text
stringlengths
3
39.1k
resource_name
stringclasses
8 values
verses_keys
stringlengths
3
77
أي توسطن ذلك المكان كلهن جمع.
ابن كثير
100:5
فتوسَّطن بركبانهن جموع الأعداء.
المیسر
100:5
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) الوجه يجوز أن يكون المراد بقوله : { جمعاً } اسم المزدلفة حيث المشعر الحرام .ومناسبة القسم بهذه الموصوفات دون غيرها إن أريد رواحل الحجيج وهو الوجه الذي فسر به علي بن أبي طالب هو أن يصدّق المشركون بوقوع المقسم عليه لأن القسم بشعائر الحج لا يكون إلا باراً حيث هم لا يصدقون بأن القرآن كلام الله ويزعمونه قول النبي صلى الله عليه وسلموإن أريد ب { العاديات } وما عطف عليها خيل الغزاة ، فالقسم بها لأجل التهويل والترويع لإِشعار المشركين بأنَّ غارة تترقبهم وهي غزوة بدر ، مع تسكين نفس النبي صلى الله عليه وسلم من التردد في مصير السرية التي بعث بها مع المُنذر بن عَمْرو إذا صحّ خبرها فيكون القسم بخصوص هذه الخيل إدماجاً للاطمئنان .وجملة : { إن الإنسان لربه لكنود } جواب القسم .والكَنود : وصف من أمثلة المبالغة من كَند ولغات العرب مختلفة في معناه فهو في لغة مضر وربيعةَ : الكفور بالنعمة ، وبلغة كنانة : البخيل ، وفي لغة كِندة وحضرموت : العاصي . والمعنى : لشديد الكفران لله .والتعريف في { الإنسان } تعريف الجنس وهو يفيد الاستغراق غالباً ، أي أن في طبع الإنسان الكُنود لربه ، أي كفرانَ نعمته ، وهذا عارض يعرض لكل إنسان على تفاوتتٍ فيه ولا يسلم منه إلا الأنبياء وكُمَّل أهل الصلاح لأنه عارض ينشأ عن إيثار المرء نفسه وهو أمر في الجبلة لا تدفعه إلا المراقبة النفسية وتذكّرُ حق غيره .وبذلك قد يذهل أو ينسَى حق الله ، والإِنسان يحس بذلك من نفسه في خطراته ، ويتوانى أو يغفل عن مقاومته لأنه يشتغل بإرضاء داعية نفسه والأنفس متفاوتة في تمكن هذا الخُلق منها ، والعزائم متفاوتة في استطاعة مغالبته .وهذا ما أشار إليه قوله تعالى : { وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد } فلذلك كان الاستغراق عرفياً أو عامّاً مخصوصاً ، فالإِنسان لا يخلو من أحوال مآلها إلى كفران النعمة ، بالقول والقصد ، أو بالفعل والغفلة ، فالإِشراك كنود ، والعِصيان كنود ، وقِلة ملاحظة صَرف النعمة فيما أعطيت لأجله كنود ، وهو متفاوت ، فهذا خلق متأصل في الإِنسان فلذلك أيقظ الله له الناس ليَريضوا أنفسهم على أمانة هذا الخلق من نفوسهم كما في قوله تعالى : { إن الإنسان خلق هلوعاً } [ المعارج : 19 ] وقوله : { خلق الإنسان من عجل } [ الأنبياء : 37 ] وقوله : { إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى } [ العلق : 6 ، 7 ] وقد تقدمت قريباً .وعن ابن عباس : تخصيص الإنسان هنا بالكافر فهو من العموم العرفي .وروي عن أبي أمامة الباهلي بسند ضعيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « الكنود هو الذي يأكل وحْدَه ويمنع رفده ويضْرب عبده » وهو تفسير لأدنى معاني الكنود فإن أكله وحده ، أي عدم إطعامه أحداً معه ، أو عدم إطعامه المحاويج إغضاء عن بعض مراتب شكر النعمة ، وكذلك منعه الرفد ، ومثله : ضربه عبده فإن فيه نسياناً لشكر الله الذي جعل العبد ملكاً له ولم يجعله ملكاً للعبد فيدل على أن ما هو أشد من ذلك أولى بوصف الكَنود .
Arabic Tanweer Tafseer
100:5
وقوله : ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) أى : فتوسطن فى ذلك الوقت جمعو الأعداء ، ففرقنها ، ومزقنها ، تقول : وسَطْتُ القومَ أسِطُهم وَسْطاً ، إذا صرت فى وسطهم .والمراد بالعاديات ، والموريات ، والمغيرات : خيل المجاهدين فى سبيل الله ، والكلام على حذف الموصوف . والمعنى : وحق الخيل التى يعتلى صهواتها المجاهدون من أجل إعلاء كلمة الله - تعالى - . والتى تجرى بهم فى ساحات القتال ، فيسمع صوت أنفاسها ، والتى تظهر شرر النار من أثر ضك حوافرها بالحجارة وما يشبهها والتى تغير على العدو فى وقت الصباح ، فتثير الغبار ، وتمزق جمعو الأعداء .وحق هذه الخيل الموصوفة بتلك الصفات . . ( إِنَّ الإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) .وقد أقسم - سبحانه - بالخيل المستعملة للجهاد فى سبيله ، للتنبيه على فضلها ، وفضل ربطها ، ولما فيها من المنافع الدينية والدنيوية ، ولما يترتب على استعمالها فى تلك الأغراض من أجر وغنيمة ، ومن ترويع لجموع المشركين ، وتمزيق لصفوفهم .وأسند - سبحانه - الإِغارة إليها - مع أنها فى الحقيقة لراكبيها - ، لأن الخيول هى عدة الإِغارة ، وهى على رأس الوسائل لبلوغ النصر على الأعداء .وقيل : المراد بالعاديات : الإِبل ، إلا أن الأوصاف فى الآيات الكريمة من الضج والإِغارة . . تؤيد أن المراد بها الخيل .قال صاحب الكشاف : أقسم - سبحانه - بخيل الغزاة تعدو فتضبح . والضبح : صوت أنفاسها إذا عدون .فإن قلت : علام عطف " فأثرن "؟ قلت : على الفعل الذى وضع اسم الفاعل موضعه ، وهو قوله ( فالمغيرات صُبْحاً ) وذلك لصحة عطف الفعل على الاسم الذى يشبه الفعل كاسم الفاعل - لأن المعنى : واللائى عدون ، فأورين ، فأغرن .فأثرن الغبار .والتعبير بالفاء فى قوله - تعالى - : ( فَأَثَرْنَ ) ( فَوَسَطْنَ ) . وبالفعل الماضى ، للإِشارة إلى أن إثارة الغبار ، وتمزيق صفوف الأعداء ، قد تحقق بسرعة ، وأن الظفر بالمطلوب قد تم على أحسن الوجوه .
Arabic Waseet Tafseer
100:5
وقوله: ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا )يقول تعالى ذكره: فوسطن بركبانهن جمع القوم, يقال: وسطت القوم بالتخفيف, ووسطته بالتشديد, وتوسطته: بمعنى واحد.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا أبو رجاء, قال: سئل عكرِمة, عن قوله: ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) قال: جمع الكفار.حدثنا هناد بن السري, قال: ثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن عكرِمة ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) قال جمع القوم.حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) قال: هو جمع القوم.حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن واصل, عن عطاء ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) قال: جمع العدو.حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) قال: جمع هؤلاء وهؤلاء.حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) فوسطن جمع القوم.حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) فوسطن بالقوم جمع العدو.حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) قال: وسطن جمع القوم.حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) الجمع: الكتيبة.وقال آخرون: بل عني بذلك ( فَوَسَطْنَ بِهِ ) مزدلفة.ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد, قال: ثنا جرير, عن مغيرة, عن إبراهيم, عن عبد الله ( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) يعني: مزدلفة.
