audio
audioduration (s)
0.57
10.4
text
stringlengths
4
134
ولكن حين حل القرن السابع عشر للميلاد اتمكن الفلك الإيطالي غاليليو غاليلي
عن طريق تلسكوب من إجراء مراقبات دقيقة للسماء وتدوين ملاحظات هامة حول الكواكب والنجوم
غاليليو فتح نافذة جديدة لفهم الكون وشجع البشرية على النظر بعمق إلى الفضاء
وظهر علم جديد يهتم ببنية وتاريخ الكون بأكمله وأطلق على هذا المجال العلمي الجديد اسم علم الفلك
في فترات ما قبل التاريخ كانت البشرية تعتقد أن الكون كله محصور فقط باللي نشوفه بالعين المجردة
الأرض قمرها وشمسها وخمس نقاط مضيئة واطلق عليها اسم الكواكب
بالإضافة إلى الفضاء البعيد اللي يتضمن النجوم والجزء المضيء من مجارة درب التبانة
ولكن كل هذا اختلف بعد ظهور التلسكوب تطور العلم
بمساعدة التلسكوب تم تحقيق قفزات كبيرة في مجال علم الفلك وتم اكتشاف كواكب داخل نظامنا الشمسي كانت مجهولة في الماضي
مثل أورانوس في سنة 1781 ونبتون في سنة 1846
باستخدام التلسكوب أيضاً أصبح من الممكن دراسة الأجرام الصغيرة مثل المذنبات الكويكبات النجوم والسدم
اللي تسبح في أرجاء لكم
في بداية القرن العشرين أصبح الفيزيائي ألبرت آينشتاين أحد أكثر العلماء شهرته
وهذا كل بسبب طرحة لطريقة جديدة للنظر خلال الكون هذه الطريقة اتجاوزت كل ما كان يعرف البشر خلال تلك المرحلة
أينستين افترض أن قوانين الفيزياء هي نفسها في جميع أرجاء الكون
و إن سرعة الضوء في الفراخ شي ثابت و إن الزمان و المكان يعتبران شي واحد و يسموهم الزمكان
وفي نفس الوقت الذي كان فيه أينشتاين يوسع نظرة البشرية في الكون من خلال نظرياته وملاحظاته
كان عالم الفلك الأمريكي أدوين هابل يقضي لياليه وهو يرصد السماء في الليل
أدوين هابل لاحظ وجود نقط صغيرة في السماء خارج مجرة درب التبان
واقترح أن الكون يحتوي على مجرات أخرى غير مجرتنا وقبل ملاحظاته كان في جدل كبير بين العلماء حول حجم الكون
وحول إذا كانت مجرتنا وحيدة في هذا الفضاء الشاسع
استمر هابل في عمله وتوصل لنتيجة مهمة وهي أن الكون نفسه يتوسع
وهذه النتيجة أصبحت فيما بعد تعرف بقانون هابل
حين تغيرت نظرتنا لحجم الكون ظهرت أسئلة جديدة عن حجم الحياة الموجودة فيه
صرنا نتساءل إذا كانت الحياة مقتصرة فقط على كوكب الأرض أو إنها منتشرة في الكواكب والمجرات البعيدة
في البداية كان هذا السؤال يعتبر شيء من الخيال العلمي ولكن مع مرور الوقت لقى قبول في الوسطى العلمي
منذ أواخر القرن التاسع عشر اقترح العالم الصربي نيكولا تسلا فكرة الاستماع إلى اتصالات راديو غير أرضية على أمل التقاط إشارة
من حضارة فضائية ولكن كانت هذه الجهود مهتمة فقط في البحث عن مؤشرات حياة على المريخ
ولكن خلال خمسينيات القرن الماضي صار مفهوم استخدام تقنيات الراديو الفضائية للبحث عن إشارات من خارج الأرض
مقبول بشكل واسع في المجتمع العلمي من أولى العلماء الذين بدأوا بالبحث
عن الحياة خارج الأرض وبشكل علمي يبرز العالم فرانك دريك
اللي كان من بين مجموعة علماء عملوا على تأسيس مركز للبحث عن الحياة خارج كوكب الأرض معروف بستي
