text
stringlengths 0
91.2k
|
---|
ويلملم جراح السنين قبل ان ترحل اوراقي مع لحن الرحيل |
آه من كلماتك |
آه.. ثم ..آه.. من كلمات واي كلمات |
نزلت على قلبي نزول الرذاذ على وريقات الورد |
كلمات ذرفت لها عيني... وخفق لها قلبي... |
كلمات متقطعة في لازمات البوح والاهات... |
آه ثم أه... |
لوتعلم ما فعلت بشجوني... |
وكم أيقظت من خواطري.. |
وهيجت من عواطفي وأحاسيسي... |
كلمات لها سحر البيان...وبيان السحر... |
لا يسبر أغوارها الا الخبير بانات القلوب...وأهات الصدور... |
وزفرات الخلجات... |
دموع الفجر ... |
لله دركي أيقظتي نائما... |
بعد ان قرر أن يكسر قلمه... |
ويهرق محبرته... |
ويبعثر أوراقه... |
وينسى أن هناك فعلا كلمة هي : الحب. |
اعـــتــــذار .........! |
أعتذر "لأحبائي" |
لأني بكيت في وقت فرحهم.. |
وضحكت في وقت ألمهم.. |
وأطلقت صرخاتي في لحظة هدوئهم.. |
وصمت في لحظة مشاركاتهم.. |
وبقيت في لحظة رحيلهم. |
ورحلت في لحظة اجتماعاتهم ولقاءتهم.. |
وأعتذرت لهم في وقت حاجتهم .. |
و بدون سبب تركتهم.. |
أعتذر "لقلبي" |
لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي.. |
وجرعته ألما في لحظة حزني.. |
ونزعته من قلبي وبدون تردد لأهبه لغيري.. |
أعتذر "لأوراقي" |
لأني كتبت بها واحرقتها.. |
ورسمت الطبيعة عليها.. |
وبدون ألوان تركتها.. |
وفي لحظة همومي وأحزاني لجأت إليها.. |
وفي لحظة فرحي وراحتي أهملتها.. |
وعندما عزمت الإعتكاف عن الكتابة مزقتها وودعتها إلى الأبد.. |
أعتذر"للقلم" |
لأني في معاناتي أتعبته.. |
ولأني حملته الألم ولأحزان وهو في بداية عهده.. |
وعندما انتهى رميته.. |
واستعنت بأخر مثله.. |
أعتذر "لخواطري" |
لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن والألم حاصرتها .. |
فلقد أصبح الكل يبحث عنها وعن معاني غموضها |
في قواميس لا وجود في هذا الزمن لها .. |
أعتذر"للواقع" |
لأني بكل قسوة رفضته.. |
وأغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المره.. |
وشكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة.. |
ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيم في المواقف الصعبة.. |
أعتذر"للأحلام" |
لأني أطرق على ابوابها في كل ساعة |
.. واجعلها تبحرني في كل مكان أريده.. |
فهي من حققت كل أمنياتي دون تردد.. |
وهي من أتعبتها معي حينما كبرت |
وكبرت معي أحلامي.. |
ورغم ذلك كله ، |
لا تتذمر وإنما تقول:" أطلب وأنا على السمع والطاعة" |
أعتذر "للأمل" |
حينما رحلت عنه وبدون إستئذان.. |
ولازمت اليأس في محنتي..ومكابرتي |
رغم مرارتي والأمي أقول بأني أسعد انسان .. |
فلقد كانت سعاتي الوهمية تكويني في صمتي.. |
وتعذبني في ليلي.. |
دون احساس الاخرين بي.. |
فعذرا أيها الأمل ، |
أعتذر" للسعادة" |
لاني عشقت الحزن ، |
وحملته شطرا من حياتي.. |
وعشقت البكاء لأني انفس به عن الأمي.. |
وعشقت قول الآلآه لأنها تطفئ حرقة أناملي.. |
وعشقت الجراح لانها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي.. |
وعشقت الصمت في لحظة الألم لانها تحفظ لي كبريائي.. |
فعذرا أيتها السعادة لاني أبعدتك عن حياتي.. |
أعتذر"للزهور"...وخاصة الحمراء |
لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها.. |
وحرمتها من العيش في بستانها.. |
ثم شممتها ولغيري أهديتها.. |
وبعدما لفظت أخر انفاسها رميتها ودستها.. |
أعتذر"للبحر" |
لأني عشقته بجنون.. |
وطعنته في خواطري بالمليون.. |
وأضفت إليه الغدر في هدوئه.. |
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه.. |
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلقة |
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته.. |
أعتذر "للقاء" |
لأني كتبت عن الرحيل والواداع .. |
ولأني جردته من قاموسي الملتاع.. |
ولأني أصبحت خاضعا للقدر |
فأمنت بالرحيل كثيرا |
وبكيت لأجله كثيرا.. |
وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء.. |
أعتذر "لأمي" |
لأنها تألمت عند ولادتي .. |
وسهرت على نشأتي ورعايتي.. |