Datasets:

whitefox123

/

tashkeel

like 0

.وَذَلِيلٍ مُسْتَثْقَلٍ .وَهُوَ لِمَا فُطِرَ عَلَيْهِ، مُحْتَاجٌ إلَى مَا يَسْتَمِدُّهُ

.لِيُقِيمَ أَوَدَ نَفْسِهِ .وَيَدْفَعَ .ضَرُورَةَ

.وَقْتِهِ .وَقَدْ قَالَتْ الْعَرَبُ فِي أَمْثَالِهَا .كَلْبٌ جَوَّالٌ

.خَيْرٌ .مِنْ أَسَدٍ رَابِضٍ .لَازِمٌ وَنَدْبٌ

.وَلَيْسَ لِمَنْ كَانَ الْمَالُ عِنْدَهُ أَجَلَّ وَنَفْسُهُ عَلَيْهِ أَقَلَّ

.فَأَمَّا اللَّازِمُ .فَمَا أَقَامَ .بِالْكِفَايَةِ

.وَأَفْضَى .إلَى سَدِّ الْخَلَّةِ .وَعَلَيْهِ فِي طَلَبِهِ ثَلَاثَةُ شُرُوطٍ

.وَاحِدُهَا .وَتَوَقِّي الْمَحْظُورَةِ .فَإِنَّ الْمَوَادَّ الْمُحَرَّمَةَ مُسْتَخْبَثَةُ الْأُصُولِ، مَمْحُوقَةُ الْمَحْصُولِ

.إنْ صَرَفَهَا فِي بِرٍّ .لَمْ يُؤْجَرْ .وَإِنْ صَرَفَهَا فِي مَدْحٍ

.لَمْ يُشْكَرْ .ثُمَّ هُوَ لِأَوْزَارِهَا .مُحْتَقِبٌ

.وَعَلَيْهَا مُعَاقَبٌ .وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

.لَا يُعْجِبُك رَجُلٌ كَسَبَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ

.فَإِنْ أَنْفَقَهُ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ .وَإِنْ أَمْسَكَهُ .فَهُوَ زَادُهُ إلَى النَّارِ

.وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ .مَا لَزِمَك إثْمُ مَكْسَبِهِ

.وَحُرِمْتَ .وَحُرِمْتَ أَجْرَ .نَفَقَتُه

.إصْغَاءٌ لِتَأْنِيبٍ .وَلَا قَبُولٌ

.وَنَظَرَ بَعْضُ الْخَوَارِجِ إلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ السُّلْطَانِ يَتَصَدَّقُ عَلَى مِسْكِينٍ

.فَقَالَ .اُنْظُرْ إلَيْهِمْ .حَسَنَاتُهُمْ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ

.وَقَالَ عَلِيُّ .بْنُ الْجَهْمِ .سُرَّ .مَنْ عَاشَ مَالُهُ فَإِذَا

.حَاسَبَهُ اللَّهُ سَرَّهُ الْإِعْدَامُ .كَسَب الْمَالِ مِنْ أَحْسَنَ جِهَاتِه

.وَالثَّانِي طَلَبُهُ مِنْ أَحْسَنِ جِهَاتِهِ الَّتِي

.لَا يَلْحَقُهُ فِيهَا غَضٌّ .وَلَا يَتَدَنَّسُ لَهُ بِهَا عِرْضٌ

.فَإِنَّ الْمَالَ يُرَادُ لِصِيَانَةِ الْأَعْرَاضِ لَا لِابْتِذَالِهَا

.وَلِعِزِّ النُّفُوسِ لَا لِإِذْلَالِهَا .وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

.يَا حَبَّذَا الْمَالُ أَصُونُ بِهِ عِرْضِي وَأُرْضِي

.بِهِ رَبِّي .وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ .الضَّرِيرُ

.لِتَأْدِيبٍ .وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا .قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِي

.كَفَى حُزْنًا أَنِّي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي .وَمَا لِي مِنْ مَالٍ أَصُونُ بِهِ عِرْضِي

.وَأَكْثَرُ مَا أَلْقَى الصَّدِيقَ بِمَرْحَبًا .وَذَلِكَ لَا يَكْفِي الصَّدِيقَ

.وَلَا يُرْضِي .وَسُئِلَ ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

.اُطْلُبُوا الْحَوَائِجَ مِنْ حِسَانِ الْوُجُوهِ .فَقَالَ مَعْنَاهُ

.مِنْ أَحْسَنِ الْوُجُوهِ الَّتِي تَحِلُّ .التَّأَنِّي فِي التقديروالتدبير لِلْكَسْب

