docid
stringlengths
8
13
text
stringlengths
104
471k
lang
stringclasses
7 values
doc-ar-8319
الحَسُّون الأَمريكيّ، المعروف محليًا أيضًا باسم الحَسُّون الشرقيّ والكَنار البريّ، هو طائرٌ صغيرٌ يَقطنُ أمريكا الشماليَّة وينتمي إلى فصيلة الشرشوريَّات. هذه الطيورُ مُهاجرة، يَمتدُ نطاق موطنها من وسط ألبرتا إلى كارولينا الشمالية خلال موسم التفريخ، ومن جَنوب الحدود الكنديَّة إلى المكسيك خلال فصل الشتاء. الحَسُّون الأمريكيّ هو المُمَثّل الوحيد لأسرته، ويَمرّ بطور طرح ريشٍ كامل سنويًا، وتظهرُ لدى النَّوع مثنويَّةً شكليَّةً جنسيّة واضحة من حيث لون الكِسوة؛ فريش الذكور أصفرٌ برّاق مُتألّق ومُتميّز في موسم التَفريخ خلال أشهر الصيف، بَيدَ أنَّه يغدُو زيتونيًا كامِدًا، شبيهًا إلى حدٍ بعيد بِريش الأنثى، خِلال بقيَّة السنة. أمَّا الأنثى فريشها كما سَلف: أصفر كاِمد ضاربٌ إلى البُنيّ، ولا يُصبحُ بارقًا إلاّ بعض الشيء خلال الصيف. الحَساسين الأمريكيَّة آكلةٌ للبذور، وقد تكيَّفت على الاقتيات على رؤوس البذور فقط، فهيَ تمتلكُ منقارًا مخروطيّ الشكل مُلائماً لانتزاع البذور من النبات؛ وقوائمها رشيقةٌ نحيلة تُمكنها من التَّمسّك بسوق النبتة أثناء الاقتيات. هذه الشَّراشير الصغيرة المُتألِّقة طيورٌ اجتماعيَّة، تُشاهَد بِوَجه عامّ في أسراب ضخمة، تقتات ببُذور النَّباتات الشوكيَّة على جَوانب الطُرُق وبأعشاب ضارّة أخرى. عِند انزعاج الأَسراب، تَطيرُ مُرتفعةً في الهواء وتَدُور وهي تُزَقزِق طَوَال الوقت قبل أن تَهدأ مرَّة ثانية. لها تَغريد عَذب كتغريد الكَنار، تُطلقه أثناء تَحليقها الدَّورانيّ في طَيرانها الغِنائي، وهذا ما أكسَبَها اسمها الشعبيّ، أي الكنار البريّ، وإن كان غَير صَحيح من وِجهة النَّظر العلميَّة الطَّيريّة. عُشّ هذا النوع كَأس أنيقة في شجرة أو جَنبَة، وقد تتصرّفُ الطيور بعدائيَّة مناطقيَّة خلال إنشاء العُش، لكن هذا لا يدومُ طويلاً. يَرتبطُ موسم التفريخ بالفترة التي يَكثرُ فيها الطعام، فيبدأ في أواخر شهر يوليو، وهي فترةٌ تعتبرُ متأخرة بالنسبة لأي نوعٍ من الشراشير. الحسُّون الأمريكيّ أحاديّ التزاوج عادةً، أي أنَّ الفردَ منها يكتفي بشريكٍ واحد ويُخلص له، ويُنتج الزوج حضنةً واحدةً في السنة. كان للنشاط البشريّ أثرٌ طيّب ومُفيد على جمهرات الحسُّون الأمريكي، فغالبًا ما يُمكنُ العثور عليها في المَناطق السَّكنيَّة، تجذبها مَنصَّات تغذية الطيور التي ترفع من حظوظها في البقاء في هكذا موائل اصطناعيّة. كذلك استفادت هذه الطيور من إزالة الغابات التي رافقت إقامة البلدات والقُرى، إذ وفّرت لها تلك العمليَّات موائلها الطبيعيَّة المُفضّلة، ألا وهي المروج. كان عالِم الطيور أنطونيو آرنايز ڤيلينا هو أوَّل من رسم الشجرة التاريخيعرقيَّة لهذه الطيور. التصنيف العلمي تاريخ التصنيف والتأثيل كان الحسُّون الأمريكي أحد أنواع الطيور التي وصفها عالمُ الحيوان السويدي كارولوس لينيوس في الطَبعَة العاشرة الأساسيَّة من مؤلّفه من عام 1758 حامل عنوان «النظام الطبيعي» . وُضِع هذا الطائر في بادئ الأمر ضمن الجنس Spinus الذي ضمَّ جميع حساسين ونعَّارات العالم الجديد، قبلَ أن يتم دمج هذا الجنس الأخير عام 1976 ضمن جنس الحسّونيَّات بصفته ضربٌ منه، وحًمل في فترةٍ من الفترات اسم Astragalinus tristis العلميّ. أقربُ الطيُور إلى الحسُّون الأمريكي هي: الحسُّون الأصغر (C. psaltria)، وحسُّون لورنس (C. lawrencei)، والنَّعارات. على الرُغمِ من أنَّ هذا الطائر يتشارك في الاسم مع الحسُّون الأوراسيّ، إلاّ أنَّ كُلاً منهما ينتمي إلى ضربٍ مُختلف، وليسا وثيقا الصِلة. يُشتقُ اسم الجنس Carduelis من الكلمة اللاتينيَّة carduus، وهي تعني «الشوك» أو «شوكة»، أمّا اسم النّوع tristis فهي المُقابل اللاتيني لكلمة «مُتألّم» أو «حزين». السُلالات هناك أربعةُ سُلالاتٍ مُعترف بها من الحسُّون الأمريكي، وهي: السُلالة الشجينَة (C. t. tristis): أكثر السُلالات شيوعًا، يَمتد نٍطاق موطنها الشتويّ من جنوب كندا حتى كولورادو، وشرقًا حتى كل من كارولينا الشماليَّة والجنوبيَّة. أما موطنها الشتويّ فيمتد من جنوب كندا حتى فلوريدا جنوبًا ووَسط المكسيك. السُلالة الباهتة (C. t. pallidus): يُمكن تمييزها عن باقي السُلالات عَبر لونها الأبهت، وعلاماتها البيضاء الأكثر نصعًا، وقلَنسوة الذكور السوداء الأكبر. تفوقُ السُلالة الشجينَة حجمًا بقليل، ويَمتد موطنها الصيفي من كولومبيا البريطانيَّة إلى غربيّ أونتاريو، فجنوبًا إلى كولورادو، ثمَّ غربًا إلى أوريگون. في الشتاء يَمتدُ موطنها من جنوب كندا وشمال كاليفورنيا جنوبًا إلى المكسيك. السُلالة الجوَتيَّة (C. t. jewetti): أصغر حجمًا وأقتم لونًا من باقي السُلالات. تستوطن المُنحدرات الساحليّة من سلسلة جبال الكسكيد من جنوب كولومبيا البريطانيَّة حتى أواسط كاليفورنيا، ويتقاطع موطنها مع موطن السُلالة الباهتة. السُلالة الصَفصافيَّة (C. t. salicamans): تنتشر غربيّ صحراء نيڤادا خلال أشهر الصيف، وجنوبيّ ووسط باها كاليفورنيا وصولاً إلى صحراء موهاڤي وصحراء كولورادو خلال أشهر الشتاء. يكتسي كِلا الجنسين بريشٍ أكثر ميلانًا إلى البُنيّ من غيرها من السُلالات خلال الشهور سالفة الذِكر، وفي الصيف يُلاحظ أنَّ قلنسوة الذكر أصغر حجمًا قلنسوة ذكور باقي السُلالات. يُطلقُ على هذه السُلالة أيضًا اسم «حسُّون الصفصاف». الوصف القَدّ الحَسُّون الأَمريكيّ شرشورٌ صغير الحجم، يَتراوح طُوله بين 11 و13 سنتيمترًا (بين 4.3 و5.1 إنش)، ويتراوح باع جناحيه بين 19 و22 سنتيمتر (بين 7.5 و8.7 إنشات)، أما زِنتهُ فتتراوح بين 11 و20 غرامًا (بين 0.39 و0.71 أونصة). المِنقار صغير، ومخروطيّ، ولونه ورديّ أغلب أيام السنة، لكنَّه يتحوّلُ إلى بُرتقاليّ باهت عند كِلا الجنسين خلال موسم طرح الريش في الربيع. يُساعد شكل وحجم المنقار الطائر على استخراج البزور من كواسيها على الأشواك البريَّة وزهور دوار الشمس، وغيرها من النباتات. الكِسوة تطرحُ الحساسين الأمريكيَّة ريشها مرتين في السَّنة: مرّة خلال الربيع وأخرى خلال الخريف، وهي الحساسين الوحيدة التي تُبدّلُ الريش مرَّتين. خلال الشتاء يُطرحُ الريش كاملاً، أمَّا خلال الربيع فلا تُطرح ريشات الجناحين والذيل، ذات اللون البُنيّ القاتم عند الإناث والأسود عند الذكور. يًتمتَّعُ الحسُّون الأمريكي بعلاماتٍ مُميزة على ريشه تستمر ظاهرةً خلال كُلَ طرح، وهي عبارة عن شرائط على الجًناحين، وعلاماتٍ بيضاء على طرف ذيلها القصير المُثلَّم. تظهرُ مثنويَّة الشكل الجنسيّة عند هذه الطيور، المُمَثلة بلون الريش، واضحةً للعيان بعد طرح الربيع خاصةً، عندما تحتاجُ الذُكور إلى لون كِسوتها الصيفيّ البرَّاق حتى تستقطب أنثى. يستحيلُ جسد الذكر أصفرًا ليمونيًا فاقعًا بعد انتهائه من طرح الريش، وهذا اللونُ يُنتج عن طريق الصَّبغ الجزّراني الموجود في النبَاتات التي تُشكّلُ غذائه، كما تظهر قلنسوته سوداءً داكنة كسواد الفحم، وكفله أبيضًا يُمكن مُلاحظته بوضوحٍ عند الطيران. يَغلبُ اللون البُنيّ على الأنثى، وقسمها السُفليّ أبهت لونًا من الذكر، وذو مريلة صفراء. تُستبدلُ الكِسوة البهيَّة الصيفيَّة بأُخرى كامِدة بعد الطرح الخريفيّ، فيُصبحُ ريش الطائر أصفرٌ برتقالي في القسم السُفليّ من الجسد، وزيتونيّ بُنيّ على القسم العلويّ، ويَتَّخذ الوجه والمريلة لونًا أصفرًا باهتًا. تكادُ الكِسوة الخريفيَّة أن تكون مُتماثلة عند كِلا الجنسين، غيرَ أنَّ الذكر يُمكنُ تمييزه عن الأنثى عبر البُقع الصفراء على كتفيه. تَفقدُ الحساسين كُلَّ ما هو أصفر من ريشها في بعض مواطن الإشتاء، فيغلبُ عليها اللون الرماديّ الأمغر، ويستحيل اللون الزيتونيّ مُجرّدَ مسحاتٍ خفيفة يُمكن مُلاحظتها عن طريق التدقيق المُباشر فقط. يَمتلك الحسُّون الأمريكيّ اليافع ظهرًا بُنيًا كامدًا، وقسمًا سُفليًا باهت الصفار. أما الكتفين والذيل فسوداء اللون، وعلامات الذيل والكفل صفراء بُرتقاليَّة عوضَ أن تكون بيضاء كما علامات البوالغ. ولون كِسوة الحساسين اليافعة هذا هو نفسه عند كٍلا الجنسين. الصوت تَغريدُ الحسُّون الأمريكيّ عِبارة عن سلسلةٍ من الألحان العذبة الرقراقة، تنتهي عادةً بسجعةٍ مُميَزة. يَصحبُ الطيران عادةً شيءٌ من السقسقة، ذي النغم المُتباين، وتُنادي الأنثى أليفَها بتصفيرٍ رقيق متواصل ليَحضُرَ إليها، أثناء رخمها البيض. تبدأ الفراخ بالسقسقة قبل وقتٍ قصير من اكتسائها بالريش، وتستمرُ تُصدرُ هذا الصوت فقط دون غيره من الأصوات إلى أن تُغادر عُشَّها الأبويّ نهائيًا. تُصدرُ الطيور البالغةُ ندائين مُختلفين أثناء تعشيشها لإنذار باقي بني جنسها المُفرخين على مَقربة من خَطر الكواسر، أحدُ هذين الندائين يهدفُ إلى حشد الطيور على مقربةٍ من العُش لإلهاء المُفترس، والآخر للإشارة إلى الفراخ كي تَقبع هادئةً في العش حتى تُصبح أقل إثارةً للانتباه. الانتشار الموئل تُفضِّلُ الحَساسين الأمريكيَّة سكن الموائل الطبيعيَّة الَمكشوفة حيثُ تكثرُ الأعشاب الضارة، مثلَ الحقول الزراعيَّة، والمُروج، والسُهول الفيضيَّة، بالإضافة إلى جوانب الطرقات، والبساتين، والحدائق المَنزليَّة. كما يُمكنُ العُثور عليها في الأحراج النفضيَّة والمشاطئيَّة والغابات الثانويَّة. وتلجأ الطيور إلى ذات الموائل سالفة الذكر حتى خلال الهجرتين الربيعيَّة والخريفيَّة. الموطن يَمتدُ موطن التفريخ الصيفيّ عبرَ كامل أمريكا الشماليَّة، من الساحل الشرقيّ إلى الغربيّ، وتَحدّه شمالاً ولاية ساسكتشوان الكنديَّة، ويصلُ جنوبًا حتى كارولينا الشماليَّة على الساحل الشرقي، وشماليّ كاليفورنيا على الساحل الغربيّ. الحسُّون الأمريكي مُهاجرٌ لمسافاتٍ قصيرَة، تتحرَّكُ أسرابه جنوبًا ما إن يبدأ الطقس يتحوَّل إلى البرودة، ويأخذُ مخزون الغذاء بالتناقص. تُهاجر الطيور في أسرابٍ مُتراصَّة تطيرُ بنمطٍ مُتموّج غير مُنتظم. يَشتَملُ موطن التفريخ الشتوي على جنوبيّ كندا، ويَمتد جنوبًا عبر الولايات المتحدة إلى بعض أنحاء المكسيك. تنتقلُ بعض الحساسين قاطنةَ القسم الشمالي من موطنها إلى مقربةٍ من الموائل البَشريَّة التي تُزوَّد شرفاتها بمنصَّات إطعام العصافير، خلال فصل الشتاء. أمَّا في القسم الجنوبي من موطنها، فتبقى مُقيمة في موائل شبيهة بالسهول الفيضيَّة والحقول التي تعيش فيها خلال الصيف. مُحاولات الإدخال جَرَت بضعة مُحاولات لإدخال الحسُّون الأمريكي إلى مناطق أخرى خارج موطنه الطبيعي، مثل جزر برمودا خلال القرن التاسع عشر، وجزيرة تاهيتي في سنة 1938، غيرَ أنَّ الطيور فشلت في التأقلم مع البيئات الجديدة ونَفقت كُلَّها. السلوك الحَساسين الأمريكيَّة طيورٌ اجتماعيَّة خارج موسم التناسل، تعيشُ في أسرابٍ ضخمة، تُحلّق في نمطٍ متوّج، وعادةً ما تُخالطُ أسرابها أسراب شراشير أُخرى. تعيش هذه الطيور في مُستعمراتٍ فضفاضة خلال موسم التزاوج، ويَنزع الذكر إلى العدائيَّة تجاه الذكور الأجنبيَّة خلال فترة إنشاء العش، فيدفع بعيدًا كلُ من يتعدّى حدود حوزه، وتتصرّف الأنثى بنفس الطريقة مع الإناث الغريبات. تتلاشى العدائيَّة عند كلا الزوجين ما أن تضع الأنثى بيضها. لا تَتَصرَّف الحساسين الأمريكيَّة بعدائيَّة تجاه الكواسر قاطنة حوزها؛ ولا تفعل شيئًا عند رؤيتها في الجوار عدا إصدار بعض نداءات الإنذار. من أبرز المُفترسات التي تقتات على الحَساسين الأمريكيَّة: الأفاعي، وبنات عرس، والسناجب، والقيقان الزرقاء، التي تفتك بالبيض والفراخ على حدٍ سواء، والبيزان والقطط التي تفترس الطيور سواء الكبيرة أو الصغيرة. الغذاء الحَساسين الأمريكيَّة آكلةُ بزورٍ في الغالب، وقد تصطاد الحشرات بين الحين والآخر، وبالأخص خلال موسم التفريخ حتى تُطعمها إلى فراخها ذات الحاجة الأمسّ إلى الپروتين. وهي تقتاتُ خلال النهار فقط. يتألَّف غذائها من طائفةٍ واسعة من بزور النباتات الحوليَّة، من الأعشاب الضارّة والشُجيرات، من شاكلة: الشوك البريّ، والدبساسية، والطرخشقون، والرجيد، والبوصير، والكوسموس، ودوار الشمس، والنغت. كما يُمكنها أن تقتات على بصلات الأشجار، ونسغ القيقب، وثمار التوت والعُلّيق. وهي من العصافير الشائعة في الحدائق المَنزليَّة المزوَّدة بمنصّات إطعام الطيور، خاصّةً خلال فصل الشتاء، حيثُ تُظهر ولعًا خاصًا بالبزور السوداء المعروفة أيضًا ببزور النيجر. تستخدمُ الحَساسين الأمريكيَّة قوائمها بكثافة خلال اقتياتها، على العكس من بعض أنواع الشراشير الأخرى، فهيّ غالبًا ما تتدلّى من رأس النبتة أثناء الاقتيات حتى تَتَمكَّن من الوصول إلى البزور بسهولةٍ أكبر. وخِلال الربيع تأكلُ من عسيل الصفصاف المُتدلّي من شجر القضبان وجار الماء، وذلك بأن ترفع إحداها بمنقارها ثمَّ تُثبتها على الغصن باستخدام قائمتها، وتُمكّنُ الحذاقة هذه الحَساسين من الحصول على مورد غذاءٍ غير مُتاح لأنواعٍ أخرى تُنافسها على الطعام والموئل، فتزيد بالتالي من فُرص بقائها. التفريخ يبدأ موسم تفريخ الحَساسين الأمريكيَّة مُتأخرًا عن مواسم باقي الشراشير، ولعلَّ ما يُفسّرُ ذلك هو وفرة البذور أواخر أشهر الصيف، إذ أنها تُشكّلُ القسم الأعظم من غذائها. التودد والتعشيش تبدأ الذكور بالتودد إلى الإناث خلال أواخر شهر يوليو، وتشتملُ طقوس التودد والمُغازلة على مُناوراتٍ جويَّة تؤديها الذكور ويصحبها تغريدٌ رقراق. يبدأ عرض الطيران عندما يسعى الذكرُ خلف أنثى مُعينة، فيُلاحقها وهي تطيرُ بنمطٍ مُتعرّجٍ مُراوغ. يُعلنُ الذكر للأنثى عن لياقته وصحته على المديين القريب (أي وضع جسده الحاليّ) والبعيد (أي جودة مورثاته) على حدٍ سواء، عبر التباهي أمامها بلون منقاره وريشه. عندما تتقبل الأنثى ذكرًا ليكون شريكًا لها، يُحلّق الزوجان في دوائر، ويُغرّدُ الذكر طيلة هذا الوقت. ما أن يعثر الذكر على شريكة حتى يختار لهما حوزًا يُعلّمُ حدوده صوتيًا، فيطيرُ من مجثمٍ إلى آخر وهو يُغرّد، ويؤدي عدَّة حركات بهلوانيَّة أثناء تحليقه، فيدور عبر مُحيط الحوز ثمَّ يُحلّقُ تحليقًا منبسطًا على علوٍّ مُنخفض، ثمَّ يُحاكي الطيران المعهود بشكلٍ مُبالغٍ فيه، فيثني جناحيه ويهبط إلى الأرض، قبل أن يبسطهما مُجددًا لينزلق عاليًا مؤديًا سلسلةً من الحلقات. قد يضمُّ زوجان أو ثلاثة أزواجٍ من الحَساسين الأمريكيَّة أحوازها لتُشكّلَ حوزًا ضخمًا واحدًا، أو مُستعمرةً فضفاضة، ويُعتقد أن سبب ذلك هو حماية الأعشاش من الضواري. تتولّى الأنثى مُهمَّة بناء العش، فتنتقي موقعًا مُلائمًا في شجرةٍ أو جنبةٍ نفضيَّة على ارتفاعٍ يُقارب 10 أمتار (33 قدمًا). يستمرُّ بناء العُش حوالي ستة أيام، تعملُ الأنثى خلالها مابين 10 و40 دقيقة مُتزايدة. غالبًا ما يُرى الذكر وهو يَطيرُ إلى جانب الأنثى أثناء تجميعها مواد البناء، وقد يُشاركها عبء حمل بعضها، لكنه يترك مُهمَّة إنشاء العش نفسه إليها. تُصنعُ القشرة الخارجيَّة للعش من لحاء الأشجار، والطحالب، وحبال الكروم، والأعشاب. يصل قطر العش الداخليّ بعد انتهائه إلى حوالي 6.5 سنتيمترات (2.6 إنشات). تُدعَّمُ الحافَّة باللحاء المُقيَّد بشباك العنكبوت وحرير اليساريع، ويُبطّنُ الداخل بورق الصقلاب، أو الشوك البريّ، أو البوط. تُحاك مواد بناء العُش بشكل متينٍ للغاية لدرجة أنها تحبسُ الماء، وقد تنفقُ الفراخ غرقًا في عاصفةٍ رعديَّة بحال لم يَقم الوالدان بتغطية العُش. تضع الأنثى ما بين أربعة وستة بيضات ضاربة إلى الزُرقة، يصل حجمها إلى حجم حبَّة الفول السوداني تقريبًا (16 × 12 ميليمتر؛ أو 0.63 × 0.47 إنش)، ويُعتقد أنها توضع خلال الليل. تنفرد الأنثى برخم البيض، ويتولّى الذكر مُهمَّة إطعامها طيلة هذه الفترة. تُنتجُ معظم الحًساسين الأمريكيَّة فقسةً واحدةً في السنة. الفراخ تفقس الصغار بعد فترةٍ تمتد بين 12 و14 يومًا من الرخم. وكما هو الحال عند جميع العصفوريات، فإنَّ الصغار تفقسُ عمياء وعارية مُحمرَّة الجسد، وتمتلكُ زغبًا رماديًا بسيطًا. تُطعم الأم صغارها طعامًا مُقلسًا عبارةٍ عن مزيجٍ من البزور والحشرات، وتنمو الفراخ سريعًا، فتفتح عيناها بعد ثلاثة أيَّامٍ من الفقس، وتكتسي بريش الطيور اليافعة البنيّ الضارب للزيتوني بعد فترةٍ تمتد بين 11 و15 يومًا، تكون خلالها قد بدأت تتدرَّب على الطيران لمسافاتٍ قصيرة على مقرُبةٍ من العش. يستمرُّ الذكر بإطعام صغاره بعد ثلاثة أسابيع من تريُّشهم، ويُحدد مكانهم عبر الاستماع إلى ندائاتهم. تتوقف الفراخ عن النداء وطلب الطعام ما أن تُصبح مُستقلَّةً كُليًا عن أبويها. المُتطفلات على الأعشاش تقع الحَساسين الأمريكيَّة ضحيَّة المُتطفلات على الأعشاش في أحيانٍ كثيرة، وبالأخص شحارير البقر بُنيَّة الرأس. أظهرت إحدى الدراسات أنَّ حوالي 9% من أعشاش الحَساسين الأمريكيَّة تغزوها الطيور سالفة الذكر وتضع فيها بيضةً واحدة. غيرَ أنَّ الحسَاسين تُعدّ آباءً بديلةً سيئةً لأي نوعٍ من المُتطفلات، فقد أظهرت الدراسات أنَّ نسبةٍ منخفضةً من بيوض شحارير البقر فقست في أعشاشها، وأنه لم يصل أيٌ من تلك الفراح مرحلة التريُّش، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحَساسين لا تُظهرُ أيَّ تكيّف لمواجهة الطيور المتطفلة. يُعتقد أنَّ نفوق فراخ شحارير البقر بنيّة الرأس يعود إلى سوء التغذية، فالحساسين الأمريكيَّة تقتات على البزور بشكلٍ رئيسيّ، بينما تقتات الشحارير على الحشرات بنسبةٍ أعلى من البزور. العلاقة مع البشر يُمكنُ العُثور على الحَساسين الأمريكيَّة في الموائل البشريَّة عبر جميع أنحاء موطنها، ومن أبرز أسباب ذلك تشجيع البشر أنفسهم لها، فالكثيرُ من الناس من هواة مُراقبة الطيور يَجتذبها إلى حديقة منزله عبر تزويدها بمنصَّات مُغذيات تحوي بزورًا من الأنواع التي تُفضّلها، أو عَبر زرع أعشابٍ ونباتاتٍ مُعمِّرة، من شاكلة: الزينيَّة، والكوسموس، وبلسم النحل، والقنفذيَّة، تُنتِجُ بزورًا تقتات عليها الحَساسين. كان لإطعام هذه الطيور من قبل البشر أثرٌ طيّب ومفيد على جمهراتها وعلى النوع ككل، على الرغم من أنَّ بعض الخبراء والعلماء يُجادل في تأثير هذا على الطيور، من ناحية إفقادها خوفها الغريزيّ من البشر، وتغيير عاداتها الطبيعيَّة وجعلها تعتمد على الإنسان في تأمين القوت. الحَساسينُ الأمريكيَّة شائعة عبر جميع أنحاء موطنها، ولا يُهددها أي شكل من أشكال النشاط البشريّ. كان للتحطيب وإزالة الغابات أثرٌ جيّد على الحَساسين، على العكس من الكثير من أنواع الحياة البريَّة الأخرى، فقد خلَق لها هذا الأمر مروجًا وفسحاتٍ عُشبيَّة تقتات فيها على بزور الأعشاب الضَّارة، وقلَلَ من هجرة الأنواع الجنوبيَّة المُنافسة لها، الباحثة عن الغابات والأحراج. يُشكّلُ الحسُّون الأمريكيّ رمز ثلاثة ولايات أمريكيَّة هي: آيوا، ونيو جيرسي، وواشنطن. ومن الجدير بالذكر أنَّ من اختاره ليكون رمز الولاية الأخيرة كان أطفال المدارس، وذلك في سنة 1951. انظر أيضًا الحسُّون الأصغر حسُّون لورنس الحسُّون الأوراسي الحسُّون الأخضر الأوروبيّ المراجع وصلات خارجية ڤيديوهات عن الحَساسين الأمريكيَّة على موقع مجموعة الطيور على شبكة الإنترنت. ڤيديو عالي الدقَّة (HD) لِحسُّون أمريكيّ بالإضافة إلى صورة، وڤيديو عالي الدقَّة لطائرٍ يُغرّد. عرض الحسُّون الأمريكيّ – نص معلوماتيّ غير علميّ يتحدث عن الحَساسين الأمريكيَّة. أصنوفات سماها كارولوس لينيوس أنواع القائمة الحمراء غير المهددة حسونيات حيوانات شرق الولايات المتحدة رموز نيوجيرسي طيور أمريكا الشمالية طيور المكسيك طيور الولايات المتحدة طيور كندا طيور وصفت في 1758 كعتر
ar
doc-ar-8325
الانتقال الديمقراطي الإسباني هو المرحلة التاريخية التي انتقلت خلالها إسبانيا من نظام فرانسيسكو فرانكو الديكتاتوري إلى دولة ديمقراطية مسيرة بدستور ضامن لدولة القانون. اختلف المؤرخون حول الامتداد الزمني للانتقال الديمقراطي الإسباني، فبينما يحده بعضهم بين تاريخي تنصيب خوان كارلوس الأول كملك لإسبانيا (في 22 نونبر 1975) ودخول دستور 1978 حيز التنفيذ (29 دجنبر 1978)، يحصره آخرون بين 20 نوفمبر 1975، تاريخ وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، و28 أكتوبر 1982، تاريخ نهاية فترة حكومة حزب اتحاد الوسط الديمقراطي. وهناك أيضا من يؤرخ لنهاية الانتقال الديمقراطي الإسباني بين 1985 و1986، حيث انضمت إسبانيا للسوق الأوروبية المشتركة (سلف الاتحاد الأوروبي) وصادق الشعب الإسباني على استفتاء عضوية الناتو. تمتد تصنيفات بداية المرحلة أيضا إلى 20 دجنبر 1973، تاريخ اغتيال لويس كاريرو بلانكو، بل وحتى إلى سنة 1966، سنة اعتماد القانون الأساسي الإسباني والذي اعتبر آنذاك انفتاحا ديمقراطيا محتشما لنظام فرانكو. وتبقى أكثر تصنيفات المرحلة امتدادا في الزمن هي تلك التي تعتبر بداية حكومة الحزب الشعبي في 1996 نهاية للانتقال الديمقراطي الإسباني. أهم الأحداث التصنيف الأكثر إجماعًا بين المؤرخين هو ذلك الممتد بين وفاة الفريق فرانكو في 20 نوفمبر 1975 وفوز حزب العمال الاشتراكي الإسباني في الانتخابات التشريعية لعام 1982. وفي ما يلي أهم الأحداث المفصلية التي ميزت الانتقال الديمقراطي الإسباني: انتقال السلطة إلى مجلس وصاية حتى 22 نوفمبر 1975، حيث تم تنصيب خوان كارلوس الأول ملكًا لإسبانيا أمام البرلمان. خوان كارلوس الأول يبقي على حكومة سلفه برئاسة كارلوس آرياس نابارو. استقالة رئيس الحكومة كارلوس آرياس نابارو في 1 يوليو 1976 بفعل تضارب الروح المحافظة للحكومة الموروثة من النظام السابق مع إرادة الملك في إصلاح سياسي. تعيين أدولفو سواريث رئيسا للحكومة محل نابارو، وإطلاق حكومته لحوار وطني مع فعاليات الطيف المدني والسياسي الإسباني من أجل إنشاء نظام ديمقراطي في البلاد. مصادقة البرلمان الإسباني على قانون الإصلاح السياسي والذي دخل حيز التنفيذ غداة المصادقة عليه في استفتاء شعبي في 15 دجنبر 1976. من أهم مضامين هذا القانون الأساسي حل النظام القائم وترسيخ مفهوم دولة القانون وتبني نظام برلماني بغرفتين. وكمنت أهمية القانون في خصوصية النظام القائم آنذاك الذي كان مبنيًا على قوانين أساسية تسمو على المنطق الدستوري، مما كان يفرض المرور من هذه الخطوة قبل طرح أي مسودة دستور ديمقراطي لاستفتاء شعبي. ويعتبر الفقيه الدستوري طوركواطو فيرنانديث ميراندا إيبيا مقترح هذه الخطوة التي استجابت لرغبة النخبة السياسية الإسبانية في انتقال ديمقراطي ضامن لحد أدنى من الاستمرارية المؤسساتية والسياسية. في 1977 أجريت أول انتخابات تشريعية ديمقراطية منذ فترة الحرب الأهلية الإسبانية. احتل حزب اتحاد الوسط الديمقراطي المرتبة الأولى دون بلوغه الأغلبية، وتم تكليفه بتشكيل الحكومة. في نفس السنة تم تشكيل لجنة صياغة أول دستور ديمقراطي إسباني. في 6 ديسمبر 1978 صادق الشعب الإسباني على دستور 1978 الذي دخل حيز التنفيذ في 29 دجنبر 1978. في سنة 1981 استقال أدولفو سواريث من رئاسة الحكومة لتراكم مجموعة من الإكراهات كالأزمة الاقتصادية وصعوبة تنزيل الإدارة الجهوية وتكاثف أعمال العنف الصادرة من تنظيم إيتا، إلا أن أكبر مثبط لعمل الحكومة آنذاك كان المقاومة الشرسة لتيارات داخل الجيش الإسباني لأي انتقال ديمقراطي. خلال جلسة البرلمان لانتخاب خلف سواريث في 23 فبراير 1981، ليوبولدو كالبو صوطيلو، قام العميد طيخيرو مولينا بحجز النواب البرلمانيين كرهائن. كانت تلك العملية الحلقة الأبرز في محاولة انقلابية فاشلة قادتها مجموعة من الضباط عبر التراب الإسباني. فشلت المحاولة الانقلابية بفضل صمود الطبقة السياسية الإسبانية والصرامة التي أبداها آنذاك الملك خوان كارلوس الأول في القيام بدوره بصفته قائدًا أعلى للجيش الإسباني وبصفته ضامنًا للاختيار الديمقراطي. شكل انقلاب 23 فبراير أصعب لحظة في الانتقال الديمقراطي الإسباني. عرف حزب اتحاد الوسط الديمقراطي توترات داخلية بين سنتي 1981 و1982 انتهت بحله عام 1983. توزعت قواعد الحزب بين الحزب الشعبي (لذوي التوجه السياسي الديمقراطي المسيحي) وحزب العمال الاشتراكي الإسباني (لذوي التوجه اليساري). في 1982 فاز حزب العمال الاشتراكي الإسباني بالأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية مدشنا الولاية التشريعية الثانية للديمقراطية الإسبانية الوليدة آنذاك. السياق التاريخي والعوامل الأساسية لنموذج التحول ساهمت مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية في تكون وعي سياسي بضرورة دمقرطة نظام الحكم بإسبانيا، وتسريع مرحلة الانتقال الديمقراطي. ثورة القرنفل خلق نجاح الانتقال الديمقراطي البرتغالي، في 1974، وانهيار ديكتاتورية الإسطادو نوفو (Estado Novo) العسكرية ارتباكا في الأوساط المساندة لنظام فرانكو. فبسبب الشبه الكبير بين النظامين وتقاسم المجتمعين الإسباني والبرتغالي لمجموعة من السمات الاجتماعية والسياسية والتاريخية، تولد لدى الحراكين الديمقراطيين في البلدين وعي بوحدة المصير سهل امتداد المد الثوري البرتغالي إلى الجار الإيبيري وإن كان بصيغة أكثر سلمية من الانتقال البرتغالي. وفيما يلي عوامل التحول المشتركة بين البلدين: نظامان ديكتاتوريان عسكريان معمران (الأقدم أوروبيا منذ ثلاثينات القرن العشرين). حضور قوي ومهيكل للقوى اليسارية في النقابات والجامعات وفي أوساط المغتربين. ظهور طبقات وسطى واعية سياسيا منادية بالدمقرطة السلمية. يعتبر هذا المكون عاملا أساسيا في تسريع التحول، لأن استمرار حضور أهوال الحرب الأهلية الإسبانية والحروب الكولونيالية البرتغالية في المخيال الجماعي جعل الحراك الديمقراطي أكثر جنوحا للسلمية ولاستمرارية المؤسسات. ظهور تيارات إصلاحية في المؤسستين العسكريتين للبلدين، تحت تأثير الانهيار السريع لسياستيهما الكولونيالية في أفريقيا في بداية السبعينات. الملكية ورث خوان كارلوس الأول نفوذا وسلطة واسعين على أساس القانون الأساسي لانتقال الحكم (لسنة 1947) بعد تعيينه خلفا من طرف فرانكو سنة 1969. وبمجرد توليه الحكم انخرط في مسلسل الدمقرطة مساندا من المنتظم الدولي ومن الطيف السياسي الإصلاحي والطبقة الاقتصادية وحتى من أوساط واسعة من الإدارة الفرانكوية. لعب دورا حاسما في دفع الإدارة والقضاء والجيش في تبني قيم التغيير وجعل الملكية نقطة مرجعية يسرت انتقالا دون فراغات على مستوى القيادة أو على المستوى القانوني. كان على الملك المبتدئ آنذاك قيادة هذا المسلسل تحت مجموعة من الإكراهات: المحافظة المتشددة للفرانكويين: شكل أنصار إسبانيا الفرانكوية، المعروفين في الأدبيات الإسبانية بالأولطراس (ultras) أو البونكر (bunker)، مصدر خطر مستمر لظهور ردة ديمقراطية خلال سنوات الانتقال الديمقراطي. وذلك لتوغلهم داخل المؤسسة العسكرية ومؤسسات الدولة. كان للسياسة التوافقية (و الغير إقصائية) التي نهجها الملك دور في التحييد التدريجي لتأثير هذه الأجنحة. كما كان المنهج القانوني للتغيير، الذي لم يحدث قطيعة مع الهياكل السابقة (خصوصا القوانين الأساسية)، مانعا للفراغات القانونية والدستورية خلال مرحلة الانتقال ولأي استفزاز للأجنحة المحافظة. ويعتبر الفقيه الدستوري طوركواطو فيرنانديث ميراندا إيبيا، أستاذ خوان كارلوس في القانون السياسي، منظر فلسفة التغيير الناعم هاته التي ساهمت في التخفيف من هذا الإكراه. المؤسسة العسكرية: ورث خوان كارلوس الأول قيادة جيش نظام ديكتاتوري وذي حضور وازن في تدبير المشهد السياسي مما يتناقض مع دور جيش حديث في إطار دولة قانون ديمقراطية. كان الجيش الإسباني آنذاك ذا بنية تقليدية وغير احترافية وكان ساحة لتجاذبات سياسية إصلاحية وأخرى محافظة ذكتها إحباطات انهيار ديكتاتورية الجار البرتغالي وفشل السياسة الكولونيالية في إفريقيا. كانت لحظة انقلاب 1981 الفاشل، والتي لعبت المؤسسة الملكية دورا كبيرا في إحباطها، نهاية آخر الفلول الارتدادية داخل الجيش الإسباني وبداية انتقال المؤسسة العسكرية نحو الاحترافية في مسلسل تأهيل استمر لثماني سنوات. العنف السياسي: شكلت الأجنحة المتطرفة، يمينية كانت أم يسارية، تهديدا مستمرا لمرحلة الانتقال الديمقراطي. فقد كان لاستفحال الصدام بين هذه الأجنحة والتيارات المحافظة والجيش أن يخلق دوامة من العنف والعنف المضاد كان من الممكن أن تقوض الدمقرطة إلى غير رجعة. ساهمت سرعة المسلسل الانتقالي والمنهج التوافقي والاستمراري في تخفيف تأثير هذه التيارات. كما ساهم الحسم في الاختيار الديمقراطي من طرف النقابات والأحزاب السياسية اليسارية (بين 1971 و1972)، إضافة لهيكلتها التنظيمية الجيدة، في ضبط القواعد والتهميش التدريجي للعنف السياسي. الحراك المجتمعي عرفت إسبانيا منذ خمسينات القرن العشرين تحولات في بنيتها الاقتصادية والاجتماعية نتيجة تصنيعها المتزايد وظهور طبقة حضرية نشيطة بطبقة متوسطة وازنة. فرغم مصادرة نظام فرانكو لأغلب الحقوق المدنية والسياسية إلا أن أشكال التأطير المدني والسياسي تكاثفت في إسبانيا منذ الستينات عبر النقابات والاتحادات الطلابية والأحزاب السياسية وجمعيات السكان وجمعيات ربات المنازل. ولقد اضطرت الاحتجاجات العمالية النظام لإعلان حالة الطوارئ ثلاث مرات خلال سنتي 1969 و1970 وإلى حظر الجمعيات السياسية سنة 1964. وفيما يلي أهم محطات وعناصر الحراك المجتمعي الذي سبق ورافق الانتقال الديمقراطي الحركة العمالية: خلال ستينات القرن العشرين، وبتأطير من الحزب الشيوعي الإسباني، قامت مجموعة من الخلايا العمالية المتفرقة عبر مقاطعات أستورياس وكتالونيا ومدريد وإقليم الباسك بتأسيس اتحاد عمالي عرف باللجان العمالية (Comisiones Obreras). تطورت مطالب الحركة العمالية عبر التراب الإسباني وعلى مستوى مجموعة من القطاعات الحيوية كالمناجم والصناعات التحويلية، ناهجة سياسة توسعية اختراقية (entrismo) للنقابات الفرانكوية القائمة. بسبب القمع الوحشي الذي ووجهت به تحولت الحركة العمالية الإسبانية من المطالب الاجتماعية (كرفع الأجور والضمان الاجتماعي) إلى المطالب المدنية والسياسية، وشكلت حافزا لانضمام شرائح واسعة من المجتمع (كالطلبة والمثقفين) إلى الجبهة المناهضة للفرانكوية. ساهمت الإضرابات العمالية الضخمة بين 1971 و1975 في تعبئة الطيف السياسي الإسباني وتحقيق مكتسبات سياسية وعمالية وخصوصا في تسريع وتيرة الانتقال الديمقراطي. الحركة الطلابية: شكلت الفضاءات الجامعية الإسبانية خلال عقدي الستينات والسبعينات معقلا للاحتجاج السياسي، متأثرة بموجات التغيير الأوروبية، وخصوصا انتفاضة ماي 68 وربيع براغ. كانت أغلب التنظيمات الطلابية ذات توجه يساري (تروتسكية أو ماوية)، وعرفت إعلاميا باسم بروغريس (progres). لعبت الحركة الطلابية آنذاك دورا كبيرا في التكوين السياسي لجيل من السياسيين الذين بصموا مرحلة الانتقال الديمقراطي (فيليبي كونثاليث كمثال). وساهمت خلال سنوات إرهاصات الانتقال الديمقراطي في تشكيل جبهة نضالية موحدة مع الحركة العمالية، وساعدها في ذلك توفرها على قواعد ضخمة بالمراكز الجامعية الكبرى كشلمنقة وبلد الوليد وبرشلونة ومدريد وإشبيلية وبلباو. أكبر دليل تاريخي على الخطر الذي كانت تشكله الحركة الطلابية بالنسبة لنظام فرانكو هو إلحاق الأخير لأول جهاز استخباراتي إسباني (Servicio Central de Documentación SECED) بوزارة التعليم في 1969. المثقفون: عانت الحياة الثقافية الإسبانية خلال أربعينات وخمسينات القرن العشرين من جمود كبير عرف بتسمية (páramo cultural)، وذلك تحت تأثير القمع والرقابة (الخارجية أو الذاتية) وهجرة أغلب المبدعين إلى الخارج. ابتداءً من الستينات، وتحت تأثير الحراك الاجتماعي، حدث انفتاح في المشهد الثقافي مكن من عودة زمرة من المبدعين المغتربين وظهور جيل من الأدباء ودور النشر ذات المدى الإصداري الواسع. تميزت المرحلة أيضا بنزيف داخل جبهة المثقفين الفرانكويين والتي اصطف جزء منها إلى جانب التيار الإصلاحي (كاميلو خوسي ثيلا كمثال). تميز المثقفون الإسبان خلال تلك الفترة بالتزامهم السياسي وعمليتهم ولا نخبويتهم، حيث ارتبطوا عضويا بباقي مكونات الحراك المجتمعي كالجامعات والنقابات وخصوصا الأحزاب السياسية. ومن أهم الأسماء الأدبية والفلسفية التي جسدت هذه الممارسة: إنريكي تييرنو وخوصي لويس لوبيث أرانغورين وأغوستين غارثيا كالبو وأنطونيو طوبار وخوصي ماريا بالبيردي. تميز الحراك الثقافي آنذاك أيضا بازدهار للمسرح الجامعي وأندية شعبية للسينما والموسيقى الملتزمة (جوان مانويل صيراط كمثال)، وساعدت هذه الأشكال الإبداعية على خلق فضاءات للحوار والتثقيف السياسيين وسط شرائح اجتماعية واسعة. التكتلات المدنية: في 1964 قامت السلطات الفرانكوية بسن قانون جمعيات يقيد أنشطتها السياسية. رغم ذلك استطاع المجتمع الإسباني أن يبدع أطرا جديدة مثل جمعيات الأحياء وجمعيات ربات البيوت، والتي استطاعت تأطير مئات الآلاف من المواطنين. انطلقت هذه التكتلات المدنية من مطالب اجتماعية بسيطة (كإنشاء المدارس وتحسين وسائل النقل وتوفير مواقف السيارات)، لتتطور لتنظيم المظاهرات التضامنية مع المعتقلين السياسيين وتنخرط في نفس النسق النضالي للحركات العمالية والطلابية. الكنيسة الكاثوليكية: رغم كونها إحدى أهم ركائز الفرانكوية في بداياتها إلا أن الكنيسة الكاثوليكية ستعرف انطلاقا من الستينات ظهور تيارات إصلاحية ومعارضة للديكتاتورية امتدت لأعلى مستوياتها التسييرية. استفادت هذه التيارات من دعم البابا بولس السادس وساهمت خلال الانتقال الديمقراطي في التشجيع على التوافق السياسي. الطبقة السياسية، فلسفة الأولويات وحس التوافق ساهمت مجموعة من العوامل في دفع الطبقة السياسية إلى بناء توافقات عريضة سرعت وتيرة مسار الانتقال: تشجيع المجتمع الدولي آنذاك للتحول السلمي. تواجد تيارات وازنة تؤمن بالعنف السياسي (كإيتا والجماعات الجذرية يمينية كانت أو يسارية) والأسلاك المحافظة في الجيش والشرطة والإدارة الفرانكوية. تفاعل هذا الهاجس بطريقة مركبة مع مكون التوافق، فبقدر ما ساهم خطر العنف في سيادة ثقافة التوافق في أصعب لحظات الانتقال بقدر ما ساهم في دفع العديد من التيارات الجذرية للقيام بمراجعات مهمة وتغليب كفة العمل السلمي. استمرار حضور أهوال الحرب الأهلية الإسبانية في الذاكرة الجماعية الإسبانية دفع جميع الأطراف إلى تبني سلوك إيجابي وتوافقي خلال محطات الانتقال. تميزت الأحزاب السياسية الإسبانية الفاعلة آنذاك (و خصوصا الحزب الشيوعي (PCE) والحزب الاشتراكي العمالي(PSOE)) بتغليب الأهداف النهائية على المبادئ الإيديولوجية الذاتية. ومن أهم دعاة هذه الفلسفة السياسية أدولفو سواريث وفيليبي كونثاليث وسانتياغو كاريو ومانويل فراغا. اعتمدت المعارضة الديمقراطية آنذاك على آلية التكتل، فكان المجلس الديمقراطي (Junta democratica) أول ائتلاف بمبادرة من الشيوعيين (PCE) سنة 1974، وفي 1976 نشأت الأرضية الديمقراطية (Plataforma democratica) بمبادرة الاشتراكيين (PSOE). اندمجت الهيأتان في إطار موحد عرف باسم التنسيقية الديمقراطية (Platajunta) وهكذا تشكلت قوة ضغط قوية ضمت مكونات كانت إلى الأمس القريب متنافرة إيديولوجيا (كاليساريين والكارليين والليبراليين)، وجعلت طيف المعارضة يتبنى برنامجا واضحا يطالب بالحريات العامة وإجراء انتخابات وتشريع الأحزاب السياسية والجمعيات المدنية. عوامل أخرى ساهمت أحداث وسياقات أخرى في رسم معالم الانتقال الديمقراطي من بينها: توافر مؤهلات اقتصادية محترمة وطبقة وسطى مزدهرة مكنت من تطبيق اللامركزية. حيث يعتقد بعض المؤرخين أن فشل الجمهورية الإسبانية في ثلاثينات القرن العشرين، يرجع بالأساس لهشاشة الاقتصاد الإسباني آنذاك. ساهم تبني النظام الفيدرالي في امتصاص جزء كبير من التوترات الانفصالية الجهوية وانخراط النخب الجهوية في مسلسل الإصلاح. اغتيال منظمة إيتا للويس كاريرو بلانكو، رجل النظام القوي والمرشح الأول لخلافة فرانكو آنذاك، في 20 دجنبر 1973، أي فقط 6 أشهر بعد تقليده رئاسة الحكومة. شكل هذا الاغتيال آنذاك ضربة قوية للنظام الفرانكوي، وأدى لانقسامه بين تيارات إصلاحية وأخرى محافظة. المراجعات السياسية لليساريين الإسبان، خصوصا يساريي الداخل، والمتمثلة في الحسم في الخيار الديمقراطي. ولقد ساهمت صدمة اليسار الأوروبي إثر أحداث انتفاضة ماي 68 وربيع براغ، في نشأة تيار من السياسيين اليساريين الأقل ارتباطا بالمعسكر الشرقي (مقارنة بالمغتربين) تمكنو من البسط الديمقراطي لأفكارهم خلال مؤتمر الحزب الاشتراكي العمالي لسنة 1972. اعتبر فيليبي كونثاليث أيقونة هذا التيار حيث انتخب ككاتب أول للحزب سنة 1974. موجة العنف السياسي لسنة 1977: عرف النصف الأول من سنة 1977 تكاثف أحداث عنف وعنف مضاد من طرف المجموعات الجذرية. وكانت أهمها مجزرة أطوتشا (Matanza de Atocha) التي نفذها موالون للفرانكوية وتوفي خلالها 5 محامين موالين للجان العمالية والحزب الشيوعي، وعمليات منظمة إيتا (تسببت في مقتل 28 شخصا في 1977)، وعمليات منظمة (GRAPO) الماوية. خلقت موجة العنف هاته وعيا بضرورة تسريع الإصلاح وواجهتها الطبقة السياسية بإلغاء جميع أشكال المنع أمام الأحزاب السياسية وإجراء أول انتخابات تشريعية ديمقراطية منذ الحرب الأهلية الإسبانية في يونيو 1977. أهم التحولات النظام القضائي رسخ دستور 1978 مبدأ استقلال القضاء وأنشأ المحكمة الدستورية العليا المخولة الوحيدة لتقرير نفاذ القوانين ولفض النزاعات بين الحكومة المركزية والحكومات الجهوية. تضم هذه المحكمة 12 عضوا يعينهم الملك بناء على المحاصصة التالية: 4 أعضاء يسميهم مجلس النواب بموافقة ثلاثة أخماس أعضائه 4 أعضاء يسميهم مجلس الشيوخ بموافقة ثلاثة أخماس أعضائه عضوان (2) تسميهما الحكومة عضوان (2) يسميهما المجلس الأعلى للقضاء أربع جهات داخل الدولة مخولة للتوجه نحو المحكمة الدستورية هي رئيس الحكومة أو ديوان المظالم (Defensor del pueblo) أو مجموعة برلمانية من 50 نائبا على الأقل (من مجلس النواب أو مجلس الشيوخ) أو الأجهزة التنفيذية للمقاطعات الذاتية الحكم. الإصلاح الدستوري أهم مضامين الإصلاح الدستوري ل 1978: اعتبار الكرامة الجسدية والحريات الشخصية على رأس الأولويات (تم تحصين هذا المبدأ بتشريعات متعلقة بإلغاء عقوبة الإعدام والسجن المؤبد وتحريم التعذيب والاعتقال التعسفي). ضمان الحريات العامة من قبيل حق التظاهر وتأسيس المنظمات المدنية والسياسية وحرية التعبير والصحافة. تبني نظام انتخابي على أساس التمثيل النسبي مع التنصيص الدستوري على المقاطعة كدائرة انتخابية. قصر نطاق عمل القضاء العسكري في المجال العسكري والفصل بين إجراءات التحقيق وإجراءات المحاكمة في القضايا الجنائية. تبني نظام لامركزي شبه فيدرالي، يتيح للمقاطعات الذاتية الحكم انتخاب برلمانات جهوية وتنصيب حكومات جهوية وإدارات محلية مستقلة، مع الاعتراف بخصوصياتها الثقافية واللغوية. حصر إعلان حالة الطوارئ بين البرلمان والحكومة، ووضع القوات المسلحة تحت السيطرة الكاملة للمؤسسات المدنية. المؤسسة العسكرية انطلقت عملية تحول الجيش الإسباني في 1982، واستمرت لثماني سنوات، هادفة إلى إنهاء الاستقلالية السياسية والهيكلية والاقتصادية والتشغيلية التي كانت تتمتع بها القوات المسلحة، كما هدفت أيضا إلى تغيير نظرة المواطنين حيال جيشهم الوطني. ومن أهم العوامل المساعدة للتحول: إمكانية دخول إسبانيا لحلف شمال الأطلسي وهو ما مكن من الارتقاء بأنظمة الدفاع والأطر المؤسساتية والمهنية إلى المعايير الأطلسية (دخلت البلاد للحلف لاحقا في 1986). ولقد استفادت إسبانيا خلال هذه الفترة من الخبرتين الأمريكية والأوروبية في التأهيل الاحترافي للجيوش. قانون العمل العسكري الذي أقره البرلمان في 1989 والذي ارتقى بالمنظومة الدفاعية الإسبانية للمعايير الأوروبية، والذي تزامن مع انضمام إسبانيا للاتحاد الأوروبي وخفض الوجود العسكري الأمريكي في القواعد الإسبانية. انهيار الاتحاد السوفيتي الذي ساعد في تقليص الإنفاق العسكري وساعد في تقبل الجيش لتقليص صلاحياته وإعادة تعريف مجال اشتغاله في إطار المعطيات الجديدة للنظام الدولي. عدم فرض معايير عسكرية في تدبير الحرب على أعمال العنف الصادرة من منظمة إيتا، رغم استمرار استهداف الجيش من طرف المنظمة الانفصالية. حيث تم تدبير المعضلة «مدنيا» من طرف الحرس المدني (الشرطة الوطنية أو Guardia civil) ومسار سياسي موازٍ متفاعل مع المكونات السياسية للانفصال الباسكي (خصوصا اليسار الوطني الباسكي Izquierda abertzale). الاقتصاد تزامنت مرحلة الانتقال الديمقراطي الإسباني مع ظرفية اقتصادية صعبة. فتراكمات أزمة النفط العالمية لسنة 1973 كانت جاثمة على الاقتصاد الإسباني إبان فترة التحول، ناهيك عن حالة النكوص وعدم وضوح الرؤية التي خلقتها مرحلة الانتقال لدى الفاعلين الاقتصاديين. وهكذا ولجت إسبانيا سنة 1977 بمعطيات رقمية اقتصادية مقلقة، حيث كانت نسبة نمو ناتجها الداخلي الخام بطيئة ب 1,5% فقط، والبطالة تتجاوز 000 800 عاطل ونسبة التضخم تناهز 20%. في هذه الظرفية تم توقيع مواثيق المونكلوا (Pactos de la Moncloa) سنة 1977، وهي خارطة طريق مشتركة لتثبيت المسار السياسي للانتقال الديمقراطي وللإقلاع الاقتصادي. وقعت المواثيق من طرف الحكومة والنقابات والأحزاب السياسية وجمعيات أرباب المقاولات. من أهم التوصيات الاقتصادية التي تم الاتفاق بشأنها: تسقيف حق المقاولات في التسريح الحر لعمالتها في حدود %5 من مجموع عمال المقاولة. ضمان حق العمل النقابي. تسقيف رفع الأجور في %22 (نسبة التضخم المتوقعة آنذاك لسنة 1978). بهدف التحكم في التضخم، ضبط الكتلة النقدية، وتخفيض قيمة العملة المستعملة آنذاك، إلى القيم الحقيقية المتداولة في السوق النقدي. إصلاح النظام الضريبي لتخفيف العجز العمومي. تعزيز المراقبة المالية والسلطة النقدية لبنك إسبانيا لتحسين الشفافية المالية ووقف نزيف الرساميل إلى الخارج. ظل مفعول هذه التدابير محدودا وكانت نتائجها أقل من الأهداف المرسومة، إلا أن أهميتها كانت في الدفع إلى توحيد وتضامن جميع الفاعلين أمام الأزمة الاقتصادية. في 1982 ومع تولي حكومة الاشتراكيين الحكم، استمرت إسبانيا في تعميق الإصلاحات الهيكلية تحت إكراه ضبط التضخم والتقليص من نسبة البطالة. وكان هدف الانضمام للاتحاد الأوروبي حافزا لتطبيق مبادئ الشفافية في عمل الأسواق وتحريرها ومأسستها، مع خفض سياسة الدعم. ومن أهم التدابير التي اتخذت خلال تلك المرحلة تشجيع دخول الأبناك الأجنبية إعادة تنظيم شاملة للنظام المالي وتعزيز مكانة الأبناك الجهوية تحرير أسواق البضائع والخدمات في 1985 أكملت إسبانيا متطلبات الانضمام للسوق الأوروبية المشتركة، وفي نهاية ولاية الاشتراكيين في 1996 كانت نسبة التضخم 3,6% وعجز الميزان التجاري 4,4% ونسبة الدين العام 69%. تبقى أهم سمة اقتصادية لمرحلة الانتقال الديمقراطي هي التأسيس لاقتصاد ليبرالي حديث، ذي مسؤولية اجتماعية، متسم بالشفافية، ولحكامة اقتصادية تشاركية بين جميع الفاعلين. الثقافة بفضل الاندثار التدريجي لكل معيقات الإبداع الثقافي، عرفت إسبانيا ازدهارا ثقافيا كبيرا خلال ثمانينات القرن العشرين عرفت باسم «الحركية» أو لاموفيدا (La movida). شكلت هذه الحركية طفرة في المشهد الثقافي وفي العادات الاجتماعية خصوصا في أوساط الشباب. انطلقت الظاهرة في مدريد كشكل من أشكال الثقافة المضادة (contracultura) عبر أجناس إبداعية حداثية كالبانك (Punk) والموجة الجديدة (New wave) والروك البديل قبل أن تمتد إلى جميع مجالات الاشتغال الثقافي كالموسيقى والسينما والتصميم والقصص المصورة والأدب. لاقت الظاهرة آنذاك دعما كبيرا من طرف عمدة مدريد إنريكي تييرنو، وانتشرت إلى باقي المدن الإسبانية كبرشلونة وبلباو وبيغو. من أهم رموز لاموفيدا المخرج السينمائي بيدرو ألمودوبار والصالونات الإبداعية (Tertulia de Creadores) التي كان ينظمها الأديب جريجوريو موراليس. الإعلام كانت الممارسة الصحفية خلال السنوات الأخيرة لنظام فرانكو مؤطرة بقانون إعلام (صدر في 1966) موغل في الرقابة المسبقة، حيث كان يقضي بإطلاع مصالح وزارة الإعلام على نسخ الجرائد عشر ساعات قبل نشرها. بمجرد انطلاق مسلسل الانتقال تم توقيف تنفيذ هذا القانون. انطلاقا من 1975 تطورت الحريات الإعلامية بالموازاة مع الاندثار التدريجي للرقابة الذاتية. و لقد نص الدستور الإسباني لسنة 1978 على الحق الدستوري في الاتصال وحق الوصول إلى المعلومة، وتولد وعي بضرورة عدم عرقلة حرية الإعلام، بأي تشريعات خاصة، لأهميته في بناء الدولة الديمقراطية. وهو ما عبر عنه آنذاك فرانسيسكو أوردونييث، الذي تقلد منصب وزير الخارجية في حكومة الاشتراكيين، لاحقا، بمقولة: راجع أيضًا القانون الأساسي الإسباني التنسيقية الديمقراطية إسبانيا الفرانكوية الحرب الأهلية الإسبانية انقلاب 23 فبراير 1981 في إسبانيا مواثيق المونكلوا نظام التداول في السلطة مراجع <div class="ltr"> مصادر «عملية التحول الديمقراطي في إسبانيا، العناصر الأساسية والدروس المستفادة». ملف في مجلة وجهة نظر المغربية لمجموعة من الأكاديميين الإسبان. عدد 47 شتاء 2010 ردمك 0593 - 1114. سلسلة مقالات لكارلو أندريولي (Carlo Andreoli) حول الانتقال الديمقراطي الأسباني من موقع VESPITO.NET سلسلة مقالات للمؤرخ بول بريستون (Paul Preston) حول الانتقال الديمقراطي الأسباني مقال حول تجليات المعارضة للفرانكوية بين 1959 و1975 من موقع historiasiglo20.org كتاب «مقاربة للمسرح الجامعي الإسباني» (Aproximación al teatro español universitario) للكاتب لوثيانو غارثيا لورينثو. ردمك 8-07826-00-84 إصدار 1999 مقاربة تاريخية لدورحزب العمال الاشتراكي الإسباني خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي بين 1974 و1979 لإيدواردو مارويدو من جامعة ألكالا دي إيناريس النص الكامل لعهود المونكلوا الاقتصادية لسنة 1977 من موقع vespito.net معطيات اقتصادية دولية مقارنة بين 1900 و2000 من موقع ggdc.net موقع يؤرخ للصالونات الثقافية التي ازدهرت خلال فترة لاموفيدا الإصلاح في إسبانيا انحلالات سنة 1982 في إسبانيا بلدان سابقة في الحرب الباردة تأسيسات سنة 1975 في إسبانيا تاريخ إسبانيا الحديث تاريخ إسبانيا السياسي تاريخ إسبانيا القانوني ثورات في إسبانيا دول وأقاليم تأسست في 1975 عقد 1970 في إسبانيا عقد 1980 في إسبانيا
ar
doc-ar-8330
في سلسلة نيون جينيسيس إيفانجيليون، (أيضاً يشار إليها بـإيفا)، هي ميكا خيالية يقودها أولاد يتم اختيارهم من قبل معهد ماردك (منظمة واجهة لسيلي). تم اختراع الإيفا من قبل نيرف. هدفها الرئيسي هو حماية طوكيو-3 من الملائكة. قام بتصميم الإيفا كل من إكتو ياماشتا ومخرج المسلسل هيدياكي أنّو. الخصائص صممت الإيفا مشابهة لمخلوق الفلكلور الياباني أوني. بالرغم من الافتراض بأنها آليات مؤنسنة عملاقة، فالإيفا في الحقيقة سايبورغ، في دمج لكائن بيولوجي في معظمه وبنية تحتية ميكانيكية أساسية، بما فيها كبسولة تدعى «قابس الإدخال»؛ حيث يجلس القائد ويتحكم بحركات الإيفا، بالرغم من تردد امتداد هذه الحركة. الأشخاص الوحيدون الذين يمكنهم قيادة الإيفا هم أولاد في الرابعة عشرة ماتت أمهاتهم بعد الاصطدام الثاني، ويتم اختيارهم من قبل معهد ماردك ويتم تسميتهم بالترتيب العددي كـ«أولاد» (مثل الولد الأول، الولد الثاني، إلخ...). سبب هذا لم يكن معلوماً لفترة من الوقت، إلى أن تم الكشف بأن أرواح أمهات القواد موضوعة في الإيفا من أجل تكوين رابط نفسي مع القواد يسمح لهم بالتحكم بالإيفا. في حين الاتصال بالإيفا، يتم ملء قابس الإدخال بسائل شبه شفاف قابل للتنفس يعرف بـLCL، الذي يسمح للقواد كهروكيميائياً بالتحكم بالإيفا. ذُكِر أكثر من مرة أن رائحة LCL تشبه رائحة الدم، واكتشف لاحقاً أنه مأخوذ من دم الملاك الثاني، ليليث. يرتدي القواد بزات تسمى بزة القابس وأجهزة تدعى سماعات المواجهة على رؤوسهم للحصول على نسبة توافق أفضل مع الإيفا. بالرغم من ارتداء الإيفا لدرع، إلا أن دفاعها الأكثر أهمية هو حقل الرعب التام (حقل A.T. للاختصار)، نوع من حقول الطاقة يحمي الإيفا من كل أنواع الضرر العام ويمكن استعماله لتعطيل حقول A.T. الخاص بالملائكة. جميع وحدات الإيفا ما عدا واحدة ناشئة من الملاك الأول، آدم (في سفر التكوين، إيف/إيفا خلقت من أحد أضلاع آدم). الوحدة-01 نادرة كونها ولدت من الملاك الثاني، ليليث. مع هذه المعلومات المكشوفة، تم كشف الهدف الرئيسي من درع الإيفا أيضاً - الدرع في الحقيقة من أجل تقييد تحركات الإيفا والتحكم بها. وفقاً لرسومات الإنتاج من إيفانجيليون 1.0 مجموعة السجلات الكاملة، فإن الإيفا بطول 80 متراً؛ ربما يطبق هذا على الملائكة المؤنسنين أيضاً. من أجل تقوية قامتها الضخمة، تقوم الإيفا باستعمال بطاريات داخلية، أو السلك السري، أو محرك S². يمكن إضافة بطاريات إضافية لتمديد بقاء الإيفا الغير مرتبطة. يتم التحكم بالإيفا من خلال رابط نفسي مع القائد بالتحكم اليدوي في قابس الإدخال وتوجيه النبضات العصبية التي تربط بزة قابس القائد وسماعات المواجهة. يتسلم القواد أيضاً نتائج خلال هذا الاتصال، بما في ذلك الشعور بألم الأضرار التي تتعرض لها الإيفا. يعتمد الألم على نسبة «توافق» القائد. كلما كانت النسبة أعلى، كان الألم الذي يشعر به القائد أكبر، ولكن كلما كانت النسبة أعلى، كان التحكم بالإيفا أفضل. لهذا السبب يقوم قواد الإيفا باختبارات تزامن روتينية، من أجل قياس مدى قدرة القواد على التوافق مع الأرواح المرتبطة داخل الإيفا. يمكن التحكم بالإيفا أيضاً يواسطة نظام القائد الآلي، القوابس الوهمية، المقتبسة من أنماط تفكير ريه أيانامي أو كاورو ناغيسا. قد يحدث أحياناً فقدان في السيطرة في مواقف محددة وتقوم الإيفا «بالهيجان»، مثل الحالة التي يكون فيها القائد تحت ضغط حاد. تقاتل الإيفا بأذرعها وسيقانها، لكن يمكنها حمل واستعمال العديد من الأسلحة التقليدية العملاقة. بالإضافة إلى ذلك، فلكل إيفا سلاح حاد يعرف باسم «السكين المتقدمة»، مخزنة في ملحقة الكتف. الوحدات النموذجية (البدئية) الوحدات المخفقة صنعت نيرف العديد من المحاولات المخفقة لاختراع إيفا تعمل. بقايا هذه الإيفا المخفقة مخفية في إحدى المستويات الدنيا من مقر نيرف. معظم الهياكل العضوية لهذه الإيفا المخفقة قد رميت بعيداً، ولم يبقَ أكثر من رأس مدرع متصل بعمود فقري، غالباً مع عدد غير مكتمل من الأضلاع والعديد من الهياكل العظمية المشوهة بشكل سيء. طبعت كلمة «مرفوض» على رؤوس كل الوحدات بحروف حمراء كبيرة. في النسخة الأصلية، وضعت الوحدات المخفقة ملقاة على أرضية خالية كبيرة، مع إيصال ما تبقى من أطرافها بعمودها الفقري وأعضاء أجسامها الأخرى، ومحاطة بعلامات طبشورية. أظهرت نسخة قص المخرج الفكرة الأصلية بأجزاء الجسم المتبقية لدرازن من الإيفا المخفقة ملقاة في سلسلة من حفر القمامة في الأرض. بعض الإيفا المرفوضة يمكن رؤيتها في نهاية إيفانجيليون، مجمدة بشكل عمودي من رؤوسها. أجسام المحاكاة ثلاثة وحدات إيفانجيليون غير مكتملة تم حفظها في صندوق بريبنو في مقر نيرف. هذا الوحدات غير مدرعة، ليس فيها لا سيقان وقلوب، وتمتلك كيابل عديدة تخرج من الرقبة بدلاً من الرؤوس الحقيقية. استعملت هذه الوحدات في تدريب المحاكاة وأصيبت في النهاية بالملاك الحادي عشر، إرويل. أظهر إيفانجيليون: 1.0 أنت (غير) وحيد أن تدريب المحاكاة في حقل الإطلاق يتسعمل جسم محاكاة، في مقابل الأنمي والمانغا التي تظهر الوحدة-01 متصلة مباشرة بملحقات المحاكاة. ظهر جسم المحاكاة كجهاز يتكون من أجزاء من الهيكل العظمي والجهاز العصبي للإيفانجيليون، ولكن بدون أي معنى للحركة الحقيقية باستثناء جهازين صغيرين في مقدم الرأس. إيفا الوحدة-00 ، هي أولى وحدات الإيفانجيليون البدئية الناجحة، وتقودها الولد الأول، ريه أيانامي. تصميم الرأس مشابه للوحدات المخفقة، ولكن فقط بعين واحدة. الوحدة-00 هي الوحيدة من بين الإيفا الأصلية التي لم ترَ بدون درعها (ظهرت الوحدة-02 بدون الدرع في نهاية إيفانجيليون، والوحدة-01 في أحداث متعددة) أو تفتح فمها؛ ولذا فمظهر جسدها العضوي مجهول. كانت الوحدة-00 صفراء اللون مثل بقية الوحدات البدئية، لكن درعها تعرض لأضرار تفوق التصليحات من قبل الملاك رامييل، وتغير لون الدرع منذ ذلك اليوم إلى الأزرق بالإضافة إلى تغييرات أخرى من أجل جعلها أكثر ملاءمة لظروف المعارك بما في ذلك إضافة ملحقات الكتفين إلى الدرع؛ بالرغم من تشابهها في المظهر لتلك التي في الوحدتين 01 و02. ولأنها إحدى الوحدات البدئية، فلا يمكن إضافة ملحقات النوع-D إليها. زودت الوحدة-00 أيضاً بنفاثات رجعية ظهرت في القتال ضد ماتارايل. طبيعة الروح داخل الوحدة-00 غير معروفة بالضبط، ولكن يُعتقد بأنها متصلة مباشرة بريه بطريقة ما. من النظريات المشهورة أنها روح ريه I، أو ناوكو أكاغي (أقل احتمالاً). دمرت الوحدة-00 بعد أن قامت ريه بتفعيل التدمير الذاتي للوحدة-00 لتدمير الملاك السادس عشر، أرميسايل. في سلسلة إعادة بناء إيفانجيليون، بقي تصميم الوحدة-00 بلونها الأصفر البدئي مع ألوان بيضاء ورمادية أكثر. في الفيلم الثاني، كانت الوحدة-00 هي الإيفا التي اقترحت سيلي وضعها في الحجز مع وصول الوحدة-03، حيث تنص اتفاقية الفاتيكان أنه لا يسمح لأية دولة بامتلاك أكثر من ثلاث وحدات إيفانجيليون نشطة في الوقت نفسه، لكن غيندو إيكاري اقترح قرر وضع الوحدة-02 في الحجز بدلاً منها. ضد الملاك العاشر، ابتُلعت الوحدة-00 بعد انفجار مباشر لصاروخ N² واستُعمِل رمز تعريفها من قبل الملاك لتعطيل دفاعات دوغما المركزية. إيفا الوحدة-01 ، اخترعت في مختبر التطوير الصناعي لغيهرن في هاكوني ويقودها شينجي إيكاري (مع القابس الوهمي بقائد مساعد). لون درع الوحدة-01 أرجواني في الأساس؛ بعض أجزاء الدرع ملونة بالأخضر، الأزرق الفاتح، البرتقالي والأسود النيوني. الكائن المؤنسن تحت الدرع ذو بشرة بنية فاتحة، وعينين زمرديتين/خضراوين اثنتين، وأربعة مناخر موضوعة، ودم أحمر. تمتلك الوحدة-01 أفضل سجلات المعارك بين الإيفانجيليون. تقوم الوحدة-01 بين الفترة والأخرى بالعمل باستقلال، بدون توجيه قائد أو بدون مصدر طاقة ظاهرية. تقوم الإيفا بحماية قائدها وفي بعض الأحيان تخدم مصالح أخرى. الروح المقيمة في الإيفا، يوي إيكاري (والدة شينجي)، تبدو مسؤولة عن مثل هذه الأحداث. تدعى الوحدة-01 «نوع الاختبار». قبل تمزيقها الوحشي للملاك الرابع عشر، زيرويل، استعملت الوحدة-01 إحدى ذراعي الملاك لتجديد ذراعها المقطوعة، وبدأت بالتهام الملاك مبتلعة معها محرك S² (الذي يبدو أنه استخدم فقط في تهدئة الإيفا). بعد امتلاكها له، بقيت الإيفا ترسل إلى المعركة بالكابل السري. ألحقت وحدات الإنتاج المتسلسل أيضاً بمحركات S² المطورة من قبل نيرف. في فيلم نهاية إيفانجيليون، كنتيجة للاصطدام الثالث، استعملت الوحدة-01 من قبل سيلي لتنفيذ مشروع واسطة البشرية. في النهاية، تركت الوحدة-01 تطفو في الفضاء، متحجرة ولا تزال تحوي روح يوي إيكاري. في سلسلة إعادة بناء إيفانجيليون، تم تعليم الوحدة-01 بعلامات ضوئية أكثر خضرة نيونية في الرأس، والصدر، والبطن، والذراعين. السكين المتقدمة وميكانيكية تخزينها أعيد تصميمها أيضاً، ولكن معظم الدرع لم يتغير. أثناء قتالها مع شامشيل، تم الكشف على أن الكائن المؤنسن تحت الدرع ذو أكثر بياضاً من نظيرتها في المسلسل. أثناء قتالها مع زيرويل، مرت الإيفا بتغير جذري: في بدت كأنها هائجة، إلا أن القائد لايزال يمتلك السيطرة التامة على تصرفات الإيفا. بالإضافة، تحولت علاماتها النيونية الخضراء إلى حمراء مع عيني الإيفا. الشيء الأكثر ملاحظة هو امتلاك الوحدة-01 لقدرات ملائكية، بما في ذلك التحكم المتقدم لحقل A.T. باستبدال ذراعها المفقودة بأخرى أثيرية تستطيع إطلاق تيارات هوائية هائلة والقدرة على إطلاق شعاع طاقة قوي من عينيها. بعد هزيمة زيرويل وامتصاصها لنواة الملاك، مرت الإيفا بتحول إلى كائن طاقة الذي كانت حياتها بداية ظاهرة تحقق في إيفانجيليون: 3.0 أنها الاصطدام الثالث. في حين أن الاصطدام الثالث توقف من قبل كاورو ناغيسا في مارك.06 عن طريق خزق الوحدة-01 برمح كاسيوس، إلا أن الظاهرة نسفت جزءاً كبيراً من البشرية، مما حث الأمم المتحدة على ختم الوحدة-01 في تسراكت قامت بإطلاقه في وقت لاحق في الفضاء حيث بقيت للسنوات الـ14 التالية. في بداية إيفانجيليون: 3.0، سُرق التسراكت من قبل ويل-ي التي استعملت الإيفانجيليون لتشغيل بارجتها الطائرة، AAA ووندر. بقيت الإيفا داخل الووندر لنهاية الفيلم، بدون ظهور مباشر. وحدات نموذج الإنتاج وحدات إيفا نموذج الإنتاج متنوعة في عدد أعينها: الوحدة-02 ذات أربع أعين، والوحدتان 03 و04 بعينين، والوحدات 05 حتى 13 لا تمتلك أعيناً ظاهرة على الإطلاق. إيفا الوحدة-02 ، بنيت في نيرف ألمانيا، وهي أولى وحدات إيفا نموذج الإنتاج. تقودها أسكا لانغلي سوريو والوحدة-02 أول إيفانجيليون مبينة خصيصاً من أجل المعارك. على عكس الوحدة-01، فالوحدة-02 «هاجت» بالفعل مرة واحدة، فقط قبل تدميرها. حصلت الوحدة-02 على نسبة توافق عالية غير معهودة مع قائدتها. درع الإيفا أحمر في الأساس مع ألوان صفراء وبيضاء على الأذرع والرأس. نتيجة لكونها مبنية في نيرف ألمانيا، وأيضاً كتكيف لقائدتها الثلاثة أرباع ألمانية، فلغتها الافتراضية هي الألمانية. الوحدة-02 معروفة باحتوائها على الجزء الأمومي من روح والدة أسكا. تميزت الوحدة-02 بسكين متقدمة مختلفة عن سابقاتها من وحدات الإيفانجيليون وكذلك صندوق سلاح داخلي في ملحقة كتفها الأيمن يطلق أسلحة تشبه الأسهم. في سلسلة الأفلام الجديدة، استعملت قذائف من المسامير من ملحقة كتفها في المعركة ضد زيرويل. تمتلك الوحدة-02 بشرة زرقاء داكنة وأربعة أعين برتقالية، ظهرت لأول مرة عندما مزقتها إيفا الإنتاج المتسلسل إرباً. هذه الأعين عادة مخفية بواسطة درع الرأس، مع أربعة حساسات بصرية خضراء تقوم بالرؤية. درع رأسها مفصول إلى مكانين، مما يسمح للأعين بالظهور عندما تصل نسبة التوافق إلى درجة عالية. تضررت وتعطلت الوحدة-02 مرات عديدة طوال سير القصة، ودمرت في النهاية في نهاية إيفانجيليون على يد إيفا الإنتاج المتسلسل. كانت أسكا لا تزال متوافقة بشكل عالي مع الوحدة-02 مع تدمرها، مما جعلها تعاني من كل الجروح التي تصيب الإيفا الصور بعد أن غرزت نسخة رمح لونغينوس في عين الإيفا اليسرى أظهرت أسكا تنزف بشدة من عينها، وبقعة دم تنتشر بسرعة على بطنها عندما مزق بطن الإيفا، ثم انقسمت ذراعها في توافق مع ذراع الإيفا عندما رميت الرماح النسخ عليها). في المانغا، قاد كاورو ناغيسا الوحدة-02 ضد أرميسايل حيث لا تزال أسكا مغشية عليها بعد معركتها مع أرايل. السلاح الذي استعمله كاورو في المعركة كان منشاراً مزدوج الشفرات. اندمج أرميسايل جزئياً مع الوحدة-02 بينما لا يزال مندمجاً مع الوحدة-00 وريه. في الفيلم إيفانجيليون: 2.0 أنت (لا) تستطيع التقدم، ظهرت خوذة الوحدة-02 معادة التصميم بما يشبه قرون الأوني، وزودت ملحقتا كتفيها بأسلحة حادة، وزاد اللون الأبيض في مناطق متعددة من جسدها. للملاحظة، فالإيفا قادرة على فتح فمها في إعادة البناء، حيث لم تكن كذلك من قبل. ولكن، يبدو أنها فقدت القدرة على فتح خوذتها جزئياً للكشف عن أعينها العضوية. أيضاً في هذا الفيلم، وضعت الوحدة-02 في الحجز وفقاً لاتفاقية الفاتيكان (قانون ينص على ألا تمتلك أية دولة أكثر من ثلاث وحدات نشطة، ومع وصول الوحدة-03 من أمريكا، قرر غيندو أن تكون الوحدة-02 المجمدة العمل). أخذت ماري الوحدة-02 لقتال زيرويل، ومع يأسها، قامت بتفعيل صيغة الوحش في الوحدة-02، التي تقوم بشكل ملحوظ بزيادة قدراتها القتالية وإعطائها مظهراً أكثر وحشية. لكن ماري لم تقدر على هزيمة الملاك، وتضررت الوحدة-02 بشكل بالغ، بخسارة ذراعها اليسرى وجزء من رأسها. تميزت الوحدة-02 بشكل رئيسي في إيفانجيليون: 3.0، حيث تم إصلاحها جزئياً من الضرر الذي تلقته في الفيلم السابق. في بداية الفيلم، الوحدة-02 هي إحدى وحدتي الإيفا الاثنتين اللتين شاركتا في عملية الاستيلاء على الوحدة-01 المعطلة من مدار الأرض المنخفض، مع تكون معدات الوحدة-02 من بندقية حربون، وزوج من الصواريخ المعززة أكبر مرات عديدة من الإيفا نفسها وزوج يشبه الشرنقة من دروع الحرارة لتحمل الدخول مرة أخرى للغلاف الجوي؛ يبدو أن المعززات تستفيد من دوافع ورنية ولكن عملها الرئيسي هو لإعطاء حروق عشر ثوان للخروج من المدار ولذا تكون غير نافعة في المناورات في المعارك. في وسط الفيلم، تم تعديلها إلى إيفا الوحدة-02'γ. قرب نهاية الفيلم، أجبرت أسكا على تشغيل «الوضع 777 (تريبل سفن)» ضد مارك-09، منتجاً تأثيرات مشابهة لوضع الوحش، لكن الإيفا تدمرت ذاتياً لتدمير مارك.09. إيفا الوحدة-03 ، بنيت في الولايات المتحدة في فرع نيرف الأول في ماساتشوستس، أمريكا. إيفانجيليون الوحدة-03 هي إحدى الوحدتين الاثنتين المبنيتين في أمريكا بتصميم نموذج الإنتاج الثاني، وهي الوحدة الأخ للوحدة-04 (الوحدة-03 والوحدة-04 هما الإيفانجيليون الوحيدتان المشار إليهما بالذكور خلال المسلسل). أصرت حكومة الولايات المتحدة على امتلاك بناء الوحدتين 03 و04. أجريت بعض التغييرات البسيطة بين التصميمين الأول والثاني لنموذج الإنتاج. لون الوحدة-03 فريد، كونها درعها أغمق من أية وحدة إيفا أخرى. عين لقيادة الوحدة-03 توجي سوزوهارا، ولكن عند نقلها إلى اليابان، صارت تحت سيطرة الملاك الثالث عشر، باردييل، الذي ظهر بشكل سحابة. كباردييل، مُزقت الوحدة-03 بوحشية إرباً على يد الوحدة-01، بعد نقل التحكم من شينجي إلى نظام القابس الوهمي، المصمم لمحاكاة ريه كقائدة. توجي، القائد، أصيب بشكل خطير في الأنمي، لكنه مات في المانغا. ظهرت الوحدة-03 أيضاً في إيفانجيليون: 2.0 أنت (لا) تستطيع التقدم، مع أسكا لانغلي شيكينامي كقائدة الاختبار. وُضعت أسكا بعد تمزيق الوحدة-03 في الحجر الصحي بسبب الاتصال المحتمل مع باردييل وتم التأكد من وضعها في غيبوبة ناجمة طبياً بسبب إصاباتها عندما سُحق قابس الإدخال. في العرض المسبق لإيفانجيليون 3.0 الموضوع في نهاية الفيلم الثاني، ظهرت أسكا مستيقظة من غيبوبتها مع غطاء عين على عينها اليسرى. لون الوحدة-03 أسود في الغالب مع علامات بيضاء وحمراء وخلال قتالها مع الوحدة-01، نبت لها زوج جديد من الأذرع مكان ملحقات كتفيها لمساعدتها في خنق الوحدة-01. كلا النسختين الأصلية وإعادة البناء تظهر فيهما الإيفا بعينين خضراوين، كما يتضح في عرض تجميد الشاشة عند تدميرها. إيفا الوحدة-04 في حين لم تظهر بشكل فعلي في المسلسل، لكنها لا تزال تلعب دوراً مهماً في القصة. تم بناء الوحدة-04 في فرع نيرف الثاني، موقع صحراوي في نيفادا، الولايات المتحدة، وتعمل بشكل رئيسي كمادة اختبار لتجربة محرك S² (المقدم من الفرع الثالث في ألمانيا). تدمرت الوحدة-04 مع الفرع الثاني بأكمله وكل المنشآت في قطر 89 كيلومتر. لا يزال سبب الحادث غير معروف. تعتقد نيرف أن الحادث حصل عندما ثبت محرك S² في الوحدة، وكانت هناك عوامل متعددة من المحتمل أنها أدت إلى نشوء الحادث. طبيعة الدمار نفسه مجهولة أيضاً. هناك فرضية واحدة وراء دمار الوحدة-04، التي أدلت بها ريتسكو أكاغي، وهي أن محرك S² قد فتح بحر ديراك مشابه للذي يعتقد بأنه يشكل الملاك الثاني عشر، ليلييل. تصميم الوحدة-04 مشابه تقريباً لتصميم الوحدة-03، وفقاً للرسومات من غايناكس، فإن الوحدة فضية اللون، مع علامات سوداء وحمراء. في حين لم تظهر الوحدة-04 على الشاشة فعلياً، لكنها ظهرت في ألعاب جانبية عديدة لإيفانجيليون. لم يحدد قائد الوحدة-04 في المسلسل. في بعض الألعاب الجانبية، قائد الوحدة-04 هو كنسكي أيدا. في لعبة آلة باتشينكو الرسمية لإيفانجيليون في اليابان (مقتبسة بالتحديد من فيلم 2007 "إيفانجيليون: 1.0 أنت (غير) وحيد")، عندما يصل اللاعب إلى مستوى معين، يظهر مقطع قصير تظهر فيه الوحدة-04. المقطع يظهر الملاك السادس رامييل أثناء هجومه على طوكيو-3 (المشهد مقتطع من الفيلم نفسه). عندما قام الملاك بتدمير مواقع إطلاق الصواريخ، ظهرت الوحدة-04 فجأة فوق تل، مع كاورو ناغيسا يقودها بالطيران فوق رأسها. قام رامييل بالإطلاق، لكن حقل A.T. الخاص بكاورو حمى الوحدة-04، ثم تقدمت الوحدة-04 مهاجمة مع رمح لونغينوس. قام رامييل بتغيير شكله والإطلاق مرة أخرى، لكن الوحدة-04 أبطلت الهجوم بدرع مكافحة الشغب مصمم للإيفانجيليون (ظهر الدرع من قبل فقط في العروض الترويجية، ولم يظهر على الشاشة بسبب عدم تطبيقه لصالح حقول A.T.). بعد توقف رامييل عن الهجوم، رمت الوحدة-04 رمح لونغينوس على الملاك، الذي قام باختراق حقل A.T. الخاص برامييل، ومدمرة إياه في رمية واحدة. ظهر كاورو والوحدة-04 واقفين على بحيرة في نهاية الفيديو. يبدو هذا الفيديو هو الظهور الوحيد المرخص رسمياً والمعروف لإيفانجيليون الوحدة-04، ولكنه أيضاً يؤكد، بطريقة ما، أن شكلها مقتبس من إيفانجيليون الوحدة-03، وأن لونها فضي مع علامات سوداء وحمراء (هذا الفيديو يحدد أيضاً الوحدة-04 في نمط التلوين لأفلام إعادة البناء، ويتشارك معها في الديكورات المشابهة). إيفا الإنتاج المتسلسل هذه الإيفا ظهرت في نهاية إيفانجيليون وأُنتجت في سبع فروع مختلفة لنيرف حول العالم، من المحتمل ألمانيا (الفرع الثالث)، والولايات المتحدة (الفرع الأول، ماساتشوستس)، واليابان (ماتسوشيرو)، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا، والصين. صنعت الوحدتان 05 و06 في ألمانيا؛ وأنتجت الوحدة 08 في الصين. أنتجت هذه الوحدات بأوامر من سيلي من أجل خطتها الاحتياطية من أجل بدء مشروع الواسطة، ولكن لم تكتمل إلا تسع من اثنتي عشرة وحدة مخطط لها. يتم التحكم بها من قبل سيلي بواسطة القابس الوهمي المقتبس من كاورو ناغيسا. في الحوار، تتم الإشارة إليها باسم . بنيتها الجسدية مختلفة عن الإيفا السابقة، كونها أضيق عند الصدر والكتفين وأعرض عند الوركين، ومغطاة ظاهرياً بنفس البلاستيك المقوى الذي يغطي الذراعين. يمتلك الفكان الطويلان شفتين عضليتين، وأسناناً مغطاة بالمعدن، ولساناً رمادياً كبيراً، وينتجان كميات كبيرة من اللعاب. ليست لديها أعين مرئية. هذه الوحدات مزودة بأجنحة ميكانيكية كبيرة تشبه أجنحة الطيور تسمح لها بالطيران، ويمكن طيها بالكامل داخل الظهر. وهي أيضاً تفتقد ملحقات الكتفين التي كانت إحدى المميزات في وحدات الإيفا السابقة. أسلحتها الأساسية هي رماح ثقيلة مزدوجة الشفرة، تتحول في النهاية إلى شكلها الحقيقي، نسخ رمادية داكنة من رمح لونغينوس. بالإضافة إلى ذلك، تتصرف وحدات الإيفا هذه تصرفات شبيهة بالحيوانات؛ فهي تظهر وحشية هائلة، وأحاطت الوحدة-02 الساقطة على الأرض في سلوك مشابه للنسور قبل الانقضاض لتمزق الإيفا إرباً. كل وحدات إيفا الإنتاج المتسلسل تحتوي على محرك S² داخلي، الذي يمنحها التنقل الكامل (مما يحررها من الكابل السري) وليس لها وقت محدود للعمل. في لعبة العالم البديل صديقة الفولاذ 2، يقود كاورو ناغيسا الوحدة-05، التي هي بشكل آخر من نفس وحدات الإنتاج المتسلسل، باستثناء استبدال القابس الوهمي بقابس إدخال عادي. وحدات ظهرت في إعادة بناء إيفانجيليون إيفا الوحدة المؤقتة-05 ، تقودها ماري إلوستريوس ماكينامي، تميزت بظهورها في بداية الفيلم الثاني من رباعية أفلام إعادة بناء إيفانجيليون وهي محفوظة في قاعدة بيثاني المشتركة بين روسيا والولايات المتحدة والتابعة لنيرف. الوحدة-05 هي وحدة بدئية وأقل مؤنسنة من الإيفا الأخرى مع تصميم يشتمل على امتلاكها لذراعين أقصر تنتهيان بمخلب ورمح على الترتيب، وبدلاً من السيقان لديها أربعة أطراف تنتهي بميكانيكية تشبه العجلات. جذع الإيفا في الغالب أبيض مع مناطق خضراء ورمادية؛ أطرافها ملونة بالأخضر. بسبب تصميم الإيفا الغير مؤنسن، فهناك أنابيب خاصة موصلة إلى معصمي بزة القابس لقائدها للمساعدة في دعم الحركة ويرتدي القائد أداة تشبه الخوذة. تميزت أيضاً صواريخ معزِّزة ومثاقيب في التصميم للمساعدة في دعم هذه الإيفا السريعة متى ما بدأت العمل. يبدو أن هذه الإيفا تفتقد الحبل السري وتجمع طاقتها من أسلاك تشبه المنساخ فوق متلحقات الكتفين، المتصلة بسطوح أنفاق قاعدة بيثاني. يبدو أن بناءها الغريب بسبب حالتها المؤقتة حيث أن الحركة في تضاريس متعددة قد يكون صعباً. أُرسلت الإيفا إلى العمل وحدها ضد الملاك الثالث الذي سبق إمساكه وهو يحاول الهرب الآن. سببت المعركة دمار كل من الملاك، والوحدة-05 وقاعدة بيثاني. تصميمها كـ«مؤقتة» يبدو إشارة إلى كون الإيفا مطلقة بالرغم من أن قاعدة بيثاني لا تزال تنتظر مكونات عديدة لتثبيثها. إيفا مارك.06 ظهرت لأول مرة في إعادة بناء إيفانجيليون، ظهرت في كلا الفيلمين. كان تصميمها في البداية بدرع أزرق مع قناع أحمر متوهج يغطي عينيها ويشبه تصميم رأسها رأس الوحدة-01. تحت درعها، وحدة الإيفا ذات بشرة رمادية داكنة مزخرفة على الجذع بقناع أرجواني ذي سبعة أعين مغطى جزئياً بقناع رمادي وأحمر منقوش عليه كلمات «مشروع إيفانجيليون». في إصدار دي في دي 1.01، مارك.06 ذات هالة بيضاء مضيئة. تذكر القصة بأنها مع قائدها «أتيا نازلين من القمر». مارك.06 من تصميم سيلي التي وصفتها بأنها «الإيفانجيليون الحقيقية»؛ وليس لغيندو ولافويوتسكي دخل في ابتكارها. في إيفانجيليون: 2.0 أنت (لا) تستطيع التقدم، كان تلوين الوحدة أزرقاً داكناً مع علامات ذهبية. يقودها كاورو ناغيسا. في نهاية الفيلم، استعمل كاورو مارك.06 لرمي رمح نحو الوحدة-01 (معطلاً إياها وموقفاً الاصطدام الثالث) والهبوط من القمر، معلناً بأنه سيري شينجي «السعادة الحقيقية». ظهرت مارك.06 لفترة وجيزة في إيفانجيليون: 3.0، حيث تُرى غير عاملة ومخزوقة بجانب ليليث. اتضح لاحقاً أن الملاك الثاني عشر مختوم داخلها. ومما يثير الاهتمام، فهذه هي الوحدة الأولى التي لا تستعمل نظام التسمية اليابانية الرسمية للإيفانجيليون (العدد+غوكي)، لكن بدلاً من ذلك تسمية إنجليزية محولة صوتياً إلى اليابانية. إيفا الوحدة-08 ظهرت أول مرة في إيفانجيليون: 3.0، تقودها ماري إلوستريوس ماكينامي. تبدو الوحدة مشابهة للإيفا السابقة، لكن ملحقات الكتفين مختلفة بشكل طفيف، ويبدو أنها تمتلك محركات دافعة عليها. تصميم الرأس مشابه لخوذة الدرع، مع قرن بارز. على عكس الرسم الأول في العرض المسبق للفيلم، مرت الإيفا بتغييرات ملحوظة في التصميم بين الفيلمين: في حين أظهرها العرض المسبق بدرع رمادي داكن وقناع وردي يشبه المرساة، التصميم الأخير -باسم 08α- درع وردي وثمان أعين خضراء. أثناء الفيلم، تم تعديل الوحدة-08α من قبل فيلي إلى الوحدة-08β، على عكس الوحدة-08α، فشكلها ليس مثل التصميم النموذجي لنموذج الإنتاج. فالإيفا ضخمة عند الوركين، والكتفين، والأكثر ملاحظة في الجذع. الصفائح عند الصدر والبطن والساقين أكثر ضخامة أيضاً، ولاتطابق الصفائح النحيفة والملساء كما في معظم وحدات الإيفانجيليون. على عكس الوحدة-08α، لديها واقيات وردبة كبيرة حول الساعدين والمعصمين، مما يضيف ضخامة ملحوظة للذراعين. معظم ألوانها نفس الشيء، أما أكثر تغيير ملحوظ هو أن الأجزاء الوردية في عمودي الكتفين في الوحدة-08α الآن أبيضان، وكذلك تبديل ألوان الذراعين إلى نمط مختلف. في بداية الفيلم، شاركت الإيفا في عملية الاستيلاء على إيفا-01 المعطلة من المدار الأرضي المنخفض مع الوحدة-02 المعدلة، لكنها فشلت في اكتساب السرعة المدارية، بادئة بالدخول مجدداً للغلاف الجوي بعد دقائق قليلة من تحليقها في الفضاء. أثناء طيرانها شبه المداري، كانت الإيفا مسلحة بمدفع يبدو كسلاح طاقة مشابه في عمله لسلاح القنص. الإيفا أيضاً مزودة بصواريخ معززة وزوج من دروع حرارة تشبه الشرنقة مماثلة للموجودة في الوحدة-02. إيفا مارك.09 ظهرت أول مرة في إيفانجيليون: 3.0، الوحدة-09 تقودها مستنسخة ريه أيانامي. تمتلك الإيفا درعاً برتقالياً/رمادياً ورأساً صقلوبياً بعين حمراء واحدة، مشابهة للوحدة-00. ظهرت لأول مرة في عملية نيرف لاختطاف شينجي من فيلي، مع فقدان الإيفا لرأسها خلال المناوشة. لم يُستعد الرأس المفقود وقرب نهاية الفيلم ظهرت الإيفا التي لاتزال بلا رأس مرة أخرى، مسلحة بمنجل ضخم لإيقاف الوحدة-02 والوحدة-08 وحدها. في النهاية القريبة، حاولت الإيفا إحكام السيطرة على بارجة وندر وقامت بهجومات متفجرة مثل التي يستخدمها الملائكة، ونما لها رأس متعدد الأعين، عضوي بلون بني داكن مع قرن واحد، ليس مختلفاً عن الموجود في الوحدة-01 والوحدة-13. تغير لون درعها أيضاً إلى الأسود والأحمر وأطلق عليها وضع «وعاء آدم» من قبل المعجبين. قرب نهاية الفيلم، اتضح أن مارك.09 مصنوعة بأكملها من نواة، مما يسمح لها بالتجدد إلا إذا تدمرت الإيفا بالكامل. تدمرت مارك.09 في النهاية بسبب التدمير الذاتي الوحدة-02'γ من قبل أسكا. إيفا الوحدة-13 ظهرت لفترة وجيزة في إيفانجيليون: 3.0، ذات مظهر غير مختلف كثيراً عن الوحدة-01، ميزتها الفريدة أنها تحتوي على قابسي إدخال، مع إمكانية رؤية القائدين لبعضهما البعض كما لو أنهما في قابس واحد، وأن الوحدة نفسها هي واحد من آدم. في نهاية الفيلم، قاد الوحدة-13 كل من شينجي إيكاري وكاورو ناغيسا اللذين بدآ بإزالة رمحي لونغينوس من ليليث. مما سبب خطأً بدء الاصطدام الرابع قبل أن ينتحر كاورو لإيقاف الكارثة، وأخرجت ماري قابس إدخال شينجي من الوحدة-13. إيفا الوحدة-8+2 ذكرت لفترة وجيزة في العرض المسبق لـإيفانجيليون: فاينال، تبدو ممتلكة درعاً أحمر ووردي وظهرت تقاتل أعداداً كبيرة من وحدات إيفا بواسطة سيف يشبه الماغوروكس، سيف متقدم غير مستعمل من تصميم إكتو ياماشتا، رئيس مصممي الميكا في مسلسل الأنمي وثم عاد للعمل في الأعمال الرئيسية الموسعة. لاتوجد معلومات أخرى بشأن هذه الإيفا بعد. إيفا الإنتاج المتسلسل أعداد كبيرة من هذه الإيفا ظهرت في العرض المسبق الأول لـإيفانجيليون: فاينال، تقاتل الوحدة-8+2. لهذه الوحدات تصميم رأس مشابه لمارك.06، لكن بدرع أخضر داكن قريب للرمادي. هذه الوحدات مسلحة ببنادق البليت، بنادق اقتحام متعددة الاستعمال مشابهة مظهرياً للسلاح ستير ACR، والتي كانت السلاح المعياري للإيفانجيليون في المسلسل الرئيسي، لكنها لم تظهر في إعادة البناء حتى الآن. على عكس الموجودة في الأنمي، فهذه الوحدات تملك أيضاً سكاكين مسلحة ملصقة بفجاجة مثل حربة مؤقتة. أثناء إيفانجيليون: 3.0، أعداد كبيرة من أيدي وحدات إيفانجيليون بنفس نمط لون هذه الوحدات ظهرت لفترة قصيرة داخل مقر نيرف المحطم، مما يوحي إلى وجود نظام تجميع لهذا النوع من الإيفا. لا توجد معلومات أخرى عنها بعد. أخرى وفقاً لميساتو، كان من المخطط أصلاً أن تكون الوحدتان 05 و06 استكمالاً لتصميم نموذج الإنتاج المستعمل في الوحدات 02-04. لكن، عندما بدأت سيلي بناء وحدات إيفا نموذج الإنتاج المتسلسل 05-13، أُلغيت هذه الخطط. الوحدتان الأصليتان الغير مكتملتين 05 و06 ألغيتا من أجل استعمال قطع الغيار لإصلاح الوحدتين 00 و02 بعد قتالهما مع الملاك زيرويل. ظهرت العديد من وحدات الإيفا المختلفة لأول مرة في الألعاب الجانبية ووسائل مختلفة أخرى. في لعبة معركة الأوركسترا، ظهرت وحدتا إيفا جديدتان لأول مرة. ، هي إيفا خضراء اللون مع سبطانات متحكم بها عن بعد على كتفيها (من المحتمل أنها مستوحاة من نظام سايكومو من سلسلة جاندام)، وقائدها غير معروف. ، يقودها كاورو ناغيسا، وهي ذهبية اللون ذات أجنحة وكاتانا. ظهرت الوحدة-04 أيضاً، مصبوغة بلون فضي مختلف ويقودها كنسكي أيدا. المصادر أسلحة خيالية سايبورغ خياليون شخصيات نيون جينيسيس إيفانجيليون مستنسخون خياليون ميكا
ar
doc-ar-8339
أينزاتسغروبن (بالألمانية: Einsatzgruppen) وتعني مجموعات العمليات ومفردها Einsatzgruppe واسمها الرسمي كاملا Einsatzgruppen der Sicherheitspolizei und des SD وهي وحدات قتل متنقلة أو فرق الموت أو كتائب إعدام شبه عسكرية تابعة للوحدة الوقائية الألمانية وتحملت مسؤولية العديد من جرائم القتل الجماعي التي ارتكبتها السلطات النازية في حق مدنيين الدول المحتلة عن طريق اعدامهم رميا بالرصاص، واستهدفت الأينزاتسغروبن اليهود بصفة أساسية وإن لم تخلُ قائمة قتلاهم من الجماعات العرقية الأخرى وبعض الأفراد من السياسيين بما في ذلك الغجر والمفوضين السياسيين السوفيت، وشملت مناطق عمل الأنزاتسغروبن جميع الأراضي التي احتلتها القوات النازية بدءا من غزو بولندا عام 1939 وما تبعه من غزو الاتحاد السوفيتي عام 1941، من جانبها قامت الأينزاتسغروبن بتنفيذ العمليات التي تتراوح ما بين التصفية الجسدية لأعداد محدودة أو شخصيات بعينها كذلك عمليات الإبادة الجماعية التي استمر تنفيذها في بعض الأحيان ليومين متواصلين كما حدث في مذابح بابي يار (شهدت مقتل 33,771 فرد في يومين) ورومبولا (شهدت مقتل 25,000 فرد في يومين)، وإجمالا فالأينزاتسغروبن مسئولة عن مقتل 1,000,000 فرد خلال الحرب العالمية الثانية كما كانت أولى المنظمات النازية المسئولة عن اغتيال اليهود وفق سياسة منظمة. كان لهذه الفرق دور أساسي في تنفيذ ما يسمى " الحل النهائي للمسألة اليهودية "في الأراضي التي غزتاها ألمانيا النازية. كلها تقريبا من الناس الذين قتلوا كانوا من المدنيين، بدءا من المثقفين والمفوضين السياسيين واليهود والغجر وكذلك البارتيزان في جميع أنحاء أوروبا الشرقية. تحت إشراف زعيم الرايخ إس إس هاينريش هيملر وتوجيه من إس إس-أوبر غروبن فوهرر راينهارد هايدريش، عملت أينزاتسغروبن في الأراضي التي احتلها الفيرماخت (القوات المسلحة الألمانية) بعد غزو بولندا في سبتمبر 1939 وغزو الاتحاد السوفيتي في يونيو 1941. عملت أينزاتسغروبن جنباً إلى جنب مع كتائب الشرطة النظامية على الجبهة الشرقية لتنفيذ عمليات تتراوح من قتل عدد قليل من الناس إلى عمليات استغرقت يومين أو أكثر، مثل مذبحة بابي يار مع 33771 قتل اليهود في يومين، ومذبحة رومبولا (بمقتل حوالي 25000 في يومين جراء عمليات إطلاق نار). بناء على أمر من الزعيم النازي أدولف هتلر، تعاون الفيرماخت مع أينزاتسغروبن، حيث قدموا الدعم اللوجستي لعملياتهم، وشاركوا في عمليات القتل الجماعي. يقدر المؤرخ راؤول هيلبرغ أنه بين عامي 1941 و1945 قتلت أينزاتسغروبن، والوكالات ذات الصلة، والأفراد المساعدين الأجانب أكثر من مليوني شخص، بما في ذلك 1.3 مليون من 5.5 إلى 6 ملايين يهودي قتلوا خلال المحرقة. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حوكم 24 من كبار قادة أينزاتسغروبن في محاكمات أينزاتسغروبن في 1947-1948، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وصدرت أحكام بالإعدام على 14 حكما بالسجن مدى الحياة، وحكمتان بالسجن مدى الحياة. وفي وقت لاحق، تمت محاكمة أربعة قادة إضافيين من أينزاتسغروبن وإعدامهم من قبل دول أخرى. تشكيل وأكتيون تي14 تم تشكيل أينزاتسغروبن تحت إشراف إس إس- أوبر غروبن فوهرر راينهارد هايدريش وتشغيها شوتزشتافل (SS) قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. تعود أصول أينزاتسغروبن إلى اينساتسكوماندو المتخصصة التي شكلها هايدريش لتأمين المباني والوثائق الحكومية بعد آنشلوس مع النمسا في مارس 1938. الأصل جزء من سيبو (الشرطة الأمنية)، وحدتان من أينزاتسغروبن تمركزتا في سوديتنلاند في أكتوبر 1938. عندما تبين أن العمل العسكري ليس ضروريًا بسبب اتفاق ميونيخ، تم تكليف أينزاتسغروبن بمصادرة الأوراق الحكومية ووثائق الشرطة. كما قاموا بتأمين المباني الحكومية، واستجوبوا كبار الموظفين المدنيين، واعتقلوا ما يصل إلى 10000 شيوعي تشيكي ومواطنين ألماني. اعتبارًا من سبتمبر 1939، كان مكتب الأمن الرئيسي للرايخ (رشا؛ RSHA) يتولى القيادة العامة لأينزاتسغروبن. كجزء من حملة النظام النازي لإزالة ما يسمى بالعناصر «غير المرغوب فيها» من السكان الألمان، من سبتمبر إلى ديسمبر 1939 شاركت أينزاتسغروبن وآخرون في أكتيون تي4، وهو برنامج للقتل المنهجي للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية والعقلية ومرضى مستشفيات الطب النفسي. حدثت أكتيون تي4 بشكل رئيسي من عام 1939 إلى عام 1941، لكن عمليات القتل استمرت حتى نهاية الحرب. في البداية تم إطلاق النار على الضحايا من قبل أينزاتسغروبن وغيرهم، ولكن تم استخدام غرف الغاز في ربيع عام 1940. غزو بولندا ردا على خطة أدولف هتلر لغزو بولندا في 1 سبتمبر 1939، أعاد هايدريش تشكيل أينزاتسغروبن للتحرك خلف الجيوش الألمانية. تم اختيار أعضاء أينزاتسغروبن في هذه المرحلة من شوتزشتافل والشرطة الأمنية الألمانية، والشرطة والغيستابو. قام هيدريش بتعيين إس إس- أوبر غروبن فوهرر فيرنر بيست لقيادتها، والذي عيّن لاختيار أفراد فرق العمل ومجموعاتها الفرعية، المسماة اينساتسكوماندو، من بين ذوي الخبرة العسكرية والالتزام الإيديولوجي القوي بالنازية. كان بعضهم سابقًا أعضاء في مجموعات شبه عسكرية مثل فرايكوربس. أمر هيدريش فاجنر في اجتماعات في أواخر يوليو أن أينزاتسغروبن يجب أن يقوموا بعملياتهم بالتعاون مع أوربو (شرطة النظام) والقادة العسكريين في المنطقة. كانت مخابرات الجيش على اتصال دائم مع أينزاتسغروبن لتنسيق أنشطتها مع الوحدات الأخرى. كان عددهم في البداية 2,700 الرجال (وأصبح في نهاية المطاف 4250 في بولندا)، وكانت مهمة وحدات القتل المتنقلة لقتل أعضاء القيادة البولندية التي تم تحديدها بشكل أكثر وضوحا مع الحفاظ على الهوية الوطنية البولندية: المثقفين، ورجال الدين، والمعلمين والنبلاء. كما ذكر هتلر: «... يجب ألا يكون هناك قادة بولنديون؛ حيث وجدتم قادة بولنديون فلابد من قتلهم». إس إس- بريغيجاديه فوهرر لوثار بيتل قائد أينزاتسغروبن IV، شهد في وقت لاحق أن هيدريش أعطى الأمر لعمليات القتل هذه في سلسلة من الاجتماعات في منتصف شهر أغسطس. كتاب الإدعاء الخاص - بولندا - قوائم الأشخاص الذين سيتم قتلهم - تم إعدادها من قبل شوتزشتافل في وقت مبكر من مايو 1939، باستخدام الملفات التي جمعتها الشرطة الأمنية الألمانية من عام 1936 فصاعدًا. قامت أينزاتسغروبن بتنفيذ هذه الجرائم بدعم من فولكسدويتشر سيلبستشوتز وهي مجموعة شبه عسكرية تتكون من الألمان العرقيين الذين يعيشون في بولندا. أعضاء شوتزشتافل، والفيرماخت، وشرطة النظام قتلت أيضا مدنيين خلال الحملة البولندية. ما يقرب من 65000 مدنيا قتلوا بحلول نهاية 1939. بالإضافة إلى قادة المجتمع البولندي، قتلوا اليهود، والبغايا، والغجر، والمرضى العقليين والنفسيين. وقتل المرضى النفسيون في بولندا في البداية بإطلاق النار عليهم، ولكن بحلول ربيع عام 1941 تم استخدام شاحنات الغاز على نطاق واسع. عملت سبعة كتائب أينزاتسغروبن (حوالي 500 رجل) في بولندا. تم تقسيم كل منها إلى خمسة سريات اينساتسكوماندو (حوالي 100 رجل). أينزاتسغروبن I، بقيادة إس إس- شتاندارتن فوهرر برونو ستريكنباخ، تصرف مع الجيش الرابع عشر أينزاتسغروبن II، إس إس- أوبرستورمبانفورر إيمانويل شيفر، تصرف مع الجيش العاشر أينزاتسغروبن III، إس إس- أوبرستورمبانفورر und Regierungsrat هربرت فيشر، مع الجيش الثامن أينزاتسغروبن IV، إس إس- بريغيجاديه فوهرر لوثار بيتل، مع الجيش الرابع أينزاتسغروبن V ، إس إس- شتاندارتن فوهرر إرنست دامزوج، مع الجيش الثالث أينزاتسغروبن VI، إس إس- أوبرفورر إريك ناومن، في بولندا الكبرى أينزاتسغروبن VII، إس إس-أوبر غروبن فوهرر أودو فون وويرش وإس إس- غروبنفهرر أوتو راش، عملت في سيليزيا العليا وسيزين سيليزيا على الرغم من أنهم كانوا رسميًا تحت قيادة الجيش، إلا أن أينزاتسغروبن تلقت أوامرها من هايدريش وتصرف معظمهم بشكل مستقل عن الجيش. العديد من كبار ضباط الجيش سعداء للغاية بترك عمليات الإبادة الجماعية هذه لفرق العمل، لأن عمليات القتل انتهكت قواعد الحرب على النحو المنصوص عليه في اتفاقيات جنيف. ومع ذلك، فقد قرر هتلر أنه سيتعين على الجيش تحمل وحتى تقديم الدعم اللوجستي إلى أينزاتسغروبن عندما كان من الممكن من الناحية التكتيكية القيام بذلك. اشتكى بعض قادة الجيش من عمليات إطلاق النار والنهب والاغتصاب غير المصرح بها التي ارتكبها أعضاء من أينزاتسغروبن وفولكسدويتشر سيلبستشوتز دون تأثير يذكر. على سبيل المثال، عندما أرسل غنرال أوبرست يوهانس بلاسكويتز مذكرة شكوى إلى هتلر بشأن الفظائع، رفض هتلر مخاوفه على أنها «طفولية»، وتم إعفاء بلاسكوفيتز من منصبه في مايو 1940. واصل الخدمة في الجيش ولكن لم تلقى ترقية إلى رتبة مشير ميداني. كانت المهمة الأخيرة لأينزاتسغروبن في بولندا هي جمع ما تبقى من اليهود وتركيزهم في الأحياء اليهودية داخل المدن الكبرى ذات خطوط السكك الحديدية الجيدة. كان القصد هو في نهاية المطاف إبادة جميع اليهود في بولندا، ولكن في هذه المرحلة لم يتم تحديد وجهتهم النهائية بعد. قام كل من الفيرماخت وأينزاتسغروبن معًا بقيادة عشرات الآلاف من اليهود شرقاً إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة السوفيتية. الاستعدادات لعملية بربروسا في 13 مارس 1941، في الفترة التي سبقت عملية بربروسا، الغزو المخطط للاتحاد السوفياتي، أملى هتلر «إرشاداته في المجالات الخاصة بشأن: التوجيه رقم 21 (عملية بربروسا)». حددت الفقرة الفرعية ب أنه سيتم تكليف زعيم الرايخ إس إس هاينريش هيملر «بمهام خاصة» بناء على أوامر مباشرة من الفوهرر، والتي سيقوم بها بشكل مستقل. كان الهدف من هذا التوجيه منع الاحتكاك بين الفيرماخت وشوتزشتافل في الهجوم القادم. حدد هتلر أيضًا أن الأعمال الإجرامية ضد المدنيين التي سرتكبها أعضاء من الفيرماخت خلال الحملة القادمة لن تتم محاكمتها في المحاكم العسكرية، وبالتالي يفلتو من العقاب. In a speech to his leading generals on 30 March 1941, Hitler described his envisioned war against the Soviet Union. General فرانز هالدر، the Army's Chief of Staff, described the speech: على الرغم من أن الجنرال هالدر لم يسجل أي ذكر لليهود، جادل المؤرخ الألماني أندرياس هيلجروبير أنه بسبب التصريحات المعاصرة المتكررة لهتلر حول حرب الإبادة القادمة ضد " اليهودية البلشفية "، كان جنرالاته يفهمون دعوة هتلر لتدمير الاتحاد السوفيتي كانت تشمل دعوة لتدمير السكان اليهود. غالبًا ما تم وصف الإبادة الجماعية باستخدام العبارات الملطفة مثل «المهام الخاصة» و «الإجراءات التنفيذية»؛ كثيرا ما يوصف ضحايا أينزاتسغروبن بأنهم أطلقوا النار أثناء محاولتهم الفرار. في مايو 1941، أمر هيدريش شفهيًا بقتل اليهود السوفييت في مدرسة سيبو لضباط الصف في بريتزش، حيث تم تدريب قادة أينزاتسغروبن المعاد تنظيمهم على عملية بارباروسا. في اجتماعات أخرى عقدت في يونيو 194، حدد هيملر لكبار قادة القوات الخاصة نية النظام لتقليل عدد سكان الاتحاد السوفياتي بمقدار 30 مليون شخص، ليس فقط من خلال القتل المباشر لمن يعتبرون بشرا أدنى، ولكن من خلال حرمان ما تبقى منهم من الطعام وضروريات الحياة الأخرى. بدأ التنظيم في عام 1941 من أجل عملية بربروسا، تم إنشاء أربعة أينزاتسغروبن في البداية، يبلغ عدد كل منها 500-990 رجلًا لتشكل قوة إجمالية تبلغ 3000. تم ربط أينزاتسغروبن إيه وبي وسي بمجموعات الجيش في الشمال والوسط والجنوب؛ تم تعيين أينزاتسغروبن دي للجيش الحادي عشر. عملت أينزاتسغروبن للأغراض الخاصة في شرق بولندا بدءًا من يوليو 1941. كانت أينزاتسغروبن تحت سيطرة مكتب الأمن الرئيسي للرايخ، برئاسة هايدريش وبعد ذلك من قبل خليفته، غس إس- أوبر غروبن فوهرر إرنست كالتينبرونر. أعطاهم هيدريش تفويضًا لتأمين مكاتب وأوراق الدولة السوفيتية والحزب الشيوعي. لتصفية جميع الكوادر العليا للدولة السوفياتية؛ والتحريض على المذابح ضد السكان اليهود وتشجيعها. تم تجنيد الرجال من وحدات القتل المتنقلة من الشرطة الأمنية، الغيستابو، إدارة التحقيقات الجنائية (كريبو)، اوربو، وفافن إس إس. كل أينزاتسغروبن تتبع السيطرة التشغيلية للقائد الأعلى لقوات الأمن والشرطة في منطقة عملياتها. في مايو 1941، اتفق الجنرال فاجنر وإس إس- بريغيجاديه فوهرر والتر شلينبرج على أن أينزاتسغروبن في مناطق الخطوط الأمامية ستعمل تحت قيادة الجيش، بينما قدم الجيش إلى أينزاتسغروبن كل الدعم اللوجستي اللازم. بالنظر إلى مهمتهم الرئيسية وهي هزيمة العدو، ترك الجيش تهدئة السكان المدنيين إلى أينزاتسغروبن، الذين قدموا الدعم وكذلك منع التخريب. هذا لم يمنع مشاركتهم في أعمال العنف ضد المدنيين، حيث ساعد العديد من أعضاء الفيرماخت أينزاتسغروبن في جمع وقتل اليهود من تلقاء أنفسهم. تصرف هايدريش بناءا على اوامر من هيملر. تحت قيادة ضباط الشرطة الأمنية والغيستابو وكريبو ضمت أينزاتسغروبن مجندين من أوربو، دائرة الأمن وفافن إس إس، بالإضافة إلى متطوعين يرتدون الزي الرسمي من قوة الشرطة المساعدة المحلية. تم استكمال كل أينزاتسغروبن بكتيبة فافن إس إس وكتائب شرطة النظام بالإضافة إلى أفراد الدعم مثل السائقين ومشغلي الراديو. في المتوسط، كانت تشكيلات الشرطة النظامية أكبر وأفضل تسليحًا، مزودة بمفارز رشاشة ثقيلة، مما مكنها من تنفيذ عمليات تفوق قدرة قوات الأمن الخاصة. اتبعت كل فرقة موت مجموعة عسكرية معينة أثناء تقدمهم في الاتحاد السوفيتي. خلال عملياتهم، تلقى قادة أينزاتسغروبن المساعدة من الفيرماخت. تراوحت الأنشطة بين قتل مجموعات مستهدفة من الأفراد المدرجة أسماؤهم في قوائم معدة بعناية، إلى عمليات مشتركة على مستوى المدينة مع إس إس أينزاتسغروبن التي استمرت لمدة يومين أو أكثر، مثل المذابح في بابي يار، التي ارتكبتها كتيبة الشرطة 45، وفي رومبولا، بواسطة الكتيبة 22، معززة بالشرطة المحلية فرق الحراسة (الشرطة المساعدة). كانت كتائب القوات الخاصة، كما كتب المؤرخ كريستوفر براوننج، «هي فقط الحافة الرفيعة للوحدات الألمانية التي أصبحت متورطة في القتل الجماعي السياسي والعرقي». تلقى العديد من قادة أينزاتسغروبن تعليمًا عاليًا؛ على سبيل المثال، حصل تسعة من سبعة عشر قائدا ل أينزاتسغروبن إيه على درجة الدكتوراه. ثلاثة من قادة أينزاتسغروبن كانوا من أصحاب درجة الدكتوراه، واحد منهم (أوتو راش) حاصل على دكتوراه مزدوجة. عمليات القتل في الاتحاد السوفيتي بعد غزو الاتحاد السوفياتي في 22 يونيو 1941، كانت المهمة الرئيسية أينزاتسغروبن هي قتل المدنيين، كما هو الحال في بولندا، ولكن هذه المرة تضمنت أهدافها على وجه التحديد مفوضي الحزب الشيوعي السوفييتي واليهود. وفي رسالة مؤرخة 2 يوليو 1941 أبلغ هيدريش قادة الشرطة التابعين له وحدات القتل المتنقلة كانت لتنفيذ عمليات القتل بحق جميع الرتب العليا والمتوسطة لاعضاء الكومنترن؛ جميع الأعضاء البارزين والمتوسطين في اللجان المركزية والإقليمية والمحلية للحزب الشيوعي؛ أعضاء الحزب الشيوعي المتطرف والراديكالي؛ مفوضيات الشعب؛ واليهود في المناصب الحزبية والحكومية. تم إعطاء تعليمات مفتوحة لتنفيذ هذه التعليمات بحق «عناصر متطرفة أخرى (المخربين، والدعاة، والقناصين، والقتلة، والمحرضين، وما إلى ذلك).» وأمر بأن أي مذابح يبدأها سكان الأراضي المحتلة بشكل تلقائي يجب تشجيعها بهدوء. في 8 يوليو أعلن هيدريش أنه سيتم اعتبار جميع اليهود من البارتزيان، وأصدر الأمر بإطلاق النار على جميع اليهود الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عامًا. في 17 يوليو أمر هيدريش بأن تقتل أينزاتسغروبن جميع أسرى الحرب من الجيش الأحمر اليهودي، بالإضافة إلى جميع أسرى الحرب في الجيش الأحمر من جورجيا وآسيا الوسطى، لأنهم قد يكونون أيضًا يهودًا. عكس ألمانيا، حيث عرفت قوانين نورمبرج لعام 1935 على أنه أي شخص يهودي لديه ثلاثة أجداد يهود على الأقل، عرف أينزاتسغروبن بأنه أي شخص يهودي لديه جد يهودي واحد على الأقل؛ في كلتا الحالتين، لا يهم ما إذا كان الشخص الذي يمارس الدين أم لا. كما تم تكليف الوحدة بإبادة شعب الروما (الغجر) والمرضى العقليين. كان من الشائع أن تقوم أينزاتسغروبن بإطلاق النار على الرهائن. بابي يار وقع أكبر إطلاق نار جماعي من قبل أينزاتسغروبن يومي 29 و30 سبتمبر 1941 في بابي يار، واد شمال غرب كييف، وهي مدينة في أوكرانيا سقطت على يد الألمان في 19 سبتمبر. وتضمن مرتكبي المذبحة سريتين من فافن إس إس الحقت بأينزاتسغروبن سي تحت قيادة راش، وأعضاء زوندركوماندوس تحت إمرة إس إس-أوبر غروبن فوهرر فريدريتش جيكيلن، وبعض أفراد الشرطة المساعدة الأوكرانية. قيل ليهود كييف أن يحضروا إلى زاوية شارع معينة في 29 سبتمبر. سيتم إطلاق النار على أي شخص عصى الأوامر. وبما أن كلمة مذابح في مناطق أخرى لم تصل بعد إلى كييف وأن نقطة التجمع كانت بالقرب من محطة القطار، فقد افترضوا أنه تم ترحيلهم. ظهر الناس عند نقطة الالتقاء بأعداد كبيرة، محملين بالممتلكات والطعام للرحلة. عمليات القتل في دول البلطيق عملت أينزاتسغروبن إيه في دول البلطيق التي كانت تحت الاحتلال السوفياتي سابقًا وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. وفقًا لتقاريرها الخاصة إلى هيملر قتلت أينزاتسغروبن إيه ما يقرب من 140,000 شخص في الأشهر الخمسة التالية للغزو: 136,421 يهوديًا و1064 شيوعيًا و653 شخصًا يعانون من أمراض عقلية و56 من البارتزيان و44 بولنديًا وخمسة من الغجر وأرميني تم الإبلاغ عن مقتلهم بين 22 يونيو و25 نوفمبر 1941. عند دخول كاوناس، ليتوانيا، في 25 يونيو 1941، أطلقت أينزاتسغروبن المجرمين من السجن المحلي وشجعهم على المشاركة إلى المذابح التي كانت جارية. بين 23-27 يونيو 1941، قُتل 4000 يهودي في شوارع كاوناس وفي الحفر والخنادق المفتوحة القريبة. ناشطًا بشكل خاص في مذبحة كاوناس ما يسمى «تاجر الموت في كاوناس». رومبولا في نوفمبر 1941، كان هيملر غير راضٍ عن وتيرة الإبادة في لاتفيا، حيث كان ينوي نقل اليهود من ألمانيا إلى المنطقة. كلف إس إس -أوبر غروبن فوهرر جيكلين، واحدة من مرتكبي مجزرة بابي يار، لتصفية جيتو ريغا. اختار جيكلين موقعًا على بعد جنوب شرق ريغا بالقرب من محطة سكك حديد رومبولا، وكان هناك 300 أسير حرب روسي يعدون الموقع بحفر مقابر لدفن الضحايا. نظم جيكلن حوالي 1700 رجل، بما في ذلك 300 عضو من أريس كوماندو، و50 من رجال شرطة النظام الألمانية، و 50 من الحرس اللاتفي، معظمهم شاركوا بالفعل في عمليات القتل الجماعي للمدنيين. تم استكمال هذه القوات من قبل اللاتفيين، بما في ذلك أفراد شرطة مدينة ريغا، وكتائب الشرطة، وحراس الحي اليهودي. على الرغم من أن رومبولا كان على خط السكة الحديد، قرر جيكلين أن الضحايا يجب أن يسافروا سيرًا على الأقدام من ريغا إلى أرض إعدامهم. تم ترتيب الشاحنات والحافلات لنقل الأطفال والمسنين. قيل للضحايا إنهم نُقلوا، ونُصحوا بإحضار ما يصل إلى من الممتلكات. في اليوم الأول من عمليات الإعدام، 30 نوفمبر 1941، بدأ الجناة في إثارة الضحايا وتجميعهم في الساعة 4:00. صباحا. تم نقل الضحايا في أعمدة من ألف شخص نحو ساحة الإعدام. أثناء سيرهم، صعد بعض رجال قوات الأمن الخاصة إلى أسفل الخط، وأطلقوا النار على الأشخاص الذين لم يتمكنوا من مواكبة الوتيرة أو الذين حاولوا الفرار أو الراحة. عندما اقتربت الأعمدة من موقع الإعدام، تم دفع الضحايا حوالي من الطريق إلى الغابة، حيث تم الاستيلاء على أي ممتلكات لم يتم التخلي عنها بعد. هنا تم تقسيم الضحايا إلى مجموعات من خمسين وأخذوا إلى عمق أكثر في الغابة، بالقرب من الحفر، حيث أمروا بخلع ملابسهم. تم دفع الضحايا إلى الخنادق المعدة مسبقا، واضطروا إلى الاستلقاء فيها، وأطلقوا النار عليهم في الرأس أو مؤخرة الرقبة من قبل أعضاء الحرس الشخصي لجيكلين. قُتل حوالي 13000 يهودي من ريغا في الحفر في ذلك اليوم، إلى جانب ألف يهودي من برلين الذين وصلوا للتو بالقطار. في اليوم الثاني من العملية، 8 ديسمبر 1941، قُتل 10000 يهودي المتبقية في ريغا بنفس الطريقة. قُتل حوالي ألف شخص في شوارع المدينة أو في طريقهم إلى الموقع، ليصل إجمالي الوفيات في الإبادة التي استمرت يومين إلى 25000 شخص. من جانبه في تنظيم المجزرة، تمت ترقية جيكلين. الموجة الثانية لم تتبع أينزاتسغروبن بي، سي، دي مباشرة على سبيل المثال نهج أينزاتسغروبن إيه في عمليات القتل المنهجي لجميع اليهود في مناطقهم. كان قادة أينزاتسغروبن، باستثناء ستاهليكرأينزاتسغروبن إيه، يعتقدون بحلول خريف عام 1941 أنه من المستحيل قتل جميع السكان اليهود في الاتحاد السوفياتي في عملية واحدة، ويعتقدون أن عمليات القتل يجب أن تتوقف. أفاد تقرير لأينزاتسغروبن بتاريخ 17 سبتمبر أن الألمان سيكونون في وضع أفضل باستخدام أي يهودي ماهر كعمال بدلاً من إطلاق النار عليهم. أيضًا، أدى سوء الأحوال الجوية ونقص وسائل المواصلات في بعض المناطق إلى تباطؤ عمليات ترحيل اليهود من مناطق أبعد إلى الغرب. وهكذا، مرت فاصل زمني بين الجولة الأولى من مذابح أينزاتسغروبن في الصيف والخريف، وما أسماه المؤرخ الأمريكي راؤول هيلبرج بالكنيسة الثانية، التي بدأت في ديسمبر 1941 واستمرت في صيف عام 1942. خلال الفترة أجبر اليهود الناجين على العيش في الأحياء اليهودية. قامت أينزاتسغروبن إيه بقتل جميع اليهود تقريبًا في منطقتهم، لذلك حولت عملياتها إلى بيلاروسيا لمساعدة أينزاتسغروبن بي. في دنيبروبيتروفسك في فبراير 1942 قامت أينزاتسغروبن دي بتخفيض عدد السكان اليهود في المدينة من 30,000 إلى 702 على مدار أربعة أيام. قدمت شرطة النظام الألمانية والمتعاونون المحليون القوى العاملة الإضافية اللازمة لتنفيذ جميع عمليات إطلاق النار. كتب هابرر أنه، كما هو الحال في دول البلطيق، لم يكن بإمكان الألمان قتل الكثير من اليهود بسرعة دون مساعدة محلية. ويشير إلى أن نسبة شرطة النظام إلى الشرطة المساعدة (شرطة محلية ليست من الالمان) كانت من 1 إلى 10 في كل من أوكرانيا وبيلاروسيا. في المناطق الريفية كانت النسبة من 1 إلى 20. وهذا يعني أن معظم اليهود الأوكرانيين والبيلاروسيين قتلوا على يد زملائهم الأوكرانيين والبيلاروسيين بقيادة ضباط ألمان بدلاً من الألمان أنفسهم. واجهت الموجة الثانية من الإبادة في الاتحاد السوفييتي مقاومة مسلحة في بعض المناطق، على الرغم من أن فرصة النجاح كانت ضعيفة. كانت الأسلحة عادة بدائية أو محلية الصنع. كانت الاتصالات مستحيلة بين الأحياء اليهودية بين المدن المختلفة، لذلك لم يكن هناك طريقة لخلق إستراتيجية موحدة. قلة في قيادة الحي اليهودي دعمت المقاومة خوفًا من الانتقام من سكان الحي. في بعض الأحيان تمت محاولة الانفصال الجماعي، على الرغم من أن البقاء في الغابة كان مستحيلًا تقريبًا بسبب نقص الطعام وحقيقة أن الفارين غالبًا ما يتم تعقبهم وقتلهم. الانتقال للقتل بالغاز بعد فترة، وجد هيملر أن طرق القتل التي استخدمتها أينزاتسغروبن كانت غير فعالة: كانت باهظة الثمن، ومثيرة للإحباط للقوات، وأحيانًا لم تقتل الضحايا بسرعة كافية. وجد العديد من القوات أن المجازر صعبة إن لم يكن من المستحيل القيام بها. عانى بعض الجناة من مشاكل في الصحة البدنية والعقلية، وتحول الكثير منهم إلى الشرب. قدر الإمكان، قام قادة أينزاتسغروبن بعسكرة الإبادة الجماعية. يشير المؤرخ كريستيان انغراو إلى أنه جرت محاولة لجعل إطلاق النار فعلًا جماعيًا دون مسؤولية فردية. لم يكن تأطير عمليات إطلاق النار بهذه الطريقة كافياً من الناحية النفسية ليشعر كل مرتكبي الجريمة بالذنب. يشير براوننج إلى ثلاث فئات من الجناة المحتملين: أولئك الذين كانوا حريصين على المشاركة منذ البداية مباشرة، والذين شاركوا على الرغم من المخاوف الأخلاقية لأنهم أمروا بذلك، وأقلية كبيرة رفضت المشاركة. أصبح عدد قليل من الرجال بشكل عشوائي وحشيًا للغاية في أساليب القتل الخاصة بهم وحماستهم لهذه المهمة. قائد أينزاتسغروبن دي، إس إس- جروبنفهر أوتو أولندورف، أشار بشكل خاص إلى هذا الميل نحو الإفراط، وأمر بأن أي رجل كان حريصًا جدًا على المشاركة أو وحشيًا جدًا يجب ألا يقوم بأي عمليات إعدام أخرى. خلال زيارته إلى مينسك في أغسطس 1941، شهد هيملر عملية إعدام جماعي لأينزاتسغروبن وخلص إلى أن إطلاق النار على اليهود كان مرهقًا للغاية بالنسبة لرجاله. وبحلول نوفمبر / تشرين الثاني، قام بترتيبات لأي رجال من قوات الأمن الخاصة يعانون من اعتلال صحية من المشاركة في عمليات الإعدام لتوفير الراحة والرعاية الصحية العقلية. كما قرر إجراء عملية انتقال إلى الضحايا بالغاز، خاصة النساء والأطفال، وأمر بتجنيد مساعدين محليين مستهلكين يمكنهم المساعدة في جرائم القتل. عربات الغاز، التي تم استخدامها سابقًا لقتل المرضى العقليين، لتدخل الخدمة من قبل جميع فروع أينزاتسغروبن الأربعة الرئيسية من عام 1942. ومع ذلك، لم تكن عربات الغاز شائعة لدى اينساتسكوماندو، لأن عملية نقل جثث القتلى من الشاحنة ودفنها محنة مروعة. غالبًا ما تم تكليف السجناء أو المساعدين للقيام بهذه المهمة من أجل تجنيب رجال قوات الأمن الخاصة الصدمة. استخدمت بعض عمليات القتل الجماعي المبكرة في معسكرات الإبادة أبخرة أول أكسيد الكربون التي تنتجها محركات الديزل، على غرار الطريقة المستخدمة في عربات الغاز، ولكن في وقت مبكر من سبتمبر 1941 بدأت التجارب في أوشفيتز باستخدام زيكلون ب. خطط للشرق الأوسط وبريطانيا وفقًا لبحث أجراه المؤرخان الألمانان كلاوس مايكل مالمان ومارتن كوبرز، تم إنشاء أينزاتسغروبن في عام 1942 لقتل نصف مليون يهودي يعيشون في فلسطين تحت الانتداب البريطاني و50،000 يهودي في مصر. أينزاتسغروبن مصر التي كانت مستعدة في أثينا للذهاب إلى فلسطين بمجرد وصول القوات الألمانية هناك. إس إس- كان على أوبرستورمبانفورر والتر راوف أن يقود الوحدة. نظرًا لصغر طاقمها المكون من 24 رجلاً فقط ، كانت أينزاتسغروبن مصر بحاجة إلى مساعدة من السكان المحليين ومن الفيلق الأفريقي لاستكمال مهمتهم. خطط أعضاؤها لتجنيد المتعاونين من السكان المحليين لأداء عمليات القتل تحت القيادة الألمانية. لعب رئيس الوزراء العراقي السابق رشيد علي الكيلاني ومفتي القدس الحاج أمين الحسيني أدوارًا، وانخرطوا في الدعاية الإذاعية اللا سامية، واستعدوا لتجنيد المتطوعين، وجمع كتيبة عربية ألمانية تتبع أيضًا لأينزاتسغروبن مصر إلى الشرق الأوسط. في 20 يوليو 1942، تم إرسال والثر راوف، المسؤول عن الوحدة، إلى طبرق لتقديم تقرير إلى المشير إروين روميل، قائد الفيلق الإفريقي. ومع ذلك، منذ أن كان روميل على بعد 500 كيلومتر في معركة العلمين الأولى، من غير المحتمل أن يتمكن الاثنان من الاجتماع. تم وضع خطط أينزاتسغروبن مصر جانباً بعد انتصار الحلفاء في معركة العلمين الثانية. يرى المؤرخ جان كريستوف كارون أنه لا يوجد دليل على علم روميل أو دعم مهمة راوف. إذا تم إطلاق أسد البحر، فقد تم إطلاق الخطة الألمانية لغزو المملكة المتحدة، كان من المقرر أن تتبع ستة أينزاتسغروبن قوة الغزو إلى بريطانيا. تم تزويدهم بقائمة تسمى Die Sonderfahndungsliste ،GB («قائمة البحث الخاصة، GB»)، والمعروفة باسم الكتاب الأسود بعد الحرب، من 2300 شخص يحتجزهم الغيستابو على الفور. تضمنت القائمة تشرشل، وأعضاء مجلس الوزراء، وصحفيين ومؤلفين بارزين، وأعضاء الحكومة التشيكوسلوفاكية في المنفى. تقرير ياغر احتفظت أينزاتسغروبن بالسجلات الرسمية للعديد من مذابحهم وقدمت تقارير مفصلة لرؤسائهم. تقرير ياجر، الذي قدمه القائد إس إس -شتاندارتن فوهرر كارل ياجر في 1 ديسمبر 1941 إلى رئيسه، Stahlecker (رئيس أينزاتسغروبن إيه)، يغطي أنشطة اينساتسكوماندو III في ليتوانيا خلال فترة الخمسة أشهر من 2 يوليو 1941 إلى 25 نوفمبر 1941. يوفر تقرير ياجر إجماليًا شبه يوميً لتصفية 137,346 شخصًا، الغالبية العظمى منهم من اليهود. يوثق التقرير التاريخ والمكان الدقيق للمذابح، وعدد الضحايا، وتفصيلها إلى فئات (اليهود والشيوعيون والمجرمون، وما إلى ذلك). تم إطلاق النار على النساء منذ البداية، ولكن في البداية بأعداد أقل من الرجال. تم تضمين الأطفال لأول مرة في العدد الذي بدأ في منتصف أغسطس، عندما قتل 3207 شخصًا في روكيسكيس في 15-16 أغسطس 1941. في الغالب لا يقدم التقرير أي مبرر عسكري لعمليات القتل؛ قتل الناس فقط لأنهم كانوا يهود. في المجموع، يسرد التقرير أكثر من 100 عملية إعدام في 71 موقعًا مختلفًا. كتب ياجر: «يمكنني القول اليوم أن هدف حل المشكلة اليهودية في ليتوانيا قد تم تحقيقه بواسطة اينساتسكوماندو 3. لم يعد هناك يهود في ليتوانيا، باستثناء اليهود العاملين وعائلاتهم». في ملحق فبراير 1942 للتقرير، زاد ياجر إجمالي عدد الضحايا إلى 138272، مما أدى إلى 48252 رجلاً و55556 امرأة و34464 طفلًا. كان عدد الضحايا من غير اليهود هو 1,851 فقط. نجا ياجر من القبض عليه من قبل الحلفاء عندما انتهت الحرب. عاش في هايدلبرغ باسمه حتى تم الكشف عن تقريره في مارس 1959. تم القبض عليه واتهامه، وانتحر ياجر في 22 يونيو 1959 في سجن هوهناسبيرج أثناء انتظار محاكمته عن جرائمه. اشتراك الفيرماخت وقعت عمليات القتل بمعرفة ودعم من الجيش الألماني في الشرق. كما أمر هتلر، تعاون الفيرماخت مع أينزاتسغروبن، حيث قدموا الدعم اللوجستي لعملياتهم، وشاركوا في عمليات القتل الجماعي. في 10 أكتوبر 1941 قام المشير فالتر فون ريتشيناو بصياغة أمر لقراءته للجيش الألماني السادس على الجبهة الشرقية. يُعرف الآن باسم أمر الخطورة. محاكمة أينزاتسغروبن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حوكم 24 من كبار قادة أينزاتسغروبن في محاكمات أينزاتسغروبن في 1947-1948، وهي جزء من محاكمات نورمبرغ اللاحقة التي عقدت تحت السلطة العسكرية للولايات المتحدة. واتُهم الرجال بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب والانتماء إلى قوات الأمن الخاصة (التي أُعلنت منظمة إجرامية). وكان من بين الأحكام أربعة عشر حكماً بالإعدام وحكمتان بالسجن المؤبد. نُفذت أربع عمليات إعدام فقط في 7 يونيو 1951؛ تم تخفيض الباقي إلى أحكام أقل. وفي وقت لاحق، تمت محاكمة أربعة قادة إضافيين من أينزاتسغروبن وإعدامهم من قبل دول أخرى. ادعى العديد من قادة أينزاتسغروبن، بما في ذلك أوليندورف، في المحاكمة أنهم تلقوا أمرًا قبل عملية بارباروسا يتطلب منهم قتل جميع اليهود السوفييت. حتى الآن لم يتم العثور على أي دليل على أنه تم إصدار مثل هذا الأمر على الإطلاق. لاحظ المحقق الألماني ألفريد Streim أنه لو أعطيت مثل هذا الأمر، والمحاكم بعد الحرب كان يمكن أن يكون فقط قادرة على إدانة قادة وحدات القتل المتنقلة كشركاء في القتل الجماعي. ومع ذلك، إذا كان من الممكن إثبات أن أينزاتسغروبن قد ارتكب جريمة قتل جماعي دون أوامر، لكان من الممكن إدانتهم كمرتكبين لعمليات القتل الجماعي، وبالتالي يمكن أن يكونوا قد حصلوا على عقوبات أشد، بما في ذلك عقوبة الإعدام. انظر أيضًا معجم ألمانيا النازية قائمة قادة الحزب والمسؤولين النازيين خرافة الفيرماخت النظيف إبادة الغجر الروم منظمة خاصة (الإمبراطورية العثمانية) المراجع ملاحظات توضيحية اقتباسات المصادر (originally published as قراءة متعمقة الشرطة في ألمانيا النازية المحرقة في لتوانيا إس إس نازية رينهارد هايدريش غيستابو مصطلحات الهولوكوست مكتب الأمن الرئيسي للرايخ هولوكوست في أوكرانيا هولوكوست في إستونيا هولوكوست في بولندا هولوكوست في روسيا هولوكوست في روسيا البيضاء هولوكوست في لاتفيا وحدات وتشكيلات عسكرية في ألمانيا في الحرب العالمية الثانية