الطبري
100:5
قوله تعالى : فوسطن به جمعاجمعا مفعول ب وسطن ; أي فوسطن بركبانهن العدو ; أي الجمع الذي أغاروا عليهم . وقال ابن مسعود : فوسطن به جمعا : يعني مزدلفة ; وسميت جمعا لاجتماع الناس . ويقال : وسطت القوم أسطهم وسطا وسطة ; أي صرت وسطهم . وقرأ علي - رضي الله عنه - فوسطن بالتشديد ، وهي قراءة قتادة وابن مسعود وأبي رجاء ; لغتان بمعنى ، يقال : وسطت القوم ( بالتشديد والتخفيف ) وتوسطهم : بمعنى واحد . وقيل : معنى التشديد : جعلها الجمع قسمين . والتخفيف : صرن في وسط الجمع ; وهما يرجعان إلى معنى الجمع .
Arabic Qurtubi Tafseer
100:5
{ فَوَسَطْنَ بِهِ } أي: براكبهن { جَمْعًا } أي: توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم.
Arabic Saddi Tafseer
100:5
( فوسطن به جمعا ) أي دخلن به وسط جمع العدو ، وهم الكتيبة يقال : وسطت ، القوم بالتخفيف ، ووسطتهم ، بالتشديد ، وتوسطهم بالتشديد ، كلها بمعنى واحد . قال القرظي : [ هي الإبل توسط بالقوم ] يعني جمع منى ، [ هذا موضع القسم ] ، أقسم الله بهذه الأشياء .
Arabic Baghawy Tafseer
100:5
هذا هو المقسم عليه بمعنى أنه بنعم ربه لكفور جحود قال ابن عباس ومجاهد لإبراهيم النخعي وأبو الجوزاء وأبو العالية وأبو الضحى وسعيد بن جبير ومحمد بن قيس والضحاك والحسن وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد: الكنود الكفور قال الحسن: الكنود هو الذي يعد المصائب وبني نعم الله عليه. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو كريب حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن الانسان لربه لكنود" قال: الكنود الذي يأكل وحده ويضرب عبده ويمنع رفده" رواه ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن الزبير وهو متروك فهذا إسناد ضعيف. وقد رواه ابن جرير أيضا من حديث جرير ابن عثمان عن حمزة بن هانئ عن أبي أمامة موفوقا.
ابن كثير
100:6
إن الإنسان لِنعم ربه لَجحود، وإنه بجحوده ذلك لمقر. وإنه لحب المال لشديد.
المیسر
100:6
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وقيل التعريف في { الإنسان } للعهد ، وأن المراد به الوليد بن المغيرة ، وقيل : قرطة بن عبد عمرِو بن نوفل القرشي .واللام في { لربه } لام التقوية لأن ( كَنود ) وصف ليس أصيلاً في العمل ، وإنما يتعلق بالمعمولات لمشابهته الفعل في الاشتقاق فيكثر أن يقترن مفعوله بلام التقوية ، ومع تأخيره عن معموله .وتقديم { لربه } لإِفادة الاهتمام بمتعلق هذا الكنود لتشنيع هذا الكنود بأنه كنود للرب الذي هو أحق الموجودات بالشكر وأعظم ذلك شرك المشركين ، ولذلك أكد الكلام بلام الابتداء الداخلة على خبر ( إنَّ ) للتعجيب من هذا الخبر .وتقديم { لربه } على عامله المقترن بلام الابتداء وهي من ذوات الصدر لأنهم يتوسعون في المجرورات والظروف ، وابنُ هشام يرى أن لام الابتداء الواقعة في خبر ( إنَّ ) ليست بذات صدارة .
Arabic Tanweer Tafseer
100:6
وقوله - سبحانه - : ( إِنَّ الإنسان لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) جواب القسم . والكنود : الجحود ، يقال : فلان كند النعمة - من باب دخل - ، إذا جحدها ولم يشكر الله عليها . وكند الحبل : أى قطعة ، وأصل الكنود : الأرض التى لا تنبت شيئا ، فشبه بها الإِنسان الذى يمنع الحق والخير ، ويجحد ما عليه من حقوق وواجبات .أى : إن فى طبع الإِنسان - إلا من عصمه الله - تعالى - الكنود لربه والكفران لنعمته ، والنسيان لمننه وإحسانه ، والغفلة عن المواظبة على شكره - تعالى - ، والتضرع إليه - سبحانه - عند الشدائد والضراء . . والتشاغل عن ذلك عند العافية والرخاء .فالمراد بالإِنسان هنا : جنسه ، إذ أن هذه الصفة غالبة على طبع الإِنسان بنسب متفاوتة ، ولا يسلم منها إلا من عصمه الله - تعالى - .وقيل : المراد بالإِنسان هنا : الكافر ، وأن المقصود به ، الوليد بن المغيرة .والأولى أن يكون المراد به الجنس ، ويدخل فيه الكافر دخولا أوليا .
Arabic Waseet Tafseer
100:6
وقوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ )يقول: إن الإنسان لكفور لنعم ربه. والأرض الكنود: التي لا تنبت شيئا, قال الأعشى:أحْـدِثْ لَهَـا تُحْـدِثْ لِـوَصْلِكَ إنَّهـاكُنُــدٌ لــوَصْلِ الزَّائِــرِ المُعْتـادِ (1)وقيل: إنما سميت كندة: لقطعها أباها.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك:حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري, قال: ثنا محمد بن كثير, قال: ثنا مسلم, عن مجاهد, عن ابن عباس, قوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لربه لكفور.حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثله.حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثله.حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن مهدي بن ميمون, عن شعيب بن الحبحاب, عن الحسن البصري: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: هو الكفور الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه.حدثنا وكيع, عن أبي جعفر, عن الربيع, قال: الكنود: الكفور.حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, قال: قال الحسن: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) يقول: لوام لربه يعد المصائبحدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن الحسن ( لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة, مثله.حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي, قال: ثنا خالد بن الحارث, قال: ثنا شعبة, عن سماك أنه قال: إنما سميت كندة: أنها قطعت أباها( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا عبيد الله, عن إسرائيل, عن جعفر بن الزبير, عن القاسم, عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: " لَكَفُورٌ, الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ, وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ " .حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: الكنود: الكفور, وقرأ: ( إِنَّ الإنْسَانَ لَكَفُورٌ ) .حدثنا الحسن بن علي بن عياش, قال: ثنا أبو المغيرة عبد القدوس, قال: ثنا حريز بن عثمان, قال: ثني حمزة بن هانيء, عن أبي أمامة أنه كان يقول: الكنود: الذي ينـزل وحده, ويضرب عبده, ويمنع رفده.حدثني محمد بن إسماعيل الصوارى, قال: ثنا محمد بن سوار, قال: أخبرنا أبو اليقظان, عن سفيان عن هشام, عن الحسن, في قوله ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لوام لربه, يعد المصائب, وينسى النعم.------------------------الهوامش:(1) البيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 189 ) قال : { إن الإنسان لربه لكنود } : لكفور . وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا . قال الأعشى : " أحدث لها ... " البيت . وفي ( اللسان : كند ) كند يكند كنودا : كفر النعمة . ورجل كناد ( كشداد ) وكنود . وقوله تعالى : { إن الإنسان لربه لكنود } قيل : هو الجحود ، وهو أحسن . وقيل : هو الذي يأكل وحده ، ويمنع رفده ، ويضرب عبده . قال ابن سيده في التعليق على هذا الأخير : ولا أعرف له في اللغة أصلا ، ولا يسوغ أيضا من قوله : { لربه } . وقيل : لكنود : لكفور بالنعمة . وقال الحسن : لوام لربه : يعد المصيبات ، وينسى النعم . وقال الزجاج : لكفور . يعني بذلك : الكافر . ا هـ .
