءَ عَلى مِصرَ آمالَها رَوى ظُلُّهُ عَن شَبابِ الزَمانِ رَفيفَ الحَواشي وَإِخضالَها مَشَت مِصرُ فيهِ تُعيدُ العُصورَ وَيَغمُرُ ذِكرُ الصِبا بالَها وَتَعرِضُ في المِهرَجانِ العَظيمِ ضُحاها الخَوالي وَآصالَها وَأَقبَلَ رَمسيسُ جَمَّ الجَلالِ سَنِيَّ المَواكِبِ مُختالَها وَما دانَ إِلّا بِشورى الأُمورِ وَلا اِختالَ كِبراً وَلا اِستالَها فَحَيّا بِأَبلَجَ مِثلِ الصِباحِ وُجوهَ البِلادِ وَأَرسالَها وَأَوما إِلى ظُلُماتِ القُرونِ فَشَقَّ عَنِ الفَنِّ أَسدالَها فَمَن يُبلِغُ الكَرنَكَ الأَقصُرِيَّ وَيُنبِئُ طَيبَةَ أَطلالَها وَيُسمِعُ ثَمَّ بِوادي المُلوكِ مُلوكَ الدِيارِ وَأَقيالَها وَكُلَّ مُخَلَّدَةٍ في الدُمى هُنالِكَ لَم نُحصِ أَحوالَها عَلَيها مِنَ الوَحيِ ديباجَةٌ أَلَحَّ الزَمانُ فَما اِزدالَها تَكادُ وَإِن هِيَ لَم تَتَّصِل بِروحٍ تُحَرِّكُ أَوصالَها وَما الفَنُّ إِلّا الصَريحُ الجَميلُ إِذا خالَطَ النَفسَ أَوحى لَها وَما هُوَ إِلّا جَمالُ العُقولِ إِذا هِيَ أَولَتهُ إِجمالَها لَقَد بَعَثَ اللَهُ عَهدَ الفُنونِ وَأَخرَجَتِ الأَرضُ مَثّالَها تَعالَوا نَرى كَيفَ سَوّى الصَفاةَ فَتاةً تُلَملِمُ سِربالَها دَنَت مِن أَبي الهَولِ مَشيَ الرَؤومِ إِلى مُقعَدٍ هاجَ بَلبالَها وَقَد جابَ في سَكَراتِ الكَرى عُروضَ اللَيالي وَأَطوالَها وَأَلقى عَلى الرَملِ أَرواقَهُ وَأَرسى عَلى الأَرضِ أَثقالَها يُخالُ لِإِطراقِهِ في الرِملِ سَطيحَ العُصورِ وَرَمّالَها فَقالَت تَحَرَّك فَهمَ الجَماد كَأَنَّ الجَمادَ وَعى قالَها فَهَل سَكَبَت في تَجاليدِهِ شُعاعَ الحَياةِ وَسَيّالَها أَتَذكُرُ إِذ غَضِبَت كَاللُباةِ وَلَمَّت مِنَ الغيلِ أَشبالَها وَأَلقَت بِهِم في غِمارِ الخُطوبِ فَخاضوا الخُطوبَ وَأَهوالَها وَثاروا فَجُنَّ جُنونُ الرِياحِ وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها وَباتَ تَلَمُّسُهُم شَيخَهُم حَديثَ الشُعوبِ وَأَشغالَها وَمَن ذا رَأى غابَةً كافَحَت فَرَدَّت مِن الأَسرِ رِئبالَها وَأَهيَبُ ما كانَ يَأسُ الشُعوبِ إِذا سَلَّحَ الحَقُّ أَعزالَها فُوادُ اِرفَعِ السِترَ عَن نَهضَةٍ تَقَدَّمَ جَدُّكَ أَبطالَها وَرُبَّ اِمرِئٍ لَم تَلِدهُ البِلادُ نَماها وَنَبَّهَ أَنسالَها وَلَيسَ اللَآلِئُ مِلكَ البُحورِ وَلَكِنَّها مِلكُ مَن نالَها وَما كَعَلِيٍّ وَلا جيلِهِ إِذا عَرَضَت مِصرُ أَجيالَها بَنَوا دَولَةً مِن بَناتِ الأَسِنَّ ةِ لَم يَشهَدِ النيلُ أَمثالَها لَئِن جَلَّلَ البَحرَ أُسطولُها لَقَد لَبِسَ البَرُّ قِسطالَها فأَمّا أَبوكَ فَدُنيا الحَضا رَةِ لَو سالَمَ الدَهرُ إِقبالَها تَخَيَّر إِفريقيا تاجَهُ وَرَكَّبَ في التاجِ صومالَها رِكابُكَ يا اِبنَ المُعِزِّ الغُيوثُ وَيَفضُلنَ في الخَيرِ مِنوالَها إِذا سِرنَ في الأَرضِ نَسَّينَها رِكابَ السَماءِ وَأَفضالَها فَلَم تَبرِحِ القَصرَ إِلّا شَفيتَ جُدوبَ العُقولِ وَإِمحالَها لَقَد رَكَّبَ اللهُ في ساعِدَيكَ يَمينَ الجُدودِ وَشيمالَها تَخُطُّ وَتَبني صُروحَ العُلومِ وَتَفتَحُ لِلشَرقِ أَقفالَها في مِهرَجانِ الحَقِّ أَو يَومَ الدَمِ مُهَجٌ مِنَ الشُهَداءِ لَم تَتَكَلَّمِ يَبدو عَلى هاتورَ نورُ دِمائِها كَدَمِ الحُسَينِ عَلى هِلالِ مُحَرَّمِ يَومُ الجِهادِ كَصَدرِ نَهارِهِ مُتَمايِلُ الأَعطافِ مُبتَسِمُ الفَمِ طَلَعَت تَحُجُّ البَيتَ فيهِ كَأَنَّها زُهرُ المَلائِكِ في سَماءِ المَوسِمِ لِم لا تُطِلُّ مِنَ السَماءِ وَإِنَّما بَينَ السَحابِ قُبورُها وَالأَنجُمِ وَلَقَد شَجاها الغائِبونَ وَراعَها ما حَلَّ بِالبَيتِ المُضيءِ المُظلِمِ وَإِذا نَظَرتَ إِلى الحَياةِ وَجَدتَها عُرساً أُقيمَ عَلى جَوانِبِ مَأتَمِ لا بُدَّ لِلحُرِيَّةِ الحَمراءِ مِن سَلوى تُرَقِدُ جُرحَها كَالبَلسَمِ وَتَبَسُّمٍ يَعلو أَسِرَّتِها كَما يَعلو فَمَ الثَكلى وَثَغرَ الأَيِّمِ يَومَ البُطولَةِ لَو شَهَدتُ نَهارَهُ لَنَظَمتُ لِلأَجيالِ ما لَم يُنظَمِ غَنَت حَقيقَتُهُ وَفاتَ جَمالُها باعَ الخَيالِ العَبقَرِيِّ المُلهَمِ لَولا عَوادي النَفيِ أَو عَقَباتُهُ وَالنَفيُ حالٌ مِن عَذابِ جَهَنَّمِ لَجَمَعتُ أَلوانَ الحَوادِثِ صورَةً مَثَّلتُ فيها صورَةَ المُستَسلِمِ وَحَكَيتُ فيها النيلَ كاظِمَ غَيظِهِ وَحَكَيتُهُ مُتَغَيِّظاً لَم يَكظِمِ دَعَتِ البِلادَ إِلى الغِمارِ فَغامَرَت وَطَنِيَّةٌ بِمُثَقَّفٍ وَمُعَلِّمِ ثارَت عَلى الحامي العَتيدِ وَأَقسَمَت بِسِواهُ جَلَّ جَلالُهُ لا تَحتَمي نَثرَ الكِنانَةَ رَبُّها وَتَخَيَّرَت يَدُهُ لِنُصرَتِها ثَلاثَةَ أَسهُمِ مِن كُلِّ أَعزَلَ حَقُّهُ بِيَمينِهِ كَالسَيفِ في يُمنى الكَمِيِّ المُعلَمِ لَم يُحجِموا في ساعَةٍ قَد أَظفَرَت مَلِكَ البِحارِ بِكُلِّ قَيصَرَ مُحجِمِ وَقَفوا مَطِيَّهُمو بِسُلَّمِ قَصرِهِ وَالبَأسُ وَالسُلطانُ دونَ السُلَّمِ وَتَقَدَّموا حَتّى إِذا ما بَلَّغوا أَوحوا إِلى مِصرَ الفَتاةِ تَقَدَّمي سالَت مِنَ الغابِ الشُبولُ غَلابِها لَبَنُ اللُباةِ وَهاجَ عِرقُ الضَيغَمِ يَومَ النِضالِ كَسَتكَ لَونَ جَمالِها حُرِيَّةٌ صَبَغَت أَديمَكَ بِالدَمِ أَصبَحتَ مِن غُرَرِ الزَمانِ وَأَصبَحَت ضَحِكَت أَسِرَّةُ وَجهِكَ المُتَجَهِّمِ وَلَقَد يَتَمتَ فَكُنتَ أَعظَمَ رَوعَةً يا لَيتَ مِن سَعدِ الحِمى لَم تَيتَمِ لِيَنَم أَبو الأَشبالِ مِلءَ جُفونِهِ لَيسَ الشُبولُ عَنِ العَرينِ بِنُوَّمِ اِبتَغوا ناصِيَةَ الشَمسِ مَكانا وَخُذوا القِمَّةَ عَلَماً وَبَيانا وَاِطلُبوا بِالعَبقَرِيّاتِ المَدى لَيسَ كُلُّ الخَيلِ يَشهَدنَ الرِهنا اِبعَثوها سابِقاتٍ نُجُبا تَملَأُ المِضمارَ مَعنىً وَعِيانا وَثِبوا لِلعِزِّ مِن صَهوَتِها وَخُذوا المَجدَ عِناناً فَعِنانا لا تُثيبوها عَلى ما قَلَّدَت مِن أَيادٍ حَسَداً أَو شَنَآنا وَضَئيلٍ مِن أُساةِ الحَيِّ لَم يُعنَ بِاللَحمِ وَبِالشَحمِ اِختِزانا ضامِرٍ في شُفعَةٍ تَحسَبُهُ نِضوَ صَحراءَ اِرتَدى الشَمسَ دِهانا أَو طَبيباً آيِباً مِن طيبَةٍ لَم تَزَل تَندى يَداهُ زَعفَرانا تُنكِرُ الأَرضُ عَلَيهِ جِسمَهُ وَاِسمُهُ أَعظَمُ مِنها دَوَرانا نالَ عَرشَ الطِبِّ أُمحوتَبٍ وَتَلَقّى مِن يَدَيهِ الصَولَجانا يا لِأَمحوتَبَ مِن مُستَألِهٍ لَم يَلِد إِلّا حَوارِيّاً هِجانا خاشِعاً لِلَّهِ لَم يُزهَ وَلَم يُرهِقِ النَفسَ اِغتِراراً وَاِفتِتانا يَلمُسُ القُدرَةُ لَمساً كُلَّما قَلَبَ المَوتى وَجَسَّ الحَيَوانا لَو يُرى اللَهُ بِمِصباحٍ لَما كانَ إِلّا العِلمَ جَلَّ اللَهُ شانا في خِلالٍ لَفَتَت زَهرَ الرُبى وَسَجايا أَنِسَت الشَربَ الدِنانا لَو أَتاهُ موجَعاً حاسِدُهُ سَلَّ مِن جَنَبِ الحَسودِ السَرطانا خَيرُ مَن عَلَّمَ في القَصرِ وَمَن شَقَّ عَن مُستَتِرِ الداءِ الكِنانا كُلُّ تَعليمٍ نَراهُ ناقِصاً سُلَّمٌ رَثٌّ إِذا اِستُعمِلَ خانا دَرَكٌ مُستَحدَثٌ مِن دَرَجٍ وَمِنَ الرِفعَةِ ما حَطَّ الدُخانا لا عَدِمنا لِلسُيوطِيِّ يَداً خُلِقَت لِلفَتقِ وَالرَتقِ بَنانا تَصرِفِ المِشرَطَ لِلبُرءِ كَما صَرَفَ الرُمحُ إِلى النَصرِ السِنانا مَدَّها كَالأَجَلِ المَبسوطِ في طَلَبِ البُرءِ اِجتِهاداً وَاِفتِنانا تَجِدُ الفولاذَ فيها مُحسِناً أَخَذَ الرِفقَ عَلَيها وَاللِيانا يَدُ إِبراهيمَ لَو جِئتَ لَها بِذَبيحِ الطَيرِ عادَ الطَيَرانا لَم تَخِط لِلناسِ يَوماً كَفَناً إِنَّما خاطَت بَقاءً وَكِيانا وَلَقَد يُؤسى ذَوو الجَرحى بِها مِن جِراحِ الدَهرِ أَو يُشفى الحَزانى نَبَغَ الجيلُ عَلى مِشرَطِها في كِفاحِ المَوتِ ضَرباً وَطِعانا لَو أَتَت قَبلَ نُضوجِ الطِبِّ ما وَجَدَ التَنويمُ عَوناً فَاِستَعانا يا طِرازاً يَبعَثُ اللَهُ بِهِ في نَواحي مُلكِهِ آناً فَآنا مِن رِجالٍ خُلِقوا أَلوِيَةً وَنُجوماً وَغُيوثاً وَرِعانا قادَةُ الناسِ وَإِن لَم يَقرُبوا طَبَعاتِ الهِندِ وَالسُمرَ اللِدانا وَغَذاءَ الجيلِ فَالجيلِ وَإِن نَسِيَ الأَجيالُ كَالطِفلِ اللِبانا وَهُمو الأَبطالُ كانَت حَربُهُم مُنذُ شَنّوها عَلى الجَهلِ عَوانا يا أَخي وَالذُخرُ في الدُنيا أَخٌ حاضِرُ الخَيرِ عَلى الخَيرِ أَعانا لَكَ عِندَ اِبنَي أَو عِندي يَدٌ لَستُ آلوها اِدِّكاراً أَو صِيانا حَسُنَت مِنّي وَمِنهُ مَوقِعاً فَجَعَلنا حِرزَها الشُكرَ الحُسانا هَل تَرى أَنتَ فَإِنّي لَم أَجِد كَجَميلِ الصُنعِ بِالشُكرِ اِقتِرانا وَإِذا الدُنيا خَلَت مِن خَيرٍ وَخَلَت مِن شاكِرٍ هانَت هَوانا دَفَعَ اللَهُ حُسَيناً في يَدٍ كَيَدِ الأَلطافِ رِفقاً وَاِحتِضانا لَو تَناوَلتُ الَّذي قَد لَمَسَت مِنهُ ما زِدتُ حِذاراً وَحَنانا جُرحُهُ كانَ بِقَلبي يا أَباً لا أُنَبّيهِ بِجُرحي كَيفَ كانا لَطَفَ اللَهُ فَعوفينا مَعاً وَاِرتَهَنّا لَكَ بِالشُكرِ لِسانا مَرحَباً بِالرَبيعِ في رَيعانِهِ وَبِأَنوارِهِ وَطيبِ زَمانِه رَفَّتِ الأَرضُ في مَواكِبِ آذا رَ وَشَبَّ الزَمانُ في مِهرَجانِه نَزَلَ السَهلَ ضاحِكَ البِشرِ يَمشي فيهِ مَشيَ الأَميرِ في بُستانِه عادَ حَلياً بِراحَتَيهِ وَوَشياً طولُ أَنهارِهِ وَعَرضُ جِنانِه لُفَّ في طَيلَسانِهِ طُرَرَ الأَر ضِ فَطابَ الأَديمُ مِن طَيلَسانِه ساحِرٌ فِتنَةَ العُيونِ مُبينٌ فَصَّلَ الماءَ في الرُبا بِجُمانِه عَبقَرِيُّ الخَيالِ زادَ عَلى الطَي فِ وَأَربى عَلَيهِ في أَلوانِه صِبغَةُ اللَهِ أَينَ مِنها رَفائي لُ وَمِنقاشُهُ وَسِحرُ بَنانِه رَنَّمَ الرَوضُ جَدوَلاً وَنَسيماً وَتَلا طَيرَ أَيكِهِ غُصنُ بانِه وَشَدَت في الرُبا الرَياحينُ هَمساً كَتَغَنّي الطَروبِ في وُجدانِه كُلُّ رَوحانَةٍ بِلَحنٍ كَعُرسٍ أُلِّفَت لِلغِناءِ شَتّى قِيانِه نَغَمٌ في السَماءِ وَالأَرضِ شَتّى مِن مَعاني الرَبيعِ أَو أَلحانِهِ أَينَ نورُ الرَبيعِ مِن زَهرِ الشِع رِ إِذا ما اِستَوى عَلى أَفنانِه سَرمَدُ الحُسنِ وَالبَشاشَةِ مَهما تَلتَمِسهُ تَجِدهُ في إِبّانِه حَسَنٌ في أَوانِهِ كُلِّ شَيءٍ وَجَمالُ القَريضِ بَعدَ أَوانِه مَلَكٌ ظِلُّهُ عَلى رَبوَةِ الخُل دِ وَكُرسِيُّهُ عَلى خُلجانِه أَمَرَ اللَهُ بِالحَقيقَةِ وَالحِك مَةِ فَاِلتَفَّتا عَلى صَولَجانِه لَم تَثُر أُمَّةٌ إِلى الحَقِّ إِلا بُهُدى الشِعرِ أَو خُطا شَيطانِه لَيسَ عَزفُ النُحاسِ أَوقَعَ مِنهُ في شُجاعِ الفُؤادِ أَو في جَبانِه ظَلَّلَتني عِنايَةٌ مِن فُؤادٍ ظَلَّلَ اللَهُ عَرشَهُ بِأَمانِه وَرَعاني رَعى الإِلَهُ لَهُ الفارو قَ طِفلاً وَيَومَ مَرجُوِّ شانِه مَلِكُ النيلِ مِن مَصَبَّيهِ بِالشَط طِ إِلى مَنبَعَيهِ مِن سودانِه هُوَ في المُلكِ بَدرُهُ المُتَجَلّي حُفَّ بِالهالَتَينِ مِن بَرلُمانِه زادَهُ اللَهُ بِالنِيابَةِ عِزّاً فَوقَ عِزِّ الجَلالِ مِن سُلطانِه مِنبَرُ الحَقِّ في أَمانَةِ سَعدٍ وَقِوامُ الأُمورِ في ميزانِه لَم يَرَ الشَرقُ داعِياً مِثلَ سَعدٍ رَجَّهُ مِن بِطاحِهِ وَرِعانِه ذَكَّرَتهُ عَقيدَةُ الناسِ فيهِ كَيفَ كانَ الدُخولُ في أَديانِه نَهضَةٌ مِن فَتى الشُيوخِ وَروحٌ سَرَيا كَالشَبابِ في عُنفُوانِه حَرَّكا الشَرقَ مِن سُكونٍ إِلى القَي دِ وَثارا بِهِ عَلى أَرسانِه وَإِذ النَفسُ أُنهِضَت مِن مَريضٍ دَرَجَ البُرءُ في قُوى جُثمانِه يا عُكاظاً تَأَلَّفَ الشَرقُ فيهِ مِن فِلسطينِهِ إِلى بَغدانِه اِفتَقَدنا الحِجازَ فيهِ فَلَم نَع ثُر عَلى قُسِّهِ وَلا سَحبانِه حَمَلَت مِصرُ دونَهُ هَيكَلَ الدي نِ وَروحَ البَيانِ مِن فُرقانِه وُطِّدَت فيكَ مِن دَعائِمِها الفُص حى وَشُدَّ البَيانُ مِن أَركانِه إِنَّما أَنتَ حَلبَةٌ لَم يُسَخَّر مِثلُها لِلكَلامِ يَومَ رِهانِه تَتَبارى أَصائِلُ الشامِ فيها وَالمَذاكِيِ العِتاقُ مِن لُبنانِه قَلَّدَتني المُلوكُ مِن لُؤلُؤِ البَح رَينِ آلاءَها وَمِن مَرجانِه نَخلَةٌ لا تَزالُ في الشَرقِ مَعنىً مِن بَداواتِهِ وَمِن عُمرانِه حَنَّ لِلشامِ حِقبَةً وَإِلَيها فاتِحُ الغَربِ مِن بَني مَروانِه وَحَبَتني بُمبايُ فيها يَراعاً أُفرِغَ الودُّ فيهِ مِن عِقيانِه لَيسَ تَلقى يَراعَها الهِندُ إِلّا في ذَرا الخُلقِ أَو وَراءَ ضَمانِه أَنتَضيهِ اِنتِضاءَ موسى عَصاهُ يَفرَقُ المُستَبِدُّ مِن ثُعبانِه يَلتَقي الوَحيَ مِن عَقيدَةِ حُرٍّ كَالحَوارِيِّ في مَدى إيمانِه غَيرَ باغٍ إِذا تَطَلَّبَ حَقّاً أَو لَئيمِ اللَجاجِ في عُدوانِه موكِبُ الشِعرِ حَرَّكَ المُتَنَبّي في ثَراهُ وَهَزَّ مِن حَسّانِه مَن ظَنَّ بَعدَكَ أَن يَقولَ رِثاءَ فَليَرثِ مِن هَذا الوَرى مَن شاءَ فَجَعَ المَكارِمَ فاجِعٌ في رَبِّها وَالمَجدَ في بانيهِ وَالعَلياءَ وَنَعى النُعاةُ إِلى المُروءَةِ كَنزَها وَإِلى الفَضائِلِ نَجمَها الوَضّاءَ أَأَبا مُحَمَّدٍ اِتَّئِد في ذا النَوى وَاِرفُق بِآلِكَ وَاِرحَمِ الأَبناءَ وَاِستَبقِ عِزَهُم بِطَهراءَ الَّتي كانوا النُجومَ بِها وَكُنتَ سَماءَ أَدجى بِها لَيلُ الخُطوبِ وَطالَما مُلِأَت مَنازِلُها سَنىً وَسَناءَ وَإِذا سُلَيمانَ اِستَقَلَّ مَحَلَّةً كانَت بِساطاً لِلنَدى وَرَجاءَ فَاِنظُر مِنَ الأَعوادِ حَولَكَ هَل تَرى مِن بَعدِ طِبِّكَ لِلعُفاةِ دَواءَ سارَت جَنازَةُ كُلِّ فَضلٍ في الوَرى لَمّا رَكِبتَ الآلَةَ الحَدباءَ وَتَيَتَّمَ الأَيتامُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَرَمى الزَمانُ بِصَرفِهِ الفُقَراءَ وَلَقَد عَهِدتُكَ لا تُضَيِّعُ راجِياً وَاليَومَ ضاعَ الكُلُّ فيكَ رَجاءَ وَعَلِمتُ أَنَّكَ مَن يَوَدُّ وَمَن يَفي فَقِفِ الغَداةَ لَوِ اِستَطَعتَ وَفاءَ وَذَكَرتُ سَعيَكَ لي مَريضاً فانِياً فَجَعَلتُ سَعيِيَ بِالرِثاءِ جَزاءَ وَالمَرءُ يُذكَرُ بِالجَمائِلِ بَعدَهُ فَاِرفَع لِذِكرِكَ بِالجَميلِ بِناءَ وَاِعلَم بِأَنَّكَ سَوفَ تُذكَرُ مَرَّةً فَيُقالُ أَحسَنَ أَو يُقالُ أَساءَ أَبَنيهِ كونوا لِلعِدى مِن بَعدِهِ كَيداً وَكونوا لِلوَلِيِّ عَزاءَ وَتَجَلَّدوا لِلخَطبِ مِثلَ ثَباتِهِ أَيّامَ يُدافِعُ الأَرزاءَ وَاللَهُ ما ماتَ الوَزيرُ وَكُنتُمُ فَوقَ التُرابِ أَعِزَّةً أَحياءَ يا أَيُّها الناعي أَبا الوُزَراءِ هَذا أَوانُ جَلائِلِ الأَنباءِ حُثَّ البَريدَ مَشارِقاً وَمَغارِباً وَاِركَب جَناحَ البَرقِ في الأَرجاءِ وَاِستَبكِ هَذا الناسَ دَمعاً أَو دَماً فَاليَومُ يَومُ مَدامِعٍ وَدِماءِ لَم تَنعَ لِلأَحياءِ غَيرَ ذَخيرَةٍ وَلَّت وَغَيرَ بَقِيَّةِ الكُبَراءِ رُزءُ البَرِيَّةِ في الوَزيرِ زِيادَةٌ فيما أَلَمَّ بِها مِنَ الأَرزاءِ ذَهَبَت عَلى أَثَرِ المُشَيَّعِ دَولَةٌ بِرِجالِها وَكَرائِمِ الأَشياءِ نُدمانُ إِسماعيلَ في آثارِهِ ذَهَبوا وَتِلكَ صُبابَةُ النُدَماءِ وُلِدوا عَلى راحِ العُلا وَتَرَعرَعوا في نِعمَةِ الأَملاكِ وَالأُمَراءِ أَودى الرَدى بِمُهذَّبٍ لا تَنتَهي إِلّا إِلَيهِ شَمائِلُ الرُؤَساءِ صافي الأَديمِ أَغَرَّ أَبلَجَ لَم يَزِد في الشَيبِ غَيرَ جَلالَةٍ وَرُواءِ مُتَجَنِّبِ الخُيَلاءِ إِلّا عِزَّةً في العِزِّ حُسنٌ لَيسَ في الخُيَلاءِ عَفِّ السَرائِرِ وَالمَلاحِظِ وَالخُطا نَزِهِ الخَلائِقِ طاهِرِ الأَهواءِ مُتَدَرِّعٍ صبرَ الكِرامِ عَلى الأَذى إِنَّ الكِرامَ مَشاغِلُ السُفَهاءِ نَقَموا عَلَيهِ رَأيَهُ وَصَنيعَهُ وَالحُكمُ لِلتاريخِ في الآراءِ وَالرَأيُ إِن أَخلَصتَ فيهِ سَريرَةً مِثلُ العَقيدَةِ فَوقَ كُلِّ مِراءِ وَإِذا الرِجالُ عَلى الأُمورِ تَعاقَبوا كَشَفَ الزَمانُ مَواقِفَ النُظَراءِ يا أَيُّها الشَيخُ الكَريمُ تَحِيَّةً أَندى لِقَبرِكَ مِن زُلالِ الماءِ هَذا المَصيرُ أَكانَ طولَ سَلامَةٍ أَم لَم يَكُن إِلّا قَليلَ بَقاءِ ماذا اِنتِفاعُكِ بِاللَيالي بَعدَ ما مَرَّت بِكَ السَبعونَ مَرَّ عِشاءِ أَو بِالحَياةِ وَقَد مَشى في صَفوِها عادي السِنينَ وَعاثَ عادي الداءِ مَن لَم يُطَبِّبهُ الشَبابُ فِداؤُهُ حَتّى يُغَيِّبَهُ بِغَيرِ دَواءِ قَسَماتُ وَجهِكَ في التُرابِ ذَخائِرٌ مِن عِفَّةٍ وَتَكَرُّمٍ وَحَياءِ وَلَكَم أَغارُ عَلى مُحَيّا ماجِدٍ وَطَوى مَحاسِنَ مَسمَحٍ مِعطاءِ كَم مَوقِفٍ صَعبٍ عَلى مَن قامَهُ ذَلَّلتَهُ وَنَهَضتَ بِالأَعباءِ كِبرُ الغَضَنفَرِ يَومَ ذَلِكَ زادَهُ مِن نَخوَةٍ وَحَمِيَّةٍ وَإِباءِ مَن يَكذِبِ التاريخَ يَكذِبُ رَبَّهُ وَيُسيءُ لِلأَمواتِ وَالأَحياءِ السِلمُ لَو لَم تودِ أَمسِ بِجُرحِها أَودَت بِهَذي الطَعنَةِ النَجلاءِ لَو أُخِّرَت في العَيشِ بَعدَكَ ساعَةً لَبَكَت عَلَيكَ بِمَدمَعِ الخَنساءِ اِنفُض غُبارَكَ عَنكَ وَاِنظُر هَل تَرى إِلّا غُبارَ كَتيبَةٍ وَلِواءِ يا وَيحَ وَجهِ الأَرضِ أَصبَحَ مَأتَماً بَعدَ الفَوارِسِ مِن بَني حَوّاءِ مِن ذائِدٍ عَن حَوضِهِ أَو زائِدٍ في مُلكِهِ مِن صَولَةٍ وَثَراءِ أَو مانِعٍ جاراً يُناضِلُ دونَهُ أَو حافِظٍ لِعُهودِهِ ميفاءِ يَتَقاذَفونَ بِذاتِ هَولٍ لَم تَهَب حَرَمَ المَسيحِ وَلا حِمى العَذراءِ مِن مُحدَثاتِ العِلمِ إِلّا أَنَّها إِثمٌ عَواقِبُها عَلى العُلَماءِ لَهَفي عَلى رُكنِ الشُيوخِ مُهَدَّما وَالحامِلاتِ الثُكلَ وَاليُتَماءِ وَعَلى الشَبابِ بِكُلِّ أَرضٍ مَصرَعٌ لَهُمُ وَهُلكٌ تَحتَ كُلِّ سَماءِ خَرَجوا إِلى الأَوطانِ مِن أَرواحِهِم كَرَمٌ يَليقُ بِهِم وَمَحضُ سَخاءِ مِن كُلِّ بانٍ بِالمَنِيَّةِ في الصِبا لَم يَتَّخِذ عِرساً سِوى الهَيجاءِ المُرضِعاتُ سَكَبنَ في وِجدانِهِ حُبَّ الدِيارِ وَبِغضَةَ الأَعداءِ وَقَرَّرنَ في أُذُنَيهِ يَومَ فِطامِهِ أَنَّ الدِماءَ مُهورَةُ العَلياءِ أَأَبا البَناتِ رُزِقتَهُنَّ كَرائِماً وَرُزِقتُ في أَصهارِكَ الكُرَماءِ لا تَذهَبَنَّ عَلى الذُكورِ بِحَسرَةٍ الذِكرُ نِعمَ سُلالَةُ العُظَماءِ وَأَرى بُناةَ المَجدِ يَثلِمُ مَجدَهُم ما خَلَّفوا مِن طالِحٍ وَغُثاءِ إِنَّ البَناتَ ذَخائِرٌ مِن رَحمَةٍ وَكُنوزُ حُبٍّ صادِقٍ وَوَفاءِ وَالساهِراتُ لِعِلَّةٍ أَو كَبرَةٍ وَالصابِراتُ لِشِدَّةٍ وَبَلاءِ وَالباكِياتُكَ حينَ يَنقَطِعُ البُكا وَالزائِراتُكَ في العَراءِ الناءِ وَالذاكِراتُكَ ما حَيِينَ تَحَدُّثاً بِسَوالِفِ الحُرُماتِ وَاللَآلاءِ بِالأَمسِ عَزّاهُنَّ فيكَ عَقائِلٌ وَاليَومَ جامَلَهُنَّ فيكَ رِثائي أَبيكَ ما الدُنيا سِوى مَعروفِها وَالبِرَّ كُلُّ صَنيعَةٍ بِجَزاءِ أَجَزِعنَ أَن يَجري عَلَيهِنَّ الَّذي مِن قَبلِهِنَّ جَرى عَلى الزَهراءِ عُذراً لَهُنَّ إِذا ذَهَبنَ مَعَ الأَسى وَطَلَبنَ عِندَ الدَمعِ بَعضَ عَزاءِ ما كُلُّ ذي وَلَدٍ يُسَمّى والِداً كَم مِن أَبٍ كَالصَخرَةِ الصَمّاءِ هَبهُنَّ في عَقلِ الرِجالِ وَحِلمِهِم أَقُلوبُهُنَّ سِوى قُلوبُ نِساءِ اِجعَل رِثاءَكَ لِلرِجالِ جَزاءَ وَاِبعَثهُ لِلوَطَنِ الحَزينِ عَزاءَ إِنَّ الدِيارَ تُريقُ ماءَ شُؤونِها كَالأُمَّهاتِ وَتَندُبُ الأَبناءَ ثُكلُ الرِجالِ مِنَ البَنينِ وَإِنَّما ثُكلُ المَمالِكِ فَقدُها العُلَماءَ يَجزَعنَ لِلعَلَمِ الكَبيرِ إِذا هَوى جَزَعَ الكَتائِبِ قَد فَقَدنَ لِواءَ عَلَمُ الشَريعَةِ أَدرَكَتهُ شَريعَةٌ لِلمَوتِ يَنظِمُ حُكمُها الأَحياءَ عانى قَضاءَ الأَرضِ عِلمَ مُحَصِّلٍ وَاَليَومَ عالَجَ لِلسَماءِ قَضاءَ وَمَضى وَفيهِ مِنَ الشَبابِ بَقِيَّةٌ لِلنَفعِ أَرجى ما تَكونُ بَقاءَ إِنَّ الشَبابَ يُحَبُّ جَمّاً حافِلاً وَتُحَبُّ أَيّامُ الشَبابِ مِلاءَ بِالأَمسِ كانَت لِاِبنِ هَيفٍ غَضبَةٌ لِلحَقِّ نَذكُرُها يَداً بيضاءَ مَشَتِ البِلادُ إِلى رِسالَةِ مِلنَرٍ وَتَحَفَّزَت أَرضاً لَها وَسَماءَ فَلَمَحتُ أَعرَجَ في زَوايا الحَقِّ لَم أَعلَم عَلَيهِ ذِمَّةً عَرجاءَ اِرتَدَّتِ العاهاتُ عَن أَخلاقِهِ لِسُمُوِّهِنَّ وَحَلَّتِ الأَعضاءَ عَطَفَتهُ عَطفَ القَوسِ يَومَ رِمايَةٍ وَثَنَتهُ كَالماضي فَزادَ مَضاءَ لَمّا رَأى التَقريرَ يَنفُثُ سُمَّهُ سَبَقَ الحُواةَ فَأَخرَجَ الرَقطاءَ هَتَكَ الحِمايَةَ وَالرِجالَ وَراءَها يَتَلَمَّسونَ لَها السُتورَ رِياءَ ما قَبَّحوا بِالصُبحِ مِن أَشباحِها راحوا إِلَيكَ فَحَسَّنوهُ مَساءَ يا قَيِّمَ الدارِ الَّتي قَد أَخرَجَت لِلمُدلِجينَ مَنارَةً زَهراءَ وَتَرى لَدَيها الوارِدينَ فَلا تَرى إِلّا ظِماءً يَنزِلونَ رَواءَ وَتُجالِسُ العُلَماءَ في حُجُراتِها وَتُسامِرُ الحُكَماءَ وَالشُعَراءَ تَكفيكَ شَيطانَ الفَراغِ وَتَعتَني بِالجاهِلينَ تَرُدُّهُم عُقَلاءَ دارُ الذَخائِرِ كُنتَ أَكمَلَ كُتبِها مَجموعَةٌ وَأَتَمَّها أَجزاءَ لَمّا خَلَت مِن كِنزِ عِلمِكَ أَصبَحَت مِن كُلِّ أَعلاقِ الكُنوزِ خَلاءَ هَزَّ الشَبابُ إِلى رَثائِكَ خاطِري فَوَجَدتَ فِيَّ وَفي الشَبابِ وَفاءَ عَبدَ الحَميدِ أَلا أُسِرُّكَ حادِثاً يَكسو عِظامَكَ في البِلى السَرّاءَ قُم مِن صُفوفِ الحَقِّ تلقَ كَتيبَةً مَلمومَةً وَتَرَ الصُفوفَ سَواءَ وَتَرَ الكِنانَةِ شيبَها وَشَبابَها دونَ القَضِيَةِ عُرضَةً وَفِداءَ جَمَعَ السَلامُ الصُحفَ مِن غاراتِها وَتَأَلَّفَ الأَحزابَ وَالزُعَماءَ في كُلِّ وُجدانٍ وَكُلِّ سَريرَةٍ خَلَفَ الوِدادُ الحِقدَ وَالبَغضاءَ وَغَدا إِلى دينِ العَشيرَةِ يَنتَهي مَن خالَفَ الأَعمامَ وَالآباءَ لا يَحجِبونَ عَلى تجَنّيهِم وَلا يَجِدونَ إِلّا الصَفحَ وَالإِغضاءَ وَالأَهلُ لا أَهلاً بِحَبلِ وَلائِهِم حَتّى تَراهُم بَينَهُم رُحَماءُ كَذَبَ المُريبُ يَقولُ بَعدَ غَدٍ لَنا خُلفٌ يُعيدُ وَيُبدِئُ الشَحناءَ قَلبي يُحَدِّثُني وَلَيسَ بِخائِني إِنَّ العُقولَ سَتَقهَرُ الأَهواءَ يا سَعدُ قَد جَرَتِ الأُمورُ لِغايَةٍ اللَهُ هَيَّأَها لَنا ما شاءَ سُبحانَهُ جَمَعَ القُلوبَ مِنَ الهَوى شَتّى وَقَوّى حَولَهُ الضُعَفاءَ الفُلكُ بَعدَ العُسرِ يُسِّرَ أَمرُها وَاِستَقبَلَت ريحَ الأُمورِ رُخاءَ وَتَأَهَّبَت بِكَ تَستَعِدُّ لِزاخِرٍ تَطَأُ العَواصِفَ فيهِ وَالأَنواءَ رَجَعَت بِراكِبِها إِلى رُبّانِها تُلقي الرَجاءَ عَلَيهِ وَالأَعباءَ فَاِشدُد بِأَربابِ النُهى سُكّانَها وَاِجعَل مِلاكَ شِراعِها الأَكفاءَ مَن ذا الَّذي يَختارُ أَهلَ الفَضلِ أَو يَزِنُ الرِجالَ إِذا اِختِيارُكَ ناءَ أَخرِج لِأَبناءِ الحَضارَةِ مَجلِساً يُبقي عَلى اِسمِكَ في العُصورِ ثَناءَ بَيتٌ عَلى أَرضِ الهُدى وَسَمائِهِ الحَقُّ حائِطُهُ وَأُسُّ بِنائِهِ الفَتحُ مِن أَعلامِهِ وَالطُهرُ مِن أَوصافِهِ وَالقُدسُ مِن أَسمائِهِ تَحنو مَناكِبُهُ عَلى شُعَبِ الهُدى وَتُطِلُّ سُدَّتُهُ عَلى سينائِهِ مَن ذا يُنازِعُنا مَقالِدَ بابِهِ وَجَلالَ سُدَّتِهِ وَطُهرَ فِنائِهِ وَمُحَمَّدٌ صَلّى عَلى جَنَباتِهِ وَاِستَقبَلَ السَمَحاتِ في أَرجائِهِ وَاليَومَ ضَمَّ الناسَ مَأتَمُ أَرضِهِ وَحَوى المَلائِكَ مِهرَجانُ سَمائِهِ يا قُدسُ هَيِّئ مِن رِياضِكَ رَبوَةً لِنَزيلِ تُربِكَ وَاِحتَفِل بِلِقائِهِ هُوَ مِن سُيوفِ اللَهِ جَلَّ جَلالُهُ أَو مِن سُيوفِ الهِندِ عِندَ قَضائِهِ فَتَحَ النَبِيُّ لَهُ مَناخَ بُراقِهِ وَمَعارِجَ التَشريفِ مِن إِسرائِهِ بَطَلٌ حُقوقُ الشَرقِ مِن أَحمالِهِ وَقَضِيَّةُ الإِسلامِ مِن أَعبائِهِ لَم تُنسِهِ الهِندُ العَزيزَةُ رِقَّةً لِلشَرقِ أَو سَهَراً عَلى أَشيائِهِ وَقِباؤُهُ نَسجُ الهُنودِ فَهَل تُرى دَفَنوا الزَعيمَ مُكَفَّناً بِقَبائِهِ النيلُ يَذكُرُ في الحَوادِثِ صَوتَهُ وَالتُركُ لا يَنسونَ صِدقَ بَلائِهِ قُل لِلزَعيمِ مُحَمَّدٍ نَزَلَ الأَسى بِالنيلِ وَاِستَولى عَلى بَطحائِهِ فَمَشى إِلَيكَ بِجَفنِهِ وَبِدَمعِهِ وَإِلى أَخيكَ بِقَلبِهِ وَعَزائِهِ اِجتَزتَهُ فَحواكَ في أَطرافِهِ وَلَوِ اِنتَظَرتَ حَواكَ في أَحشائِهِ وَلَقَد تَعَوَّدَ أَن تَمُرَّ بِأَرضِهِ مَرَّ الغَمامِ بِظِلِّهِ وَبِمائِهِ نَم في جِوارِ اللَهِ ما بِكَ غُربَةٌ في ظِلِّ بَيتٍ أَنتَ مِن أَبنائِهِ الفَتحُ وَهوَ قَضِيَّةٌ قُدسِيَّةٌ يا طالَما ناضَلتَ دونَ لِوائِهِ أَفتى بِدَفنِكَ عِندَ سَيِّدَةِ القُرى مُفتٍ أَرادَ اللَهَ مِن إِفتائِهِ بَلَدٌ بَنوهُ الأَكرَمونَ قُصورُهُم وَقُبورُهُم وَقفٌ عَلى نُزَلائِهِ قَد عِشتَ تَنصُرُهُ وَتَمنَحُ أَهلَهُ عَوناً فَكَيفَ تَكونُ مِن غُرَبائِهِ كُلَّ يَومٍ مِهرَجانٌ كَلَّلوا فيهِ مَيتاً بِرَياحينَ الثَناء لَم يُعَلِّم قَومَهُ حَرفاً وَلَم يُضِىءِ الأَرضَ بِنورِ الكَهرُباء جومِلَ الأَحياءُ فيهِ وَقَضى شَهَواتَ أَهلِهِ وَالأَصدِقاء ما أَضَلَّ الناسَ حَتّى المَوتُ لَم يَخلُ مِن زورٍ لَهُم أَو مِن رِياء إِنَّما يُبكى شُعاعٌ نابِغٌ كُلَّما مَرَ بِهِ الدَهرُ أَضاء مَلَأَ الأَفواهَ وَالأَسماعَ في ضَجَّةِ المَحيا وَفي صَمتِ الفَناء حائِطُ الفَنِّ وَباني رُكنِهِ مَعبَدُ الأَلحانِ إِسحَقُ الغِناء مِن أُناسٍ كَالدَراري جُدُدٍ في سَمَواتِ اللَيالي قُدَماء غَرَسَ الناسُ قَديماً وَبَنَوا لَم يَدُم غَرسٌ وَلَم يَخلُد بِناء غَيرَ غَرسٍ نابِغٍ أَو حَجَرٍ عَبقَرِيٍّ فيهُما سِرُّ البَقاء مِن يَدٍ مَوهوبَةٍ مُلهَمَةٍ تَغرِسُ الإِحسانَ أَو تَبني العَلاء بُلبُلٌ إِسكَندَرِيٌّ أَيكُهُ لَيسَ في الأَرضِ وَلَكِن في السَماء هَبَطَ الشاطِئَ مِن رابِيَةٍ ذاتِ ظِلٍّ وَرَياحينَ وَماء يَحمِلُ الفَنَّ نَميراً صافِياً غَدَقَ النَبعِ إِلى جيلٍ ظِماء حَلَّ في وادٍ عَلى فُسحَتِهِ عَزَّتِ الطَيرُ بِهِ إِلّا الحِداء يَملَأُ الأَسحارَ تَغريداً إِذا صَرَفَ الطَيرَ إِلى الأَيكِ العِشاء رُبَّما اِستَلهَمَ ظَلماءَ الدُجى وَأَتى الكَوكَبَ فَاِستَوحى الضِياء وَرَمى أُذَنيهِ في ناحِيَةٍ يَخلِسُ الأَصواتَ خَلسَ البَبَّغاء فَتَلَقّى فيهِما ما راعَهُ مِن خَفِيِّ الهَمسِ أَو جَهرِ النِداء أَيُّها الدَرويشُ قُم بُثَّ الجَوى وَاِشرَحِ الحُبَّ وَناجِ الشُهَداء اِضرِبِ العودَ تَفُه أَوتارُهُ بِالَّذي تَهوى وَتَنطِقُ ما تَشاء حَرِّكِ النايَ وَنُح في غابِهِ وَتَنَفَّس في الثُقوبِ الصُعَداء وَاِسكُبِ العَبرَةَ في آماقِهِ مِن تَباريحَ وَشَجوٍ وَعَزاء وَاِسمُ بِالأَرواحِ وَاِدفَعها إِلى عالَمِ اللُطفِ وَأَقطارِ الصَفاء لا تُرِق دَمَعاً عَلى الفَنِّ فَلَن يَعدِمَ الفَنُّ الرُعاةَ الأُمَناء هُوَ طَيرُ اللَهِ في رَبوَتِهِ يَبعَثُ الماءَ إِلَيهِ وَالغِذاء رَوَّحَ اللهُ عَلى الدُنيا بِهِ فَهيَ مِثلُ الدارِ وَالفَنُّ الفِناء تَكتَسي مِنهُ وَمِن آذارِهِ نَفحَةَ الطيبِ وَإِشراقِ البَهاء وَإِذا ما حُرِمَت رِقَّتَهُ فَشَتِ القَسوَةُ فيها وَالجَفاء وَإِذا ما سَئِمَت أَو سَقِمَت طافَ كَالشَمسِ عَلَيها وَالهَواء وَإِذا الفَنُّ عَلى المُلكِ مَشى ظَهَرَ الحُسنُ عَلَيهِ وَالرُواء قَد كَسا الكَرنَكُ مِصراً ما كَسا مِن سَنىً أَبلى اللَيالي وَسَناء يُرسِلُ اللَهُ بِهِ الرُسلَ عَلى فَتَراتٍ مِن ظُهورٍ وَخَفاء كُلَّما أَدّى رَسولٌ وَمَضى جاءَ مَن يوفي الرِسالاتِ الأَداء سَيِّدَ الفَنِّ اِستَرِح مِن عالَمٍ آخِرُ العَهدِ بِنُعماهُ البَلاء رُبَّما ضِقتَ فَلَم تَنعَم بِهِ وَسَرى الوَحيُ فَنَسّاكَ الشَقاء لَقَدِ اِستَخلَفتَ فَنّاً نابِغاً دَفَعَ الفَنُّ إِلَيهِ بِاللِواء إِنَّ في مُلكِ فُؤادٍ بُلبُلاً لَم يُتَح أَمثالُهُ لِلخُلَفاء ناحِلٌ كَالكُرَةِ الصُغرى سَرى صَوتُهُ في كُرَةِ الأَرضِ الفَضاء يَستَحي أَن يَهتِفَ الفَنُ بِهِ وَجَمالُ العَبقَرِيّاتِ الحَياء رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَ يَستَنهِضُ الوادي صَباحَ مَساءَ يا وَيحَهُم نَصَبوا مَناراً مِن دَمٍ توحي إِلى جيلِ الغَدِ البَغضاءَ ما ضَرَّ لَو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَدٍ بَينَ الشُعوبِ مَوَدَّةً وَإِخاءَ جُرحٌ يَصيحُ عَلى المَدى وَضَحِيَّةٌ تَتَلَمَّسُ الحُرِّيَةَ الحَمراءَ يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ تِلكَ الصَحاري غِمدُ كُلِّ مُهَنَّدٍ أَبلى فَأَحسَنَ في العَدُوِّ بَلاءَ وَقُبورُ مَوتى مِن شَبابِ أُمَيَّةٍ وَكُهولِهِم لَم يَبرَحوا أَحياءَ لَو لاذَ بِالجَوزاءِ مِنهُم مَعقِلٌ دَخَلوا عَلى أَبراجِها الجَوزاءَ فَتَحوا الشَمالَ سُهولَهُ وَجِبالَهُ وَتَوَغَّلوا فَاِستَعمَروا الخَضراءَ وَبَنَوا حَضارَتَهُم فَطاوَلَ رُكنُها دارَ السَلامِ وَجِلَّقَ الشَمّاءَ خُيِّرتَ فَاِختَرتَ المَبيتَ عَلى الطَوى لَم تَبنِ جاهاً أَو تَلُمَّ ثَراءَ إِنَّ البُطولَةَ أَن تَموتَ مِن الظَما لَيسَ البُطولَةُ أَن تَعُبَّ الماءَ إِفريقيا مَهدُ الأُسودِ وَلَحدُها ضَجَّت عَلَيكَ أَراجِلاً وَنِساءَ وَالمُسلِمونَ عَلى اِختِلافِ دِيارِهِم لا يَملُكونَ مَعَ المُصابِ عَزاءَ وَالجاهِلِيَّةُ مِن وَراءِ قُبورِهِم يَبكونَ زيدَ الخَيلِ وَالفَلحاءَ في ذِمَّةِ اللَهِ الكَريمِ وَحِفظِهِ جَسَدٌ بِبُرقَةَ وُسِّدَ الصَحراءَ لَم تُبقِ مِنهُ رَحى الوَقائِعِ أَعظُماً تَبلى وَلَم تُبقِ الرِماحُ دِماءَ كَرُفاتِ نَسرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيغَمٍ باتا وَراءَ السافِياتِ هَباءَ بَطَلُ البَداوَةِ لَم يَكُن يَغزو عَلى تَنَكٍ وَلَم يَكُ يَركَبُ الأَجواءَ لَكِن أَخو خَيلٍ حَمى صَهَواتِها وَأَدارَ مِن أَعرافِها الهَيجاءَ لَبّى قَضاءَ الأَرضِ أَمسِ بِمُهجَةٍ لَم تَخشَ إِلّا لِلسَماءِ قَضاءَ وافاهُ مَرفوعَ الجَبينِ كَأَنَّهُ سُقراطُ جَرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ شَيخٌ تَمالَكَ سِنَّهُ لَم يَنفَجِر كَالطِفلِ مِن خَوفِ العِقابِ بُكاءَ وَأَخو أُمورٍ عاشَ في سَرّائِها فَتَغَيَّرَت فَتَوَقَّعَ الضَرّاءَ الأُسدُ تَزأَرُ في الحَديدِ وَلَن تَرى في السِجنِ ضِرغاماً بَكى اِستِخذاءَ وَأَتى الأَسيرُ يَجُرُّ ثِقلَ حَديدِهِ أَسَدٌ يُجَرِّرُ حَيَّةً رَقطاءَ عَضَّت بِساقَيهِ القُيودُ فَلَم يَنُؤ وَمَشَت بِهَيكَلِهِ السُنونَ فَناءَ تِسعونَ لَو رَكِبَت مَناكِبَ شاهِقٍ لَتَرَجَّلَت هَضَباتُهُ إِعياءَ خَفِيَت عَنِ القاضي وَفاتَ نَصيبُها مِن رِفقِ جُندٍ قادَةً نُبَلاءَ وَالسُنُّ تَعصِفُ كُلَّ قَلبِ مُهَذَّبٍ عَرَفَ الجُدودَ وَأَدرَكَ الآباءَ دَفَعوا إِلى الجَلّادِ أَغلَبَ ماجِداً يَأسو الجِراحَ وَيُعَتِقُ الأُسَراءَ وَيُشاطِرُ الأَقرانَ ذُخرَ سِلاحِهِ وَيَصُفُّ حَولَ خِوانِهِ الأَعداءَ وَتَخَيَّروا الحَبلَ المَهينَ مَنِيَّةً لِلَّيثِ يَلفِظُ حَولَهُ الحَوباءَ حَرَموا المَماتَ عَلى الصَوارِمِ وَالقَنا مَن كانَ يُعطي الطَعنَةَ النَجلاءَ إِنّي رَأَيتُ يَدَ الحَضارَةِ أولِعَت بِالحَقِّ هَدماً تارَةً وَبِناءَ شَرَعَت حُقوقَ الناسِ في أَوطانِهِم إِلّا أُباةَ الضَيمِ وَالضُعَفاءَ يا أَيُّها الشَعبُ القَريبُ أَسامِعٌ فَأَصوغُ في عُمَرَ الشَهيدِ رِثاءَ أَم أَلجَمَت فاكَ الخُطوبُ وَحَرَّمَت أُذنَيكَ حينَ تُخاطَبُ الإِصغاءَ ذَهَبَ الزَعيمُ وَأَنتَ باقٍ خالِدٌ فَاِنقُد رِجالَكَ وَاِختَرِ الزُعَماءَ وَأَرِح شُيوخَكَ مِن تَكاليفِ الوَغى وَاِحمِل عَلى فِتيانِكَ الأَعباءَ لَقَد لَبّى زَعيمُكُمُ النِداءَ عَزاءً أَهلَ دِمياطٍ عَزاءَ وَإِن كانَ المُعَزّي وَالمُعَزّى وَكُلُّ الناسِ في البَلوى سَواءَ فُجِعنا كُلُّنا بِعَلائِلِيٍّ كَرُكنِ النَجمِ أَو أَسنى عَلاءَ أَرَقُّ شَبابِ دِمياطٍ عَلَيها وَأَنشَطُهُم لِحاجَتِها قَضاءَ وَخَيرُ بُيوتِها كَرَماً وَتَقوى وَأَصلاً في السِيادَةِ وَاِنتِهاءَ فَتىً كَالرُمحِ عالِيَةً رُعوداً وَكَالصَمصامِ إِفرِنداً وَماءَ وَأَعطى المالَ وَالهِمَمَ العَوالي وَلَم يُعطِ الكَرامَةَ وَالإِباءَ شَبابٌ ضارَعَ الرَيحانَ طيباً وَنازَعَهُ البَشاشَةَ وَالبَهاءَ وَجُندِيُّ القَضِيَةِ مُنذُ قامَت تَعَلَّمَ تَحتَ رايَتِها اللِقاءَ وَرُوِّعَ شَيخُها العالي بِيَومٍ فَكانَ بِمَنكِبَيهِ لَهُ وِقاءَ سَعى لِضَميرِهِ وَلَوَجهِ مِصرٍ وَلَم يَتَوَلَّ يَنتَظِرُ الجَزاءَ وَنَعشٍ كَالغَمامِ يَرِفُّ ظِلّاً إِذا ذَهَبَ الزِحامُ بِهِ وَجاءَ وَلَم تَقَعِ العُيونُ عَلَيهِ إِلّا أَثارَ الحُزنَ أَو بَعَثَ البُكاءَ عَجِبنا كَيفَ لَم يَخضَرَّ عوداً وَقَد حَمَلَ المُروءَةَ والرُفاءَ مَشَت دِمياطُ فَاِلتَفَّت عَلَيهِ تُنازِعُهُ الذَخيرَةَ وَالرَجاءَ بَني دِمياطَ ما شَيءٌ بِباقٍ سِوى الفَردِ الَّذي اِحتَكَرَ البَقاءَ تَعالى اللَهُ لا يَبقى سِواهُ إِذا وَرَدَت بِرِيَّتَهُ الفَناءَ وَأَنتُم أَهلُ إيمانٍ وَتَقوى فَهَل تَلقَونَ بِالعَتبِ القَضاءَ مَلَأتُم مِن بُيوتِ اللَهِ أَرضاً وَمِن داعي البُكورِ لَها سَماءَ وَلا تَستَقبِلونَ الفَجرَ إِلّا عَلى قَدَمِ الصَلاةِ إِذا أَضاءَ وَتَرتَقِبونَ مَطلَعَهُ صِغاراً وَتَستَبِقونَ غُرَّتَهُ نِساءَ وَكَم مِن مَوقِفٍ ماضٍ وَقَفتُم فَكُنتُم فيهِ لِلوَطَنِ الفِداءَ دَفَعتُم غارَةً شَعواءَ عَنهُ وَذُدتُم عَن حَواضِرِهِ البَلاءَ أَخي عَبدَ الحَليمِ وَلَستُ أَدري أَأَدعو الصِهرَ أَم أَدعو الإِخاءَ وَكَم صَحَّ الوِدادُ فَكانَ صِهراً وَكانَ كَأَقرَبِ القُربى صَفاءَ عَجيبٌ تَركُكَ الدُنيا سَقيماً وَكُنتَ النَحلَ تَملَؤُها شِفاءَ وَكُنّا حينَ يُعضِلُ كُلُّ داءٍ نَجيءُ إِلَيكَ نَجعَلُكَ الدَواءَ مَضَت بِكَ آلَةٌ حَدباءُ كانَت عَلى الزَمَنِ المَطِيَّةَ وَالوِطاءَ وَسارَت خَلفَكَ الأَحزابُ صَفّاً وَسِرتَ فَكُنتَ في الصَفِّ اللِواءَ تُوَلِّفُ بَينَهُم مَيتاً وَتَبني كَعَهدِكَ في الحَياةِ لَهُم وَلاءَ قَد كُنتُ أوثِرُ أَن تَقولَ رِثائي يا مُنصِفَ المَوتى مِنَ الأَحياءِ لَكِن سَبَقتَ وَكُلُّ طولِ سَلامَةٍ قَدَرٌ وَكُلُّ مَنِيَّةٍ بِقَضاءِ الحَقُّ نادى فَاِستَجَبتَ وَلَم تَزَل بِالحَقِّ تَحفِلُ عِندَ كُلِّ نِداءِ وَأَتَيتَ صَحراءَ الإِمامِ تَذوبُ مِن طولِ الحَنينِ لِساكِنِ الصَحراءِ فَلَقيتُ في الدارِ الإِمامَ مُحَمَّداً في زُمرَةِ الأَبرارِ وَالحُنَفاءِ أَثَرُ النَعيمِ عَلى كَريمِ جَبينِهِ وَمَراشِدُ التَفسيرِ وَالإِفتاءِ فَشَكَوتُما الشَوقَ القَديمَ وَذُقتُما طيبَ التَداني بَعدَ طولِ تَنائي إِن كانَتِ الأُلى مَنازِلَ فِرقَةٍ فَالسَمحَةُ الأُخرى دِيارُ لِقاءِ وَدِدتُ لَو أَنّي فِداكَ مِنَ الرَدى وَالكاذِبونَ المُرجِفونَ فِدائي الناطِقونَ عَنِ الضَغينَةِ وَالهَوى الموغِرو المَوتى عَلى الأَحياءِ مِن كُلِّ هَدّامٍ وَيَبني مَجدَهُ بِكَرائِمِ الأَنقاضِ وَالأُشَلاءِ ما حَطَّموكَ وَإِنَّما بِكَ حُطِّموا مَن ذا يُحَطِّمُ رَفرَفَ الجَوزاءِ أُنظُرُهُ فَأَنتَ كَأَمسِ شَأنُكَ باذِخٌ في الشَرقِ وَاِسمُكَ أَرفَعُ الأَسماءِ بِالأَمسِ قَد حَلَّيتَني بِقَصيدَةٍ غَرّاءَ تَحفَظُ كَاليَدِ البَيضاءِ غيظَ الحَسودُ لَها وَقُمتُ بِشُكرِها وَكَما عَلِمتَ مَوَدَّتي وَوَفائي في مَحفَلٍ بَشَّرتُ آمالي بِهِ لَمّا رَفَعتَ إِلى السَماءِ لِوائي يا مانِحَ السودانِ شَرخَ شَبابِهِ وَوَلِيَّهُ في السِلمِ وَالهَيجاءِ لَمّا نَزَلتَ عَلى خَمائِلِهِ ثَوى نَبعُ البَيانِ وَراءَ نَبعِ الماءِ قَلَّدتَهُ السَيفَ الحُسامَ وَزُدتَهُ قَلَماً كَصَدرِ الصَعدَةِ السَمراءِ قَلَمٌ جَرى الحِقَبَ الطِوالَ فَما جَرى يَوماً بِفاحِشَةٍ وَلا بِهِجاءِ يَكسو بِمِدحَتِهِ الكِرامَ جَلالَةً وَيُشَيِّعُ المَوتى بِحُسنِ ثَناءِ إِسكَندَرِيَّةُ يا عَروسَ الماءِ وَخَميلَةَ الحُكَماءِ وَالشُعَراءِ نَشَأَت بِشاطِئِكَ الفُنونُ جَميلَةً وَتَرَعرَعَت بِسَمائِكِ الزَهراءِ جاءَتكِ كَالطَيرِ الكَريمِ غَرائِباً فَجَمَعتِها كَالرَبوَةِ الغَنّاءِ قَد جَمَّلوكِ فَصِرتِ زَنبَقَةَ الثَرى لِلوافِدينَ وَدُرَّةَ الدَأماءِ غَرَسوا رُباكِ عَلى خَمائِلِ بابِلٍ وَبَنَوا قُصورَكِ في سَنا الحَمراءِ وَاِستَحدَثوا طُرقاً مُنَوَّرَةَ الهُدى كَسَبيلِ عيسى في فِجاجِ الماءِ فَخُذي كَأَمسِ مِنَ الثَقافَةِ زينَةً وَتَجَمَّلي بِشَبابِكِ النُجَباءِ وَتَقَلَّدي لُغَةَ الكِتابِ فَإِنَّها حَجَرُ البِناءِ وَعُدَّةُ الإِنشاءِ بَنَتِ الحَضارَةَ مَرَّتَينِ وَمَهَّدَت لِلمُلكِ في بَغدادَ وَالفَيحاءِ وَسَمَت بِقُرطُبَةَ وَمِصرَ فَحَلَّتا بَينَ المَمالِكِ ذِروَةَ العَلياءِ ماذا حَشَدتِ مِنَ الدُموع لِحافِظٍ وَذَخَرتِ مِن حُزنٍ لَهُ وَبُكاءِ وَوَجدتِ مِن وَقعِ البَلاءِ بِفَقدِهِ إِنَّ البَلاءَ مَصارِعُ العُظَماءِ اللَهُ يَشهَدُ قَد وَفيتِ سَخِيَّةً بِالدَمعِ غَيرَ بَخيلَةِ الخُطَباءِ وَأَخَذتِ قِسطاً مِن مَناحَةِ ماجِدٍ جَمِّ المَآثِرِ طَيِّبِ الأَنباءِ هَتَفَ الرُواةُ الحاضِرونَ بِشِعرِهِ وَحَذا بِهِ البادونَ في البَيداءِ لُبنانُ يَبكيهِ وَتَبكي الضادُ مِن حَلَبٍ إِلى الفَيحاءِ إِلى صَنعاءِ عَرَبُ الوَفاءِ وَفَوا بِذِمَّةِ شاعِرٍ باني الصُفوفِ مُؤَلَّفِ الأَجزاءِ يا حافِظَ الفُصحى وَحارِسَ مَجدِها وَإِمامَ مَن نَجَلَت مِنَ البُلَغاءِ ما زِلتَ تَهتِفُ بِالقَديمِ وَفَضلِهِ حَتّى حَمَيتَ أَمانَةَ القُدَماءِ جَدَّدتَ أُسلوبَ الوَليدِ وَلَفظِهِ وَأَتَيتَ لِلدُنيا بِسِحرِ الطاءِ وَجَرَيتَ في طَلَبِ الجَديدِ إِلى المَدى حَتّى اِقتَرَنتَ بِصاحِبِ البُؤَساءِ ماذا وَراءَ المَوتِ مِن سَلوى وَمِن دَعَةٍ وَمِن كَرَمٍ وَمِن إِغضاءِ اِشرَح حَقائِقَ ما رَأَيتَ وَلَم تَزَل أَهلاً لِشَرحِ حَقائِقِ الأَشياءِ رُتَبُ الشَجاعَةِ في الرِجالِ جَلائِلٌ وَأَجَلُّهُنَّ شَجاعَةُ الآراءِ كَم ضِقتَ ذَرعاً بِالحَياةِ وَكَيدِها وَهَتفتَ بِالشَكوى مِنَ الضَرّاءِ فَهَلُمَّ فارِق يَأسَ نَفسِكَ ساعَةً وَاِطلُع عَلى الوادي شُعاعَ رَجاءِ وَأَشِر إِلى الدُنيا بِوَجهٍ ضاحِكٍ خُلِقَت أَسِرَّتُهُ مِنَ السَرّاءِ يا طالَما مَلَأَ النَدِيَّ بَشاشَةً وَهَدى إِلَيكَ حَوائِجَ الفُقَراءِ اليَومَ هادَنتَ الحَوادِثَ فَاِطَّرِح عِبءَ السِنينِ وَأَلقِ عِبءَ الداءِ خَلَّفتَ في الدُنيا بَياناً خالِداً وَتَرَكتَ أَجيالاً مِنَ الأَبناءِ وَغَداً سَيَذكُرُكَ الزَمانُ وَلَم يَزَل لِلدَهرِ إِنصافٌ وَحُسنُ جَزاءِ ضَرَبوا القِبابَ عَلى اليَبابِ وَثَوَوا إِلى يَومِ الحِسابِ هَمَدوا وَكُلُّ مُحَرَّكٍ يَوماً سَيَسكُنُ في التُرابِ نَزَلوا عَلى ذِئبِ البِلى فَتَضَيَّفوا شَرَّ الذِئابِ وَكَأَنَّهُم صَرعى كَرى بِالقاعِ أَو صَرعى شَرابِ فَإِذا صَحَوا وَتَنَبَّهوا فَاللَهُ أَعلَمُ بِالمَآبِ مِن كُلِّ مُنقَضِّ الوُفو دِ هُناكَ مَهجورِ الجَنابِ مَوروثِ كُلَّ مَضِنَّةٍ إِلّا الذَخيرَةِ مِن ثَوابِ يا نائِحاتِ مُحَمَّدٍ نُحتُنَّهُ غَضَّ الإِهابِ في مَأتَمٍ لَم تَخلُ في هِ المَكرُماتُ مِن اِنتِحابِ تَبكي الكَريمَ عَلى العَشي رَةِ وَالحَبيبَ إِلى الصِحابِ حَسبُ الحِمامِ دُموعُكُن نَ المُستَهِلَّةُ مِن عِتابِ فَاِرجِعنَ فيهِ لِحِكمَةٍ أَو جِئنَ فيهِ إِلى اِحتِسابِ في العالَمِ الفاني مَصي رُ العالَمينَ إِلى ذَهابِ مَن سارَ لَم يَثنِ العِنا نَ وَمَن أَقامَ إِلى اِقتِرابِ يا وارِثَ الحَسَبِ الصَمي مِ وَكاسِبَ الأَدَبِ اللُبابِ وَاِبنَ الَّذي عَلِمَ الرِجا لُ حَيائَهُ مِن كُلِّ عابِ وَكَأَنَّهُ في كُتبِهِ عُثمانُ في ظِلِّ الكِتابِ ماذا نَقَمتَ مِنَ الشَبابِ وَأَنتَ في نِعَمِ الشَبابِ مُتَحَلِّياً هِبَةَ النُبو غِ مُطَوَّقَ المِنَحِ الرِغابِ وَلِمَ التَرَحُّلُ عَن حَيا ةٍ أَنتَ مِنها في رِكابِ لَم تَعدُ شاطِئَها وَلَم تَبلُغ إِلى ثَبَجِ العُبابِ رِفقاً عَلى مَحزونَةِ ال أَبياتِ موحِشَةِ الحِجابِ فَقَدتُكَ في العُمرِ الطَري رِ وَفي زَها الدُنيا الكِعابِ تَبكي وَتَندُبُ إِلفَها بَينَ الأَفانينِ الرِطابِ وَاِنظُر أَباكَ وَثُكلَهُ وَرُزوحَهُ تَحتَ المُصابِ لَو كانَ يَملُكُ سِرَّ يو شَعَ رَدَّ شَمسَكَ مِن غِيابِ أَعَلِمتَ غَيرَكَ مِن جَلا التَم ثيلِ في جُدُدِ الثِيابِ وَكَسا غَرائِبَ جِدِّهِ حُلَلاً مِنَ الهَزلِ العُجابِ مُتَمَيِّزاً حينَ التَمَيُّ زُ لَيسَ مِن أَرَبِ الشَبابِ أُفُقُ العُلا كُنتَ الشِها بَ عَلَيهِ وَلا ذَنَبَ الشِهابِ يا رُبَّ يَومٍ ضاقَ ذَر عُكَ فيهِ بِالحُسُدِ الغِضابِ سَعهُم فَأَنتَ جَمَعتُهُمُ الشَهدُ مائِدَةُ الذُبابِ خُذ مِنهُمُ نَقدَ العَفا فِ وَدَع لَهُم نَقدَ السِبابِ دونَ النُبوغِ وَأَوجِهِ ما لا تَعُدُّ مِنَ الصِعابِ فَإِذا بَلَغتَ الأَوجَ كُن تَ الشَمسَ تَهزَءُ بِالضَبابِ لا تَبعُدَنَّ فَهَذِهِ آمالُ قَومِكَ في اِقتِرابِ اِشرُف بِروحِكَ فَوقَهُم مَلَكاً يُرَفرِفُ في السَحابِ وَاِنظُر بِعَينٍ نُزِّهَت عَن زُخرُفِ الدُنيا الكِذابِ تَرَ مِن لِداتِكَ أُمَّةً كَسَتِ الدِيارَ جَلالَ غابِ أُسدٌ تَجولُ بِغَيرِ ظُف رٍ أَو تَصولُ بِغَيرِ نابِ جَعَلوا الثَباتَ سِلاحَهُم نِعمَ السِلاحُ مَعَ الصَوابِ أَمّا الأُمورُ فَإِنَّها بَلَغَت إِلى فَصلِ الخِطابِ فَإِذا مَلَكتَ تَوَجُّهاً لِلَّهِ في قُدسِ الرِحابِ سَل فاتِحَ الأَبوابِ يَف تَح لِلكِنانَةِ خَيرَ بابِ سَماؤُكِ يا دُنيا خِداعُ سَرابِ وَأَرضُكِ عُمرانٌ وَشيكُ خَرابِ وَما أَنتِ إِلّا جيفَةٌ طالَ حَولَها قِيامُ ضِباعٍ أَو قُعودُ ذِئابِ وَكَم أَلجَأَ الجوعُ الأُسودَ فَأَقبَلَت عَلَيكِ بِظُفرٍ لَم يَعِفَّ وَنابِ قَعَدتِ مِنَ الأَظعانِ في مَقطَعَ السُرى وَمَرّوا رِكاباً في غُبارِ رِكابِ وَجُدتِ عَلَيهِم في الوَداعِ بِساخِرٍ مِنَ اللَحظِ عَن مَيتِ الأَحِبَّةِ نابي أَقاموا فَلَم يُؤنِسكِ حاضِرُ صُحبَةٍ وَمالوا فَلَم تَستَوحِشي لِغِيابِ تَسوقينَ لِلمَوتِ البَنينَ كَقائِدٍ يَرى الجَيشَ خَلقاً هَيِّناً كَذُبابِ رَأى الحَربَ سُلطاناً لَهُ وَسَلامَةً وَإِن آذَنَت أَجنادَهُ بِتَبابِ وَلَولا غُرورٌ في لُبانِكَ لَم يَجِد بَنوكِ مَذاقَ الضُرِّ شَهدَ رُضابِ وَلا كُنتِ لِلأَعمى مَشاهِدَ فِتنَةٍ وَلِلمُقعَدِ العاني مَجالَ وَثابِ وَلا ضَلَّ رَأيُ الناشِيءِ الغِرِّ في الصِبا وَلا كَرَّ بَعدَ الفُرصَةِ المُتَصابي وَلا حَسِبَ الحَفّارُ لِلمَوتِ بَعدَما بَنى بِيَدَيهِ القَبرَ أَلفَ حِسابِ يَقولونَ يَرثي كُلَّ خِلٍّ وَصاحِبٍ أَجَل إِنَّما أَقضى حُقوقَ صِحابي جَزَيتُهُمُ دَمعي فَلَمّا جَرى المَدى جَعَلتُ عُيونَ الشِعرِ حُسنَ ثَوابي كَفى بِذُرى الأَعوادِ مِنبَرَ واعِظٍ وَبِالمُستَقِلّيها لِسانَ صَوابِ دَعَوتُكَ يا يَعقوبُ مِن مَنزِلِ البِلى وَلَولا المَنايا ما تَرَكتَ جَوابي أُذَكِّرُكَ الدُنيا وَكَيفَ وَلَم يَزَل لَها أَثَرا شَهدٍ بِفيكَ وَصابِ حَمَلنا إِلَيكَ الغارَ بِالأَمسِ ناضِراً وَسُقنا كِتابَ الحَمدِ تِلوَ كِتابِ وَما اِنفَكَّتِ الدُنيا وَإِن قَلَّ لُبثُها لِسانَ ثَوابٍ أَو لِسانَ عِقابِ أَلا في سَبيلِ العِلمِ خَمسونَ حِجَّةً مَضَت بَينَ تَعليمٍ وَبَينَ طِلابِ قَطَعتَ طَوالَي لَيلِها وَنَهارِها بِآمالِ نَفسٍ في الكَمالِ رِغابِ رَأى اللَهُ أَن تُلقى إِلَيكَ صَحيفَةٌ فَنَزَّهتَها عَن هَوشَةٍ وَكِذابِ وَلَم تَتَّخِذها آلَةَ الحِقدِ وَالهَوى وَلا مُنتَدى لَغوٍ وَسوقَ سِبابِ مَشَينا بِنورَي عِلمِها وَبَيانِها فَلَم نَسرِ إِلّا في شُعاعِ شِهابِ وَعِشنا بِها جيلَينِ قُمتَ عَلَيهِما مُعَلِّمَ نَشءٍ أَو إِمامَ شَبابِ رَسائِلُ مِن عَفوِ الكَلامِ كَأَنَّها حَواشي عُيونٍ في الطُروسِ عِذابِ هِيَ المَحضُ لا يَشقى بِهِ اِبنُ تَميمَةٍ غِذاءً وَلا يَشقى بِهِ اِبنُ خِضابِ سُهولٌ مِنَ الفُصحى وَقَفتَ بِها الهَوى عَلى ما لَدَيها مِن رُبىً وَهِضابِ وَما ضِعتَ بَينَ الشَرقِ وَالغَربِ مِشيَةً كَما قيلَ في الأَمثالِ حَجلُ غُرابِ فَلَم أَرَ أَنقى مِنكَ سُمعَةَ ناقِلٍ إِذا وَسَمَ النَقلُ الرِجالَ بِعابِ وَكَم أَخَذَ القَولَ السَرِيَّ مُعَرِّبٌ فَما رَدَّهُ لِاِسمٍ وَلا لِنِصابِ وَفَدتَ عَلى الفُصحى بِخَيراتِ غَيرِها فَوَاللَهِ ما ضاقَت مَناكِبَ بابِ وَقِدماً دَنَت يونانُ مِنها وَفارِسٌ وَروما فَحَلّوا في فَسيحِ رِحابِ تَبَتَّلتَ لِلعِلمِ الشَريفِ كَأَنَّهُ حَقيقَةُ تَوحيدٍ وَأَنتَ صَحابي وَجَشَّمتَ مَيدانَ السِياسَةِ فارِساً وَكُلُّ جَوادٍ في السِياسَةِ كابي وَكُنّا وَنَمرٌ في شِغابٍ فَلَم يَزَل بِنا الدَهرُ حَتّى فَضَّ كُلَّ شِغابِ رَأى الثَورَةَ الكُبرى فَسَلَّ يَراعَهُ لِتَحطيمِ أَغلالٍ وَفَكِّ رِقابِ وَما الشَرقُ إِلّا أُسرَةٌ أَو عَشيرَةٌ تَلُمُّ بَنيها عِندَ كُلِّ مُصابِ سَلامٌ عَلى شَيخِ الشُيوخِ وَرَحمَةٌ تَحَدَّرُ مِن أَعطافِ كُلِّ سَحابِ وَرَفّافُ رَيحانٍ يَروحُ وَيَغتَدي عَلى طَيِّباتٍ في الخِلالِ رِطابِ وَذِكرى وَإِن لَم نَنسَ عَهدَكَ ساعَةً وَشَوقٌ وَإِن لَم نَفتَكِر بِإِيابِ وَوَيحَ السَوافي هَل عَرَضنَ عَلى البِلى جَبينَكَ أَم سَتَّرنَهُ بِحِجابِ وَهَل صُنَّ ماءً كانَ فيهِ كَأَنَّهُ حَياءُ بَتولٍ في الصَلاةِ كَعابِ وَيا لِحَياةٍ لَم تَدَع غَيرَ سائِلٍ أَكانَت حَياةً أَم خَلِيَّةَ دابِ وَأَينَ يَدٌ كانَت وَكانَ بَنانُها يَراعَةَ وَشيٍ أَو يَراعَةَ غابِ وَلَهفي عَلى الأَخلاقِ في رُكنِ هَيكَلٍ بِبَطنِ الثَرى رَثِّ المَعالِمِ خابي نَعيشُ وَنَمضي في عَذابٍ كَلَذَّةٍ مِنَ العَيشِ أَو في لَذَّةٍ كَعَذابِ ذَهَبنا مِنَ الأَحلامِ في كُلِّ مَذهَبٍ فَلَمّا اِنتَهَينا فُسِّرَت بِذَهابِ وَكُلُّ أَخي عَيشٍ وَإِن طالَ عَيشُهُ تُرابٌ لَعَمرُ المَوتِ وَاِبنُ تُرابِ أَرَأَيتَ زَينَ العابِدينَ مُجَهَّزاً نَقَلوهُ نَقلَ الوَردِ مِن مِحرابِه مِن دارِ تَوأَمِهِ وَصِنوِ حَياتِهِ وَالأَوَّلِ المَألوفِ مِن أَترابِه ساروا بِهِ مِن باطِلِ الدُنيا إِلى بُحبوحَةِ الحَقِّ المُبينِ وَغابِه وَمَضَوا بِهِ لِسَبيلِ آدَمَ قَبلَهُ وَمَصايِرِ الأَقوامِ مِن أَعقابِه تَحنو السَماءُ عَلى زَكِيِّ سَريرِهِ وَيَمَسُّ جيدَ الأَرضِ طيبُ رِكابِه وَتَطيبُ هامُ الحامِلينَ وَراحُهُم مِن طيبِ مَحمَلِهِ وَطيبِ ثِيابِه وَكَأَنَّ مِصرَ بِجانِبَيهِ رَبَوَةٌ آذارُ آذَنَها بِوَشكِ ذَهابِه وَيَكادُ مِن طَرَبٍ لِعادَتِهِ النَدى يَنسَلُّ لِلفُقَراءِ مِن أَثوابِه الطَيبُ اِبنُ الطَيِّبينَ وَرُبَّما نَضَحَ الفَتى فَأَبانَ عَن أَحسابِه وَالمُؤمِنُ المَعصومُ في أَخلاقِهِ مِن كُلِّ شائِنَةٍ وَفي آدابِه أَبَداً يَراهُ اللَهُ في غَلَسِ الدُجى مِن صَحنِ مَسجِدِهِ وَحَولِ كِتابِه وَيَرى اليَتامى لائِذينَ بِظِلِّهِ وَيَرى الأَرامِلَ يَعتَصِمنَ بِبابِه وَيَراهُ قَد أَدّى الحُقوقَ جَميعَها لَم يَنسَ مِنها غَيرَ حَقِّ شَبابِه أَدّى مِنَ المَعروفِ حِصَّةَ أَهلِهِ وَقَضى مِنَ الأَحسابِ حَقَّ صِحابِه مَهويشُ أَينَ أَبوك هَل ذَهَبوا بِهِ لِمَ لَم يَعُد أَيّانَ يَومُ إِيابِه قَد وَكَّلَ اللَهُ الكَريمَ وَعَينَهُ بِكِ فَاِحسِبيهِ عَلى كَريمِ رِحابِه وَدَعى البُكا يَكفيهِ ما حَمَّلتِهِ مِن دَمعِكِ الشاكي وَمِن تَسكابِه وَلَقَد شَرِبتِ بِحادِثٍ يا طالَما شَرِبَت بَناتُ العالَمينَ بِصابِه كُلُّ اِمرِئٍ غادٍ عَلى عُوّادِهِ وَسُؤالِهِم ما حالُهُ ماذا بِه وَالمَرءُ في طَلَبِ الحَياةِ طَويلَةً وَخُطى المَنِيَّةِ مِن وَراءِ طِلابِه في بِرِّ عَمِّكِ ما يَقومُ مَكانَهُ في عَطفِهِ وَحَنانِهِ وَدِعابِه إِسكَندَرِيَّةُ كَيفَ صَبرُكِ عَن فَتىً الصَبرُ لَم يُخلَق لِمِثلِ مُصابِه عَطِلَت سَماؤُكِ مِن بَريقِ سَحابِها وَخَبا فَضاؤُكِ مِن شُعاعِ شِهابِه زَينُ الشَبابِ قَضى وَلَم تَتَزَوَّدي مِنهُ وَلَم تَتَمَتَّعي بِقَرابِه قَد نابَ عَنكِ فَكانَ أَصدَقَ نائِبٍ وَالشَعبُ يَهوى الصِدقَ في نُوّابِه أَعَلِمتِهِ اِتَّخَذَ الأَمانَةَ مَرَّةً سَبَباً يُبَلِّغُهُ إِلى آرابِه لَو عاشَ كانَ مُؤَمَّلاً لِمَواقِفٍ يَرجو لَها الوادي كِرامَ شَبابِه يَجلو عَلى الأَلبابِ هِمَّةَ فِكرِهِ وَيُناوِلُ الأَسماعَ سِحرَ خِطابِه وَيَفي كَدَيدَنِهِ بِحَقٍّ بِلادِهِ وَيَفي بِعَهدِ المُسلِمينَ كَدابِه تَقواكَ إِسماعيلُ كُلُّ عَلاقَةٍ سَيَبُتُّها الدَهرُ العَضوضُ بِنابِه إِنَّ الَّذي ذُقتَ العَشِيَّةَ فَقدَهُ بِتَّ اللَيالي موجَعاً لِعَذابِه فارَقتَ صِنوَكَ مَرَتَينِ فَلاقِهِ في عالَمِ الذِكرى وَبَينَ شِعابِه مِن عادَةِ الذِكرى تَرُدُّ مِنَ النَوى مَن لا يَدَينِ لَنا بِطَيِّ غِيابِه حُلُمٌ كَأَحلامِ الكَرى وَسِناتِهِ مُستَعذَبٌ في صِدقِهِ وَكِذابِه اِسكُب دُموعَكَ لا أَقولُ اِستَبقِها فَأَخو الهَوى يَبكي عَلى أَحبابِه قامَ مِن عِلَّتِهِ الشاكي الوَصِب وَتَلَقّى راحَةَ الدَهرِ التَعِب أَيُّها النَفسُ اِصبِري وَاِستَرجِعي هَتفَ الناعي بِعَبدِ المُطَّلِب نَزَلَ التُربَ عَلى مَن قَبلَهُ كُلُّ حَيٍّ مُنتَهاهُ في التُرُب ذَهَبَ اللينُ في إِرشادِهِ كَالأَبِ المُشفِقِ وَالحَدِّ الحَدِب القَريبُ العَتبِ مِن مَعنى الرِضا وَالقَريبُ الجِدِّ مِن مَعنى اللَعِب وَالأَخُ الصادِقُ في الوُدِّ إِذا ظَهَرَ الإِخوانُ بِالوُدِّ الكَذِب خاشِعٌ في دَرسِهِ مُحتَشِمٌ فَكِهٌ في مَجلِسِ الصَفوِ طَرِب قَلَّدَ الأَوطانَ نَشءً صالِحاً وَشَباباً أَهلَ دينٍ وَحَسَب رُبَّما صالَت بِهِم في غَدِها صَولَةَ الدَولَةِ بِالجَيشِ اللَجِب جَعَلوا الأَقلامَ أَرماحَهُمُ وَأَقاموها مَقاماتِ القُضُب لا يَميلونَ إِلى البَغيِ بِها كَيفَ يَبغي مَن إِلى العِلمِ اِنتَسَب شاعِرَ البَدوِ وَمِنهُم جاءَنا كُلُّ مَعنىً رَقَّ أَو لَفظٍ عَذُب قَد جَرَت أَلسُنُهُم صافِيَةً جَرَيانَ الماءِ في أَصلِ العُشُب سَلِمَت مِن عَنَتِ الطَبعِ وَمِن كُلفَةِ الأَقلامِ أَو حَشوِ الكُتُب قَد نَزَلتَ اليَومَ في باديَةٍ عَمَرَت فيها اِمرَأَ القَيسِ الحِقَب وَمَشى المَجنونُ فيها سالِياً نَفَضَ اللَوعَةَ عَنهُ وَالوَصَب أَعِرِ الناسَ لِساناً يَنظُموا لَكَ فيهِ الشِعرَ أَو يُنشوا الخُطَب قُم صِفِ الخُلدَ لَنا في مُلكِهِ مِن جَلالِ الخُلقِ وَالصُنعِ العَجَب وَثِمارٍ في يَواقيتِ الرُبى وَسُلافٍ في أَباريقِ الذَهَب وَاِنثُرِ الشِعرَ عَلى الأَبرارِ في قُدُسِ الساحِ وَعُلوِيِّ الرَحِب وَاِستَعِر رُضوانَ عودَي قَصَبٍ وَتَرَنَّم بِالقَوافي في القَصَب وَاِسقِ بِالمَعنى إِلَهِيّاً كَما تَتَساقَونَ الرَحيقَ المُنسَكِب كُلَّما سَبَّحتَ لِلعَرشِ بِهِ رَفَعَ الرَحمَنُ وَالرُسُلُ الحُجُب قُم تَأَمَّل هَذِهِ الدارُ وَفى لَكَ مِن طُلّابِها الجَمعُ الأَرِب وَفَتِ الدارُ لِباني رُكنِها وَقَضى الحَقَّ بَنو الدارِ النُجُب طَلَبوا العِلمَ عَلى شَيخِهِمُ زَمَناً ثُمَّ إِذا الشَيخُ طُلِب غابَ عَن أَعيُنِهِم لَكِنَّهُ ماثِلٌ في كُلِّ قَلبٍ لَم يَغِب صورَةٌ مُحسَنَةٌ ما تَختَفي وَمِثالٌ طَيِّبٌ ما يَحتَجِب رَجُلُ الواجِبِ في الدُنيا مَضى يُنصِفُ الأُخرى وَيَقضي ما وَجَب عاشَ عَيشَ الناسِ في دُنياهُمُ وَكَما قَد ذَهَبَ الناسُ ذَهَب أَخَذَ الدَرسَ الَّذي لُقِّنَهُ عَجَمُ الناسِ قَديماً وَالعَرَب خُلِقنا لِلحَياةِ وَلِلمَماتِ وَمِن هَذَينِ كُلُّ الحادِثاتِ وَمَن يولَد يَعِش وَيَمُت كَأَن لَم يَمُرَّ خَيالُهُ بِالكائِناتِ وَمَهدُ المَرءِ في أَيدي الرَواقي كَنَعشِ المَرءِ بَينَ النائِحاتِ وَما سَلِمَ الوَليدُ مِنِ اِشتِكاءٍ فَهَل يَخلو المُعَمَّرُ مِن أَذاةِ هِيَ الدُنيا قِتالٌ نَحنُ فيهِ مَقاصِدُ لِلحُسامِ وَلِلقَناةِ وَكُلُّ الناسِ مَدفوعٌ إِلَيهِ كَما دُفِعَ الجَبانُ إِلى الثَباتِ نُرَوَّعُ ما نُرَوَّعُ ثُمَّ نُرمى بِسَهمٍ مِن يَدِ المَقدورِ آتي صَلاةُ اللَهِ يا تِمزارُ تَجزي ثَراكِ عَنِ التِلاوَةِ وَالصَلاةِ وَعَن تِسعينَ عاماً كُنتِ فيها مِثلَ المُحسِناتِ الفُضلَياتِ بَرَرتِ المُؤمِناتِ فَقالَ كُلُّ لَعَلَّكِ أَنتِ أُمُّ المؤمِناتِ وَكانَت في الفَضائِلِ باقِياتٌ وَأَنتِ اليَومَ كُلُّ الباقِياتِ تَبَنّاكِ المُلوكُ وَكُنتِ مِنهُم بِمَنزِلَةِ البَنينِ أَوِ البَناتِ يُظِلّونَ المَناقِبَ مِنكِ شَتّى وَيُؤوُنَ التُقى وَالصالِحاتِ وَما مَلَكوكِ في سوقٍ وَلَكِن لَدى ظِلِّ القَنا وَالمُرهَفاتِ عَنَنتِ لَهُم بِمورَةَ بِنتَ عَشرٍ وَسَيفُ المَوتِ في هامِ الكُماةِ فَكُنتِ لَهُم وَلِلرَحمَنِ صَيداً وَواسِطَةً لِعِقدِ المُسلِماتِ تَبِعتِ مُحَمَّداً مِن بَعدِ عيسى لِخَيرِكِ في سِنيكِ الأولَياتِ فَكانَ الوالِدانِ هُدىً وَتَقوى وَكانَ الوِلدُ هَذي المُعجِزاتِ وَلَو لَم تَظهَري في العُربِ إِلّا بِأَحمَدَ كُنتِ خَيرَ الوالِداتِ تَجاوَزتِ الوَلائِدَ فاخِراتٍ إِلى فَخرِ القَبائِلِ وَاللُغاتِ وَأَحكَمِ مَن تَحَكَّمَ في يَراعٍ وَأَبلَغِ مَن تَبَلَّغَ مِن دَواةِ وَأَبرَإِ مَن تَبَرَّأَ مِن عَداءٍ وَأَنزَهِ مَن تَنَزَّهَ مِن شَماتِ وَأَصوَنِ صائِنٍ لِأَخيهِ عِرضاً وَأَحفَظِ حافِظٍ عَهدَ اللِداتِ وَأَقتَلِ قاتِلٍ لِلدَهرِ خُبراً وَأَصبَرِ صابِرٍ لِلغاشِياتِ كَأَنّي وَالزَمانُ عَلى قِتالٍ مُساجَلَةً بِمَيدانِ الحَياةِ أَخافُ إِذا تَثاقَلَتِ اللَيالي وَأُشفِقُ مِن خُفوفِ النائِباتِ وَلَيسَ بِنافِعي حَذَري وَلَكِن إِباءً أَن أَراها باغِتاتِ أَمَأمونٌ مِنَ الفَلَكِ العَوادي وَبَرجَلُهُ يَخُطُّ الدائِراتِ تَأَمَّل هَل تَرى إِلّا شِباكاً مِنَ الأَيّامِ حَولَكَ مُلقَياتِ وَلَو أَنَّ الجِهاتِ خُلِقنَ سَبعاً لَكانَ المَوتُ سابِعَةَ الجِهاتِ لَعاً لِلنَعشِ لا حُبّاً وَلَكِن لِأَجلِكِ يا سَماءَ المَكرُماتِ وَلا خانَتهُ أَيدي حامِليهِ وَإِن ساروا بِصَبرِيَ وَالأَناةِ فَلَم أَرَ قَبلَهُ المَريخَ مُلقىً وَلَم أَسمَع بِدَفنِ النَيِّراتِ هُناكَ وَقَفتُ أَسأَلُكِ اِتِّئاداً وَأُمسِكُ بِالصِفاتِ وَبِالصَفاةِ وَأَنظُرُ في تُرابِكِ ثُمَّ أُغضي كَما يُغضي الأَبِيُّ عَلى القَذاةِ وَأَذكُرُ مِن حَياتِكِ ما تَقَضّى فَكانَ مِنَ الغَداةِ إِلى الغَداةِ مُفَسِّرَ آيِّ اللَهِ بِالأَمسِ بَينَنا قُمِ اليَومَ فَسِّر لِلوَرى آيَةَ المَوتِ رُحِمتَ مَصيرُ العالَمينَ كَما تَرى وَكُلُّ هَناءٍ أَو عَزاءٍ إِلى فَوتِ هُوَ الدَهرُ ميلادٌ فَشُغلٌ فَمَأتَمٌ فَذِكرٌ كَما أَبقى الصَدى ذاهِبَ الصَوتِ مَماتٌ في المَواكِبِ أَم حَياةُ وَنَعشٌ في المَناكِبِ أَم عِظاتُ وَيَومُكَ في البَرِيَّةِ أَم قِيامٌ وَمَوكِبُكَ الأَدِلَّةُ وَالشِياتُ وَخَطبُكَ يا رِياضُ أَمِ الدَواهي عَلى أَنواعِها وَالنازِلاتُ يُجِلُّ الخَطبُ في رَجُلٍ جَليلٍ وَتَكبُرُ في الكَبيرِ النائِباتُ وَلَيسَ المَيتُ تَبكيهِ بِلادٌ كَمَن تَبكي عَلَيهِ النائِحاتُ وَهَل تَلقى مَناياها الرَواسي فَتَهوي ثُمَّ تُضمِرُها فَلاةُ وَتُكسَرُ في مَراكِزِها العَوالي وَتُدفَنُ في التُرابِ المُرهَفاتُ وَيُغشى اللَيثُ في الغاباتِ ظُهراً وَكانَت لا تَقَرُّ بِها الحَصاةُ وَيَرمي الدَهرُ نادِيَ عَينِ شَمسٍ وَلا يَحمي لِوائَهُمُ الرُماةُ أَجَل حُمِلَت عَلى النَعشِ المَعالي وَوسِّدَتِ التُرابَ المَكرُماتُ وَحُمِّلَتِ المَدافِعُ رُكنَ سِلمٍ يُشَيِّعُهُ الفَوارِسُ والمُشاةُ وَحَلَّ المَجدُ حُفرَتَهُ وَأَمسى يُطيفُ بِهِ النَوائِحُ وَالبُكاةُ هَوى عَن أَوجِ رِفعَتِهِ رِياضٌ وَحازَتهُ القُرونُ الخالِياتُ كَأَن لَم يَملَإِ الدُنيا فِعالاً وَلا هَتَفَت بِدَولَتِهِ الرُواةُ نَعاهُ البَرقُ مُضطَرِباً فَماجَت نُجومٌ في السَماءِ مُحَلِّقاتُ كَأَنَّ الشَمسَ قَد نُعِيَت عِشاءً إِلَيها فَهيَ حَسرى كاسِفاتُ صَحيفَةُ غابِرٍ طُوِيَت وَوَلَّت عَلى آثارِ مَن دَرَجوا وَفاتوا يَقولُ الآخَرونَ إِذا تَلَوها كَذَلِكَ فَليَلِدنَ الأُمَّهاتُ جَزى اللَهُ الرِضا أَبَوَي رِياضٍ هُما غَرَسا وَلِلوَطَنِ النَباتُ بَنو الدُنيا عَلى سَفَرٍ عَقيمٍ وَأَسفارُ النَوابِغِ مُرجَعاتُ أَرى الأَمواتَ يَجمَعُهُم نُشورٌ وَكَم بُعِثَ النَوابِغُ يَومَ ماتوا صَلاحُ الأَرضِ أَحياءٌ وَمَوتى وَزينَتُها وَأَنجُمُها الهُداةُ قَرائِحُهُم وَأَيدِيَهِم عَلَيها هُدىً وَيَسارَةٌ وَمُحَسَّناتُ فَلَو طُلِبَت لَهُم دِيَةٌ لَقالَت كُنوزُ الأَرضِ نَحنُ هِيَ الدِياتُ أَبا الوَطَنِ الأَسيفِ بَكَتكَ مِصرُ كَما بَكَتِ الأَبَ الكَهفَ البَناتُ قَضَيتَ لَها الحُقوقَ فَتىً وَكَهلاً وَيَومَ كَبُرتَ وَاِنحَنَتِ القَناةُ وَيَومَ النَهيُ لِلأُمَراءِ فيها وَيَومَ الآمِرونَ بِها العُصاةُ فَكُنتَ عَلى حُكومَتِها سِراجاً إِذا بَسَطَت دُجاها المُشكِلاتُ يَزيدُ الشَيبُ نَفسَكَ مِن حَياةٍ إِذا نَقَصَت مَعَ الشَيبِ الحَياةُ وَتَملَأُكَ السُنونَ قِوىً وَعَزماً إِذا قيلَ السِنونُ مُثَبِّطاتُ كَسَيفِ الهِندِ أَبلى حينَ فُلَّت وَرَقَّت صَفحَتاهُ وَالظُباتُ رَفيعُ القَدرِ بِالأَمصارِ يُرني كَما نَظَرَت إِلى النَجمِ السُراةُ كَأَنَّكَ في سَماءِ المُلكِ يَحيى وَآلُكَ في السَماءِ النَيِّراتِ تَسوسُ الأَمرَ لا يُعطي نَفاذاً عَلَيكَ الآمِرونَ وَلا النُهاةُ إِذا الوُزَراءُ لَم يُعطوا قِياداً نَبَذتُهُمُ كَأَنَّهُمُ النَواةُ زَماعٌ في اِنقِباضٍ في اِختِيالٍ كَذَلِكَ كانَ بِسمَركُ النُباتُ صِفاتٌ بَلَّغَتكَ ذُرى المعالي كَذَلِكَ تَرفَعُ الرَجُلَ الصِفاتُ وَجَدتَ المَجدَ في الدُنيا لِواءً تَلَقّاهُ المَقاديمُ الأُباةُ وَيَبقى الناسُ ما داموا رَعايا وَيَبقى المُقدِمونَ هُمُ الرُعاةُ رِياضُ طَوَيتَ قَرناً ما طَوَتهُ مَعَ المَأمونِ دِجلَةُ وَالفُراتُ تَمَنَّت مِنهُ أَيّاماً تَحَلّى بِها الدُوَلُ الخَوالي الباذِخاتُ وَوَدَّ القَيصَرانِ لَوَ أَنَّ روما عَلَيها مِن حَضارَتِهِ سِماتُ حَباكَ اللَهُ حاشِيَتيهِ عُمراً وَأَعمارُ الكِرامِ مُبارَكاتُ فَقُمتَ عَلَيهِ تَجرِبَةً وَخُبراً وَمَدرَسَةُ الرِجالِ التَجرِباتُ تَمُرُّ عَلَيكَ كَالآياتِ تَترى صَنائِعُ أَهلِهِ وَالمُحدَثاتُ فَأَدرَكتَ البُخارَ وَكانَ طِفلاً فَشَبَّ فَبايَعَتهُ الصافِناتُ تُجابُ عَلى جَناحَيهِ الفَيافي وَتَحكِمُ في الرِياحِ المُنشَآتُ وَيُصعِدُ في السَماءِ عَلى بُروجٍ غَداً هِيَ في العالَمِ بارِجاتُ وَبَينا الكَهرُباءُ تُعَدُّ خَرقاً إِذا هِيَ كُلَّ يَومٍ خارِقاتُ وَدانَ البَحرُ حَتّى خيضَ عُمقاً وَقيدَت بِالعِنانِ السافِياتِ وَبُلِّغَتِ الرَسائِلُ لا جَناحٌ يَجوبُ بِها البِحارَ وَلا أَداةُ كَأَنَّ القُطرَ حينَ يُجيبُ قُطراً ضَمائِرُ بَينَها مُتَناجِياتُ رَهينَ الرَمسِ حَدَّثَني مَلِيّاً حَديثَ المَوتِ تَبدُ لِيَ العِظاتُ هُوَ الخَبَرُ اليَقينُ وَما سِواهُ أَحاديثُ المُنى وَالتُرَّهاتُ سَأَلتُكَ ما المَنِيَّةُ أَيُّ كَأسٍ وَكَيفَ مَذاقُها وَمَنِ السُقاةُ وَماذا يوجِسُ الإِنسانُ مِنها إِذا غَصَّت بِعَلقَمِها اللَهاةُ وَأَيُّ المَصرَعَينِ أَشَدُّ مَوتٌ عَلى عِلمٍ أَمِ المَوتُ الفَواتُ وَهَل تَقَعُ النُفوسُ عَلى أَمانٍ كَما وَقَعَت عَلى الحَرَمِ القَطاةُ وَتَخلُدُ أَم كَزَعمِ القَولِ تَبلى كَما تَبلى العِظامُ أَوِ الرُفاتُ تَعالى اللَهُ قابِضُها إِلَيهِ وَناعِشُها كَما اِنتَعَشَ النَباتُ وَجازيها النَعيمَ حِمىً أَميناً وَعَيشاً لا تُكَدِّرُهُ أَذاةُ أَمِثلُكَ ضائِقٌ بِالحَقِّ ذَرعاً وَفي بُردَيكَ كانَ لَهُ حُماةُ أَلَيسَ الحَقُّ أَنَّ العَيشَ فانٍ وَأَنَّ الحَيَّ غايَتُهُ المَماتُ فَنَم ما شِئتَ لا توحِشكَ دُنيا وَلا يَحزُنكَ مِن عَيشٍ فَواتُ تَصَرَّمَتِ الشَبيبَةُ وَاللَيالي وَغابَ الأَهلُ وَاِحتَجَّتِ اللِدّاتُ خَلَت حِلمِيَّةٌ مِمَّن بَناها فَكَيفَ البَيتُ حَولَكَ وَالبَناتُ أَفيهِ مِنَ المَحَلَّةِ قوتُ يَومٍ وَمِن نِعَمٍ مَلَأنَ الطَودَ شاةُ وَهَل لَكَ مِن حَريرَهُما وِسادٌ إِذا خَشُنَت لِجَنبَيكَ الصَفاةُ تَوَلّى الكُلُّ لَم يَنفَعكَ مِنهُ سِوى ما كانَ يَلتَقِطُ العُفاةُ عِبادُ اللَهِ أَكرَمُهُم عَلَيهِ كِرامٌ في بَرِيَّتِهِ أُساةُ كَمائِدَةِ المَسيحِ يَقومُ بُؤسٌ حَوالَيها وَتَقعُدُ بائِساتُ أَخَذتُكَ في الحَياةِ عَلى هَناتٍ وَأَيُّ الناسِ لَيسَ لَهُ هَناتُ فَصَفحاً في التُرابِ إِذا اِلتَقَينا وَلو شِيَتِ العَداوَةُ وَالتَراتُ خُلِقتُ كَأَنّي عيسى حَرامٌ عَلى قَلبي الضَغينَةُ وَالشَماتُ يُساءُ إِلَيَّ أَحياناً فَأَمضي كَريماً لا أَقوتُ كَما أُقاتُ وَعِندِيَ لِلرِجالِ وَإِن تَجافوا مَنازِلُ في الحَفاوَةِ لا تُفاتُ طَلَعتَ عَلى النَدى بِعَينِ شَمسٍ فَوافَتها بِشَمسَينِ الغَداةُ عَلى ما كانَ يَندو القَومُ فيها تَوافى الجَمعُ وَاِئتَمَرَ السُراةُ تَمَلَّكَهُم وَقارُكَ في خُشوعٍ كَما نَظَمَت مُقيميها الصَلاةُ رَأَيتَ وُجوهَ قَومِكَ كَيفَ جَلَّت وَكَيفَ تَرَعرَعَت مِصرُ الفَتاةُ أُجيلَ الرَأيُ بَينَ يَدَيكَ حَتّى تَبَيَّنَتِ الرَزانَةُ وَالحَصاةُ وَأَنتَ عَلى أَعِنَّتِهِم قَديرٌ وَهُم بِكَ في الَّذي تَقضي حُفاةُ إِذا أَبدى الشَبابُ هَوىً وَزَهواً أَشارَ إِلَيهِ حِلمُكَ وَالأَناةُ فَهَلّا قُمتَ في النادي خَطيباً لَكَ الكَلِمُ الكِبارُ الخالِداتُ تُفَجِّرُ حِكمَةَ التِسعينِ فيهِ فَآذانُ الشَبيبَةِ صادِياتُ تَقولُ مَتى أَرى الجيرانَ عادوا وَضُمَّ عَلى الإِخاءِ لَهُم شَتاتُ وَأَينَ أولو النُهى مِنّا وَمِنهُم عَسى يَأسونَ ما جَرَحَ الغُلاةُ مَشَت بَينَ العَشيرَةِ رُسلُ شَرٍّ وَفَرَّقَتِ الظُنونَ السَيِّئاتُ إِذا الثِقَةُ اِضمَحَلَّت بَينَ قَومٍ تَمَزَّقَتِ الرَوابِطُ وَالصِلاتُ فَثِق فَعَسى الَّذينَ اِرتَبتَ فيهِم عَلى الأَيّامِ إِخوانٌ ثِقاتُ وَرُبَّ مُحَبَّبٍ لا صَبرَ عَنهُ بَدَت لَكَ في مَحَبَّتِهِ بَداةُ وَمَكروهٍ عَلى أَخَذاتِ ظَنٍّ تُحَبِّبُهُ إِلَيكَ التَجرُباتُ بَني الأَوطانِ هُبّوا ثُمَّ هُبّوا فَبَعضُ المَوتِ يَجلِبُهُ السُباتُ مَشى لِلمَجدِ خَطفَ البَرقِ قَومٌ وَنَحنُ إِذا مَشَينا السُلحُفاةُ يُعِدّونَ القُوى بَرّاً وَبَحراً وَعُدَّتُنا الأَماني الكاذِباتُ ضَجَّت لِمَصرَعِ غالِبٍ في الأَرضِ مَملَكَةُ النَباتِ أَمسَت بِتيجانٍ عَلَي هِ مِنَ الحِدادِ مُنَكَّساتِ قامَت عَلى ساقٍ لِغَي بَتِهِ وَأَقعَدَتِ الجِهاتِ في مَأتَمٍ تَلقى الطَبيعَ ةَ فيهِ بَينَ النائِحاتِ وَتَرى نُجومَ الأَرضِ مِن جَزَعٍ مَوائِدَ كاسِفاتِ وَالزَهرُ في أَكمامِهِ يَبكي بِدَمعِ الغادِياتِ وَشَقائِقُ النُعمانِ آ بَت بِالخُدودِ مُخَمَّشاتِ أَمّا مُصابُ الطِبِّ في هِ فَسَل بِهِ مَلَأَ الأُساةِ أَودى الحِمامُ بِشَيخِهِم وَمَآبِهِم في المُعضِلاتِ مُلقي الدُروسَ المُسفِرا تِ عَنِ الغُروسِ المُثمِراتِ قَد كانَ حَربَ الظُلمِ حَر بَ الجَهلِ حَربَ التُرَّهاتِ وَالمُسَتضاءُ بِنورِهِ في الخافِياتِ المُظلِماتِ عَلَمُ الوَرى في عِلمِهِ في الغَربِ مُغتَرِبُ الرُفاتِ قَد كانَ فيهِ مَحَلَّ إِج لالِ الجَهابِذَةِ الثِقاتِ وَمُمَثِلَ المِصرِيِّ في حَظِّ الشُعوبِ مِنَ الهِباتِ قُل لِلمُريبِ إِلَيكَ لا تَأخُذ عَلى الحُرِّ الهَناتِ إِنَّ النَوابِغَ أَهلَ بَد رٍ ما لَهُم مِن سَيِّئاتِ هُم في عُلا الوَطَنِ الأَدا ةُ فَلا تَحُطَّ مِنَ الأَداةِ وَهُمُ الأُلى جَمَعوا الضَما ئِرَ وَالعَزائِمَ مِن شَتاتِ لَهُمُ التَجِلَّةُ في الحَيا ةِ وَفَوقَ ذَلِكَ في المَماتِ عُثمانُ قُم تَرَ آيَةً اللَهُ أَحيا المومِياتِ خَرَجَت بَنينَ مِنَ الثَرى وَتَحَرَّكَت مِنهُ بَناتِ وَاِسمَع بِمِصرَ الهاتِفي نَ بِمَجدِها وَالهاتِفاتِ وَالطالِبينَ لِحَقِّها بَينَ السَكينَةِ وَالثَباتِ وَالجاعِليها قِبلَةً عِندَ التَرَنُّمِ وَالصَلاةِ لاقَوا أُبُوَّتَهُم غُرِّ المَناقِبِ وَالصِفاتِ حَتّى الشَبابُ تَراهُمُ غَلَبوا الشُيوخَ عَلى الأَناةِ وَزَنوا الرِجالَ فَكانَ ما أَعطَوا عَلى قَدَرِ الزِناتِ قُل لِلمَغاليطِ في الحَقا ئِقِ حاضِرٍ مِنها وَآتِ الفُكرُ جاءَ رَسولُهُ وَأَتى بِإِحدى المُعجِزاتِ عيسى الشُعورِ إِذا مَشى رَدَّ الشُعوبَ إِلى الحَياةِ طُوِيَ البِساطُ وَجَفَّتِ الأَقداحُ وَغَدَت عَواطِلٌ بَعدَكَ الأَفراحُ وَاِنفَضَّ نادٍ بِالشَآمِ وَسامِرٌ في مِصرَ أَنتَ هَزارُهُ الصَدّاحُ وَتَقَوَّضَت لِلفَنِّ أَطوَلُ سَرحَةٍ يُغدى إِلى أَفيائِها وَيُراحُ وَاللَهِ ما أَدري وَأَنتَ وَحيدُهُ أَعَلَيهِ يُبكى أَم عَلَيكَ يُناحُ إِسحاقُ ماتَ فَلا صَبوحَ وَمَعبَدٌ أَودى فَلَيسَ مَعَ الغَبوقِ فَلاحُ مَلِكُ الغِناءِ أَزالَهُ عَن تَختِهِ قَدَرٌ يُزيلُ الراسِياتِ مُتاحُ في التُربِ فَوقَ بَني سُوَيفَ يَتيمَةٌ وَمِنَ الجَواهِرِ زَيِّفٌ وَصِحاحُ ما زالَ تاجُ الفَنِّ تَيّاهاً بِها حَتّى اِستَبَدَّ بِها الرَدى المُجتاحُ لَو تَستَطيعُ كَرامَةً لِمَكانِها مَشَتِ الرِياضُ إِلَيهِ وَالأَدواحُ رُحماكَ عَبدَ الحَيِّ أُمُّكَ شَيخَةٌ قَعَدَت وَهيضَ لَها الغَداةَ جَناحُ كُسِرَت عَصاها فَهيَ بِلا عَصاً وَقَضى فَتاها الأَجوَدُ المِسماحُ اللَهُ يَعلَمُ إِن يَكُن في قَلبِها جُرحٌ فَفي أَحشاءِ مِصرَ جِراحُ وَالناسُ مَبكِيٌّ وَباكٍ إِثرَهُ وَبُكا الشُعوبِ إِذا النَوابِغُ طاحوا كانَ النَدامى إِن شَدَوتَ وَعاقَروا سِيّانَ صَوتُكَ بَينَهُم وَالراحُ فيما تَقولُ مُغَنِّياً وَمُحَدِّثاً تَتَنافَسُ الأَسماعُ وَالأَرواحُ فارَقتَ دُنيا أَرهَقَتكَ خَسارَةً وَغَنِمتَ قُربَ اللَهِ وَهوَ رَباحُ يا مُخلِفاً لِلوَعدِ وَعدُكَ مالَهُ عِندي وَلا لَكَ في الضَميرِ بَراحُ عَبَثَت بِهِ وَبِكَ المَنِيَّةُ وَاِنقَضى سَبَبٌ إِلَيهِ بِأُنسِنا نَرتاحُ لَمّا بَلَغنا بِالأَحِبَّةِ وَالمُنى بابَ السُرورِ تَغَيَّبَ المِفتاحُ زَعَموا نَعِيَّكَ في المَجامِعِ مازِحاً هَيهاتَ في رَيبِ المَنونِ مِزاحُ الجِدُّ غايَةُ كُلِّ لاهٍ لاعِبٍ عِندَ المَنِيَّةِ يَجزَعُ المِفراحُ رَمَتِ المَنايا إِذ رَمَينَكَ بُلبُلاً أَراَهُ في شَرَكِ الحَياةِ جِماحُ آهاتُهُ حُرَقُ الغَرامِ وَلَفظُهُ سَجعُ الحَمامِ لَوَ انَّهُنَّ فِصاحُ وَذَبَحنَ حَنجَرَةً عَلى أَوتارِها تُؤسى الجِراحُ وَتُذبَحُ الأَتراحُ وَفَلَلنَ مِن ذاكَ اللِسانِ حَديدَةً يَخشى لَئيمٌ بَأسَها وَوَقاحُ وَأَبَحنَ راحَتَكَ البِلى وَلَطالَما أَمسى عَلَيها المالُ وَهوَ مُباحُ روحٌ تَناهَت خِفَّةً فَتَخَيَّرَت نُزُلاً تَقاصَرُ دونَهُ الأَشباحُ قُم غَنِّ وِلدانَ الجِنانِ وَحورِها وَاِبعَث صَداكَ فَكُلُّنا أَرواحُ سِر أَبا صالِحٍ إِلى اللَهِ وَاِترُك مِصرَ في مَأتَمٍ وَحُزنٍ شَديدِ هَذِهِ غايَةُ النُفوسِ وَهَذا مُنتَهى العَيشِ مُرِّهِ وَالرَغيدِ هَل تَرى الناسَ في طَريقِكَ إِلّا نَعشَ كَهلٍ تَلاهُ نَعشُ الوَليدِ إِنَّ أَوهى الخُيوطِ فيما بَدا لي خَيطُ عَيشٍ مُعَلَّقٌ بِالوَريدِ مُضغَةٌ بَينَ خَفقَةٍ وَسُكونٍ وَدَمٌ بَينَ جَريَةٍ وَجُمودِ أَنزَلوا في الثَرى الوَزيرَ وَوارَوا فيهِ تِسعينَ حِجَّةً في صُعودِ كُنتَ فيها عَلى يَدٍ مِن حَريرِ لِلَّيالي فَأَصبَحَت مِن حَديدِ قَد بَلَوناكَ في الرِياسَةِ حيناً فَبَلَونا الوَزيرَ عَبدَ الحَميدِ آخِذاً مِن لِسانِ فارِسَ قِسطاً وافِرَ القَسمِ مِن لِسانِ لَبيدِ في ظِلالِ المُلوكِ تُدني إِلَيهِم كُلَّ آوٍ لِظِلِّكَ المَمدودِ لَستَ مَن مَرَّ بِالمَعالِمِ مَرّاً إِنَّما أَنتَ دَولَةٌ في فَقيدِ قُم فَحَدِّث عَنِ السِنينِ الخَوالي وَفُتوحِ المُمَلَّكينَ الصيدِ وَالَّذي مَرَّ بَينَ حالٍ قَديمٍ أَنتَ أَدرى بِهِ وَحالِ جَديدِ وَصِفِ العِزَّ في زَمانِ عَلِيٍّ وَاِذكُرِ اليُمنَ في زَمانِ سَعيدِ كَيفَ أُسطولُهُم عَلى كُلِّ بَحرٍ وَسَراياهُمُ عَلى كُلِّ بيدِ قَد تَوَلَّوا وَخَلَّفوكَ وَفِيّاً في زَمانٍ عَلى الوَفِيِّ شَديدِ فَاِلحَقِ اليَومَ بِالكِرامِ كَريماً وَاِلقَهُم بَينَ جَنَّةٍ وَخُلودِ وَتَقَبَل وَداعَ باكٍ عَلى فَق دِكَ وافٍ لِعَهدِكَ المَحمودِ كُلُّ حَيٍّ عَلى المَنِيَّةِ غادي تَتَوالى الرِكابُ وَالمَوتُ حادي ذَهَب الأَوَّلونَ قَرناً فَقَرنا لَم يَدُم حاضِرٌ وَلَم يَبقَ بادي هَل تَرى مِنهُمُ وَتَسمَعُ عَنهُمُ غَيرَ باقي مَآثِرٍ وَأَيادي كُرَةُ الأَرضِ رَمَت صَولَجانا وَطَوَت مِن مَلاعِبٍ وَجِيادِ وَالغُبارُ الَّذي عَلى صَفحَتَيها دَوَرانُ الرَحى عَلى الأَجسادِ كُلُّ قَبرٍ مِن جانِبِ القَفرِ يَبدو عَلَمَ الحَقِّ أَو مَنارَ المَعادِ وَزِمامُ الرِكابِ مِن كُلِّ فَجٍّ وَمَحَطُّ الرِحالِ مِن كُلِّ وادي تَطلَعُ الشَمسُ حَيثُ تَطلَعُ نَضخاً وَتَنَحّى كَمِنجَلِ الحَصّادِ تِلكَ حَمراءُ في السَماءِ وَهَذا أَعوَجُ النَصلِ مِن مِراسِ الجِلادِ لَيتَ شِعري تَعَمَّدا وَأَصَرّا أَم أَعانا جِنايَةَ البِلادِ كَذَبَ الأَزهَرانِ ما الأَمرُ إِلّا قَدَرٌ رائِحٌ بِما شاءَ غادي يا حَماماً تَرَنَّمَت مُسعِداتٍ وَبِها فاقَةٌ إِلى الإِسعادِ ضاقَ عَن ثُكلِها البُكا فَتَغَنَّت رُبَّ ثُكلٍ سَمِعتَهُ مِن شادي الأَناةَ الأَناةَ كُلُّ أَليفٍ سابِقُ الإِلفِ أَو مُلاقي اِنفِرادِ هَل رَجَعتُنَّ في الحَياةِ لِفَهمٍ إِنَّ فَهمَ الأُمورِ نِصفُ السَدادِ سَقَمٌ مِن سَلامَةٍ وَعَزاءٌ مِن هَناءٍ وَفُرقَةٌ مِن وِدادِ يُجتَنى شَهدُها عَلى إِبَرِ النَح لِ وَيُمشى لِوِردِها في القَتادِ وَعَلى نائِمٍ وَسَهرانَ فيها أَجَلٌ لا يَنامُ بِالمِرصادِ لُبَدٌ صادَهُ الرَدى وَأَظُنُّ ال نَسرَ مِن سَهمِهِ عَلى ميعادِ ساقَةَ النَعشِ بِالرَئيسِ رُوَيداً مَوكِبُ المَوتِ مَوضِعُ الإِتِّئادِ كُلُّ أَعوادِ مِنبَرٍ وَسَريرٍ باطِلٌ غَيرَ هَذِهِ الأَعوادِ تَستَريحُ المَطِيُّ يَوماً وَهَذي تَنقُلُ العالَمينَ مِن عَهدِ عادِ لا وَراءَ الجِيادِ زيدَت جَلالاً مُنذُ كانَت وَلا عَلى الأَجيادِ أَسَأَلتُم حَقيبَةَ المَوتِ ماذا تَحتَها مِن ذَخيرَةٍ وَعَتادِ إِنَّ في طَيِّها إِمامَ صُفوفٍ وَحَوارِيَّ نِيَّةٍ وَاِعتِقادِ لَو تَرَكتُم لَها الزِمامَ لَجاءَت وَحدَها بِالشَهيدِ دارَ الرَشادِ اِنظُروا هَل تَرَونَ في الجَمعِ مِصراً حاسِراً قَد تَجَلَّلَت بِسَوادِ تاجُ أَحرارِها غُلاماً وَكَهلاً راعَها أَن تَراهُ في الأَصفادِ وَسِّدوهُ التُرابَ نِضوَ سِفارٍ في سَبيلِ الحُقوقِ نِضوَ سُهادِ وَاِركُزوهُ إِلى القِيامَةِ رُمحاً كانَ لِلحَشدِ وَالنَدى وَالطِرادِ وَأَقِرّوهُ في الصَفائِحِ عَضباً لَم يَدِن بِالقَرارِ في الأَغمادِ نازِحَ الدارِ أَقصَرَ اليَومَ بَينٌ وَاِنتَهَت مِحنَةٌ وَكَفَّت عَوادي وَكَفى المَوتُ ما تَخافُ وَتَرجو وَشَفى مِن أَصادِقٍ وَأَعادي مَن دَنا أَو نَأى فَإِنَّ المَنايا غايَةُ القُربِ أَو قُصارى البِعادِ سِر مَعَ العُمرِ حَيثُ شِئتَ تَأوبا وَاِفقُدِ العُمرَ لا تَأُب مِن رُقادِ ذَلِكَ الحَقُّ لا الَّذي زَعَموهُ في قَديمٍ مِنَ الحَديثِ مُعادِ وَجَرى لَفظُهُ عَلى أَلسُنِ النا سِ وَمَعناهُ في صُدورِ الصِعادِ يَتَحَلّى بِهِ القَوِيُّ وَلَكِن كَتَحَلّي القِتالِ بِاِسمِ الجِهادِ هَل تَرى كَالتُرابِ أَحسَنَ عَدلاً وَقِياماً عَلى حُقوقِ العِبادِ نَزَلَ الأَقوِياءُ فيهِ عَلى الضَع فى وَحَلَّ المُلوكُ بِالزُهّادِ صَفَحاتٌ نَقِيَّةٌ كَقُلوبِ ال رُسلِ مَغسولَةٌ مِنَ الأَحقادِ قُم إِنِ اِسطَعتَ مِن سَريرِكَ وَاِنظُر سِرَّ ذاكَ اللِواءِ وَالأَجنادِ هَل تَراهُم وَأَنتَ موفٍ عَلَيهِم غَيرَ بُنيانِ أُلفَةٍ وَاِتِّحادِ أُمَّةٌ هُيِّأَت وَقَومٌ لِخَيرِ ال دَهرِ أَو شَرِّهِ عَلى اِستِعدادِ مِصرُ تَبكي عَلَيكَ في كُلِّ خِدرٍ وَتَصوغُ الرِثاءَ في كُلِّ نادي لَو تَأَمَّلتَها لَراعَكَ مِنها غُرَّةُ البِرِّ في سَوادِ الحِدادِ مُنتَهى ما بِهِ البِلادُ تُعَزّى رَجُلٌ ماتَ في سَبيلِ البِلادِ أُمَّهاتٌ لا تَحمِلُ الثُكلَ إِلّا لِلنَجيبِ الجَريءِ في الأَولادِ كَفَريدٍ وَأَينَ ثاني فَريدٍ أَيُّ ثانٍ لِواحِدِ الآحادِ الرَئيسِ الجَوادِ فيما عَلِمنا وَبَلَونا وَاِبنِ الرَئيسِ الجَوادِ أَكَلَت مالَهُ الحُقوقُ وَأَبلى جِسمَهُ عائِدٌ مِنَ الهَمِّ عادي لَكَ في ذَلِكَ الضَنى رِقَّةُ الرو حِ وَخَفقُ الفُؤادِ في العُوّادِ عِلَّةٌ لَم تَصِل فِراشَكَ حَتّى وَطِئَت في القُلوبِ وَالأَكبادِ صادَفَت قُرحَةً يُلائِمُها الصَب رُ وَتَأبى عَلَيهِ غَيرَ الفَسادِ وَعَدَ الدَهرُ أَن يَكونَ ضِماداً لَكَ فيها فَكانَ شَرَّ ضِمادِ وَإِذا الروحُ لَم تُنَفِّس عَنِ الجِس مِ فَبُقراطُ نافِخٌ في رَمادِ يَموتُ في الغابِ أَو في غَيرِهِ الأَسَدُ كُلُّ البِلادِ وِسادٌ حينَ تُتَّسَدُ قَد غَيَّبَ الغَربُ شَمساً لا سَقامَ بِها كانَت عَلى جَنَباتِ الشَرقِ تَتَّقِدُ حَدا بِها الأَجَلُ المَحتومُ فَاِغتَرَبَت إِنَّ النُفوسَ إِلى آجالِها تَفِدُ كُلُّ اِغتِرابٍ مَتاعٌ في الحَياةِ سِوى يَومٍ يُفارِقُ فيهِ المُهجَةَ الجَسَدُ نَعى الغَمامَ إِلى الوادي وَساكِنِهِ بَرقٌ تَمايَلَ مِنهُ السَهلُ وَالجَلَدُ بَرقُ الفَجيعَةِ لَمّا ثارَ ثائِرُهُ كادَت كَأَمسٍ لَهُ الأَحزابُ تَتَّحِدُ قامَ الرِجالُ حَيارى مُنصِتينَ لَهُ حَتّى إِذا هَدَّ مِن آمالِهِم قَعَدوا عَلا الصَعيدَ نهارٌ كُلُّهُ شَجَنٌ وَجَلَّلَ الريفَ لَيلٌ كُلُّهُ سُهُدُ لَم يُبقِ لِلضاحِكينَ المَوتُ ما وَجَدوا وَلَم يَرُدَّ عَلى الباكينَ ما فَقَدوا وَراءَ رَيبِ اللَيالي أَو فُجاءَتِها دَمعٌ لِكُلِّ شِماتٍ ضاحِكٍ رَصَدُ باتَت عَلى الفُلكِ في التابوتِ جَوهَرَةٌ تَكادُ بِاللَيلِ في ظِلِّ البِلى تَقِدُ يُفاخِرُ النيلُ أَصدافَ الخَليجِ بِها وَما يَدُبُّ إِلى البَحرَينِ أَو يَرِدُ إِنَّ الجَواهِرَ أَسناها وَأَكرَمُها ما يَقذِفُ المَهدُ لا ما يَقذِفُ الزَبَدُ حَتّى إِذا بَلَغَ الفَلَكُ المَدى اِنحَدَرَت كَأَنَّها في الأَكُفِّ الصارِمُ الفَرِدُ تِلكَ البَقِيَّةُ مِن سَيفِ الحِمى كِسَرٌ عَلى السَريرِ وَمِن رُمحِ الحِمى قَصِدُ قَد ضَمَّها فَزَكا نَعشٌ يُطافُ بِهِ مُقَدَّمٌ كَلِواءِ الحَقِّ مُنفَرِدُ مَشَت عَلى جانِبَيهِ مِصرُ تَنشُدُهُ كَما تَدَلَّهَتِ الثَكلى وَتَفتَقِدُ وَقَد يَموتُ كَثيرٌ لا تُحِسُّهُمُ كَأَنَّهُم مِن هَوانِ الخَطبِ ما وُجِدوا ثُكلُ البِلادِ لَهُ عَقلٌ وَنَكبَتُها هِيَ النَجابَةُ في الأَولادِ لا العَدَدُ مُكَلَّلُ الهامِ بِالتَصريحِ لَيسَ لَهُ عودٌ مِنَ الهامِ يَحويهِ وَلا نَضَدُ وَصاحِبُ الفَضلِ في الأَعناقِ لَيسَ لَهُ مِنَ الصَنائِعِ أَو أَعناقِهِم سَنَدُ خَلا مِنَ المِدفَعِ الجَبّارِ مَركَبُهُ وَحَلَّ فيهِ الهُدى وَالرِفقُ وَالرَشَدُ إِنَّ المَدافِعَ لَم يُخلَق لِصُحبَتِها جُندُ السَلامِ وَلا قُوّادُهُ المُجُدُ يا بانِيَ الصَرحَ لَم يَشغَلهُ مُمتَدِحٌ عَنِ البِناءِ وَلَم يَصرِفهُ مُنتَقِدُ أَصَمَّ عَن غَضَبٍ مِن حَولِهِ وَرِضىً في ثَورَةٍ تَلِدُ الأَبطالَ أَو تَئِدُ تَصريحُكَ الخُطوَةُ الكُبرى وَمَرحَلَةٌ يَدنو عَلى مِثلِها أَو يَبعُدُ الأَمَدُ الحَقُّ وَالقُوَّةُ اِرتَدّا إِلى حَكَمٍ مِنَ الفَياصِلِ ما في دينِهِ أَوَدُ لَولا سِفارَتُكَ المَهدِيَّةُ اِختَصَما وَمَلَّ طولَ النِضالِ الذِئبُ وَالنَقَدُ ما زِلتَ تَطرُقُ بابَ الصُلحِ بَينَهُما حَتّى تَفَتَّحَتِ الأَبوابُ وَالسُدَدُ وَجَدتَها فُرصَةً تُلقى الحِبالُ لَها إِنَّ السِياسَةَ فيها الصَيدُ وَالطَرَدُ طَلَبتَها عِندَ هوجِ الحادِثاتِ كَما يَمشي إِلى الصَيدِ تَحتَ العاصِفِ الأَسَدُ لَمّا وَجَدتَ مُعِدّاتِ البِناءِ بَنَت يَداكَ لِلقَومِ ما ذَمّوا وَما حَمَدوا بَنَيتَ صَرحَكَ مِن جُهدِ البِلادِ كَما تُبنى مِنَ الصَخرِ الآساسُ وَالعُمُدُ فيهِ ضَحايا مِنَ الأَبناءِ قَيِّمَةٌ وَفيهِ سَعيٌ مِنَ الآباءِ مُطَّرِدُ وَفي أَواسيهِ أَقلامٌ مُجاهِدَةٌ عَلى أَسِنَّتِها الإِحسانُ وَالسَدَدُ وَفيهِ أَلوِيَةٌ عَزَّ الجِهادُ بِهِم لَولا المَنِيَّةِ ما مالوا وَلا رَقَدوا رَمَيتَ في وَتَدِ الذُلِّ القَديمِ بِهِ حَتّى تَزعزَعَ مِن أَسبابِهِ الوَتَدُ طَوى حِمايَتَهُ المُحتَلُّ وَاِنبَسَطَت حِمايَةُ اللَهِ فَاِستَذرى بِها البَلَدُ نَم غَيرَ باكٍ عَلى ماشِدتَ مِن كَرَمٍ ما شيدَ لِلحَقِّ فَهوَ السَرمَدُ الأَبَدُ يا ثَروَةَ الوَطَنِ الغالي كَفى عِظَةً لِلناسِ أَنَّكَ كَنزٌ في الثَرى بَدَدُ لَم يُطغِكَ الحُكمُ في شَتّى مَظاهِرِهِ وَلا اِستَخَفَّكَ لينُ العَيشِ وَالرَغَدُ تَغدو عَلى اللَهِ وَالتاريخِ في ثِقَةٍ تَرجو فَتُقدِمُ أَو تَخشى فَتَتَّئِدُ نَشَأتَ في جَبهَةِ الدُنيا وَفي فَمِها يَدورُ حَيثُ تَدورُ المَجدُ وَالحَسَدُ لِكُلِّ يَومٍ غَدٌ يَمضي بِرَوعَتِهِ وَما لِيَومِكَ يا خَيرَ اللِداتِ غَدُ رَمَتكَ في قَنَواتِ القَلبِ فَاِنصَدَعَت مَنِيَّةٌ ما لَها قَلبٌ وَلا كَبِدُ لَمّا أَناخَت عَلى تامورِكَ اِنفَجَرَت أَزكى مِنَ الوَردِ أَو مِن مائِهِ الوُرُدُ ما كُلُّ قَلبٍ غَدا أَو راحَ في دَمِهِ فيهِ الصَديقُ وَفيهِ الأَهلُ وَالوَلَدُ وَلَم تُطاوِلكَ خَوفاً أَن يُناضِلَها مِنكَ الدَهاءُ وَرَأيٌ مُنقِذٌ نَجِدُ فَهَل رَثى المَوتُ لِلبِرِّ الذَبيحِ وَهَل شَجاهُ ذاكَ الحَنانُ الساكِنُ الهَمِدُ هَيهاتَ لَو وُجِدَت لِلمَوتِ عاطِفَةُ لَم يَبكِ مِن آدَمٍ أَحبابَهُ أَحَدُ مَشَت تَذودُ المَنايا عَن وَديعَتِها مَدينَةُ النورِ فَاِرتَدَّت بِها رَمَدُ لَو يُدفَعُ المَوتُ رَدَّت عَنكَ عادِيَهُ لِلعِلمِ حَولَكَ عَينٌ لَم تَنَم وَيَدُ أَبا عَزيزٍ سَلامُ اللَهِ لا رُسُلٌ إِلَيكَ تَحمِلُ تَسليمي وَلا بُرَدُ وَنَفحَةٌ مِن قَوافي الشِعرِ كُنتَ لَها في مَجلِسِ الراحِ وَالرَيحانِ تَحتَشِدُ أَرسَلتُها وَبَعَثتُ الدَمعَ يَكنُفُها كَما تَحَدَّرَ حَولَ السَوسَنِ البَرَدُ عَطَفتُ فيكَ إِلى الماضي وَراجَعَني وُدٌّ مِنَ الصِغَرِ المَعسولِ مُنعَقِدُ صافٍ عَلى الدَهرِ لَم تُقفِر خَلِيَّتُهُ وَلا تَغَيَّرَ في أَبياتِها الشُهُدُ حَتّى لَمَحتُكَ مَرموقَ الهِلالِ عَلى حَداثَةٍ تَعِدُ الأَوطانَ ما تَعِدُ وَالشِعرُ دَمعٌ وَوِجدانٌ وَعاطِفَةٌ يا لَيتَ شِعرِيَ هَل قُلتُ الَّذي أَجِدُ أَصابَ المُجاهِدُ عُقبى الشَهيدِ وَأَلقى عَصاهُ المُضافُ الشَريد وَأَمسى جَماداً عَدُوُّ الجُمودِ وَباتَ عَلى القَيدِ خَصمُ القُيود حَداهُ السِفارُ إِلى مَنزِلٍ يُلاقي الخَفيفَ عَلَيهِ الوَئيد فَقَرَّ إِلى موعِدٍ صادِقٍ مُعِزُّ اليَقينِ مُذِلُّ الجُحود وَباتَ الحَوارِيُّ مِن صاحِبَيهِ شَهَيدَينِ أَسرى إِلَيهِم شَهيد تَسَرَّبَ في مَنكِبَي مُصطَفى كَأَمسِ وَبَينَ ذِراعَي فَريد فَيا لَكَ قَبراً أَكَنَّ الكُنوزَ وَساجَ الحُقوقَ وَحاطَ العُهود لَقَد غَيَّبوا فيكَ أَمضى السُيوفِ فَهَل أَنتَ يا قَبرُ أَوفى الغُمود ثَلاثُ عَقائِدَ في حُفرَةٍ تَدُكُّ الجِبالَ وَتوهي الحَديد قَعَدنَ فَكُنَّ الأَساسَ المَتينَ وَقامَ عَلَيها البِناءُ المَشيد فَلا تَنسَ أَمسِ وَآلاءَهُ أَلا إِنَّ أَمسِ أَساسُ الوُجود وَلَولا البِلى في زَوايا القُبورِ لَما ظَهَرَت جِدَّةٌ لِلمُهود وَمَن طَلَبَ الخُلقَ مِن كَنزِهِ فَإِنَّ العَقيدَةَ كَنزٌ عَتيد تَعَلَّمَ بِالصَبرِ أَو بِالثَباتِ جَليدُ الرِجالِ وَغَيرُ الجَليد طَريدَ السِياسَةِ مُنذُ الشَبابِ لَقَد آنَ أَن يَستَريحَ الطَريد لَقيتَ الدَواهِيَ مِن كَيدِها وَما كَالسِياسَةِ داهٍ يَكيد حَمَلتَ عَلى النَفسِ ما لا يُطا قُ وَجاوَزَتِ المُسَتَطاعَ الجُهود وَقُلِّبتَ في النارِ مِثلَ النُضا رِ وَغُرِّبتَ مِثلَ الجُمانِ الفَريد أَتَذكُرُ إِذ أَنتَ تَحتَ اللِواءِ نَبيهَ المَكانَةِ لِجَمَّ العَديد إِذا ما تَطَلَّعتَ في الشاطِئَينِ رَبا الريفُ وَاِفتَنَّ فيكَ الصَعيد وَهَزَّ النَدِيُّ لَكَ المَنكِبَينِ وَراحَ الثَرى مِن زِحامٍ يَميد رَسائِلُ تُذري بِسَجعِ البَديعِ وَتُنسي رَسائِلَ عَبدِ الحَميد يَعيها شُيوخُ الحِمى كَالحَديثِ وَيَحفَظُها النَشءُ حِفظَ النَشيد فَما بالُها نَكِرَتها الأُمورُ وَطولُ المَدى وَاِنتِقالُ الجُدود لَقَد نَسِيَ القَومُ أَمسِ القَريبَ فَهَل لِأَحاديثِهِ مِن مُعيد يَقولونَ ما لِأَبي ناصِرٍ وَلِلتُركِ ما شَأنُهُ وَالهُنود وَفيمَ تَحَمَّلَ هَمَّ القَريبِ مِنَ المُسلِمينَ وَهَمَّ البَعيد فَقُلتُ وَما ضَرَّكُم أَن يَقومَ مِنَ المُسلِمينَ إِمامٌ رَشيد أَتَستَكثِرونَ لَهُم واحِداً وَلّى القَديمُ نَصيرَ الحَديد سَعى لِيُؤَلِّفَ بَينَ القُلوبِ فَلَم يَعدُ هَديَ الكِتابِ المَجيد يَشُدُّ عُرا الدينِ في دارِهِ وَيَدعو إِلى اللَهِ أَهلَ الجُحود وَلِلقَومِ حَتّى وَراءَ القِفارِ دُعاةٌ تُغَنّى وَرُسلٌ تَشيد جَزى اللَهُ مَلكاً مِنَ المُحسِنين رَؤوفُ الفُؤادِ رحيمُ الوَريد كَأَنَّ البَيانَ بِأَيّامِهِ أَوِ العِلمَ تَحتَ ظِلالِ الرَشيد يُداوي نَداهُ جِراحَ الكِرامِ وَيُدرِكُهُم في زَوايا اللُحود أَجارَ عِيالَكَ مِن دَهرِهِم وَجامَلَهُم في البَلاءِ الشَديد تَوَلّى الوَليدَةُ في يُتمِها وَكَفكَفَ بِالعَطفِ دَمعَ الوَليد سَلامٌ أَبا ناصِرٍ في التُراب يُعيرُ التُرابَ رَفيفَ الوُرود بَعُدتَ وَعَزَّ إِلَيكَ البَريدُ وَهَل بَينَ حَيٍّ وَمَيتٍ بَريد أَجَل بَينَنا رُسلُ الذِكرَياتِ وَماضٍ يُطيفُ وَدَمعٌ يَجود وَفِكرٌ وَإِن عَقَلَتهُ الحَياةُ يَظَلُّ بِوادي المَنايا يَرود أَجَل بَينَنا الخُشُبُ الدائِباتُ وَإِن كانَ راكِبُها لا يُعود مَضى الدَهرُ وَهيَ وَراءَ الدُموعِ قِيامٌ بِمُلكِ الصَحارى قُعود وَكَم حَمَلَت مِن صَديدٍ يَسيلُ وَكَم وَضَعَت مِن حِناشٍ وَدود نَشَدتُكَ بِالمَوتِ إِلّا أَبَنتَ أَأَنتَ شَقِيٌّ بِهِ أَم سَعيد وَكَيفَ يُسَمّى الغَريبَ اِمرُؤٌ نَزيلُ الأُبُوَّةِ ضَيفُ الجُدود وَكَيفَ يُقالُ لِجارِ الأَوائِ لِ جارِ الأَواخِرِ ناءٍ وَحيد كَأسٌ مِنَ الدُنيا تُدار مَن ذاقَها خَلَعَ العِذار اللَيلُ قَوّامٌ بِها فَإِذا وَنى قامَ النَهار وَحَبا بِها الأَعمارَ لَم تَدُمِ الطِوالُ وَلا القِصار شَرِبَ الصَبِيُّ بِها وَلَم يَخلُ المُعَمَّرُ مِن خُمار وَحَسا الكِرامُ سُلافَها وَتَناوَلَ الهَمَلُ العُقار وَأَصابَ مِنها ذو الهَوى ما قَد أَصابَ أَخو الوَقار وَلَقَد تَميلُ عَلى الجَما دِ وَتَصرَعُ الفَلَكَ المُدار كَأسُ المَنِيَّةِ في يَدٍ عَسراءَ ما مِنها فِرار تَجري اليَمينَ فَمَن تَوَل لى يَسرَةً جَرَتِ اليَسار أَودى الجَريءُ إِذا جَرى وَالمُستَميتُ إِذا أَغار لَيثُ المَعامِعِ وَالوَقا ئِعِ وَالمَواقِعِ وَالحِصار وَبَقِيَّةُ الزُمَرِ الَّتي كانَت تَذودُ عَنِ الذِمار جُندُ الخِلافَةِ عَسكَرُ السُل طانِ حامِيَةُ الدِيار ضاقَت كَريدُ جِبالُها بِكَ يا خَلوصي وَالقِفار أَيّامُكُم فيها وَإِن طالَ المَدى ذاتُ اِشتِهار عَلِمَ العَدُوُّ بِأَنَّكُم أَنتُم لِمِعصَمِها سِوار أَحدَقتُمُ بِمَقَرِّهِ فَتَرَكتُموهُ بِلا قَرار حَتّى اِهتَدى مَن كانَ ضَل لَ وَثابَ مَن قَد كانَ ثار وَاِعتَزَّ رُكنٌ لِلوِلا يَةِ كانَ مُنقَضَّ الجِدار عِش لِلعُلا وَالمَجدِ يا خَيرَ البَنينِ وَلِلفَخار أَبكي لِدَمعِكَ جارِياً وَلِدَمعِ إِخوَتِكَ الصِغار وَأَوَدُّ أَنَّكُمُ رِجا لٌ مِثلَ والِدِكُم كِبار وَأُريدُ بَيتَكُمُ عَما راً لا يُحاكيهِ عَمار لا تَخرُجُ النَعماءُ مِن هُ وَلا يُزايِلهُ اليَسار ما جَلَّ فيهِم عيدُكَ المَأثورُ إِلّا وَأَنتَ أَجَلُّ يا فِكتورُ ذَكَروكَ بِالمِئَةِ السِنينَ وَإِنَّها عُمرٌ لِمِثلِكَ في النُجومِ قَصيرُ سَتدومُ ما دامَ البَيانُ وَما اِرتَقَت لِلعالَمينَ مَدارِكٌ وَشُعورُ وَلَئِن حُجِبتَ فَأَنتَ في نَظَرِ الوَرى كَالنَجمِ لَم يُرَ مِنهُ إِلّا النورُ لَولا التُقى لَفَتَحتُ قَبرَكَ لِلمَلا وَسَأَلتُ أَينَ السَيِّدَ المَقبورُ وَلَقُلتُ يا قَومُ اُنظُروا اِنجيلَكُم هَل فيهِ مِن قَلَمِ الفَقيدِ سُطورُ مَن بَعدَهُ مَلَكَ البَيانَ فَعِندَكُم تاجٌ فَقَدتُم رَبَّهُ وَسَريرُ ماتَ القَريضُ بِمَوتِ هوجو وَاِنقَضى مُلكُ البَيانِ فَأَنتُمُ جُمهورُ ماذا يَزيدُ العيدُ في إِجلالِهِ وَجَلالُهُ بِيَراعِهِ مَسطورِ فَقَدَت وُجوهَ الكائِناتِ مُصَوِّراً نَزَلَ الكَلامُ عَلَيهِ وَالتَصويرُ كُشِفَ الغَطاءُ لَهُ فَكُلُّ عِبارَةٍ في طَيِّها لِلقارِئينَ ضَميرُ لَم يُعيِهِ لَفظٌ وَلا مَعنىً وَلا غَرَضٌ وَلا نَظمٌ وَلا مَنثورُ مُسلي الحَزينِ يَفُكُّهُ مِن حُزنِهِ وَيَرُدُّهُ لِلَّهِ وَهوَ قَريرُ ثَأَرَ المُلوكُ وَظَلَّ عِندَ إِبائِهِ يَرجو وَيَأمَلُ عَفوَهُ المَثؤورُ وَأَعارَ واتِرلو جَلالَ يَراعِهِ فَجَلالُ ذاكَ السَيفِ عَنهُ قَصيرُ يا أَيُّها البَحرُ الَّذي عَمَّرَ الثَرى وَمِنَ الثَرى حُفَرٌ لَهُ وَقُبورُ أَنتَ الحَقيقَةُ إِن تَحَجَّبَ شَخصُها فَلَها عَلى مَرِّ الزَمانِ ظُهورُ اِرفَع حِدادَ العالَمينَ وَعُد لَهُم كَيما يُعَيِّدَ بائِسٌ وَفَقيرُ وَاِنظُر