ar
doc-ar-8362
الإرهاب المنسوب للمسيحيين هو شكل من أشكال الإرهاب الديني، يشمل الأعمال الإرهابية التي ترتكبها مجموعات أو أفراد يعتنقون دوافع أو أهدافًا مسيحية. يبرر الإرهابيون المسيحيون تكتيكاتهم العنيفة من خلال تفسيرهم للكتاب المقدس والمسيحية ، وفقًا لأهدافهم ونظرتهم للعالم. تختلف هذه التفسيرات عادةً عن تلك الخاصة بالطوائف المسيحية القائمة. يمكن ارتكاب هذه الأعمال الإرهابية ضد أعضاء الطوائف المسيحية الأخرى أو أتباع الديانات الأخرى أو الحكومات العلمانية أو الجماعات أو الأفراد أو المجتمع. يمكن أيضًا أن يستخدم الإرهابيون المسيحيون بشكل ساخر كأداة بلاغية لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية. تشمل الجماعات الإرهابية المنسوبة للمسيحية المنظمات شبه العسكرية والطوائف والمجموعات الفضفاضة من الناس التي قد تتحد في محاولة لترويع الجماعات الأخرى. كما تشجع بعض الجماعات الأعمال الإرهابية التي يقوم بها أفراد غير منتسبين. عادة ما ترتبط المجموعات شبه العسكرية بأهداف عرقية وسياسية بالإضافة إلى أهداف دينية والعديد من هذه الجماعات لديها معتقدات دينية تتعارض مع المسيحية التقليدية. المصطلح إن الاستخدام الحرفي لعبارة الإرهاب المسيحي موضع نزاع. يظهر في الأدبيات الأكاديمية لوصف مجموعة كبيرة من الأفعال والمعتقدات. يمكن الاستشهاد بالدين باعتباره الدافع للإرهاب في النزاعات التي لها مجموعة متنوعة من الأسباب العرقية والاقتصادية والسياسية، مثل تلك الموجودة في البوسنة. في حالات مثل جيش الرب للمقاومة أو تمرد تايبينغ، تختلف معتقدات المؤسسين بشكل كبير عما هو مسيحي معروف. في مثل هذه الحالات، يمثل مصطلح الإرهاب المسيحي إشكالية على الرغم من الادعاء بأن الدافع وراءه هو معتقداتهم الدينية. يمكن أيضًا استخدام مصطلح «إرهابي» لأسباب خادعة، لتشجيع الدعم العام لتشويه سمعة الجماعات أو السماح باستخدام قوانين أكثر صرامة في معاقبة جماعة أو فرد. لا يُشار عادةً إلى ترهيب مجتمعات الأقليات إلى جانب أعمال العنف المتفرقة على أنها إرهاب. ومع ذلك، في عام 2015، اعتقد غالبية الأمريكيين من الحزبين السياسيين الديمقراطيين والجمهوريين أن «الهجمات على مقدمي خدمات الإجهاض [ينبغي] اعتبارها إرهابًا محليًا». التاريخ لا يوجد سجل لأعمال عنف عشوائية أو محاولات لاستخدام الإرهاب كسلاح ديني من قبل الجماعات المسيحية المبكرة. برزت المسيحية في الإمبراطورية الرومانية أثناء حكم قسطنطين العظيم وبعده مباشرة (324-337 م). بحلول هذا الوقت كانت قد انتشرت في جميع أنحاء غرب آسيا كمعتقدات أقلية وأصبحت دين الدولة في أرمينيا. في المسيحية المبكرة، كان هناك العديد من الطوائف المتنافسة، والتي اضطهدت بشكل جماعي من قبل بعض الحكام. أدى الحصول على دعم الدولة من قبل طائفة أو عقيدة مسيحية معينة إلى زيادة العنف الديني. اتخذ هذا العنف شكل اضطهاد معتنقي المعتقدات المسيحية المتنافسة واضطهاد معتنقي الديانات الأخرى. في أوروبا خلال العصور الوسطى ازدادت معاداة السامية المسيحية وأدى كل من الإصلاح والإصلاح المضاد إلى زيادة العنف بين الطوائف. كما هو الحال مع الأمثلة الحديثة، تتم مناقشة إلى أي مدى كانت هذه الأفعال دينية في مقابل الطبيعة العرقية أو السياسية. مؤامرة البارود شهدت الفترة الحديثة المبكرة في بريطانيا صراعًا دينيًا ناتجًا عن الإصلاح والتراجع الذي ظهر على عكس ذلك. كانت مؤامرة البارود لعام 1605 محاولة فاشلة من قبل مجموعة من الكاثوليك الإنجليز لاغتيال الملك البروتستانتي جيمس الأول، وتفجير قصر وستمنستر، مقر الحكومة الإنجليزية. على الرغم من أن المفهوم الحديث للإرهاب الديني ، أو في الواقع الإرهاب على الإطلاق ، لم يتم استخدامه بعد في القرن السابع عشر ، إلا أن ديفيد سي.ويشير Lindsay Clutterbuck إلى أن المؤامرة ، باستخدامها للمتفجرات ، كانت مقدمة مبكرة للإرهاب اللاسلطوي في القرن التاسع عشر. صنف كل من سو ماهان وبامالا ل. جريسيت المؤامرة على أنها عمل من أعمال الإرهاب الديني ، وكتبوا أن "فوكس وزملائه برروا أفعالهم من منظور الدين". يصف بيتر شتاينفيلز هذه المؤامرة أيضًا بأنها حالة بارزة للإرهاب الديني. مذابح كانت الحركات المسيحية الأرثوذكسية الشرقية المتأثرة في رومانيا، مثل الحرس الحديدي ولانسييري، والتي وصفها ياد فاشيم وستانلي جي باين على أنها معادية للسامية وفاشية ، على التوالي ، متورطة في مذبحة بوخارست وارتكبت العديد من جرائم القتل ذات الدوافع السياسية خلال الثلاثينيات. كو كلوكس كلان بعد الحرب الأهلية الأمريكية 1861-1865، أسس جنود الكونفدرالية السابقة منظمة كو كلوكس كلان (KKK). في الأصل، كان كو كلوكس كلان ناديًا اجتماعيًا، ولكن بعد عام من تأسيسه، استحوذت عليه عناصر "سائق الليل". ثم بدأت في التورط في عمليات الحرق والضرب وتدمير الممتلكات والإعدام خارج نطاق القانون والقتل والاغتصاب والقطران والريش والجلد وترهيب الناخبين . استهدفت جماعة كلان العبيد المحررين حديثًا ، والجنوبيين البيض والسالواغز، وجيش الاتحاد المحتل. اختفى هذا التكرار لـ Klan بحلول سبعينيات القرن التاسع عشر ، ولكن في عام 1915 اختفى تشكل التكرار البروتستانتي لكلان في جورجيا، خلال فترة كراهية الأجانب ومناهضة الكاثوليكية . وسعت هذه النسخة من Klan إلى حد كبير نطاقها الجغرافي وقائمة أهدافها على تلك الخاصة بـ Klan الأصلي. اعتنق كلان عام 1915 ، المعادي للكاثوليكية، إيديولوجية إرهابية مسيحية بروتستانتية صريحة، وأسس معتقداته جزئيًا على "أساس ديني" في المسيحية البروتستانتية ويستهدف اليهود والكاثوليك والأقليات الاجتماعية والعرقية الأخرى، [40] وكذلك الأشخاص الذين متورطًا في ممارسات "غير أخلاقية" مثل الزناة والمدينين السيئين والمقامرين ومتعاطي الكحول. من وقت مبكر فصاعدًا ، تضمنت أهداف KKK نية "إعادة ترسيخ القيم المسيحية البروتستانتية في أمريكا بأي وسيلة ممكنة" ، واعتقدت أن " يسوع كان أول رجل كلانسمان". على الرغم من أن أعضاء KKK يقسمون على التمسك بالأخلاق المسيحية ، إلا أن كل طائفة مسيحية تقريبًا قد شجبت رسميًا KKK. من عام 1915 فصاعدًا ، بدأ كلانسمن في "العصر الثاني" حرق متقاطع (مقتبس من مشاهد في فيلم عام 1915 ولادة أمة)، ليس فقط لتخويف الأهداف، ولكن أيضًا لإظهار احترامهم وتبجيلهم ليسوع المسيح. كانت طقوس إضاءة الصلبان غارقة في الرمزية المسيحية ، بما في ذلك الصلاة وترنيمة الترانيم. لا تزال منظمات Klan الحديثة مرتبطة بأعمال الإرهاب المحلي في الولايات المتحدة. بداية الإرهاب الحديث جادل مارك يورجنسمير، الرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية للدين، بأنه كان هناك ارتفاع عالمي في القومية الدينية بعد الحرب الباردة بسبب انهيار الثقة بعد الاستعمار في النماذج الغربية للقومية وصعود العولمة. يصنف Juergensmeyer الإرهابيين المسيحيين المعاصرين بأنهم جزء من "النشطاء الدينيين من الجزائر إلى أيداهو، الذين أصبحوا يكرهون الحكومات العلمانية بشغف فائق ويحلمون بالتغييرات الثورية التي ستؤسس نظامًا اجتماعيًا تقيًا في أنقاض ما يعتبره مواطنو معظم المجتمعات العلمانية ديمقراطيات حديثة قائمة على المساواة " . وفقًا لخبير الإرهاب ديفيد سي. رابوبورت ، فإن "موجة دينية" ، أو حلقة من الإرهاب، تعود إلى عام 1979 تقريبًا حتى الوقت الحاضر. وفقًا لرابوبورت ، فإن هذه الموجة أبرزت الإرهاب الإسلامي، لكنها تشمل أيضًا الإرهاب من قبل المسيحيين والجماعات الدينية الأخرى التي ربما تكون قد تأثرت بالإرهاب الإسلامي. سبب الادعاء بوجود دافع مسيحي استشهد العديد من الأفراد والجماعات بالمسيحية أو معتقداتهم المسيحية كدافع لأعمالهم الإرهابية. قد يعني هذا أنهم يرون المسيحية على أنها هويتهم والسبب الرئيسي لوجودهم ، جزئيًا على النقيض من هويات ووجود مجموعات أخرى يعتبرونها مهددة وغير مسيحية. يمكن للإرهابيين أيضًا الاستشهاد بتفسيرهم للكتاب المقدس أو المعتقدات المسيحية كدافع لهم. جميع أنواع الإرهاب لها علاقة معقدة مع علم النفس والصحة العقلية ، ولكن أقلية فقط من الإرهابيين لديهم أمراض طبية يمكن تشخيصها. يمكن أيضًا ادعاء المسيحية بشكل مخادع على أنها دافع لإلهام الأتباع أو كسب تأييد أو حماية سياسية. كل هذه الدوافع ليست مستقلة وغالبًا ما تكون متشابكة بشكل معقد. المسيحية كهوية غالبًا ما يرتبط الدين ارتباطًا وثيقًا بالهوية العرقية والمكانة الاقتصادية والصورة الذاتية.إذا شعرت مجموعة من المسيحيين بالتهديد، فإن الدين هو علامة يمكن التحقق منها وذات أهمية ثقافية لاستخدامها في خلق عقلية "هم ونحن". هذا هو الحال بشكل خاص حيث تشترك المجموعتان في العضوية في مجموعة ثقافية متشابهة إلى حد كبير، على سبيل المثال تفكك يوغوسلافيا وجيش الرب للمقاومة في أوغندا. في المواقف التي تكون فيها الأعراق المتعارضة أكثر تنوعًا ، تستخدم ألوان البشرة المختلفة و / أو الممارسات الثقافية أحيانًا كمعرفات للآخر. في هذه الحالات ، قد يطلق الإرهابيون على أنفسهم مسيحيين ، لكن قد لا يكون دافعهم أي تفسير معين للمعتقدات المسيحية. على سبيل المثال ، استشهد Anders Behring Breivik ، الذي يعتبر نفسه "مسيحيًا ثقافيًا" ، بإنقاذ أوروبا المسيحية باعتباره الدافع وراء هجماته . وبهذه الطريقة ، يعمل استخدام المسيحية كأداة لإضفاء الشرعية على أعمال العنف وادعاءات التضامن مع مجموعة اجتماعية أوسع. في مثل هذه الحالات ، تعتبر المسيحية علامة لا علاقة لها بالضرورة بأي نصوص أو معتقدات أو ممارسات مسيحية. حتى أن الدراسات وجدت أنه كلما زادت كثافة ممارسة المرء الدينية ، قل احتمال تحوله إلى متطرف. غالبًا ما يتم تعزيز هذه الهوية المسيحية الثقافية في ذهن الإرهابي من خلال وسائل الإعلام والمصادر الحكومية التي تشوه الجماعة الأخرى أو تزيد من خطرها. يُعد تسييس التوترات العرقية والدينية عاملًا رئيسيًا في اندلاع أعمال العنف في جمهورية إفريقيا الوسطى . تشمل أهداف هذا النوع من الدوافع الإرهابية الأديان أو الطوائف الأخرى ، ولكن يمكن أن تشمل أيضًا أولئك الذين يعتقد الجاني أنهم يهددونه أو يهددونها بأي شكل من الأشكال ، مثل أفراد مجتمع الميم أو أعضاء أي مجموعة لا تلتزم. لوجهة نظر الجاني لمن هم. عندما تكون المجموعة المعارضة مسيحية أيضًا ولكنها تنتمي إلى طائفة مختلفة ، غالبًا ما يتم استنكارها على أنها غير مسيحية أو معادية للمسيحية. على سبيل المثال ، دافع زعيم متطوعي أورانج ، الذين وصفوا أنفسهم بأنهم أصوليون بروتستانتيون ، عن هجماتهم على الكنائس الكاثوليكية على أساس أنها كانت "معاقل ضد المسيح ". تفسيرات الأخلاق المسيحية أو اللاهوت كثيرًا ما استشهد الجناة بأشكالهم الفردية جدًا من المسيحية كمبرر ودافع لأفعالهم. كما هو الحال مع الهجمات على عيادات الإجهاض أو الأشخاص المثليين ، يستخدم الجناة سلبية متباينة من كنيسة قائمة كمبرر لأعمال عنف غير مصرح بها. ومع ذلك ، قد يكون لديهم أيضًا لاهوت فردي بالكامل لا يمكن التعرف عليه كعقيدة مسيحية راسخة. [65] تقدم التفسيرات المسيحية التقليدية للكتاب المقدس أيضًا عددًا من العقوبات ضد العنف كسلاح سياسي أو ديني. الصحة النفسية هناك مجموعة متنوعة من حالات الصحة العقلية والأمراض ، ومن النادر جدًا أن تؤدي إلى العنف. غالبًا ما يكون التحديد الموضوعي للصحة العقلية للإرهابي معقدًا بسبب عدد من العوامل.] هناك حد أدنى من المعلومات القوية إحصائيًا على وجه التحديد عن الإرهابيين الذين يزعمون وجود دوافع مسيحية. ومع ذلك ، يدعي جيل وآخرون 2014 أن حوالي 30٪ من اليمين و 52٪ من الأفراد و 25٪ من الإرهابيين الأفراد المرتبطين بالقاعدة و 8٪ من أولئك المنتمين إلى مجموعة إرهابية يعانون من مرض عقلي. وجدت دراسة أخرى أن حوالي 53٪ من الإرهابيين الأفراد يمكن وصفهم بأنهم معزولون اجتماعياً قبل هجماتهم.]الناس في بعض الجماعات الإرهابية أقل عرضة للإصابة بمرض عقلي من عامة السكان ، بسبب معايير الاختيار لهذه الجماعات. لا يبدو أن المرض العقلي يمنع الإرهابيين بشكل غير ملائم من تنفيذ هجمات معقدة ناجحة. تكتيكات الإرهابيين أنظر أيضا: تكتيكات الإرهاب يمكن للإرهابيين الذين يدعون أن لديهم دافعًا مسيحيًا أن يتصرفوا بمفردهم أو في مجموعات. غالبًا ما يكون من الصعب تحديد ما إذا كان الجاني قد تصرف بمفرده تمامًا أو كان مستوحى من جماعة دينية أو سياسية. توجد نفس المشكلة مع الإرهاب الإسلامي أو أي عمل إرهابي مزعوم بدوافع دينية أو سياسية. العنف ضد الإجهاض انظر أيضًا: العنف ضد الإجهاض في 16 يوليو 2001 ، دخل بيتر جيمس نايت إلى عيادة إيست ملبورن للخصوبة ، وهو مزود خاص للإجهاض ، ويحمل بندقية وأسلحة أخرى، بما في ذلك 16 لترًا من الكيروسين ، وثلاث ولاعات ، ومشاعل ، و 30 كمامة ، ومذكرة مكتوبة بخط اليد تقول "يؤسفنا أن ننصح أنه نتيجة لحادث مميت تورط فيه بعض الموظفين ، اضطررنا إلى إلغاء جميع المواعيد اليوم". صرح نايت لاحقًا أنه كان ينوي ذبح كل فرد في العيادة ، ومهاجمة جميع عيادات الإجهاض في ملبورن. لقد طور كمامات فم وعضادات باب منزلية الصنع لكبح جماح جميع المرضى والموظفين داخل العيادة بينما كان يصبهم بالكيروسين. أطلق النار على ستيفن جوردون روجرز البالغ من العمر 44 عامًا، حارس أمن ، في صدره ، مما أدى إلى مقتله. الطاقم والعملاء تغلبوا عليه بعد فترة وجيزة. كان ينوي ذبح 15 موظفًا و 26 مريضًا في العيادة بحرقهم أحياء. وفقًا للطبيب النفسي دون سينديباثي ، فسر نايت الكتاب المقدس بطريقته الفريدة وآمن بعلامته التجارية الخاصة بالمسيحية . كان يؤمن بحملة صليبية ضد الإجهاض . قام إريك روبرت رودولف (المعروف بتفجير حديقة سينتينيال الأولمبية في عام 1996) بهجمات قصف على عيادتين للإجهاض وملهى ليلي للسحاقيات . يرى مايكل باركون ، الأستاذ في جامعة سيراكيوز ، أن رودولف من المحتمل أن يكون مناسبا لتعريف الإرهابي المسيحي. ومع ذلك ، يجادل جيمس أ.آهو ، الأستاذ في جامعة ولاية أيداهو ، بأن الاعتبارات الدينية ألهمت رودولف جزئيًا فقط. كان الدكتور جورج تيلر ، أحد الأطباء القلائل في الولايات المتحدة الذين أجروا عمليات إجهاض في وقت متأخر من الحمل ، هدفًا متكررًا للعنف ضد الإجهاض وقُتل في عام 2009 على يد سكوت رويدر بينما كان يقف في بهو كنيسته. قال شاهد كان يعمل كمرشد إلى جانب تيلر في الكنيسة في ذلك اليوم للمحكمة أن رويدر دخل الردهة ، ووضع مسدسًا على رأس الطبيب وضغط على الزناد. في المحاكمة ، اعترف رويدر بقتل تيلر وقال إنه فعل ذلك لحماية الأطفال الذين لم يولدوا بعد. أدين بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. عند النطق بالحكم ، قال للمحكمة إن حكم الله "سيكتسح هذه الأرض مثل ريح البراري". [ هذا الاقتباس يحتاج إلى اقتباس ] تم إطلاق النار على تيلر مرة واحدة من قبل ، في عام 1993 ، من قبل شيلي شانون ، وهي ناشطة مناهضة للإجهاض شبهت مقدمي خدمات الإجهاض بهتلر وقالت إنها تعتقد أن "القوة المبررة" ضرورية لوقف عمليات الإجهاض. حُكم على شانون بالسجن لمدة 10 سنوات لإطلاق النار على تيلر واعترفت لاحقًا بتخريب وحرق سلسلة من عيادات الإجهاض في كاليفورنيا ونيفادا وأوريغون . أدين جيمس كوب بقتل الدكتور بارنيت سليبيان ، طبيب التوليد الذي قدم خدمات الإجهاض في بوفالوالمنطقة ، وتم تسميته كمشتبه به في إطلاق النار على العديد من مقدمي خدمات الإجهاض في كندا. اختبأ كوب في الغابة خلف منزل سليبيان في أكتوبر 1998 وأطلق النار عليه من خلال النافذة ببندقية قوية ، مما أدى إلى مقتله بينما كان يقف في مطبخه مع عائلته. كان Slepian قد عاد لتوه من حفل تأبين لوالده عندما قُتل. أمضى كوب عدة سنوات هارباً في المكسيك وأيرلندا وفرنسا قبل أن يتم القبض عليه وتسليمه إلى الولايات المتحدة. وأدين بتهمة القتل العمد من الدرجة الثانية عام 2003 وحكم عليه بالسجن 25 عاما. وأدين عام 2007 بتهمة اتحادية منفصلة وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. تشتبه السلطات في كندا أيضًا في Kopp في الهجمات غير المميتة على العديد من مقدمي خدمات الإجهاض هناك الذين تم إطلاق النار عليهم من نوافذ منازلهم. ووجهت إليه تهمة محاولة قتل الدكتور هيو شورت عام 1995 ، وهو مزود خدمات إجهاض في أونتاريو ، على الرغم من إسقاط التهم بعد إدانته في نيويورك. كما قامت الشرطة الكندية بتسميته كمشتبه به في إطلاق النار عام 1997 على الدكتور جاك فاينمان في وينيبيغ وإطلاق النار على الدكتور جارسون روماليس عام 1994 في فانكوفر ، والذي كان أول هجوم على مقدم خدمات الإجهاض في كندا. ووصف جون هيكنلوبر حاكم ولاية كولورادو جون هيكنلوبر حادثة إطلاق النار التي نفذتها منظمة الأبوة المخططة في كولورادو سبرينغز في تشرين الثاني / نوفمبر 2015 ، والتي قُتل فيها ثلاثة أشخاص وجُرح تسعة ، بأنها "شكل من أشكال الإرهاب". تم وصف المسلح ، روبرت لويس دير ، بأنه رجل "موهوم" كتب في أحد منتديات القنب على الإنترنت أن "المذنبين" سوف "يحترقون في الجحيم" خلال نهاية الزمان ، وكتب أيضًا عن التدخين الماريجوانا وعرض النساء لممارسة الجنس. كان قد امتدح جيش الله ، قائلاً إن الهجمات على عيادات الإجهاض هي "عمل الله". قالت زوجة دير السابقة إنه وضع غراءًا على قفل عيادة تنظيم الأسرة ، وفي وثائق المحكمة الخاصة بالطلاق قالت "إنه يدعي أنه مسيحي وهو إنجيلي للغاية، لكنه لا يتبع الكتاب المقدس في أفعاله. هو يقول أنه طالما يعتقد أنه سيخلص ، يمكنه أن يفعل ما يشاء. إنه مهووس بأن العالم يقترب من نهايته ". قالت السلطات إنه تحدث عن "لا مزيد من أجزاء الأطفال" في مقابلة مشوشة بعد اعتقاله. جيش الرب منظمة إرهابية مسيحية أمريكية ، ارتكب أعضاؤها أعمال عنف ضد الإجهاض. العنف ضد الأقليات أُدين أندرس بيرينغ بريفيك في هجمات 2011 في النرويج، والتي قتل فيها ثمانية أشخاص بتفجير سيارة مفخخة في وسط Regjeringskvartalet في أوسلو، ثم قتل بالرصاص 69 مشاركًا في معسكر صيفي لرابطة شباب العمال (AUF) في الجزيرة. أوتويا ، مما أسفر عن مقتل 77 شخصًا. في يوم الهجمات ، وزع بريفيك إلكترونيًا خلاصة وافية من النصوص بعنوان 2083: إعلان استقلال أوروبي، يصف أيديولوجيته المتشددة. فيها ، يضع وجهة نظر عالمية تشمل معارضة الإسلام ويلقي باللوم على النسوية في التسبب في "الانتحار الثقافي" في أوروبا. تصف النصوص الإسلام وأعداء " الماركسية الثقافية " ، كما أنها تدعو إلى ترحيل جميع المسلمين من أوروبا بناءً على نموذج مراسيم بينيس ، كما يزعمون أن النسوية والإسلام موجودان من أجل تدمير المسيحية . الثقافة الأوروبية. كتب بريفيك أن دافعه الرئيسي للفظائع كان تسويق بيانه. بريفيك يؤكد أنه يشن حملة صليبية ضد المسيحيين التعددية الثقافية ويعتقد أن الهجمات كانت "ضرورية". ويذكر بيانه أيضًا أن مؤلفه "مسيحي بنسبة 100 بالمائة". بالمعنى الثقافي ولكن بدون يسوع، لكنه ليس "متدينًا بشكل مفرط". ومع ذلك ، قال إنه خطط للصلاة إلى الله طلبًا للمساعدة أثناء هجماته. قال إنه يصلي ويضحي لأودين ، وعرف دينه على أنه أوديني. بينما كان يُطلق على بريفيك مرارًا وتكرارًا لقب " أصولي مسيحي " - نائب رئيس الشرطة روجر أندرسونأخبر المراسلين في البداية أن المعلومات على مواقع بريفيك "إذا جاز التعبير ، أصولي مسيحي" والعديد من وسائل الإعلام الرئيسية مثل نيويورك تايمز وصفته بأنه مسيحي أصولي - تنازع عدد من المصادر على هذه الادعاءات ، ونفى بريفيك أنه مسيحي ، قائلاً في رسائل إلى صحيفة Dagen النرويجية إنه "ليس مسيحيًا ولم يكن أبدًا مسيحيًا" ، وأنه يعتقد أن هناك أشياء قليلة في العالم أكثر "مثيرة للشفقة" من "شخصية يسوع ورسالته". كان غاري ماتسون ووينفيلد موودر زوجين مثليين من ريدنج ، كاليفورنيا ، قُتلا على يد بنجامين ماثيو ويليامز وجيمس تايلر ويليامز في عام 1999. قال الجيران إن العائلة كانت معروفة بمعتقداتها المسيحية الأصولية ، وقالوا أيضًا إن تسجيلات الخطب و كثيرا ما كانت تسمع الموسيقى الدينية من منزلهم. ويعتقد أن الجناة على صلة بحركة الهوية المسيحية . كما يشتبه في أنهم لعبوا دورًا في 18 هجومًا متعمدًا على ثلاثة معابد يهودية . في عام 1996 ، اتُهم ثلاثة رجال ادعوا أنهم كهنة فينس - تشارلز باربي وروبرت بيري وجاي ميريل - بارتكاب عمليتي سطو على بنك وتفجير في البنوك ، وصحيفة سبوكان ، ومكتب تنظيم الأسرة في ولاية واشنطن . كان الرجال من أصحاب النظريات المعادية للسامية للهوية المسيحية الذين اعتقدوا أن الله أرادهم أن ينفذوا هجمات عنيفة وكانوا يعتقدون أيضًا أن مثل هذه الهجمات ستسرع من صعود العرق الآري . وقفة احتجاجية في ويلينجتون ، نيوزيلندا ، لضحايا إطلاق النار على مسجد كرايستشيرش في مارس 2019 في عام 2015 ، تم اتهام روبرت دوجارت ، وهو مهندس ميكانيكي يبلغ من العمر 63 عامًا ، بالتماس لارتكاب انتهاك للحقوق المدنية من خلال نيته إتلاف أو تدمير ممتلكات دينية بعد أن ذكر أنه كان ينوي تكديس الأسلحة ومهاجمة إسلامبرغ ، وهي قرية إسلامية صغيرة و المجتمع الديني في مقاطعة ديلاوير ، نيويورك.] تحدث دوجارت ، وهو عضو في عدة ميليشيات خاصة ، إلى مصدر من مكتب التحقيقات الفيدرالي خلال مكالمة هاتفية وذكر أن لديه كاربين M4 مع "500 طلقة من الذخيرة" التي كان ينوي نقلها إلى مقاطعة ديلاوير ، جنبًا إلى جنب مع مسدس وقنابل مولوتوف ومنجل. سجله مصدر مكتب التحقيقات الفدرالي قائلا: "إذا نزلت إلى المنجل ، فسوف نقطعها إلى أشلاء". كان دوجارت قد سافر سابقًا إلى موقع في دوفر بولاية تينيسي ، والذي وُصف بأنه "معسكر تدريب جهادي" ، في سلسلة رسائل البريد الإلكتروني ووجد أن هذه المزاعم كانت خاطئة. في أبريل ، قبل دوجارت صفقة الإقرار بالذنب وذكر أنه "أرسل عن قصد وعن علم رسالة في التجارة بين الولايات تحتوي على تهديد حقيقي" لإيذاء شخص ما. تم رفض صفقة الإقرار بالذنب من قبل القاضي لأنها لا تحتوي على حقائق كافية لتشكل تهديدًا حقيقيًا. يصف دوجارت نفسه بأنه خادم مسيحي في "الكنيسة المسيحية الوطنية (التجمعية)" (على ما يبدو ،الرابطة الوطنية للكنائس المسيحية الجماعية ). لم تكن أي من التهم الموجهة إليه مرتبطة بالإرهاب ، إلا أن بعض الجماعات وصفت أفعاله على هذا النحو. وفقًا للبروفيسور دوغلاس برات بجامعة أوكلاند ، وهو خبير دولي في الإرهاب الديني ، فإن إطلاق النار على مسجد كرايستشيرش من قبل الأسترالي برينتون هاريسون تارانت ، مما أسفر عن مقتل 51 شخصًا وإصابة 50 آخرين (معظمهم من المسلمين) في مسجد النور ومركز لينوود الإسلامي . في كرايستشيرش ، نيوزيلندا ، كانت شكلاً من أشكال "الإرهاب المسيحي" وتفوق البيض . بيان تارانت الاستبد ال العظيم ، الذي سمي على اسم نظرية المؤامرة اليمينية المتطرفة الفرنسية التي تحمل الاسم نفسه ، اقتبس من البابا أوربان الثاني (الذي أمر بالحملة الصليبية الأولى )) وطالب باستعادة القدس ، واستشهد بوفاة الفتاة السويدية إيبا أكيرلوند البالغة من العمر 11 عامًا ، واستشهد بتدخل الناتو في كوسوفو ، وأعلن رغبة تارانت في أن يتم أخذ اسطنبول (المعروفة أيضًا باسم القسطنطينية) من تركيا حتى تعود إليها وأخيرًا صرح مسيحيون أن الدافع الرئيسي وراء الهجمات كان الانتقام من الإسلام. كانت بنادق مطلق النار مغطاة برموز التفوق الأبيض وأسماء الشخصيات التاريخية المختلفة والمعارك التي دارت بين المسلمين وغير المسلمين مثل تشارلز مارتل وسكندربيج وباجو بيفليانين بالإضافة إلىمعركة تورز عام 732 ومعركة فيينا عام 1683. استشهد مرتكب الهجوم علي كنيس بيتسبورغ اليهودي في 27 أكتوبر 2018 ويدعي روبرت باورز باقتباس من الكتاب المقدس عن يسوع المسيح في السيرة الذاتية لحساب غاب الذي لم يعد له وجود الآن. وبالمثل، استشهد جون تي إيرنست، المشتبه بإطلاق النار في كنيس بواي اليهودي، باقتباسات من الكتاب المقدس لتبرير هجومه وفي مارس 2019، أحرق مسجدًا في إسكونديدو، كاليفورنيا. انظر أيضًا ذات صلة بالعنف المسيحية المسيحية والعنف نقد المسيحية دومينيون اللاهوت محاكم التفتيش الكتاب المقدس والعنف المشاكل أنتي بالاكا العنف العام فاشية رجال الدين مجموعة الكراهية الإرهاب في الديانات الأخرى إرهاب منسوب للمسلمين إرهاب منسوب لليهود عامة تتعلق بالدين اضطهاد ديني إرهاب منسوب للمتدينين العنف الديني إرهاب يميني اليمين العنف الطائفي التطرف العنيف المراجع إرهاب منسوب للمتدينين عنف بدوافع دينية في الولايات المتحدة نقد المسيحية
ar
doc-ar-8369
شُحرُور البَقر اللمَّاع هو طائرٌ ينتمي لرُتبة العصفوريات، أي الجواثم، وفصيلة الصفراويَّات قاطنة العالم الجديد. يُفرخُ في مُعظم أنحاء أمريكا الجنوبيَّة، عدا المناطق كثيفة الغابات، والجبال، والصحاري (على أنَّه أخذ بالانتشار في هذه الموائل الطبيعيَّة بعد التغييرات التي أجراها البشر عليها)، والمناطق الأكثر برودةً في أقصى الجنوب (أرض النار على سبيل المِثال)، وعلى جزيرتيّ ترينيداد وتوپاگو. غزت هذه الطيور مناطق جديدةً لم تعهدها من قبل بصورةٍ طبيعيَّة خلال العقود القليلة الماضية، ومن تلك المناطق: التشيلي، وكثيرًا من جُزر البحر الكاريبي، حتى أنها وصلت الولايات المُتحدة، حيثُ يُحتمل وجود جمهرةٍ مُفرخة في فلوريدا. الجمهرات الشماليَّة وقاطنة أقصى الجنوب مُهاجرة جزئيَّة. تُشاهدُ هذه الطيور غالبًا في الموائل الطبيعيَّة المكشوفة، من شاكلة الأحراج المكشوفة والأراضي الزراعيَّة. تغريدُ الذكر عِبارة عن مزيجٍ بين الهرهرة والتصفير، وله نداءٌ سقسقيّ حاد، أما الأنثى فتُصدرُ صليلاً أجشّ. هذه الطيور، كغيرها من أغلب شحارير البقر، من المُتطفلات على الأعشاش، أي أنَّ أنثاها توزِّعُ بيوضها على أعشاش أنواعٍ أخرى من الطيور فترفع عن نفسها عبء تربيتها وإنشائها، ومن أبرز الأنواع التي تتطفّلُ على أعشاشها (في البرازيل) على سبيل المِثال: العصفور الدوري أمغر الطوق (Zonotrichia capensis)، وطاغوت الماء المُقنَّع (Fluvicola nengeta). البيوض من نوعان: إمَّا أن تكون مبيضَّة وغير مُبرقشة، أو زرقاء باهتة أو خضراء ببقع داكنة أو لطخات. تُقدمُ الأنثى على إزالة إحدى بيوض الثَّويّ (أي المُضيف) وتضع بيضةً مكانها، وتختلفُ شحارير البقر هذه عن باقي أقاربها من ناحية أنَّ النقص بالطعام من شأنه أن يؤثّر على فراخها فتنفق جوعًا، في حين أنَّ باقي الشحارير لا يبدو أنَّ فراخها تتأثر بهذا. تدومُ فترة الحضن لما بين 11 و12 يومًا، فهي بهذا أقصر من فترة حضن بيوض أغلب المُضيفات. أدَّت إبادة شحارير البقر اللمَّاعة في الموطن الصغير لشُرشوُر الآجام باهت الرأس (Atlapetes pallidiceps) المُهدد بالانقراض، إلى حصول قفزةٍ نوعيَّة في أعداده. تقتاتُ هذه الطيور الاجتماعيَّة وافرة الأعداد على الحشرات وبعض البزور، بما فيها الأرزّ، وتمضي وقتها على الأرض عندما تبحث عنها، أو تجثم على ظهور الماشية لتلتقط ما تثيره من حشرات بوطأها الأرض. الوصف القد تختلفُ السُلالات عن بعضها قليلاً من حيث الحجم، حيث تحتل السُلالة الصُغرى (M. b. minimus) قاطنة شمالي أمريكا الجنوبية وجزر الهند الغربية المرتبة الأولى من حيث الصِغر، إذ يصل طولها إلى 18 سنتيمتر (7.1 إنش)، وتتراوح زِنتها بين 31 و40 غرام (1.1 إلى 1.4 أونصات)، والسُلالة الكبانيَّة (M. b. cabanisii) المركز الأوَّل من حيث الضخامة، إذ يصل مُعدَّل طولها إلى 22 سنتيمتر (8.7 إنشات)، وتتراوح زنتها بين 55 و65 غرامًا (1.9 إلى 2.3 أونصات). الكِسوة يكتسي ذكرُ شُحرُور البَقر اللمَّاع بريشٍ أسود مُتقزّح بالأزرق الضارب للبنفسجيّ، أمَّا الأنثى الأصغر حجمًا، فكِسوتها بُنيَّة داكنة، باهتة على القسم السفلي من جسدها، وهي تُشبه أنثى شُحرُور البقر بُني الرأس، ويُمكنُ تمييزها عنها بواسطة منقارها الأطول والأدق، وتعابير وجهها الأكثر حدَّة وحاجبها الأبهت لونًا. بعضُ الأفراد من هذه الطيور يأتي أسودًا بالكامل، كما أنَّ السُلالة الشماليَّة (M. b. cabanisii) قاطنة پنما وشمال كولومبيا، أبهت لونًا من السُلالة النمطيَّة (M. b. bonariensis). تكتسي الفراخ بريشٍ مُشابه لريش الإناث، لكنها أكثر تقليمًا على الجزء السفلي من جسمها. الأنواع المُشابهة يتشابه ذكر شُحرُور البقر اللمَّاع مع أنواع أخرى عديدة من شحارير العالم الجديد، وبالأخص تلك التي لا تظهر لديها مثنويَّة شكليَّة جنسيَّة. من أبرز الأنواع التي يُخطأ غير العارفون بينها وبين شحارير البقر اللمَّاعة: شُحرُور البقر الصيَّاح (Molothrus rufoaxillaris)، فهذه تحتاج تدقيقًا عن قُرب حتى يتمكن الشخص من تمييزها، وأبرز ملامحها الخارجيَّة التي تُميِّز عبرها هي: المنقار، وتقزّح الريش. فمنقار شُحرُور البقر اللمَّاع أطول وقاعدته أضيق، أمَّا منقار شُحرُور البقر الصيَّاح فأضيق وشبيه بمناقير الشراشير، كما أنَّ ريش الأخير أقل لمعانًا. كذلك يتشابه هذا النوع مع شُحرُور البقر بُني الرأس، لكن يسهل تمييزه عنه بفعل افتقاده لريش الرأس البُني عند الذكر، أمَّا الأنثى فأكثرُ شبهًا بأنثى الشُحرُور سالف الذكر، لكن يُمكن تمييزها عنها بواسطة منقارها الأطول والأدق، وتعابير وجهها الأكثر حدَّة وحاجبها الأبهت لونًا. الصوت تغريدُ شُحرُور البقر اللمَّاع، الموصوف بأنَّه «تغريد المُغازلة الفعليّ»، يتألَّف من ثلاث أو أربع نغمات هريريَّة مُحتدمة، تتبعها سلسلة من نغمات السقسقة القصيرة المُتزايدة في حدتها شئيًا فشيئًا. كذلك تُصدرُ هذه الطيور، وبالأخص الإناث، صليلاً أجشّ يتألَّف من زقزقاتٍ سريعة شبيهة بتلك التي يُصدرها شُحرُور البقر بُني الرأس، لكنها أكثرُ إزعاجًا للسامع، حيث تبدو وكأنها صوت حفيف معدنٍ صدئ، تُصدرها الإناث عند إقلاعها من على مجثمها. أيضًا تُصدرُ الذكور صفيرًا أثناء طيرانها يُعرف باسم «صفير الطيران» وهو عبارة عن تصفيرٍ «حزين وواضح وشفاف»، بحيب تعبير الخبراء. كما لوحظ أنَّ الطيور المُتقاتلة تُصدرُ صوتًا مُميزًا يُعبّرُ عن استيائها. السُلالات يعترفُ العُلماء بسبعة سُلالات من شُحرُور البقر اللمَّاع يُمكنُ تفريقها عبر الحجم ولون كِسوة الإناث. السُلالة اللمَّاعة (M.b. bonariensis): توجد في كامل القِسم الجنوبي من البرازيل. السُلالة الصُغرى (M.b. minimus): توجد في شمال شرق ڤنزويلا، وغيانا، وسورينام، وغويانا الفرنسية، وأقصى شمال شرق البرازيل، وجزر الأنتيل، وجنوب فلوريدا. السُلالة الڤنزويليَّة (M.b. venezuelensis): توجد في ڤنزويلا وأقصى شرق كولومبيا. السُلالة الكابانيَّة (M.b. cabanisii): تنتشر في المناطق الواقعة شرق پنما وفي كولومبيا. السُلالة الإكوادوريَّة (M.b. aequatorialis): تنتشر على طول ساحل المحيط الهادئ من كولومبيا إلى الإكوادور. السُلالة الغربيَّة (M.b. occidentalis): تنتشر على طول ساحل المحيط الهادئ من الإكوادور إلى الپيرو. السُلالة الضِفافيَّة (M.b. riparius): تنتشرُ في أمازونيا جنوب نهر الأمازون. الانتشار الموطن تنتشرُ شحارير البقر اللمَّاعة عبر مُعظم أمريكا الجنوبيَّة عدا المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 2000 متر عن سطح البحر، والغابات الكثيفة، على أنَّه تمَّ توثيق وجود جمهراتٍ مُقيمة في بعض المناطق التي وصل ارتفاع أقصاها إلى 3500 متر، في غربيّ الأرجنتين. تحتلُ هذه الطيور موطنًا واسعًا، يمتد من غرب پنما وعلى طول جبال الأنديز وصولاً إلى جنوب الأرجنتين وبعض أنحاء التشيلي. ومُنذُ بداية القرن العشرين، أخذت الجمهرات توسّعُ نطاقها من ڤنزويلا شمالاً، فبلغت القسم الأعظم من جزر الهند الغربيَّة وجنوب فلوريدا، فأصبح موطنها بهذا يشمل: جزر البهاما، وكوبا، وجامايكا، وهيسپانيولا، وپورتوريكو، والجزر العذراء، والقديسة لوسيا، وباربادوس، ودومونيكا، ومارتينيك، وجزر القديس ڤنسنت والگرينادين، وغرينادا. ولم ترد أيَّة تقارير تفيد بوصول هذه الشحارير إلى الجزر المُمتدة من أنگويلا إلى گوادالوپيه في شمال جزر الأنتيل الصغرى. تفيد التقارير أن انتشار هذه الطيور في فلوريدا مقصورٌ على مُقاطعاتها الساحليَّة الجنوبيّة، وأنها أصبحت مألوفة في تلك المناطق والجزر القريبة من الشواطئ، أمَّا في الداخل فما زالت نادرة. كما أنَّ أي توثيقٍ لعمليَّة تفريخٍ ناجحة لمَّا يحصل بعد، ويُحتمل أن سبب هذا هو صعوبة التفرقة بين شحارير البقر اللمَّاعة وفراخ شحارير البقر بُنيَّة الرأس التي تُريّشُ لأوَّل مرَّة. الموائل الطبيعية تُفضّلُ شحارير البقر اللمَّاعة سكن الموائل الطبيعيَّة المكشوفة من شاكلة: الحقول، ومراعي الماشية، والغابات المكشوفة، وقارعات الغابات. كانت هذه الطيور سريعة الاستغلال للموائل الطبيعيَّة الجديدة التي صنعها البشر بعد استيطانهم أغلب أنحاء أمريكا الجنوبيَّة، فانتشرت في كل المناطق التي قُطعت أشجارها، وأصبح منظرها مألوفًا في المزارع والبساتين. يُمكنُ العثور على شحارير البقر اللمَّاعة أيضًا في أراضي الأشجار القمئيَّة، وسافانا، والمنطاق شبه القاحلة، وسبخات الأيكات الساحليَّة، أي المنغروف. السلوك الغذاء يظهر بأنَّ هذه الطيور عموميَّة الاقتيات، تأكلُ ما يتوافر من ضروب الطعام دون أن تُظهر تفضيلاً لنوعٍ دون آخر، على أنَّ كميَّة استهلاكها لغذاءٍ مُعيَّن تختلف باختلاف الموسم، فقد تتحول للاقتيات على اللافقاريَّات خلال فترات تكاثرها، وهي ما يُصادف موسم تفريخها غالبًا. وهي كثيرًا ما تزور مراعي الماشية لتقتات على فضلات طعام الأبقار، والحقول الزراعية لتقتات على أنواع مُعينة من الحبوب من شاكلة الذرة الرفيعة والدخّن (لكنها لا تقرب البزور الكبيرة مثل بزور دوّار الشمس)، والحدائق المنزلية لتأكل ما يضعه البشر في مُغذيات الطيور من حبوب، وأكثر ما تفضله هو الأرز والقمح. الإيكولوجيَّة والعلاقة مع الأنواع الأخرى تُعتبرُ شحارير البقر اللمَّاعة طيورًا اجتماعيَّة للغاية، تتجمهر في أسرابٍ ضخمة، تراوح عدد أفرادها خلال شهر سبتمبر في الأرجنتين بين 100 و200 طائر، كما لوحظ أنَّها تؤلِّفُ جماعاتٍ في بداية موسم التناسل يتراوح عدد أفرادها بين 24 و30 طائر، تطيرُ سويًا بطريقةٍ مُنسَّقة، وتبحث عن قوتها بطريقةٍ جماعيَّة، وتجثم على ذات الشجرة طيلة الليل. تتجمهرُ هذه الشحارير أيضًا من أنواعٍ أخرى من الصفراويَّات في أسرابٍ كبيرة، وتتعاون مع بعضها في سبيل صالح السرب، فتُطارد الضواري وترغمها على الفرار، وتُصغي لنداءات إنذار بعضها، ومما يؤكد ذلك إحدى التجارب التي أجراها باحثون، فعرضوا شريطًا مُسجلاً لصوت شُحرُور أصفر الكتف (Agelaius xanthomus) يُصدرُ نداء استغاثة، فما كان من الشحارير اللمَّاعة إلا ان هاجمت الباحثين، وفي حادثةٍ أخرى هاجمت الطيور باحثًا كان قد أمسك شُحرُورًا آخرًا بإحدى الشباك ليتفحصه. شوهدت بعض ذكور شحارير البقر اللمَّاعة وهي تتودد إلى إناث شحارير البقر بُنيَّة الرأس التي لم تتجاوب معها، كما شوهدت أخرى وهي تتشارك الطعام مع نفس النوع سالف الذكر في إحدى الحدائق المنزليَّة، وأيضًا شوهدت وهي تتقاتل معها في مُناسبات أخرى. تتعرّض شحارير البقر اللمَّاعة إلى افتراس عدد من الضواري، أبرزها: العوسق الأمريكي، واليؤيؤ، والنمس الهندي الصغير. التفريخ شُحرُور البَقر اللمَّاع مُتطفل أعشاشِ عموميّ، أي لا يقتصر تطفله على عش نوعٍ واحد أو ما شابه، بل يتعداه إلى أكثر من هذا بكثير. تفيد التقارير أنَّ عدد الأنواع التي تتطفل عليها هذه الطيور يصل إلى 232 نوع، ومن بين هذه لوحظ أنَّ 74 نوعًا تولَّى تربية الفرخ حتى بلغ أشدَّه. أمَّا أغلب الأنواع المُتطفَّل عليها فتشمل: العصفور الدوري أمغر الطوق، وخطَّاف الذباب متشعب الذيل، والفرَّان الأمغر، والدرَّاس أبيض الجناح، والشُحرُور كستنائي القلنسوة، ونمنمة المنازل. معرض الصور المراجع مصادر مكتوبة Database entry includes justification for why this species is of least concern New World Blackbirds by Jaramillo and Burke, ISBN 0-7136-4333-1 Birds of Venezuela by Hilty, ISBN 0-7136-6418-5 قراءات أخرى كتب Lowther, P., and W. Post. 1999. Shiny Cowbird (Molothrus bonariensis). In The Birds of North America, No. 399 (A. Poole and F. Gill, eds.). The Birds of North America, Inc., Philadelphia, PA. Pereira, J.F.M. 2008. Aves e Pássaros Comuns do Rio de Janeiro. Technical Books, Rio de Janeiro. أطروحات Kattan GH. Ph.D. (1993). Reproductive strategy of a generalist brood parasite, the shiny cowbird, in the Cauca Valley, Colombia. University of Florida, United States, Florida. Manolis TD. Ph.D. (1982). HOST RELATIONSHIPS AND REPRODUCTIVE STRATEGIES OF THE SHINY COWBIRD IN TRINIDAD AND TOBAGO. University of Colorado at Boulder, United States, Colorado. Mason P. Ph.D. (1980). ECOLOGICAL AND EVOLUTIONARY ASPECTS OF HOST SELECTION IN COWBIRDS. The University of Texas at Austin, United States, Texas. McKenzie PM. Ph.D. (1990). Habitat use, movements, and behavior of shiny cowbirds in southwestern Puerto Rico. Louisiana State University and Agricultural & Mechanical College, United States, Louisiana. Woodworth BL. Ph.D. (1995). Ecology of the Puerto Rican vireo and shiny cowbird in Guanica Forest, Puerto Rico. University of Minnesota, United States, Minnesota. مقالات Arendt WJ & Mora TAV. (1984). RANGE EXPANSION OF THE SHINY COWBIRD IN THE DOMINICAN-REPUBLIC. Journal of Field Ornithology. vol 55, no 1. p. 104-107. Astie AA. (2003). New record of Shiny Cowbird (Molothrus bonariensis) parasitism of Black-chinned Siskins (Carduelis barbata). Wilson Bulletin. vol 115, no 2. p. 212-213. Astie AA & Reboreda JC. (2005). Creamy-bellied Thrush defenses against Shiny Cowbird brood parasitism. Condor. vol 107, no 4. p. 788-796. Astie AA & Reboreda JC. (2006). Costs of egg punctures and parasitism by shiny cowbirds (Molothrus bonariensis) at Creamy-bellied Thrush (Turdus amaurochalinus) nests. Auk. vol 123, no 1. p. 23-32. Baltz ME. (1995). First records of the Shiny Cowbird (Molothrus bonariensis) in the Bahama Archipelago. Auk. vol 112, no 4. p. 1039-1041. Blanco DE. (1995). Brood Parasitism of the Shiny Cowbird Molothrus bonariensis on Chestnut-Capped Blackbird Agelaius ruficapillus, in Eastern Buenos Aires Province. Hornero. vol 14, no 1-2. p. 44-45. Cavalcanti RB & Pimentel TM. (1988). SHINY COWBIRD PARASITISM IN CENTRAL BRAZIL. Condor. vol 90, no 1. p. 40-43. Cruz A & Andrews RW. (1997). The breeding biology of the Pied Water-Tyrant and its interactions with the Shiny Cowbird in Venezuela. Journal of Field Ornithology. vol 68, no 1. p. 91-97. Cruz A, Manolis TD & Andrews RW. (1990). Reproductive Interactions of the Shiny Cowbird Molothrus-Bonariensis and the Yellow-Hooded Blackbird Agelaius-Icterocephalus in Trinidad West Indies. Ibis. vol 132, no 3. p. 436-444. Cruz A, Manolis TH & Andrews RW. (1995). History of shiny cowbird Molothrus bonariensis brood parasitism in Trinidad and Tobago. Ibis. vol 137, no 3. p. 317-321. Debrot AO & Prins TG. (1992). First Record and Establishment of the Shiny Cowbird in Curaçao. Caribbean Journal of Science. vol 28, no 1-2. p. 104-105. Dolores M & Juan CR. (2005). Conspecific and heterospecific social learning in shiny cowbirds. Animal Behaviour. vol 70, p. 1087. Feare CJ & Zaccagnini ME. (1993). Roost departure by shiny cowbirds (Molothrus bonariensis). Hornero. vol 13, no 4. p. 292-293. Fiorini VD & Reboreda JC. (2006). Cues used by shiny cowbirds (Molothrus bonariensis) to locate and parasitise chalk-browed mockingbird (Mimus saturninus) nests. Behavioral Ecology and Sociobiology. vol 60, no 3. p. 379-385. Fraga RM. (1978). The Rufous-Collared Sparrow as a Host of the Shiny Cowbird. Wilson Bulletin. vol 90, no 2. p. 271-284. Fraga RM. (2002). Notes on new or rarely reported Shiny Cowbird hosts from Argentina. Journal of Field Ornithology. vol 73, no 2. p. 213-219. Fraga RM. (2005). The Brown-backed Mockingbird (Mimus dorsalis) as a shiny cowbird (Molothrus bonariensis) host. Ornitologia Neotropical. vol 16, no 3. p. 435-436. Gabriela L. (1998). Parasitism by Shiny Cowbirds of Rufous-bellied Thrushes. The Condor. vol 100, no 4. p. 680. Gallardo JM. (1977). Molothrus-Bonariensis and Vigilance of Nests Parasitized by It. Physis Seccion C los Continentes y los Organismos Terrestres. vol 36, no 92. p. 345-346. Gochfeld M. (1978). Begging by Nestling Shiny Cowbirds Molothrus-Bonariensis Adaptive or Mal Adaptive. Living Bird. vol 17, p. 41-50. Grzybowski JA & Fazio VW, III. (1991). Shiny Cowbird Reaches Oklahoma USA. American Birds. vol 45, no 1. p. 50-52. Hutcheson WH & Post W. (1990). Shiny Cowbird Collected in South Carolina USA First North American Specimen. Wilson Bulletin. vol 102, no 3. Juan Pablo I. (2002). Nectarivorous feeding by Shiny Cowbirds: A complex feeding innovation. The Wilson Bulletin. vol 114, no 3. p. 412. Kattan GH. (1996). Growth and provisioning of Shiny Cowbird and House Wren host nestlings. Journal of Field Ornithology. vol 67, no 3. p. 434-441. Kattan GH. (1997). Shiny cowbirds follow the 'shotgun' strategy of brood parasitism. Animal Behaviour. vol 53, p. 647. King JR. (1973). Reproductive Relationships of the Rufous-Collared Sparrow and the Shiny Cowbird. Auk. vol 90, no 1. p. 19-34. Kluza DA. (1998). First record of Shiny Cowbird (Molothrus bonariensis) in Yucatan, Mexico. Wilson Bulletin. vol 110, no 3. p. 429-430. Lea SEG & Kattan GH. (1998). Reanalysis gives further support to the 'shotgun' model of shiny cowbird parasitism of house wren nests. Animal Behaviour. vol 56, p. 1571-1573. Lichtenstein G. (2001). Low success of shiny cowbird chicks parasitizing rufous-bellied thrushes: chick-chick competition or parental discrimination?. Animal Behaviour. vol 61, p. 401-413. Lopez-Ortiz R, Ventosa-Febles EA, Ramos-Alvarez KR, Medina-Miranda R & Cruz A. (2006). Reduction in host use suggests host specificity in individual shiny cowbirds (Molothrus bonariensis). Ornitologia Neotropical. vol 17, no 2. p. 259-269. Lyon BE. (1997). Spatial patterns of shiny cowbird brood parasitism on chestnut-capped blackbirds. Animal Behaviour. vol 54, p. 927-939. Mason P. (1986). Brood Parasitism in a Host Generalist the Shiny Cowbird Molothrus-Bonariensis I. the Quality of Different Species as Hosts. Auk. vol 103, no 1. p. 52-60. Mason P. (1986). Brood Parasitism in a Host Generalist the Shiny Cowbird Molothrus-Bonariensis Ii. Host Selection. Auk. vol 103, no 1. p. 61-69. Mason P & Rothstein SI. (1986). Coevolution and Avian Brood Parasitism Cowbird Molothrus-Bonariensis Eggs Show Evolutionary Response to Host Discrimination. Evolution. vol 40, no 6. p. 1207-1214. Mason P & Rothstein SI. (1987). CRYPSIS VERSUS MIMICRY AND THE COLOR OF SHINY COWBIRD EGGS. American Naturalist. vol 130, no 2. p. 161-167. Massoni V & Reboreda JC. (1998). Costs of brood parasitism and the lack of defenses on the yellow-winged blackbird shiny cowbird system. Behavioral Ecology and Sociobiology. vol 42, no 4. p. 273-280. Massoni V & Reboreda JC. (2001). Number of close spatial and temporal neighbors decreases the probability of nest failure and Shiny Cowbird parasitism in colonial Yellow-winged Blackbirds. Condor. vol 103, no 3. p. 521-529. Mermoz ME & Fernandez GJ. (1999). Low frequency of Shiny Cowbird parasitism on Scarlet-headed Blackbirds: anti-parasite adaptations or nonspecific host life-history traits?. Journal of Avian Biology. vol 30, no 1. p. 15-22. Mermoz ME & Reboreda JC. (1994). Brood parasitism on of the shiny cowbird Molothrus bonariensis, on the brown-and-yellow Marshbird, Pseudoleistes virescens. Condor. vol 96, no 3. p. 716-721. Mermoz ME & Reboreda JC. (1999). Egg-laying behaviour by shiny cowbirds parasitizing brown-and-yellow marshbirds. Animal Behaviour. vol 58, p. 873. Mermoz ME & Reboreda JC. (2003). Reproductive success of shiny cowbird (Molothrus bonariensis) parasitizing the larger brown-and-yellow marshbird (Pseudoleistes virescens) in Argentina. Auk. vol 120, no 4. p. 1128-1139. Pereira LE, Suzuki A, Moraes Coimbra TL, Pereira de Souza R & Bocato Chamelet EL. (2001). [Ilheus arbovirus in wild birds (Sporophila caerulescens and Molothrus bonariensis)]. Revista de Saude Publica. vol 35, no 2. p. 119-123. Perez-Rivera RA. (1986). Parasitism by the Shiny Cowbird Molothrus-Bonariensis in the Interior Parts of Puerto-Rico. Journal of Field Ornithology. vol 57, no 2. p. 99-104. Porto GR & Piratelli A. (2005). Ethogram of the shiny cowbird, Molothrus bonariensis Gmelin (Aves, Emberizidae, Icterinae). Revista Brasileira de Zoologia. vol 22, no 2. p. 306-312. Post W. (1992). First Florida Specimens of the Shiny Cowbird. Florida Field Naturalist. vol 20, no 1. p. 17-18. Post W. (1993). First specimen of the shiny cowbird, Molothrus bonariensis (Aves: Emberizidae) in North Carolina. Brimleyana. vol 0, no 19. p. 205-208. Post W, Cruz A & McNair DB. (1993). The North American invasion pattern of the shiny cowbird. Journal of Field Ornithology. vol 64, no 1. p. 32-41. Post W, Nakamura TK & Cruz A. (1990). Patterns of Shiny Cowbird Parasitism in St. Lucia West Indies Southwestern Puerto Rico. Condor. vol 92, no 2. p. 461-469. Post W & Wiley JW. (1977). Reproductive Interactions of the Shiny Cowbird and the Yellow-Shouldered Blackbird. Condor. vol 79, no 2. p. 176-184. Post W & Wiley JW. (1977). The Shiny Cowbird in the West-Indies. Condor. vol 79, no 1. p. 119-121. Post W & Wiley JW. (1992). The head-down display in Shiny Cowbirds and its relation to dominance behavior. The Condor. vol 94, no 4. p. 999. Ruckdeschel C, Shoop CR & Sibley D. (1996). First sighting of the shiny cowbird in Georgia. Oriole. vol 61, no 2-3. p. 29-30. Sackmann P & Reboreda JC. (2003). A comparative study of Shiny Cowbird parasitism of two large hosts, the Chalk-browed Mockingbird and the Rufous-bellied Thrush. Condor. vol 105, no 4. p. 728-736. Salvador SA. (1984). Study of Parasitism in Raising Shiny Cowbirds Molothrus-Bonariensis and Chalk-Browed Mockingbirds Mimus-Saturninus in Villa Maria Cordoba Argentine. Hornero. vol 12, no 3. p. 141-149. Smith PW & Sprunt AI. (1987). The Shiny Cowbird Reaches the USA Will the Scourge of the Caribbean Impact Florida's Avifauna Too?. American Birds. vol 41, no 3. p. 370-371. Sykes PW, Jr. & Post W. (2001). First specimen and evidence of breeding by the shiny cowbird in Georgia. Oriole. vol 66, no 3-4. p. 45-51. Viviana M & Juan Carlos R. (2002). A neglected cost of brood parasitism: Egg punctures by Shiny Cowbirds during inspection of potential host nests. The Condor. vol 104, no 2. p. 407. Wiley JW. (1985). Shiny Cowbird Molothrus-Bonariensis Parasitism in 2 Avian Communities in Puerto-Rico. Condor. vol 87, no 2. p. 165-176. Wiley JW. (1986). Growth of Shiny Cowbirds Molothrus-Bonariensis and Host Chicks. Wilson Bulletin. vol 98, no 1. p. 126-131. Wiley JW. (1988). HOST SELECTION BY THE SHINY COWBIRD. Condor. vol 90, no 2. p. 289-303. وصلات خارجية ڤيديوهات، وصور، وتسجيلات صوتيَّة لشحارير البقر اللمَّاعة على موقع مجموعة الطيور على شبكة الإنترنت. معرض صور لشحارير البقر اللمَّاعة VIREO. صور ومقالة www1.nhl.nl–«الطيور في سورينام». صورة؛ مقالة من موقع طبيعة كارولينا. أصنوفات سماها يوهان فريدريش غملين أنواع القائمة الحمراء غير المهددة شحارير أمريكية طيور أمريكا الجنوبية طيور البانتانال طيور الغويانات طيور الكاتينغا طيور الكاريبي طيور الكرادو طيور بورتوريكو طيور جزيرة ماراخو طيور جمهورية الدومينيكان طيور هايتي طيور هيسبانيولا طيور وصفت في 1788 طيور وصفت في 1789 متطفلات الأعشاش