الطبري
100:6
قوله تعالى : إن الإنسان لربه لكنودهذا جواب القسم ; أي طبع الإنسان على كفران النعمة . قال ابن عباس : لكنود لكفور جحود لنعم الله . وكذلك قال الحسن . وقال : يذكر المصائب وينسى النعم . أخذه الشاعر فنظمه :يا أيها الظالم في فعله والظلم مردود على من ظلم إلى متى أنت وحتى متىتشكو المصيبات وتنسى النعم !وروى أبو أمامة الباهلي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الكنود ، هو الذي يأكل وحده ، ويمنع رفده ، ويضرب عبده " . وروى ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ألا أنبئكم بشراركم " ؟ قالوا بلى يا رسول الله . قال : " من نزل وحده ، ومنع رفده ، وجلد عبده " . خرجهما الترمذي الحكيم في نوادر الأصول . وقد روي عن ابن عباس أيضا أنه قال : الكنود بلسان كندة [ ص: 143 ] وحضرموت : العاصي ، وبلسان ربيعة ومضر : الكفور . وبلسان كنانة : البخيل السيئ الملكة ; وقاله مقاتل : وقال الشاعر :كنود لنعماء الرجال ومن يكن كنودا لنعماء الرجال يبعدأي كفور . ثم قيل : هو الذي يكفر باليسير ، ولا يشكر الكثير . وقيل : الجاحد للحق . وقيل : إنما سميت كندة كندة ; لأنها جحدت أباها . وقال إبراهيم بن هرمة الشاعر :دع البخلاء إن شمخوا وصدوا وذكرى بخل غانية كنودوقيل : الكنود : من كند إذا قطع ; كأنه يقطع ما ينبغي أن يواصله من الشكر . ويقال : كند الحبل : إذا قطعه . قال الأعشى :أميطي تميطي بصلب الفؤاد وصول حبال وكنادهافهذا يدل على القطع . ويقال : كند يكند كنودا : أي كفر النعمة وجحدها ، فهو كنود . وامرأة كنود أيضا ، وكنود مثله . قال الأعشى :أحدث لها تحدث لوصلك إنها كند لوصل الزائر المعتادأي كفور للمواصلة . وقال ابن عباس : الإنسان هنا الكافر ; يقول إنه لكفور ; ومنه الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا . وقال الضحاك : نزلت في الوليد بن المغيرة . قال المبرد : الكنود : المانع لما عليه . وأنشد لكثير :أحدث لها تحدث لوصلك إنها كند لوصل الزائر المعتادوقال أبو بكر الواسطي : الكنود : الذي ينفق نعم الله في معاصي الله . وقال أبو بكر الوراق : الكنود : الذي يرى النعمة من نفسه وأعوانه . وقال الترمذي : الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم . وقال ذو النون المصري : الهلوع والكنود : هو الذي إذا مسه الشر جزوع ، وإذا مسه الخير منوع . وقيل : هو الحقود الحسود . وقيل : هو الجهول لقدره . وفي الحكمة : من جهل قدره : هتك ستره .قلت : هذه الأقوال كلها ترجع إلى معنى الكفران والجحود . وقد فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - معنى الكنود بخصال مذمومة ، وأحوال غير محمودة ; فإن صح فهو أعلى ما يقال ، ولا يبقى لأحد معه مقال .
Arabic Qurtubi Tafseer
100:6
والمقسم عليه، قوله: { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } أي: لمنوع للخير الذي عليه لربه . فطبيعة [الإنسان] وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق.
Arabic Saddi Tafseer
100:6
( إن الإنسان لربه لكنود ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة : " لكنود " : لكفور جحود لنعم الله تعالى . قال الكلبي : هو بلسان مضر وربيعة الكفور ، وبلسان كندة وحضرموت العاصي .وقال الحسن : هو الذي يعد المصائب وينسى النعم . وقال عطاء : هو الذي لا يعطي في النائبة مع قومه .وقال أبو عبيدة : هو قليل الخير ، والأرض الكنود : التي لا تنبت شيئا .وقال الفضيل بن عياض : " الكنود " الذي أنسته الخصلة ، الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان ، و " الشكور " : الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة .
Arabic Baghawy Tafseer
100:6
قال قتادة وسفيان الثوري وإن الله على ذلك لشهيد ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان قاله محمد بن كعب القرظي فيكون تقديره وإن الإنسان على كونه كنودا لشهيد أي بلسان حاله أي ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله كما قال تعالى " ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر".
ابن كثير
100:7
إن الإنسان لِنعم ربه لَجحود، وإنه بجحوده ذلك لمقر. وإنه لحب المال لشديد.
المیسر
100:7
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وضمير { وإنه على ذلك لشهيد } عائد إلى الإنسان على حسب الظاهر الذي يقتضيه انتساق الضمائر واتحاد المتحدث عنه وهو قول الجمهور .والشهيد : يطلق على الشاهد وهو الخبر بما يُصدَّق دعوى مدع ، ويطلق على الحاضر ومنه جاء إطلاقه على العالم الذي لا يفوته المعلوم ، ويطلق على المقر لأنه شهد على نفسه .والشهيد هنا : إما بمعنى المقر كما في «أشْهد أن لا إله إلا الله» .والمعنى : أن الإنسان مقر بكنوده لربه من حيث لا يقصد الإِقرار ، وذلك في فلتات الأقواللِ مثل قول المشركين في أصنامهم : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى اللَّه زلفى } [ الزمر : 3 ] . فهذا قول يلزمه اعترافهم بأنهم عبدوا ما لا يستحق أن يُعبد وأشركوا في العبادة مع المستحق للانفراد بها ، أليس هذا كنوداً لربهم ، قال تعالى : { وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } [ الأنعام : 130 ] ، وفي فلتات الأفعال كما يعرض للمسلم في المعاصي .والمقصود من هذه الجملة تفظيع كنود الإنسان بأنه معلوم لصاحبه بأدنى تأمل في أقواله وأفعاله . وعلى هذا فحرف { على } متعلق ب«شهيد» واسم الإِشارة مُشار به إلى الكُنود المأخوذ من صفة «كَنود» .ويجوز أن يكون «شهيد» بمعنى ( عليم ) كقول الحارث بن حِلَّزة في عمرو بن هند: ... وهو الربُّ والشهيدُ على يَوْم الخيَارَيْننِ والبَلاء بَلاء ... ومتعلق «شهيد» محذوفاً دلّ عليه المقام ، أي عليم بأن الله ربه ، أي بدلائل الربوبية ، ويكون قوله : { على ذلك } بمعنى : مع ذلك ، أي مع ذلك الكُنود هو عليم بأنه ربه مستحق للشكر والطاعة لا للكنود ، فحرف { على } بمعنى ( مع ) كقوله : { وآتى المال على حبه } [ البقرة : 177 ] و { يطعمون الطعام على حبه } [ الإنسان : 8 ] وقول الحارث بن حلزة: ... فبقِينَا على الشَّناءَةِ تنْمِنَا حصون وعِرة قعساء ... والجار والمجرور في موضع الحال وذلك زيادة في التعجيب من كنود الإِنسان .وقال ابن عباس والحسن وسفيان : ضمير { وإنَّه } عائد إلى «ربه» ، أي وأن الله على ذلك لشهيد ، والمقصود أن الله يعلم ذلك في نفس الإِنسان ، وهذا تعريض بالتحذير من الحساب عليه . وهذا يسوغه أن الضمير عائد إلى أقرب مذكور ونقل عن مجاهد وقتادة كلا الوجهين فلعلهما رأيا جواز المحملين وهو أولى .وتقديم { على ذلك } على «شهيد» للاهتمام والتعجيب ومراعاة الفاصلة .والشديد : البخيل . قال أبو ذؤيب راثياً: ... حَذَرْنَاه بأثواب في قَعر هوةشَديدٍ على ما ضُمَّ في اللحد جُولُها ... والجول بالفتح والضَّم : التراب ، كما يقال للبخيل المتشدد أيضاً قال طرفة: ... عقيلة مال الفاحش المتشددواللام في { لحب الخير } لام التعليل ، والخير : المال قال تعالى : { إن ترك خيراً } [ البقرة : 18 ] .والمعنى : إن في خُلق الإِنسان الشُّحّ لأجل حبه المال ، أي الازدياد منه قال تعالى : { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } [ الحشر : 9 ] .