إِلى البُؤَساءِ نَظرَةَ راحِمٍ قَد كانَ يُسعَدُ جَمعَهُم وَيُجيرُ الحالُ باقِيَةٌ كَما صَوَّرتَها مِن عَهدِ آدَمَ ما بِها تَغييرُ البُؤسُ وَالنُعمى عَلى حالَيهِما وَالحَظُّ يَعدِلُ تارَةً وَيَجورُ وَمِنَ القَوِيِّ عَلى الضَعيفِ مُسَيطِرٌ وَمِنَ الغَنِيِّ عَلى الفَقيرِ أَميرُ وَالنَفسُ عاكِفَةٌ عَلى شَهَواتِها تَأوي إِلى أَحقادِها وَتَثورُ وَالعَيشُ آمالٌ تَجِدُّ وَتَنقَضي وَالمَوتُ أَصدَقُ وَالحَياةُ غُرورُ ساجِعُ الشَرقِ طارَ عَن أَوكارِهِ وَتَوَلّى فَنٌّ عَلى آثارِهِ غالَهُ نافِذُ الجَناحَينِ ماضٍ لا تَفِرُّ النُسورُ مِن أَظفارِهِ يَطرُقُ الفَرخَ في الغُصونِ وَيَغشى لُبَداً في الطَويلِ مِن أَعمارِهِ كانَ مِزمارَهُ فَأصبَحَ داوُ دُ كَئيباً يَبكي عَلى مِزمارِهِ عَبدُهُ بَيدَ أَنَّ كُلَّ مُغَنٍّ عَبدُهُ في اِفتِنانِهِ وَاِبتِكارِهِ مَعبَدُ الدَولَتَينِ في مِصرَ وَإِسحا قُ السَمِيَّينِ رَبِّ مِصرٍ وَجارِهِ في بِساطِ الرَشيدِ يَوماً وَيَوماً في حِمى جَعفَرٍ وَضافي سِتارِهِ صَفوُ مُلكَيهِما بِهِ في اِزدِيادٍ وَمِنَ الصَفوِ أَن يَلوذَ بِدارِهِ يُخرِجُ المالِكينَ مِن حِشمَةِ المُل كِ وَيُنسي الوَقورَ ذِكرَ وَقارِهِ رُبَّ لَيلٍ أَغارَ فيهِ القَماري وَأَثارَ الحِسانَ مِن أَقمارِهِ بِصَباً يُذكِرُ الرِياضَ صَباهُ وَحِجازٍ أَرَقُّ مِن أَسحارِهِ وَغِناءٍ يُدارُ لَحناً فَلَحناً كَحَديثِ النَديمِ أَو كَعُقارِهِ وَأَنينٍ لَو أَنَّهُ مِن مَشوقٍ عَرَفَ السامِعونَ مَوضِعَ نارِهِ يَتَمَنّى أَخو الهَوى مِنهُ آهاً حينَ يُلحى تَكونُ مِن أَعذارِهِ زَفَراتٌ كَأَنَّها بَثُّ قَيسٍ في مَعاني الهَوى وَفي أَخبارِهِ لا يُجازيهِ في تَفَنُّنِهِ العو دُ وَلا يَشتَكي إِذا لَم يُجارِهِ يَسمَعُ اللَيلُ مِنهُ في الفَجرِ يا لَي لُ فَيُصغي مُستَمهِلاً في فِرارِهِ فُجِعَ الناسُ يَومَ ماتَ الحَمولي بِدَواءِ الهُمومِ في عَطّارِهِ بِأَبي الفَنِّ وَاِبنِهِ وَأَخيهِ القَوِيِّ المَكينِ في أَسرارِهِ وَالأَبِيِّ العَفيفِ في حالَتَيهِ وَالجَوادِ الكَريمِ في إيثارِهِ يَحبِسُ اللَحنَ عَن غِنىً مُدِلٍّ وَيُذيِقُ الفَقيرَ مِن مُختارِهِ يا مُغيثاً بِصَوتِهِ في الرَزايا وَمُعيناً بِمالِهِ في المَكارِهِ وَمُحِلَّ الفَقيرِ بَينَ ذَويهِ وَمُعِزَّ اليَتيمِ بَينَ صِغارِهِ وَعِمادَ الصَديقِ إِن مالَ دَهرٌ وَشِفاءَ المَحزونِ مِن أَكدارِهِ لَستَ بِالراحِلِ القَليلِ فَتُنسى واحِدُ الفَنِّ أُمَّةٌ في دِيارِهِ غايَةُ الدَهرِ إِن أَتى أَو تَوَلّى ما لَقيتَ الغَداةَ مِن إِدبارِهِ نَزَلَ الجَدُّ في الثَرى وَتَساوى ما مَضى مِن قِيامِهِ وَعِثارِهِ وَاِنَقضى الداءُ بِاليَقينِ مِنَ الحا لَينِ فَالمَوتُ مُنتَهى إِقصارِهِ لَهفَ قَومي عَلى مَخايِلِ عِزٍّ زالَ عَنّا بِرَوضِهِ وَهَزارِهِ وَعَلى ذاهِبٍ مِنَ العَيشِ وَلَّي تَ فَوَلّى الأَخيرُ مِن أَوطارِهِ وَزَمانٍ أَنتَ الرِضى مِن بَقايا هُ وَأَنتَ العَزاءُ مِن آثارِهِ كانَ لِلناسِ لَيلُهُ حينَ تَشدو لَحَقَ اليَومَ لَيلُهُ بِنَهارِهِ يا أَيُّها الدَمعُ الوَفِيُّ بِدارِ نَقضي حُقوقَ الرِفقَةِ الأَخيارِ أَنا إِن أَهَنتُكَ في ثَراهُمُ فَالهَوى وَالعَهدُ أَن يُبكَوا بِدَمعٍ جاري هانوا وَكانوا الأَكرَمينَ وَغودِروا بِالقَفرِ بَعدَ مَنازِلٍ وَدِيارِ لَهَفي عَلَيهِم أُسكِنوا دورَ الثَرى مِن بَعدِ سُكنى السَمعِ وَالأَبصارِ أَينَ البَشاشَةُ في وَسيمِ وُجوهِهِم وَالبِشرُ لِلنُدَماءِ وَالسُمّارِ كُنّا مِنَ الدُنيا بِهِم في رَوضَةٍ مَرّوا بِها كَنَسائِمِ الأَسحارِ عَطفاً عَلَيهِم بِالبُكاءِ وَبِالأَسى فَتَعَهُّدُ المَوتى مِنَ الإيثارِ يا غائِبينَ وَفي الجَوانِحِ طَيفُهُم أَبكيكُمُ مِن غُيَّبٍ حُضّارِ بَيني وَبَينَكُمُ وَإِن طالَ المَدى سَفَرٌ سَأَزمَعُهُ مِنَ الأَسفارِ إِنّي أَكادُ أَرى مَحَلِّيَ بَينَكُم هَذا قَرارُكُمُ وَذاكَ قَراري أَوَ كُلَّما سَمَحَ الزَمانُ وَبُشِّرَت مِصرٌ بِفَردٍ في الرِجالِ مَنارِ فُجِعَت بِهِ فَكَأَنَّهُ وَكَأَنَّها نَجمُ الهِدايَةِ لَم يَدُم لِلساري إِنَّ المَصيبَةَ في الأَمينِ عَظيمَةٌ مَحمولَةٌ لِمَشيئَةِ الأَقدارِ في أَريَحِيِّ ماجِدٍ مُستَعظَمٌ رُزءُ المَمالِكِ فيهِ وَالأَمصارِ أَوفى الرِجالِ لِعَهدِهِ وَلِرَأيِهِ وَأَبَرَّهُم بِصَديقِهِ وَالجارِ وَأَشَدَّهُم صَبراً لِمُعتَقَداتِهِ وَتَأَدُّباً لِمُجادِلٍ وَمُماري يَسقي القَرائِحَ هادِئًا مُتَواضِعاً كَالجَدوَلِ المُتَرقرِقِ المُتَواري قُل لِلسَماءِ تَغُضُّ مِن أَقمارِها تَحتَ التُرابِ أَحاسِنُ الأَقمارِ مِن كُلِّ وَضّاءِ المَآثِرِ فائِتٍ زُهرَ النُجومِ بِذَهرِهِ السَيّارِ تَمضي اللَيالي لا تَنالُ كَمالَهُ بِمَعيبِ نَقصٍ أَو مَشينِ سِرارِ آثارُهُ بَعدَ المَوتِ حَياتُهُ إِنَّ الخُلودَ الحَقَّ بِالآثارِ يا مَن تَفَرَّدَ بِالقَضاءِ وَعِلمِهِ إِلّا قَضاءَ الواحِدِ القَهّارِ مازِلتَ تَرجوهُ وَتَخشى سَهمَهُ حَتّى رَمى فَأَحَطَّ بِالأَسرارِ هَلّا بُعِثتَ فَكُنتَ أَفصَحَ مُخبَراً عَمّا وَراءَ المَوتِ مِن لازارِ اِنفُض غُبارَ المَوتِ عَنكَ وَناجِني فَعَسايَ أَعلَمُ ما يَكونُ غُباري هَذا القَضاءُ الجِدُّ فَاِروِ وَهاتِ عَن حُكمِ المَنِيَّةِ أَصدَقَ الأَخبارِ كُلٌّ وَإِن شَغَفَتهُ دُنياهُ هَوىً يَوماً مُطَلِّقُها طَلاقَ نَوارِ لِلَّهِ جامِعَةٌ نَهَضتَ بِأَمرِها هِيَ في المَشارِقِ مَصدَرُ الأَنوارِ أُمنِيِّةُ العُقَلاءِ قَد ظَفِروا بها بَعدَ اِختِلافِ حَوادِثٍ وَطَواري وَالعَقلُ غايَةُ جَريِهِ لِأَعِنَّةٍ وَالجَهلُ غايَةُ جَريِهِ لِعِثارِ لَو يَعلَمونَ عَظيمَ ما تُرجى لَهُ خَرَجَ الشَحيحُ لَها مِنَ الدينارِ تَشري المَمالِكُ بِالدَمِ اِستِقلالَها قوموا اِشتَروهُ بِفِضَّةٍ وَنُضارِ بِالعِلمِ يُبنى المُلكُ حَقَّ بِنائِهِ وَبِهِ تُنالُ جَلائِلُ الأَخطارِ وَلَقَد يُشادُ عَلَيهِ مِن شُمِّ العُلا ما لا يُشادُ عَلى القَنا الخَطّارِ إِن كانَ سَرَّكَ أَن أَقَمتَ جِدارَها قَد ساءَها أَن مالَ خَيرُ جِدارِ أَضحَت مِنَ اللَهِ الكَريمِ بِذِمَّةٍ مَرموقَةِ الأَعوانِ وَالأَنصارِ كُلِأَت بِأَنظارِ العَزيزِ وَحُصِّنَت بِفُؤادَ فَهيَ مَنيعَةُ الأَسوارِ وَإِذا العَزيزُ أَعارَ أَمراً نَظرَةً فَاليُمنُ أَعجَلُ وَالسُعودُ جَواري ماذا رَأَيتَ مِنَ الحِجابِ وَعُسرِهِ فَدَعَوتَنا لِتَرَفُّقٍ وَيَسارِ رَأيٌ بَدا لَكَ لَم تَجِدهُ مُخالِفاً ما في الكِتابِ وَسُنَّةِ المُختارِ وَالباسِلانِ شُجاعُ قَلبٍ في الوَغى وَشُجاعُ رَأيٍ في وَغى الأَفكارِ أَوَدِدتَ لَو صارَت نِساءُ النيلِ ما كانَت نِساءُ قُضاعَةٍ وَنِزارِ يَجمَعنَ في سِلمِ الحَياةِ وَحَربِها بَأسَ الرِجالِ وَخَشيَةَ الأَبكارِ إِنَّ الحِجابَ سَماحَةٌ وَيَسارَةٌ لَولا وُحوشٌ في الرِجالِ ضَواري جَهِلوا حَقيقَتَهُ وَحِكمَةَ حُكمِهِ فَتَجاوَزوهُ إِلى أَذىً وَضِرارِ يا قُبَّةَ الغوري تَحتَكِ مَأتَمٌ تَبقى شَعائِرُهُ عَلى الأَدهارِ يُحييِهِ قَومٌ في القُلوبِ عَلى المَدى إِن فاتَهُم إِحياؤُهُ في دارِ هَيهاتَ تُنسى أُمَّةٌ مَدفونَةٌ في أَربَعينَ مِنَ الزَمانِ قِصارِ إِن شِئتَ يَوماً أَو أَرَدتَ فَحُقبَةً كُلٌّ يَمُرُّ كَلَيلَةٍ وَنَهارِ هاتوا اِبنَ ساعِدَةٍ يُؤَبِّنُ قاسِماً وَخُذوا المَراثِيَ فيهِ مِن بَشّارِ مِن كُلِّ لائِقَةٍ لِباذِخِ قَدرِهِ عَصماءَ بَينَ قَلائِدِ الأَشعارِ تولُستويُ تُجري آيَةُ العِلمِ دَمعَها عَلَيكَ وَيَبكي بائِسٌ وَفَقيرُ وَشَعبٌ ضَعيفُ الرُكنِ زالَ نَصيرُهُ وَما كُلُّ يَومٍ لِلضَعيفِ نَصيرُ وَيَندُبُ فَلّاحونَ أَنتَ مَنارُهُم وَأَنتَ سِراجٌ غَيَّبوهُ مُنيرُ يُعانونَ في الأَكواخِ ظُلماً وَظُلمَةً وَلا يَملُكونَ البَثَّ وَهوَ يَسيرُ تَطوفُ كَعيسى بِالحَنانِ وَبِالرِضى عَلَيهِم وَتَغشى دورَهُم وَتَزورُ وَيَأسى عَلَيكَ الدينُ إِذ لَكَ لُبُّهُ وَلِلخادِمينَ الناقِمينَ قُشورُ أَيَكفُرُ بِالإِنجيلِ مَن تِلكَ كُتبُهُ أَناجيلُ مِنها مُنذِرٌ وَبَشيرُ وَيَبكيكَ إِلفٌ فَوقَ لَيلى نَدامَةً غَداةَ مَشى بِالعامِرِيِّ سَريرُ تَناوَلَ ناعيكَ البِلادَ كَأَنَّهُ يَراعٌ لَهُ في راحَتَيكَ صَريرُ وَقيلَ تَوَلّى الشَيخُ في الأَرضِ هائِماً وَقيلَ بِدَيرِ الراهِباتِ أَسيرُ وَقيلَ قَضى لَم يُغنِ عَنهُ طَبيبُهُ وَلِلطِبِّ مَن بَطشِ القَضاءِ عَذيرُ إِذ أَنتَ جاوَرتَ المَعَرِّيَّ في الثَرى وَجاوَرِ رَضوى في التُرابِ ثَبيرُ وَأَقبَلَ جَمعُ الخالِدينَ عَلَيكُما وَغالى بِمِقدارِ النَظيرِ نَظيرُ جَماجِمُ تَحتَ الأَرضِ عَطَّرَها شَذىً جَناهُنَّ مِسكٌ فَوقَها وَعَبيرُ بِهِنَّ يُباهي بَطنُ حَوّاءَ وَاِحتَوى عَلَيهُنَّ بَطنُ الأَرضِ وَهوَ فَخورُ فَقُل يا حَكيمَ الدَهرِ حَدِّث عَنِ البِلى فَأَنتَ عَليمٌ بِالأُمورِ خَبيرُ أَحَطتَ مِنَ المَوتى قَديماً وَحادِثاً بِما لَم يُحَصِّل مُنكِرٌ وَنَكيرُ طَوانا الَّذي يَطوي السَمَواتِ في غَدٍ وَيَنشُرُ بَعدَ الطَيِّ وَهوَ قَديرُ تَقادَمَ عَهدانا عَلى المَوتِ وَاِستَوى طَويلُ زَمانٍ في البِلى وَقَصيرُ كَأَن لَم تَضِق بِالأَمسِ عِنّى كَنيسَةٌ وَلَم يُؤوِني دَيرٌ هُناكَ طَهورُ أَرى راحَةً بَينَ الجَنادِلِ وَالحَصى وَكُلُّ فِراشٍ قَد أَراحَ وَثيرُ نَظَرنا بِنورِ المَوتِ كُلَّ حَقيقَةٍ وَكُنّا كِلانا في الحَياةِ ضَريرُ إِلَيكَ اِعتِرافي لا لِقَسٍَّ وَكاهِنٍ وَنَجوايَ بَعدَ اللَهِ وَهوَ غَفورُ فَزُهدُكَ لَم يُنكِرهُ في الأَرضِ عارِفٌ وَلا مُتَعالٍ في السَماءِ كَبيرُ بَيانٌ يُشَمُّ الوَحيُ مِن نَفَحاتِهِ وَعِلمٌ كَعِلمِ الأَنبِياءِ غَزيرُ سَلَكتُ سَبيلَ المُترَفينَ وَلَذَّ لي بَنونَ وَمالٌ وَالحَياةُ غُرورُ أَداةُ شِتائي الدِفءُ في ظِلِّ شاهِقٍ وَعُدَّةُ صَيفي جَنَّةٌ وَغَديرُ وَمُتِّعتُ بِالدُنيا ثَمانينَ حِجَّةً وَنَضَّرَ أَيّامي غِنىً وَحُبورُ وَذِكرٌ كَضَوءِ الشَمسِ في كُلِّ بَلدَةٍ وَلا حَظَّ مِثلُ الشَمسِ حينَ تَسيرُ فَما راعَني إِلّا عَذارى أَجَرنَني وَرُبَّ ضَعيفٍ تَحتَمي فَيُجيرُ أَرَدتُ جِوارَ اللَهِ وَالعُمرُ مُنقَضٍ وَجاوَرتُهُ في العُمرِ وَهوَ نَضيرُ صِباً وَنَعيمٌ بَينَ أَهلٍ وَمَوطِنٍ وَلَذّاتُ دُنيا كُلُّ ذاكَ نَزورُ بِهِنَّ وَما يَدرينَ ما الذَنبُ خَشيَةٌ وَمِن عَجَبٍ تَخشى الخَطيئَةَ حورُ أَوانِسُ في داجٍ مِنَ اللَيلِ موحِشٍ وَلِلَّهِ أُنسٌ في القُلوبِ وَنورُ وَأَشبَهُ طُهرٍ في النِساءِ بِمَريَمٍ فَتاةٌ عَلى نَهجِ المَسيحِ تَسيرُ تُسائِلُني هَل غَيَّرَ الناسُ ما بِهِم وَهَل حَدَثَت غَيرَ الأُمورِ أُمورُ وَهَل آثَرَ الإِحسانَ وَالرِفقَ عالَمٌ دَواعي الأَذى وَالشَرِّ فيهِ كَثيرُ وَهَل سَلَكوا سُبلَ المَحَبَّةِ بَينَهُم كَما يَتَصافى أُسرَةٌ وَعَشيرُ وَهَل آنَ مِن أَهلِ الكِتابِ تَسامُحٌ خَليقٌ بِآدابِ الكِتابِ جَديرُ وَهَل عالَجَ الأَحياءُ بُؤساً وَشِقوَةً وَقَلَّ فَسادٌ بَينَهُم وَشُرورُ قُمِ اِنظُر وَأَنتَ المالِئُ الأَرضَ حِكمَةً أَأَجدى نَظيمٌ أَم أَفادَ نَثيرُ أُناسٌ كَما تَدري وَدُنيا بِحالِها وَدَهرٌ رَخِيٌّ تارَةً وَعَسيرُ وَأَحوالُ خَلقٍ غابِرٍ مُتَجَدِّدٍ تَشابَهَ فيها أَوَّلٌ وَأَخيرُ تَمُرُّ تِباعاً في الحَياةِ كَأَنَّها مَلاعِبُ لا تُرخى لَهُنَّ سُتورُ وَحِرصٌ عَلى الدُنيا وَمَيلٌ مَعَ الهَوى وَغِشٌّ وَإِفكٌ في الحَياةِ وَزورُ وَقامَ مَقامَ الفَردِ في كُلِّ أُمَّةٍ عَلى الحُكمِ جَمٌّ يَستَبِدُّ غَفيرُ وَحُوِّرَ قَولُ الناسِ مَولىً وَعَبدُهُ إِلى قَولِهِم مُستَأجِرٌ وَأَجيرُ وَأَضحى نُفوذُ المالِ لا أَمرَ في الوَرى وَلا نَهيَ إِلّا ما يَرى وَيُشيرُ تُساسُ حُكوماتٌ بِهِ وَمَمالِكٌ وَيُذعِنُ أَقيالٌ لَهُ وَصُدورُ وَعَصرٌ بَنوهُ في السِلاحِ وَحِرصُهُ عَلى السِلمِ يُجري ذِكرَهُ وَيُديرُ وَمِن عَجَبٍ في ظِلِّها وَهوَ وارِفٌ يُصادِفُ شَعباً آمِناً فَيُغيرُ وَيَأخُذُ مِن قوتِ الفَقيرِ وَكَسبِهِ وَيُؤوي جُيوشاً كَالحَصى وَيَميرُ وَلَمّا اِستَقَلَّ البَرَّ وَالبَحرَ مَذهَباً تَعَلَّقَ أَسبابَ السَماءِ يَطيرُ قِفوا بِالقُبورِ نُسائِل عُمَر مَتى كانَتِ الأَرضُ مَثوى القَمَر سَلوا الأَرضَ هَل زُيِّنَت لِلعَليمِ وَهَل أُرِّجَت كَالجِنانِ الحُفَر وَهَل قامَ رُضوانُ مِن خَلفِها يُلاقي الرَضِيَّ النَقِيَّ الأَبَرّ فَلَو عَلِمَ الجَمعُ مِمَّن مَضى تَنَحّى لَهُ الجَمعُ حَتّى عَبَر إِلى جَنَّةٍ خُلِقَت لِلكَريمِ وَمَن عَرَفَ اللَهَ أَو مَن قَدَر بِرَغمِ القُلوبِ وَحَبّاتِها وَرَغمِ السَماعِ وَرَغمِ البَصَر نُزولُكَ في التُربِ زَينَ الشَبابِ سَناءَ النَدِيِّ سَنى المُؤتَمَر مُقيلَ الصَديقِ إِذ ما هَفا مُقيلَ الكَريمِ إِذا ما عَثَر حَييتَ فَكُنتَ فَخارَ الحَياةِ وَمُتَّ فَكُنتَ فَخارَ السِيَر عَجيبٌ رَداكَ وَأَعجَبُ مِنهُ حَياتُكَ في طولِها وَالقِصَر فَما قَبلَها سَمِعَ العالَمونَ وَلا عَلِموا مُصحَفاً يُختَصَر وَقَد يَقتُلُ المَرءَ هَمُّ الحَياةِ وَشُغلُ الفُؤادِ وَكَدُّ الفِكَر دَفَنّا التَجارِبَ في حُفرَةٍ إِلَيها اِنتَهى بِكَ طولُ السَفَر فَكَم لَكَ كَالنَجمِ مِن رِحلَةٍ رَأى البَدوُ آثارَها وَالحَضَر نِقاباتُكَ الغُرُّ تَبكي عَلَيكَ وَيَبكي عَلَيكَ النَدِيُّ الأَغَر وَيَبكي فَريقٌ تَخَيَّرتَهُ شَريفَ المَرامِ شَريفَ الوَطَر وَيَبكي الأُلى أَنتَ عَلَّمتَهُم وَأَنتَ غَرَستَ فَكانوا الثَمَر حَياتُكَ كانَت عِظاتٍ لَهُم وَمَوتُكَ بِالأَمسِ إِحدى العِبَر سَهِرنا قُبَيلَ الرَدى لَيلَةً وَمادارَ ذِكرُ الرَدى في السَمَر فَقُمتَ إِلى حُفرَةٍ هُيِّئَت وَقُمتُ إِلى مِثلِها تُحتَفَر مَدَدتُ إِلَيكَ يَداً لِلوَداعِ وَمَدَّ يَداً لِلِّقاءِ القَدَر وَلَو أَنَّ لي عِلمَ ما في غَدٍ خَبَأتُكَ في مُقلَتي مِن حَذَر وَقالوا شَكَوتَ فَما راعَني وَما أَوَّلُ النارِ إِلّا شَرَر رَثَيتُكَ لا مالِكاً خاطِري مِنَ الحُزنِ إِلّا يَسيراً خَطَر فَفيكَ عَرَفتُ اِرتِجالَ الدُموعِ وَمِنكَ عَلِمتُ اِرتِجالَ الدُرَر وَمِثلُكَ يُرثى بِآيِ الكِتابِ وَمِثلُكَ يُفدى بِنِصفِ البَشَر فَيا قَبرُ كُن رَوضَةً مِن رِضىً عَلَيهِ وَكُن باقَةً مِن زَهَر سَقَتكَ الدُموعَ فَإِن لَم يَدُمنَ كَعادَتِهِنَّ سَقاكَ المَطَر اليَومَ أَصعَدُ دونَ قَبرِكَ مِنبَرا وَأُقَلِّدُ الدُنيا رِثاءَكَ جَوهَرا وَأَقُصُّ مِن شِعري كِتابَ مَحاسِنٍ تَتَقَدَّمُ العُلَماءَ فيهِ مُسَطَّرا ذِكراً لِفَضلِكَ عِندَ مِصرَ وَأَهلِها وَالفَضلُ مِن حُرُماتِهِ أَن يُذكَرا العِلمُ لا يُعلي المَراتِبَ وَحدَهُ كَم قَدَّمَ العَمَلُ الرِجالَ وَأَخَّرا وَالعِلمُ أَشبَهُ بِالسَماءِ رِجالُهُ خُلِطَت جَهاماً في السَحابِ وَمُمطِرا طُفنا بِقَبرِكَ وَاِستَلَمنا جَندَلاً كَالرُكنِ أَزكى وَالحَطيمِ مُطَهَّرا بَينَ التَشَرُّفِ وَالخُشوعِ كَأَنَّما نَستَقبِلُ الحَرَمَ الشَريفَ مُنَوَّرا لَو أَنصَفوكَ جَنادِلاً وَصَفائِحاً جَعَلوكَ بِالذِكرِ الحَكيمِ مُسَوَّرا يا مَن أَراني الدَهرُ صِحَّةَ وُدِّهِ وَالوُدُّ في الدُنيا حَديثٌ مُفتَرى وَسَمِعتُ بِالخُلُقِ العَظيمِ رِوايَةً فَأَرانِيَ الخُلُقَ العَظيمَ مُصَوَّرا ماذا لَقيتَ مِنَ الرُقادِ وَطولِهِ أَنا فيكَ أَلقى لَوعَةً وَتَحَسُّرا نَم ما بَدا لَكَ آمِناً في مَنزِلٍ الدَهرُ أَقصَرُ فيهِ مِن سِنَةِ الكَرى ما زِلتَ في حَمدِ الفِراشِ وَذَمِّهِ حَتّى لَقيتَ بِهِ الفِراشَ الأَوثَرا لا تَشكُوَنَّ الضُرَّ مِن حَشَراتِهِ حَشَراتُ هَذا الناسِ أَقبَحُ مَنظَرا يا سَيِّدَ النادي وَحامِلَ هَمِّهِ خَلَّفتَهُ تَحتَ الرَزِيَّةِ موقَرا شَهِدَ الأَعادي كَم سَهِرتَ لِمَجدِهِ وَغَدَوتَ في طَلَبِ المَزيدِ مُشَمِّرا وَكَمِ اِتَّقَيتَ الكَيدَ وَاِستَدفَعتَهُ وَرَمَيتَ عُدوانَ الظُنونِ فَأَقصَرا وَلَبِثتَ عَن حَوضِ الشَبيبَةِ ذائِداً حَتّى جَزاكَ اللَهُ عَنهُ الكَوثَرا شُبّانُ مِصرَ حِيالَ قَبرِكَ خُشَّعٌ لا يَملِكونَ سِوى مَدامِعِهِم قِرى جَمَعَ الأَسى لَكَ جَمعَهُم في واحِدٍ كانَ الشَبابَ الواجِدَ المُستَعبِرا لَولاكَ ما عَرَفوا التَعاوُنَ بَينَهُم فيما يَسُرُّ وَلا عَلى ما كَدَّرا حَيثُ اِلتَفَتَّ رَأَيتَ حَولَكَ مِنهُمُ آثارَ إِحسانٍ وَغَرساً مُثمِرا كَم مَنطِقٍ لَكَ في البِلادِ وَحِكمَةٍ وَالعَقلُ بَينَهُما يُباعُ وَيُشتَرى تَمشي إِلى الأَكواخِ تُرشِدُ أَهلَها مَشيَ الحَوارِيّينَ يَهدونَ القُرى مُتَواضِعاً لِلَّهِ بَينَ عِبادِهِ وَاللَهُ يُبغِضُ عَبدَهُ المُتَكَبِّرا لَم تَدرِ نَفسُكَ ما الغُرورُ وَطالَما دَخَلَ الغُرورُ عَلى الكِبارِ فَصَغَّرا في كُلِّ ناحِيَةٍ تَخُطُّ نِقابَةً فيها حَياةُ أَخي الزِراعَةِ لَو دَرى هِيَ كيمِياؤُكَ لا خُرافَةُ جابِرٍ تَذَرُ المُقِلَّ مِنَ الجَماعَةِ مُكثِرا وَالمالُ لا تَجني ثِمارَ رُؤوسِهِ حَتّى يُصيبَ مِنَ الرُؤوسِ مُدَبِّرا وَالمُلكُ بِالأَموالِ أَمنَعُ جانِباً وَأَعَزُّ سُلطاناً وَأَصدَقُ مَظهَرا إِنّا لَفي زَمَنٍ سِفاهُ شُعوبِهِ في مُلكِهِم كَالمَرءِ في بَيتِ الكِرا أَسِواكَ مِن أَهلِ المَبادِىءِ مَن دَعا لِلجِدِّ أَو جَمَعَ القُلوبَ النُفَّرا المَوتُ قَبلَكَ في البَرِيَّةِ لَم يَهَب طَهَ الأَمينُ وَلا يَسوعُ الخَيِّرا لَمّا دُعيتُ أَتَيتُ أَنثُرُ مَدمَعي وَلَوِ اِستَطَعتَ نَثَرتُ جَفني في الثَرى أَبكي يَمينَكَ في التُرابِ غَمامَةً وَالصَدرَ بَحراً وَالفُؤادَ غَضَنفَرا لَم أُعطَ عَنكَ تَصَبُّراً وَأَنا الَّذي عَزَّيتُ فيكَ عَنِ الأَميرِ المَعشَرا أَزِنُ الرِجالَ وَلي يَراعٌ طالَما خَلَعَ الثَناءَ عَلى الكِرامِ مُحَبَّرا بِالأَمسِ أَرسَلتُ الرِثاءَ مُمَسَّكاً وَاليَومَ أَهتِفُ بِالثَناءِ مُعَنبَرا غَيَّرتَني حُزناً وَغَيَّرَكَ البِلى وَهَواكَ يَأبى في الفُؤادِ تَغَيُّرا فَعَلَيَّ حِفظُ العَهدِ حَتّى نَلتَقي وَعَلَيكَ أَن تَرعاهُ حَتّى نُحشَرا حَلَفتُ بِالمُسَتَّرَه وَالرَوضَةِ المُعَطَّرَه وَمَجلِسِ الزَهراءِ في ال حَظائِرِ المُنَوَّرَه مَراقِدِ السُلالَةِ ال طَيِّبَةِ المُطَهَّرَه ما أَنزَلوا إِلى الثَرى بِالأَمسِ إِلّا نَيِّرَه سيروا بِها نَقِيَّةً تَقِيَّةً مُبَرَّرَه نُجِلُّ سِترَ نَعشِها كَالكُسوَةِ المُسَيَّرَه وَنَنشُقُ الجَنَّةَ مِن أَعوادِهِ المُنَضَّرَه في مَوكِبٍ تَمَثَّلَ ال حَقُّ فَكانَ مَظهَرَه دَعِ الجُنودَ وَالبُنو دَ وَالوُفودَ المُحضَرَه وَكُلَّ دَمعٍ كَذِبٍ وَلَوعَةٍ مُزَوَّرَه لا يَنفَعُ المَيتَ سِوى صالِحَةٍ مُدَّخَرَه قَد تُرفَعُ السوقَةُ عِن دَ اللَهِ فَوقَ القَيصَرَه يا جَزَعَ العِلمِ عَلى سُكَينَةِ المُوَقَّرَه أَمسى بِرَبعٍ موحِشٍ مِنها وَدارٍ مُقفِرَه مَن ذا يُؤَسّي هَذِهِ ال جامِعَةَ المُستَعبَرَه لَو عِشتِ شِدتِ مِثلَها لِلمَرأَةِ المُحَرَّرَه بَنَيتِ رُكنَيها كَما يَبني أَبوكِ المَأثُرَه قَرَنتِ كُلَّ حِجرِ في أُسِّها بِجَوهَرَه مَفخَرَةٌ لِبَيتِكُم كَم قَبلَها مِن مَفخَرَه يا بِنتَ إِسماعيلِ في ال مَيتِ لِحَيٍّ تَبصِرَه أَكانَ عِندَ بَيتِكُم لِهَذِهِ الدُنيا تِرَه هَلّا وَصَفتِها لَنا مُقبِلَةً وَمُدبِرَه وَلَونَها صافِيَةً وَطَعمَها مُكَدَّرَه كَالحِلمِ أَو كَالوَهمِ أَو كَالظِلِّ أَو كَالزَهَرَه فاطِمُ مَن يولَدُ يَمُت المَهدُ جِسرُ المَقبَرَه وَكُلُّ نَفسٍ في غَدٍ مَيِّتَةٌ فَمُنشَرَه وَإِنَّهُ مَن يَعمَلِ ال خَيرَ أَوِ الشَرَّ يَرَه وَإِنَّما يُنَبَّهُ ال غافِلُ عِندَ الغَرغَرَه يَلفِظُها حَنظَلَةً كانَت بِفيهِ سُكَّرَه وَلَن تَزالَ مِن يَدٍ إِلى يَدٍ هَذي الكُرَه أَينَ أَبوكِ مالُهُ وَجاهُهُ وَالمَقدِرَه وادي النَدى وَغَيثُهُ وَعَينُهُ المُفَجَّرَه أَينَ الأُمورُ وَالقُصو رُ وَالبُدورُ المُخدَرَه أَينَ اللَيالي البيضُ وَال أَصائِلُ المُزَعفَرَه وَأَينَ في رُكنِ البِلا دِ يَدَهُ المُعَمِّرَه وَأَينَ تِلكَ الهِمَّةُ ال ماضِيَةُ المُشَمِّرَه تَبغي لِمِصرَ الشَرقُ أَو أَكثَرَهُ مُستَعمَرَه جَرى الزَمانُ دونَها فَرَدَّهُ وَأَعثَرَه فَإِن هَمَمتَ فَاِذكُرِ ال مَقادِرَ المُقَدَّرَه مَن لا يُصِب فَالناسُ لا يَلتَمِسونَ المَعذِرَه لَم يَمُت مَن لَهُ أَثَر وَحَياةٌ مِنَ السِيَر أُدعُهُ غائِباً وَإِن بَعُدَت غايَةُ السَفَر آيِبُ الفَضلِ كُلَّما آبَتِ الشَمسُ وَالقَمَر رُبَّ نورٍ مُتَمَّمٍ قَد أَتانا مِنَ الحُفَر إِنَّما المَيتُ مَن مَشى مَيتَ الخَيرِ وَالخَبَر مَن إِذا عاشَ لَم يُفِد وَإِذا ماتَ لَم يَضِر لَيسَ في الجاهِ وَالغِنى مِنهُ ظِلٌّ وَلا ثَمَر قُبِّحَ العِزُّ في القُصو رِ إِذا ذَلَّتِ القَصَر أَعوَزَ الحَقَّ رائِدٌ وَإِلى مُصطَفى اِفتَقَر وَتَمَنَّت حِياضُهُ هَبَّةَ الصارِمِ الذَكَر الَّذي يُنفِذُ المُدى وَالَّذي يَركَبُ الخَطَر أَيُّها القَومُ عَظِّموا واضِعَ الأُسِّ وَالحَجَر أُذكُروا الخُطبَةَ الَّتي هِيَ مِن آيَةِ الكُبَر لَم يَرَ الناسُ قَبلَها مِنبَراً تَحتَ مُحتَضَر لَستُ أَنسى لِواءَهُ وَهوَ يَمشي إِلى الظَفَر حَشَرَ الناسَ تَحتَهُ زُمَراً إِثرَها زُمَر وَتَرى الحَقَّ حَولَهُ لا تَرى البيضَ وَالسُمر وَكُلَّما راحَ أَو غَدا نَفَخَ الروحَ في الصُوَر يا أَخا النَفسِ في الصِبا لَذَّةُ الروحِ في الصِغَر وَخَليلاً ذَخَرتُهُ لَم يُقَوَّمَ بِمُدَّخَر حالَ بَيني وَبَينَهُ في فُجاءاتِهِ القَدَر كَيفَ أَجزي مَوَدَّةً لَم يَشُب صَفوَها كَدَر غَيرَ دَمعٍ أَقولُهُ قَلَّ في الشَأنِ أَو كَثُر وَفُؤادٍ مُعَلَّلٍ بِالخَيالاتِ وَالذُكَر لَم يَنَم عَنكَ ساعَةً في الأَحاديثِ وَالسَمَر قُم تَرَ القَومَ كُتلَةً مِثلَ مَلمومَةِ الصَخَر جَدَّدوا أُلفَةَ الهَوى وَالإِخاءَ الَّذي شُطِر لَيسَ لِلخُلفِ بَينَهُم أَو لِأَسبابِهِ أَثَر أَلَّفَتهُم رَوائِحٌ غادِياتٌ مِنَ الغِيَر وَصَحَوا مِن مُنَوِّمٍ وَأَفاقوا مِنَ الحَذَر أَقبَلوا نَحوَ حَقِّهِم ما لَهُم غَيرَهُ وَطَر جَعَلوهُ خَلِيَّةً شَرَعوا دونَها الإِبَر وَتَواصَوا بِخُطَّةٍ وَتَداعَوا لِمُؤتَمَر وَقُصارى أولي النُهى يَتَلاقونَ في الفِكَر آذَنونا بِمَوقِفٍ مِن جَلالٍ وَمِن خَطَر نَسمَعُ اللَيثَ عِندَهُ دونَ آجامِهِ زَأَر قُل لَهُم في نَدِيِّهِم مِصرُ بِالبابِ تَنتَظِر اِختَرتَ يَومَ الهَولِ يَومَ وَداعِ وَنَعاكَ في عَصفِ الرِياحِ الناعي هَتَفَ النُعاةُ ضُحىً فَأَوصَدَ دونَهُم جُرحُ الرَئيسِ مَنافِذَ الأَسماعِ مَن ماتَ في فَزَعِ القِيامَةِ لَم يَجِد قَدَماً تُشَيِّعُ أَو حَفاوَةَ ساعي ما ضَرَّ لَو صَبَرَت رِكابُكَ ساعَةً كَيفَ الوُقوفُ إِذا أَهابَ الداعي خَلِّ الجَنائِزَ عَنكَ لا تَحفِل بِها لَيسَ الغُرورُ لِمَيِّتٍ بِمَتاعِ سِر في لِواءِ العَبقَرِيَّةِ وَاِنتَظِم شَتّى المَواكِبِ فيهِ وَالأَتباعِ وَاِصعَدَ سَماءَ الذِكرِ مِن أَسبابِها وَاِظهَر بِفَضلٍ كَالنَهارِ مُذاعِ فُجِعَ البَيانُ وَأَهلُهُ بِمُصَوِّرٍ لَبِقٍ بِوَشيِ المُمتِعاتِ صَناعِ مَرموقِ أَسبابِ الشَبابِ وَإِن بَدَت لِلشَيبِ في الفَودِ الأَحَمِّ رَواعي تَتَخَيَّلُ المَنظومَ في مَنثورِهِ فَتَراهُ تَحتَ رَوائِعِ الأَسجاعِ لَم يَجحَدِ الفُصحى وَلَم يَهجُم عَلى أُسلوبِها أَو يُزرِ بِالأَوضاعِ لَكِن جَرى وَالعَصرَ في مِضمارِها شَوطاً فَأَحرَزَ غايَةَ الإِبداعِ حُرُّ البَيانِ قَديمُهُ وَجَديدُهُ كَالشَمسِ جِدَّةَ رُقعَةٍ وَشُعاعِ يونانُ لَو بيعَت بِهوميرٍ لَما خَسِرَت لَعَمرُكَ صَفقَةُ المُبتاعِ يا مُرسِلَ النَظَراتِ في الدُنيا وَما فيها عَلى ضَجَرٍ وَضيقِ ذِراعِ وَمُرَقرِقَ العَبَراتِ تَجري رِقَّةً لِلعالَمِ الباكي مِنَ الأَوجاعِ مَن ضاقَ بِالدُنيا فَلَيسَ حَكيمَها إِنَّ الحَكيمَ بِها رَحيبُ الباعِ هِيَ وَالزَمانُ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ في لُجَّةِ الأَقدارِ نِضوُ شِراعِ مَن شَذَّ ناداهُ إِلَيهِ فَرَدَّهُ قَدَرٌ كَراعٍ سائِقٍ بِقِطاعِ ما خَلفُهُ إِلّا مَقودٌ طائِعٌ مُتَلَفِّتٌ عَن كِبرِياءِ مُطاعِ جَبّارُ ذِهنٍ أَو شَديدُ شَكيمَةٍ يَمضي مُضِيَّ العاجِزِ المُنصاعِ مَن شَوَّهَ الدُنيا إِلَيكَ فَلَم تَجِد في المُلكِ غَيرَ مُعَذَّبينَ جِياعِ أَبِكُلِّ عَينٍ فيهِ أَو وَجهٍ تَرى لَمَحاتِ دَمعٍ أَو رُسومِ دِماعِ ما هَكَذا الدُنيا وَلَكِن نُقلَةٌ دَمعُ القَريرِ وَعَبرَةُ المُلتاعِ لا الفَقرُ بِالعَبَراتِ خُصَّ وَلا الغِنى غِيَرُ الحَياةِ لَهُنَّ حُكمُ مَشاعِ ما زالَ في الكوخِ الوَضيعِ بَواعِثٌ مِنها وَفي القَصرِ الرَفيعِ دَواعي في القَفرِ حَيّاتٌ يُسَيِّبُها بِهِ حاوي القَضاءِ وَفي الرِياضِ أَفاعي وَلَرُبَّ بُؤسٍ في الحَياةِ مُقَنَّعٍ أَربى عَلى بُؤسٍ بِغَيرِ قِناعِ يا مُصطَفى البُلَغاءِ أَيَّ يَراعَةٍ فَقَدوا وَأَيَّ مُعَلِّمٍ بِيَراعِ اليَومَ أَبصَرتَ الحَياةَ فَقُل لَنا ماذا وَراءَ سَرابِها اللَمّاعِ وَصِفِ المَنونَ فَكَم قَعَدتَ تَرى لَها شَبَحاً بِكُلِّ قَرارَةٍ وَيَفاعِ سَكَنَ الأَحِبَّةُ وَالعِدى وَفَرَغتَ مِن حِقدِ الخُصومِ وَمِن هَوى الأَشياعِ كَم غارَةٍ شَنّوا عَلَيكَ دَفَعتَها تَصِلُ الجُهودَ فَكُنَّ خَيرَ دِفاعِ وَالجُهدُ موتٍ في الحَياةِ ثِمارَهُ وَالجُهدُ بَعدَ المَوتِ غَيرُ مُضاعِ فَإِذا مَضى الجيلُ المِراضُ صُدورُهُ وَأَتى السَليمُ جَوانِبَ الأَضلاعِ فَاِفزَع إِلى الزَمَنِ الحَكيمِ فَعِندَهُ نَقدٌ تَنَزَّهَ عَن هَوىً وَنِزاعِ فَإِذا قَضى لَكَ أُبتَ مِن شُمِّ العُلا بِثَنِيَّةٍ بَعُدَت عَلى الطَلّاعِ وَأَجَلُّ ما فَوقَ التُرابِ وَتَحتَهُ قَلَمٌ عَلَيهِ جَلالَةُ الإِجماعِ تِلكَ الأَنامِلُ نامَ عَنهُنَّ البِلى عُطِّلنَ مِن قَلَمٍ أَشَمَّ شُجاعِ وَالجُبنُ في قَلَمِ البَليغِ نَظيرُهُ في السَيفِ مَنقَصَةٌ وَسوءُ سَماعِ خَفَضتُ لِعِزَّةِ المَوتِ اليَراعا وَجَدَّ جَلالُ مَنطِقِهِ فَراعا كَفى بِالمَوتِ لِلنُذُرِ اِرتِجالاً وَلِلعَبَراتِ وَالعِبَرِ اِختِراعا حَكيمٌ صامِتٌ فَضَحَ اللَيالي وَمَزَّقَ عَن خَنا الدُنيا القِناعا إِذا حَضَرَ النُفوسَ فَلا نَعيماً تَرى حَولَ الحَياةِ وَلا مَتاعا كَشَفتُ بِهِ الحَياةَ فَلَم أَجِدها وَلَمحَةَ مائِها إِلّا خِداعا وَما الجَرّاحُ بِالآسي المُرَجّى إِذا لَم يَقتُلِ الجُثَثَ اِطِّلاعا فَإِن تَقُلِ الرِثاءَ فَقُل دُموعاً يُصاغُ بِهِنَّ أَو حِكَماً تُراعى وَلا تَكُ مِثلَ نادِبَةِ المُسَجّى بَكَت كَسباً وَلَم تَبكِ اِلتِياعا خَلَت دُوَلُ الزَمانِ وَزُلنَ رُكناً وَرُكنُ الأَرضِ باقٍ ما تَداعى كَأَنَّ الأَرضَ لَم تَشهَد لِقاءً تَكادُ لَهُ تَميدُ وَلا وَداعا وَلَو آبَت ثَواكِلُ كُلِّ قَرنٍ وَجَدنَ الشَمسَ لَم تَثكَل شُعاعا وَلَكِن تُضرَبَ الأَمثالُ رُشداً وَمِنهاجاً لِمَن شاءَ اِتِّباعا وَرُبَّ حَديثِ خَيرٍ هاجَ خَيراً وَذِكرِ شَجاعَةٍ بَعثَ الشُجاعا مَعارِفُ مِصرَ كانَ لَهُنَّ رُكنٌ فَذُقنَ اليَومَ لِلرُكنِ اِنصِداعا مَضى أَعلى الرِجالِ لَها يَميناً وَأَرحَبُهُم بِحُلَّتِها ذِراعا وَأَكثَرُهُم لَها وَقَفاتِ صِدقٍ إِباءً في الحَوادِثِ أَو زِماعا أَتَتهُ فَنالَها نَفلاً وَفَيئاً فَلا هِبَةً أَتَتهُ وَلا اِصطِناعا تَنَقَّلَ يافِعاً فيها وَكَهلاً وَمِن أَسبابِها بَلَغَ اليَفاعا فَتىً عَجَمَتهُ أَحداثُ اللَيالي فَلا ذُلّاً رَأَينَ وَلا اِختِضاعا سَجَنَّ مُهَنَّداً وَنَفَينَ تِبراً وَزِدنَ المِسكَ مِن ضَغطٍ فَضاعا شَديدٌ صُلَّبٌ في الحَقِّ حَتّى يَقولَ الحَقُّ ليناً وَاِتِّداعا وَمَدرَسَةٍ سَمَت بِالعِلمِ رُكناً وَأَنهَضَتِ القَضاءَ وَالاِشتِراعا بَناها مُحسِناً بِالعِلمِ بَرّاً يَشيدُ لَهُ المَعالِمَ وَالرِباعا وَحارَبَ دونَها صَرعى قَديمٍ كَأَنَّ بِهِم عَنِ الزَمَنِ اِنقِطاعا إِذا لَمَحَ الجَديدُ لَهُم تَوَلَّوا كَذي رَمَدٍ عَلى الضَوءِ اِمتِناعا أَخا سيشيلَ لا تَذكُر بِحاراً بَعُدنَ عَلى المَزارِ وَلا بِقاعا وَرَبِّكَ ما وَراءَ نَواكَ بُعدٌ وَأَنتَ بِظاهِرِ الفُسطاطِ قاعا نَزَلتَ بِعالَمٍ خَرَقَ القَضايا وَأَصبَحَ فيهِ نَظمُ الدَهرِ ضاعا فَخَلِّ الأَربَعينَ لِحافِليها وَقُم تَجِدِ القُرونَ مَرَرنَ ساعا مَرِضتَ فَما أَلَحَّ الداءُ إِلّا عَلى نَفسٍ تَعَوَّدَتِ الصِراعا وَلَم يَكُ غَيرَ حادِثَةٍ أَصابَت مُفَلِّلَ كُلِّ حادِثَةٍ قِراعا وَمَن يَتَجَرَّعِ الآلامَ حَيّاً تَسُغ عِندَ المَماتِ لَهُ اِجتِراعا أَرِقتَ وَكَيفَ يُعطى الغُمضَ جَفنٌ تَسُلُّ وَراءَهُ القَلبَ الرُواعا وَلَم يَهدَء وِسادُكَ في اللَيالي لِعِلمِكَ أَن سَتُفنيها اِضطِجاعا عَجِبتُ لِشارِحٍ سَبَبَ المَنايا يُسَمّى الداءَ وَالعِلَلَ الوِجاعا وَلَم تَكُنِ الحُتوفُ مَحَلَّ شَكٍّ وَلا الآجالُ تَحتَمِلُ النِزاعا وَلَكِن صُيَّدٌ وَلَها بُزاةٌ تَرى السَرَطانَ مِنها وَالصُداعا أَرى التَعليمَ لَمّا زِلتَ عَنهُ ضَعيفَ الرُكنِ مَخذولاً مُضاعا غَريقٌ حاوَلَت يَدُهُ شِراعاً فَلَمّا أَوشَكَت فَقَدَ الشِراعا سَراةُ القَومِ مُنصَرِفونَ عَنهُ وَصُحفُ القَومِ تَقتَضِبُ الدِفاعا لَقَد نَسّاهُ يَومُكَ ناصِباتٍ مِنَ السَنَواتِ قاساها تِباعا قُمِ اِبنِ الأُمَّهاتِ عَلى أَساسٍ وَلا تَبنِ الحُصونَ وَلا القِلاعا فَهُنَّ يَلِدنَ لِلقَصَبِ المَذاكي وَهُنَّ يَلِدنَ لِلغابِ السِباعا وَجَدتُ مَعانِيَ الأَخلاقِ شَتّى جُمِعنَ فَكُنَّ في اللَفظِ الرِضاعا عَزاءَ الصابِرينَ أَبا بَهِيٍّ وَمِثلُكَ مَن أَنابَ وَمَن أَطاعا صَبَرتَ عَلى الحَوادِثِ حينَ جَلَّت وَحينَ الصَبرُ لَم يَكُ مُستَطاعا وَإِنَّ النَفسَ تَهدَءُ بَعدَ حينٍ إِذا لَم تَلقَ بِالجَزعِ اِنتِفاعا إِذا اِختَلَفَ الزَمانُ عَلى حَزينٍ مَضى بِالدَمعِ ثُمَّ مَحا الدِماعا قُصارى الفَرقَدَينِ إِلى قَضاءٍ إِذا عَثَرا بِهِ اِنفَصَما اِجتِماعا وَلَم تَحوِ الكِنانَةُ آلَ سَعدٍ أَشَدَّ عَلى العِدا مِنكُم نِباعا وَلَم تَحمِل كَشَيخِكُمُ المُفَدّى نُهوضاً بِالأَمانَةِ وَاِضطِلاعا غَداً فَصلُ الخِطابِ فَمَن بَشيري بِأَنَّ الحَقَّ قَد غَلَبَ الطِماعا سَلوا أَهلَ الكِنانَةِ هَل تَداعَوا فَإِنَّ الخَصمَ بَعدَ غَدٍ تَداعى وَما سَعدٌ بِمُتَّجِرٍ إِذاما تَعَرَّضَتِ الحُقوقُ شَرى وَباعا وَلَكِن تَحتَمي الآمالُ فيهِ وَتَدَّرِعُ الحُقوقُ بِهِ اِدِّراعا إِذا نَظَرَت قُلوبُكُمُ إِلَيهِ عَلا لِلحادِثاتِ وَطالَ باعا كاتِبٌ مُحسِنُ البَيانِ صَناعُه اِستَخَفَّ العُقولَ حيناً يَراعُه اِبنُ مِصرٍ وَإِنَّما كُلُّ أَرضٍ تَنطِقُ الضادَ مَهدُهُ وَرِباعُه إِنَّما الشَرقُ مَنزِلٌ لَم يُفَرِّق أَهَلَهُ إِن تَفَرَّقَت أَصقاعُه وَطَنٌ واحِدٌ عَلى الشَمسِ وَالفُص حى وَفي الدَمعِ وَالجِراحِ اِجتِماعُه عَلَمٌ في البَيانِ وَاِبنُ لِواءٍ أَخَذَ الشَرقَ حِقبَةً إِبداعُه حَسبُهُ السِحرُ مِن تُراثِ أَبيهِ إِن تَوَلَّت قُصورُهُ وَضِياعُه إِنَّما السِحرُ وَالبَلاغَةُ وَالحِك مَةُ بَيتٌ كِلاهُما مِصراعُه في يَدِ النَشءِ مِن بَيانِ المُوَيلِحي مَثَلٌ يَنفَعُ الشَبابَ اِتِّباعُه صُوَرٌ مِن حَقيقَةٍ وَخَيالٍ هِيَ إِحسانُ فِكرِهِ وَاِبتِداعُه رُبَّ سَجعٍ كَمُرقِصِ الشِعرِ لَمّا يَختَلِف لَحنُهُ وَلا إيقاعُه أَو كَسَجعِ الحَمامِ لَو فَصَّلَتهُ وَتَأَنَّت بِهِ وَدَقَّ اِختِراعُه هُوَ فيهِ بَديعُ كُلِّ زَمانٍ ما بَديعُ الزَمانِ ما أَسجاعُه عَجِبَ الناسُ مِن طِباعِ المُوَيلِحِي يِ وَفي الأُسدِ خُلقُهُ وَطِباعُه فيهِ كِبرُ اللُيوثِ حَتّى عَلى الجو عِ وَفيها إِباؤُهُ وَاِمتِناعُه تَعِبَ المَوتُ في صَبورٍ عَلى النَز عِ قَليلٍ إِلى الحَياةِ نِزاعُه صارَعَ العَيشَ حِقبَةً لَيتَ شِعري ساعَةَ المَوتِ كَيفَ كانَ صِراعُه قَهَرَ المَوتَ وَالحَياةَ وَقَد تَح كُمُ في رائِضِ السِباعِ سِباعُه مُهجَةٌ حُرَّةٌ وَخُلقٌ أَبِيٌّ عَيَّ عَنهُ الزَمانُ وَاِرتَدَّ باعُه في الثَمانينَ يا مُحَمَّدُ عِلمٌ لِعَليمٍ وَإِن تَناهى اِطِّلاعُه لِم تَقاعَدَت دونَها وَتَوانى سائِقُ الفُلكِ وَاِضمَحَلَّ شِراعُه رُبَّ شَيبٍ بَنَت صُروحَ المَعالي سَنَتاهُ وَشادَتِ المَجدَ ساعُه فيهِ مِن هِمَّةِ الشَبابِ وَلَكِن لَيسَ فيهِ جِماحُهُ وَاِندِفاعُه سَيِّدُ المُنشِئينَ حَثَّ المَطايا وَمَضى في غُبارِهِ أَتباعُه حَطَّهُم بِالإِمامِ لِلمَوتِ رَكبٌ يَتَلاقى بِطاؤُهُ وَسِراعُه قَنَّعوا بِالتُرابِ وَجهاً كَريماً كانَ مِن رُفعَةِ الحَياءِ قِناعُه كَسَنا الفَجرِ في ظِلالِ الغَوادي كَرَمٌ صَفحَتاهُ هَديٌ شُعاعُه يا وَحيداً كَأَمسِ في كِسرِ بَيتٍ ضَيِّقٍ بِالنَزيلِ رَحبٍ ذِراعُه كُلُّ بَيتٍ تَحِلُّهُ يَستَوي عِن دَكَ في الزُهدِ ضيقُهُ وَاِتِّساعُه نَم مَلِيّاً فَلَستَ أَوَّلَ لَيثٍ بِفَلاةِ الإِمامِ طالَ اِضطِجاعُه حَولَكَ الصالِحونَ طابوا وَطابَت أَكَماتُ الإِمامِ مِنهُم وَقاعُه قَلَّدوا الشَرقَ مِن جَمالٍ وَخَيرٍ ما يَؤودُ المُفَنِّدينَ اِنتِزاعُه أُسِّسَت نَهضَةُ البِناءِ بِقَومٍ وَبِقَومٍ سَما وَطالَ اِرتِفاعُه كُلُّ حَيٍّ وَإِن تَراخَت مَنايا هُ قَضاءٌ عَنِ الحَياةِ اِنقِطاعُه وَالَّذي تَحرِصُ النُفوسُ عَلَيهِ عالَمٌ باطِلٌ قَليلٌ مَتاعُه أَجَلٌ وَإِن طالَ الزَمانُ مُوافي أَخلى يَدَيكَ مِنَ الخَليلِ الوافي داعٍ إِلى حَقٍّ أَهابَ بِخاشِعٍ لَبِسَ النَذيرَ عَلى هُدىً وَعَفافِ ذَهَبَ الشَبابُ فَلَم يَكُن رُزئي بِهِ دونَ المُصابِ بِصَفوَةِ الأُلّافِ جَلَلٌ مِنَ الأَرزاءِ في أَمثالِهِ هِمَمُ العَزاءِ قَليلَةُ الإِسعافِ خَفَّت لَهُ العَبَراتُ وَهيَ أَبِيَّةٌ في حادِثاتِ الدَهرِ غَيرُ خِفافِ وَلِكُلِّ ما أَتلَفتَ مِن مُستَكرَمٍ إِلّا مَوَدّاتِ الرِجالِ تَلافِ ما أَنتِ يا دُنيا أَرُؤيا نائِمٍ أَم لَيلُ عُرسٍ أَم بِساطُ سُلافِ نَعماؤُكِ الرَيحانُ إِلّا أَنَّهُ مَسَّت حَواشيهِ نَقيعَ زُعافِ ما زِلتُ أَصحَبُ فيكِ خُلقاً ثابِتاً حَتّى ظَفِرتُ بِخُلقِكِ المُتَنافي ذَهَبَ الذَبيحُ السَمحُ مِثلَ سَمِيِّهِ طُهرَ المُكَفَّنِ طَيِّبَ الأَلفافِ كَم باتَ يَذبَحُ صَدرَهُ لِشَكاتِهِ أَتُراهُ يَحسَبُها مِنَ الأَضيافِ نَزَلَت عَلى سَحرِ السَماحِ وَنَحرِهِ وَتَقَلَّبَت في أَكرَمِ الأَكنافِ لَجَّت عَلى الصَدرِ الرَحيبِ وَبَرَّحَت بِالكاظِمِ الغَيظَ الصَفوحِ العافي ما كانَ أَقسى قَلبَها مِن عِلَّةٍ عَلِقَت بِأَرحَمِ حَبَّةٍ وَشَغافِ قَلبٌ لَوِ اِنتَظَمَ القُلوبَ حَنانُهُ لَم يَبقَ قاسٍ في الجَوانِحِ جافي حَتّى رَماهُ بِالمَنِيَّةِ فَاِنجَلَت مَن يَبتَلي بِقَضائِهِ وَيُعافي أَخَنتَ عَلى الفَلَكِ المُدارِ فَلَم يَدُرِ وَعَلى العُبابِ فَقَرَّ في الرَجّافِ وَمَضَت بِنارِ العَبقَرِيَّةِ لَم تَدَع غَيرَ الرَمادِ وَدارِساتِ أَثافي حَمَلوا عَلى الأَكتافِ نورَ جَلالَةٍ يَذَرُ العُيونَ حَواسِدَ الأَكتافِ وَتَقَلَّدوا النَعشَ الكَريمَ يَتيمَةً وَلَكَم نُعوشٍ في الرِقابِ زِيافِ مُتَمايِلَ الأَعوادِ مِمّا مَسَّ مِن كَرَمٍ وَمِمّا ضَمَّ مِن أَعطافِ وَإِذا جَلالُ المَوتِ وافٍ سابِغٌ وَإِذا جَلالُ العَبقَرِيَّةِ ضافي وَيحَ الشَبابِ وَقَد تَخَطَّرَ بَينَهُم هَل مُتِّعوا بِتَمَسُّحٍ وَطَوافِ لَو عاشَ قُدوَتُهُمُ وَرَبُّ لِوائِهِم نَكَسَ اللِواءَ لِثابِتٍ وَقّافِ فَلَكَم سَقاهُ الوُدَّ حينَ وِدادُهُ حَربٌ لِأَهلِ الحُكمِ وَالإِشرافِ لا يَومَ لِلأَقوامِ حَتّى يَنهَضوا بِقَوادِمٍ مِن أَمسِهِم وَخَوافي لا يُعجِبَنَّكَ ما تَرى مِن قُبَّةٍ ضَرَبوا عَلى مَوتاهُمُ وَطِرافِ هَجَموا عَلى الحَقِّ المُبينِ بِباطِلٍ وَعَلى سَبيلِ القَصدِ بِالإِسرافِ يَبنونَ دارَ اللَهِ كَيفَ بَدا لَهُم غُرُفاتِ مُثرٍ أَو سَقيفَةَ عافي وَيُزَوِّرونَ قُبورَهُم كَقُصورِهُم وَالأَرضُ تَضحَكُ وَالرُفاتُ السافي فُجِعَت رُبى الوادي بِواحِدِ أَيكِها وَتَجَرَّعَت ثُكلَ الغَديرِ الصافي فَقَدَت بَناناً كَالرَبيعِ مُجيدَةً وَشيَ الرِياضِ وَصَنعَةَ الأَفوافِ إِن فاتَهُ نَسَبُ الرَضِيِّ فَرُبَّما جَرَيا لِغايَةِ سُؤدُدٍ وَطِرافِ أَو كانَ دونَ أَبي الرَضِيِّ أُبُوَّةً فَلَقَد أَعادَ بَيانَ عَبدِ مَنافِ شَرَفُ العِصامِيّينَ صُنعُ نُفوسِهِم مَن ذا يَقيسُ بِهِم بَني الأَشرافِ قُل لِلمُشيرِ إِلى أَبيهِ وَجَدِّهِ أَعَلِمتَ لِلقَمَرَينِ مِن أَسلافِ لَو أَنَّ عُمراناً نِجارُكَ لَم تَسُد حَتّى يُشارَ إِلَيكَ في الأَعرافِ قاضي القُضاةِ جَرَت عَلَيهِ قَضِيَّةٌ لِلمَوتِ لَيسَ لَها مِنِ اِستِئنافِ وَمُصَرِّفُ الأَحكامِ مَوكولٌ إِلى حُكمِ المَنِيَّةِ ما لَهُ مِن كافي وَمُنادِمُ الأَملاكِ تَحتَ قِبابِهِم أَمسى تُنادِمُهُ ذِئابُ فَيافي في مَنزِلٍ دارَت عَلى الصيدِ العُلا فيهِ الرَحى وَمَشَت عَلى الأَردافِ وَأُزيلَ مِن حُسنِ الوُجوهِ وَعِزِّها ماكانَ يُعبَدُ مِن وَراءِ سِجافِ مِن كُلِّ لَمّاحِ النَعيمِ تَقَلَّبَت ديباجَتاهُ عَلى بِلىً وَجَفافِ وَتَرى الجَماجِمَ في التُرابِ تَماثَلَت بَعدَ العُقولِ تَماثُلَ الأَصدافِ وَتَرى العُيونَ القاتِلاتِ بِنَظرَةٍ مَنهوبَةَ الأَجفانِ وَالأَسيافِ وَتُراعُ مِن ضَحِكِ الثُغورِ وَطالَما فَتَنَت بِحُلوِ تَبَسُّمٍ وَهُتافِ غَزَتِ القُرونَ الذاهِبينَ غَزالَةٌ دَمُهُم بِذِمَّةِ قَرنِها الرَعّافِ يَجري القَضاءُ بِها وَيَجري الدَهرُ عَن يَدِها فَيا لِثَلاثَةٍ أَحلافِ تَرمي البَرِيَّةَ بِالحُبولِ وَتارَةً بِحَبائِلٍ مِن خَيطِها وَكَفافِ نَسَجَت ثَلاثَ عَمائِمٍ وَاِستَحدَثَت أَكفانَ مَوتى مِن ثِيابِ زَفافِ أَأَبا الحُسَينِ تَحِيَّةً لِثَراكَ مِن روحٍ وَرَيحانٍ وَعَذبِ نِطافِ وَسَلامُ أَهلٍ وُلَّهٍ وَصَحابَةٍ حَسرى عَلى تِلكَ الخِلالِ لِهافِ هَل في يَدَيَّ سِوى قَريضٍ خالِدٍ أُزجيهِ بَينَ يَدَيكَ لِلإِتحافِ ما كانَ أَكرَمَهُ عَلَيكَ فَهَل تَرى أَنّي بَعَثتُ بِأَكرَمِ الأَلطافِ هَذا هُوَ الرَيحانُ إِلّا أَنَّهُ نَفَحاتُ تِلكَ الرَوضَةِ المِئنافِ وَالدُرُّ إِلّا أَنَّ مَهدَ يَتيمِهِ بِالأَمسِ لُجَّةُ بَحرِكِ القَذّافِ أَيّامَ أَمرَحُ في غُبارِكَ ناشِئاً نَهجَ المِهارِ عَلى غُبارِ خِصافِ أَتَعَلَّمُ الغاياتِ كَيفَ تُرامُ في مِضمارِ فَضلٍ أَو مَجالِ قَوافي يا راكِبَ الحَدباءِ خَلِّ زِمامَها لَيسَ السَبيلُ عَلى الدَليلِ بِخافي دانَ المَطِيَّ الناسُ غَيرَ مَطِيَّةٍ لِلحَقِّ لا عَجلى وَلا ميجافِ لا في الجِيادِ وَلا النِياقِ وَإِنَّما خُلِقَت بِغَيرِ حَوافِرٍ وَخِفافِ تَنتابُ بِالرُكبانِ مَنزِلَةَ الهُدى وَتَؤُمُّ دارَ الحَقِّ وَالإِنصافِ قَد بَلَّغَت رَبَّ المَدائِنِ وَاِنتَهَت حَيثُ اِنتَهَيتَ بِصاحِبِ الأَحقافِ نَم مِلءَ جَفنِكَ فَالغُدُوُّ غَوافِلٌ عَمّا يَروعُكَ وَالعَشِيُّ غَوافي في مَضجَعٍ يَكفيكَ مِن حَسَناتِهِ أَن لَيسَ جَنبُكَ عَنهُ بِالمُتَجافي وَاِضحَك مِنَ الأَقدارِ غَيرَ مُعَجَّزٍ فَاليَومَ لَستَ لَها مِنَ الأَهدافِ وَالمَوتُ كُنتَ تَخافُهُ بِكَ ظافِراً حَتّى ظَفِرتَ بِهِ فَدعهُ كَفافِ قُل لي بِسابِقَةِ الوِدادِ أَقاتِلٌ هُوَ حينَ يَنزِلُ بِالفَتى أَم شافي في الأَرضِ من أَبَوَيكَ كِنزا رَحمَةٍ وَهَوىً وَذَلِكَ مِن جِوارٍ كافي وَبِها شَبابُكَ وَاللِداتُ بَكَيتُهُ وَبَكَيتُهُم بِالمَدمَعِ الذَرّافِ فَاِذهَب كَمِصباحِ السَماءِ كِلاكُما مالَ النَهارُ بِهِ وَلَيسَ بِطافي الشَمسُ تُخلَفُ بِالنُجومِ وَأَنتَ بِال آثارِ وَالأَخبارِ وَالأَوصافِ غَلَبَ الحَياةَ فَتىً يَسُدُّ مَكانَها بِالذِكرِ فَهوَ لَها بَديلٌ وافي جُرحٌ عَلى جُرحٍ حَنانَكِ جِلَّقُ حُمِّلتِ ما يوهي الجِبالَ وَيُزهِقُ صَبراً لُباةَ الشَرقِ كُلُّ مَصيبَةٍ تَبلى عَلى الصَبرِ الجَميلِ وَتَخلُقُ أَنَسيتِ نارَ الباطِشينَ وَهَزَّةً عَرَتِ الزَمانَ كَأَنَّ روما تُحرَقُ رَعناءَ أَرسَلَها وَدَسَّ شُواظَها في حُجرَةِ التاريخِ أَرعَنُ أَحمَقُ فَمَشَت تُحَطِّمُ بِاليَمينِ ذَخيرَةً وَتَلُصُّ أُخرى بِالشَمالِ وَتَسرِقُ جُنَّت فَضَعضَعَها وَراضَ جِماحَها مِن نَشئِكِ الحُمسِ الجُنونُ المُطبِقُ لَقِيَ الحَديدُ حَمِيَّةً أَمَوِيَّةً لا تَكتَسي صَدَأً وَلا هِيَ تُطرَقُ يا واضِعَ الدُستورِ أَمسِ كَخُلقِهِ ما فيهِ مِن عِوَجٍ وَلا هُوَ ضَيِّقُ نَظمٌ مِنَ الشورى وَحُكمٌ راشِدٌ أَدَبُ الحَضارَةِ فيهِما وَالمَنطِقُ لا تَخشَ مِمّا أَلحَقوا بِكِتابِهِ يَبقى الكِتابُ وَلَيسَ يَبقى المُلحَقُ مَيتَ الجَلالِ مِنَ القَوافي زَفرَةٌ تَجري وَمِنها عَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ وَلَقَد بَعَثتُهُما إِلَيكَ قَصيدَةً أَفَأَنتَ مُنتَظِرٌ كَعَهدِكَ شَيِّقُ أَبكي لَيالينا القِصارَ وَصُحبَةً أَخَذَت مُخيلَتُها تَجيشُ وَتَبرُقُ لا أَذكُرُ الدُنيا إِلَيكَ فَرُبَّما كَرِهَ الحَديثَ عَنِ الأَجاجِ المُغرَقُ طُبِعَت مِنَ السُمِّ الحَياةُ طَعامُها وَشَرابُها وَهَوائُها المُتَنَشَّقُ وَالناسُ بَينَ بَطيئِها وَذُعافِها لا يَعلَمونَ بِأَيِّ سُمَّيها سُقوا أَما الوَلِيُّ فَقَد سَقاكَ بِسُمِهِ ما لَيسَ يَسقيكَ العَدُوُّ الأَزرَقُ طَلَبوكَ وَالأَجَلُ الوَشيكُ يَحُثُّهُم وَلِكُلِّ نَفسٍ مُدَّةٌ لا تُسبَقُ لَمّا أَعانَ المَوتُ كَيدَ حِبالِهِم عَلِقَت وَأَسبابُ المَنِيَّةِ تَعلَقُ طَرَقَت مِهادَكَ حَيَّةٌ بَشَرِيَّةٌ كَفَرَت مِمّا تَنتابُ مِنهُ وَتَطرُقُ يا فَوزُ تِلكَ دِمَشقُ خَلفَ سَوادِها تَرمي مَكانَكَ بِالعُيونِ وَتَرمُقُ ذَكَرَت لَيالِيَ بَدرِها فَتَلَفَّتَت فَعَساكَ تَطلُعُ أَو لَعَلَّكَ تُشرِقُ بَرَدى وَراءَ ضِفافِهِ مُستَعبِرٌ وَالحورُ مَحلولُ الضَفائِرِ مُطرِقُ وَالطَيرُ في جَنَباتِ دُمَّرَ نُوَّحٌ يَجِدُ الهُمومَ خَلِيُّهُنَّ وَيَأرَقُ وَيَقولُ كُلُّ مُحَدِّثٍ لِسَميرِهِ أَبِذاتِ طَوقٍ بَعدَ ذَلِكَ يوثَقُ عَشِقَت تَهاويلَ الجَمالِ وَلَم تَجِد في العَبقَرِيَّةِ ما يُحَبُّ وَيُعشَقُ فَمَشَت كَأَنَّ بَنانَها يَدُ مُدمِنٍ وَكَأَنَّ السُمَّ فيها زِئبَقُ وَلَو اَنَّ مَقدوراً يُرَدُّ لَرَدَّها بِحَياتِهِ الوَطَنُ المَروعُ المُشفِقُ أَشقى القَضاءُ الأَرضَ بَعدَكَ أُسرَةً لَولا القَضاءُ مِنَ السَماءِ لَما شَقَوا قَسَتِ القُلوبُ عَلَيهِمُ وَتَحَجَّرَت فَاِنظُر فُؤادَكَ هَل يَلينُ وَيَرفُقُ إِنَّ الَّذينَ نَزَلتَ في أَكنافِهِم صَفَحوا فَما مِنهُم مَغيظٌ مُحنَقُ سَخِروا مِنَ الدُنيا كَما سَخِرَت بِهِم وَاِنبَتَّ مِن أَسبابِها المُتَعَلَّقُ يا مَأتَماً مِن عَبدِ شَمسٍ مِثلُهُ لِلشَمسِ يُصنَعُ في المَماتِ وَيُنسَقُ إِن ضاقَ ظَهرُ الأَرضِ عَنكَ فَبَطنُها عَمّا وَراءَكَ مِن رُفاتٍ أَضيَقُ لَمّا جَمَعتَ الشامَ مِن أَطرافِهِ وافى يُعَزّي الشامَ فيكَ المَشرِقُ يَبكي لِواءً مِنَ شَبابِ أُمَيَّةٍ يَحمي حِمى الحَقِّ المُبينِ وَيَخفُقُ لَمَسَت نَواصيها الحُصونُ تَرومُهُ وَتَلَمَّستُهُ فَلَم تَجِدهُ الفَيلَقُ رُكنُ الزَعامَةِ حينَ تَطلُبُ رَأيَهُ فَيَرى وَتَسأَلُهُ الخِطابَ فَيَنطِقُ وَيَكادُ مِن سِحرِ البَلاغَةِ تَحتَهُ عودُ المَنابِرِ يُستَخَفُّ فَيورِقُ فَيحاءُ أَينَ عَلى جِنانِكِ وَردَةٌ كانَت بِها الدُنيا تَرِفُّ وَتَعبَقُ عُلوِيَّةً تَجِدُ المَسامِعُ طَيِّها وَتُحِسُّ رَيّاها العُقولُ وَتَنشَقُ وَأَرائِكُ الزَهرِ الغُصونُ وَعَرشُها يَدُ أُمَّةٍ وَجَبينُها وَالمِفرَقُ مَن مُبلِغٌ عَنّي شُبولَةُ جِلَّقٍ قَولاً يَبُرُّ عَلى الزَمانِ وَيَصدُقُ بِاللَهِ جَلَّ جَلالُهُ بِمُحَمَّدٍ بِيَسوعَ بِالغَزِّيِّ لا تَتَفَرَّقوا قَد تُفسِدُ المَرعى عَلى أَخَواتِها شاةٌ تَنِدُّ مِنَ القَطيعِ وَتَمرُقُ أَحَيثُ تَلوحُ المُنى تَأفُلُ كَفى عِظَةً أَيُّها المَنزِلُ حَكَيتَ الحَياةَ وَحالاتِها فَهَلّا تَخَطَّيتَ ما تَنقُلُ أَمِن جُنحِ لَيلٍ إِلى فَجرِهِ حِمىً يَزدَهي وَحِمىً يَعطُلُ وَذَلِكَ يوحِشُ مِن رَبَّةٍ وَذَلِكَ مِن رَبَّةٍ يَأهَلُ أَجابَ النَعيُّ لَدَيكَ البَشيرَ وَذاقَ بِكَأسَيهِما المَحفِلُ وَأَطرَقَ بَينَهُما والِدٌ أَخو تَرحَةٍ لَيلُهُ أَليَلُ يَفيءُ إِلى العَقلِ في أَمرِهِ وَلَكِنَّهُ القَلبُ لا يَعقِلُ تَهاوَت عَنِ الوَردِ أَغصانُهُ وَطارَ عَنِ البَيضَةِ البُلبُلُ وَراحَت حَياةٌ وَجاءَت حَياة وَأَظهَرَ قُدرَتَهُ المُبدِلُ وَما غَيرُ مَن قَد أَتى مُدبِرٌ وَلا غَيرُ مَن قَد مَضى مُقبِلُ كَأَنّي بِسامي هَلوُعِ الفُؤادِ إِذا أَسمَعَت هَمسَةٌ يَعجَلُ يَرى قَدَراً يَأمُلُ اللُطفَ فيهِ وَعادي الرَدى دونَ ما يَأمُلُ يُضيءُ لِضيفانِهِ بِشرُهُ وَبَينَ الضُلوعِ الغَضى المُشعَلُ وَيُقريهُمُ الأُنسَ في مَنزِلٍ وَيَجمَعُهُ وَالأَسى مَنزِلُ فَمِن غادَةٍ في مَجالي الزِفافِ إِلى غادَةٍ داؤُها مُعضِلُ وَذي في نَفاسَتِها تَنطَوي وَذي في نَفائِسِها تَرفُلُ تَقَسَّمَ بَينَهُما قَلبُهُ وَخانَتهُ عَيناهُ وَالأَرجُلُ فَيا نَكَدَ الحُرِّ هَل تَنقَضي وَيا فَرَحَ الحُرِّ هَل تَكمُلُ وَيا صَبرَ سامي بَلَغتَ المَدى وَيا قَلبَهُ السَهلَ كَم تَحمِلُ لَقَد زُدتَ مِن رِقَّةٍ كَالصِراطِ وَدونَ صَلابَتِكَ الجَندَلُ يَمُرُّ عَلَيكَ خَليطُ الخُطوبِ وَيَجتازُكَ الخِفُّ وَالمُثقَلُ وَيا رَجُلَ الحِلمِ خُذ بِالرِضى فَذَلِكَ مِن مُتَّقٍ أَجمَلُ أَتَحسَبُ شَهِدا إِناءَ الزَمانِ وَطينَتُهُ الصابُ وَالحَنظَلُ وَما كانَ مِن مُرِّهِ يَعتَلي وَما كانَ مِن حُلوِهِ يَسفُلُ وَأَنتَ الَّذي شَرِبَ المُترَعاتِ فَأَيُّ البَواقي بِهِ تَحفِلُ أَفي ذا الجَلالِ وَفي ذا الوَقارِ تُخيفُكَ ضَرّاءُ أَو تُذهِلُ أَلَم تَكُنِ المُلكَ في عِزِّهِ وَباعُكَ مِن باعِهِ أَطوَلُ وَقَولُكَ مِن فَوقِ قَولِ الرِجالِ وَفِعلُكَ مِن فِعلِهِم أَنبَلُ سَتَعرِفُ دُنياكَ مَن ساوَمَت وَأَن وَقارَكَ لا يُبذَلُ كَأَنَّكَ شَمشونُ هَذي الحَياةِ وَكُلُّ حَوادِثِها هَيَكلُ اُنظُر إِلى الأَقمارِ كَيفَ تَزولُ وَإِلى وُجوهِ السَعدِ كَيفَ تَحولُ وَإِلى الجِبالِ الشُمِّ كَيفَ يُميلُها عادي الرَدى بِإِشارَةٍ فَتَميلُ وَإِلى الرِياحِ تَخِرُّ دونَ قَرارِها صَرعى عَلَيهِنَّ التُرابُ مَهيلُ وَإِلى النُسورِ تَقاسَرَت أَعمارُها وَالعَهدُ في عُمرِ النُسورِ يَطولُ في كُلِّ مَنزِلَةٍ وَكُلِّ سَمِيَّةٍ قَمَرٌ مِنَ الغُرِّ السُماةِ قَتيلُ يَهوي القَضاءُ بِها فَما مِن عاصِمٍ هَيهاتَ لَيسَ مِنَ القَضاءِ مُقيلُ فَتحُ السَماءِ وَنورُها سَكَنا الثَرى فَالأَرضُ وَلهى وَالسَماءُ ثَكولُ سِر في الهَواءِ وَلُذ بِناصِيَةِ السُها المَوتُ لا يَخفى عَلَيهِ سَبيلُ وَاِركَب جَناحَ النَسرِ لا يَعصِمكَ مِن نَسرٍ يُرَفرِفُ فيهِ عِزرائيلُ وَلِكُلِّ نَفسٍ ساعَةٌ مَن لَم يَمُت فيها عَزيزاً ماتَ وَهوَ ذَليلُ أَإِلى الحَياةِ سَكَنتَ وَهيَ مَصارِعٌ وَإِلى الأَماني يَسكَنُ المَسلولُ لا تَحفَلَنَّ بِبُؤسِها وَنَعيمِها نُعمى الحَياةِ وَبُؤسُها تَضليلُ ما بَينَ نَضرَتِها وَبَينَ ذُبولِها عُمرُ الوُرودِ وَإِنَّهُ لَقَليلُ هَذا بَشيرُ الأَمسِ أَصبَحَ ناعِياً كَالحُلمِ جاءَ بِضِدِّهِ التَأويلُ يَجري مِنَ العَبَراتِ حَولَ حَديثِهِ ما كانَ مِن فَرَحٍ عَلَيهِ يَسيلُ وَلَرُبَّ أَعراسٍ خَبَأنَ مَأتَماً كَالرُقطِ في ظِلِّ الرِياضِ تَقيلُ يا أَيُّها الشُهَداءُ لَن يُنسى لَكُم فَتحٌ أَغَرُّ عَلى السَماءِ جَميلُ وَالمَجدُ في الدُنيا لِأَوَّلِ مُبتَنٍ وَلِمَن شُيِّدَ بَعدَهُ فَيُطيلُ لَولا نُفوسٌ زُلنَ في سُبُلِ العُلا لَم يَهدِ فيها السالِكينَ دَليلُ وَالناسُ باذِلُ روحِهِ أَو مالِهِ أَو عِلمِهِ وَالآخَرونَ فُضولُ وَالنَصرُ غُرَّتُهُ الطَلائِعُ في الوَغى وَالتابِعونَ مِنَ الخَميسِ حُجولُ كَم أَلفُ ميلٍ نَحوَ مِصرَ قَطَعتُم فيمَ الوُقوفُ وَدونَ مِصرٍ ميلُ طوروسُ تَحتَكِمُ ضَئيلٌ طَرفُهُ لَمّا طَلَعتُم في السَحابِ كَليلُ تَرخونَ لِلريحِ العِنانَ وَإِنَّها لَكُم عَلى طُغيانِها لَذَلولُ اِثنَينِ اِثرَ اِثنَينِ لَم يَخطُر لَكُم أَنَّ المَنِيَّةَ ثالِثٌ وَزَميلُ وَمِنَ العَجائِبِ في زَمانِكَ أَن يَفي لَكَ في الحَياةِ وَفي المَماتِ خَليلُ لَو كانَ يُفدى هالِكٌ لَفَداكُمُ في الجَوِّ نَسرٌ بِالحَياةِ بَخيلُ أَيُّ الغُزاةِ أُلي الشَهادَةِ قَبلَكُم عَرضُ السَماءِ ضَريحُهُم وَالطولُ يَغدو عَلَيكُم بِالتَحِيَّةِ أَهلُها وَيُرَفرِفُ التَسبيحُ وَالتَهليلُ إِدريسُ فَوقَ يَمينِهِ رَيحانَةٌ وَيَسوعُ فَوقَ يَمينهِ إِكليلُ في عالَمٍ سُكّانُهُ أَنفاسُهُم طيبٌ وَهَمسُ حَديثِهِم إِنجيلُ إِنّي أَخافُ عَلى السَماءِ مِنَ الأَذى في يَومِ يُفسِدُ في السَماءِ الجيلُ كانَت مُطَهَّرَةَ الأَديمِ نَقِيَّةً لا آدَمٌ فيها وَلا قابيلُ يَتَوَجَّهُ العاني إِلى رَحَماتِها وَيَرى بِها بَرقَ الرَجاءِ عَليلُ وَيُشيرُ بِالرَأسِ المُكَلَّلِ نَحوَها شَيخٌ وَبِاللَحظِ البَريءِ بَتولُ وَاليَومَ لِلشَهَواتِ فيها وَالهَوى سَيلٌ وَلِلدَمِ وَالدُموعِ مَسيلُ أَضحَت وَمِن سُفُنِ الجَواءِ طَوائِفٌ فيها وَمِن خَيلِ الهَواءِ رَعيلُ وَأُزيلَ هَيكَلُها المَصونُ وَسِرُّهُ وَالدَهرُ لِلسِرِّ المَصونِ مُذيلُ هَلِعَت دِمَشقُ وَأَقبَلَت في أَهلِها مَلهوفَةً لَم تَدرِ كَيفَ تَقولُ مَشَتِ الشُجونُ بِها وَعَمَّ غِياطَها بَينَ الجَداوِلِ وَالعُيونِ ذُبولُ في كُلِّ سَهلٍ أَنَّةٌ وَمَناحَةٌ وَبِكُلِّ حَزنٍ رَنَّةٌ وَعَويلُ وَكَأَنَّما نُعِيَت أُمَيَّةُ كُلُّها لِلمَسجِدِ الأَمَوِيِّ فَهوَ طُلولُ خَضَعَت لَكُم فيهِ الصُفوفُ وَأُزلِفَت لَكُمُ الصَلاةُ وَقُرِّبَ التَرتيلُ مِن كُلِّ نَعشٍ كَالثُرَيّا مَجدُهُ في الأَرضِ عالٍ وَالسَماءِ أَصيلُ فيهِ شَهيدٌ بِالكِتابِ مُكَفَّنٌ بِمَدامِعِ الروحِ الأَمينِ غَسيلُ أَعوادُهُ بَينَ الرِجالِ وَأَصلُهُ بَينَ السُهى وَالمُشتَري مَحمولُ يَمشي الجُنودُ بِهِ وَلَولا أَنَّهُم أَولى بِذاكَ مَشى بِهِ جِبريلُ حَتّى نَزَلتُم بُقعَةً فيها الهَوى مِن قَبلُ ثاوٍ وَالسَماحُ نَزيلُ عَظُمَت وَجَلَّ ضَريحُ يوسُفَ فَوقَها حَتّى كَأَنَّ المَيتَ فيهِ رَسولُ شِعري إِذا جُبتَ البِحارَ ثَلاثَةً وَحَواكَ ظِلٌّ في فُروقَ ظَليلُ وَتَداوَلَتكَ عِصابَةٌ عَرَبِيَّةٌ بَينَ المَآذِنِ وَالقِلاعِ نُزولُ وَبَلَغتَ مِن بابِ الخِلافَةِ سُدَّةً لِسُتورِها التَمسيحُ وَالتَقبيلُ قُل لِلإِمامِ مُحَمَّدٍ وَلِآلِهِ صَبرُ العِظامِ عَلى العَظيمِ جَميلُ تِلكَ الخُطوبُ وَقَد حَمَلتُم شَطرَها ناءَ الفُراتُ بِشَطرِها وَالنيلُ إِن تَفقِدوا الآسادَ أَو أَشبالَها فَالغابُ مِن أَمثالِها مَأهولُ صَبراً فَأَجرُ المُسلِمينَ وَأَجرُكُم عِندَ الإِلَهِ وَإِنَّهُ لَجَزيلُ يا مَن خِلافَتُهُ الرَضِيَّةُ عِصمَةٌ لِلحَقِّ أَنتَ بِأَن يُحَقَّ كَفيلُ وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ في خُلَفائِهِ عَدلاً يُقيمُ المُلكَ حينَ يَميلُ وَالعَدلُ يَرفَعُ لِلمَمالِكِ حائِطاً لا الجَيشُ يَرفَعُهُ وَلا الأُسطولُ هَذا مَقامٌ أَنتَ فيهِ مُحَمَّدٌ وَالرِفقُ عِندَ مُحَمَّدٍ مَأمولُ بِاللَهِ بِالإِسلامِ بِالجُرحِ الَّذي ما اِنفَكَّ في جَنبِ الهِلالِ يَسيلُ إِلّا حَلَلتَ عَنِ السَجينِ وَثاقَهُ إِنَّ الوِثاقَ عَلى الأُسودِ ثَقيلُ أَيَقولُ واشٍ أَو يُرَدِّدُ شامِتٌ صِنديدُ بُرقَةَ موثَقٌ مَكبولُ هُوَ مِن سُيوفِكَ أَغمَدوهُ لِريبَةٍ ما كانَ يُغمَدُ سَيفُكَ المَسلولُ فَاِذكُر أَميرَ المُؤمِنينَ بَلاءَهُ وَاِستَبقِهِ إِنَّ السُيوفَ قَليلُ ما بَينَ دَمعي المُسبَلِ عَهدٌ وَبَينَ ثَرى عَلي عَهدُ البَقيعِ وَساكِني هِ عَلى الحَيا المُتَهَدِّلِ وَالدَمعُ مِروَحَةُ الحَزي نِ وَراحَةُ المُتَمَلمِلِ نَمضي وَيَلحَقُ مَن سُلا في الغابِرينَ بِمَن سُلي كَم مِن تُرابٍ بِالدُمو عِ عَلى الزَمانِ مُبَلَّلِ كَالقَبرِ ما لَم يَبلَ في هِ مِنَ العِظامِ وَما بَلي رَيّانُ مِن مَجدٍ يَعِز زُ عَلى القُصورِ مُوَثَّلِ أَمسَت جَوانِبُهُ قَرا راً لِلنُجومِ الأُفَّلِ وَحَديثُهُم مِسكُ النَدِي يِ وَعَنبَرٌ في المَحفِلِ قُل لِلنَعيِّ هَتَكتَ دَم عَ الصابِرِ المُتَجَمِّلِ المُلتَقي الأَحداثَ إِن نَزَلَت كَأَن لَم تَنزِلِ حَمَلَ الأَسى بِأَبي الفُتو حِ عَلَيَّ ما لَم أَحمِلِ حَتّى ذَهِلتُ وَمَن يَذُق فَقدَ الأَحِبَّةِ يَذهَلِ فَعَتِبتُ في رُكنِ القَضا ءِ عَلى القَضاءِ المُنزَلِ لَهَفي عَلى ذاكَ الشَبا بِ وَذاكَ المُستَقبَلِ وَعَلى المَعارِفِ إِذ خَلَت مِن رُكنِها وَالمَوئِلِ وَعَلى شَمائِلَ كَالرُبى بَينَ الصَبا وَالجَدوَلِ وَحَياءِ وَجهٍ يُؤ ثَرُ عَن يَسوعَ المُرسَلِ يا راوِياً تَحتَ الصَفي حِ مِنَ الكَرى وَالجَندَلِ وَمُسَربَلاً حُلَلَ الوِزا رَةِ باتَ غَيرَ مُسَربَلِ وَمُوَسَّداً حُفَرَ الثَرى بَعدَ البِناءِ الأَطوَلِ إِنّي اِلتَفَتُّ إِلى الشَبا بِ الغابِرِ المُتَمَثِّلِ وَوَقَفتُ ما بَينَ المُحَق قَقِ فيهِ وَالمُتَخَيَّلِ فَرَأَيتُ أَيّاماً عَجِل نَ وَلَيتَها لَم تَعجَلِ كانَت مُوَطَّأَةَ المِها دِ لَنا عِذابَ المَنهَلِ ذَهَبَت كَحُلمٍ بَيدَ أَن نَ الحُلمَ لَم يَتَأَوَّلِ إِذ نَحنُ في ظِلِّ الشَبا بِ الوارِفِ المُتَهَدِلِ جارانِ في دارِ النَوى مُتَقابِلانِ بِمَنزِلِ أَيكي وَأَيكُكَ ضاحِكا نِ عَلى خَمائِلِ مونبِلي وَالدَرسُ يَجمَعُني بِأَف ضَلِ طالِبٍ وَمُحَصِّلِ أَيّامَ تَبذُلُ في سَبي لِ العِلمِ ما لَم يُبذَلِ غَضَّ الشَبابُ فَكَيفَ كُن تَ عَنِ الشَبابِ بِمَعزِلِ وَإِذا دَعاكَ إِلى الهَوى داعي الصِبا لَم تَحفِلِ وَلَوِ اِطَّلَعتَ عَلى الحَيا ةِ فَعَلتَ ما لَم يُفعَلِ لَم يَدرِ إِلّا اللَهُ ما خَبَّأَت لَكَ الدُنيا وَلي تَجري بِنا لِمُفَتَّحٍ بَينَ الغُيوبِ وَمُقفَلِ حَتّى تَبَدَّلنا وَذا كَ العَهدُ لَم يَتَبَدَّلِ هاتيكَ أَيّامُ الشَبا بِ المُحسِنِ المُتَفَضِّلِ مَن فاتَهُ ظِلُّ الشَبي بَةِ عاشَ غَيرَ مُظَلَّلِ يا راحِلاً أَخلى الدِيا رَ وَفَضلُهُ لَم يَرحَلِ تَتَحَمَّلُ الآمالُ إِث رَ شَبابِهِ المُتَحَمِّلِ مَشَتِ الشَبيبَةُ جَحفَلاً تَبكي لِواءَ الجَحفَلِ فَاِنظُر سَريرَكَ هَل جَرى فَوقَ الدُموعِ الهُطَّلِ اللَهُ في وَطَنٍ ضَعي فِ الرُكنِ واهي المَعقِلِ وَأَبٍ وَراءَكَ حُزنُهُ لِنَواكَ حُزنُ المُثكَلِ يَهَبُ الضِياعَ العامِرا تِ لِمَن يَرُدُّ لَهُ عَلي لَيسَ الغَنِيُّ مِنَ البَرِيَّ ةِ غَيرَ ذي البالِ الخَلي وَنَجيبَةٍ بَينَ العَقا ئِلِ هَمُّها لا يَنسَلي دَخَلَت مَنازِلَها المَنو نُ عَلى الجَريءِ المُشبِلِ كَسَرَت جَناحَ مُنَعَّمٍ وَرَمَت فُوادَ مُدَلَّلِ فَكَأَنَّ آلَكَ مِن شَجٍ وَمُتَيَّمٍ وَمُرَمَّلِ آلُ الحُسَينِ بِكَربُلا في كُربَةٍ لا تَنجَلي خَلَعَ الشَبابَ عَلى القَنا وَبَذَلتَهُ لِلمُعضِلِ وَالسَيفُ أَرحَمُ قاتِلاً مِن عِلَّةٍ في مَقتَلِ فَاِذهَب كَما ذَهَبَ الحُسَي نُ إِلى الجِوارِ الأَفضَلِ فَكِلاكُما زَينُ الشَبا بِ بِجَنَّةِ اللَهِ العَلي مَمالِكُ الشَرقِ أَم أَدارِسُ أَطلالِ وَتِلكَ دولاتُهُ أَم رَسمُها البالي أَصابَها الدَهرُ إِلّا في مَآثِرِها وَالدَهرُ بِالناسِ مِن حالٍ إِلى حالِ وَصارَ ما نَتَغَنّى مِن مَحاسِنِها حَديثُ ذي مِحنَةٍ عَن صَفوِهِ الخالي إِذا حَفا الحَقُّ أَرضاً هانَ جانِبُها كَأَنَّها غابَةٌ مِن غَيرِ رِئبالِ وَإِن تَحَكَّمَ فيها الجَهلُ أَسلَمَها لِفاتِكٍ مِن عَوادي الذُلِّ قَتّالِ نَوابِغَ الشَرقِ هُزّوهُ لَعَلَّ بِهِ مِنَ اللَيالي جُمودَ اليائِسِ السالي إِن تَنفُخوا فيهِ مِن روحِ البَيانِ وَمِن حَقيقَةِ العِلمِ يَنهَض بَعدَ إِعضالِ لا تَجعَلوا الدينَ بابَ الشَرِّ بَينَكُمُ وَلا مَحَلَّ مُباهاةٍ وَإِدلالِ ما الدينُ إِلّا تُراثُ الناسِ قَبلَكُمُ كُلُّ اِمرِئٍ لِأَبيهِ تابِعٌ تالي لَيسَ الغُلُوُّ أَميناً في مَشورَتِهِ مَناهِجُ الرُشدِ قَد تَخفى عَلى الغالي لا تَطلُبوا حَقَّكُم بَغياً وَلا ضَلَفاً ما أَبعَدَ الحَقَّ عَن باغٍ وَمُختالِ وَلا يَضيعَنَّ بِالإِهمالِ جانِبُهُ فَرُبَّ مَصلَحَةٍ ضاعَت بِإِهمالِ كَم هِمَّةٍ دَفَعَت جيلاً ذُرا شَرَفٍ وَنَومَةٍ هَدَمَت بُنيانَ أَجيالِ وَالعِلمُ في فَضلِهِ أَو في مَفاخِرِهِ رُكنُ المَمالِكِ صَدرُ الدَولَةِ الحالي إِذا مَشَت أُمَّةٌ في العالَمينَ بِهِ أَبى لَها اللَهُ أَن تَمشي بِأَغلالِ يَقِلُّ لِلعِلمِ عِندَ العارِفينَ بِهِ ما تَقدِرُ النَفسُ مِن حُبٍّ وَإِجلالِ فَقِف عَلى أَهلِهِ وَاِطلُب جَواهِرَهُ كَناقِدٍ مُمعِنٍ في كَفِّ لَآلِ فَالعِلمُ يَفعَلُ في الأَرواحِ فاسِدُهُ ما لَيسَ يَفعَلُ فيها طِبُّ دَجّالِ وَرُبَّ صاحِبِ دَرسٍ لَو وَقَفتَ بِهِ رَأَيتَ شِبهَ عَليمٍ بَينَ جُهّالِ وَتَسبِقُ الشَمسَ في الأَمصارِ حِكمَتُهُ إِلى كَهولٍ وَشُبّانٍ وَأَطفالِ زَيدانُ إِنّي مَعَ الدُنيا كَعَهدِكَ لي رَضِيَ الصَديقِ مُقيلُ الحاسِدِ القالي لي دَولَةُ الشِعرِ دونَ العَصرِ وائِلَةٌ مَفاخِري حِكَمي فيها وَأَمثالي إِن تَمشِ لِلخَيرِ أَو لِلشَرِّ بي قَدَمٌ أُشَمِّرُ الذَيلَ أَو أَعثُر بِأَذيالي وَإِن لَقيتُ اِبنَ أُنثى لي عَلَيهِ يَدٌ جَحَدتُ في جَنبِ فَضلِ اللَهِ أَفضالي وَأَشكُرُ الصُنعَ في سِرّي وَفي عَلَني إِنَّ الصَنائِعَ تَزكو عِندَ أَمثالي وَأَترُكُ الغَيبَ لِلَّهِ العَليمِ بِهِ إِنَّ الغُيوبَ صَناديقٌ بِأَقفالِ كَأُرغُنِ الدَيرِ إِكثاري وَمَوقِعُهُ وَكَالأَذانِ عَلى الأَسماعِ إِقلالي رَثَيتُ قَبلَكَ أَحباباً فُجِعتُ بِهِم وَرُحتُ مِن فُرقَةِ الأَحبابِ يُرثى لي وَما عَلِمتُ رَفيقاً غَيرَ مُؤتَمَنٍ كَالمَوتِ لِلمَرءِ في حِلٍّ وَتِرحالِ أَرَحتَ بالَك مِن دُنيا بِلا خُلُقٍ أَلَيسَ في المَوتِ أَقصى راحَةَ البالِ طالَت عَلَيكَ عَوادي الدَهرِ في خَشِنٍ مِنَ التُرابِ مَعَ الأَيّامِ مُنهالِ لَم نَأتِهِ بِأَخٍ في العَيشِ بَعدَ أَخٍ إِلّا تَرَكنا رُفاتاً عِندَ غِربالِ لا يَنفَعُ النَفسَ فيهِ وَهيَ حائِرَةٌ إِلّا زَكاةُ النُهى وَالجاهِ وَالمالِ ما تَصنَعِ اليَومَ مِن خَيرٍ تَجِدهُ غَداً الخَيرُ وَالشَرُّ مِثقالٌ بِمِثقالِ قَد أَكمَلَ اللَهُ ذَيّاكَ الهِلالَ لَنا فَلا رَأى الدَهرَ نَقصاً بَعدَ إِكمالِ وَلا يَزَل في نُفوسِ القارِئينَ لَهُ كَرامَةُ الصُحُفِ الأُولى عَلى التالي فيهِ الرَوائِعُ مِن عِلمٍ وَمِن أَدَبٍ وَمِن وَقائِعِ أَيّامٍ وَأَحوالِ وَفيهِ هِمَّةُ نَفسٍ زانَها خُلُقٌ هُما لِباغي المَعالي خَيرُ مِنوالِ عَلَّمتَ كُلَّ نَؤومٍ في الرِجالِ بِهِ أَنَّ الحَياةَ بِآمالٍ وَأَعمالِ ما كانَ مِن دُوَلِ الإِسلامِ مُنصَرِماً صَوَّرتَهُ كُلَّ أَيّامٍ بِتِمثالِ نَرى بِهِ القَومَ في عِزٍّ وَفي ضَعَةٍ وَالمُلكَ ما بَينَ إِدبارٍ وَإِقبالِ وَما عَرَضتَ عَلى الأَلبابِ فاكِهَةً كَالعِلمِ تُبرِزُهُ في أَحسَنِ القالِ وَضَعتَ خَيرَ رِواياتِ الحَياةِ فَضَع رِوايَةَ المَوتِ في أُسلوبِها العالي وَصِف لَنا كَيفَ تَجفو الروحُ هَيكَلَها وَيَستَبِدُّ البِلى بِالهَيكَلِ الخالي وَهَل تَحِنُّ إِلَيهِ بَعدَ فُرقَتِهِ كَما يَحِنُّ إِلى أَوطانِهِ الجالي هِضابُ لُبنانَ مِن مَنعاتِكَ اِضطَرَبَت كَأَنَّ لُبنانَ مَرمِيٌّ بِزِلزالِ كَذَلِكَ الأَرضُ تَبكي فَقدَ عالِمِها كَالأُمِّ تَبكي ذَهابَ النافِعِ الغالي أَلا في سَبيلِ اللَهِ ذاكَ الدَمُ الغالي وَلِلمَجدِ ما أَبقى مِنَ المَثَلِ العالي وَبَعضُ المَنايا هِمَّةٌ مِن وَرائِها حَياةٌ لِأَقوامٍ وَدُنيا لِأَجيالِ أَعَينَيَّ جودا بِالدُموعِ عَلى دَمٍ كَريمِ المُصَفّى مِن شَبابٍ وَآمالِ تَناهَت بِهِ الأَحداثُ مِن غُربَةِ النَوى إِلى حادِثٍ مِن غُربَةِ الدَهرِ قَتّالِ جَرى أُرجُوانِيّاً كُمَيتاً مُشَعشَعاً بِأَبيَضَ مِن غِسلِ المَلائِكِ سَلسالِ وَلاذَ بِقُضبانِ الحَديدِ شَهيدُهُ فَعادَت رَفيفاً مِن عُيونٍ وَأَطلالِ سَلامٌ عَلَيهِ في الحَياةِ وَهامِداً وَفي العُصُرِ الخالي وَفي العالَمِ التالي خَليلَيَّ قوما في رُبى الغَربِ وَاِسقِيا رَياحينَ هامٍ في التُرابِ وَأَوصالِ مِنَ الناعِماتِ الراوِياتِ مِنَ الصِبا ذَوَت بَينَ حِلٍّ في البِلادِ وَتَرحالِ نَعاها لَنا الناعي فَمالَ عَلى أَبٍ هَلوعٍ وَأُمٍّ بِالكِنانَةِ مِثكالِ طَوى الغَربَ نَحوَ الشَرقِ يَعدو سُلَيكُهُ بِمُضطَرِبٍ في البَرِّ وَالبَحرِ مِرقالِ يُسِرُّ إِلى النَفسِ الأَسى غَيرَ هامِسٍ وَيُلقي عَلى القَلبِ الشَجى غَيرَ قَوّالِ سَماءُ الحِمى بِالشاطِئينِ وَأَرضُهُ مَناحَةُ أَقمارٍ وَمَأتَمُ أَشبالِ تُرى الريحُ تَدري ما الَّذي قَد أَعادَها بِساطاً وَلَكِن مِن حَديدٍ وَأَثقالِ يُقِلُّ مِنَ الفِتيانِ أَشبالَ غابَةٍ غُداةً عَلى الأَخطارِ رُكّابَ أَهوالِ ثَنَتهُ العَوادي دونَ أودينَ فَاِنثَنى بِآخَرَ مِن دُهمِ المَقاديرِ ذَيّالِ قَدِ اِعتَنَقا تَحتَ الدُخانِ كَما اِلتَقى كَمِيّانِ في داجٍ مِن النَقعِ مُنجالِ فَسُبحانَ مَن يَرمي الحَديدَ وَبَأسَهُ عَلى ناعِمٍ غَضٍّ مِنَ الزَهرِ مِنهالِ وَمَن يَأخُذُ السارينَ بِالفَجرِ طالِعاً طُلوعَ المَنايا مِن زَنِيّاتِ آجالِ وَمَن يَجعَلُ الأَسفارَ لِلناسِ هِمَّةً إِلى سَفَرٍ يَنوونَهُ غَيرَ قُفّالِ فَيا ناقِليهِم لَو تَرَكتُم رُفاتَهُم أَقامَ يَتيماً في حِراسَةِ لَئآلِ وَبَينَ غَريبالدي وَكافورَ مَضجَعٌ لَنُزّاعِ أَمصارٍ عَلى الحَقِّ نُزّالِ فَهَل عَطَفَتكُم رَنَّةُ الأَهلِ وَالحِمى وَضَجَّةُ أَترابٍ عَلَيهِم وَأَمثالِ لَئِن فاتَ مِصراً أَن يَموتوا بِأَرضِها لَقَد ظَفِروا بِالبَعثِ مِن تُربِها الغالي وَما شَغَلَتهُم عَن هَواها قِيامَةٌ إِذا اِعتَلَّ رَهنُ المَحبِسَينِ بِأَشغالِ حَمَلتُم مِنَ الغَربِ الشُموسَ لِمَشرِقٍ تَلَقّى سَناها مُظلِماً كاسِفِ البالِ عَواثِرَ لَم تَبلُغ صِباها وَلَم تَنَل مَداها وَلَم توصَل ضُحاها بِآصالِ يُطافُ بِهِم نَعشاً فَنَعشاً كَأَنَّهُم مَصاحِفُ لَم يَعلُ المُصَلّي عَلى التالي تَوابيتُ في الأَعناقِ تَترى زَكِيَّةً كَتابوتِ موسى في مَناكِبِ إِسرالِ مُلَفَّفَةً في حُلَّةٍ شَفَقِيَّةٍ هِلالِيَّةٍ مِن رايَةِ النيلِ تِمثالِ أَظَلَّ جَلالُ العِلمِ وَالمَوتِ وَفدَها فَلَم تُلقَ إِلّا في خُشوعٍ وَإِجلالِ تُفارِقُ داراً مِن غُرورٍ وَباطِلٍ إِلى مَنزِلٍ مِن جيرَةِ الحَقِّ مِحلالِ فَيا حَلبَةً رَفَّت عَلى البَحرِ حِليَةً وَهَزَّت بِها حُلوانُ أَعطافَ مُختالِ جَرَت بَينَ إيماضِ العَواصِمِ بِالضُحى وَبَينَ اِبتِسامِ الثَغرِ بِالمَوكِبِ الحالي كَثيرَةَ باغي السَبقِ لَم يُرَ مِثلُها عَلى عَهدِ إِسماعيلَ ذي الطولِ وَالنالِ لَكِ اللَهُ هَذا الخَطبُ في الوَهمِ لَم يَقَع وَتِلكَ المَنايا لَم يَكُنَّ عَلى بالِ بَلى كُلُّ ذي نَفسٍ أَخو المَوتِ وَاِبنُهُ وَإِن جَرَّ أَذيالَ الحَداثَةِ وَالخالِ وَلَيسَ عَجيباً أَن يَموتَ أَخو الصِبا وَلَكِن عَجيبٌ عَيشُهُ عيشَةَ السالي وَكُلُّ شَبابٍ أَو مَشيبٍ رَهينَةٌ بِمُعتَرِضٍ مِن حادِثِ الدَهرِ مُغتالِ وَما الشَيبُ مِن خَيلِ العُلا فَاِركَبِ الصِبا إِلى المَجدِ تَركَب مَتنَ أَقدَرِ جَوّالِ يَسُنُّ الشَبابُ البَأسَ وَالجودَ لِلفَتى إِذا الشَيبُ سَنَّ البُخلَ بِالنَفسِ وَالمالِ وَيا نَشَأَ النيلِ الكَريمِ عَزاءَكُم وَلا تَذكروا الأَقدارَ إِلّا بِإِجمالِ فَهَذا هُوَ الحَقُّ الَّذي لا يَرُدُّهُ تَأَفُّفُ قالٍ أَو تَلَطُّفُ مُحتالُ عَلَيكُم لِواءَ العِلمِ فَالفَوزُ تَحتَهُ وَلَيسَ إِذا الأَعلامُ خانَت بِخَذّالِ إِذا مالَ صَفٌّ فَاِخلُفوهُ بِآخَرٍ وَصَولِ مَساعٍ لا مَلولٍ وَلا آلِ وَلا يَصلُحُ الفِتيانُ لا عِلمَ عِندَهُم وَلا يَجمَعونَ الأَمرَ أَنصافَ جُهّالِ وَلَيسَ لَهُم زادٌ إِذا ما تَزَوَّدوا بَياناً جُزافَ الكَيلِ كَالحَشَفِ البالي إِذا جَزِعَ الفِتيانُ في وَقعِ حادِثٍ فَمَن لِجَليلِ الأَمرِ أَو مُعضِلِ الحالِ وَلَولا مَعانٍ في الفِدى لَم تُعانِهِ نُفوسُ الحَوارِيّينَ أَو مُهَجُ الآلِ فَغَنّوا بِهاتيكَ المَصارِعِ بَينَكُم تَرَنُّمَ أَبطالٍ بِأَيّامِ أَبطالِ أَلَستُم بَني القَومِ الَّذينَ تَكَبَّروا عَلى الضَرَباتِ السَبعِ في الأَبَدِ الخالي رُدِدتُم إِلى فِرعَونَ جَدّاً وَرُبَّما رَجَعتُم لِعَمٍّ في القَبائِلِ أَو خالِ آلَ زَغلولَ حَسبُكُم مِن عَزاءٍ سُنَّةُ المَوتِ في النَبِيِّ وَآلِه في خِلالِ الخُطوبِ ما راعَ إِلّا أَنَّها دونَ صَبرِكُم وَجَمالِه حَمَلَ الرُزءَ عَنكُمُ في سَعيدٍ بَلَدٌ شَيخُكُم أَبو أَحمالِه قَد دَهاهُ مِن فَقدِهِ ما دَهاكُم وَبَكى ما بَكَيتُمُ مِن خِلالِه فَكَما كانَ ذُخرُكُم وَمُناكُم كانَ مِن ذُخرِهِ وَمِن آمالِه لَيتَ مَن فَكَّ أَسرَكُم لَم يَكِلهُ لِلمَنايا تَمُدُّهُ في اِعتِقالِه حَجَبَت مِن رَبيعِهِ ما رَجَوتُم وَطَوَت رِحلَةَ العُلا مِن هِلالِه آنَسَت صِحَّةً فَمَرَّت عَلَيها وَتَخَطَّت شَبابَهُ لَم تُبالِه إِنَّما مِن كِتابِهِ يُتَوَفّى ال مَرءُ لا مِن شَبابِهِ وَاِكتِهالِه لَستَ تَدري الحِمامُ بِالغابِ هَل حا مَ عَلى اللَيثِ أَم عَلى أَشبالِه يا سَعيدُ اِتَّئِد وَرِفقاً بِشَيخٍ والِهٍ مِن لَواعِجِ الثُكلِ والِه ما كَفاهُ نَوائِبُ الحَقِّ حَتّى زِدتَ في هَمِّهِ وَفي إِشغالِه فَجَأَ الدَهرُ فَاِقتَضَبتُ القَوافي مِن فُجاءاتِهِ وَخَطفِ اِرتِجالِه قُم فَشاهِد لَوِ اِستَطَعتَ قِياماً حَسرَةَ الشِعرِ وَاِلتِياعِ خَيالِه كانَ لي مِنكَ في المَجامِعِ راوٍ عَجَزَ اِبنُ الحُسَينِ عَن أَمثالِه فَطِنٌ لِلصِحاحِ مِن لُؤلُؤِ القَو لِ وَأَدرى بِهِنَّ مِن لَألائِه لَم يَكُن في غُلُوِّهِ ضَيّقُ الصَد رِ وَلا كانَ عاجِزاً في اِعتِدالِه لا يُعادى وَيُتَّقى أَن يُعادى وَيُخَلّي سَبيلَ مَن لَم يُوالِه فَاِمضِ في ذِمَّةِ الشَبابِ نَقِيّاً طاهِراً ما ثَنَيتَ مِن أَذيالِه إِنَّ لِلعَصرِ وَالحَياةِ لَلَوماً لَستَ مِن أَهلِهِ وَلا مِن مَجالِه صانَكَ اللَهُ مِن فَسادِ زَمانٍ دَنَّسَ اللومُ مِن ثِيابِ رِجالِه سَيَقولونَ ما رَثاهُ عَلى الفَض لِ وَلَكِن رَثاهُ زُلفى لِخالِه أَيُّهُم مَن أَتى بِرَأسِ كُلَيبٍ أَو شَفى القُطرَ مِن عَياءِ اِحتِلالِه لَيسَ بَيني وَبَينَ خالِكَ إِلّا أَنَّني ما حَييتُ في إِجلالِه أَتَمَنّى لِمِصرَ أَن يَجري الخَي رُ لَها مِن يَمينِهِ وَشِمالِه لَستُ أَرجوهُ كَالرِجالِ لِصَيدٍ مِن حَرامِ اِنتِخابِهِم أَو حَلالِه كَيفَ أَرجو أَبا سَعيدٍ لِشَيءٍ كانَ يُقضى بِكُفرِهِ وَضَلالِه هُوَ أَهلٌ لِأَن يُرَدَّ لِقَومي أَمرَهُم في حَقيقَةِ اِستِقلالِه وَأَنا المَرءُ لَم أَرَ الحَقَّ إِلّا كُنتُ مِن حِزبِهِ وَمِن عُمّالِه رُبَّ حُرٍّ صَنَعتُ فيهِ ثَناءً عَجِزَ الناحِتونَ عَن تِمثالِه مالَ أَحبابُهُ خَليلاً خَليلا وَتَوَلّى اللِداتُ إِلّا قَليلا نَصَلوا أَمسِ مِن غُبارِ اللَيالي وَمَضى وَحدَهُ يَحُثُّ الرَحيلا سَكَنَت مِنهُم الرُكابُ كَأَن لَم تَضطَرِب ساعَةً وَلَم تَمضِ ميلا جُرِّدوا مِن مَنازِلَ الأَرضِ إِلّا حَجَراً دارِساً وَرَملاً مَهيلا وَتَعَرَّوا إِلى البِلى فَكَساهُم خُشنَةَ اللَحدِ وَالدُجى المَسدولا في يَبابٍ مِنَ الثَرى رَدَّهُ المَو تُ نَقِيّاً مِنَ الحُقودِ غَسيلا طَرَحوا عِندَهُ الهُمومَ وَقالوا إِنَّ عِبءَ الحَياةِ كانَ ثَقيلا إِنَّما العالَمُ الَّذي مِنهُ جِئنا مَلعَبٌ لا يُنَوِّعُ التَمثيلا بَطَلُ المَوتِ في الرِوايَةِ رُكنٌ بُنِيَت مِنهُ هَيكَلاً وَفُصولا كُلَّما راحَ أَو غَدا المَوتُ فيها سَقَطَ السِترُ بِالدُموعِ بَليلا ذِكرَياتٌ مِنَ الأَحِبَّةِ تُمحى بِيَدٍ لِلزَمانِ تَمحو الطُلولا كُلُّ رَسمٍ مِن مَنزِلٍ أَو حَبيبٍ سَوفَ يَمشي البِلى عَلَيهِ مُحيلا رُبَّ ثُكلٍ أَساكَ مِن قُرحَةِ الثُك لِ وَرُزءٍ نَسّاكَ رُزءاً جَليلا يا بَناتَ القَريضِ قُمنَ مَناحا تٍ وَأَرسِلنَ لَوعَةً وَعَويلا مِن بَناتِ الهَديلِ أَنتُنَّ أَحنى نَغمَةً في الأَسى وَأَشجى هَديلا إِنَّ دَمعاً تَذرِفنَ إِثرَ رِفاقي سَوفَ يَبكي بِهِ الخَليلُ الخَليلا رُبَّ يَومٍ يُناحُ فيهِ عَلَينا لَو نُحِسُّ النُواحَ وَالتَرتيلا بِمَراثٍ كَتَبنَ بِالدَمعِ عَنّا أَسطُراً مِن جَوىً وَأُخرى غَليلا يَجِدُ القائِلونَ فيها المَعاني يَومَ لا يَأذَنُ البِلى أَن نَقولا أَخَذَ المَوتُ مِن يَدِ الحَقِّ سَيفاً خالِدِيِّ الغِرارِ عَضباً صَقيلا مِن سُيوفِ الجِهادِ فولاذُهُ ال حَقُّ فَهَل كانَ قَينُهُ جِبريلا لَمَسَتهُ يَدُ السَماءِ فَكانَ ال بَرقَ وَالرَعدَ خَفقَةً وَصَليلا وَإِباءُ الرِجالِ أَمضى مِنَ السَي فِ عَلى كَفِّ فارِسٍ مَسلولا رُبَّ قَلبٍ أَصارَهُ الخُلقُ ضِرغا ماً وَصَدرٍ أَصارَهُ الحَقُّ غيلا قيلَ حَلِّلهُ قُلتُ عِرقٌ مِنَ التِب رِ أَراحَ البَيانَ وَالتَحليلا لَم يَزِد في الحَديدِ وَالنارِ إِلّا لَمحَةً حُرَّةً وَصَبراً جَميلا لَم يَخَف في حَياتِهِ شَبَحَ الفَق رِ إِذا طافَ بِالرِجالِ مَهولا جاعَ حيناً فَكانَ كَاللَيثِ آبى ما تُلاقيهِ يَومَ جوعٍ هَزيلا تَأكُلُ الهِرَّةُ الصِغارَ إِذا جا عَت وَلا تَأكُلُ اللَباةُ الشُبولا قيلَ غالٍ في الرَأيِ قُلتُ هَبوهُ قَد يَكون الغُلُوُّ رَأياً أَصيلا وَقَديماً بَنى الغُلُوُّ نُفوساً وَقَديماً بَنى الغُلُوُّ عُقولا وَكَم اِستَنهَضَ الشُيوخَ وَأَذكى في الشَبابِ الطِماحَ وَالتَأميلا وَمِنَ الرَأيِ ما يَكونُ نِفاقاً أَو يَكونُ اِتِّجاهُهُ التَضليلا وَمِنَ النَقدِ وَالجِدالِ كَلامٌ يُشبِهُ البَغيَ وَالخَنا وَالفُضولا وَأَرى الصِدقَ دَيدَناً لِسَليلِ ال رافِعِيّينَ وَالعَفافَ سَبيلا عاشَ لَم يَغتَبِ الرِجالَ وَلَم يَج عَل شُؤونَ النُفوسِ قالاً وَقيلا قَد فَقَدنا بِهِ بَقِيَّةَ رَهطٍ أَيقَظوا النيلَ وادِياً وَنَزيلا حَرَّكوهُ وَكانَ بِالأَمسِ كَالكَه فِ حُزوناً وَكَالرَقيمِ سُهولا يا أَمينَ الحُقوقِ أَدَّيتَ حَتّى لَم تَخُن مِصرَ في الحُقوقِ فَتيلا وَلَوِ اِسطَعتَ زِدتَ مِصرَ مِنَ الحَق قِ عَلى نيلِها المُبارَكِ نيلا لَستُ أَنساكَ قابِعاً بَينَ دُرجَي كَ مُكِبّاً عَلَيهِما مَشغولا قَد تَوارَيتَ في الخُشوعِ فَخالو كَ ضَئيلاً وَما خُلِقتَ ضَئيلا سائِلِ الشَعبَ عَنكَ وَالعَلَمَ الخَفّا قَ أَو سائِلِ اللِواءَ الظَليلا كَم إِمامٍ قَرُبتَ في الصَفِّ مِنهُ وَمُغَنٍّ قَعَدَتَ مِنهُ رَسيلا تُنشِدُ الناسَ في القَضِيَّةِ لَحناً كَالحَوارِيِّ رَتَّلَ الإِنجيلا ماضِياً في الجِهادِ لَم تَتَأَخَّر تَزِنُ الصَفَّ أَو تُقيمَ الرَعيلا ما تُبالي مَضَيتَ وَحدَكَ تَحمي حَوزَةَ الحَقِّ أَم مَضَيتَ قَبيلا إِن يَفُت فيكَ مِنبَرَ الأَمسِ شِعري إِنَّ لي المِنبَرَ الَّذي لَن يَزولا جَلَّ عَن مُنشِدٍ سِوى الدَهرِ يُلقي هِ عَلى الغابِرينَ جيلاً فَجيلا يا ثَرى النيلِ في نَواحيكَ طَيرٌ كانَ دُنيا وَكانَ فَرحَةَ جيلِ لَم يَزَل يَنزِلُ الخَمائِلَ حَتّى حَلَّ في رَبوَةٍ عَلى سَلسَبيلِ أَقعَدَ الرَوضَ في الحَياةِ مَلِيّاً وَأَقامَ الرُبى بِسِحرِ الهَديلِ يا لِواءَ الغِناءِ في دَولَةِ الفَن نِ إِلَيكَ اِتَّجَهتُ بِالإِكليلِ عَبقَرِيّاً كَأَنَّهُ زَنبَقُ الخُل دِ عَلى فَرعِهِ السَرِيِّ الأَسيلِ أَينَ مِن مَسمَعِ الزَمانِ أَغانِي يُ عَلَيهِنَّ رَوعَةُ التَمثيلِ أَينَ صَوتٌ كَأَنَّهُ رَنَّةُ البُلبُ لِ في الناعِمِ الوَريفِ الظَليلِ فيهِ مِن نَغمَةِ المَزاميرِ مَعنىً وَعَلَيهِ قَداسَةُ التَرتيلِ كُلَّما رَنَّ في المَسارِحِ إِن كُن تُ اِنثَنى بِالهُتافِ وَالتَهليلِ كَعِتابِ الحَبيبِ في أُذُنِ الصَب بِ وَهَمسِ النَديمِ حَولَ الشَمولِ كَيفَ إِخوانُنا هُناكَ عَلى الكَو ثَرِ بَينَ الصَبا وَبَينَ القَبولِ كَيفَ في الخُلدِ ضَربُ أَحمَدَ بِالعو دِ وَنَفخُ الأَمينِ في الأَرغولِ فَرَحٌ كُلُّهُ النَعيمُ وَعُرسٌ كَيفَ عُثمانُ فيهِ كَيفَ الحَمولي فَهَنيئاً لَكُم وَنِعمَةُ بالٍ اِستَرَحتُم مِن ظِلِّ كُلِّ ثَقيلِ إِنَّما مَنزِلٌ رُفاتُكَ فيهِ لَبَقايا مِن كُلِّ فَنٍّ جَميلِ ذَبُلَت في ثَراهُ رَيحانَةُ الفَن نِ وَجَفَّت رَيحانَةُ التَمثيلِ قامَ يَجزي سَلامَةً في ثَراهُ وَطَنٌ بِالجَزاءِ غَيرُ بَخيلِ قَد يوفي البِناءَ وَالغَرسَ أَجراً وَيُكافي عَلى الصَنيعِ الجَليلِ مُحسِنٌ بِالبَنينِ في حاضِرِ العَي شِ وَفي سالِفِ الزَمانِ الطَويلِ وَيُعِدُّ الضَريحَ مِن مَرمَرِ الخُل دِ الكَريمِ المُهَذَّبِ المَصقولِ يَدفُنُ الصالِحينَ في وَرَقِ المُص حَفِ أَو في صَحائِفِ الإِنجيلِ مِصرُ في غَيبَةِ المُشايِعِ وَالحا سِدِ وَالحاقِدِ اللَئيمِ الذَليلِ قامَتِ اليَومَ حَولَ ذِكراكَ تَجري وَطَنِيّاً مِنَ الطِرازِ القَليلِ مِن رِجالٍ بَنَوا لِمِصرَ حَديثاً وَأَذاعوا مَحاسِناً لِلنيلِ هُم سُقاةُ القُلوبِ بِالوُدِّ وَالصَف وِ وَهُم تارَةً سُقاةُ العُقولِ لَيسَ مِنهُم إِلّا فَتىً عَبقَرِيٌّ لَيسَ في المَجدِ بِالدَعِيِّ الدَخيلِ مُصابُ بَني الدُنيا عَظيمٌ بِأَدهَمِ وَأَعظَمُ مِنهُ حَيرَةُ الشِعرِ في فَمي أَأَنطُقُ وَالأَنباءُ تَترى بِطَيِّبٍ وَأَسكُتُ وَالأَنباءُ تَترى بِمُؤلِمِ أَتَيتُ بِغالٍ في الثَناءِ مُنَضَّدٍ فَمَن لي بِغالٍ في الرِثاءِ مُنَظَّمِ عَسى الشِعرُ أَن يَجزي جَريئاً لِفَقدِهِ بَكى التُركُ وَاليونانُ بِالدَمعِ وَالدَمِ وَكَم مِن شُجاعٍ في العِداةِ مُكَرَّمٍ وَكَم مِن جَبانٍ في اللِداتِ مُذَمَّمِ وَهَل نافِعٌ جَريُ القَوافي لِغايَةٍ وَقَد فَتَكَت دُهمُ المَنايا بِأَدهَمِ رَمَت فَأَصابَت خَيرَ رامٍ بِها العِدى وَما السَهمُ إِلّا لِلقَضاءِ المُحَتَّمِ فَتىً كانَ سَيفَ الهِندِ في صورَةِ اِمرِئٍ وَكانَ فَتى الفِتيانِ في مَسكِ ضَيغَمِ لَحاهُ عَلى الإِقدامِ حُسّادُ مَجدِهِ وَما خُلِقَ الإِقبالُ إِلّا لِمُقدِمِ مُزَعزَعُ أَجيالٍ وَغاشي مَعاقِلٍ وَقائِدُ جَرّارٍ وَمُزجي عَرمرَمِ سَلوا عَنهُ ميلونا وَما في شِعابِهِ وَفي ذِروَتَيهِ مِن نُسورٍ وَأَعظُمِ لَيالِيَ باتَ الدينُ في غَيرِ قَبضَةٍ وَزُلزِلَ في إيمانِهِ كُلُّ مُسلِمِ وَقالَ أُناسٌ آخِرُ العَهدِ بِالمَلا وَهَمَّت ظُنونٌ بِالتُراثِ المُقَسَّمِ فَأَطلَعَ لِلإِسلامِ وَالمُلكِ كَوكَباً مِنَ النَصرِ في داجٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ وَرُحنا نُباهي الشَرقَ وَالغَربَ عِزَّةً وَكُنّا حَديثَ الشامِتِ المُتَرَحِّمِ سَلوا عَنهُ ميلونا وَما في شِعابِهِ وَفي ذِروَتَيهِ مِن نُسورٍ وَأَعظُمِ مَفاخِرُ لِلتاريخِ تُحصى لِأَدهَمٍ وَمَن يُقرِضِ التاريخَ يَربَح وَيَغنَمِ أَلا أَيُّها الساعونَ هَل لَبِسَ الصَفا سَواداً وَقَد غَصَّ الوُرودُ بِزَمزَمِ وَهَل أَقبَلَ الرُكبانُ يَنعونَ خالِداً إِلى كُلِّ رامٍ بِالجِمارِ وَمُحرِمِ وَهَل مَسجِدٌ تَتلونَ فيهِ رِثاءَهُ فَكَم قَد تَلَوتُم مَدحَهُ بِالتَرَنُّمِ وَكانَ إِذا خاضَ الأَسِنَّةَ وَالظُبى تَنَحَّت إِلى أَن يَعبُرَ الفارِسُ الكَمي وَمَن يُعطَ في هَذي الدَنِيَّةِ فُسحَةً يُعَمَّر وَإِن لاقى الحُروبَ وَيَسلَمِ عَلِيٌّ أَبو الزَهراءِ داهِيَةُ الوَغى دَهاهُ بِبابِ الدارِ سَيفُ اِبنِ مُلجَمِ فَروقُ اِضحَكي وَاِبكي فَخاراً وَلَوعَةً وَقومي إِلى نَعشِ الفَقيدِ المُعَظَّمِ كَأُمِّ شَهيدٍ قَد أَتاها نَعيُّهُ فَخَفَّت لَهُ بَينَ البُكا وَالتَبَسُّمِ وَخُطّي لَهُ بَينَ السَلاطينِ مَضجَعاً وَقَبراً بِجَنبِ الفاتِحِ المُتَقَدِّمِ بَخِلتِ عَلَيهِ في الحَياةِ بِمَوكِبٍ فَتوبي إِلَيهِ في المَماتِ بِمَأتَمِ وَيا داءُ ما أَنصَفتَ إِذ رُعتَ صَدرَهُ وَقَد كانَ فيهِ المُلكُ إِن ريعَ يَحتَمي وَيا أَيُّها الماشونَ حَولَ سَريرِهِ أَحَطتُم بِتاريخٍ فَصيحِ التَكَلُّمِ وَيا مِصرُ مَن شَيَّعتِ أَعلى هَمامَةٍ وَأَثبَتُ قَلباً مِن رَواسي المُقَطَّمِ هالَةٌ لِلهِلالِ فيها اِعتِصامُ كَيفَ حامَت حِيالَها الأَيّامُ دَخَلَتها عَلَيكَ عُثمانُ في السِل مِ وَقَد كُنتَ في الوَغى لا تُرامُ وَإِذا الداءُ كانَ داءَ المَنايا صَعَّبَتهُ لِأَهلِها الأَحلامُ فَبُرَغمِ المُشيرِ أَن يَتَوَلّى وَالخُطوبُ المُرَوِّعاتُ جِسامُ وَيَدُ المُلكِ تَستَجيرُ يَدَيهِ وَالسَرايا تَدعوهُ وَالأَعلامُ وَبَنوهُ يَرجونَهُ وَهُمُ الجُن دُ وَهُم قادَةُ الجُنودِ العِظامُ مَثَّلَتهُم صِفاتُهُ لِلبَرايا رُبَّ فَردٍ سادَت بِهِ أَقوامُ بَطَلَ الشَرقِ قَد بَكَتكَ المَعالي وَرَثاكَ الوَلِيُّ وَالأَخصامُ خَذَلَ المُلكَ زِندُهُ يَومَ أَودَي تَ وَأَهوى مِن راحَتَيهِ الحُسامُ وَدَهى الدينَ وَالخِلافَةَ أَمرٌ فادِحٌ رائِعٌ جَليلٌ جُسامُ عَلَمُ العَصرِ وَالمَمالِكِ وَلّى وَقَليلٌ أَمثالُهُ الأَعلامُ سَل بِلَفنا أَكُنتَ تُدرَكُ فيها وَلَوَ أَنَّ المُحاصِرينَ الأَنامُ خَيَّمَ الروسُ حَولَ حِصنِكَ لَكِن أَينَ مِن هامَةِ السِماكِ الخِيامُ وَأَحاطَت بِعَزمِكَ الجُندُ لَكِن عَزمُكَ الشُهبُ وَالجُنودُ الظِلامُ كُلَّما جَرَّدَ المُحاصِرُ سَيفاً قَطَعَ السَيفَ رَأيُكَ الصَمصامُ وَإِذا كانَتِ العُقولُ كِباراً سَلِمَت في المَضايِقِ الأَجسامُ وَعَجيبٌ لا يَأخُذُ السَيفُ مِنكُم وَيَنالُ الطَوى وَيُعطى الأُوامُ فَخَرَجتُم إِلى العِدا لَم تُبالوا ما لِأُسدٍ عَلى سُغوبٍ مُقامُ تَخرِقونَ الجُيوشَ جَيشاً فَجَيشاً مِثلَما يَخرِقُ الخَواءَ الغَمامُ وَالمَنايا مُحيطَةٌ وَحُصونُ الرو سِ تَحمي الطَريقَ وَالأَلغامُ وَلِنارِ العَدُوِّ فيكُم قُعودٌ وَلِسَيفِ العَدُوِّ فيكُم قِيامُ جُرِحَ اللَيثُ يَومَ ذاكَ فَخانَ ال جَيشَ قَلبٌ وَزُلزِلَت أَقدامُ ما دَفَعتَ الحُسامَ عَجزاً وَلَكِن عَجَّزتَ ضَيغَمَ الحُروبِ الكِلامُ فَأَعادوهُ خَيرَ شَيءٍ أَعادوا وَكَذا يَعرِفُ الكِرامَ الكِرامُ فَتَقَلَّدتَهُ وَكُنتَ خَليقاً سَلَبَتنا كِلَيكُما الأَيّامُ ما لَها عَودَةٌ وَلا لَكَ رَدٌّ نِمتَ عَنها وَمَن تَرَكتَ نِيامُ إِنَّما المُلكُ صارِمٌ وَيَراعٌ فَإِذا فارَقاهُ سادَ الطَغامُ وَنِظامُ الأُمورِ عَقلٌ وَعَدلٌ فَإِذا وَلَّيا تَوَلّى النِظامُ وَعَجيبٌ خُلِقتَ لِلحَربِ لَبثاً وَسَجاياكَ كُلُّهُنَّ سَلامُ فَهيَ في رَأيِكَ القَويمِ حَلالٌ وَهيَ في قَلبِكَ الرَحيمِ حَرامُ لَكَ سَيفٌ إِلى اليَتامى بَغيضٌ وَحَنانٌ يُحِبُّهِ الأَيتامُ مُستَبِدٌّ عَلى قَوِيٍّ حَليمٌ عَن ضَعيفٍ وَهَكَذا الإِسلامُ قَبرَ الوَزيرِ تَحِيَّةَ وَسَلاما الحِلمُ وَالمَعروفُ فيكَ أَقاما وَمَحاسِنُ الأَخلاقِ فيكَ تَغَيَّبَت عاماً وَسَوفَ تُغَيَّبُ الأَعواما قَد كُنتَ صَومَعَةً فَصِرتَ كَنيسَةً في ظِلِّها صَلّى المُطيفُ وَصاما وَالقَومُ حَولَكَ يا اِبنَ غالي خُشَّعٌ يَقضونَ حَقّاً واجِباً وَذِماما يَسعَونَ بِالأَبصارِ نَحوَ سَريرِهِ كَالأَرضِ تَنشُدُ في السَماءِ غَماما يَبكونَ مَوئِلَهُم وَكَهفَ رَجائِهِم وَالأَريحِيَّ المُفضِلِ المِقداما مُتَسابِقينَ إِلى ثَراكَ كَأَنَّهُم ناديكَ في عِزِّ الحَياةِ زِحاما وَدّوا غَداةَ نُقِلتَ بَينَ عُيونِهِم لَو كانَ ذَلِكَ مَحشَراً وَقِياما ماذا لَقيتَ مِنَ الرِياساتِ وَالعُلا وَأَخَذتَ مِن نِعَمِ الحَياةِ جِساما اليَومَ يُغني عَنكَ لَوعَةُ بائِسٍ وَعَزاءُ أَرمَلَةٍ وَحُزنُ يَتامى وَالرَأيُ لِلتاريخِ فيكَ فَفي غَدٍ يَزِنُ الرِجالَ وَيَنطِقُ الأَحكاما يَقضي عَلَيهِم في البَرِيَّةِ أَو لَهُم وَيُديمُ حَمداً أَو يُؤَيِّدُ ذاما أَنتَ الحَكيمُ فَلا تَرُعكَ مَنِيَّةٌ أَعَلِمتَ حَيّاً غَيرَ رِفدِكَ داما إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَياةَ وَضِدَّها جَعَلَ البَقاءَ لِوَجهِهِ إِكراما قَد عِشتَ تُحدِثُ لِلنَصارى أُلفَةً وَتُجِدُّ بَينَ المُسلِمينَ وِئاما وَاليَومَ فَوقَ مَشيدِ قَبرِكَ مَيتاً وَجَدَ المُوَفَّقُ لِلمَقالِ مَقاما الحَقُّ أَبلَجُ كَالصَباحِ لِناظِرٍ لَو أَنَّ قَوماً حَكَّموا الأَحلاما أَعَهِدتَنا وَالقِبطُ إِلّا أُمَّةٌ لِلأَرضِ واحِدَةٌ تَرومُ مَراما نُعلي تَعاليمَ المَسيحِ لِأَجلِهِم وَيُوَقِّرونَ لِأَجلِنا الإِسلاما الدينُ لِلدَيّانِ جَلَّ جَلالُهُ لَو شاءَ رَبُّكَ وَحَّدَ الأَقواما يا قَومُ بانَ الرُشدُ فَاِقصوا ما جَرى وَخُذوا الحَقيقَةَ وَاِنبُذوا الأَوهاما هَذي رُبوعُكُمُ وَتِلكَ رُبوعُنا مُتَقابِلينَ نُعالِجُ الأَيّاما هَذي قُبورُكُمُ وَتِلكَ قُبورُنا مُتَجاوِرينَ جَماجِماً وَعِظاما فَبِحُرمَةِ المَوتى وَواجِبِ حَقِّهِم عيشوا كَما يَقضي الجِوارُ كِراما إِلى اللَهِ أَشكو مِن عَوادي النَوى سَهما أَصابَ سُوَيداءَ الفُؤادِ وَما أَصمى مِنَ الهاتِكاتِ القَلبَ أَوَّلَ وَهلَةٍ وَما دَخَلَت لَحماً وَلا لامَسَت عَظما تَوارَدَ وَالناعي فَأَوجَستُ رَنَّةً كَلاماً عَلى سَمعي وَفي كَبِدي كَلما فَما هَتَفا حَتّى نَزا الجَنبُ وَاِنزَوى فَيا وَيحَ جَنبي كَم يَسيلُ وَكَم يَدمى طَوى الشَرقَ نَحوَ الغَربِ وَالماءَ لِلثَرى إِلَيَّ وَلَم يَركَب بِساطاً وَلا يَمّا أَبانَ وَلَم يَنبِس وَأَدّى وَلَم يَفُه وَأَدمى وَما داوى وَأَوهى وَما رَمّا إِذا طُوِيَت بِالشُهبِ وَالدُهمِ شَقَّةٌ طَوى الشُهبَ أَوجابَ الغُدافِيَّةَ الدُهما وَلَم أَرَ كَالأَحداثِ سَهماً إِذا جَرَت وَلا كَاللَيالي رامِياً يُبعِدُ المَرمى وَلَم أَرَ حُكماً كَالمَقاديرِ نافِذاً وَلا كَلِقاءِ المَوتِ مِن بَينِها حَتما إِلى حَيثُ آباءُ الفَتى يَذهَبُ الفَتى سَبيلٌ يَدينُ العالَمونَ بِها قِدما وَما العَيشُ إِلّا الجِسمُ في ظِلِّ روحِهِ وَلا المَوتُ إِلّا الروحُ فارَقَتِ الجِسما وَلا خُلدَ حَتّى تَملَأَ الدَهرَ حِكمَةً عَلى نُزَلاءِ الدَهرِ بَعدَكَ أَو عِلما زَجَرتُ تَصاريفَ الزَمانِ فَما يَقَع لِيَ اليَومَ مِنها كانَ بِالأَمسِ لي وَهما وَقَدَّرتُ لِلنُعمانِ يَوماً وَضِدَّهُ فَما اِغتَرَّتِ البوسى وَلا غَرَّتِ النُعمى شَرِبتُ الأَسى مَصروفَةً لَو تَعَرَّضَت بِأَنفاسِها بِالفَمِّ لَم يَستَفِق غَمّا فَأَترِع وَناوِل يا زَمانُ فَإِنَّما نَديمُكَ سُقراطُ الَّذي اِبتَدَعَ السُمّا قَتَلتُكَ حَتّى ما أُبالي أَدَرتَ لي بِكَأسِكَ نَجماً أَم أَدَرتَ بِها رَجما لَكِ اللَهُ مِن مَطعونَةٍ بِقَنا النَوى شَهيدَةَ حَربٍ لَم تُقارِف لَها إِنما مُدَلَّهَةٍ أَزكى مِنَ النارِ زَفرَةً وَأَنزَهِ مِن دَمعِ الحَيا عَبرَةَ سَحما سَقاها بَشيري وَهيَ تَبكي صَبابَةً فَلَم يَقوَ مَغناها عَلى صَوبِهِ رَسما أَسَت جُرحَها الأَنباءُ غَيرَ رَفيقَةٍ وَكَم نازِعٍ سَهماً فَكانَ هُوَ السَهما تَغارُ الحُمّى الفَضائِلُ وَالعُلا لِما قَبَّلَت مِنها وَما ضَمَّتِ الحُمّى أَكانَت تَمَنّاها وَتَهوى لِقاءَها إِذا هِيَ سَمّاها بِذي الأَرضِ مَن سَمّى أَلَمَّت عَلَيها وَاِتَّقَت ثَمَراتِها فَلَمّا وُقوا الأَسواءَ لَم تَرَها ذَمّا فَيا حَسرَتا أَلّا تَراهُم أَهِلَّةً إِذا أَقصَرَ البَدرُ التَمامُ مَضَوا قُدما رَياحينُ في أَنفِ الوَلِيِّ وَما لَها عَدُوٌّ تَراهُم في مَعاطِسِهِ رَغما وَأَلّا يَطوفوا خُشَّعاً حَولَ نَعشِها وَلا يُشبِعوا الرُكنَ اِستِلاماً وَلا لَثما حَلَفتُ بِما أَسلَفتِ في المَهدِ مِن يَدٍ وَأَولَيتِ جُثماني مِن المِنَّةِ العُظمى وَقَبرٍ مَنوطٍ بِالجَلالِ مُقَلَّدٍ تَليدَ الخِلالِ الكُثرَ وَالطارِفَ الجَمّا وَبِالغادِياتِ الساقِياتِ نَزيلَهُ مِنَ الصَلَواتِ الخَمسِ وَالآيِ وَالأَسما لَما كانَ لي في الحَربِ رَأيٌ وَلا هَوىً وَلا رُمتُ هَذا الثُكلَ لِلناسِ وَاليُتما وَلَم يَكُ ظُلمُ الطَيرِ بِالرِقِّ لي رِضاً فَكَيفَ رِضائي أَن يَرى البَشَرُ الظُلما وَلَم آلُ شُبّانَ البَرِيَّةِ رِقَّةً كَأَنَّ ثِمارَ القَلبِ مِن وَلَدي ثَمّا وَكُنتُ عَلى نَهجٍ مِنَ الرَأيِ واضِحٍ أَرى الناسَ صِنفَينِ الذِئابَ أَوِ البَهما وَما الحُكمُ إِلّا أولي البَأسِ دَولَةً وَلا العَدلُ إِلّا حائِطٌ يَعصِمُ الحُكما نَزَلتُ رُبى الدُنيا وَجَنّاتِ عَدنِها فَما وَجَدَت نَفسي لِأَنهارِها طَعما أَريحُ أَريجَ المِسكِ في عَرَصاتِها وَإِن لَم أُرِح مَروانَ فيها وَلا لَخما إِذا ضَحِكَت زَهواً إِلَيَّ سَماوَها بَكَيتُ النَدى في الأَرضِ وَالبَأسَ وَالحَزما أُطيفُ بِرَسمٍ أَو أُلِمُّ بِدِمنَةٍ أَخالُ القُصورَ الزُهرَ وَالغُرَفَ الشُمّا فَما بَرَحَت مِن خاطِري مِصرُ ساعَةً وَلا أَنتِ في ذي الدارِ زايَلتِ لي هَمّا إِذا جَنَّني اللَيلُ اِهتَزَزتُ إِلَيكُما فَجَنحا إِلى سُعدى وَجَنحا إِلى سَلمى فَلَما بَدا لِلناسِ صُبحٌ مِنَ المُنى وَأَبصَرَ فيهِ ذو البَصيرَةِ وَالأَعمى وَقَرَّت سُيوفُ الهِندِ وَاِرتَكَزَ القَنا وَأَقلَعَتِ البَلوى وَأَقشَعَتِ الغُمّى وَحَنَّت نَواقيسٌ وَرَنَّت مَآذِنٌ وَرَفَّت وُجوهُ الأَرضِ تَستَقبِلُ السُلمى أَتى الدَهرُ مِن دونِ الهَناءِ وَلَم يَزَل وَلوعاً بِبُنيانِ الرَجاءِ إِذا تَمّا إِذا جالَ في الأَعيادِ حَلَّ نِظامَها أَوِ العُرسِ أَبلى في مَعالِمِهِ هَدما لَئِن فاتَ ما أَمَّلتِهِ مِن مَواكِبٍ فَدونَكِ هَذا الحَشدَ وَالمَوكِبَ الضَخما رَثَيتُ بِهِ ذاتَ التُقى وَنَظَمتُهُ لِعُنصُرِهِ الأَزكى وَجَوهَرِهِ الأَسمى نَمَتكِ مَناجيبُ العُلا وَنَمَيتِها فَلَم تُلحَقي بِنتاً وَلَم تُسبَقي أُمّا وَكُنتِ إِذا هَذي السَماءُ تَخايَلَت تَواضَعتِ وَلَكِن بَعدَ ما فُتِّها نَجما أَتَيتِ بِهِ لَم يَنظُمِ الشِعرَ مِثلَهُ وَجِئتِ لِأَخلاقِ الكِرامِ بِهِ نَظما وَلَو نَهَضَت عَنهُ السَماءُ وَمَخَّضَت بِهِ الأَرضُ كانَ المُزنَ وَالتِبرَ وَالكَرما لَكَ في الأَرضِ وَالسَماءِ مَآتِم قامَ فيها أَبو المَلائِكِ هاشِم قَعدَ الآلُ لِلعَزاءِ وَقامَت باكِياتٍ عَلى الحُسَينِ الفَواطِم يا أَبا العِليَةِ البَهاليلِ سَل آ باءَكَ الزُهرَ هَل مِنَ المَوتِ عاصِم المَنايا نَوازِلُ الشَعَرِ الأَب يَضِ جاراتُ كُلِّ أَسوَدَ فاحِم ما اللَيالي إِلّا قِصارٌ وَلا الدُن يا سِوى ما رَأَيتَ أَحلامَ نائِم اِنحِسارُ الشِفاهِ عَن سِنِّ جَذلا نَ وَراءَ الكَرى إِلى سِنِّ نادِم سَنَةٌ أَفرَحَت وَأُخرى أَساءَت لَم يَدُم في النَعيمِ وَالكَربِ حالِم المَناحاتُ في مَمالِكِ أَبنا ئِكَ بَدرِيَّةُ العَزاءِ قَوائِم تِلكَ بَغدادُ في الدُموعِ وَعَمّا نُ وَراءَ السَوادِ وَالشامُ واجِم وَالحِجازُ النَبيلُ رَبعٌ مُصَلٍّ مِن رُبوعِ الهُدى وَآخَرُ صائِم وَاِشتَرَكنا فَمِصرُ عَبرى وَلُبنا نُ سَكوبُ العُيونِ باكي الحَمائِم قُم تَأَمَّل بَنيكَ في الشَرقِ زَينُ ال تاجِ مِلءُ السَريرِ نورُ العَواصِم الزَكِيّونَ عُنصُراً مِثلَ إِبرا هيمَ وَالطَيِّبونَ مِثلَ القاسِم وَعَلَيهِم إِذا العُيونُ رَمَتهُم عُوَذٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتَمائِم قَد بَنى اللَهُ بَيتَهُم فَهوَ باقٍ ما بَنى اللَهُ ما لَهُ مِن هادِم دَبَّروا المُلكَ في العِراقِ وَفي الشا مِ فَسَنّوا الهُدى وَرَدّوا المَظالِم أَمِنَ الناسُ في ذَراهُم وَطابَت عَرَبُ الأَرضِ تَحتَهُم وَالأَعاجِم وَبَنوا دَولَةً وَراءَ فِلَسطي نَ كَعابَ الهُدى فَتاةَ العَزائِم ساسَها بِالأَناةِ أَروَعُ كَالدا خِلِ ماضي الجِنانِ يَقظانُ حازِم قُبرُصٌ كانَتِ الحَديدَ وَقَد تَن زِلُ قُضبانَهُ اللُيوثُ الضَراغِم كَرِهَ الدَهرُ أَن يَقومَ لِواءٌ تُحشَرُ البيدُ تَحتَهُ وَالعَمائِم قُم تَحَدَّث أَبا عَلِيٍّ إِلَينا كَيفَ غامَرتَ في جِوارِ الأَراقِم لَم تُبالِ النُيوبَ في الهامِ خُشناً وَتَعَلَّقَت بِالحَواشي النَواعِم هاتِ حَدِّث عَنِ العَوانِ وَصِفها لا تُرَع في التُرابِ ما أَنا لائِم كُلُّنا وارِدُ السَرابِ وَكُلٌّ حَمَلٌ في وَليمَةِ الذِئبِ طاعِم قَد رَجَونا مِنَ المَغانِمِ حَظّاً وَوَرَدنا الوَغى فَكُنّا الغَنائِم قَد بَعَثتَ القَضِيَّةَ اليَومَ مَيتاً رُبَّ عَظمٍ أَتى الأُمورَ العَظائِم أَنتَ كَالحَقِّ أَلَّفَ الناسَ يَقظا نَ وَزادَ اِئتِلافَهُم وَهوَ نائِم إِنَّما الهِمَّةُ البَعيدَةُ غَرسٌ مُتَأَنّي الجَنى بَطيءُ الكَمائِم رُبَّما غابَ عَن يَدٍ غَرَسَتهُ وَحَوَتهُ عَلى المَدى يَدُ قادِم حَبَّذا مَوقِفٌ غُلِبتَ عَلَيهِ لَم يَقِفهُ لِلعُربِ قَبلَكَ خادِم ذائِداً عَن مَمالِكٍ وَشُعوبٍ نُقِلَت في الأكُفِّ نَقلَ الدَراهِم كُلُّ ماءٍ لَهُم وَكُلُّ سَماءٍ مَوطِئُ الخَيلِ أَو مَطارُ القَشاعِم لِمَ لَم تَدعُهُم إِلى الهِمَّةِ الشَم ماءِ وَالعِلمِ وَالطِماحِ المُزاحِم وَرُكوبِ اللِجاجِ وَهيَ طَواغٍ وَالسَمَواتِ وَهيَ هوجُ الشَكائِم وَإِلى القُطبِ وَالجَليدُ عَلَيهِ وَالصَحاري وَما بِها مِن حَمائِم اِغسُلوهُ بِطَيِّبٍ مِن وَضوءِ ال رُسلِ كَالوَردِ في رُباهُ البَواسِم وَخُذوا مِن وِسادِهِم في المُصَلّى رُقعَةً كَفِّنوا بِها فَرعَ هاشِم وَاِستَعيروا لِنَعشِهِ مِن ذُرى المِن بَرِ عوداً وَمِن شَريفِ القَوائِم وَاِحمُلوهُ عَلى البُراقِ إِنِ اِسطَع تُم فَقَد جَلَّ عَن ظُهورِ الرَواسِم وَأَديروا إِلى العَتيقِ حُسَيناً يَبتَهِل رُكنُهُ وَتَدعو الدَعائِم وَاِذكُروا لِلأَميرِ مَكَّةَ وَالقَص رَ وَعَهدَ الصَفا وَطيبَ المَواسِم ظَمِئَ الحُرُّ لِلدِيارِ وَإِن كا نَ عَلى مَنهَلٍ مِنَ الخُلدِ دائِم نَقِّلوا النَعشَ ساعَةً في رُبا الفَت حِ وَطوفوا بِرَبِّهِ في المَعالِم وَقِفوا ساعَةً بِهِ في ثَرى الأَق مارِ مِن قَومِهِ وَتُربَ الغَمائِم وَاِدفُنوهُ في القُدسِ بَينَ سُلَيما نَ وَداوُدَ وَالمُلوكِ الأَكارِم إِنَّما القُدسُ مَنزِلُ الوَحيِ مَغنى كُلِّ حَبرٍ مِنَ الأَوائِلِ عالِم كُنِّفَت بِالغُيوبِ فَالأَرضُ أَسرا رٌ مَدى الدَهرِ وَالسَماءُ طَلاسِم وَتَحَلَّت مِنَ البُراقِ بِطُغَرا ءَ وَمِن حافِرِ البُراقِ بِخاتِم سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزاً نافِضاً مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين إِنَّ لِلمَوتِ يَداً إِن ضَرَبَت أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَين نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَين طالَما قُمنا إِلى مائِدَةٍ كانَتِ الكِسرَةُ فيها كِسرَتَين وَشَرِبنا مِن إِناءٍ واحِدٍ وَغَسَلنا بَعدَ ذا فيهِ اليَدَين وَتَمَشَّينا يَدي في يَدِهِ مَن رَآنا قالَ عَنّا أَخَوَين نَظَرَ الدَهرُ إِلَينا نَظرَةً سَوَّتِ الشَرَّ فَكانَت نَظرَتَين يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَين كَيفَ كانَت ساعَةٌ قَضَّيتَها كُلُّ شَيءٍ قَبلَها أَو بَعدُ هَين أَشَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَةً أَم شَرِبتَ المَوتَ فيها جُرعَتَين لا تَخَف بَعدَكَ حُزناً أَو بُكاً جَمَدَت مِنّي وَمِنكَ اليَومَ عَين أَنتَ قَد عَلَّمتَني تَركَ الأَسى كُلُّ زَينٍ مُنتَهاهُ المَوتُ شَين لَيتَ شِعري هَل لَنا أَن نَلتَقي مَرَّةً أَم ذا اِفتِراقُ المَلَوَين وَإِذا مُتُّ وَأودِعتُ الثَرى أَنَلقَّى حُفرَةً أَو حُفرَتَين المَشرِقانِ عَلَيكَ يَنتَحِبانِ قاصيهُما في مَأتَمٍ وَالداني يا خادِمَ الإِسلامِ أَجرُ مُجاهِدٍ في اللَهِ مِن خُلدٍ وَمِن رِضوانِ لَمّا نُعيتَ إِلى الحِجازِ مَشى الأَسى في الزائِرينَ وَرُوِّعَ الحَرَمانِ السِكَّةُ الكُبرى حِيالَ رُباهُما مَنكوسَةُ الأَعلامِ وَالقُضبانِ لَم تَألُها عِندَ الشَدائِدِ خِدمَةً في اللَهِ وَالمُختارِ وَالسُلطانِ يا لَيتَ مَكَّةَ وَالمَدينَةَ فازَتا في المَحفِلَينِ بِصَوتِكَ الرَنّانِ لِيَرى اَلأَواخِرُ يَومَ ذاكَ وَيَسمَعوا ما غابَ مِن قُسٍّ وَمِن سَحبانِ جارَ التُرابِ وَأَنتَ أَكرَمُ راحِلٍ ماذا لَقيتَ مِنَ الوُجودِ الفاني أَبكي صِباكَ وَلا أُعاتِبُ مَن جَنى هَذا عَلَيهِ كَرامَةً لِلجاني يَتَساءَلونَ أَبِالسُلالِ قَضَيتَ أَم بِالقَلبِ أَم هَل مُتَّ بِالسَرطانِ اللَهُ يَشهَدُ أَنَّ مَوتَكَ بِالحِجا وَالجِدِّ وَالإِقدامِ وَالعِرفانِ إِن كانَ لِلأَخلاقِ رُكنٌ قائِمٌ في هَذِهِ الدُنيا فَأَنتَ الباني بِاللَهِ فَتِّش عَن فُؤادِكَ في الثَرى هَل فيهِ آمالٌ وَفيهِ أَماني وِجدانُكَ الحَيُّ المُقيمُ عَلى المَدى وَلَرُبَّ حَيٍّ مَيتِ الوِجدانِ الناسُ جارٍ في الحَياةِ لِغايَةٍ وَمُضَلَّلٌ يَجري بِغَيرِ عِنانِ وَالخُلدُ في الدُنيا وَلَيسَ بِهَيِّنٍ عُليا المَراتِبِ لَم تُتَح لِجَبانِ فَلَو أَنَّ رُسلَ اللَهِ قَد جَبَنوا لَما ماتوا عَلى دينٍ مِنَ الأَديانِ المَجدُ وَالشَرَفُ الرَفيعُ صَحيفَةٌ جُعِلَت لَها الأَخلاقُ كَالعُنوانِ وَأَحَبُّ مِن طولِ الحَياةِ بِذِلَّةٍ قِصَرٌ يُريكَ تَقاصُرَ الأَقرانِ دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني لِلمَرءِ في الدُنيا وَجَمِّ شُؤونِها ما شاءَ مِن رِبحٍ وَمِن خُسرانِ فَهيَ القَضاءُ لِراغِبٍ مُتَصَلِّعٍ وَهيَ المَضيقُ لِمُؤثِرِ السُلوانِ الناسُ غادٍ في الشَقاءِ وَرائِحٌ يَشقى لَهُ الرُحَماءُ وَهوَ الهاني وَمُنَعَّمٌ لَم يَلقَ إِلّا لَذَّةً في طَيِّها شَجَنٌ مِنَ الأَشجانِ فَاِصبِر عَلى نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها نُعمى الحَياةِ وَبُؤسِها سِيّانِ يا طاهِرَ الغَدَواتِ وَالرَوحاتِ وَال خَطَراتِ وَالإِسرارِ وَالإِعلانِ هَل قامَ قَبلَكَ في المَدائِنِ فاتِحٌ غازٍ بِغَيرِ مُهَنَّدٍ وَسِنانِ يَدعو إِلى العِلمِ الشَريفِ وَعِندَهُ أَنَّ العُلومَ دَعائِمُ العُمرانِ لَفّوكَ في عَلَمِ البِلادِ مُنَكَّساً جَزِعَ الهِلالُ عَلى فَتى الفِتيانِ ما اِحمَرَّ مِن خَجَلٍ وَلا مِن ريبَةٍ لَكِنَّما يَبكي بِدَمعٍ قاني يُزجونَ نَعشَكَ في السَناءِ وَفي السَنا فَكَأَنَّما في نَعشِكَ القَمَرانِ وَكَأَنَّهُ نَعشُ الحُسَينِ بِكَربُلا يَختالُ بَينَ بُكاً وَبَينَ حَنانِ في ذِمَّةِ اللَهِ الكَريمِ وَبِرِّهِ ما ضَمَّ مِن عُرفٍ وَمِن إِحسانِ وَمَشى جَلالُ المَوتِ وَهوَ حَقيقَةٌ وَجَلالُكَ المَصدوقُ يَلتَقِيانِ شَقَّت لِمَنظَرِكَ الجُيوبَ عَقائِلٌ وَبَكَتكَ بِالدَمعِ الهَتونِ غَواني وَالخَلقُ حَولَكَ خاشِعونَ كَعَهدِهِم إِذ يُنصِتونَ لِخُطبَةٍ وَبَيانِ يَتَساءَلونَ بِأَيِّ قَلبٍ تُرتَقى بَعدَ المَنابِرِ أَم بِأَيِّ لِسانِ لَو أَنَّ أَوطاناً تُصَوَّرُ هَيكَلاً دَفَنوكَ بَينَ جَوانِحِ الأَوطانِ أَو كانَ يُحمَلُ في الجَوارِحِ مَيِّتٌ حَمَلوكَ في الأَسماعِ وَالأَجفانِ أَو صيعَ مِن غُرِّ الفَضائِلِ وَالعُلا كَفَنٌ لَبِستَ أَحاسِنَ الأَكفانِ أَو كانَ لِلذِكرِ الحَكيمِ بَقِيَّةٌ لَم تَأتِ بَعدُ رُثيتَ في القُرآنِ وَلَقَد نَظَرتُكَ وَالرَدى بِكَ مُحدِقٌ وَالداءُ مِلءُ مَعالِمِ الجُثمانِ يَبغي وَيَطغى وَالطَبيبُ مُضَلَّلٌ قَنِطٌ وَساعاتُ الرَحيلِ دَواني وَنَواظِرُ العُوّادِ عَنكَ أَمالَها دَمعٌ تُعالِجُ كَتمَهُ وَتُعاني تُملي وَتَكتُبُ وَالمَشاغِلُ جَمَّةٌ وَيَداكَ في القِرطاسِ تَرتَجِفانِ فَهَشَشتَ لي حَتّى كَأَنَّكَ عائِدي وَأَنا الَّذي هَدَّ السَقامُ كِياني وَرَأَيتُ كَيفَ تَموتُ آسادُ الشَرى وَعَرَفتُ كَيفَ مَصارِعُ الشُجعانِ وَوَجَدتُ في ذاكَ الخَيالِ عَزائِماً ما لِلمَنونِ بِدَكِّهِنَّ يَدانِ وَجَعَلتَ تَسأَلُني الرِثاءَ فَهاكَهُ مِن أَدمُعي وَسَرائِري وَجِناني لَولا مُغالَبَةُ الشُجونِ لِخاطِري لَنَظَمتُ فيكَ يَتيمَةَ الأَزمانِ وَأَنا الَّذي أَرثي الشُموسَ إِذا هَوَت فَتَعودُ سيرَتَها إِلى الدَوَرانِ قَد كُنتَ تَهتُفُ في الوَرى بِقَصائِدي وَتُجِلُّ فَوقَ النَيِّراتِ مَكاني ماذا دَهاني يَومَ بِنتَ فَعَقَّني فيكَ القَريضُ وَخانَني إِمكاني هَوِّن عَلَيكَ فَلا شَماتَ بِمَيّتٍ إِنَّ المَنِيَّةَ غايَةُ الإِنسانِ مَن لِلحَسودِ بِمَيتَةٍ بُلِّغتَها عَزَّت عَلى كِسرى أَنوشِروانِ عوقِبتَ مِن حَرَبِ الحَياةِ وَحَربِها فَهَل اِستَرَحتَ أَمِ اِستَراحَ الشاني يا صَبَّ مِصرَ وَيا شَهيدَ غَرامِها هَذا ثَرى مِصرَ فَنَم بِأَمانِ اِخلَع عَلى مِصرٍ شَبابَكَ عالِياً وَاِلبِس شَبابَ الحورِ وَالوِلدانِ فَلَعَلَّ مِصراً مِن شَبابِكَ تَرتَدي مَجداً تَتيهُ بِهِ عَلى البُلدانِ فَلَوَ اَنَّ بِالهَرَمَينِ مِن عَزَماتِهِ بَعضَ المَضاءِ تَحَرَّكَ الهَرَمانِ عَلَّمتَ شُبّانَ المَدائِنِ وَالقُرى كَيفَ الحَياةُ تَكونُ في الشُبّانِ مِصرُ الأَسيفَةُ ريفُها وَصَعيدُها قَبرٌ أَبَرُّ عَلى عِظامِكَ حاني أَقسَمتُ أَنَّكَ في التُرابِ طَهارَةٌ مَلَكٌ يَهابُ سُؤالَهُ المَلَكانِ تُسائِلُني كَرمَتي بِالنَهارِ وَبِاللَيلِ أَينَ سَميري حَسَن وَأَينَ النَديمُ الشَهِيُّ الحَديثِ وَأَينَ الطَروبُ اللَطيفُ الأُذُن نَجِيُّ البَلابِلِ في عُشِّها وَمُلهِمُها صِبيَةً في الفَنَن فَقُلتُ لَها ماتَ وَاِستَشعَرَت لَيالي السُرورِ عَلَيهِ الحَزن لَئِن ناءَ مِن سِمَنٍ جِسمُهُ فَما عَرِفَت روحُهُ ما السِمَن وَما هُوَ مَيتٌ وَلَكِنَّهُ بَشاشَةُ دَهرٍ مَحاها الزَمَن وَمَعنىً خَلا القَولُ مِن لَفظِهِ وَحُلمٌ تَطايَرَ عَنهُ الوَسَن وَلا يَذكُرُ المَعهَدُ الشَرقِيُّ لِأَنوَرَ إِلّا جَليلَ المِنَن وَما كانَ مِن صَبرِهِ في الصِعابِ وَما كانَ مِن عَونِهِ في المِحَن وَخِدمَةُ فَنٍّ يُداوي القُلوبَ وَيَشفي النُفوسَ وَيُذكي الفِطَن وَما كانَ فيهِ الدَعِيَّ الدَخيلَ وَلَكِن مِنَ الفَنِّ كانَ الرُكُن وَلَو أَنصَفَ الصَحبُ يَومَ الوَداعِ دُفِنتَ كَإِسحاقَ لَمّا دُفِن فَغُيِّبتَ في المِسكِ لا في التُرابِ وَأُدرِجتَ في الوَردِ لا في الكَفَن وَخُطَّ لَكَ القَبرُ في رَوضَةٍ يَميلُ عَلى الغُصنِ فيها الغُصُن وَيَنتَحِبُ الطَيرُ في ظِلِّها وَيَخلَعُ فيها النَسيمُ الرَسَن وَقامَت عَلى العودِ أَوتارُهُ تُعيدُ الحَنينَ وَتُبدي الشَجَن وَطارَحَكَ النايُ شَجوَ النُواحِ وَكُنتَ تَئِنُّ إِذا النايُ أَن وَمالَ فَناحَ عَلَيكَ الكَمانُ وَأَظهَر مِن بَثِّهِ ما كَمَن سَلامٌ عَلَيكَ سَلامُ الرُبا إِذا نَفَحَت وَالغَوادي الهُتَن سَلامٌ عَلى جيرَةٍ بِالإِمامِ وَرَهطٍ بِصَحرائِهِ مُرتَهَن سَلامٌ عَلى حُفَرٍ كَالقِبابِ وَأُخرى كَمُندَرِساتِ الدِمَن وَجَمعٍ تَآلَفَ بَعدَ الخِلافِ وَصافى وَصوفِيَ بَعدَ الضَغَن سَلامٌ عَلى كُلِّ طَودٍ هُناكَ لَهُ حَجَرٌ في بِناءِ الوَطَن أَخَذَت نَعشَكِ مِصرُ بِاليَمين وَحَوَتهُ مِن يَدِ الروحِ الأَمين لَقِيَت طُهرَ بَقاياكِ كَما لَقِيَت يَثرِبٌ أُمَّ المُؤمِنين في سَوادَيها وَفي أَحشائِها وَوَراءَ النَحرِ مِن حَبلِ الوَتين خَرَجَت مِن قَصرِكِ الباكي إِلى رَملَةِ الثَغرِ إِلى القَصرِ الحَزين أَخَذَت بَينَ اليَتامى مَذهَباً وَمَشَت في عَبَراتِ البائِسين وَرَمَت طَرفاً إِلى البَحرِ تَرى مِن وَراءِ الدَمعِ أَسرابَ السَفين فَبَدَت جارِيَةٌ في حِضنِها فَنَنُ الوَردِ وَفَرعُ الياسَمين وَعَلى جُؤجُئِها نورُ الهُدى وَعَلى سُكّانِها نورُ اليَقين حَمَلَت مِن شاطِئِ مَرمَرَه جَوهَرَ السُؤدُدِ وَالكَنزَ الثَمين وَطَوَت بَحراً بِبَحرٍ وَجَرَت في الأُجاجِ المِلحِ بِالعَذبِ المَعين وَاِستَقَلَّت دُرَّةً كانَت سَنىً وَسَناءً في جِباهِ المالِكين ذَهَبَت عَن عِليَةٍ صَيدٍ وَعَن خُرَّدٍ مِن خَفِراتِ البَيتِ عين وَالتَقِيّاتُ بَناتُ المُتَّقي وَالآميناتُ بُنَيّاتُ الأَمين لَبِسَت في مَطلَعِ العِزِّ الضُحى وَنَضَتهُ كَالشُموسِ الآفِلين يَدُها بانِيَةٌ غارِسَةٌ كَيَدِ الشَمسِ وَإِن غابَ الجَبين رَبَّةُ العَرشَينِ في دَولَتِها قَد رَكِبتِ اليَومَ عَرشَ العالَمين أُضجِعَت قَبلَكِ فيهِ مَريَمٌ وَتَوارى بِنِساءِ المُرَسَلين إِنَّهُ رَحلُ الأَوالي شَدَّهُ لَهُم آدَمُ رُسلِ الآخَرين اِخلَعي الأَلقابَ إِلّا لَقَباً عَبقَرِيّاً هُوَ أُمُّ المُحسِنين وَدَعي المالَ يَسِر سُنَّتَهُ يَمضِ عَن قَومٍ لِأَيدي آخَرين وَاِقذِفي بِالهَمِّ في وَجهِ الثَرى وَاِطرَحي مِن حالِقٍ عِبءَ السِنين وَاِسخَري مِن شانِئٍ أَو شامِتٍ لَيسَ بِالمُخطِئِ يَومُ الشامِتين وَتَعَزّي عَن عَوادي دَولَةٍ لَم تَدُم في وَلَدٍ أَو في قَرين وَاِزهَدي في مَوكِبٍ لَو شِئتِهِ لَتَغَطّى وَجهُها بِالدارِعين ما الَّذي رَدَّ عَلى أَصحابِهِ لَيسَ يُحيِ مَوكِبُ الدَفنِ الدَفين رُبَّ مَحمولٍ عَلى المِدفَعِ ما مَنَعَ الحَوضَ وَلا حاطَ العَرين باطِلٌ مِن أُمَمٍ مَخدوعَةٍ يَتَحَدّونَ بِهِ الحَقَّ المُبين في فَروقٍ وَرُباها مَأتَمٌ ذَرَفَت آماقَها فيهِ العُيون قامَ فيها مِن عَقيلاتِ الحِمى مَلَأٌ بُدِّلنَ مِن عِزٍّ بِهون أُسَرٌ مالَت بِها الدُنيا فَلَم تَلقَ إِلّا عِندَكِ الرُكنَ الرَكين قَد خَلا بَيبَكُ مِن حاتِمِه وَمِنَ الكاسينَ فيهِ الطاعِمين طارَتِ النِعمَةُ عَن أَيكَتِه وَاِنقَضى ما كانَ مِن خَفضٍ وَلين اليَتامى نُوَّحٌ ناحِيَةً وَالمَساكينُ يَمُدّونَ الرَنين دَولَةٌ مالَت وَسُلطانٌ خَلا دُوِّلَت نُعماهُ بَينَ الأَقرَبين مُنهِضُ الشَرقِ عَلِيٌّ لَم يَزَل مِن بَنيهِ سَيِّدٌ في عابِدين يُصلِحُ اللَهُ بِهِ ما أَفسَدَت فَتَراتُ الدَهرِ مِن دُنيا وَدين أُمَّ عَبّاسٍ وَما لي لَم أَقُل أُمَّ مِصرَ مِن بَناتٍ وَبَنين كُنتِ كَالوَردِ لَهُم وَاِستَقبَلوا دَولَةَ الرَيحانِ حيناً بَعدَ حين فَيُقالُ الأُمُّ في مَوكِبِها وَيُقالُ الحَرَمُ العالي المَصون العَفيفِيُّ عَفافٌ وَهُدىً كَالبَقيعِ الطُهرِ ضَمَّ الطاهِرين اُدخُلي الجَنَّةَ مِن رَوضَتِه إِنَّ فيها غُرفَةً لِلصابِرين أَوحَت لِطَرفِكَ فَاِستَهَلَّ شُؤونا دارٌ مَرَرتَ بِها عَلى قَيسونا غاضَت بَشاشَتُها وَقَضَّت شَملَها دُنيا تَغُرُّ السادِرَ المَفتونا نَزَلَت عَوادِيَ الدَهرِ في ساحاتِها وَأَقَلَّ رَفرَفِها الخُطوبَ العونا فَتَكادُ مِن أَسَفٍ عَلى آسي الحِمى مِن كُلِّ ناحِيَةٍ تَثورُ شُجونا تِلكَ العِيادَةُ لَم تَكُن عَبَثاً وَلا شَرَكاً لِصَيدِ مَآرِبٍ وَكَمينا دارُ اِبنِ سينا نُزِّهَت حُجُراتُها عَن أَن تَضُمَّ ضَلالَةً وَمُجونا خَبَتِ المَطالِعُ مِن أَغَرِّ مُؤَمَّلٍ كَالفَجرِ ثَغراً وَالصَباحِ جَبينا وَمِنَ الوُفودِ كَأَنَّهُم مِن حَولِهِ مَرضى بِعيسى الروحِ يَستَشفونا مَثَلٌ تَصَوَّرَ مِن حَياةٍ حُرَّةٍ لِلنَشءِ يَنطِقُ في السُكوتِ مُبينا لَم تُحصَ مِن عَهدِ الصِبا حَرَكاتُهُ وَتَخالُهُنَّ مِنَ الخُشوعِ سُكونا جَمَحَت جِراحُ المُعوِزينَ وَأَعضَلَت أَدواؤُهُم وَتَغَيَّبَ الشافونا ماتَ الجَوادُ بِطِبِّهِ وَبِأَجرِهِ وَلَرُبَّما بَذَلَ الدَواءَ مُعينا وَتَجُسُّ راحَتُهُ العَليلَ وَتارَةً تَكسو الفَقيرَ وَتُطعِمُ المِسكينا أَدّى أَمانَةَ عِلمِهِ وَلَطالَما حَمَلَ الصَداقَةَ وافِياً وَأَمينا وَقَضى حُقوقَ الأَهلِ يُحسِنُ تارَةً بِأَبيهِ أَو يَصِلُ القَرابَةَ حينا خُلُقٌ وَدينٌ في زَمانٍ لا نَرى خُلُقاً عَلَيهِ وَلا تُصادِفُ دينا أَمُداوِيَ الأَرواحِ قَبلَ جُسومِها قُم داوِ فيكَ فُؤادِيَ المَحزونا رَوِّح بِلَفظِكَ كُلَّ روحِ مُعَذَّبٍ حَيرانَ طارَ بِلُبِّهِ الناعونا قَد كالَ لِلقَدَرِ العِتابَ وَرُبَّما ظَنَّ المُدَلَّهُ بِالقَضاءِ ظُنونا داوَيتَ كُلَّ مُحَطَّمٍ فَشَفَيتَهُ وَنَسيتَ داءً في الضُلوعِ دَفينا كَبِدٌ عَلى دَمِها اِتَّكَأتَ وَلَحمِها فَحَمَلتَ هَمَّ المُسلِمينَ سِنيا ظَلَّت وَراءَ الحَربِ تَشقى بِالنَوى وَتَذوبُ لِلوَطَنِ الكَريمِ حَنينا ناصَرتَ في فَجرِ القَضِيَّةِ مُصطَفى فَنَصَرتَ خُلُقاً في الشَبابِ مَتينا أَقدَمتَ في العِشرينَ تَحتَ لِوائِهِ وَرَوائِعُ الإِقدامِ في العِشرينا لَم تَبغِ دُنيا طالَما أَغضى لَها حُمسُ الدُعاةِ وَطَأطَؤوا العِرنينا رُحماكَ يوسُفُ قِف رِكابَكَ ساعَةً وَاِعطِف عَلى يَعقوبَ فيهِ حَزينا لَم يَدرِ خَلفَ النَعشِ مِن حَرِّ الجَوى أَيَشُقُّ جَيباً أَم يَشُقُّ وَتينا ساروا بِمُهجَتِهِ فَحُمِّلَ ثُكلَها وَقَضَوا بِعائِلِهِ فَمالَ غَبينا أَتَعودُ في رَكبِ الرَبيعِ إِذا اِنثَنى بَهِجاً يَزُفُّ الوَردَ وَالنِسرينا هَيهاتَ مِن سَفَرِ المَنِيَّةِ أَوبَةٌ حَتّى يُهيبَ الصُبحُ بِالسارينا وَيُقالُ لِلأَرضِ الفَضاءِ تَمَخَّضي فَتَرُدُّ شَيخاً أَو تَمُجُّ جَنينا اللَهُ أَبقى أَينَ مِن جَسَدي يَدٌ لَم أَنسَ رِفقَ بَنانِها وَاللينا حَتّى تَمَثَّلَتِ العِنايَةُ صورَةً تومي بِراحٍ أَو تُجيلُ عُيونا فَجَرَرتُ جُثماني وَهانَت كُربَةٌ لَولا اِعتِناؤُكَ لَم تَكُن لِتَهونا إِنَّ الشِفاءَ مِنَ الحَياةِ وَعَونِها ما كانَ آسَ بِالشِفاءِ ضَمينا وَاليَومَ أَرتَجِلُ الرِثاءَ وَأَنزَوي في مَأتَمٍ أَبكي مَعَ الباكينا سُبحانَ مَن يَرِثُ الطَبيبَ وَطِبِّهِ وَيُري المَريضَ مَصارِعَ الآسينا مَضى الدَهرُ بِاِبنِ إِمامِ اليَمَن وَأَودى بِزَينِ شَبابِ الزَمَن وَباتَت بِصَنعاءَ تَبكي السُيوفُ عَلَيهِ وَتَبكي القَنا في عَدَن وَأَعوَلَ نَجدٌ وَضَجَّ الحِجازُ وَمالَ الحُسَينُ فَعَزَّ الحَسَن وَغَصَّت مَناحاتُهُ في الخِيامِ وَغَصَّت مَآتِمُهُ في المُدُن وَلَو أَنَّ مَيتاً مَشى لِلعَزاءِ مَشى في مَآتِمِهِ ذو يَزَن فَتىً كَاِسمِهِ كانَ سَيفَ الإِلَه وَسَيفَ الرَسولِ وَسَيفَ الوَطَن وَلُقِّبَ بِالبَدرِ مِن حُسنِهِ وَما البَدرُ ما قَدرُهُ وَاِبنُ مَن عَزاءً جَميلاً إِمامَ الحِمى وَهَوِّن جَليلَ الرَزايا يَهُن وَأَنتَ المُعانُ بِإيمانِهِ وَظَنُّكَ في اللَهِ ظَنٌّ حَسَن وَلَكِن مَتى رَقَّ قَلبُ القَضاءِ وَمِن أَينَ لِلمَوتِ عَقلٌ يَزِن يُجامِلُكَ العُربُ النازِحون وَما العَرَبِيَّةُ إِلّا وَطَن وَيَجمَعُ قَومَكَ بِالمُسلِمينَ عَظيمَ الفُروضِ وَسَمحُ السُنَن وَأَنَّ نَبِيَّهُمُ واحِدٌ نَبِيُّ الصَوابِ نَبِيُّ اللَسَن وَمِصرُ الَّتي تَجمَعُ المُسلِمينَ كَما اِجتَمَعوا في ظِلالِ الرُكُن تُعَزّي اليَمانينَ في سَيفِهِم وَتَأخُذُ حِصَّتَها في الحَزَن وَتَقعُدُ في مَأتَمِ اِبنِ الإِمامِ وَتَبكيهِ بِالعَبَراتِ الهُتُن وَتَنشُرُ رَيحانَتَي زَنبَقٍ مِنَ الشِعرِ في رَبَواتِ اليَمَن تَرِفّانِ فَوقَ رُفاتِ الفَقيدِ رَفيفَ الجِنى في أَعالي الغُصُن قَضى واجِباً فَقَضى دونَهُ فَتىً خالِصَ السِرِّ صافي العَلَن تَطَوَّحَ في لُجَجٍ كَالجِبالِ عِراضِ الأَواسي طِوالِ القُنَن مَشى مِشيَةَ اللَيثِ لا في السِلاحِ وَلا في الدُروعِ وَلا في الجُنَن مَتى صِرتَ يا بَحرُ غُمدَ السُيوفِ وَكُنّا عَهِدناكَ غِمدَ السُفُن وَكُنتَ صِوانَ الجُمانِ الكَريمِ فَكَيفَ أُزيلَ وَلِم لَم يُصَن ظَفِرَت بِجَوهَرَةٍ فَذَّةٍ مِنَ الشَرَفِ العَبقَرِيِّ اليُمُن فَتىً بَذَلَ الروحَ دونَ الرِفاقِ إِلَيكَ وَأَعطى التُرابَ البَدَن وَهانَت عَلَيهِ مَلاهي الشَبابِ وَلَولا حُقوقُ العُلا لَم تَهُن وَخاضَكَ يُنقِذُ أَترابَهُ وَكانَ القَضاءُ لَهُ قَد كَمَن غَدَرتَ فَتىً لَيسَ في الغادِرينَ وَخُنتَ اِمرأً وافِياً لَم يَخُن وَما في الشَجاعَةِ حَتفُ الشُجاعِ وَلا مَدَّ عُمرَ الجَبانِ الجُبُن وَلَكِن إِذا حانَ حَينُ الفَتى قَضى وَيَعيشُ إِذا لَم يَحِن أَلا أَيُّها ذا الشَريفُ الرَضي أَبو السُجَرِ الرَماحِ اللُدُن شَهيدُ المُروءَةِ كانَ البَقيعُ أَحَقَّ بِهِ مِن تُرابِ اليَمَن فَهَل غَسَّلوهُ بِدَمعِ العُفاةِ وَفي كُلِّ قَلبِ حَزينٍ سَكَن لَقَد أَغرَقَ اِبنَكَ صَرفُ الزَمانِ وَأَغرَقتَ أَبناءَهُ بِالمِنَن أَتَذكُرُ إِذ هُوَ يَطوي الشُهورَ وَإِذ هُوَ كَالخِشفِ حُلوٌ أَغَن وَإِذ هُوَ حَولَكَ حَسَنُ القُصورِ وَطيبُ الرِياضِ وَصَفوُ الزَمَن بَشاشَتُهُ لَذَّةٌ في العُيونِ وَنَغمَتُهُ لَذَّةٌ في الأُذُن يُلاعِبُ طُرَّتَهُ في يَدَيكَ كَما لاعَبَ المُهرُ فَضلَ الرَسَن وَإِذ هُوَ كَالشِبلِ يَحكي الأُسودَ أَدَلَّ بِمِخلَبِهِ وَاِفتَتَن فَشَبَّ فَقامَ وَراءَ العَرينِ يَشُبُّ الحُروبَ وَيُطفي الفِتَن فَما بالُهُ صارَ في الهامِدينَ وَأَمسى عَفاءً كَأَن لَم يَكُن نَظَمتُ الدُموعَ رِثاءً لَهُ وَفَصَّلتُها بِالأَسى وَالشَجَن يا قَلبُ وَيحَكَ وَالمَوَدَّةُ ذِمَّةٌ ماذا صَنَعتَ بِعَهدِ عَبدِ اللَهِ جاذَبتَني جَنبي عَشِيَّةَ نَعيِهِ وَخَفَقتَ خَفقَةَ موجَعٍ أَوّاهِ وَلَوَ اَنَّ قَلباً ذابَ إِثرَ حَبيبِهِ لَهَوى بِكَ الرُكنُ الضَعيفُ الواهي فَعَلَيكَ مِن حُسنِ المُروءَةِ آمِرٌ وَعَلَيكَ مِن حُسنِ التَجَلُّدِ ناهِ نَزَلَ الطُوَيِّرُ في التُرابِ مَنازِلاً تَهوي المَكارِمُ نَحوَها بِشِفاهِ عَرَصاتُها مَمطورَةٌ بِمَدامِعٍ مَوطوءَةٌ بِمَفارِقٍ وَجِباهِ لَولا يَمينُ المَوتِ فَوقَ يَمينِهِ فيها لَفاضَت مِن جَنىً وَمِياهِ يا كابِراً مِن كابِرينَ وَطاهِراً مِن آلِ طُهرٍ عارِفٍ بِاللَهِ وَمُحَكِّماً عَلِمَ القَضاءُ مَكانَهُ في المُقسِطينَ الجِلَّةِ الأَنزاهِ وَحَكيماً اِستَعصَت أَعِنَّتُهُ عَلى كَذِبِ النَعيمِ وَتُرَّهاتِ الجاهِ وَأَخاً سَقى الإِخوانَ مِن رَاوقِهِ بِوِدادِ لا صَلِفٍ وَلا تَيّاهِ قَد كانَ شِعري شُغلَ نَفسِكَ فَاِقتَرِح مِن كُلِّ جائِلَةٍ عَلى الأَفواهِ أُنزِلتَ مِنهُ حينَ فاتَكَ جَمعُهُ في مَنزِلٍ بَهِجٍ بِنورِكَ زاهِ فَاِقرَأ عَلى حَسّانَ مِنهُ لَعَلَّهُ بِفَتاهُ في مَدحِ الرَسولِ مُباهِ وَاِنزِل بِنورِ الخُلدِ جَدَّكَ وَاِتَّصِل بِمَلائِكٍ مِن آلِهِ أَشباهِ ناعيكَ ناعي حاتَمٍ أَو جَعفَرٍ فَالناسُ بَينَ نَوازِلٍ وَدَواهِ شَيَّعوا الشَمسَ وَمالوا بِضُحاها وَاِنحَنى الشَرقُ عَلَيها فَبَكاها لَيتَني في الرَكبِ لَمّا أَفَلَت يوشَعٌ هَمَّت فَنادى فَثَناها جَلَّلَ الصُبحَ سَواداً يَومُها فَكَأَنَّ الأَرضَ لَم تَخلَع دُجاها اِنظُروا تَلقَوا عَلَيها شَفَقاً مِن جِراحاتِ الضَحايا وَدِماها وَتَرَوا بَينَ يَدَيها عَبرَةً مِن شَهيدٍ يَقطُرُ الوَردَ شَذاها آذَنَ الحَقُّ ضَحاياها بِها وَيحَهُ حَتّى إِلى المَوتى نَعاها كَفَّنوها حُرَّةً عُلوِيَّةً كَسَتِ المَوتَ جَلالاً وَكَساها مِصرُ في أَكفانِها إِلّا الهُدى لُحمَةُ الأَكفانِ حَقٌّ وَسُداها خَطَرَ النَعشُ عَلى الأَرضِ بِها يَحسِرُ الأَبصارَ في النَعشِ سَناها جاءَها الحَقُّ وَمِن عادَتِها تُؤثِرُ الحَقَّ سَبيلاً وَاِتِّجاها ما دَرَت مِصرٌ بِدَفنٍ صُبِّحَت أَم عَلى البَعثِ أَفاقَت مِن كَراها صَرَخَت تَحسَبُها بِنتَ الشَرى طَلَبَت مِن مِخلَبِ المَوتِ أَباها وَكَأَنَّ الناسَ لَمّا نَسَلوا شُعَبُ السَيلِ طَغَت في مُلتَقاها وَضَعوا الراحَ عَلى النَعشِ كَما يَلمَسونَ الرُكنَ فَاِرتَدَّت نَزاها خَفَضوا في يَومِ سَعدٍ هامَهُم وَبِسَعدٍ رَفَعوا أَمسِ الجِباها سائِلوا زَحلَةً عَن أَعراسِها هَل مَشى الناعي عَلَيها فَمَحاها عَطَّلَ المُصطافَ مِن سُمّارِهِ وَجَلا عَن ضِفَّةِ الوادي دُماها فَتَحَ الأَبوابَ لَيلاً دَيرُها وَإِلى الناقوسِ قامَت بيعَتاها صَدَعَ البَرقُ الدُجى تَنشُرُهُ أَرضُ سورِيّا وَتَطويهِ سَماها يَحمِلُ الأَنباءَ تَسري موهِناً كَعَوادي الثُكلِ في حَرِّ سُراها عَرَضَ الشَكُّ لَها فَاِضطَرَبَت تَطَأُ الآذانَ هَمساً وَالشِفاها قُلتُ يا قَومُ اِجمَعوا أَحلامَكُم كُلُّ نَفسٍ في وَريدَيها رَداها يا عَدُوَّ القَيدِ لَم يَلمَح لَهُ شَبَحاً في خُطَّةٍ إِلّا أَباها لا يَضِق ذَرعُكَ بِالقَيدِ الَّذي حَزَّ في سوقِ الأَوالي وَبَراها وَقَعَ الرُسلُ عَلَيهِ وَاِلتَوَت أَرجُلُ الأَحرارِ فيهِ فَعَفاها يا رُفاتاً مِثلَ رَيحانِ الضُحى كَلَّلَت عَدنٌ بِها هامَ رُباها وَبَقايا هَيكَلٍ مِن كَرمٍ وَحَياةٍ أَترَعَ الأَرضَ حَياها وَدَّعَ العَدلُ بِها أَعلامَهُ وَبَكَت أَنظِمَةُ الشورى صُواها حَضَنَت نَعشَكَ وَاِلتَفَّت بِهِ رايَةٌ كُنتَ مِنَ الذُلِّ فِداها ضَمَّتِ الصَدرَ الَّذي قَد ضَمَّها وَتَلَقّى السَهمَ عَنها فَوَقاها عَجَبي مِنها وَمِن قائِدِها كَيفَ يَحمي الأَعزَلُ الشَيخُ حِماها مِنبَرُ الوادي ذَوَت أَعوادُهُ مِن أَواسيها وَجَفَّت مِن ذُراها مَن رَمى الفارِسَ عَن صَهوَتِها وَدَها الفُصحى بِما أَلجَمَ فاها قَدَرٌ بِالمُدنِ أَلوى وَالقُرى وَدَها الأَجبالَ مِنهُ ما دَهاها غالَ بَسطورا وَأَردى عُصبَةً لَمَسَت جُرثومَةَ المَوتِ يَداها طافَتِ الكَأسُ بِساقي أُمَّةٍ مِن رَحيقِ الوَطَنِيّاتِ سَقاها عَطِلَت آذانُها مِن وَتَرٍ ساحِرٍ رَنَّ مَلِيّاً فَشَجاها أَرغُنٌ هامَ بِهِ وِجدانُها وَأَذانٌ عَشِقَتهُ أُذُناها كُلَّ يَومٍ خُطبَةٌ روحِيَّةٌ كَالمَزاميرِ وَأَنغامِ لُغاها دَلَّهَت مِصراً وَلَو أَنَّ بِها فَلَواتٍ دَلَّهَت وَحشَ فَلاها ذائِدُ الحَقِّ وَحامي حَوضِهِ أَنفَذَت فيهِ المَقاديرُ مُناها أَخَذَت سَعداً مِنَ البَيتِ يَدٌ تَأخُذُ الآسادَ مِن أَصلِ شَراها لَو أَصابَت غَيرَ ذي روحٍ لَما سَلِمَت مِنها الثُرَيّا وَسُهاها تَتَحَدّى الطِبَّ في قُفّازِها عِلَّةُ الدَهرِ الَّتي أَعيا دَواها مِن وَراءِ الإِذنِ نالَت ضَيغَماً لَم يَنَل أَقرانَهُ إِلّا وِجاها لَم تُصارِح أَصرَحَ الناسِ يَداً وَلِساناً وَرُقاداً وَاِنتِباها هَذِهِ الأَعوادُ مِن آدَمَ لَم يَهدَ خُفّاها وَلَم يَعرَ مَطاها نَقَلَت خوفو وَمالَت بِمِنا لَم يَفُت حَيّاً نَصيبٌ مِن خُطاها تَخلِطُ العُمرَينِ شيباً وَصِباً وَالحَياتَينِ شَقاءً وَرَفاها زَورَقٌ في الدَمعِ يَطفو أَبَداً عَرَفَ الضَفَّةَ إِلّا ما تَلاها تَهلَعُ الثَكلى عَلى آثارِهِ فَإِذا خَفَّ بِها يَوماً شَفاها تَسكُبُ الدَمعَ عَلى سَعدٍ دَماً أُمَّةٌ مِن صَخرَةِ الحَقِّ بَناها مِن لَيانٍ هُوَ في يَنبوعِها وَإِباءٍ هُوَ في صُمِّ صَفاها لُقِّنَ الحَقَّ عَلَيهِ كَهلُها وَاِستَقى الإيمانُ بِالحَقِّ فَتاها بَذَلَت مالاً وَأَمناً وَدَماً وَعَلى قائِدِها أَلقَت رَجاها حَمَّلَتهُ ذِمَّةً أَوفى بِها وَاِبتَلَتهُ بِحُقوقٍ فَقَضاها اِبنُ سَبعينَ تَلَقّى دونَها غُربَةَ الأَسرِ وَوَعثاءَ نَواها سَفَرٌ مِن عَدَنِ الأَرضِ إِلى مَنزِلٍ أَقرَبُ مِنهُ قُطُباها قاهِرٌ أَلقى بِهِ في صَخرَةٍ دَفَعَ النَسرَ إِلَيها فَأَواها كَرِهَت مَنزِلَها في تاجِهِ دُرَّةٌ في البَحرِ وَالبَرِّ نَفاها اِسأَلوها وَاِسأَلوا شائِنَها لِمَ لَم يَنفِ مِنَ الدُرِّ سِواها وَلَدَ الثَورَةَ سَعدٌ حُرَّةً بِحَياتَي ماجِدٍ حُرٍّ نَماها ما تَمَنّى غَيرُها نَسلاً وَمَن يَلِدِ الزَهراءَ يَزهَد في سِواها سالَتِ الغابَةُ مِن أَشبالِها بَينَ عَينَيهِ وَماجَت بِلَباها بارَكَ اللَهُ لَها في فَرعِها وَقَضى الخَيرَ لِمِصرٍ في جَناها أَوَ لَم يَكتُب لَها دُستورَها بِالدَمِ الحُرِّ وَيَرفَعُ مُنتَداها قَد كَتَبناها فَكانَت صورَةً صَدرُها حَقٌّ وَحَقٌّ مُنتَهاها رَقَدَ الثائِرُ إِلّا ثَورَةً في سَبيلِ الحَقِّ لَم تَخمُد جُذاها قَد تَوَلّاها صَبِيّاً فَكَوَت راحَتَيهِ وَفَتِيّاً فَرعاها جالَ فيها قَلَماً مُستَنهِضاً وَلِساناً كُلَّما أَعيَت حَداها وَرَمى بِالنَفسِ في بُركانِها فَتَلَقّى أَوَّلَ الناسِ لَظاها أَعَلِمتُم بَعدَ موسى مِن يَدٍ قَذَفَت في وَجهِ فِرعَونَ عَصاها وَطِأَت نادِبَةً صارِخَةً شاهَ وَجهُ الرِقِّ يا قَومُ وَشاها ظَفِرَت بِالكِبرِ مِن مُستَكبِرٍ ظافِرِ الأَيّامِ مَنصورِ لِواها القَنا الصُمُّ نَشاوى حَولَهُ وَسُيوفُ الهِندِ لَم تَصحُ ظُباها أَينَ مِن عَينَيَّ نَفسٌ حُرَّةٌ كُنتُ بِالأَمسِ بِعَينَيَّ أَراها كُلَّما أَقبَلتُ هَزَّت نَفسَها وَتَواصى بِشرُها بي وَنَداها وَجَرى الماضي فَماذا اِدَّكَرَت وَاِدِّكارُ النَفسِ شَيءٌ مِن وَفاها أَلمَحُ الأَيّامَ فيها وَأَرى مِن وَراءِ السِنِّ تِمثالَ صِباها لَستُ أَدري حينَ تَندى نَضرَةً عَلَتِ الشَيبَ أَمِ الشَيبُ عَلاها حَلَّتِ السَبعونَ في هَيكَلِها فَتَداعى وَهيَ مَوفورٌ بِناها رَوعَةُ النادي إِذا جَدَّت فَإِن مَزَحَت لَم يُذهِبِ المَزحُ بَهاها يَظفَرُ العُذرُ بِأَقصى سُخطِها وَيَنالُ الوُدُّ غاياتِ رِضاها وَلَها صَبرٌ عَلى حُسّادِها يُشبِهُ الصَفحَ وَحِلمٌ عَن عِداها لَستُ أَنسى صَفحَةً ضاحِكَةً تَأخُذُ النَفسَ وَتَجري في هَواها وَحَديثاً كَرِواياتِ الهَوى جَدَّ لِلصَبِّ حَنينٌ فَرواها وَقَناةً صَعدَةٌ لَو وُهِبَت لِلسِماكِ الأَعزَلِ اِختالَ وَتاها أَينَ مِنّي قَلَمٌ كُنتُ إِذا سُمتُهُ أَن يَرثِيَ الشَمسَ رَثاها خانَني في يَومِ سَعدٍ وَجَرى في المَراثي فَكَبا دونَ مَداها في نَعيمِ اللَهِ نَفسٌ أوتِيَت أَنعُمَ الدُنيا فَلَم تَنسَ تُقاها لا الحِجى لَمّا تَناهى غَرَّها بِالمَقاديرِ وَلا العِلمُ زَهاها ذَهَبَت أَوّابَةً مُؤمِنَةً خالِصاً مِن حَيرَةِ الشَكِّ هُداها آنَسَت خَلقاً ضَعيفاً وَرَأَت مِن وَراءِ العالَمِ الفاني إِلَها ما دَعاها الحَقُّ إِلّا سارَعَت لَيتَهُ يَومَ وَصيفٍ ما دَعاها فَتى العَقلِ وَالنَغمَةِ العالِيَه مَضى وَمَحاسِنَهُ باقِيَه فَلا سوقَةٌ لَم تَكُن أُنسَهُ وَلا مَلِكٌ لَم تَزِن نادِيَه وَلَم تَخلُ مِن طيبِها بَلدَةٌ وَلَم تَخلُ مِن ذِكرِها ناحِيَه يَكادُ إِذا هُوَ غَنّى الوَرى بِقافِيَةٍ يُنطِقُ القافِيَه يَتيهُ عَلى الماسِ بَعضُ النُحاسِ إِذا ضَمَّ أَلحانَهُ الغالِيَه وَتَحكُمُ في النَفسِ أَوتارُهُ عَلى العودِ ناطِقَةً حاكِيَه وَتَبلُغُ مَوضِعَ أَوطارِها وَتُفشي سَريرَتَها الخافِيَه وَكَم آيَةٍ في الأَغاني لَهُ هِيَ الشَمسُ لَيسَ لَها ثانِيَه إِذا ما تَنادى بِها العارِفونَ قُلِ البَرقُ وَالرَعدُ مِن غادِيَه فَإِن هَمَسوا بَعدَ جَهرٍ بِها فَخَفقُ الحُلِيِّ عَلى الغانِيَه لَقَد شابَ فَردي وَجازَ المَشيبَ وَعَيدا شَبيبَتُها زاهِيَه تُمَثِّلُ مِصرَ لِهَذا الزَمانِ كَما هِيَ في الأَعصُرِ الخالِيَه وَنَذكُرُ تِلكَ اللَيالي بِها وَنَنشُدُ تِلكَ الرُؤى السارِيَه وَنَبكي عَلى عِزِّنا المُنقَضي وَنَندُبُ أَيّامَنا الماضِيَه فَيا آلَ فَردي نُعَزّيكُمُ وَنَبكي مَعَ الأُسرَةِ الباكِيَه فَقَدنا بِمَفقودِكُم شاعِراً يَقِلُّ الزَمانُ لَهُ راوِيَه سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً تَضَوَّعَ كافوراً مِنَ الخُلدِ سارِيا يَطيبُ ثَرى بُردَينِ مِن نَفحِ طيبِهِ كَأَنَّ ثَرى بُردَينِ مَسَّ الغَوالِيا فَيا لَك غِمداً مِن صَفيحٍ وَجَندَلٍ حَوى السَيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانِيا وَكُنّا اِستَلَلنا في النَوائِبِ غَربَهُ فَلَم يُلفَ هَيّاباً وَلَم نُلفَ نابِيا إِذا اِهتَزَّ دونَ الحَقِّ يَحمي حِياضَهُ تَأَخَّرَ عَنها باطِلُ القَومِ ظامِيا طَوَتهُ يَدٌ لِلمَوتِ لا الجاهُ عاصِماً إِذا بَطَشَت يَوماً وَلا المالُ فادِيا تَنالُ صِبا الأَعمارِ عِندَ رَفيفِهِ وَعِندَ جُفوفِ العودِ في السِنِّ ذاوِيا وَبَعضُ المَنايا تُنزِلُ الشَهدَ في الثَرى وَيَحطُطنَ في التُربِ الجِبالَ الرَواسِيا يَقولونَ يَرثي الراحِلينَ فَوَيحَهُم أَأَمَّلتُ عِندَ الراحِلينَ الجَوازِيا أَبَوا حَسَداً أَن أَجعَلَ الحَيَّ أُسوَةً لَهُم وَمِثالاً قَد يُصادِفُ حاذِيا فَلَمّا رَثَيتُ المَيتَ أَقضي حُقوقَهُ وَجَدتُ حَسوداً لِلرُفاتِ وَشانِيا إِذا أَنَت لَم تَرعَ العُهودَ لِهالِكٍ فَلَستَ لِحَيٍّ حافِظَ العَهدِ راعِيا فَلا يَطوينَ المَوتُ عَهدَكَ مِن أَخٍ وَهَبهُ بِوادٍ غَيرِ واديكَ نائِيا أَقامَ بِأَرضٍ أَنتَ لاقيهِ عِندَها وَإِن بِتُّما تَستَبعِدانِ التَلاقيِا رَثَيتُ حَياةً بِالثَناءِ خَليقَةً وَحَلَّيتُ عَهداً بِالمَفاخِرِ حالِيا وَعَزَّيتُ بَيتاً قَد تَبارَت سَماؤُهُ مَشايِخَ أَقماراً وَمُرداً دَرارِيا إِلى اللَهِ إِسماعيلُ وَاِنزِل بِساحَةٍ أَظَلَّ النَدى أَقطارَها وَالنَواجِيا تَرى الرَحمَةَ الكُبرى وَراءَ سَمائِها تَلُفُّ التُقى في سَيبِها وَالمَعاصِيا لَدى مَلِكٍ لا يَمنَعُ الظِلَّ لائِذاً وَلا الصَفحَ تَوّاباً وَلا العَفوَ راجِيا وَأُقسِمُ كُنتَ المَرءَ لَم يَنسَ دينَهُ وَلَم تُلهِهِ دُنياؤُهُ وَهيَ ماهِيا وَكُنتَ إِذا الحاجاتُ عَزَّ قَضائُها لِحاجِ اليَتامى وَالأَرامِلِ قاضِيا وَكُنتَ تُصَلّي بِالمُلوكِ جَماعَةً وَكُنتَ تَقومُ اللَيلَ بِالنَفسِ خالِيا وَمَن يُعطَ مِن جاهِ المُلوكِ وَسيلَةً فَلا يَصنَعُ الخَيراتِ لَم يُعطَ غالِيا وَكُنتَ الجَريءَ النَدبَ في كُلِّ مَوقِفٍ تَلَفتَ فيهِ الحَقُّ لَم يَلقَ حامِيا بَصُرتُ بِأَخلاقِ الرِجالِ فَلَم أَجِد وَإِن جَلَتِ الأَخلاقُ لِلعَزمِ ثانِيا مِنَ العَزمِ ما يُحيِ فُحولاً كَثيرَةً وَقَدَّمَ كافورَ الخَصِيِّ الطَواشِيا وَما حَطَّ مِن رَبِّ القَصائِدِ مادِحاً وَأَنزَلَهُ عَن رُتبَةِ الشِعرِ هاجِيا فَلَيسَ البَيانُ الهَجوَ إِن كُنتَ ساخِطاً وَلا هُوَ زورُ المَدحِ إِن كُنتَ راضِيا وَلَكِن هُدى اللَهِ الكَريمِ وَوَحيُهُ حَمَلتَ بِهِ المِصباحَ في الناسِ هادِيا تُفيضُ عَلى الأَحياءِ نوراً وَتارَةً تُضيءُ عَلى المَوتى الرَجامَ الدَواجِيا هَياكِلُ تَفنى وَالبَيانُ مُخَلَّدٌ أَلا إِنَّ عِتقَ الخَمرِ يُنسي الأَوانِيا ذَهَبتَ أَبا عَبدِ الحَميدِ مُبَرَّءاً مِنَ الذامِ مَحمودَ الجَوانِبِ زاكِيا قَليلَ المَساوي في زَمانٍ يَرى العُلا ذُنوباً وَناسٍ يَخلُقونَ المَساوِيا طَوَيناكَ كَالماضي تَلَقّاهُ غِمدُهُ فَلَم تَستَرِح حَتّى نَشَرناكَ ماضِيا فَكُنتَ عَلى الأَفواهِ سيرَةَ مُجمِلِ وَكُنتَ حَديثاً في المَسامِعِ عالِيا وَفَيتَ لِمَن أَدناكَ في المُلكِ حِقبَةً فَكانَ عَجيباً أَن يَرى الناسُ وافِيا أَثاروا عَلى آثارِ مَوتِكَ ضَجَّةً وَهاجوا لَنا الذِكرى وَرَدّوا اللَيالِيا وَمَن سابَقَ التاريخَ لَم يَأمَنِ الهَوى مُلِجّاً وَلَم يَسلَم مِنَ الحِقدِ نازِيا إِذا وَضَعَ الأَحياءُ تاريخَ جيلِهِم عَرَفتَ المُلاحي مِنهُمو وَالمُحابِيا إِذا سَلِمَ الدُستورُ هانَ الَّذي مَضى وَهانَ مِنَ الأَحداثِ ما كانَ آتِيا أَلا كُلُّ ذَنبٍ لِلَّيالي لِأَجلِهِ سَدَلنا عَلَيهِ صَفحَنا وَالتَناسِيا أَحَقٌّ أَنَّهُم دَفَنوا عَلِيّا وَحَطّوا في الثَرى المَرءَ الزَكِيّا فَما تَرَكوا مِنَ الأَخلاقِ سَمحاً عَلى وَجهِ التُرابِ وَلا رَضِيّا مَضَوا بِالضاحِكِ الماضي وَأَلقوا إِلى الحُفَرِ الخَفيفَ السَمهَرِيّا فَمَن عَونُ اللُغاتِ عَلى مُلِمٍّ أَصابَ فَصيحَها وَالأَعجَمِيّا لَقَد فَقَدَت مُصَرِّفَها حَنيناً وَباتَ مَكانُهُ مِنها خَلِيّا وَمَن يَنظُرُ الفُسطاطَ تَبكي بِفائِضَةٍ مِنَ العَبَراتِ رِيّا أَلَم يَمشِ الثَرى قِحَةً عَلَيها وَكانَ رِكابُها نَحوَ الثُرَيّا فَنَقَّبَ عَن مَواضِعِها عَلِيٌّ فَجَدَّدَ دارِساً وَجَلا خَفِيّا وَلَولا جُهدُهُ اِحتَجَبَت رُسوماً فَلا دِمَناً تُريكَ وَلا نُؤِيّا تَلَفَّتَتِ الفُنونُ وَقَد تَوَلّى فَلَم تَجِدِ النَصيرَ وَلا الوَلِيّا سَلوا الآثارَ مَن يَغدو يُغالي بِها وَيَروحُ مُحتَفِظاً حَفِيّا وَيُنزِلُها الرُفوفَ كَجَوهَرِيٍّ يُصَفِّفُ في خَزائِنِها الحُلِيّا وَما جَهِلَ العَتيقَ الحُرَّ مِنها وَلا غَبِيَ المُقَلَّدَ وَالدَعِيّا فَتىً عافَ المَشارِبَ مِن دَنايا وَصانَ عَنِ القَذى ماءَ المُحَيّا أَبِيُّ النَفسِ في زَمَنٍ إِذا ما عَجَمتَ بَنيهِ لَم تَجِدِ الأَبِيّا تَعَوَّدَ أَن يَراهُ الناسُ رَأساً وَلَيسَ يَرَونَهُ الذَنبَ الدَنِيّا وَجَدتُ العِلمَ لا يَبني نُفوساً وَلا يُغني عَنِ الأَخلاقِ شَيّا وَلَم أَرَ في السِلاحِ أَضَلَّ حَدّاً مِنَ الأَخلاقِ إِن صَحِبَت غَوِيّا هُما كَالسَيفِ لا تُنصِفهُ يَفسُد عَلَيكَ وَخُذهُ مُكتَمِلاً سَوِيّا غَديرٌ أَترَعَ الأَوطانَ خَيراً وَإِن لَم تَمتَلئ مِنهُ دَوِيّا وَقَد تَأتي الجَداوِلُ في خُشوعٍ بِما قَد يُعجِزُ السَيلَ الأَتِيّا حَياةُ مُعَلِّمٍ طَفِأَت وَكانَت سِراجاً يُعجِبُ الساري وَضِيّا سَبَقتُ القابِسينَ إِلى سَناها وَرُحتُ بِنورِها أَحبو صَبِيّا أَخَذتُ عَلى أَريبٍ أَلمَعِيٍّ وَمَن لَكَ بِالمُعَلَّمِ أَلمَعِيّا وَرُبَّ مُعَلِّمٍ تَلقاهُ فَظّاً غَليظَ القَلبِ أَو فَدماً غَبِيّا إِذا اِنتَدَبَ البَنونَ لَها سُيوفاً مِنَ الميلادِ رَدَّهُمُ عَصِيّا إِذا رَشَدَ المُعَلِّمُ كانَ موسى وَإِن هُوَ ضَلَّ كانَ السامِرِيّا وَرُبَّ مُعَلِّمينَ خَلَوا وَفاقوا إِلى الحُرِيَّةِ اِنساقوا هَدِيّا أَناروا ظُلمَةَ الدُنيا وَكانوا لِنارِ الظالِمينَ بِها صِلِيّا أَرِقتُ وَما نَسيتُ بَناتِ بومٍ عَلى المَطَرِيَّةِ اِندَفَعَت بُكِيّا بَكَت وَتَأَوَّهَت فَوَهِمتُ شَرّاً وَقَبلِيَ داخَلَ الوَهمُ الذَكِيّا قَلَبتُ لَها الحَذِيَّ وَكانَ مِنّي ضَلالاً أَن قَلَبتُ لَها الحَذِيّا زَعَمتُ الغَيبَ خَلفَ لِسانِ طَيرٍ جَهِلتُ لِسانَهُ فَزَعَمتُ غِيّا أَصابَ الغَيبَ عِندَ الطَيرِ قَومٌ وَصارَ البومُ بَينَهُمو نَبِيّا إِذا غَنّاهُمو وَجَدوا سَطيحاً عَلى فَمِهِ وَأَفعى الجُرهُمِيّا رَمى الغُربانُ شَيخَ تَنوخَ قَبلي وَراشَ مِنَ الطَويلِ لَها دَوِيّا نَجا مِن ناجِذَيهِ كُلُّ لَحمٍ وَغودِرَ لَحمُهُنَّ بِهِ شَقِيّا نَعَستُ فَما وَجَدتُ الغَمضَ حَتّى نَفَضتُ عَلى المَناحَةِ مُقلَتَيّا فَقُلتُ نَذيرَةٌ وَبَلاغُ صِدقٍ وَحَقٌّ لَم يُفاجي مَسمَعَيّا وَلَكِنَّ الَّذي بَكَتِ البَواكي خَليلٌ عَزَّ مَصرَعُهُ عَلَيّا وَمَن يُفجَع بِحُرٍّ عَبقَرِيٍّ يَجِد ظُلمَ المَنِيَّةِ عَبقَرِيّا وَمَن تَتَراخَ مُدَّتُهُ فَيُكثِر مِنَ الأَحبابِ لا يُحصي النَعِيّا أَخي أَقبِل عَلَيَّ مِنَ المَنايا وَهاتِ حَديثَكَ العَذبَ الشَهِيّا فَلَم أَعدِم إِذا ما الدورُ نامَت سَميراً بِالمَقابِرِ أَو نَجِيّا يُذَكِّرُني الدُجى حَميماً هُنالِكَ باتَ أَو خِلّاً وَفِيّا نَشَدتُكَ بِالمَنِيَّةِ وَهيَ حَقٌّ أَلَم يَكُ زُخرُفُ الدُنيا فَرِيّا عَرَفتَ المَوتَ مَعنىً بَعدَ لَفظٍ تَكَلَّم وَاِكشِفِ المَعنى الخَبِيّا أَتاكَ مِنَ الحَياةِ المَوتُ فَاِنظُر أَكُنتَ تَموتُ لَو لَم تُلفَ حَيّا وَلِلأَشياءِ أَضدادٌ إِلَيها تَصيرُ إِذا صَبَرتَ لَها مَلِيّا وَمُنقَلَبُ النُجومِ إِلى سُكونٍ مِنَ الدَوَرانِ يَطويهِنَّ طَيّا فَخَبِّرني عَنِ الماضينَ إِنّي شَدَدتُ الرَحلَ أَنتَظِرُ المُضِيّا وَصِف لي مَنزِلاً حُمِلوا إِلَيهِ وَما لَمَحوا الطَريقَ وَلا المُطِيّا وَكَيفَ أَتى الغَنِيُّ لَهُ فَقيراً وَكَيفَ ثَوى الفَقيرُ بِهِ غَنِيّا لَقَد لَبِسوا لَهُ الأَزياءَ شَتّى فَلَم يَقبَل سِوى التَجَربُدَ زِيّا سَواءٌ فيهِ مَن وافى نَهاراً وَمَن قَذَفَ اليَهودُ بِهِ عَشِيّا وَمَن قَطَعَ الحَياةَ صَدّاً وَجوعاً وَمَن مَرَّت بِهِ شِبَعاً وَرِيّا وَمَيتٌ ضَجَّتِ الدُنيا عَلَيهِ وَآخَرُ ما تُحِسُّ لَهُ نَعِيّا تاجَ البِلادِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ رَدَّتكَ مِصرُ وَصَحَّتِ الأَحلامُ العِلمُ وَالمُلكُ الرَفيعُ كِلاهُما لَكَ يا فُؤادُ جَلالَةٌ وَمَقامُ فَكَأَنَّكَ المَأمونُ في سُلطانِهِ في ظِلِّكَ الأَعلامُ وَالأَقلامُ أَهدى إِلَيكَ الغَربُ مِن أَلقابِهِ في العِلمِ ما تَسمو لَهُ الأَعلامُ مِن كُلِّ مَملَكَةٍ وَكُلِّ جَماعَةٍ يَسعى لَكَ التَقديرُ وَالإِعظامُ ما هَذِهِ الغُرَفُ الزَواهِرُ كَالضُحى الشامِخاتُ كَأَنَّها الأَعلامُ مِن كُلِّ مَرفوعِ العَمودِ مُنَوِّرٍ كَالصُبحِ مُنصَدِعٌ بِهِ الإِظلامُ تَتَحَطَّمُ الأُمِّيَةُ الكُبرى عَلى عَرَصاتِهِ وَتُمَزَّقُ الأَوهامُ هَذا البِناءُ الفاطِمِيُّ مَنارَةٌ وَقَواعِدٌ لِحَضارَةٍ وَدِعامُ مَهدٌ تَهَيَّأَ لِلوَليدِ وَأَيكَةٌ سَيَرِنُّ فيها بُلبُلٌ وَحَمامُ شُرُفاتُهُ نورُ السَبيلِ وَرُكنُهُ لِلعَبقَرِيَّةِ مَنزِلٌ وَمُقامُ وَمَلاعِبٌ تُجري الحُظوظُ مَعَ الصِبا في ظِلِّهِنَّ وَتوهَبُ الأَقسامُ يَمشي بِها الفِتيانُ هَذا مالَهُ نَفسٌ تُسَوِّدُهُ وَذاكَ عِصامُ أَلقى أَواسيهِ وَطالَ بِرُكنِهِ نَفسٌ مِنَ الصَيدِ المُلوكِ كِرامُ مِن آلِ إِسماعيلَ لا العَمّاتُ قَد قَصَّرنَ عَن كَرَمٍ وَلا الأَعمامُ لَم يُعطَ هِمَّتَهُم وَلا إِحسانَهُم بانٍ عَلى وادي المُلوكِ هُمامُ وَبَنى فُؤادُ حائِطَيهِ يُعينُهُ شَعبٌ عَنِ الغاياتِ لَيسَ يَنامُ اُنظُر أَبا الفاروقِ غَرسَكَ هَلَ دَنَت ثَمَراتُهُ وَبَدَت لَهُ أَعلامُ وَهَل اِنثَنى الوادي وَفي فَمِهِ الجَنى وَأَتى العِراقُ مُشاطِراً وَالشامُ في كُلِّ عاصِمَةٍ وَكُلِّ مَدينَةٍ شُبّانُ مِصرَ عَلى المَناهِلِ حاموا كَم نَستَعيرُ الآخَرينَ وَنَجتَدي هَيهاتَ ما لِلعارِياتِ دَوامُ اليَومَ يَرعى في خَمائِلِ أَرضِهِم نَشءٌ إِلى داعي الرَحيلِ قِيامُ حُبٌّ غَرَستَ بِراحَتَيكَ وَلَم يَزَل يَسقيهِ مِن كِلتا يَدَيكَ غَمامُ حَتّى أَنافَ عَلى قَوائِمِ سوقِهِ ثَمَراً تَنوءُ وَراءَهُ الأَكمامُ فَقَريبُهُ لِلحاضِرينَ وَليمَةٌ وَبَعيدُهُ لِلغابِرينَ طَعامُ عِظَةٌ لِفاروقٍ وَصالِحِ جيلِهِ فيما يُنيلُ الصَبرُ وَالإِقدامُ وَنَموذَجٌ تَحذو عَلَيهِ وَلَم يَزَل بِسَراتِهِم يَتَشَبَّهُ الأَقوامُ شَيَّدتَ صَرحاً لِلذَخائِرِ عالِياً يَأوي الجَمالُ إِلَيهِ وَالإِلهامُ رَفٌّ عُيونُ الكُتبِ فيهِ طَوائِفٌ وَجَلائِلُ الأَسفارِ فيهِ رُكامُ إِسكَندَرِيَّةُ عادَ كَنزُكِ سالِماً حَتّى كَأَن لَم يَلتَهِمهُ ضِرامُ لَمَّتهُ مِن لَهَبِ الحَريقِ أَنامِلٌ بَردٌ عَلى ما لامَسَت وَسَلامُ وَآسَت جِراحَتَكَ القَديمَةُ راحَةٌ جُرحُ الزَمانِ بِعُرفِها يَلتامُ تَهَبُ الطَريفَ مِنَ الفَخارِ وَرُبَّما بَعَثَت تَليدَ المَجدِ وَهوَ رِمامُ أَرَأَيتَ رُكنَ العِلمِ كَيفَ يُقامُ أَرَأَيتَ الاِستِقلالَ كَيفَ يُرامُ العِلمُ في سُبُلِ الحَضارَةِ وَالعُلا حادٍ لِكُلِّ جَماعَةٍ وَزِمامُ باني المَمالِكِ حينَ تَنشُدُ بانِياً وَمَثابَةُ الأَوطانِ حينَ تُضامُ قامَت رُبوعُ العِلمِ في الوادي فَهَل لِلعَبقَرِيَّةِ وَالنُبوغِ قِيامُ فَهُما الحَياةُ وَكُلُّ دورِ ثَقافَةٍ أَو دورِ تَعليمٍ هِيَ الأَجسامُ ما العِلمُ ما لَم يَصنَعاهُ حَقيقَةً لِلطالِبينَ وَلا البَيانُ كَلامُ يا مِهرَجانَ العِلمِ حَولَكَ فَرحَةٌ وَعَلَيكَ مِن آمالِ مِصرَ زِحامُ ما أَشبَهَتكَ مَواسِمُ الوادي وَلا أَعيادُهُ في الدَهرِ وَهيَ عِظامُ إِلّا نَهاراً في بَشاشَةِ صُبحِهِ قَعَدَ البُناةُ وَقامَتِ الأَهرامُ وَأَطالَ خوفو في مَواكِبِ عِزِّهِ فَاِهتَزَّتِ الرَبَواتُ وَالآكامُ يومي بِتاجٍ في الحَضارَةِ مُعرِقٍ تَعنو الجِباهُ لِعِزِّهِ وَالهامُ تاجٌ تَنَقَّلَ في العُصورِ مُعَظَّماً وَتَأَلَّفَت دُوَلٌ عَلَيهِ جِسامُ لَمّا اِضطَلَعتَ بِهِ مَشى فيهِ الهُدى وَمَراشِدُ الدُستورِ وَالإِسلامُ سَبَقَت مَواكِبُكَ الرَبيعَ وَحُسنَهُ فَالنيلُ زَهوٌ وَالضِفافُ وِسامُ الجيزَةُ الفَيحاءُ هَزَّت مَنكِباً سُبِغَ النَوالُ عَلَيهِ وَالإِنعامُ لَبِسَت زَخارِفَها وَمَسَّت طيبَها وَتَرَدَّدَت في أَيكِها الأَنغامُ قَد زِدتَها هَرَماً يُحَجُّ فِناؤُهُ وَيُشَدُّ لِلدُنيا إِلَيهِ حِزامُ تَقِفُ القُرونُ غَداً عَلى دَرَجاتِهِ تُملي الثَناءَ وَتَكتُبُ الأَيّامُ أَعوامُ جُهدٍ في الشَبابِ وَراءَها مِن جُهدِ خَيرِ كُهولَةٍ أَعوامُ بَلَغَ البِناءُ عَلى يَدَيكَ تَمامُهُ وَلِكُلِّ ما تَبني يَداكَ تَمامُ نُراوِحُ بِالحَوادِثِ أَو نُغادى وَنُنكِرُها وَنُعطيها القِيادا وَنَحمِدُها وَما رَعَتِ الضَحايا وَلا جَزَتِ المَواقِفَ وَالجِهادا لَحاها اللَهُ باعَتنا خَيالاً مِنَ الأَحلامِ وَاِشتَرَتِ اِتِّحادا مَشَينا أَمسِ نَلقاها جَميعاً وَنَحنُ اليَومَ نَلقاها فُرادى أَظَلَّتنا عَنِ الإِصلاحِ حَتّى عَجَزنا أَن نُناقِشها الفَسادا تُلاقينا فَلا نَجِدُ الصَياصي وَنَلقاها فَلا نَجِدُ العَتادا وَمَن لَقِيَ السِباعَ بِغَيرِ ظَفرٍ وَلا نابٍ تَمَزَّقَ أَو تَفادى خَفَضنا مِن عُلُوِّ الحَقِّ حَتّى تَوَهَّمنا السِيادَةَ أَن نُسادا وَلَمّا لَم نَنل لِلسَيفِ رَدّاً تَنازَعنا الحَمائِلَ وَالنِجادا وَأَقبَلنا عَلى أَقوالِ زورٍ تَجيءُ الغَيَّ تَقلِبُهُ رَشادا وَلَو عُدنا إِلَيها بَعدَ قَرنٍ رَحَمنا الطِرسَ مِنها وَالمِدادا وَكَم سِحرٍ سَمِعنا مُنذُ حينٍ تَضاءَلَ بَينَ أَعيُنِنا وَنادى هَنيئاً لِلعَدُوِّ بِكُلِّ أَرضٍ إِذا هُوَ حَلَّ في بَلَدٍ تَعادى وَبُعداً لِلسِيادَةِ وَالمَعالي إِذا قَطَعَ القَرابَةَ وَالوِدادا وَرُبَّ حَقيقَةٍ لا بُدَّ مِنها خَدَعنا النَشءَ عَنها وَالسَوادا وَلَو طَلَعوا عَلَيها عالَجوها بِهِمَّةِ أَنفُسٍ عَظُمَت مُرادا تُعِدُّ لِحادِثِ الأَيّامِ صَبراً وَآوِنَةً تُعِدُّ لَهُ عِنادا وَتُخلِفُ بِالنَهيِ البيضَ المَواضي وَبِالخُلقِ المُثَقَّفَةِ الصِعادا لَمَحنا الحَظَّ ناحِيَةً فَلَمّا بَلَغناها أَحَسَّ بِنا فَحادا وَلَيسَ الحَظُّ إِلّا عَبقَرِيّاً يُحِبُّ الأَريَحِيَّةَ وَالسَدادا وَنَحنُ بَنو زَمانٍ حُوَّلِيٍّ تَنَقَّلَ تاجِراً وَمَشى وَرادا إِذا قَعَدَ العِبادُ لَهُ بِسوقٍ شَرى في السوقِ أَو باعَ العِبادا وَتُعجِبُهُ العَواطِفُ في كِتابٍ وَفي دَمعِ المُشَخِّصِ ما أَجادا يُؤَمِّنُنا عَلى الدُستورِ أَنّا نَرى مِن خَلفِ حَوزَتِهِ فُؤادا أَبو الفاروقِ نَرجوهُ لِفَضلٍ وَلا نَخشى لِما وَهَبَ اِرتِدادا مَلَأنا بِاِسمِهِ الأَفواهَ فَخراً وَلَقَّبناهُ بِالأَمسِ المَكادا نُناجيهِ فَنَستَرعي حَكيماً وَنَسأَلُهُ فَنَستَجدي جَوادا وَلَم يَزَلِ المُحَبَّبَ وَالمُفَدّى وَمَرهَمَ كُلِّ جُرحٍ وَالضِمادا تَدَفَّقَ مَصرِفُ الوادي فَرَوّى وَصابَ غَمامُهُ فَسقى وَجادا دَعا فَتَنافَسَت فيهِ نُفوسٌ بِمِصرَ لِكُلِّ صالِحَةٍ تُنادى تُقَدِّمُ عَونَها ثِقَةً وَمالاً وَأَحياناً تُقَدِّمُهُ اِجتِهادا وَأَقبَلَ مِن شَبابِ القَومِ جَمعٌ كَما بَنَتِ الكُهولُ بَنى وَشادا كَأَنَّ جَوانِبَ الدارِ الخَلايا وَهُم كَالنَحلِ في الدارِ اِحتِشادا فَيا داراً مِن الهِمَمِ العَوالي سُقيتِ التِبرَ لا أَرضى العِهادا تَأَنّى حينَ أَسَّسَكِ اِبنُ حَربٍ وَحينَ بَنى دَعائِمَكِ الشِدادا وَلا تُرجى المَتانَةُ في بِناءٍ إِذا البَنّاءُ لَم يُعطَ اِتِّئادا بَنى الدارَ الَّتي كُنّا نَراها أَمانِيَّ المُخَيَّلِ أَو رُقادا وَلَم يَبعُد عَلى نَفسٍ مَرامٌ إِذا رَكِبَت لَهُ الهِمَمُ البِعادا وَلَم أَرَ بَعدَ قُدرَتِهِ تَعالى كَمَقدِرَةِ اِبنِ آدَمَ إِن أَرادا جَرى وَالناسُ في رَيبٍ وَشَكٍّ يَرومُ السَبقَ فَاِختَرَقَ الجِيادا وَعودِيَ دونَها حَتّى بَناها وَمِن شَأنِ المُجَدِّدِ أَن يُعادى يَهونُ الكَيدُ مِن أَعدى عَدُوٍّ عَلَيكَ إِذا الوَلِيُّ سَعى وَكادا فَجاءَت كَالنَهارِ إِذا تَجَلى عُلُوّاً في المَشارِقِ وَاِنطِيادا نَصونُ كَرائِمَ الأَموالِ فيها وَنُنزِلُها الخَزائِنَ وَالنِضادا وَنُخرِجُها فَتَكسِبُ ثُمَّ تَأوي رُجوعَ النَحلِ قَد حُمِّلنَ زادا وَلَم أَرَ مِثلَها أَرضاً أَغَلَّت وَما سُقِيَت وَلا طَعَمَت سَمادا وَلا مُستَودَعاً مالاً لِقَومٍ إِذا رَجَعوا لَهُ أَدّى وَزادا وَمِن عَجَبٍ نُثَبِّتُها أُصولاً وَتِلكَ فُروعُها تَغَشى البِلادا كَأَنَّ القُطرَ مِن شَوقٍ إِلَيها سَما قَبلَ الأَساسِ بِها عِمادا وَلَو مَلَكَت كُنوزَ الأَرضِ كَفّي جَعَلتُ أَساسَها ماساً وَرادا وَلَو أَنَّ النُجومَ عَنَت لِحُكمي فَرَشتُ النَيِّراتِ لَها مِهادا نَبَذَ الهَوى وَصَحا مِنَ الأَحلامِ شَرقٌ تَنَبَّهَ بَعدَ طولِ مَنامِ ثابَت سَلامَتُهُ وَأَقبَلَ صَحوُهُ إِلا بَقايا فَترَةٍ وَسَقامِ صاحَت بِهِ الآجامُ هُنتَ فَلَم يَنَم أَعَلى الهَوانِ يُنامُ في الآجامِ أُمَمٌ وَراءَ الكَهفِ جُهدُ حَياتِهِم حَرَكاتُ عَيشٍ في سُكونِ حِمامِ نَفَضوا العُيونَ مِنَ الكَرى وَاِستَأنَفوا سَفَرَ الحَياةِ وَرِحلَةَ الأَيّامِ مَن لَيسَ في رَكبِ الزَمانِ مُغَبِّراً فَاِعدُدهُ بَينَ غَوابِرِ الأَقوامِ في كُلِّ حاضِرَةٍ وَكُلِّ قَبيلَةٍ هِمَمٌ ذَهَبنَ يَرُمنَ كُلَّ مَرامِ مِن كُلِّ مُمتَنِعٍ عَلى أَرسانِهِ أَو جامِحٍ يَعدو بِنِصفِ لِجامِ يا مِصرُ أَنتِ كِنانَةُ اللَهِ الَّتي لا تُستَباحُ وَلِلكِنانَةِ حامِ اِستَقبِلي الآمالَ في غاياتِها وَتَأَمَّلي الدُنيا بِطَرفٍ سامِ وَخُذي طَريفَ المَجدِ بَعدَ تَليدِهِ مِن راحَتَي مَلِكٍ أَغَرَّ هُمامِ يُعنى بِسُؤدُدِ قَومِهِ وَحُقوقِهِم وَيَذودُ حياضَهُم وَيُحامي ما تاجُكِ العالي وَلا نُوّابُهُ بِالحانِثينَ إِلَيكِ في الإِقسامِ جَرَّبتِ نُعمى الحادِثاتِ وَبُؤسَها أَعَلِمتِ حالاً آذَنَت بِدَوامِ عَبَسَت إِلَينا الحادِثاتُ وَطالَما نَزَلَت فَلَم تُغلَب عَلى الأَحلامِ وَثَبَت بِقَومٍ يَضمِدونَ جِراحَهُم وَيُرَقِّدونَ نَوازِيَ الآلامِ الحَقُّ كُلُّ سِلاحِهِم وَكِفاحِهِم وَالحَقُّ نِعمَ مُثَبِّتُ الأَقدامِ يَبنونَ حائِطَ مُلكِهِم في هُدنَةٍ وَعَلى عَواقِبِ شِحنَةٍ وَخِصامِ قُل لِلحَوادِثِ أَقدِمي أَو أَحجِمي إِنّا بَنو الإِقدامِ وَالإِحجامِ نَحنُ النِيامُ إِذا اللَيالي سالَمَت فَإِذا وَثَبنَ فَنَحنُ غَيرُ نِيامِ فينا مِنَ الصَبرِ الجَميلِ بَقِيَّةٌ لِحَوادِثٍ خَلفَ العُيوبِ جِسامِ أَينَ الوُفودُ المُلتَقونَ عَلى القِرى المُنزَلونَ مَنازِلَ الأَكرامِ الوارِثونَ القُدسَ عَن أَحبارِهِ وَالخالِفونَ أُمَيَّةً في الشامِ الحامِلو الفُصحى وَنورِ بَيانِها يَبنونَ فيهِ حَضارَةَ الإِسلامِ وَيُؤَلِّفونَ الشَرقَ في بُرهانِها لَمَّ الضِياءُ حَواشِيَ الإِظلامِ تاقوا إِلى أَوطانِهِم فَتَحَمَّلوا وَهَوى الدِيارِ وَراءَ كُلِّ غَرامِ ما ضَرَّ لَو حَبَسوا الرَكائِبَ ساعَةً وَثَنوا إِلى الفُسطاطِ فَضلَ زِمامِ لِيُضيفَ شاهِدُهُم إِلى أَيّامِهِ يَوماً أَغَرَّ مُلَمَّحَ الأَعلامِ وَيَرى وَيَسمَعُ كَيفَ عادَ حَقيقَةً ما كانَ مُمتَنِعاً عَلى الأَوهامِ مِن هِمَّةِ المَحكومِ وَهوَ مُكَبَّلٌ بِالقَيدِ لا مِن هِمَّةِ الحُكّامِ مِصرُ اِلتَقَت في مِهرَجانِ مُحَمَّدٍ وَتَجَمَّعَت لِتَحِيَّةٍ وَسَلامِ هَزَّت مَناكِبَها لَهُ فَكَأَنَّهُ عُرسُ البَيانِ وَمَوكِبُ الأَقلامِ وَكَأَنَّهُ في الفَتحِ عَمّورِيَّةٌ وَكَأَنَّني فيهِ أَبو تَمّامِ أَسِمُ العُصورَ بِحُسنِهِ وأَنا الَّذي يَروي فَيَنتَظِمُ العُصورَ كَلامي شَرَفاً مُحَمَّدُ هَكَذا تُبنى العُلا بِالصَبرِ آوِنَةً وَبِالإِقدامِ هِمَمُ الرِجالِ إِذا مَضَتَ لَم يَثنِها خِدَعُ الثَناءِ وَلا عَوادي الذامِ وَتَمامُ فَضلِكَ أَن يَعيبَكَ حُسَّدٌ يَجِدونَ نَقصاً عِندَ كُلِّ تَمامِ المالُ في الدُنيا مَنازِلُ نُقلَةٍ مِن أَينَ جِئتَ لَهُ بِدارِ مُقامِ فَرَفَعتَ إيواناً كَرُكنِ النَجمِ لَم يُضرَب عَلى كِسرى وَلا بَهرامِ صَيَّرتَ طينَتَهُ الخُلودَ وَجِئتَ مِن وادي المُلوكِ بِجَندَلٍ وَرَغامِ هَذا البِناءُ العَبقَرِيُّ أَتى بِهِ بَيتٌ لَهُ فَضلٌ وَحَقُّ ذِمامِ كانَت بِهِ الأَرقامُ تُدرَكُ حِسبَةً وَاليَومَ جاوَزَ حِسبَةَ الأَرقامِ يا طالَما شَغَفَ الظُنونَ وَطالَما كَثُرَ الرَجاءُ عَلَيهِ في الإِلمامِ ما زِلتَ أَنتَ وَصاحِباكَ بِرُكنِهِ حَتّى اِستَقامَ عَلى أَعَزِّ دِعامِ أَسَّستُمو بِالحاسِدينَ جِدارَهُ وَبَنَيتُمو بِمَعاوِلِ الهَدّامِ شَرِكاتُكَ الدُنيا العَريضَةُ لَم تُنَل إِلّا بِطولِ رِعايَةٍ وَقِيامِ اللَهُ سَخَّرَ لِلكِنانَةِ خازِناً أَخَذَ الأَمانَ لَها مِنَ الأَعوامِ وَكَأَنَّ عَهدَكَ عَهدَ يوسُفَ كُلُّهُ ظِلٌّ وَسُنبُلَةٌ وَقَطرُ غَمامِ وَكَأَنَّ مالَ المودِعينَ وَزَرعَهُم في راحَتَيكَ وَدائِعُ الأَيتامِ ما زِلتَ تَبني رُكنَ كُلِّ عَظيمَةٍ حَتّى أَتَيتَ بِرابِعِ الأَهرامِ اِتَّخَذتِ السَماءَ يا دارُ رُكنا وَأَوَيتِ الكَواكِبَ الزُهرَ سَكنا وَجَمَعتِ السَعادَتَينِ فَباتَت فيكِ دُنيا الصَلاحِ لِلدينِ خِدنا نادَما الدَهرَ في ذَراكِ وَفَضّا مِن سُلافِ الوِدادِ دَنّاً فَدَنّا وَإِذا الخُلقُ كانَ عِقدَ وِدادٍ لَم يَنَل مِنهُ مَن وَشى وَتَجَنّى وَأَرى العِلمَ كَالعِبادَةِ في أَب عَدِ غاياتِهِ إِلى اللَهِ أَدنى واسِعَ الساحِ يُرسِلِ الفِكرَ فيها كُلُّ مَن شَكَّ ساعَةً أَو تَظَنّى هَل سَأَلنا أَبا العَلاءِ وَإِن قَلَّ بَ عَيناً في عالَمِ الكَونِ وَسنى كَيفَ يَهزا بِخالِقِ الطَيرِ مَن لَم يَعلَمِ الطَيرَ هَل بَكى أَو تَغَنّى أَنتِ كَالشَمسِ رَفرَفاً وَالسِماكَي نِ رِواقاً وَكَالمَجَرَّةِ صَحنا لَو تَسَتَّرتِ كُنتِ كَالكَعبَةِ الغَر راءِ ذَيلاً مِنَ الجَلالِ وَرُدنا إِن تَكُن لِلثَوابِ وَالبِرِّ دارٌ أَنتِ لِلحَقِّ وَالمَراشِدِ مَغنى قَد بَلَغتِ الكَمالَ في نِصفِ قَرنٍ كَيفَ إِن تَمَّتِ المَلاوَةُ قَرنا لا تَعُدّي السِنينَ إِن ذُكِرَ العِل مُ فَما تَعلَمينَ لِلعَلمِ سِنّا سَوفَ تَفنى في ساحَتَيكِ اللَيالي وَهوَ باقٍ عَلى المَدى لَيسَ يَفنى يا عُكاظاً حَوى الشَبابَ فِصاحاً قُرَشِيّينَ في المَجامِعِ لُسنا بَثَّهُم في كِنانَةِ اللَهِ نوراً مِن ظَلامٍ عَلى البَصائِرِ أَخنى عَلَّموا بِالبَيانِ لا غُرَباءً فيهِ يَوماً وَلا أَعاجِمَ لُكنا فِتيَةٌ مُحسِنونَ لَم يُخلِفو العِل مَ رَجاءً وَلا المُعَلِّمَ ظَنّا صَدَعوا ظُلمَةً عَلى الريفِ حَلَّت وَأَضاؤوا الصَعيدَ سَهلاً وَحَزنا مَن قَضى مِنهُمُ تَفَرَّقَ فِكراً في نُهى النَشءِ أَو تَقَسَّمَ ذِهنا نادِ دارَ العُلومِ إِن شِئتَ ياعا ئِشُ أَو شِئتَ نادِها يا سُكَينا قُل لَها يا اِبنَةَ المُبارَكِ إيهٍ قَد جَرَت كَاِسمِهِ أُمورُكِ يُمنا هُوَ في المِهرَجانِ حَيٌّ شَهيدٌ يَجتَلي عُرسَ فَضلِهِ كَيفَ أَجنى وَهوَ في العُرسِ إِن تَحَجَّبَ أَو لَم يَحتَجِب والِدُ العَروسِ المُهَنّا ما جَرى ذِكرُهُ بِناديكَ حَتّى وَقَفَ الدَمعُ في الشُؤونِ فَأَثنى رُبَّ خَيرٍ مُلِئتُ مِنهُ سُروراً ذَكَّرَ الخَيِّرينَ فَاِهتَجتُ حُزنا أَدَرى إِذ بَناكِ أَن كانَ يَبني فَوقَ أَنفِ العَدُوِّ لِلضادِ حِصنا حائِطُ المُلكِ بِالمَدارِسِ إِن شِئ تَ وَإِن شِئتَ بِالمَعاقِلِ يُبنى اُنظُرِ الناسَ هَل تَرى لِحَياةٍ عُطِّلَت مِن نَباهَةِ الذِكرِ مَعنى لا الغِنى في الرِجالِ نابَ عَنِ الفَض لِ وَسُلطانِهِ وَلا الجاهُ أَغنى رُبَّ عاثٍ في الأَرضِ لَم تَجعَلِ الأَر ضُ لَهُ إِن أَقامَ أَو سارَ وَزنا عاشَ لَم تَرمِهِ بِعَينٍ وَأَودى هَمَلاً لَم تُهِب لِناعيهِ أُذنا نَظَمَ اللَهُ مُلكَهُ بِعِبادٍ عَبقَرِيّينَ أَورَثوا المُلكَ حُسنا شَغَلَتهُم عَنِ الحَسودِ المَعالي إِنَّما يُحسَدُ العَظيمُ وَيُشنا مِن ذَكِيِّ الفُؤادِ يورِثُ عِلماً أَو بَديعِ الخَيالِ يَخلُقُ فَنّا كَم قَديمٍ كَرُقعَةِ الفَنِّ حُرٍّ لَم يُقَلِّل لَهُ الجَديدانِ شَأنا وَجَديدٍ عَلَيهِ يَختَلِفُ الدَه رُ وَيَفنى الزَمانُ قَرناً فَقَرنا فَاِحتَفِظ بِالذَخيرَتَينِ جَميعاً عادَةُ الفَطنِ بِالذَخائِرِ يُعنى يا شَباباً سَقَونِيَ الوُدَّ مَحضاً وَسَقَوا شانِئي عَلى الغِلِّ أَجنا كُلَّما صارَ لِلكُهولَةِ شِعري أَنشَدوهُ فَعادَ أَمرَدَ لَدنا أُسرَةُ الشاعِرِ الرُواةُ وَما عَن نَوهُ وَالمَرءُ بِالقَريبِ مُعَنّى هُم يَضُنّونَ في الحَياةِ بِما قا لَ وَيُلفَونَ في المَماتِ أَضَنّا وَإِذا ما اِنقَضى وَأَهلوهُ لَم يَع دَم شَقيقاً مِنَ الرُواةِ أَوِ اِبنا النُبوغَ النُبوغَ حَتّى تَنُصّوا رايَةَ العِلمِ كَالهِلالِ وَأَسنى نَحنُ في صورَةِ المَمالِكِ ما لَم يُصبِحِ العِلمُ وَالمُعَلِّمُ مِنّا لا تُنادوا الحُصونَ وَالسُفنَ وَاِدعوا ال عِلمَ يُنشِئ لَكُم حُصوناً وَسُفنا إِنَّ رَكبَ الحَضارَةِ اِختَرَقَ الأَر ضَ وَشَقَّ السَماءَ ريحاً وَمُزنا وَصَحِبناهُ كَالغُبارِ فَلا رَج لاً شَدَدنا وَلا رِكاباً زَمَمنا دانَ آباؤُنا الزَمانَ مَلِيّاً وَمَلِيّاً لِحادِثِ الدَهرِ دِنّا كَم نُباهي بِلَحدِ مَيتٍ وَكَم نَح مِلُ مِن هادِمٍ وَلَم يَبنِ مَنّا قَد أَنى أَن نَقولَ نَحنُ وَلا نَس مَعُ أَبناءَنا يَقولونَ كُنّا أَمسِ اِنقَضى وَاليَومُ مَرقاةُ الغَدِ إِسكَندَرِيَّةُ آنَ أَن تَتَجَدَّدي يا غُرَّةَ الوادي وَسُدَّةَ بابِهِ رُدّي مَكانَكَ في البَرِيَّةِ يُردَدِ فيضي كَأَمسِ عَلى العُلومِ مِنَ النُهى وَعَلى الفُنونِ مِنَ الجَمالِ السَرمَدي وَسِمي النَبالَةَ بِالمَلاحِمِ تَتَّسِم وَسِمى الصَبابَةَ بِالعَواطِفِ تَخلُدِ وَضَعي رِواياتِ الخَلاعَةِ وَالهَوى لِمُمَثِّلينَ مِنَ العُصورِ وَشُهَّدِ لا تَجعَلي حُبَّ القَديمِ وَذِكرَهُ حَسَراتِ مِضياعٍ وَدَفعَ مُبَدَّدِ إِنَّ القَديمَ ذَخيرَةٌ مِن صالِحٍ تَبني المُقَصِّرَ أَو تَحُثُّ المُقتَدي لا تَفتِنَنكِ حَضارَةٌ مَجلوبَةٌ لَم يُبنَ حائِطُها بِمالِكِ وَاليَدِ لَو مالَ عَنكِ شِراعُها وَبُخارُها لَم يَبقَ غَيرُ الصَيدِ وَالمُتَصَيِّدِ وُجِدَت وَكانَ لِغَيرِ أَهلِكِ أَرضُها وَسَماؤُها وَكَأَنَّها لَم توجَدِ جاري النَزيلَ وَسابِقيهِ إِلى الغِنى وَإِلى الحِجا وَإِلى العُلا وَالسُؤدُدِ وَاِبني كَما يَبنى المَعاهِدَ وَاِشرِعي لِشَبابِكِ العِرفانَ عَذبَ المَورِدِ إِنّي حَذِرتُ عَلَيكَ مِن أُمِّيَّةٍ رَبَضَت كَجُنحِ الغَيهَبِ المُتَلَبِّدِ أَخِزانَةَ الوادي عَلَيكِ تَحِيَّةٌ وَعَلى النَدِيِّ وَكُلِّ أَبلَجَ في النَدي ما أَنتِ إِلّا مِن خَزائِنِ يوسُفٍ بِالقَصدِ موحِيَةٌ لِمَن لَم يَقصِدِ قُلِّدتِ مِن مالِ البِلادِ أَمانَةً يا طالَما اِفتَقَرَت إِلى المُتَقَلِّدِ وَبَلَغتِ مِن إيمانِها وَرَجائِها ما يَبلُغُ المِحرابُ مِن مُتَعَبِّدِ فَلَوَ اَنَّ أَستارَ الجَلالِ سَعَت إِلى غَيرِ العَتيقِ لَبِستِ مِمّا يَرتَدي إِنّا نُعَظِّمُ فيكِ أَلوِيَةً عَلى جَنَباتِها حَشدٌ يَروحُ وَيَغتَدي وَإِذا طَعِمتَ مِنَ الخَلِيَّةِ شَهدَها فَاِشهَد لِقائِدِها وَلِلمُتَجَنِّدِ لا تَمنَحِ المَحبوبَ شُكرَكَ كُلَّهُ وَاِقرِن بِهِ شُكرَ الأَجيرِ المُجهَدِ إِسكَندَرِيَّةُ شُرِّفَت بِعِصابَةٍ بيضِ الأَسِرَّةِ وَالصَحيفَةِ وَاليَدِ خَدَموا حِمى الوَطَنِ العَزيزِ فَبورِكوا خَدَماً وَبورِكَ في الحِمى مِن سَيِّدِ ما بالُ ذاكَ الكوخِ صَرَّحَ وَاِنجَلى عَن حائِطَي صَرحٍ أَشَمَّ مُمَرَّدِ مِن كَسرِ بَيتٍ أَو جِدارِ سَقيفَةٍ رَفَعَ الثَباتُ بِنايَةً كَالفَرقَدِ فَإِذا طَلَعتَ عَلى جَلالَةِ رُكنِها قُل تِلكَ إِحدى مُعجِزاتِ مُحَمَّدِ لا يُقيمَنَّ عَلى الضَيمِ الأَسَد نَزَعَ الشِبلُ مِنَ الغابِ الوَتَد كَبُرَ الشِبلُ وَشَبَّت نابُهُ وَتَغَطّى مَنكِباهُ بِاللُبَد اِترُكوهُ يَمشِ في آجامِهِ وَدَعوهُ عَن حِمى الغابِ يَذُد وَاِعرُضوا الدُنيا عَلى أَظفارِهِ وَاِبعَثوهُ في صَحاراها يَصِد فِتيَةَ الوادي عَرَفنا صَوتَكُم مَرحَباً بِالطائِرِ الشادي الغَرِد هُوَ صَوتُ الحَقِّ لَم يَبغِ وَلَم يَحمِلِ الحِقدَ وَلَم يُخفِ الحَسَد وَخَلا مِن شَهوَةٍ ما خالَطَت صالِحاً مِن عَمَلٍ إِلّا فَسَد حَرَّكَ البُلبُلُ عِطفَي رَبوَةٍ كانَ فيها البومُ بِالأَيكِ اِنفَرَد زَنبَقُ المُدنِ وَرَيحانُ القُرى قامَ في كُلِّ طَريقٍ وَقَعَد باكِراً كَالنَحلِ في أَسرابِها كُلُّ سِربٍ قَد تَلاقى وَاِحتَشَد قَد جَنى ما قَلَّ مِن زَهرِ الرُبا ثُمَّ أَعطى بَدَلَ الزَهرِ الشُهُد بَسَطَ الكَفَّ لِمَن صادَفَه وَمَضى يَقصُرُ خَطواً وَيَمُد يَجعَلُ الأَوطانَ أُغنِيَتَه وَيُنادي الناسَ مَن جادَ وَجَد كُلَّما مَرَّ بِبابٍ دَقَّهُ أَو رَأى داراً عَلى الدَربِ قَصَد غادِياً في المُدنِ أَو نَحوَ القِرى رائِحاً يَسأَلُ قِرشاً لِلبَلَد أَيُّها الناسُ اِسمَعوا أَصغوا لَهُ أَخرِجوا المالَ إِلى البِرِّ يَعُد لا تَرُدّوا يَدَهُم فارِغَةً طالِبُ العَونِ لِمِصرٍ لا يُرَد سَيَرى الناسُ عَجيباً في غَدٍ يَغرِسُ القِرشُ وَيَبني وَيَلِد يُنهِضُ اللَهُ الصِناعاتِ بِهِ مِن عِثارٍ لَبَثَت فيهِ الأَبَد أَو يَزيدَ البِرَّ داراً قَعَدَت لِكِفاحِ السُلِّ أَو حَربِ الرَمَد وَهوَ في الأَيدي وَفي قُدرَتِها لَم يَضِق عَنهُ وَلَم يَعجِز أَحَد تِلكَ مِصرُ الغَدِ تَبني مُلكَها نادَتِ الباني وَجاءَت بِالعُدَد وَعَلى المالِ بَنَت سُلطانَها ثابِتَ الآساسِ مَرفوعَ العَمَد وَأَصارَت بَنكَ مِصرٍ كَهفَها حَبَّذا الرُكنُ وَأَعظِم بِالسَنَد مَثَلٌ مِن هِمَّةٍ قَد بَعُدَت وَمَداها في المَعالي قَد بَعُد رَدَّها العَصرُ إِلى أُسلوبِهِ كُلُّ عَصرٍ بِأَساليبَ جُدُد البَنونَ اِستَنهَضوا آبائَهُم وَدَعا الشِبلُ مِنَ الوادي الأَسَد أَصبَحَت مِصرُ وَأَضحى مَجدُها هِمَّةَ الوالِدِ أَو شُغلَ الوَلَد هَذِهِ الهِمَّةُ بِالأَمسِ جَرَت فَحَوَت في طَلَبِ الحَقِّ الأَمَد أَيُّها الجيلُ الَّذي نَرجو لِغَدٍ غَدُكَ العِزُّ وَدُنياكَ الرَغَد أَنتَ في مَدرَجَةِ السَيلِ وَقَد ضَلَّ مَن في مَدرَجِ السَيلِ رَقَد قُدتَ في الحَقِّ فَقُد في مِثلِهِ مِن نَواحي القَصدِ أَو سُبلِ الرَشَد رُبَّ عامٍ أَنتَ فيهِ واجِدٌ وَاِدَّخِر فيهِ لِعامٍ لا تَجِد عَلِّمِ الآباءَ وَاِهتِف قائِلاً أَيُّها الشَعبُ تَعاوَن وَاِقتَصِد اِجمَعِ القِرشَ إِلى القِرشِ يَكُن لَكَ مِن جَمعِهِما مالٌ لُبَد اُطلِبِ القُطنَ وَزاوِل غَيرَهُ وَاِتَّخِذ سوقاً إِذا سوقٌ كَسَد نَحنُ قَبلَ القُطنِ كُنّا أُمَّةً تَهبِطُ الوادي وَتَرعى وَتَرِد قَد أَخَذنا في الصِناعاتِ المَدى وَبَنَينا في الأَوالي ما خَلَد وَغَزَلنا قَبلَ إِدريسَ الكُسا وَنَسَجنا قَبلَ داوُدَ الزَرَد إِن تَكُ اليَومَ لِواءً قائِداً كَم لِواءٍ لَكَ بِالأَمسِ اِنعَقَد خَطَونا في الجِهادِ خُطاً فِساحا وَهادَنّا وَلَم نُلقِ السِلاحا رَضينا في هَوى الوَطَنِ المُفَدّى دَمَ الشُهَداءِ وَالمالَ المُطاحا وَلَمّا سُلَّتِ البيضُ المَواضي تَقَلَّدنا لَها الحَقَّ الصُراحا فَحَطَّمنا الشَكيمَ سِوى بَقايا إِذا عَضَّت أَرَيناها الجِماحا وَقُمنا في شِراعِ الحَقِّ نَلقى وَنَدفَعُ عَن جَوانِبِهِ الرِياحا نُعالِجُ شِدَّةً وَنَروضُ أُخرى وَنَسعى السَعيَ مَشروعاً مُباحا وَنَستَولي عَلى العَقَباتِ إِلّا كَمينَ الغَيبِ وَالقَدَرَ المُتاحا وَمَن يَصبِر يَجِد طولَ التَمَنّي عَلى الأَيّامِ قَد صارَ اِقتِراحا وَأَيّامٍ كَأَجوافِ اللَيالي فَقَدنَ النَجمَ وَالقَمَرَ اللِياحا قَضَيناها حِيالَ الحَربِ نَخشى بَقاءَ الرِقِّ أَو نَرجو السَراحا تَرَكنَ الناسَ بِالوادي قُعوداً مِنَ الإِعياءِ كَالإِبِلِ الرَزاحى جُنودُ السِلمِ لا ظَفَرٌ جَزاهُم بِما صَبَروا وَلا مَوتٌ أَراحا وَلا تَلقى سِوى حَيٍّ كَمَيتٍ وَمَنزوفٍ وَإِن لَم يُسقَ راحا تَرى أَسرى وَما شَهِدوا قِتالاً وَلا اِعتَقَلوا الأَسِنَّةَ وَالصِفاحا وَجَرحى السَوطِ لا جَرحى المَواضي بِما عَمِلَ الجَواسيسُ اِجتِراحا صَباحُكَ كانَ إِقبالاً وَسَعداً فَيا يَومَ الرِسالَةِ عِم صَباحا وَما تَألوا نَهارَكَ ذِكرَياتٍ وَلا بُرهانَ عِزَّتِكَ اِلتِماحا تَكادُ حِلاكَ في صَفَحاتِ مِصرٍ بِها التاريخُ يُفتَتَحُ اِفتِتاحا جَلالُكَ عَن سَنا الأَضحى تَجَلّى وَنورُكَ عَن هِلالِ الفِطرِ لاحا هُما حَقٌّ وَأَنتَ مُلِئتَ حَقّاً وَمَثَّلتَ الضَحِيَّةَ وَالسَماحا بَعَثنا فيكَ هاروناً وَموسى إِلى فِرعَونَ فَاِبتَدَأَ الكِفاحا وَكانَ أَعَزَّ مِن روما سُيوفاً وَأَطغى مِن قَياصِرِها رِماحا يَكادُ مِنَ الفُتوحِ وَما سَقَتهُ يَخالُ وَراءَ هَيكَلِهِ فِتاحا وَرُدَّ المُسلِمونَ فَقيلَ خابوا فَيا لَكِ خَيبَةً عادَت نِجاحا أَثارَت وادِياً مِن غايَتَيهِ وَلامَت فُرقَةً وَأَسَت جِراحا وَشَدَّت مِن قُوى قَومٍ مِراضٍ عَزائِمُهُم فَرَدَّتها صِحاحا كَأَنَّ بِلالَ نودِيَ قُم فَأَذِّن فَرَجَّ شِعابَ مَكَّةَ وَالبِطاحا كَأَنَّ الناسَ في دينٍ جَديدٍ عَلى جَنَباتِهِ اِستَبقوا الصِلاحا وَقَد هانَت حَياتُهُمُ عَلَيهِم وَكانوا بِالحَياةِ هُمُ الشِحاحا فَتَسمَعُ في مَآتِمِهِم غِناءً وَتَسمَعُ في وَلائِمِهِم نُواحا حَوارِيّينَ أَوفَدنا ثِقاتٍ إِذا تُرِكَ البَلاغُ لَهُمُ فِصاحا فَكانوا الحَقَّ مُنقَبِضاً حَيِيّاً تَحَدّى السَيفَ مُنصَلِتاً يَقاحا لَهُم مِنّا بَراءَةُ أَهلِ بَدرٍ فَلا إِثماً نَعُدُّ وَلا جُناحا تَرى الشَحناءَ بَينَهُمو عِتاباً وَتَحسَبُ جِدَّهُم فيها مُزاحا جَعَلنا الخِلدَ مَنزِلَهُم وَزِدنا عَلى الخُلدِ الثَناءَ وَالاِمتِداحا يَميناً بِالَّتي يُسعى إِلَيها غُدُوّاً بِالنَدامَةِ أَو رَواحا وَتَعبَقُ في أُنوفِ الحَجِّ رُكناً وَتَحتَ جِباهِهِم رَحباً وَساحا وَبِالدُستورِ وَهوَ لَنا حَياةٌ نَرى فيهِ السَلامَةَ وَالفَلاحا أَخَذناهُ عَلى المُهَجِ الغَوالي وَلَم نَأخُذهُ نَيلاً مُستَماحا بَنَينا فيهِ مِن دَمعٍ رِواقاً وَمِن دَمِ كُلِّ نابِتَةٍ جَناحا لَما مَلَأَ الشَبابَ كَروحِ سَعدٍ وَلا جَعَلَ الحَياةَ لَهُم طِماحا سَلوا عَنهُ القَضِيَّةَ هَل حَماها وَكانَ حِمى القَضِيَّةِ مُسَتباحا وَهَل نَظَمَ الكُهولَ الصَيدَ صَفّاً وَأَلَفَّ مِن تَجارِبِهِم رَداحا هُوَ الشَيخُ الفَتِيُّ لَوِ اِستَراحَت مِنَ الدَأبِ الكَواكِبُ ما اِستَراحا وَلَيسَ بِذائِقِ النَومِ اِغتِباقاً إِذا دارَ الرُقادُ وَلا اِصطِباحا فَيا لَكَ ضَيغَماً سَهِرَ اللَيالي وَناضَلَ دونَ غايَتِهِ وَلاحى وَلا حَطَمَت لَكَ الأَيّامُ ناباً وَلا غَضَّت لَكَ الدُنيا صِياحا مَعالي العَهدِ قُمتَ بِها فَطيما وَكانَ إِلَيكَ مَرجِعُها قَديما تَنَقَّل مِن يَدٍ لِيَدٍ كَريماً كَروحِ اللَهِ إِذ خَلَفَ الكَليما تَنحّى لِاِبنِ مَريَمَ حينَ جاءَ وَخَلّى النَجمُ لِلقَمَرِ الفَضاءَ ضِياءٌ لِلعُيونِ تَلا ضِياءً يَفيضُ مَيامِناً وَهُدىً عَميما كَذا أَنتُم بَني البَيتِ الكَريمِ وَهَل مُتَجَزِّئٌ ضَوءُ النُجومِ وَأَينَ الشُهبُ مِن شَرَفٍ صَميمِ تَأَلَّقَ عِقدُهُ بِكُمو نَظيما أَرى مُستَقبَلاً يَبدو عُجابا وَعُنواناً يُكِنُّ لَنا كِتابا وَكانَ مُحَمَّدٌ أَمَلاً شِهابا وَكانَ اليَأسُ شَيطاناً رَجيما وَأَشرَقَتِ الهَياكِلُ وَالمَباني كَما كانَت وَأَزيَنَ في الزَمانِ وَأَصبَحَ ما تُكِنُّ مِنَ المَعاني عَلى الآفاقِ مَسطوراً رَقيما سَأَلتُ فَقيلَ لي وَضَعَتهُ طِفلاً وَهَذا عيدُهُ في مِصرَ يُجلى فَقُلتُ كَذَلِكُم آنَستُ قَبلا وَكانَ اللَهُ بِالنَجوى عَليما بِمُنتَزَهِ الإِمارَةِ هَلَّ فَجرا هِلالاً في مَنازِلِهِ أَغَرّا فَباتَت مِصرُ حَولَ المَهدِ ثَغرا وَباتَ الثَغرُ لِلدُنيا نَديما لِجيلِكَ في غَدٍ جيلِ المَعالي وَشَعبِ المَجدِ وَالهِمَمِ العَوالي أَزُفُ نَوابِغَ الكَلِمِ الغَوالي وَأَهدي حِكمَتي الشَعبَ الحَكيما إِذا أَقبَلتَ يا زَمَن البَنينا وَشَبّوا فيكَ وَاِجتازوا السِنينا فَدُر مِن بَعدِنا لَهُمو يَمينا وَكُن لِوُرودِكَ الماءَ الحَميما وَيا جيلَ الأَميرِ إِذا نَشَأنا وَشاءَ الجَدُّ أَن تُعطى وَشِئتا فَخُذ سُبُلاً إِلى العَلياءِ شَتّى وَخَلِّ دَليلَكَ الدينَ القَويما وَضِنَّ بِهِ فَإِنَّ الخَيرَ فيهِ وَخُذهُ مِنَ الكِتابِ وَما يَليهِ وَلا تَأخُذهُ مِن شَفَتَي فَقيهِ وَلا تَهجُر مَعَ الدينِ العُلوما وَثِق بِالنَفسِ في كُلِّ الشُؤونِ وَكُن مِمّا اِعتَقدتَ عَلى يَقينِ كَأَنَّكَ مِن ضَميرِكَ عِندَ دينٍ فَمِن شَرَفِ المَبادِئِ أَن تُقيما وَإِن تَرُمِ المَظاهِرَ في الحَياةِ فَرُمها بِاِجتِهادِكَ وَالثَباتِ وَخُذها بِالمَساعي باهِراتِ تُنافِسُ في جَلالَتِها النُجوما وَإِن تَخرُج لِحَربٍ أَو سَلامِ فَأَقدِم قَبلَ إِقدامِ الأَنامِ وَكُن كَاللَيثِ يَأتي مِن أَمامِ فَيَملَأُ كُلَّ ناطِقَةٍ وُجوما وَكُن شَعبَ الخَصائِصِ وَالمَزايا وَلا تَكُ ضائِعاً بَينَ البَرايا وَكُن كَالنَحلِ وَالدُنيا الخَلايا يَمُرُّ بِها وَلا يَمضي عَقيما وَلا تَطمَح إِلى طَلَبِ المُحالِ وَلا تَقنَع إِلى هَجرِ المَعالي فَإِن أَبطَأنَ فَاِصبِر غَيرَ سالِ كَصَبرِ الأَنبِياءِ لَها قَديما وَلا تَقبَل لِغَيرِ اللَهِ حُكماً وَلا تَحمِل لِغَيرِ الدَهرِ ظُلما وَلا تَرضَ القَليلَ الدونَ قِسما إِذا لَم تَقدِرِ الأَمرَ المَروما وَلا تَيأَس وَلا تَكُ بِالضَجورِ وَلا تَثِقَنَّ مِن مَجرى الأُمورِ فَلَيسَ مَعَ الحَوادِثِ مِن قَديرِ وَلا أَحَدٌ بِما تَأتي عَليما وَفي الجُهّالِ لا تَضَعِ الرَجاءَ كَوَضعِ الشَمسِ في الوَحَلِ الضِياءَ يَضيعُ شُعاعُها فيهِ هَباءَ وَكانَ الجَهلُ مَمقوتاً ذَميما وَبالِغ في التَدَبُّرِ وَالتَحَرّي وَلا تَعجَل وَثِق مِن كُلِّ أَمرِ وَكُن كَالأُسدِ عِندَ الماءِ تَجري وَلَيسَت وُرَّداً حَتّى تَحوما وَما الدُنيا بِمَثوىً لِلعِبادِ فَكُن ضَيفَ الرِعايَةِ وَالوِدادِ وَلا تَستَكثِرَنَّ مِنَ الأَعادي فَشَرُّ الناسِ أَكثَرُهُم خُصوما وَلا تَجعَل تَوَدُّدُكَ اِبتِذالاً وَلا تَسمَح بِحِلمِكَ أَن يُذالا وَكُن ما بَينَ ذاكَ وَذاكَ حالا فَلَن تُرضي العَدُوَّ وَلا الحَميما وَصَلِّ صَلاةَ مَن يَرجو وَيَخشى وَقَبلَ الصَومِ صُم عَن كُلِّ فَحشا وَلا تَحسَب بِأَنَّ اللَهَ يُرشى وَأَنَّ مُزَكّياً أَمِنَ الجَحيما لِكُلِّ جَنىً زَكاةً في الحَياةِ وَمَعنى البِرِّ في لَفظِ الزَكاةِ وَما لِلَّهُ فينا مِن جُباةِ وَلا هُوَ لِاِمرِئٍ زَكّى غَريما فَإِن تَكُ عالِماً فَاِعمَل وَفَطِّن وَإِن تَكُ حاكِماً فَاِعدِل وَأَحسِن وَإِن تَكُ صانِعاً شَيئاً فَأَتقِن وَكُن لِلفَرضِ بَعدَئِذٍ مُقيما وَصُن لُغَةً يَحُقُّ لَها الصِيانُ فَخَيرُ مَظاهِرِ الأُمِّ البَيانُ وَكانَ الشَعبُ لَيسَ لَهُ لِسانُ غَريباً في مَواطِنِهِ مَضيما أَلَم تَرَها تُنالُ بِكُلِّ ضَيرٍ وَكانَ الخَيرُ إِذ كانَت بِخَيرِ أَيَنطِقُ في المَشارِقِ كُلُّ طَيرِ وَيَبقى أَهلُها رَخَماً وَبوما فَعَلِّمها صَغيرَكَ قَبلَ كُلِّ وَدَع دَعوى تَمَدُّنِهِم وَخَلِّ فَما بِالعِيِّ في الدُنيا التَحَلّي وَلا خَرَسُ الفَتى فَضلاً عَظيما وَخُذ لُغَةَ المُعاصِرِ فَهيَ دُنيا وَلا تَجعَل لِسانَ الأَصلِ نَسيا كَما نَقَلَ الغُرابُ فَضَلَّ مَشياً وَما بَلَغَ الجَديدَ وَلا القَديما لِجيلِكَ يَومَ نَشأَتِهِ مَقالي فَأَمّا أَنتَ يا نَجلَ المَعالي فَتَنظُرُ مِن أَبيكَ إِلى مِثالٍ يُحَيِّرُ في الكَمالاتِ الفُهوما نَصائِحُ ما أَرَدتُ بِها لِأَهدي وَلا أَبغي بِها جَدواكَ بَعدي وَلَكِنّي أُحِبُّ النَفعَ جَهدي وَكانَ النَفعُ في الدُنيا لُزوما فَإِن أُقرِئتَ يا مَولايَ شِعري فَإِنَّ أَباكَ يَعرِفُهُ وَيَدري وَجَدُّكَ كانَ شَأوي حينَ أَجري فَأَصرَعُ في سَوابِقِها تَميما بَنونا أَنتَ صُبحُهُمُ الأَجَلُّ وَعَهدُكَ عِصمَةٌ لَهُمو وَظِلُّ فَلِم لا نَرتَجيكَ لَهُم وَكُلٌّ يَعيشُ بِأَن تَعيشَ وَأَن تَدوما أَحمُدُكَ اللَهَ وَأُطري الأَنبِياء مَصدَرَ الحِكمَةِ طُرّاً وَالضِياء وَلَهُ الشُكرُ عَلى نُعمى الوُجود وَعَلى ما نِلتُ مِن فَضلٍ وَجود اُعبُدِ اللَهَ بِعَقلٍ يا بُنَيَّ وَبِقَلبٍ مِن رَجاءِ اللَهِ حَي اُرجُهُ تُعطَ مَقاليدَ الفَلَك وَاِخشَهُ خَشيَةَ مَن فيهِ هَلَك اُنظُرِ المُلكَ وَأَكبِر ما خَلَق وَتَمَتَّع فيهِ مِن خَيرٍ رَزَق أَنتَ في الكَونِ مَحَلُّ التَكرِمَه كُلُّ شَيءٍ لَكَ عَبدٌ أَو أَمَه سُخِّرَ العالَمُ مِن أَرضٍ وَماء لَكَ وَالريحُ وَما تَحتَ السَماء اُذكُرِ الآيَةَ إِذ أَنتَ جَنين لَكَ في الظُلمَةِ لِلنورِ حَنين كُلَّ يَومٍ لَكَ شَأنٌ في الظُلَم حارَ فيهِ كُلُّ بُقراطٍ عَلَم كانَ في جَنبِكَ شَيءٌ مِن عَلَقَ حينَ مَسَّتهُ يَدُ اللَهِ خَفَق صارَ حِسّاً وَحَياةً بَعدَما كانَ في الأَضلاعِ لَحماً وَدَما دَقَّ كَالناقوسِ وَسطَ الهَيكَل في اِنتِفاضٍ كَاِنتِفاضِ البُلبُل قُل لِمَن طَبَّبَ أَو مَن نَجَّما صَنعَةُ اللَهِ وَلَكِن زِغتُما آمِنا بِاللَهِ إيمانَ العَجوز إِنَّ غَيرَ اللَهِ عَقلاً لا يَجوز أَيُّها الطالِبُ لِلعِلمِ اِستَمِع خَيرَ ما في طَلَبِ العِلمِ جُمِع هُوَ إِن أوتيتَهُ أَسنى النِعَم هَل تَرى الجُهّالَ إِلّا كَالنَعَم اُطلُبِ العِلمَ لِذاتِ العِلمِ لا لِظُهورٍ باطِلٍ بَينَ المَلا عِندَ أَهلِ العِلمِ لِلعِلمِ مَذاق فَإِذا فاتَكَ هَذا فَاِفتِراق طَلَبُ المَحرومِ لِلعِلمِ سُدى لَيسَ لِلأَعمى عَلى الضَوءِ هُدى فَإِذا فاتَكَ تَوفيقُ العَليم فَاِمتَنِع عَن كُلِّ تَحصيلٍ عَقيم وَاِطلُبِ الرِزقَ هُنا أَو هَهُنا كَم مَعَ الجَهلِ يَسارٌ وَغِنى كُلُّ ما عَلَّمَكَ الدَهرُ اِعلَمِ التَجاريبُ عُلومُ الفَهِمِ إِنَّما الأَيّامُ وَالعَيشُ كِتاب كُلَّ يَومٍ فيهِ لِلعِبرَةِ باب إِن رُزِقتَ العِلمَ زِنهُ بِالبَيان ما يُفيدُ العَقلُ إِن عَيَّ اللِسان كَم عَليمٍ سَقَطَ العِيُّ بِهِ مُظلِمٌ لا تَهتَدي في كُتبِهِ وَأَديبٍ فاتَهُ العِلمُ فَما جاءَ بِالحِكمَةِ فيما نَظَما إِنَّ لِلعِلمِ جَميعاً فَلسَفَه مَن تَغِب عَنهُ تَفُتهُ المَعرِفَه اِقرَإِ التاريخَ إِذ فيهِ العِبَر ضاعَ قَومٌ لَيسَ يَدرونَ الخَبَر كُن إِلى المَوتِ عَلى حُبِّ الوَطَن مَن يَخُن أَوطانَهُ يَوماً يُخَن وَطَنُ المَرءِ جَماهُ المُفتَدى يَذكُرُ المِنَّةَ مِنهُ وَاليَدا قَد عَرَفتَ الدارَ وَالأَهلَ بِهِ كُلُّ حُبٍّ شُعبَةٌ مِن حُبِّهِ هُوَ مَحبوبُكَ بادٍ مُحتَجِب يَعرِفُ الشَوقَ لَهُ مَن يَغتَرِب لَكَ مِنهُ في الصِبا مَهدٌ رَحيم فَإِذا وُريتَ فَالقَبرُ الكَريم كَم عَزيزٍ عِندَكَ اِستَودَعتَهُ وَعُهودٍ بَعدَكَ اِستَرعَيتَهُ وَدَفينٍ لَكَ فيهِ كَرُما تَذرِفُ الدَمعَ لِذِكراهُ دَما كُن نَشيطاً عامِلاً جَمَّ الأَمَل إِنَّما الصِحَّةُ وَالرِزقُ العَمَل كُلُّ ما أَتقَنتَ مَحبوبٌ وَجيه مُتقَنُ الأَعمالِ سِرُّ اللَهِ فيه يُقبِلُ الناسُ عَلى الشَيءِ الحَسَن كُلُّ شَيءٍ بِجَزاءٍ وَثَمَن اِنظُرِ الآثارَ ما أَزيَنَها قَد حَباها الخُلدَ مَن أَتقَنَها تِلكَ آثارُ بَني مِصرَ الأُوَل أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتّى في الجُعَل أَيُّها التاجِرُ بُلِّغتَ الأَرَب طالِعُ التاجِرِ في حُسنِ الأَدَب بابُ حانوتِكَ بابُ الرازِقِ لا تُفارِق بابَهُ أَو فارِقِ وَاِحتَرِم في بابِهِ مَن دَخَلا كُلُّهُم مِنهُ رَسولٌ وَصَلا تاجِرُ القَومِ صَدوقٌ وَأَمين لَفظَةٌ مِن فيهِ لِلقَومِ يَمين إِنَّ لِلإِقدامِ ناساً كَالأُسُد فَتَشَبَّه إِنَّ مَن يُقدِم يَسُد مِنهُمو كُلُّ فَتىً سادَ وَشاد مِنهُمو إِسكَندَرٌ وَاِبنُ زِياد وَشُجاعُ النَفسِ مِنهُم في الكُروب كَشُجاعِ القَلبِ في وَقتِ الحُروب وابِلٌ سُقراطُ وَالشُجعانُ طَل إِنَّما مَن يَنصُرُ الحَقَّ البَطَل هُم جَمالُ الدَهرِ حيناً بَعدَ حين مِن غُزاةٍ أَو دُعاةٍ مُصلِحين لَهُمُ مِن هَيبَةٍ عِندَ الأُمَم ما لِراعي غَنَمٍ عِندَ الغَنَم قُل إِذا خاطَبتَ غَيرَ المُسلِمين لَكُمو دينٌ رَضيتُم وَلِيَ دين خَلِّ لِلدَيّانِ فيهِم شانَهُ إِنَّهُ أَولى بِهِم سُبحانَهُ كُلُّ حالٍ صائِرٌ يَوماً لِضِدّ فَدَعِ الأَقدارَ تجري وَاِستَعَدّ فَلَكٌ بِالسَعدِ وَالنَحسِ يَدور لا تُعارِض أَبَداً مَجرى الأُمور قُل إِذا شِئتَ صُروفٌ وَغِيَر وَإِذا شِئتَ قَضاءٌ وَقَدَر وَاِعمَلِ الخَيرَ فَإِن عِشتَ لَقي طَيِّبَ الحَمدِ وَإِن مُتَّ بَقي مَن يَمُت عَن مِنَّةٍ عِندَ يَتيم فَرَحيمٌ سَوفَ يُجزى مِن رَحيم كُن كَريماً إِن رَأى جُرحاً أَسا وَتَعَهَّد وَتَوَلَّ البُوَسا وَاِسخُ في الشِدَّةِ وَاِزدَد في الرَخاء كُلُّ خُلقٍ فاضِلٍ دونَ السَخاء فَبِهِ كُلُّ بَلاءٍ يُدفَعُ لَستَ تَدري في غَدٍ ما يَقَعُ جامِلِ الناسَ تَحُز رِقَّ الجَميع رُبَّ قَيدٍ مِن جَميلٍ وَصَنيع عامِلِ الكُلَّ بِإِحسانٍ تُحَب فَقَديماً جَمَّلَ المَرءَ الأَدَب وَتَجَنَّب كُلَّ خُلقٍ لَم يَرُق إِنَّ ضيقَ الرِزقِ مِن ضيقِ الخُلُق وَتَواضَع في اِرتِفاعٍ تُعتَبَر فَهُما ضِدّانِ كِبَرٌ وَكِبَر كُلُّ حَيٍّ ما خَلا اللَهَ يَموت فَاِترُكِ الكِبرَ لَهُ وَالجَبَروت وَأَرِح جَنبَكَ مِن داءِ الحَسَد كَم حَسودٍ قَد تَوَفّاهُ الكَمَد وَإِذا أُغضِبتَ فَاِغضَب لِعَظيم شَرَفٍ قَد مُسَّ أَو عِرضٍ كَريم وَتَجَنَّب في الصَغيراتِ الغَضَب إِنَّهُ كَالنارِ وَالرُشدُ الَحطَب اِطلُبِ الحَقَّ بِرِفقٍ تُحمَدِ طالِبُ الحَقِّ بِعُنفٍ مُعتَدِ وَاِعصِ في أَكثَرِ ما تَأتي الهَوى كَم مُطيعٍ لِهَوى النَفسِ هَوى اُذكُرِ المَوتَ وَلا تَفزَع فَمَن يَحقِرِ المَوتَ يَنَل رِقَّ الزَمَن أَحبِبِ الطِفلَ وَإِن لَم يَكُ لَك إِنَّما الطِفلُ عَلى الأَرضِ مَلَك هُوَ لُطفُ اللَهِ لَو تَعلَمُهُ رَحِمَ اللَهُ اِمرَءاً يَرحَمُهُ عَطفَةٌ مِنهُ عَلى لُعبَتِهِ تُخرِجُ المَحزونَ مِن كُربَتِهِ وَحَديثٌ ساعَةَ الضيقِ مَعَه يَملَلأُ العَيشَ نَعيماً وَسَعَه يا مُديمَ الصَومِ في الشَهرِ الكَريم صُم عَنِ الغيبَةِ يَوماً وَالنَميم وَإِذا صَلَّيتَ خَف مَن تَعبُدُ كَم مُصَلٍّ ضَجَّ مِنهُ المَسجِدُ وَاِجعَلِ الحَجَّ إِلى أُمِّ القُرى غِبَّ حَجٍّ لِبُيوتِ الفُقَرا هَكَذا طَهَ وَمَن كانَ مَعَه مِن وَقارِ اللَهِ أَلّا تَخدَعَه وَتَسَمَّح وَتَوَسَّع في الزَكاه إِنَّها مَحبوبَةٌ عِندَ الإِلَه فَرَضَ البِرَّ بِها فَرضُ حَكيم فَإِذا ما زِدتَ فَاللَهُ كَريم لَيسَ لي في طِبِّ جالينوسَ باع بَيدَ أَنَّ العَيشَ دَرسٌ وَاِطِّلاع اِحذَرِ التُخمَةَ إِن كُنتَ فَهِم إِنَّ عِزرائيلَ في حَلقِ النَهِم وَاِتَّقِ البَردَ فَكَم خَلقٍ قَتَل مَن تَوَقّاهُ اِتَّقى نِصفَ العِلَل اِتَّخِذ سُكناكَ في تَلقِ الجَواء بَينَ شَمسٍ وَنَباتٍ وَهَواء خَيمَةٌ في البيدِ خَيرٌ مِن قُصور تَبخَلُ الشَمسُ عَلَيها بِالمُرور في غَدٍ تَأوي إِلى قَفرٍ حَلِك يَستَوي الصُعلوكُ فيهِ وَالمَلِك وَاِترُكِ الخَمرَ لِمَشغوفٍ بِها لا يَرى مَندوحَةً عَن شُربِها لا تُنادِم غَيرَ مَأمونٍ كَريم إِنَّ عَقلَ البَعضِ في كَفِّ النَديم وَعَنِ المَيسِرِ ما اِسطَعتَ اِبتَعِد فَهوَ سُلُّ المالِ بَل سُلُّ الكَبِد وَتَعَشَّق وَتَعَفَّف وَاِتَّقِ مادَرى اللَذَّةَ مَن لَم يَعشَقِ دامَت مَعاليكَ فينا يا اِبنَ فاطِمَةٍ وَدامَ مِنكُم لِأُفقِ البَيتِ نِبراسُ قُل لِلخِديوِ إِذا وافَيتَ سُدَّتَهُ تَمشي إِلَيهِ وَيَمشي خَلفَكَ الناسُ حَجُّ الأَميرِ لَهُ الدُنيا قَدِ اِبتَهَجَت وَالعَودُ وَالعيدُ أَفراحٌ وَأَعراسُ فَلتَحيَ مِلَّتُنا فَلتَحيَ أُمَّتُنا فَليَحيى سُلطانُنا فَليَحيى عَبّاسُ أَبكيكَ إِسماعيلَ مِصرَ وَفي البُكا بَعدَ التَذَكُّرِ راحَةُ المُستَعبِرِ وَمِنَ القِيامِ بِبَعضِ حَقِّكَ أَنَّني أَرقى لِعِزِّكَ وَالنَعيمِ المُدبِرِ هَذي بُيوتُ الرومِ كَيفَ سَكَنتَها بَعدَ القُصورِ المُزرِياتِ بِقَيصَرِ وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ نَفسَكَ أَقصَرَت وَالدَهرُ في إِحراجِها لَم يُقصِرِ ما زالَ يُخلي مِنكَ كُلَّ مَحِلَّةٍ حَتّى دُفِعتَ إِلى المَكانِ الأَقفَرِ نَظَرَ الزَمانُ إِلى دِيارِكَ كُلِّها نَظَرَ الرَشيدِ إِلى مَنازِلِ جَعفَرِ اللَهُ يَحكُمُ في المَدائِنِ وَالقُرى يا ميتَ غَمرَ خُذي القَضاءَ كَما جَرى ما جَلَّ خَطبٌ ثُمَّ قيسَ بِغَيرِهِ إِلّا وَهَوَّنَهُ القِياسُ وَصَغَّرا فَسَلي عَمورَةَ أَو سدونَ تَأَسِّياً أَو مَرتَنيقَ غَداةَ وُورِيَتِ الثَرى مُدنٌ لَقينَ مِنَ القَضاءِ وَنارِهِ شَرَراً بِجَنبِ نَصيبِها مُستَصغَرا هَذي طُلولُكِ أَنفُساً وَحِجارَةً هَل كُنتِ رُكناً مِن جَهَنَّمَ مُسعَرا قَد جِئتُ أَبكيها وَآخُذُ عِبرَةً فَوَقَفتُ مُعتَبِراً بِها مُستَعبِرا أَجِدُ الحَياةَ حَياةَ دَهرٍ ساعَةً وَأَرى النَعيمَ نَعيمَ عُمرٍ مُقصِرا وَأَعُدُّ مِن حَزمِ الأُمورِ وَعَزمِها لِلنَفسِ أَن تَرضى وَأَلّا تَضجَرا ما زِلتُ أَسمَعُ بِالشَقاءِ رِوايَةً حَتّى رَأَيتُ بِكِ الشَقاءَ مُصَوَّرا فَعَلَ الزَمانُ بِشَملِ أَهلِكِ فِعلَهُ بِبَني أُمَيَّةَ أَو قَرابَةِ جَعفَرا بِالأَمسِ قَد سَكَنوا الدِيارَ فَأَصبَحوا لا يَنظُرونَ وَلا مَساكِنُهُم تُرى فَإِذا لَقيتَ لَقيتَ حَيّاً بائِساً وَإِذا رَأَيتَ رَأَيتَ مَيتاً مُنكَرا وَالأُمَّهاتُ بِغَيرِ صَبرٍ هَذِهِ تَبكي الصَغيرَ وَتِلكَ تَبكي الأَصغَرا مِن كُلِّ مودِعَةِ الطُلولِ دُموعَها مِن أَجلِ طِفلٍ في الطُلولِ اِستَأخَرا كانَت تُؤَمِّلُ أَن تَطولَ حَياتُهُ وَاليَومَ تَسأَلُ أَن يَعودَ فَيُقبَرا طَلَعَت عَلَيكِ النارُ طَلعَةَ شُؤمِها فَمَحَتكِ آساساً وَغَيَّرَتِ الذُرا مَلَكَت جِهاتِكِ لَيلَةً وَنَهارَها حَمراءَ يَبدو المَوتُ مِنها أَحمَرا لا تَرهَبُ الطوفانَ في طُغيانِها لَو قابَلَتهُ وَلا تَهابُ الأَبحُرا لَو أَنَّ نيرونُ الجَمادَ فُؤادُهُ يُدعى لِيَنظُرَها لَعافَ المَنظَرا أَو أَنَّهُ اِبتُلِيَ الخَليلُ بِمِثلِها أَستَغفِرُ الرَحمَنَ وَلّى مُدبِرا أَو أَنَّ سَيلاً عاصِمٌ مِن شَرِّها عَصَمَ الدِيارَ مِنَ المَدامِعِ ما جَرى أَمسى بِها كُلُّ البُيوتِ مُبَوَّباً وَمُطَنَّباً وَمُسَيَّجاً وَمُسَوَّرا أَسَرَتهُمو وَتَمَلَّكَت طُرُقاتِهِم مَن فَرَّ لَم