ar
doc-ar-6
موسم دوري الدرجة الأولى الإسباني 2012–13 (المعروف بLiga BBVA لاسباب الرعاية) هو الموسم الثاني والثمانون منذ تأسيسه. بدأت منافسات البطولة يوم 18 أغسطس، وإنتهي يوم 1 يونيو 2013. ريال مدريد هو حامل اللقب بعد فوزه بالنسخة الماضية. كما هو الحال في السنوات السابقة، وفرت نايكي كرة رسمية لجميع المباريات، بنموذج جديد نايك BBVA ليغا مكسيم لاستخدامها لجميع المباريات طوال الموسم، حقق برشلونة لقب البطولة للمرة رقم 22 في تاريخه. أرقام الموسم أول هدف في الموسم : فابريس أولينغا في الدقيقة 85 لصالح نادي مالقا وضد سلتا فيغو (1-0)، في 18 أغسطس 2012. أول هدف في مرماه : راؤول رودريجيز نافارو في الدقيقة 93 لصالح إسبانيول وضد نادي ليفانتي (3-2)، في 2 سبتمبر 2012. أول ضربة جزاء : ألفارو نيغريدو في الدقيقة 38 لصالح نادي إشبيلية وضد نادي خيتافي (2-1)، في 18 أغسطس 2012. أول ثنائية : تومر حمد في الدقيقتين 2 و85 لصالح ريال مايوركا وضد إسبانيول (2-1)، في 18 أغسطس 2012. أول ثلاثية : راداميل فالكاو في الدقائق 20 و42 و59 لصالح أتلتيكو مدريد وضد أتلتيك بيلباو (4-0)، في 27 أغسطس 2012. أسرع هدف في مباراة واحدة : خوسيه أنتونيو رييس بعد 13 ثانية لصالح نادي إشبيلية وضد ريال بتيس (5-1)، في 18 نوفمبر 2012. أكثر هدف متأخر في مباراة واحدة : روبرتو تراشوراس في الدقيقة 94 و3 ثواني لصالح رايو فاليكانو وضد نادي غرناطة (1-0)، في 20 أغسطس 2012. بطل الشتاء : نادي برشلونة، في 22 ديسمبر 2012. البطل : نادي برشلونة، في 11 مايو 2013. أفضل هجوم : نادي برشلونة، 115 هدف. أفضل دفاع : أتلتيكو مدريد، 31 هدف. الأسبوع الذي سجل فيه أكبر عدد من الأهداف : الأسبوعين 11 و30 ب38 هدف. الأسبوع الذي سجل فيه أقل عدد من الأهداف : الأسبوعين 16 و27 ب17 هدف. أكبر فارق من الأهداف في مباراة واحدة : 6 أهداف أتلتيكو مدريد 6 - 0 ديبورتيفو لاكورونيا، في 9 ديسمبر 2012. أكبر عدد من الأهداف مسجل في مباراة واحدة : 9 أهداف ديبورتيفو لاكورونيا 4 - 5 نادي برشلونة، في 20 أكتوبر 2012. أكبر عدد من الأهداف في شوط واحد : 6 أهداف الشوط الأول : ديبورتيفو لاكورونيا 4 - 5 (2-4) نادي برشلونة، في 20 أكتوبر 2012. ريال مدريد 6 - 2 (4-2) نادي مالقا، في 8 مايو 2013. الشوط الثاني : أتلتيكو مدريد 4 - 3 (1-0) رايو فاليكانو، في 16 سبتمبر 2012. نادي خيتافي 2 - 4 (0-0) ريال بتيس، في 5 نوفمبر 2012. أكبر عدد من الأهداف من قبل لاعب واحد في مباراة واحدة : 5 أهداف راداميل فالكاو في الدقائق 28 و42 و64 و68 و71 لصالح أتلتيكو مدريد وضد ديبورتيفو لاكورونيا (6 - 0)، في 9 ديسمبر 2012. الثلاثية الأكثر سرعة : 7 دقائق راداميل فالكاو في الدقائق 64 و68 و71 لصالح أتلتيكو مدريد وضد ديبورتيفو لاكورونيا (6 - 0)، في 9 ديسمبر 2012. ثلاثيات الموسم موقعة من : راداميل فالكاو في الدقائق 20 و42 و59 لصالح أتلتيكو مدريد وضد أتلتيك بيلباو (4-0)، في 27 أغسطس 2012. كريستيانو رونالدو في الدقائق 23 و44 و84 لصالح ريال مدريد وضد ديبورتيفو لاكورونيا (5-1)، في 30 سبتمبر 2012. ليونيل ميسي في الدقائق 18 و43 و77 لصالح نادي برشلونة وضد ديبورتيفو لاكورونيا (5-4)، في 20 أكتوبر 2012. راداميل فالكاو في الدقائق 28 و42 و64 لصالح أتلتيكو مدريد وضد ديبورتيفو لاكورونيا (6 - 0)، في 9 ديسمبر 2012. خابي بريتو في الدقائق 9 و40 و76 لصالح ريال سوسيداد وضد ريال مدريد (4-3)، في 6 يناير 2013 كريستيانو رونالدو في الدقائق 62 و65 و72 لصالح ريال مدريد وضد نادي خيتافي (4-0)، في 27 يناير 2013. ليونيل ميسي في الدقائق 11 و28 و56 لصالح نادي برشلونة وضد أوساسونا (5-1)، في 27 يناير 2013. كريستيانو رونالدو في الدقائق 26 و46 و59 لصالح ريال مدريد وضد نادي إشبيلية (4-1)، في 9 فبراير 2013. ألفارو نيغريدو في الدقائق 12 و29 و68 لصالح نادي إشبيلية وضد سلتا فيغو (4-1)، في 4 مارس 2013. سيسك فابريغاس في الدقائق 20 و37 و46 لصالح نادي برشلونة وضد ريال مايوركا (5-0)، في 6 أبريل 2013. جدول الترتيب ||rowspan=10 style="background-color:#F9F9F9;"| المراكز حسب الجولة |- align=center |align=right| ||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1||style="background:gold"|1|| || || || || |- align=center |align=right| ||9||14||9||12||7||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"| ||style="background:#D0F0C0"| ||style="background:#D0F0C0"| ||style="background:#D0F0C0"| || || || || || |- align=center |align=right| ||9||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"| ||style="background:#D0F0C0"| ||style="background:#D0F0C0"| ||style="background:#D0F0C0"| || || || || || |- align=center |align=right| ||style="background:#FFCCCC"|20||12||16||10||14||8||13||15||14||17||13||9||12||9||9||9||style="background:#BBEBFF"|7||9||9||9||9||8||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#E8FFD8"|5||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#E8FFD8"|4|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||style="background:#BBEBFF"|6||8||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#E8FFD8"|4||4||4||5||5||4||4||4||4||4||4||4||6||5|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||12||13||17||11||15||10||14||9||11||9||9||8||11||12||10||11||9||8||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#E8FFD8"|5||style="background:#E8FFD8"|5||style="background:#E8FFD8"|5||style="background:#E8FFD8"|5||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#97DEFF"|6|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||style="background:#D0F0C0"|2||9||13||8||style="background:#BBEBFF"|6||9||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#E8FFD8"|5||style="background:#E8FFD8"|5||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#E8FFD8"|5||style="background:#E8FFD8"|5||8||8||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#BBEBFF"|7|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||14||10||10||13||17||11||9||11||8||10||14||10||7||style="background:#BBEBFF"|6||7||7||10||10||11||11||12||12||12||11||9||8||9||8||8|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||7||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#BBEBFF"|6||8||13||10||12||15||11||7||11||8||10||13||10||8||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#BBEBFF"|7||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#BBEBFF"|7||8||9||8||9||9|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||11||16||11||14||9||12||11||7||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#BBEBFF"|6||8||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#97DEFF"|6||style="background:#97DEFF"|6||8||8||8||9||9||9||10||11||10||11||10|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||style="background:#97DEFF"|5||7||8||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#E8FFD8"|4||7||style="background:#97DEFF"|5||7||7||10||7||10||11||11||13||14||12||12||12||11||11||11||10||12||10||12||10||11|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||13||17||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||16||15||15||14||13||12||13||13||13||13||12|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|20||15||15||16||style="background:#FFCCCC"|18||16||17||16||14||12||14||14||15||14||12||13||14||14|14||14||13||13||15||15||16||14||14||14||13|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||8||style="background:#D0F0C0"|2||style="background:#BBEBFF"|6||9||13||7||8||10||10||8||8||12||9||7||8||8||11||11||10||10||10||10||10||13||11||12||11||12||14|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||16||16||16||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||17||17||16||14||15||15||15||15|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||15||15||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||17||15||16||17||style="background:#FFCCCC"|19||16||17||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||17||15||17||17||16||17||16||14||14||15||16||16||16||16|| || || || || || || || || |- align=center |align=left| ||16||11||14||17||12||15||17||14||9||12||11||13||13||13||12||14||12||13||13||13||14||15||16||17||17||17||17||17||17|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||16||style="background:#FFCCCC"|18||12||16||11||14||12||13||13||15||17||16||15||14||15||15||17||15||15||17||16||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|18|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#BBEBFF"|6||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#E8FFD8"|4||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#97DEFF"|5||style="background:#BBEBFF"|6||8||12||13||15||15||16||17||17||style="background:#FFCCCC"|18||16||16||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|19|| || || || || || || || || |- align=center |align=right| ||style="background:#D0F0C0"|3||style="background:#97DEFF"|5||7||7||10||16||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||16||style="background:#FFCCCC"|18||style="background:#FFCCCC"|18||17||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|19||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"|20||style="background:#FFCCCC"| || || || || || || || || النتائج الجوائز واحصائيات الموسم هداف الدوري جائزة بيتشيشي تمنحها صحيفة الماركا الإسبانية في نهاية كل موسم لأكثر لاعب تسجيلًا للاهداف في الدوري الإسباني أخر تحديث : 13 مايو 2013 كأس زامورا كأس زامورا يتم منحها سنويا من قبل صحيفة الماركا الإسبانية لأفضل حارس مرمى في الدوري الإسباني صاحب المعدل الأقل في دخول الأهداف لمرماه. يجب على حارس المرمى ليحصل على هذه الجائزة أن يكون شارك على الأقل في 28 مباراة بمقدار 60 دقيقة لكل مباراة أو أكثر. محدث حتى 11 مارس 2013 Source: Marca، Marca جائزة اللعب النظيف تعطى هذه الجائزة سنويا منذ عام 1999 للفريق صاحب اللعب النظيف خلال الموسم. هذا الترتيب يأخذ بعين الاعتبار العديد من الجوانب مثل البطاقات، تعليق المباريات، وسلوك الجمهور والعقوبات الأخرى. هذا القسم ليس فقط يهدف لتحديد أفضل لعب نظيف، ولكن يخدم أيضا لكسر التعادل في الفرق التي تتعادل في نقاط الترتيب ومباريات المواجهات وفرق الأهداف. المصدر: ترتيب اللعب النظيف بعد المباراة 26 بالإضافة لنقاط المباراة 27 محدث بتاريخ 11 مارس 2013 مصادر وصلات خارجية 2012 في إسبانيا 2013 في إسبانيا دوريات كرة قدم إسبانية في 2012-13 دوريات كرة قدم محلية في 2012–13 مواسم الدوري الإسباني
ar
doc-ar-8387
إدوارد ديفيس «إد» وود الابن (10 أكتوبر 1924 – 10 ديسمبر 1978) هو كاتب نصوص ومخرج ومنتج وممثل ومؤلف ومحرر أمريكي راحل، وغالبا ما أدى العديد من هذه الوظائف بشكل آني. أنتج وود في الخمسينات عددا من الأفلام منخفضة التكلفة، واشتهرت أفلامه الآن بأخطائها التقنية، ومؤثراتها البسيطة، وجمعه لعدد كبير من اللقطات السينمائية بشكل سيء، وحواراتها غير المتقنة، والممثلين غريبي الأطوار وعناصر الحبكة الغريبة، بالرغم من أن ذوقه في عالم الاستعراض أعطى مشاريعه نجاحا بسيطا على الأقل. تراجعت شعبية وود مباشرة بعد موت النجم بيلا لوغوسي والذي كان أشهر اسم لديه (في أغسطس 1956). وكان قادرا على إنقاذ لقطات عن آخر لحظات لوغوسي على السينما، لكن مهنته انحدرت فيما بعد. أنتج وود في أواخر حياته أفلاما إباحية وكتب قصصا مصورة عن الجريمة والرعب وروايات الجنس. إلا أنه اشتهر بعد سنتين من موته، حيث تم منحه جائزة الديك الرومي الذهبية كأسوأ مخرج على الإطلاق. وأكسبته قلة موهبته في صنع الأفلام طائفة كبيرة من المتابعين. قام الكاتب رودولف غراي بعرض سيرته في كتاب «كابوس النشوة: حياة وفن إدوارد د. وود الابن» (1992)، وأعيد النظر في حياة وود وأعماله، وسلط الضوء على حماسه الواضح وحبه الصادق للأفلام والإنتاج السينمائي. وأنتج تيم برتون فيلما سينمائيا عن حياة المخرج، إد وود، كسب جائزتي أوسكار. السنوات الأولى عمل والد وود، إدوارد الأب، كساعي بريد وتنقلت عائلته حول الولايات المتحدة. واستقروا في النهاية في مدينة بوكيبسي في ولاية نيويورك، حيث ولد إد وود الابن. اهتم وود حلال طفولته بالفنون التمثيلية والأدب القصصي. وجمع مجلات الخيال والقصص المصورة، وكان يعشق الأفلام، بشكل خاص أفلام الغرب، وأي شيء يتضمن الغموض. وغالبا ما كان يتغيب عن المدرسة ليشاهد الأفلام في قاعة السينما المحلية، حيث غالبا ما ترمى اللقطات من فيلم اليوم في النفايات من قبل موظفي المسرح، ما سمح لوود بإنقاذها وإضافتها لمجموعته الشاملة. يقال بأن والدة وود، ليليان، لطالما أرادت بنتا، وأحيانا كانت تلبس ابنها التنورات والفساتين، حتى بلغ عمره 12 عاما تقريبا. ولبقية حياته، كان وود يلبس الثياب النسائية. في عيد ميلاده الثاني عشر، تلقى وود كاميرته السينمائية الأولى، كوداك سيني سبيشال. إحدى لقطاته الأولى، والتي كان يفخر بها، كان رحلة منطاد هندنبرغ وهو يمر فوق نهر هادسون في بوكيبسي، قبل فترة قليلة من سقوطه الكارثي الشهير في لايكهرست، نيو جيرسي. إحدى وظائفه الأولى كانت دليلا في مجمع سينمائي، وغنى أيضا وعزف على الطبول في إحدى الفرق. وغنى لاحقا في رباعي غنائي يدعى إدى وود أند ليتل سبلينتز، حيث تعلم العزف على مجموعة من الآلات الوترية. انضم وود إلى قوات المارينز في عمر 17 سنة بعد أشهر قليلة من الهجوم على بيرل هاربور. وخدم في الجيش بين عامي 1942 – 46 وزعم أنه شارك في معركة غوادالكانال وهو يرتدي سرا حمالة صدر وكيلوت تحت زيه العسكري. كان وود مهتما بالغرائب، وانضم إلى كرنفال بعد تسريحه من الجيش. كان وود قد فقد عدة أسنان وشوهت ساقه (عانى من الجروح بسبب المعارك) وبالإضافة إلى مهاراته التمثيلية جعلته مرشحا لدخول معرض مسوخ. لعب وود أدوار المهووس والسيدة الملتحية وغيرها. وفي دور السيدة الملتحية، ارتدى لباسا نسائيا وارتدى صدرا صناعيا. وكانت الكرنفالات موضوع العديد من أعمال وود، بشكل خاص رواية له بعنوان القاتل في ثياب النساء، والتي كانت شبه سيرة ذاتية. تضمنت عادات وود الأخرى تعاطي المخدرات الخفيفة والكحول والجنس. وكان زير نساء في شبابه، لكنه كان لاحقا مخلصا لصديقاته (بشكل خاص دولوريس فولر) وزوجته (كاثي أوهارا). أنجب وود طفلة واحدة هي كاثلين إيميلي وود. كانت زوجة وود الأولى، نورما ماكارتي، قد طردته من البيت بعد فترة قصيرة من زواجهما. وكانت مكارتي قد أنجبت ابنا هو مايكل («ماك»)، من علاقة قبل تعرفها على وود. الأفلام بدأت مسيرة وود في السينما بعد انتقاله إلى هوليود في عام 1947. كتب نصوصا وأخرج حلقات تلفزيونية تمهيدية، وإعلانات تجارية، وعدة أفلام غرب منخفضة التكلفة وتم نسيانها ولها عناوين مثل تقاطع طرق لاريدو ومنتقم كروسرود: أسطورة فتى توسان. كتب وود وأنتج وأخرج ومثل في فيلم «رفقة عادية»، وهي مسرحية مقتبسة من روايته غير المنشورة التي كانت مستندة على خدمته في سلاح البحرية الأمريكي. افتتحت المسرحية في مسرح فيلاج بلايهاوس في هوليود يوم 25 أكتوبر 1948 وتلقت مراجعات قاسية من النقاد. غلين أو غليندا أتت انطلاقة وود الكبرى في عام 1953 عندما عينه المنتج جورج ويس لإنتاج فيلم استغلالي بعنوان «غيرت جنسي»، مستند على حياة المتخنثة كرستين يورغنسن. بعد أن رفضت يورغنسن التعاون مع الفيلم، كتب وود نصا سينمائيا جديدا يتعلق بسيرته بعنوان غلين أو غليندا، وهو دراسة مخلصة ومتعاطفة مع لابسي ثياب النساء. أخرج وود الفيلم، واستعمل اسما مستعارا هو دانيال ديفيس، لعب الدور الرئيسي لرجل يحب لبس أزياء النساء. كثيرا ما ظهرت ثياب الأنغورة في أفلامه. وقالت زوجته كاثي أوهارا وآخرون بأن ارتداء وود لملابس النساء لم يكن ميلا جنسيا، لكنه كان بالأحرى نوعا من الراحة التي شعر بها في نسيج الأنغورة (آن غورا هو أيضا أحد أسماء وود الأدبية). وشرح خبراء طبيون في الفيلم أن لابس ثياب النساء هو رجل سوي وطبيعي جدا يرتاح أكثر عندما يلبس ملابس النساء. حتى في سنوات حياته اللاحقة، لم يكن وود يخجل من الظهور علنا في لباس النساء. كانت أغلب أفلام وود ذات جودة سيئة بسبب جدول التصوير الضيق وقلة الميزانية. ففي الوقت الذي يصور أكثر المخرجين من مشهد إلى عشر مشاهد باليوم، كان وود يكمل نحو ثلاثين مشهدا. نادرا ما كان يعيد اللقطة، حتى وإن كانت الأصلية سيئة للغاية. ففيلم غلين أو غليندا، على سبيل المثال، فقد صوره في أربعة أيام فقط بميزانية 26,000 دولار، وأنتج بأسلوب شبه وثائقي. وكانت الرواية والحوار قد أضيفت بكميات كبيرة مع العديد من اللقطات المحفوظة عنده (وهي حيلة استعملها في أفلامه التالية). بينما أدت صديقة وود الحقيقية، دولوريس فولر، دور حبيبته في الفيلم. وظهرت في أفلامه القادمة. أما بيلا لوغوسي فقد تلقى ألف دولار عن يوم واحد في التصوير، ولم يخبره وود أن الفيلم يدور حول لابس ثياب نساء. ولعب دور راوي يتكلم بالاستعارات والقوافي، في بيت مظلم ومسكون. المقطع الرئيسي من الفيلم هو مشهد من 15 دقيقة يصور حالة غلين العقلية. استعمل وود مجموعة من الصور السريالية ذات الرمزية الشخصية. أدخل المنتج جورج فايس لقطات عن الجلد والتقييد، ما يشبه أفلام إرفينج كلو. أصدر الفيلم بعدة عناوين في أماكن عديدة مثل «لابس ثياب النساء»، «أقود روحين»، «هو أو هي؟». السنوات المتوسطة: طعم السجن وعروس الوحش كان مشروع وود القادم هو مسلسل تلفزيوني بعنوان الدكتور أكولا، ومن بطولة لوغوسي كمحقق في عالم الغيبيات. لكن لم يكتب له النجاح، وقام بإخراج وإنتاج فيلم طعم السجن (1954)، وهو فيلم عصابات على طراز الثلاثينات. وسمي أصلا «الوجه الخفي»، ولكن تغير العنوان إلى «طعم السجن» دون توضيح للسبب، وكان العنوان إشارة مرتجلة من النص إلى السلاح غير القانوني. شارك وود في كتابة النص مع صديقه الكاتب والمنتج أليكس جوردان. كان جوردان هو الذي عرف وود إلى بيلا لوغوسي في عام 1952. (ساهم جوردان لاحقا في تأسيس شركة أميريكان إنترناشنال). اختير لوغوسي في البداية بدور والد الشخصية الرئيسية، لكنه انسحب بسبب مرضه. في هذه الفترة، تصادق وود مع مجموعة الممثلين في أفلام الدرجة الثانية والذين أصبحوا جزءا من حاشيته وشركته، وظهروا في أغلب أفلامه التالية. ومنهم كين دنكان، لايل تالبوت، كونراد بروكس، ديوك مور، تيموثي فاريل، المصارع السويدي تور جونسون، ومقدمة برامج الرعب مايلا نورمي (عرفت باسم فامبيرا)، باني بريكنريدج، والمتنبئ كريزويل. في عام 1955، أنتج وأخرج أول فيلم رعب له، عروس الوحش (وسمي أصلا عروس الذرة). سجل وود اسمه على أنه الكاتب، رغم أن القصة الأصلية، الوحش الذري، كتبت بقلم أليكس جوردان. كما ذكر غوردون أن وود ساهم بنصف الحوار. لعب لوغوسي آخر أدواره الناطقة، ومثل دور عالم مجنون أراد صنع جيش من الرجال الخارقين الذريين. لعب تور جونسون دور تابعه لوبو. أما بيلي بنيديكت من سلسلة أفلام باوري بويز لعب دور قصيرا من دون كلام كبائع صحف. أما بطلة الفيلم، لوريتا كينغ، فقد لبست نفس كنزة الأنغورة التي لبسها وود في فيلم غلين أو غليندا. كان أسلوب ومحتوى الفيلم يتشابه إلى حد كبير مع أفلام الرعب التي مثلها لوغوسي لصالح شركة مونوغرام في الأربعينات، خصوصا فيلم الجثة تختفي. حتى أن نص وود أعاد إنشاء أحد مشاهد المختبر من ذلك الفيلم (العالم المجنون يجلد تابعه) بنفس خلفية الحائط المزيفة. كما أدخل وود مكتبته السينمائية فأضاف مشاهد للبرق والانفجارات، ولقطة انفجار نووي، وأخطبوط «ذري» عملاق. في إحدى المشاهد، يعلق البطل في الرمال المتحركة، ويهجم عليه تمساح من لقطة مخزنة. وطلب من بديل لوغوسي أن يتخبط في الطين مع أخطبوط مطاطي كبير، ذلك أنهم لم يعثروا على المحرك الذي يتحكم بالوحش (بعكس ما أشار فيلم برتون إلى أن لوغوسي أدى المجازفة بنفسه). وقد قيل أن رفاق وود نسوا المحرك وراءهم عندما سرقوا الأخطبوط من أحد مخازن وارنر براذرز. الخطة 9 من الفضاء الخارجي في عام 1956، أراد وود وضع تكملة لفيلم عروس الوحش بعنوان الغول يذهب غربا، الذي كان مزيجا من الرعب والغرب. وأعاد صياغة القصة لتدور أحداثها في الغرب. كان لوغوسي قد خرج لتوه من مركز التأهيل بسبب إدمانه على المورفين، وعهد إليه وود بدور العالم المجنون والحانوتي. وارتبط النجمان جين أوتري ولون تشاني الابن أيضا بالمشروع لفترة من الوقت. تمكن وود من جمع المال بما يكفي ليوم واحد فقط من التصوير الاختباري الصامت. صورت بضعة مشاهد عشوائية للوغوسي في جنازة، وأمام بيت تور جونسون، وكذلك وهو يتمشى في بدلة دراكولا (يحتمل أنها صورت لفيلم قبر مصاص الدماء، الذي لم ير النور هو الآخر). صورت هذه المشاهد لتعرض أمام الرعاة الماليين المرتقبين. مات لوغوسي مباشرة بعد ذلك في 16 أغسطس وأصبح الفيلم بذرة مشروع وود القادم. في فيلم الخطة 9 من الفضاء الخارجي أدخلت لقطات لوغوسي الأخيرة في النهائية في قصة جديدة دمجت الرعب والخيال العلمي. وقام وود بإشراك معالجه الشخصي توم ماسون، وأخفى وجهه خلف الرداء ليعوض لوغوسي في عدة مشاهد. كما مثل تور جونسون ومايلا نورمي أدوار زومبي ينهضون من القبر عن طريق آلات الفضائيين. صور الفيلم على فترة خمسة أيام في نوفمبر 1956 بميزانية 20,000 دولار. صورت نورمي كل مشاهدها في ساعتين فقط (دفع لها بالحد الأدنى للأجور من النقابة 200 دولار). ولجأ مجددا إلى الخيال الوثائقي، حيث ظهر كريزويل، المتنبئ التلفزيوني، كمضيف وراوي. ويصف القصة بأنها «شيء أكبر من الحقيقة». وتم إدخال لقطات للطائرات والانفجارات والمقاتلات. أما الأطباق الطائرة (صنعت من نماذج ألعاب بلاستيكية) فهي تتلقى وابلا من المدفعية التي أخذت من فيلم أخبار من الحرب العالمية الثانية. ورغم أن تصويره انتهى في عام 1956، لم يصدر الفيلم حتى عام 1959، لأن المنتج لم يستطع أن يؤمن عملية التوزيع. أقنع وود أعضاء كنائس المؤتمر المعمداني الجنوبي أن يستثمروا برأس المال الأساسي، وأقنعهم بأنه فيلم خيال علمي ناجح سيجمع ما يكفي من المال لتمويل مشروعهم حول 12 فيلما عن الحواريين. كما قيل أنهم غيروا اسم الفيلم من لصوص القبور من الفضاء الخارجي وأزالوا جملا من النص لأنهم اعتبروها غير مناسبة؛ كما يزعم أحد المصادر بأنهم طلبوا أن يتم تعميد الممثلين كجزء من الاتفاق. كما كان حفارا القبور في الفيلم من الراعين الأساسيين. كثيرا ما تحكم المنتجون والممولون في قرارات وود وكان هذا عاملا قد ساهم في كآبته، كما لامهم شخصيا على ضعف نجاحه التجاري. خطط وود لإنتاج فيلم آخر من بطولة لوغوسي يدعى «غيلان القمر» واستعمل لقطات إضافية لم ينشرها عن لوغوسي. وقد وصفه أحد أصدقاء وود بأنه «موضوع جامح»، لكنه وجد أن المادة لم تعد صالحة للاستعمال عندما فتح وود علبة الفيلم التي خزنها بها. وهكذا ألغى المشروع، وانتقل وود عوضا من ذلك إلى فيلم ليلة الغيلان. السنوات التالية: السنوات العنيفة وليل الغيلان في عام 1956 أيضا، كتب وود نص فيلم «عصابة المراهقات» الذي أنتج تحت مسمى السنوات العنيفة، وهو فيلم استغلالي حول عصابة من طالبات الثانوية الجانحات. وأخرجه ويليام مورغان، ومن بطولة الممثلة جين مورهيد، والتي كانت نجمة عدد أكتوبر 1955 من مجلة بلايبوي. تميز الفيلم بمقدمته غير العادية حول الفتيات الجامحات ومشهد الاختطاف الفاضح حيث تربط إحدى الفتيات وتكمم بخرق من ثوبها المقطع بينما يعرض صديقها لهجوم جنسي (بعيدا عن الكاميرا) من قبل عصابة فتيات. في 1958، أصدر وود نصه السينمائي الذي يدعى ملكة الغوريلات بعنوان العروس والوحش، وهي حكاية خيالية حول غوريلا بعثت روحها في جسد امرأة جميلة. في نفس السنة قام وود بكتابة وإنتاج وإخراج فيلم «ليلة الغيلان» (عنوانه الأصلي: انتقام الموتى)، وهي قصة رعب عن وسيط أرواح مزيف وأرواح شريرة. وكان موقع التصوير هو البيت الذي أعيد بناؤه على بحيرة ويلو والذي احترق في فيلم عروس الوحش. هناك إشارات عديدة إلى العالم المجنون (لوغوسي) والوحش من الفيلم السابق، ولعب تور جونسون مجددا دور لوبو. ظهر بول ماركو لثالث مرة مع وود في دور كيلتون الشرطي الأحمق الجبان. كما ظهر كريزويل بنفسه، وعاد كمقدم وراوي، وقام من تابوته ليقدم هذه الحكاية عن «وحوش سيرثى لها. وحوش ستحتقر!» (يفتتح فيلم إد وود لتيم برتون بمخلص لهذا المشهد). يلعب كريزويل أيضا دور أحد الأشباح الحقودة في ذروة الفيلم. في إحدى المشاهد الأولى، تظهر فتاة (تلبس سترة أنغورة) وصديقها ويهاجمهما الشبح الأسود. كان وود، الذي أخفى وجهه بخمار أسود، كان من بين فتيات الغيلان في عدة لقطات. وتم إدخال مشهد قتال من فيلم «هيلبورن» غير المنتهي (مشاهد أخرى من ذلك المشروع ظهرت في فيلم الرغبة الشريرة). كما أخذت لقطات لبيت الدكتور أكولا من فيلم وود القصير الستارة الأخيرة ووضع صوت كريزويل لإدخالها في القصة الحالية. وظهرت صورة دعائية لوود على ملصق مطلوبين على حائط مركز الشرطة. أما النهاية فقد استعملت مجددا في فيلم عربدة الموتى (1965). ظل هذا الفيلم مفقودا لعقود ولم يصدر إلى المسارح. لم يملك وود ما يكفي من المال لدفع رسوم معالجة الفيلم، لهذا أصبح منسيا ومهملا حتى أصدر أخيرا على الفيديو في عام 1983. السنوات الأخيرة: كتابة النصوص والأفلام الإباحية كتب وود وأخرج فيلم الرغبة الشريرة من نص فيلمه «راكيت كوين». وأصدر في ديسمبر 1960، وقام بإنتاج هذا الفيلم كتحذير ضد أخطار الأفلام الإباحية. تتعلق القصة بمطاردة رجال الشرطة لقاتل معتوه مدمن على الجنس. لعب أدوار الشرطة ممثلو وود الذين واظبوا معه مثل كين دنكان، ديوك مور، وكارل أنتوني. وصور في خمسة أيام، وهو آخر الأفلام العادية التي أخرجها وود، رغم أن به عناصر من أفلام الملاهي. من سخرية القدر، فإن مسيرته ظلت تتهاوى حتى بدأ بإنتاج أفلام العري، والأفلام الإباحية الخفيفة، وانتهي بإنتاج الروايات والأفلام الجنسية. بالنسبة لمشاهد المراهقين في مطعم البيتزا فقد تم تصويرها في عام 1956 لفيلم غير مكتمل عن جنوح الأحداث بعنوان «جحيم الروك أند رول» (عرف أيضا باسم هيلبورن). وتضمن مشهد معركة مثل فيه إد وود بنفسه (غير مسجل) مع كونراد بروكس. في عام 1963، كتب وود نصا سينمائيا بعنوان زفاف البندقية، وهو فيلم استغلالي حول رجال من مجتمع الهيلبيلي يتزوجون عرائس صغار. كان فيلم وود التالي هو عربدة الأموات (1965)، ودمج فيهما عنصرين هما الرعب وأفلام العري. كتب وود النص السينمائي، وسمي في الأصل الغيلان العارية Nudie Ghoulies، وتولى العديد من تفاصيل الإنتاج المختلفة بينما قام ستيفن أبوستولوف بإخراج الفيلم تحت اسم مستعار هو أيه سي ستيفن. يبدأ الفيلم بإعادة عرض لمقدمة فيلم «ليلة الغيلان» الذي لم يصدر آنذاك. وفي المشهد ارتدى كريزويل أحد أردية لوغوسي القديمة، وقام من تابوته ليلقي المقدمة التي أخذت من الفيلم السابق كلمة بكلمة تقريبا. كان المشهد داخل مقبرة يملؤها الضباب، يظهر سيد الموتى (كريزويل) وقرينته المثيرة، الغولة السوداء (شبيهة فامبيرا) مع فقرة استعراضية تؤديها راقصات عاريات الصدر من وراء القبر (استأجرهن وود من نوادي التعري المحلية). استمر وود بإنتاج محموعة من الأفلام الاستغلالية الجنسية Sexploitation مع أبوستولوف حتى عام 1977. شارك وود في كتابة النصوص السينمائية والتمثيل من حين لآخر. وكان فيلم فينوس فلايتراب (1970)، وهو فيلم رعب أمريكي/ياباني، مستندا على نص سينمائي غير منتج كتبه وود في الخمسينات. ما تبقى من إنتاجه انحصر في كتابة قصص الجريمة والروايات الجنسية حتى موته في 1978، وغالبا ما يتكلم عن عصابات الفتيات ولابسي ثياب النساء، وعدة أفلام إباحية مجهولة وقليلة الميزانية. تتضمن هذه الأفلام المصور (1969)، Take It Out in Trade (1970)، البيت الوحيد في البلدة (1970)، مع أوشي ديغارد، نكرومانيا (1971)، الطالب الجامعي (1972)، وبنات هاربات (1974). ذكر غراي في كتاب كابوس النشوة، أن مايلا نورمي رفضت عرض وود لتمثل مشهدا عاريا في فيلم نكرومانيا وهي تجلس في تابوت. وود كمؤلف في أوائل الستينات، كان وود يجني المال بكتابة النصوص والإخراج بمجموعة من القصص الأدبية التي كتبها بعجالة، وتضمنت العديد من قصص الجرائم والرعب والروايات الجنسية وأعمال غير خيالية من حين لآخر. وعندما لم يعد بإمكانه تمويل مشاريعه السينمائية، أصبحت الروايات مصدر دخله الأساسي. كثيرا ما تضمنت روايات وود موضوع لبس ثياب النساء أو من يلبسونها، أو قد تركز القصة بأكملها على هذا الموضوع (وتتضمن حبه لقميص الأنغورة)، وتتداخل مع حبه لقصص الجريمة والغموض. وكثيرا ما كرر وود حبكات أفلامه في الروايات، وكتب معالجات قصصية لنصوصه السينمائية الخاصة، أو يعيد استعمال عناصر من رواياته في النصوص. نشرت روايته الأولى، ثوب برباط أسود، في عام 1963 وأعاد إصدارها في عام 1965 بعنوان قاتل في ثياب النساء. من بين كتبه الأخرى عربدة الأموات (1965)، الشيطانات (1967)، موت لابس ثياب نساء (1967)، المدراء الجنسيون (1968) ودراسة عن الولع والتخيلات (1973). من عام 1963 حتى موته في ديسمبر 1978، كتب وود ما لا يقل عن 80 رواية بالإضافة إلى مئات القصص القصيرة والقطع غير الخيالية للمجلات. في ديسمبر 2010 نشرت مقالة في دليل موندو للأفلام والفيديو، أن دار النشر المستقلة فيرال هاوس، والتي أعادت في السنوات الماضية نشر عشرات من روايات وود، قد أنهت كل المبيعات على كل أعمال وود. وأعلمت فيرال هاوس مجلة الأفلام، بأن ورثة إد وود طلبوا وقف نشرها، بسبب قلة الأدلة إن كان وود قد كتب كل الروايات التي نشرت باسمه. سباق الجرذان في هوليود أشار كتاب في كابوس النشوة إلى طريقة عمل وود بعمله على عدة مشاريع في وقت واحد، فهو يشاهد التلفاز ويأكل ويشرب ويتحدث ويطبع. في مذكراته التي يشك بنسبتها إليه، وهي بعنوان «سباق الجرذان في هوليود»، ينصح وود الكتاب الجدد «بأن يستمروا في الكتابة فقط. حتى إن ساءت قصتك، فستتحسن أنت». لكن الكتاب يتكلم في أغلبه عن مخاطر هوليود، ويقدم نصيحة لأولئك الذين يحلمون بالنجاح في هوليود. وكرس وقته أيضا في الكتاب لتنبيه القارئ وتحذيره من مسابقات الجمال وحيل عروض الأزياء وألعاب الخداع، في هوليود أو العالم بأجمعه. بما أن أشهر أفلام وود في الخمسينات لم تكن فاضحة فيما يتعلق بالمحتوي الجنسي أو العنيف، فإن محتوى رواياته الشاذ قد يصدم القارئ أكثر من سوء الكتابة. يظهر جانب وود المظلم في روايات مثل Raped in the Grass أو The Perverts وفي قصص قصيرة مثل «توني: النمرة السوداء»، التي تستغل المواضيع الساخنة مثل العنف والاغتصاب والقضايا العرقية وجنوح الأحداث وثقافة المخدرات. غير منشور بقيت عدة من كتب وود غير منشورة خلال حياته. فكتاب «سباق الجرذان في هوليود»، على سبيل المثال، كتب في الستينات، وأنهاه في عام 1965، لكنه لم ينشر حتى عام 1998. جزء من هذا العمل هو تمهيد للممثلين ومنتجي الأفلام الشباب، وجزء آخر هو مذكرات. كما روى وود في الكتاب حكايات يشك في صحتها، مثل كيف أنه دخل هو ولوغوسي عالم الكاباريهات الليلية. السنوات التالية وموته واجه وود صعوبات مالية حقيقة في سنواته الأخيرة، حيت كان يكتب نصوصا سينمائية كاملة بأجر زهيد قد يبلغ 100 دولا أحيانا لكي يتدبر أمور المعيشة. انحطت مهنته كمخرج بإنتاجه أفلاما إباحية مثل Take It Out in Trade (1970), وهو اقتباس إباحي لأفلام المخبر فيليب مارلو، ونيكرومانيا (1971). عمل وود كممثل في فترات بسيطة، وظهر في فيلمين أنتجهما رفيقه في البحرية، جوزف روبرتسون بعنوان «وليمة الحب» (1969)، وعرف أيضا باسم «عارضات جميلات في صف واحد»، وكان أول أدواره الرئيسية منذ فيلم غلين أو غليندا عام 1953، ويلعب دور مصور يستغل موقعه ليقوم بألاعيب جنسية على العارضات. وكان له دور أصغر في فيلم روبرتسون، «الشيء الخاص بالسيدة ستون» حول حفلات مبدلي الأزواج. ظهر وود بدور لابس ثياب نساء يمضي وقته في حفلة ويجرب الملابس الداخلية في غرفة النوم. في كتاب «كابوس النشوة» بقلم رودولف غراي، أشار روبرتسون إلى ظهور وود مجددا في فيلم يدعى «ميستي»، والذي لا يوجد له أي ذكر آخر. كانت أفلامه الأساسية في السبعينات مع صديقه ستيفن أبوستولوف، الذي شاركه في كتابة النصوص، لكن عمل أيضا كمدير مساعد ومنتج شريك. آخر ظهور معروف له على الشاشة كان في "بنات هاربات"" (المعروف باسم "خمس نساء طليقات")، حيث لعب دورين شرفيين كما كمشرف محطة بنزين يدعى بوبس وبدور مأمور الشرطة الذي يتبع النساء. ساءت حالة وود بسبب الاكتئاب، وازدادت معها معاقرته للخمر. طرد من شقته في هوليود على شارع يوكا، وانتقل هو وزوجته إلى شقة في شمال هوليود مع صديقه بيتر كو. في 10 ديسمبر 1978، بعد أيام من انتقاله، مات إدوارد ديفس وود الابن بعمر 54 سنة متأثرا بنوبة قلبية بينما كان يشاهد مباراة كرة قدم وحده في غرفة نوم كو. في كتاب «كابوس النشوة»، قيل أن وود صرخ «كاثي، لا يمكنني التنفس!», وقد تجاهلته زوجته التي جلست في غرفة الجلوس لساعة ونصف قبل أن تدخل في النهاية لتجده ميتا؛ على ما يبدو، فكثيرا ما تظاهر بالنوبات القلبية وصرخ طلبا للمساعدة كطريقة لمضايفتها، وفي مرة صرخت عليه ليصمت. أحرقت جثة وود، ونثر رماده في البحر. وماتت زوجته كاثي في 26 يونيو 2006، ولم تتزوج ثانية. التراث يرى خبراء الأدب الدوني والسينما السيئة، أن إدوارد وود الابن هو قمة السوء في عالم الإخراج على مدى العصور لمختلف الأسباب. علت شهرته بعد سنتين من موته حيث وضعه مايكل وهاري ميدفيد، في كتابهما «جوائز الديك الرومي الذهبية» كأسوأ مخرج، وعلت منزلته مع اكتشاف العديد من أعماله المفقودة منذ زمن طويل. كتب عنه جيم مورتن: «كان وود غريب الأطوار وفرديا، كان رجلا ولد ليصوّر. كان غيره سيترك ما بيديه ويعلن الهزيمة إذا ما أجبر على صنع الأفلام تحت الظروف التي واجهها وود». تقيم جامعة جنوب كاليفورنيا مهرجان إد وود السينمائي السنوي، وفيه يتم تحدي الطلاب من كل المجالات بتشكيل فرق لكتابة وتصوير ومونتاج فيلم قصير مستلهم من أعمال إد وود على موضوع مخصص مسبقا. في عام 1998، تم إنتاج نص لوود والذي لم يصور «استيقظت مبكرا في اليوم الذي مت فيه»، من بطولة بيلي زين وكرستينا ريتشي، وحافظ الفيلم على الشخصيات الحمقاء التي اشتهرت بها أفلام وود. أصدر الفيلم بشكل محدود في دور العرض في نيويورك، ولم يتم إصداره الفيلم تجاريا في الولايات المتحدة، وكان متوفرا فقط على الفيديو في ألمانيا بسبب مشاكل تعاقدية. ثلاثة من أفلامه (عروس الوحش، السنوات العنيفة، الرغبة الشريرة) عرضت على المسلسل التلفزيوني مسرح العلوم الغامضة 3000، فمنح تلك الأعمال عرضا أوسع. فكّر المنتجون بعرض فيلم الخطة 9، لكنهم وجدوا أن به الكثير من الحوارات مما يلزم لعرضه. قام المضيف مايكل نيلسن بتسجيل تعليق سمعي على إصدار دي في دي عام 2005/2006 من الفيلم، الذي تم تلوينه حديثا. قام القس ستيف غاليندو من سيمينول، أوكلاهوما، بإنشاء دين معترف به قانونيا في عام 1996 حيث أن وود هو شفيعهم. تم تأسيس الدين كنكتة أصلا، لكن كنيسة إد وود بها الآن أكثر من 3,500 تابع. الووديون، كما يسمى أتباع ستيف، يحتفلون بعيد وود في 10 أكتوبر، وهو عيد ميلاد إد.-5 أكتوبر 2003, تم تكريس مضيف برامج الرعب السيد لوبو «كقديس شفيع مضيفي أفلام الليل والمؤرقين» في كنيسة إد وود. ظهرت منزلة أفلام إد وود في الموسيقي أيضا. حيث قام مخرج أفلام الرعب وموسيقار الهيفي ميتال روب زومبي عام 2001 بتسمية ألبومه الرغبة الشريرة على فيلم وود. أحد أبطال وود كان أورسن ويلز بطموحه السينمائي وشغفه. افتخر وود أيضا بأنه كان منتج الأفلام الوحيد في عصره ما عدا ويلز والذي كان كاتبا ومخرجا وممثلا في أفلامه الخاصة، رغم احتمالية أن يكون وود قد فعل هذا لتوفير الوقت والمال. وخلافا لما حدث في فيلم تيم بيرتن، فلم وود يقابل بطله ويلز في الحقيقة. كان بيلا لوغوسي الابن من بين الذين أحسوا أن وود استغل شهرة أباه القديمة والذي أفل نجمه ولم يكن بإمكانه رفض أي عمل. أكثر الوثائق والمقابلات مع شركاء وود الآخرين في «كابوس النشوة» تقول بأن وود ولوغوسي كانا صديقين في الأصل وأن وود ساعد لوغوسي خلال أسوأ فترات حياته عندما عانى من الاكتئاب والإدمان. فيلم إد وود عام 1994، للمخرج تيم بيرتن، يروي قصة وود ولوغوسي وإنتاج أفلامهما الثلاثة (غلين أو غليندا، عروس الوحش، والخطة 9 من الفضاء الخارجي) من وجهة نظر متعاطفة. لعب جوني ديب دور وود ومارتن لانداو دور لوغوسي، الذي ربح جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد. ربح الفيلم أيضا جائزة الأوسكار لأفضل مكياج لريك بيكر. كانت نجاحات بيرتن في الشركات السابقة مثل وارنر براذرز وفوكس القرن العشرين مخالفة لإصراره على تصوير الفيلم وود بالأسود والأبيض، ورفضته الشركات لأنها توقعت بأنه سيفشل على شباك التذاكر. قبلت شركة ديزني إنتاج المشروع لرغبتها في كسب برتون لجانبها. وكما توقع آخرون، قام النقاد بمدح الفيلم، لكن أداءه كان سيئا في شباك التذاكر. الوثائقيات «أطباق طائرة على هوليود: رفيق الخطة 9»، أصدر في عام 1992. هذا البرنامج الوثائقي الشامل من ساعتين بإخراج مارك كاردوتشي يؤرخ لإنتاج الخطة 9 من الفضاء الخارجي ويعرض مقابلات مع مايلا نورمي (فامبيرا)، وبول ماركو، وكونراد بروكس. في عام 2000، وأدخلت إماج إنترتينمنت الوثائقي على إعادة إصدار DVD لفيلم الخطة 9 (في مجموعة قرصين مع الوحش الآلي). «وود إد: ينظر للوراء في سترة الأنغورة»، أصدر في عام 1994 من قبل راينو هوم فيديو، وهو وثائقي مدته ساعة عن حياة وود وأفلامه. وتضمن لقطات نادرة ومقابلة مع دولوريس فولر، وكاثي وود، وستيفن أبوستولوف، وكونراد بروكس. وتعليق غاري أوينز؛ وكتابة وإخراج تيد نيوسم. «عالم إدوارد د وود المسكون»، كتبه وأخرجه بريت تومسن، وصدر في عام 1995. هذا البرنامج الوثائقي حول حياة إد وود وأفلامه يعرض مقابلات مع الأصدقاء وود وزملائه ويتشابه مع أسلوب وود الخاصة، وإن كان بمصغرات أفضل قليلا. «برنامج الفيلم الغريب جدا» وقدمه جوناثان روس. الأفلام المفقودة يعتبر فيلم وود «الطالب الجامعي» عام 1972 بأنه فيلم ضائع، سوية مع فيلم Take It Out in Trade (1970)، الذي بقي فقط بشكل لقطات بدون صوت (أصدرتها شركة سامثينغ ويرد فيديو). اعتقد أن فيلمه نكرومانيا عام 1971 كان مفقودا لسنوات حتى ظهرت نسخة محررة في مرآب أحد المواطنين في عام 1992، تلتها نسخة كاملة غير محررة في عام 2001. وهناك نسخة كاملة من فيلم وود الإباحي المفقود سابقا بعنوان «المتزوجون الشباب» الذي اكتشف في عام 2004. تعاونات تمثيل آخرون وليام تومسون كان المصور السينمائي في فيلم Take It Out in Trade. فرانك وورث ألف الموسيقى في فيلمي عروس الوحش والخطة تسعة من الفضاء الخارجي. مراجع بيبلوغرافيا رودولف غري، Nightmare of Ecstasy: The Life and Art of Edward D. Wood, Jr., Feral House, 1992, ; reprinted 1994, Rob Conway, Ed Wood, Mad Genius: A Critical Study of the Films, McFarland, 2009, وصلات خارجية The Hunt for Edward D. Wood, Jr. Exhaustive guide to Ed's films and their commercial releases. A good website for him Ed Wood, Jr.'s magazine work (Caution: Adult images) Ed Wood: A Neighbor on the Boulevard of Broken Dreams The Church of Ed Wood Ed Wood's lost TV pilot, "Final Curtain" إد وود أسماء قلمية أفراد سلاح مشاة البحرية الأمريكي في الحرب العالمية الثانية أفراد عسكريون من ولاية نيويورك جنود البحرية الأمريكية روائيون أمريكيون روائيون أمريكيون في القرن 20 روائيون من ولاية نيويورك عسكريون أمريكيون في الحرب العالمية الثانية كتاب أمريكيون في القرن 20 كتاب الخيال الشعبي كتاب دراما ومسرح أمريكيون كتاب دراما ومسرح أمريكيون في القرن 20 كتاب سيناريو أمريكيون كتاب سيناريو أمريكيون في القرن 20 كتاب سيناريو من ولاية نيويورك كتاب من بكبسي محررو أفلام أمريكيون مخرجو أفلام خيال علمي مخرجو أفلام رعب مخرجو أفلام من ولاية نيويورك مخرجو تلفزيون أمريكيون ممثلو أفلام أمريكيون ممثلو مسرح أمريكيون ممثلون أمريكيون ممثلون أمريكيون في القرن 20 ممثلون من ولاية نيويورك منتجو أفلام أمريكيون مواليد 1924 مواليد في بكبسي وفيات 1978 وفيات بسبب نوبة قلبية وفيات في هوليوود
ar
doc-ar-8401