Arabic Tanweer Tafseer
100:7
وقوله - تعالى - : ( وَإِنَّهُ على ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) أى : وإن الإِنسان على كنوده وجحوده لنعم ربه " لشهيد " أى : لشاهد على نفسه بذلك ، لظهور أثر هذه الصفة عليه ظهروا واضحا ، إذ هو عند لجاجه فى الطغيان يجحد الجلى من النعم ، ويعبد من دون خالقه أصناما ، مع أنه إذا سئل عن خالقه اعترف وأقر بأن خالقه هو الله - تعالى - ، كما قال - سبحانه - : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله ) قال الإِمام الشيخ محمد عبده : قوله : ( وَإِنَّهُ على ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) أى : وإن الإِنسان لشهيد على كنوده ، وكفره لنعمة ربه ، لأنه يفخلر بالقسوة على من دونه ، وبقوة الحيلة على من فوقه ، وبكثرة ما فى يده من المال مع الحذق فى تحصيله ، وقلما يفتخر بالمرحمة ، وبكثرة البذل - اللهم إلا أن يريد غشا للسامع - وفى ذلك كله شهادة على نفسه بالكنود ، لأن ما يفتخر به ليس من حق شكر النعمة ، بل من آيات كفرها .ومنهم من يرى أن الضمير فى قوله - تعالى - هنا ( وأنه ) يعود على الخالق - سبحانه - أى : وإن الله - تعالى - لعليهم ولشهيد على ما يسلكه هذا الإِنسان من جحود ، فيكون المقصود من الآية الكريمة ، التهديد والوعيد .قالوا : والأول أولى ، لأنه هو الذى يتسق مع سياق الآيات ، ومع اتحاد الضمائر فيها .
Arabic Waseet Tafseer
100:7
وقوله: ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ )يقول تعالى ذكره: إن الله على كنوده ربه لشهيد: يعني لشاهد.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) قال: يقول: إن الله على ذلك لشهيد.حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) في بعض القراءات " إن الله على ذلك لشهيد ".حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) يقول: وإن الله عليه شهيد.
الطبري
100:7
قوله تعالى : وإنه على ذلك لشهيد[ ص: 144 ] أي وإن الله - عز وجل - ثناؤه على ذلك من ابن آدم لشهيد . كذا روى منصور عن مجاهد ; وهو قول أكثر المفسرين ، وهو قول ابن عباس . وقال الحسن وقتادة ومحمد بن كعب : وإنه أي وإن الإنسان لشاهد على نفسه بما يصنع ; وروي عن مجاهد أيضا .
Arabic Qurtubi Tafseer
100:7
{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أي: إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح. ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي: إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد.
Arabic Saddi Tafseer
100:7
( وإنه على ذلك لشهيد ) قال [ أكثر المفسرين ] : وإن الله على كونه كنودا لشاهد . وقال ابن كيسان : الهاء راجعة إلى الإنسان أي : إنه شاهد على نفسه بما يصنع .
Arabic Baghawy Tafseer
100:7
أي وإنه لحب الخير وهو المال لشديد وفيه مذهبا "أحدهما" أن المعنى وإنه لشديد المحبة للمال "والثاني" وإنه لحريص بخبل من محبة المال وكلاهما صحيح. ثم قال تبارك وتعالى مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة ومنبها على ما هو كائن بعد هذه الحال وما يستقبله الإنسان من الأهوال.
ابن كثير
100:8
إن الإنسان لِنعم ربه لَجحود، وإنه بجحوده ذلك لمقر. وإنه لحب المال لشديد.
المیسر
100:8
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)وتقديم { لحب الخير } على متعلَّقه للاهتمام بغرابة هذا المتعلق ولمراعاة الفاصلة ، وتقديمه على عامله المقترن بلام الابتداء ، وهي من ذوات الصدر لأنه مجرور كما علمت في قوله : { لربه لكنود } .وحب المال يبعث على منع المعروف ، وكان العرب يعيِّرون بالبخل وهم مع ذلك يبْخَلون في الجاهلية بمواساة الفقراء والضعفاء ويأكلون أموال اليتامى ولكنهم يسرفون في الإِنفاق في مظان السمعة ومجالس الشرب وفي الميسر قال تعالى : { ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلاً لما وتحبون المال حباً جماً } [ الفجر : 18 20 ] .
Arabic Tanweer Tafseer
100:8
وقوله - تعالى - : ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخير لَشَدِيدٌ ) أى : وإن هذا الإِنسان لشديد الحب لجمع المال ، ولكسبه من مختلف الوجوه بدون تفرقة - فى كثير من الأحيان - بين الحلال والحرام ، ولكنزه والتكثر منه ، وبالبخل به على من يستحقه .وصدق الله إذ يقول : ( قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنفاق وَكَانَ الإنسان قَتُوراً ) .
Arabic Waseet Tafseer
100:8
وقوله: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ )يقول تعالى ذكره: وإن الإنسان لحب المال لشديد.واختلف أهل العربية في وجه وصفه بالشدة لحب المال, فقال بعض البصريين: معنى ذلك: وإنه من أجل حب الخير لشديد: أي لبخيل; قال: يقال للبخيل: شديد ومتشدد. واستشهدوا لقوله ذلك ببيت طرفة بن العبد البكري:أرَى المَـوْتَ يَعْتـامُ النُّفُوسَ ويَصْطَفِيعَقِيلَــةَ مــالِ البــاخِلِ المُتَشَـددِ (2)وقال آخرون: معناه: وإنه لحب الخير لقوي.وقال بعض نحويي الكوفة: كان موضع ( لِحُبِّ ) أن يكون بعد شديد, وأن يضاف شديد إليه, فيكون الكلام: وإنه لشديد حب الخير; فلما تقدم الحب في الكلام, قيل: شديد, وحذف من آخره, لما جرى ذكره في أوله ولرءوس الآيات, قال: ومثله في سورة إبراهيم: كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ والعصوف لا يكون لليوم, إنما يكون للريح; فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره, كأنه قال: في يوم عاصف الريح, والله أعلم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك:حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) قال: الخير: الدنيا; وقرأ: إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ قال: فقلت له: إِنْ تَرَكَ خَيْرًا : المال؟ قال: نعم, وأي شيء هو إلا المال؟ قال: وعسى أن يكون حراما, ولكن الناس يعدونه خيرا, فسماه الله خيرا, لأن الناس يسمونه خيرا في الدنيا, وعسى أن يكون خبيثا, وسمي القتال في سبيل الله سوءا, وقرأ قول الله: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ قال: لم يمسسهم قتال; قال: وليس هو عند الله بسوء, ولكن يسمونه سوءا.وتأويل الكلام: إن الإنسان لربه لكنود, وإنه لحب الخير لشديد, وإن الله على ذلك من أمره لشاهد. ولكن قوله: ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) قدم, ومعناه التأخير, فجعل معترضا بين قوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) , وبين قوله: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ )وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة (إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ) قال: هذا في مقاديم الكلام, قال: يقول: إن الله لشهيد أن الإنسان لحب الخير لشديد.------------------------الهوامش:(2) البيت لطرفة بن العبد ( مختار الشعر الجاهلي 318 ) في معلقته . وفيه : " يعتام الكرام " . قال شارحه : يعتام : يختار . والعقيلة : الخيار من كل شيء . والفاحش : البخيل الحريص . يقول : أرى الموت يختار كرام الناس ، وصفوة مال البخلاء ، أي : يأخذ النفيس الذي يضن به ، كما يأخذ الحقير ، فلا يترك شيئا . ا هـ . وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 189 ) { وإنه لحب الخير لشديد } : وإنه من أجل حب الخير لشديد : لبخيل ، يقال للبخيل : شديد ومتشدد ؛ قال طرفة : " أرى الموت يعتام النفوس ... " البيت .
الطبري
100:8
قوله تعالى : وإنه لحب الخير لشديدقوله تعالى : وإنه أي الإنسان من غير خلاف .لحب الخير أي المال ; ومنه قوله تعالى : إن ترك خيرا . وقال عدي :ماذا ترجي النفوس من طلب ال خير ، وحب الحياة كاربهالشديد أي لقوي في حبه للمال . وقيل : لشديد لبخيل . ويقال للبخيل : شديد ومتشدد . قال طرفة :أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدديقال : اعتامه واعتماه ; أي اختاره . والفاحش : البخيل أيضا . ومنه قوله تعالى : ويأمركم بالفحشاء أي البخل . قال ابن زيد : سمى الله المال خيرا ; وعسى أن يكون شرا وحراما ; ولكن الناس يعدونه خيرا ، فسماه الله خيرا لذلك . وسمى الجهاد سوءا ، فقال : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء على ما يسميه الناس . قال الفراء : نظم الآية أن يقال : وإنه لشديد الحب للخير ; فلما تقدم الحب قال : شديد ، وحذف من آخره ذكر الحب ; لأنه قد جرى ذكره ، ولرءوس الآي ; كقوله تعالى : في يوم عاصف والعصوف : للريح لا الأيام ، فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم ، طرح من آخره ذكر الريح ; كأنه قال : في يوم عاصف الريح .