يَجِدِ الطَريقَ مُيَسَّرا خَفَّت عَلَيهِم يَومَ ذَلِكَ مَورِداً وَأَضَلَّهُم قَدَرٌ فَضَّلوا المَصدَرا حَيثُ اِلتَفَتَّ تَرى الطَريقَ كَأَنَّها ساحاتُ حاتِمَ غِبَّ نيرانِ القِرى وَتَرى الدَعائِمَ في السَوادِ كَهَيكَلٍ خَمَدَت بِهِ نارُ المَجوسِ وَأَقفَرا وَتَشَمُّ رائِحَةَ الرُفاتِ كَريهَةً وَتَشَمُّ مِنها الثاكِلاتُ العَنبَرا كَثُرَت عَلَيها الطَيرُ في حَوماتِها يا طَيرُ كُلُّ الصَيدِ في جَوفِ الفَرا هَل تَأمَنينَ طَوارِقَ الأَحداثِ أَن تَغشى عَلَيكِ الوَكرَ في سِنَةِ الكَرى وَالناسُ مِن داني القُرى وَبَعيدِها تَأتي لِتَمشِيَ في الطُلولِ وَتَخبُرا يَتَساءَلونَ عَنِ الحَريقِ وَهَولِهِ وَأَرى الفَرائِسَ بِالتَساؤُلِ أَجدَرا يا رَبِّ قَد خَمَدَت وَلَيسَ سِواكَ مَن يُطفي القُلوبَ المُشعَلاتِ تَحَسُّرا فَتَحوا اِكتِتاباً لِلإِعانَةِ فَاِكتَتِب بِالصَبرِ فَهوَ بِمالِهِم لا يُشتَرى إِن لَم تَكُن لِلبائِسينَ فَمَن لَهُم أَو لَم تَكُن لِلّاجِئينَ فَمَن تَرى فَتَوَلَّ جَمعاً في اليَبابِ مُشَتَّتاً وَاِرحَم رَميماً في التُرابِ مُبَعثَرا فَعَلَت بِمِصرَ النارُ ما لَم تَأتِهِ آياتُكَ السَبعُ القَديمَةُ في الوَرى أَوَ ما تَراها في البِلادِ كَقاهِرٍ في كُلِّ ناحِيَةٍ يُسَيِّرُ عَسكَرا فَاِدفَع قَضاءَكَ أَو فَصَيِّر نارَهُ بَرداً وَخُذ بِاللُطفِ فيما قُدِّرا مُدّوا الأَكُفَّ سَخِيَّةً وَاِستَغفِري يا أُمَّةً قَد آنَ أَن تَستَغفِرا أَولى بِعَطفِ الموسِرينَ وَبِرِّهِم مَن كانَ مِثلَهُمو فَأَصبَحَ مُعسِرا يا أَيُّها السُجَناءُ في أَموالِهِم أَأَمِنتُمو الأَيّامَ أَن تَتَغَيَّرا لا يَملكُ الإِنسانُ مِن أَحوالِهِ ما تَملكُ الأَقدارُ مَهما قَدَّرا لا يُبطِرَنَّكَ مِن حَريرٍ مَوطِئٌ فَلَرُبَّ ماشٍ في الحَريرِ تَعَثَّرا وَإِذا الزَمانُ تَنَكَّرَت أَحداثُهُ لِأَخيكَ فَاِذكُرهُ عَسى أَن تُذكَرا يا رَبِّ ما حُكمُكَ ماذا تَرى في ذَلِكَ الحُلمِ العَريضِ الطَويل قَد قامَ غَليومٌ خَطيباً فَما أَعطاكَ مِن مُلكِكَ إِلّا القَليل شَيَّدَ في جَنبِكَ مُلكاً لَهُ مُلكُكَ إِن قيسَ إِلَيهِ الضَئيل قَد وَرَّثَ العالَمَ حَيّاً فَما غادَرَ مِن فَجٍّ وَلا مِن سَبيل فَالنِصفُ لِلجِرمانِ في زَعمِهِ وَالنِصفُ لِلرومانِ فيما يَقول يا رَبِّ قُل سَيفُكَ أَم سَيفُهُ أَيُّهُما يا رَبِّ ماضٍ ثَقيل إِن صَدَقَت يا رَبِّ أَحلامُهُ فَإِنَّ خَطبَ المُسلِمينَ الجَليل لا نَحنُ جِرمانُ لَنا حِصَّةٌ وَلا بِرومانَ فَنُعطى فَتيل يا رَبِّ لا تَنسَ رَعاياكَ في يَومٍ رَعاياكَ الفَريقُ الذَليل جِنايَةُ الجَهلِ عَلى أَهلِهِ قَديمَةٌ وَالجَهلُ بِئسَ الدَليل يا لَيتَ لَم نَمدُد بِشَرٍّ يَداً وَلَيتَ ظِلَّ السِلمِ باقٍ ظَليل جَنى عَلَينا عُصبَةٌ جازَفوا فَحَسبُنا اللَهُ وَنِعمَ الوَكيل خَطَّت يَداكَ الرَوضَةَ الغَنّاءَ وَفَرَغتَ مِن صَرحِ الفُنونِ بِناءَ ما زِلتَ تَذهَبُ في السُمُوِّ بِركنِهِ حَتّى تَجاوَزَ رُكنُهُ الجَوزاءَ دارٌ مِنَ الفَنِّ الجَميلِ تَقَسَّمَت لِلساهِرينَ رِوايَةً وَرُواءَ كَالرَوضِ تَحتَ الطَيرِ أَعجَبَ أَيكُهُ لَحظَ العُيونِ وَأَعجَبَ الإِصغاءَ وَلَقَد نَزَلتَ بِها فَلَم نَرَ قَبلَها فَلَكاً جَلا شَمسَ النَهارِ عِشاءَ وَتَوَهَّجَت حَتّى تَقَلَّبَ في السَنا وادي المُلوكِ حِجارَةً وَفَضاءَ فَتَلَفَّتوا يَتَهامَسونَ لَعَلَّهُ فَجرُ الحَضارَةِ في البِلادِ أَضاءَ تِلكَ المَعارِفُ في طُلولِ بِنائِهِم أَكثَرنَ نَحوَ بِنائِكَ الإيماءَ وَتَمايَلَت عيدانُهُنَّ تَحِيَّةً وَتَرَنَّمَت أَوتارُهُنَّ ثَناءَ يا بانِيَ الإيوانِ قَد نَسَّقتَهُ وَحَذَوتَ في هِندامِها الحَمراءَ أَينَ الغَريضُ يَحِلُّهُ أَو مَعبَدٌ يَتَبَوَّأَ الحُجُراتِ وَالأَبهاءِ العَبقَرِيَّةُ في ضَنائِنِهِ الَّتي يَحبو بِها سُبحانَهُ مَن شاءَ لَمّا بَنَيتَ الأَيكَ وَاِستَوهَبتَهُ بَعثَ الهَزارَ وَأَرسَلَ الوَرقاءَ فَسَمِعتَ مِن مُتَفَرِّدِ الأَنغامِ ما فاتَ الرَشيدَ وَأَخطَأَ النُدَماءَ وَالفَنُّ رَيحانُ المُلوكِ وَرُبَّما خَلَدوا عَلى جَنَباتِهِ أَسماءَ لَولا أَياديهِ عَلى أَبنائِنا لَم نُلفَ أَمجَدَ أُمَّة آباءَ كانَت أَوائِلُ كُلِّ قَومٍ في العُلا أَرضاً وَكُنّا في الفَخارِ سَماءَ لَولا اِبتِسامُ الفَنِّ فيما حَولَهُ ظَلَّ الوُجودُ جَهامَةً وَجَفاءَ جَرِّد مِنَ الفَنِّ الحَياةَ وَما حَوَت تَجِدِ الحَياةَ مِنَ الجَمالِ خَلاءَ بِالفَنِّ عالَجتِ الحَياةَ طَبيعَةٌ قَد عالَجَت بِالواحَةِ الصَحراءَ تَأوي إِلَيها الروحُ مِن رَمضائِها فَتُصيبُ ظِلّاً أَو تُصادِفُ ماءَ نَبضُ الحَضارَةِ في المَمالِكِ كُلِّها يُجري السَلامَةَ أَو يَدُقُّ الداءَ إِن صَحَّ فَهيَ عَلى الزَمانِ صَحيحَةٌ أَو زافَ كانَت ظاهِراً وَطِلاءَ انظُر أَبا الفاروقِ غَرسَكَ هَل تَرى بِالغَرسِ إِلّا نِعمَةً وَنَماءَ مِن حَبَّةٍ ذُخِرَت وَأَيدٍ ثابَرَت جاءَ الزَمانُ بِجَنَّةٍ فَيحاءَ وَأَكَنَّتِ الفَنَّ الجَميلَ خَميلَةٌ رَمَتِ الظِلالَ وَمَدَّتِ الأَفياءَ بَذَلَ الجُهودَ الصالِحاتِ عِصابَةٌ لا يَسأَلونَ عَنِ الجُهودِ جَزاءَ صَحِبوا رَسولَ الفَنِّ لا يَألونَهُ حُبّاً وَصِدقَ مَوَدَّةٍ وَوَفاءَ دَفَعوا العَوائِقَ بِالثَباتِ وَجاوَزوا ما سَرَّ مِن قَدَرِ الأُمورِ وَساءَ إِنَّ التَعاوُنَ قُوَّةٌ عُلوِيَّةٌ تَبني الرِجالَ وَتُبدِعُ الأَشياءَ حَبَّذا الساحَةُ وَالظِلُّ الظَليل وَثَناءٌ في فَمِ الدارِ جَميل لَم تَزَل تَجري بِهِ تَحتَ الثَرى لُجَّةَ المَعروفِ وَالنَيلِ الجَزيل صُنعُ إِسماعيلَ جَلَّت يَدُهُ كُلُّ بُنيانٍ عَلى الباني دَليل أَتُراها سُدَّةً مِن بابِهِ فُتِحَت لِلخَيرِ جيلاً بَعدَ جيل مَلعَبُ الأَيّامِ إِلّا أَنَّهُ لَيسَ حَظُّ الجِدِّ مِنهُ بِالقَليل شَهِدَ الناسُ بِها عائِدَةً وَشَجى الأَجيالَ مِن فِردي الهَديل وَاِئتَنَفنا في ذَراها دَولَةً رُكنُها السُؤدَدُ وَالمَجدُ الأَثيل أَينَعَت عَصراً طَويلاً وَأَتى دونَ أَن تَستَأنَفَ العَصرُ الطَويل كَم ضَفَرنا الغارَ في مِحرابِها وَعَقَدناهُ لِسَبّاقٍ أَصيل كَم بِدورٍ وُدِّعَت يَومَ النَوى وَشُموسٍ شُيِّعَت يَومَ الرَحيل رُبَّ غَرسٍ مَرَّ لِلبِرِّ بِها ماجَ بِالخَيرِ وَالسَمحِ المُنيل ضَحِكَ الأَيتامُ في لَيلَتِهِ وَمَشى يَستَروِحُ البُرءَ العَليل وَاِلتَقى البائِسُ وَالنُعمى بِهِ وَسَعى المَأوى لِأَبناءِ السَبيل وَمِنَ الأَرضِ جَديبٌ وَنَدٍ وَمِنَ الدورِ جَوادٌ وَبَخيل يا شَباباً حُنَفاءً ضَمَّهُم مَنزِلٌ لَيسَ بِمَذمومِ النَزيل يَصرِفُ الشُبّانَ عَن وِردِ القَذى وَيُنَحّيهِم عَنِ المَرعى الوَبيل اِذهَبوا فيهِ وَجيئوا إِخوَةً بَعضُكُم خِدنٌ لِبَعضٍ وَخَليل لا يَضُرَّنَّكُمو قِلَّتُهُ كُلُّ مَولودٍ وَإِن جَلَّ ضَئيل أَرجَفَت في أَمرِكُم طائِفَةٌ تُبَّعُ الظَنِّ عَنِ الإِنصافِ ميل اِجعَلوا الصَبرَ لَهُم حيلَتكُم قَلَّتِ الحيلَةُ في قالَ وَقيل أَيُريدونَ بِكُم أَن تَجمَعوا رِقَّةَ الدينِ إِلى الخُلقِ الهَزيل خَلَتِ الأَرضُ مِنَ الهَديِ وَمِن مُرشِدٍ لِلنَشءِ بِالهَديِ كَفيل فَتَرى الأُسرَةَ فَوضى وَتَرى نَشأً عَن سُنَّةِ البِرِّ يَميل لا تَكونوا السَيلَ جَهماً خَشِناً كُلَّما عَبَّ وَكونوا السَلسَبيل رُبَّ عَينٍ سَمحَةٍ خاشِعَةٍ رَوَّتِ العُشبَ وَلَم تَنسَ النَخيل لا تُماروا الناسَ فيما اِعتَقَدوا كُلُّ نَفسٍ بِكِتابٍ وَسَبيل وَإِذا جِئتُم إِلى ناديكُمو فَاِطرَحوا خَلفَكُموا العِبءَ الثَقيل هَذِهِ لَيلَتُكُم في الأَوبِرا لَيلَةُ القَدرِ مِنَ الشَهرِ النَبيل مِهرَجانٌ طَوَّفَ الهادي بِهِ وَمَشى بَينَ يَدَيهِ جِبرَئيل وَتَجَلَّت أَوجُهٌ زَيَّنَها غُرَرٌ مِن لَمحَةِ الخَيرِ تَسيل فَكَأَنَّ اللَيلَ بِالفَجرِ اِنجَلى وَكَأَنَّ الدارَ في ظِلِّ الأَصيل أَيُّها الأَجوادُ لا نَجزيكُمو لَذَّةُ الخَيرِ مِنَ الخَيرِ بَديل رَجُلُ الأُمَّةِ يُرجى عِندَهُ لِجَليلِ العَمَلِ العَونُ الجَليل إِنَّ داراً حُطتُموها بِالنَدى أَخَذَت عَهدَ النَدى أَلّا تَميل بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم هَبوهُ يَسوعاً في البَرِيَّةِ ثانِيا حَمَلتُم لِحِكمِ اللَهِ صَلبَ اِبنِ مَريَمٍ وَهَذا قَضاءُ اللَهِ قَد غالَ غالِيا سَديدُ المَرامي قَد رَماهُ مُسَدِّدٌ وَداهِيَةُ السُوّاسِ لاقى الدَواهِيا وَوَاللَهِ أَو لَم يُطلِقِ النارَ مُطلِقٌ عَلَيهِ لَأَودى فَجأَةً أَو تَداوِيا قَضاءٌ وَمِقدارٌ وَآجالُ أَنفُسٍ إِذا هِيَ حانَت لَم تُؤَخَّر ثَوانِيا نَبيدُ كَما بادَت قَبائِلُ قَبلَنا وَيَبقى الأَنامُ اِثنَينِ مَيتاً وَناعِيا تَعالَوا عَسى نَطوي الجَفاءَ وَعَهدَهُ وَنَنبِذُ أَسبابَ الشِقاقِ نَواحِيا أَلَم تَكُ مِصرٌ مَهدَنا ثُمَّ لَحدَنا وَبَينَهُما كانَت لِكُلٍّ مَغانِيا أَلَم نَكُ مِن قَبلِ المَسيحِ اِبنِ مَريَمٍ وَموسى وَطَهَ نَعبُدُ النيلَ جارِيا فَهَلّا تَساقَينا عَلى حُبِّهِ الهَوى وَهَلّا فَدَيناهُ ضِفافاً وَوادِيا وَما زالَ مِنكُم أَهلُ وُدٍّ وَرَحمَةٍ وَفي المُسلِمينَ الخَيرُ ما زالَ باقِيا فَلا يَثنِكُم عَن ذِمَّةٍ قَتلُ بُطرُسٍ فَقِدماً عَرَفنا القَتلَ في الناسِ فاشِيا عَظيمُ الناسِ مَن يَبكي العِظاما وَيَندُبُهُم وَلَو كانوا عِظاما وَأَكرَمُ مِن غَمامٍ عِندَ مَحلٍ فَتىً يُحيِ بِمِدحَتِهِ الكِراما وَما عُذرُ المُقَصِّرِ عَن جَزاءٍ وَما يَجزيهُمو إِلى كَلاما فَهَل مِن مُبلِغٍ غَليومَ عَنّي مَقالاً مُرضِياً ذاكَ المَقاما رَعاكَ اللَهُ مِن مَلِكٍ هُمامٍ تَعَهَّدَ في الثَرى مَلِكاً هُماما أَرى النِسيانَ أَظمَأَهُ فَلَمّا وَقَفتَ بِقَبرِهِ كُنتَ الغَماما تُقَرِّبُ عَهدَهُ لِلناسِ حَتّى تَرَكتَ الجَيل في التاريخِ عاما أَتَدري أَيَّ سُلطانٍ تُحَيّي وَأَيَّ مُمَلَّكٍ تُهدي السَلاما دَعَوتَ أَجَلَّ أَهلِ الأَرضِ حَرباً وَأَشرَفَهُم إِذا سَكَنوا سَلاما وَقَفتَ بِهِ تُذَكِّرُهُ مُلوكاً تَعَوَّدَ أَن يُلاقوهُ قِياما وَكَم جَمَعَتهُمو حَربٌ فَكانوا حَدائِدَها وَكانَ هُوَ الحُساما كلام للبرية داميات وَأَنتَ اليَومَ مَن ضَمَدَ الكلاما فَلَمّا قُلتَ ما قَد قُلتَ عَنهُ وَأَسمَعتَ المَمالِكَ وَالأَناما تَساءَلَتِ البَرِيَّةُ وَهيَ كَلمى أَحُبّاً كانَ ذاكَ أَمِ اِنتِقاما وَأَنتَ أَجَلُّ أَن تُزري بِمَيتٍ وَأَنتَ أَبَرُّ أَن تُؤذي عِظاما فَلَو كانَ الدَوامُ نَصيبَ مَلكٍ لَنالَ بِحَدِّ صارِمِهِ الدَواما سَما يُناغي الشُهُبا هَل مَسَّها فَاِلتَهَبا كَالدَيدَبانِ أَلزَمو هُ في البِحارِ مَرقَبا شَيَّعَ مِنهُ مَركَباً وَقامَ يَلقى مَركَبا بَشَّرَ بِالدارِ وَبِال أَهلِ السُراةَ الغُيَّبا وَخَطَّ بِالنورِ عَلى لَوحِ الظَلامِ مَرحَبا كَالبارِقِ المُلِحِّ لَم يُوَلَّ إِلّا عَقَّبا يا رُبَّ لَيلٍ لَم تَذُق فيهِ الرُقادَ طَرَبا بِتنا نُراعيهِ كَما يَرعى السُراةُ الكَوكَبا سَعادَةٌ يَعرِفُها في الناسِ مَن كانَ أَبا مَشى عَلى الماءِ وَجا بَ كَالمَسيحِ العَبَبا وَقامَ في مَوضِعِهِ مُستَشرِفاً مُنَقِّبا يَرمي إِلى الظَلامِ طَر فاً حائِراً مُذَبذَبا كَمُبصِرٍ أَدارَ عَي ناً في الدُجى وَقَلَّبا كَبَصَرِ الأَعشى أَصا بَ في الظَلامِ وَنَبا وَكالسِراجِ في يَدِ الري حِ أَضاءَ وَخَبا كَلَمحَةٍ مِن خاطِرٍ ما جاءَ حَتّى ذَهَبا مُجتَنِبُ العالَمِ في عُزلَتِهِ مُجتَنَبا إِلّا شِراعاً ضَلَّ أَو فُلكاً يُقاسي العَطَبا وَكانَ حارِسُ الفَنا رِ رَجُلاً مُهَذَّبا يَهوى الحَياةَ وَيُحِبُّ العَيشَ سَهلاً طَيِّبا أَتَت عَلَيهِ سَنَوا تٌ مُبعَداً مُغتَرِبا لَم يَرَ فيها زَوجَهُ وَلا اِبنَهُ المُحَبَّبا وَكانَ قَد رَعى الخَطي بَ وَوَعى ما خَطَبا فَقالَ يا حارِسُ خَل لِ السُخطَ وَالتَعَتُّبا مَن يُسعِفُ الناسَ إِذا نودِيَ كُلٌّ فَأَبى ما الناسُ إِخوَتي وَلا آدَمُ كانَ لي أَبا أُنظُر إِلَيَّ كَيفَ أَق ضي لَهُمُ ما وَجَبا قَد عِشتُ في خِدمَتِهِم وَلا تَراني تَعِبا كَم مِن غَريقٍ قُمتُ عِن دَ رَأسِهِ مُطَبِّبا وَكانَ جِسماً هامِداً حَرَّكتُهُ فَاِضطَرَبا وَكُنتُ وَطَّأتُ لَهُ مَناكِبي فَرَكِبا حَتّى أَتى الشَطَّ فَبَش شَ مَن بِهِ وَرَحَّبا وَطارَدوني فَاِنقَلَب تُ خاسِراً مُخَيِّبا ما نلتُ مِنهُم فِضَّةً وَلا مُنِحتُ ذَهَبا وَما الجَزاءُ لا تَسَل كانَ الجَزاءُ عَجَبا أَلقَوا عَلَيَّ شَبَكاً وَقَطَّعوني إِرَبا وَاِتَّخَذَ الصُنّاعُ مِن شَحمِيَ زَيتاً طَيِّبا وَلَم يَزَل إِسعافُهُم لِيَ الحَياةَ مَذهَبا وَلَم يَزَل سَجِيَّتي وَعَمَلي المُحَبَّبا إِذا سَمِعتُ صَرخَةً طِرتُ إِلَيها طَرَبا لا أَجِدُ المُسعِفَ إِلّا مَلَكاً مُقَرَّبا وَالمُسعِفونَ في غَدٍ يُؤَلِّفونَ مَوكِبا يَقولُ رِضوانُ لَهُم هَيّا أَدخلوها مَرحَبا مُذنِبُكُم قَد غَفَرَ اللَهُ لَهُ ما أَذنَبا فَدَيناهُ مِن زائِرٍ مُرتَقَب بَدا لِلوُجودِ بِمَرأىً عَجَب تَهُزُّ الجِبالَ تَباشيرُهُ كَما هَزَّ عِطفَ الطَروبِ الطَرَب وَيُحلي البِحارَ بِلَألائِهِ فَمِنّا الكُؤوسُ وَمِنهُ الحَبَب مَنارُ الحُزونِ إِذا ما اِعتَلى مَنارُ السُهولِ إِذا ما اِنقَلَب أَتانا مِنَ البَحرِ في زَورَقٍ لُجَيناً مَجاذيفُهُ مِن ذَهَب فَقُلنا سُلَيمانُ لَو لَم يَمُت وَفِرعَونُ لَو حَمَلَتهُ الشُهُب وَكِسرى وَما خَمَدَت نارهُ وَيوسُفُ لَو أَنَّهُ لَم يَشِب وَهَيهاتَ ما تُوِّجوا بِالسَنا وَلا عَرشُهُم كانَ فَوقَ السُحُب أَنافَ عَلى الماءِ ما بَينَها وَبَينَ الجِبالِ وَشُمَّ الهُضَب فَلا هُوَ خافٍ وَلا ظاهِرٌ وَلا سافِرٌ لا وَلا مُنتَقِب وَلَيسَ بِثاوٍ وَلا راحِلٍ وَلا بِالبَعيدِ وَلا المُقتَرِب تَوارى بِنِصفٍ خِلالَ السُحُب وَنِصفٌ عَلى جَبَلٍ لَم يَغِب يُجَدِّدُها آيَةً قَد خَلَت وَيَذكُرُ ميلادَ خَيرِ العَرَب إِن تَسأَلي عَن مِصرَ حَوّاءِ القُرى وَقَرارَةِ التاريخِ وَالآثارِ فَالصُبحُ في مَنفٍ وَثيبَة واضِحٌ مَن ذا يُلاقي الصُبحَ بِالإِنكارِ بِالهَيلِ مِن مَنفٍ وَمِن أَرباضِها مَجدوعُ أَنفٍ في الرِمالِ كُفاري خَلَتِ الدُهورُ وَما اِلتَقَت أَجفانُهُ وَأَتَت عَلَيهِ كَلَيلَةٍ وَنَهارِ ما فَلَّ ساعِدَهُ الزَمانُ وَلَم يَنَل مِنهُ اِختِلافُ جَوارِفٍ وَذَوارِ كَالدَهرِ لَو مَلَكَ القِيامَ لِفَتكَةٍ أَو كانَ غَيرَ مُقَلَّمِ الأَظفارِ وَثَلاثَةٍ شَبَّ الزَمانُ حِيالَها شُمٍّ عَلى مَرِّ الزَمانِ كِبارِ قامَت عَلى النيلِ العَهيدِ عَهيدَةً تَكسوهُ ثَوبَ الفَخرِ وَهيَ عَوارِ مِن كُلِّ مَركوزٍ كَرَضوى في الثَرى مُتَطاوِلٍ في الجَوِّ كَالإِعصارِ الجِنُّ في جَنَباتِها مَطروقَةٌ بِبَدائِعِ البَنّاءِ وَالحَفّارِ وَالأَرضُ أَضَيعُ حيلَةً في نَزعِها مِن حيلَةِ المَصلوبِ في المِسمارِ تِلكَ القُبورُ أَضَنَّ مِن غَيبٍ بِما أَخفَت مِنَ الأَعلاقِ وَالأَذخارِ نامَ المُلوكُ بِها الدُهورَ طَويلَةً يَجِدونَ أَروَحَ ضَجعَةٍ وَقَرارِ كُلٌّ كَأَهلِ الكَهفِ فَوقَ سَريرِهِ وَالدَهرُ دونَ سَريرِهِ بِهِجارِ أَملاكُ مِصرَ القاهِرونَ عَلى الوَرى المُنزَلونَ مَنازِلَ الأَقمارِ هَتَكَ الزَمانُ حِجابَهُم وَأَزالَهُم بَعدَ الصِيانِ إِزالَةَ الأَسرارِ هَيهاتَ لَم يَلمِس جَلالَهُمو البِلى إِلّا بِأَيدٍ في الرَغامِ قِصارِ كانوا وَطَرفُ الدَهرِ لا يَسمو لَهُم ما بالُهُم عُرِضوا عَلى النُظّارِ لَو أَمهَلوا حَتّى النُشورِ بِدَورِهِم قاموا لِخالِقِهِم بِغَيرِ غُبارِ نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ وَنُدني خَيالَ الأَمسِ وَهوَ بَعيدُ وَلِلناسِ في الماضي بَصائِرُ يَهتَدي عَلَيهِنَّ غاوٍ أَو يَسيرُ رَشيدُ إِذا المَيتُ لَم يَكرُم بِأَرضٍ ثَناؤُهُ تَحَيَّرَ فيها الحَيُّ كَيفَ يَسودُ وَنَحنُ قُضاةُ الحَقِّ نَرعى قَديمَهُ وَإِن لَم يَفُتنا في الحُقوقِ جَديدُ وَنَعلَمُ أَنّا في البِناءِ دَعائِمٌ وَأَنتُم أَساسٌ في البِناءِ وَطيدُ فَريدُ ضَحايانا كَثيرٌ وَإِنَّما مَجالُ الضَحايا أَنتَ فيهِ فَريدُ فَما خَلفَ ما كابَدتَ في الحَقِّ غايَةٌ وَلا فَوقَ ما قاسَيتَ فيهِ مَزيدُ تَغَرَّبتَ عَشراً أَنتَ فيهنَّ بائِسٌ وَأَنتَ بِآفاقِ البِلادِ شَريدُ تَجوعُ بِبُلدانٍ وَتَعرى بِغَيرِها وَتَرزَحُ تَحتَ الداءِ وَهوَ عَتيدُ أَلا في سَبيلِ اللَهِ وَالحَقِّ طارِفٌ مِنَ المالِ لَم تَبخَل بِهِ وَتَليدُ وَجودُكَ بَعدَ المالِ بِالنَفسِ صابِراً إِذا جَزعَ المَحضورُ وَهوَ يَجودُ فَلا زِلتَ تِمثالاً مِنَ الحَقِّ خالِصاً عَلى سِرِّهِ نَبني العُلا وَنَشيدُ يُعلِمُ نَشءَ الحَيِّ كَيفَ هَوى الحِمى وَكَيفَ يُحامي دونَهُ وَيَذودُ أَرى شَجَراً في السَماءِ اِحتَجَب وَشَقَّ العَنانَ بِمَرأى عَجَب مَآذِنُ قامَت هُنا أَو هُناكَ ظَواهِرُها دَرَجٌ مِن شَذَب وَلَيسَ يُؤَذِّنُ فيها الرِجالُ وَلَكِن تَصيحُ عَلَيها الغُرُب وَباسِقَةٍ مِن بَناتِ الرِمالِ نَمَت وَرَبَت في ظِلالِ الكُثُب كَسارِيَةِ الفُلكِ أَو كَالمِسَل لَةِ أَو كَالفَنارِ وَراءَ العَبَب تَطولُ وَتَقصُرُ خَلفَ الكَثيبِ إِذا الريحُ جاءَ بِهِ أَو ذَهَب تُخالُ إِذا اِتَّقَدَت في الضُحى وَجَرَّ الأَصيلُ عَلَيها اللَهَب وَطافَ عَلَيها شُعاعُ النَهارِ مِنَ الصَحوِ أَو مِن حَواشي السُحُب وَصيفَةَ فِرعَونَ في ساحَةٍ مِنَ القَصرِ واقِفَةً تَرتَقِب قَدِ اِعتَصَبَت بِفُصوصِ العَقيقِ مُفَصَّلَةً بِشُذورِ الذَهَب وَناطَت قَلائِدَ مَرجانِها عَلى الصَدرِ وَاِتَّشَحَت بِالقَصَب وَشَدَّت عَلى ساقِها مِئزَراً تَعَقَّدَ مِن رَأسِها لِلذَنَب أَهَذا هُوَ النَخلُ مَلكُ الرِياضِ أَميرُ الحُقولِ عَروسُ العِزَب طَعامُ الفَقيرِ وَحَلوى الغَنِيِّ وَزادُ المُسافِرِ وَالمُغتَرِب فَيا نَخلَةَ الرَملِ لَم تَبخَلي وَلا قَصَّرَت نَخَلاتُ التُرَب وَأَعجَبُ كَيفَ طَوى ذِكرَكُنَّ وَلَم يَحتَفِل شُعَراءُ العَرَب أَلَيسَ حَراماً خُلُوُّ القَصا ئِدِ مِن وَصفِكُنَّ وَعُطلُ الكُتُب وَأَنتُنَّ في الهاجِراتِ الظِلالُ كَأَنَّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب وَأَنتُنَّ في البيدِ شاةُ المُعيلِ جَناها بِجانِب أُخرى حَلَب وَأَنتُنَّ في عَرَصاتِ القُصورِ حِسانُ الدُمى الزائِناتُ الرَحَب جَناكُنَّ كَالكَرمِ شَتّى المَذاقِ وَكَالشَهدِ في كُلِّ لَونٍ يُحَب أَمِنَ البَحرِ صائِغٌ عَبقَرِيٌّ بِالرِمالِ النَواعِمِ البيضِ مُغرى طافَ تَحتَ الضُحى عَلَيهُنَّ وَالجَو هَرُ في سوقِهِ يُباعُ وَيُشرى جِئنَهُ في مَعاصِمٍ وَنُحورٍ فَكَسا مِعصَماً وَآخَرَ عَرّى وَأَبى أَن يُقَلِّدَ الدُرَّ وَاليا قوتَ نَحراً وَقَلَّدَ الماسَ نَحرا وَتَرى خاتماً وَراءَ بَنانٍ وَبَناناً مِنَ الخَواتِمِ صِفرا وَسِواراً يَزينُ زَندَ كَعابٍ وَسِواراً مِن زَندِ حَسناءَ فَرّا وَتَرى الغيدَ لُؤلُؤاً ثَمَّ رَطباً وَجُماناً حَوالِيَ الماءِ نَثرا وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ شِقّا صَدَفٍ حُمِّلا رَفيفاً وَدُرّا وَكَأَنَّ السَماءَ وَالماءَ عُرسٌ مُترَعُ المَهرَجانِ لَمحاً وَعِطرا أَو رَبيعٌ مِن ريشَةِ الفَنِّ أَبهى مِن رَبيعِ الرُبى وَأَفتَنُ زَهرا أَو تَهاويلُ شاعِرٍ عَبقَرِيٍّ طارَحَ البَحرَ وَالطَبيعَةَ شِعرا يا سِوارَي فَيروزَجٍ وَلُجَينٍ بِهِما حُلِّيَت مَعاصِمُ مِصرا في شُعاعِ الضُحى يَعودانِ ماساً وَعَلى لَمحَةِ الأَصائِلِ تِبرا وَمَشَت فيهِما النُجومُ فَكانَت في حَواشِيهِما يَواقيتَ زُهرا لَكَ في الأَرضِ مَوكِبٌ لَيسَ يَألو الر ريحَ وَالطَيرَ وَالشَياطينَ حَشرا سِرتَ فيهِ عَلى كُنوزِ سُلَيما نَ تَعُدُّ الخُطى اِختِيالاً وَكِبرا وَتَرَنَّمتَ في الرِكابِ فَقُلنا راهِبٌ طافَ في الأَناجيلِ يَقرا هُوَ لَحنٌ مُضَيَّعٌ لا جَواباً قَد عَرَفنا لَهُ وَلا مُستَقَرّا لَكَ في طَيِّهِ حَديثُ غَرامٍ ظَلَّ في خاطِرِ المُلَحِّنِ سِرّا قَد بَعَثنا تَحِيَّةً وَثَناءً لَكَ يا أَرفَعَ الزَواخِرِ ذِكرا وَغَشيناكَ ساعَةً تَنبُشُ الما ضِيَ نَبشاً وَتَقتُلُ الأَمسَ فِكرا وَفَتَحنا القَديمَ فيكَ كِتاباً وَقَرَأنا الكِتابَ سَطراً فَسَطرا وَنَشَرنا مِن طَيِّهِنَّ اللَيالي فَلَمَحنا مِنَ الحَضارَةِ فَجرا وَرَأَينا مِصراً تُعَلِّمُ يونا نَ وَيونانَ تَقبِسُ العِلمَ مِصرا تِلكَ تَأتيكَ بِالبَيانِ نَبِيّاً عَبقَرِيّاً وَتِلكَ بِالفَنِّ سِحرا وَرَأَينا المَنارَ في مَطلَعِ النَج مِ عَلى بَرقِهِ المُلَمَّحِ يُسرى شاطِئٌ مِثلُ رُقعَةِ الخُلدِ حُسناً وَأَديمِ الشَبابِ طيباً وَبِشرا جَرَّ فَيروزَجاً عَلى فِضَّةِ الما ءِ وَجَرَّ الأَصيلُ وَالصُبحُ تِبرا كُلَّما جِئتَهُ تَهَلَّلَ بِشراً مِن جَميعِ الجِهاتِ وَاِفتَرَّ ثَغرا اِنثَنى مَوجَةً وَأَقبَلَ يُرخي كِلَّةً تارَةً وَيَرفَعُ سِترا شَبَّ وَاِنحَطَّ مِثلَ أَسرابِ طَيرٍ ماضِياتٍ تَلُفُّ بِالسَهلِ وَعرا رُبَّما جاءَ وَهدَةً فَتَرَدّى في المَهاوي وَقامَ يَطفُرُ صَخرا وَتَرى الرَملَ وَالقُصورَ كَأَيكٍ رَكِبَ الوَكرُ في نَواحيهِ وَكرا وَتَرى جَوسَقاً يُزَيِّنُ رَوضاً وَتَرى رَبوَةً تُزَيِّنُ مِصرا سَيِّدَ الماءِ كَم لَنا مِن صَلاحٍ وَعَلِيٍّ وَراءَ مائِكَ ذِكرى كَم مَلَأناكَ بِالسَفينِ مَواقي رَ كَشُمِّ الجِبالِ جُنداً وَوَفرا شاكِياتِ السِلاحِ يَخرُجنَ مِن مِص رٍ بِمَلومَةٍ وَيَدخُلنَ مِصرا شارِعاتِ الجَناحِ في ثَبَجِ الما ءِ كَنَسرٍ يَشُدُّ في السُحبِ نَسرا وَكَأَنَّ اللُجاجَ حينَ تَنَزّى وَتَسُدُّ الفِجاجَ كَرّاً وَفَرّا أَجمٌ بَعضُهُ لِبَعضٍ عَدُوٌّ زَحَفَت غابَةٌ لِتَمزيقِ أُخرى قَذَفَت هَهُنا زَئيراً وَناباً وَرَمَت هَهُنا عُواءٌ وَظُفرا أَنتَ تَغلي إِلى القِيامَةِ كَالقِد رِ فَلا حَطَّ يَومُها لَكَ قِدرا قِف حَيِّ شُبّانَ الحِمى قَبلَ الرَحيلِ بِقافِيَه عَوَّدتُهُم أَمثالَها في الصالِحاتِ الباقِيَه مِن كُلِّ ذاتِ إِشارَةٍ لَيسَت عَلَيهِم خافِيَه قُل يا شَبابُ نَصيحَة مِمّا يُزَوَّدُ غالِيَه هَل راعَكُم أَنَّ المَدا رِسَ في الكِنانَةِ خاوِيَه هُجِرَت فَكُلُّ خَلِيَّةٍ مِن كُلِّ شَهدٍ خالِيَه وَتَعَطَّلَت هالاتُها مِنكُم وَكانَت حالِيَه غَدَتِ السِياسَةُ وَهيَ آ مِرَةٌ عَلَيها ناهِيَه فَهَجَرتُمو الوَطَنَ العَزي زَ إِلى البِلادِ القاصِيَه أَنتُم غَداً في عالَمٍ هُوَ وَالحَضارَةُ ناحِيَه وارَيتُ فيهِ شَبيبَتي وَقَضَيتُ فيهِ ثَمانِيَه ما كُنتُ ذا القَلبِ الغَلي ظِ وَلا الطِباعِ الجافِيَه سيروا بِهِ تَتَعَلَّموا سِرَّ الحَياةِ العالِيَه وَتَأَمَّلوا البُنيانَ وَاد دَكِروا الجُهودَ البانِيَه ذوقوا الثِمارَ جَنِيَّةً وَرِدوا المَناهِلَ صافِيَه وَاِقضوا الشَبابَ فَإِنَّ سا عَتَهُ القَصيرَةَ فانِيَه وَاللَهِ لا حَرَجٌ عَلَي كُم في حَديثِ الغانِيَه أَو في اِشتِهاءِ السِحرِ مِن لَحظِ العُيونِ الساجِيَه أَو في المَسارِحِ فَهيَ بِالن نَفسِ اللَطيفَةِ راقِيَه بِأَرضِ الجيزَةِ اِجتازَ الغَمامُ وَحَلَّ سَماءَها البَدرُ التَمامُ وَزارَ رِياضَ إِسماعيلَ غَيثٌ كَوالِدِهِ لَهُ المِنَنُ الجِسامُ ثَنى عِطفَيهِما الهَرَمانِ تيهاً وَقالَ الثالِثُ الأَدنى سَلامُ حَلُمّي مَنفُ هَذا تاجُ خوفو كَقُرصِ الشَمسِ يَعرِفُهُ الأَنامُ نَمَتهُ مِن بَني فِرعَونَ هامٌ وَمِن خُلَفاءِ إِسماعيلَ هامُ تَأَلَّقَ في سَمائِكِ عَبقَرِيّاً عَلَيهِ جَلالَةٌ وَلَهُ وِسامُ تَرَعرَعَتِ الحَضارَةُ في حُلاهُ وَشَبَّ عَلى جَواهِرِهِ النِظامُ وَنالَ الفَنُّ في أُولى اللَيالي وَأُخراهُنَّ عِزّاً لا يُرامُ مَشى في جيزَةِ الفُسطاطِ ظِلٌّ كَظِلِّ النيلِ بُلَّ بِهِ الأُوامُ إِذا ما مَسَّ تُرباً عادَ مِسكاً وَنافَسَ تَحتَهُ الذَهَبَ الرَغامُ وَإِن هُوَ حَلَّ أَرضاً قامَ فيها جِدارٌ لِلحَضارَةِ أَو دِعامُ فَمَدرَسَةٌ لِحَربِ الجَهلِ تُبنى وَمُستَشفى يُذادُ بِهِ السَقامُ وَدارٌ يُستَغاثُ بِها فَيَمضي إِلى الإِسعافِ أَنجادٌ كِرامُ أُساةُ جِراحَةٍ حيناً وَحيناً مَيازيبٌ إِذا اِنفَجَرَ الضِرامُ وَأَحواضٌ يُراضُ النيلُ فيها وَكُلُّ نَجيبَةٍ وَلَها لِجامُ أَبا الفاروقِ أَقبَلنا صُفوفاً وَأَنتَ مِنَ الصُفوفِ هُوَ الإِمامُ إِلى البَيتِ الحَرامِ بِكَ اِتَّجَهنا وَمِصرُ وَحَقَّها البَيتُ الحَرامُ طَلَعتَ عَلى الصَعيدِ فَهَشَّ حَتّى عَلا شَفَتَي أَبي الهَولُ اِبتِسامُ ركابٌ سارَتِ الآمالُ فيهِ وَطافَ بِهِ التَلَفُّتُ وَالزِحامُ فَماذا في طَريقِكَ مِن كُفورٍ أَجَلُّ مِنَ البُيوتِ بِها الرِجامُ كَأَنَّ الراقِدينَ بِكُلِّ قاعٍ هُمُ الأَيقاظُ وَاليَقظى النِيامُ لَقَد أَزَمَ الزَمانُ الناسَ فَاِنظُر فَعِندَكَ تُفرَجُ الإِزَمُ العِظامُ وَبَعدَ غَدٍ يُفارِقُ عامُ بُؤسٍ وَيَخلفُهُ مِنَ النَعماءِ عامُ يَدورُ بِمِصرَ حالاً بَعدَ حالٍ زَمانٌ ما لِحالَيهِ دَوامُ وَمِصرُ بِناءُ جَدِّكَ لَم يُتَمَّم أَلَيسَ عَلى يَدَيكَ لَهُ تَمامُ فَلَسنا أُمَّةً قَعَدَت بِشَمسٍ وَلا بَلَداً بِضاعَتُهُ الكَلامُ وَلَكِن هِمَّةٌ في كُلِّ حينٍ يَشُدُّ بِناءَها المَلِكُ الهُمامُ نَرومُ الغايَةَ القُصوى فَنَمضي وَأَنتَ عَلى الطَريقِ هُوَ الزِمامُ وَنَقصرُ خُطوَةً وَنَمُدُّ أُخرى وَتُلجِئُنا المَسافَةُ وَالمَرامُ وَنَصبرُ لِلشَدائِدِ في مَقامٍ وَيَغلِبُنا عَلى صَبرٍ مَقامُ فَقَوِّ حَضارَةَ الماضي بِأُخرى لَها زَهوٌ بِعَصرِكَ وَاِتِّسامُ تَرفُّ صَحائِفُ البَردِيِّ فيها وَيَنطُقُ في هَياكِلِها الرُخامُ رَعَتكَ وَوادِياً تَرعاهُ عَنّا مِنَ الرَحمَنِ عَينٌ لا تَنامُ فَإِن يَكُ تاجُ مِصرَ لَها قِواماً فَمِصرُ لِتاجِها العالي قِوامُ لِتَهنَأ مِصرُ وَليَهنَأ بَنوها فَبَينَ الرَأسِ وَالجِسمِ اِلتِئامُ يَدُ المَلِكِ العَلَوي الكَريم عَلى العلمِ هَزَّت أَخاهُ الأَدَب لِسانُ الكِنانَةِ في شُكرِها وَما هُوَ إِلّا لِسانُ العَرَب قَضَت مِصرُ حاجَتَها يا عَلِيُّ وَنالَت وَنالَ بَنوها الأَرَب وَهَنَّأتُ بِالرُتَبِ العَبقَرِيِّ وَهَنَّأتُ بِالعَبقَرِيِّ الرُتَب عَلِيُّ لَقَد لَقَّبَتكَ البِلادُ بِآسي الجِراحِ وَنِعمَ اللَقَب سِلاحُكَ مِن أَدَواتِ الحَياةِ وَكُلُّ سِلاحٍ أَداةُ العَطَب وَلَفظُكَ بِنجٌ وَلَكِنَّهُ لَطيفُ الصَبا في جُفونِ العَصَب أَنامِلُ مِثلُ بَنانِ المَسيحِ أَواسي الجِراحِ مَواحي النُدَب تُعالِجُ كَفّاكَ بُؤسَ الحَياةِ فَكَفٌّ تُداوي وَكَفٌّ تَهَب وَيَستَمسِكُ الدَمُ في راحَتَيكَ وَفَوقَهُما لا يَقَرُّ الذَهَب كَأَنَّكَ لِلمَوتِ مَوتٌ أُتيحَ فَلَم يَرَ وَجهَكَ إِلّا هَرَب شَرَفاً نُصَيرُ اِرفَع جَبينَكَ عالِياً وَتَلَقَّ مِن أَوطانِكَ الإِكليلا يَهنيكَ ما أُعطيتَ مِن إِكرامِها وَمُنِحتَ مِن عَطفِ اِبنِ إِسماعيلا اليَومَ يَومُ السابِقينَ فَكُن فَتىً لَم يَبغِ مِن قَصَبِ الرِهانِ بَديلا وَإِذا جَرَيتَ مَعَ السَوابِقِ فَاِقتَحِم غُرَراً تَسيلُ إِلى المَدى وَحُجولا حَتّى يَراكَ الجَمعُ أَوَّلَ طالِعٍ وَيَرَوا عَلى أَعرافِكَ المِنديلا هَذا زَمانٌ لا تَوَسُّطَ عِندَهُ يَبغي المُغامِرُ عالِياً وَجَليلا كُن سابِقاً فيهِ أَوِ اِبقَ بِمَعزِلٍ لَيسَ التَوَسُّطُ لِلنُبوغِ سَبيلا يا قاهِرَ الغَربِ العَتيدِ مَلَأتَهُ بِثَناءِ مِصرَ عَلى الشِفاهِ جَميلا قَلَّبتَ فيهِ يَداً تَكادُ لِشِدَّةٍ في البَأسِ تَرفَعُ في الفَضاءِ الفيلا إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَديدَ وَبَأسَهُ جَعَلَ الحَديدَ لِساعِدَيكَ ذَليلا زَحزَحتَهُ فَتَخاذَلَت أَجلادُهُ وَطَرَحتَهُ أَرضاً فَصَلَّ صَليلا لِمَ لا يَلينُ لَكَ الحَديدُ وَلَم تَزَل تَتلو عَلَيهِ وَتَقرَأُ التَنزيلا الأَزمَةَ اِشتَدَّت وَرانَ بَلاؤُها فَاِصدِم بِرُكنِكَ رُكنَها لِيَميلا شَمشونُ أَنتَ وَقَد رَسَت أَركانُها فَتَمَشَّ في أَركانِها لِتَزولا قُل لي نُصَيرُ وَأَنتَ بَرٌّ صادِقٌ أَحَمَلتَ إِنساناً عَلَيكَ ثَقيلا أَحَمَلتَ دَيناً في حَياتِكَ مَرَّةً أَحَمَلتَ يَوماً في الضُلوعِ غَليلا أَحَمَلتَ ظُلماً مِن قَريبٍ غادِرٍ أَو كاشِحٍ بِالأَمسِ كانَ خَليلا أَحَمَلتَ مِنّا بِالنَهارِ مُكَرَّراً وَاللَيلِ مِن مُسدٍ إِلَيكَ جَميلا أَحَمَلتَ طُغيانَ اللَئيمِ إِذا اِغتَنى أَو نالَ مِن جاهِ الأُمورِ قَليلا أَحَمَلتَ في النادي الغَبِيِّ إِذا اِلتَقى مِن سامِعيهِ الحَمدَ وَالتَبجيلا تِلكَ الحَياةُ وَهَذِهِ أَثقالُها وُزِنَ الحَديدُ بِها فَعادَ ضَئيلا يا اِبنَ زَيدونَ مَرحَبا قَد أَطَلتَ التَغَيُّبا إِنَّ ديوانَكَ الَّذي ظَلَّ سِرّاً مُحَجَّبا يَشتَكي اليُتمَ دُرُّهُ وَيُقاسي التَغَرُّبا صارَ في كُلِّ بَلدَةٍ لِلأَلِبّاءِ مَطلَبا جاءَنا كامِلٌ بِهِ عَرَبِيّاً مُهَذَّبا تَجِدُ النَصَّ مُعِجِبا وَتَرى الشَرحَ أَعجَبا أَنتَ في القَولِ كُلِّهِ أَجمَلُ الناسِ مَذهَبا بِأَبي أَنتَ هَيكَلاً مِن فُنونٍ مُرَكَّبا شاعِراً أَم مُصَوِّراً كُنتَ أَم كُنتَ مُطرِبا نُرسِلُ اللَحنَ كُلَّهُ مُبدِعاً فيهِ مُغرِبا أَحسَنَ الناسَ هاتِفاً بِالغَواني مُشَبِّبا وَنَزيلَ المُتَوَّجي نَ النَديمَ المُقَرَّبا كَم سَقاهُم بِشِعرِهِ مِدحَةً أَو تَعَتُّبا وَمِنَ المَدحِ ما جَزى وَأَذاعَ المَناقِبا وَإِذا الهَجوُ هاجَهُ لِمُعاناتِهِ أَبى وَرَآهُ رَذيلَةً لا تُماشي التَأَدُّبا ما رَأى الناسُ شاعِراً فاضِلَ الخُلقِ طَيِّبا دَسَّ لِلناشِقينَ في زَنبَقِ الشِعرِ عَقرَبا جُلتَ في الخُلدِ جَولَةً هَل عَنِ الخُلدِ مِن نَبا صِف لَنا ما وَراءَهُ مِن عُيونٍ وَمِن رُبى وَنَعيمٍ وَنَضرَةٍ وَظِلالٍ مِنَ الصِبا وَصِفِ الحورَ موجَزاً وَإِذا شِئتَ مُطنِبا قُم تَرى الأَرضَ مِثلَما كُنتُمو أَمسِ مَلعَبا وَتَرى العَيشَ لَم يَزَل لِبَني المَوتِ مَأرَبا وَتَرى ذاكَ بِالَّذي عِندَ هَذا مُعَذَّبا إِنَّ مَروانَ عُصبَةٌ يَصنَعونَ العَجائِبا طَوَّفوا الأَرضَ مَشرِقاً بِالأَيادي وَمَغرِبا هالَةٌ أَطلَعَتكَ في ذِروَةِ المَجدِ كَوكَبا أَنتَ لِلفَتحِ تَنتَمي وَكَفى الفَتحُ مَنصِبا لَستُ أَرضى بِغَيرِهِ لَكَ جَدّاً وَلا أَبا وَعِصابَةٍ بِالخَيرِ أُلِّفَ شَملُهُم وَالخَيرُ أَفضَلُ عُصبَةً وَرِفاقا جَعَلوا التَعاوُنَ وَالبِنايَةَ هَمَّهُم وَاِستَنهَضوا الآدابَ وَالأَخلاقا وَلَقَد يُداوونَ الجِراحَ بِبِرِّهِم وَيُقاتِلونَ البُؤسَ وَالإِملاقا يَسمونَ بِالأَدَبِ الجَديدِ وَتارَةً يَبنونَ لِلأَدَبِ القَديمِ رِواقا بَعَثَ اِهتِمامَهُمو وَهاجَ حَنانَهُم زَمَنٌ يُثيرُ العَطفَ وَالإِشفاقا عَرَضَ القُعودُ فَكانَ دونَ نُبوغِهِ قَيداً وَدونَ خُطى الشَبابِ وِثاقا البُلبُلُ الغَرِدُ الَّذي هَزَّ الرُبى وَشَجى الغُصونَ وَحَرَّكَ الأَوراقا خَلَفَ البَهاءَ عَلى القَريضِ وَكَأسِهِ فَسَقى بِعَذبِ نَسيبِهِ العُشّاقا في القَيدِ مُمتَنِعُ الخُطى وَخَيالِهِ يَطوي البِلادَ وَيَنشُرُ الآفاقا سَبّاقُ غاياتِ البَيانِ جَرى بِلا ساقٍ فَكَيفَ إِذا اِستَرَدَّ الساقا لَو يَطعمُ الطِبُّ الصَناعُ بَيانَهُ أَو لَو يُسيغُ لِما يَقولُ مَذاقا غالى بِقيمَتِهِ فَلَم يَصنَع لَهُ إِلّا الجَناحَ مُحَلِّقاً خَفّاقا لُبنانُ مَجدُكَ في المَشارِقِ أَوَّلُ وَالأَرضُ رابِيَة وَأَنتَ سَنامُ وَبَنوكَ أَلطَفُ مِن نَسيمِكَ ظلُّهُم وَأَشَمُّ مِن هَضَباتِكَ الأَحلامُ أَخرَجتَهُم لِلعالَمينَ جَحاجِحاً عُرباً وَأَبناءُ الكَريمِ كِرامُ بَينَ الرِياضِ وَبَينَ أُفقٍ زاهِرٍ طَلَعَ المَسيحُ عَلَيهِ وَالإِسلامُ هَذا أَديبُكَ يُحتَفى بِوِسامِهِ وَبَيانُهُ لِلمَشرِقَينِ وِسامُ وَيُجَلُّ قَدرُ قِلادَةٍ في صَدرِهِ وَلَهُ القَلائِدُ سِمطُها الإِلهامُ صَدرٌ حَوالَيهِ الجَلالُ وَمِلؤُهُ كَرَمٌ وَخَشيَةُ مومِنٍ وَذِمامُ حَلّاهُ إِحسانُ الخِديوِ وَطالَما حَلّاهُ فَضلُ اللَهِ وَالإِنعامُ لِعُلاكَ يا مُطرانُ أَم لِنُهاكَ أَم لِخِلالِكَ التَشريفُ وَالإِكرامُ أَم لِلمَواقِفِ لَم يَقِفها ضَيغَمٌ لَولاكَ لَاِضطَرَبَت لَهُ الأَهرامُ هَذا مَقامُ القَولِ فيكَ وَلَم يَزَل لَكَ في الضَمائِرِ مَحفِلٌ وَمَقامُ غالى بِقيمَتِكَ الأَميرُ مُحَمَّدٌ وَسَعى إِلَيكَ يَحُفُّهُ الإِعظامُ في مَجمَعٍ هَزَّ البَيانُ لِواءَهُ بِكَ فيهِ وَاِعتَزَّت بِكَ الأَقلامُ اِبنُ المُلوكِ تَلا الثَناءَ مُخَلَّداً هَيهاتَ يَذهَبُ لِلمُلوكِ كَلامُ فَمِنَ البشير لِبَعلَبَكَّ وَبَينَها نَسَبٌ تُضيءُ بِنورِهِ الأَيّامُ يَبلى المَكينُ الفَخمُ مِن آثارِها يَوماً وَآثارُ الخَليلِ قِيامُ بَني مِصرَ اِرفَعوا الغار وَحَيّوا بَطَلَ الهِندِ وَأَدّوا واجِباً وَاِقضوا حُقوقَ العَلَمِ الفَردِ أَخوكُم في المقاساةِ وَعَركِ المَوقِفِ النَكدِ وَفي التَضحِيَةِ الكُبرى وَفي المَطلَبِ وَالجُهدِ وَفي الجُرحِ وَفي الدَمعِ وَفي النَفيِ مِنَ المَهدِ وَفي الرِحلَةِ لِلحَقِّ وَفي مَرحَلَةِ الوَفدِ قِفوا حَيّوهُ مِن قُربٍ عَلى الفُلكِ وَمِن بُعدِ وَغَطّوا البَرَّ بِالآسِ وَغَطّوا البَحرَ بِالوَردِ عَلى إِفريزِ راجبوتا نَ تِمثالٌ مِنَ المَجدِ نَبِيٌّ مِثلُ كونفُشيو سَ أَو مِن ذَلِكَ العَهدِ قَريبُ القَولِ وَالفِعلِ مِنَ المُنتَظَرِ المَهدي شَبيهُ الرُسلِ في الذَودِ عَنِ الحَقِّ وَفي الزُهدِ لَقَد عَلَّمَ بِالحَقِّ وَبِالصَبرِ وَبِالقَصدِ وَنادى المَشرِقَ الأَقصى فَلَبّاهُ مِنَ اللَحدِ وَجاءَ الأَنفُسَ المَرضى فَداواها مِنَ الحِقدِ دَعا الهِندوسَ وَالإِسلا مَ لِلأُلفَةِ وَالوُدِّ بِسِحرٍ مِن قُوى الروحِ حَوى السَيفَينِ في غِمدِ وَسُلطانٍ مِنَ النَفسِ يُقَوّي رائِضَ الأَسدِ وَتَوفيقٍ مِنَ اللَهِ وَتَيسيرٍ مِنَ السَعدِ وَحَظٍّ لَيسَ يُعطاهُ سِوى المَخلوقِ لِلخُلدِ وَلا يُؤخَذُ بِالحَولِ وَلا الصَولِ وَلا الجُندِ وَلا بِالنَسلِ وَالمالِ وَلا بِالكَدحِ وَالكَدِّ وَلَكِن هِبَةُ المَولى تَعالى اللَهُ لِلعَبدِ سَلامُ النيلِ يا غَندي وَهَذا الزَهرُ مِن عِندي وَإِجلالٌ مِنَ الأَهرا مِ وَالكَرنَكِ وَالبَردي وَمِن مَشيَخَةِ الوادي وَمِن أَشبالِهِ المُردِ سَلامٌ حالِبَ الشاةِ سَلامٌ غازِلَ البُردِ وَمَن صَدَّ عَنِ المِلحِ وَلَم يُقبِل عَلى الشُهدِ وَمَن تركَبُ ساقَيهِ مِنَ الهِندِ إِلى السِندِ سَلامٌ كُلَّما صَلَّي تَ عُرياناً وَفي اللِبدِ وَفي زاوِيَةِ السِجنِ وَفي سِلسِلَةِ القَيدِ مِنَ المائِدَةِ الخَضرا ءَ خُذ حِذرَكَ يا غَندي وَلاحِظ وَرَقَ السيرِ وَما في وَرَقِ اللوردِ وَكُن أَبرَعَ مَن يَل عَبُ بِالشَطرَنجِ وَالنَردِ وَلاقي العَبقَرِيّينَ لِقاءَ النِدِّ لِلنِدِّ وَقُل هاتوا أَفاعِيَكُم أَتى الحاوي مِنَ الهِندِ وَعُد لَم تَحفِلِ الذامَ وَلَم تَغتَرَّ بِالحَمدِ فَهَذا النَجمُ لا تَرقى إِلَيهِ هِمَّةُ النَقدِ وَرُدَّ الهِندَ لِلأُم مَةِ مِن حَدٍّ إِلى حَدِّ أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو فَإِنَّكِ مِن عُكاظِ الشِعرِ ظِلُّ عُكاظُ وَأَنتِ لِلبُلَغاءِ سوقٌ عَلى جَنَباتِها رَحَلوا وَحَلّوا وَيَنبوعٌ مِنَ الإِنشادِ صافِ صَدى المُتَأَدِّبينَ بِهِ يُقَلُّ وَمِضمارٌ يَسوقُ إِلى القَوافي سَوابِقُها إِذا الشُعَراءُ قَلّوا يَقولُ الشِعرَ قائِلُهُم رَصيناً وَيُحسِنُ حينَ يُكثِرُ أَو يُقِلُّ وَلَولا المُحسِنونَ بِكُلِّ أَرضِ لَما سادَ الشُعوبُ وَلا اِستَقَلّوا عَسى تَأتينَنا بِمُعَلَّقاتٍ نَروحُ عَلى القَديمِ بِها نُدِلُّ لَعَلَّ مَواهِباً خَفِيَت وَضاعَت تُذاعُ عَلى يَدَيكِ وَتُستَغَلُّ صَحائِفُكِ المُدَبَّجَةُ الحَواشي رُبى الوَردِ المُفَتَّحِ أَو أَجَلُّ رَياحينُ الرِياضِ يُمَلُّ مِنها وَرَيحانُ القَرائِحِ لا يُمَلُّ يُمَهِّدُ عَبقَرِيُّ الشِعرِ فيها لِكُلِّ ذَخيرَةٍ فيها مَحَلُّ وَلَيسَ الحَقُّ بِالمَنقوصِ فيها وَلا الأَعراضُ فيها تُستَحَلُّ وَلَيسَت بِالمَجالِ لِنَقدِ باغٍ وَراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وَغِلُّ بي مِثلُ ما بِكِ يا قُمرِيَّةَ الوادي نادَيتُ لَيلى فَقومي في الدُجى نادي وَأَرسِلي الشَجوَ أَسجاعاً مُفَصَّلَةٌ أَو رَدِّدي مِن وَراءِ الأَيكِ إِنشادي لا تَكتُمي الوَجدَ فَالجُرحانِ مِن شَجَنٍ وَلا الصَبابَةَ فَالدَمعانِ مِن وادِ تَذَكَّري هَل تَلاقَينا عَلى ظَمَإٍ وَكَيفَ بَلَّ الصَدى ذو الغُلَّةِ الصادي وَأَنتِ في مَجلِسِ الرَيحانِ لاهِيَةٌ ما سِرتِ مِن سامِرٍ إِلا إِلى نادي تَذَكَّري قُبلَةً في الشَعرِ حائِرَةً أَضَلَّها فَمَشَت في فَرقِكِ الهادي وَقُبلَةً فَوقَ خَدٍّ ناعِمٍ عَطِرٍ أَبهى مِنَ الوَردِ في ظِلِّ النَدى الغادي تَذَكَّري مَنظَرَ الوادي وَمَجلِسَنا عَلى الغَديرِ كَعُصفورَينِ في الوادي وَالغُصنُ يَحنو عَلَينا رِقَّةً وَجَوىً وَالماءُ في قَدَمَينا رائِحٌ غادِ تَذَكَّري نَغَماتٍ هَهُنا وَهُنا مِن لَحنِ شادِيَةٍ في الدَوحِ أَو شادي تَذَكَّري مَوعِداً جادَ الزَمانُ بِهِ هَل طِرتُ شَوقاً وَهَل سابَقتُ ميعادي فَنلتُ ما نلتُ مِن سُؤلٍ وَمِن أَمَلِ وَرُحتُ لَم أَحصِ أَفراحي وَأَعيادي يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً أَو كَفِردَوسِهِ بَشاشَةَ وادي قِف تَمَهَّل وَخُذ أَماناً لِقَلبي مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ وَالنُواسِيُّ وَالنَدامى أَمنِهِم سامِرٌ يَملَأُ الدُجى أَو نادِ خَطَرَت فَوقَهُ المِهارَةُ تَعدو في غُبارِ الآباءِ وَالأَجدادِ أُمَّةٌ تُنشِئُ الحَياةَ وَتَبني كَبِناءِ الأُبُوَّةِ الأَمجادِ تَحتَ تاجٍ مِنَ القَرابَةِ وَالمُل كِ عَلى فَرقِ أَريحِيٍّ جَوادِ مَلك الشَطِّ وَالفُراتَينِ وَالبَط حاءِ أَعظِم بِفَيصَلٍ وَالبِلادِ عَفيفُ الجَهرِ وَالهَمسِ قَضى الواجِبَ بِالأَمسِ وَلَم يَعرِض لِذي حَقٍّ بِنُقصانٍ وَلا بَخسِ وَعِندَ الناسِ مَجهولٌ وَفي أَلسُنِهِم مَنسي وَفيهِ رِقَّةُ القَلبِ لِآلامِ بَني الجِنسِ فَلا يَغبِطُ ذا نُعمى وَيَرثي لِأَخي البُؤسِ وَلِلمَحرومِ وَالعافي حَوالَي زادِهِ كُرسي وَما نَمَّ وَلا هَمَّ بِبَعضِ الكَيدِ وَالدَسِّ يَنامُ اللَيلَ مَسروراً قَليلَ الهَمِّ وَالهَجسِ وَيُصبِحُ لا غُبارَ عَلى سَريرَتِهِ كَما يُمسي فَيا أَسعَدَ مَن يَمشي عَلى الأَرضِ مِنَ الإِنسِ وَمَن طَهَّرَهُ اللَهُ مِنَ الريبَةِ وَالرِجسِ أَنِل قَدرِيَ تَشريفاً وَهَب لي قُربَكَ القُدسي عَسى نَفسُكَ أَن تُد مَجَ في أَحلامِها نَفسي فَأَلقى بَعضَ ما تَلقى مِنَ الغِبطَةِ وَالأُنسِ وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر إِلى بَعثَةٍ وَشُؤونٍ أُخَر وَما باطِلاً يَنزِلُ النازِلون وَلا عَبَثاً يُزمِعونَ السَفَر فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر قَدَّمتُ بَينَ يَدَيَّ نَفساً أَذنَبَت وَأَتَيتُ بَينَ الخَوفِ وَالإِقرارِ وَجَعَلتُ أَستُرُ عَن سِواك ذُنوبَها حَتّى عَبيتُ فَمُنَّ لي بِسِتارِ صارَ شَوقي أَبا عَلي في الزَمانِ التَرَلَّلي وَجَناها جِنايَةً لَيسَ فيها بِأَوَّلِ عَلِيُّ لَوِ اِستَشَرتَ أَباكَ قَبلاً فَإِنَّ الخَيرَ حَظُّ المُستَشيرِ إِذاً لَعَلِمتَ أَنّا في غِناءٍ وَإِن نَكُ مِن لِقائِكَ في سُرورِ وَما ضِقنا بِمَقدَمِكَ المُفَدّى وَلَكِن جِئتَ في الزَمَنِ الأَخيرِ رُزِقتُ صاحِبَ عَهدِهِ وَتَمَّ لِيَ النَسلُ بَعدي هُم يَحسُدوني عَلَيهِ وَيَغبِطوني بِسَعدي وَلا أَراني وَنَجلي سَنَلتَقي عِندَ مَجدِ وَسَوفَ يَعلَمُ بَيتي أَنّي أَنا النَسلُ وَحدي فَيا عَلي لا تَلُمني فَما اِحتِقارُكَ قَصدي وَأَنتَ مِنّي كَروحي وَأَنتَ مَن أَنتَ عِندي فَإِن أَساءَكَ قَولي كَذِّب أَباكَ بِوَعدِ يا لَيلَةً سَمَّيتُها لَيلَتي لِأَنَّها بِالناسِ ما مَرَّتِ أَذكُرُها وَالمَوتُ في ذِكرِها عَلى سَبيلِ البَثِّ وَالعِبرَةِ لِيَعلَمَ الغافِلُ ما أَمسُهُ ما يَومُهُ ما مُنتَهى العيشَةِ نَبَّهَني المَقدورُ في جُنحِها وَكُنتُ بَينَ النَومِ وَاليَقظَةِ المَوتُ عَجلانٌ إِلى والِدي وَالوَضعُ مُستَعصٍ عَلى زَوجَتي هَذا فَتىً يُبكى عَلى مِثلِهِ وَهَذِهِ في أَوَّلِ النَشأَةِ وَتِلكَ في مِصرَ عَلى حالِها وَذاكَ رَهنُ المَوتِ وَالغُربَةِ وَالقَلبُ ما بَينَهُما حائِرٌ مِن بَلدَةِ أَسرى إِلى بَلدَةِ حَتّى بَدا الصُبحُ فَوَلّى أَبي وَأَقبَلَت بَعدَ العَناءِ اِبنَتي فَقُلتُ أَحكامُكَ حِزناً لَها يا مُخرِجَ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ أَمينَتي في عامِها الأَوَّلِ مِثلُ المَلَكِ صالِحَةٌ لِلحُبِّ مِن كُلٍّ وَلِلتَبَرُّكِ كَم خَفَقَ القَلبُ لَها عِندَ البُكا وَالضَحِكِ وَكَم رَعَتها العَينُ في السُكونِ وَالتَحَرُّكِ فَإِن مَشَت فَخاطِري يَسبِقُها كَالمُمسِكِ أَلحَظُها كَأَنَّها مِن بَصَري في شَرَكِ فَيا جَبينَ السَعدِ لي وَيا عُيونَ الفَلَكِ وَيا بَياضَ العَيشِ في ال أَيّامِ ذاتِ الحَلَكِ إِنَّ اللَيالي وَهيَ لا تَنفَكُّ حَربَ أَهلِكِ لَو أَنصَفَتكِ طِفلَةً لَكُنتِ بِنتَ المَلِكِ أَمينَةُ يا بِنتِيَ الغالِيَه أُهَنّيكِ بِالسَنَةِ الثانِيَه وَأَسأَلُ أَن تَسلَمي لي السِنينَ وَأَن تُرزَقي العَقلَ وَالعافِيَه وَأَن تُقسَمي لِأَبَرِّ الرِجالِ وَأَن تَلِدي الأَنفُسَ العالِيَه وَلَكِن سَأَلتُكِ بِالوالِدَينِ وَناشَدتُكِ اللُعَبَ الغالِيَه أَتَدرينَ ما مَرَّ مِن حادِثٍ وَما كانَ في السَنَةِ الماضِيَه وَكَم بُلتِ في حُلَلٍ مِن حَريرٍ وَكَم قَد كَسَرتِ مِنَ الآنِيَه وَكَم سَهَرَت في رِضاكِ الجُفونُ وَأَنتِ عَلى غَضَبٍ غافِيَه وَكَم قَد خَلَت مِن أَبيكِ الجُيوبُ وَلَيسَت جُيوبُكِ بِالخالِيَه وَكَم قَد شَكا المُرَّ مِن عَيشِهِ وَأَنتِ وَحَلواكِ في ناحِيَه وَكَم قَد مَرِضتِ فَأَسقَمتِهِ وَقُمتِ فَكُنتِ لَهُ شافِيَه وَيَضحَكُ إِن جِئتِهِ تَضحَكينَ وَيَبكي إِذا جِئتِهِ باكِيَه وَمِن عَجَبٍ مَرَّتِ الحادِثاتُ وَأَنتِ لِأَحدَثِها ناسِيَه فَلَو حَسَدَت مُهجَةٌ وُلدَها حَسَدتُكِ مِن طِفلَةٍ لاهِيَه يا حَبَّذا أَمينَةٌ وَكَلبُها تُحِبُّهُ جِدّاً كَما يُحِبُّها أَمينَتي تَحبو إِلى الحَولَينِ وَكَلبُها يُناهِزُ الشَهرَينِ لَكِنَّها بَيضاءُ مِثلُ العاجِ وَعَبدُها أَسوَدُ كَالدَياجي يَلزَمُها نَهارَها وَتَلزَمُه وَمِثلَما يُكرِمُها لا تُكرِمُهُ فَعِندَها مِن شِدَّةِ الإِشفاقِ أَن تَأخُذَ الصَغيرَ بِالخِناقِ في كُلِّ ساعَةٍ لَهُ صِياحُ وَقَلَّما يَنعَمُ أَو يَرتاحُ وَهَذِهِ حادِثَةٌ لَها مَعَه تُنبيكَ كَيفَ اِستَأثَرَت بِالمَنفَعَه جاءَت بِهِ إِلَيَّ ذاتَ مَرَّه تَحمِلُهُ وَهيَ بِهِ كَالبَرَّه فَقُلتُ أَهلا بِالعَروسِ وَاِبنِها ماذا يَكونُ يا تُرى مِن شَأنِها قالَت غُلامي يا أَبي جَوعانُ وَما لَهُ كَما لَنا لِسانُ فَمُرهُموا يَأتوا بِخُبزٍ وَلَبَن وَيُحضِروا آنِيَةً ذاتَ ثَمَن فَقُمتُ كَالعادَةِ بِالمَطلوبِ وَجِئتُها أَنظُرُ مِن قَريبِ فَعَجَنَت في اللَبَنِ اللُبابا كَما تَرانا نُطعِمُ الكِلابا ثُمَّ أَرادَت أَن تَذوقَ قَبلَهُ فَاِستَطعَمَت بِنتُ الكِرامِ أَكلَهُ هُناكَ أَلقَت بِالصَغيرِ لِلوَرا وَاِندَفَعَت تَبكي بُكاءً مُفتَرى تَقولُ بابا أَنا دَحّا وَهوَ كُخّ مَعناهُ بابا لِيَ وَحدي ما طُبِخ فَقُل لِمَن يَجهَل خَطبَ الآنِيَه قَد فُطِرَ الطِفلُ عَلى الأَنانِيَه صِغارٌ بِحُلوانَ تَستَبشِرُ وَرُؤيَتُها الفَرَحُ الأَكبَرُ تَهُزُّ اللِواءَ بِعيدِ المَسيحِ وَتُحَيّيهِ مِن حَيثُ لا تَشعُرُ فَهَذا بِلُعبَتِهِ يَزدَهي وَهَذا بِحُلَّتِهِ يَفخَرُ وَهَذا كَغُصنِ الرُبا يَنثَني وَهَذا كَريحِ الصَبا يَخطِرُ إِذا اِجتَمَعَ الكُلُّ في بُقعَةٍ حَسِبتَهُمو باقَةً تُزهِرُ أَوِ اِفتَرَقوا واحِداً واحِداً حَسِبتَهُمو لُؤلُؤاً يُنثَرُ وَمِن عَجَبٍ مِنهُمو المُسلِمونَ أَوِ المُسلِمونَ هُمُ الأَكثَرُ فَلاسِفَةٌ كُلُّهُم في اِتِّفاقٍ كَما اِتَّفَقَ الآلُ وَالمَعشَرُ دَسَمبِرُ شَعبانُ عِندَ الجَميعِ وَشَعبانُ لِلكُلِّ ديسَمبِرُ وَلا لُغَةٌ غَيرَ صَوتٍ شَجِيٍّ كَرَوضٍ بَلابِلُهُ تَصفِرُ وَلا يَزدَري بِالفَقيرِ الغَنِيُّ وَلا يُنكِرُ الأَبيَضَ الأَسمَرُ فَيا لَيتَ شِعري أَضَلَّ الصِغارُ أَمِ العَقلُ ما عَنهُمو يُؤثَرُ سُؤالٌ أُقَدِمُهُ لِلكِبارِ لَعَلَّ الكِبارَ بِهِ أَخبَرُ وَلي طِفلَةٌ جازَتِ السَنَتَينِ كَبَعضِ المَلائِكِ أَو أَطهَرُ بِعَينَينِ في مِثلِ لَونِ السَماءِ وَسِنَّينِ يا حَبَّذا الجَوهَرُ أَتَتنِيَ تَسأَلُني لُعبَةً لِتَكسِرَها ضِمنَ ما تَكسِرُ فَقُلتُ لَها أَيُّهَذا المَلاكُ تُحِبُّ السَلامَ وَلا أُنكِرُ وَلَكِنَّ قَبلَكَ خابَ المَسيحُ وَباءَ بِمَنشورِهِ القَيصَرُ فَلا تَرجُ سِلماً مِنَ العالَمينَ فَإِنَّ السِباعَ كَما تُفطَرُ وَمَن يَعدَمِ الظُفرَ بَينَ الذِئابِ فَإِنَّ الذِئابَ بِهِ تَظفَرُ فَإِن شِئتَ تَحيا حَياةَ الكِبارِ يُؤَمِّلُكَ الكُلُّ أَو يَحذرُ فَخُذ هاكَ بُندُقَةً نارُها سَلامٌ عَلَيكَ إِذا تُسعَرُ لَعَلَّكَ تَألَفُها في الصِبا وَتَخلفُها كُلَّما تَكبَرُ فَفيها الحَياةُ لِمَن حازَها وَفيها السَعادَةُ وَالمَفخَرُ وَفيها السَلامُ الوَطيدُ البِناءِ لِمَن آثَرَ السِلمَ أَو يُؤثِرُ فَلوبيلُ مُمسِكَةٌ مَوزَراً وَلوبيلُ تُمسِكُها مَوزَرُ أَجابَت وَما النُطقُ في وُسعِها وَلَكِنَّها العَينُ قَد تُخبِرُ تَقولُ عَجيبٌ كَلامُكَ لي أَبِالشَرِّ يا والِدي تَأمُرُ تَزينُ لِبنتِكَ حُبَّ الحُروبِ وَحُبُّ السَلامِ بِها أَجدَرُ وَأَنتَ اِمرُؤٌ لا تُحِبُّ الأَذى وَلا تَبتَغيهِ وَلا تَأمُرُ فَقُلتُ لِأَمرٍ ضَلَلتُ السَبيلَ وَرُبَّ أَخي ضَلَّةٍ يُعذَرُ فَلَو جيءَ بِالرُسلِ في واحِدٍ وَبِالكُتبِ في صَفحَةٍ تُنشَرُ وَبِالأَوَّلينَ وَما قَدَّموا وَبِالآخَرينَ وَما أَخَّروا لِيَنهَضَ ما بَينَهُم خاطِباً عَلى العَرشِ نَصَّ لَهُ مِنبَرُ يَقولُ السَلامُ يُحِبُّ السَلامَ وَيَأجُرُكُم عَنهُ ما يَأجُرُ لَصُمَّ العِبادُ فَلَم يَسمَعوا وَكُفَّ العِبادُ فَلَم يُبصِروا يا شِبهَ سَيِّدَةِ البَتو لِ وَصورَةَ المَلَكَ الطَهور نَسّى جَمالُكِ في الإِنا ثِ جَمالَ يوسُفَ في الذُكور زَينُ المُهودِ اليَومَ أَن تِ وَفي غَدٍ زَينُ الخُدور إِنَّ الأَهِلَّةَ إِن سَرَت سارَت عَلى نَهجِ البُدور بِأَبي جَبينٌ كَالصَبا حِ إِذا تَهَيَّأَ لِلسُفور بَقِيَت عَلَيهِ مِنَ الدُجى تِلكَ الخُيوطُ مِنَ الشُعور وَكَرائِمٌ مِن لُؤلُؤٍ زَيَّنَّ مُرجانَ النُحور سُبحانَ مُؤتيها يَتا ئِمَ في المَراشِفِ وَالثُغور تَسقي وَتُسقى مِن لُعا بِ النَحلِ أَو طَلِّ الزُهور وَكَأَنَّ نَفحَ الطيبِ حَو لَ نَضيدِها أَنفاسُ حور وَغَريبَةٌ فَوقَ الخُدو دِ بَديعَةٌ مِن وَردِ جور صَفراءُ عِندَ رَواحِها حَمراءُ في وَقتِ البُكور قَبَّلتُها وَشَمَمتُها وَسَقَيتُها دَمعَ السُرور هَذِهِ أَوَّلُ خُطوَه هَذِهِ أَوَّلُ كَبوَه في طَريقي لِعَلِيٍّ عَنهُ لَو يَعقِلُ غُنوَه يَأخُذُ العيشَةَ فيهِ مُرَّةً آناً وَحُلوَه يا عَلي إِن أَنتَ أَوفَي تَ عَلى سِنِّ الفُتُوَّه دافِعِ الناسَ وَزاحِم وَخُذِ العَيشَ بِقُوَّه لا تَقُل كانَ أَبي إِيّا كَ أَن تَحذُوَ حَذوَه أَنا لَم أَغنَم مِنَ النا سِ سِوى فنجانِ قَهوَه أَنا لَم أُجزَ عَنِ المَد حِ مِنَ الأَملاكِ فَروَه أَنا لَم أُجزَ عَنِ الكُت بِ مِنَ القُرّاءِ حُظوَه ضَيَّعَ الكُلُّ حَيائي وَعَفافي وَالمُرُوَّه بَكَيا لِأَجلِ خُروجِهِ في زَورَةٍ يا لَيتَ شِعري كَيفَ يَومُ فِراقِهِ لَو كانَ يَسمَعُ يَومَذاكَ بُكاهُما رُدَّت إِلَيهِ الروحُ مِن إِشفاقِهِ أَقسَمتُ لَو أَمَرَ الزَمانُ سَماءَهُ فَسَعَت لِصَدرِكَ شَمسُها وَنُجومُها ليُنيلَ قَدرَكَ في المَعالي حَقَّهُ شَكَتِ المَعالي أَنَّهُ مَظلومُها يا عَزيزاً لَنا بِمِصرَ عَلِمنا أَنَّهُ بِالرِضا الخِديوِيِّ فائِزُ سَرَّنا أَنَّكَ اِرتَقَيتَ وَتَرقى فَكَأَنّا نَحوزُ ما أَنتَ حائِزُ رُتبَةً أَلسُنُ العُلا أَرَّختَها أَنتَ مَحمودُ في العُلا المُتَمايِزِ ذي هِمَّةٌ دونها في شَأوِها الهِمَمُ لَم تَتَّخِذ لا وَلَم تَكذِب لَها نعَمُ بَلَّغتَني أَمَلاً ما كُنتُ بالِغَهُ لَولا وَفاؤُكَ يا مَظلومُ وَالكَرَمُ وِدادُكَ العِزُّ وَالنعَمى لِخاطِبِهِ وَوُدُّ غَيرِكَ ضِحكُ السِنِّ وَالكَلمُ أَكُلَّما قَعَدَت بي عَنكَ مَعذِرَةٌ مَشَت إِلَيَّ الأَيادي مِنكَ وَالنِعَمُ تُجِلُّ في قَلَمِ الأَوطانِ حامِلَهُ فَكَيفَ يَصبِرُ عَن إِجلالِكَ القَلَمُ أَتَتني الصُحفُ عَنكَ مُخَبِّراتِ بِحادِثَةٍ وَلا كَالحادِثاتِ بِخَطبِكَ في القِطارِ أَبا حُسَينٍ وَلَيسَ مِنَ الخُطوبِ الهَيِّناتِ أُصيبَ المَجدُ يَومَ أصِبتَ فيهِ وَلَم تَخلُ الفَضيلَةُ مِن شُكاةِ وَساءَ الناسُ أَن كَبَتِ المَعالي وَأَزعَجَهُم عِثارُ المَكرُماتِ وَلَستُ بِناسٍ الآدابَ لَمّا تَراءَت رَبِّها مُتلَهِّفاتِ وَكانَ الشِعرُ أَجزَعَها فُؤاداً وَأَحرَصَها لَدَيكَ عَلى حَياةِ هَجَرتَ القَولَ أَيّاماً قِصاراً فَكانَت فَترَةً لِلمُعجِزاتِ وَإِنَّ لَيالِياً أَمسَكتَ فيها لَسودٌ لِليَراعِ وَلِلدَواةِ فَقُل لي عَن رُضوضِكَ كَيفَ أَمسَت فَقَلبي في رُضوضٍ مُؤلِماتِ وَهَب لي مِنكَ خَطّاً أَو رَسولاً يُبَلِّغُ عَنكَ كُلَّ الطَيِّباتِ سَأَلتُكَ بِالوِدادِ أَبا حُسَينٍ وَبِالذِمَمِ السَوالِفِ وَالعُهودِ وَحُبٍّ كامِنٍ لَكَ في فُؤادي وَآخَرَ في فُؤادِكَ لي أَكيدِ أَحَقٌّ أَنَّ مَطوِيَّ اللَيالي سَيُنشَرُ بَينَ أَحمَدَ وَالوَليدِ وَأَنَّ مَناهِلاً كُنّا لَدَيها سَتَدنو لِلتَأَنُّسِ وَالوُرودِ قُدومُكَ في رُقِيِّكَ في نَصيبي سُعودٌ في سُعودٍ في سُعودِ وَفَدتَ عَلى رُبوعِكَ غِبَّ نَأيٍ وَكُنتَ البَدرَ مَأمولَ الوُفودِ لَئِن رَفَعوكَ مَنزِلَةً فَأَعلى لَقَد خُلِقَ الأَهِلَّةُ لِلصُعودِ وَأَقسِمُ ما لِرِفعَتِكَ اِنتِهاءُ وَلا فيها اِحتِمالٌ لِلمَزيدِ قالوا تَمايَزَ حَمزَةُ قُلتُ التَمايُزُ مِن قَديمِ لَو لَم يَميزوهُ بِها لَاِمتازَ بِالخُلُقِ العَظيمِ رُتَبٌ كَرائِمُ في العُلا وُجِّهنَ مِنكَ إِلى كَريمِ فَاِهنَأ أَخي بِوُفودِها وَتَلَقَّ تَهنِئَةَ الحَميمِ وَاِرقَ المَنازِلَ كُلَّها حَتّى تُنيفَ عَلى النُجومِ لَقَد وافَتنِيَ البُشرى وَأُنبِئتُ بِما سَرّا وَقالوا عَنكَ لي أَمسِ رَبِحتَ النِمرَةَ الكُبرى فَيا مُطرانُ ما أَولى وَيا مُطرانُ ما أَحرى لَقَد أَقبَلَتِ الدُنيا فَلا تَجزَع عَلى الأُخرى أَخَذتَ الصِفرَ بِاليُمنى وَكانَ الصِفرُ بِاليُسرى وَكانَت فِضَّةً بيضاً فَصارَت ذَهَباً صُفرا وَقالَ البَعضُ أَلفَينِ وَقالوا فَوقَ ذا قَدرا كُن في التَواضُعِ كَالمُدا مَةِ حينَ تُجلى في الكُؤوس مَشَتِ اِتِّئاداً في الصُدو فَحَكَّموها في الرُؤوس وَجَنّاتٍ مِنَ الأَشعارِ فيها جَنىً لِلمُجتَني مِن كُلِّ ذَوقِ تَأَمَّل كَم تَمَنّوها وَأَرِّخ لِشَوقِيّاتِ أَحمَدَ أَيَّ شَوقِ مَجموعَةٌ لِأَحمَدٍ مُعجِزُه فيها بَهَر تُعَدُّ في تاريخِها أَليَقَ ديوانٍ ظَهَر يَحكونَ أَنَّ رَجُلاً كُردِيّا كانَ عَظيمَ الجِسمِ هَمشَرِيّا وَكانَ يُلقي الرُعبَ في القُلوبِ بِكَثرَةِ السِلاحِ في الجُيوبِ وَيُفزِعُ اليَهودَ وَالنَصارى وَيُرعِبُ الكِبارَ وَالصِغارا وَكُلَّما مَرَّ هُناكَ وَهُنا يَصيحُ بِالناسِ أَنا أَنا أَنا نَمى حَديثُهُ إِلى صَبِيٍّ صَغيرِ جِسمٍ بَطَلٍ قَوِيِّ لا يَعرِفُ الناسُ لَهُ الفُتُوَّه وَلَيسَ مِمَّن يَدَّعونَ القُوَّه فَقالَ لِلقَومِ سَأُدريكُم بِهِ فَتَعلَمونَ صِدقَهُ مِن كِذبِه وَسارَ نَحوَ الهَمشَرِيِّ في عَجَل وَالناسُ مِمّا سَيَكونُ في وَجَل وَمَدَّ نَحوَهُ يَميناً قاسِيَه بِضَربَةٍ كادَت تَكونُ القاضِيَه فَلَم يُحَرِّك ساكِناً وَلا اِرتَبَك وَلا اِنتَهى عَن زَعمِهِ وَلا تَرَك بَل قالَ لِلغالِبِ قَولاً لَيِّنا الآنَ صِرنا اِثنَين أَنتَ وَأَنا كانَ لِسُلطانٍ نَديمٌ وافِ يُعيدُ ما قالَ بِلا اِختِلافِ وَقَد يَزيدُ في الثَنا عَلَيهِ إِذا رَأى شَيئاً حَلا لَدَيهِ وَكانَ مَولاهُ يَرى وَيَعلَمُ وَيَسمَعُ التَمليقَ لَكِن يَكتُمُ فَجَلسا يَوماً عَلى الخِوانِ وَجيءَ في الأَكلِ بِباذِنجانِ فَأَكَلَ السُلطانُ مِنهُ ما أَكَل وَقالَ هَذا في المَذاقِ كَالعَسَل قالَ النَديمُ صَدقَ السُلطانُ لا يَستَوي شَهدٌ وَباذِنجانُ هَذا الَّذي غَنى بِهِ الرَئيسُ وَقالَ فيهِ الشِعرَ جالينوسُ يُذهِبُ أَلفَ عِلَّةٍ وَعِلَّه وَيُبرِدُ الصَدرَ وَيَشفي الغُلَّه قالَ وَلَكِن عِندَهُ مَرارَه وَما حَمَدتُ مَرَّةً آثارَه قالَ نَعَم مُرٌّ وَهَذا عَيبُه مُذ كُنتُ يا مَولايَ لا أُحِبُّه هَذا الَّذي ماتَ بِهِ بُقراطُ وَسُمَّ في الكَأسِ بِهِ سُقراطُ فَاِلتَفَتَ السُلطانُ فيمَن حَولَهُ وَقالَ كَيفَ تَجِدونَ قَولَه قالَ النَديمُ يا مَليكَ الناسِ عُذراً فَما في فِعلَتي مِن باسِ جُعِلتُ كَي أُنادِمَ السُلطانا وَلَم أُنادِم قَطُّ باذِنجانا لَستُ بِناسٍ لَيلَةً مِن رَمَضانَ مَرَّتِ تَطاوَلَت مِثلَ لَيا لي القُطبِ وَاِكفَهَرَّتِ إِذِ اِنفَلَتُّ مِن سُحو ري فَدَخَلتُ حُجرَتي أَنظُرُ في ديوانِ شِع رٍ أَو كِتابِ سيرَةِ فَلَم يَرُعني غَيرَ صَو تٍ كَمُواءِ الهِرَّةِ فَقُمتُ أَلقي السَمعَ في السُتورِ وَالأَسِرَّةِ حَتّى ظَفِرتُ بِالَّتي عَلَيَّ قَد تَجَرَّتِ فَمُذ بَدَت لي وَاِلتَقَت نَظرَتُها وَنَظرَتي عادَ رَمادُ لَحظِها مِثلَ بَصيصِ الجَمرَةِ وَرَدَّدَت فَحيحَها كَحَنَشٍ بِقَفرَةِ وَلَبِسَت لي مِن وَرا ءِ السِترِ جِلدَ النَمرَةِ كَرَّت وَلَكِن كَالجَبا نِ قاعِداً وَفَرَّتِ وَاِنتَفَضَت شَوارِباً عَن مِثلِ بَيتِ الإِبرَةِ وَرَفَعت كَفّاً وَشا لَت ذَنَباً كَالمِذرَةِ ثُمَّ اِرتَقَت عَنِ المُوا ءِ فَعَوَت وَهَرَّتِ لَم أَجزِها بِشِرَّةٍ عَن غَضَبٍ وَشِرَّةِ وَلا غَبيتُ ضَعفَها وَلا نَسيتُ قُدرَتي وَلا رَأَيتُ غَيرَ أُمٍّ بِالبَنينَ بَرَّةِ رَأَيتُ ما يَعطِفُ نَف سَ شاعِرٍ مِن صورَةِ رَأَيتُ جِدَّ الأُمَّها تِ في بِناءِ الأُسرَةِ فَلَم أَزَل حَتّى اِطمَأَنَّ جَأشُها وَقَرَّتِ أَتَيتُها بِشَربَةٍ وَجِئتُها بِكِسرَةِ وَصُنتُها مِن جانِبَي مَرقَدِها بِسُترَتي وَزِدتُها الدِفءَ فَقَر رَبتُ لَها مِجمَرَتي وَلَو وَجَدتُ مِصيَداً لَجِئتُها بِفَأرَةِ فَاِضطَجَعَت تَحتَ ظِلا لِ الأَمنِ وَاِسبَطَرَّتِ وَقَرَأَت أَورادَها وَما دَرَت ما قَرَّتِ وَسَرَحَ الصِغارُ في ثُدِيِّها فَدَرَّتِ غُرُّ نُجومٍ سُبَّحٌ في جَنَباتِ السُرَّةِ اِختَلَطوا وَعَيَّثوا كَالعُميِ حَولَ سُفرَةِ تَحسَبُهُم ضَفادِعاً أَرسَلتَها في جَرَّةِ وَقُلتُ لا بَأسَ عَلى طِفلِكِ يا جُوَيرَتي تَمَخَّضي عَن خَمسَةٍ إِن شِئتِ أَو عَن عَشرَةِ أَنتِ وَأَولادُكِ حَت تى يَكبُروا في خُفرَتي حِكايَةُ الصَيّادِ وَالعُصفورَه صارَت لِبَعضِ الزاهِدينَ صورَه ما هَزَأوا فيها بِمُستَحِقِّ وَلا أَرادوا أَولِياءَ الحَقِّ ما كُلُّ أَهلِ الزُهدِ أَهلُ اللَهِ كَم لاعِبٍ في الزاهِدينَ لاهِ جَعَلتُها شِعراً لِتَلفِتَ الفِطَن وَالشِعرُ لِلحِكمَةِ مُذ كانَ وَطَن وَخَيرُ ما يُنظَمُ لِلأَديبِ ما نَطَقَتهُ أَلسُنُ التَجريبِ أَلقى غُلامٌ شَرَكاً يَصطادُ وَكُلُّ مَن فَوقَ الثَرى صَيّادُ فَاِنحَدَرَت عُصفورَةٌ مِنَ الشَجَر لَم يَنهَها النَهيُ وَلا الحَزمُ زَجَر قالَت سَلامٌ أَيُّها الغُلامُ قالَ عَلى العُصفورَةِ السَلامُ قالَت صَبِيُّ مُنحَني القَناةِ قالَ حَنَتها كَثرَةُ الصَلاةِ قالَت أَراكَ بادِيَ العِظامِ قالَ بَرَتها كَثرَةُ الصِيامِ قالَت فَما يَكونُ هَذا الصوفُ قالَ لِباسُ الزاهِدِ المَوصوفُ سَلي إِذا جَهِلتِ عارِفيهِ فَاِبنُ عُبَيدٍ وَالفُضَيلُ فيهِ قالَت فَما هَذي العَصا الطَويلَه قالَ لِهاتيكِ العَصا سَليلَه أَهُشُّ في المَرعى بِها وَأَتَّكي وَلا أَرُدُّ الناسَ عَن تَبَرُّكِ قالَت أَرى فَوقَ التُرابِ حَبّا مِما اِشتَهى الطَيرُ وَما أَحَبّا قالَ تَشَبهتُ بِأَهلِ الخَيرِ وَقُلتُ أَقري بائِساتِ الطَيرِ فَإِن هَدى اللَهُ إِلَيهِ جائِعاً لَم يَكُ قُرباني القَليلُ ضائِعا قالَت فَجُد لي يا أَخا التَنَسُّكِ قالَ اِلقُطيهِ بارَكَ اللَهُ لَكِ فَصَلِيَت في الفَخِّ نارَ القاري وَمَصرَعُ العُصفورِ في المِنقارِ وَهَتَفَت تَقولُ لِلأَغرارِ مَقالَةَ العارِفِ بِالأَسرارِ إِيّاكَ أَن تَغتَرَّ بِالزُهّادِ كَم تَحتَ ثَوبِ الزُهدِ مِن صَيادِ أُنبِئتُ أَنَّ سُلَيمانَ الزَمانِ وَمَن أَصبى الطُيورَ فَناجَتهُ وَناجاها أَعطى بَلابِلَهُ يَوماً يُؤَدِّبُها لِحُرمَةٍ عِندَهُ لِلبومِ يَرعاها وَاِشتاقَ يَوماً مِنَ الأَيّامِ رُؤيَتَها فَأَقبَلَت وَهيَ أَعصى الطَيرِ أَفواها أَصابَها العِيُّ حَتّى لا اِقتِدارَ لَها بِأَن تَبُثَّ نَبِيَّ اللَهِ شَكواها فَنالَ سَيِّدَها مِن دائِها غَضَبٌ وَوَدَّ لَو أَنَّهُ بِالذَبحِ داواها فَجاءَهُ الهُدهُدُ المَعهودُ مُعتَذِراً عَنها يَقولُ لِمَولاهُ وَمَولاها بَلابِلُ اللَهِ لا تَخرَس وَلا وُلِدَت خُرساً وَلَكِنَّ بومَ الشُؤمِ رَبّاها بَينا ضِعافٌ مِن دَجاجِ الريفِ تَخطِرُ في بَيتٍ لَها طَريفِ إِذا جاءَها هِندي كَبيرُ العُرفِ فَقامَ في البابِ قِيامَ الضَيفِ يَقولُ حَيّا اللَهُ ذي الوُجوها وَلا أَراها أَبَداً مَكروها أَتَيتُكُم أَنشُرُ فيكُم فَضلي يَوماً وَأَقضي بَينَكُم بِالعَدلِ وَكُلُّ ما عِندَكُمُ حَرامُ عَلَيَّ إِلّا الماءُ وَالمَنامُ فَعاوَدَ الدَجاجَ داءُ الطَيشِ وَفَتَحَت لِلعِلجِ بابَ العُشِّ فَجالَ فيهِ جَولَةَ المَليكِ يَدعو لِكُلِّ فَرخَةٍ وَديكِ وَباتَ تِلكَ اللَيلَةَ السَعيدَه مُمَتَّعاً بِدارِهِ الجَديدَه وَباتَتِ الدَجاجُ في أَمانِ تَحلُمُ بِالذِلَّةِ وَالهَوانِ حَتّى إِذا تَهَلَّلَ الصَباحُ وَاِقتَبَسَت مِن نورِهِ الأَشباحُ صاحَ بِها صاحِبُها الفَصيحُ يَقولُ دامَ مَنزِلي المَليحُ فَاِنتَبَهَت مِن نَومِها المَشؤومِ مَذعورَةً مِن صَيحَةِ الغَشومِ تَقولُ ما تِلكَ الشُروط بَينَنا غَدَرتَنا وَاللَهِ غَدراً بَيِّنا فَضَحِكَ الهِندِيُّ حَتّى اِستَلقى وَقالَ ما هَذا العَمى يا حَمقى مَتى مَلَكتُم أَلسُنَ الأَربابِ قَد كانَ هَذا قَبلَ فَتحِ البابِ أَلَمَّ عُصفورٌ بِمَجرىً صافِ قَد غابَ تَحتَ الغابِ في الأَلفافِ يَسقي الثَرى مِن حَيثُ لا يَدري الثَرى خَشيَةَ أَن يُسمَعَ عَنهُ أَو يُرى فَاِغتَرَفَ العُصفورُ مِن إِحسانِهِ وَحَرَّكَ الصَنيعُ مِن لِسانِهِ فَقالَ يا نورَ عُيونِ الأَرضِ وَمُخجِلَ الكَوثَرِ يَومَ العَرضِ هَل لَكَ في أَن أَرشِدَ الإِنسانا لِيَعرِفَ المَكانَ وَالإِمكانا فَيَنظُرَ الخَيرَ الَّذي نَظَرتُ وَيَشكُرَ الفَضلَ كَما شَكَرتُ لَعَلَّ أَن تُشهَرَ بِالجِميلِ وَتُنسِيَ الناسَ حَديثَ النيلِ فَاِلتَفَتَ الغَديرُ لِلعُصفورِ وَقالَ يُهدي مُهجَةَ المَغرورِ يا أَيُّها الشاكِرُ دونَ العالَمِ أَمَّنَكَ اللَهُ يَدَ اِبنِ آدَمِ النيلُ فَاِسمَع وَاِفهَمِ الحَديثا يُعطي وَلَكِن يَأخُذُ الخَبيثا مِن طولِ ما أَبصَرَهُ الناسُ نُسي وَصارَ كُلُّ الذِكرِ لِلمُهَندِسِ وَهَكَذا العَهدُ بِوُدِّ الناسي وَقيمَةُ المُحسِنِ عِندَ الناسِ وَقَد عَرَفتَ حالَتي وَضِدَّها فَقُل لِمَن يَسأَلُ عَنّي بَعدَها إِن خَفِيَ النافِعُ فَالنَفعُ ظَهَر يا سَعدَ مَن صافى وَصوفي وَاِستَتَر وَهَذِهِ واقِعَةٌ مُستَغرَبَه في هَوَسِ الأَفعى وَخُبثِ العَقرَبَه رَأَيتُ أَفعى من بَناتِ النيلِ مُعجَبَةً بِقَدِّها الجَميلِ تَحتَقِرُ النُصحَ وَتَجفو الناصِحا وَتَدَّعي العَقلَ الكَبيرَ الراجِحا عَنَت لَها رَبيبَةُ السَباخِ تَحمِلُ وَزنَيها مِنَ الأَوساخِ فَحَسِبَتها وَالحِسابُ يُجدي ساحِرَةً مِن ساحِراتِ الهِندِ فَاِنخَرَطَت مِثلَ الحُسامِ الوالِجِ وَاِندَفَعَت تِلكَ كَسَهمٍ زالِجِ حَتّى إِذا ما أَبلَغَتها جُحرَها دارَت عَلَيهِ كَالسِوارِ دَورَها تَقولُ يا أُمَّ العَمى وَالطَيشِ أَينَ الفِرارُ يا عَدُوَّ العَيشِ إِن تِلجي فَالمَوتُ في الوُلوجِ أَو تَخرُجي فَالهُلكُ في الخُروجِ فَسَكَتَت طَريدَةُ البُيوتِ وَاِغتَرَّتِ الأَفعى بِذا السُكوتِ وَهَجَعَت عَلى الطَريقِ هَجعَه فَخَرَجَت ضَرَّتُها بِسُرعَه وَنَهَضَت في ذِروَةِ الدِماغِ وَاِستَرسَلَت في مُؤلِمِ التَلداغِ فَاِنتَبَهَت كَالحالِمِ المَذعورِ تُصيحُ بِالوَيلِ وَبِالثُبورِ حَتّى وَهَت مِنَ الفَتاةِ القُوَّه فَنَزَلت عَن رَأسِها العُدُوَّه تَقولُ صَبراً لِلبَلاءِ صَبرا وَإِن وَجَدتِ قَسوَةً فَعُذرا فَرَأسُكِ الداءُ وَذا الدَواءُ وَهَكَذا فَلتُركَبُ الأَعداءُ مَن مَلَكَ الخَصمَ وَنامَ عَنهُ يُصبِحُ يَلقى ما لَقيت مِنهُ لَولا الَّذي أَبصَرَ أَهلُ التَجرِبَه مِنّي لَما سَمّوا الخَبيثَ عَقرَبَه قالَ السَلوقي مَرَّةً لِلجَواد وَهوَ إِلى الصَيدِ مَسوقُ القِياد بِاللَهِ قُل لي يا رَفيقَ الهَنا فَأَنتَ تَدري لي الوَفا في الوِداد أَلَستَ أَهلَ البيدِ أَهلَ الفَلا أَهلَ السُرى وَالسَيرِ أَهلَ الجِهاد أَلَم تَكُن رَبَّ الصِفاتِ الَّتي هامَ بِها الشاعِرُ في كُلِّ واد قالَ بَلى كُلَّ الَّذي قُلتهُ أَنا بِهِ المَشهورُ بَينَ العِباد قالَ فَما بالُكَ يا صاحِبي إِذا دَعا الصَيدُ وَجَدَّ الطِراد تَشكو فَتُشكيكَ عَصا سَيِّدي إِنَّ العَصا ما خُلِقَت لِلجَواد وَتَنثَني في عَرَقٍ سائِلٍ مُنَكَّسَ الرَأسِ ضَئيلَ الفُؤاد وَذا السَلوقي أَبَداً صابِرٌ يَنقادُ لِلمالِكِ أَيَّ اِنقِياد فَقالَ مَهلاً يا كَبيرَ النُهى ما هَكَذا أَنظارُ أَهلِ الرَشاد السِرُّ في الطَيرِ وَفي الوَحشِ لا في عَظمِ سيقانِكَ يا ذا السَداد ما الرِجلُ إِلّا حَيثُ كانَ الهَوى إِنَّ البُطونَ قادِراتٌ شِداد أَما تَرى الطَيرَ عَلى ضَعفِها تَطوي إِلى الحَبِّ مِئاتَ البِلاد يُقالُ كانَت فَأرَةُ الغيطانِ تَتيهُ بِاِبنَيها عَلى الفيرانِ قَد سَمَّتِ الأَكبَرَ نورَ الغَيطِ وَعَلَّمَتهُ المَشيَ فَوقَ الخَيطِ فَعَرَفَ الغِياضَ وَالمُروجا وَأَتقَنَ الدُخولَ وَالخُروجا وَصارَ في الحِرفَةِ كَالآباءِ وَعاشَ كَالفَلّاحِ في هَناءِ وَأَتعَبَ الصَغيرُ قَلبَ الأُمِّ بِالكِبرِ فَاِحتارَت بِما تُسَمّي فَقالَ سَمّيني بِنورِ القَصرِ لِأَنَّني يا أُمُّ فَأرُ العَصرِ إِنّي أَرى ما لَم يَرَ الشَقيقُ فَلي طَريقٌ وَلَهُ طَريقُ لَأَدخُلَنَّ الدارَ بَعدَ الدارِ وَثباً مِنَ الرَفِّ إِلى الكَرارِ لَعَلَّني إِن ثَبَتَت أَقدامي وَنُلتُ يا كُلَّ المُنى مَرامي آتيكُما بِما أَرى في البَيتِ مِن عَسَلٍ أَو جُبنَةٍ أَو زَيتِ فَعَطَفَت عَلى الصَغيرِ أُمُّه وَأَقبَلَت مِن وَجدِها تَضُمُّه تَقولُ إِنّي يا قَتيلَ القوتِ أَخشى عَلَيكَ ظُلمَةَ البُيوتِ كانَ أَبوكَ قَد رَأى الفَلاحا في أَن تَكونَ مِثلَهُ فَلّاحا فَاِعمَل بِما أَوصى تُرِح جَناني أَو لا فَسِر في ذِمَّةِ الرَحمَنِ فَاِستَضحَكَ الفَأرُ وَهَزَّ الكَتِفا وَقالَ مَن قالَ بِذا قَد خَرِفا ثُمَّ مَضى لِما عَلَيهِ صَمَّما وَعاهَدَ الأُمَّ عَلى أَن تَكتُما فَكانَ يَأتي كُلَّ يَومِ جُمعَه وَجُبنَةٌ في فَمِهِ أَو شَمعَه حَتّى مَضى الشَهرُ وَجاءَ الشَهرُ وَعُرِفَ اللِصُّ وَشاعَ الأَمرُ فَجاءَ يَوماً أُمَّهُ مُضطَرِباً فَسَأَلتُهُ أَينَ خَلّى الذَنَبا فَقالَ لَيسَ بِالفَقيدِ مِن عَجَب في الشَهدِ قَد غاصَ وَفي الشَهدِ ذَهَب وَجاءَها ثانِيَةً في خَجَلِ مِنها يُداري فَقدَ إِحدى الأَرجُلِ فَقالَ رَفٌّ لَم أصِبهُ عالي صَيَّرَني أَعرج في المَعالي وَكانَ في الثالِثَةِ اِبنُ الفارَه قَد أَخلَفَ العادَةَ في الزِيارَه فَاِشتَغَلَ القَلبُ عَلَيهِ وَاِشتَعَل وَسارَتِ الأُمُّ لَهُ عَلى عَجَل فَصادَفتهُ في الطَريقِ مُلقى قَد سُحِقَت مِنهُ العِظامُ سَحقا فَناحَتِ الأُمُّ وَصاحَت واها إِنَّ المَعالي قَتَلَت فَتاها كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك وَلَهُ في النَخلَةِ الكُبرى أَريك فيهِ كُرسِيٌّ وَخِدرٌ وَمُهود لِصِغارِ المُلكِ أَصحابِ العُهودِ جاءَهُ يَوماً ندورُ الخادِمُ وَهوَ في البابِ الأَمينُ الحازِمُ قالَ يا فَرعَ المُلوكِ الصالِحين أَنتَ ما زِلتَ تُحِبُّ الناصِحين سوسَةٌ كانَت عَلى القَصرِ تَدور جازَت القَصرَ وَدَبَّت في الجُدور فَاِبعَثِ الغِربانَ في إِهلاكِها قَبلَ أَن نَهلِكَ في أَشراكِها ضَحكَ السُلطانُ في هَذا المَقال ثُمَّ أَدنى خادِمَ الخَيرِ وَقال أَنا رَبُّ الشَوكَةِ الضافي الجَناح أَنا ذو المِنقارِ غَلّابُ الرِياح أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها فَهَوَت لِلأَرضِ كَالتَلِّ الكَبير وَهَوى الديوانُ وَاِنقَضَّ السَرير فَدَها السُلطانَ ذا الخَطبُ المَهول وَدَعا خادِمَهُ الغالي يَقول يا نُدورَ الخَيرِ أَسعِف بِالصِياح ما تَرى ما فَعَلَت فينا الرِياح قالَ يا مَولايَ لا تَسأَل نُدور أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور ظَبيٌ رَأى صورَتَهُ في الماءِ فَرَفَعَ الرَأسَ إِلى السَماءِ وَقالَ يا خالِقَ هَذا الجيدِ زِنهُ بِعِقدِ اللُؤلُؤِ النَضيدِ فَسَمِعَ الماءَ يَقولُ مُفصِحا طَلَبتَ يا ذا الظَبيُ ما لَن تُمنَحا إِنَّ الَّذي أَعطاكَ هَذا الجيدا لَم يُبقِ في الحُسنِ لَهُ مَزيدا لَو أَنَّ حُسنَهُ عَلى النُحورِ لَم يُخرِجِ الدُرَّ مِنَ البُحور فَاِفتَتَنَ الظَبيُ بِذي المَقالِ وَزادَهُ شَوقاً إِلى اللآلي وَلَم يَنَلهُ فَمُهُ السَقيمُ فَعاشَ دَهراً في الفَلا يَهيمُ حَتّى تَقَضّى العُمرُ في الهُيامِ وَهَجرِ طيبِ النَومِ وَالطَعامِ فَسارَ نَحوَ الماءِ ذاتَ مَرَّه يَشكو إِلَيهِ نَفعَهُ وَضَرَّه وَبَينَما الجارانِ في الكَلام أَقبَلَ راعي الدَيرِ في الظَلام يَتبَعُهُ حَيثُ مَشى خِنزيرُ في جيدِهِ قِلادَةٌ تُنيرُ فَاِندَفَعَ الظَبيُ لِذاكَ يَبكي وَقالَ مِن بَعدِ اِنجِلاءِ الشَك ما آفَةُ السَعيِ سِوى الضَلالِ ما آفَةُ العُمرِ سِوى الآمالِ لَولا قَضاءُ الملِكِ القَدير لَما سَعى العِقدُ إِلى الخِنزير فَاِلتَفَتَ الماءُ إِلى الغَزالِ وَقالَ حالُ الشَيخِ شَرُّ حالِ لا عَجَبٌ إِنَّ السِنينَ موقِظَه حَفِظتَ عُمراً لَو حَفِظتَ مَوعِظَه لَمّا دَعا داعي أَبي الأَشبالِ مُبَشِّراً بِأَوَّلِ الأَنجالِ سَعَت سِباعُ الأَرضِ وَالسَماءِ وَاِنعَقَدَ المَجلِسُ لِلهَناءِ وَصَدَرَ المَرسومُ بِالأَمانِ في الأَرضِ لِلقاصي بِها وَالداني فَضاقَ بِالذُيولِ صَحنُ الدار مِن كُلِّ ذي صوفٍ وَذي مِنقارِ حَتّى إِذا اِستَكمَلت الجَمعِيَّه نادى مُنادي اللَيثِ في المَعِيَّه هَل مِن خَطيبٍ مُحسِنٍ خَبير يَدعو بِطولِ العُمرِ لِلأَمير فَنَهَضَ الفيلُ المُشيرُ السامي وَقالَ ما يَليقُ بِالمَقام ثُمَّ تَلاهُ الثَعلَبُ السَفيرُ يُنشِدُ حَتّى قيلَ ذا جَرير وَاِندَفَعَ القِردُ مُديرُ الكاسِ فَقيلَ أَحسَنتَ أَبا نُواسِ وَأَومَأَ الحِمارُ بِالعَقيرَة يُريدُ أَن يُشَرِّفَ العَشيرَه فَقالَ بِاِسمِ خالِقِ الشَعير وَباعِثِ العَصا إِلى الحَمير فَأَزعَجَ الصَوتُ وَلِيَّ العَهدِ فَماتَ مِن رَعدَتِهِ في المَهدِ فَحَمَلَ القَومُ عَلى الحِمارِ بِجُملَةِ الأَنيابِ وَالأَظفارِ وَاِنتُدِبَ الثَعلَبُ لِلتَأبين فَقالَ في التَعريضِ بِالمِسكين لا جَعَلَ اللَهُ لَهُ قَراراً عاشَ حِماراً وَمَضى حِمارا نَظَرَ اللَيثُ إِلى عِجلٍ سَمين كانَ بِالقُربِ عَلى غَيطٍ أَمين فَاِشتَهَت مِن لَحمِهِ نَفسُ الرَئيس وَكَذا الأَنفُسُ يُصيبُها النَفيس قالَ لِلثَعلَبِ يا ذا الاِحتِيال رَأسُكَ المَحبوبُ أَو ذاكَ الغَزال فَدَعا بِالسَعدِ وَالعُمرِ الطَويل وَمَضى في الحالِ لِلأَمرِ الجَليل وَأَتى الغَيطَ وَقَد جَنَّ الظَلام فَرَأى العِجلَ فَأَهداهُ السَلام قائِلاً يا أَيُّها المَولى الوَزير أَنتَ أَهلُ العَفوِ وَالبِرِّ الغَزير حَمَلَ الذِئبَ عَلى قَتلى الحَسَد فَوَشى بي عِندَ مَولانا الأَسَد فَتَرامَيتُ عَلى الجاهِ الرَفيع وَهوَ فينا لَم يَزَل نِعمَ الشَفيع فَبَكى المَغرورُ مِن حالِ الخَبيث وَدَنا يَسأَلُ عَن شَرحِ الحَديث قالَ هَل تَجهَلُ يا حُلوَ الصِفات أَنَّ مَولانا أَبا الأَفيالِ مات فَرَأى السُلطانُ في الرَأسِ الكَبير مَوطِنَ الحِكمَةِ وَالحِذقِ الكَثير وَرَآكُم خَيرَ مَن يُستَوزَرُ وَلِأَمرِ المُلكِ رُكناً يُذخَرُ وَلَقَد عَدّوا لَكُم بَينَ الجُدود مِثلَ آبيسَ وَمَعبودِ اليَهود فَأَقاموا لِمَعاليكُم سَرير عَن يَمينِ المَلكِ السامي الخَطير وَاِستَعَدَّ الطَيرُ وَالوَحشُ لِذاك في اِنتِظارِ السَيِّدِ العالي هُناك فَإِذا قُمتُم بِأَعباءِ الأُمور وَاِنتَهى الأُنسُ إِلَيكُم وَالسُرور بَرِّؤوني عِندَ سُلطانِ الزَمان وَاِطلُبوا لي العَفوَ مِنهُ وَالأَمان وَكَفاكُم أَنَّني العَبدُ المُطيع أَخدُمُ المُنعِمَ جَهدَ المُستَطيع فَأَحَدَّ العِجلُ قَرنَيهِ وَقالَ أَنتَ مُنذُ اليَومِ جاري لا تُنال فَاِمضِ وَاِكشِف لي إِلى اللَيثِ الطَريق أَنا لا يَشقى لَدَيهِ بي رَفيق فَمَضى الخِلّانِ تَوّاً لِلفَلاه ذا إِلى المَوتِ وَهَذا لِلحَياه وَهُناكَ اِبتَلَعَ اللَيثُ الوَزير وَحَبا الثَعلَبَ مِنهُ بِاليَسير فَاِنثَنى يَضحَكُ مِن طَيشِ العُجول وَجَرى في حَلبَةِ الفَخرِ يَقول سَلِمَ الثَعلَبُ بِالرَأسِ الصَغير فَفَداهُ كُلُّ ذي رَأسٍ كَبير قِردٌ رَأى الفيلَ عَلى الطَريقِ مُهَروِلاً خَوفاً مِنَ التَعويقِ وَكانَ ذاكَ القِردُ نِصفَ أَعمى يُريدُ يُحصي كُلَّ شَيءٍ عِلما فَقالَ أَهلاً بِأَبي الأَهوالِ وَمَرحَباً بِمُخجِلِ الجِبالِ تَفدي الرُؤوسُ رَأسَكَ العَظيما فَقِف أُشاهِد حُسنَكَ الوَسيما لِلَّهِ ما أَظرَفَ هَذا القَدّا وَأَلطَفَ العَظمَ وَأَبهى الجِلدا وَأَملَحَ الأُذنَ في الاِستِرسالِ كَأَنَّها دائِرَةُ الغِربالِ وَأَحسَنَ الخُرطومَ حينَ تاها كَأَنَّهُ النَخلَةُ في صِباها وَظَهرُكَ العالي هُوَ البِساطُ لِلنَفسِ في رُكوبِهِ اِنبِساطُ فَعَدَّها الفيلُ مِنَ السُعود وَأَمَرَ الشاعِرَ بِالصُعود فَجالَ في الظَهرِ بِلا تَوانِ حَتّى إِذا لَم يَبقَ مِن مَكان أَوفى عَلى الشَيءِ الَّذي لا يُذكَرُ وَأَدخَلَ الأصبُعَ فيهِ يَخبُرُ فَاِتَّهَمَ الفيلُ البَعوضَ وَاِضطَرَب وَضَيَّقَ الثَقبَ وَصالَ بِالذَنَب فَوَقَعَ الضَربُ عَلى السَليمَه فَلَحِقَت بِأُختِها الكَريمَه وَنَزَلَ البَصيرُ ذا اِكتِئابِ يَشكو إِلى الفيلِ مِنَ المُصابِ فَقالَ لا موجِبَ لِلنَدامَه الحَمدُ لِلَّهِ عَلى السَلامَه مَن كانَ في عَينَيهِ هَذا الداءُ فَفي العَمى لِنَفسِهِ وَقاءُ مَرَّ الغُرابُ بِشاةٍ قَد غابَ عَنها الفَطيمُ تَقولُ وَالدَمعُ جار وَالقَلبُ مِنها كَليمُ يا لَيتَ شِعرِيَ يا اِبني وَواحِدي هَل تَدومُ وَهَل تَكونُ بِجَنبي غَداً عَلى ما أَرومُ فَقالَ يا أُمَّ سَعدٍ هَذا عَذابٌ أَليمُ فَكَّرتِ في الغَدِ وَالفِك رُ مُقعِدٌ وَمُقيمُ لِكُلِّ يَومٍ خُطوبٌ تَكفي وَشُغلٌ عَظيمُ وَبَينَما هُوَ يَهذي أَتى النَعِيُّ الذَميمُ يَقولُ خَلَّفتُ سَعداً وَالعَظمُ مِنهُ هَشيمُ رَأى مِنَ الذِئبِ ما قَد رَأى أَبوهُ الكَريمُ فَقالَ ذو البَينِ لِلأُم مِ حينَ وَلَّت تَهيمُ إِنَّ الحَكيمَ نَبِيٌّ لِسانُهُ مَعصومُ أَلَم أَقُل لَكِ توا لِكُلِّ يَومٍ هُمومُ قالَت صَدَقتَ وَلَكِن هَذا الكَلامُ قَديمُ فَإِنَّ قَومِيَ قالوا وَجهُ الغُرابِ مَشومُ يَحكونَ أَنَّ أُمَّةَ الأَرانِبِ قَد أَخَذَت مِنَ الثَرى بِجانِبِ وَاِبتَهَجَت بِالوَطَنِ الكَريمِ وَمَوئِلِ العِيالِ وَالحَريمِ فَاِختارَهُ الفيلُ لَهُ طَريقا مُمَزِّقاً أَصحابَنا تَمزيقا وَكانَ فيهِم أَرنَبٌ لَبيبُ أَذهَبَ جُلَّ صوفِهِ التَجريبُ نادى بِهِم يا مَعشَرَ الأَرانِبِ مِن عالِمٍ وَشاعِرٍ وَكاتِبِ اِتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي فَالاتِّحادُ قُوَّةُ الضِعافِ فَأَقبَلوا مُستَصوِبينَ رايَه وَعَقَدوا لِلاجتِماعِ رايَه وَاِنتَخَبوا مِن بَينِهِم ثَلاثَه لا هَرَماً راعَوا وَلا حَداثَه بَل نَظَروا إِلى كَمالِ العَقلِ وَاِعتَبَروا في ذاكَ سِنَّ الفَضلِ فَنَهَضَ الأَوَّلُ لِلخِطابِ فَقالَ إِنَّ الرَأيَ ذا الصَوابِ أَن تُترَكَ الأَرضُ لِذي الخُرطومِ كَي نَستَريحَ مِن أَذى الغَشومِ فَصاحَتِ الأَرانِبُ الغَوالي هَذا أَضَرُّ مِن أَبي الأَهوالِ وَوَثَبَ الثاني فَقالَ إِنّي أَعهَدُ في الثَعلَبِ شَيخَ الفَنِّ فَلنَدعُهُ يُمِدُّنا بِحِكمَتِهِ وَيَأخُذُ اِثنَينِ جَزاءَ خِدمَتِهِ فَقيلَ لا ياصاحِبَ السُمُوِّ لا يُدفَعُ العَدُوُّ بِالعَدُوِّ وَاِنتَدَبَ الثالِثُ لِلكَلامِ فَقالَ يا مَعاشِرَ الأَقوامِ اِجتَمِعوا فَالاِجتِماعُ قُوَّه ثُمَّ احفِروا عَلى الطَريقِ هُوَّه يَهوي إِلَيها الفيلُ في مُرورِهِ فَنَستَريحُ الدَهرَ مِن شُرورِهِ ثُمَّ يَقولُ الجيلُ بَعدَ الجيلِ قَد أَكَلَ الأَرنَبُ عَقلَ الفيلِ فَاِستَصوَبوا مَقالَهُ وَاِستَحسَنوا وَعَمِلوا مِن فَورِهِم فَأَحسَنوا وَهَلَكَ الفيلُ الرَفيعُ الشانِ فَأَمسَتِ الأُمَّةُ في أَمانِ وَأَقبَلَت لِصاحِبِ التَدبيرِ ساعِيَةً بِالتاجِ وَالسَريرِ فَقالَ مَهلاً يا بَني الأَوطانِ إِنَّ مَحَلّي لَلمَحَلُّ الثاني فَصاحِبُ الصَوتِ القَوِيِّ الغالِبِ مَن قَد دَعا يا مَعشَرَ الأَرانِبِ مَرَّت عَلى الخُفاشِ مَليكَةُ الفَراشِ تَطيرُ بِالجُموعِ سَعياً إِلى الشُموعِ فَعَطَفَت وَمالَت وَاِستَضحَكَت فَقالَت أَزرَيتَ بِالغَرامِ يا عاشِقَ الظلامِ صِف لي الصَديقَ الأَسوَدا الخامِلَ المُجَرَّدا قالَ سَأَلتِ فيهِ أَصدَقَ واصِفيهِ هُوَ الصَديقُ الوافي الكامِلُ الأَوصافِ جِوارُهُ أَمانُ وَسِرُّهُ كِتمانُ وَطَرفُهُ كَليلُ إِذا هَفا الخَليلُ يَحنو عَلى العُشّاقِ يَسمَعُ لِلمُشتاقِ وَجُملَةُ المَقالِ هُوَ الحَبيبُ الغالي فَقالَتِ الحَمقاءُ وَقَولُها اِستِهزاءُ أَينَ أَبو المِسكِ الخَصي ذو الثَمَنِ المُستَرخَصِ مِن صاحِبي الأَميرِ الظاهِرِ المُنيرِ إِن عُدَّ فيمَن أَعرِفُ أَسمو بِهِ وَأَشرُفُ وَإِن سُئِلتُ عَنهُ وَعَن مَكاني مِنهُ أُفاخِرُ الأَترابا وَأَنثَني إِعجابا فَقالَ يا مَليكَه وَرَبَّةَ الأَريكَه إِنَّ مِنَ الغُرورِ مَلامَةَ المَغرورِ فَأَعطِني قَفاك وَاِمضي إِلى الهَلاك فَتَرَكَتهُ ساخِرَه وَذَهَبَت مُفاخِرَه وَبَعدَ ساعَةٍ مَضَت مِنَ الزَمانِ فَاِنقَضَت مَرَّت عَلى الخُفّاشِ مَليكَةُ الفَراشِ ناقِصَةَ الأَعضاءِ تَشكو مِنَ الفَناءِ فَجاءَها مُنهَمِكا يُضحِكُهُ مِنها البُكا قالَ أَلَم أَقُل لَكِ هَلكتِ أَو لَم تَهلِكي رُبَّ صَديقٍ عَبدِ أَبيَضُ وَجهِ الوُدِّ يَفديكَ كَالرَئيسِ بِالنَفسِ وَالنَفيسِ وَصاحِبٍ كَالنورِ في الحُسنِ وَالظُهورِ مُعتَكِرَ الفُؤادِ مُضَيِّعَ الوِدادِ جِبالُهُ أَشراكُ وَقُربُهُ هَلاكُ اللَيثُ مَلكُ القِفارِ وَما تَضُمُّ الصَحاري سَعَت إِلَيهِ الرَعايا يَوماً بِكُلِّ اِنكِسارِ قالَت تَعيشُ وَتَبقى يا دامِيَ الأَظفارِ ماتَ الوَزيرُ فَمَن ذا يَسوسُ أَمرَ الضَواري قالَ الحِمارُ وَزيري قَضى بِهَذا اِختِياري فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت ماذا رَأى في الحِمارِ وَخَلَّفَتهُ وَطارَت بِمُضحِكِ الأَخبارِ حَتّى إِذا الشَهرُ وَلّى كَلَيلَةٍ أَو نَهارِ لَم يَشعُرِ اللَيثُ إِلّا وَمُلكُهُ في دَمارِ القِردُ عِندَ اليَمينِ وَالكَلبُ عِندَ اليَسارِ وَالقِطُّ بَينَ يَدَيهِ يَلهو بِعَظمَةِ فارِ فَقالَ مَن في جُدودي مِثلي عَديمُ الوَقارِ أَينَ اِقتِداري وَبَطشي وَهَيبَتي وَاِعتِباري فَجاءَهُ القِردُ سِرّاً وَقالَ بَعدَ اِعتِذارِ يا عالِيَ الجاهِ فينا كُن عالِيَ الأَنظارِ رَأيُ الرَعِيَّةِ فيكُم مِن رَأيِكُم في الحِمارِ كانَتِ النَملَةُ تَمشي مَرَّةً تَحتَ المُقَطَّم فَاِرتَخى مَفصِلُها مِن هَيبَةِ الطَودِ المُعَظَّم وَاِنثَنَت تَنظُرُ حَتّى أَوجَدَ الخَوفُ وَأَعدَم قالَتِ اليَومَ هَلاكي حَلَّ يَومي وَتَحَتَّم لَيتَ شِعري كَيفَ أَنجو إِن هَوى هَذا وَأَسلَم فَسَعَت تَجري وَعَينا ها تَرى الطَودَ فَتَندَم سَقَطَت في شِبرِ ماءٍ هُوَ عِندَ النَملِ كَاليَم فَبَكَت يَأساً وَصاحَت قَبلَ جَريِ الماءِ في الفَم ثُمَّ قالَت وَهيَ أَدرى بِالَّذي قالَت وَأَعلَم لَيتَني لَم أَتَأَخَّر لَيتَني لَم أَتَقَدَّم لَيتَني سَلَّمتُ فَالعا قِلُ مَن خافَ فَسَلَّم صاحِ لا تَخشَ عَظيما فَالَّذي في الغَيبِ أَعظَم كانَ فيما مَضى مِنَ الدَهرِ بَيتٌ مِن بُيوتِ الكِرامِ فيهِ غَزالُ يَطعَمُ اللَوزَ وَالفَطيرَ وَيُسقى عَسَلاً لَم يَشُبهُ إِلّا الزُلالُ فَأَتى الكَلبَ ذاتَ يَومٍ يُناجي هِ وَفي النَفسِ تَرحَةٌ وَمَلالُ قالَ يا صاحِبَ الأَمانَةِ قُل لي كَيفَ حالُ الوَرى وَكَيفَ الرِجالُ فَأَجابَ الأَمينُ وَهوَ القَئولُ الصا دِقُ الكامِلُ النُهى المِفضالُ سائِلي عَلى حَقيقَةِ الناسِ عُذراً لَيسَ فيهِم حَقيقَةٌ فَتُقالُ إِنَّما هُم حِقدٌ وَغِشٌّ وَبُغضٌ وَأَذاةٌ وَغَيبَةٌ وَاِنتِحالُ لَيتَ شِعري هَل يَستَريحُ فُؤادي كَم أُداريهِم وَكَم أَحتالُ فَرِضا البَعضِ فيهِ لِلبَعضِ سُخطٌ وَرِضا الكُلِّ مَطلَبٌ لا يُنالُ وَرِضا اللَهِ نَرتَجيهِ وَلَكِن لا يُؤَدّي إِلَيهِ إِلّا الكَمالُ لا يَغُرَّنكَ يا أَخا البيدِ مِن مَو لاكَ ذاكَ القَبولُ وَالإِقبالُ أَنتَ في الأَسرِ ما سَلِمتَ فَإن تَم رَض تُقَطَّع مِن جِسمِكَ الأَوصالُ فَاِطلُبِ البيدَ وَاِرضَ بِالعُشبِ قوتاً فَهُناكَ العَيشُ الهَنِيُّ الحَلالُ أَنا لَولا العِظامُ وَهيَ حَياتي لَم تَطلُب لي مَعَ اِبنِ آدَمَ حالُ بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً في شِعارِ الواعِظينا فَمَشى في الأَرضِ يَهذي وَيَسُبُّ الماكِرينا وَيَقولُ الحَمدُ لِل هِ إِلَهِ العالَمينا يا عِبادَ اللَهِ توبوا فَهوَ كَهفُ التائِبينا وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ ال عَيشَ عَيشُ الزاهِدينا وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن لِصَلاةِ الصُبحِ فينا فَأَتى الديكَ رَسولٌ مِن إِمامِ الناسِكينا عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ وَهوَ يَرجو أَن يَلينا فَأَجابَ الديكُ عُذراً يا أَضَلَّ المُهتَدينا بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي عَن جدودي الصالِحينا عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن دَخَلَ البَطنَ اللَعينا أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ ال قَولِ قَولُ العارِفينا مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي وَاِفهَمهُ فَهمَ لَبيبٍ ناقِدٍ واعي كانَت عَلى زَعمِهِم فيما مَضى غَنَمٌ بِأَرضِ بَغدادَ يَرعى جَمعَها راعي قَد نامَ عَنها فَنامَت غَيرَ واحِدَةٍ لَم يَدعُها في الدَياجي لِلكَرى داعي أُمُّ الفَطيمِ وَسَعدٍ وَالفَتى عَلفٍ وَاِبنِ أُمِّهِ وَأَخيهِ مُنيَةِ الراعي فَبَينَما هِيَ تَحتَ اللَيلِ ساهِرَةٌ تُحييهِ ما بَينَ أَوجالٍ وَأَوجاعِ بَدا لَها الذِئبُ يَسعى في الظَلامِ عَلى بُعدٍ فَصاحَت أَلا قوموا إِلى الساعي فَقامَ راعي الحِمى المَرعِيِّ مُنذَعِراً يَقولُ أَينَ كِلابي أَينَ مِقلاعي وَضاقَ بِالذِئبِ وَجهُ الأَرضِ مِن فَرَق فَاِنسابَ فيهِ اِنسِيابَ الظَبيِ في القاعِ فَقالَتِ الأُمُّ يا للفَخرِ كانَ أَبي حُرّاً وَكانَ وَفِيّاً طائِلَ الباعِ إِذا الرُعاةُ عَلى أَغنامِها سَهِرَت سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي فَأرٌ رَأى القِطَّ عَلى الجِدارِ مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصارِ وَالكَلبُ في حالَتِهِ المَعهودَه مُستَجمِعاً لِلوَثبَةِ المَوعودَه فَحاوَلَ الفَأرُ اِغتِنامَ الفُرصَه وَقالَ أَكفي القِطَّ هَذي الغُصَّه لَعَلَّهُ يَكتُبُ بِالأَمانِ لي وَلِأَصحابي مِنَ الجيرانِ فَسارَ لِلكَلبِ عَلى يَدَيهِ وَمَكَّنَ التُرابَ مِن عَينَيهِ فَاِشتَغَلَ الراعي عَنِ الجِدارِ وَنَزَلَ القِطُّ عَلى بِدارِ مُبتَهِجاً يُفَكِّرُ في وَليمَه وَفي فَريسَةٍ لَها كَريمَه يَجعَلُها لِخَطبِهِ عَلامَه يَذكُرُها فَيَذكُرُ السَلامَه فَجاءَ ذاكَ الفَأرُ في الأَثناءِ وَقالَ عاشَ القِطُّ في هَناءِ رَأَيتَ في الشِدَّةِ مِن إِخلاصي ما كانَ مِنها سَبَبَ الخَلاصِ وَقَد أَتَيتُ أَطلُبُ الأَمانا فَاِمنُن بِهِ لِمَعشَري إِحسانا فَقالَ حَقّاً هَذِهِ كَرامَه غَنيمَةٌ وَقَبلَها سَلامَه يَكفيكَ فَخراً يا كَريمَ الشيمَه أَنَّكَ فَأرُ الخَطبِ وَالوَليمَه وَاِنقَضَّ في الحالِ عَلى الضَعيفِ يَأكُلُهُ بِالمِلحِ وَالرَغيفِ فَقُلتُ في المَقامِ قَولاً شاعا مَن حَفِظَ الأَعداءَ يَوماً ضاعا وَقَفَ الهُدهُدُ في با بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه قالَ يا مَولايَ كُن لي عيشَتي صارَت مُمِلَّه متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه لا مِياهُ النيلِ تُروي ها وَلا أَمواهُ دِجلَه وَإِذا دامَت قَليلاً قَتَلَتني شَرَّ قتلَه فَأَشارَ السَيِّدُ العالي إِلى مَن كانَ حَولَه قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه سَمِعتُ بِأَنَّ طاووساً أَتى يَوماً سُلَيمانا يُجَرِّرُ دونَ وَفدِ الطَي رِ أَذيالاً وَأَردانا وَيُظهِرُ ريشَهُ طَوراً وَيُخفي الريشَ أَحيانا فَقالَ لَدَيَّ مَسأَلَةٌ أَظُنُّ أَوانَها آنا وَها قَد جِئتُ أَعرضُها عَلى أَعتابِ مَولانا أَلَستُ الرَوضَ بِالأَزها رِ وَالأَنوارِ مُزدانا أَلَم أَستَوفِ آيَ الظَر فِ أَشكالاً وَأَلوانا أَلَم أُصبِح بِبابِكُم لِجَمعِ الطَيرِ سُلطانا فَكَيفَ يَليقُ أَن أَبقى وَقَومي الغُرُّ أَوثانا فَحُسنُ الصَوتِ قَد أَمسى نَصيبي مِنهُ حِرمانا فَما تَيَّمتُ أَفئِدَةً وَلا أَسكَرتُ آذانا وَهَذي الطَيرُ أَحقَرها يَزيدُ الصَبَّ أَشجانا وَتَهتَزُّ المُلوكُ لَهُ إِذا ما هَزَّ عيدانا فَقالَ لَهُ سُلَيمانٌ لَقَد كانَ الَّذي كانا تَعالَت حِكمَةُ الباري وَجَلَّ صَنيعُهُ شانا لَقَد صَغَّرتَ يا مَغرو رُ نُعمى اللَهِ كُفرانا وَمُلكُ الطَيرِ لَم تَحفِل بِهِ كِبراً وَطُغيانا فَلَو أَصبَحتَ ذا صَوتٍ لَما كَلَّمتَ إِنسانا كانَ بِرَوضٍ غُصُنٌ ناعِمٌ يَقولُ جَلَّ الواحِدُ المُنفَرِد فَقامَتي في ظَرفِها قامَتي وَمِثلُ حُسنى في الوَرى ما عُهِد فَأَقبَلَت خُنفُسَةٌ تَنثَني وَنَجلُها يَمشي بِجَنبِ الكَبِد تَقولُ يا زَينَ رِياضِ البَها إِنَّ الَّذي تَطلُبُهُ قَد وُجِد فَانظُر لِقَدِّ اِبني وَلا تَفتَخِر مادامَ في العالَمِ أُمٌّ تَلِد رَأَيتُ في بَعضِ الرِياضِ قُبَّرَه تُطَيِّرُ اِبنَها بِأَعلى الشَجَرَه وَهيَ تَقولُ يا جَمالَ العُشِّ لا تَعتَمِد عَلى الجَناحِ الهَشِّ وَقِف عَلى عودٍ بِجَنبِ عودِ وَاِفعَل كَما أَفعَلُ في الصُعودِ فَاِنتَقَلَت مِن فَنَنٍ إِلى فَنَن وَجَعَلَت لِكُلِّ نَقلَةٍ زَمَن كَي يَستَريحَ الفَرخُ في الأَثناءِ فَلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهَواءِ لَكِنَّهُ قَد خَالَفَ الإِشارَه لَمّا أَرادَ يُظهِرُ الشَطارَه وَطارَ في الفَضاءِ حَتّى اِرتَفَعا فَخانَهُ جَناحُهُ فَوَقَعا فَاِنكَسَرَت في الحالِ رُكبَتاهُ وَلَم يَنَل مِنَ العُلا مُناهُ وَلَو تَأَنّى نالَ ما تَمَنّى وَعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنّا لِكُلِّ شَيءٍ في الحَياةِ وَقتُهُ وَغايَةُ المُستَعجِلينَ فَوتُهُ كانَ لِبَعضِ الناسِ نَعجَتان وَكانَتا في الغَيطِ تَرعَيانِ إِحداهُما سَمينَةٌ وَالثانِيَه عِظامُها مِنَ الهُزالِ بادِيَه فَكانَتِ الأولى تُباهي بِالسِمَن وَقَولِهِم بِأَنَّها ذاتُ الثَمَن وَتَدَّعي أَنَّ لَها مِقدارا وَأَنَّها تَستَوقِفُ الأَبصارا فَتَصبِرُ الأُختُ عَلى الإِذلالِ حامِلَةً مَرارَةَ الإِدلالِ حَتّى أَتى الجَزّارُ ذاتَ يَومِ وَقَلبَ النَعجَةَ دونَ القَومِ فَقالَ لِلمالِكِ أَشتَريها وَنَقَدَ الكيسَ النَفيسَ فيها فَاِنطَلَقَت مِن فَورِها لِأُختِها وَهيَ تَشُكُّ في صَلاحِ بَختِها تَقولُ يا أُختاهُ خَبِّريني هَل تَعرِفينَ حامِلَ السِكّينِ قالَت دَعيني وَهُزالي وَالزَمَن وَكَلِّمي الجَزّارَ يا ذاتَ الثَمَن لِكُلِّ حالٍ حُلوُها وَمُرُّها ما أَدَبُ النَعجَةِ إِلّا صَبرُها لَمّا أَتَمَّ نوحٌ السَفينَه وَحَرَّكَتها القُدرَةُ المُعينَه جَرى بِها ما لا جَرى