مارس إكسبريس أو «المريخ إكسبريس» هي بعثة استكشاف فضائية تابعة لـ وكالة الفضاء الأوروبية. انطلقت في 2 يونيو 2003 ووصلت لمدار المريخ في 25 ديسمبر 2003، وكانت تحمل على متنها مركبة الهبوط بيجل 2 (Beagle 2)، ولكنها فقدت مركبة الهبوط أثناء دخولها المجال الجوي للكوكب وأغلب الظن أنها تحطمت، ولكن مركبة المدار استمرت في إرسال الصور والبيانات عن سطح المريخ والبحث عن دلائل للماء ودراسة جغرافية السطح والغلاف الجوي للمريخ. إن بعثة مارس إكسبريس تقوم باستكشاف كوكب المريخ، وهي أيضًا أول مهمة كوكبية تقوم بها الوكالة. كلمة «إكسبريس» تشير في الأصل إلى السرعة والكفاءة اللتين على أساسهما تم تصميم المركبة الفضائية وبناؤها كذلك فإن كلمة «إكسبريس» تصف رحلة المركبة بين الكوكبين (و التي هي قصيرة نسبيًا)؛ نتيجة لإطلاق المركبة في وقت تقارب مداري الأرض والمريخ، تقاربًا قلّص المسافة بين الكوكبين عمّا كانت عليه في الـ 60,000 سنةً الأخيرة. . تتألف مارس إكسبريس من جزئين، أحدهما هو مسبار مارس إكسبريس، والآخر بيجل 2 ؛ وهي مركبة هبوط (روفر) مصممة لأداء أبحاث بيولوجيا الفضاء والكيمياء الجيولوجية. وعلى الرغم من أن المركبة قد فشلت في الهبوط بسلام على سطح المريخ، إلا أن المسبار يقوم بالمسوحات العلمية بنجاح منذ أوائل عام 2004، من تصوير فائق الدقة، ورسم خرائط تعدينية للسطح، وتصوير الهيكل الداخلي للكوكب بموجات رادار وصولاً للطبقة المتجمدة، وكذلك التحديد الدقيق لانتشار الغلاف الجوي ومكوناته، أيضًا فإنه يدرس تفاعل الغلاف الجوي مع المحيط الكوكب. بسبب العائد العلميّ القيم وبسبب مرونة طبيعة المهمة فقد تم منح مشروع مارس إكسبريس خمس مهمات إضافية، الأخيرة منها تمتد حتى عام 2014. . إن بعض الأجهزة التي على ذلك المسبار بما فيها أنظمة التصوير وبعض أجهزة الـ سبيكتروميتر(جهاز القياس الطيفي) تستخدم تصاميم خاصةً بالبعثة الروسية مارس 96 والتي فشل إطلاقها عام 1996 (في الواقع فإن الدول الأوروبية كانت قد أمدت تلك البعثة التي باءت بالفشل بالكثير من المعدّات والتمويل). و ينبني تصميم مارس إكسبريس على تصميم مشروع وكالة الفضاء الأوروبية المسمّى روزيتا، والذي تمّ إنفاق مبلغ ضخم على تطويره. يُذكر أن التصميم عينه قد تم اعتماده في مشروع فينوس اكسبريس بهدف زيادة الدّقة وخفض تكاليف التطوير وتقليص الوقت. نظرة عامة علي طبيعة المهمة والجدول الزمني نظرة عامة علي المهمة تهدف بعثة مارس إكسبريس إلى دراسة المدار (خاصة الأساسي) إلى جانب دراسة لبّ الكوكب وسطحه، وكذلك إلى دراسة المناخ والبيئة على سطح المريخ. وتُمثل بعثة مارس إكسبريس محاولة لتحقيق الأهداف العلمية التي فشلت في تحقيقها البعثة الروسية «مارس 96»، متمّمةً بأبحاث بيولوجيا الفضاء التي تقوم بها «بيجل 2». ومن وجهة نظر علم مقارنة الكواكب، فإن دراسة المريخ لهي ضرورة أساسية من أجل فهم أفضل لكوكب الأرض. تحمل المركبة على متنها في الأصل سبع أجهزة علمية؛ قاعدة هبوط صغيرة، متتبع لمركبة الهبوط وكاميرا رصد بصري، كلها قد تم تصميمها للمساعدة في حلّ لغز مياه المريخ المفقودة. كل الأجهزة تأخذ قياسات السطح والغلاف الجوي ووسائل الاتصال بين الكواكب من المركبة الرئيسية في المدار القطبي، مما سيسمح لها بتغطية الكوكب بأكمله تدريجيًا. بلغت التكلفة الإجمالية الأولية لبعثة مارس إكسبريس 150 مليون يورو هذا باستثناء مركبة الهبوط. يُذكر أن عقد المقاولة الأوليّ لبناء المسبار الخاص ببعثة مارس إكسبريس كان من نصيب «أستريوم للأقمار الصناعية» التابعة لشركة الفضاء والدفاع الجويّ الأوروبية. الإعداد للبعثة في السنوات التي سبقت إطلاق المركبة الفضائية أعدت فرق عديدة من خبراء الشركات والمنظمات المساهمة؛ أعدت القطاعات الفضائية والأرضية. ركّز كل من هذه الفرق على مسئولياته وعلى الربط بينها كما هو مطلوب منه، غير أنه قد برز مطلب إضافي أساسي من أجل مرحلة الإطلاق والمدار الأوليّ وجميع العمليات التنفيذية الحاسمة وهي أنها لم تكن جاهزة للربط، ولذلك فقد اندمجت الفرق جميعها في فريق واحد متكامل من أجل تنفيذ المهام. كان لزامًا على جميع الخبراء أن يعملوا معًا في بيئة عملية وتنفيذية، وكذلك أن يكون هناك تناغم وسلاسة في الربط والتفاعل بين جميع عناصر النظام (البرمجيات والأجهزة، وكذلك العامل البشري) من أجل أن يتم ذلك: كان لابد من كتابه وتصحيح إجراءات عمليات الطيران وصولًا لأدق واصغرالتفاصيل وكذلك التحقق من سلامة نظام التحكم. كما وجب إجراء اختبارات للتحقق من صحة الأنظمة بواسطة القمر الصناعى لإنشاء الربط الصحيح بين القطاعات سواء على الأرض أو في الفضاء. كذلك كان لابد من إجراء اختبار الجاهزية للبعثة عن طريق تشغيل نظم المحاكاة بواسطة المحطات الأرضية. الإطلاق تم إطلاق المركبة في الثاني من يونيو لعام 2003، في الساعة 23:45 بالتوقيت المحلي لمدينة بايكونور في كازاخستان باستخدام صاروخ من طراز «سيوز/فريجات»، وضعت (مارس اكسبريس) المركبة الفضائية والصواريخ المعززة مبدئيًا في المدار 200 كم حول الأرض، بعدها تم إطلاق الصاروخ مجددًا في الساعة 19:14 بالتوقيت العالمي لوضع المركبة في المدار حول المريخ. انفصل الصاروخ فريجات عن المركبة حوالي الساعة 19:17، وتم نشر الألواح الشمسية لاحقًا وتصحيح المسار في الرابع من يونيو من أجل توجيه مارس إكسبريس نحو المريخ والسماح للصاروخ التعزيزي فريجات بالهبوط في الفضاء بين الكواكب. يُعد مارس إكسبريس كأول مسبار روسي ينجح في اجتياز المدار الأرضي المنخفض منذ منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. مرحلة الملاحة القريبة من الأرض امتدت مرحلة الملاحة القريبة من الأرض بداية من انفصال المركبة من المرحلة العليا للقاذف حتى اكتمال التحقق الأوّل للمسبار والحمولة. كما تتضمن نشر الألواح الشمسية واكتساب المسار المبدئى، مناورة تصحيح خطأ الحقن والتكليف الأول من المركبة والحمولة ((التكليف النهائى للحمولة حدث بعد دخول مدار المريخ)). الحمولة تم فحصها كل آداة على حده، وهذه المرحلة استمرت نحو شهر واحد. طور رحلة ما بين الكواكب هذا الطور ذو الخمسة أشهر امتد منذ إنتهاء طور الملاحة بالقرب من الأرض إلى شهر واحد قبل مناورة الهبوط على المريخ وتضمن مناورات تصحيح المسار ومعايرة الحمولة. تم التخلص من معظم الحمولة أثناء هذا الطور باستثناء بعض المُراجِعات ((الفواحص)) متوسطة المدى. وعلى الرغم من التخطيط بأن يكون هذا الطور طورًا هادئًا إلا أنه سرعان ما اتضح جليا أنه سيكون طورًا مشغولًا للغاية. حيث أنه كانت هناك مشاكل في محددات مواقع النجوم، وفي توصيلات أسلاك القوى الكهربية، ومناورات إضافية، وفي الثامن والعشرين من أكتوبر ضُربت المركبة بأحد أقوى التوهجات النجمية التي سجلت على الإطلاق. إطلاق معدات الهبوط قذفت معدات الهبوط بيجل 2 نحو السطح يوم التاسع عشر من ديسمبر في الساعة 8:31 بالتوقيت العالمى ودخلت الغلاف الجوى للمريخ في صباح الخامس والعشرين من ديسمبر، وكان المتوقع أن يحدث الهبوط في الساعة 2:45 بالتوقيت العالمي، لكن بعد عدة محاولات متكررة فاشلة للاتصال ب (بيجل 2) سواء عن طريق مارس اكسبريس أو مسبار مركبة مارس أوديسي التابعة لناسا أعلن مجلس إدارة بيجل 2 فقدانها في السادس من فبراير 2004، وقد تم عمل تحقيق ونشرت نتائجه في وقت لاحق من نفس العام. دخول المدار وصلت المركبة «مارس إكسبريس» بعد رحلة 400 مليون كم وبعد تعديلات على المسار في سبتمبر وديسمبر 2003 . و في العشرين من ديسمبر أطلقت المركبة دفعة إحتراقية صغيرة وضعتها في الموقع المناسب لتبدأ في الدوران حول الكوكب. بعد ذلك شغل مسبار «مارس إكسبريس» محركه الرئيسي ودخل مدارًا أوليًّا على هيئة قطع ناقص بعداه 250 كم × 150,000 كم بزاوية ميل قياسها 25 درجة في الخامس والعشرين من ديسمبر الساعة 03:00 بالتوقيت العالمى (10:00 مساءً للرابع والعشرين من ديسمبر بتوقيت المنطفة الشرقية الأمريكية). أول تقييم لدخول المسار أظهر أن المسبار قد وصل إلى أول معالمه على سطح المريخ. وقد تم تعديل المسار بعد ذلك بأربع إحتراقات دافعة للمحرك الأساسى حتى تم الوصول للمدار المطلوب (259 كم × 11,560 كم بزاوية ميل 86 درجة) وهو مدار شبه قطبى حيث أن المدار القطبى تكون زاوية ميله (90 درجة) وكانت الفترة التي تأخذها المركبة في الدوران حول الكوكب دورة كاملة هي 7.5 ساعة. بالقرب من أقرب نقطة من المريخ في المدار تم توجيه السطح الأمامى للمركبة إلى سطح المريخ وبالقرب من أبعد نقطة من المريخ في المدار يتم توجيه الهوائي ذو الكسب العالى إلى الأرض للإرسال والإستقبال. و بعد 100 يوم من الدوران حول الكوكب تم تقليل بُعد أبعد نقطة من المريخ في المدار إلى 10,107 كم وتم زيادة قُرب أقرب نقطة من المريخ في المدار إلى 298 كم بحيث تصبح الفترة التي يستغرقها مسبار لإتمام دورة كاملة هي 6.7 ساعة. نشر مارسيس في الرابع من مايو لعام 2005 نشرت مارس إكسبريس أذرع التمدد لأول الرادارين والتي يبلغ طولها 20 متراً، وذلك تمهيداً لبدء تجربة مارسيس (رادار المريخ المتقدم للسبر الجوفي وسبر الغلاف الجوي)، لم يصل ذراع التمدد في بادئ الأمر للمكان المطلوب. ولكن تم إصلاح الخلل عن طريق تعريضه لـ أشعة الشمس لبضع دقائق، وذلك في العاشر من مايو. في الرابع عشر من يونيو تم نشر ذراع التمدد الآخر والبالغ من الطول 20 متر أيضاً. كلا الذراعين كانا مهمين لصنع هوائي ثنائي القطب بطول 40 متر واللازم حتى يبدأ مارسيس في العمل. في السابع عشر من يونيو تم إضافة هوائي آخر أحادي القطب بطول سبعة أمتار. كان من المخطط لأذرع التمدد في الأصل أن توضع في أبريل 2004؛ ولكن هذا التأخير حدث بدافع الخوف من تدمير المركبة الفضائية عند التثبيت في حالة حدوث اصطدام، وبسبب ذلك التأخير تقرر تقسيم عمل أربعة أسابيع إلى جزئين؛ أسبوعان امتدا حتى الرابع من يوليو، وأسبوعان آخران في شهر ديسمبر 2005. كان نشر أذرع التمدد مهمة صعبة وغاية في التعقيد والحساسية، لذلك فقد احتاج للتعاون المشترك بين وكالتي ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية وأيضًا بعض الجامعات الصناعية والعامة. بدأت الملاحظة العلمية الشديدة بداية من يوليو 2005 (لمعلومات أكثر طالع [7][8] ، بوابة وكالة الفضاء الأوروبية) حينئذ كان مارس إكسبريس جاهزاً للعمل، فقامت وكالة الفضاء الأوروبية بضغط مفتاح الإطلاق. مهام المركبة الفضائية تم تنفيذ مهام مارس إكسبريس في دارمشتات بواسطة فريق متعدد الجنسيات من المهندسين من مركز عمليات وكالة الفضاء الأوروبية. وقد بدأ هذا الفريق التحضيرات للمهمة قبل موعد الإطلاق الفعلي بحوالي ثلاث أو أربع سنوات.و قد تطلب ذلك إعداد القطاع الأرضي والإجراءات التنفيذية للمهمة بأكملها. تألف فريق التحكم في المهمة من: فريق التحكم في رحلة الطيران، فريق ديناميكيات الطيران، مديري العمليات البرية، مهندسي البرمجيات، مهندسي التجهيزات الأرضية. كل هؤلاء كانوا من أعضاء مركز عمليات وكالة الفضاء الأوروبية (ESOC) ولكن كان معهم فرق أخرى من خارج مركز عمليات وكالة الفضاء الأوروبية (ESOC) أيضاً مثل: فريق دعم المشروع والصناعة فهم من صمموا وبنوا المركبة الفضائية. تألف فريق التحكم في المهمة من: فريق التحكم في رحلة الطيران، فريق ديناميكيات الطيران، مديري العمليات البرية، مهندسي البرمجيات، مهندسي التجهيزات الأرضية. كل هؤلاء كانوا من أعضاء مركز عمليات وكالة الفضاء الأوروبية (ESOC) ولكن كان معهم فرق أخرى من خارج مركز عمليات وكالة الفضاء الأوروبية (ESOC) أيضاً مثل: فريق دعم المشروع والصناعة فهم من صمموا وبنوا المركبة الفضائية. تألف فريق التحكم في رحلة الطيران من: مدير عمليات المركبة الفضائية ثلاثة مخططين للمهمة محلل للمركبة الفضائية ستة متحكمين في المركبة الفضائية، بالمشاركة مع فينوس إكسبريس وروزيتا. تم البدء ببناء الفريق –تحت قيادة مدير عمليات المركبة- قبل الإطلاق بأربع سنوات؛ فقد كان مطلوباً منه تكوين فريق مناسب من المهندسين الذين يستطيعون التعامل مع المهام المختلفة التي تتضمنها المهمة، وقد أتى المهندسون من مختلف المهام الأخرى للانضمام إلى مارس إكسبريس، وقد كان معظمهم مشتركاً في الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض. طريقة إرسال المعلومات الي الأرض منذ وضع مارس إكسبريس في مداره وقد بدأ تدريجيًا في تحقيق الأهداف العلمية المرجوة منه. شكليًا مركبة الفضاء تتوجه إلى المريخ بينما تجمع المعلومات ثم تنحرف لمواجهة الأرض لإرسال البيانات، وذلك بالرغم من أن بعض الآلات مثل: مارسيس (رادار المريخ المتقدم للسبر الجوفي وسبر الغلاف الجوي)، راديو العلم قد تكون قيد العمل في نفس الوقت. المسبار والأنظمة الفرعية البنية إن مسبار مارس إكسبريس هو مركبة فضائية ذات شكل مكعب ولها جناحان من الألواح الشمسية يمتدان في اتجاهين متعاكسين. تتضمن الكتلة المطلقة ذات الـ 1123 كيلوجرامًا جسد المركبة الرئيسي (و هو ما يُسمَّى بالحافلة) بوزن 113 كجم من الحمولة، مركبة الهبوط ذات الـ 60 كجم، و 457 كجم من الوقود الدافع. و قد تم تصميم الجسد الرئيسي للمركبة بواقع أبعاد 1.5 متر × 1.8 متر × 1.4 متر، مع بنية من الألومينيوم ذات تصميم يشبه خلايا النحل مغطاة بطبقة من الألومينيوم.و يبلغ طول الألواح الشمسية حوالي 12 مترًا، كما يمتد هوائيّان ثنائيّا الأقطاب بطول 20 مترًا في اتجاهين متعاكسين بالتعامد على اللوحين الشمسيين كجزء من جهاز الرادار. الدفع قدمت سفينة الإطلاق «سويوز/فريجات» معظم قوة الدفع اللازمة لبلوغ مارس إكسبريس سطح المريخ، وقد تم تحرير المرحلة الأخيرة من «فريجات» فور التحقق من مسار المسبار نحو المريخ. كذلك فقد تم استخدام وسائل الدفع في المركبة الفضائية بغرض إبطاء المسبار من أجل وضعه في مدار المريخ ولاحقًا من أجل تصحيحات المدار. تم بناء جسم المركبة حول نظام الدفع الرئيسي والذي يتكون بشكل أساسي من محرك 400 N ثنائي الدفع. خزّانا الوقود ذوا سعة الـ 267 لترًا تبلغ سعتهما الإجمالية 595 كجم، تبلغ حاجة البعثة المسمّاة 370 كجم منها. يتم استخدام الهيليوم المضغوط في خزان ذي سعة 35 لترًا من أجل ضخ الوقود إلى المحرك. كما يتم تصويب المدار من خلال ثمان دافعات N10، تم مسبقًا تركيب كل واحد منها على زاوية من زوايا المركبة مكعبة الشكل. تم تصميم المركبة لتتوافق مع منصة الإطلاق «سويوز/فريجات»، كما أنها متوافقة أيضًا تمامًا مع مركبة الإطلاق دلتا 2. الطاقة يتم إمداد المركبة بالطاقة من خلال ألواح الطاقة الشمسية والتي تحوي 11.42 مترًا مربعًا من خلايا السيليكون. كان من المفترض أن تكون الطاقة 660 وات لـ 1.5 وحدة فلكية، ولكن بسبب خطأ في التوصيل فقد تم خفض الطاقة المتاحة بنسبة 30% لتكون 460 وات فقط؛ مع ذلك فإن هذا النقص في الطاقة لا يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على العائد العلمي للبعثة. يتم تخزين الطاقة في ثلاث بطاريات ليثيوم آيون بسعة إجمالية تبلغ 64.8 أمبير/ساعة من أجل استخدامها خلال الكسوف. يتم تنظيم الطاقة بشكل كامل في 28 فولت. في الحالة العادية تستهلك المركبة طاقة تعادل 450 وات إلى 550 وات. نظام الملاحة يتم التحكم بالموقع (ثبات ثلاثي المحاور) من خلال استخدام وحدات قياس القصور الذاتي ثلاثية المحاور، زوج من الكاميرات النجمية، جيروسكوب (جهاز تحيد الاتجاه)، جهاز مقياس التسارُع، وزوجين من العجل برد فعل 12 تيوتن م.ث. يبلغ مؤشر الدقة 0.04 درجة بالنسبة للإطار المرجعي للقصور الذاتي، و 0.08 بالنسبة للإطار المداري للمريخ. كما تساعد ثلاثة من الأنظمة المدمجة مع المركبة على دقة توجيه مارس إكسبريس؛ وهو أمر أساسي من أجل السماح للمركبة بالاتصال بطبق 35 متر وطبق 70 متر على الأرض وحتى بعد 400 مليون كيلومترًا. الاتصالات يتكون نظام الاتصالات الفرعي من 3 هوائيّات؛ هوائي إرسال على شكل قِطع مكافئ عالي الكسب بقطر 1.7 متر واثنين أُحاديي الاتجاه. يوفِّر الهوائي الأول خطوط الاتصال (إرسال الاتصالات واستقبال قياسات المعلومات) في كل من الموجة (((إكس))) بتردد 7.1 جيجاهرتز، والموجة (((إس))) بتردد 2.1 جيجاهرتز ويتم استخدامه خلال مرحلة العلوم الشكلية حول المريخ. أما الهوائيات منخفضة الكسب فإنها تُستخدم أثناء الإقلاع وفي العمليات الأولية على المريخ وأيضًا في حالات الطوارئ التي قد تطرأ في المدار. وتحمل اثنان من مركبات الهبوط على المريخ هوائيات فائقة التردد للتواصل مع "بيجل 2" أو منصات الهبوط الأخرى باستخدام أجهزة إرسال "ميلاكوم. المحطات الأرضية على الرغم من أن الاتصالات مع الأرض كان من المقرر أن تتم مع محطة الفضاء الأرضية ذات اتساع الـ 35 مترًا التابعة وكالة الفضاء الأوروبية في ولاية نيو نورشيا بأستراليا؛ إلا أن طبيعة المهمة فيما يتعلق بمرونة التحسين التدريجي والعائد العلمي قد اقتضت استخدام أحدث محطات التتبع الأرضية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في محطة سيبريروس" بولاية مدريد في إسبانيا. بالإضافة إلى ذلك فإن الاتفاقيات مع شبكة مراقبة الفضاء البعيد من ناسا قد جعلت من الممكن استخدام المحطات الأمريكية من أجل التخطيط الشكلي للبعثة؛ مما أدى إلى زيادة التعقيد ولكن إلى جانب تأثير إيجابي واضح على العائد العلمي للمشروع. و قد أثبت التعاون المشترك بين مختلف الوكالات فعاليته ومرونته وإثراءه للطرفين. من الناحية التقنية فإن هذا التعاون أصبح ممكنًا –إلى جانب أسباب أخرى- بفضل اعتماد الوكالتين لمعايير الاتصال التي حددتها اللجنة الاستشارية لنظم البيانات الفضائية. حرارياً يتم التحكم بالحرارة من خلال استخدام المشعاعات،عازل متعدد الطبقات، والسخانات ذات التحكم التفاعلي. يجب أن يتوفر بالمركبة الفضائية بيئة مناسبة للأدوات والمعدات التي على متنها . كل من الأداتين PFS (مطياف فوريير الكوكبي) و OMEGA يحتويان على مستشعر بالآشعة تحت الحمراء (إنفرا) والتي يجب أن تحفظ في درجة حرارة منخفضة جداً (تصل إلى حوالي -180درجة مئوية). كذلك فإن أجهزة الاستشعار بكاميرا الاستيريو فائقة الدقة تحتاج أيضا أن تحفظ باردة، ولكن بقية الأدوات والمعدات على متن المركبة تكون في أفضل أداء لها عند درجة حرارة الغرفة (10 - 20 درجة مئوية). و قد تم تبطين المركبة ببطانيات حرارية مصنوعة من سبائك الألومنيوم والقصدير المطلية بالذهب للحفاظ على درجة الحرارة الداخلية عند 10- 20 درجة مئوية. أما الأدوات التي تعمل في درجة حرارة منخفضة جدًا فتحفظ باردة، عن طريق عزلها حراريًا عن درجة الحرارة الداخلية المرتفعة نسبيًا، وتنبعث منها الحرارة الزائدة إلى الفضاء باستخدام المشعاعات المرفقة. وحدة التحكم وتخزين البيانات يتم تشغيل المركبة الفضائية من قبل اثنتين من وحدات التحكم وإدارة البيانات مع 12 غيغابايت من الذاكرة الصلبة تستخدم لتخزين البيانات وحفظ المعلومات التي تستخدم في عملية بث (إرسال) البيانات. تتحكم الحواسيب على متن المركبة بجميع جوانب عمل وأداء المركبة بما في ذلك التحكم في تشغيل وإيقاف الأجهزة، وتقييم اتجاه المركبة في الفضاء وإصدار الأوامر لتغييره إذا لزم الأمر. أحد الجوانب الرئيسية الأخرى لبعثة مارس إكسبريس هو أداة مارس إكسبريس للذكاء الاصطناعي (ميكسار2). الغرض الأساسي منها هو جدولة أوقات تنزيل البيانات العلمية المتنوعة التي تم جمعها إلى الأرض .حيث أن تلك العملية - فيما مضى- كانت تأخذ وقتا طويلا من المتحكمات الأرضية، فتلك الأداة الجديدة تختزل الوقت للمشغل وتحدد أفضل مجال ترددات الـDSN (Deep Space Network) فتمنع ضياع البيانات، وتسمح بأفضل استخدام للـDSN للعمليات الفضائية الأخرى كذلك . تلك الأداة تحدد أيضا كيفية إدارة الذاكرة المذكورة مسبقا، حيث تحدد متى يكون الـ DSN متاح وغير مستخدم من قبل مهمة أخرى، وكيف تصل إلى أحسن استغلال لمجال الترددات المتاح لها، ومتى تكون المركبة موجهة توجهًا صحيحًا لإرسال البيانات لكوكب الأرض. معدات الهبوط . كانت أهداف قاعدة الهبوط بيجل 2 هي توصيف موقع الهبوط جيولوجيًا، ومعدنيًا، وجيوكيميائيا، وتوصيف الخواص الفيزيائية للغلاف الجوي، وطبقات السطح. بالإضافة إلى جمع بيانات عن الأحوال الجوية ومناخ المريخ، والبحث عن أية آثار ممكنة للحياة؛ غير ان محاولة الهبوط فشلت وأعلن المسبار مفقودًا. حددت لجنة التحقيق في اختفاء بيجل 2 العديد من الأسباب المحتملة لفشل محاولة الهبوط، تضمنت مشاكل الوسادة الهوائية، والصدمات الشديدة التي قد تحدث لإلكترونيات المسبار والتي لم تتم محاكاتها بشكل كاف قبل الإطلاق، ومشاكل مرتبطة بأجزاء من مراحل نظام هبوط، وارتطام المسبار بالأرض، لكن لم تتمكن اللجنة من الوصول إلى أية استنتاجات قاطعة . الإكتشافات العلمية والأحداث المهمة كثر مِنْ 5000 مدار، آلات حمولةِ المريخ السريعةِ كَانتْ إسمياً واشتغلتْ بإنتظام. آلة تصوير إتش آر إس سي تُخطّطُ السطحَ المريخيَ بثبات لم يسبق له مثيلِ وأَخذتْ العشراتَ من الصورِ. 2004 23 يناير أعلنَ إي إس أي إكتشاف المثلوجة المائيةِ في قبّعةِ الثلجِ القطبيةِ الجنوبيةِ، واجهَ استعمال البياناتِ يناير/كانون الثّاني 18 بآلةِ الأوميغا . 28 يناير َصِلُ متتبّعُ المريخِ السريعِ مدارَ عِلْمٍ نهائيِ حول المريخِ. 17 مارس يَكتشفُ المدارمثلجة قطبية تحتوي 85 % ثاني أكسيد الكاربون ثلج و15 % مثلوجة مائية . (CO2). 30 مارس بيان صحفي يُعلنُ بأنّ المتتبّعَ اكتشفَ ميثاناً في الجوِّ المريخيِ. بالرغم من أن الكميةِ صغيرةُ، حوالي 10 أجزاءِ في الألف مليون، أثارَ العلماءَ للاسْتِخبار عن مصدرِه. ولأن الميثانِ مُزَالُ مِنْ الجوِّ المريخيِ بسرعة كبيرة، فلابدّ أن يكون هناك مصدر حالي يُعيدُ ملئه. لأن أحد المصادرِ المحتملةِ يُمكنُ أَنْ تَكُونَ حياةً مكروبيةً، وإنه لمُخَطَّطُ للتحقق من مصداقية هذه البياناتِ ويُترقّبُ الاختلاف خصوصاً في التركيزِ في الأماكنِ المُخْتَلِفةِ على المريخِ. من المؤمّل أنّ مصدر هذا الغازِ يُمْكِنُ أَنْ يُكتَشفَ بإيجاد موقعِه مِنْ الإطلاقِ. 28 أبريل أعلنَ إي إس أي أي إنتشار ذراع التطويل الذي يَحْملُ الرادار المثبت مارسيس تم تأجيله. ووَصفَ ال (إي إس أي) المخاوفَ بحركةِ ذراع التطويل أثناء الإنتشارِ، والتي يُمْكِنُ أَنْ تُسبّبَ للمركبة الفضائيةَ أن تُضْرَبَ بعناصرَ منها. وهناك تحقيقات أخرى أعمق يتم تخطيطها للتَأْكد بمن أَنَّ هذا سوف لَنْ يحْدثَ. 15 يوليو العلماء الذين يعملون بآلةِ بي إف إس أعلنوا بأنّهم اكتشفوا الملامح الطيفيةَ لمركب الأمونيا في الجوِّ المريخيِ بشكل تجريبي. كما أن الميثان إكتُشفَ في سابقاً (انظر فوق)، ويَشتعل الأمّونيا بسرعة في جو المريخ ومَنْ الضَّرُوري أَنْ يُعادَ ملئه بشكل ثابت. هذا يُشيرُ نحو وجودِ الحياةِ النشيطةِ أَو النشاطِ الجيولوجيِ؛ وتم تَأكيد الظاهرتين اللتين بَقى حضورَهما غيرَ مُكتَشَفَ حتى الآن. 2005 في 2005, علماء إي إس أي ذَكروا بأنّ بيانات أداة الأوميجا (المرئية والمقياس الطيفي لتوزيع المعادن تحت الأحمر) إلى حضورِ الكبريتاتِ المائية، ومعادن متعددة تشكل ترتيب الصخور. 8 فبراير الإنتشار المتأخر للامسِ المستقبِل مارسيس أعطىَ ضوءاً أخضرَ مِن قِبل إي إس أي. وهو مُخَطَّطُ لأن يحدث في أوائل مايو2005. 5 مايو ذراع التطويل الأول للامسِ المستقبِل مارسيس نُشِرَ بنجاح. في باديء الأمر، ما كان هناك إشارةَ تدل على وجود أيِّ مشاكل، لكن لاحقاً اكتُشفَ بأنّ قطعة من ذراع التطويل لَمْ يُقْفَلْ. إنتشار ذراع التطويل الثانيِ أُعِدَّ للسَماح بتحليلِ أعمق وأبعد للمشكلة 11 مايو باستعمال مارسيس حرارة الشمس لتوسيع قطع اللامس حبست القطعة الأخيرة بنجاح . 11 يونيو الذراع الثاني نُشِرَ، وفي يونيو/حزيران 16 إي إس أي أعلنَ بأنّه كَانَ بمثابة نجاح . 22 يونيو أعلن إي إس أي بأنّ اللامس شغال بالكامل وسيبدأ باكتساب البيانات قريباً. وهذا يتبع انتشار الذراع الثالث في يونيو/حزيران 17، واختبار إرسال ناجح في يونيو/ حزيران 19. 2006 21 سبتمبر التقطت كاميرا إي إس أي عالية الوضوح والمسماة (إتش أر إس سي) على صور منطقة سيدونيا، موقع مشهور«وجه على المريخ». الموقع المشهور «وجه على المريخ». أصبحت تلك الصخرة مشهورة بعد التقاط صورة لها في عام 1976 بواسطة المسبار الأمريكي فايكنج 1. تم التقاط الصورة بدقة حوالي 13.7 متر لكل بكسل. 26 سبتمبر ظهر مسبار مارس اكسبرس من كسوف موسمي بدخول خاص في وضع فائق منخفض الطاقة الملقب بـ SUMO . تكوين مبتكر هدف الي توفير الطاقة لضرورة ضمان نجاة المسبار. هذا النموذج طور من خلال فريق عمل ما بين ESOC متحكموا المهمة ووالمحققين الرئيسيين والصناعة وإدارة المهمة . أكتوبر في شهر أكتوبر من عام 2006 واجهت المركبة الفضائية مارس إكسبريس اقتران فائق مع الشمس (محاذاة الأرض – الشمس – مارس اكسبريس) الزاوية بين الأرض والشمس ومارس اكسبريس وصلت الحد الأدني في 23 اكتوبرعند 0.39 درجة عند مسافة 2.66 وحدة انغستروم.القياس التشغيلي كان متخذ لتقليل تأثير تدهور الرابط منذ الكثافة العالية لالكترونات البلازما الشمسية التي اثرت بشكل كبير علي إشارة الترددات الراديوية . ديسمبر بعد خسارة مختبر الدفع النفاث لناسا تم طلب فريق مارس إكسبريس للتحرك على أمل تمييز المركبة الفضائية الأمريكية بصريًا. استنادًا على آخر تقويم فلكي لمساح المريخ العالمي والمزود بمختبر الدفع النفاث، وقامت الكاميرا عالية الدقة على متن المركبة بمسح شامل للمنطقة في محاولتين فاشلتين. 2007 يناير للمرة الأولى أعطي الإذن لـ NASA-SPL لمساعدة مارس إكسبريس في عملية الهبوط بالمسبار الفضائي فينيكس. فبراير الكاميرا الصغيرة - والتي كانت قد استخدمت مرة واحدة فقط لرصد إخراج المسبار – تم إعادة استخدامها ثانية، وتم اتخاذ الخطوات الأولى لمنح الطلاب إمكانية المشاركة في حملة "قد المركبة الفضائية مارس إكسبريس والتقط صورًا لك على المريخ. 23 فبراير منحت لجنة البرنامج العلمي (SPC) للبعثة مدًا حتى مايو 2009. 28 يونيو أنتجت الكاميرا عالية الدقة (HRSC) صورًا لملامح تكتونية رئيسية في منطقة . 2008 فاز فريق بعثة مارس إكسبريس بجائزة السير آرثر كلارك لأفضل إنجاز لفريق. 2009 4 فبراير لجنة البرنامج العلمي الخاصة بوكالة الفضاء الأوروبية ESA قررت مدّ فترة البعثة حتى 31 ديسمبر 2009. 7 أكتوبر لجنة البرنامج العلمي الخاصة بوكالة الفضاء الأوروبية ESA قررت مدّ فترة المهمة حتى 31 ديسمبر 2012. 2010 5 مارس لقيام بتحليق منخفض على القمر المريخي فوبوس لقياس جاذبيته. 2011 13 أغسطس الانتقال إلى وضع التشغيل الآمن بعد حدوث مشكلة في خلايا الذاكرة. (SSD) 23 أغسطس مشكلة في خلايا الذاكرة. 23 سبتمبر الانتقال إلى وضع التشغيل الآمن بعد حدوث مشكلة في خلايا الذاكرة. 11 أكتوبر مشكلة في خلايا الذاكرة 16 أكتوبر الانتقال إلى وضع التشغيل الآمن بعد حدوث مشكلة في خلايا الذاكرة . 24 نوفمبر تم استكمال المهام العلمية اعتمادًا على الشريط الزمني القصير للرحلة عوضًا عن ذلك الشريط الطويل الموجود بخلايا الذاكرة التالفة . 2012 16 فبراير تم استكمال جميع المهام العلمية مع تبقي وقود يكفي لأربع عشرة سنة إضافية من العمل. يوليو تم دراسة الهالة الشمسية بواسطة موجات الراديو. 5/6 أغسطس تم الاستعانة بالمسابير الأمريكية مارس أوديسي ومارس ريكونيسانس أوربيتر في جمع وإرسال البيانات إلى مختبر علوم المريخ (Mars Science Laboratory MSL). 2013 كونت مارس إكسبريس خريطة طبوغرافية شبه كاملة لسطح المريخ. 29 ديسمبر حققت مارس إكسبريس أقرب تحليق منخفض من القمر المريخي فوبوس حتى تاريخه. المراجع أقمار اصطناعية تدور حول المريخ جغرافيا المريخ مسابر فضائية مسابر وكالة الفضاء الأوروبية الفضائية مهام إلى المريخ
ar
doc-ar-8407
جيمس كليفلاند «جيسي» أوينز (بالإنجليزية: James Cleveland "Jesse" Owens)؛ (12 سبتمبر 1913 - 31 مارس 1980)، هو أحد الرياضيين الأمريكيين في سباقات المضمار والميدان، وحائز على أربع ميداليات ذهبية أولمبية في دورة ألعاب 1936. كان أوينز متخصصًا في سباقات الجري السريع والوثب الطويل، وقد عُرِف في حياته على أنه «ربما أعظم الرياضيين وأكثرهم شهرة في سباقات المضمار والميدان». قام بتسجيل ثلاثة أرقام قياسية عالمية وتعادل مع ثلاثة أخرى، كل ذلك في أقل من ساعة في عام 1935 في آن آربر، ميشيغان - وهو إنجاز لم يسبق له مثيل وقد أطلق عليه «أعظم 45 دقيقة على الإطلاق في الرياضة». حقق شهرة دولية في الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936 في برلين في ألمانيا من خلال الفوز بأربع ميداليات ذهبية: 100 متر، و 200 متر، والوثب الطويل، وسباق التتابع 4 × 100 متر. كان أكثر الرياضيين نجاحًا في الألعاب، وكان له الفضل كرجل أسود في «سحق أسطورة هتلر عن تفوق العرق الآري»، على الرغم من ذلك «لم يُدعَ إلى البيت الأبيض لمصافحة الرئيس». يوجد جائزة جيسي أوينز وهي جائزة الولايات المتحدة الأمريكية في سباقات المضمار والميدان لأفضل رياضي في سباقات المضمار والميدان. تم تصنيف أوينز من قبل ESPN كسادس أعظم رياضي في أمريكا الشمالية في القرن العشرين وأرفع مرتبة في رياضته. في عام 1999، كان على قائمة مختصرة من ستة أشخاص لشخصيات رياضية للقرن العشرين في بي بي سي. نشأته وتعليمه كان أوينز أصغر عشرة أطفال، ثلاث فتيات وسبعة أولاد، وُلِد هنري كليفلاند أوينز (مزارع) وماري إيما فيتزجيرالد في أوكفيل، ألاباما، في 12 سبتمبر 1913. كان جي سي، كما كان يُدعى، في التاسعة من عمره عندما انتقلت العائلة إلى كليفلاند، أوهايو، للحصول على فرص أفضل، كجزء من الهجرة الكبرى، عندما غادر 1.5 مليون أمريكي من أصل أفريقي بفعل الفصل العنصري في الجنوب. عندما سألت معلمته الجديدة عن اسمه (للدخول في سجلها)، أجاب «جي سي»، لكن بسبب لهجته الجنوبية القوية، اعتقدت أنه قال «جيسي». فعلق الاسم، وعُرِف باسم جيسي أوينز لبقية حياته. عندما كان شابًا، تولى أوينز وظائف مختلفة في وقت فراغه: حيث قام بتسليم البقالة، وسيارات الشحن المحملة، وعمل في ورشة لإصلاح الأحذية، بينما كان والده وشقيقه الأكبر يعملان في مصنع للصلب. خلال هذه الفترة، أدرك أوينز أن لديه شغفًا بالجري. طوال حياته، عزا أوينز نجاح مسيرته الرياضية لتشجيع تشارلز رايلي، مدربه الشاب في مدرسة فيرمونت الإعدادية. بينما كان أوينز يعمل في ورشة لإصلاح الأحذية بعد المدرسة، سمح له رايلي بالتدريب قبل المدرسة. اجتمع كل من أوينز وميني روث سولومون (1915-2001) في مدرسة فيرمونت الثانوية في كليفلاند عندما كان عمره 15 عامًا وكانت هي في سن 13 عامًا. أنجبت روث ابنتها الأولى، غلوريا، في عام 1932. وتزوجا في 5 يوليو 1935 ولديهما ابنتان أخريان - مارلين، ولدت في عام 1937، وبيفرلي، ولدت في عام 1940. واستمر زواجهما حتى وفاته في عام 1980. تلقى أوينز لأول مرة اهتمامًًا وطنيا عندما كان طالبًا في المدرسة الثانوية التقنية الشرقية في كليفلاند. كان يعادل الرقم القياسي العالمي البالغ 9.4 ثانية في سباق والقفز الطويل في بطولة 1933 الوطنية العليا في شيكاغو. السيرة المهنية جامعة ولاية أوهايو ذهب أوينز إلى جامعة ولاية أوهايو بعد أن وجد والده عملًا، مما يضمن إمكانية دعم الأسرة. حقق أوينز الذي عُرِف باسم «رصاصة باكاي» وكان تحت قيادة لاري سنايدر، رقمًا قياسيًا في ثمانية بطولات فردية في الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات، أربعة منها في عام 1935 و 1936. (لم يعادله أحد في الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات في الحصول على أربع ميداليات ذهبية سوى خافيير كارتر في عام 2006، على الرغم من أن العديد من ألقابه تضمنت أيضًا ميداليات سباق التتابع). على الرغم من أن أوينز تمتع بنجاح رياضي، كان عليه أن يعيش خارج الحرم الجامعي مع الرياضيين الأفارقة الأمريكيين الآخرين. عندما سافر مع الفريق، كان على أوينز أن يطلب الطعام أو يناوله في مطاعم «السود فقط». وبالمثل، كان عليه البقاء في فنادق «السود فقط». لم يتلق أوينز منحة دراسية لجهوده، لذا استمر في العمل بدوام جزئي لدفع تكاليف المدرسة. حقق أوينز نتائج خالدة في سباقات المضمار والميدان خلال 45 دقيقة في 25 مايو 1935، خلال لقاء العشرة الكبار في فيري فيلد في آن آربر في ميشيغان، حيث سجل ثلاثة أرقام قياسية وتعادل في المركز الرابع. حيث عادل الرقم القياسي العالمي لسباق 100 ياردة (9.4 ثانية) (لا ينبغي الخلط بينه وبين سباق 100 متر)، ووضع أرقام قياسية عالمية في الوثب الطويل (، وقد استمر هذا الرقم القياسي لمدة 25 عامًا)؛ وفي عدو سريع (20.3 ثانية)؛ و في 220 ياردة حواجز منخفضة (22.6 ثانية، ليصبح أول من كسر 23 ثانية). في عام 2005، اختار أستاذ التاريخ الرياضي في جامعة سنترال فلوريدا ريتشارد كريبو هذه الانتصارات في يوم واحد باعتباره الإنجاز الرياضي الأكثر إثارة للإعجاب منذ عام 1850. الألعاب الأولمبية الصيفية 1936 في 4 ديسمبر 1935، كتب سكرتير الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين (NAACP) والتر فرانسيس وايت رسالة إلى أوينز، على الرغم من أنه لم يرسلها في الواقع. كان يحاول ثني أوينز عن المشاركة في الألعاب الأولمبية على أساس أنه يجب على الأمريكيين من أصل أفريقي ألا يروجوا لنظام عنصري بعد ما عانى منه عرقه على أيدي العنصريين البيض في بلده. في الأشهر التي سبقت الألعاب، اكتسبت حركة زخمًا لصالح المقاطعة. أقنعت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين أوينز للقيام بإعلان مفاده «إذا كانت هناك أقليات في ألمانيا تتعرض للتمييز، فيجب على الولايات المتحدة الانسحاب من الألعاب الأولمبية لعام 1936». ومع ذلك، شارك هو وآخرون في النهاية بعد أن وصفهم أفري بروندج، رئيس اللجنة الأولمبية الأمريكية، بـ «المحرضين غير الأمريكيين». في عام 1936، أبحر أوينز وزملاؤه في فريق الولايات المتحدة على متن السفينة «إس إس مانهاتن» ووصلوا إلى برلين للتنافس في الألعاب الأولمبية الصيفية. ووصل أوينز إلى الاستاد الأولمبي الجديد إلى جمهور من المشجعين، وفقًا لما ذكره العداء الأمريكي جيمس لوفال (الذي فاز بالبرونزية في سباق 400 متر)، والعديد منهم فتيات صغار يصرخن: «أين جيسي؟ أين جيسي؟» كان نجاح أوينز في المباريات يمثل ذعرًا مزعجًا بالنسبة لهتلر، الذي كان يستخدم هذه الألعاب ليظهر للعالم ألمانيا النازية التي تشهد طفرة جديدة. كان هو ومسؤولون حكوميون آخرون لديهم آمال كبيرة في أن يهيمن الرياضيون الألمان على المباريات بالانتصارات. قبيل المسابقات، زار أدولف داسلر أوينز في القرية الأولمبية. كان مؤسس شركة أديداس للأحذية الرياضية، وأقنع أوينز بارتداء أحذية مصنع الأخوين داسلر للأحذية. كانت هذه أول رعاية لرياضي أمريكي من أصل أفريقي. في 3 أغسطس، فاز بسباق 100 متر بزمن قدره 10.3 ثانية، وهزم زميله في الفريق وزميله في الكلية رالف ميتكالفه بعشر الثانية وهزيمة تينوس أوسيندرب من هولندا بعشري الثانية. في 4 أغسطس، فاز بالوثب الطويل بقفزة من (ثلاث بوصات أقل من رقمه القياسي العالمي). وقد عزا في وقت لاحق هذا الإنجاز إلى المشورة الفنية التي تلقاها من لوتز لونغ، المنافس الألماني الذي هزمه. في 5 أغسطس، فاز بسباق 200 متر في زمن قدره 20.7 ثانية، وهزم زميله ماك روبينسون (الأخ الأكبر لجاكي روبينسون). في 9 أغسطس، فاز بذهبية رابعة في سباق التتابع 4 × 100 متر عندما استبدل مدرب الفريق لاوسون روبرتسون العدائيين اليهود الأمريكيين مارتي جليكمان وسام ستولر بأوينز ورالف ميتكالف، اللذان تعاونا مع فرانك وايكوف وفوي درابر لتسجيل رقم قياسي عالمي يبلغ 39.8 ثانية في الحدث. احتج أوينز في البداية على تبديل اللحظة الأخيرة، لكن مساعد المدرب دين كرومويل قال له: «ستفعل كما قيل لك». لم يُعادل أحدٌ أداء أوينز الذي حقق رقمًا قياسيًا في أربع ميداليات ذهبية حتى فاز كارل لويس بميداليات ذهبية في نفس الأحداث في الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1984 المقامة في لوس أنجلوس، وقاطعها السوفيت . سجل أوينز الرقم القياسي العالمي في الوثب الطويل بقفزة بلغت في عام 1935، وهو العام الذي سبق أولمبياد برلين، واستمر هذا الرقم القياسي لمدة 25 عامًا حتى تم كسره في عام 1960 على يد مواطنه رالف بوسطن. من قبيل الصدفة، كان أوينز متفرجًا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1960 في روما عندما فاز بوسطن بالميدالية الذهبية في الوثب الطويل. وثقت ليني ريفنستال فوز الوثب الطويل، جنبًا إلى جنب مع العديد من أحداث 1936 الأخرى، في فيلم أولمبيا عام 1938. في 1 أغسطس 1936، صافح هتلر المنتصرين الألمان فقط ثم غادر الاستاد. وأصر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية هنري دي بايليت-لاتور على أن يرحب هتلر بكل حاصل على ميدالية أو لا أحد على الإطلاق. اختار هتلر هذا الأخير وتجاوز جميع عروض الميداليات. تنافس أوينز لأول مرة في اليوم الثاني (2 أغسطس)، في الجولة الأولى (10:30 صباحًا) والثانية (3:00 ظهرًا) من التصفيات المؤهلة لنهائي 100 متر؛ كان قد تعادل مع الرقم القياسي الأولمبي والعالمي في السباق الأول وحطمها في السباق الثاني، ولكن لم يتم التعرف على الوقت الجديد، لأنه بمساعدة الرياح. في وقت لاحق من نفس اليوم، فاز زميل فريق أوينز الأمريكي الأفريقي كورنيليوس جونسون بالميدالية الذهبية في نهائي الوثب العالي (الذي بدأ الساعة 5:00 مساءً) بتسجيل رقم أولمبي جديد يبلغ 2.03 متر. لم يهنئ هتلر علانية أي من الفائزين بالميداليات هذه المرة. وعلى الرغم من ذلك، زعمت صحيفة «ديلي ووركر» الشيوعية في مدينة نيويورك أن هتلر استقبل جميع الفائزين في المضمار ما عدا جونسون وغادر الاستاد «كردة فعل متعمدة» بعد مشاهدة فوز جونسون. واتهم هتلر في وقت لاحق بعدم الاعتراف بأوينز (الذي فاز بميداليات ذهبية في 3 أغسطس، 4 (2)، و 8) أو صافحه. أجاب أوينز على هذه الادعاءات في ذلك الوقت: هتلر كان عنده وقت معيّن للقدوم إلى الملعب ووقت معين للمغادرة. حدث أن اضطر إلى المغادرة قبل حفل النصر بعد سباق الـ 100 متر [بدأ السباق في الساعة 5:45 مساءً ]. ولكن قبل أن يغادر، كنت في طريقي إلى البث ومررت بالقرب من مقصورته. ولوح لي ولوحت له. أعتقد أنها كانت سوء ذوق انتقاد «رجل الساعة» في بلد آخر.""Owens, Back, Gets Hearty Reception" by Louis Effrat, The New York Times, 25 August 1936, p.25. في مقال مؤرخ في 4 أغسطس 1936، يصف رئيس التحرير الأمريكي الأفريقي صحيفة روبرت لي فان أنه شاهد «تحية» هتلر لأوينز لأنه فاز بالذهبية في سباق 100 متر (3 أغسطس): ثم ... أعجوبة العجائب ... [هكذا] رأيت السيد أدولف هتلر، يحي هذا الفتى. نظرتُ بقلبٍ كان ينبض بفخر عندما توج هذا الفتى ملكًا لسباق 100 متر، وحصل على تصفيق لم أسمع به من قبل. رأيت جيسي أوينز في استقبال كبير مستشاري هذا البلد كبزوغ الشمس المشرقة عبر الغيوم. رأيت حشدًا هائلًا من حوالي 85،000 أو 90،000 شخص يقفون ويهتفون إلى الصدى. كتب ألبرت شبير أن هتلر "انزعج بشدة من سلسلة الانتصارات التي قام بها العداء الأمريكي الملون المدهش" جيسي أوينز. كان الناس الذين جاءت أسلافهم من الغابة بدائيين، كما قال هتلر وهو يرتجف، وكانت أجسامهم أقوى من تلك الخاصة بالبيض المتحضرين و وبالتالي يجب استبعادهم من الألعاب المستقبلية ". في مقابلة عام 2009، ادعى الصحفي الألماني سيغفريد ميشنر أن أوينز حمل صورة فوتوغرافية في محفظته للفوهرر وهو يصافح يده قبل أن يغادر الأخير الملعب. حاول أوينز، الذي شعر بأن صحف اليوم التي تحدثت "بشكل غير عادل" عن موقف هتلر تجاهه، أن يجعل ميشنر وزملاؤه الصحافيين يغيرون النسخة المقبولة من التاريخ في الستينيات. ادعى ميشنر أن أوينز أظهر له الصورة وقال له: "كانت تلك واحدة من أجمل لحظاتي". وأضاف ميشنر: "(الصورة) أُخِذت وراء جناح الشرف وبالتالي لم يتم الاستيلاء عليها من قبل الصحافة العالمية. لكنني رأيت ذلك، رأيته يهز يد هتلر!" ووفقًا لميشنر، "كان الرأي السائد في ألمانيا ما بعد الحرب هو تجاهل هتلر لأوينز، لذلك قررنا عدم الإبلاغ عن الصورة. وكان الإجماع على أن يستمر تصوير هتلر في موقف سيء فيما يتعلق بأوينز". لبعض الوقت، لم يتم تأكيد إصرار ميشنر بمعزل عن رؤيته الشخصية، واعترف ميشنر نفسه للموقع الإلكتروني لصحيفة الديلي ميل: "جميع زملائي ماتوا، أوينز مات. اعتقدت أن هذه كانت الفرصة الأخيرة لوضع الأمور في نصابها، ليس لدي أدنى فكرة عن مكان الصورة أو حتى إذا كانت موجودة. ومع ذلك، في عام 2014، قال إيريك براون، الطيار البريطاني المقاتل وطيار التجارب، والطيار الحي الأكثر تقلدًا للأوسمة في أسطول سلاح الجو، بشكل مستقل في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية: "لقد شاهدت بالفعل هتلر يصافح جيسي أوينز ويهنئه على ما حققه، أفاد مقال في صحيفة بالتيمور صن في أغسطس 1936 أن هتلر أرسل لأوينز صورة تذكارية مزخرفة قيمة لنفسه. في وقت لاحق، في 15 أكتوبر 1936، كرر أوينز هذا الادعاء عندما خاطب جمهورًا من الأمريكيين الأفارقة في تجمع جمهوري في مدينة كانساس، ملاحظًا: «هتلر لم يزعجني - لقد كان رئيسنا هو الذي أزعجني. رئيسنا لم يرسل لي برقية حتى». في ألمانيا، سُمح لأوينز بالسفر والبقاء في نفس الفنادق كالبيض، في وقت كان فيه الأمريكيون من أصل أفريقي في أجزاء عديدة من الولايات المتحدة يضطرون للبقاء في فنادق منفصلة لا يسكنها سوى السود. عندما عاد أوينز إلى الولايات المتحدة، استقبله عمدة مدينة نيويورك فيوريلو لاغوارديا. خلال موكب قص شريط في مانهاتن على شرفه على طول وادي الأبطال في برودواي، قام شخص بتسليم أوينز حقيبة ورقية. تملك أوينز القليل من التفكير حتى اختتم الموكب. عندما فتحها، وجد أن الحقيبة تحتوي على 10،000 دولار نقدًا. وقالت روث زوجة أوينز في وقت لاحق: "ولم يكن أوينز يعرف من هو جيد بما فيه الكفاية للقيام بشيء من هذا القبيل. ومع كل الإثارة حوله، ولم يفهمها على الفور. بعد العرض، لم يُسمح لأوينز بالدخول عبر الأبواب الرئيسية في والدورف أستوريا في نيويورك واضطر بدلاً من ذلك للسفر إلى الحدث في مصعد للشحن للوصول إلى استقبال تكريم له. لم يدع الرئيس فرانكلين دي روزفلت (FDR) أبدًا جيسي أوينز إلى البيت الأبيض بعد انتصاراته في الألعاب الأولمبية. عندما حاول الديمقراطيون دعمه، رفض أوينز تلك المبادرات: كجمهوري قوي، أيد ألف لاندون، خصم روزفلت الجمهوري في سباق الرئاسة لعام 1936. انضم أوينز إلى الحزب الجمهوري بعد عودته من أوروبا وتم دفعه للحملات الانتخابية لكسب أصوات الأميركيين الأفارقة للمرشح الجمهوري للرئاسة ألف لاندون في الانتخابات الرئاسية لعام 1936. وفي حديثه في تجمع جمهوري عقد في بالتيمور في 9 أكتوبر 1936، قال أوينز: «بعض الناس يقولون أن هتلر أغفلني. لكني أخبرتكم أن هتلر لم يفعل ذلك. أنا لا أهاجم الرئيس. تذكروا، أنا لست سياسيًا لكن تذكروا أن الرئيس لم يرسل لي رسالة تهنئة لأنه، كما قال الناس، كان مشغولاً للغاية.» حياته بعد الأولمبياد نُقٍل عن أوينز قوله إن السر وراء نجاحه هو «لقد تركت قدمي تقضي القليل من الوقت على الأرض قدر الإمكان. من الهواء، أنزل سريعًا للأرض، ومن الأرض، أعود سريعًا للهواء.» بعد انتهاء الألعاب، تمت دعوة الفريق الأولمبي بأكمله للمنافسة في السويد. قرر أوينز الاستفادة من نجاحه بالعودة إلى الولايات المتحدة لتلقي بعض العروض الأكثر ربحًا. كان المسؤولون الأميركيون الرياضيون غاضبين وسحبوا وضعه كهاوٍ، الأمر الذي أنهى مسيرته على الفور. كان أوينز غاضبًا قائلاً: «الزميل يرغب بشيء لنفسه». يجادل أوينز بأن التمييز العنصري الذي واجهه طوال مسيرته الرياضية، مثل عدم أهليته للحصول على منح دراسية في الكلية وبالتالي عدم تمكنه من أخذ دروس بين التدريب والعمل ليتمكن من الدفع لمسيرته التعليمية، يعني أنه اضطر للتخلي عن ألعاب القوى للهواة في سبيل السعي لتحقيق مكاسب مالية في مكان آخر. عاد جيسي أوينز إلى الوطن من الألعاب الأولمبية عام 1936 بأربعة ميداليات ذهبية وشهرة دولية، ولكن لم تكن هناك ضمانات لاستمرار تطوره في المستقبل. كانت العنصرية ما زالت سائدة في الولايات المتحدة، وكان يجد صعوبة في العثور على عمل. تولى مهام وضيعة كعامل محطة وقود، وبواب ملعب، ومدير شركة للتنظيف الجاف. كما تسابق ضد الهواة والخيول للحصول على المال. منع أوينز من الظهور في مناسبات رياضية للهواة لتعزيز مكانته، ووجد أن العروض التجارية قد اختفت. في عام 1937، قام بجولة قصيرة مع فرقة موسيقى الجاز المكونة من 12 فرد بموجب عقد مع الفنانين المتحدين لكنه وجد أن العقد غير منصف. كما ظهر في ألعاب البيسبول وغيرها من الأحداث. أخيرًا، جلب ويليس وارد - وهو صديق ومنافس سابق من جامعة ميشيغان - أوينز إلى ديترويت في عام 1942 للعمل في شركة فورد موتور كمدير مساعد لشؤون الموظفين. أصبح لاحقًا مخرجًا، حيث عمل حتى عام 1946. في عام 1946، انضم أوينز لأبي سابيرستين في تشكيل دوري بيسبول الزنوج في الساحل الغربي، وهو دوري بيسبول زنوج جديد. كان أوينز نائب الرئيس وصاحب امتياز فريق براعم بورتلاند (ولاية أوريغون). قام بجولة مع فريق البراعم، وفي بعض الأحيان يقوم بتسلية الجمهور بين مباريتين تجريان في يوم واحد من خلال التنافس في سباقات ضد الخيول. تم حل دوري بيسبول الزنوج في الساحل الغربي بعد شهرين فقط. ساعد أوينز في ترويج فيلم سينما الاستغلال أمي و أبي في الأحياء الأمريكية الأفريقية. حاول كسب العيش كمروجي الرياضة، وهو في الأساس فنان. كان يمنح العدائين المحليين عشر أو عشرين ياردة كبداية لصالحهم ثم يسبقهم في سباق ال100 ياردة (91م). تحدى أيضًا وهزم في سباق الخيل؛ وكشف لاحقًا، أن الخدعة كانت في سباق خيول ثوروبريد شديدة التوتر والتي تفزع من صوت رصاصة بندقية بداية السباق مما يعطيه الفرصة للقفز. قال أوينز: «يقول الناس إنه كان مهينًا لبطولة الأولمبياد أن يركض ضد حصان، ولكن ماذا كان من المفترض أن أفعل؟ كان لدي أربع ميداليات ذهبية، لكنك لا تستطيع أن تأكل أربع ميداليات ذهبية.» وبفعل نقص الفرص، أضاف أوينز ، «لم يكن هناك تلفزيون، ولا إعلانات كبيرة، ولا تأييد. ليس لرجل أسود، على أي حال.» سافر إلى روما في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1960 حيث التقى ببطل عام 1960 في سباق 100 متر أرمين هاري من ألمانيا، الذي هزم الأمريكي ديف سايم عند نقطة الوصول. في عام 1965، تم التعاقد مع أوينز كمعلم تدريب في فصل الربيع في نيويورك ميتس. أدار أوينز شركة للتنظيف الجاف وعمل كموظف في محطة وقود لكسب لقمة العيش، لكنه في النهاية أشهر إفلاسه. في عام 1966، تمت مقاضاته بنجاح بسبب التهرب الضريبي. في الحضيض، تمت مساعدته لبداية إعادة تأهيله. عينته الحكومة كسفير للولايات المتحدة للنوايا الحسنة. سافر أوينز إلى العالم وتحدث إلى شركات مثل شركة فورد للسيارات والمساهمون مثل اللجنة الأولمبية الأمريكية. بعد تقاعده، كان يملك خيولًا للسباق. رفض أوينز في البداية دعم حركة تحية القوة السوداء التي نظمها العدائان الأمريكيان من أصول أفريقية تومي سميث وجون كارلوس في أولمبياد صيف عام 1968. قال لهم: القبضة السوداء هي رمز لا معنى له. عندما تفتحه، ليس لديك سوى أصابع - أصابع ضعيفة وفارغة. المرة الوحيدة التي تكون فيها القبضة السوداء ذات أهمية عندما يكون هناك مال في الداخل. هناك تكمن السلطة. راجع رأيه بعد أربع سنوات في كتابه «لقد تغيرت» عام 1972: أدركت الآن أن التمسك بالمعنى الأفضل للكلمة كان الحل الوحيد عندما كان الرجل الأسود مهتمًا بالأمر، بأن أي رجل أسود لم يكن متمسكًا به في عام 1970 كان إما أعمى أو جبانًا. سافر أوينز إلى ميونيخ في الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1972 كضيف خاص لحكومة ألمانيا الغربية. في ميونيخ، التقى أوينز مع مستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت والملاكم السابق ماكس شميلينج. قبل بضعة أشهر من وفاته، حاول أوينز دون جدوى إقناع الرئيس جيمي كارتر بسحب طلبه بأن تقاطع الولايات المتحدة أولمبياد موسكو عام 1980 احتجاجًا على الغزو السوفييتي لأفغانستان. وجادل بأن المفهوم الأولمبي كان من المفترض أن يتم ملاحظته كمهلة من الحرب وأنه فوق السياسة. وفاته كان أوينز مدخنًا لعبلة سجائر كاملة في اليوم لمدة 35 عامًا، حيث بدأ في الثانية والثلاثين من عمره. بداية من ديسمبر 1979، تم إدخاله إلى المستشفى بفعل نوع من سرطان الرئة شديد العدوانية ومقاوم للعقاقير. مات بسبب هذا المرض في عمر 66 في توكسون، أريزونا، في 31 مارس 1980، في حضور زوجته وأفراد الأسرة الآخرين على سريره. ودفن في مقبرة أوك وودس في شيكاغو. على الرغم من تجاهل جيمي كارتر لطلب أوينز إلغاء المقاطعة الأولمبية، أصدر الرئيس تحية لأوينز بعد وفاته: «ربما لا يوجد رياضي أفضل منه يرمز إلى الكفاح الإنساني ضد الطغيان، والفقر، والتعصب العرقي». إرثه تم ترميم المهجع التي مكث فيها أوينز خلال أولمبياد برلين بالكامل ليصبح متحفًا حيًا، مع صور لإنجازاته في الألعاب، ورسالة (اعترضها الجستابو) من مشجع يحثه على عدم مصافحة هتلر. الجوائز والتكريمات 1936: رياضي العام (من الذكور) بحسب أسوشيتد برس 1936: زراعة أربع شجيرات من سنديان قوية إنجليزية، واحدة لكل ميدالية ذهبية أولمبية، من اللجنة الأولمبية الألمانية. وقد زرعت إحدى الشجرتين في جامعة جنوب كاليفورنيا، واحدة في مدرسة رودس الثانوية في كليفلاند، حيث تدرب، ويشاع أن أحدها موجود في حرم جامعة ولاية أوهايو ولكن لم يتم التعرف عليها بعد. كانت الشجرة الرابعة في منزل والدة جيسي أوينز، ولكن تمت إزالتها عندما تم هدم المنزل. 1970: تم إدخاله في قاعة مشاهير ألاباما الرياضية. 1976: منحه الرئيس جيرالد فورد وسام الحرية الرئاسي. 1976: قُلِد الوسام الأولمبي الفضي نظرًا لفوزه الرباعي في ألعاب عام 1936 ودفاعه عن الرياضة وأخلاقيات الرياضة. 1979: منح جائزة الأسطورة الحية من قبل الرئيس جيمي كارتر. 1980: اكتشف أنتونين مركوس كويكبًا حديثًا في مرصد Kleť يدعى جيسي أوينز 6758. 1981: أنشأ سباق المضمار والميدان في الولايات المتحدة جائزة جيسي أوينز التي تُمنح سنويًا لأبرز لاعبي رياضة المضمار والميدان. 1983: أصبح جزءً من الفصل الافتتاحي في قاعة المشاهير الأولمبية الأمريكية. 1984: أعيد تسمية الشارع جنوبي الملعب الأولمبي في برلين ليصبح جيسي-أوينز-أللي 1984: مدرسة جيسي أوينز الثانوية في ليشتنبرغ، في برلين. 28 مارس 1990: بعد وفاته، منحه الرئيس جورج دبليو بوش ميدالية الكونغرس الذهبية. 1990 و 1998: إصدار طابعين بريديين أمريكيين لتكريم أوينز، واحد في كل عام. 1996: أقامت مدينة أووينز في أوكفيل، ألاباما متنزه ومتحف جيس أوينز التذكاري على شرفه في نفس الوقت الذي مرت فيه الشعلة الأولمبية عبر المجتمع، بعد 60 سنة من فوزه الأولمبي. غطت مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال في 7 يونيو 1996 الحدث، وتضمنت هذا النقش الذي كتبه الشاعر تشارلز غيجنا الذي يظهر على لوحة برونزية في الحديقة: 1999: احتل المرتبة السادسة كأعظم رياضي في أمريكا الشمالية في القرن العشرين وأرفع مرتبة في رياضته من قبل إي إس بي إن. 1999: جاء اسمه في قائمة بي بي سي القصيرة لتسة شخصيات رياضية من الرجال في القرن العشرين. 2001: خصصت جامعة ولاية أوهايو استاد جيسي أوينز التذكاري لأحداث سباقات المضمار والميدان. يحتل نحت لتكريم أوينز مكانًا للتشريف في المتنزه المؤدي إلى مدخل دائري إلى استاد أوهايو. تنافس أوينز من أجل باكاي (تعرف أوهايو تاريخيا باسم «ولاية باكاي») على المضمار المحيط بملعب كرة القدم الذي كان موجودًا قبل توسيع ملعب أوهايو عام 2001. يضم الحرم الجامعي أيضًا ثلاثة مراكز ترفيهية للطلاب والموظفين تم تسميتهم على شرفه. 2002: أدرج العالم موليفي كيتي أسانتي أوينز على قائمته التي تضم 100 من أعظم الأمريكيين من أصل أفريقي. 2009: في بطولة العالم لألعاب القوى لعام 2009 في برلين، ارتدى جميع أعضاء فريق المضمار والميدان في الولايات المتحدة شاراتهم مع "JO" عليها للاحتفال بانتصارات أوينز في نفس الاستاد قبل 73 سنة من هذا الحدث. 2010: اقترحت جمعية أوهايو التاريخية أوينز كمرشح نهائي من تصويت على مستوى الولاية لإدراجه في قاعة التماثيل الوطنية في مبنى كابيتول الولايات المتحدة. 15 نوفمبر 2010: أعادت مدينة كليفلاند تسمية الطريق الشرقي، بين طريقي روكويل وسوبيريور في الميدان العام، طريق جيسي أوينز. 2012: تم استخدام 80،000 بيكسل فردي في منطقة جلوس الجمهور كشاشة فيديو عملاقة لعرض لقطات لأوينز تدور حول الملعب في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن 2012، بعد أن تم إشعال المرجل الأولمبي. في كليفلاند بولاية أوهايو، تم تركيب تمثال لأوينز في حلبة بدايته بولاية أوهايو في فورت هنتنغتون بارك، غرب دار القضاء القديمة. في فينيكس، أريزونا سُمي مركز جيسي أوينز الطبي على شرفه، وكذلك طريق جيسي أوينز الرئيسي. منتزه جيسي أوينز، في توكسون، أريزونا ، هو مركز لألعاب القوى الشبابية المحلية هناك. لمساهمته في الرياضة في لوس أنجلوس، تم تكريم أوينز بلوحة في مدرج لوس أنجلوس التذكاري "من قبل مفوضي أعضاء لجنة المدرج. في تموز / يوليو 2018، خصص حاكم ولاية أوهايو جون كيسيك متنزه الولاية رقم 75 باسم جيسي أوينز. وهي تقع على أرض مؤسسة الطاقة الكهربائية الأمريكية المستصلحة بعد التعدين جنوب زانيسفيل، أوهايو. الأدب والأفلام 1984: فيلم السيرة التلفزيوني الحاصل على جائزة إيمي عن حياة أوينز، بعنوان قصة جيسي أوينز، حيث كان دوريان هاروود يلعب دور أوينز. 2006: كتاب سارقة الكتاب من تأليف ماركوس زوساك، والذي فيه شخصية تُدعى رودي ستاينر تُعظم أوينز. 19 فبراير 2016: تم إصدار فيلم روائي طويل بعنوان سباق عن حياة أوينز، حيث جسد ستيف جيمس أوينز. فبراير 24، 2017: أخرج جوردان بيل عام 2017 فيلمًا بعنوان اخرج، حيث خسر رومان أرميتاج، البطريرك الشرير جولة التأهل لدورة الألعاب الأولمبية لعام 1936 لصالح أوينز، وكرس أبحاثه في جراحة الأعصاب لسرقة الشبان السود عبر زرع الدماغ. انظر أيضًا ألعاب القوى قائمة الفائزين بالميداليات الذهبية الأولمبية في الألعاب الفردية أولمبياد سباقات المضمار والميدان مراجع روابط خارجية أشخاص من كليفلاند (أوهايو) أشخاص من مقاطعة لورينس (ألاباما) أعضاء الحزب الجمهوري في ألاباما جمهوريون من ولاية أريزونا جمهوريون من ولاية أوهايو حائزون على الوسام الأولمبي حائزون على الوسام الرئاسي للحرية حائزون على ميداليات أولمبية في ألعاب القوى حائزون على ميداليات في الألعاب الأولمبية الصيفية 1936 حائزون على ميدالية الكونغرس الذهبية حاملو أرقام قياسية سابقة في ألعاب القوى خريجو جامعة أوهايو الحكومية رياضيو المسار والميدان أفارقة أمريكيون رياضيو المسار والميدان في الألعاب الأولمبية الصيفية 1936 رياضيو المسار والميدان من ألاباما رياضيو المسار والميدان من أوهايو رياضيو المسار والميدان من كليفلاند رياضيون أولمبيون في الميدان والمضمار من الولايات المتحدة رياضيون من كليفلاند سياسيو الحزب الجمهوري الأمريكي ضباط الصلبان من وسام استحقاق جمهورية ألمانيا الاتحادية عداؤون سريعون أمريكيون فائزون بميداليات ذهبية أولمبية من الولايات المتحدة في سباقات المضمار والميدان لاعبو القفز الطويل أمريكيون مواليد 1913 وفيات 1980 وفيات السرطان في أريزونا وفيات بسبب سرطان الرئة
ar
doc-ar-8413