.بِمَا لَا يَلْحَقُهُ خَلَلٌ وَلَا يَنَالُهُ زَلَلٌ

.فَإِنَّ يَسِيرَ الْمَالِ مَعَ حُسْنِ تَّقْدِيرِ .وَإِصَابَةِ التَّدْبِيرِ

.أَجْدَى نَفْعًا وَأَحْسَنُ مَوْقِعًا مِنْ كَثِيرِهِ مَعَ سُوءِ التَّدْبِيرِ

.وَفَسَادِ التَّقْدِيرِ .كَالْبَذْرِ فِي الْأَرْضِ .وَإِنْ أُهْمِلَ كَثِيرُهُ

.اضْمَحَلَّ .وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ .رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

.هَذَاالتَّسْجِيل مِنْ طَرَفِ لربّري بُوكْس .جَمِيع تَسَّجِيلَات لربّري بُوكْس

.يَبْقَى الثَّنَاءُ وَتَذْهَبُ الْأَمْوَالُ .وَلِكُلِّ دَهْرٍ دَوْلَةٌ وَرِجَالُ

.مُعَرٍّ وَشَرَهٌ مُضِرٌّ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ

.إيَّاكُمْ وَالْبِطْنَةَ .فَإِنَّهَا مُفْسِدَةٌ لِلدِّينِ

.مُورِثَةٌ لِلسَّقَمِ .مُكْسِلَةٌ عَنْ الْعِبَادَةِ

.وَقَالَ عَلِيٌّ .رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .إنْ كُنْتَ بَطِنًا

.فَعُدَّ فَعُدَّ .فَعُدَّ نَفْسَك .زَمِنًا

وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ .أَقْلِلْ طَعَامًا تُحْمَدْ مَنَامًا

وَقَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ .الرُّغْبُ لُؤْمٌ .لُؤْمٌ

.وَالنَّهَمُ .شُؤْمٌ وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ

.أَكْبَرُ الدَّوَاءِ تَقْدِيرُ الْغِذَاءِ وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ

.فَكَمْ مِنْ لُقْمَةٍ .مَنَعَتْ .أَخَاهَا

.مَا نَالَ مَحْمَدَةَ الرِّجَالِ وَشُكْرَهُمْ .إلَّا الْجَوَادُ بِمَالِهِ الْمِفْضَالُ

.بِلَذَّةِ سَاعَةٍ .أَكَلَاتِ دَهْرِ

.وَكَمْ مِنْ طَالِبٍ يَسْعَى لِأَمْرٍ .وَفِيهِ هَلَاكُهُ لَوْ كَانَ يَدْرِي

وَقَالَ آخَرُ .كَمْ دَخَلَتْ أَكْلَةٌ حَشَا شَرِهٍ

.فَأَخْرَجَتْ رُوحَهُ مِنْ الْجَسَدِ .لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي الطَّعَامِ إذَا

.كَانَ هَلَاكُ النُّفُوسِ .فِي الْمَعِدِ .وَرُبَّ أَكْلَةٍ هَاضَتْ

.رَوَى أَبُو يَزِيدَ .قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

.إنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ .وِعَاءً مَلِيئًا شَرًّا مِنْ بَطْنٍ

.فَإِنْ كَانَ .لَا بُدَّ فَاعِلًا .فَاجْعَلُوا ثُلُثًا لِلطَّعَامِ

.وَثُلُثًا لِلشَّرَابِ .وَثُلُثًا .لِلرِّيحِ

.شَهْوَة تَنَاوَل .تَنَاوَل الْأَشْيَاء اللَّذِيذَة

.لَا تَرْضَ مِنْ رَجُلٍ حَلَاوَةَ قَوْلِ

.وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي .وَهُوَ شَهْوَةُ الْأَشْيَاءِ الْمَلَذَّةِ

.وَمُنَازَعَةُ النُّفُوسِ إلَى طَلَبِ الْأَنْوَاعِ الشَّهِيَّةِ

.فَمَذَاهِبُ النَّاسِ فِي تَمْكِينِ النَّفْسِ فِيهَا مُخْتَلِفَةٌ

.صَرْفَ النَّفْسِ عَنْ الْمُشْتَهَيَات أَوْلَى ،فَمِنْهُمْ مَنْ يَرَى أَنَّ صَرْفَ النَّفْسِ عَنْهَا أَوْلىَ

،وَقَهْرَهَا عَنْ اتِّبَاعِ شَهَوَاتِهَا أَحْرَى .لِيَذِلَّ لَهُ قِيَادُهَا وَيَهُونَ عَلَيْهِ عِنَادُهَا

.لِأَنَّ تَمْكِينَهَا وَمَا تَهْوَى بَطَرٌ يُطْغِي

.وَأَشَرٌ يُرْدِي .لِأَنَّ شَهَوَاتِهَا غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ

.فَإِذَا أَعْطَاهَا الْمُرَادَ .مِنْ شَهَوَاتِ وَقْتِهَا

،تَعَدَّتْهَا إلَى شَهَوَاتٍ قَدْ اسْتَحْدَثَتْهَا

،فَيَصِيرُ الْإِنْسَانُ أَسِيرَ شَهَوَاتٍ لَا تَنْقَضِي

.حَتَّى .يُصَدِّقَ .مَا يَقُولُ فِعَالُ

.وَعَبْدَ هَوًى لَا يَنْتَهيِ .وَمَنْ كَانَ بِهَذِهِ الْحَالِ

.لَمْ يُرْجَ لَهُ صَلَاحٌ .وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ .فَضْلٌ

.وَأَنْشَدْت لِأَبِي الْفَتْحِ الْبُسْتِيِّ .يَا خَادِمَ الْجِسْمِ كَمْ تَشْقَى بِخِدْمَتِهِ

.لِتَطْلُبَ الرِّبْحَ مِمَّا فِيهِ خُسْرَانُ .أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَافَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لَا بِالْجِسْمِ إنْسَانُ

.وَلِلْحَذَرِ مِنْ هَذِهِ الْحَالِ مَا حُكِيَ أَنَّ أَبَا حَزْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

كَانَ يَمُرُّ عَلَى الْفَاكِهَةِ فَيَشْتَهِيهَا فَيَقُولُ

مَوْعِدُك الْجَنَّةُ وَقَالَ آخَرُ ،تَمْكِينُ النَّفْسِ مِنْ لَذَّاتِهَا أَوْلَ

.وَإِعْطَاؤُهَا مَا اشْتَهَتْ مِنْ الْمُبَاحَاتِ أَحْرَى .لِمَا فِيهِ مِنْ ارْتِيَاحِ النَّفْسِ بِنَيْلِ شَهَوَاتِهَا

،وَنَشَاطِهَا بِإِدْرَاكِ لَذَّاتِهَا .فَتَنْحَسِرُ عَنْهَا ذِلَّةُ الْمَقْهُورِ

،وَبَلَادَةُ الْمَجْبُورِ .وَلَا .تَقْصُرُ عَنْ دَرَكٍ وَلَا تَعْصِي فِي نَهْضَةٍ وَلَا تَكِلُّ عَنْ اسْتِعَانَةٍ

.فَإِنْ ضَاقَتْ بِهِ الْحَالُ عَنْ الِاصْطِنَاعِ بِمَالِهِ

.تَوَسُّطُ الْأَمْرَيْنِ أَوْلَى وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ

.لِأَنَّ فِي إعْطَائِهَا .كُلَّ شَهَوَاتِهَا .بَلَادَةً

،وَالنَّفْسُ الْبَلِيدَةُ عَاجِزَةٌ .وَفِي مَنْعِهَا عَنْ الْبَعْضِ

،كَفٌّ لَهَا عَنْ السَّلَاطَةِ .حَسْمٌ لَهَا عَنْ الْبَلَادَةِ

.وَهَذَا لَعَمْرِي أَشْبَهُ الْمَوَاهِبِ .بِالسَّلَامِة

.لِأَنَّ التَّوَسُّطَ فِي الْأُمُورِ أَحْمَدُ .وَإِذْ قَدْ مَضَى الْكَلَامُ فِي الْمَأْكُولِ وَالْمَشْرُوبِ فَيَنْبَغِي

.أَنْ يُتْبَعَ بِذِكْرِ الْمَلْبُوسِ .أَدَب الْمَلْبُوس

.اعْلَمْ أَنَّ .مَاسَّةٌ وَبِهَا .إلَيْهِ فَاقَةٌ

.لِمَا فِي الْمَلْبُوسِ مِنْ حِفْظِ الْجَسَدِ وَدَفْعِ الْأَذَى

.وَسَتْرِ الْعَوْرَةِ وَحُصُولِ الزِّينَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى

،فَقَدْ عَدِمَ مِنْ آلَةِ الْمَكَارِمِ عِمَادَهَا

.يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا

.وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ .فَمَعْنَى قَوْلَهُ تَعَالَى

.أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا .أَيْ خَلَقْنَا لَكُمْ مَا تَلْبَسُونَ مِنْ الثِّيَابِ

.يُوَارِي سَوْآتِكُمْ أَيْ يَسْتُرُ عَوْرَاتِكُمْ وَسُمِّيَتْ الْعَوْرَةُ سَوْأَة

.لِأَنَّهُ .يَسُوءُ صَاحِبَهَا انْكِشَافُهَا مِنْ جَسَدِهِ

.وَقَوْلُهُ وَرِيشًا .فِيهِ .أَحَدُهَا أَنَّهُ الْمَالُ وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