Arabic Qurtubi Tafseer
100:8
{ وَإِنَّهُ } أي: الإنسان { لِحُبِّ الْخَيْرِ } أي: المال { لَشَدِيدُ } أي: كثير الحب للمال. وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على حق ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد:
Arabic Saddi Tafseer
100:8
( وإنه ) يعني الإنسان ، ( لحب الخير ) أي لحب المال ، ( لشديد ) أي : لبخيل ، أي إنه من أجل حب المال لبخيل . يقال للبخيل : شديد ومتشدد .وقيل : معناه وإنه لحب الخير لقوي ، أي شديد الحب للخير أي المال .
Arabic Baghawy Tafseer
100:8
أي أخرج ما فيها من الأموات.
ابن كثير
100:9
أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله الأموات من القبور للحساب والجزاء؟
المیسر
100:9
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) فُرع على الإِخبار بكنود الإِنسان وشحه استفهام إنكاري عن عدم علم الإِنسان بوقت بعثرة ما في القبور وتحصيل ما في الصدور فإنه أمر عجيب كيف يغفل عنه الإِنسان . وهمزة الاستفهام قدمت على فاء التفريع لأن الاستفهام صدر الكلام .وانتصب { إذا } على الظرفية لمفعول { يعلم } المحذوف اقتصاراً ، لِيَذْهَبَ السامع في تقديره كلَّ مذهب ممكن قصداً للتهويل .والمعنى : ألا يعلم العذابَ جزاءً له على ما في كنوده وبخله من جناية متفاوتة المقدار إلى حد إيجاب الخلود في النار .وحُذف مفعولا { يعلم } ولا دليل في اللفظ على تعيين تقديرهما فيوكل إلى السامع تقدير ما يقتضيه المقام من الوعيد والتهويل ويسمى هذا الحذف عند النحاة الحذف الاقتصاري ، وحذف كلا المفعولين اقتصاراً جائز عند جمهور النحاة وهو التحقيق وإن كان سيبويه يمنعه .و { بُعثِر } : معناه قُلب من سفل إلى علوّ ، والمراد به إحياء ما في القبور من الأموات الكاملة الأجساد أو أجزائها ، وتقدم بيانه عند قوله تعالى : { وإذا القبور بعثرت } في سورة الانفطار ( 4 ) .
Arabic Tanweer Tafseer
100:9
وقوله - تعالى - : ( أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القبور . وَحُصِّلَ مَا فِي الصدور . إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ) تهديد لهذا الإِنسان الكنود . . وتحريض له على التفكر والاعتبار ، وتذكير له بأهوال يوم القيامة .أى : أيفعل ما يفعل هذا الإِنسان الجحود لنعم ربه . . فلا يعلم مآله وعاقبته ( إِذَا بُعْثِرَ ) . أى : إذا أثير وأخرج وقلب رأسا على عقب ( مَا فِي القبور ) من أموات حيث أعاد - سبحانه - إليهم الحياة ، وبعثهم للحساب والجزاء ، كما قال - تعالى - : ( وَإِذَا القبور بُعْثِرَتْ ) أى : أثيرت وأخرج ما فيها . يقال : بعثر فلان متاعه ، إذا جعل أسفله أعلاه .
Arabic Waseet Tafseer
100:9
وقوله: ( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ )يقول: أفلا يعلم هذا الإنسان الذي هذه صفته, إذا أثير ما في القبور, وأخرج ما فيها من الموتى وبحث.وذكر أنها في مصحف عبد الله: " إذا بحث ما في القبور ", وكذلك تأول ذلك أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك:حدثني علي, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, في قوله: ( بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ) بحث. وللعرب في ( بُعْثِرَ ) لغتان: تقول: بعثر, وبحثر, ومعناهما واحد.
الطبري
100:9
قوله تعالى : أفلا يعلم أي ابن آدم إذا بعثر أي أثير وقلب وبحث ، فأخرج ما [ ص: 145 ] فيها . قال أبو عبيدة : بعثرت المتاع : جعلت أسفله أعلاه . وعن محمد بن كعب قال : ذلك حين يبعثون . الفراء : سمعت بعض أعراب بني أسد يقرأ : ( بحثر ) بالحاء مكان العين ; وحكاه الماوردي عن ابن مسعود ، وهما بمعنى .
Arabic Qurtubi Tafseer
100:9
{ أَفَلَا يَعْلَمُ } أي: هلا يعلم هذا المغتر { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ } أي: أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم.
Arabic Saddi Tafseer
100:9
"أفلا يعلم"، أي: أفلا يعلم هذا الإنسان، "إذا بعثر"، أي: أثير وأخرج، "ما في القبور" من الموتى.
Arabic Baghawy Tafseer
100:9
قال ابن عباس وغيره يعني أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم.
ابن كثير
100:10
واستُخرج ما استتر في الصدور من خير أو شر.
المیسر
100:10
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)و { حُصِّل } : جُمع وأُحصي . و { ما في الصدور } : هو ما في النفوس من ضمائر وأخلاق ، أي جُمع عَدُّه والحسابُ عليه .
Arabic Tanweer Tafseer
100:10
( وَحُصِّلَ مَا فِي الصدور ) أى : وجمع ما فى القلوب من خير وشر وأظهر ما كانت تخفيه ، وأبرز ما كان مستورا فيها ، بحيث لا يبقى لها سبيل إلى الإِخفاء أو الكتمان .وأصل التحصيل : إخراج اللب من القشر ، والمراد به هنا : إظهار وإبراز ما كانت تخفيه الصدور ، والمجازاة على ذلك . ومفعول ( يعلم ) محذوف ، لتذهب النفس فيه كل مذهب ويجول الفكر فى استحضاره وتقديره .
Arabic Waseet Tafseer
100:10
القول في تأويل قوله تعالى : وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)وقوله: ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ )يقول: وميز وبين, فأبرز ما في صدور الناس من خير وشر.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك:حدثني علي, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله: ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ) يقول: أبرز.حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ) يقول: ميز.
الطبري
100:10
وحصل ما في الصدور أي ميز ما فيها من خير وشر ; كذا قال المفسرون : وقال ابن عباس : أبرز . وقرأ عبيد بن عمير وسعيد بن جبير ويحيى بن يعمر ونصر بن عاصم وحصل بفتح الحاء وتخفيف الصاد وفتحها ; أي ظهر .
Arabic Qurtubi Tafseer
100:10
{ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ } أي: ظهر وبان [ما فيها و] ما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر، فصار السر علانية، والباطن ظاهرًا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم.
Arabic Saddi Tafseer
100:10
"وحصل ما في الصدور"، أي: ميز وأبرز ما فيها من خير أو شر.
Arabic Baghawy Tafseer
100:10
أي لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون ومجازيهم عليه أوفر الجزاء ولا يظلم مثقال ذرة. آخر تفسير سورة العاديات ولله الحمد و المنة.
ابن كثير
100:11
إن ربهم بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
المیسر
100:11
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)جملة مستأنفة استئنافاً بيانياً ناشئاً عن الإِنكار ، أي كان شأنهم أن يعلموا اطلاع الله عليهم إذا بعثر ما في القبور ، وأن يذكروه لأن وراءهم الحساب المدقق ، وتفيد هذه الجملة مفاد التذييل .وقوله : { يومئذ } متعلق بقوله : { لخبير } ، أي عليم .والخبير : مكنَى به عن المجازى بالعقاب والثواب ، بقرينة تقييده بيومئذ لأن علم الله بهم حاصل من وقت الحياة الدنيا ، وأما الذي يحصل من علمه بهم يوم بَعثرة القبور ، فهو العلم الذي يترتب عليه الجزاء .وتقديم { بهم } على عامله وهو { لخبير } للاهتمام به ليعلموا أنهم المقصود بذلك . وتقديم المجرور على العامل المقترن بلام الابتداء مع أن لها الصدر سائغ لتوسعهم في المجرورات والظرف كما تقدم آنفاً في قوله : { لربه لكنود } [ العاديات : 6 ] وقوله : { على ذلك لشهيد } [ العاديات : 7 ] وقوله : { لحب الخير لشديد } [ العاديات : 8 ] . وقد علمتَ أن ابن هشام ينازع في وجوب صدارة لام الابتداء التي في خبر { إنَّ } .