وقام دريك أيضا بوضع معادلة رياضية لتقدير عدد الحضارات الموجودة في مجرة درب التبان وبنتكلم أكثر عنها
في حلقاتنا القادمة
إلى جانب دريك برز عالم ثاني وهذا العالم هو كارل سيغن
الذي كان من طفولته مهتم بالتقارير التي تتحدث عن وجود أطباق طائرة التي اقترحت فكرة وجود حياة خارج كوكب الأرض
درس سيغن الكواكب واستكشف نظريات الذكاء خارج الأرض ويوم كان في الثلاثين من عمره
وفكرة أن الفضائيين قاموا بزيارة الأرض منذ آلاف السنين كما تحدث عن مخلوقات تشبه أكياس الغاز
تعيش في الغلاف الجوي لكوكب المشتري وعن تحويل الزهرة إلى كوكب صالح للعيش
سيغن ركز على فكرة وجود حياة في هذين الكوكبين
في فترة الستينيات حين كان يعمل في مرصد سميثلوني للفيزياء الفلكية
كان يركز على دراسة الظروف المادية للكواكب وبشكل خاص الزهرة والمشتري
الكون عمره مليارات السنين وبالنظر إلى عمره الكون وبعض الحقائق اللي عرفناها عن تركيبته وعن شروط نشوء الحياة
كان من الصعب أن نفهم لماذا لم نجد علامات الحياة في أرجائه
علماء الفلك والفيزياء طرحوا نظريات كثيرة في محاولاتهم للتفسير
وأغلبهم يعتقد أن إذا كانت الحياة خارج كوكب الأرض موجودة في نظامنا الشمسي
غالباً إنها تكون حياة مجهرية بدلاً من الحياة الذكية
ويعتقد أن هذه الكائنات الفضائية موجودة على الكواكب الصغيرة والجليدية مثل أقمار زحل والمشتري
إذا وجدنا حياة في الفضاء فكيف بنقدر نتعرف عليها؟ هناك في مسألتين قد يشكلون تحدي كبير لنا
المسألة الأولى أننا نحن فقط نعرف أشكال الحياة على الأرض و ممكن هذه المعرفة لا تنطبق على أشكال الحياة في الفضاء
والمسألة الثانية أنه كيف نفرق بين الضجيج الكوني اللي نسمعه عند رصد الفضاء والرسائل الفضائية كيف نقدر نميز ما بين الاثنين
ممكن الفضائيين ما يبغوننا أن نعثر عليهم ولكن في أي حال إنها نقطة البداية والبحث ما زال مستمر
يوم كنا صغار تعلمنا الكثير عن كواكب مجموعتنا الشمسية ولكن في السنوات اللي مضت
اتطور علم الفلك واكتشفنا أشياء يديدة ما كانت معروفة قبل
ولكن الشيء الذي تعلمناه أن نظامنا الشمسي هو أغرب من ما نتخيله
على مدى شهر من الزمن بنسافر في أنحاء مجموعتنا الشمسية حتى نلقي نظرة قريبة على كواكبها وأقمارها
بنتعرف على بعض الأسرار وبنبحث عن احتمالات وجود الحياة في عوالم بعيدة
كما سنتجول في أرضنا ونزور آثار الحضارات القديمة
وبنبحث على جدران الكهوف عن أدلة تشير إلى وجود اتصال بين تلك الحضارات وسكان الفضاء
أشياء مذهلة في انتظارنا خلال رحلتنا للبحث عن الحياة
الحياة بداخله
في البداية خلونا نرجع لقبل 4.6 مليار سنة وهي الفترة التي تكون فيها نظامنا الشمسي
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي حدث حينها؟
كان فيه سحابة عملاقة من الغاز والغبار تسبح في الكون اسمها السدين
وفي مرحلة من المراحل انهار هذا السديم على نفسه بسبب جاذبيته وازدادت سرعة دورانه
وصار شكله يشبه القرص وبعدها ارتفعت الحرارة بشكل كبير في مركز السدين