سيد علي محمد الشيرازي الملقب بـ الباب (20 تشرين الأول، 1819 – 9 تموز، 1850)، نبيٌ شرقيٌ من سلالةٍ تنتمي للعترة النبوية، ظهر في القرن التاسع عشر. شَرع الديانة البابية، وأحدثت تعاليمه ثورةً فكريةً بين رجال الدين وعامة الشعب. أحصى أتباعًا عديدةً خلال السنوات الست من رسالته – وهو في عمرٍ يناهز 25 إلى 31 عامًا - من مختلف الطبقات والأعراق ونقابات الشرق. أطلق على نفسه اسم المهدي الموعود، النبي الجديد والمبشر لدينٍ عالميٍ سيظهر من بعده بواسطة «من يُظهره الله»، والذي ذكره مرارًا وتكرارًا في أعماله وكتاباته وأشار إلى ظهوره قريبًا. من أهم ما قام به الباب في دورته القصيرة هو الإعلان عن بداية دورٍ جديدٍ للبشرية وتكامل الظهور التدريجي للرسالة الإلهية واستمراريتها، والنهوض بدور المرأة، والاهتمام بالتربية والتعليم. بعد أن ذاع صيته وازداد عدد أتباعه، قامت حكومة القاجار بترحيل الباب إلى أبعد مناطق إيران في أذربيجان، وحرض رجال الدين على اضطهاد وتعذيب وقتل أتباع الباب في جميع أنحاء إيران. وأخيرًا، بعد ست سنواتٍ من بدء النهضة البابية، وفي سن 31، تم إعدام الباب رميًا بالرصاص مع أحد أتباعه في مدينة تبريز. بعد أكثر من عقدٍ بقليلٍ من إعدام الباب، وقتل العديد من البابيين في إيران، آمن الغالبية العظمى من أتباعه بـ بهاء الله كما وعد به الباب بأنه «من يُظهره الله» وأصبحوا بهائيين. بهاء الله هو رسول وشارع ومؤسس الدين البهائي. طفولته ولد علي محمد في مدينة شيراز في العشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1819م الموافق ليوم أوّل محرّم سنة 1235 هجريّة، من عائلةٍ معروفةٍ من التجار من الطبقة المتوسطة. كان والده السيد محمد رضا الشيرازي ووالدته فاطمة بگم (1800م–1881م)، وكان والدها أحد تجار شيراز المشهورين. توفي والده وهو طفلٌ صغيرٌ وتولّى أحد أخواله (الحاج ميرزا سيّد علي) رعايته وتربيته. وفي أثناء طفولته ذهب ولمدّةٍ قصيرةٍ إلى كتًاب (مدرسة) الشّيخ محمد المعروف أيضًا بالشيخ عابد وتعلّم لديه مبادئ الدين والقراءة والكتابة باللغة الفارسيّة. وكان في طفولته يقضي أوقاتًا طويلةً في الدعاء والتأمل. ولمّا بلغ سنّ الخامسة عشرة، اشتغل بالتّجارة أوّلاً مع وليّ أمره، ثمّ بعد ذلك مع خالٍ آخر له في مدينة بوشهر. زواجه في 1842م تزوج من خديجة بيكم (1822م–1882م) وكان عمره وقت ذلك 23 سنة وعمرها 20، وكانت بنت أحد تجار شيراز ومن أقربائه البعيدين. ولد لهما صبيٌ (أحمد) توفي في نفس سنة ولادته (1843). إعلان الباب لدعوته في ليلة 5 جمادى الأولى في سنة 1260 هجرية (23 مايو- أيار 1844م ميلادية) أعلن علي محمد وهو شابٌ في الخامسة والعشرين من عمره بأنه جاء طبقًا للنبؤات والوعود السابقة، وبأن مهمته هي تمهيد الطريق والتبشير بمجيء من سماه بــ (منْ يُظْهِرُهُ الله) الذي سيكون مربي العالم في هذا الزمن. وحصل ذلك عندما أعلن لضيفه تلك الليلة، الملا حسين بشروئي، والذي كان من فرقة الشيخية ومن تلاميذ الشيخ أحمد الأحسائي ومن بعده السيد كاضم الرشتي، بأنه الموعود الذي كانا قد بشرا بوشوك قدومه، وبأن كل العلامات التي وصفاه بها تنطبق عليه. وبعد إجابة أسئلة الملا حسين وتقديم البراهين التي طلبها (ومن ضمنها – من دون أن يُطلَب منه- تفسير مسهب لسورة يوسف عرف بعدها بكتاب «قيوم الأسماء»)، آمن به الملا حسين، واتّخذ علي محمد لنفسه لقب «الباب» في خطابه له:يا من هو أول من آمن بي حقًا إنني أنا باب الله وأنت باب الباب...وكذلك تنبأ الباب في تلك الليلة الأولى بالمصاعب والأذى الذي كان لابدّ أن يلحقه نتيجة هذا الادعاء، وأعرب عن رضائه وتقبّله لذلك في مخاطبته لمن كان سيأتي بعده (منْ يُظْهِرُهُ الله):يا بَقِيَّةَ اللّهِ قَدْ فَدَيتُ بِكُلّي لَكَ وَ رَضَيتُ السَّبَ في سَبيلِكَ وَ ما تَمَنَّيْتُ اِلّا اَلْقَتْلَ في مَحَبَّتِكَ وَ كَفي بِاللّهِ الْعَلِيِّ مُعْتَصِماً قَديماًوطلب من الملا حسين أن لا يجهر ما حصل تلك الليلة إلى أن يؤمن به سبعة عشر شخصًا آخرون، بعد أن يجدوه بأنفسهم وبدون مساعدة الملا حسين. حصل ذلك في بيت الباب في مدينة شيراز في بلاد فارس ومن بعدها كان ذلك البيت مزارًا للبهائيين، حتى تهديمه بعد الثورة الإسلامية في إيران. بدايات الحركة البابية عُرف تلاميذ الباب الثّمانية عشر الأولين بـ «حروف الحي» وهؤلاء هم الذّين أرسلهم الباب إلى جهاتٍ مختلفة من إيران والعراق وتركستان وصولاً إلى الهند لنشر خبر ظهوره، وكانت من ضمنهم امرأة باسم فاطمة زرين تاج البرغاني، والتي عُرفت فيما بعد بلقب الطاهرة. وسافر بنفسه في نفس الوقت للحج إلى مكّة والمدينة، فوصل مكة في ديسمبر (كانون الأول) سنة 1844م، وفيها أعلن بعثته جهارًا لشريفها وبعض طائفي الكعبة من الحجاج دون أن يجد بينهم من سامعٍ. أما في إيران، فقد شهدت الفترة من عام 1845م حتى 1847م تزايدًا كبيرًا في أعداد الذين سموا أنفسهم بالبابيين، وشملت تلك الأعداد العوام والخواص وباقي طبقات المجتمع، وكان عددًا كبيرًا من أتباع الباب الأوائل من رجال الدين. انتشار الحركة البابية أثارت سرعة انتشار الدين البابي مخاوف الحكومة الإيرانية والسلطات الدينية واعتبروه تحديًا لأساس النظام الديني وتهديدًا لأصول الإسلام فأمر الملك محمد شاه بإرسال الباب إلى العاصمة طهران تحت الحراسة للإستعلام عن طبيعة دعوته، ولكن رئيس الوزراء (الحاج ميرزا آقاسي) خشي أن يقع الشاه تحت تأثير الباب مثلما حصل ليحيى الدارابي مندوب الشاه الذي آمن بالباب بعد أن أرسله الشاه للتحقيق معه، فأمر رئيس الوزراء بأن ينقل الباب تحت الحراسة المشددة إلى قلعة ماه كو الواقعة في منطقة أذربيجان الشمالية على حدود روسيا، ظنًا منه بأنَّ سكان تلك المنطقة، وهم من الأكراد السنة، سوف لن يتجاوبوا أو يقبلوا دعوة الباب. وبرّر ميرزا آقاسي عمله هذا بأنَّ قدوم الباب للعاصمة قد يؤدي إلى وقوع صدامٍ بين أتباعه ورجال الدين، ولربما يتطور إلى هيجانٍ عامٍ. لم تنجح محاولة رئيس الوزراء في إيقاف انتشار العقيدة البابية، بل زادت أعدادهم في منطقة أذربيجان، وحتى المأمورين من العاملين في السجن كانوا قد خففوا من خشونتهم في معاملة السجين وأظهروا تعاطفًا معه. وفي محاولةٍ أخيرةٍ للميرزا آقاسي لكي يحدّ من هذا الأمر الذي اعتبره تهديدًا متزايدًا له، أرسل الباب إلى قلعةٍ بعيدةٍ أخرى تدعي «چهريق» قرب حدود تركيا. وكان الباب منذ بداية دعوته، وكذلك في سنوات حبسه، منهمكًا في كتابة ما يعتبره أتباعه البابيون (ومن بعدهم البهائيون) تنزيلًا سماويًا وكتبًا مقدسةً، وجاء بشرائع وأحكام وكـتابٍ سمي بـ البيان. مؤتمر بدشت في الوقت الذي أعلن فيه الباب دعوته العلنية في تبريز (سنة 1848م) اجتمع حوالي 80 من البابيين مع بعض أهم قادتهم ومنهم حسين علي نوري الذي لقب بعدها بـ بهاء الله (الذي أسس الديانة البهائية فيما بعد)، في قريةٍ اسمها بدشت في شمال إيران. ومن ضمن أهداف الاجتماع كان البحث في كيفية إنقاذ الباب من سجنه في قلعة چهريق ومناقشة وضع البابيين في البلاد وطبيعة عقيدتهم. وكان لذلك المؤتمر الأثر الكبير في تحديد طبيعة هذه الحركة، ويعتبر من أهم الوقائع في التاريخ البابي، حيث أدت أحداثه إلى إيضاح الفرق بين الديانة البابية والإسلام، فالبعض من البابيين كانوا قبلها قد اعتبروا دعوة الباب مجرد دعوةٍ تجديدية للدين، والبعض الآخر التبس عليهم معنى ولفظ كلمة «الباب»، فقامت أم سلمى زرين تاج «الطاهرة» بشرح وتوضيح رسالة ومهمة الباب بصورةٍ مسهبةٍ معلنةً استقلالية البابية عما سبقها. ومما يجدر بالذكر أيضًا أن الطاهرة قامت يومها بإلقاء خطبتها من دون الحجاب المألووف على الوجه، مما أدى إلى اضطرابٍ في نفوس بعض الحاضرين الذين تركوا المؤتمر بهلعٍ بما اعتبروا ذلك خرقًا لما كان متعارفٌ عليه، ولإدراكهم أن الدين البابي ليس حركةً إصلاحيةً للدين الإسلامي فحسب. بعد المؤتمر، تعرّض الكثير من الحضور إلى مهاجمة سكان تلك المنطقة، وقُتل بعضًا منهم في طريق العودة، وسُجن آخرون. محاكمة وإعدام الباب منذ بدايات الدعوة البابية تعرض أتباعها للقتل والأذى والتعذيب بتحريضٍ رجال الدين في كل أنحاء إيران، وقامت مناوشاتٌ عديدةٌ بين الحكومة والبابيين الذين قاموا للدفاع عن أنفسهم في عدة مواقع، ومنها زنجان، وقلعة الشيخ طبرسي، ونيريز، وغيرها. وفي السنوات الستة الأولى قُتل أكثر من عشرين ألفٍ من أتباع الباب في إيران، إما بعد إلقاء القبض عليهم في المدن وتعذيبهم حسب أوامر الحكومة ورجال الدين، وإما بعد معارك وحصاراتٍ دامت عدة أشهرٍ في بعض الأحيان، والتي انتهت بتعهداتٍ كاذبةٍ في الأمن والأمان من الحكومة في حين سلّم البابيون أنفسهم وامتنعوا عن القتال. ورغبةً في إنهاء كل هذا، أمر ميرزا تقي خان (الأمير نظام) رئيس الوزراء الجديد في عهد ناصر الدين شاه بإرسال الباب إلى مدينة تبريز لكي يُحاكَم أمام مجموعةٍ من كبار رجال الدين هناك، وللحصول على حكمهم عليه بالإعدام. وقاموا بطرح الأسئلة عليه بخصوص طبيعة دعوته، فأجابهم فيها بترديده ثلاثة مراتٍ ما مضمونه:إني أنا الموعود، وأنا الذي دعوتموه مدة ألف سنةٍ، وكنتم تشتاقون لقائه عند مجيئه، وتدعون الله بتعجيل ساعة ظهوره.....وعند طلبهم منه البراهين والمعجزات أجابهم بأن دليله هو نفس دليل رسول الإسلام (أي كتابه). وتعرّض الباب للتهجم والتوبيخ والكلمات القاسية خلال التحقيق والمحاكمة، وطلبوا منه أيضًا إنكار دعوته والتراجع عنها، دون أن ينجحوا في ذلك. و بعدها جلب مرةً ثانيةً للتحقيق، وكانت هذه المرة في بيتٍ، وكان شيخ الإسلام في تبريز الميرزا علي أصغر، وقام شيخ الإسلام بنفسه يومها بضرب الباب بالعصا على رجله (عقاب الفلقة) 11 مرةً، وقعت إحداها على وجهه ربما بقصدٍ أو دون قصدٍ، وأحدثت كدمًا كبيرًا استدعى العلاج، وطلب من أحد الأطباء الإنجليز، وهو الدكتور وليام كورمك الذي استقطن تبريز عدة سنواتٍ، أن يقوم بمعالجته. وترك الطبيب انطباعاته عن الباب في رسالةٍ منه إلى القس بنيامين لاباري من الإرسالية الأمريكية في أورومية، ترك فيها وصفًا نادرًا للباب من شخصٍ أجنبيٍ. وفي النهاية قامت الحكومة وبإصرار الأمير نظام رئيس الوزراء بإعدام الباب، بعد أن أفتى ثلاثة من كبار علماء ومجتهدي تبريز بقتله، وكان ذلك في اليوم التاسع من تموز - يوليو سنة 1850م(28 شعبان 1266هـ) في ميدان الحكومة. وأُعدِم الباب رميًا بالرصاص مع أحد أتباعه (محمد علي الزنوزي) الذي أصرّ أن يُعدم معه. وقام بتنفيذ الإعدام فرقة الضابط آقا جان خمسة، بعد أن انسحبت الفرقة الأولى من الحرس الأرمني بقيادة سام خان، والتي حاولت تنفيذ الحكم مسبقًا في ذلك اليوم دون نجاحٍ. ضريحه على جبل الكرمل وبعد إعدام الباب، نُقلت رفاته ورفات رفيقه محمد علي إلى حافّة الخندق خارج المدينة، وفي اللّيلة التّالية خلًص بعض البابيّين جسديهما في منتصف اللّيل. وبعد نقلهما وإخفاء الجسدين ما يزيد عن 60 سنة في أماكن سريّةٍ عديدةٍ في إيران، جيء بهما بصعوبةٍ وتحت الخطر إلى فلسطين، ودفنا يوم 21 آذار في سنة 1909م على سفح جبل الكرمل في مدينة حيفا في مقامٍ يُسمى الآن بضريح الباب، على مقربةٍ من كهف إيليّا النّبي. علاقه الباب بالدين البهائي يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844م (1260 هـ). كانت البابية قد تأسست على يد علي-محمد بن محمد-رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب لـ «مَن يُظهِرُه الله»، وأنه هو المهدي المنتظر. وكان قد سبق ذلك فترةً قصيرةً نمت فيها حركاتٌ كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء. وكانت المدرسة الشيخية التي أسسها أحمد بن زين الدين الأحسائي إحدى تلك المدراس الفكرية التي أكّدت على وشك قدوم الموعود المنتظر. وجديرٌ بالذكر أن أول من آمن بالباب، وهو الملا حسين بشروئي، قد درس عند أحمد الأحسائي، ثم عند كاظم الرشتي اللذان يعدان من أبرز رموز الشيخية. وقد آمن بالباب بعد إيمان الملا حسين بشروئي أشخاصٌ آخرون بلغ عددهم 17 شخصًا، من ضمنهم امرأةً واحدةً تُعرف بالطاهرة، أو قرة العين. ومُنح هؤلاء الثمانية عشر شخصًا لقب «حروف الحي». ومن ضمن الذين أيّدوا دعوة الباب وكان لهم تأثيرٌ بالغٌ في تطورها هو حسين علي النوري الذي عُرف فيما بعد باسم بهاء الله، ونتيجةً لذلك فان هناك ارتباطٌ تاريخيٌ بين البهائية والبابية. وبعد أن شاع أمر البابية، قامت السلطات الإيرانية، بإيعازٍ من رجال الدين، بتعذيب البابيين والقبض على الباب سنة 1847م وإيداعه السجن. وكانت إيران محكومةً انذاك من قبل أسرة القاجار التركمانية. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن، وأخذوا يُظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. وازداد عدد أتباع الباب رغم حبسه وذلك نتيجةً لجهود أتباعه وقياداتهم. وأدى ذلك إلى ازدياد وطأة تعذيب البابيين، الذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين. وفي نهاية المطاف أُعدم الباب في مدينة تبريز سنة 1850م رميًا بالرصاص أمام العامة. واستمرت الحكومة الإيرانية آنذاك بعملية القمع ضد البابين وقياداتهم ومن ضمنهم بهاء الله، حيث حبست بهاء الله في طهران مدة أربعة أشهرٍ، وبعد ذلك نفته وأتباعه إلى العراق. وأقام بهاء الله في العراق عدة سنواتٍ قام خلالها بتدبير شؤون البابين ولمّ شملهم. وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من أتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها عام 1863م. وبتحريضٍ من الحكومة الإيرانية، نفت الحكومة العثمانية بهاء الله إلى إسطنبول، ثم إلى أدرنة، التابعتين للأراضي العثمانية آنذاك. تثبت الوقائع التاريخية أنه في عام 1868تم نقل بهاء الله وأتباعه إلى سجن قلعة عكا المشهور، الواقعة في فلسطين آنذاك، حيث تعرّضوا فيها إلى شتى أنواع العذاب والحرمان. واستمر بهاء الله بالإعلان أنه الموعود المنتظر. بالإضافة إلى كتاباته العديدة في تلك الفترة ومن أهمها «الكتاب الأقدس»، أرسل بهاء الله العديد من الرسائل لملوك الأرض وحكامها يوصيهم فيها بالحكم بالعدل، ويدعوهم لاتباع الدين الجديد وأحكامه. وقد قام ابنه عباس أفندي الذي عُرف بلقب «عبد البهاء» على خدمته إلى حين وفاته في 29 مايو 1892م. وبقى ابنه عباس سجينًا هناك إلى سنة 1908م، ورغم إطلاق سراحه بعد ثورة تركيا الفتاة وسقوط السلطان العثماني استمرّ في العيش في مدينة حيفا في فلسطين إلى حين وفاته في سنة 1921م. استمرت هذه الاضطهادات التي يحركها رجال الدين وتدعمها الحكومات الإيرانية لتشمل مؤسس، وأعلام، وأتباع الدين البهائي. وفي العصر الحالي، لا يزال هذا الاضطهاد مستمرًا في عددٍ من بلدان العالم الإسلامي وخصوصًا في إيران؛ حيث وضع الدستور الإيراني الذي تم صياغته خلال الثورة الدستورية الإيرانية في عام 1906م الأساس للاضطهاد المؤسسي للبهائيين. حُكم على أكثر من 200 بهائي بالإعدام منذ بداية الثورة الإسلامية في عام 1979م، وسُجن الكثير منهم في معتقلاتها بعد أن رفضوا إنكار عقيدتهم عندما خُيّروا بين ذلك وبين إطلاق سراحهم. كما تم الاستيلاءعلى العديد من المقابر البهائية وأماكن العبادة والأماكن المقدسة وتدميرها، ولم يعد بإمكان البهائيين الاحتفاظ بمراكزهم ووظائفهم الحكومية، ولا يُسمح لهم بدخول الجامعات، وحتى أنه لا يعترف بشرعية زواجهم أو وثائق التسجيل والولادة وغيرها. التعاليم تدرج نزول الوحي بتعاقب الرسالات السماوية من التعاليم الأساسية للباب هي استمرارية تتابع الأديان وتطورها تدريجياً على مر الزمان من خلال رسله الذين تتجلى عليهم الكمالات الإلهية تدريجيًا في كل دينٍ يأتي. أي أن مع تقدم البشرية عبر العصور، يُرسِل الله تعاليم جديدة؛ مواكبة بذلك، ذلك العصر؛ فتكون التعاليم الإلهية دائمة التقدم وأكثر شمولاً. فظهور كل دينٍ يكون استجابةً لاحتياجات الإنسانية، ومتزامنًا مع تقبّل البشرية لذلك الدين. فكل دينٍ – مقارنةً بما سبقه من أديان - أكثر تقدمًا، لكن كمال تعاليمه الكامنة يتحقق من خلال ظهور الدين التالي؛ فعلى سبيل المثال، المسيحية هي كمال اليهودية، والإسلام هو كمال الديانات التي سبقته. ووفقًا لهذا المنطق، فدين الله واحدٌ بتعاقب الأديان كحلقاتٍ في سلسلةٍ متصلةٍ إلى أبد الآبدين، ولا وجود لمفهوم خاتِم أو آخِر الأديان. علاوة على ذلك، كتب الباب أن الأديان تأتي تِتْرًا في كل كورٍ إلهي (دورة)، وتتعاقب كفصول السنة، لتجديد «الدين النقي» للبشرية. ومفهوم تتابع الأديان وتعاقبها هذا يُنبؤ بنزول الوحي الإلهي برسالاتٍ سماويةٍ مُرْتَقَبةٍ ومُقْبِلةٍ لاحقًا بعد الباب. وبشكلٍ أكثر تحديدًا، يذكر الباب أن ثمر دينه يجب أن يكون الاعتراف والإيمان بالمجيء الثاني، شخصيةٌ أعظم منه تظهر بعده والتي أشار إليها بـ «من يُظْهِره الله». مَن يُظْهِره الله يشير الباب مرارًا وتكرارًا في كتاباته إلى حلول اليوم المنتظر بظهور المجيء الثاني وأشار إليه بـ «من يُظْهِره الله». ويصف هذا المجيء بأنه أصل كل الصفات الإلهية، ويذكر أن أمره هو أمر الله. كما يصف الباب مجيء من يُظْهره الله، قائلاً: «إنّك لو تلوت آيةً واحدةً من آيات من يظهره الله لكان ذلك أفضل من أن تحفظ البيان كلّه عن ظهر قلبٍ، لأنّ تلك الآية الواحدة تنجيك في ذلك اليوم، ولكنّ البيان كلّه لن ينجيك». «البيان اليوم في مقام النّطفة وآخر كمالٍ للبيان عند أوّل ظهور من يظهره الله». «مجد البيان وجلاله مستمدٌّ ممّن يظهره الله». إن جوهر دعوة الباب والغرض منها، كما أكّد الباب بذاته دائمًا، هو إعداد الناس لمجيء هذا الموعود. فقد طلب من أتباعه تحري الحقيقة تحريًا مستقلاً والبحث عن الموعود، والتعرف عليه من واقع أعماله وسماته الجوهرية، دون التقيّد بالموروثات والتقاليد. بل حذّرهم من ألّا يخسروا ملكوت الله بحرمان أنفسهم من نعمة الإيمان بالموعود؛ وألا ينقلبوا على أعقابهم ويسلكوا مسلك السابقين حين عارض أتباع الديانات السابقة في كل عصرٍ رسل الله وجادلوهم بالآيات المتشابهات. تحدث الباب عن اقتراب مجيء الموعود وأشار إلى وقت قدومه في سنة التسع والتاسعة عشرة. فقد قال الباب: «راقبوا من مبدأ الظّهور إلى عدد الواحد (19)». بل إنّه قرّر ذلك في وضوحٍ أكثر حين قال: «يظهر مالك يوم الدّين في نهاية الواحد (19) وابتداء الثّمانين (1280 هـ)». ومن شدّة لهفه على ألاّ يصدّ النّاس عن الموعود اقتراب الظّهور الموعود بسرعةٍ قال: «لو ظهر في هذه اللّحظة لكنت أوّل العابدين وأوّل السّاجدين». ففي عام 1863م، بعد تسعة عشر عامًا من إعلان الباب عن دعوته؛ أعلن بهاء الله برفقة المؤمنين الأوائل من رفقائه في العراق، وفي وقتٍ لاحقٍ في عام 1866م في أدرنة، وبطريقةٍ أكثر انتشارًا؛ أعلن عن دعوته وأنه الموعود الذي وعد به الباب، حيث أشار إليه الباب بـ «من يُظْهِره الله». عقب هذا الإعلان، قَبِل كل البابيين تقريبًا دعوته، وآمنوا بـ بهاء الله، ومنذ ذلك الحين صاروا يُعرَفون بالبهائيين. تفسير نصوص مقدسة وفقًا لكتابات الباب، تكشف آثاره الكتابية عن حقائق من المفاهيم الإسلامية والآيات القرآنية؛ حقائق تختلف تمام الاختلاف عن الموروثات الثقافية والاعتقاد السائد بين المسلمين. فيوضح أن معاني مثل «القيامة» و «الجنة» و «النار» لها دلالاتٌ مجازيةٌ رمزيةٌ. ووفقًا لكتابات الباب، فإن مفهوم القيامة ليس نهاية العالم، ولكن نهاية إحدى مراحل التطور البشري، أي نهاية دينٍ من الأديان وبداية الدين التالي له، وأن «قيامة الأموات من القبور» تعني اليقظة الروحانية لمن ابتعدوا عن صحيح الدين. ويذكر كذلك أن «يوم القيامة» يشير إلى ظهور رسولٍ أو مبعوثٍ إلهيٍ أي مظهرٍ إلهيٍ جديدٍ من مظاهر أمر الله، ويحاسب الله البشر على قبولهم وإيمانهم بهذا المظهر الإلهي أو رفضهم له. الجنة والنار في نظر الباب ليست أماكن للتعذيب الأبدي لبعض الناس، أو مكانًا للمتعة الجسدية والجنسية للآخرين، ولكن لها معاني روحانية. فالجنة هي عرفان الله والرضا بمرضاته وذلك بالإيمان بمن يبعثه الله في ذلك الوقت والعمل بما أوتي في محكم كتابه من أجل ازدهار كمال الإنسان الروحي؛ أما النار فهي الحرمان منها. النهوض بحقوق المرأة بشكلٍ عامٍ، تحرص تعاليم الباب على المساواة بين النساء والرجال؛ فالمرأة والرجل على قدم المساواة في الأحكام والفرائض التي أنزلها الباب. وفي عددٍ من النصوص على وجه التحديد، خفف الباب بعض الأعباء والأحكام التي فرضتها الشريعة الإسلامية على المرأة؛ وفي ذات السياق، على سبيل المثال، أصبح الطلاق أكثر صعوبةً بفرض سنة اصطبار أي تأجيله لمدة اثني عشر شهرًا؛ ولا يُشجع على تعدد الزوجات، ويحرم زواج المتعة. كما خفّف القيود الصارمة على التواصل الاجتماعي للمرأة، وأمر الرجال بعدم إيذاء النساء؛ فقد أمر الرجال بمعاملة النساء بأقصى درجات المحبة. وفي سياقاتٍ أخرى، أعطى الباب المرأة أفضلية على الرجل؛ فهناك عقوبةٌ مثلًا على كل من يتسبب في حزن شخصٍ آخر وهو بمثابة حزن لله، لكنة يقول إن عقوبة جلب الأسى للمرأة مضاعفةٌ. ومن تعاليم الباب، بما أن الله يسمو فوق حدود الذكر والأنثى، فإن الله يتمنى «ألا يعلو الرجال أنفسهم على النساء، ولا تتعالى النساء بأنفسهن على الرجال». كما أنه يشجع على تعليم النساء. تتفق معظم الروايات المعاصرة على أن أحد التأثيرات الاجتماعية الرئيسية لحركة البابيين كان تحسين وضع المرأة. وفضلاً عن ذلك، فقد أشار الباب في كتاباته إلى أن دينه سيؤدي إلى تحسين وضع المرأة من خلال الدعم الذي قدمه لإحدى حروف الحي (الحواريين) البارزة: الطاهرة قُرّة العين. فقد كانت أبرز أنشطة الطاهرة متمثلةً في في الظهور كاشفةً عن وجهها بدون حجابٍ أمام أعين الحاضرين، وتبليغ دعوة الباب؛ وهذا بدوره كان نقطةً مفصليةً وفارقةً في فصل الشريعة البابية عن سابقتها الإسلامية، كما كان له عظيم الأثر في كسر جمود وقيود الموروثات الثقافية والدينية آن ذلك، والتي كانت مصحوبةً أحيانًا باحتجاجات وتذمر من بعض البابيين؛ وبرغم أن ما قامت به الطاهرة من إقدامٍ وهِمّةٍ على ما فعلته كان صادمًا ومفاجئًا للموروثات الدينية والثقافية آن ذلك، إلا أنها كانت تحظى دائمًا بقبول وإشادة الباب. روابط خارجية موقع الإسلام والدين البهائي (عربي وإنكليزي) مصادر الحواشي أشخاص من إيران القاجارية أشخاص أعدمتهم إيران رميا بالرصاص أشخاص أعدموا بتهمة الردة عن الإسلام أشخاص إيرانيون في القرن 19 أنبياء فرس البابية البهائية إيرانيون شيعة سابقا شخصيات دينية إيرانية فرس كتاب إيرانيون في القرن 19 مدعو المهدية معدومون بتهمة الردة معدومون بتهمة الهرطقة مواليد 1235 هـ مواليد 1819 مواليد في شيراز مؤسسو أديان هاشميون وفيات 1850 وفيات في تبريز مؤسسو حركات دينية جديدة
ar
doc-ar-8419
المسيحية في قبرص هي الديانة الغالبة حيث شّكل المسيحيين 73.2% من مجمل سكان جزيرة قبرص عام 2010. غالبيّة اليونانيين في قبرص يتبعون الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية، وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية مستقلة وطنيَّة في الجزيرة القبرصية والتي تعتبر أكبر كنيسة مسيحية في الجزيرة واستنادًا إلى تقرير حكومي لتعداد عام 2011 نُفذ في المنطقة اليونانية لجزيرة قبرص تبيّن أن 95.4% من السكان هم مسيحيين معظمهم على مذهب الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. هناك تواجد ملحوظ أيضاً لأقليات مسيحية منها الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية فضلاً عن مجتمعات مسيحيّة تاريخيّة قديمة من الموارنة والأرمن الأرثوذكس. تقع العديد من المباني والمواقع المسيحية الكلاسيكية في قبرص، منها قبر لعازر وقبر برنابا. وتُعد جزيرة قبرص موقع للعديد من قصص وأحداث مذكورة في العهد الجديد. تاريخ العصور المبكرة يرجع وصول وانتشار المسيحية إلى قبرص للقرن الأول الميلادي بحسب ما ورد في سفر أعمال الرسل، وذلك على يد بولس الطرسوسي وبرنابا حيث يتوقع بأنهما زارا الجزيرة عام 45، وبحسب التقليد الكنسي فإنَّ لعازر (الذي أقامه يسوع من الموت بحسب الإنجيل) كان أول أسقف يرتسم في قبرص لرعاية كنيسة كتيو. وفي القرون اللاحقة كانت قبرص تتبع البطريرك الأنطاكي حتى عام 431 عندما أقر مجمع أفسس المسكوني استقلالية كنيسة قبرص. وأعيد التأكيد على استقلالها في مجمع ترولو عام 692. وكان هناك عدد قليل من الأساقفة الذين ساعدوا على نشر المسيحية في الجزيرة منهم لازاروس أسقف كيتيون، وهيراكليديوس أسقف تاماسوس، وأفسيفيوس أسقف سولو وثيودوتوس أسقف كيرينيا. في نهاية القرن الرابع انتشرت المسيحية في جميع أنحاء الجزيرة. في عام 478 وجد رئيس الأساقفة أنطميوس آثار قبر برنابا ونسخة من إنجيل متى. خلال الحقبة البيزنطيَّة انفصلت الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية في مجمع أفسس في عام 431، ومن خلال مرسوم الإمبراطور زينو. عندما حاول رئيس أساقفة أنطاكية إلغاء استقلال الكنيسة القبرصية ندد رجال الدين القبارصة بذلك أمام مجمع أفسس. صادق المجمع على أوتوسيفالي كرئيسًا للكنيسة القبرصية وفي عام 478 أعترفت الكراسي الأسقفية بإستقلالية الكنيسة القبرصية. عانت قبرص كثيرا من الفتوحات العربية في القرون التالية، وبناءًا على نصيحة من الإمبراطور جستنيان الثاني، فر رئيس الأساقفة إلى الدردنيل جنبًا إلى جنب مع الناجين، وأنشأ مدينة نوفا جوستينيانا (باليونانيَّة: Νέα Ιουστινιανή) والتي سميت باسم الإمبراطور، وتقع في إردك بالقرب من مدينة كيزيكوس. في عام 692 أعاد مجلس كينيسكست تأكيد امتيازات أسقف الأسرى المنفيين، وفي عام 698 عندما خرج العرب من قبرص، عاد الأسقف لكنه احتفظ بلقب «أسقف نوفا جوستينيانا وكل قبرص». العصور الوسطى تأسست مملكة قبرص في عام 1191 عندما قام ريتشارد الأول ملك إنجلترا بالإستيلاء على الجزيرة ثم باعها لفرسان الهيكل الذين بدورهم باعوها إلى غي دي لوزينيان، وبقيت حتى عام 1489 حينما استولى العثمانيون على الجزيرة. وقد قام الملوك الكاثوليك بخفض عدد الأساقفة الأرثوذكس من أربعة عشرة إلى أربعة وأجبر الباقين على الخروج من بلداتهم. تم نقل مقر رئيس الأساقفة من نيقوسيا إلى منطقة سوليا، بالقرب من مورفو، وتم نقل أسقف لارنكا إلى قرية يفكارا. وعلى الرغم من الاحتكاكات الأولى، تمكنت الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية تدريجيًا بالتعايش جنبًا إلى جنب بشكل سلمي. وشارك المسيحيين الأرثوذكس المحليين في التنمية الاقتصادية في قبرص وخاصًة فاماغوستا في ذلك الوقت. ضمت قبرص على أقلية صغيرة من السكان من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكة والتي إنحصر وجودها بشكل رئيسي في بعض المدن الساحلية، مثل فاماغوستا، وكذلك في نيقوسيا الداخلية، العاصمة التقليدية. احتفظ الرومان الكاثوليك بزمام السلطة والسيطرة، بينما كان السكان الأرثوذكس يعيشون في الريف؛ كان هذا هو نفس الترتيب في مملكة بيت المقدس. سمح للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية المستقلة في قبرص، مع رئيس أساقفتها والذي لم يخضع لأي بطريرك، بالبقاء في الجزيرة، لكن الكنيسة اللاتينية شردتها إلى حد كبير في مكانتها وحيازتها للممتلكات. خلال الحقبة الصليبية بنيت القلاع ونشط فن النحت في الحقبة الصليبية، وازدهر النمط الرومانسي منه، وكان متنوعًا بين نحت الأشكال النباتية والأعمدة الإغريقية القديمة والأشكال البشرية والأجساد الآدمية. بنتيجة الحرب الأهلية، ظل فريدريك الثاني الوصي على ابنه وممثله في الشرق، وظلت صور والقدس خاضعة له بشكل مباشر، أما سائر بارونات المملكة تمركزوا في عكا. في عام 1242 غدا كونراد الثاني مخولاً الحكم بنفسه دون وصي، لكنه رفض القدوم إلى الشرق واختيرت أليس ملكة قبرص لتكون ممثلة الملك في بلاده. أما على جبهة الأيوبيين فقد عاد النشاط مجددًا عام 1244 حين استطاع الأيوبيون استعادة القدس مجددًا هازمين جيشي مملكة بيت المقدس ومملكة قبرص سوية، وقام الجيش الأيوبي بتخريب القدس والحقول المحيطة بها تاركين إياها في حالة غير صالحة للسكن البشري سواءً أكان من الصليبيين أم من المسلمين. توفيت أليس عام 1246، واستعيض عنها بهنري الأول ملك قبرص كوصي على عرش الملك، الذي نال تأييد بارونات عكا وآل إيبلين وغيرهم من رجال الدولة. مع خسارة جزيرة أرواد قبالة طرطوس عام 1303 لم يعد لمملكة بيت المقدس أي أراض في بلاد الشام وشكل ذلك النهاية الفعلية لمملكة بيت المقدس، وظل هنري الثاني محتفظًا بلقبها حتى وفاته عام 1325، وحاول ملوك قبرص استعادة جزءًا من الأراضي المقدسة إلا أنهم فشلوا في ذلك، وطوال سبعة قرون وحتى اليوم، ورث العديد من ملوك وأمراء أوروبا لقب «ملك القدس». ضمت فاماغوستا في جزيرة قبرص على مجتمع نسطوري (كنيسة المشرق) قبل عام 1300 مباشرة، وتم بناء كنيسة لهم عام 1339 تقريبًا. وذكر ليونتيوس ماكايراس وديوميدي سترامبالدي أن الكنيسة بناها الأخوان لاخاس (المعروفان أيضًا باسم لاخانوبولوس) في حوالي عام 1360، وقد تم تسجيل هؤلاء الإخوة على أنهم "السريان الشرقيان"، والمعروفان أيضاً بالتجار النسطوريان، وقد عرفوا بثروتهم الهائلة. الحقبة العثمانية كان من أعمال الصدر الأعظم محمد باشا صقللي احتلال جزيرة قبرص وانتزاعها من أيدي البنادقة. في عهد السلطان سليم الثاني جرت موقعة ليبانتو البحرية التي هزّت صورة البحرية العثمانية والجيش العثماني الذي اعتبره كثيرون لا يُقهر. وتفصيل ذلك أنه بعد ازدياد الخطر العثماني في البحر المتوسط على أوروبا، وخاصة بعد احتلال جزيرة قبرص، وبعض المواقع على البحر الأدرياتيكي، تحالف فيليب الثاني ملك إسبانيا مع البابا بيوس الخامس وجمهورية البندقية لوقف التقدم العثماني باتجاه إيطاليا من جهة، واسترداد جميع المواقع التي فتحوها على حساب أوروبا وبخاصة في شمال أفريقيا، من جهة أخرى. فجمعوا مائتين وثلاثين سفينة وثلاثين ألف جندي، قامت القوات العثمانية مع الإستيلاء على قبرص بذبح العديد من المسيحيين اليونانيين والأرمن. وتم تدمير النخبة اللاتينية الكاثوليكية السابقة وأول تغيير ديموغرافي كبير منذ العصور القديمة وقع مع تشكيل مجتمع مسلم. وجلب العثمانيين الجنود الذين قاتلوا في الغزو إلى جانب الفلاحين والحرفيين الأتراك إلى الجزيرة من الأناضول. وشمل هذا المجتمع الجديد أيضًا قبائل الأناضول المنبوذة، والأشخاص «غير المرغوب فيهم» وأعضاء مختلف الطوائف الإسلامية، فضلا عن عدد من المتحولين الجدد في الجزيرة. تذبذبت نسبة المسلمين والمسيحيين طوال فترة الهيمنة العثمانية. بين الأعوام 1777-1778 شكَّل حوالي 47,000 مسلم الأغلبيَّة في الجزيرة مقابل 37,000 من المسيحيين. وبحلول عام 1872 ارتفع عدد سكان الجزيرة إلى 144,000 نسمة، منهم 44 ألف مسلم وحوالي 100 ألف مسيحي. وشمل المجتمع المُسلم العديد من المسيحيين المتخفين، بما في ذلك لينوبامباكي، وهي طائفة كاثوليكية متخفيَّة نشأت بسبب الاضطهاد الديني للمجتمع الكاثوليكي من قبل السلطات العثمانية. أدى غزو قبرص من قبل الإمبراطورية العثمانية في عام 1571 إلى الاعتراف بالكنيسة القبرصية الأرثوذكسية وكانت الكنيسة المسيحية القانونية الوحيدة في الجزيرة. جيث اعتبر العثمانيون الكنيسة المؤسسة القائدة سياسيًا للسكان المسيحيين وكانت مسؤولة عن جمع الضرائب. كانت الملّة الأرثوذكسية أكبر الملل في الجزيرة، وكانت الكنيسة تُطبق قانون جستنيان في مسائل الأحوال الشخصية. خصّ العثمانيون المسيحيين الأرثوذكس بعدد من الامتيازات في مجاليّ السياسة والتجارة، وكانت هذه في بعض الأحيان بسبب ولاء الأرثوذكسيين للدولة العثمانية. خلال الحرب التركية الجنوية (1570–1573) وقع ما تبقى من قبرص تحت حكم الدولة العثمانية، وبعد الحرب مباشرة، تم وضع عقوبات مختلفة للسكان اللاتين في الجزيرة. حيث بلغ التنافس بين الدولة العثمانية والبندقية ذروته، وكان يخشى العثمانيين الخطر الأمني الذي يشكله الكاثوليك اللاتين في قبرص، وعلى وجه الخصوص أنها قد تكون سبب لعودة البنادقة. ونتيجة لذلك، كان التسامح العثماني تجاه المجتمع الكاثوليكي أقل بكثير من نحو طائفة الروم الأرثوذكس. بالإضافة إلى الضغط السياسي والديني، كان هناك ظلم اقتصادي الذي شمل ازالة حقوقهم في التملك. وتم جمع أموال للحملة ضد الجنويين من خلال مصادرة وإعادة بيع الأديرة وكنائس الكنيسة الأرثوذكسية. أدّى ذلك إلى تحول السكان الكاثوليك (تضمن اللاتين والموارنة والأرمن) المتضررين من هذه الأجراءات لدين الإسلام ظاهرًا من أجل تجنب العبودية والقهر، أو الموت، وعلى الرغم من ذلك بقيت هذه الجماعة تمارس الكاثوليكية في السر. كما وتعرض الموارنة في قبرص أصيب بنكسة كبيرة أعقاب الفتح العثماني للجزيرة عام 1571، حيث انخفض عدد القرى المارونية إلى 33 قرية بالمقارنة مع 60 قرية في القرن الثالث، وتسجيل 19 قرية مارونية في القرن الخامس عشر لينخفض العدد إلى تسعة بحلول عام 1661. واستمر الانخفاص وما تلاه من تردي الوضع الاقتصادي والفتن المستمرة والاضطهادات الدينية، وغيرها من العوامل، فلم يبق من هذه القرى سوى ستة عشر قرية بحلول عام 1820. وبحسب التعداد العثماني لعام 1841 تراوحت أعداد الموارنة في قبرص بين 1,200 نسمة إلى 1,300 نسمة، وفي إحصاء عام 1891، قُدرت أعداد الموارنة بحوالي 1,131 شخص من أصل 209,286 قبرصي. حاول مجتمع اللينوبامباكي عدم إظهار معتقداتهم الدينية. وهكذا في حياتهم اليومية، واختاروا أن يحملوا أسمًا مسيحيًا في السر ومسلمًا في العلن، أو اسم مشترك في كل من الديانات مثل إبراهيم، يوسف أو موسى. في التجنيد السنوي كانوا في كثير من الأحيان يتم تجنيدهم في الجيش العثماني، وكانوا يتجنبون دفع الضرائب المفروضة على غير المسلمين. لم يتحول مجتمع لينوبامباكي بالكامل إلى الحياة الإسلامية التقليدية، حيث أكتفى المجتمع فقط في أظهار الممارسات والمعتقدات الدينية التي من شأنها أن تكسب لهم مزايا تمنح للمسلمين. على سبيل المثال، عدم شرب الكحول وأكل لحم الخنزير، كما لم يتردد أبناء هذا المجتمع على حضور الصلوات في المساجد؛ وهي تقاليد مماثلة مستمرة في الثقافة القبرصية التركية حتى اليوم. العديد من قرى مجتمع لينوبامباكي لها أسماء قديس مسيحي والتي تبدأ مع (باليونانية: άγιος، نقحرة: آيوس)، أو «القديس» والتي تنسب لها أصول كاثوليكية لاتينية. جذور مجتمع لينوبامباكي الثقافية والتاريخية يمكن الاطلاع عليها من خلال جميع مراحل الحياة القبرصية التركية والأدب. على سبيل المثال، الشخصيات الرئيسية في أبرز قصص الفولكلور القبرصي هي «جافور الإمام» و «حسن بولي». تواجدت أغلب قرى والتجمعات السكانية لمجتمع لينوبامباكي في قبرص التركية. في وقت لاحق أضحى للكنيسة القبرصية الأرثوذكسيَّة تأثير كبير على الشؤون الزمنية حيث في بداية القرن التاسع عشر كان رئيس الأساقفة في الواقع حاكم قبرص من خلال سيطرته على مواردها المالية. في عام 1821 مع اندلاع حرب الاستقلال اليونانية، حاول اليونانيون في قبرص متابعة خطى اليونان، وأدى ذلك توجيه الإتهام من قبل كوكوك محمد ضد الأساقفة اليونانيين البارزين في الجزيرة. ونتيجة لهذا ألقي القبص على المطران كيبريانوس، وعلى الأساقفة الثلاثة من بافوس، وكيتيون وكيرينيا جنبًا إلى جنب حوالي 486 من أعيان المجتمع المسيحي البارزين، وشنق رئيس الأساقفة وقطع رأس الأساقفة الثلاثة. وقد دفعت الكنيسة القبرصيَّة الأرثوذكسية أضرارًا شديدة نتيجة لموقفها. وكانت هذه أسوأ تجربة بين الكنيسة الأرثوذكسية في قبرص والإدارة العثمانية، وبداية للانفصال السياسي. إنضمت تونس إلى قائمة الأقاليم التي فقدتها الدولة العثمانية لصالح أوروبا في عهد عبد الحميد الثاني عندما احتلتها فرنسا، ثم لحقتها قبرص التي احتلتها بريطانيا، وأتبعتها بمصر والسودان، بحجة حماية الدولة العثمانية من أي اعتداء. العصور الحديثة أتاح شراء البريطانيين لقبرص في عام 1878 مزيداً من الحرية في الممارسات الدينية، مثل استخدام أجراس الكنائس والتي كانت محظورة في عهد العثمانيين. استغل العديد من أفراد مجتمع لينوبامباكي التغيير السياسي وقاموا بالعودة إلى المسيحية. وعلى الرغم من اكتساب الكنيسة القبرصية مزيدًا من الحرية الدينيَّة تحت الحكم البريطاني، الأ أنَّ الإدارة البريطانية تدخلت في بعض الحالات في استخدام قوانين تقييدية بشأن إدارة الكنيسة وغيرها في مجالات النشاط الوطني والثقافي. وأدى ذلك إلى أعمال الشغب أبرزها التي وقعت في أكتوبر من عام 1931 والتي نظمها أساقفة كانوا أيضًا أعضاء في الجمعية التشريعيَّة. ونتيجة لهذه الانتفاضة نُفي الأساقف نيكوديموس من كيتيون، ومكاريوس من كيرينيا، وفرضت قيود على انتخاب رئيس الأساقفة. في عام 1950 تم انتخاب مكاريوس الثالث في منصب رئيس أساقفة قبرص. وخلال دراسته هناك تم انتخابه أسقفاً على كيتيون فعاد إلى بلاده ليتولى مهامه الجديدة باسم «مكاريوس» وذلك في صيف عام 1948. لعب الأسقف مكاريوس دورًا هامُا في الحركة التي كانت تدعو لضم قبرص إلى اليونان، فكان من أبرز ما قام به خلال تلك الفترة هو تنظيم استفتاء برعاية الكنيسة في شهر يناير من عام 1950 عبر فيه القبارصة اليونانيون عن رغبتهم بتحقيق الوحدة مع اليونان وذلك بنسبة 96%. في عام 1960 تم انتخاب رئيس الأساقفة مكاريوس الثالث رئيسًا لجمهورية قبرص، وفي خطاب التنصيب تعهد مكاريوس الثالث بأن يضع على رأس أولوياته مشروع الوحدة مع اليونان «الوطن الأم» كما وصفها آنذاك. قامت بريطانيا بنفيه إلى جُزُرالسيشل وذلك عام 1956 ولكنها عادت وأطلقت سراحه في العام التالي وبعدما نالت قبرص استقلالها تمّ أنتخابه أوّلَ رئيس لجمهورية قبرص الناشئة بتاريخ 13 ديسمبر عام 1959. وقد أطاح به انقلاب عسكري في شهر يونيو عام 1974 فاضطر إلى مغادرة البلاد، وخلال تلك الفترة قامت القوات التركية بغزو قبرص وإحكام السيطرة على الجزء الشمالي منها. عاد مكاريوس مجددًا إلى الجزيرة ليكون رئيسًا لفترة ثانية استمرت حتى وفاته في 3 أغسطس 1977. خلال حقبة مكاريوس الثالث سعى النظام العسكري اليوناني إلى تقليب الكنيسة الأرثوذكسية ضد مكاريوس الثالث خوفًا من سيطرة روسيا على الجزيرة القبرصية، فدعا ثلاثة مطارنة يونانيين قبرصيين حينها بدعمٍ من الطغمة العسكرية إلى انفصال السلطة الروحانية عن السلطة المادية، وظهرت دعوات تطالب مكاريوس بالتنحي عن الرئاسة. ومن جانبه أعاد مكاريوس تشكيل حكومته، ومن ثم استدعت الكنيسة الأرثوذكسية القبرصية الثلاثة مطارنة الثائرين، وجرى استبعادهم. أثر الغزو التركي لقبرص في 20 يوليو 1974 بشكل كبير على الكنيسة القبرصية وأتباعها حيث أصبحت 35% من الأراضي القبرصية تحت الاحتلال التركي، وتم تهجير مئات الآلاف من المسيحيين الأرثوذكس وواجه أولئك الذين لم يتمكنوا من المغادرة القمع. وحتى مايو 2001، وصلت أعداد المسيحيين في قبرص التركية إلى حوالي 3,000 نسمة. منهم حوالي 644 من القبارصة اليونانيين الأرثوذكس الذين يعيشون في ريزوكارباسو و364 من الموارنة في كورماكيتيس. أدَّى الغزو التركي لقبرص إلى تدمير الآثار المسيحية. وقد نُهبت الكنائس التي أحتوت على الرموز البيزنطية، واللوحات الجدارية والفسيفساء من قبل تجار الآثار وبيعت في السوق السوداء. واحدة من أبرز حالات النهب كانت فسيفساء بانايا كاناكاريا والتي تعود إلى القرن السادس الميلادي، والتي أعيدت أخيرًا إلى كنيسة القبرصية، بعد صدور حكم من محكمة إنديانابوليس. وتم تحويل 514 كنيسة ودير في قبرص الشمالية إلى مساجد أو متاحف. وتم تحويل 50 كنيسة وأديرة أخرى إلى إسطبلات أو متاجر أو بيوت أو متاحف، أو تم هدمها. خلال الغزو التركي لقبرص اغتُصبت العديد من النساء القبارصة اليونانيات على أيدي الجنود الأتراك وتم تعذيب العديد من السجناء القبارصة اليونانيين أثناء غزو الجزيرة. وأدّى ارتفاع معدل الاغتصاب من قبل الجنود الأتراك إلى الإذن المؤقت للإجهاض في قبرص من قبل الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية المُحافظة. في أغسطس من عام 1977، توفي الأسقف مكاريوس الثالث وخلفه رئيس الأساقفة كريسوستوموس الأول. وفي عام 1979 وضع الميثاق التشريعي الجديد لكنيسة قبرص الأرثوذكسيَّة وتمت على الاستعاضة عن الميثاق القديم لعام 1914. في سن الشيخوخة عانى المطران كريسوستوموس من مرض الزهايمر وكان غير قادر على القيام بواجباته الدينيَّة لعدد من السنوات. في مايو من عام 2006، ترأس البطريرك المسكوني برثلماوس الأول اجتماعًا دعا فيه إلى «إزالة اللقب» من كريسوستوموس. في 5 نوفمبر من عام 2006 أنتخب متروبوليتان كريسوستوموس بافوس في منصب رئيس الأساقفة الجديد، بعد حملة انتخابية طويلة، وأصبح كريسوستوموس الثاني رئيس أساقفة نوفا جوستينيانا وجميع قبرص. المسيحية في جمهورية قبرص الطوائف المسيحية الأرثوذكسية الشرقية يرجع وصول وانتشار المسيحية إلى قبرص للقرن الأول الميلادي بحسب ما ورد في سفر أعمال الرسل، وذلك على يد بولس الطرسوسي وبرنابا حيث يتوقع بأنهما زارا الجزيرة عام 45، وبحسب التقليد الكنسي فإنَّ القديس لعازر (الذي أقامه يسوع من الموت بحسب الإنجيل) كان أول أسقف يُرتسم في قبرص لرعاية كنيسة كتيو (لارنكا). وفي القرون اللاحقة كانت قبرص تتبع البطريرك الأنطاكي حتى عام 431 عندما أقر مجمع أفسس المسكوني استقلالية كنيسة قبرص. وأعيد التأكيد على استقلالها في مجمع ترولو عام 692. وهكذا استمرت الكنيسة الأرثوذكسية في قبرص حتى في أيام الإحتلال الصليبي للجزيرة بين عام 1191 حتى عام 1571، حيث لم تفلح جهود الأساقفة الرومان الكاثوليك فيها على تحويل ولاء القبارصة الأرثوذكس للبابوية الكاثوليكية. ولكن في فترة الاحتلال العثماني عام 1571، أجبر الأساقفة الأرثوذكس على الإذعان لسلطة رئيس الأساقفة الكاثوليك في قبرص، وذلك بأن يكونوا مساعدين لنظرائهم اللاتين. وتحتفظ الكنيسة القبرصية بسلسلة رؤساء أساقفتها منذ القرن الأول وحتى وقتنا الحاضر، ومن أبرز وجههم في العصر الحديث هو مكاريوس الثالث، رئيس أساقفة بين عام 1950 حتى عام 1977 والذي انتخب ليكون رئيس قبرص عام 1959. وفقاً لتعداد السكان عام 2011 حوالي 89.1% من سكان المنطقة اليونانية لجزيرة قبرص من أتباع الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية. الكاثوليكية هناك تواجد عريق للموارنة ويرقى إلى القرن الثامن، وقد أصبحت قبرص بمرور الزمن موئلاً طبيعيًا لهؤلاء المهاجرين من سوريا ولبنان، حتى بات عدد القرى المارونيّة في الجزيرة أواسط القرن الثالث عشر، حوالي ستين قرية. وشكل الموارانة حوالي عشرين ألفًا من عماد الجيش القبرصي، وبات لهم أسقف مقيم هناك بدءًا من العام 1316؛ لكن هذا الوجود أصيب بنكسة كبيرة أعقاب الفتح العثماني للجزيرة عام 1571، وما تلاه من تردي الوضع الاقتصادي والفتن المستمرة والاضطهادات الدينية، وغيرها من العوامل، فلم يبق من هذه القرى سوى ستة عشر قرية بحلول عام 1820. وساهمت النزاعات اليونانية التركية على أرض الجزيرة في هجرة آلاف الموارنة عام 1971 من شمال قبرص الخاضع لسيطرة تركيا، ولم يبق من هذه القرى اليوم سوى أربعة تعتبر قرية كورماتيكس أكبرها، ويتكلم أبناء هذه القرى إلى جانب اللغتين التركيّة واليونانيّة، لغة خاصة تعرف باسم اللغة العربية المارونيّة القبرصيّة، هي في الحقيقة مزيج بين اللغة السريانيّة، وبعض المفردات الدارجة في اللهجة اللبنانيّة المحكيّة، واللغة العربية، وتعتبر من اللغات المهددة بالانقراض. وفقاً لتعداد السكان عام 2011 حوالي 2.9% من سكان المنطقة اليونانية لجزيرة قبرص من أتباع الكنيسة الكاثوليكية. طوائف أخرى يعود تواجد الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في قبرص إلى عام 578. ويحتفظ القبارصة الأرمن حاليًا بحضور ملحوظ حيث يبلغ تعدادهم حوالي 3,500 شخص، يقطن معظمهم في المناطق الحضرية في نيقوسيا ولارنكا وليماسول. وقد كان للوجود الأرمني الأرثوذكسي في قبرص وجود مستمر في الجزيرة منذ إنشائها في عام 973 من قبل الكاثوليكوس خاتشيغ الأول. تأسست الكنيسة الأنجليكانية في قبرص في عام 1878. واعتبارًا من عام 1976 تقع سلطة الكنيسة تحت أبرشية قبرص والخليج. وفقًا لتعداد السكان الرسمي لعام 2011، تصل نسبة الأنجليكان وباقي الطوائف البروتستانتية إلى حوالي 2% من مجمل سكان المنطقة اليونانية لجزيرة قبرص. المجتمع حضور القداس والمناسبات الدينية مرتفعة بين القبارصة اليونانيين، مما يجعل من جمهورية قبرص واحدة من الدول الأكثر تدينًا في الاتحاد الأوروبي، جنباً إلى جنب مع اليونان ومالطا وبولندا ورومانيا وكرواتيا. هناك تركيز وأهمية على الطقوس الدينية لجزء كبير من السكان، وتتضمن وضع الرموز المسيحية في المنزل، ومراعاة الأعياد المسيحية وأهمها عيد الفصح ويعد هذا العيد محور السنة الكنيسة في التقاليد المسيحيَّة، ويسبقه صيام. يُعد الزواج في الكنيسة مناسبة هامَّة إلى حد كبير في الثقافة القبرصيّة. يرعى العرابيّن حفل الزفاف والذي يعبتر حدثًا هامًا في الحياة الأسرية المسيحية القبرصية. ما تزال قبرص الجنوبية منطقة أرثوذكسية إلى حد كبير فاستنادا إلى تقرير حكومي لتعداد عام 2011 نُفذ في المنطقة اليونانية لجزيرة قبرص تبيّن أن 95.4% من السكان هم مسيحيين، ومعظمهم على مذهب الأرثوذكسية الشرقية. المسيحية في قبرص الشمالية تُشير التقديرات إلى حوالي 1% من سكان قبرص الشمالية من أتباع الديانة المسيحية، وتصل أعداد المسيحيين في قبرص التركية إلى حوالي 3,000 نسمة معظمهم من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة المارونية. ذكرت تقارير تعود لسنة 2010 أن نحو 300 عائلة قبرصية تركية تعيش في قبرص التركية قد ارتدت عن الإسلام واعتنقت المسيحية. هناك حوالي 644 من القبارصة اليونانيين الأرثوذكس الذين يعيشون في ريزوكارباسو وحوالي 364 من الموارنة في كورماجيد. أثر الغزو التركي لقبرص في 20 يوليو 1974 بشكل كبير على الكنيسة القبرصية وأتباعها حيث أصبحت 35% من الأراضي القبرصية تحت الاحتلال التركي، وتم تهجير مئات الآلاف من المسيحيين الأرثوذكس وواجه أولئك الذين لم يتمكنوا من المغادرة القمع. وبحسب ما ورد أدى ارتفاع معدل الاغتصاب خلال الغزو التركي لقبرص إلى الإذن المؤقت للإجهاض في قبرص من قبل الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية. كما أدَّى الغزو التركي لقبرص إلى تدمير الآثار المسيحية، وقد نُهبت الكنائس التي أحتوت على الرموز البيزنطية، واللوحات الجدارية والفسيفساء من قبل تجار الآثار وبيعت في السوق السوداء. في أعقاب الأعمال العدائية بين الطائفتين اليونانية والتركية التي أدت إلى تقسيم قبرص بحكم الأمر الواقع، بدأت هجرة مسيحية واسعة نطاق من قبرص الشمالية نحو قبرص اليونانية، حتى مايو 2001، وصلت أعداد المسيحيين في قبرص التركية إلى حوالي 3,000 نسمة، ويتوزعون بين القبارصة اليونانيين الأرثوذكس والذين يتركزون في ريزوكارباسو، والقبارصة الموارنة والذين ينتشرون في قرية كورماجيد وكارباشا واساماردوس. تضم قبرص الشمالية على أقلية صغيرة العدد من البروتستانت من القبارصة الأتراك. يُشير باحثين إلى انتشار تاريخي لظاهرة اجتماعية ودينية للمسيحيين المُتخفّين في القسم الشمالي من قبرص، كما هو الحال في أجزاء أخرى من الدولة العثمانية، وهم مجتمعات مسيحية اعتنقت الإسلام ظاهريًا وحافظت على ممارسة المسيحية سريًا. عُرف المسيحيون المُتخفّين في قبرص باسم لينوبامباكي. وقد ذكرهم المسافرون الأجانب على أنهم أتراك علناً ويونانيون سراً، حيث يُحافظون على صوم الروم الأرثوذكس (تورنر 1815)، ويشربون الخمر، ويأكلون لحم الخنزير، ويتزوجون في كثير من الأحيان من مسيحيات. المجتمعات المسيحية اليونانيون الأرثوذكس أشار إحصاء على مستوى الجزيرة في عام 1960 إلى أن عدد القبارصة الأتراك بلغ 102,000 في حين بلغ عدد القبارصة اليونانيون حوالي 450,000 نسمة. في أعقاب الأعمال العدائية بين الطائفتين اليونانية والتركية التي أدت إلى تقسيم قبرص بحكم الأمر الواقع، بدأت هجرة مسيحية واسعة نطاق من قبرص الشمالية نحو قبرص اليونانية، وتم تهجير مئات الآلاف من اليونانيين المسيحيين الأرثوذكس وواجه أولئك الذين لم يتمكنوا من المغادرة القمع. حيث تم إخلاء حوالي 162,000 قبرصي يوناني قسراً من منازلهم وبلداتهم في قبرص الشمالية من قبل القوة الغازية للجيش التركي. وأدى ارتفاع معدل الاغتصاب خلال الغزو التركي لقبرص إلى الإذن المؤقت للإجهاض في قبرص من قبل الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية. كما أدَّى الغزو التركي لقبرص إلى تدمير الآثار المسيحية. حاليًا هناك حوالي 644 من القبارصة اليونانيين الأرثوذكس الذين يعيشون في ريزوكارباسو، وقد وافق القبارصة اليونانيون الأرثوذكس في ريزوكارباسو على العيش تحت الإدارة القبرصية التركية، وبقي هؤلاء في قبرص الشمالية حتى بعد الأعمال العدائية في عام 1974. عدد آخر من القبارصة اليونانيين في الشمال اختاروا أن يعيشوا تحت الإدارة القبرصية اليونانية وهربوا إلى قبرص اليونانية؛ وذلك وفقًا لإتفاقية تبادل السكان بين القبارصة الأتراك واليونانيين برعاية الأمم المتحدة في 2 أغسطس 1975. ونتيجة لذلك، أضحت بلدة ريزوكارباسو موطن لأكبر عدد من السكان الناطقين باللغة اليونانية وأكبر تجمع أرثوذكس شرقي في قبرص التركية. الموارنة تواجد في شمال قبرص جالية مارونية تاريخيَّة، وقد كان للمورانة وجودًا فاعلًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ولديهم أنشطة متنوعة وفي مجالات مختلفة، والتي يقتصر عملها في الجزيرة على «الترانزيت» لعدم جواز تعاطي الأجنبي الأعمال التجارية مع القبارصة أو بيع منتجات منهم أو أي سلع تجارية. وفي عام 1960 وصلت أعداد الموارنة في قبرص الشماليَّة إلى حوالي 2,752 نسمة، موزعين على أربعة قرى مارونيَّة. وفقاً لمنظمات حقوقية أصبح وضع الجالية المارونية غير مريح منذ عام 1974 تاريخ سيطرة تركيا على القسم الشمالي من قبرص، حيث بقي قسم قليل في المنطقة الشمالية، في حين نزح 95 في المئة منهم إلى المنطقة الجنوبية أي إلى المنطقة اليونانية والقرى المارونية الأربع التي بقيت هناك هي كورماجيد وايا مارينا وكارباشا واساماردوس ولم يبق فيها الا المسنون، وتُعد قرية كورماجيد مركز الثقافة المارونيَّة في قبرص الشمالية. في عام 1974 كان عدد الموارنة فيها يقارب الألفين لكنه بدأ يتقلص تدريجياً، واليوم لم يبق في قرية كورماجيد الا 125 شخصًا وسبعة عشرة في كارباشا وسبعة في اساماردوس أما في ايامارينا فلم يبق أحد. وتتحدث المجتمعات المارونية في قبرص الشمالية باللهجة العربية القبرصية (العربية القبرصية المارونية) بالإضافة إلى اللغة اليونانية والتركية. البروتستانت يعيش مجتمع صغير من البروتستانت في جمهورية شمال قبرص التركية بحكم الأمر الواقع، إلى جانب الشتات القبرصي التركي. يصل عدد أتباع الكنيسة الأنجليكانية إلى حوالي مائتي شخص ويتواجون في جميع أنحاء شمال قبرص، وهم في معظمهم من القبارصة الأتراك. زعيم المجتمع هو القس كمال باساران. يستخدم الغالبية العظمى من الأنجليكان الأتراك الكنائس الانجليكانية في منطقة كيرينيا جنبًا إلى جنب مع مجتمع المغتربين في الجزيرة. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة طالب العديد من القبارصة الأتراك ببناء كنائس خاصة بهم. على الرغم جو التسامح العام للطائفة البروتستانتية القبرصية التركية المحلية، الا أن أبناء المجتمع البروتستانتي المحلي يواجه في الكثير من الأحيان تهديدات وأحيانًا هجمات على أيدي المستوطنين والقوميين الأتراك. قال القس كمال باساران في مقابلة مع جريدة هافاديس: «إن القبارصة الأتراك الذين ينتمون إلى مختلف الديانات في بلادهم يريدون العيش بحرية وممارسة دياناتهم، فالبروتستانت من القبارصة الأتراك والأتراك البلغار والأتراك من تركيا، يطالبون ببناء كنائس خاصة بهن حيث سيكونون قادرين على ممارسة عبادتهم بحريَّة». لينوبامباكي عاش في قبرص الشمالية مجتمع لينوبامباكي (باليونانية: Λινοβάμβακοι) وهو مجتمع كاثوليكي، تعرض للإضطهاد بسبب معتقداتهم خلال الحكم العثماني للجزيرة. وتم إستيعابهم داخل المجتمع التركي القبرصي خلال الحكم البريطاني. أخفى اللينوبامباكي معتقداتهم ومارسوا الشعائر الكاثوليكية بشكل سري. وترك هذا المجتمع آثار ثقافية على المجتمع القبرصي التركي ويظهر ذلك في الأدب والفلكلور القبرصي التركي. معرض الصور مراجع انظر أيضًا الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية. المسيحية في الشرق الأوسط. المسيحية في أوروبا. المسيحية في قبرص الشمالية
ar
doc-ar-8426