Arabic Tanweer Tafseer
100:11
وقوله - تعالى - : ( إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ) جملة مستأنفة لزيادة التهديد ووالوعيد .أى : إن رب المبعوثين للحساب والجزاء ، ليعلم علما تاما ً بأحوالهم الظاهرة والباطنة ، فى ذلك اليوم الهائل الشديد الذى يبعث فيه الناس من قبورهم ، وسيجازى - سبحانه - الذين أساؤوا بما عملوا ، وسيجازى الذين أحسنوا بالحسنى .نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا من أهل طاعته ومثوبته .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
Arabic Waseet Tafseer
100:11
وقوله: ( إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ )يقول: إن ربهم بأعمالهم, وما أسرّوا في صدورهم, وأضمروه فيها, وما أعلنوه بجوارحهم منها, عليم لا يخفى عليه منها شيء, وهو مجازيهم على جميع ذلك يومئذ.آخر تفسير سورة: والعاديات
الطبري
100:11
إن ربهم بهم يومئذ لخبير أي عالم لا يخفى عليه منهم خافية . وهو عالم بهم في ذلك اليوم وفي غيره ; ولكن المعنى أنه يجازيهم في ذلك اليوم .وقوله : إذا بعثر العامل في إذا : بعثر ، ولا يعمل فيه يعلم ; إذ لا يراد به العلم من الإنسان ذلك الوقت ، إنما يراد في الدنيا . ولا يعمل فيه خبير ; لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها . والعامل في يومئذ : خبير ، وإن فصلت اللام بينهما ; لأن موضع اللام الابتداء . وإنما دخلت في الخبر لدخول إن على المبتدأ . ويروى أن الحجاج قرأ هذه السورة على المنبر يحضهم على الغزو ، فجرى على لسانه : ( أن ربهم ) بفتح الألف ، ثم استدركها فقال : خبير بغير لام . ولولا اللام لكانت مفتوحة ، لوقوع العلم عليها . وقرأ أبو السمال أن ربهم بهم يومئذ خبير . والله سبحانه وتعالى أعلم .
Arabic Qurtubi Tafseer
100:11
{ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ } أي مطلع على أعمالهم الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، ومجازيهم عليها. وخص خبره بذلك اليوم، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد بذلك، الجزاء بالأعمال الناشئ عن علم الله واطلاعه.
Arabic Saddi Tafseer
100:11
( إن ربهم بهم ) ، [ جمع ] الكناية لأن الإنسان اسم لجنس ، ( يومئذ لخبير ) عالم ، قال الزجاج : إن الله خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره ، ولكن المعنى أنه يجازيهم على كفرهم في ذلك [ اليوم ] .
Arabic Baghawy Tafseer
100:11
القارعة من أسماء القيامة كالحاقة والطامة والصاخة والغاشية وغير ذلك.
ابن كثير
101:1
الساعة التي تقرع قلوب الناس بأهوالها.
المیسر
101:1
الْقَارِعَةُ (1) الافتتاح بلفظ { القارعة } افتتاح مهول ، وفيه تشويق إلى معرفة ما سيخبر به .وهو مرفوع إما على الابتداء و { ما القارعة } خبره ويكون هناك منتهى الآية .فالمعنى : القارعة شيء عظيم هي . وهذا يجري على أن الآية الأولى تنتهى بقوله : { ما القارعة } .وإمّا أن تكون { القارعة } الأولُ مستقلاً بنفسه ، وعُدّ آية عند أهل الكوفة فيقدر خبرٌ عنه محذوف نحو : القارعة قريبة ، أو يقدر فعل محذوف نحو أتتْ القارعة ، ويكون قوله : { ما القارعة } استئنافاً للتهويل ، وجُعل آية ثانية عند أهل الكوفة ، وعليه فالسورة مسمطة من ثلاث فواصل في أولها وثلاث في آخرها وفاصلتين وسطها .وإعادة لفظ { القارعة } إظهار في مقام الإِضمار عدل عَنْ أن يقال : القارعة ماهِيهْ ، لما في لفظ القارعة من التهويل والترويع ، وإعادة لفظ المبتدأ أغنت عن الضمير الرابط بين المبتدأ وجملة الخبر .والقارعة : وصف من القرع وهو ضرب جسم بآخر بشدة لها صوت . وأطلق القرع مجازاً على الصوت الذي يتأثر به السامع تأثُّر خوف أو اتعاظ ، يقال : قَرع فُلاناً ، أي زجره وعَنَّفه بصوت غضب . وفي المقامة الأولى : «ويقرع الأسماع بزواجر وعظه» .وأطلقت { القارعة } على الحدث العظيم وإن لم يكن من الأصوات كقوله تعالى : { ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة } [ الرعد : 31 ] وقيل : تقول العرب : قرعت القوم قارعة ، إذا نزل بهم أمر فظيع ولم أقف عليه فيما رأيت من كلام العرب قبل القرآن .وتأنيث { القارعة } لتأويلها بالحادثة أو الكائنة .
Arabic Tanweer Tafseer
101:1
لفظ " القارعة " اسم فاعل من القرع ، وهو الضرب بشدة بحيث يحصل منه صوت شديد .والمراد بها هنا : القيامة ، ومبدؤها النفخة الأولى ، ونهايتها : قضاء الله - تعالى - بين خلقه ، بحكمه العادل ، وجزائه لكل فريق بما يستحقه من جنة أو نار .وسميت القيامة بذلك . كما سميت بالطامة ، والصاخة ، والحاقة ، والغاشية . . إلخ - لأنها قترع القلوب بأهوالها ، وتجعل الأجرام العلوية والسفلية يصطك بعضها ببعض ، فيحصل لها ما يحصل من تزلزل واضطراب وتقرع أعداء الله - تعالى - بالخزى والعذاب والنكال ، كما قال - تعالى - : ( وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ ) والاستفهام فى قوله - سبحانه - : ( وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة ) استفهام عن حقيقتها ، والمقصود به التهويل من أمرها ، والتفظيع من حالها ، وتنبيه النفوس إلى ما يكون فيها من شدائد ، تفزع لها القلوب فزعا لا تحيط العبارة بتصويره ، ولا تستطيع العقول أن تدرك كنهه .
Arabic Waseet Tafseer
101:1
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: الْقَارِعَةُ (1)يقول تعالى ذكره: ( الْقَارِعَةُ ) : الساعة التي يقرع قلوب الناس هولُها، وعظيم ما ينـزل بهم من البلاء عندها، وذلك صبيحة لا ليل بعدها.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك.حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( الْقَارِعَةُ ) من أسماء يوم القيامة، عظَّمه الله وحذّره عباده.حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قي قوله (الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ) قال: هي الساعة.حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ) قال: هي الساعة.حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، قال: سمعت أن القارعة والواقعة والحاقة: القيامة.
الطبري
101:1
تفسير سورة القارعةوهي مكية بإجماع . وهي عشر آياتبسم الله الرحمن الرحيمالقارعةقوله تعالى : القارعة ما القارعة أي القيامة والساعة ; كذا قال عامة المفسرين . وذلك أنها تقرع الخلائق بأهوالها وأفزاعها . وأهل اللغة يقولون : تقول العرب قرعتهم القارعة ، وفقرتهم الفاقرة ; إذا وقع بهم أمر فظيع . قال ابن أحمر :وقارعة من الأيام لولا سبيلهم لزاحت عنك حيناوقال آخر :متى تقرع بمروتكم نسؤكم ولم توقد لنا في القدر ناروقال تعالى : ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة وهي الشديدة من شدائد الدهر .
Arabic Qurtubi Tafseer
101:1
{ الْقَارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه .
Arabic Saddi Tafseer
101:1 + 101:2 + 101:3
مكية"القارعة"، اسم من أسماء القيامة، لأنها تقرع القلوب بالفزع.
Arabic Baghawy Tafseer
101:1
القارعة من أسماء القيامة كالحاقة والطامة والصاخة والغاشية وغير ذلك.