بِبالِ فَما تَعالى المَوجُ كَالجِبالِ حَتّى مَشى اللَيثُ مَعَ الحِمارِ وَأَخَذَ القِطُّ بِأَيدي الفارِ وَاِستَمَعَ الفيلُ إِلى الخِنزيرِ مُوتَنِساً بِصَوتِهِ النَكيرِ وَجَلَسَ الهِرُّ بِجَنبِ الكَلبِ وَقَبَّلَ الخَروفُ نابَ الذِئبِ وَعَطَفَ البازُ عَلى الغَزالِ وَاِجتَمَعَ النَملُ عَلى الأَكّالِ وَفَلَتِ الفَرخَةُ صوفَ الثَعلَبِ وَتَيَّمَ اِبنَ عِرسَ حُبُّ الأَرنَبِ فَذَهَبَت سَوابِقُ الأَحقادِ وَظَهَرَ الأَحبابُ في الأَعادي حَتّى إِذا حَطّوا بِسَفحِ الجودي وَأَيقَنوا بِعَودَةِ الوُجودِ عادوا إِلى ما تَقتَضيهِ الشيمَه وَرَجَعوا لِلحالَةِ القَديمَه فَقِس عَلى ذَلِكَ أَحوالَ البَشَر إِن شَمِلَ المَحذورُ أَو عَمَّ الخَطَر بَينا تَرى العالَمَ في جِهادِ إِذ كُلُّهُم عَلى الزَمانِ العادي لَم يَتَّفِق مِمّا جَرى في المَركَبِ كَكَذِبِ القِردِ عَلى نوحِ النَبي فَإِنَّهُ كانَ بِأَقصى السَطحِ فَاِشتاقَ مِن خِفَّتِهِ لِلمَزحِ وَصاحَ يا لِلطَيرِ وَالأَسماكِ لِمَوجَةٍ تَجِدُّ في هَلاكي فَبَعَثَ النَبي لَهُ النُسورا فَوَجَدَتهُ لاهِياً مَسرورا ثُمَّ أَتى ثانِيَةً يَصيحُ قَد ثُقِبَت مَركَبُنا يا نوحُ فَأَرسَلَ النَبِيُّ كُلَّ مَن حَضَر فَلَم يَرَوا كَما رَأى القِردُ خَطَر وَبَينَما السَفيهُ يَوماً يَلعَبُ جادَت بِهِ عَلى المِياهِ المَركَبُ فَسَمِعوهُ في الدُجى يَنوحُ يَقولُ إِنّي هالِكٌ يا نوحُ سَقَطتُ مِن حَماقَتي في الماءِ وَصِرتُ بَينَ الأَرضِ وَالسَماءِ فَلَم يُصَدِّق أَحَدٌ صِياحَه وَقيلَ حَقّاً هَذِهِ وَقاحَه قَد قالَ في هَذا المَقامِ مَن سَبَق أَكذبُ ما يُلفي الكَذوبُ إِن صَدَق مَن كانَ مَمنُوّاً بِداءِ الكَذِبِ لا يَترُكُ اللَهَ وَلا يُعفي نَبي قَد وَدَّ نوحٌ أَن يُباسِطَ قَومَهُ فَدَعا إِلَيهِ مَعاشِرَ الحَيوانِ وَأَشارَ أَن يَلِيَ السَفينَةَ قائِدٌ مِنهُم يَكونُ مِنَ النُهى بِمَكانِ فَتَقَدَّمَ اللَيثُ الرَفيعُ جَلالُهُ وَتَعَرَّضَ الفيلُ الفَخيمُ الشانِ وَتَلاهُما باقي السِباعِ وَكُلهُم خَرّوا لِهَيبَتِهِ إِلى الأَذقانِ حَتّى إِذا حَيّوا المُؤَيَّدَ بِالهُدى وَدَعَوا بِطولِ العِزِّ وَالإِمكانِ سَبَقَتهُمُ لِخِطابِ نوحٍ نَملَةٌ كانَت هُناكَ بِجانِبِ الأَردانِ قالَت نَبِيَّ اللَهِ أَرضى فارِسٌ وَأَنا يَقيناً فارِسُ المَيدانِ سَأُديرُ دِفَّتَها وَأَحمي أَهلَها وَأَقودُها في عِصمَةٍ وَأَمانِ ضَحِكَ النَبِيُّ وَقالَ إِنَّ سَفينَتي لَهِيَ الحَياةُ وَأَنتِ كَالإِنسانِ كُلُّ الفَضائِلِ وَالعَظائِمِ عِندَهُ هُوَ أَوَّلٌ وَالغَيرُ فيها الثاني وَيَوَدُّ لَو ساسَ الزَمانَ وَمالَهُ بِأَقَل أَشغالِ الزَمانِ يَدانِ الدُبُّ مَعروفٌ بِسوءِ الظَنِّ فَاِسمَع حَديثَهُ العَجيبَ عَنّي لَمّا اِستَطالَ المُكثَ في السَفينَه مَلَّ دَوامَ العيشَةِ الظَنينَه وَقالَ إِنَّ المَوتَ في اِنتِظاري وَالماءُ لا شَكَّ بِهِ قَراري ثُمَّ رَأى مَوجاً عَلى بُعدٍ عَلا فَظَنَّ أَنَّ في الفَضاءِ جَبَلا فَقالَ لا بُدَّ مِنَ النُزولِ وَصَلتُ أَو لَم أَحظَ بِالوُصولِ قَد قالَ مَن أَدَّبَهُ اِختِبارُه السَعيُ لِلمَوتِ وَلا اِنتِظارُه فَأَسلَمَ النَفسَ إِلى الأَمواجِ وَهيَ مَعَ الرِياحِ في هياجِ فَشَرِبَ التَعيسُ مِنها فَاِنتَفَخ ثُمَّ رَسا عَلى القَرارِ وَرَسَخ وَبَعدَ ساعَتَينِ غيضَ الماءُ وَأَقلَعَت بِأَمرِهِ السَماءُ وَكانَ في صاحِبِنا بَعضُ الرَمَق إِذ جاءَهُ المَوتُ بَطيئاً في الغَرَق فَلَمَحَ المَركَبَ فَوقَ الجودي وَالرَكبُ في خَيرٍ وَفي سُعودِ فَقالَ يا لَجَدّيَ التَعيسِ أَسَأتَ ظَنّي بِالنَبي الرَئيسِ ما كانَ ضَرَّني لَو اِمتَثَلتُ وَمِثلَما قَد فَعَلوا فَعَلتُ أَبو الحُصَينِ جالَ في السَفينَه فَعَرَفَ السَمينَ وَالسَمينَه يَقولُ إِنَّ حالَهُ اِستَحالا وَإِنَّ ما كانَ قَديماً زالا لِكَونِ ما حَلَّ مِنَ المَصائِبِ مِن غَضَبِ اللَهِ عَلى الثَعالِبِ وَيُغلِظُ الأَيمانَ لِلدُيوكِ لِما عَسى يَبقى مِنَ الشُكوكِ بِأَنَّهُم إِن نَزَلوا في الأَرضِ يَرَونَ مِنهُ كُلَّ شَيءٍ يُرضي قيلَ فَلَمّا تَرَكوا السَفينَه مَشى مَعَ السَمينِ وَالسَمينَه حَتّى إِذا ما نَصَفوا الطَريقا لَم يُبقِ مِنهُم حَولَهُ رَفيقا وَقالَ إِذ قالوا عَديمُ الدينِ لا عَجَبٌ إِن حَنَثَت يَميني فَإِنَّما نَحنُ بَني الدَهاءِ نَعمَلُ في الشِدَّةِ لِلرَخاءِ وَمَن تَخافُ أَن يَبيعَ دينَه تَكفيكَ مِنهُ صُحبَةُ السَفينَه يُقالُ إِنَّ اللَيثَ في ذي الشِدَّه رَأى مِنَ الذِئبِ صَفا المَوَدَّه فَقالَ يا مَن صانَ لي مَحَلّي في حالَتَي وِلايَتي وَعَزلي إِن عُدتُ لِلأَرضِ بِإِذنِ اللَهِ وَعادَ لي فيها قَديمُ الجاهِ أعطيكَ عِجلَينِ وَأَلفَ شاةِ ثُمَّ تَكونُ والِيَ الوُلاةِ وَصاحِبَ اللِواءِ في الذِئابِ وَقاهِرَ الرُعاةِ وَالكِلابِ حَتّى إِذا ما تَمَّتِ الكَرامَه وَوَطِئَ الأَرضَ عَلى السَلامَه سَعى إِلَيهِ الذِئبُ بَعدَ شَهرِ وَهوَ مُطاعُ النَهيِ ماضي الأَمرِ فَقالَ يا مَن لا تُداسُ أَرضُه وَمَن لَهُ طولُ الفَلا وَعَرضُه قَد نِلتَ ما نِلتَ مِنَ التَكريمِ وَذا أَوانِ المَوعِدِ الكَريمِ قالَ تَجَرَّأتَ وَساءَ زَعمُكُما فَمَن تَكونُ يا فَتى وَما اِسمُكا أَجابَهُ إِن كانَ ظَنّي صادِقاً فَإِنَّني والي الوُلاةِ سابِقا أَتى نَبِيَّ اللَهِ يَوماً ثَعلَبُ فَقالَ يا مَولايَ إِنّي مُذنِبُ قَد سَوَّدَت صَحيفَتي الذُنوبُ وَإِن وَجَدتُ شافِعاً أَتوبُ فَاِسأَل إِلهي عَفوَهُ الجَليلا لِتائِبٍ قَد جاءَهُ ذَليلا وَإِنَّني وَإِن أَسَأتُ السَيرا عَمِلتُ شَرّاً وَعَملتُ خَيرا فَقَد أَتاني ذاتَ يَومٍ أَرنَبُ يَرتَعُ تَحتَ مَنزِلي وَيَلعَبُ وَلَم يَكُن مُراقِبٌ هُنالِكا لَكِنَّني تَرَكتُهُ مَع ذَلِكا إِذ عِفتُ في اِفتِراسِهِ الدَناءَه فَلَم يَصِلهُ مِن يَدي مَساءَه وَكانَ في المَجلِسِ ذاكَ الأَرنَبُ يَسمَعُ ما يُبدي هُناكَ الثَعلَبُ فَقالَ لَمّا اِنقَطَعَ الحَديثُ قَد كانَ ذاكَ الزُهدُ يا خَبيثُ وَأَنتَ بَينَ المَوتِ وَالحَياةِ مِن تُخمَة أَلقَتكَ في الفَلاةِ قَد حَمَلَت إِحدى نِسا الأَرانِبِ وَحَلَّ يَومُ وَضعِها في المَركَبِ فَقَلقَ الرُكّابُ مِن بُكائِها وَبَينَما الفَتاةُ في عَنائِها جاءَت عَجوزٌ مِن بَناتِ عِرسِ تَقولُ أَفدي جارَتي بِنَفسي أَنا الَّتي أُرجى لِهَذي الغايَه لِأَنَّني كُنتُ قَديماً دَأيَه فَقالَتِ الأَرنَبُ لا يا جارَه فَإِنَّ بَعدَ الأُلفَةِ الزِيارَه مالي وُثوقٌ بِبَناتِ عِرسِ إِنّي أُريدُ دايَةً مِن جِنسي سَقَطَ الحِمارُ مِنَ السَفينَةِ في الدُجى فَبَكى الرِفاقُ لِفَقدِهِ وَتَرَحَّموا حَتّى إِذا طَلَعَ النَهارُ أَتَت بِهِ نَحوَ السَفينَةِ مَوجَةٌ تَتَقَدَمُ قالَت خُذوهُ كَما أَتاني سالِماً لَم أَبتَلِعهُ لِأَنَّهُ لا يُهضَمُ كانَ اِبنُ داوُدٍ يُقَر رِبُ في مَجالِسِهِ حَمامَه خَدَمَتهُ عُمراً مِثلَما قَد ساءَ صِدقاً وَاِستِقامَه فَمَضَت إِلى عُمّالِهِ يَوماً تُبَلِّغُهُم سَلامَه وَالكُتبُ تَحتَ جَناحِها كُتِبَت لَها فيها الكَرامَه فَأَرادَتِ الحَمقاءُ تَع رِفُ مِن رَسائِلِهِ مَرامَه عَمَدَت لِأَوَّلِها وَكا نَ إِلى خَليفَتِهِ برامَه فَرَأَتهُ يَأمُرُ فيهِ عا مِلَهُ بِتاجٍ لِلحَمامَه وَيَقولُ وَفّوها الرِعا يَةَ في الرَحيلِ وَفي الإِقامَه وَيُشيرُ في الثاني بِأَن تُعطى رِياضاً في تِهامَه وَأَتَت لِثالِثِها وَلَم تَستَحي أَن فضَّت خِتامَه فَرَأَتهُ يَأمُرُ أَن تَكو نَ لَها عَلى الطَيرِ الزَعامَه فَبَكَت لِذاكَ تَنَدُّماً هَيهاتَ لا تُجدي النَدامَه وَأَتَت نَبِيَّ اللَهِ وَه يَ تَقولُ يا رَبِّ السَلامَه قالَت فَقَدتُ الكُتبَ يا مَولايَ في أَرضِ اليَمامَه لِتَسَرُّعي لَمّا أَتا ني البازُ يَدفَعُني أَمامَه فَأَجابَ بَل جِئتِ الَّذي كادَت تَقومُ لَهُ القِيامَه لَكِن كَفاكِ عُقوبَةً مَن خانَ خانَتهُ الكَرامَه إِنفَع بِما أُعطيتَ مِن قُدرَةٍ وَاِشفَع لِذي الذَنبِ لَدى المَجمَعِ إِذ كَيفَ تَسمو لِلعُلا يا فَتى إِن أَنتَ لَم تَنفَع وَلَم تَشفَعِ عِندي لِهَذا نَبَأٌ صادِقٌ يُعجِبُ أَهلَ الفَضلِ فَاِسمَع وَعِ قالوا اِستَوى اللَيثُ عَلى عَرشِهِ فَجيءَ في المَجلِسِ بِالضِفدَعِ وَقيلَ لِلسُلطانِ هَذي الَّتي بِالأَمسِ آذَت عالِيَ المسمَعِ تُنَقنِقُ الدَهرَ بِلا عِلَّةٍ وَتَدَّعي في الماءِ ما تَدَّعي فَانظُر إِلَيكَ الأَمرُ في ذَنبِها وَمُر نُعَلِّقُها مِنَ الأَربَعِ فَنَهَضَ الفيلُ وَزيرُ العُلا وَقالَ يا ذا الشَرَفِ الأَرفَعِ لا خَيرَ في المُلكِ وَفي عِزِّهِ إِن ضاقَ جاهُ اللَيثِ بِالضِفدَعِ فَكَتَبَ اللَيثُ أَماناً لَها وَزادَ أَن جادَ بِمُستَنقَعِ سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ فَإِن تَشَأ فَهَذِهِ حِكايَه تُعَدُّ في هَذا المَقامِ غايَه كانَت بِأَرضٍ نَملَةٌ تَنبالَه لَم تَسلُ يَوماً لَذَّةَ البَطالَه وَاِشتَهَرَت في النَملِ بِالتَقَشُّفِ وَاِتَّصَفَت بِالزُهدِ وَالتَصَوُّفِ لَكِن يَقومُ اللَيلَ مَن يَقتاتُ فَالبَطنُ لا تَملُؤهُ الصَلاةُ وَالنَملُ لا يَسعى إِلَيهِ الحَبُّ وَنَملَتي شَقَّ عَلَيها الدَأبُ فَخَرَجَت إِلى اِلتِماسِ القوتِ وَجَعَلَت تَطوفُ بِالبُيوتِ تَقولُ هَل مِن نَملَةٍ تَقِيَّه تُنعِمُ بِالقوتِ لِذي الوَلِيَّه لَقَد عَيِيتُ بِالطَوى المُبَرِّحِ وَمُنذُ لَيلَتَينِ لَم أسَبِّحِ فَصاحَتِ الجاراتُ يا لَلعارِ لَم تتركِ النَملَةُ لِلصِرصارِ مَتى رَضينا مِثلَ هَذي الحالِ مَتى مَدَدنا الكَفَّ لِلسُؤالِ وَنَحنُ في عَينِ الوُجودِ أُمَّه ذاتُ اِشتِهارٍ بِعُلُوِّ الهِمَّه نَحمِلُ ما يَصبِرُ الجِمالُ عَن بَعضِهِ لَو أَنَّها نِمالُ أَلَم يَقُل مَن قَولُهُ الصَوابُ ما عِندَنا لِسائِلٍ جَوابُ فَاِمضي فَإِنّا يا عَجوزَ الشومِ نَرى كَمالَ الزُهدِ أَن تَصومي يَمامَةٌ كانَت بِأَعلى الشَجَرَه آمِنَةً في عُشِّها مُستَتِرَه فَأَقبَلَ الصَيّادُ ذاتَ يَومِ وَحامَ حَولَ الرَوضِ أَيَّ حَومِ فَلَم يَجِد لِلطَيرِ فيهِ ظِلّاً وَهَمَّ بِالرَحيلِ حينَ مَلّا فَبَرَزَت مِن عُشِّها الحَمقاءُ وَالحُمقُ داءٌ ما لَهُ دَواءُ تَقولُ جَهلاً بِالَّذي سَيَحدُثُ يا أَيُّها الإِنسانُ عَمَّ تَبحَثُ فَاِلتَفَتَ الصَيادُ صَوبَ الصَوتِ وَنَحوَهُ سَدَّدَ سَهمَ المَوتِ فَسَقَطَت مِن عَرشِها المَكينِ وَوَقَعَت في قَبضَةِ السِكّينِ تَقولُ قَولَ عارِفٍ مُحَقِّق مَلَكتُ نَفسي لَو مَلَكتُ مَنطِقي كانَ لِبَعضِ الناسِ بَبَّغاءُ ما مَلَّ يَوماً نُطقَها الإِصغاءُ رَفيعَةُ القَدرِ لَدى مَولاها وَكُلُّ مَن في بَيتِهِ يَهواها وَكانَ في المَنزِلِ كَلبٌ عالي أَرخَصَهُ وُجودُ هَذا الغالي كَذا القَليلُ بِالكَثيرِ يَنقُصُ وَالفَضلُ بَعضُهُ لِبَعضٍ مُرخِصُ فَجاءَها يَوماً عَلى غِرارِ وَقَلبُهُ مِن بُغضِها في نارِ وَقالَ يا مَليكَةَ الطُيورِ وَيا حَياةَ الأُنسِ وَالسُرورِ بِحُسنِ نُطقِكِ الَّذي قَد أَصبى إِلّا أَرَيتِني اللِسانَ العَذبا لِأَنَّني قَد حِرتُ في التَفَكُّرِ لَمّا سَمِعتُ أَنَّهُ مِن سُكَّرِ فَأَخرَجَت مِن طَيشِها لِسانَها فَعَضَّهُ بِنابِهِ فَشانَها ثُمَّ مَضى مِن فَورِهِ يَصيحُ قَطَعتُهُ لِأَنَّهُ فَصيحُ وَما لَها عِندِيَ مِن ثَأرٍ يُعَدُّ غَيرَ الَّذي سَمَّوهُ قِدماً بِالحَسَد كانَ لِبَعضِهِم حِمارٌ وَجَمَل نالَهُما يَوماً مِنَ الرِقِّ مَلَل فَاِنتَظَرا بَشائِرَ الظَلماءِ وَاِنطَلَقا مَعاً إِلى البَيداءِ يَجتَلِيانِ طَلعَةَ الحُرِّيَّه وَيَنشِقانِ ريحَها الزَكِيَّه فَاِتَّفَقا أَن يَقضِيا العُمرَ بِها وَاِرتَضَيا بِمائِها وَعُشبِها وَبَعدَ لَيلَةٍ مِنَ المَسيرِ اِلتَفَتَ الحِمارُ لِلبَعيرِ وَقالَ كَربٌ يا أَخي عَظيمُ فَقِف فَمشي كُلُّهُ عَقيمُ فَقالَ سَل فِداكَ أُمّي وَأَبي عَسى تَنالُ بي جَليلَ المَطلَبِ قالَ اِنطَلِق مَعي لِإِدراكِ المُنى أَو اِنتَظِر صاحِبَكَ الحُرَّ هُنا لا بُدَّ لي مِن عَودَةٍ لِلبَلَدِ لِأَنَّني تَرَكتُ فيهِ مِقوَدي فَقالَ سِر وَاِلزَم أَخاكَ الوَتِدا فَإِنَّما خُلِقتَ كَي تُقَيَّدا لِدودَةِ القَزِّ عِندي وَدودَةِ الأَضواءِ حِكايَةٌ تَشتَهيها مَسامِعُ الأَذكِياءِ لَمّا رَأَت تِلكَ هَذي تُنيرُ في الظَلماءِ سَعَت إِلَيها وَقالَت تَعيشُ ذاتُ الضِياءِ أَنا المُومَّلُ نَفعي أَنا الشَهيرُ وَفائي حَلا لِيَ النَفعُ حَتّى رَضيتُ فيهِ فَنائي وَقَد أَتَيتُ لِأَحظى بِوَجهِكِ الوَضّاءِ فَهَل لِنورِ الثُرى في مَوَدَّتي وَإِخائي قالَت عَرَضتِ عَلَينا وَجهاً بِغَيرِ حَياءِ مَن أَنتِ حَتّى تُداني ذاتَ السَنا وَالسَناءِ أَنا البَديعُ جَمالي أَنا الرَفيعُ عَلائي أَينَ الكَواكِبُ مِنّي بَل أَينَ بَدرُ السَماءِ فَاِمضي فَلا وُدَّ عِندي إِذ لَستِ مِن أَكفائي وَعِندَ ذَلِكَ مَرَّت حَسناءُ مَع حَسناءِ تَقولُ لِلَّهِ ثَوبي في حُسنِه وَالبَهاءِ كَم عِندَنا مِن أَيادٍ لِلدودَةِ الغَراءِ ثُمَّ اِنثَنَت فَأَتَت ذي تَقولُ لِلحَمقاءِ هَل عِندَكِ الآنَ شَكٌّ في رُتبَتي القَعساءِ وَقَد رَأَيتِ صَنيعي وَقَد سَمِعتِ ثَنائي إِن كانَ فيكَ ضِياءٌ إِنَّ الثَناءَ ضِيائي وَإِنَّهُ لَضِياءٌ مُؤَيَّدٌ بِالبَقاءِ كانَ عَلى بَعضِ الدُروبِ جَمَلُ حَمَّلَهُ المالِكُ ما لا يُحمَلُ فَقالَ يا لِلنَحسِ وَالشَقاءِ إِن طالَ هَذا لَم يَطُل بَقائي لَم تَحمِلِ الجِبالُ مِثلَ حِملي أَظُنُّ مَولايَ يُريدُ قَتلي فَجاءَهُ الثَعلَبُ مِن أَمامِه وَكانَ نالَ القَصدَ مِن كَلامِه فَقالَ مَهلاً يا أَخا الأَحمالِ وَيا طَويلَ الباعِ في الجِمالِ فَأَنتَ خَيرٌ مِن أَخيكَ حالا لِأَنَّني أَتعَبُ مِنكَ بالا كَأَنَّ قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ تَسأَلُني عَن دَمِها المَسفوكِ كَأَنَّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنَبِ إِذا نَهَضتُ جاذَبتني ذَنَبي وَرُبَّ أُمٍّ جِئتُ في مُناخِها فَجعتُها بِالفَتكِ في أَفراخِها يَبعَثُني مِن مَرقَدي بُكاها وَأَفتَحُ العَينَ عَلى شَكواها وَقَد عَرَفتَ خافِيَ الأَحمالِ فَاِصبِر وَقُل لِأُمَّةِ الجِمالِ لَيسَ بِحملٍ ما يَمَلُّ الظَهرُ ما الحِملُ إِلّا ما يُعاني الصَدرُ غَزالَةٌ مَرَّت عَلى أَتانِ تُقَبِّلُ الفَطيمَ في الأَسنانِ وَكانَ خَلفَ الظَبيَةِ اِبنُها الرَشا بِوُدِّها لَو حَمَلتهُ في الحَشا فَفَعَلَت بِسَيِّدِ الصِغارِ فِعلَ الأَتانِ بِاِبنِها الحِمارِ فَأَسرَعَ الحِمارُ نَحوَ أُمِّهِ وَجاءَها وَالضِحكُ مِلءُ فَمِهِ يَصيحُ يا أُمّاهُ ماذا قَد دَها حَتّى الغَزالَةُ اِستَخَفَّتِ اِبنَها قَد سَمِعَ الثَعلَبُ أَهلَ القُرى يَدعونَ مُحتالاً بِيا ثَعلَبُ فَقالَ حَقّاً هَذِهِ غايَةٌ في الفَخرِ لا تُؤتى وَلا تُطلَبُ مَن في النُهى مِثلِيَ حَتّى الوَرى أَصبَحتُ فيهِم مَثَلاً يُضرَبُ ما ضَرَّ لَو وافَيتُهُم زائِراً أُريهُمُ فَوقَ الَّذي اِستَغرَبوا لَعَلَّهُم يُحيونَ لي زينَةً يَحضُرُها الديكُ أَوِ الأَرنَبُ وَقَصَدَ القَومَ وَحَيّاهُمُ وَقامَ فيما بَينَهُم يَخطُبُ فَأُخِذَ الزائِرُ مِن أُذنِهِ وَأُعطِيَ الكَلبَ بِهِ يَلعَبُ فَلا تَثِق يَوماً بِذي حيلَةٍ إِذ رُبَّما يَنخَدِعُ الثَعلَبُ أَتى ثَعالَةَ يَوماً مِنَ الضَواحي حِمارُ وَقالَ إِن كُنتَ جاري حَقّاً وَنِعمَ الجارُ قُل لي فَإِنّي كَئيبٌ مُفَكِّرٌ مُحتارُ في مَوكِبِ الأَمسِ لَمّا سِرنا وَسارَ الكِبارُ طَرَحتُ مَولايَ أَرضاً فَهَل بِذَلِكَ عارُ وَهَل أَتَيتُ عَظيماً فَقالَ لا يا حِمارُ بَغلٌ أَتى الجَوادَ ذات مَرَّه وَقَلبُهُ مُمتَلِئٌ مَسَرَّه فَقالَ فَضلي قَد بَدا يا خِلّي وَآنَ أَن تَعرِفَ لي مَحَلّي إِذ كُنتَ أَمسِ ماشِياً بِجانِبي تَعجَبُ مِن رَقصِيَ تَحتَ صاحِبي أَختالُ حَتّى قالَتِ العِبادُ لِمَن مِنَ المُلوكِ ذا الجَوادُ فَضَحِكَ الحِصانُ مِن مَقالِهِ وَقالَ بِالمَعهودِ مِن دلالِهِ لَم أَرَ رَقصَ البَغلِ تَحتَ الغازي لَكِن سَمِعتُ نَقرَةَ المِهمازِ سَمِعتُ أَنَّ فَأرَةً أَتاها شَقيقُها يَنعى لَها فَتاها يَصيحُ يا لي مِن نُحوسِ بَختي مَن سَلَّط القِطَّ عَلى اِبنِ أُختي فَوَلوَلَت وَعَضَّتِ التُرابا وَجَمَعَت لِلمَأتَمِ الأَترابا وَقالَتِ اليَومَ اِنقَضَت لَذّاتي لا خَيرَ لي بَعدَكَ في الحَياةِ مَن لي بِهِرٍّ مِثلِ ذاكَ الهِرِّ يُريحُني مِن ذا العَذابِ المُرِّ وَكانَ بِالقُربِ الَّذي تُريدُ يَسمَعُ ما تُبدي وَما تُعيدُ فَجاءَها يَقولُ يا بُشراكِ إِنَّ الَّذي دَعَوتِ قَد لَبّاكِ فَفَزِعَت لَمّا رَأَتهُ الفارَه وَاِعتَصَمَت مِنهُ بِبَيتِ الجارَه وَأَشرَفَت تَقولُ لِلسَفيهِ إِن متُّ بَعدَ اِبني فَمَن يَبكيهِ تَنازَعَ الغَزالُ وَالخَروفُ وَقالَ كُلٌّ إِنَّهُ الظَريفُ فَرَأَيا التَيسَ فَظَنّا أَنَّهُ أَعطاهُ عَقلاً مَن أَطالَ ذَقنَه فَكَلَّفاهُ أَن يُفَتِّشَ الفَلا عَن حَكَمٍ لَهُ اِعتِبارٌ في المَلا يَنظُرُ في دَعواهُما بِالدِقَّه عَساهُ يُعطي الحَقَّ مُستَحِقَّه فَسارَ لِلبَحثِ بِلا تَواني مُفتَخِراً بِثِقَةِ الإِخوانِ يَقول عِندي نَظرَةٌ كَبيرَه تَرفَعُ شَأنَ التَيسِ في العَشيرَه وَذاكَ أَن أَجدَرَ الثَناءِ بِالصِدقِ ما جاءَ مِنَ الأَعداءِ وَإِنَّني إِذا دَعَوتُ الذيبا لا يَستَطيعانِ لَهُ تَكذيبا لِكَونِهِ لا يَعرِفُ الغَزالا وَلَيسَ يُلقي لِلخَروفِ بالا ثُمَّ أَتى الذيبَ فَقالَ طِلبَتي أَنتَ فَسِر مَعي وَخُذ بِلِحيَتي وَقادَهُ لِلمَوضِعِ المَعروفِ فَقامَ بَينَ الظَبيِ وَالخَروفِ وَقالَ لا أَحكُمُ حَسبَ الظاهِرِ فَمَزَّقَ الظَبيَينِ بِالأَظافِرِ وَقالَ لِلتَيسِ اِنطَلِق لِشَأنِكا ما قَتَلَ الخَصمَينِ غَيرُ ذَقنكا مِن أَعجَبِ الأَخبارِ أَنَّ الأَرنَبا لَمّا رَأى الديكَ يَسُبُّ الثَعلَبا وَهوَ عَلى الجِدارِ في أَمانِ يَغلِبُ بِالمَكانِ لا الإِمكانِ داخَلَهُ الظَنُّ بِأَنَّ الماكِرا أَمسى مِنَ الضَعفِ يُطيقُ الساخِرا فَجاءَهُ يَلعَنُ مِثلَ الأَوَّلِ عِدادَ ما في الأَرضِ مِن مُغَفَّلِ فَعَصَفَ الثَعلَبُ بِالضَعيفِ عَصفَ أَخيهِ الذيبِ بِالخَروفِ وَقالَ لي في دَمِكَ المَسفوكِ تَسلِيَةٌ عَن خَيبَتي في الديكِ فَاِلتَفَتَ الديكُ إِلى الذَبيحِ وَقالَ قَولَ عارِفٍ فَصيحِ ما كُلُّنا يَنفَعُهُ لِسانُه في الناسِ مَن يُنطِقُهُ مَكانُه كانَ ذِئبٌ يَتَغَذّى فَجَرَت في الزَورِ عَظمَه أَلزَمَتهُ الصَومَ حَتّى فَجَعَت في الروحِ جِسمَه فَأَتى الثَعلَبُ يَبكي وَيُعَزّي فيهِ أُمَّه قالَ يا أُمَّ صَديقي بِيَ مِمّا بِكِ غُمَّه فَاِصبِري صَبراً جَميلاً إِنَّ صَبرَ الأُمِّ رَحمَه فَأَجابَت يا اِبنَ أُختي كُلُّ ما قَد قُلتَ حِكمَه ما بِيَ الغالي وَلَكِن قَولُهُم ماتَ بِعَظمَه لَيتَهُ مِثلَ أَخيهِ ماتَ مَحسوداً بِتُخمَه هِرَّتي جِدُّ أَليفَه وَهيَ لِلبَيتِ حَليفَه هِيَ ما لَم تَتَحَرَّك دُميَةُ البَيتِ الظَريفَه فَإِذا جَاءَت وَراحَت زيدَ في البَيتِ وَصيفَه شُغلُها الفارُ تُنَقّي الر رَفَّ مِنهُ وَالسَقيفَه وَتَقومُ الظُهرَ وَالعَص رَ بِأَورادٍ شَريفَه وَمِنَ الأَثوابِ لَم تَم لِك سِوى فَروٍ قَطيفَه كُلَّما اِستَوسَخَ أَو آ وى البَراغيثَ المُطيفَه غَسَلَتهُ وَكَوَتهُ بِأَساليبَ لَطيفَه وَحَدَّت ما هُوَ كَالحَمّا مِ وَالماءِ وَظيفَه صَيَّرَت ريقَتَها الصا بونَ وَالشارِبَ ليفَه لا تَمُرَّنَّ عَلى العَينِ وَلا بِالأَنفِ جيفَه وَتَعَوَّد أَن تُلاقى حَسَنَ الثَوبِ نَظيفَه إِنَّما الثَوبُ عَلى الإِن سانِ عُنوانُ الصَحيفَه لي جَدَّةٌ تَرأَفُ بي أَحنى عَلَيَّ مِن أَبي وَكُلُّ شَيءٍ سَرَّني تَذهَبُ فيهِ مَذهَبي إِن غَضِبَ الأَهلُ عَلَي يَ كُلُّهُم لَم تَغضَبِ مَشى أَبي يَوماً إِلَي يَ مِشيَةَ المُؤَدِّبِ غَضبانَ قَد هَدَّدَ بِالضَر بِ وَإِن لَم يَضرِبِ فَلَم أَجِد لِيَ مِنهُ غَي رَ جَدَّتي مِن مَهرَبِ فَجَعَلتني خَلفَها أَنجو بِها وَأَختَبي وَهيَ تَقولُ لِأَبي بِلَهجَةِ المُؤَنِّبِ وَيحٌ لَهُ وَيحٌ لِهَ ذا الوَلدِ المُعَذَّبِ أَلَم تَكُن تَصنَعُ ما يَصنَعُ إِذا أَنتَ صَبي عُصفورَتانِ في الحِجا زِ حَلَّتا عَلى فَنَن في خامِلٍ مِنَ الرِيا ضِ لا نَدٍ وَلا حَسَن بَيناهُما تَنتَجِيا نِ سَحَراً عَلى الغُصُن مَرَّ عَلى أَيكِهِما ريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن حَيّا وَقالَ دُرَّتا نِ في وِعاءٍ مُمتَهَن لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَن عاءَ وَفي ظِلِّ عَدَن خَمائِلاً كَأَنَّها بَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن الحَبُّ فيها سُكَّرٌ وَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن لَم يَرَها الطَيرُ وَلَم يَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن هَيّا اِركَباني نَأتِها في ساعَةٍ مِنَ الزَمَن قالَت لَهُ إِحداهُما وَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبي لِ ما عَرَفتَ ما السَكَن هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَن لا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن الحَيوانُ خَلقُ لَهُ عَلَيكَ حَقُّ سَخَّرَهُ اللَهُ لَكا وَلِلعِبادِ قَبلَكا حَمولَةُ الأَثقالِ وَمُرضِعُ الأَطفالِ وَمُطعِمُ الجَماعَه وَخادِمُ الزِراعَه مِن حَقِّهِ أَن يُرفَقا بِهِ وَأَلّا يُرهَقا إِن كَلَّ دَعهُ يَستَرِح وَداوِهِ إِذا جُرِح وَلا يَجُع في دارِكا أَو يَظمَ في جِوارِكا بَهيمَةٌ مِسكينُ يَشكو فَلا يُبينُ لِسانُهُ مَقطوعُ وَما لَهُ دُموعُ لَولا التُقى لَقُلتُ لَم يَخلُق سِواكِ الولَدا إِن شِئتِ كانَ العَيرَ أَو إِن شِئتِ كانَ الأَسَدا وَالبَيتُ أَنتِ الصَوتُ في هِ وَهوَ لِلصَوتِ صَدى يَأخُذُ ما عَوَّدتِهِ وَالمَرءُ ما تَعَوَّدا وَمُمَهَّدٌ في الوَكرِ مِن وَلَدِ الغُرابِ مُزَقَّق كَرُوَيهِبٍ مُتَقَلِّسٍ مُتَأَزِّرٍ مُتَنَطِّق لَبِسَ الرَمادَ عَلى سَوا دِ جَناحِهِ وَالمَفرِق كَالفَحمِ غادَرَ في الرَما دِ بَقِيَّةً لَم تُحرَق ثُلثاهُ مِنقارٌ وَرَأ سٌ وَالأَظافِرُ ما بَقي ضَخمُ الدِماغِ عَلى الخُلُو وِ مِنَ الحِجى وَالمَنطِق مِن أُمِّهِ لَقِيَ الصَغي رُ مِنَ البَلِيَّةِ ما لَقي جَلَبَت عَلَيهِ ما تَذو دُ الأُمَّهاتُ وَتَتَّقي فُتِنَت بِهِ فَتَوَهَّمَت فيهِ قُوىً لَم تُخلَق قالَت كَبِرتَ فَثِب كَما وَثَبَ الكِبارُ وَحَلِّق وَرَمَت بِهِ في الجَوِّ لَم تَحرِص وَلَم تَستَوثِق فَهَوى فَمُزِّقَ في فِنا ءِ الدارِ شَرَّ مُمَزَّق وَسَمِعتُ قاقاتٍ تُرَد دَدُ في الفَضاءِ وَتَرتَقي وَرَأَيتُ غِرباناً تُفَر رِقُ في السَماءِ وَتَلتَقي وَعَرَفتُ رَنَّةَ أُمِّهِ في الصارِخاتِ النُعَّق فَأَشَرتُ فَاِلتَفَتَت فَقُل تُ لَها مَقالَةَ مُشفِق أَطلَقتِهِ وَلَوِ اِمتَحَن تِ جَناحَهُ لَم تُطلِقي وَكَما تَرَفَّقَ والِدا كِ عَلَيكِ لَم تَتَرَفَّقي النيلُ العَذبُ هُوَ الكَوثَر وَالجَنَّةُ شاطِئُهُ الأَخضَر رَيّانُ الصَفحَةِ وَالمَنظَر ما أَبهى الخُلدَ وَما أَنضَر البَحرُ الفَيّاضُ القُدسُ الساقي الناسَ وَما غَرَسوا وَهوَ المِنوالُ لِما لَبِسوا وَالمُنعِمُ بِالقُطنِ الأَنوَر جَعلَ الإِحسانَ لَهُ شَرعا لَم يُخلِ الوادِيَ مِن مَرعى فَتَرى زَرعاً يَتلو زَرعا وَهُنا يُجنى وَهُنا يُبذَر جارٍ وَيُرى لَيسَ بِجارِ لِأَناةٍ فيهِ وَوَقار يَنصَبُّ كَتَلٍ مُنهارِ وَيَضِجُّ فَتَحسَبُهُ يَزأَر حَبَشِيُّ اللَونِ كَجيرَتِهِ مِن مَنبَعِهِ و بُحَيرَتِهِ صَبَغَ الشَطَّينِ بِسُمرَتِهِ لَوناً كَالمِسكِ وَكَالعَنبَر أَنا المَدرَسَةُ اِجعَلني كَأُمٍّ لا تَمِل عَنّي وَلا تَفزَع كَمَأخوذٍ مِنَ البَيتِ إِلى السِجنِ كَأَنّي وَجهُ صَيّادٍ وَأَنتَ الطَيرُ في الغُصنِ وَلا بُدَّ لَكَ اليَومَ وَإِلّا فَغَداً مِنّي أَوِ اِستَغنِ عَنِ العَقلِ إِذَن عَنِّيَ تَستَغني أَنا المِصباحُ لِلفِكرِ أَنا المِفتاحُ لِلذِهنِ أَنا البابُ إِلى المَجدِ تَعالَ اِدخُل عَلى اليُمنِ غَداً تَرتَعُ في حَوشي وَلا تَشبَعُ مِن صَحني وَأَلقاكَ بِإِخوانٍ يُدانونَكَ في السِنِّ تُناديهم بِيافِكري وَيا شَوقي وَيا حُسني وَآباءٍ أَحَبّوكَ وَما أَنتَ لَهُم بِاِبنِ بَني مِصرٍ مَكانُكُمو تَهَيّا فَهَيّا مَهِّدوا لِلمُلكِ هَيّا خُذوا شَمسَ النَهارِ لَهُ حُلِيّاً أَلَم تَكُ تاجَ أَوَّلِكُم مَلِيّا عَلى الأَخلاقِ خُطّوا المُلكَ وَاِبنوا فَلَيسَ وَراءَها لِلعِزِّ رُكنُ أَلَيسَ لَكُم بِوادي النيلِ عَدنُ وَكَوثَرُها الَّذي يَجري شَهِيّا لَنا وَطَنٌ بِأَنفُسِنا نَقيهِ وَبِالدُنيا العَريضَةِ نَفتَديهِ إِذا ما سيلَتِ الأَرواحُ فيهِ بَذَلناها كَأَن لَم نُعطِ شَيّا لَنا الهَرَمُ الَّذي صَحِبَ الزَمانا وَمِن حدَثانِهِ أَخَذَ الأَمانا وَنَحنُ بَنو السَنا العالي نَمانا أَوائِلُ عَلَّموا الأُمَمَ الرُقِيّا تَطاوَلَ عَهدُهُم عِزّاً وَفَخرا فَلَمّا آلَ لِلتاريخِ ذُخرُ نَشَأنا نَشأَةً في المَجدِ أُخرى جَعَلنا الحَقَّ مَظهَرَها العَلِيّا جَعَلنا مِصرَ مِلَّةَ ذي الجَلالِ وَأَلَفنا الصَليبَ عَلى الهِلالِ وَأَقبَلنا كَصَفٍّ مِن عَوالِ يُشَدُّ السَمهَرِيُّ السَمهَرِيّا نَرومُ لِمِصرَ عِزّاً لا يُرامُ يَرِفُّ عَلى جَوانِبِه السَلامُ وَيَنعَمُ فيهِ جيرانٌ كِرامُ فَلَن تَجِدَ النَزيلَ بِنا شَقِيّا نَقومُ عَلى البِنايَةِ مُحسِنينا وَنَعهَدُ بِالتَمامِ إِلى بَنينا إِلَيكِ نَموتُ مِصرُ كَما حَيينا وَيَبقى وَجهُكِ المَفدِيُّ حَيّا نَحنُ الكَشّافَةُ في الوادي جِبريلُ الروحُ لَنا حادي يا رَبِّ بِعيسى وَالهادي وَبِموسى خُذ بِيَدِ الوَطَنِ كَشّافَةُ مِصرَ وَصِبيَتُها وَمُناةُ الدارِ وَمُنيَتُها وَجَمالُ الأَرضِ وَحليَتُها وَطَلائِعُ أَفراحِ المُدُنِ نَبتَدِرُ الخَيرَ وَنَستَبِقُ ما يَرضى الخالِقُ وَالخُلُقُ بِالنَفسِ وَخالِقِها نَثِقُ وَنَزيدُ وُثوقاً في المِحَنِ في السَهلِ نَرِف رَياحينا وَنَجوبُ الصَخرَ شَياطينا نَبني الأَبدانَ وَتَبنينا وَالهِمَّةُ في الجِسمِ المَرِنِ وَنُخَلّي الخَلقَ وَما اِعتَقَدوا وَلِوَجهِ الخالِقِ نَجتَهِدُ نَأسوا الجَرحى أَنّى وُجِدوا وَنُداوي مِن جَرحِ الزَمَنِ في الصِدقِ نَشَأنا وَالكَوَمِ وَالعِفَّةِ عَن مَسِّ الحُرَمِ وَرِعايَةِ طِفلٍ أَو هَرِمِ وَالذَودُ عَنِ الغيدِ الحُصُنِ وَنُوافي الصارِخَ في اللُجَجِ وَالنارِ الساطِعَةِ الوَهَجِ لا نَسأَلُهُ ثَمَنَ المُهَجِ وَكَفى بِالواجِبِ مِن ثَمَنِ يا رَبِّ فَكَثِّرنا عَدَدا وَاِبذُل لِأُبُوَّتِنا المَدَدا هَيِّئ لَهُم وَلَنا رَشَدا يا رَبِّ وَخُذ بِيَدِ الوَطَنِ قَصرَ الأَعِزَّةِ ما أَعَزَّ حِماكا وَأَجَلَّ في العَلياءِ بَدرَ سَماكا تَتَساءَلُ العربُ المُقَدَّسُ بَيتُها أَأُعيدَ باني رُكنِهِ فَبَناكا وَتَقولُ إِذ تَأتيكَ تَلتَمِسُ الهُدى سِيّانِ هَذا في الجَلالِ وَذاكا يا مُلتَقى القَمَرَينِ ما أَبهاكَ بَل يا مَجمَعَ البَحرَينِ ما أَصفاكا إِنَّ الأَمانَةَ وَالجَلالَةَ وَالعُلا في هالَةٍ دارَت عَلى مَغناكا ما العِزُّ إِلّا في ثَرى القَدَمِ الَّتي حَسَدَت عَلَيها النَيِّراتُ ثَراكا يا سادِسَ الأُمَراءِ مِن آبائِهِ ما لِلإِمارَةِ مَن يُعَدُّ سِواكا التُركُ تَقرَأُ بِاِسمِ جَدِّكَ في الوَغى وَالعُربُ تَذكُرُ في الكِتابِ أَباكا نَسَبٌ لَوِ اِنتَمَتِ النُجومُ لِعِقدِهِ لَتَرَفَّعَت أَن تَسكُنَ الأَفلاكا شَرَفاً عَزيزَ العَصرِ فُتَّ مُلوكَهُ فَضلاً وَفاتَ بَنيهمُ نَجلاكا لَكَ جَنَّةُ الدُنيا وَكَوثَرُها الَّذي يَجري بِهِ في المُلكِ شَرطُ غِناكا وَلَكَ المَدائِنُ وَالثُغورُ مَنيعَةً في مَجمَعِ البَحرَينِ تَحتَ لِواكا مُلكٌ رَعَيتَ اللَهَ فيهِ مُؤَيَّداً بِاِسمِ النَبِيِّ مُوَفَّقاً مَسعاكا فَأَقَمتَ أَمراً يا أَبا العَبّاسِ مَأ مونَ السَبيلِ عَلى رَشيدِ نُهاكا إِن يَعرِضوهُ عَلى الجِبالِ تَهُن لَهُ وَهِيَ الجِبالُ فَما أَشَدَّ قُواكا بِسِياسَةٍ تَقِفُ العُقولُ كَليلَةً لا تَستَطيعُ لِكُنهِها إِدراكا وَبِحِكمَةٍ في الحُكمِ تَوفيقِيَّةٍ لَكَ يَقتَفي فيها الرِجالُ خُطاكا مَولايَ عيدُ الفِطرِ صُبحُ سُعودِهِ في مِصرَ أَسفَرَ عَن سَنا بُشراكا فَاِستَقبِلِ الآمالَ فيهِ بَشائِراً وَأَشائِراً تُجلى عَلى عَلياكا وَتَلَقَّ أَعيادَ الزَمانِ مُنيرَةً فَهَناؤُهُ ما كانَ فيهِ هَناكا أَيّامُكَ الغُرُّ السَعيدَةُ كُلُّها عيدٌ فَعيدُ العالَمينَ بَقاكا فَليَبقَ بَيتُكَ وَليَدُم ديوانُهُ وَليَحيَ جُندُكَ وَلتَعِش شوراكا وَليَهنِني بِكَ كُلُّ يَومٍ أَنَّني في أَلفِ عيدٍ مِن سُعودِ رِضاكا ياأَيُّها المَلِكُ الأَريبُ إِلَيكَها عَذراءَ هامَت في صِفاتِ عُلاكا فَطَوَت إِلَيكَ البَحرَ أَبيَضَ نِسبَةً لِنَظيرِهِ المَورودِ مِن يُمناكا قَدِمَت عَلى عيدٍ لِبابِكَ بَعدَما قَدِمَت عَلَيَّ جَديدَةً نُعماكا أَوَ كُلَّما جادَت نَداكَ رَوِيَّتي سَبَقَت ثَنايَ بِالارتِجالِ يَداكا أَنتَ الغَنِيُّ عَنِ الثَناءِ فَإِن تُرِد ما يُطرِبُ المَلِكَ الأَديبَ فَهاكا مُنتَزَهُ العَبّاسِ لِلمُجتَلى آمَنتُ بِاللَهِ وَجَنّاتِهِ العَيشُ فيهِ لَيسَ في غَيرِهِ يا طالِبَ العَيشِ وَلَذّاتِهِ قُصورُ عِزٍّ باذِخاتُ الذُرى يَوَدُّها كِسرى مَشيداتِهِ مِن كُلِّ راسي الأَصلِ تَحتَ الثَرى مُحيرَ النَجمِ بِذِرواتِهِ دارَت عَلى البَحرِ سَلاليمُهُ فَبِتنَ أَطواقاً لِلَبّاتِهِ مُنتَظِماتٌ مائِجاتٌ بِهِ مُنَمَّقاتٌ مِثلَ لُجّاتِهِ مِنَ الرُخامِ الندرِ لَكِنَّها تُنازِعُ الجَوهَرَ قيماتِهِ مِن عَمَلِ الإِنسِ سِوى أَنَّها تُنسي سُلَيمانَ وَجِنّاتِهِ وَالريحُ في أَبوابِهِ وَالجَوا ري مائِلاتٌ دونَ ساحاتِهِ وَغابُهُ مَن سارَ في ظِلِّها يَأتي عَلى البُسفورِ غاباتِهِ بِالطولِ وَالعَرضِ تُباهي فَذا وافٍ وَهَذا عِندَ غاياتِهِ وَالرَملُ حالٍ بِالضُحى مَذهَبٌ يُصَدِّئُ الظِلُّ سَبيكاتِهِ وَتُرعَةٌ لَو لَم تَكُن حُلوَةً أَنسَت لِمَرتينَ بُحَيراتِهِ أَو لَم تَكُن ثَمَّ حَياةَ الثَرى لَم تُبقِ في الوَصفِ لِحَيّاتِهِ وَفي فَمِ البَحرِ لِمَن جاءَهُ لِسانُ أَرضٍ فاقَ فُرضاتِهِ تَنحَشِدُ الطَيرُ بِأَكنافِهِ وَيَجمَعُ الوَحشُ جَماعاتِهِ مِن مِعزٍ وَحشِيَّةٍ إِن جَرَت أَرَت مِنَ الجَريِ نِهاياتِهِ أَو وَثَبَت فَالنَجمُ مِن تَحتِها وَالسورُ في أَسرِ أَسيراتِهِ وَأَرنَبٌ كَالنَملِ إِن أُحصِيَت تَنبُتُ في الرَملِ وَأَبياتِهِ يَعلو بِها الصَيدُ وَيَعلو إِذا ما قَيصَرٌ أَلقى حِبالاتِهِ وَمِن ظِباءٍ في كِناساتِها تَهيجُ لِلعاشِقِ لَوعاتِهِ وَالخَيلُ في الحَيِّ عِراقِيَّةٌ تَحمي وَتُحمى في بُيوتاتِهِ غُرٌّ كَأَيّامِ عَزيزِ الوَرى مُحَجَّلاتٌ مِثلَ أَوقاتِهِ ما باتَ يُثني عَلى عَلياكَ إِنسانُ إِلّا وَأَنتَ لِعَينِ الدَهرِ إِنسانُ وَما تَهَلَّلتَ إِذ وافاكَ ذو أَمَلٍ إِلّا وَأَدهَشَهُ حُسنٌ وَإِحسانُ لِلَّهِ ساحَتُكَ المَسعودُ قاصِدُها فَإِنَّما ظِلُّها أَمنٌ وَإيمانُ لَئِن تَباهى بِكَ الدينُ الحَنيفُ لَكَم تَقَوَّمَت بِكَ لِلإِسلامِ أَركانُ تُراقِبُ اللَهَ في مُلكٍ تُدَبِّرُهُ فَأَنتَ في العَدلِ وَالتَقوى سُلَيمانُ أَنجى لَكَ اللَهُ أَنجالاً يُهَيِّئُهُم لِرِفعَةِ المُلكِ إِقبالٌ وَعِرفانُ أَعِزَّةٌ أَينَما حَلَّت رَكائِبُهُم لَهُم مَكانٌ كَما شاؤوا وَإِمكانُ لَم تَثنِهِم عَن طِلابِ العِلمِ في صِغَرٍ في عِزِّ مُلكِكَ أَوطارٌ وَأَوطانُ تَأبى السَعادَةُ إِلّا أَن تُسايِرَهُم لِأَنَّهُم لِمُلوكِ الأَرضِ ضيفانُ نَجلانِ قَد بَلَغا في المَجدِ ما بَلَغا مُعَظَّمٌ لَهُما بَينَ الوَرى شانُ يَكفيهِما في سَبيلِ الفَخرِ أَن شَهدَت بِفَضلِ سَبقِهِما روسٌ وَأَلمانُ هُما هُما تَعرِفُ العَلياءُ قَدرَهُما كِلاهُما كَلِفٌ بِالمَجدِ يَقظانُ ما الفَرقَدانِ إِذا يَوماً هُما طَلَعا في مَوكِبٍ بِهِما يَزهو وَيَزدانُ يا كافِيَ الناسِ بَعدَ اللَهِ أَمرَهُمُ النَصرُ إِلّا عَلى أَيديكَ خِذلانُ يا مُنيلَ المَعالي وَالنَدى كَرَماً الرِبحُ مِن عَبرِ هَذا البابِ خُسرانُ مَولايَ هَل لِفَتى بِالبابِ مَعذِرَةٌ فَعَقلُهُ في جَلالِ المُلكِ حَيرانُ سَعى عَلى قَدَمِ الإِخلاصِ مُلتَمِساً رِضاكَ فَهوَ عَلى الإِقبالِ عُنوانُ أَرى جَنابَكَ رَوضاً لِلنَدى نَضِراً لِأَنَّ غُصنَ رَجائي فيهِ رَيّانُ لا زالَ مُلكُكَ بِالأَنجالِ مُبتَهِجاً ما باتَ يُثني عَلى عَلياكَ إِنسانُ أَعطى البَرِيَّةَ إِذ أَعطاكَ باريها فَهَل يُهَنّيكَ شِعري أَم يُهَنّيها أَنتَ البَرِيَّةُ فَاِهنَأ وَهيَ أَنتَ فَمَن دَعاكَ يَوماً لِتَهنا فَهوَ داعيها عيدُ السَماءِ وَعيدُ الأَرضِ بَينَهُما عيدُ الخَلائِقِ قاصيها وَدانيها فَبارَكَ اللَهُ فيها يَومَ مَولِدِها وَيَومَ يَرجو بِها الآمالَ راجيها وَيَومَ تُشرِقُ حَولَ العَرشِ صِبيَتُها كَهالَةٍ زانَتِ الدُنيا دَراريها إِنَّ العِنايَةَ لَمّا جامَلَت وَعَدَت أَلّا تَكُفَّ وَأَن تَترى أَياديها بِكُلِّ عالٍ مِنَ الأَنجالِ تَحسَبُهُ مِنَ الفَراقِدِ لَو هَشَّت لِرائيها يَقومُ بِالعَهدِ عَن أَوفى الجُدودِ بِهِ عَن والِدٍ أَبلَجِ الذِمّاتِ عاليها وَيَأخُذُ المَجدَ عَن مِصرٍ وَصاحِبِها عَنِ السَراةِ الأَعالي مِن مَواليها الناهِضينَ عَلى كُرسِيِّ سُؤدُدِها وَالقابِضينَ عَلى تاجَي مَعاليها وَالساهِرينَ عَلى النيلِ الحَفِيِّ بِها وَكَأسها وَحُمَيّاها وَساقَيها مَولايَ لِلنَفسِ أَن تُبدي بَشائِرَها بِما رُزِقتَ وَأَن تَهدي تَهانيها الشَمسُ قَدراً بَلِ الجَوزاءُ مَنزِلَةً بَلِ الثُرَيّا بَلِ الدُنيا وَما فيها أُمُّ البَنينَ إِذا الأَوطانُ أَعوَزَها مُدَبِّرٌ حازِمٌ أَو قَلَّ حاميها مِنَ الإِناثِ سِوى أَنَّ الزَمانَ لَها عَبدٌ وَأَنَّ المَلا خُدّامُ ناديها وَأَنَّها سِرُّ عَبّاسٍ وَبِضعَتُهُ فَهيَ الفَضيلَةُ مالي لا أُسَمّيها أَغَرُّ يَستَقبِلُ العَصرُ السَلامَ بِهِ وَتُشرِقُ الأَرضُ ما شاءَت لَياليها عالي الأَريكَةِ بَينَ الجالِسينَ لَهُ مِنَ المَفاخِرِ عاليها وَغاليها عَبّاسُ عِش لِنُفوسٍ أَنتَ طِلبَتُها وَأَنتَ كُلُّ مُرادٍ مِن تَناجيها تُبدي الرَجاءَ وَتَدعوهُ لِيَصدُقَها وَاللَهُ أَصدَقُ وَعداً وَهوَ كافيها بَيني وَبَينَ أَبي العَلاءِ قَضِيَّةٌ في البِرِّ أَستَرعي لَها الحُكَماءَ هُوَ قَد رَأى نُعمى أَبيهِ جِنايَةً وَأَرى الجِنايَةَ مِن أَبي نَعماءَ داوِ المُتَيَّمَ داوِهِ مِن قَبلِ أَن يَجِدَ الدَوا إِنَّ النَواصِحَ كُلَّهُم قالوا بِتَبديلِ الهَوا فَتَحتُموا باباً عَلى صَبِّكُم لِلصَدِّ وَالهَجرِ وَطولِ النَوى فَلا تَلوموهُ إِذا ما سَلا قَد فُتِحَ البابُ وَمَرَّ الهَوا سَعَت لَكَ صورَتي وَأَتاكَ شَخصي وَسارَ الظِلُّ نَحوَكَ وَالجِهاتُ لِأَنَّ الروحَ عِندَكَ وَهيَ أَصلٌ وَحَيثُ الأَصلُ تَسعى المُلحَقاتُ وَهَبها صورَةً مِن غَيرِ روح أَلَيسَ مِنَ القَبولِ لَها حَياةُ لَكُم في الخَطِّ سَيّارَه حَديثُ الجارِ وَالجارَه أَوفَرلاندُ يُنَبّيكَ بِها القُنصُلُ طَمّارَه كَسَيّارَةِ شارلوت عَلى السَواقِ جَبّارَه إِذا حَرَّكَها مالَت عَلى الجَنبَينِ مُنهارَه وَقَد تَحزُنُ أَحياناً وَتَمشي وَحدَها تارَه وَلا تُشبِعُها عَينٌ مِنَ البِنزينِ فَوّارَه وَلا تُروى مِنَ الزَيتِ وَإِن عامَت بِهِ الفارَه تَرى الشارِعَ في ذُعرٍ إِذا لاحَت مِنَ الحارَه وَصِبياناً يَضِجّونَ كَما يَلقَونَ طَيّارَه وَفي مَقدَمِها بوقٌ وَفي المُؤخِرِ زَمّارَه فَقَد تَمشي مَتى شاءَت وَقَد تَرجِعُ مُختارَه قَضى اللَهُ عَلى السَوّا قِ أَن يَجعَلَها دارَه يُقَضّي يَومَهُ فيها وَيَلقى اللَيلَ ما زارَه أَدُنيا الخَيلِ يا مَكسي كَدُنيا الناسِ غَدّارَه لَقَد بَدَّلَكَ الدَهرُ مِنَ الإِقبالِ إِدبارَه فَصَبراً يا فَتى الخَيلِ فَنَفسُ الحُرِّ صَبّارَه أَحَقٌّ أَنَّ مَحجوباً سَلا عَنكَ بِفَخّارَه وَباعَ الأَبلَقَ الحُرَّ بِأَوفَرلاند نَعّارَه وَلَم يَعرِف لَهُ الفَضلَ وَلا قَدَّرَ آثارَه قَدِ اِختارَ لَكَ الشَلحَ وَما كُنتَ لِتَختارَه فَسَلهُ ما هُوَ الشَلحُ عَسى يُنبيكَ أَخبارَه كَأَن لَم تَحمِلِ الرّا يَةَ يَومَ الرَوعِ وَالشارَه وَلَم تَركَب إِلى الهَولِ وَلَم تَحمِل عَلى الغارَه وَلَم تَعطِف عَلى جَرحى مِنَ الصِبيَةِ نَظّارَه فَمَضروبٌ بِرَشّاشٍ وَمَقلوبٌ بِغَدّارَه وَلا وَاللَهِ ما كَلَّف تَ مَحجوباً وَلا بارَه فَلا البِرسيمُ تَدريهِ وَلا تَعرِف نَوّارَه وَقَد تَروى عَلى صُلتٍ إِذا نادَمتَ سُمّارَه وَقَد تَسكَرُ مِن خَودٍ عَلى الإِفريزِ مِعقارَه وَقَد تَشبَعُ يا اِبنَ اللَي لِ مِن رَنَّةِ قيثارَه تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ وَتَفدي الأساةُ النُطسُ مَن أَنتَ خادِمُ كَأَنَّكَ إِن حارَبتَ فَوقَكَ عَنتَرٌ وَتَحتَ اِبنِ سينا أَنتَ حينَ تُسالِمُ سَتُجزى التَماثيلَ الَّتي لَيسَ مِثلُها إِذا جاءَ يَومٌ فيهِ تُجزى البَهائِمُ فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالجِيادُ كَواكِبٌ وَإِنَّكَ دينارٌ وَهُنَّ الدَراهِمُ مِثالٌ بِساحِ البَرلَمانِ مُنَصَّبٌ وَآخَرُ في بارِ اللِوا لَكَ قائِمُ وَلا تَظفَرُ الأَهرامُ إِلّا بِثالِثٍ مَزاميرُ داوُدٍ عَلَيهِ نَواغِمُ وَكَم تَدَّعي السودانَ يا مَكسُ هازِلاً وَما أَنتَ مُسَوَّدٌ وَلا أَنتَ قاتِمُ وَما بِكَ مِمّا تُبصِرُ العَينُ شُبهَةٌ وَلَكِن مَشيبٌ عَجَّلَتهُ العَظائِمُ كَأَنَّكَ خَيلُ التُركِ شابَت مُتونُها وَشابَت نَواصيها وَشابَ القَوائِمُ فَيا رُبَّ أَيّامٍ شَهِدتَ عَصيبَةٍ وَقائِعُها مَشهورَةٌ وَالمَلاحِمُ قُل لِاِبنِ سينا لا طَبي بَ اليَومَ إِلّا الدِرهَمُ هُوَ قَبلَ بقراطٍ وَقَب لَكَ لِلجِراحَةِ مَرهَمُ وَالناسُ مُذ كانوا عَلَي هِ دائِرونَ وَحُوَّمُ وَبِسِحرِهِ تَعلو الأَسا فِلُ في العُيونِ وَتَعظُمُ يا هَل تُرى الأَلفانِ وَق فٌ لا يُمَسُّ وَمَحرَمُ بَنكُ السَعيدِ عَلَيهِما حَتّى القِيامَةِ قَيِّمُ لا شيكَ يَظهَرُ في البُنو كِ وَلا حِوالَةَ تُخصَمُ وَأَعَفُّ مَن لاقَيتَ يَل قاهُ فَلا يَتَكَرَّمُ بَراغيثُ مَحجوبٍ لَم أَنسَها وَلَم أَنسَ ما طَعِمَت مِن دَمي تَشُقُّ خَراطيمُها جَورَبي وَتَنفُذُ في اللَحمِ وَالأَعظُمِ وَكُنتُ إِذا الصَيفُ راحَ اِحتَجَم تُ فَجاءَ الخَريفُ فَلَم أحجَمِ تُرَحِّبُ بِالضَيفِ فَوقَ الطَري قِ فَبابِ العِيادَةِ فَالسُلَّمِ قَدِ اِنتَشَرَت جَوقَةً جَوقَةً كَما رُشَّتِ الأَرضُ بِالسِمسِمِ وَتَرقُصُ رَقصَ المَواسي الحِدادِ عَلى الجِلدِ وَالعَلَقِ الأَسحَمِ بَواكيرُ تَطلعُ قَبلَ الشِتاءِ وَتَرفَعُ أَلوِيَةِ المَوسِمِ إِذا ما اِبنُ سينا رَمى بَلغَماً رَأَيتَ البَراغيثَ في البَلغَمِ وَتُبصِرُها حَولَ بيبا الرَئيس وَفي شارِبَيهِ وَحَولَ الفَمِ وَبَينَ حَفائِرِ أَسنانِهِ مَعَ السوسِ في طَلَبِ المَطعَمِ اليَومَ نَسودُ بِوادينا وَنُعيدُ مَحاسِنَ ماضينا وَيُشيدُ العِزَّ بِأَيدينا وَطَنٌ نَفديهِ وَيَفدينا وَطَنٌ بِالحَقِّ نُؤَيِّدُهُ وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ وَنُحَسِّنُهُ وَنُزَيِّنُهُ بِمَآثِرِنا وَمَساعينا سِرُّ التاريخِ وَعُنصُرُهُ وَسَريرُ الدَهرِ وَمِنبَرُهُ وَجِنانُ الخُلدِ وَكَوثَرُهُ وَكَفى الآباءُ رَياحينا نَتَّخِذُ الشَمسَ لَهُ تاجا وَضُحاها عَرشاً وَهّاجا وَسَماءَ السُؤدُدِ أَبراجا وَكَذَلِكَ كانَ أَوالينا العَصرُ يَراكُمُ وَالأُمَمُ وَالكَرنَكُ يَلحَظُ وَالهَرَمُ أَبني الأَوطانَ أَلا هِمَمُ كَبِناءِ الأَوَّلِ يَبنينا سَعياً أَبَداً سَعياً سَعياً لِأَثيلِ المَجدِ وَلِلعَليا وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا خَليفَةٌ ما جاءَ حَتّى ذَهَبا ضاعَ عَليهِ الدَمُ وَالمال هبا الصاحِبُ اِبنُ الصاحب الكَريمِ الجللُ المَطلَب وَالغَريمِ اِبنُ الزُبير وَكَفى تَعريفا إِن الشَريفَ يَلدُ الشَريفا أَبوهُ هَضبةُ العُلا الشَماء وَأُمُّهُ في الشرف السماء مُستَقبلُ الأَيام بِالصِيامِ وَمُتعبُ الظَلام بِالقِيامِ وَأَطهَرُ المُعاهدين ذِمَّه وَأَكبرُ المُجاهِدين هِمه وَثباً مِن الخَوارجِ الشِدادِ إِلى بَني أُميَة اللدادِ إِلى مُداراة بَني العَباس وَالعَلويين الشِدادِ الباس فَاِنتَظَمت أَهلَ الحِجالا بَيعتُه وَاِحتَكَمَت في البصرتين شِيعتُه وَدَخل العِراقُ في وَلائِهِ وَخَرَجَت مصرُ عَلى أَعدائِهِ فَضاقَ مَروانُ بِهِ ذِراعا وَاِنخرعت قُدرته اِنخِراعا بابن الزُبير لا يُقاس ابن الحَكَم لا تَرفَعُ الأَحكامُ كُلَّ مَن حَكَم لا يَستوي مَن عُمرَه تَحنَّفا وَمَن رَسولُ اللَهِ أَقصى وَنَفى مَروانُ لَيسَ لِلأُمور صاحِبا وَإِن غَدَت لِذَيلِهِ مساحبا جر عَلى عُثمانَ ما قَد جرا أَرادَ أَن يَنفَعَهُ فَضَرّا رُبَّ عَدوٍّ عاقِلٍ أَشكاكا وَرُبَّ وَدِّ جاهِلٍ أَبكاكا لَكنه أَبو النُجوم الزُهرِ مَصابِحِ الأَمر مُلوكِ الدَهر حدِّث إِذا باهى المُلوكُ بِالوَلَد عَن حَجَر الأَرض وَبَيضَةِ البَلَد يَدنو بَنو المَنصور مِن أَبنائِهِ في الرفق بِالمَلكِ وَفي بِنائِهِ ما كسليمانَ وَلا عَبدِ المَلِك وَلا الوَليدِ عاهِلٌ وَلا مَلِك لَما أَتى اِبنَ الحَكَمِ الحِمامُ آل لِعبد المَلك الزِمام فَيا شَقاءَ اِبنَ الزُبير ما لَقى لَقَد أُصيبَ بِالدَهيِّ الفَيلَق فَتى مِن النَوابغ المُرّادِ إِن همّ لَم يُثنَ عَن المُراد قَد نَضجت آراؤه غلاما وَرُزق الهمةَ وَالكَلاما وَكانَ في الشَرع شِراعَ الأَمّه وَفي الحَديث مُستَقى الأَئمّه فاقَ فَلَولا بُخلُهُ وَغَدرُهُ فاتَ مَقاديرَ المُلوك قَدرُهُ ما زالَ في الشام إِلى أَن راضها ضم قِواها وَشَفى أَمراضَها فَاِجتَمَعت لِذي دَهاءٍ حُوّلي كَعَهدِها بِالأَمَويّ الأَوَلِ رَمى بِها مَجموعة مُعدَّه إِن النِظامَ عَدَدٌ وَعُدّه فَظَفرت بفِرَق الخَوارجِ مِن داخِلٍ في طاعَةٍ وَخارِجِ وَلَم تَدع لابن الزُبير جَمعا إِلّا أَراها طاعَةً وَسَمعا بَعد حُروب وائِلِيَةِ الحرَب لَولا سُباتُ الرُوم ضاعَت العُرب أَحستِ المللة فيها بِالغرر وَرُمِيَ البَيتُ العَتيقُ بِالشرر وَطاحَ فيها مُصعَبٌ كَريماً يَحمي كَلَيث العَتيقُ بِالشَرر وَضاقَ عَبد اللَه عَن عَبد المَلك وَرَأيِهِ الوَضاءَ في الخَطب الحلك اِنصَرَف الكُرّارُ وَالكُماةُ وَاِنحَرَف الأَنصارُ وَالحُماةُ أَسلَمه الأَهلون حَتّى ابناه وَخَذلت شِمالَه يمناه فَجاءَ أُمّه وَمَن كَأُمِّه لَعَلَها تَحمل بَعضَ هَمّه وَالبَيت تَحتَ قَسطَلِ الحَجاجِ وَخَيلُهُ أَواخذُ الفِجاجِ فَقالَ ما تَرينَ فَالأَمرُ لَكِ لِلمَوت أَمضى أَم لِعَبد المَلِكِ قالَت بَنيّ وَلدَ القوّامِ وَاِبنَ العَتيق القائم الصَوّامِ أَنظُر فَإِن كُنتَ لِدينٍ ثرتَ فَلا تُفارق ما إِلَيهِ سِرتَ أَو كانَت الدُنيا قُصارى هِمتك فَبئس أَنتَ كَم دَمٍ بِذمتك إِلحَق بِأَحرارٍ مَضوا قَد أَحسَنوا فَالمَوت مِن ذلِّ الحَياة أَحسَنُ وَلا تَقُل هُنتُ بِوَهن مَن مَعي فَلَيسَ ذا فعلَ الشَريف الأَلمَعي وَمُت كَريماً أَو ذُقِ الهَوانا وَعَبثَ الغِلمان مِن مَروانا أَنتَ إِلى الحَقِّ دَعَوتَ صَحبَكا فَاقضِ كَما قَضوا عَلَيهِ نَحبَكا وَلا تَقُل إِن مُتُّ مَثَّلوا بِي وَطافَ أَهلُ الشام بِالمَصلوب هَيهات ما لِلسَّلخ بِالشاة أَلم وَرُب جِذعِ فيهِ لِلحَق عَلَم وَعانَقتهُ فَأَحسّت دِرعا قالَت أَضِقتَ بِالمَنون ذرعا مِثلَك في ثِيابه المُشَمّره جاهد لا في الحَلق المسمّره لا تَمضِ فيها وَأرح مِنها الجَسد وَامشض بِلا درعِ كَما يَمضي الأَسَد فَنزع النَثرةَ عَنهُ وَاِنطَلق في قلة يَلقى العَديدَ في الحَلَق فَماتَ تَحتَ المرهفات حرا لَم يَألُ خَيرَ الأُمَهات بَرّا الأَمرُ آل أَحسَنَ المآلِ بِيُمنِ إِبراهيمَ رَأسِ الآلِ فَتى العَفافِ وَالحجى وَالنائِلِ وَمَعدِنِ الأَخلاقِ وَالفَضائِلِ دَعى القرى لِأَمره فَلبّتِ وَحضنَ الدَعوَةَ حَتّى شَبّتِ وَماتَ لا أَقولُ في أَثنائِها بَل وَهِيَ عِندَ مُنتَهى بِنائِها نالَته في ناديهِ لِلقَوم يَدُ وَصِيدَ في وَاديهِ وَهُوَ الأَصيَدُ أُلقِيَ في السجن فَكانَ حُفرَتَه أَماته اللَه وَأَحيا أُسرَتَه بَينا بِهِ تَهامَسُ النُعاةُ إِذ بِأَخيهِ هَتف الدُعاةُ بويع في الكُوفة لِلسفّاحِ في ثَبَج الدَعوة وَالكِفاحِ نَعى أَخاهُ وَنَعى أُمَيّه وَقامَ بِالدَولة هاشِميّه في جُمعة مَشهودَةٍ هِيَ المُنى هَشّ إِلَيها عَرَفاتُ وَمِنَى فَكانَتِ الكُوفَةُ مَبزَغَ القَمَر قَد طَلَع السَعدُ بِهِ عَلى الزُمَر بُويعَ فيها النَفَرُ الأَعلامُ وَنالَ عُليا الدُولِ الإِسلامُ قامَ أَبو العَباس بِالإِمامه ابن جلا المُسوَّد العَمامَه فَتى تَضاءَلُ الفُتِيُّ حَولَه داعٍ لِمُلكٍ داعِمٌ لِدوله كَالبَدر في سَمائه بَل أَجمَلُ لَو كانَ فَوقَ الأَرض بَدرٌ يُكملُ قَد رَجع الأَمر بِهِ لِلأَربعِ وَاِجتَمَع الأَمر لَهُ في أَربَعِ إِبنُ الغَيوث لَم يَعِد إِلّا صَدق وَلَم يَجُد إِلّا اِستَهَلّ وَغَدَق أَلينُ مِن صَمصامةٍ وَأَقطَعُ لا يَعرِفُ الرَحمَةَ حِينَ يُقطَعُ قَد كانَ بَينَ الدَولَتين يَومُ عزّ بِهِ قَومٌ وَذَلَّ قَومُ التَقَتِ الأَحزابُ بِالأَحزابِ وَاِقتَتَل الجَمعان حَولَ الزاب نَهرٌ جَرى الأَمرُ العَظيمُ حَولَه عُبور دَولَةٍ وَنَشأُ دَولَه وَكانَ مَروان أَتمّ فَيَلقا وَجُندُ عَبد اللَهِ أَوفى في اللُقا فَأَجزَل اللَه مِن الإِظهار وَالنَصرِ لابن السادة الأَطهارِ ما غَربت شَمسُ نَهار الباس حَتّى بَدَت شَمسُ بَني العَباسِ هُم أَمّلوا كيوشعَ الإِداله وَالنَصرَ قَبل غَيبة الغَزالَه فَكانَت النيةُ ذات شَأنِ وَكادَت الشَمس لَهُم تَستأني تَصرمت دَولة عَبدِ شَمسِ وَدَبرت أَيامُهُم كَأمسِ بِعَبد شَمسٍ فازَ عَبدُ المطلِب لا كفءَ لِلغالب إِلا مَن غُلِب فَمُذ خَلا الجَوُّ لِسَيفِ هاشِم هَبّ هَبوب المُستَبدِّ الغاشِم المستبيح في دُخول البَيتِ هَلاكَ حَيٍّ وَاِنتِهاكَ مَيت فَهتك القُبورَ وَهِيَ حُرمه مَن ماتَ فاِترُك لِلمَميت جُرمه وَمَنيت أُميةُ بِساطِ أَبدلها النِطعَ مِن البِساطِ وَكُلّ جُرمٍ واقِعُ العِقاب وَلَو عَلى الأَنسالِ وَالأَعقابِ ثُمَ قَضى مُقتبِلَ الشَبابِ عَن دَولة مُقبلِةِ الأَسباب فَفَقدت بِهِ القَرى حَياها وَماتَ بِالأَنبار مَن أَحياها الأَصلُ في كُلِّ بِنايَةٍ حَجَر وَإِن زَهَت بِالشُرُفات وَالحُجَر مُعتَمدُ الأَركان وَالقَواعِدِ وَسَنَدُ العالي بِهن الصاعِدِ فَإِن وَقَفتَ مُطرِيَ البِناءِ فَاعطِف عَلى الأَساسِ في الثَناءِ وَهَذِهِ الدَولَةُ قَد دَعا لَها وَقادَ في ظُهورِها رِعالَها أَغَرُّ مِن سِوابق الإِسلامِ فَوارسِ اللِقاءِ وَالكَلامِ اِختَلَفوا في أَصلِهِ وَفَصلِهِ وَالسَيفُ يَومَ النَسَب اِبنُ نَصلِهِ فَقيل حُرٌّ عَرَبيُّ الوَادي وَقيل عَبدٌ مِن بَني السَوادِ وَقيل كانَ يَدّعي العباسا وَيَرتَدي لِهاشِمٍ لِباسا خاضَ الخَراسانّي في العشرينا عَلى بَني أُميّةَ العَرينا فَلقيت دَعوَتُه رَواجا وَدَخلت فيها القرى أَفواجا وَقوبِلَت في الفرس بِالمُحبّذِ مِن كُلِّ دهقانٍ وَكُلِّ موبِذِ لِبخل مَروانَ عَلَيهُم بِالنِعَم وَتَركهم سُدىً كَإِهمال النَعم وَقَرَعَ الساقَ لَها مِن العرب من لاله في الأَمويين أَرب رَبيعة اِنحازَت إِلَيها وَيَمَن أَظهرتا مِن ضَغَنٍ ما قَد كَمَن فَكَم جَفاهُما بَنو مَروانا وَاِصطَنَعوا مِن مُضَرَ الأَعوانا وَبالَغوا في البِرِّ وَالقِيامِ وَشاطَروها نِعَم الأَيام وَهِيَ لَما يَقتَرِحون أَجرى وَهِيَ عَلى بَني النَبيّ أَجرا جاءَ أَبو مسلم الخِراسِنِي أَبدلها مِن رائِقٍ بآسنِ رُمُوا بِماضي الحَدِّ لا يَمينُ داهِيَةٍ في رَأيِهِ كَمين تَقتَبِسُ الشبّان مِن مَضائِهِ وَتَنزِلُ الشِيبُ عَلى قَضائِهِ يَصيدُ بِالصَلاة وَالصِلاتِ وَيَقنصُ الولاةَ بِالولاةِ يُعينُهُ قحطبةٌ ذو الباس أَولُ قُوادِ بَني العَباس بِخَيلِهم جابَ البِلادَ وَفَرى قامَ بَعدَهُ اِبنُهُ مُظفّرا سِلك لآلٍ مِن بَني الأَعمامِ وَمُلكُ آلٍ مِن بَني الغَمامِ بجَدّهم في السَنة اِستَسقى عُمَر هَزّ الغَمامَ بِالغَمام فَاِنهَمَر وَدُولةُ الحَق بَدَت لِلناسِ بَينَ رِضى الخَلق وَالاستئناسِ وَعدُ النَبيّ في الحَياة عَمّه اللَه مِن بَعدهما أَتمه وَلَستَ تَدري مَن بَنى أَساسَها أَعجَبُ أَم مَن شادَها وَساسَها أَقبلَ يَبنيها مشن الفِتيان عِصابَةٌ مُحسِنَةُ البُنيانِ قَد نَفَروا لِلأَمر في أَوقاتِهِ وَالأَمرُ يَستَأنِسُ في مِيقاتِهِ وَاِنتَخبوا الأَبطال لِلمَجالِ وَالخَيرُ في تَخيُّر الرِجال وَنقدوا الآراءَ وَالسُيوفا فَنَفو الكُلولَ وَالزيوفا سَلُّوا خَراسانَ وَنعمَ الماضي في الأَمر مُستقبلِهِ وَالماضي خِفّت لِداعيهم وَلَبّت الطَلَب وَاِعتَصَمَ المَأمونُ فِيها فَغَلَب لِأَهلِها فيهم هَوى وَنارُ وَفي مَهَبِّ الريح تَقوى النارُ رَموا بِها فَجَدلوا أُمَيّه وَكُلُّ سَهمٍ وَلَهُ رَميّه بِالشام صادوا الملكَ وَالإِمامَه ما بال بازيهم غَدا حَمامَه حَقيقةٌ لَيسَ لَها مُفنِّدُ كُل مُهنّد لَهُ مُهَنّدُ استخلفَ المَنصورَ في وصاتِهِ إِن اِختيار المَرءِ مِن حَصاتِهِ اِبن أَبيهِ وَسِراج بَيتِهِ الخُلَفاءُ لَمَحاتُ زَيتِهِ حَبرُ بَني العَباس بَحر العلمِ قُطبُ رحى الحَرب مَدار السِلمِ فَلم يَكد بِالأَمر يَستَقلُّ حَتّى تَلقّى فِتنَةً تُسَلُّ قَد فَرَغ الأَهلُ مِن الغَريبِ وَاِشتَغَل القَريب بِالقَريب ثارَ بِعَبدِ اللَهِ ثائِرُ الحَسَد وَزَعم الغابَ أَتى غَيرَ الأَسَد وَأَن مَروانَ إِلَيهِ سلَّما وَأَن يَومَ الزاب يَكفي سُلَّما اِنقَلب العَمُّ فَصارَ غَمّا وَفَدح الأَمرُ بِهِ وَطَمّا جاءَ نَصيبِينَ وَقَد شَقَّ العَصا فِيمَن بَغى الفِتنَةَ صَيداً وَعَصى ما فلّ حدّهم عَن المَنصورِ سِوى أَبي مسلم الهَصورِ سَل عَلَيهِ سَيفَهُ وَرايَه فَلم تَقف لابن عَليٍّ رايه وَهُزِمَ الطاهِرُ يَومَ النَهرِ وَعرف القاهِرُ طَعمَ القَهرِ وَمَن يُحاول دَولَةً وَمُلكا يُلاقِ نُجحاً أَو يُلاقِ هُلكا وَاستطرد الحَينُ بُنوةَ الحُسن وَاِجتَمَعوا فَاِمتَنَعوا عَلى الرَسَن وَطَلَبوا الأَمر وَحاوَلَوا المَدى وَبايَعوا راشدَهم مُحَمّدا وَكانَ مِقداماً جَريئاً مِحرَبا طاحَ عَلى حَدّ الظُبا في يَثرِبا فَثارَ إِبراهيمُ لِلثاراتِ وَأَزعَج المَنصورَ بِالغاراتِ فُوجِئَ وَالجُيوشُ في الأَطرافِ بِنَهضة الدَهماءِ وَالأَشرافِ اَضطَرب الحِجازُ وَالعِراقُ وَشَغب الغواةُ وَالمُرّاقُ فَلم تفُلَّ النائِباتُ عَزمَه وَلَم يَكِلّ عَن لِقاءِ الأَزَمَه تَدارَكَ الشدةَ بِالأَشدا مِن كُلِّ مَن لِمثلِها أَعدّا وَكانَ يَستَشيرُ في المَصائِبِ وَهُوَ أَخو الرَأي السَديد الصائِبِ أَمرٌ لَهُ كِلاهُما قَد شَمَّرا وَجَرّدا السَيفَ لَهُ بَأَخمرا فَكانَ بَينَ هاشمٍ مِن حَربِ ما كانَ بَينَها وَبَينَ حَربِ وَكانَ في أَولِها لِلطالب عَلى قَنا المَنصور عِزُّ الغالِبِ لَولا المَقاديرُ القَديرةُ اليَدِ لَأَحرَز السَيّدُ مُلكَ السَيّدِ كَرّت عَساكِرُ الإِمام كَرّه عَلى جُنود الحَسَنِيِّ مُرّه عدته عَن دَعوته العَوادي وَأَسعف الدَهرُ أَولى السَدادِ وَطابَ لِلشَريف الاستشهادُ فِيما يَخال أَنَّهُ جِهادُ فَطاحَ لَم يَنزل عَن الكُميتِ وَهَكَذا أَبناءُ هَذا البَيتِ وَكَثُر القَتلى وَراحَ الأَسرى عَلى فَوات الوَفَياتِ حَسرى سَيقوا إِلى يَزيدَ أَو زِيادِ لَكن مِن القَرابَةِ الأَسيادِ فَلم يَذُق كَالحسنيّين البَلا وَلا الحُسينيّون يَوم كَربلا مُنوا بِقاسي القَلب لَيسَ يَرحَمُ وَلَيسَ تَثنيهِ عَلَيهُم رَحِم لَو طَمعت في مُلكِهِ أَولادُهُ شَفاهمو مشن طَمع جَلّادُهُ هَذا أَبو مُسلم التيّاهُ غرّته في دَولَتِهم دُنياهُ فَطالَ في أَعراضِهم لِسانه وَلَم يَقُم بِمَنِّهِ إِحسانُه وَنازع الآلَ جَلال القَدرِ وَنافَست هِمّتُه في الصَدرِ دَعواه في دَوعتهم عَريضَه لَولاه ظَلت شَمسُها مَريضَه وَهُوَ لِفَضلِ الطاهِرين ناسِ وَما لَهُم في الحُب عِندَ الناسِ وَما عَلوا لَهُ مِن المُهمَّة وَبَذَلوا مِن مُدهِشات الهمّه وَمَوت إِبراهيم حَتفَ فيهِ فِدىً لِأَمرِهُم وَحُبّاً فيهِ فَوغِرَ الوالي عَلَيهِ صَدرا يُظهِرُ عَطفاً وَيسِرَّ غَدرا وَصاحِبُ الدَعوة ضافي الدَعوى يَرفُلُ فيها نَخوَةً وَزَهوا تَطلُبُهُ الدِماءُ كُل مَطلَبِ لا بُدَّ لِلظُلم مِن مُنقَلَبِ فَكَم أَدارَها عَلى المَنون وَكَم أَراقَها عَلى الظُنونِ هَذا الَّذي حَمى أُميَةَ الكَرى كانَ أَبو جَعفَر مِنهُ أَنكَرا قَد يَقَع الثَعلَبُ في الحُبَالَه وَتَتّقِي الفَراشَةُ الذُبالَه أَفنى الفَضاءُ حيلَةَ الخِراسِي وَعَصفت رِياحُهُ بِالراسي وَساقَهُ الحَينُ إِلى الإِمامِ وَالنَفس تَستَجر لِلحِمامِ فَجاءَهُ في مَوكِبٍ مَشهودِ وَفي مَدارِعٍ مِن العُهود أُريدُ بِالداعي الرَدى وَما دَرى وَكُلُّ غَدّارٍ مُلاقٍ أَغدَرا فَمُكِّنت مِنهُ سُيوفُ الهِندِ وَظَفَر الفِرندُ بِالفِرِندِ أُصيبَتِ الدَولَةُ في غِنائِها وَسَقَط البَنّاءُ مِن بِنائِها الخُلفاءُ وَلدُ المَنصورِ وَعَصرُهُ الزاهي أَبو العُصورِ إِن اِستَهلَّت بِالدِماءِ مُدَّتُه فَما وَقاها الهَيج إِلّا شِدتُه وَمَن يَقُم بِمُلكِهِ الجَديدِ يَقُده بِالحَريرِ وَالحَديدِ لا تَرجُ في الفِتنَة رِفقَ الوَالي قَد يُدفَع الحُكّامُ بِالأَحوالِ أُنظُر إِلى أَيامِهِ النَواضِرِ وَظِلِّها الوَارف في الحَواضِرِ عِشرونَ في المُلكِ رَفَقنَ أَمنا وَفِضنَ نَعماءَ وَسِلنَ يُمنا خِلافَةٌ ثَبّتها قَواعِدا ثُمَ تَرقّى بِالبِناءِ صاعِدا أَدرُّ مِن صَوب الغَمام دَخلا عَلى أَشَد الخُلِفاءِ بُخلا يَخافُ في مالِ العِباد اللَه ما تَبع الدُنيا وَلا تَلاهى لِلسلم آلاتٌ وَلِلحَرب أُهَب جِماعهن في المَمالك الذَهَب وَحَوّلَ المَنصورُ مَجرى العَهدِ أَخَّر عيسى وَأَقام المَهدي فَكانَ في تَقديمه الإِصلاحُ وَفي بَنيهِ الخَيرُ وَالفَلاحُ وَلا تَسَل عَن هِمَّةِ العُقولِ وَنَهضَةِ المَعقول وَالمَنقولِ وَكَثرَةِ الناقِلِ وَالمُعَرِّبِ عَن حِكمَةِ الفُرسِ وَعِلم المَغرِبِ وَاِختَطَّ بَغدادَ عَلى التَسديد داراً لِمُلكِ يسرٍ مَديدِ كانَت لِأَيام البَهاليل سِمَه وَمِهرَجانَ مُلكِهم وَمَوسِمَه يَنجمُ فيها النابِغُ السَعيدُ وَيُنجب المُقتَبس البَعيدُ مَن جَعَل المَغربَ مَطلَعَ الضُحى وَسَخَّر البَربر جُنداً لِلهُدى وَصَرّف الأَيّامَ حَتّى أَحدَثَت ما كانَ في الأَحلامِ أَحلامَ الكَرى وَأَظفَر الصابر بِالنُجح فَيا هَزيمة اليَأس وَيا فَوز الرَجا وَنقّلَ الدَولةَ في بَيت الهُدى فَلَم تزُل عَن طُنُبِ إِلّا إِلى سُبحانَهُ المُلكُ إِلَيهِ وَلَه يُؤتيهِ أَو يَنزِعهُ مِمَن يَشا قامَ إِمامٌ مِن بَني فاطِمَةٍ خَليفة ثُم تَلاه مَن تَلا ما عَجبي لِمُلكِهم كَيفَ بُنى بَل عَجبي كَيفَ تَأَخّر البنا جدّهمو لا دِين دُون حُبِّهِ وَأُمُّهُم بِالأُمَهاتِ تُفتَدى وَمُذ مَضى مُضطَهدا وَالدُهم أَصبَحَ بِالمُضطَهد اِهتم المَلا أَجلَّهم عِليَةُ كُلِّ حِقبَةٍ وَخَصَّهُم فيها السَوادُ بِالهَوى وَالفُرسُ وَالتُركُ جَميعاً شِيعَةٌ لَهُم يَرونَ حُبَّهُم رَأس التُقى فَشَهِدَ اللَهُ لَهُم ما قَصَّروا القَتل صَبراً تارَة وَفي اللُقا كَم ثارَ مِنهُم في القُرون ثائِرٌ بِالأَمويين وَبِالآل الرِضى هَذا الحسينُ دَمُهُ بكربلا رَوّى الثَرى لَما جَرى عَلى ظَما وَاِستَشهد الأَقمارُ أَهلُ بَيتِهِ يَهوُون في التُرب فرادى وَثُنا بن زِياد وَيَزيدُ بغيا وَاللَهُ وَالأَيامُ حَربُ مَن بَغى لَولا يَزيدُ بادئِاً ما شَرِبَت مَروانُ بِالكَأس الَّتي بِها سَقى وَثار لِلثارات زَيدُ بِن عَلي بِن الحُسين بِن الوَصيِّ المُرتَضى يَطلُبُ بِالحُجة حَقَّ بَيتِهِ وَالحَقُّ لا يُطلَبُ إِلّا بِالقَنا فَتى بِلا رَأيٍ وَلا تَجرِبَةٍ جَرى عَلَيهِ مِن هِشامٍ ما جَرى اِتَخَذ الكُوفَةَ درعا وَقَنا وَالأَعزلُ الأَكشَفُ مَن فيها اِحتَمى مَن تَكفِهِ الكُوفَةُ يَعلَم أَنَّها لا نَصر عِندَ أَهلِها وَلا غَنا سائل عَليّا فَهُوَ ذُو علمٍ بِها وَاِستَخبرِ الحسينَ تعلمِ النبا فَماتَ مَقتولاً وَطالَ صَلبُهُ وَأُحرِقَت جِثَتُه بَعدَ البَلى عَلى أَبي جَعفَرَ ثارَت فتيَةٌ ما أَنصَفوا وَاللَه في شَق العَصا هُم أَهلُ بَيتَ الحُسن الطاهر أَو مِن شَبَّ مِن بَيت الحُسين وَنَما أَيطلُبون الأَمرَ وَالأَمرُ لَهُم قَد قَرَّ في بَيت النَبيِّ وَرَسا يَحمِلُ عَنهُم همَّهُ وَغَمَّهُ أَبناءُ عَمٍّ نُجُبٌ أُولو نُهى فَلَيتَ شِعري كانَ ذا عَن حَسَدِ أَم بُخلِهِ بلَّغهم إِلى القَلى مُحَمدٌ رَأسهمو في البَصرة قَد زادَ وَكُوفانُ كَمِرجَلٍ غَلا مُلمّةٌ لَو لَم تُصادف هِمّةً لَأَودَت الدَولَةُ في شَرخ الصِبا قامَ إِلَيها مَلِكٌ مُشَمِّر في النائِبات غَيرُ خَوّار القُوى ساقَ إِلى الدار خَميساً حازَها وَقَتل المَهديَّ عِندَ المُلتَقى وَكانَ بَينَ جَيشِهِ بِأَخمرا وَبَينَ إِبراهيم يَومٌ ذُو لَظى لَم يَصدُقِ اِبنَ الحَسَنِ النصرُ بِهِ أَصبَحَ ضاحِكاً وَأَمسى قَد بَكى ماتَ بِسَهمٍ عاشرٍ لَم يَرمِهِ رامٍ وَلَكنّ القَضاءَ قَد رَمى فَلا تَسل عَن جَيشِهِ أَينَ مَضى وَلا تَسَل عَن بيتِهِ ماذا التُقى هاربُهم لَيسَ يَرى وَجهَ الثَرى وَلا يَرى مَسجُونُهُم غَير الدُجى وَما خَلا خَليفَةٌ مُسوّدُ مِن طالِبيٍّ يَطلُبُ الأَمرَ سُدى يُقتَلُ أَو يُزجُّ في السجن بِهِ أَو يَتَوارى أَو يُبيده الفَلا يَرجون بِالزُهد قِيامَ أَمرِهم وَالزُهدُ مِن بَعد أَبيهم قَد عَفا لَو دامَتِ الدُنيا عَلى نُبوةٍ لَكانَ لِلناسِ عَن الأُخرى غِنى تَخلَّقوا نَبذَ المَشورات فَلا يَنزِلُ مِنهُم أَحَدٌ عَما يَرى مَن لا يَرى بِغَيرِهِ وَإِن رَأى بِعَيني الزَرقاءَ كانَ ذا عَمى وَقَلما تَخَيروا رِجالهم إِن الرِجال كَالفُصوص تُنتَقى قَد خالَفَ المَأمونُ أَهل بَيتِهِ حُبّاً بِأَبناءِ الوَصيِّ وَحِبا مِن أَجلِهم نَضا السَوادَ ساعَةً فَقالَ قَومٌ خَلع الوالي الحَيا وَلَو سَها قَوادهُ وَآلُهُ لَقَلَّدَ العَهدَ عَليّ بِن الرِضا فَما خلت دَولَته مِن ثائِرٍ قَد قَطَع الطرقَ وَعاثَ في الحِمى جيءَ بِشَيخٍ عَلويٍّ زاهِدٍ فَقَبِل البَيعة بَعدَما أَبى تَأمرُ بِأَسمِهِ وَتَنهى فِتيَةٌ لِحيتُهُ بَينَهُم لِمَن لَها مِن أَهل بِيتِهِ وَلَكن فَزِعَت مِن جَورِهم وَفِسقِهم أُمُّ القُرى وَرُبَّ غادٍ مُنِيَ الحجُّ بِهِ وَخُوّف الخَيف وَلَم يَأمَن مِني وَكانَ زَيدُ النار في أَيامهم وَالآخرُ الجَزّار عاث وَعَتا فَظَهر الجُندُ عَلَيهُم وَاِنتَهى تائبهم إِلى الإِمام فَعَفا فَهَؤلاءِ لِم يَشين غَيرُهُم سمعَ بَني حَيدَرةٍ وَلا زَرى مِن حَظِّهم أَن صادَفوا خَليفَةً في قَلبِهِ لَهُم وَلِلعَفو هَوى وَلَم تَزَل تَمضي القُرونُ بِالَّذي أَمضى مُصَرِّمُ القُرون وَقَضى حَتّى حَبا اللَه بَني فاطِمَةٍ ما ماتَ دُونَهُ الأُبُوّةُ العُلا ماطلهم دَهرهمو بِحَقِّهم حَتّى إِذا ما قيل لَن يَفي وَفى ما لِأَوانٍ لَم يَئن مُقدِّمٌ وَلا يُؤخَّر الأَوان إِن أَتى سارَ إِلى المَغربِ مِن شِيعَتِهم فَتى غَزيرُ الفَضل مَوفورُ الحجى تَشيَّعت مِن قَبلِهِ آباؤُهُ فَرضع النية فيهُم وَاِغتَدى مِن أَهل صَنعاءَ وَدُونَ عَزمِهِ ما صَنَعت مِن كُلِّ ماضٍ يُنتَضى وَأَينَ داعٍ بِسُيوف قَومِهِ وَآخِرٌ أَعزَلُ شَطَّته النَوى يُصبحُ مَطلوباً وَيُمسي طالِباً ما قَعدت طُلّابُه وَلا وَنى يُبَشِّرُ الناسَ بِهادٍ جاءَهُم وَأَن مَهدِيَّ الزَمان قَد أَتى حَتّى تَملَّك العُقول سِحرُهُ إِن البَيانَ نَفثاتٌ وَرُقى وَلَم يَزل مُتَّبَعاً حَيث دَعا لِلفاطِميِّ ظافِراً حَيث غَزا مَهما رَمى بِخَيلِهِ وَرَجلِهِ في بَلَدٍ أَذعَن أَو حصنٍ عَنا فَلم يَدَع مِن عَرَبٍ وَبَربَرٍ وَلَم يُغادر مِن صَحارى وَرُبى أَجلى بَني الأَغلَبِ عَن أَفريقيا عَن الجِنانِ وَالقُصورِ وَالدُمى لابس أَقواماً تَحلّى بِالتُقى بِينَهُمو وَبِالفَضيلة اِرتَدى قُدوَةُ أَهل الدِين إِلّا أَنَّهُ في أَدب الدُنيا المِثالُ لِمُحتَدى ثُم رَمى المَغربَ فَاِهتَزَ لَهُ وَحَث نَحو سجلماسةَ الخُطا قاتَلَها نَهارَهُ حَتّى بَدا لِأَهلِها فَلاذوا بِالنَجا فَجاءَ فَاِستَخرَج مِن سُجونِها تبرَ خِلالٍ كانَ في التُرب لَقا أَتى بِهِ العَسكَرَ يَمشي خاشِعاً مكفكفاً مِن السُرور ما جَرى وَقالَ يا قَوم اِتَبِعوا واليكُم هَذا الخَليفَةُ اِبنُ بِنت المُصطَفى وَتَرك المُلكَ لَهُ مِن فَورِهِ وَسارَ في رِكابِهِ فيمَن مَشى أَنظر إِلى النيةِ ما تَأَتي بِهِ وَالدِينِ ما وَراءَهُ مِن الوَفا وَلا تَقُل لا خَيرَ في الناسِ فَكَم في الناسِ مِن خَيرٍ عَلى طُولِ المَدى أَضطَلع المَهدِيُّ بِالأَمرِ فَما قَصّر في أَمر العِباد عَن هُدى وَحَمل الناسَ عَلى الدِين وَما يَأمُرُ مِن رُشدٍ وَيَنهى مِن عَمى اِنتَظَمت دَولَتُهُ أَفريقيا وارِفَةَ الظلِّ خَصيبَةَ الذَرا وَأَصبَحَت مَصرُ وَأَمرُ فَتحَها أَقصى وَأَعصى ما تَمَنّى وَاِشتَهى كَم ساقَ مِن جَيشٍ إِلَيها فَثَنى عَسكَرَهُ القَحطُ وَردّه الوَبا وَفِتَنة مِن الغُيوب أَومَضَت قَلَّبتِ المَغرِبَ في جَمرِ الغَضا صاحِبُها أَبو يَزيدٍ فاسِقٌ يُريد أَمرَ الناس مَحلولَ العُرا وَكُل مالٍ أَو دَمٍ أَو حُرَّةٍ لِناهِبٍ وَسافِكِ وَمَن سَبى يا حَبَذا المَذهَبُ لا يَرفضُهُ مِن قَعد الكسب بِهِ وَمَن غَوى ماتَ عُبيدُ اللَهِ في دُخانِها وَتَعِبَ القائِمُ بِالنارِ صِلى فُضَّت ثُغورٌ وَخلت حَواضِرُ وَأَمرَ الطاغي عَلَيها وَنَهى بِالمالِ وَالزَرع وِبِالأَنفُسِ ما أَنسى الوَباءَ وَالذِئابَ وَالدَبا ثُمَ قَضى مُحَمدٌ بِغَمِّهِ وَالشَرُّ باقٍ وَالبَلاءُ ما اِنقَضى فَلَم تَنَل أَبا يَزيدٍ خَيلُهُ وَلا قَنا لَهُ الكَنانَةَ القَنا اِرتَدَ عَن مَصرَ هَزيماً جُندُهُ يَشكو مِن الإِخشيدِ مُرَّ المُشتَكى وَاِستَقبَلَ المَنصورُ أَمراً بَدَدا وَدَولَةً رَثَّت وَسُلطاناً وَهى نارُ الزَناتِيِّ مَشَت عَلى القَرى وَغَيّرَ السَيفُ الدِيارَ وَمَحى فَكانَ في هَوج الخُطوبِ صَخرَةً وَفي طَريق السَيلِ شَمّاءَ الرُبا مُكافِحاً مُقاتِلا بِنَفسِهِ إِن خابَ لَم يَرجَع وَإِن فازَ مَضى لَم يَألُ صاحِبَ الحِمار مَطلَبا في السَهلِ وَالوَعر وَسَيراً وَسُرى فَأَنقذَ المُدنَ وَخَلَّص القرى وَطَهَّرَ الأَرضَ مِن الَّذي طَغى وَتَرَكَ المُلكَ سَلاماً لِابنِهِ وَالأَمرَ صَفواً وَالأَقاليم رضى فَتى كَما شاءَت مَعالي بَيتِهِ عِلماً وَآداباً وَبَأساً وَنَدى تَقيّل الأَقيالَ مِن آبائِهِ وَزَيدَ إِقبالَ الجُدود وَالحُظا قَد حسّنَ المُلكَ المُعِزُّ وَغَدت أَيامُهُ لِلدين وَالدُنيا حُلى أَحاطَ بِالمَغرب مِن أَطرافِهِ وَدانَ مِنهُ ما دَنا وَما قَصا جاءَت مِن البَحر المُحيطِ خَيلُهُ تَحمل مِنهُ الصَيد حَيّاً ذا طَرا حَتّى ربت وَكَثُرت جُموعُهُ وَوَفر المالُ لَدَيهِ وَنَما فَاِستَحوَذَت مَصرُ عَلى فُؤادِهِ وَقَبلَهُ كَم تَيّمت لَهُ أَبا فَاِختارَ لِلفَتح فَتى مُختَبَراً معدِنُه فَكانَ جَوهَرُ الفَتى سَيّره في جَحفَلٍ مُستَكمِلٍ لِلزاد وَالعُدّةِ وَالمال الرَوى فَوَجد الدار خلت وَاِستَهدَفَت بِمَوت كافور الَّذي كانَ وَقى فَلا أَبو المِسكِ بِها يَمنَعُها وَلا بَنو العَباسِ يَحمونَ الحِمى قَد هَيئت فَتحاً لَهُ لَم يدّعِم عَلى دَم الفِتيان أَو دَمع الأَسى فَإِن يَفُت جَوهَرَ يَومُ وَقعَةٍ فَكَم لَهُ يَوماً بِمَصر يُرتَضى اِعتَدل الأَمرُ عَلى مقدمِهِ وَكانَ رُكنُ المُلكِ مَيلاً فَاِستَوى وَجَرَت الأَحكامُ مَجرى عَدلِها وَعرَف الناسُ الأَمانَ وَالغِنى كَم أَثَرٍ لِجَوهَرٍ نَفيسُهُ إِلى المُعزِّ ذي المَآثر اِعتَزى الجامِعُ الأَزهرُ باقٍ عامِرٌ وَهَذِهِ القاهِرَةُ الَّتي بَنى وَقُل إِذا ذَكَرتَ قَصريهِ بِها عَلى السَدير وَالخَوَرنقِ العَفا وَدانَ أَعلى النيل وَالنَوبُ بِهِ لِلفاطِميين وَقَدَّموا الجَزى وَخَضَع الشامُ وَمِن حِيالَهُ مِن آل حَمدانَ فَوارِسِ اللُقا إِلّا دِمَشق اِغتُصِبَت وَلَم تَزَل دِمَشقُ لِلشِيعَةِ تُضمرُ القِلى وَأَتتِ الدارُ بَني فاطِمَةٍ وَاِنتَقَلَ البَيتُ إِلَيهُم وَسَعى فَصارَت الخطبةُ فِيهما لَهُم وَالذكرُ في طُهرِ البِقاعِ وَالدُعا حَتّى إِذا المُلكُ بَدا اِتِساقُهُ وَنَظَمَ السَعدُ لِجَوهَرَ المُنى أَتى المعزُّ مصرَ في مَواكِبٍ باهِرَة العزِّ تكاثرُ الضُحى وَاِستَقبَلَ القَصران يَوماً مِثلُهُ ما سَمع الوادي بِهِ وَلا رَأى خَزائِنُ المَغرِبِ في رِكابِهِ تَبارَكَت خَزائِنُ اللَهِ المِلا فَاِجتَمع النيلُ عَلى مُشبِهِهِ وَغَمَرَ الناسَ سَخاءً وَرَخا وَاِبنُ رَسولِ اللَهِ أَندى راحَةً وَجُودُه إِن جَرَحَ النيلُ أَسا الأَرضُ في أَكنافِ هَذا أَجدَبَت وَذا أَزاحَ الجَدب عَنها وَكَفى وَلَم يَزَل أَبو تَميم يَشتَهي بَغدادَ وَالأَقدارُ دُونَ ما اِشتَهى حَتّى قَضى عِندَ مَدى آمالِهِ لَو تَعرِفُ الآمالُ بِالنَفس مَدى اِنتَقل المُلكُ فَكانَت نُقلَةً مِن ذِروة العزِّ إِلى أَوجِ العُلا جَرى نِزارٌ كَمَعَدٍّ لِلسُدى كَما جَرَت عَلى العُصيَّةِ العَصا إِن يَكُ في مِصرَ العَزيزَ إِنَّهُ مِن المُحيط مُلكُهُ إِلى سَبا المُسرجُ الخَيلُ نُضاراً خالِصاً وَالمُنعِلُ الخَيلَ يَواقيت الوَغى لَم يَخلُ مِن جَدٍّ بِها أَو لَعبٍ مِن المَيادين إِلى حَرِّ الرَحى مُلكٌ جَرى الدَهرُ بِهِ زَهواً وَما أَقصَرَهُ مُلاوةً إِذا رَها مَضى كَأَيام الصِبا نَهارُهُ وَكَليالي الوَصل لَيلُهُ اِنقَضى كانَ العَزيزُ سَدّة الفَضل الَّتي اِنقَلَب الراجُون مِنها بِالحِبى لِآل عيسى مِن نَدى راحَتِهِ وَآل مُوسى قَبَسٌ وَمُنتَشى وَكانَ مَأمونَ بَني فاطِمَةٍ كَم كَظم الغَيظ وَأَغضى وَعَفا أَودى فَغابَ الرفقُ وَاِختَفى النَدى وَحُجِبَ الحِلمُ وَغُيِّب الذَكا وَحَكَم الحاكِمُ مَصرَ وَيحَها قَد لَقيت مِن حُكمِهِ جَهدَ البَلا أَتعبَها مُختَلَطٌ مختَبَلٌ يَهدِمُ إِن ثارَ وَيَبني إِن هَذا وَلَم تَزَل مِن حَدَثٍ مُسَيَّرٍ إِلى فَئيل العَزم واهِنِ المَضا حَتّى خَبا ضِياءُ ذاكَ المُنتَدى وَعَطِلَ القَصران مِن ذاكَ السَنا عَفا بَنو أَيوبَ رَسمَ مُلكِهم وَغادَروا السُلطانَ طامِسَ الصَدى وَجَمَعوا الناسَ عَلى خَليفَةٍ مِن وَلَد العَباسِ لا أَمرَ وَلا سُبحانَ مَن في يَدِهِ المُلكُ وَمَن لَيسَ بِجارٍ فيهِ إِلّا ما قَضى فَيا جَزى اللَه بَني فاطِمَةٍ عَن مَصرَ خَيرَ ما أَثابَ وَجَزى وَأَخَذَ اللَهُ لَهُم مِن حاسِدٍ في النَسَبِ الطاهِرِ قالَ وَلَغا خَلائِفُ النيلِ إِلَيهُم يُنتَمى إِذا الفُراتُ لِبَني الساقي اِنتَمى تِلكَ أَيادِيهم عَلى لَبّاتِهِ مفصلاتٍ بِالثَناءِ تُجتَلى كَم مُدُنٍ بَنوا وَدورٍ شَيَّدوا لِلصالِحاتِ هَهُنا وَهَهُنا هُم رَفَعوا الإِصلاحَ مِصباحاً فَما مِن مُصلِحٍ إِلّا بِنورهم مَشى وَالكرمُ المَصريُّ مِما رَسَموا بِمَصرَ مِن بِرٍّ وَسَنُّوا مِن قِرى وَكُلُّ نَيروزٍ بِمَصرٍ رائِعٍ أَو مِهرَجانٍ ذائِعٍ هُمُ الأَلى هُم مَزّقوا دُروعَهُم بِراحِهم وَكَسَروا بِها الرِماحَ وَالظُبى لا العَربَ اِستَبَقوا وَهُم قَومهمو وَلا رَعوا لِلمغرِبيّينَ الوَلا قَد مَلَّكوا الأَبعَدَ أَمرَ بَيتِهم وَحَكَّموه في العَشائر الدُنى وَأَنزَلوا السُنَّةَ عَن رُتبتها وَرَفَعوا شِيعَتهم وَمَن غَلا وَصَيَّروا المُلكَ إِلى صِبيانهم فَوَجَد الفَرصة مَن لَهُ صَبا إِزدادَ بَغيُ الوُزَراء بَينَهُم وَأصبَحوا هُمُ المُلوكَ في المَلا خَليفُةُ الرَحمَنِ في زاويَةٍ مِن الخُمول وَالوَزيرُ اِبنُ جَلا ما وَصلُ مَن تَهوى عَلى أنسَةٍ بِالبَدرِ في ظِلِّ الرَبيعِ الظَليل عَلى بِساطٍ نَسَجتهُ الرُبى شَتّى الحُلى وَالوَشي غضٍ طَليل أَبدى الرَياحينَ وَأَهدى الشَذا وَجَرَّ أَذيالَ النَسيمِ العَليل وَاِستَضحَكَ الماءُ فَهاجَ البُكى في كُلِّ خِدرٍ لبناتِ الهَديل بِالمَجلِسِ المُمتعِ ما لَم تَزِد فيهِ اِبنةَ الكرمِ وشعرَ الخَليل شِعرٌ جَرى مِن جَنَباتِ الصِبا يا طيبَ واديهِ وَطيبَ المَسيل فيهِ رِواياتُ الصبا وَالهَوى تَسَلسَلَت أَشهى مِنَ السَلسَبيل قَد صانَها الشاعِرُ عَن خُلوةٍ في مُفضِلٍ أَو مُرةٍ في بَخيل شَيبوبُ ديوانُك باكورَةٌ وَفجرُكَ الأَوَّلُ نورُ السَبيل الشِعرُ صنفانِ فباقٍ عَلى قائِلِهِ أَو ذاهِبٌ يومَ قِيل ما فيهِ عصرِيٌّ وَلا دارسٌ الدَهرُ عمرٌ لِلقريضِ الأَصيل لَفظٌ وَمعنىً هُوَ فَاِعمَد إِلى لَفظٍ شَريفٍ أَو لِمَعنى نَبيل وَاِخلُق إِذا ما كُنتَ ذا قُدرَةٍ رب خَيالٍ يخلقُ المُستَحيل ما رَفَعَ القالَةَ أَو حَطَّهُم إِلا خيالٌ جامدٌ أَو منيل مَن يَصِفِ الإِبلَ يَصِف ناقةً طارَت بِهِم وَاِرتَفَعَت أَلفَ ميل سائِل بني عصرِكَ هَل مِنهُم مَن لَبِسَ الإِكليلَ بَعدَ الكَليل وأَيُّهُم كالمُتَنَبّي اِمرُؤٌ صَوّاغُ أَمثالٍ عزيزُ المَثيل وَاللَه ما موسى وَلَيلاتُهُ وَما لِمَرتين وَلا جيرزيل أَحَقُّ بالشِعرِ وَلا بِالهَوى مِن قَيس المَجنونِ أَو مِن جَميل قَد صَوَّرا الحُبَّ وَأَحداثَهُ في القَلبِ مِن مُستَصغَر أَو جَليل تَصويرَ مَن تَبَقّى وَمَن شِعرُه في كُلِّ دَهرٍ وَعَلى كُلِّ جيل قد مثلوا في صورة مزوّقة كأنها قصيدة منمقة رسم مليك محكم التمثيل بصولجان المجد والإكليل وتحته في سلّم المقام شريف قوم شاكي الحسام وكاهن يليه إسرائيلي أمامه الأموال في زنبيل وعسكري شاهر الحسام وسائل منحدب القوام وتحتهم جميعهم فلاح في كيسه محصوله المباح ودون كل صورة عبارة تفيد ما تعنى بها الإشارة يقول فيها المَلك إنى السائد فيكم والشريف إني القائد والكاهن الثاني أنا أصلّى لأجلكم فريضتي ونفلي والإسرائيليّ يقول الراجح أنا عليكم حيث أني الرابح والعسكري إنني أحميكم والسائل المكدود أستعطيكم ويضرع الفلاح حسبي وربي أطعمكم جميعكم من حبي ينهكني حملكم الثقيل وليس عندي لكم جميل عيد المسيح وعيد أحمد صافحا عيد الأمير ثلاثة لا تكفر كاد الولي لدين عيسى يهتدي فيه وكاد المهتدي يستنصر ملَك أعيد إلى ربوع حجابه ما قولكم سكن الثرى وثوى به ما زال عنه إلى الفناء شبابه لكن إلى الخلد ارتحال شبابه من للخشوع إذا استفزك للأسى أجل تولى الله طيّ كتابه فاصبر وكان الصبر شيمتك التي تدنى أجر الرضى وثوابه صحبت شكيبا برهة لم يفز بها سواى على أن الصحاب كثير حرصت عليها آنة ثم آنة كما ضنّ بالماس الكريم خبير فلما تساقينا الوفاء وتم لي وداد على كل الوداد أمير تفرّق جسمي في البلاد وجسمه ولم يتفرّق خاطر وضمير كزبك بطير الجمال اعترت أيكاته فِدا بناته إذا ما مسن باناته ما بهجة العصر إلا جركسياته من كل هيفا لها عند الدلال إدلال إن شئت تعرف حالتي فانظر إلى داري فإن السر عند الدار تُنبيك عن كدري وعن صفوي بما تبديه من ظُلمَ ومن أنوار فلوس الشغل ما تأخي ر شغل اليوم من عاداتي أين الحساب حساب بيت البيك هل أحضرته لنراه في نظرات هي ذي الدفاتر ناطقات في يدي بكمال ضبط الدخل والنفقات لخصتها لأميرتي وأتيت أع رضها على الأعتاب مختصرات ذا صادر ذا وارد ذا ساير هذا حسابات أبو البركات من بعد إنعامات جمكيات يو ميات صرفيات توريدات هذا جفالك ذا عمارات كما هذا مطابخ ثم يا مولاتي لا رأي لي في ثمُ يا حنا اختصر يا ضيعة الأيام والساعات هذا الخلاصة يا أميرة فاسمعي لي بالقراريط وبالحبات قد كان عند البيك من عام مضى عشرون الفا حلوة الطلعات ألفان منها مال ذاك العام وال باقي ضرائب تسعة لم تات لم تأت كيف رأيتمو تحصيلها هذا لعمري البغي في الغايات حنا لقد أقعدتني وأقمتني أكذاك يفعل سائر البيكات لا إذ من العادات ما لا يستوى فيه البكات لكونهم درجات وبأيما كيفية تحصيلها ومن الجباة فهنّ شر جباة هل في دم الفلاح سر الكيميا أم هل يدين لكل باغٍ عاتي تحصيلها سهل مع القرصات والر كيات والجلدات والشنقات والضرب فوق الظهر وهو مطاوع والضرب فوق البطن وهو مواتي وأمرّ من ذا بيع واحدة النعا ج أو التي بقيت من البقرات الآن بان لي الرشاد بوجهه وعرفت مصدر هذه الظلمات وقنطت من مرجوّ عودك يا علي ورجوع بيتك ظافر الرايات إنما المبلغ الذي قلت عنه لك لم يبق منه غير القليل أخذ البيك نصف ذلك مني لاصطناع الرفاق عند الرحيل وأتاني محمد أخذ الرب ع ببأس حلو وعنف جميل وصرفنا ثلاثة وبما يبق قى نرجِّى قضاء دين ثقيل وأنا اليوم قد كبرت فمالي في الوكالات فابحثي عن وكيل إن الذي رزق المماليك الغنى وحباهم ملك البلاد كبيرا لم يعطهم من نعمة الأولاد ما أعطى الخلائق مثريا وفقيرا لولا التبني ما عرفنا لذة للعيش يحسبه الحسود نضيرا أولى البيوت بغابط أو حاسد بيت يضم صغيرة وصغيرا تالله تفتأ تزدري بمحمد وتسبه وتريد أن لا يعتدي مولاي خذ للصلح جانبه فما تدري الذي تأتي الحوادث في غد قد أتعب الأعداء من داراهم فأقم عدوّك بالليان وأقعد أن الأراقم لا يطاق لقاؤها وتنال من خلف بأطراف اليد فداها نساء الأرض من جركسية لها سيرة بين الملوك تدار إذا برزت ود النهار قميصها يُغير به شمس الضحى فتغار وإن نهضت للمشي ودَّ قوامها نساء طوال حولها وقصار لها مبسم عاش العقيق لأجله وعاشت لآل في العقيق صغار وقطعة خد بينما هي جنة لعينيك يا رائي إذا هي نار في ذي الجفون صوارم الأقدار راعِى البريةَ يا رعاك الباري وكفى الحياةُ لنا شواغل فأفتني ملأ النجوم وعالم الأقمار ما أنت في هذى الحِلَى إنسيّة إن أنت إلا الشمس في الأنوار زهراءُ بالأفق الذي من دونه وثب النهى وتطاول الأفكار تتهتك الألباب خلف حجابها مهما طلعِت فكيف بالأبصار يا زينة الإصباح والإمساء بل يا رونق الآصال والأسحار ماذا تحاول من تنائينا النوى أنت الدُّنى وأنا الخيال الساري ألقى الضحى ألقاكِ ثُم من الدجى سبل إليك خفية الإغوار ولقد أطارحك الغرام مؤيّدا بلُغى الوجود المائج الزخار وإذا أنست بوحدتي فلأنها سببي إليك وسلّمى ومنارى إيه زماني في الهوى وزمانها تالله قد كنت النمير الجاري متسلسلا بين الصبابة والصبا مترقرقا بمسارح الأوطار سمحَ الأزمّة ما تريد تحوّلا ونريد عمرك أطول الأعمار حتى إذا سكنت إليك لنا منىً كانت بظلك في هنىّ جوار عمد الفراق لطىّ أنسك غاشما إن الفراق جهم الأقدار رضاكم بالعلاقة لي كفيل وقربكم الزمان وما ينيل هجرتم فاحتملت لكم فعدتم وشحناء المحبة لا تطول وما جاملتموا أهلا ولكن ذهبتم مذهبا وهو الجميل وكنت إذا التمست لكم بديلا أعاتبكم به عز البديل حفظت الودّ والودّ انتقال وإن الحافظين له قليل وبت أصون في الحب اعتقادي ورأى لا تغيره أصيل فيا كتبي أياديك الأيادي ويا رسلي جميلكم الجميل ويا أملي سأذكر طول أنسى بوجهك حين أوحشني الخليل ويا دهري شكرت وكان منى لما قد مر نسيان طويل ويا عصري و للممدوح تنمى لك الغرر السنية والحجول أرى سبل الرجاء إليه شتى ولكن خيرها هذا السبيل أمهما قام عزمك أو تصدى دنا الأقصى ودان المستحيل وتعلم أن بالحساد داء وأن شفاءهم في أن يقولوا تزينت المنازل واستعدّت فأهلا أيها القمر الجليل تودّ العين لو زيدت سوادا وأنك في سوادَيها نزيل هرعنا والقلوب يثبن وثبا وللعبرات بالبشرى مسيل فهلل حيث كل العز يسعى وحيث الفضل جملته يميل ونبسط أيدى النجوى كأنا سراة هزها النجم الدليل سل الليل عن أفلاكه هل جرت سدى وهيهات ما يجرين إلا إلى مدى تنظَّمن في هام الفضاء وصدره وحلينه فرقا وزنّ المقلدا ولحنٌ به للقارئين قصيدة من الحكمة العلياء لم ترض منشدا تسيل بها نورا خلال كتابه وتجرى حواشيه لجينا وعسجدا سماءَ الدجى حركت ساكن خاطري فهيجي بنات الشعر فيه لتسعِدا تبدّدت الظلماء والشهب قبلها وشمل همومي ما يريد تبدّدا فيا ندمائي الظلماء والشهب قبلها أرى الجام مهتزا بها متوقدا ولا تشفقوا بي من ضلال فإنما إلى ضِلتي في شربها ينتهى الهدى لقد نهلت كفى وعلت بكأسها مرارا وصدرى لا يُبلّ له صدى وما قصِّرت بنت الكروم وإنما مددتم بها الأيدي ومدّ الأسى يدا ولست امرأ ترقى الهموم لصدره ولكنها نفس تحاول مقصدا أضيق بها حينا وطورا تضيق بي كما عالج الغمد الحسام المهندا وأشقى بها هما وأعيا مطالبا وأتعب فيها بالمحبين حسدا ومن يك قد ذم الأعادي فإنني لدائي من الأحباب لا أظلم العدى وما كنت من يرجوهم لمهمة ولكنما استقضيت حقا مؤكدا وما مال ذو حق وإن جل حقه إلى الحقد إلا ضيع الحق واعتدى ولو شئت جاءتني المعالي مطيعة ولكن وجدت الصبر أعذب موردا أرى الصدق ملكا والرياء عبودة وإن كان ملكا للكثير وسؤددا وأعلم أن اليوم بالأمس لاحق وأن لعباس وللأمة الغدا يا هلال الصيام مثلك في السا مين للعز من طوى الأفلاكا مرحبا بالثواب منك وأهلا بليال جمالها لقياكما كل عال أو كابر أو نبيل أو وجيه من النجوم فداكا كيف يبلغن ما بلغت وما حا ولن شأوا ولا سرين سراكا أنت مهد الشهور والحسن والإش راق مهد الوجود منذ صباكا فوق هام الظلام ضوء جبين ال كون تاج للكائنات ضياكا غرة الليل والركاب إذا أد همه قام سابحا في سناكا وإذا ما أناف يُظهر أحجا لا ويبدي أطواقه كنت ذاكا ورقيب على الدياجي إذا أل قت عصاها صدّعتِها بعصاكا وجناح لطائر صاده اللي ل فأمسى يعالج الأشراكا أيها الطائر المريد فما تق در نفس عما يريد فكاكا تُقسم الكائنات منك بنون قلم النور خطها فحلاكا في كتاب جُعلت قفلا عليه من يمين ما أومأت بسواكا صحوت واستدركتني شيمتي الأدب وبت تنكرني اللذات والطرب وما رشاديَ إلا لمع بارقة يرام فيه ويُقضَى للعلى أرب دعت فأسمع داعيها ولو سكتت دعوت أسمعها والحرّ ينتدب وهكذا أنا في همى وفي هممي إن الرجال إذا ما حاولوا دأبوا ولي همامة نفس حيث أجعلها لا حيث تجعلها الأحداث والنوب لها على عزة الأقدار إن مطلت حلم الليوث إذا ما أستأخر السلب وإن تحير بي قوم فلا عجب إن الحقيقة سبل نحوها الرّيب أوشكت أتلف أقلامي وتتلفني وما أنلت بنى مصر الذي طلبوا همو رأوا أن تظل القضب مغمدة فلن تذيب سوى أغمادها القضب رضيت لو أن نفسي بالرضى انتفعت وكم غضبت فما أدناني الغضب نالت منابر وادى النيل حصتها منى ومن قبل نال اللهو والطرب وملعب كمعاني الحلم لو صدقت وكالأماني لولا أنها كذب تدفق الدهر باللذات فيه فلا عنها انصراف ولا من دونها حجب وجاملت عصبة يحيا الوفاء بهم فهم جمال الليالي أو هم الشهب باتوا الفراقد لألاء وما سفروا عليه والبان أعطافا وما شربوا وأسعدت مشرفاتٌ من مكامنها حمر المناقير في لباتها ذهب مستأنسات قريرات بأخبية من سندس الروض لم يمدد بها طنب وما بين حام يهاب الجار ساحته وناشئ يزدهيه الطوق والزغب وغادةٍ من بنات الأيك ساهية ما تستفيق وأخرى همها اللعب قريرة العين بالدنيا مروعة بالأسر تضحك أحيانا وتنتحب وتبرح الفرع نحو الفرع جاذبه بالغصن فالفرع نحو الفرع منجذب أبا الحيارى ألا رأى فيعصمهم فليس إلا إلى آرائك الهرب لن يعرف اليأس قوم حصنهمو وأنت رايتهم والفيلق اللجب عوّدتهم أن يبينوا في خلائقهم فأنت عانٍ عوّدتهم تعِب والصدق أرفع ما اهتز الرجال له وخير ما عوّد أبناً في الحياة أب وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا زعم المقطم أنه ينشي وينشر فلسفه صدق المقطم يا له من فيلسوف في السفه مَلَك بأفق الرمل هلّ كريما يدعو الجماد جماله ليهيما أبهى من الدنيا وأزين طلعة وألذ من عَرف الحياة شميما الريح تحضن بانة من قده والبحر يرحم درّ فيه يتيما والشمس تغشى شَعره وكأنما خلعت عليه نضارها الموهوما والناس في شغل به وتعجب لا يذكرون من الهموم قديما يارملة الثغر استرقى واملكي من بات من فتن الغرام سليما تتجمل الدنيا بشمس سمائها وجمال أفقك بالشموس عموما بالنعامات اللاهيات بمنتدىً يبدو أشمّ على المياه فخيما الحاكيات عليه أندلس الهوى عربا لنا طورا وحينا روما الطالعات ولا أقول فراقدا حذر العيون ولا أقول نجوما والمائجات من اللطافة لجة والهافيات من الدلال نسيما واللافظات عن القيق مرقّقا والباسمات عن الجمان نظيما والساحبات من الحرير مطارفا ودَّ الأصيل فشيبهنّ أديما من كل مقبلة تخف لها النهى وثبا ويأخذها الفؤاد صميما هيفاء تندى بهجة في إثرها هيفاء تقطر نضرة ونعيما متجانسات في سياق وفودها يحكين هذا اللؤلؤ المنظوما بات المعنّى والدجى يبتلى والبرح لا وانٍ ولا منجلي والشهب في كل سبيل له بموقف اللُّوّام والعذل إذا رعاها ساهيا ساهرا رعينه بالحدق الغفّل يا ليل قد جرت ولم تعدل ما أنت يا أسود إلا خلى تالله لو حكِّمت في الصبح أن تفعل خفت الله لم تفعل أو طلت سيفا في جيوش الضحى ما كنت للأعداء ما أنت لي أبيت أشقى ويدير الجوى والكأس لا تفنى ولا تمتلي والخدّ من دمعي ومن فيضه يشرب من عين ومن جدول والشوق نار في رماد الأسى والفكر يذكي والحشا يصطلى والقلب قوّام على أضلعي كأنه الناقوس في الهيكل غدت برب النفس من شِقوتي وبالركاب الأسعد المقبل أهلا برب النيل رب القرى رب البطاح الكثر مما يلى الجامع العرشين في واحد واللابس التاجين في المحفل والساحب الذيل على عصره على ملوك الزمن الأوّل أهلا بمولانا وسهلا به ومرحبا بالسيد المفضل الممتطى متن السها عزة فلو أشار الدهر لم ينزل المنعم المجزل عن نفسه عن جدّه عن جدّه المجزل الجاعل الأمة من عدله والفضل بين الظل والمنهل عاصمة النيل أزدهِى وأنجلي واتخِذي اليوم صنوف الحلى واستعرضي الخيل ومدّى الع يد بالجحفل فالجحفل وأنت يا قصر ابتهج وابتهل وأهد الملا بالعلم المرسل وأزلف الوفد إلى ربهم وظلل السدّة واظّلل ويا بني مصر أهرعوا وأضرعوا بحفظ مولى مصر والموئل هذا لكم وجه الندى والهدى فاستقبلوه خير مستقبل طوقتك السحب بالمنن ووقيتِ الضير من دمن وجزيت الخلد عن زمن كان كل العهد بالزمن مرّ في تلك الظلال لنا كمرور الحلم في الوسن منّة للدار نذكرها بلسان المدمع الهتن دارُ من أحببت آيتها أنها تصغي بلا أذن عهدها لي والمنى أمتزجا كامتزاج الروح بالبدن إذ عنان العيش منطلق بالصبا واللهو والددن لَيِّنٌ حال الهوى وإذا رضته للصحو لم يلن وفؤادي لا رشاد له طالب اللذات ليس ينى أوهنته الحادثات هوى وهو خفاق على الوهن كل ركن كل زاوية هيكل يهفو على وثن خلع الأسرار كاهنه وبغير الحسن لم يدن عجبا توفى الديار ومن لك بالوافين للسكن في هوى الأوطان معذرة لذوى الأخلاق والفطن أنت في فقر إذا أفتقرت وإذا أستغنت فأنت غنى وإذا عزّت عزّزت بها وإذا هانت فرُح فهُن إن إنسانا تقابله ليس إنسانا بلا وطن حلو الوعود متى وفاك أتُراك منجزها تراك من كل لفظ لو أذن ت لأجله قبلت فاك يروى الحلاوة عن ثنا ياك العذاب وعن لمَاك رخصت به الدنيا فكي ف إذا أنالته يداك ظلما أقول جنى الهوى لم يجن إلا مقلتاك غدتا منية من رأي ت ورحت منية من رآك والنفس تهلك مرّة والنفس يشفيها الهلاك من علم الأجفان في أهدابها مدّ الشباك وتصيّد الآساد بال آجام تسلبها الحراك يا قاسي القلب أتئد وأقلّ جهدك في جفاك ماذا انتفاعي فيك بال رحماء من باكٍ وشاك نفس قضت في الحب من أولى برحمتها سواك مضنى وليس به حراك لكن يخف إذا رآك ويميل من طربٍ إذا ما مِلت يا غصن الأراك إن الجمال كساك من ورق المحاسن ماكساك فنبتّ بين جوانحي والقلب من دمه سقاك ليت اعتدالك كان لي منه نصيب في هواك يا ليت شعري ما أما لك عن هواى وما ثناك ما همتُ في روض الحمى إلا واسكرني شذاك والقلب مخفوض الجنا ح يهيم فيه على جناك يا قلب أحمد هل سباك رِيم بسهميه رماك فخفقت حتى لاقرا ر وذُبت حتى لا حراك أنا لا أقول جَنَت يدا ى ولا أقول جنت يداك ما لي ولا لك بالقضا ء يدان فيما قد دهاك عادتك عادية الهوى الله حسبك في هواك ماذا لقيتَ من الغرا م ومن بشدّته ابتلاك وإذا القلوب تهالكت دنت الجسوم من الهلاك يا قلب قد ذهب الصبا عني ولم يذهب صباك أبدا أراك رضى الملا ح كما عهدتهمو رضاك حلو الشمائل في الهوى تُسبى فتَسبى من سَباك لو همت في بدر السما ء لما أوى إلا سماك غصن الأراك وكم أقو ل مغالطا غصن الأراك مِل كيف شئت مع الريا ح ففي طباع الغصن ذاك فكري جهاتك أضلعي واديك أحشائي رباك يا مالكي بجميله وجماله روحي فداك لولا نوى ابن محمد ما راعني إلا جفاك الله حاطك في مسير ك ثم حاطك في سراك مصر وساكن مصر بال صبر المودع ودّعاك الخير في بحر حوي ت وليس في بحر حواك يا مصر سماؤك جوهرة وثراك بحار عسجده والنيل حياة دافقة ونعيم عذب مورِده والملك سعيد حاضره لك في الدنيا حر غده والعصر إليك تقرّبه وإلى حاميك تودّده والشرق رقيك مظهره وحضارة جيلك سؤدده لسريرك بين أسرّته أعلى التاريخ وأمجده بعلو الهمة نرجعه وبنشر العلم نجدّده الله في الخلق من صب ومن عانى تفنى القلوب ويبقى قلبك الجاني