الدَّرَّاس البُنِّيّ هو طائرٌ ينتمي لفصيلة المُحاكيات، التي تضم أيضًا موَّاءات العالم الجديد والمُحاكيات. هذه الطيور واسعة الانتشار عبر شرق ووسط الولايات المتحدة، بالإضافة إلى جنوب ووسط كندا، وهي الدرَّاسات الوحيدة التي تقيم إقامةً دائمة في المنطقة الواقعة شرق الجبال الصخريَّة (جبال الروكي)، وفي أواسط تكساس. اتُخذت هذه الدرَّاسات رمزًا لولاية جورجيا. هذا الطائر هو أحد أضخم الأنواع المُنتمية لجنس الدَّرَّاسات (Toxostoma). القسم العلوي من جسده بُنيّ والسُفليّ أبيض ذو تقليماتٍ داكنة، الأمر الذي يجعله شبيهًا بسمنة الغِياض (Hylocichla mustelina) الأصغر حجمًا، وغيرها من الأنواع المُشابهة. تتميَّز هذه الطيور بقدرتها على إصدار ما يفوق 1000 نمط من التغريد، فهي بهذا تتمتع بأكبر ذخيرة تغريدات بين الطيور، على أنَّ غناؤها مُكوَّن من سلسلة من العِبارات الموسيقية القصيرة السَّريعة التي تُطلقها عادةً في أزواج. يُغرِّد الذكر من أعلى إحدى الأشجار أو إحدى الجنبات العالية ورأسه مرفوع عاليًا وذيله الطويل مُتدلٍّ. غناءه يُحاكي غناء المُحاكي الشمالي، إلاّ أنه أكثر بريَّة. الدَّرَّاس البُنِّيّ طائرٌ قارت (آكل لكل شيء)، غذاؤه الرئيسي الحشرات ولكنَّه بأكل أيضًا لافقاريَّات أخرى وبعض الفقاريَّات الصغيرة، ويدخل في راتبه الغذائي أيضًا الثِّمار والبلّوط، لا سيَّما في الشتاء. مناطق التفريخ النمطيَّة تشمل الجَنبات والشُجيرات، وفي بعض الأحيان يُفرخ الزوجان على الأرض. الدَّرَّاسات البُنِّيّة طيورٌ مناطقيَّة بامتياز، وبالأخص خلال موسم التفريخ عندما تكون على أهبة الاستعداد لتدافع عن أعشاشها، فتهاجم أي كائنٍ آخر يصل في قدِّه إلى حجم الإنسان. تُصنَّف من قِبل الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة كنوعٍ غير مُهدد على الإطلاق. العُش كأس ضخمة من العيدان يُبطَّن بالأوراق الميتة والأعشاب والجُذيرات الدقيقة. يُلاحظ هذا النوع المعروف جيِّدًا أكثر ما يُلاحظ وهو يتسلل بحذر على الأرض باحثًا عن الطَّعام أو وهو يُغني من على مجثمٍ مكشوف. يقوم بالبحث بصورةٍ نمطيَّة بالنَّبش بِمنقاره خلال الأوراق والغِطاء الأرضي والتَّوقف من حين إلى آخر، ليلتقط الأوراق ويُلقيها جانبًا. التصنيف والتأثيل كان عالم الحيوان السويدي كارولوس لينيوس هو أوَّل من وصف هذه الطيور وصفًا علميًا في مؤلفه من القرن الثامن عشر حامل عنوان «النظام الطبيعي» ، وأطلق عليها الاسم العلمي Turdus rufus المُختلف عن اسمها العلمي الحالي. اسم النوع rufus هو الصفة اللاتينيَّة المُقابلة لصفة «أحمر» العربيَّة. كذلك كانت قد حملت إسمين علميين مُختلفين هما: Orpheus rufus من تسمية العالم ويليام جون سواينسون، وHarporhynchus rufus من تسمية العالم سپنسر فولرتون بيرد. تُعرف هذه الطيور في الولايات المتحدة خطأً باسم «السمنة البُنيَّة» على الرغم من أنها لا تنتمي لفصيلة السُمَّان. يُحتمل أن يكون سبب هذا الخطأ في التسمية هو الاسم الإنگليزي لهذه الطيور، ألا وهو thrasher، الذي يوحي للسامع والقارئ أنه مُشتق من كلمة thrush التي تعني «سمنة». أطلق عالم الطبيعة الإنگليزي مارك كاتسبي اسم «السمنة ثعلبيَّة اللون» على هذه الدرَّاسات. أظهرت الدراسات الوراثيَّة أن الدرَّاس البُني وثيق الصلة بنوعين آخرين ينتميان لجنس الدرَّاس (Toxostoma) هما: الدرَّاس طويل المنقار، ودرَّاس كوزوميل. الوصف الكِسوة تكتسي الدرَّاسات البُنيَّة بريشٍ بُني مُحمرّ على القسم العلوي من جسدها، وآخر مُصفر ذو تقليمات داكنة على قسمها السفلي. صدرها مبيَض تظهر عليه علامات شبيهة بشكل الدمع، وذيلها طويل أمغر ذو زوايا باهتة، أما العينان فصفراء لامعة. المنقار طويل وبُني، ينحرفُ إلى الأسفل بعض الشيء. يتشابه كلا الذكر والأنثى من حيث الهيئة الخارجيَّة، كذلك فإنَّ الفراخ لا تُظهر اختلافًا بارزًا يُميزها عن أبويها، وجلَّ ما يُمكن تميزها عبره هو العلامات الباهتة على قسمها العلوي، ولون قزحياتها الزيتوني. القدّ يتراوح طول البوالغ بين 23.5 إلى 30.5 سنتيمترات (9.3 إلى 12.0 إنشًا)، وباع جناحيها بين 29 و33 سنتيمترًا (11 إلى 13 إنشًا)، وتزن ما بين 61 إلى 89 غرامًا (2.2 إلى 3.1 أونصة)، ويبلغ مُعدَّل وزنها 68 غرامًا (2.4 أونصات). من المقاييس الأخرى: وتر الجناح الذي يتراوح بين 9.5 و11.5 سنتيمترات (3.7 إلى 4.5 إنشات)، والذيل المُتراوح بين 10.9 و14.1 سنتيمتر (4.3 إلى 5.6 إنشات)، والقنَّة المتراوحة بين 2.2 و2.9 سنتيمترات (0.87 إلى 1.1 إنش)، والرصغ المتراوح بين 3.2 و3.6 سنتيمترات (1.3 إلى 1.4 إنشات). السُلالات هُناك سُلالتان مُعترفٌ بهما من الدرَّاسات البُنيَّة: السُلالة الحمراء أو "الدرَّاس البُنيّ (T. rufum rufum)، قاطنة القسم الشرقي من كندا والولايات المتحدة، والسُلالة الزَّقزاقيَّة أو "الدرَّاس البُني الغربي" (T. rufum longicauda)، قاطنة وسط الولايات المتحدة شرق الجبال الصخريَّة، وجنوب وسط كندا. يُمكنُ تمييز السُلالة الزَّقزاقيَّة عن السُلالة الحمراء عبر قسمها العلوي الأكثر ميلانًا للون القرفي، وتقليمات جناحيها الأكثر ابيضاضًا. أمد الحياة يعتمدُ أمد حياة الدَّرَّاسات البُنيَّة على تخطيها مراحل عُمريَّة متعددة: فنسبة بقاء الطيور خلال عامها الأوَّل من الحياة تصل إلى 35%، وترتفع إلى 50% خلال الفترة المُممتدة بين عاميها الثاني والثالث، وإلى 75% خلال الفترة الممتدة بين عاميها الثالث والرابع. تقف الأمراض والأوبئة والصقيع وراء نفوق الكثير من هذه الطيور مُبكرًا، مع العلم أنَّ أقصى مدى حياة بلغه طائرٌ في البريَّة كان 12 عامًا، وقلَّة من الأفراد الأسيرة تخطت هذا المِقدار من الأعوام بكثير، لذا يُمكن القول أن أمد حياة هذا النوع قصيرٌ بجميع الأحوال، سواء تعرَّض فردٌ منها لمرض أو عاش طيلة حياته سليمًا. أنواعٌ شبيهة يُعدّ الدرَّاس طويل المنقار أحد أكثر الأنواع شبهًا بالدرَّاس البُني، لكنه اقل انتشارًا، ويتمتع برأس وعنق رماديين، ومنقار أكثر طولًا. يظهر الدرَّاس البُنيّ شديد الشبه بسُمنة الغِياض، وكثيرًا ما يُخطئ الناس غير العارفين بين هذين النوعين. غير أنه يمكن للمُدقق أن يُميِّز بينهما عبر علامات القسم السُفلي من جسد كل منهما، فالسمنة تتمتع ببقعٍ قاتمة عوض تقليمات الدرَّاس، وبعينان داكنتان، وبذيلٍ أقصر، كما أنَّ حجمها الكلّي يقل عن حجم الدرَّاس. الانتشار الموائل الطبيعيَّة تسكنُ الدرَّاسات البُنيَّة عدَّة موائل طبيعيَّة، وأكثر ما تُفضله منها هو حواف الأحراج، والآجام الكثيفة، حيث تبحث عن طعامها غالبًا بين أوراق الأشجار اليابسة. كذلك يُمكن العثور عليها في بعض المناطق الزراعيَّة وعلى مقربة من ضواحي المدن، لكنها عادةً ما تتفادى الموائل بشريَّة الصنع، لذا فإنها إحدى أندر الطيور التي يُشاهدها سكَّان القرى والبلدات في حدائقهم سواء تلك المنزليَّة أو العامَّة. تتنافسُ الدرَّاسات البُنيَّة مع أنواعٍ أخرى من الطيور على الموائل الطبيعيَّة والمواقع الأكثر مُلائمةً للتعشيش، وغالبًا ما تكون ذكورها هي البادئة بالمناوشة. الموطن الدرَّاسات البُنيَّة مُهاجرة جُزئيَّة، فالجمهرات قاطنة النصف الجنوبي من موطنها مُقيمةٌ مُفرخة، أي لا تنزع إلى الهجرة، أمَّا تلك قاطنة النصف الشمالي فمُهاجرة جنوبًا خلال فصل الشتاء. يشمل موطن التفريخ الولايات المتحدة وكندا شرقيّ الجبال الصخريَّة بصورةٍ رئيسيَّة، وقد شوهدت بضعة أفراد في أحيانٍ نادرة غربيّ تلك الجبال سالفة الذِكر. أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ الدرَّاسات قاطنة منطقة إنگلترا الجديدة في الولايات المتحدة تنتقلُ جنوبًا إلى الكارولينيتين وجورجيا خلال موسم التفريخ، وأنَّ الطيور قاطنة المناطق شرق نهر الميسيسيپي تشتو عبر المناطق المُمتدة من ولاية أركنساس إلى جورجيا، وأنَّ تلك قاطنة الداكوتيتين وأقاليم كندا الوسطى تنتقلُ إلى شرقي تكساس ولويزيانا. أمَّا الهجرة الحقيقيَّة لهذه الطيور فقصيرة، وغالبًا ما تحصل خلال الليل. هُناك أيضًا بعض التقارير التي تُفيد بإشتاء بعض هذه الطيور في المكسيك، كما أفاد تقريرٌ من بريطانيا بالعثور على أحد الأفرد مُنهكًا في إحدى جوانب الجزيرة، بعد أن شرد وعبر المُحيط الأطلسي بصورةٍ ما. السلوك السلوك الاجتماعي والعدائيَّة شوهدت الدَّرَّاسات البُنيَّة وهي تتنقلُ منفردةً أو في أزواج، وهي في العادة طيورٌ مراوغة، لا يراها البشر إلاّ قليلًا، تُحافظُ على سريَّتها عبر التحليق على مستوىً مُنخفض. عندما تشعرُ هذه الطيور بالخطر، تهرعُ إلى الاختباء بين الآجام، وتُصدرُ صوتًا شبيهًا بالقوقئة. تُمضي الدرَّاسات أغلب وقتها على الأرض أو على مقربةٍ من مستواها، وقد تُشاهد ذكورها في أحيانٍ قليلة وهي جاثمةٌ على غصنٍ عارٍ تُغرِّد. يُعرف عن هذه الطيور عدائيتها الشديدة، وتفانيها في الدفاع عن عشها. يَعتقدُ البعض من العامَّة أنّ اسمها يُشتق من «الدرس» وهو الجَلد، فيعتبرون أنَّها سُميت هكذا لضربها أو جلدها أي ضارٍ أو مُعتدٍ يقتربُ من عشها، لكن ذلك غير صحيح، بل أنَّها على الأرجح حصلت على هذا الاسم بسبب إصدارها صوتٌ شبيه بصوت الجَلد أثناء تنقيبها بين فُتات الصخور بحثًا عن الطعام، كذلك يُعتقد أنَّها سُميت هكذا بسبب الصوت الصادر عنها أثناء التقاطها وسحقها للحشرات الكبيرة. الغذاء الدرَّاس البُني طائرٌ قارت (آكل لكل شيء) يقتات على طائفةٍ واسعة من الأغذية، تشمل: الحشرات، والعوزات، والثمار البندقيَّة، والبزور، بالإضافة إلى ديدان الأرض، والحلازين، وفي بعض الأحيان السحالي والضفادع. خلال موسم التفريخ تأكل هذه الطيور الخنافس، والجنادب، وغيرها من مفصليَّات الأرجل، بالإضافة إلى الفاكهة، والثمار البندقيَّة، والبزور. بحلول أواخر الصيف تبدأ بالتحوّل إلى حمية نباتيَّة، فتكركّزُ في غذائها على الفاكهة، والبلوط، والبزور، والحبوب. أمَّا في الشتاء فإنَّ غذائها الرئيسي يتكوَّن من الفاكهة والبلُّوط. يستخدمُ الدرَّاس البُنيّ حاسَّة بصره أثناء بحثه عن الطعام، فيسعى خلفه باحثًا تحت أوراق الأشجار اليابسة، وبين الآجام، وفتات التربة، باستخدام منقاره. ومن ثمَّ يهرع الأرض ذهابًا وإيابًا من جانبٍ إلى آخر مُتحققًا من المنطقة التي بحث فيها مؤخرًا. يُقدمُ الطائر على دق بعض الثمار البندقيَّة مثل البلُّوط حتى يُزيل قشرتها الخارجيَّة، كما يُعرف عنه مرونته في التقاط الحشرات السريعة، بما أنَّ عدد الفقرات في عنقه يفوق عدد فقرات الثدييات طويلة الرقبة، مثل الزرافة والجِمال. التفريخ الدَّرَّاسات البُنيَّة طيور أحاديَّة الشريك في العادة، أي أنَّ الفرد منها يكتفي بقرينٍ واحد طيلة حياته، لكن بعضها يُبدِّلُ شريكه في أحيانٍ قليلة، وخلال نفس موسم التفريخ، الذي يختلفُ باختلاف المنطقة التي تقطنها. ففي جنوب شرق الولايات المتحدة يبدأ موسم التفريخ خلال شهريّ فبراير ومارس، بينما يشهد شهرا مايو ويونيو بداية هذا الموسم في القسم الشمالي من موطن هذه الطيور. تسيطر الذكور على حوزٍ خاص بها تتراوح مساحته بين 2 إلى 10 فدَّانات خلال بداية الموسم، وتكون في أنشط حالاتها، فتغرَّد بسخاء أغلب الوقت حتى تستقطبُ أنثى، ويراها الناظر جاثمةً على أطراف الأغصان. يتودد الأليفان إلى بعضهما البعض بعدَّة طرق، فيُقدمان مواد بناء العش إلى بعضهما، ويتحوَّل غناء الذكر إلى تغريدٍ ناعم ما أن يعثر على أنثى، وهذا ما يدفع بالأنثى إلى أن تتودد إليه، فتقدم له عودًا أو ورقة شجر، وتزقزق مُرفرةً جناحيها. يُحتمل أن يُقدِّم الذكر هديَّةً أخرى للأنثى بعد تقرُّبها إليه كدليلٍ على تقبّله إيَّها. يتعاون كل من الذكر والأنثى على بناء العش، ولا يتجامعان إلاّ بعد الانتهاء من بناءه. تضع الأنثى ما بين 3 و5 بيضات مُزرقَّة أو مخضرَّة مُبرقشة بلونٍ بُني محمر، وعند بعض الأزواج يوضع البيض خالصًا من أي بقع على الإطلاق. يُشيَّدُ العش من الغُصينات، ويُبطَّن بالأعشاب، وأوراق الأشجار، وغيرها من النباتات اليابسة. يُشيَّدُ العش غالبًا بين الآجام الكثيفة أو في شجرةٍ مُنخفضة، على علو يصل حتى 2.1 متر (7 أقدام) عن سطح الأرض، كما يُمكن العثور على بعض الأعشاش مُشيَّدة على مستوى الأرض بين الحين والآخر. تفقس الفراخ خلال فترةٍ تمتد بين أحد عشر يومًا إلى أسبوعين من وضعها، ويتولَّى كِلا الوالدين مهمَّة رخم البيض ومن ثمَّ إطعام الفراخ، غير أنَّ عبء الرخم الأكبر يقع على عاتق الأنثى. تبدأ الفراخ بالتريُّش (تكتسي بالريش) بعد حوالي تسعة أو ثلاثة عشر يومًا من الفقس. يُمكنُ للزوج أن يُنتج فقستين أو ثلاثة فقساتٍ في السنة. يجثمُ الذكر على غصنٍ بالقرب من عشه ويُغرّد مُعلنًا سيطرته على الحوز، وهو شديد العدائيَّة عندما يتعلَّق الأمر بالدفاع عن أليفته وفراخه، فيُهاجم كل من يقترب كثيرًا من العش، سواء أكان من الحيوانات أم من البشر. التصويت يتمتع ذكر الدَّرَّاس البُني بأعظم تشكيلة تغريدات بين جميع طيور أمريكا الشماليَّة، حيث تشير بعض الدراسات إلى إصداره لحوالي 1,100 تغريدة مُختلفة على الأقل، بينما تشير أخرى إلى تمتعه بحوالي 3,000 تغريدة مُختلفة، وتفيد ثالثة بأنَّه قادر على إصدار ما يفوق ذلك. تظهرُ نغمةٌ موسيقيَّة واضحة في تغريد ذكر الدرَّاس على العكس من تغريد الموَّاء الرمادي وثيق الصلة. والتغريدُ عبارة عن سلسلة من العِبارات الموسيقية القصيرة السَّريعة التي يُطلقها الطائر عادةً في أزواج وعلى مدى عدّة دقائق، ويتحوَّلُ الذكر إلى نمطٍ أكثر لطفًا ونعومةً خلال الخريف، أمَّا في الشتاء فإن تغريده غالبًا ما يكون عبارة عن مشادة مع الذكور صاحبة الأحواز المجاورة. تغريد الفراخ اليافعة عبارة عن نداءات إنذار تُصدرها بين الحين والآخر، أمَّا البوالغ فتُصدرُ مجموعةً من الأصوات تختلف باختلاف الوضع الذي تمر به. يُصدرُ كُلاً من الذكر والأنثى نداءات إنذار شبيهة بصوت الصفع والتصفير عندما تشعر بالخطر، ومزيجٌ من السقسقة والهسهسة خلال ساعات الفجر والغسق. من أصواتها الأخرى صوتٌ يُشبه صوت سقوط عصًا على أرضٍ إسمنتيَّة. تشتهرُ الدَّرَّاسات البُنيَّة بقدرتها على تقليد أصوات الكائنات الأخرى، كما هو الحال مع جميع أنواع الطيور المُنتمية لفصيلة المُحاكيات، لكنها لا تتفوَّق في هذا المجال على قريبتها، المُحاكيات الشماليَّة. تُظهرُ الذكور أفضل ما عندها من قدرةٍ على التقليد خلال موسم التفريخ، فتُقلِّد تغريدات أنوعٍ أخرى من شاكلة: القرقف المقنزع، والكردينال الشمالي، وسُمنة الغياض، والنقَّار الشمالي، وغيرها من الطيور. الانحفاظ المخاطر على الرغم من أنَّ هذه الطيور من بين أكثر الأنواع انتشارًا وشيوعًا، غير أنَّ أعدادها تراجعت في بعض المناطق بسبب فقدانها موائلها الطبيعيَّة، لكن ذلك ليس بالخطر الحقيقي المُحدق بالنوع ككل والذي يُمكن له أن يجعل من الدرَّاس البُني نوعًا مُهددًا بالانقراض بدرجةٍ دُنيا. المُفترسات والمُتطفلات تتعرَّض أعشاش الدَّرَّاس البُني إلى التطفّل من قِبل شحارير البقر بُنيَّة الرأس في أحيانٍ قليلة نادرة، وفي الغالب فإنَّ الدَّرَّاسات تُدرك تعرّض عشها للتطفل، فتطرح بيضة الشحرور خارجًا، لكن بعض الأزواج ترمي بيوضها الخاصَّة أيضًا خطأً، بسبب الشبه الكبير بينها وبين بيضة الشحرور. أشار تقريرٌ وحيد إلى أنَّ زوجٌ من الدرَّاسات تولَّى تربية فرخ شُحرور بقر بُني الرأس حتى بلغ أشدَّه، وبهذا فإنَّ احتمال وقوع هكذا حالات أخرى في البريَّة ليس بعيدًا. الكردينالات الشماليَّة والموَّاءات الرماديَّة هي أكثر الأنواع مُنافسةً للدرَّاس البُني على الموائل الطبيعيَّة والأحواز، وغالبًا ما تُطرد الدرَّاسات من موئلها على يد إحدى هذه الأنواع بسبب الغياب الظاهر لقدرتها على التخصص في سكن نوع مُعيَّن من الموائل، أو في الاقتيات على نوع مُحدد من الغذاء لا تقربه الطيور الأخرى. من الأسباب التي تجعل الزوجان يُنتجا فقستين أو ثلاثة فقسات خلال السنة هو فقدانها للحضنة الأولى غالبًا على يد المُفترسات والمُنافسات، حيث شوهدت بعض الأنواع، مثل الموَّاءات الرمادية، وهي تغزو أعشاش الدرَّاسات وتُمعنُ تكسيرًا ببيضها. تتعرضُ البوالغ لافتراس الأفاعي، والجوارح، والقطط المستأنسة المنزليَّة والشاردة. تُدافعُ الدرَّاسات البُنيَّة عن نفسها بواسطة النقر غالبًا، إذ يُمكنُ لمنقارها الحاد والطويل أن يُلحق أذىً بالغًا بالأنواع الأصغر حجمًا، كما تقوم بضرب المُعتدي بجناحيها، وبإصدار أصوات عدائيَّة تُعبِّرُ عن استيائها. في الثقافة اختير الدرَّاس البُني ليكون رمز ولاية جورجيا الأمريكيَّة من قِبل أطفال المدارس في سنة 1928، وأعلن عن تمتعه بهذه الصفة في سنة 1935 من قِبل حاكم الولاية يوجين تالمادج، لكن هذا الإعلان لم يُصبح رسميًا إلاّ في سنة 1970. تلقَّبت إحدى الفرق الرياضيَّة من مدينة أطلانتا المُنتسبة لدوري الهوكي الوطني بلقبٍ استوحته من اسم هذه الطيور، ألا وهو «Atlanta Thrashers» بمعنى «درَّاسات أطلانتا». المراجع مصادر مكتوبة Colin Harrison & Alan Greensmith: Vögel. Dorling Kindersley Limited, London 1993, 2000, ISBN 3-8310-0785-3 Bryan Richard: Vögel. Parragon, Bath, ISBN 1-4054-5506-3 قراءات أخرى كتاب Cavitt, J. F., and C. A. Haas. 2000. Brown Thrasher (Toxostoma rufum). In The Birds of North America, No. 557 (A. Poole and F. Gill, eds.). The Birds of North America, Inc., Philadelphia, PA. أطروحات Boughey MJ. Ph.D. (1978). THE FUNCTION OF SONG VARIETY IN THE BROWN THRASHER (TOXOSTOMA RUFUM). Clark University, United States – Massachusetts. Bromer WR. Ph.D. (1988). Dispersal of dogwood seeds by avian frugivores: Ecological and evolutionary consequences. Purdue University, United States – Indiana. Cavitt JF, II. Ph.D. (1998). The role of food supply and nest predation in limiting reproductive success of brown thrashers (Toxostoma rufum): Effects of predator removal, food supplements and predation risk. Kansas State University, United States – Kansas. Gubanyi JA. Ph.D. (2001). Effects of high deer abundance on forests in eastern Nebraska. The University of Nebraska – Lincoln, United States – Nebraska. Haas CA. Ph.D. (1990). Breeding ecology and site fidelity of American robins, brown thrashers, and loggerhead shrikes in shelterbelts in North Dakota. Cornell University, United States – New York. Partin H. Ph.D. (1977). BREEDING BIOLOGY AND BEHAVIOR OF THE BROWN THRASHER, (TOXOSTOMA RUFUM). The Ohio State University, United States – Ohio. Quinn J. MS (2006). Mechansism of Parasite Egg Rejection by the Northern Mocking Bird and Brown Thrasher in Northeast Louisiana. University of Louisiana at Monroe, Monroe LA مقالات Bancroft J. (1994). Unusual nest site of brown thrasher. Blue Jay. vol 52, no 3. pp. 160–162. Boughey MJ & Thompson NS. (1976). Species Specificity and Individual Variation in the Songs of the Brown Thrasher Toxostoma-Rufum and Catbird Dumetella-Carolinensis. Behaviour. vol 57, no 1-2. pp. 64–90. Boughey MJ & Thompson NS. (1981). SONG VARIETY IN THE BROWN THRASHER (TOXOSTOMA-RUFUM). Zeitschrift Fur Tierpsychologie-Journal of Comparative Ethology. vol 56, no 1. pp. 47–58. Campbell RW. (1974). Brown Thrasher Toxostoma-Rufum on the Coast of British-Columbia Canada. Canadian Field Naturalist. vol 88, no 2. p. 235. Cannings SR. (1972). Brown Thrasher in British-Columbia. Canadian Field Naturalist. vol 86, no 3. p. 295. Cavitt JF, Pearse AT & Miller TA. (1999). Brown Thrasher nest reuse: A time saving resource, protection from search-strategy predators, or cues for nest-site selection?. Condor. vol 101, no 4. pp. 859–862. Davis J. (1968). A 3rd Specimen of the Brown Thrasher from California USA Toxostoma-Rufum. Auk. vol 85, no 1. pp. 128–129. Fischer DH. (1981). Winter Time Budgets of Brown Thrashers Toxostoma-Rufum. Journal of Field Ornithology. vol 52, no 4. pp. 304–308. Flanigan AB. (1971). Predation on Snakes by Eastern Bluebird and Brown Thrasher. Wilson Bulletin. vol 83, no 4. Goertz JW & Mowbray EE. (1969). Brown Thrasher with a Bill Abnormality. Southwestern Naturalist. vol 14, no 2. pp. 254–255. Haas C. (1985). New Nesting Dates for Brown Thrashers Toxostoma-Rufum Loggerhead Shrikes Lanius-Ludovicianus and American Robins Turdus-Migratorius in North-Dakota USA. Prairie Naturalist. vol 17, no 4. pp. 249–250. Heagy PA & Best LB. (1983). Factors Affecting Feeding and Brooding of Brown Thrasher Toxostoma-Rufum Nestlings. Wilson Bulletin. vol 95, no 2. pp. 297–303. Incledon CSL. (1968). Brown Thrasher in Dorset a Species New to Britain and Ireland Toxostoma-Furum Description. British Birds. vol 61, no 12. pp. 550–553. Jovanovic V & Atkins L. (1969). Karyotypes of 4 Passerine Birds Belonging to the Families Turdidae Mimidae and Corvidae Toxostoma-Rufum Corvus-Brachyrhynchos Cyanocitta-Cristata Turdus-Migratorius. Chromosoma. vol 26, no 4. pp. 388–394. Kroodsma DE & Parker LD. (1977). Vocal Virtuosity in the Brown Thrasher. Auk. vol 94, no 4. pp. 783–785. Manuwal DA. (1973). Extralimital Occurrence of the Brown Thrasher in Western Washington. Murrelet. vol 54, no 2. Michael ED. (1970). Wing Flashing in a Brown Thrasher and Catbird. Wilson Bulletin. vol 82, no 3. pp. 330–331. Peet S & Ulmer MJ. (1970). Trematode Parasites of the Brown Thrasher Toxostoma-Rufum from Dickinson County Iowa. Proceedings of the Iowa Academy of Science. vol 77, pp. 196–199. Peterson D. (1972). Brown Thrasher Visits Feeder. Loon. vol 44, no 2. pp. 56–57. Potter EF. (1968). Wing Flashing by Catbirds in Presence of Snakes Black Rat Snake Eastern Hognose Snake Brown Thrasher. Chat. vol 32, no 4. Rivers JW & Sandercock BK. (2004). Predation by gray catbird on brown thrasher eggs. Southwestern Naturalist. vol 49, no 1. pp. 101–103. Wilson AE. (1969). Brown Thrasher at Island Lake Manitoba Canada New Record. Blue Jay. vol 27, no 1. p. 39. وصلات خارجية الدَّرَّاس البُنِّيّ (BirdHouses101.com). صور ووصلات إلى صفحات إضافيَّة. صفحة الدَّرَّاس البُنِّيّ من جامعة جورجيا. التفريخ وفقًا لجمعية أودوبون. صور وڤيديوهات وملفَّات صوتيَّة عن الدَّرَّاس البُنِّيّ على موقع مجموعة الطيور على شبكة الإنترنت. صور للدَّرَّاس البُنِّيّ على بعض الطوابع. معلومات وصور عن الدَّرَّاس البُنِّيّ – الطيور وهواتها في داكوتا الجنوبيَّة. ملف الدَّرَّاس البُنِّيّ – مختبر كورنيل لعلم الطيور. تغريد الدَّرَّاس البُنِّيّ. أصنوفات سماها كارولوس لينيوس أنواع القائمة الحمراء غير المهددة الدراسات الطيور البلدية لشرق الولايات المتحدة الطيور البلدية للمروج الكندية الطيور البلدية لمنطقة السهول والغرب الأوسط (الولايات المتحدة) جنس الدراس رموز ولاية جورجيا طيور أروبا طيور أوروبا طيور الباهاماس طيور برمودا طيور جزر توركس وكايكوس طيور شرق أمريكا الشمالية المهاجرة طيور كندا طيور كوبا طيور وصفت في 1758
ar
doc-ar-8434
تُشكّل المسيحية في أوزبكستان ثاني أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد الإسلام، وتُمثل حوالي 2.3% من السكان أي حوالي 630,000 نسمة. وفقًا لبيان وزارة الخارجية للولايات المتحدة، الغالبية من مسيحيين أوزبكستان هم من أتباع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، معظمهم من أصول روسيَّة. وهناك حوالي 4,000 شخص يتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في أوزبكستان. وتقدر أعداد المسيحيين الأرمن من أتباع الكنيسة الرسولية الأرمنية بحوالي 70,000 نسمة. تمارس الحكومة ضغوطات واضطهاد على المسيحيين. وبشكل خاص على المتحولين للديانة المسيحيّة ذوي الخلفية المسلمة وهم بأغلبهم تحولوا للمسيحية البروتستانتية؛ يُذكر أنّ أعداد إثنيّة الأوزبك المتحولين من الإسلام إلى المسيحية تصل إلى حوالي 10,000 نسمة. تعود جذور المسيحيَّة في البلاد إلى القرن السادس قبل ظهور الإسلام، حيث ضمت البلاد مجتمعات مسيحية شرقية لا بأس بها، بما في ذلك النساطرة والسريان الأرثوذكس وكان أتباع كنيسة المشرق من المتعلمين الذين اتقنوا السريانية، وكانت مدينة سمرقند مركز هام لأتباع كنيسة المشرق لقرون. وبدأت كنيسة المشرق بالوهن في البلاد بعد القرن الثالث عشر تحت ضغط الصراعات بين المنغول والصليبيين والمسلمين وأدت سلسلة اضطهادات شنها قادة الترك والمنغول الداخلين حديثا إلى الإسلام إلى انهيار المجتمعات المسيحية في آسيا الوسطى. أعيد إحياء المسيحية في البلاد خلال القرن التاسع عشر وذلك بعد الغزو الروسي في عام 1867، عندما تم بناء الكنائس الأرثوذكسية الروسية المختلفة في المدن الكبيرة. تاريخ أواخر العهد الساساني قبل ظهور الإسلام، كانت بخارى معقلًا لأتباع حركتين دينيتين مضطهدتين داخل الإمبراطورية الساسانية: المانوية والمسيحية النسطورية. وكان في أراضي ما يعرف اليوم بأوزبكستان مجتمعات مسيحية شرقية لا بأس بها، بما في ذلك النساطرة والسريان الأرثوذكس وكان أتباع كنيسة المشرق من المتعلمين الذين اتقنوا السريانية. وقد نزحوا إليها هربًا من بلاد الروم نتيجةً لِمُطاردة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة لِلنساطرة المُنشقين على الكنيسة، فانطلق أولئك المُضطهدون يلتمسون مجالًا لِنشاطهم في الشرق الأقصى، فمهَّدت كراهيَّتهم لِلروم البيزنطيين لِكسب عطف الفُرس الساسانيين عليهم، وقد اتَّخذت المسيحيَّة مركزًا في سمرقند حيثُ أنشأت لها أُسقُفيَّة فيما بين سنتيّ 411 و415م. وتذكر سيرة حياة مار أبا وجود أسقف مقيم في تركستان منذ سنة 549، كما انتشرت منذ ذلك الحين العديد من النقوش السريانية وخاصة في بلاد ما وراء النهر في طلاس بكازخستان حاليًا وبنجكنت بطاجيكستان. ويبدو من الأخطاء اللغوية في بعض تلك الكتابات أن كاتبها كان على الأغلب من المتحدثين بالصوغدية. وشهدت أواخر الحرب البيزنطية الساسانية هزائم متتالية للفرس، كما اغتيل خسرو سنة 628 ما أتاح الفرصة لتنصيب بطريرك جديد على رأس كنيسة المشرق، فوقع الاختيار بداية على باباي غير أنه اعتذر عن تسلم المنصب وتوفي بنفس العام. انتخب بعد ذلك أسقف بلد يشوعيهب الثاني (622-645) وخلال عهده فتحت العديد من المدارس اللاهوتية في محاولة لمواجهة توسع الميافيزيين. وبالمقابل، تمكن السريان الأرثوذكس بقيادة ماروثا التكريتي الذي عاصر يشوعيهب الثاني من ترسيخ وجودهم، وحاز ماروثا نتيجة لنشاطاته على لقب مفريان أنطاكيا. أرسلت الملكة بوراندخت يشوعيهب لرئاسة بعتها دبلوماسية لعقد الصلح مع الإمبراطور البيزنطي هرقل. كما شهدت هذه الفترة توسع الكنيسة بشكل ملحوظ وقام يشوعيهب بنصب أساقفة على حلوان وهرات وسمرقند وشيان ولويانغ والهند. تم اكتشاف العديد من العملات المعدنية في بخارى وحولها برموز مسيحية مثل الصلبان، يعود تاريخها إلى أواخر القرن السابع أو أوائل القرن الثامن. اقترح الباحثين أنه نظرًا للكمية الكبيرة من العملات المعدنية، فقد تكون المسيحية هي الدين الرسمي للطبقة الحاكمة. تم العثور على عملات معدنية مع الصلبان حول بخارى أكثر من أي مكان آخر في آسيا الوسطى. العهد الإسلامي الوسيط عمل البطريرك النسطوري طيموثاوس الأول على تهيئة المرسلين إلى آسيا وذلك بتدريسهم كل من الفلسفة واللاهوت بالإضافة إلى ثقافات ولغات الشعوب الأخرى. كما دعى عدة كنائس أخرى لمشاركة نشاطه ويظهر ذلك في رسالته إلى دير مارون يخبرهم فيها بحاجته إلى مبشرين بين الترك بعد موافقة ملكهم على نشاطهم. حققت سياسته نجاحا كبيرًا ويظهر ذلك من خلال قيامه بتأسيس عدة مطرانيات وأبرشيات في الهند والتيبت والصين واليمن وحول بحر قزوين. قام البطريرك صليبا بطريرك كنيسة المشرق (714-728) بتنظيم الوجود المسيحي في وسط وشرق آسيا بأن أسس مطرانيات في هرات وسمرقند والصين. وقام بعض الرهبان النساطرة بالسفر إلى أواسط آسيا والصين لنشر المسيحية فيها بسبب القيود التي فرضت على نشر المسيحية بين المسلمين في المشرق، فازدهرت كنيسة المشرق في تلك البقاع واعتنقت أعداد كبيرة من الفرس والترك والمغول الديانة المسيحية، وأصبحت كنيسة المشرق إحدى أكثر الفروع المسيحية انتشارًا، ووصلت أوج قوتها بين القرنين السادس والرابع عشر حيث كانت حينئذ أكبر كنيسة انتشاراً جغرافياً ممتدة من مصر إلى البحر الأصفر. أما بحلول القرن التاسع وصلت المسيحية إلى جنوب بحيرة بالخاش بين الصين وكازخستان. ساعدت الاضطهادات التي واجهتها كنيسة المشرق في العراق بالقرن الحادي عشر على توسعها التدريجي شرقًا، ويلاحظ أنه بجانب السريان المشارقة كان هناك تواجد أقل لكل من السريان المغاربة ومجموعات يهودية وزرادشتية في آسيا الوسطى. ازدادت العناصر التركية في أسيا الوسطى على حساب الصوغديين على أثر هجرة الويغور غربا ابتداءً من القرن التاسع. كما انتشرت المسيحية بشكل سريع بين هذه الأقوام التركية فضمت مملكة غاوتشونغ (قارا خوجا) بشرق الصين عددًا لا بأس به من المسيحيين الذين تركوا مؤلفات جلها مكتوب بالتركية العتيقة والصوغدية. بحسب ابن العبري اعتنق القيرايتيين المنغوليين المسيحية بعد أن أنقذت رؤية القديس سركيس حياة أحد زعمائهم، حيث دعا هذا مطران مرو إلى إرسال كهنة لتعميد شعبه حوالي عام 1012. كما وافق البطريرك يوحنا السادس على تعديل الطقوس الدينية بين المنغول بحيث تتماشى مع تقاليدهم، فتم استبدال الخمر بحليب الفرس. شهد القرن الحادي عشر تحول قبائل منغولية أخرى إلى المسيحية كالنيمانيين والقيتان الذين انتقلوا غربًا وأسسوا إمارة القرا خيتاي التي أصبحت المسيحية إحدى دياناتها الرسمية. اعتنق بعض المنغوليين المسيحية، لعل أبرزهم قبائل الأونغوت التي استوطنت المنطقة الواقعة شمال النهر الأصفر. وبسبب تحالفهم مع جنكيز خان خلال معاركه مع النيمانيين (الذين اعتنقوا المسيحية كذلك) تمكنوا من الوصول لمراكز قيادية مرموقة وتأسيس مملكة في منغوليا الداخلية. ورسخ أحد ملوكهم هذا التحالف بأن تزوج بإحدى حفيدات قوبلاي خان. لم تكن هذه التحالفات ضمانة للمسيحيين في آسيا الوسطى، فحين اجتاح المغول الدولة الخوارزمية سنة 1220 قاموا بقتل جل مسيحيي المدن الكبرى كسمرقند وبخارى ومرو بدون تمييز. وهو الأمر الذي جعل الأوربيون يترددون في الدخول في حلف معهم. على أن المنغول عرفوا فيما بعد بسياسة التسامح مع جميع الديانات بمجرد أن ثبتوا سلطتهم في آسيا الوسطى وفارس. استمرت كنيسة المشرق بالإتساع في آسيا بنهاية القرن الثالث عشر في ظل يهبلاها الثالث أول بطريرك من آسيا الوسطى. غير أن الإيلخانيين انقلبوا على المسيحيين في عهد محمد أولجايتو. وتذكر مخطوطة أن عهد محمد أولجايتو شهد إقرار قانون يخير المسيحيين بين الإسلام أو دفع الخراج والجزية ونتف لحاهم وشمر وجوههم، وحين رضى المسيحيين بشروطه، أمر بخصيهم وسمل إحدى عيناهم. وأدى الاضطهاد الشديد على المسيحية في العراق وبلاد فارس إلى انهيارها في آسيا الوسطى. وعمل تيمورلنك في حملاته إلى استهداف المسيحيين منهيًا بذلك وجود كنيسة المشرق بشكل نهائي في آسيا الوسطى. بدأ تيمور حكمه في سمرقند غير أنه ما فتيء أن بدأ يوسع سلطته لتشمل السلالات التركية في بلاد فارس والعراق وأرمينيا بحلول عام 1395. وعرف بقيامه ببناء أهرامات بشرية من جماجم قتلى المذابح التي قام بها خلال حملاته تلك. أدت تلك الحملات إلى استهداف غير المسلمين بشكل خاص، وهو الأمر الذي سرع في تحول الناجين إلى الإسلام. بينما فر من تبقى إلى جبال العراق وكردستان، وحتى في تلك المناطق غالبًا ما تعقبتهم قوات تيمور حيث اختبأوا في الكهوف وأضرمت النار فيها ما أدى إلى قتلهم خنقًا. وبحلول القرن الرابع عشر كانت التجارة طريق الحرير تقريبًا في أيدي المسلمين. وعلاوة على ذلك، فإن روي غونزاليس دي كلافيجو السفير الأسباني في بلاط تيمور، ذكر وجود المسيحيين النساطرة، والمسيحيين اليعاقبة، والمسيحيين الأرمن والمسيحيين اليونانيين في سمرقند في عام 1404. ومع ذلك، أدى الاضطهاد اللاحق خلال حكم حفيد تيمور أولوك بيج في عام 1409 حتى عام 1449 إلى محو بقايا هذه المجتمعات. العصور الحديثة لعب إمارة بخارى دورًا في اللعبة الكبرى بين الإمبراطوريتين الروسية والبريطانية. نجا المبشر المسيحي من أصول يهودية جوزيف وولف، من القتل والإعدام عندما جاء إمارة بخارى في عام 1845. وفي القرن التاسع عشر، بدأت الإمبراطورية الروسية بالتوسع وتنتشر في آسيا الوسطى، وفي عام 1873 سيطرة الإمبراطورية الروسية على إمارة بخارى، وعادت المسيحية إلى المنطقة بعد الغزو الروسي، وتم بناء الكنائس الأرثوذكسية الروسية المختلفة في المدن الكبيرة، لخدمة المستوطنين الروس والأوروبيين والضباط الأجانب. تحت الحكم الروسي استقر المسيحيون من الروس والألمان والكوريون والأرمن والبولنديون في المنطقة خصوصاً في كل من بخارى وسمرقند، وأنشأت الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والأرمنية واللوثرية والمينوناتية والمعمدانية فروعًا في البلاد. في عام 1912 كان هناك 210,306 روسي يعيش في أوزبكستان خلال عام 1914 فرّ الالآف من الأرمن هربًا من الإبادة الجماعية الأرمنية من خلال أذربيجان إلى أوزبكستان للاحتماء في الإمبراطورية الروسية، وتشكلت لاحقًا مجتمعات أرمنيَّة مسيحيَّة في كل من سمرقند وطشقند وأنديجان وفيرغانا والعديد من المدن الأخرى. بعد تشكيل الاتحاد السوفييتي، أصبح الأرمن مساهمين بشكل كبير في اقتصاد أوزبكستان. كما فرّ إلى البلاد العديد الالآف من اليونانيين البنطيين هرباً من الإبادة الجماعية اليونانية في تركيا. على امتداد تاريخ الاتحاد السوفيتي أي بين الأعوام (1922-1991)، قمعت السلطات السوفياتية واضطهدت مختلف الأديان وأشكال المسيحية بدرجات مختلفة تبعًا لحقبة محددة. إن السياسة السوفياتية المعتمدة على الأيديولوجية الماركسية اللينينية، جعلت الإلحاد المذهب الرسمي للإتحاد السوفيتي، وقد دعت الماركسية اللينينية باستمرار السيطرة والقمع، والقضاء على المعتقدات الدينية. وكانت الدولة ملتزمة بهدم الدين، ودمرت الكنائس والمساجد والمعابد، سَخِرت من القيادات الدينينة وعرضتهم للمضايقات ونفذت بهم أحكام الإعدام، وأغرقت المدارس ووسائل الإعلام بتعاليم الإلحاد، وبشكل عام روجت للإلحاد على أنه الحقيقة التي يجب على المجتمع تقبلها. العدد الإجمالي لضحايا سياسات دولة السوفييت الإلحادية من المسيحيين تم تقديره بما يتراوح بين 12-20 مليون. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي واستقلال أوزبكستان؛ تم إلغاء التشريع المناهض للأديان ونص الدستور على ضمان حرية الدين، والفصل بين الكنيسة والدولة، والحقوق الفردية لخصوصية العقيدة والدين؛ لكن لا يمكن تسجيل أبرشيات جديدة. في عام 2006 تم سن قانون جديد، والذي يمكن أن يُعاقب من يطبع الكتب الدينية لمدة ثلاث سنوات. تمارس الحكومة ضغوطات واضطهاد على المسيحيين. وبشكل خاص على المتحولين للديانة المسيحيّة ذوي الخلفية المسلمة وهم بأغلبهم تحولوا للمسيحية البروتستانتية؛ يذكر أنّ أعداد إثنيّة الأوزبك المتحولين من الإسلام إلى المسيحية تصل إلى حوالي 10,000 نسمة. اُعتبرت أوزبكستان في قائمة الدول التي تثير قلقًا خاصًا من قِبل وزارة الخارجية الأمريكية. وبحسب تقرير لمؤسسة أبواب مفتوحة في عام 2018 يصل أعداد المتحولين إلى المسيحية في البلاد إلى حوالي 30,000 أي حوالي 0.1% من السكان الأوزبك، وتشير إلى نمو الكنيسة الأصلية لا يزال مستمراً. وبحسب التقرير معظم مسيحيي البلاد هم من ذوي الأصول الروسية ومن أتباع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، وبحسب التقرير منذ عام 1980 تلعب هجرة السكان ذوي الأصول الروسية واسعة النطاق إلى خارج البلاد دوراً في معدل النمو الإجمالي السلبي للمسيحية في أوزبكستان. وفقًا للإحصاء الوطني لعام 2009، فإن 1,794 أوزبكيًا في كازاخستان من أتباع الديانة المسيحية. يوجد في روسيا بعض العمال الأوزبك منذ فترة طويلة والذين تحولوا إلى الأرثوذكسية الشرقية من خلال المبشرين. الطوائف المسيحية الأرثوذكسية الكنيسة الروسية الأرثوذكسية هي المذهب الرئيسي بين مسيحيي أوزبكستان، وفقاً لمركز بيو للأبحاث عام 2010 يُشكل أتباع الكنيسة الأرثوذكسية حوالي 1.5% من السكان أي 420,000 شخص، والأغلبيَّة الساحقة من أعضاء هذه الكنيسة هم من الناطقين بالروسية ويعود وجودهم إلى استيطان الروس والأوكرانيين خلال حقبة الإمبراطورية الروسية، ويتبع أرثوذكس في أوزبكستان لأبرشيَّة طشقند وآسيا الوسطى، وهي أبرشية يرأسها رئيس أساقفة. وقد أنشئت الأبرشية في عام 1871 وتمتد حدودها الإداريَّة إلى كل من طاجيكستان وتركمانستان وقيرغيزستان. تملك الطائفة كاتدرائيات في طشقند وسمرقند. كما يوجد في أوزبكستان ثلاثة عشر كنيسة روسيَّة أورثوذكسيَّة ثلاثة منها في عشق آباد. تتمتع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بمكانة أفضل مع الحكومة بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى. وتقدر أعداد المسيحيين الأرمن من أتباع الكنيسة الرسولية الأرمنية بحوالي 70,000 نسمة، ويعود الوجود الأرمني إلى عام 1914 عندما فرّ الالآف الأرمن هربًا من الإبادة الجماعية الأرمنية من خلال أذربيجان إلى أوزبكستان للاحتماء في الإمبراطورية الروسية، وتشكلت لاحقًا مجتمعات أرمنيَّة مسيحيَّة في كل من سمرقند وطشقند وأنديجان وفرغانة والعديد من المدن الأخرى. بعد تشكيل الاتحاد السوفييتي، أصبح الأرمن مساهمين بشكل كبير في اقتصاد أوزبكستان. وتعترف الحكومة رسميًا في الكنيسة الرسولية الأرمنية. البروتستانتية تملك الكنيسة اللوثريَّة الپروتستانتيَّة عدد من الكنائس في البلاد، أغلب أتباع الكنيسة اللوثريَّة الپروتستانتيَّة هم من أصول عرقيَّة ألمانيَّة. ويعود وجود اللوثريين في البلاد خلال حقبة الإمبراطورية الروسيَّة في القرن التاسع عشر، والذي تلاه قدوم العديد من التجار البروتستانت اللوثريين للبلاد. بدأ في الآونة الأخيرة نمو ملحوظ في أعداد ونسب المذهب الإنجيلي وقد أشارت بعض التقارير إلى ظاهرة نمو المسيحية في البلاد، وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين الأوزبك المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 10,000 شخص. وتعتنق أعداد من الأوزبك المسيحية أيضاً في الشتات، وفقًا للتعداد الوطني في كازاخستان عام 2009، فإن 1,794 أوزبكي في كازاخستان هم من المسيحيين. في روسيا، هناك بعض العمال الأوزبك والذين يتحولون إلى الأرثوذكسية الشرقية لفترة طويلة من خلال المبشرين. الكاثوليكية الكنيسة الكاثوليكية الأوزبكستانيَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما، ويعيش في البلاد حوالي 4,000 روماني كاثوليكي. ويتبع كاثوليك البلاد الإدارة الرسولية لأوزبكستان، وتضم البلاد حاليًا خمسة رعايا. هناك لحضور في البلاد لعدد من المنظمات الكاثوليكيَّة منها على سبيل المثال رهبان الفرنسيسكان وجمعية الأخوة المحبة الأم تريزا الخيريَّة والتي تقوم بأنشطة مثل رعاية الفقراء والسجناء والمرضى. وهناك أيضًا محاولات لإدخال مجموعة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية، لكنها لم تنجح حتى الآن. يحظر القانون عمل المبشرين وغيرها من الجهود لتحويل الناس إلى المذهب الكاثوليكي. العلاقات بين الطائفة الإسلامية والكاثوليكيَّة في البلاد إيجابية، ولا توجد علاقات رسمية بين الكاثوليك والكنائس الأرثوذكسية الشرقية في أوزبكستان، ولكن على الصعيد المحلي يجري كهنة الطائفتين حوارًا. العلاقات بين المسيحيين الأرمن واللوثريين والمجتمعات الكاثوليكية المحليَّة هي إيجابية. المجتمع الديموغرافيا والانتشار تُشكّل المسيحيَّة ثاني أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد الإسلام، وتُمثل حوالي 2.3% من السكان أي حوالي 630,000 نسمة. الكنيسة الروسية الأرثوذكسية هي المذهب الرئيسي بين مسيحيي أوزبكستان، وفقاً لمركز بيو للأبحاث عام 2010 يُشكل أتباع الكنيسة الأرثوذكسية حوالي 1.5% من السكان أي 420,000 شخص، أما رعية هذه الكنيسة فمعظمهم من الناطقين بالروسيَّة ويعود وجودهم إلى استيطان الروس والأوكرانيين خلال حقبة الإمبراطورية الروسية، يتركز الروس الأرثوذكس في البلاد في مدينة طشقند وسمرقند وبخارى ومدن رئيسية أخرى. تضم البلاد على أقليات عرقية أرثوذكسية أخرى أبرزها الأرمن أتباع الكنيسة الرسولية الأرمنية تُقدر بحوالي 70,000 نسمة، بعد تشكيل الاتحاد السوفيتي، أصبح الأرمن مساهمين رئيسيين في الاقتصاد والزراعة الأوزبكستاني، حيث شغل العديد منهم مناصب عليا في الحكومة والعمالة الماهرة. تضم البلاد على أقلية يونانية أرثوذكسية تقدر بحوالي 9,000 نسمة. وتضم البلاد على أقلية لوثرية ألمانية وأقلية أوزبكية إنجيلية. معظم الكاثوليك في البلاد من أصول بولندية وألمانية وأوكرانية. الكوريو-سارام هم شعوب آسيوية يعيشيون في بلدان آسيا الوسطى التي كانت تخضع للاتحاد السوفيتي السابق، وهم خليط من العرق الكوري، تقدر أعدادهم بحوالي 177,000 نسمة في أوزبكستان، ويتبع معظمهم المذهب المسيحي الأرثوذكسي إلى جانب أقلية رومانية كاثوليكية وبروتستانتية. تقدر دراسة أجريت عام 2015 أن حوالي 10,000 أوزبكي مُسلم تحولوا إلى المسيحية، معظمهم اعتنق المذهب البروتستانتي الإنجيلي. وفقًا للإحصاء الوطني لعام 2009، فإن 1,794 أوزبكيًا في كازاخستان مسيحيون. يوجد في روسيا بعض العمال الأوزبك لفترة طويلة الذين تحولوا إلى الأرثوذكسية الشرقية من خلال المبشرين. خلال الحقبة السوفيتية شكل الروس الأرثوذكس حوالي نصف سكان مدينة طشقند، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، حدثت هجرة كبيرة للروس من المدينة، وفقاً لتقديرات عام 2008 يُشكل الروس حوالي 20% من سكان المدينة. ويُشكل الروس الأرثوذكس حوالي 25% من سكان مدينة فرغانة. وفقاً لتقديرات عام 2014 يُشكل أتباع الديانة المسيحية حوالي 9% من سكان مدينة بخارى. المسيحية في سمرقند يعود تاريخ دخول المسيحية إلى سمرقند عندما كانت جزءًا من بلاد الصغد، وذلك قبل فترة طويلة من دخول الإسلام إلى آسيا الوسطى. ثم أصبحت المدينة أحد مراكز النسطورية وكنيسة المشرق في آسيا الوسطى. كان غالبية السكان في ذلك الوقت من أتباع الديانة الزرادشتية، ولكن نظرًا لأن سمرقند كانت مفترق طرق التجارة بين الصين وبلاد فارس وأوروبا، فقد كانت المدينة متسامحة دينياً مع المسيحيين. في ظلَّ الدولة الأموية، تعرض الزرادشتيون والنساطرة المسيحيون للاضطهاد من قبل الغزاة العرب. فرَّ الناجون إلى أماكن أخرى أو أجبروا على اعتناق الإسلام. تم بناء العديد من الكنائس النسطورية في سمرقند لكنها لم تعرضت للهدم لاحقاً. عثر علماء الآثار على رفات لمسيحيين نساطرة في موقع أفراسياب القديم وفي ضواحي سمرقند. في العقود الثلاثة من عام 1329 إلى عام 1359، خدمت أبرشية سمرقند التابعة للكنيسة الرومانية الكاثوليكية عدة آلاف من الكاثوليك الذين عاشوا في المدينة. وفقًا لماركو بولو ويوهان إليموسينا، اعتنق إلجيغيدي سليل جغطاي خان مؤسس خانية الجاغاطاي، وتم تعميده. وعيّن البابا بندكت الثاني عشر الراهب الفرنسيسكاني ريتشارد بورغندي للمالك عام 1339، لكنه قُتل على يد مسلمين في منطقة إيلي. وصل المندوب البابوي جيوفاني دي مارينيولي إلى وادي إيلي في العام التالي في طريقه إلى أسرة يوان. قام ببناء كنيسة وعمد بعض الناس أثناء إقامته ولكن وجود المسيحية لم يدم طويلاً بعد رحيله. ومساعدة إلجيغيدي تم بناء كنيسة القديس يوحنا المعمدان الكاثوليكية في سمرقند. بعد فترة، حلَّ الإسلام بالكامل محل الكاثوليكية. عادت المسيحية إلى الظهور في سمرقند بعد عدة قرون، من منتصف القرن التاسع عشر فصاعدًا، بعد أن استولت الإمبراطورية الروسية على المدينة. دخل المذهب الروسي الأرثوذكسي إلى سمرقند في عام 1868، وتم بناء العديد من الكنائس والمعابد الأرثوذكسية. في أوائل القرن العشرين، تم بناء العديد من الكاتدرائيات والكنائس والمعابد الأرثوذكسية، والتي هُدم معظمها عندما كانت سمرقند جزءًا من الاتحاد السوفيتي بسبب إتباع سياسة إلحاد الدولة. اليوم تُشكل الكنيسة الروسية الأرثوذكسية ثاني أكثر الديانات إنتشاراً في سمرقند بعد الإسلام، حوالي أكثر من 5% من سكان سمرقند هم من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، ومعظم رعايا الكنيسة هم من الروس والأوكرانيين والبيلاروسيين، إلى جانب بعض الكوريين واليونانيين. يتبع أرثوذكس المدينة روحياً لأبرشية سمرقند التابعة لأبرشية أوزبكستان وطشقند التابعة لمنطقة آسيا الوسطى الروسية الأرثوذكسية التابعة لبطريرك موسكو وسائر بلاد الروس. يوجد في المدينة العديد من الكنائس الأرثوذكسية النشطة: كاتدرائية القديس أليكسي موسكوفسكي، وكنيسة شفاعة العذراء المقدسة، وكنيسة القديس جورج المنتصر. هناك أيضًا عدد من الكنائس والمعابد الأرثوذكسية غير النشطة، على سبيل المثال كنيسة القديس جورج بوبيدونوسيتس. يوجد في المدينة أيضًا بضع عشرات الآلاف من الكاثوليك في سمرقند، معظمهم من البولنديين والألمان وبعض الأوكرانيين. في وسط سمرقند توجد كنيسة القديس يوحنا المعمدان الكاثوليكية، والتي تم بناؤها في بداية القرن العشرين. تُشكل الكنيسة الرسولية الأرمنية ثالث أكبر طائفة مسيحية في سمرقند، ويتبعها بضع عشرات الآلاف من الأرمن السامرقنديين. بدأ المسيحيون الأرمن الهجرة إلى سمرقند في نهاية القرن التاسع عشر، وتزايد هذا التدفق خاصة في الحقبة السوفيتية. بعد تشكيل الاتحاد السوفيتي، أصبح الأرمن مساهمين رئيسيين في الاقتصاد والزراعة في المدينة، حيث شغل العديد منهم مناصب عليا في الحكومة والعمالة الماهرة. في غرب سمرقند توجد الكنيسة الأرمنية سورب أستفاتسين. يوجد في سمرقند أيضًا عدة آلاف من البروتستانت، بما في ذلك اللوثريون والمعمدانيون والمورمون وشهود يهوه والأدفنتست وأعضاء الكنيسة المشيخية الكورية. ظهرت هذه الحركات المسيحية في سمرقند بشكل رئيسي بعد استقلال أوزبكستان عام 1991. الوضع القانوني ينص الدستور على حرية الاعتقاد ومبدأ الفصل بين الدين والدولة؛ ومع ذلك، استمرت الحكومة في تقييد هذه الحقوق عمليًا. تسمح الحكومة بعمل ما تعتبره الجماعات الدينية السائدة، بما في ذلك الجماعات الإسلامية المعتمدة والجماعات اليهودية والكنيسة الروسية الأرثوذكسية والعديد من الطوائف المسيحية الأخرى، مثل: الكنيسة الرومانية الكاثوليكية واللوثرية والكنيسة المعمدانية. يتسامح المجتمع الأوزبكي عمومًا مع الكنائس المسيحية طالما أنها لا تحاول الفوز بالمتحولين من بين الأوزبك العرقيين؛ يُحظر القانون أو يقيد بشدة أنشطة مثل: التبشير واستيراد ونشر الأدب الديني المسيحي وتقديم التعليم الديني الخاص. ينص قانون حرية الاعتقاد والمنظمات الدينية (قانون الأديان لعام 1998) على حرية العبادة والتحرر من الاضطهاد الديني وفصل الدين عن الدولة والحق في إنشاء المدارس وتدريب رجال الدين المسيحي؛ ومع ذلك، يمنح القانون هذه الحقوق للجماعات المسجلة فقط. كما أنه يقيد الحقوق الدينية التي يُعتقد أنها تتعارض مع الأمن القومي ويحظر التبشير ويُحظر تعليم المواد الدينية في المدارس العامة ويحظر التعليم الخاص للمبادئ الدينية ويتطلب من الجماعات الدينية الحصول على ترخيص لنشر أو توزيع المواد الدينيى. يجب على لجنة الشؤون الدينية، وهي هيئة مسؤولة أمام مجلس الوزراء، الموافقة على جميع الأدب الديني. استمر عدد من مجموعات الأقليات الدينية، بما في ذلك تجمعات بعض الطوائف المسيحية، العمل دون تسجيل لأنها لم تفِ بشروط التسجيل الصارمة المنصوص عليها في القانون. كما هو الحال في الفترات السابقة، أفادت مجموعات بروتستانتية ذات أعضاء أوزبكيين عرقيين بأنها تعمل في مناخ من المضايقة والخوف. باستخدام قوانين جنائية جديدة سُنت في عام 2006، وجهت الحكومة تهم جنائية ضد اثنين من القساوسة. حُكم على أحدهم بأربع سنوات في معسكر العمل؛ تلقى الآخر عقوبة مع وقف التنفيذ ووضعه تحت المراقبة. قام موظفو تطبيق القانون بمداهمة ومضايقة بعض الجماعات غير المسجلة، واحتجازهم وتغريم قادتهم وأعضائهم. تتمتع الجماعات الدينية بعلاقات متسامحة عمومًا؛ ومع ذلك، استمر الجيران والأسرة وأصحاب العمل في كثير من الأحيان في الضغط على المسيحيين من أصل أوزبكي، وخاصة المتحولين حديثًا وسكان المجتمعات الصغرى. كانت هناك عدة تقارير عن خُطب ضد المبشرين والأشخاص الذين تحولوا عن الإسلام. تعرض شماس تابع للحركة الخمسينية للضرب المبرح بعد ظهور كنيسته بشكل بارز في فيلم وثائقي بثه التلفزيون الحكومي ضد الإنجيليين المسيحيين. المواقف تجاه المسيحية وفقاً للتقرير الدولي بشأن الحرية الدينية فإنَّ المجتمع الأوزبكي متسامح بشكل عام مع التنوع الديني لكن ليس مع التبشير بالإنجيل. حافظ السكان على تقاليدهم الطويلة في العلمانية والتسامح الديني. على وجه الخصوص، ورد عن القادة المسلمين والأرثوذكس والرومان الكاثوليك واليهود مستويات عالية من القبول في المجتمع. واجهت الكنائس المسيحية الإنجيلية أو الخمسينية التي غالباً ما تضم على أعضاء من ذوي الأصول الأوزبكية صعوبات ناجمة عن التمييز. تُفيد تقارير مستمرة بأن الأوزبك العرقيين الذين اعتنقوا المسيحية تعرضوا للتمييز والمضايقة. شجعت وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة التحيز المجتمعي في بعض الحالات ضد المسيحيين الإنجيليين. بعد عرض التلفزيون الرسمي لفيلم وثائقي من جزئيين موجهين ضد المسيحيين الإنجيليين في نوفمبر عام 2006، أبلغ أعضاء إحدى كنائس طشقند الخمسينية عن مضايقات شديدة وتهديدات متصاعدة من مجتمعهم المحلي، بلغت أوجها بهجوم من سفاحين مأجورين على كنيسة وشماسها في 18 ديسمبر عام 2006. تضمنت بعض المقالات في الصحافة التي تسيطر عليها الدولة اقتباسات من رجال الدين المسيحي الأرثوذكسي الروس ينتقدون فيها النشاط الإنجيلي. بحسب مسح لمركز بيو للأبحاث نُشر عام 2013 يقول 10% من المسلمين الأوزباكستانيين إنهم يعرفون بعضًا أو كثيرًا عن المعتقدات المسيحية، ويقول حوالي 52% من المسلمين الأوزباكستانيين أنَّ المسيحية تختلف كثيراً عن الإسلام، بالمقارنة مع 19% منهم يقولون أنَّ للمسيحية الكثير من القواسم المشتركة مع الإسلام. ويقول حوالي 11% من المسلمين الأوزباكستانيين أنهم سيكونون مرتاحين بحالة زواج ابنتهم من مسيحي، بالمقارنة مع 19% بحالة زواج ابنهم من مسيحيَّة. وقال 19% المسلمين الأوزباكستانيين أنهم يشاركون في اجتماعات دينيَّة منظمة مع المسيحيين. معرض الصور المراجع انظر أيضًا الكنيسة الروسية الأرثوذكسية. المسيحية في كازاخستان. المسيحية في طاجيكستان. المسيحية في تركمانستان. المسيحية في قيرغيزستان.