ابن كثير
101:2
أيُّ شيء هذه القارعة؟
المیسر
101:2
مَا الْقَارِعَةُ (2) و { ما } استفهامية ، والاستفهام مستعمل في التهويل على طريقة المجاز المرسل المركب لأن هول الشيء يستلزم تساؤل الناس عنه .ف { القارعة } هنا مراد بها حادثة عظيمة . وجمهور المفسرين على أن هذه الحادثة هي الحشر فجعلوا القارعة من أسماء يوم الحشر مثل القيامة ، وقيل : أريد بها صيحة النفخة في الصُّور ، وعن الضحاك : القارعة النار ذات الزفير ، كأنه يريد أنها اسم جهنم .وهذا التركيب نظير قوله تعالى : { الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة } [ الحاقة : 1 3 ] وقد تقدم .
Arabic Tanweer Tafseer
101:2
و " القارعة " : مبتدأ ، و " ما " : مبتدأ ثان ، و " القارعة " : خبر المبتدأ الثانى ، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول .
Arabic Waseet Tafseer
101:2
وقوله: ( مَا الْقَارِعَةُ ) يقول تعالى ذكره معظما شأن القيامة والساعة التي يقرع العباد هولها: أيّ شيء القارعة، يعني بذلك: أيّ شيء الساعة التي يقرع الخلق هولها: أي ما أعظمها وأفظعها وأهولها.
الطبري
101:2
استفهام ; أي أي شيء هي القارعة ؟
Arabic Qurtubi Tafseer
101:2
{ الْقَارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه .
Arabic Saddi Tafseer
101:1 + 101:2 + 101:3
"ما القارعة"، تهويل وتعظيم.
Arabic Baghawy Tafseer
101:2
ثم قال تعالى معظما ومهولا لشأنها وما أدراك ما القارعة.
ابن كثير
101:3
وأيُّ شيء أعلمك بها؟
المیسر
101:3
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)ومعنى { وما أدراك ما القارعة } زيادة تهويل أمر القارعة و { ما } استفهامية صادقة على شخص ، والتقدير : وأي شخص أدراك ، وهو مستعمل في تعظيم حقيقتها وَهَوْلها لأن هول الأمر يستلزم البحث عن تعرفة . وأدراك : بمعنى أعلمك .و { ما القارعة } استفهام آخر مستعمل في حقيقته ، أي ما أدراك جواب هذا الاستفهام . وسدّ الاستفهام مَسدَّ مفعولي { أدراك } .وجملة : { وما أدراك ما القارعة } عطف على جملة { ما القارعة } .والخطاب في { أدراك } لغير معين ، أي وما أدراك أيها السامع .وتقدم نظير هذا عند قوله تعالى : { الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة } [ الحاقة : 1 3 ] وتقدم بعضه عند قوله تعالى : { وما أدراك ما يوم الدين } في سورة الانفطار ( 17 ) .
Arabic Tanweer Tafseer
101:3
وقوله - سبحانه - : ( وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة ) معطوف على جملة " ما القارعة " والخطاب فى قوله ( وَمَآ أَدْرَاكَ ) لكل من يصلح له .أى : وما أدراك - أيها المخاطب - ما كنهها فى الشدة؟ إنها فى الشدة والهول شئ عظيم . لا يعلم مقدارها إلا الله - تعالى - .فالمقصود من الآيات الكريمة : تعظيم شأنها ، والتعجيب من حالها ، وأنها تختلف عن قوارع الدنيا - مهما بلغ عظمها - اختلافا كبيرا .
Arabic Waseet Tafseer
101:3
وقوله: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد أيّ شيء القارعة.
الطبري
101:3
وكذا وما أدراك ما القارعة كلمة استفهام على جهة التعظيم والتفخيم لشأنها ، كما قال : الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة على ما تقدم .
Arabic Qurtubi Tafseer
101:3
{ الْقَارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه .
Arabic Saddi Tafseer
101:1 + 101:2 + 101:3
"وما أدراك ما القارعة".
Arabic Baghawy Tafseer
101:3
"ثم فسر ذلك بقوله "يوم يكون الناس كالفراش المبثوث" أي في انتشارهم وتفرقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم مما هم فيه كأنهم فراش مبثوث كما قال تعالى في الآية الأخرى "كأنهم جراد منتشر".
ابن كثير
101:4
في ذلك اليوم يكون الناس في كثرتهم وتفرقهم وحركتهم كالفراش المنتشر، وهو الذي يتساقط في النار.
المیسر
101:4
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) { يوم } مفعول فيه منصوب بفعل مضمر دل عليه وصف القارعة لأنه في تقدير : تَقْرع ، أو دل عليه الكلام كله فيقدر : تكون ، أو تحصل ، يوم يكون الناس كالفراش .وجملة : { يوم يكون الناس } مع متعلقها المحذوف بيان للإِبهامين اللذين في قوله : { ما القارعة } [ القارعة : 2 ] وقوله : { وما أدراك ما القارعة } [ القارعة : 3 ] .وليس قوله : { يوم يكون الناس } خبراً عن { القارعة } إذ ليس سياق الكلام لتعيين يوم وقوع القارعة .والمقصود بهذا التوقيت زيادة التهويل بما أضيف إليه { يوم } من الجملتين المفيدتين أحوالاً هائلة ، إلا أن شأن التوقيت أن يكون بزمان معلوم ، وإذ قد كان هذا الحال الموقت بزمانه غير معلوم مَداه . كان التوقيت لهُ إطماعاً في تعيين وقت حصوله إذ كانوا يَسألون متى هذا الوعد ، ثم توقيته بما هو مجهول لهم إبهاماً آخر للتهويل والتحذير من مفاجأته ، وأبرز في صورة التوقيت للتشويق إلى البحث عن تقديره ، فإذا باء الباحث بالعجز عن أخذ بحيطة الاستعداد لحلوله بما ينجيه من مصائبه التي قرَعتْ به الأسماع في آي كثيرة .فحصل في هذه الآية تهويل شديد بثمانية طرق : وهي الابتداء باسم القارعة ، المؤذن بأمر عظيم ، والاستفهام المستعمل في التهويل ، والإِظهار في مقام الإِضمار أول مرة ، والاستفهامُ عما ينْبىءُ بكنه القارعة ، وتوجيهُ الخطاب إلى غير معين ، والإِظهار في مقام الإِضمار ثاني مرة ، والتوقيتُ بزمان مجهوللٍ حصوله وتعريف ذلك الوقت بأحوال مهولة .والفَراش : فرخ الجَراد حين يخرُج من بيضه من الأرض يَركب بعضه بعضاً وهو ما في قوله تعالى : { يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر } [ القمر : 7 ] . وقد يطلق الفراش على ما يطير من الحشرات ويتساقط على النار ليْلاً وهو إطلاق آخر لا يناسب تفسيرُ لفظ الآية هنا به .و { المبثوث } : المتفرق على وجه الأرض .وجملة : { وتكون الجبال كالعهن المنفوش } معترضة بين جملة { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } وجملة : { فأما من ثقلت موازينه } [ القارعة : 6 ] الخ . وهو إدماج لزيادة التهويل .ووجه الشبه كثرة الاكتظاظ على أرض المحشر .
Arabic Tanweer Tafseer
101:4
وبعد أن بين - سبحانه - أن معرفة حقيقتها أمر عسير . . أتبع ذلك ببيان أحوال الناس وقت وقوعها فقال : ( يَوْمَ يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث ) .و " يوم " منصوب بفعل مقدر . والفراش : هو الحشرة التى تتهافت نحو النار ، وسمى بذلك لأنه يتفرش وينتشر من حولها .والمبثوث : المنتشر المتفرق . تقول : بثثت الشئ ، إذا فرقته ، ومنه قوله - تعالى - : ( وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) أى : متناثرة متفرقة .أى : تحصل القارعة يوم يكون الناس فى انتشارهم وكثرتهم واضطرابهم وإقبالهم نحو الداعى لهم نحو أرض المحشر . . كالحشرات الصغيرة المتهافتة نحو النار .فأنت ترى أنه - سبحانه - قد شبه الناس فى هذا الوقت العصيب ، بالفراش المتفرق المنتشر فى كل اتجاه ، وذلك لأن الناس فى هذا اليوم يكونون فى فزع ، يجعل كل واحد منهم مشغولا بنفسه ، وفى حالة شديدة من الخوف والاضطراب .