صوني جمالك عنا إننا بشر من التراب وهذا الحسن روحاني أو فابتغي فلكا تأوينه ملَكا لم يتخذ شركا في العالم الفاني السرّ يحرسه والذكر يؤنسه والشهب حوليه بالمرصاد للجان ينساب للنور مشغوفا بصورته منعّما في بديعات الحلى هانى إذا تبسم أبدى الكون زينته وإن تنسم أهدى أى ريحان وأشرفي من سماء العز مشرقة بمنظر ضاحك اللآلاء فتان عسى تكف دموع فيك هامية لا تطلع الشمس والنداء في آن يا من هجرت إلى الأوطان رؤيتها فرحت أشوق مشتاق لأوطان أتعهدين حنيني في الزمان لها وسكبي الدمع من تذكارها قانى وغبطيَ الطير آتيه أصيح به ليت الكريم الذي أعطاك أعطاني مُرى عصىّ الكرى يغشى مجاملة وسامحي في عناق الطيف أجفاني كفى خدودي من عينيّ ما شربت فمثل ما قد جرى لم تأت عينان لئن ضننت فما لي لا أضنّ به على الفناء سوى آثار وجدان ومنطق يرث التاريخ جوهره عن الزمان وعن عباسه الثاني يا ابن النوال وما في الملك من كرم ومن عفاف ومن حلم وإيمان هذى المفاخر لم تولد ولا ولدت ولا رأى الناس شأنا كفء ذا الشان هام الأنام وسادات الأنام بها وحرّك العصر أعطافا كنشوان ربَّ الصعيد ورب الريف ثب بهما للفرقدين وطاول شأو كيوان سارت بمسعاتك الأخبار وانتقلت بها الركاب وشاق القاصى الدانى تريد مصر بما تبدى حوادثها ليعرف الناس حلمي هل له ثاني فيا حوادث مهلا في نصيحتنا فما تركت لنا لبا بعرفان وإن حلمي لتستكفي البلاد به كالعين تمت معانيها بإنسان لما بدا الشهر واستقبلت غرّته لاح الهلال ولاح البدر في آن وقمت تسطع بالأنوار في أفق بالمسلمين وبالإسلام مزدان كأنك البدر في غايات رفعته لو كان للبدر كرسي وتاجان فاهنأ مكانك واهنأ ما يلوح به لرب يلدز من آثار إحسان إذا الخلافة في أمصارها نهضت رأت بمصركم روحا لأبدان وإنها الدهرَ للإسلام مملكة تزهو ممالكها منها بعنوان أهدى الخليفة ما أهدى يبشرنا أن الوداد بآساس وأركان وإن ما تشتكي الأوطان من أود إلى صلاح بنعماه وعمران قصرا على اللج لولا أن مهديه عبد الحميد لقلنا قصر نعمان يبيت من عزة البسفور صاحبه على مكان من الدنيا وإمكان إذا الأكارم سنوا للندى سبلا سننت أجملها يا فرع عثمان ودّ النجوم أبا ساسان والدهم ومن بوالدك العالي بساسان يظل يسجع في الإسلام شاعركم كان أيامه أيام حسان ويشتهى الدولة العليا معززة من الوئام بأنصار وأعوان وبالمعارف تعليها وتورثها في الأرض بنيات فخر عند بنيان ركن الخلافة ضافي الذيل مدّعم على السلام فعش للركن يا باني لولا الليالي ما حملنا القذى ليتك عنا يا ليالي نيام هبِك حميِت النفس أن تشتكي لن تمنعيها أن تمج اللئام نرحو بحلمي أن سنعلو وأن تبقى معاليا ليوم القيام وأن نصون الحق عن معشر قد كتموا الحق وظنوا اكتتام لعل أن ينصر من نصره ال نصر ومن يرجى به الانتقام خل الأمور لأمر سابق جار وجار أهل الرضى في نهجهم جار هيهات تعدم نفس للرضى سببا إن النفوس بآمال وأوطار قد ساعفتك رياح اللطف لو نظرت إلى السفينة بين الماء والنار أكلما قام تيار تضيق به أغاثها الله فانقادت بتيار فسر بها في ظلام الليل معتصما لتخرجنّ إلى جودىّ أنوار تطوى له الهول حتى يستبين لها فجر السلام وحتى يحمد السارى خفيفة بيد الألطاف تنقلها إلى شواطئ من تبر وأقطار آمال أروع جمّ الصدق محتكم بالله في جوهر الآمال مختار هل في الحوادث شك أم بإمرتها ريب ونحن لأحكام وأقدار يودّ من الأرواح ما لا تودّه ويفتك فيها مسرفا وهي جنده نمير تواليه المحاسن ورَّدا وتنهل منه النفس لو راق وِرده خذوه بنفسي إنه هو قاتلي ولا تقتلوه إنني أنا عبده ولا تسألوه ما ذنوبي واسألوا قبول متابي قبل ذنب أعدّه ولا تذكروني عنده بشفاعة فإن شفيع الواجد الصب وجده لحاني الذي لم يعرف السهد جفنه ولم تدر تقليب المضاجع كبده وقاطعني من كنت أرجو وفاءه وأين أخو الود الذي دام وده فيا مدنيَ العذال ماشاء عِطفه ويا مقصى العشاق ما شاء صده أيُمنح منك القرب من سار ذمه ويمنع منك اللفظ من سار حمده ويأوي لظل من سواك رجاؤه ويعتنق الحرمان من أنت قصده أعوذ بعيد الملك من أن يمرّ بي فلا يلتقي بي في غرامك سعده فتى تشرق الدنيا إذا ذكر اسمه ويهتز اشياخ الزمان ومرده إذا ما الليالي نمن لم يغف حزمه وفوق سهاد الدهر في الخطب سهده وإن يرتجل وعدا وفي الليل هجعه تجلى على الصدق الصباح ووعده فتى النيل أضحى عصمة بك ملكه وكان سلاما في يمينك عهده وشعب أطاش الدهر ثابت جأشه فخار فلما جئته جاء رشده فلو أن حالا دام لم ينقض الأسى ولكنها الأيام حال وضده يا ليلة البال ما خالوك راقصة إلا وأنت جمال الدهر والحقب كم لذة بك ولت وانقضت وجلت وذكرها فيه لم يبرح ولم يغب بالله بالكون بالنجم الرفيع بمن أحياك شائقة بالمنظر العجب طولى لضيفانه الأمجاد واتصلى فما ألذ المنى موصولة السبب وفود مولاى لولا أنها نزلت بالحلم قلنا وفود البحر ذى العبب ماج السراى وميدان السراى بها وماج متسع الساحات والرحب وأقبلت ظبيات الإنس في كنس من الهوادج يسعى لا من الكُثُب تهفو الرياح بها دفعا وهزهزة وتقبل الخيل بين الوخد والخبب حتى إذا وقفت مالت إلى شرك من السواعد مأمون لها حدب مستجمعات سريعات معاطفها إلى المعازف مهما تدعها تثب أهاجها هائج الألحان فانعطفت مثل النسيم سرى ساريه في القضب ودارت الراح بالأجياد مثقلة بالحلى فاستسلمت من شدة الوصب وبالخصور فمن واهٍ ومن قلِق ومن سقيم ومن فانس ومن تِعب والقصر نور وآفاق الوجود سنا والصفو بينهما زهو لمرتقب والليل مزّين الأطراف منتطق مكلل الهام حالى الجيد والّلبب كأنّ أنجمه فوضى مبدّدة على الدجى بين مهزوز ومضطرب آثار كاسية اللبات سابحة في حليها فلتت من كف مغتصب إنما البنت وإن ضاقوا بها سعة يرزقها الله عباده أثر الرحمة من والداها ودليل البر عنوان الوداده يا سماء أطبقت هالاتها أمطري أقمار عز وسعادة أمطرى مصر وشرق الأرض من ولد الأمجاد أملاكا وساده ثم مدِّى من بنيهم سرحة تملأ النيل قراه وبلاده يسكن الناس إلى أفيائها ويوافي تحتها الكل مَراده يا أمير الحلم لا تضجر فما خاب من أيدّ بالصبر مُراده إننا نطمع من هذا الصبا بالذرارىّ الكثير المستزاده فهو للملك عماد وكفى إن توانى النسل لم يرفع عماده قد رضينا قسمة الله لنا وقرنّا بالرضا شكر الإرادة رأيت الجنون جديرا به حريا أخو المهجة الحاقدة سلاح ثقيل بلا مضرب وحمل ثقيل بلا فائدة آشيم يا من بحبه نعلو ومن أديم السهى له نعل عزت مع الشوق نحو السبل وبات صعبا لقاؤك السهل يا ليت شعري والبعد مجلبة للتَّرك والعيش كله شغل أذاكرٌ أنت أم نسيت لنا إذ نحن طفلان والهوى طفل إذ تعجب الهند والديار بنا ويعجب الناظرون والأهل وإذ يدب الغرام مجتهدا ونحن لا فكرة ولا عقل ما نحن قلنا فالحب قائله وما فعلنا فللهوى الفعل وإن نقلنا لبقعة قدما فللهوى لا البقعة النقل فإن تكن يا أمير ناسيَنا فنحن ما ننسى وما نسلو تلك سماء الهند شاهدة وأرضها والجبال والسهل وأنجم الهند ما طلعن لنا وما رعتنا عيونها النجل إنى على العهد ما حييت فإن خلوت تبقى العهود لا تخلو أنا في تطلابه وهو لدىّ مطلب مرَّ ولم يلو علىّ قد تركت الهند أطويها له وهو يطويها وما يدرى إلى والتقينا ما خطا لي خطوة لا ولم أنقل إليه قدمى يا لملك راح عني نائيا كان لو فتشت عنه في يدي ألا هل لي بلقياه يدانِ حبيب شأنه عجب وشأني إذا دنت الديار به فناء وإن نأت الديار به فداني يودّ الليل لو ندنو كلانا ويدخر النهار لنا التهاني وتأتي شقوتي بالذنب عندي لها لا للزمان ولا المكان ماذا تريد بإبعادي وإيعادي يا دهر ما أنت إلا جائر عادي لم يكفك الرزء في ملكي وفي وطني وفي شبابي وفي صفوي وأعيادي فرحت تبعد أحبابي وتقذف بي مع المخاوف من واد إلى واد حتى مررت على الأيدي يدٍ فيدٍ وطال في عالم الأهوال تردادي فمن شقىّ إلى لص إلى نفق إلا ظلام بروعى رائح غاد إلى قفار إلى سهل إلى جبل إلى غلام من الفجار مصطاد أروح في أسر سلطان الهوى وأجى ولا أبي لي ولا سلطانه فادي يا ليلة سميتها ليلتي لأنها بالناس ما مرت الموت عجلان إلى ولدى والوضع مستعص على زوجتي هذا فتى يُبكى على موته وهذه في أوّل النشأة والقلب ما بينهما حائر من بلدة يسرى إلى بلدة حتى أتى الصبح فولى أبي وأقبلت بعد العناء إبنتي فقلت أحكامك حرنا لها يا مخرج الحىّ من الميت تأمل في الوجود وكن لبيبا وقم في العالمين فقل خطيبا بفوز جنودنا الفوز العجيبا بعيد الفتح قد أضحى قريبا لقينا في الزريبة يوم نصر كيوم التل في تاريخ مصر يهيئ للبلاد جديد عصر ويكفيها القلاقل والخطوبا فقم من طول نومك والغرور وخذ بالحزن أو خذ بالسرور فعار صرف همك عن أمور ستأخذ من عواقبها نصيبا بعثنا للدراويش السرايا تصب على رؤوسهم المنايا فجاءهم عذاب الله آيا كما قد جاء قبلهم الشعوبا وكم من قبل قد عادوا وعدنا وكم مال على هذا أبدنا وجيش إثر جيش قد فقدنا وكان القائد النحس الغريبا إلى أن قد مضى زمن التخلى وصار الجوّ أصلح للتجلى قصدناهم على ذاك المحل وكان الفخ مكسيم المذيبا فما للقطر لا يغدو فخورا ولندن لا تجاوبه سرورا أرى الجيشين قد ظهرا ظهورا على غنم الزريبة لن يريبا وروتر من ذهول لا يخبى يباهي الأرض في شرق وغرب بمن يزجي الجيوش ومن يعبى ومن يسترجع القطر الخصيبا بسردار البلاد ولا أبالي إذا ما قلت كتشنر المعالي سقى السودان أى دم ومال ولم يبرح بعلته طبيبا لبثنا في التناوش نحو شهر والاستطلاع من نهر لنهر وأتياس الزريبة ليس تدرى بأن قد حيرت أسدا وذيبا ظنناها أعزّ من السحاب وأمنع في الطوابي من عُقاب فجئناها بألوية صعاب وجندنا الجنود لها ضروبا بسود كانت الوثبات منها وبيض لا تسل في الحرب عنها وحمر لاقت الأعداء وجها فكانت سهم راميها المصيبا طلعنا والصباح على الطوابي بنار من جهنم لا تحابي ملكنا منهم قمم الروابي وماء النهر والغاب الرهيبا رأونا قبل ما رأوا النهارا فهبوا من مراقدهم حيارى فكنا الموت وافاهم جهارا وهبت ريحه فيهم هبوبا رصاص لا يغيض ولا يغيب بعيد في مقاصده قريب كأن مسيله مطر يصوب ولكن نقمة وردىً صبيبا دككنا حصنهم حرقا وكسرا وأفنيناهم قتلا وأسرا أخذنا العرش من محمود قسرا وقد بل الأمير العنقريبا نعم فتح رعاه الله فتحا وقتلى هم له ثمن وجرحى ومال طائل أصلا وربحا بذلناه ولم نخش الرقيبا ولكن ما وراءك يا عصام وبعد الحرب ما يأتي السلام فليت هياكلا درست تقام فأسألها وأطمع أن تجيبا بلى إن الحقيقة قد تجلت وإن تك بالزخارف قد تحلت تولى عزنا الماضي وولت بلاد الله سودانا ونوبا فيا سردار مصر لك الأيادي فأنت لها المعين على الأعادى وكل الناس بل كل البلاد لسان بالثناء غدا رطيبا فخذ من مالها حتى الوجودا وجنِّد كيفما شئت الجنودا وأنَّى شئت ضع منها الحدودا شمالا في البسيطة أو جنوبا فها لَكَ في الحدود اليوم رجل وفي الخرطوم أخرى سوف تعلو لأن السعد للقدمين نعل ومن ذا يغلب السعد الغلوبا جلوسك أم سلام العالمينا وتاجك أم هلال العز فينا ملكت فكنت خير المالكينا وأنت أجلهم دنيا ودينا سرير لم يكن بالمطمئن وملك غادروه بغير ركن نهضت تقيم مائله وتبنى فكنت الركن والسبب المتينا وَلِيتَ الأمر أقدرَ من يليه تخاف الله فيه وترتجيه وتمحو آية العهد السفيه وتجمع كلمة المتفرّقينا بوقت فيه للمك انقلاب وللعرش اهتزاز وأضطراب فقمت فقرّ في يدك العباب وأوشكت العواصف أن تدينا بوقت فيه للأعدا دبيب إذا ما راح ذيب جاء ذيب لكل حزبه وبه يريب وكنت لربك الحزب الأمينا عداوات ينشن الملك لدًَّا وأحزاب من الأتراك أعدى تخذت البعض ضدا البعض جندا فغال المفسدون المفسدينا تغيرت الرجال فلا رجال وزَيَّنَ للغَرورين الضلال فراموا والذي راموا محال ومن يرم المحال فلن يكونا تمنوا للعدو كما تمنى ولما يسألوا الأحياء عنا فلا تتشبهوا يا قوم إنا عرفنا مصر المتشبهينا حجابك عند يلدزك الجلال وأنت لها وللدنيا جمال تنال الخافقين ولا تُنال إذا قلبتَ في الأفق الجفونا يرفِّعك المقام عن أبتذال وعن عبث الحوادث والرجال ومن يك ملكه حرب الليالي يجد لصروفها وله شؤونا تعالجهنِّ في سلم وحرب وتلقاهنِّ في شرق وغرب وتدفعهنّ من بعد وقرب وتثنيهن حتى ينثنينا وحيدا تستعان ولا تعان كأنك في تفرّدك الزمان ولكن أنت منه لنا أمان وأكبر أن تخون وأن تمينا تلذ بما يشقّ على العباد وتنعم بانفرادك والسهاد رويدا في جفونك والفؤاد ومهلا يا أمير المؤمنينا وقبلك لم يُنم عمرَ الأنام وقد سهرت رعيته الكرام وقومك عند مرقدهم نيام فهل تحصى على القوم السنينا تردّ على الليالي كل سهم ولا يرددن سهمك حين ترمى تجير على حوادثها وتحمى ولا يحمين منك المحتمينا وكم كرب كشفت وعظم هول بفعل منك لم يسبق بقول وأسطول رددت بغير حول تشيِّعه الخلائق ساخرينا جمعت الأمر حين الأمر فوضى وشرَّفتَ اللواء وكان أرضا وحصنت القرى طولا وعرضا بآساد يهيبِّن العرينا وكم لك من فيالق من طراز غدوا خير الجنود لخير غاز إذا زحموا الضياغم في مجاز أبادوها وكانوا العابرينا سلاح من سلاح الموت أمضى إذا الإيمان يوم الروع أنضى وبأس ينزل الأجبال أرضا ويركبها إلى الهيجا متونا نظمت الجيش بالقلم الحميد كنظمي فيك أبيات النشيد فإن فتشت عن بيت القصيد قرأت الفتح والنصر المبينا وفتح في العدوّ لنا جليل شفعناه من الصفح الجميل بأجمل منه من فعل الجميل فكنا القادرين الصافحينا بطشت فلم تدع لهمو وجودا وكان البطش إشفاقا وجودا صدقت قياصر العصر الوعودا تريهم كيف عهد الظافرينا وقائع في الزمان هي الجسام إذا ذكرت لنا سأل الأنام أجيش للخليفة أم غمام أظلَّ تساليا سمحا هتونا وقبل النصر نصر قد تجلى عُلاً في العصر آثارا وجلّى ظهرت على الحوادث وهي جُلى وأكمدت العدا والشامتينا تخبط قومه فيك الخطيب يريبك في المجامع ما يريب فما سمع الهلال ولا الصليب بغيرك في عقاب المعتدينا يزيد سفاهة فتزيد حلما لأنت أجل أخلاقا وأسمى فكنت لساكن البلقان سلما وكان محرّك الشر الكمينا كفيت الخلق نارا قد أثارا وللشرف الرفيع أخذت ثارا وقد يمحو بك الإسلام عارا إذا الإسلام في يوم أُهينا بحزم ليس من قال وقيل وعز ليس بالرجل العليل وبطش من يدَى سمح منيل كريم معرق في الأكرمينا أسود الترك هبى ثم هبى وهزى الأرض في شرق وغرب بمن يزجي الجيوش ومن يعبى ومن يحمى المواقع والحصونا وحيِّى من أقامك يا قلاع ومن لك تحت رايته أمتناع فليس كهذه بشرى تذاع ولا كجلوس ربك تعلنينا أشيري يا أرامل للسماء ويا أيتام ضجوا بالدعاء ويا شهداء ناجوا بالبقاء إذا سُمع الملائك هاتفينا إذا شاقتكم الأوطان يوما أو أشتقتم بها أهلا وقوما فناموا في أمان الله نوما فكل عند خير الكافلينا أربَّ العيد هذا العيد يُجلَى وكم لك من دعاء فيه يتلى ولكن شاعر الإسلام أعلى وأوقع في نفوس المسلمينا لقد بيضت للملك الليالي فليل الملك بالزينات حالي وكم لك في القلوب من احتفال يكاد الجسم عنه أن يبينا وهذى مصر باسطة اليدين تؤدّى من ولائك خير دين وتلحظ عيدك الأسنى بعين تفاجى بالهوى تلك العيونا فهل عند الإمام لها قبول وهل نحو الإمام لها وصول فتشكو من جراح ما تزول وكيف يزول ما بلغ الوتينا أتتك تغض من طرف الحياء تتوب إليك من ماضي الرياء وتبسط في ثراك يد الرجاء وتُلقى فيه آمال البنينا فقابلها بعطفك والنوال وأنزلها بسوحك والظلال أدام الله ذاتك للمعالي وأيَّد تاجها ورعى الجبينا فشودة رواية للمبصرين آية قد مثِّلت في العصر ليهتدي في مصر فما اهتدى ولا عقل ولا درى كنه الحِيل بل شهد التمثيلا ثم انثنى بخيلا مولىَ الأكتاف في ساعة الإسعاف فلا تلم فرنسا وفضلها لا تنسا وقل لمن رام السبب شقاء مصر قد غلب مرشان في النيل التقى من بعد ما عز اللقا تقابلا في سلم على الصفا الأتم حيث المياه تجرى نهرا بجنب نهر والأرض بكر لم تزل كما دحاها في الأزل تُخرج أصناف الثمر تنبت أجناس الزهر تفيض بالمأكول من عدس وفول ترابها التبر السنى وكم بها من معدن وغرسها ابن يومه لمرشن وقومه يا سادة واسوا الفقير طوّقتمونا بالمنن وكل من ربىّ الصغير مستوجب شكر الوطن نحن صغار الأمة هيا اغرسوا فينا الفطن نحن لكم كصبية إن لم تربونا فمن لا يذهب الخير سدى ومن يُعِن يوما يُعَن والمرء لا بد غدا يُجزَى عن الفعل الحسن لا والقوام الذي والأعين اللاتي ما خنت رب القنا والمشرفيات ولا سلوت ولم أهمم ولا خطرت بالبال سلواك في ماض ولا آتى ولا أردت لسهم اللحظ في كبدي ردا رأى لي في المستحيلات ويذهب اللوم بي في كل ناحية فلا يبلّغني إلا صُبابات وأنت تطرب للواشي وتطمعه كالطفل ألقى بسمع للخرافات إن السهام إذا ما واصلت غرضا كانت خواطئها مثل المصيبات وسهم جفنيك ما أرسلته عرضا أبى القضاء له إلا رميّات فمن فؤادي إلى لبي إلى كبدي إلى رشادي فإغفائي فلذاتي وما الغزالة إلا أنت في نظري بعينها ويقول البعض بالذات وخاتم الملك للحاجات مطَّلب وثغرك المتمنى كل حاجاتي فقل له يتمت في الحب مهجته وأنت مأوى اليتامي واليتميات أهلا بركب العلى والعز قاطبة وفد المفاخر طرّا والسعادات ومرحبا بك في حل ومرتحل وخصك الله منه بالتحيات ما زلت تظمئ مصرا ثم تمطرها والغيث أفضل ما يأتي بميقات مشت ركابك من ثغر إلى بلد مشى الجدود إلى محو الشقاوات وإن مولاي من سارت مواكبه لراية الله في أيدي الجماعات إن شرفوها رأوا في ظلها شرفا واستقبلوا الخير نياتٍ بنيات يممت ثغر سعيد خير محتفل تعيدها حفلات قيصريات كم مثلت بمجاليها ورونقها جد الشعوب وإقدام الحكومات والقوم في مصر ما طافوا بملعبها إلا كما شهد الغر الروايات حتى جرى الماء من أثنائها ذهبا يسقى ممالك لا تَروىَ ودولات فكل مائدة بالخلق حافلة ومصر من خلفهم طاهي الوليمات هلا بررنا بسادات لنا سلفوا بِر الغريب بأسلاف وسادات إذا المدائح فاز المحسنون بها فاز الكرام لدينا بالمذمات ما كان أعظم إسماعيل لو سلمت له السعادة في مصر وهيهات إن شيدوا لسواه ما يمثله فمجده فيه تمثيل بمرآة قوم ينال جزاء السعي حيهمو فإن قضى شيَّعوه بالكرامات وصيروه مثالا بعده حسنا يبقى مدى الدهر عنوان المكافاة لولا مفاخر أفراد نعدّهمو لعاش ذو العقل حيا بين أموات فأحيِ ذكرك في الدنيا بمأثره وأدرك الخلد في الدنيا بمسعاة مولاى مصر بنوها اليوم في طرب تدار بينهم كأس المسرات قال المنجم أقوالا فروّعهم أن لا يروك فيقضوا بالندامات حتى إذا عدت يا دنيا همو عرفوا قصد المنجم من تلك الإذاعات أيظهر النحس أم يبدو له ذنب والسعد منك بأقمار وهالات تساءل الناس حتى لا قرار لهم أَتَقصر الأرض أم تجرى لغايات خافوا عليها والهتهم قيامتها عما يمرّ عليهم من قيامات أبي الإقامة للدنيا وساكنها يوم يدول وضوء ذاهب آتى كل يمدّ حَبالات الفناء لنا والكل من بعدنا رهن الحبالات لا بدّ للنجم من يوم يزل به وإن تناول أسباب السموات سلام الله لا أرضى سلامي فكل تحية دون المقام وعين من رسول الله ترعى وتحرس حامل الأمر الجُسام وتنَجد مقلة في الله يقظى وتخلفها على أمم نيام تقلَّب في ليال من خطوب تركن المسلمين بلا سلام ومن عجبٍ قيامك في الليالي وأنت الشمس في نظر الأنام أحب خليفة الرحمن جهدي وحب الله في حب الإمام وأجعل عصره عنوان شعري وحسن العقد يظهر في النظام فإن نفت الموانع فيه حظى فليس بفائت حظ الكلام وقد يُرعى الغمام الأرض أذنا وأين الأرض من سمع الغمام إلى ابن محمد أهدي كتابي وقد يُهدَى القليل إلى الكريم وما أهدى له إلا فؤادي وما بين الفؤاد من الصميم وغرس طفولتي وجَنَى شبابي وما أوعيت من وحي قديم وما حاولت من عصر عظيم من الآداب للوطن العظيم وكان محمد أوفى وأرعى لهذا الدرّ من واعي اليتيم وإن الشعر ريحان الموالي وراحة كل ذى ذوق سليم وما شرب الملوك ولا استعادوا كهذى الكأس من هذا النديم ما زلت أسكب دمع عيني باكيا خالي وما خالي علىّ بعائد حتى نظرت إلى الوجود بمقلة ذهبت غشاوتها وطرف رائد فرأيت دهرا ناصبا شرك الردى والكل يدخل في شراك الصائد يرمى بسهم طالما حاد الورى عنه وما هو عنهم بالحائد فهم البلى وبنو البلى خلقوا له وتوارثوه بائدا عن بائد يقولون رشدي مات قلت صدقتم ومات صوابي يوم ذام وآمالي وركني الذي للنائبات أعدّه وذخرَي في الماضي وعوني على الحال وسعدي الذي خان الزمان وطالعي وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا ولم تك عبد الجاه والأمر والمال ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا ولم تك عنها في الثمانين بالسالي وكنت تحل الفضل أسمى محلة وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي ولم تتخير ألف خل وصاحب ولكن من تختاره الواحد الغالي حبيتك والدنيا تحبك كلها وزدتك حبا عندما كثر القالي وقست بك الأعيان حيا وميتا فوالله ما جاء القياس بأمثال ولو أن إنسانا من الموت يفتدى فديتك بالنفس النفيسة والآل في القبر أم في فؤادي الواجف عكفت يا ابني ولم تزل عاكف آنست في الترب خير والدة من حيث أوحشت والدا لاهف فمن له بالحمام بعدكما يلقاه لا كارها ولا خائف يا غربة في العلوم ما طويت إلا بسيف المنية الخاطف ويا شبابا بدا له ثمر ما كان غير الردى له قاطف كونا لدى الله شافعَين له وسلما نحو ظله الوارف وأيِّدا داعيا يؤرّخه في نعم الخلد مصطفى عاكف زاحمته على الطريق عقول حسبت حكمة الإلة بضاعة واطمأنت إلى الرقاع ولكن لم تزدها الرقاع إلا رقاعة زاحمت كل أخي جهل وزاحمني كالبدر غالب فيما حاول الظلما ولاح لي من زماني مظهر كذب حتى رميت على عُبَّاده الصنما العزاء العزاء يا صفر الخي ر فأنت الفتى اللبيب التقى حكم الله في أبيك وحكم ال لّه في الخلق سابق مقضى كلنا من بكى أباه وكل بعد حين مودّع مبكى غاية البؤس والنعيم زوال لم يدم في النعيم والبؤس حى يا أقرب الناس من أمين وأفقد الناس للثمين خطبك هذا أجل خطب فخذ له الصبر باليمين أسليك فيه ولى فؤاد يذوب للميت والحزين فقم بنا نندب المعالي فجرحها اليوم في الوتين أمِثل فكري أبا حسين يموت في نضرة السنين والناس في حاجة إليه والقطر يرجوه للشؤون مؤمل الكل في شباب ومرتجى الأهل والبنين كذلك الموت كل يوم يبدى فنونا من الجنون فلو علمت المنون شخصا لقلت لا عقل للمنون كم لنا من عجيبة طى هذى البسيطةِ أمم قد تغيرت وبلاد تولتِ وبحار تحوّلت من مكان لبقعة ثم نابت جزيرة عندها عن جزيرة حدّثينا حديثهم وصِفى القوم وانعتي دول قد تصرمت دولة إثر دولة وقرون تلاحقت وعصور تقضت ذهب الدهر كله بين يوم وليلة من يرد حقه فللحق أنصا ر كثير وفي الزمان كرام لا تروقنّ نومة الحق للبا غي فللحق هزة وأنتقام غالب الأمر بالتوكل غالب وأطلب العون في جميع المطالب رُبَّ أمر به تضيق المساعي لك منه إلى الفضاء مذاهب أرى دنيا ولا دنيا وناسا بعدهم ناس سكارى نحن من كأس وموت هذه الكاس تحبك صاحبي منا قلوب لغيرك ظهرها ولك الصميم وترجو أن تعيش لها نفوس إذا تبقى لها يبقى النعيم عن اللذات صامت لم تجادل فإما عن هواك فلا تصوم لحظها لحظها رويدا رويدا كم إلى كم تكيد للروح كيدا هذه مصر جاءها الدهر يسعى وهو يا طالما جفاها وصدّا ليس للدهر من وفاء ولكن هاب فيها العباس أن يستبدّا صاحب النيل في البرية إيه حرّر النيل للبرية وردا وارفع الصوت إن عصرك حر لن يرى من سماع صوتك بدّا إنما الملك أن تكون بلاد وتصيب البلاد بالملك مجدا فتول الذي سننت ونجِّح لرعاياك في المعارف قصدا ومر العلم أن يزور بلادا عهدتها له الخلائق مهدا واقدح الكهرباء فيه لتهدى وأقمها على البخار لتندى وأجلُ بأس الحديد فيها وجدّد عهد بنّائها الذي كان عهدا وأدع سودانها إليك يلبى إنه كان للأعزة عبدا حسبه حسبه كفاه كفاه ما يراه العزيز عظما وجلدا قل لراج أن يسترق يراعى أنا لا أشترى بذا التاج قيدا نومة السيف قد تكون حياة ورأيت اليراع إن نام أردى والماء يحدق من كل الجهات بنا ويبسط الأفقَ للأبصار فالأفقا إذا تأملته والفلك تعبره بذلك البحر منسدا وما انفلقا فتلك تسلك سهلا فيه منبسطا والعين تنفذ من آفاقه حلقا كأنما الفلك فيه أينما ذهبت إنسان أحول عين حير الحدقا ما هيج البسفور مثلك شاعرا بين الطبيعة فيه والتاريخ فجعلت شعرك فيهما ولطالما قد كنت عبد المدح والتاريخ شمس النهار وأختها في الأرض منها مستظلة هذى لدى أفق وذى من أفق عصمتها مطلة رام الجهول نزولها والجهل يركب ألف زَلة فترفعت عنه ولم تُنزل عليه سوى المظلة أفي هذا الشباب تعف نفس ولا يلهى الفتى هذا النعيم ألا يدعوك للذات صفو وأكثرنا على كدر يحوم كأن مكارم الأخلاق روض وأنت الزهر فيه والنسيم فهلا أختار هذا النهج قوم خلالُ الدين بينهم رسوم وما جهلوا فوائد ما أضاعوا ولكن ربما نسى العليم تَغَيَّرنا فلا ظن جميل بخالقنا ولا قلب سليم كأنا في التلون قوم موسى وأنت بنا كما شقى الكليم فإن لم نرض أخلاقا فعذرا لعل ضلالنا هذا قديم محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا صدقت وقال الحق فيك ضمير فأنت خضم العلم حال سكونه وأنت خضم العلم حين تثور وأنت أمير الحفظ والقول والنهى إذا لم ينل تلك الثلاث أمير ففوق عليم القوم منك معلِّم وفوق وزير القوم منك وزير إذا جهلت يوما علينا خصومنا فإنك من جهل الخصوم مجير وإن جردوا الأقلام جردت إثرها يراعا له في الخافقين صرير إذا صال لاقى ضيغم القوم ضيغما له في نفوس الشانئين زئير وأنت قريب في الولاء مؤمل وأنت أبىّ في الخصام كبير ويعجبني منك ألتقى حين لا تقى وجدك حين الهازلون كثير بدأ الطيف بالجميل وزارا يا رسول الرضى وقيت العثارا خذ من الجفن والفؤاد سبيلا وتَيَمَّم من السويداء دارا أنت إن بت في الجفون فأهلا عادة النور ينزل الأبصارا زار والحرب بين جفنى ونومي قد أعد الدجى لها أوزارا حسن يا خيال صنعك عندي أجمل الصنع ما يصيب افتقارا ما لربِّ الجمال جار على القل ب كأن لم يكن له القلب جارا وأرى القلب كلما ساء يجزي ه عن الذنب رقة وأعتذارا أجريح الغرام يطلب عطفا وجريح الأنام يطلب ثارا أيها العاذلون نمتم ورام الس هد من مقتليّ أمرا فصارا آفة النصح أن يكون جدالا واذى النصح أن يكون جهارا سألتني عن النهار جفوني رحم الله يا جفوني النهارا قلن نبكيه قلت هاتي دموعا قلن صبرا فقلت هاتى اصطبارا يا لياليّ لم أجدك طوالا بعد ليلى ولم أجدك قصارا إن من يحمل الخطوب كبارا لا يبالى بحملهن صغارا لم نفق منك يا زمان فنشكو مدمن الخمر ليس يشكو الخمارا فأصرف الكأس مشفقا أو فواصل خرج الرشد من أكف السكارى شعراء الزمان مهلا رويدا إن في مصر شاعرا لا يجارى حاملا في الصبا لواء القوافي مسترقا لملكة الأشعارا قد بلغنا أبا محمد النج م كما يبلغ السُراة المنارا نرتجى منه للديار اعتزازا وجدير بأن يُعز الديار ودَّع الصبر أمة ودعت عبا سها المرتجى عشية سارا بعثت إثره القلوب تراعي ه وترعى وتأخذ الأخبارا فأعدها قريرة يا بن توفي ق وهِّئ لقومك استبشارا أنت في نضرة الثلاثين كسرى قاتِلُ الدهر أو أجل وقارا لتعيشنّ كالنجوم نراها جاوزت وهي في الصبا الأعمارا أفن إن شئت بالثواء الليالي وإذا شئت أفنها أسفارا وجُب البر واركب البحر واسلم إن للبدر في السرى أوطارا فإذا جئت ملكة تملك البر رَ بيمنى وباليسار البحارا والقَ ما شئت من حفاوة شمس تُكبر الشمس عرشها إكبارا كلما ألقت الشعاع بأرض شاطرتها العباد والأمصارا وأحقُّ الأقوام بالعز قوم يقدِرون الأمور والأقدار ورجال إذا سعوا للمعالي ركبوا في سبيلها الأخطارا لا يبالون بالحوادث ربحا حملت في بطونها أم خَسارا جمعوا المجد والمفاخر طرا وجمعنا صغائرا وصغار إنما يبلغ الذي بلغوه من حذا الحذو واقتفى الآثارا وسما للعلى سموّ أبى يأنف الهون منزلا وقرارا وإذا ما العزيز ساس بلادا علّم المجد أهلها والفخارا كوكب الآمان صبح التمنى كلما همت الخطوب أنارا نحن رضوان في جوارك يا ع باس لا زلت للعناية جارا أروى لكم خرافة في غاية اللطافة أتت من الهند لنا وترجموها قبلنا إلى لغات جمه لأن فيها حكمه طوشترى معبو الَّهه الهنود قالوا هو الذي برا هذا الوجود والورى ومثله فلكان فيما رأى اليونان كلاهما حداد عَبَده العباد فحين صاغ العالما كما يصوغ الخاتما أنفق ما كان ادّخر ولم يدع ولم يذر وكلَّ شئ بذلا حتى أتم الرجلا وضاق بالنساء في الخلق والإنشاء فحار ماذا يجمع ومنه أنثى يضع وبعد فكر أعمله حتى بدا الصواب له كوّنها تكوينا مختلفا تلوينا من استدارة القمر إلى لطافة الزهر إلى تراوح العشب إلى رشاقة القضب فلحظات الريم فقلق النسيم فبهجة الشعاع فقسوة السباع فقوة الألماس وماله من باس فزهوة الطاووس تأخذ بالنفوس ومن دموع السحب إلى انكماش الأرنب إلى التواء الأرقم فالزغب المقسَّم فالحر من وقود فالبرد من جليد فالشهد في المذاق فخفة الأوراق إلى التفاف النبت زاحفه والثبت فنغم الهدير فهذر العصفور وكل هذا هيأه مكونا منه امرأة وبعد ما أتمها لعبده قدمها وقال خذها يا رجل وعن هواها لا تحل فبعد أسبوع مضى أتى له معترضا يقول يا أللَّهُمّا خذها كفاني هما لا صبر لي معها ولا أرى بيها لي قِبَلا تظل تشكو الداء وتخلق الشحناء محتالة على الغضب شاكية ولا سبب قد ضيّعت أوقاتي وأذهبت لذاتي فأخذ الإله ما كان قد أعطاه فلم يكن بعض زمن حتى تولاه الحزَن فقال يا رب ردّها فما نعمتُ بعدها بانت فلا أنساها كأنني أراها ماثلة أمامي مالئة أيامي لطيفة في لعبها خفيفة في وثبها قال الإله للرجل حيرت مولاك فقل ماذا الذي تريد أحفظ أم أعيد فأخذ الرفيقة وقال ذى الحقيقة لا عيش لي معها ولا بغيرها العيش حلا لا تسرق الشعر واتركه لقائله فإن أقبح شئ سرقة الناس إنى وإن صغرت كأسي أخو أدب أُسقضى وأَسقِى أولى الألباب من كاسي كن في التواضع كالمدا مة حين تُجلى في الكؤوس مشت اتئادا في الصدو ر فحكّموها في الرؤوس هام الفؤاد بشادن ألف الدلال على المدى أبكى فيضحك ثغره والكِتم يفتحه الندى رأيت قومي يذم بعض بعضا إذا غابت الوجوه وإن تلاقوا ففي تصاف كأن هذا لذا أخوه كريمهم لا يسُدُّ سمعا ووغدهم لا يُسدّ فوه وكلهم عاقل حكيم وغيره الجاهل السفيه وذا ابن من مات عن كثير وذا ابن من قد سما أبوه وذا بإسلامه مدل وذا بعصيانه يتيه وكلهم قائم بمبدا ومبدأ الكل ضيعوه فمذ بدا لي أن قد تساوى في ذلك الغمر والنبيه وليس من بينهم نزيه ولا أنا الواحد النزيه جعلت هذا مرآة هذا أنظر فيها ولا أفوه لمن المساكن كالمقابر يأوي لها حيّ كغابر متجنب الدنيا عدو وللأوائل والأواخر تقف الطبيعة دونه تحمى الميامن والمياسر وتذود عنه بشامخ منها وآونة بزاخر وهو المضلَّل كاليعا فر والمشرد كالعصافر دنياه دنيا الخاملي ن ودينه دين الأصاغر ولغاته لا للمنا بر قد خلقن ولا المحابر وعلومه درست وعفّا ها من الأزمان داثر أوعَى سخافات الجدو د وأسقط الحكَم البواهر الأمر فيه لكاهن والنهى مرجعه لساحر وإذا يسام نفيسَه والنفس أعطى الكل صاغر فمن الملوك إلى الولا ة إلى الجباة تراه حائر هو بينهم ذاك الكسي ر وكلهم للكل جابر ومن العجائب ما لوى ذنبا ولا رفع العقائر عَير المظالم والمغار م ضارع للهون صابر كلب إذا خوّفته صقر إذا أمّنت كاسر جبل تقلقله الربى فيلٌ تطارده الجآذر بين العباد وبينه غور من الأحقاد غائر وقِلاهم في طبعه كالفأر تلقاه السنانر لو أقطعوه صوفهم غرس الخناجر في الحناجر وسقى من المهجات أك بادا أحرّ من الهواجر تلك المعالم والمجا هل والمحاشد والمحاشر تلك السواحل والأسا كل والعيالم والزواخر تلك الممالك والإيا لات التي لم يحص حاصر تلك المصادر لا موا رد والموارد لا مصادر الطير فيها مستطي ر الروع والحيوان عائر والنجم مضطرب الخطا والفلك في الظلمات ماخر مأهولة أحشاؤها معمورة منها المحاسر بالوحش في صور الأنا م عشائرا حازت عشائر أمم يكاثرها الحصى عدّا وليس لها بكاثر لا خلقها الحلو الوسي م ولا خلائقها نواضر صفر الغلائل واللوا حظ والنواجذ والضمائر حسروا الرؤوس ضئيلة موشورة فيها الضفائر ومشوا بأقدام حوا ف مرهفات كالحوافر وكأن سوقهم العصىّ أو القسىّ أو الصنائر ولقد يشينون الشنو ف إذا تحلوا والأساور وهم مغاوير السلا م وفي الصدام هم المدابر وترى خراب الود بي نهم وبين الجن عامر يستصرخهم إذا ثاورا على الأَنَس المعاشر يا قوم هذا موقف ركن التهور فيها هائر لا الجن فيه دافع ين ولا من الأرباب ناصر كلاّ ولا يغنى الرقا ه ولا البخور ولا المجامر واللّكم ليس بنافع ولو أنه أدمى المناخر إن الكفاية للمكا سم واللوابل والموازر ولقد تصونكم الدرو ع ولا تخونكم المغافر فتكثروا مما ذكر ت فإنه خير الذخائر وتعلموه وعلموه صغاركم ضمن الشعائر هيهات قد نفذ القضا ء وصرتم في حكم قادر متلهب الطغوى إذا أخذ الفريسة لم يغادر يا ليت شعري من تدو ر عليه بعدكم الدوائر الوقت أضيق أن نغا لط في الحقائق أو نكابر لم يبق إلا كرمة للمسلمين بغير ناطر إن نام عنها الحافظو ن فان جفن الشر ساهر من كان يرقب فرصة فليغنم الفرص الحواضر لا يمشينّ السلحفا ء وغيره للمجد طائر لا يحسبنّ المجد وال علياء في كذب المظاهر هذا بألقاب يتي ه وذا بأنساب يفاخر وإلى الأجانب تنتهى نعم الصنائع والمتاجر وتؤول كل إمارة لم يرعها في القوم آمر إن دام هذا فالسلا م على الَمَحارب والمنائر وعلى البرور بلا معا قل والبحور بلا عمائر لِيُعِنّا كل معبود معين نحن حزب البكسِر المتفقين كي نبيد الغرباء الماردين إنهم في الصين كانوا مفسدين ليس ذاك الجنس من نسل البشر إن شككتم أمعنوا فيه النظر إنه يا قوم مزرقّ البصر من بنى إبليس شيطان لعين جفت الأرض وجافاها السما وديور الكفر أوقفن السما أسخط الأرباب منها ما سما وتولى الجنّ عنا مغضَبين قد دعونا لنخلّى ديننا ولنستهزى بأرباب لنا ولنشرى بالمروءات الخنا ولنزني والزنا شئ مهين دونكم يا قوم إيقاد البخور وألفظوا ألفاظ سحر لا يبور وإذا شئتم رَدَى أهل الشرور أتقنوا الحرب علوما وفنون ها أتى الأرباب من أجبالهم وتبدى الجنّ من أوغالهم كي يُروا الأعداء من أفعالهم أى لكم بشمال ويمين فانزعوا من أرضكم خط الحديد واقطعوا أسلاك برق لا تفيد واخرقوا فُلك العدا كيما تبيد وأريحوا الصين من شر السفين ففرنسا ذلك الشعب العزيز ما له من بأسكم حرز حريز ألحقوا الروس به والانكليز واحفظوا الملك على شنك المكين يا مريضا بالمناصب داؤك الداء العضال لم ترد بحر المكاسب يا غريقا في الضلال أنت إن عشت نزيها بين عزل واعتزا ل وإذا ما مت فيها مات بالفقر العيال ذا رئيس ذا وكيل ذا على الاثنين عال أنت للكل ذليل قابلٌ حكم الرجال إن للسفن لرزقا غير محدود المجال أزرع الأرض وأفلح تنبت التبرَ الجبال أتقن الصنعة تُفلح وتُوفَّق للكمال إن للسعد لراية ظلها الوافى ينال عملت للناس آية عملٌ ثم اتكال يا أيها السائل ما الحرية سالتَ عن جوهرة سنيه تضئ أرواحا لنا زكيه يا نعمت الحياة بالحريه لذاذة طاهرة نقيه تبعث في قلوبنا الحميه تبعث فيها الهمة الأبيه فتأنف المواقف الدنيه وتألف المنازل العليه العز كل العز في الحريه يا جاهلا معاني الحريه يا فاقدا حسّ الحياة الحيه عميت عن أنوارها البهيه صممت عن أنغامها الشجيه فأنت في غفلتك الغبيه أشبه بالبهائم الوحشيه لم تَرد الموارد الشهيه لم تعرف اللذائذ الهنيه موردك المذلة القصيه لذتّك النقائصُ البذية تعيش عبدا حاله شقيه مستضعَفا تمقتك البريه يا سالبا نفوسنا الحريه يا راكبا مراكب الخطيه الله أعطاك لنا عطية غريزة في خلقه فطريه لَنبذلنَّ دونها ضحية النفس والنفيس والذرّيه تم لبعض الناس فيما قد سلف كلب وقرد وحمار فاحترف وصار يغتدى بها ويسرح كجوقة لها الطريق مرسح علمها بالجهد كيف تفهم وكل شئ بالمراس يعلم جاءته ليلا وهو في المنام تقول قم يا سيد الكرام ها قد تجلت ليلة القدر لنا وقبل مولانا سألنا سؤلنا فقام يستعدّ للضراعه وقال ماذا طلب الجماعة قال له القرد طلبت المملكة تكون لي وحدى بغير شركة قال الحمار وأنا الوزير والصدر في الدولة والمشير والكلب قال قد سألت الباريا يجعلني في ملك هذا قاضيا فراعَ رب الجوق ما قد سمعا ثم جثا لربه وضرعا وقال يا صاحب هذه الليلة سألتك الموت ولا ذى الدوله تشكو الخصور من الصدور تحاملا والذنب محمول على الأرداف هذى تؤازرها وتلك تهينها فتضيع بين الرفق والإجحاف أقول لقلبي والهوى يزحم الهوى حوالي الصبا والوجد بالوجد يلتقى إذا أنت لم تعط الشبيبة حقها ندمت على ما فات بعد التفرّق وإنك حىّ ما خفقت مؤمّل وإن حياتي في حياتك فاخفق أما وزهر الأنجم وطول ليل المغرم وما شكا أهل الهوى من الجوى واللوّم بل والمقام والحطيم والحجيج الأعظم والمروتين وثبير ومنىً وزمزم والمشعر الحرام والبيت العتيق الأكرم لقد أضعتَ العمر في زهو ولهو فأندم فكم ركبت للمعا صى متن ليل أدهم وكم جنيت جهرة من لذة لم تدم وكم فتاة قد دعو ت للهوى لم تحجم وكم توسدت من ال حسان أبهى معصم صادت فؤاد أصيد من قبلها لم يكلم هيفاء تمشى مرحا من عزة التنعم مديمة الدلال والإ عجاب والتبسم غيداء ذات شعَر مرجل ململم شعر بلون مذهب أملس كالإبريسم ووجه بدر في دجى ثوبِ حرير أسحم وأعينٍ تذيب قل ب الفارس المستلئم ما أحسن الأضداد في هذا الجمال المحكم خصر نحيل لين على ثقيل مفعم تفِتن في الصلاة قل ب الراهب المصمم ورأيها أن قتيل الح ب مطلول الدم ولم تصادف إِبِلا تسف حب الخِمخِم لم تبك من ذكرى طلو ل قد عفت وأرسم ولم تعاين ديسما يعدوا وراء شيهم لم تدر أن عنترا توعد ابنى ضمضم وعمرَها ما سمعت بالقشعم بن الأرقم ولا بمن فرقهم حادث سيل العرم ولا بحكم عمر في لطمة ابن الأيهم ولا بقتلة الإمام من يد ابن ملجم لم تشرب الصفراء في الدّباء أو في الحنتم تهزأ بالقانون والط ب وسير الأنجم وساسة الدنيا وتا ريخ الزمان الأقدم وسيبويه النحو وال شنتمرِىّ الأعلم وكل شاعر قديم ال عصر أو مخضرم قابلتها مقبِّلا لليد منها والفم ونحس بختى غاب حي ث رحل أم قشعم وألسن العزال خُر س والرقيب قد عمى والثلج يحكى في الهوى نطاف قطن ترتمى قد فرش الأرض بسا طا ناصعا لم يرقم تسوخ في أوحاله رِجل القوىّ المحكم وتزلق الأطفال وال شيوخ عند المقدم وكل غصن مائل بالثلج أو مقوّم كأشيبٍ من الفِرِ نج منحن مسلم أو عربي شاحبٍ بأبيضٍ معمم قلت لها مسلّما كُمَّن سَقَا ما شيرامى صفا الزمان لحظة لمغرم متيم قطعت وصل الغانيا ت قطع حبل مبرم لاهُمَّ عفوا عن عُبي د مستجير مجرم الحق صعب طعمه مرّ كطعم العلقم من مات مات وانتهى ومن يعمر يهرم ومن يخاف الموت هل ينجو من المحتم وم يرد إحياء غد راتِ الزمان يسأم المال ظل زائل والجهل موت الأمم أحوم على حسنكم ما أحوم وأذكركم بطلوع النجوم وأصبو إليكم وأشتاقكم كما اشتاق طيب الشفاء السقيم وما بيننا غير هذا الفناء وهذا الجدار وهذى الحريم وهذى الرياض وهذا الحياض وهذا النخيل وهذى الكروم ونحن كمن فرت بينهم ممالك في الحرب تحمى التخوم إذا شئت لقياك خنت الملي ك وإن لم اشأ خنت قلبي الكليم ويا ليل طلت وطال الأسى فما لك حد ولا للهموم فماذا تريد بهذا السكون وماذا تريد بهذا الوجوم ويا ماء ما تبتغى بالخرير ويا نجم بالخفق ماذا تروم ويا زهر لا حسدتك القلوب فشملك في العاشقين النظيم ويا طير يهنيك طيب الكرى وطول العناق وفرط النعيم سما بك غصن على كثرة وضاق عن أثنين قصر عظيم فيا طير يهنيك طيب الكرى وطول العناق وفرط النعيم سما بك غصن على كثرة وضاق عن أثنين قصر عظيم وما بيننا غير هذا الفناء وهذا الجدار وهذا الحريم وهذى الرياض وهذى الحياض وهذا النخيل وهذى الكروم ونحن كمن فرقت بينهم ممالك في الحرب تحمى التخوم وزهرتين على عود يُقِلهما كعاشقين أطمأنا باللقا الهاني لما رأيتهما في راحتي ذوتا من فوق واه من الأعواد خوان أيقنت أن منى العشاق ما جُمعت إلا إلى مثل خيط العنكب الفاني متعاشقان من الزهور تبديا ببديع مرأى في الغصون عجيب يتنسمان الحب بينهما فما لفمٍ على غصن النبات رطيب عجِل الردى بهما ولا عجب إذا ما أوديا بين الهوى والطيب في زهرتَي ذا العود من أهل الهوى جُمعت صفات كالعاشقَين تقابلا لكن على سُرر النبات متآنسين يلاقيان الح ب من كل الجهات هذا على هذا حنا ولذا إلى هذا التفات لكن في الفجر الحيا ة وفي الضحى لهما الممات قسما لقد عاشا ولما يأملا أملا ففات من لي بسوق للحيا ة يقال فيها خذ وهات فأبيع عمرا في الهمو م بساعة في الطيبات جثا لديها وأذرى الدمع ناظره وعاتَبَتها بأن قالت محاجره يا دلّ هذا الهوى إن كان أوّله ما قد رأيتِ فدُلِّى كيف آخره وعدت بالقلب ملكا ليس يملكه وليس تبلغه يوما عساكره هبيه قمبيز أو قيروش والده فإن تيمان يوم الروع قاهرة فأطرقت خجلا من عتبه وجرى دمع الندامة لا ترقا بوادره تقبل الرأس من تيمان تائبة عن ذنبها وحبيب القلب غافره كأنما فمها في شعر عاشقها خمر يخامرها مسك تخامره تقول تيمان ماذا كنتُ صانعة وهل يردّ قضاء الله حاذره لكُم لدىّ هوى والقلب حافظه وللبلاد هوى والقلب ناصره إن لم يكن وطن لي في الهوى ولكم فأي دوح الهوى تأوي طوائره بأي جواب غير ذا السيف تطمع وهل دونه رد لمولاك مقنع فعد يا رسول الغادرين مخيبا فما كل من يُدعى إلى الغدر يهرع وأبلغ عظيم الفرس أنى أصدّه وأحمى على الأيام جارى وأمنع وما أنا بالباكي على ابني وقتله وعرضي إن يسلم قتيل مضيع وخير لجادي من حياة بذلة ممات إلى أسمى ذى العز يرفع وخير لقلب منه إن ذاق ناره وفاء يذود النار عنى ويدفع أبعد شباب قد تجمّل بالهدى يُلاح لشيبي بالضلال فيتبع وترغب نفسي في القلائد والغنى وصدري بتقوى الله حال مرصع وأقبل أن أُعطَى بذل إمارةً فأبنى بها جاهى وديني مضعضع نعم ملك قمبيز أبن قيروش واسع ولكنما ملك الفراديس أوسع الحرب لا بدّ منها وإن أباها الأنام حقيقة وضعوها فليس فيها كلام ما دام شر فحرب والشر فيهم لزام في كل يوم دعاوي لا تنقضي وخصام إذا أستراح حسام في الغمد قام حسام وإن تصالح قوم تقاتلت أقوام والناس للناس بالحر ب سيد وغلام راية الموت فوق هام العباد نشرتها كتائب الآباد يشرب العالمون في السلم منها ويريفون ظلها في الجهاد من تعاجِل يمت وينس ومن تم هل يعش تحت خافق متهاد غاية المرء عائد وطبيب ومصير الطبيب للعواد وبكأسين من حياة وموت شرب العالمون من عهد عاد حلم هذه الحياة فمن تم دد له يشق أو يطب بالرقاد وقصارى الكرى وإن طال نعمى لزوال أو شقوة لنفاد ذهبت في حساب يوسف سبع لينات في إثر سبع شداد واستوى الصاحبان هذا إلى الرع د تولى وذا إلى الإبعاد قبره الأرض والبرية ميت تلك مطوية وذى لمعاد ومرور الأجساد بالأرض هلكي كمرور الأرواح بالأجساد أي عصر ببعلبك دفين تحت ذاك الثرى وتلك العماد قف بآثارها الجلائل وانظر هل ترى من ممالك وبلاد أصبح الملك سيرة وذوو المل ك حديثا فكيف بالأفراد شيدوا للبلى ومر عليهم زمن صالح وآخر عاد بعلبك أخشعى ولاقى أبا يو سف لقيا الرياض صوب العهاد وإذا جاور الملوك وأمسى بين عين البلى وعين السواد أنزليه منازل الصيد منهم وأبيجيه مرقد الأنداد قف بفادى الصديق والجار واسأل يا أسير المنون هل لك فاد إن سهما أصاب منك حبيبا وقعه في القلوب والأكباد وقضاء دهاك هد بناء ال بر ركن العفاة والقصاد أى حي سواك يوم تولى خدّدته نجابة الأولاد خمسة بالشام بعدك قاموا ملء عين اللدات والحساد كلهم حافظ الصديق كريم ال عهد راعى الزمام وافي الوداد ذا لهذا أب وجد إذا ول لَى أبر الآباء والأجداد أخذوا البر والوفاء جميعا عن أب سيد وفيّ جواد آل مطران لو أتيت بوحى لم أزدكم من الحجى والرشاد لكم أنفس تمر بها الأح داث مر الرياح بالأطواد فخذوا بالعزاء في خطب من با ن وكونوا عليه غوث العباد يهزل العيش والمنية جد وتضل الحياة والموت هاد وخفوق الفؤاد في ساعة التك وين داع إلى سكون الفؤاد فإذا جددت فأبلت فأعيت جاءها حينها بلا ميعاد لي ساعة من معدن لا يقتنيها مقتن تعجل دقا وتنى مثل فؤاد المدمن وعقرباها والزما ن في اختلاف بين إذا مشت لم أحتفل أو وقفت لم أحزن أو أخرت لم يُجدني أو قدَمت لم أُغبن أحملها لأنها تغشّى في الزمن علمت بأن الحطام انصرف وأدبر ما كان إلا الشرف وأنك بعت المنى واشتري ت فخانك في ذاك سوق الصُدف وأسرفت تبغى عريض الغنى أقبلك من ناله بالسرف وما هو إلا انقباض اليدين رجاء الصيان وخوف التلف وحبك مالِك حب الحياة وحفظك مالك حفظ التحف فقلت لعل الأديب انتهى وكان له عظة ما سلف أتدركه حرفة جازها قديما إلى غيرها في الحرف وقد هجر النظم نظم الجمان وقد هجر النثر نثر الطرف ومن كان ثروته عقله يبيع الجواهر بيع الخزف أنا بنت البر أم الفقرا ليس دوني ملجأ للقاصدين لا ترى حولي إلا معسرا حين أُعطِى بشمال ويمين لي صغار كلهم في المكتب يتلقون به العلم المبين ورجال كلهم لي كالأب صادق في حبه واف أمين كم بيوت ضاقت الدنيا بها بعدما عزت على طول السنين جاءها الإسعاف من أبوابها حين وافاها رسول المحسنين قل لمن حصّل مالا واقتنى أقرِض الله فيا نعم المُدين وتصدّق فهو حصن للغنى وسلام النفس في دنيا ودين كل عام تتجلى ليلتي ليلة الأيتام عين البائسين أشتكى لله فيها عيلتي ورجاء الله رَوح اليائسين الأزبكية فيها درة عجب والنجم في الأفق كالنقاد يفليها تحكى المصابيح حولَيها وبُهرتَها قلائد الغيد فوضى في تراقيها أما الخميلة فالدنيا إذا ضحكت أو جنة الخلد أو وشىٌ يحاكيها والأفق ممتلئ نورا وأعجبه تلك العِصِى إذا انسابت أفاعيها وما تيامن يبغى الشرق سابقها إلا تياسر يبغى الغرب تاليها مطويّة صُعُداً والجو ينشرها منشورة صَبباً والجو يطويها وكم ثريا وكم جوزاء ما لبثت حتى خبت غير رسم في مهاويها مضى على مصر دهرا لم تكن وطنا وإن توهم أوطانا أهاليها ما بين أوّله لو يوعَظون به وبين آخره ذكر لواعيها كأن ما ساء مما مر بينهما أهوال حلم سرى بالطفل ساريها يبكى ويضحك منها غير مكترث أَسَرَّ مضحكَها أم ساء مبكيها يوم أغر محجل الأنباء لعلاك تهنئتي به وهنائي ظمأ البلاد غليك في هذى النوى ظمأ النبات إلى الغمام النائى شوّقتها حتى إذا أظمأتها قام السراب بها مقام الماء عيدان فيها حين ناجت ربها قالت له ثَلِّثهما بلقاء أعفريت من الجن أم القائد دى وَيت فلا باد ولا خاف ولا حىّ ولا ميت ولا يمسكه قبر ولا يحبسه بيت ويوما شأنه كيت ويوما أمره كيت فيا دى ويت يا ليت وهل ينفعكم ليت فما في سُرُج الص بر على أهوالها زيت قل للزمان يصبّ من أحداثه أو لا يصب فما بنا إشفاق غمرت مصائبه فأُغرقنا بها والغمر فيه تستوى الأعماق كأني بالحمام أصاب ركنى فمال وأى ركن لا يميل وأدركني ونجم صباى عال فخَّر النجم وازدوج الأفوال فلا يغرركما ولدىَّ بعدى زُها الدنيا ومنظرها الجميل شكوت لله من نسلي وكثرته وقلت في ذاك والتوحيد معتقدي لا تنقضى سنة إلاّ ولى ولد وأنت يا ربّ من ألفين لم تلد ولو وهبتَ لعيسى منك ألف أخ ما ضقت ذرعا ولا ضاقوا إلى الأبد ولا ووجهك لم أكره تعدّدهم فأغنهم ثم هبهم لي بلا عدد قالوا فروق الملك دار مخاوف لا ينقضى لنزيلها وسواس وكلابهم في مأمن فاعجب لها أمِن الكلاب بها وخاف الناس رأيت كلابا بدار السعادة عداد الأهالي بها أو زيادة ولكن بينهما فارقا ففيهم حماس وفيهم بلاده مقسمة فرقا في الطريق كما يقسم الجيش جندا وقاده ومنها السمين بحجم الخروف ومنها الضئيل بحجم الجرادة ويحلو لها النوم فوق الشريط وتحلو لها في الطريق الولادة وقد يفسد الجو من نتنها وعندهم حفظها كالعبادة يا أيها الرجل المغتاب صاحبه لم ينس فضلى ولكن قد تناساه تسبني حسدا والحلم من شيمي فلا أسبك لكن سبك الله ولا أسميك خوفا من مقالتهم قد ظنه في الورى شيئا فسماه قالوا حبيب أنت تطرى شعره من ذا الذي لم يطر شعر حبيب من كان في ريب فذا ديوانه راح العقول وكأس كل أديب أوعى لأحمد والوليد كليهما شمم المديح ورقة التشبيب كم فيه من مثَل يسير وحكمة تبقى على الدنيا بقاء عسيب يا حافظ الآداب والبطلَ الذي يرجى ليوم في البلاد عصيب قل للأولى خصوا اللآلئ بالهوى مثقوبة أو غير ذات ثقوب لا تسألوا الأصداف ماذا أُودِعَت في هذه الأوراق كلُّ عجيب بين سمع الله والبصر أنتِ يا محروسة النفر استعدي في كلاءته واخرجي في ذمة القدر وأضيئي البحر واتّسمى بحجول اليمن والغرر ضاق بحر الروم عن ملك زاخر في الحل والسفر يملأ الدنيا هدى وندى شيمَتي عثمان أو عمر قد أخذنا الدهر منه رضى لم يحاربنا ولم يجر ومشينا في مناقبه فسبقنا كل مفتخر يا هلال الشرق حيث سرى وسماء البدو والحضر وابن محيى الأرض من عدم ومداوى الأرض من عسر النقي الفضل من ريب السليم الحلم من كدر كلما يممتَ منزلةً بّشرت بالغيث والمطر قد رآك الغرب في كبر ما رآك الغرب في الصغر نلت بالميلاد من فطن ما ينال الناس بالعمر قصر رأس التين مزدحم بوفود الملك والزمر لوداع بعده لكما خطوات الشمس والقمر إن يوما ودعوك به نبوىّ الفجر والأثر قام دين في صبيحته واستبان الرشد للبشر واستضاء العالمون نهى بمبين الآى والسور كلمات دون باهرها في النُّهى الآيات في النظر سُلّم الدنيا وضرّتها ونظام الناس والعصر إيدسن ماذا ترى في الكهرباء أنت في الأرض فمن ذا في السماء إن تكن تحكم في أزرارها إنه في يده زر القضاء كلما حركه في خلقه ذهب العقل وجنّ العقلاء فتأمّل هل ترى من حيلة في سلوك مرسلات من ذكاء قد حكيت الشمس حتى غضبت من نحاس تجعل الصيف شتاء من رآها قال قد سخّرها لك من سخرها للأنبياء لُعبة الناظر في غرفته أم أفاد العلم أم أجدى الثراء يا ملوك المال فيما زعموا هل ملكتم خطرات من هواء ليت لي الريح فسامتكمو وأخذت الملك بيعا وشراء أُشرك البائس في نعمائه وأسوِّى القسم بين الفقراء صدق الواهم منكم إنها لهي الدنيا خيال وهباء كل ما ساء وما سرّ بها ينقضى بين صباح ومساء حل بالأمتين خطب جليل رجل مات والرجال قليل زال عن سوريا فتاها المرجّى وعن النيل جاره المأمول وعن الهل من يبر ويحنو وعن الأصدقاء من لا يحول وعن الأمر من يغامر فيه وعن الحق سيفه المسلول وعن الرأى والسياسة والتح رير مَن رأيه السديد الأصيل يا صديقي وكنت بالأمس حيا عهدك اليوم بالحياة طويل قد شجاني من نأى وجهك عني أن وجه الوداد باقٍ جميل يقطر الفضل والمرؤة منه ويميل الوفاء حيث يميل خير ما خلّف ابن آدم في الدن يا خلال يبكى عليها خليل ليت شعري ماذا لقيت من المو ت وأخفى لك التراب المهيل يلبث العالمون في الشك إلا ساعة عندها الشكوك تزول ترجع النفس للحقيقة فيها وترى أن ما مضى تضليل ويلوذ العليل فيها إلى الط ب وهل ينفع العليل العليل إنما الموت ظلمة تملأ العي ن ووِقر على الصدور ثقيل وثوان أخف منها العوالي كل عضو ببعضها مقتول ينتهى العيش عندها حين لا اليا فع سالٍ ولا الكبير ملول هذه الأرض والأنام عليها ملعب ثم ينقضى التمثيل والذي ينشئ الروايات دهر كم له من فصولها تخييل أيها الراحل العزيز عليها سر برغم القلوب هذا الرحيل إن فضلا خلّفت فينا ونبلا لأمين عليهما جبريل قالوا فرنسا أنذرت سلطاننا قطع العلائق والوعيد مهول وتساءلوا ماذا يكون فعالها فأجبتهم فاشودة وتزول لك أن تلوم ولى من الأعذار إن الهوى قَدَر من الأقدار ما كنت أُسلم للعيون سلامتي وأبيح حادثة الغرام وقارى وطَر تعلَّقه الفؤاد وينقضى والنفس ماضية مع الأوطار يا قلب شأنك لا أمدّك في الهوى أبدا ولا أدعوك للإقصار أمرى وأمرك في الهوى بيد الهوى لو أنه بيدى فككت إسارى جَارِ الشبيبة وأنتفع بجوارها قبل المشيب فما له من جار مَثَل الحياة تُحَبُّ في عهد الصبا مثَل الرياض تحب في آذار أبدا فروق من البلاد هي المنى ومناى منها ظبية بسوار ممنوعة إلا الجمال بأسره محجوبة إلا عن الأنظار خطَواتها التقوى فلا مزهوَّة تمشى الدلال ولا بذات نِفَار مرت بنا فوق الخليج فأسفرت عن جَنة وتلفتت عن نار في نسوة يورِدن من شِئن الردى نظَرا ولا ينظرن في الإِصدار عارضتُهن وبين قلبي والهوى أمر أحاول كتمه وأداري وسالت ما شغل الملائك بالثرى فأجبن عيد خليفة المختار صبحَ الجلوس جلتك أشرف ليلة وجلوت للدنيا أجل نهار الملك بينهما بأيمن طالع والدين بينهما بخير منار تاب الزمان إليه عن أحداثه بفتى على أحداثه جبار عمر الأمانة لا تراه غافلا عن حرمة أو نائما عن ثار عش يا أمير المؤمنين لأمة ترضاك في الإعلان والإسرار لو كان يجلس في الجوارح مالك لجلست في الأسماع والأبصار إن الذي جعل الخلافة هالة قد زانها بالبدر في الأقمار ألقى أزِمتها إليك وحازها لك عن خلائف أربعين كبار تعطى المشارق كل عام عيدها بمجمل الأعوام والأعصار بابر ممدود البناء بنى لها ركنا قد كانت بغير جدار ويهز عطفيه الزمان ويزدهى بأغر فيه محجل الآثار جالى الجنودَ كأنهم شهب الدجى ومنيرهم من كل ليث ضار ولقد ينال حمى الإله ببعضهم مالا تنال الأرض بالأسوار أخليفة الرحمن دعوة مهتد بإمامة في ضوء يلدز سار لك أن تقرّ البيض في أغمادها أو تترك الدنيا بغير قرار فاختر لبأسك قرِنه وأربأ به أن يلتقى بسفاسف الأحرار إن يستعينوا بالسباب فإنه حولُ الضعيف وحيلة المخوار مما يبلغني رضاكم أنني حسّان أبغى الله في أشعاري ما زلت أهدى كل صالحة لكم حتى وهبت لكم ثواب البارى أهلا وسهلا بحاميها وفاديها ومرحبا وسلاما يا عرابيها وبالكرامة يامن راح يفضحها ومقدم الخير يا من جاء يخزيها وعد لها حين لا تغنى مدافعها عن الزعيم ولا تجدى طوابيها وارجع إليها فيا لله فاتحها يوم الإياب ويا لله غازيها وانزل على الطائر الميمون ساحتها واجلس على تلّها وانعق بواديها وبِض لها بيضة للنصر كافلة إن الدجاج عقيم في نواحيها واظلم صحيح البخارى كل أونة ونم عن الحرب واقرأ في لياليها وأخرج القوم من مصر بخارقة تفوق فاشودة فيها وتنسيها من العجائب صاروا من أحبتها فيما زعمت وكانوا من أعاديها كأن ما كان من حرب ومن حَرَب عتب المودة لا يودى بصافيها وضع عمامتك الخضراء من شرف يعرفك كل جهول من أهاليها وقصّ رؤياك مكذوبا بمضحكها على النبيين مكذوبا بمبكيها فلست تعدم عميا من أكابرها ولست تعدم بكما من أعاليها ولست تعدم وغدا من أسافلها يزف للأمة البشرى ويهديها ولست تعدم في الأجواد ذا سفه يحصى الديون التي تشكو ويقضيها قل للمَّلك أدورد أصبت غنى عن الهنود وإرلندا وما فيها هذا عرابي تمنى أن تقابله وأن ينال يداً جلت أياديها فمر بانكلترا تزجى فيالقها وبالأساطيل تدوى في موانيها ومر بلندرة تبدو بزينتها وتنجلى للبرايا في مجاليها فأين روبرس منه إذ ييمها وأين سيمور منه إذ يوافيها هذا الذي يعرف الافرنج صولته والبر يعلمها والبحر يدريها وسله بالله إن صافحت راحته ما نفسه ما مناها ما مساعيها وأين أيمانه اللاتي أشاد بها أن لا يحكم فيها غير أهليها وأين يموت عزيزا دون أربعها ولا يعيش ذليلا في مغانيها وقل له بلسان النيل توجعه والنفس إن صغرت لا شئ يؤذيها تلك العظام بلا قبر ولا كفن لولاك لم يبل في العشرين باليها فاقَر السلام عليها حين تندبها وأمّل العفو منها حين تبكيها وناجِها مرة في العمر واحدة لو كان سهلا عليها أن تناجيها أوردتها الموت لم تبلغ بها شرفا ولا توخيت بالأوطان تنويها وما رأت لك سيفا تستضىء به يوم القتال ولا وجها يحييها باتت يرى الموت فيها كيف يدركها وبت تنظر مصرا كيف تأتيها فأصبحت غنما مر الذئاب بها ونام عنها غداة الروع راعيها يا ابن الحسين حسين مات من ظمأ وأنت محتفل بالنفس ترويها تلك الأبوة ما هذى شمائلها للعارفينَ ولا هذى معانيها وأنت أصغر أن تعطى مفاخرها وأنت أسمج أن تكسى معاليها لم ينصر الله بالأحلام صاحبها لكن بكل عوان كان يذكيها والمواقف يغشاها مؤلّبة والحوض يمنعه والخيل يحميها أبوّة المصطفى ما زال يلبسها حر قشيب شباب الفخر ضافيها حتى تنازعها في مصر صبيتها دعوى وحتى تردّتها غوانيها وأصبحت لجبان القوم منقبة وزينة لجهول القوم يبديها هلا سبقت غداة التل ناعيها على المنية مسرورا تلاقيها هلا تكفنت في الهيجا برايتها مثل الدراويش خانتها عواليها ما زال جمعهم في الحرب ينشرها حتى أتاها فناء الجمع يطويها هلا أبيت على العافين عفوهم لكي يقال أبىّ النفس عاليها زعمت أنك أولى من أعزتها بها وأحنى عليها من مواليها وكنت تطرب إذ تتلى مدائحها فأين دمعك إذ تتلى مراثيها صغار في الذهاب وفي الإياب أهذا كل شأنك يا عرابي عفا عنك الأباعد والأداني فمن يعفو عن الوطن المصاب وما سألوا بنيك ولا بنينا ولا ألتفتوا إلى القوم الغضاب فعش في مصر موفور المعالي رفيع الذكر مقتبل الشباب أفرق بين سيلان ومصر وفي كلتيهما حمر الثياب يتوب عليك من منفاك فيها أناس منك أولى بالمتاب ولا والله ما ملكوا متابا ولا ملكوا القديم من العقاب ولا ساووك في صدق الطوايا وإن ساووك في الشيم الكذاب حكومة ذلة وسراة جهل كعهدك إذ تحييك الطوابي وإذ ضربوا وسيفك لم يجرَّد وإذ دخلوا ونعلك في الركاب وإذ ملئت لك الدينا نفاقا وضاقت بالغباوة والتغابي وإذ تُقنى المعالي بالتمنى وإذ يغزَى الأعادي بالسباب وإذ تعطَى الأريكة في النوادي وتعطَى التاج في هزل الخطاب ستنظر إن رفعت بمصر طرفا رجال الوقت من تلك الصحاب وقد نبذوا جنابك حين أقوى وقد لاذوا إلى أقوى جناب وبالإنجيل قد حلفوا لقوم كما حلفوا أمامك بالكتاب يريدون النساء بلا حجاب ونحن اليوم أولى بالحجاب فماذا يعلم الأحياء عنا إذا ما قيل عاد لها عرابي مقادير من جفنيك حوّلن حاليا فذقت الهوى من بعد ما كنت خاليا نفذن علىّ اللب بالسهم مرسلا وبالسحر مقضيا وبالسيف قاضيا وألبستني ثوب الضنى فلبسته فأحبِب به ثوبا وإن ضم باليا وما الحب إلا طاعة وتجاوز وإن اكثروا اوصافه والمعانيا وما هو إلا العين بالعين تلتقى وإن نوّعوا اسبابه والدواعيا وعند الهوى موصفه لا صفاته إذا سالوني ما الهوى قلت مابيا وبي رشا قد كان دنياى حاضرا فغادرني اشتاق دنياى نائيا سمحت بروحي في هواه رخيصة ومن يهو لا يؤثر على الحب غاليا ولم تجر الفاظ الواشة برية كهذى التي يجرى بها الدمع واشيا اقول لمن ودعت والركب سائر برغم فؤادي سائر بفؤاديا امانا لقلبي من جفونك في الهوى كفى بالهوى كاسا وراحا وساقيا ولا تجعليه بين خديك والنوى من الظلم ان يغدو لنارَيك صاليا ولي ملك ملء الفؤاد محبب جمعت الهوى في مدحه والقوافيا وما الشعر إلا خطرة او سريرة تصوغهما لفظا إلى النفس ساريا فتى الشرق فت العالمين مكارما ومن قبل فت النيران معاليا سموت فلم تستبق للمجد غاية تسوم السها هذى الخطى والمساعيا واطيبُ من قرب الحبيب على رضى مقامك في دار السعادة راضيا وما زلت في ملك الخليفة اولا وإن كنت في نادى الخليفة ثانيا ولو سئل الإسلام ماذا يريده لما اختار إلا ان تديما التلاقيا فبينكما في الدين ودّ ورحمة وفي الملك عهد الله ان لا تجافيا وللودّ دل لا يكدِّر صفوه ولكن كثيرا ما يغر الأعاديا تقبل عزيز المالكين تحية تقدّمها مصر وتهدى التهانيا طلعت عليها والضحى في ربوعها فيا حسنه يوما بشمسيه زاهيا عروس سماء الشرق انت جمالها إذا زُيّنت كنت الحلى والمجاليا تغيّب حينا حسنها وشبابها وقد ملات منها الغداة النواحيا نشرت جلال الملك فيها وعزه واعلامه موسومة والعواليا واقبلتَ كالدنيا إذا هي اقبلت وكالدهر حال الصفو لو دام صافيا تشير بوجه ذى جلال وراحة يفيضان في الناس الهدى والأياديا فهذا هو البدر استقرّ به السرى وهذا سحاب الجود القى المراسيا تغامر في الأمور تظن قصدا وأنت مع الأمور على اضطرار إذا فاتتك قلت اختار دهري وإن هي لم تفت قلت اختياري وقد تجرى سعود او نحوس وليس سوى قضاء الله جاري ارى طوفان هذا الغرب يطغى واهل الشرق سادتهم نيام فإن لم يأتنا نوح بفلك على الإسلام والشرق السلام زعموا اللؤلؤ من طول النوى يظهر السقم ويبدى الاصفرار فإذا رُدّ إلى موطنه في جوار البحر يشفيه الجوار وترى الأصداف لا تعطفها فرقة الدار ولا بعد المزار وكذاك النفس في احوالها حسب الجوهر منها والنجار إن تكن من صدف تنس الحمى او تكن من لؤلؤ تبك الديار عرابي كيف أوفيك الملاما جمعت على ملامتك الأناما فقف بالتل واستمع العظاما فإن لها كما لهمو كلاما سمعت من الورى جدا وهزلا فانصت إذ تقول القول فصلا كانك قاتل والحكم يتلى عليك وانت تنتظر الحماما ولا تامل من الأموات عفوا وإن كان الحسين اباك دعوى ارقت دماءهم لعبا ولهوا ولم تعرف لغاليها مقاما دماء قد فدتك ولم تصنها نفضت يديك يوم التل منها فكيف تنام عين الله عنها إذا غفل الملا عنها وناما لقد سفكت بجهلك شر سفك لغير شهادة او رفع ملك وانت على قديم العز تبكى وتندب رتبة لك او وساما تقول لك العظام مقال صدق ورب مقالة من غير نطق قتلت المسلمين بغير حق وضيّعتَ الأمانة والذماما تقول لقد بقيت وما بقينا ثبتنا للعدا حتى فنينا فما حكم الليالي في بنينا وما صنع الأرامل واليتامى وتقول وصوتها رعد قوىّ ونحل في الضمير لها دوى لقد مات الكرام وأنت حىّ حياة تنقضى عارا وذاما تقول وصوتها ملأ الدهورا وأنت أصم من حجر شعورا عرابي هل تركت لنا قبورا يقول الطائفون بها سلاما تقول وصورتها بلغ السماء وأسمع خير من سمع النداء إله العالمين أجب دماء تصيح الانتقاما الانتقاما تقول جبنت حين الظلم ينمو وثر ولم يكن في مصر ظلم وغرك من أبي العباس حلم ولما يكتمل في الحكم عاما وقفت له وما ظلم الأمير ولم يكن آطمأن به السرير فجل الخطب واضطربت أمور عييت بأن تكون لها نظاما تقول مقالة فيها اعتبار عشية حال بينكما الفرار أموتٌ يا عرابي ثم عار يلازمنا بقائدنا لزاما رمانا بالجبانة كل شعب وسبتنا الخلائق أى سب لأجلك حين تخرج لحرب ولا جردت في الهيجا حساما وقيل زعيمهم ولى الفرارا وفي بلبيس قد ساق القطارا وخلف جيشه فوضى حيارى وقد بلغ العِدى فيهم مراما نسائل عن عرابي لا نراه وننشد حاميا خلّى حماه ركبنا الموت لم نركب سواه ونت ركبت للعار الظلاما رويدا يا شعوب الأرض مهلا فما كنا لهذا اللوم أهلا أراكم واحد جبنا وجهلا فأنساكم مواقفنا العظاما سلوا تاريخنا وسلوا عليا ألم يملأ بنا الدنيا دويا لقد عاش الأمير بنا قويا وعشنا تحت رايته كراما يَعزّبنا ويقهر من يشاء كأنا تحت رايته القضاء لنا في ظلها وله علاء ومجد يملأ الدنيا ابتساما ألم نكف الحجاز عوان حرب وأنقذناه من حرب وكرب فكنا للمهيمن خير حزب أجرنا الدين والبيت الحراما سلوه وأهله أيام ثاروا ألم نقبض عليه وهو نار وكان الدين ليس له قرار فثبتناه يومئذ دعاما ألم نك خلف إبراهيم لما رمى بجواده الأبراج شما وكبرّ يوم مورة ثم سمى فكنا الصف إذ كان الإماما ترانا في مواقفه نليه كما جمع الأب الوافي بنيه وليس الجيش إلا قائديه إذا ما قوموا الجيش استقاما نلبى إن أشار براحتيه إلى حصن فيسبقنا إليه كأن سميّه في بردتيه يخوض النار في الهيجا سلاما وفي اليونان أحسنا البلاء وهز المسلمون بنا اللواء وقدّمنا بوارجنا فداء على الأمواج تضطرم اضطراما وفي البلغار صلنا ثم صلنا وطاولنا الجبال بها فطلنا وأنزلنا العدوّ وما نزلنا وكنا للرواسى الشم هاما وسل بأسنا سودان ومصرا فبعد الله والمهدىّ أدرى بأنا الأسد إقداما وأجرا إذا اصدم الفريقان اصطداما وفي المسكوف شدنا ذكرا مصرا على قتلى بها منا وأسرى بلغنا نحن والأتراك عذرا وأرضينا المهيمن والإماما وكان لنا بلاء في كريد بيوم ثائر الهيجا شديد أذبناها وكانت من حديد وأطفأنا لثورتها ضِراما رفعنا الملك بالمهج الغوالي تسيل على القواضب والعوالي وبالأذكار لم نحيى الليالي ولا بتنا على ضيم نياما تقول لك العظام دع الأماني ولا تحِفل بسيف غير قاني وليس بذى الفقار ولا اليماني ولا المقهور دفعا واستلاما أراح الله منك حدِيدَتَيه وأنسى الناس ما علموا عليه وأنت تنبه الدنيا إليه وتفتأ تذكر العار الجُساما تحنّ له كأنك لم تضعه فسعه بجبنك المأثور سعه ودعه في ظلام الغمد دعه لعل مع الظلام له احتراما أما والله ما لُعَب الصغار ولا خُشُب يقلدن الجوارى ولا الأوتار في ايدى الجوارى بأحسن منه في الهيجا قياما وهذا الصدر أضيق أن يحلَّى وأن يسترجع الشأن الأجلا فلم يك للقنا يوما محلا ولا لقى الرصاص ولا السهاما لقد ضاع الفخار على الخفير وضاعت عنده نعم الأمير أمن تحت السلاح إلى وزير يسمى السيد البطل الهماما عمَّى في الشرق كان ولا يزال فما برحت معاليه تنال ويبلغ شاوها الأقصى رجال لهم في الجهل قدر لا يسامى فخذ رتب المعالي أو فدعها وإن شئت اشِرها أو شئت بعها فإنك إن تنلها لا تضعها وحاشا ترفع الرتب الطغاما تقول كل العظام وأنت لاه تمنى النفس من مال وجاه وتكذب بالصلاة على إله ولما بتلغ الروح التراقي سنأخذ منك يوما بالخناق ولما تبلغ الروح التراقي تلاقى يوم ذلك ما تلاقى دماء الخلق والموت الزؤاما نجيئك يوم يحضُرك الحمام يسل حسامه ولنا حسام وتسبق سهمه منا سهام لها بالحق رام لا يرامى نجيئك يوم تحضُرك المنون ويأتى العقل إذ يمضى الجنون نقول لنا على الجاني ديون فياربَّ الدم احتكم احتكاما ونُسأل ما جنى ماذا أساء ليلقى عن جنايته الجزاء فنرفعها إلى البارى دماء ونعرضها له جثثا وهاما نقول جنى ومنَّ بما جناه وحاول أن تُردّ له علاه وضيع أنفسنا ذهبت فداه وأنت الله فانتقم انتقاما هناك ترى جهنم وهي تُحمَى وتذكر ما مضى جرما فجرما فَتُشرقَ بالدم المسفوك ظلما وبالوطن العثور ولا قياما كان في الروم عظيم ينتهى الجود إليه جاءه يوما حكيم يشتكي بين يديه قبل النعل وأبدى أعظم الذل لديه فرأى ذلك قوم أنكروا الأمر عليه قال ما قبّلت رج ليه ولكن أذنيه إنَّ من كان كهذا أذنه في قدميه دام ديويت غانما سالما من محاربه تلك ثيرانه التي هي إحدى عجائبه يُشترى اثنان منهما بعرابي وصاحبه يا كريم العهد يا ابن الأكرمين كل عيد لك عيد للبنين مصر ترجوهم وترجوك لهم في ذَرا العباس خير المالكين وترى شأنك فيها شأنهم أصلح الله شؤون الناشئين ورعاهم لك واسترعاهم بك مأمونا على العهد أمين لك في مهد المعالي دولة حسب الطفل عليها والجنين أبدا عباس يبنى ركنها لبنيه وبنينا باليمين وأميري في غد ساعده ومن الأشبال لليث معين يشرق الكرسي من نورهما كلما لاحا جبينا لجبين عندي لكم منتخب فرشحوه واندبوا هبوا له أصواتكم وغيره لا تهبوا في مجلس الشورى له ألف حساب يحسب والاحتلال يتقى آراءه ويرهب وتنقل التيمس ما يقوله ويطلب ذاك فلان ليس من يقرا ولا من يكتب لا عالم يملأها علما ولا مجرّب وليس بالخطيب إن قام الملا فخطبوا مبدؤه لا مبدأ مشربه لا مشرب عند الأمير يفترى عند الوزير يكذب وإن تكن وشاية فالمستشار أقرب عجيبة أموره والصحف منه أعجب قالوا له فيها الهما م الفاضل المهذب ولقبوه بالسرىّ الشهم فيما لقبوا أين النهى يا أمّة يضحك منها الأجنب لما سمعت بنقطة في الخلف صارت شر هوّة حققتها فوجدتها بين البنوّة والنبوّة ضغن وحقد دائم كانت لعيسى منه غنوة وهو الذي مِن نصحه للمرء أن يهوى عدوّة لم يحكه تبّاعه زهدا ولم يسلوا سلوّة أتراه كان يبيحهم أن يأخذوا الدنيا بقوّة لما رأيت جباه قوم في الثرى وشفاهم تدلى إلى الأعتاب وسمعت في طنطا ضراعة قائل يا أيها البدوىّ فرّج ما بى ولقيت في الحنفى من يسعى له برسالة مفتوحة وكتاب وشهدت في روما كنيسة بطرس يبلى الشفاه بها حديد الباب وعلمت أن من القسوس مؤلَّها يرجى لمغفرة وحسن مآب أيقنت أن الخلق ضلوا ربهم يا رب لا تأخذهم بعذاب حبيبك من تحب ومن تجل ومن أحببت للحالين أهل ومن يجزيك عن ودّ بودّ ومالك مهجتي سمح وعدل إذا ما الحب لم يكسبك عزا فكل مودّة في الناس ختل وفضل منك أن ترعى ودادا وليس لمن تودّ عليك فضل بلوت الناس خدنا بعد خدن فما للمرء غير النفس خل وطالعت الأمور فكل صعب إذا لزم الرجال الصبر سهل أدِل على الخطوب إذا أدلت وأتركها تهون ولا أذل وألقى النازلات بحدّ عزم يفل النازلات ولا يفل وأحقر كل كذاب المعالى ولو أن السماك له محل وأعلم أن للدهر اختلافا وأن الجدّ ينهض أو يزل وأن النفس للإنسان كل إذا بقيت عليه وزال كله عرفت سجية الدنيا فدعها تمرّ على سجيتها وتحلو وإن لم تأتك الدنيا بظل فجاوزها إلى دنيا تظل إذ المأمول والآمال حيرى وغيث الناس والأيام محل عزيز الشرق هل للشرق ذكر مع الأيام أم طوِى السجل وهل لبنيه من مسعاك ركن فركنهم ضعيف مضمحل أَعِد له النوابغ فهو منهم ومما يرفع الأوطان عطل ولم أر كالرجال مع الليالي إذا كثرت على البلدان قلوا ولا كالعلم يجمع كل شمل وليس لأمة في الجهل شمل ولا كالمجد ميسورا قريبا لشعب فيه إقدام وعقل رنة الكف فوق خدك اشهى عند قومي من رنة الأوتار إن كفا كفّت أذاك عن النا س لكف خليقة بالفخار ورثت الحلم عن فحل كريم ففيك الحلم عند الصفع عادة وشأنك بيننا في أرض مصر كشأن أبيك في دار السعادة أمحمد فرغت حقيبتك التي أخرجت منها قول كل حكيم فإذا لُطِمت بألف كف لم تجد للفخر قولا يا ابن إبراهيم لقد نقل الراوون عني حكاية وقالوا كلاما ما أشدّ وأشاما أيصفع مثلي ناشئ ويراعتي أسالت دموع القوم في مصر عَندما ألا اعتذروا لي عنده فأنا الذي صفعت بصدغي كفه فتألما لا تدخل الحانات مستهترا فالصفع في الحانات ساق يطوف فرب كف خلقت أسطرا في الوجه لا تمحى بعذر الحروف رأيت امرأ ذاق الكفوف ولم يبل وفي الصلَف المذموم قد زاد حدَّه فقلت ارتجع فالناس في مصر أرّخوا محمد إبراهيم صعّر خده في كل ليل أنتحى بار الذوات فلا أراك أحسبتَ أن كفوفهم باتت تشير إلى قفاك عجبوا من المصفوع كيف تجمعت كل البلادة عند شخص واحد لا تعجبوا فالله صوّر وجهه من جلمد أو من فلاذ جامد جمع الجمودة والبرودة صدغه فالناس تضرب في حديد بارد يا عدوّ الله والرس ل وسبَّاب الخليفة صف لنا صفحة خدَّ يك على تلك الصحيفة يا باذلا وجنتيه إن كنت للغيظ كاظم بذلت خدّا لنشأت فجد بخد لكاظم أرقصوه بقولهم فيلسوف حين غنت على قفاه الكفوف كاتب الشرق ماله من جزاء غير صفع السقاة حين تطوف وله السبك حين ينشى وما يس بك مما يخط إلا الحروف كذبت في باينه كل دعوى هو في الناس سارق معروف ما هذه الكف التي قد كفت ونالها من نال بالراحة كانت يدا بيضاء لكنها قد افقدت مصفوعها الراحه سودت الدنيا عليه فقد أوشك أن يحرق مصباحه لك خدّ كأنه قطعة الجل مد ثقلا فمن تراه استخفه كلفوا صافعا به وهو لا يد رى لذا راح صافعا كفه قل للأولى جعلوا القريض وسيلة يتناظرون به مع المصباح لا تعجبوا من راحة صفعت فتى مثلى فمثلى مغرم بالراح كتاب مصر اثنان في آرائنا وعند حسن الرأى تجلى المعمعه فكاتب يقام إجلالا له وكاتب لا نستحى أن نصفعه قد صفعناك صفعة ليس يمحى لها أثر هذه الكف مبتدا ولدى غيرنا الخبر قالوا نرى شعراءكم يتمرنون على قفاه فأجبتهم لا تعجبوا هذا الكلام على هواه هو يعشق اللفظ الرقي ق وإن جرحت به أباه إذا ثار يوما عليك العدا وخفت من الحقد والحاقد فلا تكترث بعصاباتهم ولُذ بقفا حضرة الوالد أنا والله أصلح للمخازى وأفعل فعلتي وأتيه تيها أمكن صاحبي من صحن خدي وأعطى ذمتي من يشتريها لا تعجبوا لكويتب صعفت أصداغه حتى لقد نتأت في اذنه الأقلام قد زرعت لكنها في صدغه نشأت يقول صافعك الفتان إذ جمعت خداك من صفعه وردا لتفاح وجدت خدك من راحي بمنزلة هي المصافاة بين الماء والراح رأى وجهه باردا جامدا فراح يسنّ عليه الجلم ولو كان صانعه منصفا بصيرا لقط عليه القلم رآك تحب السجع حتى تظنه هو الحسن لا ما جاء من جودة الطبع فثقل من صفع بسجع وما درى بأن أجل السجع ما خف في السمع رأى قفاك الذي رآه سهلا وما كان بالممنّع فبات ينشى وبت تملى وهو يقفَّى وأنت تسجع لقد صفعوه صفعة جل شأنها وأعيا على حذق الطبيب علاجها ولو أتبعوا صفعا بصفع لأحسنوا وزان اللآلى في النحور ازدواجها هي صفعة سر الصحافة وقعها ورجا بيان مثلها وبديع كانت تؤملها البلاد ليرعوى غِر ويعرف قدره المخدوع عظمت على من نالها فكأنه من كف كل أخى نهى مصفوع هي صفعة لهج الأنام بذكرها ودرى البعيد بها ومن لم يعلم قد بالغ الأدباء في أوصافها ما بين منشور وبين منظم فغدا قفاك يقول منذ هلالهم هل غادر الشعراء من متردَّم قد كنت لا شئ في الأنام لكي تصفع من صانع وإن عدلا فذاك ما كان ضاربا رجلا لكنه راح ضاربا مثلا توليت الصحافة فاستكانت لما أرخصتها بيعا وسوما وقد أبكيتها دهرا طويلا فلا تحزن إذا أبكتك يوما يرى كاتب المصباح في الصفع لذة وليس سواه من يرى صفعه نفعا أديب له حسن الجناس طبيعة يزيدك صفحا كلما زدته صفعا لي سؤال يا أهل مصر فردّوا بجواب عن السؤال مفيد أى كف قد باشرت صفع خدّ فسمعنا دويَّها في الصعيد بين أهل الصعيد شاع حديث وهو أن المويلحي صفعوه ليت شعري وليتني كنت أدرى ساعة الصفع أين كان ابوه أمحمد لا تحسبن ال صفع لم يصغ إليه فلقد أتى التاريخ خدُّ ك فرقع الكف عليه ولقد ظننتك يا محمد في فن الكتابة حاذقا فهما وطفقت أسال كل ذى ثقة حتى نظرت بصدغك القلما رأى خدّك الفتان اشهى من المنى فمال إليه ميل صب مولّع وما كان ممن يصفع الخد كفه ولكن من ينظر خدودك يصفع سموه عام الكف وهو الذي يؤخذ من معناه ان قد كفى ما هو عام الكف لو انصفوا لكنه بالحق عام القفا رأيت جمادات الثرى ونباته وكل خسيس دب فوق أديم فلم أر أهلا للمهانة والأذى كصدغ لئيم الدهر وابن لئيم صرت أرجو بأن تكون المرجى وبان يبدل الهجا لك مدحا تلك كف قد اكتفت واكتفينا فرأينا أن نعقب الصفع صفحا صفعنا روحه بيد المعاني فألفينا لها صبرا جميلا ومن طل الإقالة من شجاع وأشفق من مضاربه أقيلا جئننا بالشعور والحداق وقسمن الحظوظ في العشاق حبذا القِسم في المحبين قِسمى لو يلاقون في الهوى ما الاقى حيلتي في الهوى وما اتمنى حيلة الأذكياء في الأرزاق لو يجازي المحب عن فرط شوق لجزيت الكثير عن أشواقي وفتاة ما زادها في غريب ال حسن إلا غرائب الأخلاق ذقت منها حلوا ومرا وكانت لذة العشق في اختلاف المذاق ضربت موعدا لما التقينا جانبتني تقول فيم التلاقى قلت ما هكذا المواثيق قالت ليس للغانيات من ميثاق عطفتها نحافتي وشجاها شافع بادر من الآماق أعياد عزك للدنيا مجاليها وللأحاديث عاليها وغاليها وللبرية منها ما تسر به وللرعية ما يرضى أمانيها وللسعود غدوّ في صبائحها وللميامن مسرى في لياليها وللمالك حظ في مفاخرها وللملوك نصيب من معانيها لعز غليوم فيها من يمثله وذات إدورد فيها من يحاكيها ما للممالك لا يأتي أكابرها لصاحب النيل أو يسعى أهاليها أليس من جمَّل الدنيا أبوته وقصّرت عن معاليهم مواليها العصر يعلم والأحياء ما بلغت بعصر أيام إسماعيل تنويها ضافته بلقيس حين الدهر خادمها في ملكها والليالى من جواريها وجاءه المالكون الصِّيد في سفن ألقت على الساحة الكبرى مراسيها تُقل كل كبير الملك مقتدر تعزّ آيته الدنيا وتعليها منىً كبار وآمال محببة خابت ولم يلق غير اللوم راجيا والناس من تقعد الدنيا به قعدوا سجية المرء في الدنيا يجاريها بنيت فوق عريض اليم قنطرة ما كان فرعون ذو الأوتاد يبنيها شماء قاهرة فوق المياه فلا تجرى وتذهب إلا ما توليها طلعت والشمس في ابهى مواكبها وموكب الملك ذو الأنوار يَزريها كما تطلّع يوما في ركائبه رمسيس تدفعه الأيدي وتزجيها أجل ركبا من الأقمار كافلة تبدو النجوم حواليها تساريها لا تنثنى عن محياك القلوب هوى إن عارض الذهب الأبصار يثنيها وقفت والنيل خلف السد منتظر إشارة من بنان الخير يمضيها فأعملت يدك المفتاح فانفجرت في مصر عشر عيون من اياديها لما جريت لغايات الندى وجرى عجبت كيف حوى البحرين واديها تالله ما جرت الأرزاق يومئذ إلا وكنت بإذن الله مجريها مفاخر لك يختال الزمان بها قام الخطيب وزير الرىّ يطريها من لأبن جعفر إن يحصى عليك ثنا وللبلاغة في علياك ما فيها لو دام يهدى لك الأشعار حافلة ما ضِقت جاها ولا ضاقت قوافيها يا نيل مصر وفي الأيام موعظة ماذا لقيت من الدنيا واهليها ليت البرية ما داستك أرجلها بعد المشيب ولا غلتك أيديها قد ثقلوك بنيرٍ من جلامد لا تعده الأرض إلا من رواسيها وحملوك صخورا فوق ما حملت منها أثافي دهور عز خاليها أمسيت في مصر موثوقا إلى اجل وكنت وحدك حرّا في نواحيها قدّت لك الصخر اغلالا ومن عجب الشر تجزيك حين الخير تجزيها ضنا بمائك أن يسقى الصعيد به ورب حرص على الأشياء يؤذيها ومركَب من بخار قد جرى وجرت من تحته الأرض تطويه ويطويها كأن اشباحه والليل ياخذها سرائر الأرض تبديها وتخفيها كأنها وبياض الصبح نم بها رسل النهار إلى الدنيا تهنيها تمر أعجلَ في شرخ الشباب بنا على مناظر كالفردوس ضاحيها على الطبيعة تلهو في ملاعبها من الوجود وتزهى في مغانيها كغادة لمعاني الحسن جامعة تقاسم الحسن عاريها وكاسيها ولى الصبا ومضى جِد الدهور به ولا تزال لعوبا في تصابيها مثل الملاحة في الدنيا مداولة تُفنى الحسان ولا حسناء تفنيها يا ابن البخار تمهل في الصعيد بنا تر البسيطة في مشهور ماضيها وقِف نشاهد طلول الأقدمين به تحير الدهر فيها كيف يبليها هياكل كالجبال الشم سافلها وفوق هام النجوم الزهر عاليها إذا أتتها الليالي من قواعدها تنالها بالبلى قامت اثافيها يفنى الزمان ولا تبلى زخارفها ولا يحول من الألوان زاهيها إذا وقفت بأبواب الملوك ضحى أيقنت أن قد بنى للخلد بانيها رأيت فرعون موسى عند حفرته لا يطلب اليوم من دنياه تأليها بين الحياة وبين الموت من جزع يخشى القيامة فيها أن يلاقيها عجائب الطب لا لقمان يعرفها في الغابرين ولا بستور يدريها يا أمة بلغت في المجد غايته وقصر الناس فيه عن مساعيها قوموا الغداة انظروا هذى مآثركم هل في مآثرهم شئ يضاهيها مرحبا بالفتى العظيم الشان سيد الكل من بنى الألمان وارث النسر للسلام جناحا ه وللحرب ذانك المِخلبان يخطف النصر في وجوه السرايا زاهدا في غنائم العقبان مصر من نوركم ونور اخيكم قد مشى فوق أرضها الفرقدان أنت في كل بلدة تتجلى وأبوك العظيم ملء الزمان مظهر الشمس في الوجود علوا ونشاط الأفلاك في الدوران عالم شاعر حكيم خطيب ماله فوق منبر العصر ثاني ما نسينا وقوفه بصلاح ال دين والعالمون في نسيان كلمات قد زادت القبر طيبا فوق طيب العظام والأكفان وإذا القلب كان سمحا كريما ظهرت طيباته في اللسان والمروءات عند أربابها فو ق اختلاف الآراء والأديان قف برمسيس إنه كصلاح ال دين أهل لذلك الإحسان قل له يا أبا الملوك هل العي ش وإن طال غير بضع ثوان قم فعظنا فهذه هامة أبن ال شمس اين النحاس والتاجان ونعم هذه يمينك لكن حيل بين اليمين والصولجان وتأمل على الصعيد بقايا دولة فوق دولة الرومان قهرت أربعين شعبا إلى أن قبرتها طوارق الحدثان يا ابن غليوم يوم ترجع بر لين ويصغى لقولك الوالدان قل لمولاك يا أبي ومليكي مصر أم الشعوب ذات الحنان منهل العالمين من كل جنس وخِوان لكل قاصٍ دانى تنقل ايها القمر المنير لقد خُلق السرى لك والمسير اذا لم تطو منزلة لأخرى فما تجدى منازلك الكثير تظن العين أن قد غبت عنها وأنت بجفنها بصر ونور وتلتفت القلوب إليك شوقا فتهديها لموضعها الصدور ومثلك من يضيق الرحب عنه ويحمله على السعة الضمير هنيئا للسراة ولليالي وللدنيا قيامك والسفور ونورك وهو للداني سبيل وبشرك وهو للقاضي بشير أرى دار السعادة قد تجلت وعاد لها التأنس والحبور تهللت القلوب وأنت فيها فعذرا إن تبسمت النور أتدرى قدر زائرها المفدَّى وإن جلت وجل بها المزور يضيف خليفة الرحمن فيها عظيم في خلافته كبير اذا اجتمع الصدور به تنحوا كما نزلت عن الطغرى السطور فيم ابتسامك للدنيا وغايتها ترد كل محب عنك منتحيا وما اتساعك منها بعد ما حسبت عليك ضيقة الأجداث منقلبا كم صاحب لبدور الأرض فارقهم لم يحص من حشرات الأرض ما صحبا وناعم كان يُؤذى من غِلالته تالَّف الدود والأكفان والتربا لا يعرف العيش حتى ينقضى فنرى صدق الحياة بعين الموت والكذبا كل الحقائق فيها الشك محتمل إلا المنية تأبى الشك والريبا وما رأيت على علمي وتجربتي كالموت جدا ولا ما قبله لعبا ما مات من أودع الدنيا عظيم نبا ولا قضى من قضى للمجد ما وجبا وما استوى المرء يطوى ذكره معه وذاهب فضله في الناس ما ذهبا فإن مررت على الدنيا فمرَّ فتى ولا تمرنّ مثل الأكثرين هبا فالخلد صفنان خلد الناس بعدهم بالذكر والخلد عند الله مرتقبا أبكى رفاعة أبكى العلم والأدبا أبكى المروءة والفضل الذي احتجبا أبكى القوافي كضوء الشمس سائرة ابكى المحابر والأقلام والكتبا ابكى الأحاديث تجرى كلها ادبا ابكى البلاغة ابكى بعدك العربا يا ابن الذي بعثت مصرا معارفه ابوك كان لأبناء البلاد ابا اتيتما وظلام الجهل يملؤها كالشمس والبدر لا ادعو كما الشهبا تربيان لها الأبناء صالحة وتخرجان حماة الدولة النخبا والشكر اولى واحرى في الشعوب به من يمطر العلم ممن يمطر الذهبا قال النعاة قضى خير الكرام ابا فقلت إن شاء ربى خيرهم عقبا لا يهدم الله بيتا أُسه شرف مدت له يده من فضله طنبا ماذا رجوت من الحفاوة عنده يا بائع القرآن بالإنجيل دع ملك إدورد وخل بلاده يكفيك عسكره بوادى النيل خلقان فيك تخلفا وتباعدا حب الجميل وكفر كل جميل عش للخلافة ترضاها وترضيها وتنشئ السكة الكبرى وتحميها وتنشر الامن في بدوٍ وفي حضر وتمل الارض عمرانا وتحييها وتحمل الملك والاسلام عن امم شلاء لاتحفئ الاشياء ايديها هوى الاجناب اعماها وضللها سيان سافلها فيه وعاليها تفرقت وتولت عنك فاحتكمت للقوم فيها يد كالنار عاديها إن أضحك الملا المفتون حاضرها ابكى الاجنة في الارحام آتيها توهموا العز في ذل يراد بهم وشبهت لهم النعماء تشبيها لاعيش في الذل الا للذليل ولا حياة للنفس ان ماتت امانيها أننفض اليد من عز نؤمله وتحت رايتك الآساد تزجيها إن أظمت الحرب كانوا البيد ظامئة أو أعرت الحرب كانوا هم عواليها من كل غازٍ صحابىٍّ له ثقة بالله لا تفصم البلوى اواخيها لا تصهل الخيل إلا تحته طربا ولا يرى الخير إلا في نواصيها يا كافى البيت لا تجزع لحادثة وثق بنفسك إن الله كافيها تأبى الحوادث إلا ان تلاعبها ترميك بالحادث الداجى وترميها وأنت من فوقها رأيا وتجربة بالصبر في الصدمة الأولى تلاقيها عطفت كل فؤاد فيه مرحمة وكل نفس مصير الدين يعنيها لم يبق للدين لا جيش ولا علم سواك يوم تميد الأرض يرسيها لا بارك الله في البلغار يوم بغت ويوم تخزى ولا في ملك مغريها شعب يجير النصارى في مآربه وسيفه في يهود الأرض يفنيها كأن صاحبه فرعون برهته موكلا بنى اسرائيل يؤذيها تفر شيعة موسى من رعيته وانت من كلام الإسلام تؤويها حضارة يخدع الأغرار زخرفها وما زخارفها إلا مخازيها عيد الخليفة في الدنيا وساكنها عيد الملائك في عالى مساريها تطوى السماء إلى إدريس زينته اشعة بركات في لياليها ويزدهى الركن والبيت الحرام به والقدس والهند قاصيها ودانيها كأنه النيل في ماضى مواسمه تعليه مصر وتطريه أهاليها يحييه فيها ويحليه أخو كرم في المسلمين أبىّ النفس عاليها جار الخليفة لا يبغى به بدلا إذا الرجال تخلت عن مواليها يا أمة المصطفى جلت حوائجكم فقدموا الخير علّ الله يقضيها لا تسمعوا لمريب في خلافتكم كفى الخلافة ما يأتي اعاديها ما هذه الحرب في زىّ السلام لكم إلا صليبيّة والكل صاليها يقوم عنكم بها جيش ملائكة موكل بتخوم الدين يحميها يؤذَى كما كان يؤذى الصحب محتملا في طاعة الله والمختار يبغيها تكثّروا ما استطعتم من ديونكم عند النبي فإن الله موفيها تلك الإعانة لا مين ولا كذب إعانة المصطفى جبريل جابيها فمن يضنّ على طه وفي يده فضول مال فللشيطان ما فيها ومن يلبِّ ففى دنيا يشيدها للمسلمين وفي اخرى يرجيها قالوا الطريق إلى المختار نائية قلت الإمام بإذن الله مدنيها لكل شئ زمان ينقضى معه فودّعوا النوق واطووا ذكر حاديها كأنني بسبيل البيت قد فتحت تطوى ويدنو لوفد الله قاصيها يجرى البخار إلى خير البطاح بهم جرى الثواب حثيثا في نواحيها ويبلغ البيت والقبر الذي دفنت فيه المكارم خاليها وباقيها مثوبة ودّها في عهده عمر وودّ عثمان لو يحيا فيبنيها لا ترتقى عن سجل الفخر آيتها إلا إلى قلم في اللوح يحصيها جعلتم للفؤاد شغلا وأنتم مهجتي وأغلى أحللتم في سواد عيني تالله نوّرتم المحلا يا مالكين الفؤاد رفقا يا مالكين العنان مهلا رضيتُ إلا الصدود منكم فحمِّلوني في الحب إلا انا الذي ذقت في هواكم ماذاق قيس من حب ليلى ازيدكم ما استطعت حبا ما زادني العاذلون عذلا يا اكحل العين اى ذنب صير حظي لديك كحلا يا لين الأذن هل الانوا وشاية في الهوى ونقلا يا نافر العِطف لا لداع من ذا أراك النِفار سهلا صبك ما يستفيق عشقا وأنت ما تستفيق دلا هلا حكيت الغصون لينا كما حكتك الغصون شكلا جعلت في راحتيك وحى وذاك شئ في الحب قلا وتبتغون السلو منى يا مالك الروح كيف تُسلى تماد في الهجر أو تمهل لعل بعد الصدود وصلا تكاد بشرى رضاك عندى تعدل بشرى القدوم فعلا يا رب لا غبطة ولا حسد ولا انتقاد فلست تنتقد أرى ثراء أفاده قلم أخف منه في المسمع الوتد فهل أفاد البلاد فائدة أم اعتني بالجهالة البلد يا طير مالك لا تهيج لك الجوى نسمات أسحار خطرن رقاق مات الحمولي والغرام فلا الصَّبا في العالمين صَبًا ولا العشاق وصاحب عود به عازف يحركه عن هزار غرد أنامله تلتقى في الفؤاد وريشته تنبرى للكبد يا ناي كيف عرفت أرباب الهوى وحكيتهم فيه حكاية صادق فكان صوتك انة بعث الجوى وكأن غابك من ضلوع العاشق سألوا أمينا كيف يبكى الناى في يده ويستبكى الملا بشجونه فأجاب خِلى لا عدمت وداده أبكى على عينى بكل عيونه عبد المجيد لقيتَ من ريب المنية ما سنلقى في الكأس بعدك فَضلة كل بكأس الموت يُسقى والشمس شاربة بها يوما تضل عليه شرقا مارستَ كل الحق هل صادفت غير الموت حقا النفس في عشق الحياة ة تموت دون الوصل عشقا والناس في غمر الشقا ء على اختلاف العمق غرقى ليت المنون حكتك في تصريفها عدلا وفقاً عِجلت إليك فغيَّبت زين الشباب نُهى وخلقا الأرض فوقك مأتم جيب