اللي تجمعت فيه أغلب الكتلة وفي النهاية تشكلت الشمس
وبعيدا عن المركز وفي الجزء الخارجي من السديم اللي كان أكثر برودة
كان فيه جسيمات صغيرة اتصادمت ببعضها واتحدثت وشكلت أجسام بحجم الكويكبة
سميت الكواكب البدائية ولكن هذه الكويكبات ظلت تتحد مع المواد الموجودة في مداراتها
وعلى مر السنين كونت الكواكب والأقمار
شكل مجموعتنا الشمسية اتغير عبر الزمن واستمر بالتطور حتى وصل لشكل الحالي المستقر تقريبا
ولكن وين تقع حدود نظامنا الشمسي؟
والكواكب الغازية الأربعة وحزام كايبر ومن بعدها سحابة أورت وينتهي بحافة المجال الشمسي
وهي المنطقة اللي ينعدم فيها تأثير الشمس تماما
نحن قلنا أن الكواكب الداخلية صخرية والخارجية غازية إذن ليش صار هذا الشيء؟
عشان نحصل على الجواب لازم نرجع لتاريخ تكوين نظامنا الشمسي
في تلك الفترة كانت الرياح الشمسية قوية لدرجة أنها جرفت معظم العناصر الخفيفة
مثل الهايدروجين والهيليوم بعيداً نحو المناطق الخارجية وتجمعت مع بعضها وشكلت الكواكب الخارجية الغازية الأربعة
وبقيت الأجسام الصخرية الصغيرة في المناطق الداخلية هذه الأجسام اصطدمت ببعضها واندمجت حتى شكلت الكواكب الصخرية
سبحان الله نحن سكان الأرض محظوظين لأننا في كوكب يمتلك غلاف جوي شفاف يسمح لنا نشوف الفضاء وأجرامه
أجدادنا القدامى راقبوا الكواكب وهي تدور في السماء في الليل وشافوا الأجسام العابرة مثل المذنبات
في سنة 1609 صنع غاليليو تلسكوبه الأول ووجهه بالتجاه السماء
غاليليو وصف تلك الكواكب بأنها أجسام كبيرة كروية الشكل
ووصف القمار بأنه كروي الشكل أيضا ومع مرور الوقت
طوروا العلماء التلسكوب واستخدموه لرصد النجوم واكتشفوا أن النجوم أيضاً كروية مثل الأقمار والكواكب
هذا الشيء خلانا نتساءل عن سبب امتلاكهم شكل كروي وظل هذا السؤال مطروح
حتى ظهور النظريات اللي تشرح بداية الكون وكيفية تكون المجموعة الشمسية
وعرفنا أن سبب كروية الكواكب هو ظاهرة معروفة باسم التوازن الهايدروستاتيكي أو هايدروستاتيك إكوليبريوم
انزل شو يعني هذا الشيء
التوازن الهايدروستاتيكي هو التوازن بين الضغط الناتج مع حرارة الكوكب اللي يكون باتجاه الخارج
ووزن المادة التي تنجذب إلى الداخل بفعل جاذبية الكوكب دعونا نتخيل هذه العملية
المادة الموجودة عند القطبين الشمالي والجنوبي للكوكب بيتم سحبها إلى الماركتس
ونفس الشيء بالنسبة للمادة الموجودة على جانبي الكوكب
بعدها تقوم الجاذبية بتوزيع المادة بشكل متساوي حول مركز القوكب
وفي النهاية يصير شكله كروي لأن الشكل الكروي هو أفضل شكل لتحقيق التوازن الهايدروستاتيكي
لكن بالرغم من هذا الشيء الكواكب ليست كروية تماماً والأرض مثال كبير على ذلك
فهي تدور حول محورها بسرعة كبيرة ونتيجة هذا الدوران يصبح قطر الكوكب عند خط الاستواء أطول من قطره بين القطبين
نتيجة قوة طرد المركز وهذا الشيء يخليها أقرب لشكل الكرة المفلطحة أو الأوبليت سفيرويد
كل شيء في الكون يتحرك المجرات والنجوم والكواكب ولكن السؤال الآن كيف تتحرك الكواكب؟