Arabic Waseet Tafseer
101:4
وقوله: ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) يقول تعالى ذكره: القارعة يوم يكون الناس كالفراش، وهو الذي يتساقط في النار والسراج، ليس ببعوض ولا ذباب، ويعني بالمبثوث: المفرّق.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) هذا الفراش الذي رأيتم يتهافت في النار.حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) قال: هذا شَبَه شبهه الله، وكان بعض أهل العربية يقول: معنى ذلك: كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يومئذ، يجول بعضهم في بعض.
الطبري
101:4
قوله تعالى : يوم يكون الناس كالفراش المبثوثيوم منصوب على الظرف ، تقديره : تكون القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث . قال قتادة : الفراش الطير الذي يتساقط في النار والسراج . الواحد فراشة ، وقاله أبو عبيدة . وقال الفراء : إنه الهمج الطائر ، من بعوض وغيره ; ومنه الجراد . ويقال : هو أطيش من فراشة . وقال :طويش من نفر أطياش أطيش من طائرة الفراشوقال آخر :وقد كان أقوام رددت قلوبهم إليهم وكانوا كالفراش من الجهلوفي صحيح مسلم عن جابر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا ، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها ، وهو يذبهن عنها ، وأنا آخذ بحجزكم عن النار ، وأنتم تفلتون من يدي " . وفي الباب عن أبي هريرة . والمبثوث المتفرق . وقال في موضع آخر : كأنهم جراد منتشر . فأول حالهم كالفراش لا وجه له ، يتحير في كل وجه ، ثم يكونون كالجراد ; لأن لها وجها تقصده . والمبثوث : المتفرق والمنتشر . وإنما ذكر على اللفظ : كقوله تعالى : أعجاز نخل منقعر ولو قال المبثوثة فهو كقوله تعالى : أعجاز نخل خاوية . وقال ابن عباس والفراء : كالفراش المبثوث كغوغاء الجراد ، يركب بعضها بعضا . كذلك الناس ، يجول بعضهم في بعض إذا بعثوا .
Arabic Qurtubi Tafseer
101:4
{ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ } من شدة الفزع والهول، { كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث } أي: كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش: هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول،
Arabic Saddi Tafseer
101:4
"يوم يكون الناس كالفراش المبثوث"هذا الفراش : الطير [ الصغار البق ، واحدها فراشة ، أي : كالطير ] التي تراها تتهافت في النار ، والمبثوث : المتفرق . وقال الفراء : كغوغاء الجراد ، شبه الناس عند البعث بها [ لأن الخلق ] يموج بعضهم في بعض ويركب بعضهم بعضا من الهول كما قال : " كأنهم جراد منتشر " ( القمر - 7 ) .
Arabic Baghawy Tafseer
101:4
يعني قد صارت كأنها الصوف المنفوش الذي قد شرع في الذهاب والتمزق قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وعطاء الخراساني والضحاك والسدي " العهن " الصوف ثم أخبر تعالى عما يئول آليه عمل العاملين وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعماله فقال.
ابن كثير
101:5
وتكون الجبال كالصوف متعدد الألوان الذي يُنْفَش باليد، فيصير هباء ويزول.
المیسر
101:5
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)والعِهن : الصوف ، وقيل : يختص بالمصبوغ الأحمر ، أو ذي الألوان ، كما في قول زهير: ... كأنَّ فُتات العِهن في كل منزلٍنَزَلْنَ به حبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ ... لأن الجبال مختلفة الألوان بحجارتها ونبتها قال تعالى : { ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها } [ فاطر : 27 ] .والمنفوش : المفرق بعض أجزائه عن بعض ليغزل أو تحشى به الحشايا ، ووجه الشبه تفرق الأجزاء لأن الجبال تندكّ بالزلازل ونحوها فتتفرق أجزاءً .وإعادة كلمة { تكون } مع حرف العطف للإِشارة إلى اختلاف الكونين فإن أولهما كونُ إيجاد ، والثاني كون اضمحلال ، وكلاهما علامة على زوال عالم وظهور عالم آخر .وتقدم قوله تعالى { وتكون الجبال كالعهن } في سورة المعارج ( 9 ) .
Arabic Tanweer Tafseer
101:5
وقوله - سبحانه - : ( وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش ) بيان لحالة أخرى من الأحوال التى يكون عليها هذا الكون يوم القيامة .والعهن : الصوف ذو الألوان المتعددة ، والمنفوش : المفرق بعضه عن بعض .أى : وتكون الجبال فى ذلك اليوم ، كالصوف الذى ينفش ويفرق باليد ونحوها . لخفته وتناثر أجزائه ، حتى يسهل غزله .والمتأمل فى هذه الآيات الكريمة ، يراها قد اشتملت على أقوا الأساليب وأبلغها ، فى التحذير من أهوال يوم القيامة ، وفى الحض على الاستعداد له بالإِيمان والعمل الصالح .لأنها قد ابتدأت بلفظ القارعة ، المؤذن بأمر عظيم ، ثم ثنت بالاستفهام المستعمل فى التهويل ، ثم أعادت اللفظ بذاته بدون إضمار له زيادة فى تعظيم أمره ، ثم جعلت الخطاب لكل من يصلح له ، ثم شبهت الناس فى تشبيها تقشعر منه الجلود ، ثم وصفت الجبال - وهى المعروفة بصلابتها ورسوخها - بأنها ستكون فى هذا اليوم كالصوف المتناثر الممزق .
Arabic Waseet Tafseer
101:5
وقوله: ( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) يقول تعالى ذكره: ويوم تكون الجبال كالصوف المنفوش؛ والعِهْن: هو الألوان من الصوف.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: ( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) قال: الصوف المنفوش.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: هو الصوف. وذُكر أن الجبال تسير على الأرض وهي في صورة الجبال كالهباء.
الطبري
101:5
قوله تعالى : وتكون الجبال كالعهن المنفوشأي الصوف الذي ينفش باليد ، أي تصير هباء وتزول ; كما قال - جل ثناؤه - في موضع آخر : هباء منبثا وأهل اللغة يقولون : العهن الصوف المصبوغ . وقد مضى في سورة سأل سائل .
Arabic Qurtubi Tafseer
101:5
وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون { كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ } أي: كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال تعالى: { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين: سعداء وأشقياء،
Arabic Saddi Tafseer
101:5
"وتكون الجبال كالعهن المنفوش"، كالصوف المندوف.
Arabic Baghawy Tafseer
101:5
أي رجحت حسناته على سيئاته.
ابن كثير
101:6
فأما من رجحت موازين حسناته، فهو في حياة مرضية في الجنة.
المیسر
101:6
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) تفصيل لما في قوله : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } [ القارعة : 4 ] من إجمال حال الناس حينئذ ، فذلك هو المقصود بذكر اسم الناس الشامل لأهل السعادة وأهل الشقاء فلذلك كان تفصيله بحالين : حال حَسَن وحال فظيع .وثقل الموازين كناية عن كونه بمحل الرضى من الله تعالى لكثرة حسناته ، لأن ثقل الميزان يستلزم ثقل الموزون وإنما توزن الأشياء المرغوب في اقتنائها ، وقد شاع عند العرب الكناية عن الفضل والشرف وأصالة الرأي بالوزن ونحوهِ ، وبضد ذلك يقولون : فلان لا يقام له وزن ، قال تعالى : { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } [ الكهف : 105 ] ، وقال النابغة: ... وميزانه في سُورة المجد مَاتِعأي راجح وهذا متبادر في العربية فلذلك لم يصرح في الآية بذكر ما يُثقل الموازين لظهور أنه العمل الصالح .وقد ورد ذكر الميزان للأعمال يوم القيامة كثيراً في القرآن ، قال ابن العربي في «العواصم» : لم يرد حديث صحيح في الميزان . والمقصودُ عدم فوات شيء من الأعمال ، والله قادر على أن يجعل ذلك يوم القيامة بآلة أو بعمل الملائكة أو نحو ذلك .
Arabic Tanweer Tafseer
101:6
ثم بين - سبحانه - أحوال السعداء والأشقياء فى هذا اليوم فقال : ( فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ) .أى : فأما من ثقلت موازين حسناته ، ورجحت أعماله الصالحة على غيرها .
Arabic Waseet Tafseer
101:6