الفضيلة فيه شُقا ماذا جنيت على أب شيخ بدمع ليس يرقا منَّيته في ذا الشباب منىً فهلا كنّ صدقا قد كان يرجو أن تعيش وكان يأمل أن سترقى والمرء يسعَد بالبنين وفيك مُعتَبر ويشقى من للصغار الذائقين برغمهم لليتم رقا ضَعُفُوا كأفراخ الحمام فمن لهم عطفا وزقا من للقضاء تركته جزِعا ضعيف الركن قلقا يبكي ويستبكي علي ك المشتِكي والمستحقا نم حيث ضافك في الثرى خَلق وحيث تَضيف خلقا إن التي جاورتها لم ترع للجيران حقا عق الخلائق ظهرها وأظن باطنها أعقا كل عليها زائل لا شيء غير الله يبقى شجوني إذا جُن الظلام كثير يؤلبها عادي الهوى ويثير إذا دهمت والليل من كل جانب فنومي قتيل والصباح أسير مشت لجناح واهن من جوانحي ومالت على القلب الضعيف تُغير فما ثار هذا الليل عندي وإنني أليف له في جُنحه وسمير إذ رقد الحياء نادمت نجمه أدير له ذكر الكرى ويدير ضعيفين لا نعطى حَراكا على الدجى كلانا عليه مُقعد وعثور نشدنا دفين الصبح في كل ظلمة عليه كأنا منكر ونكير يسائلني الساقي أَما لك نشوة لعلك رضوى أو عساك ثبير تكاد تخف الكأس من نفحاتها وأنت على مر الكؤوس وقور فقلت عوادي الهم بيني وبينها تكاد تصدّ الكأس حين تدور أتشغل قلبي الراح عن بعض ما به وأشغال قلبي لو علمت كثير برى البين ظُفريه وأذهب ريشه وهدّ جناحيه فكيف يطير يكاد يلين الجذع من زفراته وييبس منها الفرع وهو نضير كلانا غريب في المضاجع ليله طويل وليل العالمين قصير أقول له والغُدر بيني وبينه ومن مدمعينا جدول وغدير يلوم أناس ليس يدرون ما الهوى لعلك دار يا حمام عذير بعيشك خبرني وإن كنت عالما هل الحب إلا جنة وسعير أهنتُ عزيز الصبر فيك وخانني إباء وفىٌّ في الخطوب وفير وما أنا من ينضو عن النفس شيمة ولكن سلطان الغرام قدير خُلقت رحيم القلب آوى إلى الهوى وأنكر ضيف الحقد حين يزور وما خذلتني في بلاء سجية وبعض السجايا خاذل ونصير ولا رمت إلا النفع للناس مطلبا ولا ارتاح لي إلا إليه ضمير ومن يصحِب الأملاك عشرين حجة يُجَمِّله خُلق في الخلال أمير سما بي مديح الكابر ابن محمد إلى حيث لا يبغى المزيد كبير تجلى على الأبصار والصبح فانثنت تباهي به شمس الضحى وتغير وما استقبلت إلا ضياها تعيره دليل الهوى من نورها ويعير أغر تحلى بالحياء وبالهدى فأعلاه نور والغضون نمير فمتى الهمة الشماء فضلك سابق وشعبك جاز بالولاء شكور يروم رعاياك الذي نال غيرهم وأنت بتحقيق المرام جدير جمعت الأدانين الشجاعة والحجى فكل عسير إن عزمت يسير أتعلو علينا في المشارق أمة وجدّك دل الشرق كيف يسير حباه حياة في الحضارة جمة يشير إليها العصر وهو فخور وقد ترفع الأوطانَ للنجم همةُ ويُرجع قوما للحياة شعور ويبعث نورُ العلم شعبا تضمه من المجهلات الحالكات قبور ويمضي على حال ويأتي بضدها زمان ظروف كله وأمور روّعوه فتولى مغضبا أعلمتم كيف ترتاع الظَّبا خُلقت لاهية ناعمة ربما روعها مر الصَّبا لي حبيب كلما قيل له صدَّق القول وزكّى الريبا كذب العذال فيما زعموا أملي في فاتِنِي ما كذبا لو رأونا والهوى ثالثنا والدجى يرخى علينا الحجبا في جوار الليل في ذمته نذكر الصبح بأن لا يقربا ملء بردينا عفاف وهوى حفِظ الحسن وصنت الأدبا يا غزالا أهِل القلب به قلبي السفح وأحنى ملعبا لك ما أحببت من حبته منهلا عذبا ومرعى طيبا هو عند المالك الأولى به كيف أشكو أنه قد سُلبا إن رأى أبقى على مملوكه أو رأى أتلفه واحتسبا لك قدّ سجد البان له وتمنت لو أقلّته الربى ولحاظ من معاني سحره جمع الجفن سهاما وظبى كان عن ذا لقلبي غنية ما لقلبي والهوى بعد الصبا فطرتي لا آخذ القلب بها خلق الشاعر سمحا طربا لو جلوا حسنك أو غنوا به للبيد في الثمانين صبا أيها النفس تجدَّين سدى هل رأيت العيش إلا لعبا جربي الدنيا تهن عند ما أهون الدنيا على من جربا نلتِ في ما نلت من مظهرها ومنحت الخلد ذكرا ونبا أنا في دنياى أوآخرتي شاعر النيل وحسبي لقبا أرد الكوثر إلا أنني لا أرى الكوثر منه أعذبا شرفا صاحب مصر شرفا فتً في هذا المقام الشهبا كيفما ئشت تفرد بالعلى نسبا آنا وآنا حسبا أنت إن عد خواقين الورى خيرهم جدّا وأزكاهم أبا أُنشر العرفان واجمع أمة مثلت في العالمين العربا كل يوم آية دلت على أن للعلم القُوى والغلبا لو بنوا فوق السهى مملكة لوجدت العلم فيها الطنبا سُلّم الناس إلى المجد إذا طلبوا سلمه والسببا ربِّ بالهجرة بالداعي لها بالذي هاجر ممن صحبا إجعل العام رضا الإسلام أو بلغ الإِسلام فيه مأربا وأجِره منعما من أمم كان رأسا حين كانوا الذنبا حكموا فيه وفي خيراته وغدوا أهلا وأمسى اجنبا يا مراد الدهر من أعوامه ما أتى من وفدها أو ذهبا هو ذا العام وذى أيامه جددا تهدى السعود القشبا فز بها واحيَى إلى أمثالها عدد الساعات منها حقبا قالوا الخليفة في فاس أحق بها من فرع عثمان فرع الفضل والجود فقلت إن صدقت دعواكمو التمسوا خليفة الله بين الناى والعود سر الخلافة ما قد بات صاحبه ما بين مرسى وشلهوب ومحمود يا مرخيا لهوى النفس العنان أفق واشفق على رمق باق به تودى هلا نهاك اتفاق الدولتين غدا عن اتفاق مع القينات والغيد أَمَنسُ إلى كم تضل السبيلا فُتنت وحيرت فيك العقولا أبحث البراز بهذى البلاد وكان البراز بها مستحيلا وتوشك تجعله ديدنا وتدعو الفضالي إليه فضولا فلم تخش بالأمس رب اللواء ولا هِبت رب القوافي خليلا أمن أجل حادثة تنقضى بأدنى العتاب تدق الطبولا وتدعو الشهود إلى الملتقى وتبعد والخصم عن مصر ميلا وتطعن مطران في أنفه وما أنف مطران شيئا قليلا طعنت الأشم الأبىّ العيوف الأنوف السميك العريق الطويلا طعنت الصحافة في أنفها طعنت الرصيف الحصيف النبيلا طعنت الجوائب في ربها ولم تخش جورجي بها أو مشيلا خليلىَ مطران نلت الشفاء ولا ذقت بعد لمنس دويلا فأنت تهز صقيل اليراع ومنس يهز الحسام الصقيلا وأنت المقدّم في بعلبك ومنس المقدّم في أهل لِيلا ومالك في السيف عند البراز فبارز رسائله والفصولا وعلمه كيف يصول اليراع فتخجل منه الظبا أن تصولا ويا أنف مطران أنف الإباء عزاء جميلا وصبرا جميلا بكت لجراحك عيني دما وفرض على دمها أن يسيلا فإن شئت خذ نورها مرهما وخذ هدبها للتداوى فتيلا لله في نصرة اليابان حكمته لا يُسأل الله عن فعل ولا شان رأى اليهود أقاموا المال ربَّهمو وآل عيسى أجلّوه كديان وقوم أحمد قد ضلوا شريعته وضيعوا كل إسلام وإيمان تفرّق الكل في أديانهم شيعا وأحدثوا بدعا في كل أزمان فقال أنصر خلقا لا إله لهم أنا الغنيّ عن العُبّاد سبحاني لعل إيتو وتوجو والمكاد إذا راموا الهدى عرفوني حق عرفاني الخطر الأصفر في اعتقادي هذا الذي ندعوه بالجراد كالقوم في اللون وفي المبادي يسير للغزو على استعداد ويدخل القرى بلا ميعاد مجتنب الإبراق والإرعاد وهمه إن حط في البلاد طِلاب موت أو دِراك زاد أبسل من عساكر الميكادي أجود بالأنفس والأولاد أفتك بالزرع م الحصاد معتصم بحبل الاتحاد فما مشى قط على انفراد إلا التي من كَلَف مزداد بدت لمطران بذاك النادى وعذرها عند اللبيب بادى هامت بما جدّ من الأمجاد والعشق في الطير كما العباد فأقبلت والصبر في نفاد تسأله أين قِرى الأجواد فقال ذا طرسي وذا مدادي خذيهما لا تأخذي فؤادي ثم اسكني أبا عدى بالوادي عذال أهل الهوى في الأرض لو جمعوا رضيت جمعهم من عاذلي بدلا لو تسأل الأرض عنه كيف تحمله لقالت الأرض كيما أحفظ الثقلا يا مذنبا كل يوم نحو مغرمه أذنب كما شئت قلبي عنك معتذر ذهبت من عاذل قاس بداهية فلست تعلم ما تأتي وما تذر يا عزيزا يسعى لعز الرعايا فله تجزل الثناء الناس إن آباءك الكرام بمصر خير من مدّنوا البلاد وساسوا تلك آثارهم تدل مدى الده ر عليهم كأنهم نبراس أنت أحييتها وشاهد صدق بالنوايا الحسان هذا الأساس ولسان السعود قد قال أرّخ خير دار بني لنا العباس يا مليكا شاد فينا مثل ما شاد الخليل دمت مشكور المساعي أيها المولى الجليل كان إبراهيم يبنى كعبة للصالحين ولأنت اليوم تبنى كعبة للصانعين فلك القطر دواما حافظ حق الجميل فابن يا مولى وشيِّد دار عز وافتخار فهي كنز للرعايا وحياة للديار وستكسو مصر ثوبا يبهر الدنيا جميل يا طيف من أهوى جعلت لك الفدا أكلا كما عن ناظريّ يغيب عذر الحبيب هو الرقيب عدمته قل لي بعيشك هل عليك رقيب لقد لامني يا هند في الحب لائم محب إذا عُدّ الصحاب حبيب فما هو بالواشي على مذهب الهوى ولا هو في شرع الغرام مريبُ وصفت له من أنتِ ثم جرى لنا حديثٌ يهمُ العاشقين عجيبُ وقلت له صبراً فكل أخي هوى على يد من يهواه سوف يتوب أطيب العيش منزل فيه روض وجدول وسقاة أولو نهى وكؤوس تَنَقَّل ومغنّ وعازف وهَزار وبلبل وحبيب يحبني ورقيب مغفل يودّ الناس لو يدور ن ما أنتَ كيمورا وما تصنع بالأسطو ل مشحونا ومعمورا فما أصبحت منصورا ولا أمسيت مقهورا ولا دست على حوت ولا أغرقت عصفورا ولم ندر على البحر جديدا عنك مأثورا ولا أسمعتنا عنك أحاديثا ولو زورا ولا طاردت مفكوكا ولا ضايقت محصورا فهل أسطولك الضخم على الماء شمندورا مطران أعطيت المكارم حقها ورغبتُ في مائة فجدتَ بضعفها فقبلتها وصرفت فكري تارة نحو الثناء وتارة في صرفها وأنا الذي عرف الملوك وعف عن إحسان راحتهم وساكب عرفها أنت السماحة يا خليل بأصلها وبذاتها وبعينها وبأنفها قل للمؤيد ما دهاك يدك التي صفعت قفاك فلم التغطرس والغرو ر ألست تذكر مبتداك أيام كنت ولست تم لك كسرة لتسدّ فاك تلج الثياب وكلها فرج يضيق لها سواك فمن اليمين إلى اليسا ر إلى الأمام إلى وراك تبلى الرياح خطوطها ويزيد في البلوى حذاك تمشى الصباح إلى المسا ء عسى أخوبِرّ يراك تغشى المنازل طالبا رزقا لشعر لا يُلاك عافته أطلال الديا ر ومجه وادى الأراك لم تنس ذلك كله لم تنس جدّك أو أباك لكن غفلة أمّة عبدت عجولا قبل ذاك نسيت لك الماضي الذي لو قيل تَبهت وجنتاك حسبت خدائعك الفضا ئح والبساطة في دهاك خالتك هيكل حكمة تطوى المعارف رداك والدين والوطن المفدّى يشهدان على رياك تصف الجلال والاحتلا ل ومن هنا أو من هناك وتقول قلت وقال لي مولى تواريه ولاك كذب وربك كله غش نصبت به الشراك هي أكبرتك وعظمت تك فأجلستك على السماك جمعت لك النسب الذي من قبل لم يعرف أباك أضحى الوثير لك الوِطا ء وصار من خز غِطاك حتى بطرت وآذنت عنك السعود بالانفكاك فعلوت متن جهالة ووقعت تخبط في عماك بيت المؤيد هل علم ت بما جناه الشيخ جاك كل الفضائح والقبا ئح مشرفات من ذراك هلاّ انقضضتَ من الأسا س ورحت تبكى من بناك فعليه شرع محمد قد سل سيفا للهلاك يستل أعناقا تري د لحرية الدين انتهاك أكفاك يا شيح المؤي د ما جرى أم ما كفاك حكم أذاقك مرّه عدلا وعلقمه سقاك بؤ حاملا غضب الذي قَدَر السقوط لأخرياك سبحان من قسم الحظو ظ ابتداك ولا انتهاك يا ناعس الطرف نومي كيف تمنعه جفني تمنى الكرى بالطيف يجمعه بينى وبينك سر لست مؤتمنا عليه غير خيال منك أُطعمه له حِفاظ ورأى في مواصلتي وأنت بالهجر يا غدّار تولعه ما ضر لو زار أجفاني ولي رمق عساى بالرمق الباقي أشيعه إن أنت لم تتعطف قلت لي رشا يغار من طيفه السارى فيمنعه يشكو إليك ويشكو منك منتحب جرى دما من مغاني السعد مدمعه إن جنَّه الليل أدمت خدّه يده وأنهدّ من سورة الأشجان مضجعه أبكي الصِباء رخيًّا من أعنته جرى بنا لمدى اللذات يقطعه صحا الفؤاد على آثار كبوته إلا أمانيّ لا تنفك تخدعه إذا تمثلته في اللب طار له ورفرف القلب حتى خِفت يتبعه أقول للنفس عنه لا أغالطها مضى به زمن هيهات يرجعه إذا صِبا المرء ولى غير مرتجع فما له بالتصابي لا يودعه أجَد للهو أثوابا وأخلقها وموضع المجد من بُردَىَّ موضعه طلبته يافعا حتى ظفِرت به والمجد يجمل في الفتيان موقعه في الغرب مغتربا والشرق ملتفت مشنَّف بحفيظ الدر مسمعه كن كيف شئت وخذ للعلم حفلته فما وجدت كعلم المرء ينفعه والشعر بالعلم والعرفان مقترنا كالتبر زدت له ماسا ترصعه فإن جمعت إلى حظيهما خلقا فذلك الحظ إن فكرت أجمعه بعدت ديار واحتوتك ديار هيهات للنجم الرفيع قرار ضجت عواد بالبَراح روائح وشكا حديد سابح وبخار بالأمس تصدر عن فروقٍ صاديا واليوم يوردك الشآم أوار زعموا المسافة ليلة ونهارها ما الدهر إلا ليلة ونهار سِر وآسر في طول البلاد وعرضها إن الأهلة دأبها الأسفار والأرض أوسع والعجائب جمة والعمر أضيق والسنون قصار يا راكب الداماء يزجى فلكه رُحماك هل للفلك عندك ثار مأسورة ابدا تروح وتغتدى وهلاكها في أن يفك إسار حازت نفوس العالمين وحازها ضمن الجواري صاحب غدار همت وجرأها على تياره أن الأمور جميعها تيار تجرى مُؤَمَّنَةَ السبيل زمامها لطف الجليل وحصنها المقدار في قُلَّبٍ ما للرفاق وسيلة فيه ولا لهمو عليه خيار بينا مودّته على أكبادهم برد إذا هي في الجوانح نار مازلت أعرض في الضمير لآلئى وأغِيره بنظيمها فيغار والفلك يرقص والرياح عوازف والليل ليل والعباب مثار حتى نزلت بباكرين إلى القرى متهللين كأنهم أقمار سبقت إلى السارى الصباحَ وجوههم تندى ويحمد عندها الإسفار قوم هم العرب الكرام تمخضت مضر بهم في شرخها ونزار نزلوا بلبنان الأشم ونقّلوا فيه المكارم حيث سار الجار لبنان يا ملك الجبال تحية رقت وأزلفها لك الإكبار عاليه تحملها إليك وصوفر ومناهل بالجنتين غزار من نازح الدار التقى بك داره ساح الأكارم للكريم ديار خلَّى الأحبة والمآرب خلفه فإذا الأحبة فيك والأوطار للواردين على رياضك أعين من فضلة أهدابهن نضار سال الفرات بها وقام كأنه دمع السرور لو أنه مدرار ليت الزمان أجار من أحداثه قطرين بينهما هوى وجوار أخذ المحبة من على وابنه وعلى الهوى تتألف الأفكار تزول محاسن الأشياء لكن موات جمالها يحيىَ لديك إذا رحل الشقيق أقام شيء على شفتيك منه ووجنتيك وتحتجب السواسن غير زاهي جبينك للعيون ومعصميك وهذا الجو يُخمد كل برق ويعجز دون بارق مقلتيك وروحك مركز للطف طرّا فكل اللطف مرجعه إليك إذا فنيت زهور أو نجوم وزايلها البهاء بدا عليك أعار الحسن وجهك كل نور وأودع كل طيب مفرقيك مدينة العلم أم دار مباركة أم معبد من جلال العلم أم حرم أم أدركت أمِرِيكا وهي محسنة أن المعارف في أهل النهى ذمم بَنَت ببيروت دار العلم جامعة نعم البناء ونعم الحصن والهرم فيها الضيوف لواء العلم ظللها يا حبذا الجيش بل يا حبذا العلمَ جند الخليفة تمت من نجابتهم لملكه الآيتان السيف والقلم وكم لرب الندى عبدالحميد يد فوق الثناء ولو أن الزمان فم خليفة الله أبقى الله دولته يحفها العز والإكبار والعظم كلية الشرق إن الشرق مفتخر يعلى مكانك فيه العرب والعجمِ فكل باب كباب القدس مستَبَق وكل ركن كركن البيت مستلَم أقلُّ حقِك أن تُطوى زواخره إليك سبحا إذا لم تسعف القدم لا زلتِ نورا لأهليه ولا عدمت وئامها عندك الأديان والأمم أتيتهم من طريق العلم فانتبهوا والناس أيقظ ما كانوا إذا علموا شبيبة الشرق في دار العلوم به الشرق من جدّكم جذلان يبتسم حالَ تحول وأيام مداولة وأبوؤس تتوالى إثرها نعم مالي وللنصح للإخوان أبذله إن النصوح وإن أصفاك متهم ثلاثة نال نعمى الخلد مدركها الله والعلم والتاريخ فاغتنموا أنلني يدا خلقت للقبل فمن نالها بالسماك اتصل أقبلها قبلة للجلال وأخرى لنائلها المرتجل تضاءل عن جودها حاتم ونالت من الحمد مالم ينل وكم في الجديد من الطيبات وإن ضربوا بالقديم المثل تُجدّد في الناس آى المسيح تميت القنوط وتحيى الأمل إذا منعت فضلها سابق وإن منحت فضلها لم يزل وطالع شاكرها المشترى وطالع كافرها في زحل علمت ويعلم من في الوجود إذا قال مولاى قولا فعل أخو عزمة وعده والوعيد هما الرزق في سيره والأجل تمرّ الوعود كمرّ السحاب ووعدك كالبحر يمشي المهل يعم العباد ويغشى البلاد إذا الغيث في أرض قوم نزل ويارب ريث أفاد الجزيل أذا ما أفاد اليسير العجِل أمولاى إن تك أكرمتني جميلك من قبلُ عند وصل وفضل أبيك على كاهلي وعن بر جدّك بي لا تسل وأنتم بناة العلى بالنوال وآونة بالظُبَى والأسل أحاديثكم ملء سمع الزمان إذا ما حديث الكرام أنتقل طلعتم على الشرق كالنيرات فزنتم سماواته من عطل هنيئا لك العيد والتهنئات من العصر أملاكه والدول وعشت لأمثال أمثاله إليك الهناء ومنك الجذل خصيب الرحاب رهيب الجناب إذا ما أمرتَ الزمان امتثل ويا لطَّف الله بالمسلمين وكان لنا العون فيما نزل لنا رقيب كان ما أثقله الحمد لله الذي رحله لو ابتلى الله به عاشقا مات به لا بالجوى والوله لو دام للصحف ودامت له لم تنج منه الصحف المنزله إذا رأي الباطل غالى به وإن بدا الحق له أبطله لو خال بسم الله في مصحف تغضب تحسينا محا البسلمه وعزة الله بلا عزت لا تنفع القارى ولا خردله جرائد الترك على عهده كانت بلا شأن ولا منزله إن تذكر الخنجر لفظا تصب من شدّة الذعر به مقتله وإن تصف قنبلة لم ينم من هول ذكرى حادث القنبله الشر بالشر فيا قوم لا إثم إذا راقبتمو منزله فحاصروا الأبواب واستوقفوا من أخرج الزاد ومن أدخله إن كان في السلة تفاحة ضعوا له موضعها حنظله أو جيء بالشرشر له فاملأوا مكانها من علقم جردله أو اشتهى الأبيض من ملبس قولوا له الأسود ما أجمله ذلك يا قوم جزاء امرئ كم غَيَّر الحق وكم بدّله دهر مصائبه عندي بلا عدد لم يجن أمثالها قبلي على أحد عمٌّ يخون وأم لا وفاء لها أمّ ولكن بلا قلب ولا كبد جنت علىّ هموم العيش قاطبة وقبلها ما جنت أمّ على ولد لما مددت يدى بالشر منتقما منها نهاني أبي عن أن أمدّ دي رحماك رحماك يا ذاك الخيال ويا أمّاه رفقا ويا عادي الهوى أتئد أنا الشقىّ المعنّى المبتلَى أبدا وقفت أمس ويومي للأسى وغدي أمشي وراء خيال لا يفارقني كأنه نكدي في العيش أو كمدي وأهجر الوجد للثارات أطلبها ومثل وجدي قلوب الناس لم تجد هويت والنفس لا تسلو ضغائنها فضعت بين الهوى والحقد بالرشد إن ضقت يا دارنا الدنيا بنا أملا في دارِنا الخلد آمال بلا عدد صباىَ ودِّع شبابيَ سِر حِماميَ حِن دنياىَ زولى خيالَ الشقوة ابتعد يا حمامة دنشواى نوِّحي للسير جارى تحت الظلام كيلا ينام الشنق حامى والضرب داير فين المحامي ما فيش كلام تعزيني لذى الوزارتين تعزية الشيعة في الحسين قد كان يعطى الختم باليدين فصار يعطيه لحارسين مطبعة قد تطبع الألفين صغيرة في مثل حجم العين يديرها الكاتب دورتين فيظفر الرىّ بمليونين زين الوزارات وأىّ زين قد استرحتَ بعد طول الأين وكنت متعبا بالاثنتين كتعب الزوج بضرتين فراق دنلوب كسد الدين فلا تعد تلقاه بعد بين لا يلدغ المؤمن مرتين يا ليل طل أو لا تطل فالقلب في الحالين عاذر إن طلت كانت رحمة حلَّت على من كان حاضر أو لم تطل فالفجر قد آلى بأن ينفيك صاغر ألحان بلبه غدت ممزوجة في صوت جابر هو منشد متفنن فإذا أجاد أجاد ساحر يا لورد كم من معان في سياستكم جرّت إلى القال بين الناس والقيل كدنشواى وتعيين أردت به قتل الحمام وإحياء الزغاليل يقولون عن مصر بلاد عجائب نعم ظهرت في أرض مصر العجائب تقدّم فيها القائلون لشبهة ونيلت بسجن الأبرياء المناصب وأخر فيها كل أهل لرفعة وقدم فهمي وحده والأقارب فيالورد هذا الحكم والله مطلق ومن مطلق الأحكام تأتي المصائب ولم يبق إلا أنت فينا وقيصر وقيصر مغلوب وإن قيل غالب ماذا تريدين من مصر وصاحبها يا تيمس الإفك والبهتان والزور ما أنت إلا ماليين همهم سلب الممالك من بور ومعمور يستأجرونك ما شاءت مطامعهم ولا كرامة في الدنيا لمأجور نقصت حق بنى مصر وليس لهم ذنب سوى أنهم طلاب دستور فهل يُعد أثميا في اصطلاحكم من جدّ في طلب العرفان والنور يا كعبة العلم في الإسلام من قدم لا يزعجنّك إعصار الأباطيل إن كان قومك قد جاروا عليك وقد جاءوا لهدمك في جيش الزغاليل فقد مضت سننة العادين إذا حصروا ال بيت الحرام فردّوا كالهماليل الله أرسل طيراً بين أرجلها قنابل الصخر ترمى صاحب الفيل للدّين والبيت رب لا يقاومه حمر الثياب ولا سود الأساطيل ما تيمس اففك إلا عقرب ذهبت عمياء تقذف سما ههنا وهنا فلا تصدّق عميد الاحتلال فما من هؤلاء ولا من هؤلاء أنا حظوة اللورد قُسمت بين فتحي وبيرم فاحمد الله أنها لم تدم للمقطم يا ليت شعري والأفهام حائرة ما غية اللورد في تلك الزغاليل إنى لأخشى إذا ربى خوافيها أن تستحيل إلى طير أبابيل قالوا الزغاليل سادوا فقلت لا عن روية أليس في كل يوم لِلورد في مصر غية أهل الجريدة والذين بمالهم وبجاههم بين الملا عملوها ما في الجريدة من نرجيه سوى لطفى فردّوه لنا وكلوها أسخطتُ جدى الشاذلي إذ خنت نعمة فندلى لما عجلت أضعته يا ليتني لم أعجل ما غشني وأضلني إلا نصائح نجدلي مبداى كان شرم برم واليوم صار ترللي إني اشتريت مراقبا لا أرتضيه بفرغلي يوما علىّ وتارة إن جدت بالدينار لي قد كان طاهر قال لي لكنني لم أحفل إدورد ما لك كلما سأل الملا لا تنبس وتقول ما لم تعتقد حتى يضج المجلس أفهل دهاك كروم حتى كأنك بطرس بنعمة فتحي قد ظفرتم بفندلى وأصبحت لا رحلي أحث ولا نعلي فلا تنكروا أهل الجريدة ظاهري جريدتكم يوم الفخار على رجلي للناس في أمثالهم حِكم لحافظها مفيده الحر يكفيه اللوا والعبد يقرع بالجريدة مضى المفتى فصبحنا فتاه تنازعه إمامته سفاها إمام زماننا دمه خفيف إذا رفع العقيرة قال هاها ماذا يرجَّى من مثلي إن قلت أو لم أتقوّل أثر الجريدة على رجلي من عهد عباس الأول أقول لفارس والحزب يدعو وجريي بينهم جرى الغزالة أفي التوارة مكتوب بتبر طوال الناس أسبق للوكالة اللورد قال صراحة زغلولنا سنجربه ونزقه ونسوسه ونحبه ونقربه فإذا تكامل ريشه وبدا هناك تقلبه ومشى كسائر قومه في بردتيه تعصبه فهناك دنلوب ومن من شكله سندنلبه بلينا وكان الله أكرم مبتل بكل صقيع في البلاد جليد أتى مسلما عفوا فمن ذا يبيعنا طوائف عيسى كلها برشيد إن الزغاليل الكرام بمصرنا كظباء مكة صيدهن حرام يُحسبن من لين الكلام فواحشا ويصدهن عن الخنا الإسلام جريدة للوكالة قد لقبوها جريدة إن دام فيها رشيد فان تدوم رشيدة أيها السيد لطفى لست والله جليدا أنت كالنار مزاجا كيف مازجت رشيدا اليوم ينتحر المقطم ويقوم في مثواه مأتم ويشق صفحة خده ندما ولات زمان مندم كم حارب الوطن الغزي ز وباع صالحه بدرهم ولطالما قلب الحقا ئق في سياسته وأوهم متعثرا في رأيه متورّطا في كل مأتم ينساب في وسط الحوا دث مثلما ينساب أرقم فيحل من أقوى المرا فق والمراشد كل مبرم ويثير من بين المشا كل عثيرا بالشر أقثم وإذا ارتدى ثوب النصو ح فإن منه الشهد علقم ما باله متذبذبا ومعدّدا في كل مأتم إن كان سوريا فما أقسى معاوله وأظلم أو كان مصريا فلِم في الكيد أنجد ثم أتهم أو كان عبد الاحتلا ل فكيف ينصحنا ويرحم مهلا فقد برح الخفا ء وأسفر السر المكتم واستنزل المقدور صر عته وأرهقه المحتم يا للتصبر والعزاء اليوم قد سقط المقطم أيها البحر ألق في مصر أملا حك حتى ترابها يتسبخ كل من ضاقت الحياة عليه جاء مصرا وباض فيها وفرخ قالوا العميد شفاه الله قد فسدت في مصر معدته في شهر ابريل فقل لا تعجبوا منها فقد أنفت هضم الجريدة أو هضم الزغاليل يا لورد قومك نالوا منك ما طلبوا وأخطأت مصر آمال وأوطار فاليوم في مصر طار الكل من فرح حتى الزغاليل من أعتابكم طاروا أنت الكبير على المدى فاربأ بنفسك يا رياض الذل عشش في الوزا رة بعد دولتكم وباض ذهب الرجل فلا حيا ء ولا احتشام ولا انقباش ومضى الحماة الناصرو ن الذائدون عن الحياض فإذا أردت تشبها بالأصغرتين فلا اعتراض ما ذا تؤمل بعد ما قد كَلَّل الرأس البياض أنسيت دمعك في الحدو د من المذلة كيف فاض فاليوم ودّع من أذل ك راضيا أو غير راض قالوا على شيخ الأحزاب في العباسية الجديدة داير على كل الأبواب ساعي يحسس بجريدة قالت الحرباء قولا خَطَّه شيخ معمم لا تلوموني فإني في الهوى أخت المقطم قالوا كرومر قد ولى من مصر بل قالوا أدبر حال وغيّرها ربى سبحان من لا يتغير بين المقطم والمقطم نسبة في الثقل لا تخفى العقلاء فصخور ذا وسطور ذا وكلاهما متألف من صخرة صماء لكن بينهما اختلافا بَيِّناً كتباين الأفعال والأسماء هذا حجارته إذا ما قُطِّعت صلحت بجملتها لكل بناء لكن ذاك سطوره ما سُطرت إلا لهدم فضائل العقلاء يا راحلا عنا وذكرك خالد أبدا ليحيى بيننا الآلاما سر بالسلامة حاملا زفراتنا واذكر مقامك بيننا الأعواما واذكر حكاية دنشواى فإنها كم خلّفت بين الربوع يتامى واعلم بأنك قد أهنت ديانة كم أخضعت لنبيها الأفهاما هل ينكر الأقوام أن محمدا ملأ الوجود وسلاما إن كنت تجهل أمره فسل الورى وسل الورجود بل اسأل الأياما كم كان قبلك من دعىّ يرتجى طمس الضياء فما أصاب مراما مدنيةً الدينا أجيبي جاهلا أَوليس واضع أسك الإسلاما لكنما الأغراض تعمى أهلها حتى يروا ضوء النهار ظلاما هذا ختامك بين قوم أحسنوا لك صنعهم أحسِن بذاك ختاما حَبَرت مقالة جمعت فأوعت وجاءت في سبيل الحق غاية شفيت غليلنا ودفعت عنا وقمت بمنتهى فرض الكفاية فر زالت سهامك صائبات على رغم الوشاية والسعاية ففي صدر المقطم قد قرأنا سطورا خطها قلم الغواية وفي صدر المؤيد قد تلونا بحمد الله آيات الهداية يصدِّعنا المقطم كل يوم ويزعجنا بإعلان الحماية وينذرنا بويل بعد ويل على ويل كما نعق أبن دايه فمهلا فيلسوف الشر مهلا فإن لكل نازلة نهاية لقد كشف المؤيد عنك سترا وأظهر للملا بطل الرواية فمثِّل غير هذا الدور واعلم بأن اللورد قد قطع الجراية اسمعنا بارنج في صدّه قولا غريب الشكل في حدّه قد سب إسماعيل عند ابنه وسب رب القطر في جدّه من بعد أن أوسع تقريره مغامزا للدّين من حقده وأنكر الشمس وأثنى على من بات طول الدهر في كيده وقال إن النيل من فيضه وذا الرقىّ اليوم من وجده وإنه والعدل نبراسه قد أُصلح القطر على عهده قلنا صدقناك نهل هكذا يصول سيف الحق من غمده لكن من كان أخا حكمة وباقَى العهد على وعده لا يظهر التأثير في أمة ترى نوال السعد في بعده قال فريق لم يكن قصده إلا المزاح المحض في ردّه فقلت إن كان بنا هازلا فليس هذا الهزل من وجده احفظ لنا يا ربنا وحيدنا خصم الوطن وأدم عليه شوامه متملقين مدى الزمن وأطل له طربوشة وامطط له أنفوشه واحفظ له جاويشه سامى العزيز المؤتمن أنزل عليه الشيخ رشيد بالوحى من عند العميد يبرد بإذنك كالجليد الصيف ضيعت اللبن يا سعد إن أنت دخلت لوندرة منتصرا مظفرا كعنترة وجاءك اللورد على المحطة وحمل الأتباع عنك الشنطة وسرت محمولا على الأكتاف بين قيام الناس والهتاف وقيل تلميذ الإمام مرا يا مرحبا به وألف هورّا اختاره اللورد من الأنام معتدل المبدأ والقوام كأنه بوتا الفتى المظفّر بين صفوف المعجبين يخطر كلاهما بودّه حبانا من بعد شر غارة أصلانا هذا غزانا بالسيوف اللامعة وذا غزانا مرة بالجامعة فقم خطيبا في بنى التاميز وامدح مذل الوطن العزيز وقل لهم أخذتم فرعونا وكان للعبد الفقير عونا عندي وإن زالت به الأيام حب له في القلب واحترام أيا لورد في طول البلاد وعرضها زغاليل من حر الفراق تطير فكلها إذا حطت لديك بلندن فأمثالها في دنشواى كثير ولكن هذى هضمها فيه راحة وتلك لعمري هضمهن عسير لا والزبيب ومزة من حمص والورد والتسبيح من متبلبص وريالة تجرى على شفة التقى إن قيل قم في حلقة الذكرى أرقص والضرب في طول الجيوب وعرضها بتلطف وتحيل وتلصص والطعن في الوطن العزيز وأهله والمدح في قرع الوكيل الإهجص ما الشاذّلي وإن تفندل فرعه إلا محل كرامة كالقمص نزل البنون إلى الحضيض يِجدّهم من بعد ما وطئ السها بالأخمص إذا ما جمعتم أمركم وهممتمو بتقديم شئٍ للوكيل ثمين خذوا حبل مشنوقٍ بغير جريرة وسروال مجلودٍ وقيد سجين ولا تعرضوا شعري عليه فحسبه من الشعر حكم خطه بيمين ولا تقرأوه في شبرد بل اقرأوا على ملأ من دنشواي حزين يا فارسا ترجلا وانحط بعد ما علا هل القضاء لعبة نلهو بها والله لا كنت صديق اللورد وال ليدى وأحرزت الولا وكنت للمستر والسي ير المحب الأوّلا لكن مضى ذاك الزما ن قاطعاً ما اتصلا فلا تظن ذكرهم يدنى إليك أملا ولا تهدّد قاضيا من شأنه أن يعدلا شكرتك في أجداثها الشهداء وترنمت بثنائك الأحياء إن كان في تلك الجماجم ألسن لم تبل فهي تحية ودعاء أو كان ينبت ف يالتراب محامد نبت الثنا لك منه والإطراء حبست يتامى دمعها وأرامل لما تنقل في القرى البشراء وتقول كل حزينة في خدرها ذهب القاسة وجاءنا الرحماء فَمَن البشير إلى عظام في الثرى دُفنت وطاف بها بِلىً وعفاء بكر القضاء مقرّبا آجالها إن الحياة أو الممات قضاء ما فات من بؤس البسوس وشؤمها أحيت مساوئ عهده الورقاء طاحت نفوس في سبيل حمامة دخلت عليها أيكها الغرباء كان الدفاع مذلة وجبانة ليت المداره يوم ذاك نساء سُرعان ما ختم الدفاع القول بل سرعان ما قتلت به البراء خلت العشية في السجون أسِرّة يا ليتها للظالمين وِطاء هانت عليهم في سبيل رقيهم مهج مضت مظلومة ودماء قد أسرفوا في حكمهم وتعسفوا ما شاء ذلكمو العميد وشاءوا زرق الجلاليب الذين يحبهم هم منه في حفر القبور براء فعلت رعايته بهم ووداده ما ليس تفعل بعضه البغضاء أمع المشانق رحمة ومودّة ومع السياط صداقة ووفاء أسفرتَ عن فرج البلاد وأهلها صبحَ الجلوس لك النفوس فداء العفو غُرتك السنية في الورى والحلم شيمة ربك الغرّاء لما بدت منك السعود تمزقت تلك القيود وأُطلق السجناء مولاى مصر تجملت وتزينت لجلوسكم فكأنها الجوزاء الكهرباء من القلوب سرت إلى أرجائها فأضاءت الأرجاء وإذا القلوب صفت لمالك رقها شفّت ونوّرها هوى وولاء في كل مغدى موكب ومراحه للنصر والفتح المبين لواء حيت محياك الكريم شبيبة مما غرست كريمة زهراء هي موئل الآمال ما إن جازها للملك والوطن العزيز رجاء علمت بأن حقوق عرشك ف يالورى حصن لمصر وعصمة ووقاء وبأن سعيك كان سعى مجاهد قد خانه الأعوان والنصراء ودّوا مكانك للغريب إمارة يأبى الغريب ونفسه السمحاء ورعية لك في الممالك بَرّة غمرتهمومن بيتك الآلاء فعلُ العرابيين فرّق بيننا بئس الفَعال وقبِّح الزعماء من كل مفقود الشعور مذبذب في بردتيه نميمة ورياء إن كان منهم في البلاد بقية فعلى البقية لعنة وبلاء يا دولة الأحرار ما جاملتنا إلا وفيك مروءة وسخاء الخير عند للسلام مؤمل والعون منك يرومه الضعفاء إن النفوس كما علمت حرائر كذب الأولى قالوا النفوس إماء والشعب إن مل الحياة ذليلة هان الرجال عليه والأشياء لو تقدرين على الحياة وردّها قلنا عليك الرد والإحياء فاستغفري الله العظيم فإنما لذنوبهم يستغفر العظماء عارٌ فظائع دنشواى وسُبّة غسلتهما هذى اليد البيضاء آذار أقبل قم بنا يا صاح حىّ الربيع حديقة الأرواح واجمع ندامى الظرف تحت لوائه وانشر بساحته بساط الرياح صفو أُتيح فخذ لنفسك قسطها فالصفو ليس على المدى بمتاح واجلس بضاحكة الرياض مصفقا لتجاوب الأوتار والأقداح واستأنسّ من السقاة برفقة غر كأمثال النجوم صباح ربت كندمان الملوك خلالهم وتجملوا بمروءة وسماح واجعل صبوحك في البكور سليلة للمنجَبين الكرم والتفاح مهما فضضت دنانها فاستضحكت ملئ المكان سنا وطيب نُفاح تطغى فإن ذكرت كريم أصولها خلعت على النشوان حلية صاحى فرعون خبأها ليوم فتوحه وأعد منها قربة لفتاح ما بين شاد في المجالس أيكه ومحجبات الأيك في الأدواح غرد على أوتاره يوحى إلى غرد على أغصانه صداح بيض القلانس في سواد جلابب حُلين بالأطواق والأوضاح رتّلن في أوراقهن ملاحنا كالراهبات صبيحة الإفصاح يخطرن بين أرائك ومنابر في هيكل من سندس فياح ملك النبات فكل أرض داره تلقاه بالأعراس والأفراح منشورة أعلامه من أحمر قان وأبيضَ في الربى لماح لبست لمقدمه الخمائل وشيها ومرحن في كنف له وجناح يغشى المنازل من لواحظ نرجس آنا وآنا من ثغور أقاح ورؤوس منثور خفضن لعزه تيجانهن عواطر الأرواح الورد في سُرُر الغصون مفتح متقابل يثنى على الفتاح ضاحي المواكب في الرياض مميز دون الزهور بشوكة وسلاح مر النسيم بصفحتيه مقبلا مر الشفاه على خدود ملاح هتك الردى من حسنه وبهائه بالليل ما نسجت يد الإصباح ينبيك مصرعه وكل زائل أن الحياة كغدوة ورواح ويقائق النَّسرين في أغصانها كالدر ركب في صدور رماح والياسمين لطيفة ونقيه كسريرة المتنزه المسماح متألِق خلل الغصون كأنه في بلُجِةِ الأفنانِ ضوء صباح و الجُلِّنار دم على أوراقهِ قاني الحروفِ كخاتم السفاح وكأن محزون البنفسجِ ثاكل يلقى القضاء بخشيةٍ وصلاح وعلى الخواطر رقة وكابة كخواطر الشعراء في الأتراح والسَرو في الحِبَرِ السوابِغ كاشف عن ساقهِ كمليحةِ مِفراح والنخل ممشوق القدودِ معصَّب متزين بمناطقِ ووِشاح كبناتِ فرعونٍ شهدن مواكبا تحت المراوح في نهارٍ ضاح وترى الفضاء كحائط من مرمرٍ نَضِدت عليه بدائِع الألواح الغيم فيه كالنعام بدينة بركت وأخرى حلقت بجناح والشمس أبهى من عروسٍ برقعت يوم الزفاف بمسجدٍ وضاح والماء بالوادى يخال مساربا من زئبقٍ أو ملقياتِ صِفاحِ بعثت له شمس النهار أشعة كانت حُلَى النيلوفر السباح يزهو على ورقِ الغصون نثيرها زهو الجواهرِ في بطون الرّاح وجرت سواقٍ كالنوادب بالقرى رعن الشجىّ بأنهٍ ونواح الشاكيات وما عرفن صبابة الباكيات بمدمع سحاح من كل بادية الضلوع غليلةٍ والماء في أحشائها ملواح تبكى إذا ونيت وتضحك إن هفت كالعِيِس بين تنشيطٍ ورزاح هي في السلاسل والغلول وجارها أعمى ينوء بنيره الفداح أن لأذكر بالربيع وحسنه عهد الشبا وطِرفه الممراح هل كان إلا زهرة كزهوره عجل الفناء لها بغير جُناح هول كين مصر رواية لا تنتهى منها يد الكتاب والشراح فيها من البردى والمزمور وال سّوارة والفرقان والإصحاح ومنا وقمبيز إلى إسكندر فالقيصرين فذى الحلال صلاح تلك الخلائق والدهور خزانة فابعث خيالك يأت بالمفتاح أُفق البلاد وأنت بين ربوعها بالنجم مزدان وبالمصباح نظارة العدلية بثروت محمية بنائب عاد فيها بالسيرة المرضية هب للوكالة فيها من الزغاليل حية فإن ثروت حاوى يعيدها سحلية شر البلية أن يكون زعيما من لا يسالم في الرجال كريما عابوك إذ وجدوا صنيعك بارعا ورأوا سبيلك في الحياة قويما أين الحلوم ولا حلوم لمعشر راموا المحال وصدقوا الموهوما إن يهذروا فلقد تركت قلوبهم تشكو صوادع جمة وكلوما أو يطلبوا إيلام كل مهذب فلقد أذقتهم العذاب أليما الله في مهجاتهم وقلوبهم فلقد عهدتك بالنفوس رحيما كثرت سهام الرائشين وإنما أرسلت سهمك نافذا مسموما هو ما علمت فلا تُقم للوائهم وزنا ولو ملأوا البلاد هزيما زعموا الحياة نفيسها وخسيسها قولا يطير مع الهباء عقيما إن يغضبوا فلقد رضيت وحسبهم أن يقذفوا بي في الجحيم ذميما إن ينقموا خلقوا الشقاءو إن رضوا جعلوا حياة البائسين نعيما فتحوا لحزبهم الجنان وأَعَتدوا سبحانهم للكافرين جحيما ضَلَّلت أبناء البلاد بأسطر ملأت قلوب الغافلين ضلالا فاصدف عن الجهل العميق فقلما يجنى الجهول من الجهالة مالا إنا برئنا من حماك إلى الذي يحمى الأسود ويحفظ الأشبالا حاولت أن تذاكي القلى بقلوبنا لمليك مصر وكان ذاك محالا ثم أَّدرعت الناشئين لحربه فرأوا ببرديك امرأ ختالا خلعوك واستلوا إليك يراعهم فإذا نبا استلوا إليك نعالا غورست رب السمكة ذاك بشير البركة سحبتها بالرفق فه ى أَمَة ممتلكه إن كنت قد حفظتها ولم تزل في حركه ابعث لسلمان ومطرا ن بها مشتركه فإنها مُصلِحة للمعد المرتبكه كلاهما معدته تأخذ شكل الشبكه يتنازع الأرباب فيك نفاسة كل يمنّ بأنه سّواكا ربٌّ يقول خلقته ورزقته قلما يروع صريره الأفلاكا فيصبح منحنق إله آخر أقصر فلست هنا ولست هناكا أنا ربه سوّيته ورفعته في الناس حتى ساير الأملاكا ورزقته دار المؤيد فابتنى فيها القصور وشيد الأملاكا فاذا أشاء رفعته فوق السها وجعلته فوق السماك سماكا وإذا أشاء وضعته وجعلته كفريد وجدى كاتبا أفاكا شيخ المؤيد بالمؤيد بالذي خلق المؤيد بالذي أغناكا هل أنت خِلقة واحد متصرف في ملكه لا يرتضى الإشراكا أم أنت خلقة لجننة شيمية تهب العقول وتمنح الإدراكا سبحانها من لجنة لو أنها خلقت لنا بين الرجال سواكا لو أنني من صنعهم لنكرتهم وجحدتهم فاكفر بذاك وذاكا لله أنت أبا الصحافة لا لهم كذبوا فهم لا يخلقون شراكا عجبت لهم قالوا سقطت ومن يكن مكانك يأمن سقوط ويسلم فأنت امرؤ ألصقت نفسك بالثرى وحرمت خوف الذم ما لم يحرم فلو أسقطوا من حيث أنت زجاجة على الصخر لم تصدع ولم تتحطم يقول اليوم بطرس يا لقومي تعالوا بالصدارة هنئوني لئن أنكرتمو منى أمروا متى أضع العمامة تعرفوني على منازل غالي فزنا بصفو الليالي تزينت وتجلت في رونق وجلال وأشرقت بالدراري من سادة وموالي ومن كواكب حسن ومن شموس جمال كأنها دور يحيى حين الزمان موالي للعز والأنس فيها مظاهر ومجالي يمشى الزمان إليها كلائذ بالظلال كم اشتباك عقول عند اشتباك العوالي الصائلات قدودا في البال أي مصال الناعمات اللواهي العاطلات الحوالى الغاديات بلبى الرائحات ببالى من جؤذر ثَم يرنو وشادن مختال وظبية تتثنى في راحتَى رئبال يا ليلة نجتليها سنية في الليالي في دار أمجد سمح مهذب مفضال في المسلمين وجيه وفي بنى القبط غالى وبنت شمبان تزرى على قطوف الدوالى أتى العيهد عليها من السنين الخوالي وما تزال فتاة مرجوة لوصال يكاد يُحيى ابن هاني شعاعُها المتلالى شربتها ووقارى منزه عن زوال ظرف النواسىّ لكن في ثابت كالجبال أراح بالىَ أنى بحاسدي لا أبالى وبالصيدق حفىّ وبالمحب مغالى طربت والعيش لهو ما للعذول ومالى على ولاء أمين و بطرس والآل يقولون لم تطرى عليا وأخته وتنسى حسينا والحسين كريم فقلت فؤادى للثلاثة منزل هما طُنُباه والحسين صميم ثلاثة أسباب لأُنسى ولذتي يبارك فيها مانِحِى ويديم إذا ما بدا لي أن أفاضل بينهم أبى لي قلب عادل ورحيم أحبِ صغار العالمين لأجلهم ويعطف قلبي ذو أب ويتيم أمينتيَ الدنيا إذا هي أقبلت على العيش منها نضرة ونعيم ذكاء تمناه الفتى حلية له ووجه يسر الناظرين وسيم فأما علىٌّ فالمسيح حداثة وقور إذا طاش الصغار حليم وقبل حسين ما تكلم مرضع ولا نال علياء البيان فطيم إذا راح يهذى بالحديث فشاعر فإن جدّ فيما قاله فحكيم عصيفير روض رَبِّ صنه وأبِقه فأنت بقلب قد خَلقت عليم قل للمنجم بالأرزاء ينذرنا ويدّعى العلم بالأسرار والفلك إنى ضحكت من الدنيا وصحبتها قبل المذنب حتى مِتّ من ضحكي دار الزمان فدارا يستعقبان جهارا أضحى النضار حديدا أضحى الحديد نضارا أمسى الصَّغار جلالا أمسى الجلال صغارا أمر قضاه الإله والناس فيه حيارى زين الملوك الصيد مر بزينتي كرما وباب الله طاف ببابي يا ليلة القدر التي بلغتها ما فيك بعد اليوم من مرتاب ما كنت أهلا للنوال وإنما نفحات أحمد فوق كل حساب لما بلغت السؤل ليلة مدحه بعث الملوك يعظمون جنابي بدران بدر في السماء منوّر وأخوه فوق الأرض نور رحابي هاذ ابن هانئ نال ما قد نلت من حسب نُدل به على الأحساب قد كان يسعى للرشيد ببابه فسعى الرشيد إليه وهو بباب يا قصر رأس التين قم في غد رحب بعبد الله زين الشباب وقل له يفديك نوّابنا يا خير من عن جيرة الله ناب أبوك في مكة دار لهم وأنت في المجلس للدار باب ضفتم جنابا عاليا طاهرا ضاف لكم بالأمس أزكى جناب تحويكما مائدة في غد نجِلها مثل التي في الكتاب الحب والإخلاص ألوانها وصادق الودّ عليها شراب أحسن ما قد ذقتما فوقها مالذ قد من ذكر أبيك وطاب والمسلمون اليوم في حاجة إلى آئتلاف كائتلاف الصحاب هبنا قطيعا هائما سائما لو أتحدنا خشيتنا الذئاب في ظل رايات إما الهدى وليس في الإمام آرتياب أبوك زاد الله في قدره قد جاءني بالأمس منه كتاب ما قوتي ما قيمتي من أنا بالله قم عني بردّ الجواب كتابه نعمى وخير الذي نال الفتى مالم يكن في الحساب إن أنت وافيت فروقا وقد ألبسها آذا قشب الثيبا وتوّج النبت رؤوس الربى ومزقت شمس النهار النقاب وضمك المجلس في صدره وقرّض صحبٌ أعينا بالإياب بلِّغ سليمان النهى والحجى شوقي وبالغ منعما في الخطاب وادن لدى المجلس من قاسم وقل له محتشما في العتاب جدة يا صباح تقاسى الظما وأنت ما بين المياه العذاب ثم ارفع الصوت يجئك الصدى من مجلس ونادى الصواب صداح يا ملك الكنا ر ويا أمير البلبل قد فزت منك بمعبد ورزقت قرب الموصلي وأتيح لي داود مز مارا وحسن ترتل فوق الأسرة والمنا بر قط لم تترجل تهتز كالدينار في مرتج لحظ الأحول وإذا خطرت على الملا عب لم تدع لممثل ولك ابتداءات الفرز دق في مقاطع جرول ولقد تخذت من الضحى صفر الغلائل والحلى ورويت في بيض القلا نس عن عذارى الهيكل يا ليت شعري يا أسير شج فؤادك أم خل وحليف سهد أم تنا م الليل حتى ينجلى بالرغم منى ما تعا لج في النحاس المقفل حرصي عليك هوى ومن يحرز ثمينا ينجل والشح تحدثه الضرو رة في الجواد المجزل أنا إن جعلتك في نضا ر بالحرير مجلل ولففته في سُوسن وحففته بقَرنفل وحرقت أزكى العود حو لَيه وأغلى الصندل وحملته فوق العيو ن وفوق رأس الجدول ودعوت كل أغر في ملك الطيور محجل فأتتك بين مُطارح ومحبذ ومدلل وأمرت بابني فالتقا ك بوجهه المتهلل بيمينه فالوذج لم يهد للمتوكل وزجاجة من فضة مملؤة من سلسل ما كنت يا صدّاح عن دك بالكريم المفضل شهد الحياة مشوبة بالرق مثل الحنظل والقيد لو كان الجما ن منظما لم يحمل يا طير لولا أن يقو لوا جُن قلت تعقل اسمع فرب مفصل لك لم يفدك كمجمل صبرا لما تشقى به أو ما بدا لك فافعل أنت أبن رأى للطبي عة فيك غير مبدل أبدا مروع بالإسا ر مهدد بالمقتل إن طرت عن كنفي وقع ت على النسور الجهل يا طير والأمثال تض رب للبيب الأمثل دنياك من عاداتها ألا تكون لأعزل أو للغبي وإن تع لل بالزمان المقبل جُعلت لحر يبتلَى في ذى الحياة ويبتلى يرمى ويرمَي في جها د العيش غير مغفل مستجمع كالليث إن يُجهل عليه يجهل أسمعت بالحكمين في ال إسلام يوم الجندل في الفتنة الكبرى ولو لا حكمة لم تشعل رضى الصحابة يوم ذ لك بالكتاب المنزل وهم المصابيح الروا ة عن النبي المرسل قالوا الكتاب وقام كل ل مفسر ومؤول حتى إذا وسعت معا وية وضاق بها على رجعوا لظلم كالطبا ئع في النفوس مؤصل نزلوا على حكم القو ى وعند رأى الأحيل صداح حق ما أقو ل حفلت أم لم تحفل جاورت أندى روضة وحللت أكرم منزل بين الحفاوة من حسي ن والرعاية من على وحنان آمنة كأم ك في صباك الأول صح بالصباح وبشر ال أبناء بالمستقبل واسأل لمصر عناية تأتي وتهبط من عل قل ربنا افتح رحمة والخير منك فأرسل أدرك كنانتك الكري مة ربنا وتقبل أيها الثغر بلغت الأملا قم إلى الركب وزف المحملا وامش في موكبه واجتله موكب الرحمن نعم المجتلى وتعطر بخَلِيلىِّ الشذى وتمتع من خليلىّ الحلى وإذا فاتك لمس بيد فتزوّد باللحاظ القبلا واذكر الداعين لله غدا في منى وادع لهم مبتهلا هكذا فليتدلل مولد أخرج الملك الكريم المفضلا سيقول الناس في أخبارهم نقل المحمل عباس إلى جمل يحمل للبيت حلى ليتني كنت الحلى والجملا ليتني خُف له أو كلكل يوم يلقى في المقام الكلكلا سار يحدوه ويحمى جحفل ربنا أكلأه لنا والجحفلا وفدك اللهم كن جارهمو في بعيد البحر أو قاصى الفلا وتقبل منهمو تلك الخطى وأعنهم وأثبهم مجزلا يابن خير الخلق قبلت يدا بلغ السؤل بها من قبَّلا وبسطت الكف أبغى دعوة يوم تأتي الله أصوات الملا عرفات يعرف الإخلاص لي و منى تعرف لي صدق الولا إن تسل عن حسبي أو نسبي فهما مدحي أباك المرسلا صلتي عند لا أتركها وكفاني صلة أن أصلا أنت في عليا الذرى من أمة رفعوا مُلكا وشادوا دولا كلما سارت لأرض خيلهم سبق العلم إليها الأَسلا قسما بالقاع والثاوى به وملاك غيبته كربلا ما علمت المجد إلا مجدكم قُصِر المجد عليكم والعلى ورِث الناس نعيما باطلا وورثتم وحى ربي المنزلا دام للحج ولىٌّ منكم يحرس البيت ويحمى السبلا بنى عبد السلام على أبيكم من الرضوان غادية وظل لكم بيت لواء العلم فيه دعائم عزه شرف ونبل بنوه بنو النبوّة قبل عاد زكا أصل لكم فيه وفضل رمى الدهر المكارم والمعالى فركنهما ضعيف مضمحل وخطب الدين والدنيا جليل ولكن قدر من فَقدا أجل يحج لقبره بؤس عفاة ورب القبر بالفردوس حِل بِعلِّيين لا بالأرض أمسى وشأن النجم عن أرض يجل وصافح بعضنا في العيد بعضا وصافحه وملائكة ورسل وعند الله ينشر بعد طى حياة كلها في الخير فعل لقاء الموت غاية كل حى ولكن للحياة هوى مضل فإن تسمع بزهد القوم فيها فإن الحب يكثر أو يقل وعند الموت تَحسَر كل نفس لها في العيش أو طار وأهل مضى المعطى وما تدرى يداه ومن يأسو الجراح ومن يَبُل ومن وزن الزمان فتى وشيخا إذا الفتيان قبل الشيب ضلوا وقور في الحوادث لا يبالى سيوف البغى تغمد أو تسل وأقطع من سيوف الهند حدا لسان لا يهاب ولا يزل كبير في المواقف لا جهول بآداب الخطاب ولا مخل يسيل فصاحة ويفيض علما وخطبة بعضهم عِى وجهل فسر عبدالسلام إلى كريم يلوذ به الكريم ويستظل بكاك الناس أحبابا وأهلا بأحسن ما وفي للخل خل وذاقت فقد خادمها بلاد له في جيدها منن وفضل تعقَّلَ في محبتها فتيا وأخلص في المحبة وهو كهل وليس يؤثِّر الإخلاص شيئا إذا لم يصحب الإخلاص عقل يا راغب الخيرات أنت بقية في الصالحين لكل خير تصلح للبر أبواب تلوح لأهله شتى وعندك كل باب يفتح أهل المروءة رابحون على المدى ومن العجائب فاتهم ما تربح بالباب مفقود اللسان بعثته يلهو كرفقته لديك ويمرح يهديك أزهار الربيع وعنده للحمد أزهار أغض وأنفح ويقوم في ناديك عنهم منشدا بيتا به يطرى الكريم ويمدح الصم قد سمعوا حديثك في الندى والخرس ألسنة بشكرك تفصح به هجر يتيمه كلا جفنيك يعلمه هما كادا لمهجته ومنك الكيد معظمه تعذِّبه بسحرهما وتوجده وتعدمه فلا هاروت رق له ولا ماروت يرحمه وتظلمه فلا يشكو إلى من ليس يظلمه أَسَرَّ فمات كتمانا وباح فخانه فمه فويح المدنف المعمو د حتى البث يُحرمه طويل الليل ترحمه هواتفه وأنجمه إذا جد الغرام له جرى في دمعه دمه يكاد لعهده أبدا بعادى السقم يسقمه ثنى الأعناق عوّده وألقى العذر لوّمه قضى عشقا سوى رمق إليك غدا يقدمه عسى إن قيل مات هوى تقول الله يرحمه فتحيا في مراقدها بلفظ منك أعظمه بروحي البان يوم رنا عن المقدور أعصمه ويوم طعنتُ من غصن منَّعمه معلَّمه قضاء الله نظرته ولطف الله مبسمه رمى فاستهدفت كِبدى بىَ الرامي وأسهمه له من أضلعي قاع ومن عجب يسلمه ومن قلبي وحبته كِاس بات يهدمه غزال في يديه التي ه بين الغيد يقسمه كأن أباه مر بأح مدَ الهادى يكلمه نبىُّ البر والتقوى منار الحق معلمه معاني اللوح أشرفها رسالته ومقدمه له في الأًصل أكرمهم عريق الأصل أكرمه خليل الله معدنه فكيف يزيف درهمه أبوّة سؤدد أخذت بقرن الشمس تزحمه ذبيجون كلهم أمير البيت قيَّمه تلاقوا فيه أطهارا بسيماهم تَسَوُّمه فنعم الغمد آمنة ونعم السيف لهذمه سرى في طهر هيكلها كمسرى المسك يفعمه يتيما في غِلالتها تعالى الله مُوتمه تزف الآىُ محملَه إلى الدنيا وتقدمه ويمسى نور أحمد في ظلام الجهل يهزمه وفي النيران يخمدها وفي الإيوان يثلمه وفي المعود من دين ومن دنيا يقوّمه فلما تم من طهر ومن شرف تنسمه تجلى مولد الهادى يضئ الكون موسمه هلموا أهل ذا النادى على قدم نعظمه بدا تستقبل الدنيا به خيرا تَوسَّمه يُجِّملها تهلله ويحييها تبسمه إلى الرحمن جبهته ونحو جلالها فمه وفي كتفيه نور الح ق وضاح وروسمه يتيم في جناح الل ه يرعاه ويعصمه فمن رحم اليتيم ففي رسول الله يرحمه يقوم به عن الأبو ين جبريل ويخدمه وترضعه فتاة البر ر من سعد وترحمه ويكفله موشَّى البر د يوم الفخر مُعلَمه نبىّ البر علمه وجاء به يعلمه أبر الخلق عاطفة وأسمحه وأحلمه وأصبره لنائبة ومحذور يجَّشمه لكل عنده في البر حق ليس يهضمه ولىّ الأهل والأتبا ع والمسكين يطعِمه سحاب الجود راحته وفي برديه عيلمه وما الدنيا وإن كثرت سوى خير تقدّمه يضئ القبرَ موحشُه عليك به ومظلمه وتغنمه إذا ولَّى عن الإنسان مغنمه نظام الدين والدنيا أُتِيح له يتممه تطلع في بنائهما على التوحيد يدعمه بشرع هام في النا س هاشمه وأعجمه كضوء الصبح بيِّنه وكالبنيان مُكَمه بيان جل موحيه وعلم عز ملهمه حكيم الذكر بين الكت ب مظهره وميسمه وكم للحق من غاب رسول الله ضيغمه له الغزوات لا تُحصى ولا يحصى تكرمه تكاد تقيد الإسداء ق بل السيف أنعمه أمين قريش اختلفت فجاءته تُحكَّمه صبيا بين فتيتها إليه الأمر يرسمه وإن أمانة الإنسا ن في الدنيا تقدّمه زكى القلب طُهِّر من هوىً وغوايةٍ دمه عفيف النوم يصدقُ ما يرى فيه ويحلُمه وخلوته إلى مَلك على حلم يحلِّمه يفيض عليه من وحى فيَفهمه ويُفهِمه كتاب الغيب مفضوض له باد محكَّمه مبين فيه ما يأتي وما ينوى ويعزمه ويظهر كل معجزة لشانيه فيفحمه فغاديةٌ تظلله وباغمة تكلمه تروِّى الجيش راحته إذا استسقى عرمرمه ويستهدى السماء حيا لسائله فتسجُمه ويرسل سهم دعوته إلى الباغي فيقِصمه تبارك من به أسرى وجل الله مكرمه يريه بيته الأقصى ويُطلعه ويعلمه على ملَكٍ أمين الل هُ مسرجه وملجمه معارجه السموات ال عُلى والعرس سلَّمه فلما جاء سدرته وكان القرب أعظمه دنا فرأى فخَّر فكا ن من قوسين مجثمه رسول الله لن يشقى ببابك من يُيَمِّه وأين النار من بشر بسدّته تحرمه لواء الحشر بين يد يك يوم الدين تقدمه شفيعا فيه يوم يلو ذ بالشفعاء مجرمه ففي يمناك جنته وفي اليسرى جهنمه أنا المرحوم يومئذ بِدرُ فيك أنظمه ولا منٌّ عليك به فِمن جدواك منجمه أينطق حكمة وحجا لسان لا تقوّمه خلاصي لست أملكه وفضلك لست أعدمه ثراك متى أطيف به وأنشقه وألثمه ففيه الخلق أعظمه وفيه الخلق أوسمه سقاه من نمير الخل د كوثره وزمزمه ولا برحت معطَّرةٌ من الصلواتِ تلزمه يا ناثرا حكما في الناس بالغة وفَّيت ركن الهوى شرحا وتبيانا لكن أثرت على العشاق عاصفة جرت عليهم من التذكار أشجانا إن البلابل ما تشدو يهيم بها قلب المحب فيجرى الدمع هتّانا ولقد يقول ابناي في نجواهما ماذا يكابد في النوى ويلاقي ولدىَّ مصر لها كما لكما هوىً والحب كل صبابة بمذاق يا حماة الطفل خير المحسنين يدكم فيها يد الله المعين أنظروا عند توافى جمعكم تجدوا في الجمع جبريل الأمين ظَلَّلَ الطفلَ ووافاه مهرجان الله عرض المرسلين يذكر الفضلَ على الدهر لكم من رعيتم من بنات وبنين عرفوا الدهر ولما يولَدوا فسل الدهر أكانوا مذنبين غرباء الأهل نزَّاح الحِمى وجدوا الدار بكم والأقربين قل لمن إن قيل في البِر لهم قبضوا الراح وولوا معرضين أتقوا الأيام في أعقابكم أأخذتم لهمُ عهد السنين يأخذ الله وإن طال المدى ويُدان المرء ما كان يدين خَلق الحظَّ جُمانا وحصى خالقُ الإنسان من ماء وطين ولأمر ما وسر غامض تسعد النطفة أو يشقى الجنين فوليد تسجد الدنيا له وسواه في زوايا المهملين وابن كسرى لا يُلَقَّى راية يتلقاها ابن عبد باليمن رب مهد أزرت البؤسى به فيه كنز خبأ الغيبُ ثمين مرضَعا يقطر بؤسا يومه مغِدق النعمى غدا في العالمين أو ضعيِف الركن في ألفافه هو ركن القوم ضرغام العرين أو طويلِ الصمت أعمى في الصبا بين برديه المعرىُّ المبين أو فتاة هينةٍ فوق الثرى ولَدت من بالثريا يستهين سيد النيل وواديه معا مصرك الغرة والشرق الجبين سعد الكل بناديك فلا بائس يشقى ولا طفل حزين ارحم الحساد واغفر للعدا أنت عند الله والشعب مكين لله أنت مؤلفا ومدوِّنا وجليل سفرك منشئا ومعنونا فيه الجواهر قد عُرفن وإنما قبل الجواهر قد عرفنا المعدنا زينت معناه بلفظك شائقا وأتيت بالمعنى للفظك أزينا وملأته من حكمة وفكاهة وجلوته مثل الرياض وأحسنا وهو كالندىِّ وأنت بين سطوره ملك الحديث تنقلا وتفننا أو تلك جنات البيان تفجرت فيها المعارف للبصائر أعينا والعلم ليس بكامل في حسنه حتى يصيب من البيان محسِّنا ويكاد قارئه لكل عبارة يزداد إِنسانية وتمدنا نظمنا سنىَّ التهنئات نزفها إلى علم بين النوابغ مفرد ولو أن من أقلامه في أكفنا وقلنا لجاء القول إنجيل مهتد ومن يتعهد للرجال صداقة يطلب بالذي سر الصديق ويسعد ومن يحفظ الخلان يحفظ مدارعا عليه ويستثمر غراس التودد وما حافظ إلا بناء مكارم وزاخر عرفان وهضبة سؤدد فتى يرفع الأشعار ما شاء قدرها وترفعه الأشعار رتبة مخلد ويلقى عليه في السلام وفي الوغى رجاء يراع أو رجاء مهند ألا عند مصر والبيان وأهله يد للمعالي صادفت حافظ اليد ردّت الروح على المضنى معك أحسن الأيام يوم أرجعك تَبعا كانت ورقَّا في النوى وقليل للهوى ما أتبعك إن يكن إثرك لم يهلك أسى هو ملاك إليه أستشفعك مر من بعدك ما روّعني أتُرى يا حلو بُعدى روّعك قمت بالبين وما جرعني وحملت الشَّطر مما جرعك كم شكوت البث يا ليل إلى مطلع البدر عسى أن يُطلِعك وبعثت الشوق في ريح الصَّبا فشكا الحرقة مما أستودعك لم تسل ما ليله ما ويله وسألتُ الريح ماذا ضعضعك مبدعا في الكيد والدل معا لست أشكوك إلى من أبدعك يا نعيمي وعذابي في الهوى بعذولي في الهوى ما جَمَّعضك بين عينيك وقلبي رحمة نقلت عيناك لى ما أسمعك أنت روحي ظلم الواشي الذي زعم القلب سلا أو ضيّعك موقعي عند لا أعلمه آه لو يعلم عندي موقعك نحن بانٌ ونسيم في الهوى بك أغراني الذي بي أولعك نحن في الحب الحميا والحيا قد سقانيها الذي بي شعشعك أرجفوا أنك شاك موجع ليت بي فوق الضنى ما أوجعك لو ترى كيف أستهلت أدمعي لا رأت أمك يوما أدمعك نامت الأعين إلا مقلة تسكب الدمع وترعى مضجعك وتحنت وتمنت أضلعي لوفدت مما تلاقى أضلعك بِيَ من جرحك ألف مثله لا خلعُت السقم حتى يدعك احتكم في الروح والمال وخذ نور عينيَّ عسى أن ينفعك بيتكمو أبا لهب أكبر بيت في العرب تالله لو آمنتم ما قيل في القرآن تب أنتم وإبليس لكم في النار أرفع النسب والله مأمول الرضى في الخلق مأمون الغضب فربما عُينت في ال نار لتحمل الحطب أو لتطوف بالألى هناك من أهل الطرب كحافظ أخي النهى أو كالنواسي ذى الأدب أو مثل مطران الذي أقبل يوما وانقلب أو كأبي اللطف الذي أمنَّه الله العطب أو كأبي الإِشاد من لسوء حظ قد خطب لكن أرى مستغربا من أهل مجد وأدب من عِترة الصِدِّيق من ساد وفاز وغلب ومن به عن دينه فرّج الله الكرب إني لأجل جدّه أفطرت من غير سبب محترما معظِّما مبجلا هذا النسب وكنت أرجو أنني أنال كيسا من ذهب عاداتهم في زمن يا للرجال قد ذهب فمالهم قد منحو ك منهمُ شر لقب إذ جئتهم في جبة تزرى بأنفس الجبب منَّعما مهفهفا تليس قفطانا عجب آل أبى بكر لكم في الناس أرفع الرتب قمتم عن السادات مَن حبا وأعطى ووهب وكان في ليلته مقرِّبا من اقترب يمنح من شاء الكنى مجاملا لمن طلب فما لكم من بعده أتيتم ما لا يجب لقبتم أبا الضيا ضيفكم أبا لهب لبنان مجدك في المشارق أوّل والأرض رابية وأنت سنام وبنوك ألطف من نسيمك ظلهم وأشم من هضباتك الأحلام أخرجتهم للعالمين حَجاحجِا عُربا وأبناء الكريم كرام بين الرياض وبين أفق زاهر طلع المسيح عليه والإسلام هذا أديبك يحتفى بوسامه وبيانه للمشرقَين وسام ويجل قدر قلادة في صدره وله القلائد سمطها الإلهام صدر حوالَيه الجلال وملؤه كرم وخشية مؤمن وذمام حلاّه إحسان الخديو وطالما حلاه فضل الله والإنعام لعلاك يا مطران أم لنهاك أم لخلالك التشريف والإكرام أم للمواقف لم يقفها ضيغم لولاك لاضربت لها الأهرام هذا مقام القول فيك ولم يزل لك في الضمائر محفل ومقام غالي بقيمتك الأمير محمد وسعى إليك يحفه الإعظام في مجمع هز البيان لواءه بك فيه واعتزت بك الأقلام ابن الملوك تلا الثناء مخلدا هيهات يذهب للملوك كلام فمن البشير لبعلبك وفتية منهم هنالك فرقد وغمام بين المعرّة في الفخار وبينها نسب تضىء بنوره الأيام يبلى الميكن الفخم ن آثارها يوما وآثار الخيل قيام أكذا تقر البيض في الأغماد أكذا تحين مصارع الآساد خطوا المضاجع في التراب لفارس جنباه مضطجع من الأطواد مالت بقسطاس الحقوق نوازل ومشت على ركن القضاء عواد ورمى فحط البدر عن عليائه رام يصيب الشمس في الآراد قل للمنية نلت ركن حكومة وهدمت حائط أمة وبلاد ووقفت بين الحاسدين وبينه يا راحة المحسود والحساد كل له يوم وأنت بمرصد لتصيّد الأحباب والأضداد ما كل يوم تظفرين بمثله إن النجوم عزيزة الميلاد يا ساكن الصحراء منفردا بها كالنجم أو كالسيل أو كالصاد كم عن يمينك أو يسارك لو ترى من فيلق متتابع الأمداد ألقى السلاح ونام عن راياته متبدد الأمراء والأجناد ومصفدٍ ما داينوه وطالما دان الرجال فبتن في الأصفاد ومطيع أحكام المنون وطالما سبقت لطاعته يد الجلاد ومعانق الأكفان في جوف الثرى بعد الطراز الفخم في الأعياد مرت عليك الأربعون صبيحة مر القرون على ثمود وعاد في منزل ضربت عليه يد البلى بحوالك الظلمات والأسداد يا أحمد القانونُ بعدك غامض قلِق البنود مجلل بسواد والأمر اعوج والشئون سقيمة مختلة الإصدار والإيراد والأمر مختلط الفصيح بضده تبكى جواهره على النقاد وأتت على الأقلام بعدك فترة قُطمت وكانت مدمنات مداد عجبي لنفسك لم تدع لك هيكلا إن النفوس لآفة الأجساد ولرأسك العالى تناثر لبه ونزا وصار نسيجه لفساد لو كان ماسا ذاب أو ياقوتة لتحرقت بذكائك الوقاد حمَّلتَه في ليله ونهاره همّ الفؤاد وهمة الإرشاد فقتلته ورزحت مقتولا به رب اجتهاد قاتل كجهاد جد الطيب فكان غاية جده تقليب كفيه إلى العواد والمةت حق في البرية قاهر عجبي لحق قام باستبداد لا جدّ إلا الموت والإنسان في لعب الحياة ولهوها متماد وَّليت في إثر الشباب ومن يعش بعد الشباب يعش بغير عماد من ذم من ورد الشبيبة شوكه حمل المشيب إليه شوك قتاد حرص الرجال على حياة بعدها حرض الشحيح على فضول الزاد يابن القرى ناتل بمولدك القرى ما لم تنله حواضر وبواد غذتك بعد حَسَن المغبِة سائغٍ وسقتك من جارى المياه بُراد وتعاهدتك أشعة في شمها ينفذن عافيةً إلى الأبراد ونشأت بين الطاهرين سرائرا والطاهرات الصالحات العاد رضوات عيش في صلاح عشيرة في طهر سقف في عفاف وساد فُجعت بخير بُناتها ومضت به ريح المنية قبل حين حصاد أمسى ذووك طويلة حسراتهم وأخوك ينشد أوثق الأعضاد في ذمة الشبان ما استودعتهم من خاطر وقريحة وفؤاد ووسائل لك لا تُمل كأنها كتب الصبابة أو حديث وداد وخطابة في كل ناد حافل ينصبّ آذانا إليها النادى ومعربات كالمنار وإنها لزيادة في رأس مال الضاد وإذا المعرب نال أسرار اللُّغى روَّى عبادا من إناء عباد العلم عندك والبيان مواهب حليتها بشمائل الأمجاد ومن المهانة للنبوغ وأهله شبه النبوغ تراه في الأوغاد فتحى رئيتك للبلاد وأهلها ولرائح فوق التراب وغاد وسبقت فيك القائلين لمنبر عال عليهم خالد الأعواد ما زلت تسمع منه كل بديهة حتى سمعت يتيمة الإنشاد وحياة مثلك للرجال نموذج ومماتك المثل القويم الهادى ورثاؤك الإرشاد والعظة التي تُلقى على العظماء والأفراد مكسوب جاهك فوق كل مقلَّد وطريف مجدك فوق كل تلاد فخر الولاية والمناصب عادة كالفخر بالآباء والأجداد ولربما عقدا نِجادا للعصا والصارم الماضي بغير نجاد فافخر بفضلك فهو لا أنسابه تبلى ولا سلطانه لنقاد تحية عمرو لك بل عمر وأهلا بكم أيهذا القمر تجرّ البحيرة أذيالها وتسبق بين يديك الزمر وتمشى مجمَّلة بالحلىّ وقد تتجلى ذوات الخفر وتزهو بزينتها كالعروس وأنت الخطيب الحبيب الأغر وما زينت لك بين القلوب أجل وأجمل مما ظهر وتبعث من ملحها حفنة لعين الحسود إذا ما نظر تجلّى الصباح على أفقها فألقى بغرّته وانتظر وبشرها بك خفق الريا ح وبعد الرياح يكون المطر تهب على الريح من شوقها كأن سليمان بالريف مر غال في قيمة أبن بطرس غالى علم الله ليس في الحق غال نحتفى بالأديب والحق يقضَى وجلال الأخلاق والأعمال أدب الأكثرين قول وهذا أدب في النفوس والأفعال يُظهر المدح رونق الرجل الما جد كالسيف يزدهى بالصقال رب مدح أذاع في الناس وأتاهم بقدوة ومثال وثناء على فتى عم قوما قيمةُ العقد حسن بعض اللآلى إنما يقدر الكرام كريم ويقيم الرجال وزن الرجال وإذا عظَّم البلادَ بنوها أنزلتهم منازل الإجلال توجت هامهم كما توّجوها بكريم من الثناء وغال إنما واصف بناء من الأخ لاق في دولة المشارق عال ونجيب مهذب من نجيب هدَّبته تجارب الأحوال واهب المال والشباب لما ين فع لا للهوى ولا للضلال ومذيق العقول في الغرب مما عصر العُرب في السنين الخوالي في كتاب حوى المحاسن في الشع ر وأرعى جوائز الأمثال من صفات كأنها العين صدقا في أداء الوجوه والأشكال ونسيب تحاذر الغيد منه شرك الحسن أو شباك الدلال ونظام كأنه فلك اللي ل إذا لاح وهو بالزهر حال وبيان كما تجلى على الرس ل تجلّى على رعاة الضال ما علمنا لغيرهم من لسان زال أهلوه وهو في إقبال بليت هاشم وبادت نزار واللسان المبين ليس ببال كلما همّ مجده بزوال قام فحل فحال دون الزوال يا بني مصر لم أقل أمة ال قبط فهذا تشبث بمحال واحتيال على خيال من المج د ودعوى من العراض الطوال إنما نحن مسلمين وقبطا أمة وحِّدت على الأجيال سبق النيل بالأبوّة فينا فهو أصل وآدم الجد تال نحن من طينة الكريم على الله ومن مائة القَراح الزُّلال مرّ ما مرَّ من قرون علينا رُسَّفا في القيود والأغلال وانقضى الدهر بين زغردة العُر س وحثوا التراب والإعوال ما تحلّى بكم يسوع ولا كُن نَا لطه ودينه بجمال وتُضاع البلاد بالنوم عنها وتضاع الأمور بالإهمال يا شباب الديار مصر إليكم ولواء العرين للأشبال كلما روّعت بشبهة يأس جعلتكم معاقل الآمال هيئوها لما يليق بمنف وكريم الآثار والأطلال هيئوها لما أراد على وتمنى على الظُّبى والعوالى وانهضوا نهضة الشعوب لدنيا وحياة كبيرة الأشغال وإلى الله من مشى بصليب في يديه ومن مشى بهلال دع ما يضرك والتمس ما ينفع واختر لنفسك ما يزين ويرفع واسمع لقول العقل لا قول الهوى إن الهوى لضلالة لا تتبع واجعل شبابك من هواك بمأمن إن الشباب هو العنان الأطوع واعلم فقِدما للمالك فتِّحت بالعلم أبواب السعادة أجمع إن الشعوب إذا أرادوا نهضة بذرائع العلم الصحيح تذرّعوا وانظر بعين في الأمور جلية لا تُثبت الأشياء عين تدمع مما أَحب به الرجال بلادهم أن يحسن الإنسان فيما يصنع واحفظ على مصر السكينة إنها روض بأفياء السكينة ممرع وصن اليدين عن الدماء فإنها في البغى أوخم ما يكون المرتع الختل من خلق الذئاب وشهوة في الرأس يركبها الجبان فيشجع برىء العباد من الشرائع كلها إن كان قتل النفس مما يرفع لا تذكرنّ الحرب أو أهوالها إلا بقلب خاشع يتوجع واذرف على القلب الدموع فكلكم في آدم أهل وآدم يجمع للخلق صبيان كما لك صبية ولهم لباس فارقوه ومضجع واخرج من الحرب العوان بِعبِرة إن العظات من الحوادث أوقع إسمع حديث جُناتها وصلاتها هل كان فيها للديانة موضع المال باعثها الأثيم ولم تزل تُردى المطامع ناسهن وتصرع لما رمت دول المسيح بهولها مشت اثنتان لها وهبت أربع يتقاذفون وللكنائس هِزة ويسوع ينظرو الزكية تسمع والله يغضب والعناصر تبتلىِ والسيف يضحك في الدماء ويلمع نزل البلاء وحل طوفان دم بالمسلمين سماؤه لا تقلع كانوا بظل السلم لا بهلالهم شر يراد ولا حماه مروع لولا قضاء الله ما خاضوا الوغى إن القضاء إذا أتى لا يُدفع تلك العوان على الشديد شديدة أين السيوف لمثلها والأدرع ماذا اندفاع المسلمين بموقف الغالب المنصور فيه مضعضع حرب على حرب حنانك ربنا لم يبق منا ما ينال المدفع لا تأخذن بريئنا بمسيئنا فالعدل كلٌّ حاصد ما يزرع يا رب بالرسل الكرام بآلهم باللوح والكرسى وهو المفزع أدرك دماء الخلق إن دماءهم سالت فوجه الأرض منها مترع سبحت ببحر دمائهم أشلاؤهم والأرض لا تَروَى ولا هي تشبع زاد الأرامل واليتامي كثرةً حتى لقد صعدت إليك الأدمع يا رب هل تلك القيامة كلها أم للقيامة بعد ذلك موقع يا ساكني مصر إنا لا نزال على عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا هلا بعثتم لنا من ماء نهركم شيئا نبل به أحشاء صادينا كل المناهل بعد النيل آسنة ما أبعد النيل إلا عن أمانينا ديوان رامي تحت حاشية الصَبا عذب عليه من الرواة زحام بالأمس بل صدى النهى وَسْمِِيَّه واليوم للتالى الولىّ سجام شعر جرى فيه الشباب كأنه جنبات روض طَلَّهن غمام في كل بيت مجلس ومدامة وبكل باب وقفة وغرام يا راميا غرض الكلام يصيبه لك منزع في السهل ليس يرام خذ في مراميك المدى بعد المدى إن الشباب وراءه الأيام أما زهير فقد سما هرم به ولتسمون بشعرك الأهرام فخذ النبوغ عليه وارق رقيَّه ولكل بدر مرتقى وتمام العلم والبر هذا مهرجانهما في ظل دار تناغى النجم أركانا فقم إلى منبر التاريخ محتفلا فقد تضوّع كالعودين ريحانا واجز الجزيل من المجهود تكرمة واجز الجزيل من الموهوب شكرانا في محفل نظمت دار الجلال به نظم الفرائد أفرادا وأعيانا لما تألف عقدا قال قائله يصوغ للمحسنين الحمد تيجانا أثاره الحق حتى قام ممتدحا كما أثار رسول الله حسانا عز الشعوب بعلم تستقل به يا ذل شعب عليه العلم قد هانا فعلموا الناس إن رمتم فلاحهم إن الفلاح قرين العلم مذ كانا لا تُطر حيا ولا ميتا وإن كرما حتى ترى لهما بالخلق إحسانا ليس الغِنى لفتى الأقوام منبهة إذا المكارم لم ترفع له شانا وإن أبرك مال أنت تاركه مال تُورِّثه قوما وأوطانا سل الأُلى ضيع الضيعات وارثهم هل يملكون ببطن الأرض فدانا قل للسراة المنوفيين لا برحوا للفضل أهلا وللخيرات عنوانا يا أفضل الناس في الإيثار سابقة وأحسن الناس في الإحسان بنيانا وهبتمو هِبة للعلم ما تركت بالبائسين ولا الأيتام حرمانا قلدتمو المعهد المشكور عارفة لم يألها لكم التعليم عرفانا يد على العلم يمضى في إذاعتها حتى تسير بها الأجيال ركبانا بيضاء في يومه خضراء في غده إذا هي انبسطت في الأرض أفنانا يا أبا عاصم وداع أخ كا ن وراء البحار يوم احتجابك جسمه يوم سرت بالغرب ثاوٍ بيد أن الفؤاد خلف ركابك عبرات على التنائي أعانت أدمع الحاضرين من أحبابك كانت الخمس الاغترابي حدّا أى حدّ تُرى لطول اغترابك ما ملكت الإياب حتى دهتني صحف آذنت بطىّ كتابك ناعيات نفح الربى من سجايا ك وزهر الرياض من آدابك وودادا على الزمان كريما سبكت تبره الليالي السوابك أى أعواد منبر لم تطأها واسع الخطو في عنان خطابك كل يوم من البلاغة وشى فارسيّ وأنت للوشي حابك وسيول من الفصاحة تترى بين واديك جريها وشعابك كنت كالدهر هممة في الثمان ين فما أنت في زمان شبابك وإذا جرّت المحاماة ذيلا ونميناه كان فضل ثيابك كنت في صرحك المشيد أساسا أنت والمحسنون من أترابك وإذا لم يكن ثوابك للغر س فلا خير للجَنىَ في ثوابك فاجعل السابقين في كل فضل أوّل الآخذين من إعجابك يا قريب الجواب في الفصل والهز ل عزيز علىّ بطء جوابك لست أنساك والضيوف على الرح ب بناديك والعفاة ببابك طيبات تقدمتك إلى الأخ رى وخير أقام في أعقابك اطَّرح واسترح فكل خليل سوف يدنو ترابه من ترابك كلما مر من مصابك عام وجدت مصر جدّة لمصابك قيل ما الفن قلت كل جميل ملأ النفس حسنه كان فنا وإذا الفن لم يكن لك طبعا كنت في تركه إلى الرشد أدنى وإذا كان في الطباع ولم تحس ن فما أنت بالغ فيه حسنا وإذا لم تزد على ما بنى الأو ل شيئا فلست للفن ركنا لك يا مرتضى خلال كزهر ال روض لاقى في ظل آذار مزنا حلف الخط بعد مؤنس أو جع فر لا يصطفى لغيرك يمنى لك خط لو كان يغنى عن الحظ جميل من الأمور لأغنى هو أوفى من الزمان صِوانا لبنات النهى واصدق خِذنا تتمناه كل ناعمة الخدّ ين خالا وكل دعجاء جفنا مرقصات الوليد أعجب لفظا بين أجزائه وأطرب معنى حُلَل منذ أُلبِستها المعاني لا نراها بجودة اللفظ تعنى ما وصل من تهوى على أنسةٍ بالبدر في ظل الربيع الظليل على بساط نسجته الربى شتى الحُلَى والوشى غض طليل أبدى الرياحين وأهدى الشذا وجر أذيال النسيم العليل واستضحك الماءُ فهاج البكى في كل خدر لبنات الهديل بالمجلس الممتع ما لم تزد فيه ابنةَ الكرم وشعرَ الخليل شعر جرى من جنبات الصّبا يا طيب واديه وطيب المسيل فيه روايات الصِّبا والهوى تسلسلت أشهى من السلسبيل قد صانها الشاعر عن حُلوةٍ في مفضلٍ أو مرة في بخيل شيبوب ديوانك باكورة وفجرك الأوّل نور السبيل الشعر صنفان فباق على قائله أو ذاهب يوم قيل ما فيه عصرىّ ولا دارس الدهر عمر للقريض الأصيل لفظ ومعنى هو فاعمد إلى لفظٍ شريف أو لمعنى نبيل واخلُق إذا ما كنت ذا قدرة رُبَّ خيال يخلق المستحيل ما رفَع القالة أو حطهم إلا خيال جامد أو منيل من يصف الإِبل يصف ناقة طارت بهم وارتفعت ألف ميل سائل بنى عصرك هل منهم من لبس الإكليل بعد الكليل وأيهم كالمتنبى آمرؤ صوّاغ أمثالٍ عزيزُ المثيل والله ما موسِّى وليلاته وما لمرتين ولا جِيرزِيل أحق بالشعر ولا بالهوى من قيسٍ المجنونِ أو من جميل قد صوّرا الحب وأحداثه في القلب من مستصغر أو جليل تصوير من تبقى دُمى شعره في كل دهر وعلى كل جيل تقريظ أعيان الكتب باب يعدّ من الأدب فيه استزادة محسن وقضاء حق قد وجب وتبرع بالفضل من متأدّب يرعى السبب أدب الأولى سلفوا فلي س بمن تحدّاهم عجب ليس المقرظ ناقدا إن لم يجد عيبا طلب عين المفرّظ لا تم ر على المآخذ والريب يغشى المناجم لا يرى في جنحها غير الذهب ديوان توفيق أح ب من الطِلا تحت الحبب والذ من مترنم في فرعه ينشى الطرب بين النسيم وبين أب يات النسيب به نسب وإذا أشار بمدحة شاد المكارم والحسب وإذا رمى خِطط الحما سة قلت قسورة وثب فاقرأه وانتظر المزي د من الطرائف والنخب لا تعجلن على الربى حتى توشيها السحب أبني أباظة إن رافع بيتكم جعل المكارم فيه والأحسابا جاء الكرام بكم فيما قصرتمو عن والد وولدتمو الأنجابا جربت ودّ شبابكم وكهولكم فوجدت شيبا عليَة وشبابا اختالت الشرقية الكبرى بكم وجلت فتاكم في البيان شهابا لَسِنٌ إذا صعد المنابر أو نضا قلما شأى الخطباء والكتابا وتراه أرفع أن يقول دنّية يوم الخصومة أو يخط سبابا لا يخدم الأمم الرجال إذا همو لم يخدموا الأخلاق والآدابا فكرى أذقت اليوم عفو بلاغة وزففت محضا للنهى ولبابا من كل فاكهة وكل فكاهة هيأت نحلا واتخذت شرابا ما زلت تنثر كل طيبة الشذى حتى جمعت من الزهور كتابا فأتى ألذ من الربيع وعهده فضلا وأمتع في البدائع بابا تلك الرسائل لو شكوت بها الهوى عطفت على أهل الهوى الأحبابا عاتبت فيها الحادثات بحكمة حتى لكدت تلينهن عتابا ولو استطعت شفيت من أضغانها شِيَعَ الرجال بمصر والأحزابا دمياط شاعرك الفياض مغترف من نهرك العذب أو من بحرك الطامي أطلعته في مساء الشعر مؤتلفا ينشى الفرائد عن وحي وإلهام أهدى لنا من قوافيه وحكمته باكورة الأدب المستكرم النامي لا زال في كل سمع من بدائعه لفظ شريف ومعنى فائق سامى الحق حجته هي الغرّاء هيهات في فلق الصباح مراء لا يطلبنّ الغاية الشعراء لو نال كنه جلالك الكبراء آبت به سيناء والإسراء الوهم يبعد في الظنون ويقرب والعقل فيك مسافر متغرّب والفكر يهرب حيث أنت المهرب والنفس غايتها إليك تقرّب وقصارها في عفوك استذراء العقل أنت عقلته وسرحته وأحرت فيك دليله وأرحته آتيته الحجر الأصم ونحته والنجم يَعبد فوقه أو تحته ما توهم الغبراء والخضراء بالهند هلكي في الهياكل سبح وبمنف كهان لكُنهك سبحوا والروم غرقى في المحبة سبح سقراط مغدوّ عليه مصبح فيك الزعاف ومنه الاستمراء حيران يذهب في السماء ويبحث ويثير وجه الأرض عنك ويبحث ويلوذ بالأنواء حين تحثحث ويحس ما هالوا التراب وماحثوا بيد تميت العالمين وراء سلك السماء إلى سنائك معرجا والأرض نحو كريم سرك مدرجا والوهم فيك إلى الحقيقة مخرجا علمته أخذ الأمور تدرّجا أصل الحقائق كلها استقراء في الدهر إذ هو ناهض لم يَشرُخ وإذ القدامى في حلوم الأفرخ لمح الشقى يد العناية والرخى خَفَضا الجناح لمستغاثُ مُصرِخِ يُشكَى البلاء إليه والضراء موسى على سينين أعشى أرمد هو والجبال وأرض مَديَن همد ودنا فخر إلى الجبين محمد ومحمد سليمان ووجهك سرمد يعنو له الأملاك والأمراء بجلاله أضحى الجمال تعوّذا وعدا الجمال على الجلال استحوذا يأوى إلى سُبُحاته هذا وذا وتطيف أصناف المحامد لّوذا ماذا ينال المدح والإطراء بيمينك الملك الذي لا يحصر خلت الممالك دونه والأعصر وصحا الملوك من الغرور وأقصروا كسرى وهارون الرشيد وقيصر تحت التراب أذلة فقراء ولك القضاء غراره ومحزّه لا شيء في هذا الوجود يَعزه ترمى به ركن الثرى فتفزّه تتناثر التيجان حين تهزه وتمزَّق الشهباء والخضراء أما الملائكة الكرام فقبس لبسوا الحلى الحسنى وأنت المُلبِس وعلى التحية والثناء تحبّسوا خشعوا فلم يجروهما أو ينبسوا إلا كما يتخافت القراء ينزون بين مجنَّح ومريّيش نزو الفَراش وما همو بالطُيّش حول الضياء الحاشد المتجيش ويجرّرون من الغلائل ما يشى سر النعيم وتنسج السراء عرش على أم العلى منصوصه من جوهر الحق المبين فصوصه جبريل وهو به القديم خصومه ملقى الجناح إزاءه مقصوصه والرسل من أن يدَّعوه براء في منزل فوق الحساب وفرضه عال على مسرى الخيال وقرضه في طوله يفنى المكان وعرضه ما في سماء الكون أو في أرضه مرداء تشبهه ولا شجراء وكأنه نون يراعك خطها قد وُفِّيت من حسن صوغك قسطها لما أراد لك ابتداعك نقطها أعلاك في السمت الأتم وحطها قلم فأنت النقطة الزهراء العلم ثَمَّ ضنائنا وحفائظا والعز ثم حقائقا وحفائظا مجد أمات بك المُكابر غائظا فأتاك مبذول المقادة فائظا حيران ليس لدائه إبراء عن هذه الأنوار يعشى يوشع فمن الرئيس وعلمه المتشعشع أو من أرسطو المشاة الخشع عصفت بهم وريح البلى فتقشعوا ورحت رحاها فيهم الغبراء لبسوا النبوغ من العناية مسبغا فتخيَّلوا وزها الذكاء النُّبغا ما مَن أَدَلَّ بما وهبت كمى بغى والناس ذو رأى وآخر ببَّغا تَحكى وتُنقل عندها الآراء يا ربَّ مدنيً من حماك مشنَّف ورهين إذن دون بابك مدنف حارا من السر الخفى بنفنف سرٌّ جلالك صانه فالسين في يمنى يديه وفي الشمال الراء بحر المحبة فوق باع الزورق والفلك إن تذهب ذراعا تخرَق فاجعل شراعك فيه عينك وافرق كم في تراقى الموج من يد مغرق قُبِلت وأخرى حظها الإعراء كم آية لم يجدها المشرك غراء بالبصر المجرّد تدرك فلكٌ منوط في الفضاء محرّك هل ثار فيه من الثوابت مبرك أم عىَّ سيَّار به سراء ذو الرزمح فيه على وداد الأعزل والفرقدان عن اللَّداد بمعزل ويد الغزالة فوق أشرِف مِغزل والبدر كلَّ ملاوة في منزل حتى تحل شراكه العفراء النمل ينجد في المعاش ويتهم عن أى رأسٍ أو فؤادٍ يفهم لب يضل مكانه المتوهم لولا يد تحدو وهاد ملهم لم يبد منه الحزم والنكراء والرزق سر لم يُنَل مكنونه ضنت به كاف السماح ونونه كذب الحريص وحرصه وفنونه ستعوده سوداؤه وجنونه ما دامت البيضاء والصفراء فرعون لم يخلد ولا اشباهه لم يغن عنه من النباء نباهه ملأ أتاك عِتيُّه وسَباهه نزلت على حم التراب جباهه وكذا يكون الحكم والإجراء بالموت أذللت النفوس وبالهوى وقهرت من وطىء التراب ومن هوى والنجم لو سرت الحياة به هوى وانحط عن أوج الهواء إلى الهُوَى يبكى عليه الأهل والعشراء لم يأل داود الصلاة مثانيا ويسوع دمعا والبشير مثانيا وتنوَّر الوادى ربىً ومثانيا فسما الكليم فما توسم ثانيا أنَّى لك الشركاء والنظراء أحق أنهم دفنوا عليا وحطوا في الثرى المرء الزكيا فما تركوا من الأخلاق سمحا على وجه التراب ولا رضيا مضوا بالضاحك الماضى وألقوا إلى الحفر الخفيف السمهريا فمن عون اللغات على ملم أصاب فصيحها والأعجميا لقد فقدت مصرِّفها حنينا وبات مكانه منها خليا ومن ينظر ير الفسطاط تبكى بفائضه من العبرات ريا ألم يمش الثرى قحة عليها وكان ركابها نحو الثريا فنقب عن مواضعها علىٌّ فجدد دارسا وجلا خفيا ولولا جهده احتجبت رسوما فلا دمنا تريك ولا نؤيّا تلفتت الفنون وقد تولى فلم تجد النصير ولا الوليا سلوا الآثار من يغدو يغالى بها ويروح محتفظا حفيا وينزلها الرفوف كجوهري يصفف في خزائنها الحليا وما جهل العتيق الحر منها ولا غبى المقلد والدعيا فتى عاف المشارب من دنايا وصان عن القذى ماء المحيا أبىّ النفس في زمن إذا ما عجمت بنيه لم تجد الأبيا تعوّد أن يراه الناس رأسا وليس يرونه الذَّنَب الدنّيا وجدت العلم لا يبنى نفوسا ولا يغنى عن الأخلاق شيا ولم أر في السلاح أضل حدا من الأخلاق إن صحبت غبيا هما كالسيف لا تنصفه يفسد عليك وخذه مكتملا سويا غدير أترع الأوطان خيرا وإن لم تمتلئ منه دويا وقد تأتى الجداول في خشوع بما قد يعجز السيل الأتيا حياة معلم طفئت وكانت سراجا يعجب السارى وضيا سبقت القابسين إلى سناها ورحت بنورها أحبو صبيا أخذت على أريب ألمعي ومن لك بالمعلم ألمعيا ورب معلم تلقاه فظا غليظ القلب أوَفدماً غبيا إذا انتدب البنون لها سيوفا من الميلاد ردّهم عصيا إذا رشد المعلم كان مسوى وإن هو ضل كان السامريا ورب معلمين خلوا وفاتوا إلى الحرية أنساقوا هديا أناروا ظلمة الدنيا وكانوا لنار الظالمين بها صُلِيَّا أرقت وما نسيت بنات بوم على المطرية اندفعت بكيا بكت وتأؤهت فوهمت شرّا وقبلى داخل الوهم الذكيا قلبت لها الحُدى وكان منى ضلالا أن قلبت لها الحذيا زعمت الغيب خلف لسان طير جهلت لسانه فزعمت غيا أصاب الغيب عند الطير قوم وصار البوم بينهمو نبيا إذا غناهمو وجدوا سطيحا على فمه وافعى الجرهميا رمى الغربان شيخ تنوخ قبلى وراش من الطويل لها رويا نجا من ناجذيه كل لحم وغودور لحمهن به شقيا نَعستُ فما وجدت الغمض حتى نفضت على المناحة مقلتيا فقلت نذيرة وبلاغ صدق وحق لم يفاجئ مسمعيا ولكن الذي بكت البواكي خليل عز مصرعه عليا ومن يُفجع بحرٍّ عبقري يجد ظلم المنية عبقريا ومن تتراخ مدته فيكثر من الأحباب لا يحص النعيا أخي أقبل على من المنايا وهات حديثك العذب الشهيا فلم أعدم إذا ما الدور نامت سميرا بالمقابر أو نجيا يذكرني الدى لِدَةً حميما هنالك بات أو خلا وفيا نشدتك بالمنينة وهي حق ألم يك زخرف الدنيا فويا عرفت الموت معنى بعد لفظ تكلم واكشف المعنى الخبيا أتاك من الحياة الموت فانظر أكنت تموت لو لم تلف حيا وللاشياء أضداد إليها تصير إذا صبرت لها مليا ومنقلب النجوم إلى سكون من الدوران يطويهن طيا فخبرني عن الماضين إني شددت الرحل أنتظر المضيا وصف ل منزلا حُملوا إليه وما لمحوا الطريق ولا المطيا وكيف أتى الغنىّ له فقيرا وكيف ثوى الفقير به غنيا لقد لبسوا له الأزياء شتى فلم يقبل سوى التجريد زيا سواء فيه من وافى نهارا ومن قذف اليهود به عشيا ومن قطع الحياة صدى وجوعا ومن مرت به شبعا وريا وميت ضجت الدنيا عليه وآخر ما تحس له نعيا أعزيك أبا مكسى وإن لم تبتئس نفسى لقد صرت لنا اليو م كما كنت لنا أمس فلا عقلك في الحك م ولا روحك في الكرسي ولا تمشى على بولا ق من عُرس إلى عرس وقد دقت لك العو د ومدّت بسط الفرس إذا ما بلغ المجلس أمثالك في النطس فمن نطلب للطب ومن نندب للدرس ومن يسمر في النا دى ويحيى مجلس الأنس ومن للنفحة الكبرى من الرِجل إلى الرأس فلا السودان في حزن ولا العمال في يأس فكل عنه يستغَنى وكل في غد منسى تأمل حاله الدنيا بعين الفَهِم الندس ترى الدولاب دوّارا وتلقى الفلك لا تُرسى يا مكس دنياك عاره والموت كأس مداره والدهر يوما ويوما والحال طورا وتاره والعيش زهر ربيع قصير عمر النضارة إذا بلغن التراقى فكل ربح خساره يا مكس قل لي أحق قد وسّدوك الحجارة وغيبوك طويلا أشمَّ مثل المناره عن أبيض الهند سلوال عريش والجراره ألم تكن وطنيا بكل معنى العباره فكم شهدت قتالا وكم تورّدت غاره وكم لبست صليبا على الجبين وشاره وكم نقلت جريحا فمات بالاستشاره يا مكس عشت نقيا ومت خِذن طهاره ما ضج منك زقاق ولا اشتكت منك حاره وما عضضت بحار ولا هممت بجاره ولا اشتملت جِلالا على الخنا والدعاره قد عشت في البيت عمرا وليس في البيت فاره في الهند كل فقير هدّ الصيام فقاره في الجو تخفى عليه طريقك المختاره لما جفاك ابن سينا وهام بالسيارة تفر منه وتجرى كالنحلة الدوّاره فلا إلى البوق تصغى ولا إلى الزماره وقد تهتّك فيها حتى أضاع وقاره حملت من ذاك غما أذاب منك المراره حتى انتحرت جريئا والانتحار جساره أرسلت رأسك يهوى من ربوة لقراره أَدِر جام البيان أبا النجاة وهات سلافة الألباب هات قصائد قالب الفصحى نماها على شرف المعاني المفرغات قصرن فكن من فقرات قس وطلن فكن سبع معلقات كأن شعر أمين من نفح بان ورند أو من عناق التصابي وقرع خدّ بخد أو من حديث ابن هانى يعيد فيه ويبدى أو من حنين الهوادى إلى العَرار ونجد ما زلت أنزل بالحدائق والربى حتى نزلت حديقة الإنشاء فسلوت بالفردوس كل أنيقة أُنُف وكلَّ مجوده غناء العلم في ظل البيان حَيالها مثل الأزاهر في ظلال الماء بوركتما من صاحبين تعاونا إن التعاون أس كل بناء لولا التعاون في الحضارة لم تطر بِعِنان ارض أو جَناح سماء ما أنتما للنشء إلا صورة من ألفة وتعاون وإخاء وخلائق الكتاب يظهر حسنها ولربما انتقلت إلى القرّاء شأنك والدمع والبكاء لا تدخر في الشؤون ماء لا تذكر الصبر في مصاب تجاوز الصبر والعزاء لا خير في الصبر والتأسى إذا هما عارضا الوفاء أبكى الأخلاء في ديار من أنسهم أصبحت خلاء من حق إخوانك القدامى إن تسقى العهد والإخاء إن البكى فاسترح إليه يصرف للراحة العناء من خلق الحزن كان أحرى أن يخلق الدمع والبكاء تبارك الله من طبيب قد خلق الداء والدواء رب خليل بكيت أرجو لحقه بالبكى قضاء ولو يردّ القضاءَ دمع لحولت أدمعي القضاء ومثل عبد اللطيف يُبكى ويتبع الذكر والثناء فتى كلدن القنا اهتزازا ومرهفات الظُبى مضاء صوّره الله صالحات وصاغ أجزاءه حياء وزاده ما حبا أباه متانة الدين والإباء وأضلعا لا تقاس طهرا بها الغوادي ولا نقاء ما كان قسّا ولا زيادا ولا بسحر البيان جاء لكن إذا قام قال صدقا وجانب الزور والرياء سبحان من قاته غدوا وكف عن قوته عشاء ومن أتانا بالشمس صبحا ومن تولى بها مساء يالكِ دنيا لذّت نعيما للقوم واستعذبت بلاء إذا أنتهينا منها تساوى ماسرّ من حالها وساء الطفل يحبو إليك حبا والشيخ يمشى لك انحناء إليك عبداللطيف دمعا ألَّفت منثوره رثاء قوافيا كنت تشتهيها واليوم تبدى لها جفاء كم قمت من موقف لمصر وكنت من دونها وقاء ونبت عنها في مجلسيها نيابة كانت الغناء ألست من فتية شِهام سنّوا المحاماة والرماء فتاهم بالشباب ضحى ما أعظم الذبح والفداء ومات أبطالهم جياعا في غير أوطانهم ظِماء ولو أرادوا متاع دنيا لأدركوا الحكم والثراء قضية الحق منذ قامت لم تأل أركانَها بناء تحذو على مصطفى وتبنى جيلا من الحق أقوياء شرعتمو للشباب دينا كدينهم بيِّنا سواء لما أتيم به جعلتم رأس تعاليمه الجلاء جمعتم مصر ثم سرتم فكنتم الجمع واللواء وما عرفتم لغير مصر وغير أحبابها ولاء لم تمسحوا للعميد رأسا ولا نفضتم له حذاء وعابثٍ بالرفات يبنى حوادث الأمس كيف شاء يقول كنتم للترك حزبا وعاهلِ الترك أولياء ويشهد الله ما أتيتم إلا هدى الرأى والدهاء داريتمو في سبيل مصر سيادة أصبحت هباء سيروا إلى الله فهو أولى بكم وأوفى لكم جزاء لا غبن بالحق إن ذهبتم فان للفكرة البقاء بعثوا الخلافة سيرة في النادى أين المبايع بالإمام ينادي من بات يلتمس الخلافة في الكرى لم يلق غير خلافة الصياد ون ابتغاها صاحبا فمحلها بين القواضب والقنا المياد أو في جناحيَ عبقري مارد يفرى السماء بِجنةٍ مراد اليوم لا سمر الرماح بعدّة تغنى ولا بيض الظبا بعتاد هيهات عز سبيلها وتقطعت دون المراد وسائل المرتاد حلت على ذهب المعز طلاسم ومشت على سيف المعز عوادى أين الكرامة والوقار لجثة نبشوا عليها القبر بعد فساد والميت أقرب سلوة من غائبٍ يرجى فلا يزداد غير بِعاد قل فيم يأتمر الرجال وما الذي يبغون من دول لحقن بعاد مالم يِبد منها على يد أهله أخنى عليه تطاول الآباد لم تستقم للقوم خلف عمادهم هل تستقيم وهم بغير عماد غلبوا عليها الراشدين وضرجوا أم الكتاب بجبهة السَّجاد وبنوا على الدنيا بِجلَّق ركنها وعلى عتو الملك في بغداد جعلوا الهوى سلطانها ودعوا لها من لا يسد به مكان الهادى وأنا الذب مرّضتها في دائها وجمعت فيه عواطف العُواد غنيتها لحنا تغلغل في البكا يا رب باك في ظواهر شادى ونصرتها نصر المجاهد في ذَرا عبدالحميد وفي جناح رشاد ودفنتها ودفنت خير قصائدي معها وطال بقبرها إنشادي حتى أتُّهمت فقيل تركىّ الهوى صدقوا هوى الأبطال ملء فؤادي وأخي القري وإن شقيت بظلمه أدنى إلىّ من الغريب العادي والله يعلم ما انفردت وإنما صوّرت شعري من شعور الوادى كنا نعظم للهلال بقية في الأرض من ثُكَن ومن أجناد ونسنّ رضوان الخليفة خطة ولكل جيل خطة ومبادى وجه القضية غيرته حوادث أعطت بأيد غير ذات أيادي من سيد بالأمس ننكر قوله صرنا لفعّال من الأسياد إني هتفت بكل يوم بسالة للترك لم يؤثر من الآساد فهززت نشئاً لا يحرك للعلا إلا بذكر وقائع الأنجاد عصف المعلم في الصبا بذكائهم وأصار نار شبابهم لرماد ولو أن يوم التل يوم صالح لحماسة لجعلته إليادى في يوم ملّونا ويوم سقاريا ما ليس في الأذكار والأوراد إن العلاقة بيننا قد وثقت فكأن عروتها من الميلاد جرح الليلالي في ذمام الشرق في حبل العقيدة في ولاء الضاد لولا الأمور لسار سنته القِرى وجرى فجاوز غاية الأرفاد ما في بلاد أنتم نزلاؤها إلا قضية أمة وبلاد أتحاولون بلا جهاد خطة لم يستطعها الترك بعد جهاد نفضوا القنا المنصور من تبعاتها والظافرات الحمر في الأغماد كانت هي الداء الدخيل فأدبرت فتماثلوا من كل داء بادى نزعوا من الأعناق نير جبابر جعلوا الخلافة دولة استعباد من كل فضفاض الغرور ببرده نمرود أو فرعون ذو الأوتاد تَروى بطانته ويشبع بطنه والملك غرثان الرعية صادى مضت الخلافة والإمام فهل مضى ما كان بين الله والعبّاد والله ما نسى الشهادة حاضر في المسلمين ولا تردّد بادى خرجوا إلى الصلوات كل جماعة تدعو لصاحبها على الأعواد والصوم باقٍ والصلاة مقيمة والحج ينشط في عِناق الحادى والفطر والأضحى كعادتيهما يتردّيان بشاشة الأعياد إن الحضارة في اطراد جديدها خصم القديم وحرب كل تِلاد لا تحفظ الأشياء غير ذخائر للعبقرية غير ذات نفاد هي حسن كل زمان قوم رائح وجمال كل زمان قوم غادى تمشى شالقرون بنور كل مكرر منها كمصباح السماء معاد كم من محاسن لا يرثّ عتيقها في الهجرة اجتمعت وفي الميلاد أخذت أحاسنها الحضارة واقتنت روح البيان وكل قول سداد لم تحرم البؤس العزاء ولا الأولى ضلوا الرجاء من الشعاع الهادى القيد أفسح من عقول عصابة زعموا فكاك العقل في الإلحاد فاشفوا الممالك من قضاة صُيَّد قعدوا لصيد ولاية أو زاد وتداركوها من عمائم صادفت مرعى من الأوقاف والأرصاد وخذوا سبيل المصلحين وأقبِلوا روح الزمان هوامد الأجساد ردّوا إلى الإيمان أجمح عِلية وإلى مراشده أضل سواد أمم كملموم القطيع ترى لهم شمل الجميع وفرقة الآحاد يُدعَون أبناء الزمان وإنما جَمدوا وليس أبو همو بجماد هو مأتم الأخلاق فاتل رثاءها وتول أسرتها ووال عزاءها لا تنهين الثاكلات عن البكا فلعل في ذرف الدموع شفاءها خل الشؤون تفض غرب قصيدة لم تغن في الرزء الجليل غناءها ولمثل نار الثكل وهي شديدة خلق الرحيم لنا الشئون وماءها أوحى إلى الحزن اللجوج شُبوبها وإلى الدموع سواكبا إطفاءها ناع من الاسكندرية هاتف راع الكنانة أرضها وسماءها سُدّت مسامعها لأول وهلة دون الرزية تتقى أنباءها هيهات تلك رسالة محتومة حَملت عن الموت الحياةُ أداءها في عالم شد الرحال نزيله وخيال دنيا ذاهب من جاءها إن المروءة غودرت في حفرة كالليل نور الصالحات أضاءها ذهب على أثر الفقيد شهيدة إن كنت في ريب فسل شهداءها الرافعين إلى السماء سريرها والساحبين على النجوم رداءها والحاملين على الرقاب جلالها والمنزلين إلى التراب سناءها حطوا على الأرض السرير وغيبوا قمر السماء ووسدوا جوزاءها أموسَّد الصحراء م ابد الكرى وأنس الحياة أو آذكر صحراءها ما كان أفتن في الشروق صباحها وألذ في ظل الغروب مساءها أتراك كالماضين تبكى ظلها تحت التراب وتشتهى رمضاءها وتودّ لو ردّت عليك سرابها وهجيرها وزئيرها وعواءها إن التي جاورت صان الله عن لوم الحياة أديمها وفضاءها يدع الوفود لدى طهور صعيدها حسد النفوس وحقدها ورياءها يا أحمد الخيرات ما أنا بالغ تلك الخلال وإن لمست رثاءها لم لا أقيمك للشباب منارة وسبيل خير يسلكون سواءها إنى لأرثى كل خل ماجد وأطيل ذكر خلله وبكاءها وأحب ذكراه وأكره أن أرى بيد السلو دثورها وعفاءها ولربما حليتها بقصائدى وجعلت أبيات الخلود وعاءها في كل مفقود رثيت رواية تهدى المكارم والعلا قرّاءها ودِّع صديقك إن ملكت وداعه واقض الحقوق إن استطعت قضاءها وأرع الصداقة لا تَمِيل بعهودها بعد الصديق ولا تضع أشياءها وإذا وداد أخيك مات بموته فاندب وفاء النفس وأنعَ إخاءها رفقا ابا عُمر بأنفس صبية قطعت عوادى اليتم منك رجاءها نادتك فامتنع الجواب وطالما لبيت من أقصى البلاد نداءها نَشَأ أشد فؤادك في الهوى وأعز من نفس لفظت ذَماءها مالوا على نعمى الحياة وطيبها حتى ذهبت فصابروا ضرَّاءها كم لام فيهم لائم فدفعته والنفس تتبع شحها وسخاءها انظر وراءك هل تركت من الغنى إلا المروءة ذكرها وثناءها لك ذمة لم ينصر الحق آمرؤ ألا تمنى برها ووفاءها علمت مكانك حرفة أنهضتها وجررت فوق الفرقدين قباءها أنتم بنوها الأوّلون حذوتمو في حلمهم وعفافهم آباءها ملئت بكم خُلُقا وكانت لا ترى خلق الرجال ولا تحس إباءها يا رب يوم للمحاماة احتمت فيك الحقوق به فكنت وفاءها ناصرت فيه من تلفّت لم يجد من حوله الدنيا ولا أُجراءها وأخذت من عدل القضاء لفتية ذاقوا السجون عذابها وبلاءها نفس الكريم ترى العدالة حزبها وترى الهضيمة والأذى أعداءها وإذا رأيت النفس بالحق اعتلت فاعرف لها إقدامها وحياءها في ذمة الوطن الكريم عصابة لم ينس في جد الجهاد بلاءها حملت تكاليف الحقوق وأنهضت شعب الرجال ليحملوا أعباءها كانت إذا دعت الديار لخطة لم نحص عِليتها ولا دهماءها هي من قنا الحق المبين طليعة عرفت جموع الظالمين مضاءها خير الطلائع سيرَّت في نورها خيرَ الكتائب جندها ولواءها أسستموا وبنى رجال بعدكم خططا يتمم آخرون بناءها دول منقّلة وحق ثابت دول السياسة ما أقل بقاءها فمضى دعاة بالقضية نُهَّض وأتى دعاة يحملون عناءها بلغوا إلى الدستور في خطواتهم تحدوه مصر لأن فيه دماءها همم تؤدّى مصر واجب شكرها للعاملين ولا تضيع جزاءها وإذا البلاد تذكرت خدّامها لم تنس موتاها ولا أحياءها إن الشعوب كيانها حرية تحيا عليها أو تموت فداءها خطونا في الجهاد خطى فساحا وهادنّا ولم نلق السلاحا رضينا في هوى الوطن المفدّى دم الشهداء والمال المطاحا ولما سلّت البيض المواضي تقلدنا لها الحق الصراحا فحطمنا الشكيم سوى بقايا إذا عضت أريناها الجماحا وقمنا في شِراع الحق نلقى وندفع عن جوانبه الرياحا نعالج شدة ونروض أخرى ونسعى السعى مشروعا مباحا وأيام كأجواف اللَّيَالى فقدن النجم والقمر اللَّياحا قضيناها حيال الحرب تخشى بقاء الرق أو نرجو السراحا تركن الناس بالوادى قعودا من الإعياء كالإبل الرزاحي جنود السلم لاظفَر جزاهم بما صبروا ولا موت أراحا فلا تلقى سوى حيّ كميت ومنزوف وإن لم يسق راحا ترى أسرى وما شهدوا قتالا ولا اعتقلوا الأسنة والصفاحا وجرحى السوط لا جرحى المواضى بما عمل الجواسيس اجتراحا صباحك كان إقبالا وسعدا فيا يوم الرسالة عم صباحا وما نألو نهارك ذكريات ولا برهان غرتك التماحا تكاد حلاك في صفحات مصر بها التاريخ يفتتح افتتاحا جلالك عن سنى الأضحى تجلى ونورك عن هلال الفطر لاحا هما حق وأنت ملَّئت حقا ومثَّلت الضحية والسماحا بعثنا فيك هارونا وموسى إلى فرعون فابتدآ الكفاحا وكان أعز من روما سيوفا وأطغى من قياصرها رماحا يكاد من الفتوح وما سقته يخال وراء هيكله فتاحا ورُد المرسلون فقيل خابوا فيالك خيبة عادت نجاحا أثارت واديا من غابتيه ولأمت فرقة وأست جراحا وشدّت من قوى قوم مراض عزائمهم فردّتها صحاحا كأن بلال نودى قم فأذّن فرجّ شعاب مكة والبطاحا كأن الناس في دين جديد على جنباته استبقوا الصلاحا وقد هانت حياتهم عليهم وكانوا بالحياة هم الشحاحا فتسمع في مآتمهم غناء وتسمع في ولائمهم نواحا حواريين أوفدنا ثقاةً إذا ترك البلاغ لهم فصاحا فكانوا الحق منقبضا حيِيّا تحدى السيف منصلتا وقاحا لهم منا براءة أهل بدر فلا إثما تُعد ولا جُناحا نرى الشحناء بينهم عتابا ونحسب جدهم فيها مزاحا جعلنا الخلد منزلهم وزدنا على الخلد الثناء والامتداحا يمينا بالتي يسعى غليها غدوَّا بالندامة أو رواحا وتعبِق في أنوف الحج ركنا وتحت جباههم رَحَبا وساحا وبالدستور وهو لنا حياة نرى فيه السلامة والفلاحا أخذناه على المهج الغوالي ولم نأخذه نيلا مستماحا بنينا فيه من دمع رُواقا ومن دم كل نابتة جناحا وما ملا الشباب كروح سعد ولا جعل الحياة لهم طماحا سلوا عنه القضية هل حماها وكان حمى القضية مستباحا وهل نظم الكهول الصِّيد صفا وألف من تجاربهم رداحا هو الشيخ الفتىّ لو استراحت من الدأب الكواكب ما استراحا وليس بذائق النوم اغتباقا إذا دار الرقاد ولا اصطباها فيالك ضيغما سهر الليالي وناضل دون غايته ولاحى ولا حطَمت لك الأيام نابا ولا غضّت لك الدنيا صباحا الله أعلم والقبور النفس تخلد أم تبور سرّ مضى الموتى به ومضت على الموتى الدهور لم ينكشف عنه الحجا ب ولم تزح عنه الستور هيهات ما كان البلى حرب القيام ولا الدثور من كان يحيى أو يميت فليس يعجزه النشور والله لولا عالم جعلته قِبلتها الصدور يخفى الفؤاد له الهوى ويخاف قاضيه الضمير وإليه يفزع من أسى يطغى ومن ثكل يثور ومن الحياة وما تجرّ على البنين وما تجور لقضى الحزين بحزنه ولمات بالكيف الفقير يبكى الشباب على فتى ملأ الشباب هو الأمير يبكى خلال البر في الأكفا ن سار بها السرير يبكى المروءة في الثرى ذهبت وغيبها الحفير يبكى فتى ماء الحيا ء على أسرته غزير فإذا استثير فضيغم دون الحقوق له زئير يا نور هَل في الأرض تض طجع الأهِلة والبدور قسمات وجهك في الثرى من ظلمة الأرماس نور هجمت عليك منية هوجاء فاتكة جسور ما آذنتك ولا مشى في عارضيك بها النذير خفت عليك زيارة والموت أثقل من يزور موت كما أخذ الكرى لا نزع فيه ولا حضور منع التلفت في الحيا ة وفاتك النظر الأخير مما يعدّ لصيده قدّر على المرمى قدير المصميات من القوا صد في كِنانته كثير يا نور كأس الموت من نفس إلى نفس تدور يُسقى بها الشيخ الكب ير ويشرب الطفل الصغير لا السن عالية صحت منها ولا العمر النضير كالريح تنقصف الغصو ن بها وتنقلع الجذور إِن التي تبكيك تع رفها المصاحف والخدور ما في ثياب حدادها إلا مصلِّية صبور طهر زيان به الحجا ب ولا يشان به السفور إن الإناث إذا صلح ن بأمة صلح الذكور لا ينِسينَّك عهدَها عِين من الفردوس حور فأديمها كأديم هن كلاهما النزه الطهور يا نور هبك بلغت ما بلغت من العمر النسور تُطوى لك الأيام في مَهل وينشرها السرور هل كنت إلا للذي بالأمس صرت له تصير أحلام عيش لا يدو م طويلهن ولا القصير أخذتِ السماء يا دار ركنا وأويت الكواكب الزهر سُكنى وجمعت السعادتين فباتت فيك دنيا الصلاح للدين خِدنا نادَما الدهر في ذَراك وفضا من سلاف الوداد دَنا فدنا وإذا الخُلق كان عقد وداد لم ينل منه من وشَى وتجنى وأرى العلم كالعبادة في أب عد غاياته إلى الله أدنى واسع الساح يرسل الفكر فيها كل من شك ساعة أو تظنى هل سألنا أبا العلاء وإن قلّ ب عينا في عالم الكون وسنى كيف يهذِى بخالق الطير من لم يعلم الطير هل بكى أو تغنى أنتِ كالشمس رفرفا والسماك ين رواقا والمجرّة صحنا لو تسترت كنت كالقبة الغرا ء ذيلا من الجلال وردنا إن تكن للثواب والبر دارا كيف إن تمت الملاوة قرنا لا تَعدِّى السنين إن ذكر الع لم فما تعلمين للعلم سنا سوف تفنى في ساحتيك الليالي وهو باق على المدى ليس يفنى يا عكاظا حوى الشبا فصاحا قرشيين في المجامع لُسنا بثهم في كنانة الله نورا من ظلام على البصائر أخنى علَّموا بالبيان لا غرباء فيه يوما ولا أعاجم لُكنا فتية محسنون لم يخلفوا الع لم رجاء ولا المعلم ظنا صدعوا ظلمة على الريف حلت وأضاءوا الصعيد سهلا وحزنا من قضى منهم تفرق فكرا في نهى النشء أو تقسم ذهنا ناد دار العلوم إن شئت يا عا يش أو شئت نادها يا سُكَينا قل لها يا ابنة المبارك إيه قد جرت كاسمه أمورك يمنا هو في المهرجان حى شهيد يجتلى غرس فضله كيف أجنى وهو في العرس إن تحجّب أو لم يحتجب والد العروس المهنا ما جرى ذكره بناديك حتى وقف الدمع في الشؤون فأثنى رب خير ملئت منه سرورا ذكّر الخيرين فاهتجت حزنا أدرى إذ بناك أن كان يبني فوق أنف العدوّ للضاد حصنا حائط الملك بالمدارس إن شئ ت وإن شئت بالمعاقل يبني أنظر الناس هل ترى لحياة عَطَلت من نباهة الذكر معنى لا الغني في الرجال ناب عن الفض ل وسلطانه ولا الجاه أغنى رب عاث في الأرض لم يجعل الأر ض له إن أقام أو سار وزنا عاش لم ترمه بعين وأودى همَلا لم تهب لناعيه أذنا نظّم الله ملكه بعباد عبقريين أورثوا الملك حسنا شغلتهم عن الحسود المعالي إنما يُحسد العظيم ويُشنا من ذكىّ الفؤاد يوِرث علما أو بديع الخيال يَخلق فنا كم قديم كرقعة النجم حر لم يقلل له الجديدان شأنا وحديد عليه يختلف الده ر ويفنى الزمان قرنا فقرنا فاحتفظ بالذخيرتين جميعا عادة الفطن بالذخائر يعنى يا شبابا سقونيَ الودّ محضا وسقوا شانئي على الغل أجنا كلما صار للكهولة شعري أنشدوه فعاد أمرد لدنا أسرة الشاعر الرواة وما عنَّ وه والمرء بالقريب معنى هم يضنون في الحياة بما قا ل ويُلفَون في الحياة أضنا وإذا ما انقضى وأهلوه لم يع دم شقيقا من الرواة أو أبنا النبوغَ النبوغَ حتى تنصوا راية العلم كالهلال وأسنى نحن في صورة الممالك ما لم يصبح العلم والمعلم منا لا تنادوا الحصون والسفن وادعوا ال علم ينشئ لكم حصونا وسفنا إن ركب الحضارة اخترق الأر ض وشق السماء ريحا ومزنا وصحبناه كالغبار فلا رح لا شددنا ولا ركابا زممنا دان آباؤنا الزمان مليا ومليا لحادث الدهر دنا كم نباهي بلحد ميت وكم نح مل من هادم ولم يبن مَنَّا قد أنَى أن نقول نحن ولا نس مع أبناءنا يقولون كنا ذكر الحداثة جهلها وغرامها وأعاد في خطراته أحلامها وتلمَّس الدنيا الكعاب فلم تجد يده لياليها ولا أيامها ما زال يُتلف وردها ويذيله حتى تولى فاشتهى قُلاَّمها فأدار في العواد مقلة باحث تزن الوجوه سكوتها وكلامها كبت الشبيبة في اللجام وطالما ظن الأعنة لا ترد لجامها كانت عليه من المآلف زحمة واليوم قد فض السقام زحامها وتأخر الأتراب عنه وطالما كانوا لبانة روحه وجَمالها لهفي عليه قشيب جلباب الصبا لم يلبس الدنيا ولا هندامها لفظ الحياة نُفاثة فنفاثة مثل الزجاجة قد قلبتَ فدامها لا تنبذوه فما علمتم بالذي تزجى الحياة من الغيوب أمامها إن الذي جعل الحياة بكفه والموت صرّف كيف شاء زمامها يا رب متروك يموت بدائه لو عاش أقعد أمة وأقامها ومضيَّع لشقائه لو لم يِضع بلغت على يده البلاد مرامها الصدر من غرف الحياة دعامها فإذا ألح السل هدّ دِعامها لص الشباب إذا سرى في مهجة وردت على شط الحياة حمامها يغتر حرصَ الشيخ نحو وليده ويسل من خدر الرؤوم غلامها ويدب في ذيل العروس إذا مشت وينال قبل فم الحليل لثامها يا من لإنسانية مهضومة قطع البنون بظلمهم أرحامها زادوا بنسيان الشقى شقاءها وبجفوة الدنف السقيم سقامها قالوا هي الزاد الحرام وأخرجوا من أكلهم مال اليتيم حرامها ومشى على المتحطمين بصخرها من جدّ يجمع باليدين حطامها كمعادن الذهب استقل بتبرها قوم وزوّد آخرون رغامها ألا ملائكة بزىّ أوادم ندعوهم لخشوعهم خدّامها يَسَعون في أكنافهم فقراءها ويظللون بعطفهم أيتامها قد أنفقوا الساعات من أعمارهم يتعهدون دموعها وكِلامها هجموا على الأمراض لما أعضلت فسعوا عسى أن يكسروا آلامها بالظهر من حمدون أو رمّانه بيت تمل النفس فيها مقامها لا تملك المرضى به أرواحها سأما وإن ملكت به أجسامها نسيت قوارين المهاجر بقعة ذَرَع السباب وهادها وأكامها دار هي المهد الكريم ومنزل حضن الأصولَ رفاتها وعظامها قل للمَهَاجر تعط فضلة مالها وتؤدّ واجبها وتقض ذمامها ويقال لا تحِصى المهاجر ثروة وأقول لا يحصى الرجاء كرامها العز للإسلام منارة الوجود هداية الإمام ومطلع السعود عصابة الصدِّيق وراية الفاروق والحق والوسيلة والسمحة الظليلة ومعقل الفضيلة وغابة الأسود الفُرس في لوائه والهند في ضيائه في الأرض صار كالعلم بعزة تمحو الظلم بين الكتاب والقلم مظفّر الجنود الشام من أسِرَّته ومصر نور غرته من هالة لهاله يمزق الجهالة ويهزم الضلالة ويحطِم القيود علاقة القلوب وعروة الشعوب مشى هدى ورحمه بينهم وذمه فليس بين أمّه وأختها حدود حبذا الساحة والظل الظليل وثناء في فم الدار جميل لم تزل تجزى به تحت الثرى لجة المعروف والنيل الجزيل صنع إسماعيل جلت يده كل بنيان على الباني دليل أتراها سُدَّة من بابه فتحت للخير جيلا بعد جيل ملعب الأيام إلا أنه ليس حظ الجدّ منه بالقليل شهد الناس بِها عائدة وشجى الأجيال من فردى الهديل وأئتنفنا في ذَراها دولة ركنها السؤدد والمجد الأثيل أينعت عصرا طويلا وأتت دون أن نستأنف العصر الطويل كم ضفرنا الغار في محرابها وعقدناه لسباق أصيل كم بدور ودّعت يوم النوى وشموس شيعت يوم الرحيل رب عرس مر للبر بها ماج بالخيرِّ والسمح المنيل ضحك الأيتام في ليلته ومشى يستروح البرء العليل والتقى البائس والنعمى به وسعى المأوى لأبناء السبيل ومن الأرض جديب وندٍ ومن الدور جواد وبخيل يا شبابا حنفاء ضمهم منزل ليس بمذموم النزيل يصرف الشبان عن وِرد القذى وينحّيهم عن المرعى الوبيل اذهبوا فيه وجيئوا إخوة بعضهم خِدن لبعض وخليل لا يضرنَّكم قلته كل مولود وإن جل ضئيل أرجفت في أمركم طائفة تَبَعُ الظن عن الإنصاف ميل اجعلوا الصبر لهم حيلتكم قَلَّت الحيلة في قال وقيل أيريدون بكم أن تجمعوا رقة الدين إلى الخلق الهزيل خلت الأرض من الهَدى ومن مرشد للنشء بالهدى كفيل فترى الأسرة فوضى وترى نَشَأً عن سُنَّة البر يميل لا تكونوا السيل جهما خشنا كلما عب وكونوا السلسبيل رب عين سمحة خاشعة روت العشب ولم تنس النخيل لا تماروا الناس فيما اعتقدوا كل نفس بكتاب وسبيل وإذا جئتم إلى ناديكم فاطرحوا خلفكم العبء الثقيل هذه ليلتكم في الأوبرا ليلة القدر من الشهر النبيل مهرجان طوَّف الهادى به ومشى بين يديه جبرئيل وتجلت أوجه زيَّنَها غُرر من لمحة الخير تسيل فكأن الليل بالفجر انجلى أو كأن الدار في ظل الأصيل أيها الأجواد لا نجزيكم لذة الخير من الخير بديل رجل الأمة يُرجى عنده لجليل العمل العونُ الجليل إن دارا حُطتموها بالندى أخذت عهد الندى ألا تميل أعرني النجم أوهب لي يراعا يزيد الرافعيين ارتفاعا مكان الشمس أضوأ أن يُحلى وأنبه في البرية أن يذاعا بنو الشرق الكرام الوارثوه خلال البر والشرف اليَفاعا تأمل شمسهم ومدى ضحاها تجد في كل ناحية شعاعا قد اقتسموا ممالكه فكانت لهم وطنا من الفصحى مشاعا هم زادوا القضاء جمال وجه وازدوا غُرة الفتيا ألتماعا أبوا في محنة الأخلاق إلا لياذا في العقيدة وأمتناعا أووا شيبا وشبانا إليها تخالهم الصحابة والتِّباعا إذا أُسد الثرى شبعت فعفت رأيت شبابهم عفّوا جياعا فلم تر مصر أصدق من أمين ولا أفوى إذا ريعت دفاعا فتى لم يعط مِقوده زمانا شرى الاحرارَ بالدنيا وباعا عظيم في الخصومة ما تجنى ولا ركب السباب ولا القذاعا تمرّس بالنضال فلست تدرى أأقلاما تناول أم نباعا ويابن السابق المزرى أرتجالا بروّاض القصائد وابتداعا أما يكفى أباك السبق حتى أتى بك أطول الشعراء باعا شدا الحادى بشعرك في الفيافي وحركت الرعاة به اليراعا وفات الطير ألفاظا فحامت على المعنى فصاغته صناعا إذا حضر البلابَل فيه لحنٌ تبادرت الحمام له استماعا مشى لُبنان في عرس القوافي وأقبل ربوة واختال قاعا وهز المنكبين لمهرجان زها كالباقة الحسنى وضاعا وأقبلت الوفود عليه تترى كسرب النحل في الثمرات صاعا غدا يزجى الركاب وراح حتى أظل دمشق وانتظم البقاعا ترى ثَم القرائح والروابي تبارين افتنانا واختراعا ربيع طبيعة وربيع شعر تخلل نفح طِيبِهما الرباعا كأنك بالقبائل في عكاظ تجاذبت المنابر والتلاعا بنت ملكا من الفصحى وشادت بوحدتها الحياة والاجتماعا فعادت أمة عجبا وكانت رعاة الشاء والبدو الشعاعا أمير المهرجان وددت أنى أَرى في مهرجانك أو أراعى عدت دون الخفوف له عواد تحدَّين المشيئة والزَّعاما وما أنا حين سار الركب إلا كباغي الحج همَّ فما استطاعا أقام بغبنه لم يقض حقا ولا بلّ الصبابة والنزاعا طرابلس أنثنِى عِطفي أديم وموجى ساحلا وثبى شراعا كسا جنباتك الماضي جلالا وراق عليه مِيسمه وراعا وما من أمس للاقوام بد وإن ظنوا عن الماضي انقطاعا ألم تسقي الجهاد وتطعميه وتحمى ظهره حقبا تباعا شراعك في الفِنيقيين جلَّى وذكرك في الصليبين شاعا كأنى بالسفين غدت وراحت حيالك تحمل العلم المطاعا صلاح الدين يرسلها رياحا وآونة يصففها قلاعا أليس البحر كان لنا غديرا وكانت فلكنا البجع الرتاعا غمرنا بالحضارة ساحليه فما عيَّا بحائطها اضطلاعا توارثناه أبلج عبقريا ذلول المتن منبسطا وساعا ترى حافاته انفجرت عيونا ورفت من جوانبه ضياعا فما زدنا الكتاب الفخم حرفا ولا زدنا العصور الزُهر ساعا قعدنا معقد الآباء منه فكنا البَهم قد خلف السباعا كأن الشمس مسلمة اصابت عفيفا في طيالسه شجاعا تَحَجَّبُ عن بحار الله حتى إذا خطرت به نضت القناعا وما رأت العيون أجل منها على أجزاء هيكله اطلاعا فما كشروقها منه نعيما ولا كغرو بها فيه متاعا روحي ولذة عيني عوّذته بالحسين سلالتي من علي ولدته مرتين أحببته كأبيه وزدته حبتين طفل علينا أمير مقبل الركبتين رضاه غير قليل وسخطه غير هين يقصى ويدنى بأولى إشارة الراحتين ويزدهى بخداع وقول زُورِومَين دع الأبرق والبانا وخذ واد حمّانا هو الفردوس قد قام به الشاغور رضوانا إذا استرسل أو شف رأيت الحسن عريانا وإن صوّت أو رنّ وجدت القاع آذانا تراه في الضحى ماسا وفي الآصال عقبانا وطير العشق لا يأوى سوى الشاغور بستانا فما حلّق أو صفق إلا اصطاد إنسانا يحس القلب للقلب صبابات وأشجانا ترى في منزل ميا وفي آخر غيلانا وذى سلمى وذا حمدى يبثانك ما كانا رواياتهما زادت أحاديث الهوى شانا الفن روض يمر القاطفون به والسارقون جماعات ووحدانا أولى الرجال به في الدهر مخترع قد زاده جدولا أو زاد ريحانا لا تسأل الله فنا كل آونة واسأله في فترات الدهر فنانا يا واحد الفن في أزجى معازفه هذا أوان الثناء العدل قد آنا يا رب ليل سمرنا الراح فاختلفت على بنانك للسمار ألحانا تلك اللعيبة من عود ومن وتر لولا بنانك لم تجعل لها شانا قد آنست رحمة في الصدر فاتكأت بجانب الأذن تستوحيك شيطانا كأنها عش طير هاج آهله من كل ناحية ينساب أشجانا ضمتها وتواصت راحتاك بها ضم الوليدة إشفاقا وإحسانا تملى عليها الذي يوحى إليك به كأن داوود والمزمار ما بانا حركتها فأتاها الروح فاندفعت تبكى وتضحك أوتارا وعيدانا يا طيبها حين تحدوها بحنجرة كخرطم النحل أرواحا وألوانا مصرية النبر وهّابية عذبت شدوا ونوحا وترجيعا وتحنانا ذكّرت خلقا وراء البحر مغتربا مآلفا وصبابات وأوطانا غنيتهم بأغاني المهد فالتمسوا في ملتقى القوس والأوتار لبنانا ولو هتفت ببتهوفان ما انصرفت لك القلوب وإن صادفت آذانا سقيتهم من سلاف طالما دخلت عليهم المهد أعنابا وألبانا فن تعطل منه الشرق آونة وكان شغل بني العباس أزمانا نزل المناهل والربى آذار يحدو ربيع ركابه النُّوار يختال في وشى الرياض وطِيبها وتزفه الربوات والأنهار سمح البنان بكل ما زان الثرى فالوشى يوهب والحلىّ يعار ملأ الخمائل من تصاويرٍ كما ملأ الرفارف بالدُّمى الحفار في كل دوح دمية ومِنصة وبكل روض صورة وإطار حدجته بالبصر الحمائل مثلما حدجت بعينها العروسَ الدار لبست له الآمال بهجة شمسها وتزينت للقائه الأسحار حيته بالنغم الهواتفُ في الضحى وترنمت بثنائه الأوتار والماء يطِفر جدولا ويفيض من عين ويخبط في القنى ويحار جَرّ الإِزارَ فكل روض حامل مسكا وكل خميلة معطار في كل ظل مِزهر مترنم ووراء كل نضارة مزمار وعلى ذؤابة كل غصن قينة الصَّنج خلف بنانها والطار والنيل في الواديى نجاشىّ مشى في ركبه الرؤساء والأحبار سحبوا الطقوس ورتلوا إنجيلهم فتعالت الصلوات والأذكار نزلاء مصر حللتمو بفؤادها وحوتكمو الأسماع والأبصار ضيفا على البلد الكريم وطالما هتف النزيل به وغنى الجار تاج كقرص الشمس ملء إطاره عتق ومجد تالد وفخار وكأن كلتا صفحتيه من السنا ومن التلبس بالشموس نهار نحن الكرام إذا مشى في أرضنا ضيف ونحن بأرضنا أحرار مصر ثرى الفن الجميل ومهده تنبيكمو عن ذلك الآثار غُمرت بموسيقى الجمال تلالُها وتفجرت عن مائه الاحجار واد كحاشية النعيم وأيكة ما للبلابل دونها أوكار من عهد إسماعيل لم تخل الربى منها ولم تتعطل الأشجار مما يتيح الله جل جلاله لعباده وتسخَّر الأٌقدار في كل جيل عبقريّ نابغ غرد اللهاة مفنن سحار قضَّى على الشوك الحياة وكم دعا للسير في الورد الرفاقَ فساروا أما الغناء فلذة الأمم التي طافوا عليها في الحياة وداروا يا طالما ارتاحوا إليه وطالما حمسوا على النغم الشجىّ وثاروا وتر تعلق في النعيم بآدم غنى عليه بنوه والأصهار الخمر والسحر المبين وراءه والشجو والزفرات والتَّذكار وعلى تغنى النفس في وجدانها خلت العشىّ ومرت الأبكار ألحان كل جماعة وغناؤهم لغة ونجوى بينهم وحِوار نغم الطبيعة في مغانيهم وما تملى الرياض وتنشئ الأزهار لا تعشق الآذان إلا نغمة كانت عليها في المهود تدار فرعون في الوادي وصاحب بوقه وقيانه والناى والقيثار وترنمات الشعب حول ركابه وطلاسم الكهنوت والأسرار لو عاد ذلك كله لقى الهوى حتى كأنه لم تطوِه الأعصار عابدين ركنك موئل ومثابة لا زال يُستذرى به ويزار ثبتت أواسى العرش في محرابه وأوت إليه أمة وديار وعلى مطالعة وفي هالاته بزغت شموس العز والأقمار للعلم منه وللثقافة حائط يؤوَى إليه وللفنون جدار أنزلت في ساحاته شعري كما نزلت رتاج الكعبة الأشعار ونظمت فيه وفي وضاءة ليله مالم تزل تجرى به الأسمار ورحابك الربوات إلا أنها أرض الندَى وسماؤه المدرار أفريقيا في ظلك اجتمعت على صفو فلا نزلت بها الأكدار في المهرجان العبقريّ تسايرت أعلامها وتلاقت الأنوار لما دعا داعى المعز إلى القِرى شدّت صحارٍ رحلها وقفار سفر إلى الوادي السعيد وملكه حسدت عليه وفودها الأمصار رفعوا شراع البحر يستبقونه ولو أنهم ملكوا الجناح لطاروا أمم من الإسلام يجمع بيننا ماض وأحداث خلون كبار وحضارة الفصحى وروح بيانها وقريشٌ العالون والأنصار وحوادث تجرى لغايتها غدا ولكل جار غاية وقرار في معهد الوادى ودار غنائه فرح تسير غدا به الأخبار بعثت به الدنيا كرائم طيرها من كل أيك بلبل وهَزار وحوى النوابغ فيه حول نواله شعب على حرم الفنون يغار جلب السوابق كلها فتسابقت حتى كأن المعهد المضمار إحسان مجبول على الإِحسان لا تحصى صنائعه ولا الآثار يا شعب وادى النيل عشت ولا يزل يجرى بيمن أمورك المقدار أنت الرشيد على كريم بساطه تستعرض الآراء والأفكار سما يناغى الشهبا هل مسها فالتهبا كالديدبان ألزمو ه في البحار مرقبا شيَّع منه مركبا وقام يلقى مركبا بشر بالدار وبالأ هل السُّراة الغيبا وخط بالنور على لوح الظلام مرحبا كالبارق الملِحِّ لم يولِّ إلا عقّبا مشى على الماء وجا ب كالمسيح العبيا وقام في موضعه مستشرفا منقِّبا يرمى إلى الظلام طر فا حائرا مذبذبا كنمِر أدار عين نًا في الدجى وقلبا كبصر الأعشى أصا ب في الظلام ونبا وكالسراج في يد ال ريح أضاء وخبا كلمحة من خاطر ما جاء حتى ذهبا مجتنِب العالم في عزلته مجتنَبا إلا شراعا ضل أو فلكا يقاسي العطبا وكان حارس المنا ر رجلا مهذبا يهوى الحياة ويح ب العيش سهلا طيبا أتت عليه سنوا ت مبعدا مغرّبا لم ير فيها زوجه ولا ابنه المحببا فحين عيل صبره على القضاء عتبا وقال ربى كم أعي ش عانيا معذبا ولا أرى أهلي ولا أرى صِحابي الغيبا ولا أرى فوقي ولا تحتيَ إلا غيهبا والناس فوق الأرض في ظل القصور والربى وكان دلفين من ال حارس ثم اقتربا أتى من الشط فدب ب في الصخور وحبا وكان قد راعى الخطي ب ووعى ما خطبا فقال يا حارس خل ال سخط والتعتّبا من يسعف الناس إذا نودي كلٌّ فأبى وضاق بالإسعاف من كان لذاك أنتُدبا ما الناس إخوتي ولا آدم كان لي أبا انظر إلىّ كيف أق ضى لهمُ ما وجبا قد عشت في خدمتهم ولا تراني تعبا كم من غريق قمت عن د رأسه مطبِّبا وكان جسما هامدا حركته فاضطربا وكنت وطَّأت له مناكبي فركبا حتى أتى الشط فبش ش من به ورحبا وطاردوني فانقلب ت خاسرا مخيبا ما نلت منهم فضة ولا منحت ذهبا وما الجزاء لا تسل كان الجزاء عجبا ألقوا علىّ شبكا وقطعوني إربا واتخذ الصناع من شحمىَ زيتا طيبا ولم يزل إسعافهم لي في الحياة مذهبا ولم يزل سجيتي وعملي المحببا إذا سمعت صرخة طرت إليها طربا لا أجد المسعف إ لاَّ ملَكا مقرّبا والمسعفون في غد يؤلفون موكبا يقول رضوان لهم هيا ادخلوها مرحبا مذنبكم قد غفر الل ه له ما أذنبا أعطى العهود وأقسم الأقساما أن لا يطول مقامه فأقاما خمسون عاما في البلاد يسوقها بالعنف عاما والهوادة عاما مستعمر جعل الخلاف ذريعة ليهز رمحا أو يسل حساما لما أتى الوادي وعبّاً جيشه وجد الرعية والرعاة نياما ومشى يقلَّب في المعسكر عينه فيرى الصفوف ولا يحس إماما قد أقبل التاريخ في محرابه بجزى الرجال وينطق الأحكاما اليوم يُتَّهم الأبوة في البلى ويُناقشون جماجما وعظما رفقا على الآباء إن لهم غدا يوما ينسِّى حرّه الأياما يُجزّون فيه عن التقاطع بينهم إن انشقاق الأهل كان حراما وعن الوثوب جماعة بجماعة يتنازعون ولاية وحطاما حتى أنت سفن المغير وخيله فترّقوا في الضفتين نعاما يا أيها الجيل الذي يبنى غدا كن في بنائك حازما مقداما واجعل أداتك في البناء محبة وتعاونا وتآلفا ووثاما وإذا بنيت الملك فآبن حقيقة لا تبن أوهاما ولا أحلاما وانظر إلى الماضى فإن المهتدى من يجعل الماضي هدى وزماما وسقيمة الأجفان لا من علة تحيى العميد بنظرة وتميته وصلت كَتربَيها الحديث بضاحك ضاح كمؤتلف الجمان شتيته قالت تغرب الرجال فقل في ضيم أريد بجانبي فأَبَيته قالت نفيتَ فقلت ذلك منزل ورَدَته كل يتيمة ووردته قالت رماك الدهر قلت فلم أكن نِكسا ولكن بالأناة رميته قالت ركبتَ البحر وهو شدائد قلت الشدائد مركب عُوِّدته قالت أخفت الموت قلت أمفلت أنا من حبائله إذا ما خفته لو نلتُ أسباب السماء لحطني أجل يحل لحينه موقوته قالت لقد شَمَت الحسود فقلت لو دام الزمان لشامت لحفلته قالت كأني بالهجاء قلائدا سارت فقلت هممت ثم تركته أخذت به نفسي فقلت لها دعى ما شاءت الأخلاق لا ماشئته من راح قال الهُجر أو نطق الخنا هذا بياني عنهما نزهته الله علمِنيه سمحا طاهرا نزه الخلال وهكذا علمته يا مصلَّى أيمه من بنى آدم طَهُر سبَّح الرمل والحصى في نواحيه والحجر وعلى ظهر جوّه صلَّت الشمس والقمر جمعا عزلة المدار إلى عزلة المدر سبّحا ثم سبّحا بالعشايا وبالبكر وخِضما من الرمال أواذيُّه الصخر ما له ساحل ولا من فُجاءاته وزر فيه من كل حاصب جَلَّل الجو وانهمر هب من كل جانب كالَّدَبى اشتد وانتشر رب أكفان مصحر منه هيئن أو حفر وفضاء كأنه حلم رائع الصور العشايا سواحر في حواشيه والبكر كل سار وسامر يا فضاء بسحره دَلَّه الركب بالسحر فتنتهم وجوهه واستخفتهمو الصور وشجاهم سكونه بالعشايا وبالبُكر لا تلمهم فانما قائد الأنفس الفِطر كل نفس لها هوى كل نفس لها وطر كم جمال ومنظر فرَّقا لذة النظر كل حسن ومنظر فيهما للهوى نظر أيها القصر أترعى عهدنا وتفى إن عز في الناس الوفى لا تُضع عندك أسرار الهوى واختزنها في الزوايا والحنِى واتخذ ختما على أشيائه إن أشياء الهوى كنز سنى ذكريات كلما حركتها ضاع من جدرانك المسك الزكي قُبَل لم يحصها إلا الهوى طِبن بالصبح وطيبن العشي يجد الجسم لها همسا كما خفق السنبل أو رنَ الحلى وعناق كالجفون اشتبكت والغصين التف باللدن الطرى أيها القصر أنقضى عُرس الهوى وطوى الإِصباح ليل الأنس طى وقديما في الليالي لم تدم بهجة العرس ولم يبق الدوِى سيوف أبيه من خمسين عاما لواصق بالجدار بغير سَل علاها العنكبوت فكان غمدا على غمد قديم العهد حِل ولي كالخيل إصطبل ولكن أفارقه وأترك فيه ظلي سلوا باراللواء و صُلت عني ومصطبة السِرى الشيخ الأجل من المرِشال أطلب ردّ روحي وعودة فارسي وفكاك خلى وأنذر إن تفضل صوم عام ومثلي من يصوم ومن يصلى وإلا مت دون الحق جوعا كذلك مكسويني مات قبلي ويا كينبود فم كسرت قلبي وأمسِ الحادثات كسرن رجلي وما الدكتور مجنون بسعد ولا هو بالمحِّلل شتم عدلي ولكن قِبلة الدكتور مصر وسودان يراه لها كظل بقصر النيل بات وكل سجن وإن كان الخورنق لا يسلي أقضِّى الليل حول السجن شوقا للحيته أناجيها أطِلى تشير من النوافذ لي وتُومى كغانية هنالك ذات دل ولولا الديدبان دنوت منها وكنت أنا الممشط والمفلى ألا بديارهم جن الكرام وشفهم بليلاها الغرام بلاد أسفر الميلاد عنها وصرحت الرضاعة والفطام وخالط تربها وارفضّ فيه رفات من حبيب أو عظام بناء من أبوتنا الأوالي يتمم بالبنين ويستدام توالى المحسنون فشيدوه وأيدى المحسنون هي الدعام وأبلج في عنان الجود فرد كمنزلة السموال لا يرام يبيت النجم يقبس من ضياه ويلمسها فيرتجل الجهام له في الأعصر الأولى سمىٌّ إذا ذكر اسمه ابتسم الذمام كلا الجبلين حر عبقري لدى محرابه ملك همام أُزيلوا عن معاقلهم فأمسي لهم في معقل الصخر اعتصام ويوم من صَبا آذار حلوٍ فقدناه وما بلغ الشبابا تَصَوَّر من حلى النيروز وجها وَجمَّع من زخارفه إهابا فَرَاق صباحه صحوا وزهوا ولذَّ ضحاه حاشية وطابا تناثر في البطاح حلى وأوفى على الآفاق فانتظم الهضابا وسالت شمسه في البحر تبرا على مثل الزمرد حين ذابا كأن نسيمه نفَس العذارى طعمن الشهد أو ذقن الخبايا تمناه ابن عباد صبوحا إذا حث المزاهر والشرابا وما قدَّرت أن سيجنّ ظهرا ولم تكن القيامة لي حسابا تشعَّث لِمة واغبر وجها ودلَّى مِشفرا وأفترنابا وبدَّل حسن ذاك السمت قبحا وأصناف النعيم به عذابا وضج البحر حتى خِيل موسى أتى بعصاه أو فرعون آبا وأبرق في العباب كأن سرا بأسطول الجزيرة قد أهابا كأن شعاعها في الثلج نار لفارس حولها ضربوا القبابا أو الحسناء يوم العرس جنَّت فمزقتِ الغلائل والنقابا فمن سَحَر السماء فأمطرتنا فكان الدر والذهب الذهابا تروق العين من بيضاء حال كما تَرَّبتَ بالتِبر الكتابا منادف عسجد ظفرت بقطن فما تألوه ندفا وانتهابا وقطَّعن الثلوج لكل روض وكل خميلة منها ثيابا فمن صور مجللة فِراء ووِلدان مسربلة جبايا يا شباب اقتدوا بشيخ المعالى فالمعالي تشبُّه وتحدّي قد تصدى لنائبات حقوق غير سهل لمثلهن التصدّي حزَنَته بلاده وهي صيد بين نابى مظَّفر الناب ورد أمة من غرائب النصر نشوَى تسلب الملك من تشاء وتسدي أخرست أفصح القياصر سيفا بأساطيل في الخصومة لُدّ جاءها سعد شاهر الحق يدعو سيفها المنتضى لخطة رشد أعزل المنِكبين إلا من الحق ق ومن حجة كنصل الفرند خاطب النار وهي في شفة المِد فع والسيف وهو في غير غمد غمرة يشفق الضياغم منها خاضها لم يهب عواقب وِرد فنفوا فانتفى فصادف خظا حبذا الجِد إن أعين بِجد وإذا مصر كاللبوءة غضبي لأبنها تبذل الدماء وتفدي وإن موليير نجم لا أفول له وأن تغيب في الأحقاب واحتجبا شريعة من بيان الغرب صافية وإن يك الشرق أحيانا بها شربا وآية الأدب الرّومَى في لغة لم تُخل من سرها عجما ولا عربا لو استطاع ذووها من عنايتهم بنشرها علّموها الجن والشهبا فاحفظ لسانك واجهد في صيانته كما يصون الكريم العرض والحسبا كأنما كانت الدنيا على يده يصوِّر الناس عنها كلما كَتبا إذا مضى يعرض الأخلاق عارية أراك من كل نفس صورة عجبا يأتي النفوس فينضُو عن طبائعها سترا ويهتك عن أهوالها الحجبا فربما ازددت علما بالبخيل وإن نشأت تلقاه جَدا أو تراه أبا وقد يزيدك بالكذاب معرفة وأنت تضحى وتمسى تسمع الكذبا وقد يريك أخا الوجهين منكشفا وأنت تلقاه في الإِخوان منتقبا سألت حبيبيَ في قبلة فما نعنيها بحكم الخجل فلازمت صبرىَ حتى غفا وملت على خدّه بالقبل فنضّى عن الجفن ثوب الكرى وعما جرى بيننا لا تسل وقال جرحت بوقع الشفاه خدودي وذنبك لا يحتمل فقلت أنت جرحت الحشا وأدميته بسهام المُقَل وفي الشرع أن الجروح قصاص جُرح بجرح حكم عدل فأبدى الحبيب ابتسام الرضا ومال كغصن النقا واعتدل وقال وحق سواد العيو ن التي علمتك رقيق الغزل لتستهدفنَّ لنبل اللحاظ إذا عدت يوما لهذا العمل أمسى وأصبح من نجواك في كلف حتى ليعشق نطقي فيك إصغائي الليل يُنهضني من حيث يقعدني والنجم يملأ لي والنور صهباني قف دون رأيك في الحياة مجاهدا إن الحياة عقيدة وجهاد آمن معي بمصطفى كفى تعنتا كفى إني أنا مع البلد إن قام قمت أو قعد لم يرني فيه أحد تأمل المكثر من إعجابه بنفسه ينظر في ثيابه تلفت الطاووس في إهابه لله ما أظرف ياله فتى قد أبدع البارى تعالى شكله لو كان هذا ولدى وواحدى خرجت قبل الموت من مالي له على الدكاكين والضياع والثروة الضخمة الجليله هذا الذي يفترسُ الأكياسا ولا يرى الأحلام إلا ماسا فإن صحا شكا لك الإفلاسا يأخذ من هذا وذاك بالربا يعطى نحاسا ليرد ذهبا يبيع كل عامر يصيبه وغامر وكم وكم زوّج أو طلق من حرائر تلقاه في كل طري ق كالغبار السائر من قهوة لبيرة لمنتدىً لسامر ويدفع الشباب في ال وحول والمخاطر فمن يَدَى مسلف إلى يدى مقامر ومن سموم حانة إلى لعاب عاهر لا يبغض الله ولا رسوله ولا العباد كالمرابين فئة انظر إلى السمسار يسحر الفتى وانظر إلى الغلام كيف استحسنه عندي ألف ما ملكت غيرها من لي بها ألفين إن فاتت سنه إذن لقد كنت تراني يا أخي ولم تكن تقواك إلا كذبا بالله مِن ذا الحديث دعنا وانظر معي هذه الكرنبه هذا الذي يفترسُ الأكياسا مقاولٌ يكبرون كسبه وكل يوم عليه نعل وكل يوم عليه جبه تراكم المال في يديه من حبة أمس صار قبه وما فتن الحظ بالكركدِّن وما أعجب المال من سحنته ومن عجب بعد هذا المشيب بنى باثنتين على زوجته ورام الزواج ببنت النقيب فما قبلوه على ثروته وما تلك من هي بنت النقيب فتاة هي البدر في ليلته ولم أبت الشيخ وهو الغنى وكل ما في الزواج المهور وهل يملأ التيس عين المهاة وهل تحمل الكركدن القصور وذات قصر وكفى ما ضر لو أني صاهرت الغنى والشرفا أتعرف البنت يا رشاد وأعرف الأم يا جمال أمي كانت إليه تغدو إذا أنا طفل ولا تزال ماذا ترى رشاد إن طلبتها تُرى تردّني إذا خطبتها إصغ لي أنت مثل ما تتمنى زينب تجمع الغنى والجمالا أنت فوق النقيب دخلا وريعا بعد حين وأنت أكثر مالا جدة تجعل الحديد على الما ل وتحمى الأبواب والأقفالا لكنها يا صديق أشد منى ومنكا صبرا فعما قليل سيفرج الله عنكا رشاد اسمع عقدت العزم فاذهب وأمك فاخطبا لي اليوم زينب وهب لي ريالين تحت الحساب وبعد غد نلتقى ههنا بعد أن ينظر أمامه انتظر ياجمال بربك فالحظ قد أحسنا فهذا أخو زيَنب مقبلا فسر حيث شئت ودعنى أنا عزيز من أهلا أخي منذ شهور لم ارك رشاد أنت ههنا من ذا الذي كان معك انظر إلى ثيابه ولونها كيف آتحد انظر إلى حذائهِ من النظافة أتقد والبنطلون مستوٍ لم ينكسر لم ينعقد أعِزني السمع أعِر عندي لكم شئ يسر هذا جمال وحيد جَدّه بخيلة يا عزيز جِلده وعمرها يا رشاد يربو على الثمانين ما شئت من فدادين ومن بيوت ومن دكاكين والذهب الصبّ كل ناحية في البيت من مُخبَّأ ومدفون والآن ماذا تبتغى أريده لزينبا وكيف هل يَقبلها كلمته فما أبى فامض إلى أمك يا عزيز بلغها النبا لقد وصفت القصر لل أبله وصفا عجيبا ولم أزل أطرِى له ال جد وأمدح الأبا وأنعت المجد القدي م وأحلِّى النسبا وقلت عن أمك خي را وامتدحت زينبا وقد نسيتني أنا لا بل أطل الكذبا وما الذي قلت عني قلت فتى ما أفاقا بالليل يغشى الملاهى وبالنهار السباقا أنتم عزيز يا أخي في أزمة ولا يفك ضيقكم إلا الغِنى في المال فيه وحده خلاصكم لا بدّ منه اليوم أو لا فغدا أجل بغير المال لا عيش لنا وكيف من أين يجئ أَفِتنَا مما نخوض فيه منذ ساعة من الفتى من موت جدّة الفتى وما الذي نصنع كي نصيده لا بدّ من مصيدةٍ اسمع أخي عزيز أنتم أسرة لم يبق من وجودها إلا شفا قصركم من قدم مهدّم قد خاط فيه العنكبوت وبنى سكنتموه ههنا وههنا كالبوم كل بومتين في فضا ملأتموه خدما أشداقهم دائرة على الرغيف كالرحا انظر إلى القصور كيف أصبحت لم يبق من مقدَّم ولا أغا احتجب القوم وراء ظلها لا يُسأل البوّاب إلا قال لا كفى رشاد صفة لبؤسنا كفى كفى ولا تعذب مهجتي ولا تهج ليَ البكا وامض اجتهد رشا د في تزويج أختي بالفتى إذا كان لها أهلا ولِم لا يا أخي لِم لا فتى لم يحكه الشبا ن هنداما ولا شكلا ولم ينكر له الإِخوا ن لاظفرا ولا عقلا ومن بيت يرى النا س عليه الخير والنبلا وعن عظيم ثروته يا ليتني في حالته اسمع عزيز يا أخي أنا وأنت لا نرث أملط يا رب كما خلقتني راض على قلة ما رزقتني دعنا من الهزل هلا أخذت في الجد ساعة رشاد أنت صديق ماذا ترى في البضاعة أدخل بنا في الجد يا رشاد متى تراه لم تقل لي عن الفتى ما أيوه كان فخر الرجال كان مديرا كان والله يسكع الصبح واللي ل إلى كل حانة سكيرا قلتها ومن أين أدرى ربما صار حاجبا أو خفيرا لا تسلني ما أبوه يا أخي أومن الأم وسل ما جدته لا ولا ما شغله ما جاهه في الدواوين ولا ما رتبته فجمال في غد أو بعده بوزيرين تُساوي ثروته ولم لا وجدَّته نملة إذا وقفت أو مشت حصَّلت وتُدخل في بيتها ما تصيب ولا يُخرج الدهر ما أدخلت لو انقلبت من جميع الجهات على القش في فمها ما انفلت ترى المال في بيتها في اللحا ف وتحت البلاط وحشو الشِلت عجبت يأتي البخيلَ المالُ وهو يرى أن البخيل إليه غير محتاج وقلَّ ما جاء حرا ماجدا ومشى إلى الكريم الكثير الهم والحاج آه ما أكثر حاجى من بحاجاتي أناجي أزمة دُرتُ فلم الق لها وجه انفراج عزيز أنت مفلِس ما شئت في ذاك فقل على البلاد يا عزي ز كلنا ذاك الرجل إذن جمال صفقة رابحة لنا كلينا قد فهمت مأربي ولست أنسى فضلكم عندي ولا ما طوَّقَت أمك أمي وأبي للأم والابن وللبنت أجل وكل من متَّ لنا بالنسبِ أصبت يا عزيز أنت فطِن لا بل هو البؤس يفطّن الغبى وركوبي يا صديقي وذهابي وإيابي إمض أنفق ماتشا واص بر إلى يوم الحسابِ أنا لو بيع بفلس لم يجد سوقا جرابي كلانا رشاد على زورق كسير وموج عنيف شقِى فان ننج ننج بخير المتا ع وإلا غرقنا مع الزورق من ذلك المطلّ من لحيته كالبغل من وراء مخلاة رنا نسأل عن ذاك الذي انحنى على صحيفة يقرا وولانا القفا أجل أجل هذا القفا هذا هو الدكتور يقرأ ما صادف من جريدة من سطرها الأول حتى المنتهى وتستوى صحف الصباح عنده وصحفٌ ظهرن من عام مضى تذاكر الدفن التي يكتبها في الشهر أضعاف تذاكر الدوا ليس لها في الحياة إلا عبادة المال من وظيفه حتى لقد صارت حديث الحارة وضحَك الجار وسخر الجاره كلهمو يُحسدها بمالها ويتمنى حاله كحالها وهكذا الأنفس في ظلالها هذا ما دِرٌ الجوع يا أخي ولا الأكل معه لقد دعاني للغذاء مرة فقسم البيضة بين أربعة رأى فيه عيبا وإن لم نجد على اللحم عيبا سوى قلته فقد كان أنضج لحم رأيت وقد كان كالمسك في نكهته ومن بخله تفتح القهوات وتغلق وهو على شيشته يقضى بها طرَفي يومه ويمضى بها طرفي ليلته يلقاهمو في الطريق حينا وحينا على قهوته هيا ولو أنيَ ما عالجت في الشارع قط الله في عون الجري ح منك جراحَ القطط تعالي يا ابنتي جيئي بماذا جئتني حسنَى لقد جئت بفنجان خذيه جربي البنا وهذا شبكي هات أجل بالعود قد جيت وفي الكيس مع الدخا ن زندان وكبريت سلمت حسنى يداك أنا مولاتي فداك رأس من الثوم وأخ رى من صغار البصلِ والسمن مولاتي ترى كأمس لم اقلِّل لقد غلا سعرا ولا يعجبني السعر الغَلِي ليتك بالزيت افتكر ت والدقيق والعسل ولِم يا حسنى أراك اليو م عادك الخبل وما الذي اشتريت يا حسنى لنا من الخُضَر الباميا كأنها ال زمرد الخام الحجر الباميا منذ متى هذا الخضار قد ظهر جديدة قلت عسى سيدتي بها تُسر نادى المنادون علي ها منذ أسبوع عبر ترفُل في شوكتها وفي شبابها النِضر أجل لقد أكلتها في منزل الشيخ عمر كالذهب الأبريز والثوم عليها كالدرر واليوم تأكلينها أمَرّ من طعم الصبر اشتُريت غالية مثل البواكير الأخَر من أين جاء ومتى من الصعيد قد بكَر وبم تُرى جزيته بقبلة مستعجله امضى فتاتي واطبخي دقّية مكمَّله كأنها خليَّة من عسل محمَّله والثوم فيها لؤلؤ وهي به مكلَّله والعظم واللحم احذري يتعبني أن آكله اللحم يا سيدتي في البايما ما أسهله الآن أغسل البلا ط ثم أمضى أطبخ رحمة الله على سيدتي وسقى الله ثراها وجزاها حرمتني الشاش حتى ذهبت فكستني الخز في الموت يداها وحمتني الماء حتى احتجبت فَسُقِيتُ الشهد من فيض نداها صار لي من بعدها منزلها والدكاكين وآلت ضيعتاها ثروة قد نهض الجوع بها ومشى الحرمان فيها فبناها لا ذاك مال جمال تركته لجمال وعدت ما كنت من قب ل فوطتي هي مالي سمعت حديث البخل حتى صحبته زمانا أراه كل حين وأسمع يروح ويغدو بين عينيّ صورة ويأتي حيالي بالحياة ويرجع سيدتي وبخلها في الحظ سارا كالمثل يرحمها الله فما أنسى لها تلك الجمل في غضب عند الحَوا ر واضطراب وزعل وما اختلفنا مرة في حَمَل ولا جمل لكن لأجل الثوم كا ن الخلف أو حول البصل ولم نكن من الدقيق نن تهى ولا العسل يرحمها الله وإن لم تأت يوما بحسن عاشت بثوب واحد كالميت عاش بكفن أما أنا فالشاش أو ما دون ذاك في الثمن وبذلتي وفوطتي طال عليهما الزمن وأجرتي عشرون قرشا معَ كثرة المهن البئر لا أبرحها خارجة وداخله صاعدة كالدلو كلَّ ساعة ونازله طباخة أصنع من لا شيء شيئا نأكله وأنحنى على البلا ط كل حين أغسله وكل دكان علىّ أجرها أحصِّله ثم اقترنت بمحام عاطل شرِّيب خمر يحتسيها في الضحى قلَّت دعاويه وقل ماله وأصبح المكتب منه قد خلا هدى ضلالٌ أين أنت ياهدى أين العجوز أين جدتي هدى وانكدا زينب واداهيتا أتى ولا أعرف من أين أتى زينب خليه دعى لا تفرضيه غير سكران هذَى من تحت وقد كان من السقف أطَّل وانحنى وكانت الحارة منا امتلأت فأرسل القئ علينا ورمى قلت ما رأت عيني وما مرّ على رأسي وما هدى عجوز النحس أنت قردة خطوطك الوحل وكحلك العمى خليه دعى لا تفرضيه غير سكران هذَى ومرة جاء أبا الليف ضحى أذَّن في الناس يصلون العشا وافضيحتاه ما شهدوا في الحنفِىّ مثلها هدى تعالي يا عتيقة اظهري عند لك النعل وهذه العصا خليه دعى لا تفرضيه غير سكان هذَى دعيه يهذى ما يشا غدا ترين زينب ففي غد لي وله شأن غدا يؤدَّب وما الذي عزمت يا حبيبتي أن تصنعي أقذف في القسم به وأشتكى وأدَّعى إن رجال القسم والنا ئب والقاضي معي لَتَنَدمَنَّ يا لُكع يا من يقوم ويقع ماذا سمعت صوتها أأنت بومتي هنا الآن يا جميزة ال خط أريك من أنا هدى حبيبتي اسمعي تعالَى اهزَلي معي لا تغضبيه إنه ممتلئ ليس يعي هدى هدى أين هدى أين العجوز البالية خدّاك ضَفدعان قد أسَّنتا وأذناك عقربان من قِنا وحاجباك والخطوط فيهما كدودتين اكتظتا من الدِما وبين عينيك نِفار وجفا عين هناك خاصمت عيناً هنا دعيني أُقَطِّع عليه الحذاء وأجز الوقاح على ذنبه دعينيَ أضربه حتى يفيق فلا بدّ زينب من ضربه قد جاء هيا نتقى جنونه وهوسه ففي يمينه العصا وفي الشمال المكنسه سكران يضرِب إذن لنهرب هلمَّ زينب هذه حجرة نومي أسرعي زينب فيها نحن يا زينب لا نك بح سكران سفيها يا شِبه سيدة البَتو ل وصورة الملَك الطهور نسَّى جمالك في الإنا ث جماَل يوسف في الذكور زينُ المهود اليومَ أن تِ وفي غد زين الخدور إن الأهلَّة إن سَرَت سارت على نهج البدور بأبي جبين كالصبا ح إذا تهيَّا للسفور بقيت عليه من الدجى تلك الخيوط من الشعور وكرائمٌ من لؤلؤ زَيَّنَّ مَرجان النحور سبحان مؤتيها يتا ثم في المراشف والثغور تَسقِى وتُسقَى من لعا ب النحل أو طَلِّ الزهور وكأن نفح الطيب حو ل نضيدها أنفاس حور وغريبة فوف الخدو د بديعة من ورد جُور صفراء عند رواحها حمراء في وقت البكور قبَّلتها وشممتها وسقيتها دمع السرور حكاية الصيَّاد والعصفوره صارت لبعض الزاهدين صُوَره ما هزَأوا فيها بمستحقِّ ولا أرادوا أولياء الحق ما كل أهل الزهد أهل الله كم لاعب في الزاهدين لاه جعلتها شعرا لتلفت الفِطن والشعر للحكمة مذكان وطن وخير ما يُنظم للأديب ما نطقته ألسُن التجريب ألقى غلام شركا يصطاد وكل من فوق الثرى صياد فانحدرت عصفورة من الشجر لم يَنهَها النهى ولا الحزم زجر قالت سلام أيها الغلام قال على العصفورة السلام قالت صبىٌّ منحنى القناة قال حنتها كثرة الصلاة قالت أراك بادىَ العظام قال بَرتَها كثرة الصيام قالت فما يكون هذا الصوف قال لبأس الزاهد الموصوف سَلىِ إذا جهلت عارفيه فأبن عبيد والفُضَيل فيه قالت فما هذى العصا الطويلة قال لهاتيك العصا سليله أهُشّ في المرعى بها وأتَّكى ولا أردّ الناس عن تبرُّك قالت أرى فوق التراب حَبَّا مما اشتهى الطير وما أَحبا قال تشّبهُت بأهل الخير وقلت أقرِى بائسات الطير فإن هدى الله إليه جائعا لم يك قرباني القليل ضائعا قالت فُجد لي يا أخا التنسُّك قال ألقُطيه بارك الله لك فصَلِيَت في الفخ نارَ القارى ومصرعُ العصفور في المنقار وهتفت تقول للاغرار مقالة العارف بالأسرار إياك أن تغترّ بالزهّاد كم تحت ثوب الزهد من صياد ضُربت بالمضاربين الطبول حيث كل بأمرهم مشغول كلَّ يوم يمضى غنىّ وجيه وعلى إثره سرىّ جليل ويبيع الأثاث من ليس بالمث رى ولكن حدا به التطفيل كان من ثروة البلاد قليل بعد عام يزول ذاك القليل ذهب النقد والعَقَار جميعا ياسَراة البلاد أين العقول لو يكون الغِنَى كما قد زعمتم كانت الكيمياء لا تستحيل يِحسدُ البعض بالمكاسب بعضا حسدا كلكم به مقتول من يكن يطلب الخراب حثيثا فالخراب الحثيث تلك السبيل إن فيها لعبرةً لو عقلتم ليس بعد الصعود إلا النزول ليس بين الغنى إلى الفقر إلا قولة الشؤم من وسيط يقول ليلة الأمس قد ذهبت وما تذ هب رؤيا أقصها شر رؤيا ذاك أنى حلمت بالمتنبي صار في مصر قاضيا أهليا خيروه فقال طنطا أحب المد ن في هذه البلاد إليا فوجدت الصواب في الرأى أنى أهجر الشعر والقوافي مليا هو قد بدَّ قائل الشعر ميتا كيف يلقاه قائل الشعر حيا وتأملت في مصيبة حفني يوم للحكم يجلسان سويا هو عادي كرسيَّ كافور عمرا هل يصافى لناصف كرسيا جاءني صاحبي يقول بلاء كنت والله عن بلاء غنيا قلت نرجو من ناظر العدل يُص يه بأسيوط مبعدا منفيا إن فيها لشاعرا لك حرا وأراه بالذَّود عنك حرِيا مُره يمسخ له ولو شطر بيت قال أخشى انقلاب ذاك عليا أصبح الصبح زيد صدقي وقالوا ناصف عاد قاضيا جزئيا قضى أريحيّ القوم والقوم من همو فكل لبيب بين جنبيه مأتم غدا وغدونا والحياة تضمنا ورحنا وكم من ميِّت لا يقوم فهل خطب الأبرار بالليل ودّه فأصبح فيهم راضيا يتنعم ألا إنما الدنيا نهار وليلة يذيعان ما تخفى الغيوب وتكتم ولم ترق منذ الدهر للناس عَبرة إذا ضحك الباكي بكى المتبسم أبا يوسف في كل نادٍ مناحة أرامل تبكى أو عوائل تلطم تغيّر للاحسان والجود معهد ونكّر للعرفان والعلم معلم لئن مت فالإنسان لا بدّ ميت ولكن رزء الناس بالحرّ مؤلم وما عاش مجهول المكان محقر وما مات مرفوع المنار معظم وما المال إلا غصة فوق غصة إذا ما سقى المرء القضاء المحتم وإن الفتى في عيشه ما سعى له وإن الفتى من بعده ما يقدّم فما كان عند الناس فالناس ألسن وما كان عند الله فالله أكرم سراة بنى مصر طوى الموت حاتما فهل حاتم من جمعكم يتقدّم خذوا الخير عنه وافعلوا مثل فعله فَلَلخَير في الدارين زين ومغنم أما وعظتكم ميتة زلزلت لها جوانب مصر والخلائق نوم أما راعكم نعش حوى ذلك الغنى وما فيه دينار ولا فيه درهم ويا أحمد الخيرات إنى ارتجلتها ودمعي ارتجالا خلف نعشك تسجم بكيت على الحرّ الهمام وفقده وهل حيلتي إلا البكا والترحم وما الشعر إلا رجع حس وخاطر فمن خانه وجدانه خانه الفم فخذها رثاء من وفىّ ولوعة يبثك إياها الفؤاد المكلم لقد كانت الآمال فيك كثيرة وهل تنقض الآمال والله مبرم وما ابنك إلا الخير من صلب خير فِلم لا يرجى فيه أو يُتوسم ستعليك ذكرا فوق معن وحاتم أياد على هذا الأنام وأنعم يحمى فرنسا فتية ما منهمو إلا أسامه حاطوا الحمى الغالي كما حاطوا من الحق الدعامه لما أصاروا النوط في يوم الفخار هو العلامه كانوا الحمائم قل أن تحلو من الطوق الحمامه يا من يذود عن الحمى نلت العلامة والسلامه مررنا بالهلال على كريد وقد ملأ الفضاء بها جمالا بدوا والركب في شوق إليه يضئ لنا رُباها والجبالا فهلل رفقتي واستقبلوه كما يستقبل الملك احتفالا فقلت رويدكم هلا ذكرتم شبيها كان أمس هنا فزالا فلم أر في وجوه القوم شيئا ولم أر مدمعا للقوم سالا فقلت الأمر للمولى تعالى يصرف ملكه حالا فحالا لله ريشة صادق من ريشة تزرى طلاوتها بكل جديد كست الكتابة في المشارق كلها حسنا وفكتها من التقييد تهدى الحسن الخط كل مقصر وتمدّ في الإحسان كل مجيد أغلى لدى الكتّاب إن ظفروا بها من ريشة الألماس عند الغِيد وألُّذ فوق الطرس إن خطرت به من ريشة الليثيّ فوق العود وتكاد تحيى مؤنسا بصريرها وتقول أيام ابن مقلة عودى لو لم يكن في الأمر إلا أنها مصرية لأستوجبت تمجيدي رأيتُ على صخرة عقربا وقد جعلت ضربَها ديدنا فقلت لها إنها صخرة وطبعَك من طبعها أليَنا فقالت صدقتَ ولكنني أردت أعرِّفها من أنا لك يا عشور مكارم هن الغيوث المظمئه قالوا وهبت ولم تهب للعروة الوثقى مئه من خير ما جَمَعت لك ال بُهَمُ الغزاة من الفئه فرأيت كل صحيفة سارت بذلك منبئه وسمعت كل جماعة يتبادلون التهنئه بَرِّئ نوالك يا عش ور فذا أوان التبرئه حسنات وعدك كلها في جنب خُلفك سيئه قم إلى الأهرام واخشع واطَّرح خِيلة الصِّيد وزهو الفاتحين وتمهَّل إنما تمشى على حَرَم الدهر ونادى الأولين وارتق الأحجار واصعد منبرا لم يُسَخَّر لأمير المؤمنين ادعُ قومي من ذرى أعواده لخلال كالصباح المستبين قل لهم عهدىَ فيكم أمةً عرفوا الحق وقوما صابرين عطف الدهر على ثورتكم ولوى الناسَ عليها معجبين هزت الليث ولما يَصح من دم غليومَ وصيدٍ آخرين فرأى ما لم يقع في وهمه مصر تستكبر والألمان دِين ثورة أقبلت السلمُ بها عجبُ الرائين سحرُ السامعين قام رهط منكم فاقتحموا كبرياء الفاتحين الظافرين جحدوا السيف وردّوا حكمه عُزَّلا إلا من الحق المبين همة تكتبها مصر لهم إن أبيتم أن تكونوا الكاتبين استخفّ الليثُ إجماعكم وهو نابُ العَجَم الداهي الرزين فزأرتم زأرة أقعى لها وأجال اللحظ فيهم يستبين مستعيذا منكُم بالله أن تُصبحوا الهند وتمسوا الصِين فِين نفر تأوى إليهم أمة ووزير يَتولى الثائرين وشباب من رآهم عصبةً قال نَحلٌ أُوذنت بالمعتدين وجموع عُزَّل ما أكترثت لجموع بالمواضي معلنين زادهم سعد شَباتَي همة كالحسام العضب والرمح السَّنين ببيت الأمة أعتَقلِ المطيّا وفي دهليزه أطرق ملِيا وألقِ سِبال ذقنك فيه وأنشق تراب الساحة الكبرى ذكيا وأدِّ إلى الجزيريّ التحايا وسله ينل لك الإذن العلِيا وحَملق فيه حين يهز عِطفا تجد تحت الغِلالة سمهريا وقل لم أدرِ أنت أم الجديلي ألذّ تقمصا وأَحبّ زِيا وإن يحمل إليك الإذن فاصعد تجد دَرَجا يبلغك الرُّقيا هناك دع التبهنس كابن سينا ولا تتبخترنّ زمخشريا ولا ترقص إذا أنشدتَ شعرا فإن الرقص آذى البحتريا وقل يا واهب الرتب العوالى متى وعسى تبلَّغني النديا ورأسك لا فشرت ولن تراني مجمش لحيتي ما دمت حيا ولا قرقرت أوبربرت يوما كما هيجت ديكا مالِطِيا ولا سمع الجماعة غير أني أرى السودان قطرا أجنبيا برئت إليك من خلطي وخبطي ومما لفق الواشي علَيا وجئت إليك أشكو من هموم مؤرّقة فهل تُصغى إليّا فقد ضاقت بي الدنيا فسعني فقد تسمع المنافق والتقيا فكم خصم عطفت عليه حتى تقدّم في ولايتك الوليا فهبني كنت خصما أو عدوّا أليس الصفح مذهبك الرضيا لعلك قد علمت وفاة مكسى وكيف مضى وخّلف لي عليا و أوفرلَند أدركها كُساح فليت كساحَها في ركبتيا وخطب الصيدلية كان أدهى وأنكر موقعا في مسمعيا رحلت وفي العيادة كل شئ وعدت فما وجدت هناك شيا خلَت من كل ما فيها كأني أقمت الفأر فيها صيدليا ولى مرضى من العمال كُثر إذا الأسطى مضى بعث الصبيا أحررها تذاكر ليس تحُصى وما من ذاك شئ في يديا يمينا بالطلاق وبالعتاق من الدنيا المعلقمة المذاق وكل فقارة من ظهر مكسى بصحراء الإمام وعظم ساق وتربته وكل الخير فيها ونسبته الشريفة للبراق وبالخُطَب الطوال وما حوته وإن لم يبق في الأذهان باق وكَسرى الشعر إن أنشدت شعرا ونطقي القاف واسعة النطاق وما لوَّنت للدُّولات وجهي ولم ألبس لها ثوب الرياق بوقت ضاعت الأخلاق فيه وأصبحت السلامة في النفاق أيشتمني سليمان بن فوزي و بيبي في دي ومعي تَباق وتحت يدى من العمال جمع يُشمِّر ذيله عند التلاقى ولسنا في البيان إذا جرينا لأبعدِ غاية فرسَي سباق تُقاقي ذقنه من غير بيض ولي ذقن تبيض ولا تقاقي وتحلاق اللحى ما كان رأيى ولا قصّ الشوارب من خلاقي أنا الطيار رجل في دمشق إذا اشتدّت ورجل في العراق أنا الأسد الغضنفر بيد أني تسيرني الجآذر في الرباق ألا طز على العيهور طز وإن أبدى مجاملة الرفاق بقارعة الطريق ينال مني ويوسعني عناقا في الزقاق وليس من الغريب سواد حظي وبالسودان قد طال التصاقي نُحست فلو دعيت لأجل فتق وجدت قليطة تحت الفتاق ألم تر أنني أعرضت عنه وصار لغير طلعته اشتياقي أذم القبعات ولابسيها وتعجبني الشوادن في الطواقي وأوعز بالعقال إلى شباب رجعت بهم إلى عصر النياق فسبحان المفرِّق حظ قومٍ قناطيرا وأقوامٍ أواقي وقوم يرتقون إلى المعالي وقوم ما لهم فيها مراقى وأصحاب المقارف والمرازي وأصحاب المزارع والسواقي وأيد لا تكاد تصيب خبزا وايد لا تُسل من الرقاق وعيش كالزواج على غرام وعيش مثل كارثة الطلاق أمور يضحك السعداء منها ويبكى البلشفيّ والاشتراقي الله أعطى عهد مصر محمدا والله إن أعطى أعز وأيدا شرف على شرف ومنّة منعم ما كان يسديها إلى عبد سدى وإذا أظل الله طفلا مرضعا جعل الأسرة مهده والمرقدا صبح البنين إذا غدوا فيها وهم فالأمّهات وما يلدن له فدا نرجو به وبهم لمصرٍ بَعثة ولرب عصر في المهود تجددا ونعدّ تعذر أن نُهَيِّئ خيرهم فمن الأبوّة أن نحب ونرشدا للمرء في الدنيا مقاصد جمة جُمعت فكان النسل منها المقصدا فإذا وفدت على الوجود فكن أباً أو كن خيالا في الوجود مشرَّدا فرحت قلوب الأمهات وفتحت لحفيدة الأمراء جدتهم غدا للأصل طهرا والفروع كريمة والبر حقا والحنان مؤكدا يا ربة التاجين عن آبائها عن ماجدٍ عال عن ابنٍ أمجدا يتألقان الدهر هذا بالعلى حالٍ وهذا بالفضيلة والهدى جددتِ صفو الملك بالنعم التي صحبت ظهور الجود ميلاد الندى وبليلتين أضاءتا كلتاهما كانت لنا أفقا وعزك فرقدا ما زال قصر الملك يشرق فيهما حتى حسبنا الصبح حالا سرمدا تتقابل الأعلام في شرفاته وتخر للشرف المؤثَّل سجّدا والعرش في عيد بصاحب عهده والتاج خلف العرش يحيى المولدا وترى البلاد به بناء وجودها وعمادها ومنارها المتوقدا قالوا السماك فقلت خطرة شاعر من للسماك بأن يُقلّ السؤددا قالوا الثريا قلت قد قيست بها شرفاته فاختار ثم تقلدا من للكواكب أن تكون كمثله حرما برفرفك الأمِين ومسجدا أو من لها أن تستعد وأن تُرى عقدا بأفراح الأمير منضدا أم هل هي الدنيا التي قد أمَّها شغلت كما شغل الأحبة والعدى الشمس كان لها حفيد في الورى وحفيد هذا العز أشرف محتدا كانت وعود الدهر بين شفاهه فافتر عنه فاقتبلتِ الموعدا ومشى إليكِ يتوب عن هفواته عبدا فردّيه بعفوك سيدا تحار البلاغة فيك فكي ف إذا حاول النطق محرومها فدون خلالك منثورها ودون فعالك منظومها ولكن أقول لقولك أنت رفيع البلاغة مفهومها من العدل أنك للعدل قمت لترضَى الحقوقُ ومهضومها وإن إرادة حلمي دعاك لأعلى الأرائك مرسومها لأنهم يظلمون العُلى وأنت وحقك مظلومها في ذي الجفون مصارع الأكباد الله في جنب بغير عماد كانت له كبد فحاق بها الهوى فهوت وقد كانت من الأطواد وإذا النفوس تطوّحت في لذة كانت جنايتها على الأجساد نَشوَى وما يُسقَين إلا راحتي وَسنَى وما يُطعمن غير رقادي ضَعفَي وكم أبلين من ذى قوّة مرضى وكم أفنَين من عُوّاد يا قاتل الله العيون فإنها في حَرِّ ما نصلى الضعيفُ البادى قاتلن في أجفانهن قلوبنا فصرعنها وسلمن بالأغماد وصبغن من دمها الخدود تنصلا ولقين أرباب الهوى بسواد والهدب أرأف بالقلوب وإنما يَتِد السلامُ بأوهن الأوتاد يا ساقِيَّ تخيرا صرف الأسى أو فامزجا كأسيكما بسهاد فلعل بعض الهم يخلف بعضه فأرى بذلك راحة لفؤادي مالي تعالجني المدام كأنما عقلي بواد والمدام بوادي هذا الزجاج ولى فؤاد مثله ريان من هذى السلافة صادى صدعت حواشيه الهموم بنابها واللب من صدع على ميعاد ما كنت أوثر أن تطول سلامتي فأرى المعالي حلية الأوغاد وأرى الأعادي في البلاد مواليا وأرى الموالي في البلاد أعادي وأيادىَ المتقدمين مساوئا ومساوئ المتأخرين أيادي وأرى بني وطني تُفرِّق بينهم أيدى العداة وألسن الحساد وأشد من وقع المصاب على الفتى ذكر المصاب على لسان عادى عباس إنك للبلاد وإنه لم يبق غيرك من يقول بلادي لولاك لم نُعِر المواسم نظرة كلا ولم نقبل على الأعياد ولما توردنا لسائمة دما نفدى نفوسا ما لها من فادي شطت بنا فلك الأمور فكن لنا في بحر حيرتنا المنار الهادى وكن السعود الطاردات نحوسنا الغاديات بنفحة الإمداد يأتي الشقاء على البلاد وينقضى وشقاء مصر مؤبد الآباد وأرى مصيبة كل قوم غيرهم وأرى مصيبتنا من الأفراد من كل أرعن كاذب لا يُرتَجى لعداوة يوما ولا لوداد يا ابن الأولى لا ينتهى إلا لهم إحياء مصر وغرس هذا الوادي ثبتوا على عهد البلاد بموقف ناب الثبات به عن الأجناد والعصر يرعد والملوك حنيقة والفلك رابحة الشراع غوادي فأبوا فكان العزم أكرم ناصر لهمُ وكان الحزم خير عَتَاد والحق يُنصر حين ليس بنافع بأس الجيوش ودُربة القوّاد فاسأل فكم من صيحة لك في الورى نقلت إلى الدنيا صدى الآساد مولاى وآبق الدهر أسلم سالم وتَلقَّ أعيادا بغير عِداد تؤتى رعيتك الوفية سؤلها وتبلغ الأوطان كل مراد وتفوز بالنصر المبين على العدا والغاصبين الحق والأضداد وتطهر السودان من آفاته وتقيمه في الأمن والإسعاد وتبيد ملك الذاهبين بعزه الصائرين بسوقه لكساد سلطت في تأديبهم رعدا على رعد وجلادا على جلاد فاندك بغيهم ببقى مثله والله للباغين بالمرصاد على قدر الهوى يأتي العتاب ومن عاتبت تفديه الصحاب صحوت فأنكر السلوانَ قلبي علىّ وراجع الطربَ الشباب وللعيش الصبا فإذا تولى فكل بقية في الكأس صاب وما ورثت له عندى حبال ولا ضاقت له عني ثياب كأنّ رواية الأشواق عود على بدء وما كمل الكتاب إذا ما اعتضت عن عشق بعشق أُعيد الكأس وامتدّ الشراب وكل هوى بلائمة مشوب وحبك في الملامة لا يشاب لأنك أنت للأوطان كهف وأنت حقوق مصرِك والطِلاب فأهلا بالأمير وما رأينا هلالا تستقرّ به الركاب ولا شمسا برأس التنين حلّت وفي الدنيا ضحاها واللعاب تغيب عن البلاد وعن بنيها وما لك عن قلوبهم غياب أظلتك الخلافة في ذراها وبرت سوحها بك والرحاب وفُتِّح للرعاية ألف باب هناك وسُدّ للواشين باب وردنا الماء بينكما نميرا وأظمأَ من يريبكما السراب وما وجدوا لمفسدة مجالا ولكن تنبح القمر الكلاب فعيشا فرقدين من الليالي وعاش خلائق بكما وطابوا نداء الخلف بينكما عقيم وداعي الله بينكما مجاب بين الملامة فيكم والهوى الجلل لي موقف الدمع بين العذر والعذل إذا سمعت لقلبي زاد بي كلَفى وإن سمعت لغير القلب لم أخَل والحب باللوم كالدنيا لصاحبها لم يخل من راحة فيها ومن ملل ودعتكم وفؤادي خافق بيدى والبين يأخذ من حولي ومن حيلي وما توهمت قلبي قبل فرقتكم يهب مثل هبوب الركب والإبل لما أجبن النوى وكَّلن بي حدقا بين الشفاعة في الأحباب والسُّؤل من علَّم العِيس نجوانا ورحمتنا فأومأت برقاب خُشَّع ذُلُل ردّوا إلى اليأس مضنى لا حراك به لعل في اليأس بُرءاً ليس في الأمل لو تبصرون وقوفى في منازلكم رأيتم طللا يبكى على طلل بليت مثل بلاها وارتدت سقمي كلا الَّلبُوسين فيكم أجمل الحلل لو كنت لازار أعطِى يوم منبعث بذلته فوق عمري غير مبتذل أو كنت يوشع تجرى الشمس طوع يدى طمعت منكم غداة البين في المهل أو كنت عيسى أعيد الميت سيرته أعدت للسقم جسما مات بالعلل أو كنت موسى يخط اليم لي سبلا حملتكم في عيون سمحة السبل مولاى عيدك عيد الناس كلهم وأنت جامعة الأجناس والملل وما صنوف الرعايا حافلين به إلا كبيت برب البيت محتفل وأنت كالشمس لم يخصص بها أفق وأنت كالبدر لم يَرهَن على نزل إن الملوك على الكرسيّ مربعها وأنت تجلس في الأسماع والمُقَل حللت من كل نفس في سريرتها وقمت منها مكان البِشر والجذل آل الندى لك والأمثال سائرة ولو تقدمت ما زادت على مثل إن يسبقوك لفضل أو لمكرمة فالسبق في الدهر لا في الفضل للأُوَل وأنت لولا تليد الملك تحرزه من الشمائل في ملك وفي خول بلوت في الجاه قوما والغنى نفرا فما تهيبت كالأخلاق في الرجل فهن من كل جاه أو غنى بدل وما لهن إذا أخطأن من بدل قل للمشارق موتى غير راجعة ففي الممات شفاء الجهل والكسل فما تعلاتها والموت مدركها إلا كما أمن المسلول للأَجل إن الشعوب إذا ما أدبرت حبست مالا عن البر أو علما عن العمل ونام كل نصوح عن مجاهلها ولو أراد هدى أعيا فلم يقل شقيت بالشعر في ناس أعوذ بهم من أن يقول الأعادي شاعر الهمل وضعت بالحمة الغرّاء في زمني كما يضيع شعاع الشمس في الوحل مولاى أحمد هذا لا سمىَّ له وأنت كل سيوف العصر والدول لما رأيتك تاج القرن مدّخرا قلّدتك الماس من مدحي ومن غزلي وبشرتني المنى فيما تحدثني بمظهر لسرير النيل مقتبل وسؤدد لأميري فوق سؤدده وما المزيد الذي أرجو بمحتمل وإنما أنا سار في سنا قمر يقول للبدر في غاياته اكتمل أسلم محمد سيدى للوالدين وعش لمصرا وخذ النجابة كلها عن أنجب الآباء طرّا وانهض فُديت بعهده مئة وقم بالحكم أخرى كن في الإمارة شبه كسرى ثم كن في الملك كسرى إن البلاد لها غد يرجى فكن غدها الأغرّا لا تيأسن فإن ربّ ك محدث إن شاء أمرا قَسَما بمن أوصى الفتى بالأهل والأوطان برا إني أحبك في على والحسين ومن سَيَطرا علما بأنك ذخرهم وأبوك لي مازال ذخرا إن السنين حلفن لا حالفن غير صباك نضرا أفنيتَها خمسا فخمسا فأبِلها عشرا فعشرا في ظل أفضل جدَّة ملأت سماء النيل طهرا العيد هلّل في ذُراك وكبّرا وسعى إليك يزف تهنئة الورى وافى بعزك يا عزيز مهنئا بدوام نعمتك العبادَ مبشِّرا نظم المنى لك كالقلادة بعدما نشر السعود حيال عرشك جوهرا لاقى على سعد السعود صباحه وجه تهلل كالصباح منوِّرا سمحا تراه ترى العناية جهرة والحق أبلج في الجبين مصوَّرا والله توَّجه الجلالة والهدى والعز والشرف الرفيع الأكبرا عرفات راض عنك يا ابن محمد والذاكرون الله في تلك الذرى نشروا الثناء على الإمام مُمسَّكا وعليك من بعد الإمام معنبرا ملأوا ربوع المعجزات ضراعة لله أن يرعى الهلال وينُصرا ويعُزَّ ملككما ويلحظَ أمةً أغرى الزمان بها الصروف تنكُّرا لم تنقُص الأيام من إيمانها من سنَّة الأيام أن تتغيرا يا أيها الملك العزيز تحية هتف الأنام بها لعزك مكبرا تخذوا المنابر في ثنائك جمة واختار شاعرك الثريا منبرا إن لم تكن نِيل البلاد حقيقة فنداك روَّاها وعدلك نضَّرا والنيل عند الظن غاية جريه ونداك من فوق الظنون إذا جرى أو كلما بسط الكرام أكفهم بالجود أنهارا بسطتَ الكوثرا لم يبق للاسلام غيرك مظهرٌ في مصر لا عدمت لعرشك مظهرا وبقيت في الملك السعيد مؤيدا بالله والهادي البشير مظفَّرا مُلك حسودك فيه ليس بعاقل من ذا يعادى الله والمدثِّرا تعذرت الركائب والمطايا فأوفدنا القلوب إلى السلوم نحث صميمها حبا وشوقا إلى الملك الكريم بن الكريم تعَّهدَ ظلك الصحراء حتى غدت رمضاؤها برد النعيم مررتَ بها فهبَّت من بِلاها كعيسى يوم مرّ على الرميم وأنت النيل إحياء ونفعا تبث البرء في البلد السقيم تهنئك البلاد وَمن عليها بعام هلَّ ميمون القدوم يزيد هلالهَ حسنا وحسنى هلالُ من محّياك الوسيم تطلعت السنون إليك حبا وتاه بك الجديد على القديم فعِش ما شئت من عددٍ جِدادا بجيد الدهر كالعقد النظيم مباركة أهَّلتُها لمصر وللكرسيّ والنجل الفخيم بعثت سرائري في الكتب تترى إلى ملك بخالصها عليم ودون خلاله الأرِجات شعري وإن صغتُ المديح من النسيم أُمّ الملائك والبدور أهلا بهودجك الطهور لما أقلَّك فاض من نور الزيارة والمزور عَطِر الستور كأنما قد صيغ من تلك الستور الله أكبر إذ طلع ت على المدائن والثغور أقبلتِ كالرزق الكري م وكالشفاء وكالسرور الشمس تُزهر في السما ء وأنت أزهر في الخدور وممالك ابنك تزدهي ورعية ابنك في حبور في موكب جم السنا والعز مكِّىِّ العبير لفت الزمانَ جلاله بين التخطر والسفور الناس فوق طريقه كزحامهم يوم النشور يمشون نحوكِ بالمصا حف والذبائح والنذور فكأنما قد بشَّروا بالطهر عائشة البشير طافوا بهودجها اغتنا ما للمثوبة والأجور يتساءلون عن العنا ية كيف منّت بالظهور وعن السعادة هل تجرّ ال ذيل في الجمّ الغفير ولقد أشرتِ براحتي ك فكبَّروا ليدِ المشير قال اليتيم عرفتها وسما لها بصر الفقير هلا مددت يد النوا ل الجم للقبل الكثير يا بنت إلهامي الذي بهر الخلائق بالمهور وبراحة فوق السحا ب وفوق مقدرة البحور كان المعظَم في الخوا قين الأميرَ على الصدور أما العزيز محمد فثناؤه نور العصور ضُربت به الأمثال في فضل وفي كرم وخِير وفتاكِ عند الحاثا ت أقرّ حلما من ثبير الدين والدنيا له فضل من الله القدير ملء المحافل ملء عي ن زمانه ملء السرير نسب خطير زانه مانلتِ من حسب خطير أمن الشموس حفيدتا ك البرتَّان أم البدور أم من كريمات الحسي ن صباحه يوم النقور فتحية وعطية نور يسير بجنب نور هذى كما الملكَ الكري م وتلك كالفَلَك المنير حوريتان على الثرى لم تتركا برا لحور تستأنسان بموحش ال فلوات من بعد القصور والدين أليق بالإنا ث فهنّ مدرسة الذكور وأراه أجمل إن حرص ن عليه في العمر النضير يكسو الفتاة على الجما ل جلالة الشيخ الوقور يا أيها الملِكات با قٍ ذكركنّ على الدهور سرتم إلى خير البيو ت وزرتمو خير القبور فذهابكم وإيابكم في ذمة الله الشكور سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها باتت على الروض تسقيني بصافية لا للسُّلاف ولا للورد رياها ما ضر لوجعلت كأسي مراشفها ولو سقتني بصافٍ من حمياها هيفاء كالبان يلتف النسيم بها وينثنى فيه تحت الوشى عِطفاها حديثها السحر إلا أنه نغم جرت على فم داود فغنّاها حمامةُ الأيك من بالشجو طارحها ومَن وراءَ الدجى بالشوق ناجاها ألقت إلى الليل جيدا نافرا ورمت إليه أذنا وحارت فيه عيناها وعادها الشوق للأَحباب فانبعثت تبكي وتهتف أحيانا بشكواها يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت كالحلم آها لآيام الهوى آها بي مثل ما بك يا قمرية الوادى ناديت ليلى فقومي في الدجى نادي وأرسلي الشجو أسجاعا مفصلة أو ردّدي من وراء الأيك إنشادي تلفت الروض لما صحت هاتفة كما تلفتت الركبان بالحادي كم هاج مبكاك من مجروح أفئدة تحت الظلامِ ومن مقروح أكباد لا تكتمي الوجد فالجرحان من شجن ولا الصبابةَ فالدمعان من واد يا حلوة الوعد ما نسّاك ميعادي عزُّ الهوى أم كلام الشامت العادي كيف انخدعت بحسادي وما نقلوا أنت التي خلقت عيناك حسادي طرفي وطرفك كانا في الهوى سببا عند اللقاء ولكن طرفك البادي تذكرى هل تلاقينا على ظمأ وكيل بَّل الصدى ذو الغُلة الصادي وأنت في مجلس الريحان لاهية ما سِرت من سامر إلا إلى نادي تذكري منظر الوادي ومجلسنا على الغدير كعصفورين في الوادي والغصن يحلو علينا رقة وجوى والماء في قدمينا رايح غاد تذكري نغمات ههنا وهنا من لحن شادية في الدوح أو شادي تذكرى قبلة في الشعر حائرة أضلها فمشت في فرقك الهادي وقبلة فوق خد ناعم عطِر أبهى من الورد في ظل الندى الغادي تذكري قبلة من فيك أجعلها من اللقاء إلى أمثاله زَادي تذكري موعدا جاد الزمان به هل طرتُ شوقا وهل سابقت ميعادي فنلتُ ما نلت من سؤل ومن أمل ورحت لم أحص أفراحي وأعيادي بلبل حيران على الغصون شجِى معنَّى بالورد هايم في الدوح سهران من الشجون بكى وغنى والورد نايم سكران بغير الكاس في مجلس الورد من عنبر الأنفاس ومنظر الخدّ يبص فوقه ويبص تحته ويمدّ طوقه ويسم ريحته فنن يحطّه وفنن يشيل وجناح يقوم به وجناج يميل في إيد الليل يلعب به ورّاه الويل يا قلبه مجروح من ساقه ومن طوقه ما دِرى بالشوق من شوقه من دوح لدوح سهر ونوح ياليل ده طير بدن وروح من فرع غصنه ع الورد مال وراح يمين وجِه شمال قال له يا سوسن يا تمرحِنه يا ورد أحسن من ورد جنه مين بالفرح لوّنك مين ومن الشفق كوّنك مين يا ريحة الحبايب يا خدّ الملاح لِشوكة جمالك وضعت السلاح تبارك الِّلى خلق ظلك من الخفة واِللِّى كساك الورق ولفه دى اللفه زى القبل ولفة شفه على شفه ياورد فوق لا الجناح ينهض ولا الجرح يرقى تشوفني وقت الصباح جسد على الأرض ملقى أموت شهيد الجراح ويعيش جمالك ويبقى النيل نجاشي حليوه واسمر عجب للونه دهب ومرمر أرغوله في إيده يسبِّح لِسيده حياة بلادنا يارب زيده قالت غرامي في فلوكه وساعة نزهه ع الميه لمحت ع البعد حمامه رايحه على الميه وجايه وقفت أنادى الفلايكي تعال من فضلك خدنا رد الفلايكي بصوت ملايكي قال مرحبا بكم مرحبتين دى ستنا وانت سِيدنا هِيلا هوب هيلا صلّح قلوعك ياريس هيلا هوب هيلا جات الفلوكه والملاح ونزلنا وركبنا حمامه بيضه بفرد جناح تودّينا وتجيبنا ودارت الألحان والراح وسمعنا وشربنا هيلا هوب هيلا في الليل لما خِلى إلا من الباكي والنوح على الدوح حِلى للصارخ الشاكي ما تِعرف المبتلى في الروض من الحاكي سكون ووَحشه وظُلمه وليل ما لوش آخر ونجمة مالت ونجمه حِلفت ما تتأخر دا النوم يا ليل نعمه يحلم بها الساهر الفجر شأشأ وفاض على سواد الخميله لمح كلمح البياض من العيون الكحيله والليل سرح في الرياض أدهم بغرّه جميلة هنا نواح ع الغصون وهناك بكا في المضاجع ليه تِشتهى النوم عيون وعيون سوالي هواجع ودوح غِرق في الشجون ودوح ماشافش المواجع يا ليل أنيني سمعته والشوق رجع لي وعاد وكل جرح وساعته وكل جرح بميعاد كم من مفارق وجعته ونضو هجر وبعاد فؤاد تعطف وزار دار الموسيقى ركابه روضة دَخلها أزار وكل روضه رحابه في كل ناحية هزار يردّ بلبل جوابه القانون سلِّم عليك يا حامي القانون والعود إتكلم حيّا معز الفنون والنادي إتقدّم وقال الله يصون الليل بدموعه جاني يا حمام نوّح ويايه نوّح واشرح أشجاني دا جواك من جنس جوايه الشوق هاجك من نوحك وشكيت الوجد معايه أبكى بالدمع لنواحك وتنوّح يا حمام لبكايه بعد الأحباب لوّعنا والصبر دواك ودوايه مِسير الأيام تجمعنا إن كان في الصبر بقايه إن لقيت عندي من حبي سلطان العشق هوايه أنا خدت الدمع في قلبي وأكتم في القلب أسايه الِّلى يحب الجمال يسمح بروحه وماله قلبه إلى الحسن مال ما للعوازل وماله نام يا حبيبي نام سِهرت عليك العناية يا ريت تشوف في المنام دمعي وتنظر ضنايا الحب طير في الخمائل شفنا غرائب جنونه حاكم بأمره وشايل على جناحه قانونه تيجى تصيده يصيدك ومين سِلِم من حباله وكل خالي مسيره يعذب الحب باله يالِّلى مادُقت الغرام من العيون السلامه إسلم بروحك حرام دى عين تقيم القيامة الاسم عين وتلاقيها قدح وخمره وساقى وسحبة الرمش فيها من بابل السحر باقي شبكت قلبي يا عيني شوفى بقى مين يحلّه النوم بينك وبيني إمتى يجينى وأُول له يا فايتني لسهدى على كيفك تعالا لي والاَّ أبعت طيفك توحشني وأنت ويايا وأشتاق لك وعينيك في عينيا وأذَّلِّل والحق معايا واجى أعاتبك ما تهونش عليا وطن جمالك فؤادي يهون عليك ينضام شهد معالم ودادي وتضيع الأعلام يا دى العجايب شوف فرحة اللوّام اللى ما يعرف العادي تعرفه الأيام الناس لليل تشكى وتجى له تحكى والليل لمين يشكى ويروح لمين يحكى بدرك ياليل طلَّعته وبدرى خبيته غاير يا ليل قل لي تكونش حبيته يا ليلة الوصل استنى أفرح بِحِبي واتمتع الصبح ليه ياخذه مني والفجر مين قال له يطلع أهُون عليك تزيد ناري ولساني يشكى لك لم ترحم شاكي وليه بلحاظك ليه تضحينى وانا أبات ليالي باكي أرى النجوم أناجيها من وجدى وان لاح البدر يواسيني يشوف حالي ينظر إلى حسنك تشوف خيال حبيبي عيني رضيت أنا بما ترضاه ياروحي بس أتعطَّف وانظر عانى أخاف تبعتلي طيف خيالك يروح ولا يجنيش تاني كان عهدي عهدك في الهوى يا نعيش سَوَى يا نموت سوى أحلام وطارت في الهوى تركت مريض من غير دوا ليه طول الجفا ليه ضاع الوفا ليه زاد الأسى ليه روحي تهون أحب أشوفك كل يوم يرتاح فؤادي والقلب داب من البعاد يا طول عذابي يا سيدي شوف ذُلِّي إِليك الامتثال حرام عليك ارحم ودادي رأيت خياله في المنام ما أحلاه يا وعدي والفكر تاه في دى الجمال زوّدت وجدي يا روحي راح عقلي عليك وأقول كمان وحياة عينيك تحفظ لي عهدي دار البشاير مجلسنا وليل زفافك مؤنسنا إن شا الله تفرح يا عريسنا وان شا الله دايما نفرح بك على السعادة وعلى طيرها وادخل على الدنيا بخيرها فرحه تشوف لابنك غيرها وتعيش لأهلك واصحابك الشمس طالعة في التلِّى ورده وعليها توب فُلِّى ملحه في عين اللي ما يصلِّى ولا يقولش تتهنَّى دنيا جميلة قم خدها سِتَّك وبالمعروف سيدها قوم يا عريس بوس إيدها وصلى واطلب واتمنى حرّة تصونك وتصونها وتقوم بدارك وشؤونها تشوف عيونك وعيونها دُخلة ولادك والحِنه كل اللي حب اتنصف وانا اللي وحدى شكيت حتى اللى رحت اشتكى له قال لي ليه حبيت لا شكوى نفعت ولا يا قل ب الحبيب رقيت احترت والله واحتار دليلي ياناس يارب أمرك بِالِّلى كتبه أنا رضيت ساهِى الجفون ما كفاك الهجر ياساهِي فرحان بِتلعب وعن حال الشَّجِى ساهِى الليل يِطول يا قمر وانا سهران عليك ساهِى حِسَّك تِقول مدّعى يا مجنّن العشاق القلب أهو جريج والِكبد لِسّاهِى رَضِيَ المُسلِمونَ وَالإِسلامُ فَرعَ عُثمانَ دُم فِداكَ الدَوامُ كَيفَ نَحصي عَلى عُلاكَ ثَناءُ لَكَ مِنكَ الثَناءُ وَالإِكرامُ هَل كَلامُ العِبادِ في الشَمسِ إِلّا أَنَّها الشَمسُ لَيسَ فيها كَلامُ وَمَكانُ الإِمامِ أَعلى وَلَكِن بِأَحاديثِهِ يَتيهُ الأَنامُ إيهِ عَبدَ الحَميدِ جَلَّ زَمانٌ أَنتَ فيهِ خَليفَةٌ وَإِمامُ ما رَأَت مِثلَ ذا الَّذي تَبتَني ال أَقوامُ مَجداً وَلَن يَرى الأَقوامُ دَولَةٌ شادَ رُكنَها أَلفُ عامٍ وَمِئاتٌ تُعيدُها أَعوامُ وَأَساسٌ مِن عَهدِ عُثمانَ يُبنى في ثَمانٍ وَمِثلُهُنَّ يُقامُ حِكمَةٌ حالَ كُلُّ هَذا التَجَلّي دونَها أَن تَنالَها الأَفهامُ يَسأَلُ الناسُ عِندَها الناسَ هَل في الن ناسِ ذو المُقلَةِ الَّتي لا تَنامُ أَم مِنَ الناسِ بَعدُ مَن قَولُهُ وَح يٌ كَريمٌ وَفِعلُهُ إِلهامُ صَدَقَ الخَلقُ أَنتَ هَذا وَهَذا يا عَظيماً ما جازَهُ إِعظامُ شَرَفٌ باذِخٌ وَمُلكٌ كَبيرٌ وَيَمينٌ بُسطٌ وَأَمرٌ جِسامُ عُمَرٌ أَنتَ بَيدَ أَنَّكَ ظِلٌّ لِلبَرايا وَعِصمَةٌ وَسَلامُ ما تَتَوَّجتَ بِالخِلافَةِ حَتّى تُوِّجَ البائِسونَ وَالأَيتامُ وَسَرى الخِصبُ وَالنَماءُ وَوافى ال بِشرُ وَالظِلُّ وَالجَنى وَالغَمامُ وَتَلَقّى الهِلالَ مِنكَ جَبينٌ فيهِ حُسنٌ وَبِالعُفاةِ غَرامُ فَسَلامٌ عَلَيهُمُ وَعَلَيهِ يَومَ حَيَّتهُمُ بِهِ الأَيّامُ وَبَدا المُلكُ مُلكُ عُثمانَ مِن عَل ياكَ في الذِروَةِ الَّتي لا تُرامُ يَهرَعُ العَرشُ وَالمُلوكُ إِلَيهِ وَبَنو العَصرِ وَالوُلاةُ الفِخامُ هَكَذا الدَهرُ حالَةٌ ثُمَّ ضِدٌّ ما لِحالٍ مَعَ الزَمانِ دَوامُ وَلَأَنتَ الَّذي رَعَّيتُهُ الأُس دُ وَمَسرى ظِلالِها الآجامُ أُمَّةُ التُركِ وَالعِراقُ وَأَهلو هُ وَلُبنانُ وَالرُبى وَالخِيامُ عالَمٌ لَم يَكُن لِيُنظَم لَولا أَنَّكَ السِلمُ وَسطَهُ وَالوِئامُ هَذَّبَتهُ السُيوفُ في الدَهرِ وَاليَو مَ أَتَمَّت تَهذيبَهُ الأَقلامُ أَيَقولونَ سَكرَةٌ لَن تَجَلّى وَقُعودٌ مَعَ الهَوى وَقِيامُ لَيَذوقُنَّ لِلمُهَلهِلِ صَحواً تَشرُفُ الكَأسُ عِندَهُ وَالمُدامُ وَضَعَ الشَرقُ في يَدَيكَ يَدَيهِ وَأَتَت مِن حُماتِهِ الأَقسامُ بِالوَلاءِ الَّذي تُريدُ الأَيادي وَالوَلاءِ الَّذي يُريدُ المُقامُ غَيرَ غاوٍ أَو خائِنٍ أَو حَسودٍ بَرِئَت مِن أولَئِكَ الأَحلامُ كَيفَ تُهدى لِما تُشيدُ عُيونٌ في الثَرى مِلؤُها حَصىً وَرُغامُ مُقَلٌ عانَتِ الظَلامَ طَويلاً فَعَماها في أَن يَزولَ الظَلامُ قَد تَعيشُ النُفوسُ في الضَيمِ حَتّى لَتُري الضَيمَ أَنَّها لا تُضامُ أَيُّها النافِرونَ عودوا إِلَينا وَلِجوا البابَ إِنَّهُ الإِسلامُ غَرَضٌ أَنتُمُ وَفي الدَهرِ سَهمٌ يَومَ لا تَدفَعُ السِهامَ السِهامُ نِمتُمُ ثُمَّ تَطلُبونَ المَعالي وَالمَعالي عَلى النِيامِ حَرامُ شَرُّ عَيشِ الرِجالِ ما كانَ حُلماً قَد تُسيغُ المَنِيَّةَ الأَحلامُ وَيَبيتُ الزَمانُ أَندَلُسِيّاً ثُمَّ يُضحي وَناسُهُ أَعجامُ عالِيَ البابِ هَزَّ بابُكَ مِنّا فَسَعَينا وَفي النُفوسِ مَرامُ وَتَجَلَّيتَ فَاِستَلَمنا كَما لِلنا سِ بِالرُكنِ ذي الجَلالِ اِستِلامُ نَستَميحُ الإِمامَ نَصراً لِمِصرٍ مِثلَما يَنصُرُ الحُسامَ الحُسامُ فَلِمِصرٍ وَأَنتَ بِالحُبِّ أَدرى بِكَ ياحامِيَ الحِمى اِستِعصامُ يَشهَدُ اللَهُ لِلنُفوسِ بِهَذا وَكَفانا أَن يَشهَدَ العَلّامُ وَإِلى السَيِّدِ الخَليفَةِ نَشكو جَورَ دَهرٍ أَحرارُهُ ظُلّامُ وَعَدوها لَنا وُعوداً كِباراً هَل رَأَيتَ القُرى عَلاها الجَهامُ فَمَلَلنا وَلَم يَكُ الداءُ يَحمي أَن تَمَلَّ الأَرواحُ وَالأَجسامُ يَمنَعُ القَيدُ أَن تَقومَ فَهَل تا جٌ فَبِالتاجِ لِلبِلادِ قِيامُ فَاِرفَعِ الصَوتَ إِنَّها هِيَ مِصرٌ وَاِرفَعِ الصَوتَ إِنَّها الأَهرامُ وَاِرعَ مِصراً وَلَم تَزَل خَيرَ راعٍ فَلَها بِالَّذي أَرَتكَ زِمامُ إِنَّ جُهدَ الوَفاءِ ما أَنتَ آتٍ فَليَقُم في وَقائِكَ الخُدّامُ وَليَصولوا بِمَن لَهُ الدَهرُ عَبدٌ وَلَهُ السَعدُ تابِعٌ وَغُلامُ فَاللِواءُ الَّذي تَلَقَّوا رَفيعٌ وَالأُمورُ الَّتي تَوَلَّوا عِظامُ مَن يُرِد حَقَّهُ فَلِلحَقِّ أَنصا رٌ كَثيرٌ وَفي الزَمانِ كِرامُ لا تَروقَنَّ نَومَةُ الحَقِّ لِلبا غي فَلِلحَقِّ هَبَّةٌ وَاِنتِقامُ إِنَّ لِلوَحشِ وَالعِظامُ مُناها لَمَنايا أَسبابُهُنَّ العِظامُ رافِعَ الضادِ لِلسُها هَل قَبولٌ فَيُباهي النُجومَ هَذا النِظامُ قامَتِ الضادُ في فَمي لَكَ حُبّاً فَهيَ فيهِ تَحِيَّةٌ وَاِبتِسامُ إِنَّ في يَلدِزِ الهَوى لَخِلالا أَنا صَبٌّ بِلُطفِها مُستَهامُ قَد تَجَلَّت لِخَيرِ بَدرٍ أَقَلَّت في كَمالٍ بَدَت لَهُ أَعلامُ فَاِلزَمِ التَمَّ أَيُّها البَدرُ دَوماً وَاِلزَمِ البَدرَ أَيُّهَذا التَمامُ أَريدُ سُلُوَّكُم وَالقَلبُ يَأبى وَأَعتِبُكُم وَمِلءُ النَفسِ عُتبى وَأَهجُرُكُم فَيَهجُرُني رُقادي وَيُضويني الظَلامُ أَسىً وَكَربا وَأَذكُرُكُم بِرُؤيَةِ كُلِّ حُسنٍ فَيَصبو ناظِري وَالقَلبُ أَصبى وَأَشكو مِن عَذابي في هَواكُم وَأَجزيكُم عَنِ التَعذيبِ حُبّا وَأَعلَمُ أَنَّ دَأبَكُمُ جَفائي فَما بالي جَعَلتُ الحُبَّ دَأبا وَرُبَّ مُعاتَبٍ كَالعَيشِ يُشكى وَمِلءُ النَفسِ مِنهُ هَوىً وَعُتبى أَتَجزيني عَنِ الزُلفى نِفاراً عَتَبتكَ بِالهَوى وَكَفاكَ عَتبا فَكُلُّ مَلاحَةٍ في الناسِ ذَنبٌ إِذا عُدَّ النِفارُ عَلَيكَ ذَنبا أَخَذتُ هَواكَ عَن عَيني وَقَلبي فَعَيني قَد دَعَت وَالقَلبُ لَبّى وَأَنتَ مِنَ المَحاسِنِ في مِثالٍ فَدَيتُكَ قالَباً فيهِ وَقَلبا أُحِبُّكَ حينَ تَثني الجيدَ تيهاً وَأَخشى أَن يَصيرَ التيهُ دَأبا وَقالوا في البَديلِ رِضاً وَرَوحٌ لَقَد رُمتُ البَديلَ فَرُمتُ صَعبا وَراجَعتُ الرَشادَ عَسايَ أَسلو فَما بالي مَعَ السُلوانِ أَصبى إِذا ما الكَأسُ لَم تُذهِب هُمومي فَقَد تَبَّت يَدُ الساقي وَتَبّا عَلى أَنّي أَعَفُّ مَنِ اِحتَساها وَأَكرَمُ مِن عَذارى الدَيرِ شربا وَلي نَفسٌ أُرَوّيها فَتَزكو كَزَهرِ الوَردِ نَدَّوهُ فَهَبّا لا وَالقَوامُ الَّذي وَالأَعيُنِ اللاتي ما خُنتُ رَبَّ القَنا وَالمَشرَفِيّاتِ وَلا سَلَوتُ وَلَم أَهمُم وَلا خَطَرَت بِالبالِ سَلواكِ في ماضٍ وَلا آتِ وَخاتَمُ المُلكِ لِلحاجاتِ مُطَّلَبٌ وَثَغرُكِ المُتَمَنّى كُلُّ حاجاتي فَتحِيَّةٌ دُنيا تَدومُ وَصِحَّةٌ تَبقى وَبَهجَةُ أُمَّةٍ وَحَياةُ مَولايَ إِنَّ الشَمسَ في عَليائِها أُنثى وَكُلُّ الطَيِّباتِ بَناتُ حِكايَةُ الكَلبِ مَعَ الحَمامَه تَشهَدُ لِلجِنسَينِ بِالكَرامَه يُقالُ كانَ الكَلبُ ذاتَ يَومِ بَينَ الرِياضِ غارِقاً في النَومِ فَجاءَ مِن وَرائِهِ الثُعبانُ مُنتَفِخاً كَأَنَّهُ الشَيطانُ وَهَمَّ أَن يَغدِرَ بِالأَمينِ فَرَقَّتِ الوَرقاءُ لِلمِسكينِ وَنَزَلَت توّاً تُغيثُ الكَلبا وَنَقَرَتهُ نَقرَةً فَهَبّا فَحَمَدَ اللَهَ عَلى السَلامَه وَحَفِظَ الجَميلَ لِلحَمامَه إِذ مَرَّ ما مَرَّ مِنَ الزَمانِ ثُمَّ أَتى المالِكُ لِلبُستانِ فَسَبَقَ الكَلبُ لِتِلكَ الشَجَرَه لِيُنذِرَ الطَيرَ كَما قَد أَنذَرَه وَاِتَّخَذَ النَبحَ لَهُ عَلامَه فَفَهِمَت حَديثَهُ الحَمامَه وَأَقلَعَت في الحالِ لِلخَلاصِ فَسَلِمَت مِن طائِرِ الرَصاصِ هَذا هُوَ المَعروفُ يَا أَهلَ الفِطَن الناسُ بِالناسِ وَمَن يُعِن يُعَن بين السيوف والخناجر على الجبال تلقى الجراكسة عشاير هم الرجال يحمو النساء الحراير مع الجمال ومن عجب حكم جاير فيهم محال وليس ناهٍ وآمر غير القتال ألا شمس يا حسنا ءُ غنينا بموّال يلهّينا إلى أن يأ تي السيد بالمال هو ذا مذهبي وهذا شعاري وهو للناس من زمان شعار لم أحاسَب وكان في البيت قط كيف أرضى وليس في البيت فار أشرق عباس على شعبه كأنه المأمون في ركبه زار رعاياه فأغناهم عن زورة الغيث وعن خصبه واستبشر القطر فأهلوه في أمنٍ مِن العام ومِن جدبه مرّبهم والأرض في جنة ربيعها يختال من عجبه فزادها طيبا على طيبها وزادهم يسرا فأهلا به ماجت دمنهو بسكانها وهزها الشوق إلى قربه فأقبلت تسعى إلى حضرة ما إن لها في البر من مشبه ترجو قبولا علها ترتوى من مورد تهفو إلى عذبه يا لابس التاجين عش سالما ترعاك عين الله من حجبه مشيئة الله كانت وجاء خير البنينا مباركا لأبيه وآله أجمعينا الله يلقى عليه محبة العالمينا ويجعل الخير فيه عمرا ودنيا ودينا ويا ابن عثمان بشرى بالبكر في الصالحينا إنا ولدنا وكنا من قبلكم واجِدِينا إن الأبوّة عبء ينوء بالحاملينا من العناية طورا الى الرعاية حينا وسوف نسأل عنها في العيش أو عابرينا ربّوه بالله فيما يشرف المسلمينا وخرّجوه عليما وأنشئوه مبينا وقوّموه كريما على الزمان معينا لا يلفظ اللفظ طيشا ولا يذيل اليمينا ولا يخون صديقا ولا يمين قرينا ولا يصغِّر جنسا ولا يحقِّر دينا ويصحب الناس راض ين عنه أو جاهلينا لعلم فيهم مفيدا لعل منهم ثمينا وأن يكون وفيا وأن يكون أمينا وأن يكون بأوطا نه حِفيًّا ضنينا فإن أتى كل هذا حذا مثالك فينا يا ما أنت وحشنيى وروحي فيك يا مئانس قلبي لمين أشكيك أشكيك للِّى قادر يهديك ويبلغ الصابر أمله أنا حالى في بعدك لم يرضيك كان عقلك فين لما حبيت ولغير منصف ودّك ودّيت تنوى الهجران ولقاك حنيت يا قلب أنت معمول لك إيه هو سحرى جرى وإلا انجنّيت كيد العوازل كايدني بس إسمع شوف دا انت مالكني من قلبي والاّ بالمعروف حبك كواني تعالى شوف سَتر العذول دايما مكشوف وأنا بالصبر أبلغ أملي يا ما نسمع بكره وبعده نشوف