ar
doc-ar-8440
تُعتبر المسيحية في إنجلترا أكثر الديانات انتشاراً بين السكان، كما كان الحال منذ أوائل العصور الوسطى، على الرغم من أنها دخلت لأول مرة إلى أنجلترا قبل ذلك بكثير، في عهد الغاليين والرومانيين، وبلغت نسبة المسيحيين من الإنجليز حسب التعداد السكاني لعام 2001 حوالي 71.7%. وأكثر الكنائس اتباعًا في الوقت الحاضر هي الأنجليكانية، والتي يرجع تاريخها إلى فترة الأصلاح في القرن السادس عشر. الملك في المملكة المتحدة هو رأس الكنيسة، وهو يتصرف بوصفه الحاكم الأعلى. وهناك حوالي 76 مليون من أتباع كنيسة إنجلترا، وهي تشكل جزءًا من الطائفة الأنجليكانية، ويعتبر رئيس أساقفة كانتربري المتصرف رئيسًا رمزيًا في جميع أنحاء العالم. العديد من الكاتدرائيات والكنائس المحلية هي مباني تاريخية ذات أهمية معمارية، مثل كنيسة وستمنستر، دير يورك، كاتدرائية دورهام وكاتدرائية ساليسبري. كنيسة إنجلترا هي الكنيسة الرسمية لإنجلترا واتخذت الملكية في المملكة المتحدة لقب «حامي الإيمان» (باللاتينية: Rex Christianissimus)، اليوم يحمل الملك تشارلز الثالث لقب «حامي الإيمان» و«حامي العقيدة» والمقصود بها الإيمان المسيحي، والرأس الأعلى للكنيسة الأنجليكانية. شفيع إنجلترا هو القديس جرجس، وهو يمثل في العلم الوطني، فضلاً عن علم الاتحاد كجزء من مجموعة. هناك العديد من القديسين الإنجليز الآخرين أمثال كوثبرت، وألبان، وويلفريد، وايدان، وإدوارد المعترف، وجون فيشر، وتوماس مور، وبيتروك، وبيران، ومارغريت كليثرو، وتوماس بيكيت. تاريخ العصور المبكرة في القرن الثالث، توفي الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس في يورك، ومنها أعلن قسطنطين الأول في وقت لاحق نفسه إمبراطورًا. دخلت المسيحية البلاد لأول مرة عن طريق يوسف الرامي، بينما يدعي آخرون دخولها عن طريق لوسيوس البريطاني. في عام 410م، غادر الرومان الجزيرة، للدفاع عن حدود الإمبراطورية في أوروبا للدفاع عن حدود الإمبراطورية في أوروبا القارية، بعد أن ضعفت قوتها وأخذت تتضعضع وتنهار أمام حروب الأباطرة الداخلية. يبدو أن الرومانيين البريطانيين كانوا معظمهم من المسيحيين من قبل الفترة الرومانية، ودمرت الغزوات الساكسونية لبريطانيا معظم الكنائس الرسميَّة لأنها، لتحل محلها شكل من الوثنيَّة الجرمانية. أعيدت المسيحية إلى بريطانيا إلى حد كبير من قبل البعثة الغريغورية وهي حملة تبشيريَّة في نهاية القرن السادس، بعث بها البابا غريغوري إلى إنجلترا 596 لإيفاد مجموعة من رجال الدين برئاسة الراهب أوغسطين أسقف كانتربيري أو بما يعرف باسم أوغسطين الرومي، بهدف تحويل الأنجلوساكسون إلى المسيحية وإقامة كنائس وابرشيات جديدة وإعادة الهيمنة المسيحية في بريطانيا العظمى وبوفاة آخر مبشريها في 653، تمكنت البعثة من تمكين المسيحية في جنوب بريطانيا بمساعدة من المبشرين القادمين من جزيرة أيرلندا وبلاد فرنجة في الشمال وتعزز النفوذ المبشرين البعثة الهيبرينية-الاسكتلندية في القارة الأوروبية خلال العصور الوسطى. إثر انسحاب قوات الإمبراطورية الرومانية من مقاطعة من بريتانيا في 410، عندما تراجعت إمبراطوريتهم، غادر الرومان الجزيرة للدفاع عن حدودها في أوروبا القارية وبالتالي أصبحت بريطانيا مفتوحة للغزو من جانب الوثنية، والمحاربين البحريين مثل الساكسون والجوتس الذين سيطروا على المناطق المحيطة بالجنوب الشرقي. في نهاية القرن السادس الميلادي، أرسل البابا غريغوري مجموعة من المبشرين إلى كينت لتحويل الملك إيثيلبيرت وزوجته بيرثا للدين المسيحي. لم ينجح أوغسطين في تأسيس أبرشيته في كانتربري، كما ولم يثبت سلطته على الكنيسة الويلزيَّة في تشيستر لكن مهمته بمساعدة من المبشرين الإسكتلنديين أثبتت نجاحها في كينت ثم نورثمبريا؛ حيث واصلت الكنيسة الإنجليزية قيادة كاتدرائيات كانتربري ويورك. ونظرًا لأهمية البعثات الاسكتلندية، اتبعت نورثمبريا الكنيسة الأم في البداية في حساب عيد الفصح لكن بعد ذلك اتحدت مع كانتربري وروما في عام 664. وتشمل الوثائق المسيحية الإنجليزية المبكرة أناجيل لينديسفارن المضاءة في القرن السابع والحسابات التاريخية التي كتبها بيدي الجليل. العصور الوسطى يتفق كل المؤرخين أنه بحلول القرن السابع، ظهرت مجموعة متماسكة من الممالك الأنجلوسكسونية الصغيرة المعروفة باسم «هبتاركي»، في جنوب ووسط بريطانيا، منها: نورثمبريا، مرسيا، أنجليا الشرقية، إسكس، كنت، ساسكس، وويسكس. كان الأنجلوساكسون قد قضوا على المسيحية في البلاد بعد دخولهم إليها، ولم ترجع هذه الديانة إلى البلاد إلا عن طريق أوغسطين الروماني سنة 597، وأيدان الإيرلندي. كانت مملكتا نورثمبريا ومرسيا أكثر القوى المهيمنة على الجزيرة في ذلك العهد، لكن كل ذلك تغيّر بعد فتوحات الفايكنج في شمال وشرق البلاد، حيث أصبحت المملكة الإنجليزية البارزة هي ويسكس تحت قيادة ألفريد العظيم، الذي تمكّن حفيده أثيلستان من توحيد إنجلترا في عام 977. تم غزو إنجلترا في عام 1066 من قبل جيش بقيادة وليام الفاتح من دوقية نورماندي، وهي إقطاعية تابعة لمملكة فرنسا. وكان وليام هذا من النورمان الذين ترجع أصولهم إلى إسكندنافيا، واستقروا في نورماندي من بضعة قرون سابقة. أدخل النورمان الإقطاعية إلى إنجلترا وأنشأوا القلاع في جميع أنحائها، وكانت اللغة المنطوقة من النخبة الارستقراطية الجديدة هي الفرنسية النورمانية، والتي كان لها تأثير كبير في تطوّر اللغة الإنجليزية. حتى قبل الفتح، عاد إدوارد المعترف من نورماندي مع البنائين الذين شيدوا دير وستمنستر عام 1042 على الطراز الروماني. ورث آل بلنتجنت العرش الإنجليزي تحت قيادة هنري الثاني وحكمت هذه الأسرة البلاد طيلة ثلاثة قرون، وينتسب إليها ملوك مشهورون، أمثال ريتشارد الأول، إدوارد الأول، إدوارد الثالث، وهنري الخامس. شهدت هذه الفترة تحسنًا في مجالي التجارة والتشريعات، فتم خلالها توقيع وثيقة ماجنا كارتا التي حدّت من سلطات الملك وحمت حقوق العامّة، وازدهرت الرهبنة الكاثوليكية، وظهر عدد من الفلاسفة، كما تأسست جامعات أوكسفورد وكامبريدج برعاية الملكية والكنيسة. كما أصبحت إمارة ويلز إقطاعية تابعة للمملكة خلال القرن الثالث عشر، وقام البابا بوهب السيادة على إيرلندا للنظام الملكي الإنجليزي. عصر الإصلاح البروتستانتي كانت فترة حكم أسرة تيودور حافلة بالأحداث، فخلال هذا العهد ظهرت ملامح النهضة العلمية والأدبية في إنجلترا، على يد عدد من رجال الحاشية الإيطالية، الذين استقدمتهم الأسرة سالفة الذكر، فقاموا ببعث الأنظمة الفنيّة والتربوية والمدرسية، التي كانت سائدة في العصور الكلاسيكية القديمة. وبدأت إنجلترا في هذا الوقت تطور مهاراتها البحرية، فاخترع العلماء الإنجليز جهاز المزواة لقياس الزوايا العمودية والأفقية واستكشاف الغرب. وكانت الدولة العثمانية المسيطرة على البحر الأبيض المتوسط تمثل حافزًا لمثل هذه الاكتشافات، بسبب إغلاقها دروب التجارة البحرية مع الشرق أمام الدول المسيحية الأوروبية. انفصل هنري الثامن عن الكنيسة الكاثوليكية، بسبب قضايا متعلقة بطلاقه من إحدى زوجاته، في عام 1534، ونصّب نفسه رئيسًا على كنيسة إنجلترا، وخلافًا للكثير من الانقلابات البروتستانتية الأوروبية الأخرى، فإن سبب الانفصال عن روما كان سياسيًا أكثر منه لاهوتيًا. ضمت أسرة تيودور إلى مملكتهم أرض أجدادهم أيضًا، ألا وهي ويلز، وقد تم ذلك بصورة قانونية، مع إصدار الملك قرارات عام 1535–1542. كانت هناك صراعات داخلية دينية خلال عهد بنات هنري الثامن: أنّا ماري وإليزابيث، حيث حاولت الأولى إعادة البلاد مرة أخرى إلى الكاثوليكية، في حين أن الأخيرة انفصلت عنها بقوة أشد مؤكدة تفوّق الكنيسة الإنجليكانية. بعد وفاة كرومويل، دُعي الملك تشارلز الثاني للعودة إلى منصبه عام 1660، فقام بإصلاح النظام السياسي، فأصبح الدستور ينص على تولّي الملك والبرلمان مقاليد الحكم معًا، إلا أن ذلك لم يُعمل به بشكل كامل من الناحية العملية حتى القرن التالي، كذلك قام هذا الملك بتشجيع العلوم والفنون عبر تأسيسه الجمعية الملكية. دمر حريق لندن الكبير في عام 1666 العاصمة، ولكن تم بناؤها بعد فترة وجيزة. وظهر حزبان سياسيان في البرلمان - المحافظون واليمينيون. كان الأول ملكيًا في حين أن الأخير كان كلاسيكيًا ليبراليًا. على الرغم من أن حزب المحافظين أيّد في البداية الملك الكاثوليكي جيمس الثاني، ولكن بعضًا منهم وقف جنبًا إلى جنب مع اليمينيين، وعزلوه في ثورة سنة 1688، ودعوا الأمير الهولندي وليام الثالث ليصبح ملكًا. بعض الإنجليز، لا سيما في الشمال كانوا يعاقبة وواصلوا دعم جيمس وأبنائه. بعد موافقة برلمانات إنجلترا واسكتلندا على حد سواء، انضم البلدان في اتحاد سياسي، فولدت مملكة بريطانيا العظمى في عام 1707. وفي سبيل استيعاب الوحدة، فإن بعض المؤسسات المهمة، مثل المؤسسة القانونية والكنيسة الوطنية لكل من الدولتين، ظلت منفصلة. العصور الحديثة في ظل مملكة بريطانيا العظمى حديثة التكوين، ساهم المردود المالي للجمعية الملكية وغيرها من المبادرات الإنجليزية، بالإضافة إلى المتنورون الاسكتلنديون، ساهم كل ذلك في ابتكار الكثير من الاختراعات العلمية والهندسية، التي ساعدت على إنشاء الإمبراطورية البريطانية، والتي أصبحت إحدى أكبر الإمبراطوريات في التاريخ. استنادًا إلى روبرت ميرتون فإن العلاقة بين الانتماء الديني والاهتمام بالعلم هو نتيجة لتضافر كبير بين القيم البروتستانتية وتلك في العلوم الحديثة. وقد شجعت القيم البروتستانتية على البحث العلمي من خلال السماح بالعلم لتحديد تأثير الله على العالم، وبالتالي يتم تقديم مبررات دينية لأغراض البحث العلمي. وتاريخيًا فالبروتستانتية لم تدخل في صراع مع العلم. وكان روبرت ميرتون قد أسند نظريته بسبب كون أغلب العلماء في الجمعية الملكية وهي من المؤسسات العلمية المرموقة من البروتستانت. وفي ظل هذه المملكة أيضًا، قامت الثورة الصناعية، وهي فترة اتّسمت بتغيرات عميقة في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لإنجلترا، أدت إلى تطور في فنون الزراعة والصناعة والهندسة والتعدين، فضلاً عن ظهور السكك الحديدية الجديدة والرائدة وشبكات المياه لتسهيل توسيعها وتطويرها. وكان قد اعتبر عدد من الباحثين أخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، كأحد أسباب نشأة الثورة الصناعية في المملكة المتحدة. وسببًا لتطور المجتمع اقتصاديًا ودافع لتطوير العلوم وواحدة من المحركات الدافعة لبنية المجتمع العلمي، كون البروتستانتية تركز على الاجتهاد وتعطي مكانة مميزة للدراسة والمعرفة والعقل. وشكلت إيديولوجية النظافة والتقدّم الاجتماعي جزءًا من الفرائض للطوائف والمجتمعات المسيحيّة خلال العصر الفيكتوري، وتبنّت عدد من الحركات المسيحية البريطانية نشر والتوعية عن النظافة الشخصية وذلك من خلال عقيدة النظافة من الإيمان، ومنها حركات الإنجيل الإجتماعي التي ظهرت داخل الكنائس البروتستانتية، ولعلّ أبرز هذه الحركات «جيش الخلاص» الذي شكَّله الزوجين وليم وكاثرين بوث، وقد كان لهم دور في نشر والتوعية عن النظافة الشخصية ونقلًا عن كتاب الصحة والطب في التعاليم الانجيلية، كان أحد شعاراتهم الأبكر: «الصابون، الحساء، والخلاص». فضلًا عن تشديدهم على الإستحمام خاصًة عشية يوم السبت ويوم الأحد تحضيرًا للقداس وتقديمهم وإنتاج منتجات خاصة بالنظافة الشخصيّة. في عام 1766، اعترف البابا بأن النظام الملكي الإنجليزي مشروعًا، وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى قانون الإعلان عن قانون رفع الحظر والقيود على الكاثوليكية عام 1829. وقد أعاد البابا بيوس التاسع إنشاء الأبرشيات الكاثوليكية في عام 1850. في القرن الثامن عشر قام جون ويزلي جنبًا إلى جنب شقيقه تشارلز ويزلي، في تأسيس الحركة الميثودية. وكانت الحركة قد بدأت عندما تولى ويزلي الوعظ في الهواء الطلق بطريقة مماثلة لجورج وايتفيلد. ولكن على النقيض من الكالفيني جورج وايتفيلد، اعتنق ويسلي لاهوت الأرميني الذي يتعلق بمسألة الخلاص وفقًا للاهوت الأرميني (نسبة إلى جاكوب أرمينيوس) والقائل بإمكانية خلاص كل إنسان، مناقضة بذلك عقيدة الاختيار المسبق في للكالفينية. وأصبح ويسلي أبرز أعلام الصحوة الإنجيلية في بريطانيا في القرن الثامن عشر وشاركت أسرة ويسلي وسلالته في نشر وتأسيس المذهب الميثودي. في بداية القرن التاسع عشر ظهرت طائفة كلافام وهي مجموعة من الإصلاحيين الاجتماعيين في كنيسة إنجلترا ومقرهم في كلافام في لندن، وكان أعضاء مجموعة كلافام من أهم الأنجليكانيين الإنجيليين البارزين والأثرياء الذين شاركوا في الآراء السياسية والاجتماعية المشتركة فيما يتعلق بالتحرير من العبودية، وإلغاء تجارة الرقيق وإصلاح نظام العقوبات، من بين أمور أخرى، وعملوا بشدّة نحو تحقيق هذه الغايات على مدار سنوات عديدة، مدفوعين بإيمانهم المسيحي واهتمامهم بالعدالة الاجتماعية والإنصاف للجميع. وكان من ويليام ويلبرفورس وهنري ثورنتون، الزعيمان الأكثر نفوذاً في الطائفة. يُنسب إلى جماعة كلافام دورًا هامًا في تطوير الأخلاق الفيكتورية، من خلال كتاباتهم ومجتمعاتهم وتأثيرهم في البرلمان ومثالهم في الأعمال الخيرية والحملات الأخلاقية، لا سيما ضد العبودية. شهد المجتمع الإنجليزي منذ عام 1960 تغييرات جذرية حيث أدت الثورة الجنسية في مايو 1968 إلى تغييرات أخلاقية في المجتمع الإنجليزي، وأبتعد المجتمع الإنجليزي الذي كان محافظًا على القيم والأخلاق المسيحيَّة المتعلقة بالزواج والجنس. وتقف المسيحية بشكل عام اليوم في إنجلترا، بوجه الإجهاض، الموت الرحيم وزواج المثليين جنسيًا، ما يجعلها من أكبر المؤسسات المدافعة عن الثقافة التقليدية والأخلاق التقليدية في المجتمع، أما عن أبرز مشاكل الكنيسة فإن تراجع عدد المنخرطين في سلك الكهنوت ونسبة المداومين على حضور الطقوس يعتبران من أكبر المشاكل؛ وعلى الرغم من الانخفاض في نسب المداومين على حضور القداس لا تزال المسيحية هي أكبر ديانة في إنجلترا وبلغت نسبتهم حسب التعداد السكاني لعام 2011 حوالي 59.4%. ديموغرافيا التعداد السكاني إيبسوس موري القائمة التالية تعتمد على بيانات مسح أجري في نهاية حول أديان سكان كل من إنجلترا وويلز عام 2008 من قبل إيبسوس موري وبإستخدام عينة قوية علمياً ونفس المبدأ المطبق في تعداد عام 2001: الطوائف المسيحية البروتستانتية الأنجليكانية كنيسة إنجلترا الأنجليكانية هي الكنيسة الرسمية لإنجلترا، وتُعد الكنيسة الوطنية والقوميَّة للشعب الإنجليزي. وتنقسم أبرشيات إنجلترا بين مقاطعتي كانتربري ويورك، ويرأس كلاهما رئيس أساقفة. وتَعتبر الكنيسة نفسها استمرارية للكنيسة الكاثوليكية التي دخلت البلاد مع أوغسطين خلال البعثة الغريغورية في القرن السادس إلى كينت، وقد أسهمت تسوية إليزابيث الدينية في تطوير الشكل الذي عليه الكنيسة الإنجليزية حاليًا وذلك من خلال اعتماد اللغة الإنجليزية في الصلوات وكتبها. في عام 2010 وصلت أعداد معتنقين كنيسة إنجلترا حوالي 25 مليون عضو من أصل 41 مليون مسيحي من سكان المملكة المتحدة البالغ عددهم حوالي 60 مليون نسمة، وفي نفس العام تعمد واحد من كل ثمانية أطفال حديثي الولادة في كنيسة إنجلترا. عمومًا فإن أي شخص في إنجلترا يستطيع الزواج أو الدفن في كنيسة الرعية المحلية، سواء أكان قد تعمد في الكنيسة أم لا. انخفضت أعداد المترددين على الكنائس للصلاة بشكل مطرد منذ عام 1890، مع حوالي مليون شخص يحضرون قداس الأحد. ويخدم الكنيسة حوالي 18,000 رجل دين نشط. باستخدام نفس المبدأ المطبق في تعداد عام 2001، وجد مسح أجري في نهاية عام 2008 من قبل إيبسوس موري وبإستخدام عينة قوية علمياً، أنَّ حوالي 47% من سكان إنجلترا وويلز منتسبين إلى كنيسة إنجلترا، والتي هي أيضاً دين الدولة، وكان حوالي 9.6% من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وحوالي 8.7% مسيحيين من أتباع طوائف آخرى. لا تزال كنيسة إنجلترا لها دور في الحياة الأكاديمية الإنجليزية من خلال المدارس الكنسيّة أو مدارس الإيمان. في عام 2012 كانت 23.1% من جميع الأكاديميات في إنكلترا مدارس كنسيَّة، أي حوالي 6,830 مؤسسة. واعتباراً من فبراير عام 2017، كان هناك 3,731 مدرسة وحوالي 906 أكاديمية في إنجلترا تابعة لكنيسة إنجلترا. وما يقرب من ربع جميع المدارس الابتدائية في إنجلترا هي مدارس تابعة لكنيسة إنجلترا، ودرس فيها 15 مليون شخص في إنجلترا. إلى جانب ذلك تلعب كنيسة إنجلترا دوراً هاماً في الحياة الدينية في جامعة أكسفورد وجامعة كامبريدج، من خلال كنيسة كلية إكسيتر وكنيسة القديسة مريم العذراء الجامعية في أكسفورد، وكنيسة القديسة مريم العظيمة الجامعيّة وكنيسة كلية الملك في كامبريج. وتعود جذور الكنيسة الأسقفية الأمريكية في فترة الثورة الأمريكية فقد انشئت بعد استقلال الولايات المتحدة من بريطانيا عام 1783. رغم إنها انفصلت عن كنيسة إنجلترا إلا أنها ظلت تتمسك بالإيمان الأنجليكاني وحافظت على الأنجليكان في أمريكا. واعتبرت نفسها كنيسة بروتستانتية وأصبحت فيما بعد عضواً في الكنائس الأنجليكانية وأصبحت أكبر الكنائس وأكثرها انتشارًا، تاريخ كنيسة الأسقفية طويل وعرفت بأنها من أقدم الكنائس وأشهرها في تاريخ الولايات المتحدة كما أن الآباء المؤسسون للولايات المتحدة كان أغلبهم من أبناء الكنيسة الأسقفية مثل جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين وغيرهم. واشتهرت بكثرة رؤساء الأمريكيين والنخب الثقافية والاقتصادية. طوائف بروتستانتية أخرى تشهد الكنائس الخمسينية تزايد في العدد أو من حيث معدلات حضور وانتظام للطقوس الدينية حيث لديها أغلبية من الملتزمين دينيًا، وهي حاليًا ثالث أكبر المذاهب المسيحية بعد كنيسة إنجلترا والكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ويتوزع أتباع الكنيسة الخمسينية على ثلاث فئات رئيسية وهي جمعيات الله في بريطانيا العظمى، والكنيسة الرسولية، وكنيسة إليم العنصرة. تطور مذهب الميثودية من القرن الثامن عشر فصاعدًا، وقد وضع أسس مذهب الميثودية من قبل كل من جون ويزلي وشقيقه الأصغر تشارلز ويزلي كحركة داخل كنيسة إنجلترا، ولكن أصبحت طائفة منفصلة بعد وفاة جون ويزلي. ويعود تاريخ جيش الخلاص إلى عام 1865، عندما أسس ويليام وكاترين بوث الجماعة في شرق لندن. لا يزال مقرها الدولي في لندن، بالقرب من كاتدرائية القديس بولس. الكاثوليكية الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الإنجليزي. يعود حضور الكنيسة الكاثوليكية الإنجليزية إلى ما يقرب من ألف سنة من زمن أوغسطين كانتربري، وكانت الكنيسة الرسمية في البلاد حتى عام 1534، في عهد الملك هنري الثامن حيث تغير موقعها من خلال سلسلة من القوانين التشريعية بين عام 1533 وعام 1536. واستقلت الكنيسة عن الكرسي الرسولي لتصبح كنيسة إنجلترا، الكنيسة الوطنية في البلاد وليصبح هنري رئيسًا للكنيسة. تحت حكم ابن هنري، الملك إدوارد السادس، أصبحت كنيسة إنجلترا أكثر تأثرا بالحركة البروتستانتية الأوروبية. أعيدت الكنيسة الإنجليزية تحت سلطة البابوية الكاملة في عام 1553، في بداية عهد ماري الأولى ملكة إنجلترا، وتم فرض الكاثوليكية على السكان. ومع ذلك، عندما جاءت إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا إلى العرش في عام 1558، تم إعادة تأكيد استقلال كنيسة إنجلترا عن روما من خلال تسوية إليزابيث الدينية، والتي أعطت الشكل الذي يجب أن تتخذه الكنيسة الإنجليزية، بما في ذلك إعادة إنشاء كتاب الصلاة الخاص بهم، مما أدَّى إلى نشوب خلاف بين الكاثوليك والملكة. في عام 1570 دعا البابا بيوس الخامس الكاثوليك إلى التمرد ضد إليزابيث. وبدأ اضطهاد الكاثوليك منذ عام 1571، لكن استمرت الكنيسة الكاثوليكية في الحضور في إنجلترا، على الرغم من أنها كانت في بعض الأحيان عرضة لمختلف أشكال الاضطهاد. ومارس معظم أعضاء الكنيسة بإستثناء أولئك القاطنين في المناطق الكاثوليكية في الشمال، أو أنباء الطبقة الأرستقراطية إيمانهم بشكل سري ودعي الكاثوليك آنذاك باسم العصاة أو المتمردين. في عام 1766، اعترف البابا بأن النظام الملكي الإنجليزي مشروعًا، وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى قانون الإعلان عن قانون رفع الحظر والقيود على الكاثوليكية عام 1829. وقد أعاد البابا بيوس التاسع إنشاء الأبرشيات الكاثوليكية في عام 1850. وفي تعداد المملكة المتحدة لعام 2001 كان هناك 4.2 مليون كاثوليكي في إنكلترا وويلز، أي حوالي 8%. يذكر أنه على مدار مائة سنة، لم يمثل الكاثوليك سوى 4.8% من السكان. في عام 2009، وجد استطلاع إيبسوس موري أن 9.6% أو 5.2 مليون من الإنجليز والويلزيين من الكاثوليك. ويقطن أعداد كبيرة من السكان الكاثوليك في شمال غرب إنجلترا حيث واحد من كل خمسة هو كاثوليكي، نتيجة الهجرة على نطاق واسعة النطاق للإيرلنديين في القرن التاسع عشر، فضلا عن ارتفاع عدد من العائدين الإنجليز في لانكشاير. وتعد مدينة ليفربول «أكثر المدن الكاثوليكية» في إنجلترا، حيث يبلغ عدد سكانها الكاثوليك أكبر بكثير من أجزاء أخرى من إنجلترا. في عام 2016 امتلكت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية حوالي 130 مدرسة كاثوليكية، ودرس في صفوفها حوالي 840,000 طالب من جميع الخلفيات الدينية والعرقية، منهم حوالي 26,000 طالب مُسلم. الأرثوذكسية تقع معظم أبرشيات الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في إنجلترا تحت ولاية أبرشية ثياتيرا وبريطانيا العظمى، ومقرها لندن ويقودها غريغوريوس ثيوكاروس، وقد أنشأت في عام 1932 وهي أبرشية تابعة لبطريركية القسطنطينية المسكونية وتغطي كل من إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا. كانت هناك طائفة يونانية أرثوذكسية موجودة بالفعل في وقت تشكيل المملكة المتحدة، وتعبد أتباعها في سفارة الإمبراطورية الروسية في لندن. تم بناء أول كنيسة أرثوذكسية جديدة في عام 1850 في لندن. وفي عام 1882 تم بناء كاتدرائية سانت صوفيا في لندن، لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة للمهاجرين الأرثوذكس. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، كانت هناك مجتمعات أرثوذكسية كبيرة في لندن ومانشستر وليفربول، وامتلكت كل منها كنيستها الخاصة. بالإضافة إلى الكنائس الروسية واليونانية الأرثوذكسية، هناك أيضًا حضور لكل من الكنيسة الصربية الأرثوذكسية والكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية في لندن، فضلاً عن الكنيسة البيلاروسية الأرثوذكسية في مانشستر. لدى الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية كاتدرائية القديس جورج في لندن وعدد من الرعايا في جميع أنحاء إنجلترا. تقع جميع الأبرشيات القبطية الأرثوذكسية تحت ولاية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتنقسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة إلى ثلاث أبرشيات رئيسية هي: أيرلندا واسكتلندا وشمال إنجلترا، وميدلاندز والمناطق التابعة له؛ وساوث ويلز. ينتمي معظم أقباط إنجلترا إلى الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية، وهي جزء من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يتواجد في البلاد أيضًا أتباع من الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية. الوضع القانوني ذكرت باربرا يورك أن «النهضة الكارولنجية زادت التقدير في إنجلترا لدور الملك والكنيسة في الدولة المسيحية». وعلى هذا النحو: كنيسة إنجلترا هي الكنيسة الرسمية لإنجلترا واتخذت الملكية في المملكة المتحدة لقب «حامي الإيمان» (باللاتينية: Rex Christianissimus)، اليوم تحمل الملكة إليزابيث الثانية لقب «حامي الإيمان» و«حامي العقيدة» والمقصود بها الإيمان المسيحي، والحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا. إذ يحمل العاهل البريطاني لقب الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، وهو لقب يدل على القيادة الاسميَّة لكنيسة إنجلترا. وعلى الرغم من أن سلطة الملك على كنيسة إنجلترا هي شرفيَّة إلى حد كبير، إلا أنَّ اللقب ذو أهمية رمزية بالنسبة للكنيسة. يُعيِّن الحاكم الأعلى رسميَّا الأعضاء رفيعي المستوى في الكنيسة بناءًا على نصيحة رئيس وزراء المملكة المتحدة. ويتم تدريس التربية الدينية المسيحية للأطفال في المدارس الابتدائية والثانوية في المملكة المتحدة، مع أشكال من أعمال العبادة الجماعية «ذات الطابع المسيحي على نطاق واسع». مراجع انظر أيضًا المسيحية في المملكة المتحدة المسيحية في ويلز
ar
doc-ar-8446
المسيحية في النرويج هي الديانة السائدة إذ تفيد إحصائيات التعداد السكاني لنهاية عام 2016 أنَّ 78.5% من النرويجيين ينتمون إلى الديانة المسيحية، البروتستانتية اللوثرية هي أكبر طائفة مسيحية في البلاد حيث ينتمي حوالي 71.5% من النرويجيين إلى كنيسة النرويج اللوثرية. ويسجل النرويجيين عند التعميد كأعضاء في كنيسة النرويج، يحافظ العديدون على عضويتهم في الكنائس التابعة للدولة لكي يستطيعوا استخدام الخدمات مثل التعميد وسر التثبيت والزواج والدفن والطقوس التي تمتلك مكانة ثقافية قويَّة في النرويج. حتى عام 2012 كانت النرويج دولة مسيحية رسميًا، ويعتبر الملك هارالد الخامس هو رئيس كنيسة النرويج اللوثرية ويملك السلطة العليا في الكنيسة النرويجية. وينص الدستور النرويجي الحديث على أن«كنيسة النرويج، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، هي الكنيسة الوطنية للنرويج وتحصل على الدعم الدائم من الدولة». وعلى هذا النحو، يذكر الدستور أنَّ «اللوثرية هي الدين الرسمي للدولة وأن الملك هو الرئيس الزمني الأعلى للكنيسة». و«تتم المشاركة في إدارة الكنيسة بين وزارة الكنيسة والتعليم والبحوث المركزي وسلطات البلدية محليًا». تاريخ العصور الوسطى بدأت النرويج التحول إلى المسيحية في 1000، وقد جلبت الغارات على الجزر البريطانية والممالك الفرنجية الفايكنج بالإتصال مع المسيحية. حاول هاوكون الخيَّر الذي نشأ في أنجلترا ادخال المسيحية في منتصف القرن العاشر، ولكنه لاقلا مقاومة من القادة الوثنيين. لكن سرعان ما استُبدلت التقاليد المسيحية بتلك النوردية بشكل تدريجي في القرنين العاشر والحادي عشر. ويعزى ذلك إلى حد كبير للملوك المبشرين «أولاف تريغفاسون» والقديس «أولاف». وكان الملك «هاكون الخيّر» ملك النرويج المسيحي الأول في منتصف القرن العاشر، على الرغم من رفض محاولته لإدخال الدين للبلاد. أطلق أولاف تريغفاسون المولود في وقت ما بين سنتي 963 و 969 م حملات بحرية على انكلترا بأسطول مكوّن من 390 سفينة، وهاجم لندن خلال هذه الإغارة. عندما عاد أولاف إلى النرويج في عام 995، نزل في موستر وبنى هناك كنيسة أصبحت أول كنيسة مسيحية في النرويج. أبحر أولاف من موستر شمالاً إلى تروندهايم حيث نصب ملكاً للنرويج من قبل أيراثينغ في سنة 995م. جعل أولاف مهمته تحويل النرويج والمستعمرات النوردية في الغرب بأسرع ما يمكن. تم تحويل العديد من هؤلاء المتحولين الجدد باستخدام التهديدات والتعذيب والإعدام، انهارت المقاومة الوثنية وفي غضون بضع سنوات كانت النرويج، على الأقل اسمًيا، بلدًا مسيحيًا. وعمل القديس أولاف الثاني على فرض التعميد واستيراد رجال الدين المسيحيين من إنجلترا وبناء الكنائس في أنحاء النرويج. وكثيرًا ما أقام المسيحيين في النرويج كنائس أو أماكن مقدسة أخرى على أنقاض مواقع كانت مقدسة في عهد الدين النورسي. وقد أصبحت المسيحية راسخة في النرويج في منتصف القرن الحادي عشر وأصبحت مهيمنة في منتصف القرن الثاني عشر. وقد بنيت الكنائس من الخشب منذ القرن الثالث عشر. عصر الإصلاح كان النرويجيين كاثوليك حتى عصر الملك الدنماركي كريستيان الثالث والذي شهد عصره تحول البلاد من المذهب الكاثوليكي إلى المذهب اللوثري في عام 1536، حيث كان النرويج محكومه من قبل الدنمارك وهو ما نتج عنه تحول النرويجيين أيضًا. أدخل قانون الكنيسة الدنماركيَّة في عام 1537، واعتمد مجلس الكنيسة النرويجية رسميًا مذهب اللوثرية في عام 1539. وقد تم حل الأديرة ومصادرة ممتلكات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لصالح كنيسة النرويج اللوثرية التي أنشأتها ومولتها الدولة. وتم الإطاحة بالأساقفة الذين تمسكوا بالكاثوليكية، وفرّ رئيس أساقفة نيداروس من البلاد في سنة 1537. مع التحول للبروتستانتية في عام 1536، تم حل مطرانية تروندهايم وأصبحت النرويج بالفعل أحد روافد الدانمارك، كما حُول دخل الكنيسة للبلاط الملكي في كوبنهاغن. فقدت النرويج تدفق الحجاج المستمر إلى القطع الأثرية للقديس أولاف في مزار نيداروس وبالتالي فقدت الكثير من التواصل مع الحياة الثقافية والاقتصادية في بقية أنحاء أوروبا. واقتصر حضور الكاثوليكية على الأجزاء النائية من النرويج لعقود أخرى، على الرغم من أنه في نهاية المطاف هرب وهاجر معظم الكاثوليك المتبقيين إلى هولندا على وجه الخصوص. وتم استبدال العديد من الكهنة الكاثوليك بالقساوسة الدنماركيين والنرويجيين الذي تم تدريبهم في جامعة كوبنهاغن حيث لك يكن للنرويج جامعة آنذاك. واستخدمت الترجمة الدنماركيَّة للكتاب المقدس كما كانت لغة التعليم المسيحي والتراتيل آنذاك باللغة الدنماركيَّة. وكان لإستخدام الدانماركية في الاحتفالات الدينية تأثير قوي على تطوير اللغة النرويجية. العصور الحديثة كان لنشوء البروتستانتية دور هام في تحسين مستوى التعليم ونشر المعرفة، ودعا مارتن لوثر إلى حق الفرد في تفسير الإنجيل، وشجّع على قراءة ودراسة الكتاب المقدس. وشهدت النرويج نشاط لحركة التقوية من أواخر القرن السابع عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر وما بعده. وقد جمعت الحركة التقوية بين اللوثرية ذلك الوقت مع المـُصلحة، وخصوصاً البوريتانية، ركزت على تقوى الفرد، وحياة مسيحية قوية. كان لقيم حركة التقوية والتي تتضمن التواضع، وضبط النفس، والشعور بالواجب والنظام نفوذًا ثقافيًا ودينيًا قويًا في الدول الإسكندنافية. ويرى عدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع أن ظهور البروتستانتية وحركة التقوى كان لها أثر كبير في نشوء الثورة العلمية، وكأحد الأسباب التي أدت إلى الثورة العلمية خاصًة في شمال أوروبا، فقد وجدوا علاقة ايجابية بين ظهور حركة التقوى البروتستانتية والعلم التجريبي. كانت حركة هوجان أو هوجانيسم (بالنرويجيَّة: haugianere) من الحركات التقوية الفرعية والتي هدفت إلى إصلاح كنيسة الدولة وجلب الحياة والحيوية الجديدة في كنيسة النرويج التي كانت غالبًا ما تتسم بالشكلية والخمول. وشددت الحركة على الاجتهاد الشخصي، والمؤسسة، والاكتظاظ. أخذت حركة هوجان اسمها من التقوي هانس نيلسن هوج (1771-1824). وقد لعبت الحركة دورًا هامًا في رعاية الحركة الشعبية الديمقراطية في ذلك الوقت، وحفزت دخول ممثلي سكان الريف إلى السياسة. وازداد التوتر بين الطبقات الأكثر تميزًا والشعب، وكذلك بين رجال الدين والعلمانيين. عمل هانز نيلسن هوج واعظًا في وقت كان يحظر فيه هذا النشاط. حيث كان يحظر قانون كونفنتيكل لعام 1741 أي اجتماعات دينية غير مصرح بها من قبل كنيسة الدولة. مع مرور الوقت زادت حركة هوجان نفوذها في جميع أنحاء البلاد، ولعب كل من الرجال والنساء دورًا محوريًا في هذا الإنتعاش. كان لتعاليم هوج تأثير كبير على الحياة الاجتماعيَّة في النرويج. ضمن التجارة، أطلق العديد من أتباع حركة هوجان مبادرات في الصناعة، بما في ذلك بناء المطاحن، وأحواض بناء السفن، ومصانع الورق، وصناعة النسيج والطباعة. وفي إطار الأنشطة السياسية، حضر ثلاثة من أتباع حركة هوجان وهم جون هانسن سوربرودن، وكريستوفر بورجرسن هوين، وأولي راسموسن الجمعية الوطنية في إيدسفول في عام 1814. نفذت الكنيسة والحكومة النرويجيَّة برنامج تحويل شعب السامي في القرنين السادس عشر والسابع عشر وقد نجح البرنامج إلى حد كبير. وتأسست جامعة أوسلو في عام 1811 السماح للقساوسة بالتدريب في النرويج. ولم يمنح الدستور النرويجي لعام 1814 الحرية الدينية إذ ذكر منع اليهود واليسوعيين من الدخول إلى النرويج. وعلاوة على ذلك، كان الالتزام للمسيحية اللوثرية إلزاميًا، وكان ذلك التردد على الكنائس إلزاميًا. وتم رفع الحظر على الوعظ التبشيري في عام 1842، مما سمح بعدة حركات كنيسة حرة وحركة صحوة قوية في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية. وبعد ثلاث سنوات، دخل ما يسمى قانون ديسنتر حيز التنفيذ، مما يسمح للجماعات المسيحية الأخرى أن تنشأ في النرويج. وأصبح الإلحاد مسموحًا به أيضًا، وتم رفع الحظر على اليهودية في عام 1851. وسمحت بنشوء الرهبانيات الكاثوليكية ودخول اليسوعيون ابتداءًا من عام 1897 و 1956 على التوالي. وقد عدل الدستور النرويجي في عام 1964 مما سمح بحرية الدين؛ والإستثناءات كانت هي الأسرة المالكة النرويجية، التي يشترطها الدستور أن تكون على مذهب اللوثرية. وعلاوة على ذلك، يجب أن ينتمي نصف الحكومة على الأقل إلى كنيسة الدولة. في 21 مايو 2012 تم تعديل الدستور مرة أخرى لزيادة استقلالية الكنيسة الإنجيلية اللوثرية وتقليل العلاقة بالدولة. وكان رعاة الكنيسة نشطين في حركة المقاومة النرويجية خلال الحرب العالمية الثانية. كانت كنيسة الدولة نشطة أيضًا في النقاش الأخلاقي الذي نشأ في الخمسينيات من القرن العشرين. حسب التعداد الوطني لعام 2009 تصل نسبة النرويجيين المنتمين إلى كنيسة النرويج اللوثرية إلى 80.7%، مع ذلك فإن 20% فقط من النرويجيين يقول أن الدين يحتل مكاناً هاماً في حياتهم، وفقًا لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب، مما يجعل النرويج إحدى أكثر الدول علمانية في العالم (كانت استونيا والسويد والدنمارك فقط أقل من النرويج). في أوائل عقد التسعينات من القرن العشرين، قُدّر أن ما تتراوح نسبته بين 4.7% و5.3% من النرويجيين حضر الكنيسة على أساس أسبوعي. ما يصل إلى 40% من أعضاء الكنيسة يحضر الاجتماعات أو المناسبات الدينية مرة في السنة. بلغت نسبة السكان غير المنتمين للكنيسة النرويجية حوالي 10% حسب إحصائية من 1 يناير سنة 2009 مقابل 80.7% من السكان هم أعضاء في كنيسة النرويج، وذلك اعتبارًا من 1 يناير سنة 2009 متراجعاً بنسبة 1% مقارنة مع العام السابق وبنسبة 2% عن عامين سابقين. حوالي 9% من سكان النرويج يصنفون كآخرون أي 431,000 شخص أعضاء في المجتمعات الدينية خارج كنيسة النرويج. يبلغ إجمالي أتباع الطوائف المسيحية الأخرى إلى 4.9%، من السكان بما في ذلك الإنجيلية اللوثرية الحرة والرومان الكاثوليك والمعمدانيين والخمسينية والميثوديون والأدفنتست والكنيسة السريانية الأرثوذكسية والمسيحيين من الآشوريين والكلدان وغيرهم. الطوائف المسيحية البروتستانتية اللوثرية ينتمي الأغلبية الساحقة من البروتستانت في النرويج إلى كنيسة النرويج (بالنرويجيَّة: Den norske kirke in Bokmål and Den norske kyrkja in Nynorsk) وهي كنيسة تتبع الفرع اللوثري من البروتستانتية، وهي بمثابة الكنيسة الشعبيَّة للنرويج، على النحو المنصوص عليه في دستور النرويج. وهي إلى حد بعيد أكبر كنيسة في النرويج، وقد كانت العضويَّة في صفوف الكنيسة إلزاميَّة لجميع المواطنين حتى القرن التاسع عشر. أساس عقيدة كنيسة النرويج اللوثرية تقوم على الكتاب المقدس، وقانون الرسل، وقانون نيقية، وقانون أثناسيان، والتعليم المسيحي للوثر وإقرار أوغسبورغ. الكنيسة هي عضو في رابطة بورفو. اعتبارًا من نهاية عام 2016 كان حوالي 71.5% من السكان ينتمون إلى كنيسة النرويج اللوثريَّة؛ أي حوالي 3.7 مليون عضو. كانت النرويج المسيحية تدريجيًا منذ العصور الوسطى المتأخرة ومع تنصر البلاد أصبحت مملكة كاثوليكيَّة حتى القرن السادس عشر. وقد مارست الكنيسة الكاثوليكية درجة كبيرة من السيادة في النرويج، وشاركت السلطة أساسًا مع الملك بوصفه الحاكم العلماني. أدَّى الإصلاح البروتستانتي في الدنمارك والنرويج بين السنوات 1536 حتى 1537 إلى انفصال البلاد عن الكرسي الرسولي والتي أسفرت عن تأسيس كنيسة الدولة التي خضعت تمامًا للسلطة الملكية، وكان يرأس الكنيسة الملك. حتى عهد العصر الحديث، لم تكن كنيسة النرويج منظمة دينية فحسب، بل هي أيضًا واحدة من أهم أدوات السلطة الملكيَّة والسلطة الرسميَّة، وجزء هام من إدارة الدولة، وخاصًة على المستويين المحلي والإقليمي. الكنيسة اللوثرية في النرويج اعتبرت خلفا مباشرًا للكنيسة الكاثوليكية السابقة. حتى عام 1969 كان اسم الكنيسة لأغراض إدارية هو ببساطة «كنيسة الدولة» أو في بعض الأحيان «الكنيسة»، في حين وصفها الدستور باسم «الكنيسة الإنجيلية اللوثرية». التعديل الدستوري في 21 مايو من عام 2012 دعى الكنيسة باسم «كنيسة الشعب النرويجي» (بالنرويجيَّة: Norges Folkekirke)، وأكّد وزير شؤون الكنيسة آنذاك تروند جيسك أن الإصلاح يعني أن «يتم الاحتفاظ بكنيسة الدولة». في 27 مايو من عام 2016، أصدر الستورتينجيت مشروع قانون جديد لإنشاء كنيسة النرويج ككيان قانوني مستقل بدلاً كفرع من الخدمة المدنيَّة، والقانون ساري المفعول في 1 يناير من عام 2017. وتزال الكنيسة لا تزال ممولة من قبل الدولة. وفقًا لدراسة نشرها مركز بيو للأبحاث عام 2017 تحت عنوان خمسة عقود بعد الإصلاح تبين أنَّ 27% من البروتستانت النرويجيين قال أن للدين أهميَّة كبيرة في حياتهم، وقال 27% من البروتستانت النرويجيين أنه يُداوم على الصلاة يوميًا، وقال 9% من البروتستانت النرويجيين أنه يتردد على حضور القداس في الكنيسة على الأقل مرة في الأسبوع. وبحسب الدراسة أيضًا قال 30% من البروتستانت النرويجيين أنَّ الإيمان والأعمال الصالحة هي ضروريَّة للحصول على الخلاص، وهي نظرة أقرب للاهوت الكنيسة الكاثوليكيَّة؛ في حين قال 51% من البروتستانت النرويجيين أنَّ الإيمان وحده هو ضروريَّ للحصول على الخلاص، وهي نظرة لاهوتيَّة من الفكر البروتستانتي والتي تقول أنّ الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هديّة مجانيّة ونعمة الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح مخلصًا، وبالتالي ليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح. الكنائس الحرة شهد القرن التاسع عشر نمو الكنائس الإنجيلية الحرة المختلفة، مما دفع الكثيرين إلى الابتعاد عن طقوس الكنيسة الرسميَّة. وتعرف هذه الكنائس باسم الكنيسة الإنجيلية اللوثرية الحرة في النرويج (بالنرويجيَّة: Den Evangelisk Lutherske frikyrkja i Noreg in Norwegian) ولا ينبغي الخلط بين هذه الكنيسة وبين كنيسة النرويج، على الرغم من أن كلتا الكنائس هما عضوان في الاتحاد اللوثري العالمي. اعتبارًَا من عام 2009 تتكون الكنيسة الإنجيلية اللوثرية الحرة من واحد وثمانين جماعة مع 19,262 عضوًا. ويعود أصول تأسيس الكنيسة إلى عام 1877 في مدينة موس الساحليَّة. تأسست أول جماعة معمدانية في شين في عام 1862، وبحلول عام 1879 كان هناك خمسة عشر تجمعات معمداني. كانت هذه الجماعات تمول أساسًا من قبل الجمعية التبشيرية المعمدانية، ومنذ عقد 1890 أصبحت المنظمة تتجه نحو الولايات المتحدة. وتأسست مدرسة دينية في أوسلو في عام 1910، وبعد خمس سنوات منذ أن أصبحت عضوًا مؤسسًا في التحالف المعمداني العالمي. في عام 2009 وصل عدد أتباع الكنيسة المعمدانية حوالي 10,283 شخص يتوزعون على سبعة وتسعين تجمع. وتمتلك الكنيسة مدرسة هولتكيلن الثانوية الشعبية. ويعود حضور الكنائس الخمسينية في النرويج إلى عام 1907 مع قدوم توماس بال بارات وهو مبشر بريطاني من أصول نرويجيَّة، وفي عام 2009 وصلت أعداد الخمسينيين إلى حوالي 39,590 أي حوالي 0.8% من مجمل السكان. وفي عام 2009 وصلت أعداد أتباع الكنيسة الميثودية حوالي 10,974 شخص. الكاثوليكية الكنيسة الكاثوليكية النرويجيَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الإسكندنافي. اعتبارًا من مايو عام 2014، كان أكثر من 151,000 كاثوليكي مسجلين في النرويج، 70% منهم ولدوا في الخارج. وشكلوا حوالي 5% من مجمل السكان، وبالتالي لدى النرويج أعلى نسبة للكاثوليك في أوروبا الشمالية. وينقسم الكاثوليك في المملكة إلى ثلاث مقاطعات كنسية وهي مطرانيَّة أوسلو وتروندهايم وترومسو والتي تضم 32 أبرشية. في مطلع القرن العشرين كان معظم المهاجرين الكاثوليك قادمين من ألمانيا وهولندا وفرنسا. وتلتها هجرة لكاثوليك من تشيلي والفلبين إلى جانب مجموعة واسعة من البلدان الأخرى في السبعينيات. وقد ازداد هذا التدفق في السنوات الماضية مع المهاجرين الاقتصاديين من بولندا وليتوانيا. في الآونة الأخيرة فاقت أعداد الكاثوليك النرويجيين العرقية المهاجرين، على الرغم من أنه يميل الكاثوليك النرويجيين عرقية إلى أن يكونوا أكثر تدينًا ومن المحافظين. الأرثوذكسية يعود أول اتصال للنرويج مع الأرثوذكسية الشرقية من خلال اتصالات الفايكنج النرويجيين كل من الإمبراطورية البيزنطية وجيرانهم الروس. في القرن السادس عشر قدم المبشر الروسي تريفون من بيشنغا للبلاد، وعمل بين السكان من قومية سامي وبني كنيسة أرثوذكسية على طول نهر نيدن. بعد الثورة البلشفية في عام 1917، فر عدد من اللاجئين الأرثوذكس من روسيا إلى الدول الإسكندنافية إلى السويد في البداية وفي نهاية المطاف إلى النرويج. وفي عام 1931، تأسست كنيسة القديس نيكولاي في أوسلو. هذه الجماعة الأرثوذكسية التي تبعت التقاليد الروسية خضعت لسلطة بطريركية القسطنطينية المسكونية وكانت أول جماعة أرثوذكسية حديثة أنشئت في النرويج. شهدت الستينات والسبعينيات تدفق الأرثوذكس من اليونان بالإضافة إلى اعتناق المذهب الأرثوذكسي من قبل النرويجيين. وقد ازدادت أعدد المسيحيين الأرثوذكس في النرويج من خلال الهجرة من كل من روسيا ويوغوسلافيا السابقة وبلدان أوروبا الشرقية بشكل كبير منذ عام 1990. وشهد العقد الماضي أيضًا إقامة لمجتمعات أرثوذكسية تتبع التقاليد الصربيَّة والبلغاريَّة والرومانيَّة. أما الوجود الآشوري/السرياني/الكلداني الفعلي في النرويج فيعود إلى فترة السبعينات من القرن العشرين عندما بدأ سريان طور عابدين في تركيا بالهجرة إلى النرويج تحت ضغط المعارك الدائرة بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي. كما لحق بهم سريان شمال شرق سوريا ابتداء من الثمانينات من القرن العشرين والآشوريين الكلدان العراقيين منذ التسعينات من القرن العشرين. في عام 2012 كانت أعداد الأرثوذكس المسجلين في النرويج حوالي 11,205 شخص أي حوالي 0.2%، وقد شهدت أعداد الأرثوذكس زيادة ملحوظة حيث كانت أعدادهم في عام 2000 حوالي 2,315 شخص. وتشير عدد من التقديرات التقديرات إلى أن المسيحية الأرثوذكسية هي أسرع الطوائف انتشارًا فيها مع معدل نمو 231.1% وذلك بين الأعوام 2000 حتى 2009. طوائف مسيحية أخرى شهود يهوه هي أكبر طائفة مسيحية لاثالوثية مع عدد أتباع يقدرون بحوالي 14,976 شخص في عام 2009. واعتبارًا من عام 2010 قدرت أعداد أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة بحوالي 4,300 شخص. ديموغرافيا التعداد الوطني جمعية أرشيف بيانات الدين الإنتشار حسب المقاطعة المجتمع الحياة الدينية في عام 2010 تم تعميد حوالي 70% من أطفال النرويج في الكنيسة، ويصبح الطفل عند تعميده عضواً في الكنيسة. يقام احتفال كبير في العائلة عند تعميد الطفل، وتقدم الهدايا للطفل المعمد. بلغ عدد الذين خضعوا لسر التثبيت في الكنيسة حوالي 65% في عام 2010، ويقام الطقس عند بلوغ الشخص سن 14-15 عاما الخضوع لسر التثبيت، وعند قيامهم بسر التثبيت يعني ذلك رغبتهم في البقاء كأعضاء في الكنيسة. يخضع الشاب/ة قبل سر التثبيت إلى دورة تحضيرية، سواء في الكنيسة أو منظمة للنظرة في الحياة. عادة ما يقام احتفال كبير عند خضوع الشاب/ة لسر التثبيت وتقدم فيه الهدايا. وتُعقد نصف حالات الزواج في النرويج تقريبًا في الكنيسة، بالمقابل يدفن 90% من النرويجيين بواسطة الكنيسة، أي أن القس هو الذي يترأس مراسم الدفن. جزء من الأعياد المسيحية هي عطل رسمية في المملكة مثل عيد الميلاد وعيد الفصح. في ليلة عيد الميلاد من المعتاد فيها تناول الأطعمة التقليدية في وجبة الغداء مع الأسرة. هناك عادات مختلفة في مختلف مناطق البلاد، ولدى غالبيتهم عاداتهم الخاصة والتي يرون أنه من المهم التمسك بها، ومن المعتاد تبادل الهدايا من ليلة الاحتفال بميلاد يسوع – هدايا أعياد ميلاد يسوع. ويحتفل بعيد الصعود بعد مرور 40 يوماً على عيد الفصح، ويحتفل بعيد العنصرة بعد مرور 50 يوماً من عيد الفصح، ويعد هذان العيدان من الأعياد الدينية المسيحية، ويعد يوم الاحتفال بعيد الصعود واليوم الثاني لاحتفالات عيد العنصرة عطلة رسمية. الحزام الإنجيلي يعتبر الحزام الإنجيلي النرويجي (بالنرويجيّة: bibelbeltet) هو مصطلح غير رسمي يُطلق على إقاليم تقع في النرويج تُشكِل فيه البروتستانتية المحافظة اجتماعياً مقارنًة في بقية أنحاء المملكة. عادة المصطلح تغطي غرب النرويج حيث 88% من سكان المنطقة مسيحيين، وجنوب النرويج؛ والتي تتضمن مقاطعات النرويج التاليَّة روغالاند، وهوردالان، وسوغن وفيوردانه، وموره ورومسدال، وفست أغدر وأوست أغدر. المنطقة الأكثر حضرية مدينة ستافانغر، والتي عرفت سابقًا باسم العاصمة المتدينة في النرويج، شهدت علمنة منذ 1960، وبالتالي لم تعد جزءًا من الحزام الإنجيلي. حيث تُشكِل فيه البروتستانتية اللايستادينية والكنائس الإنجيلية المحافظة اجتماعياً جزءاً رئيسياً من الثقافة، والتردد على الكنائس المسيحية فيه أعلى منه في بقية محافظات السويد. يرفض سكان المنطقة عمومًا حقوق المثليين جنسيًا، والإجهاض والموت الرحيم. وتبرز في هذه المنطقة ظاهرة التبشير التلفازيّ. وتعرف منطقة الحزام أيضًا انتشار قوي لحركة التقوية، الذي تعارض السلطة المركزية للكنيسة الرسمية لدولة النرويج. روغالاند هي موطن لعدد من الجمعيات التبشيرية وتعد أقوى قاعدة لكل من حزبين الديمقراطية المسيحية الرئيسيين، حزب اليسار المعتدل والحزب المسيحي الشعبي. تُعرف المنطقة بأعلى نسب من حيث التردد على الكنائس والمواظبة على الطقوس المسيحية. لدى كل من منطقة أوست-أغدر، وسترة-أغدر وروغالاند أعلى نسبة من المزارعين المتزوجين، وأدنى نسبة مساكنة. لدى منطقة روغالاند وسوغن فيوردان أدنى نسبة من حالات الطلاق والانفصال، ولديها أيضًا أعلى نسبة من المزارعين غير المتزوجين. ووفقا لمعهد البحوث Forskning.no هذا النمط من العلاقة هي الحال في الحزام الإنجيلي النرويجي. السياسة كتب كل من كول دورهام وسام يندهولم أنه «لمدة ألف سنة كانت مملكة النرويج دولة الكنيسة المسيحية» ومع المرسوم الملكي عام 1739 أصبح «التعليم الابتدائي لجميع الأطفال النرويجي إلزاميًا، حتى يتسنى لجميع النرويجيين القدرة على قراءة الكتاب المقدس وسيطرة الكنيسة اللوثرية على التعليم المسيحي بشكل مباشر». ينص الدستور النرويجي الحديث على أن«كنيسة النرويج، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية، الكنيسة الوطنية للنرويج وتحصل على الدعم الدائم من الدولة». وعلى هذا النحو، يذكر الدستور «اللوثرية هي الدين الرسمي للدولة وأن الملك هو الرئيس الزمني الأعلى للكنيسة». وتعتمد كنيسة النرويج «على الضرائب الولائية والمحلية». وهي المسؤولة من أجل «الحفاظ على مباني الكنائس والمقابر». ذكر جون ت. فلينت أن «أكثر من 90 في المئة من السكان تزوجوا من قبل رجال الدين في كنيسة الدولة، وتم تعميد أغلب أطفال النرويج، وحصلت أغلب الجنائز في الكنائس». الوضع الحالي وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2018 أنَّ حوالي 43% من النرويجيين قالوا أنهم مسيحيين إسميين وحوالي 9% قال أنه مسيحي يُداوم على حضور القداس، بالمقابل وققاً للتعداد السكاني في نهاية عام 2016 كان حوالي 78.5% من سكان النرويج من المسيحيين. عمومًا حصل حوالي 93% من مجمل النرويجيين على سر المعمودية، وقال حوالي 79% أنه تربى على التقاليد المسيحيَّة. حوالي 4% من المسيحيين في النرويج تربوا على تقاليد دينية غير مسيحيَّة وتحولوا للمسيحية لاحقاً. وبحسب الدارسة قال 69% من المسيحيين النرويجيين أنَّ للدين أهميَّة في حياتهم، وقال 96% من المسيحيين النرويجيين المُداومين على حضور القداس أنهم يؤمنون بالله بالمقابل قال 79% من المسيحيين الإسميين ذلك. ويُداوم حوالي 26% من المسيحيين النرويجيين على حضور القداس على الأقل مرة في شهر، ويصوم حوالي 4% منهم خلال فترات الصوم، ويرتدي 21% الرموز المسيحيَّة، ويُقدم حوالي 61% منهم الصدقة أو العُشور، ويُشارك 8% معتقداتهم مع الآخرين، في حين أنَّ 47% من المسيحيين يُداومون على الصلاة ويعتبر 45% منهم متدينين، ويعتبر مسيحيين النرويج من أكثر المجتمعات المسيحية علمانية في العالم. كما وحصل 95% من مجمل المسيحيين النرويجيين على سر المعمودية، وقال 78% منهم أنه سيربي طفله على الديانة المسيحيَّة ويذكر أنَّ 14% من غير المنتسبين لأي ديانة في النرويج قالوا أنهم سيربون طفلهم على الديانة المسيحيَّة، وبحسب الدراسة أعرب حوالي 77% من النرويجيين المسيحيين بأنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لهم، ويوافق 35% منهم على التصريح أنَّ المسيحية هي عاملًا هامًا لكي تكون وطنيًا. وقال 96% منهم أنه يعرف «الكثير» عن المسيحية. على المستوى الاجتماعي والسياسي قال 81% من النرويجيين المسيحيين أن الكنائس تلعب دور ايجابي في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وعبرَّ 78% من المسيحيين المتلزمين للغاية عن وجهات نظر إيجابية للمؤسسات الدينية مقابل 36% من المسيحيين الأقل التزاماً. ورفض 75% من النرويجيين المسيحيين القول أنَّ «العِلم يجعل الدين غير ضروري في حياتي!»، كما وقال أقل من 1% من النرويجيين المسيحيين أن تعاليم المسيحيَّة لاتُروج للعنف مقابل 11% منهم قال أن تعاليم الإسلام تُروج للعنف، كما وقال حوالي 28% منهم أنه يعرف شخص يهودي على المستوى الشخصي، ويعرف حوالي 67% شخص ملحد على المستوى الشخصي، ويعرف حوالي 62% شخص مُسلم على المستوى الشخصي. وقال 3% من النرويجيين المسيحيين أنهم غير مستعدين لتقبل اليهود داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 19% من النرويجيين البروتستانت بأنه غير مستعد لتقبل المسلمين داخل عائلتهم. يذكر أنه وفقاً لمركز بيو للأبحاث 89% من المسيحيين النرويجيين متزوجين من أشخاص من نفس الديانة. مراجع انظر أيضًا المسيحية في سفالبارد
ar
doc-ar-8452
المسيحية في هونغ كونغ هي ثاني أكثر الأديان المنظمة انتشاراً بين السكان بعد الديانة الصينيَّة الشعبيَّة، في عام 2010 ضمت هونغ كونغ على حوالي 833,000 مسيحيٍّ يشكلون 11.7% من السكان، أغلبهم من البروتستانت وبعضهم من الرومان الكاثوليك، كما ثمة القليل من الأقليات كأتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وشهود يهوه. بالمقابل يًشكل ويعود تواجد المسيحية في هونغ كونغ إلى عام 1841. كانت المسيحية واحدة من أكثر الديانات تأثيرًا في هونغ كونغ، وذلك بسبب خضوع هونغ كونغ تحت حكم التاج البريطاني من عام 1841 إلى عام 1997، حيث كانت المسيحية الديانة الرئيسيَّة للمملكة المتحدة. وقد أعطيت للمسيحيَّة، وخاصَة للكنيسة الأنجليكانية، امتيازًا خاصًا من قبل الحكومة الإستعمارية البريطانية. وعندما أعيدت ملكيَّتها أخيرًا إلى الصّين، أصبح يربط الحزب الشيوعي الصيني المسيحيَّة بقيم غربية تخريبية، وأغلقت العديد من الكنائس والمدارس المسيحية. ومنذ عام 2010 بدأت الحكومة الصينيَّة بالحد من تنظيم المسيحيين في هونغ كونغ لكنائسهم في الصين القاريَّة. وقد منع المسؤولون الصينيون سكان البر الرئيسى من حضور بعض المؤتمرات الدينية في هونغ كونغ، وتمت زيادة الرقابة على برامج البر الرئيسي التي يديرها قساوسة هونغ كونغ. يتم تصوير المسيحيين في هونغ كونغ كمجتمع ورع وكأثرياء ومتعلمين نسبياً. يُذكر أن اثنين من أصل خمسة رؤساء هونغ كونغ التنفيذيين هم مسيحيين كاثوليك (دونالد تسانغ وكاري لام). الطوائف المسيحية البروتستانتية في عام 2010 كان هناك حوالي 480,000 من المسيحيين البروتستانت في هونغ كونغ، وتتكون الكنيسة البروتستانتية من أكثر من 1,300 تجمع في أكثر من خمسين طائفة. الطوائف الرئيسية هي الأنجليكانية، والمعمدانية، واللوثرية، والأدفنتست، والتحالف المسيحي التبشيري، والميثودية، وجيش الخلاص والخمسينية. ومع التركيز على العمل الشبابي، تملك العديد من التجمعات البروتستانتية نسبة عالية من الشباب في صفوفها. وتنشر الكنيسة عدد من الصحف الأسبوعية منها الأسبوعي المسيحي والمسيحية تايمز. وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أنَّ حوالي 4,500 مُسلم في هونغ كونغ تحول إلى المسيحية على المذهب الإنجيلي. يعود تاريخ وجود الجماعات البروتستانتية في البلاد إلى عام 1841، وكانت «جريدة نورا عظيما» (بالكانتونيَّة: 大 光 报)، وهي أول صحيفة مسيحية ومقرها في هونغ كونغ وتُوزع حاليًا في هونغ كونغ والصين، قد بدأت في الظهور بشكل مكثف في أوائل عام 1900، مع نشاط الدكتور مان كاي وان بين السنوات 1869-1927 عندما عين نائبًا ورئيس مجلس الإدارة إلى جانب الدكتور صن يات صن والذي كان مساهم فيها. كانت كنيسة لتساي (بالكانتونيَّة: 道 济 会堂) من أوائل دور العبادة البروتستانتية والتي تأسست من قبل جمعية التبشير لندن في عام 1888. أسست أولى كليات الطب في هونغ هونع على يد الكنيسة البروتستانتية المشيخية هي كلية الطب الصينية (بالكانتونيَّة: 香港 华人 西医 书院). وكان الاتحاد الأفريقي، قد تأسس على يد فونغ تشي (1847-1914) المعلم في الأدب الصيني، وهو أحد شيوخ الكنيسة من تساي. أُعطي للكنيسة الأنجليكانية امتيازًا خاصًا من قبل الحكومة الإستعمارية البريطانية. ويعود جذور الكنيسة في البلاد عندما وصل المبشر شنغ كونغ هوي إلى هونغ كونغ في عام 1843. وتأسست الكنيسة الصينية الأولى، وهي كنيسة سانت ستيفن في عام 1865. ومنذ ذلك الحين فصاعدًا تطورت الكنيسة الأنجليكانية في هونغ كونغ وماكاو، وواصلت الكنائس في النمو، مما أدى إلى إنشاء أبرشية فيكتوريا (بالكانتونيَّة: 維多利亞 教區) في عام 1849؛ وأبرشية كونغ يوت (بالكانتونيَّة: 港 粵 教區) التابعة لمقاطعة تشونغ هوا شنغ كونغ هوى في عام 1913؛ تلاه تأسيس أبرشية هونغ كونغ وماكاو في عام 1951، والذي تم فصلها في وقت لاحق عن المقعاطعة الكنسيَّة في تشونغ هوا شنغ كونغ هوي. وفي المجمع الأربعين للأبرشية والذي عقد في ديسمبر من عام 1991، قرر المجمع اتخاذ خطوات لتوسيع الأبرشية لتصبح مقاطعة كنسيَّة وذلك في عام 1998. الكاثوليكية اعتبارًا من أغسطس عام 2015 ضمت هونغ كونغ حوالي 384,000 كاثوليكي محلي، إلى جانب حوالي 160,000 كاثوليكي فلبيني. ويخدمهم حوالي 223 كاهن وستة وعشرين شمَّاس وثمانية وستين راهب وحوالي 474 راهبة. ويتوزع كاثوليك البلاد على واحدة وخمسين أبرشية والتي تضم أربعين كنيسة وواحد وثلاثين مصلّى وستة وعشرين قاعة للخدمة الدينية. وفيما يتعلق بالتعليم، هناك 252 مدرسة ورياض أطفال كاثوليكية، ويبلغ عدد التلاميذ الدارسين فيها أكثر من 146,266 تلميذًا. وتجرى معظم الخدمات الدينيَّة في الكنائس الكاثوليكية باللغة الكانتونيَّة، في حين تقدم ثلاثة أخماس الرعايا خدماتها الدينية باللغتين الإنجليزية والتاغالوغيَّة في بعض الحالات. وقد أنشأت أبرشية هيكلها الإداري الخاص مع الحفاظ على صلات وثيقة مع البابوية والجماعات الكاثوليكية الأخرى في جميع أنحاء العالم. فهي تحتوي على نفس العقيدة، والكتاب المقدس، والليتورجيا. ويقع مكتب مساعد الأمين العام للاتحاد الآسيوي لمؤتمر الأساقفة في هونغ كونغ. جنبًا إلى جنب عملها الرسولي، كان واحدًا من الاهتمامات الرئيسية للأبرشية الكاثوليكيَّة رفاه هونغ كونغ للجميع. وذلك عن طريق الوصول إلى الأفراد من خلال وسائل الإعلام، حيث تنشر الكنيسة صحيفتين أسبوعيّة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأسقفية تملك وسائل اعلام مرئية ومسموعة ولديها مركز تنتج فيها الأشرطة والأفلام لإستخدامها في المدارس والرعايا. يعود حضور الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في هونغ كونغ إلى عام 1841، عندما أنشأ البابا غريغوري السادس عشر النيابة الرسولية والتي ضم «هونغ كونغ» وكانت مستقلة عن أبرشية ماكاو، ولكن خضعت لسلطة أسقف ماكاو. وكانت الحاجة الأولية لإنشاء النيابة من أجل الرعاية الروحية للجنود البريطانيين خصوصًا الأيرلنديين الكاثوليك المتمركزين في المستعمرة التي أنشئت حديثًا. وتأسست النيابة الرسولية في عام 1874، وصارت أسقفيَّة في عام 1946. أخذ نمو الكاثوليكيَّة منعطف هام مع قدوم المبشرين الكاثوليك خلال 1858. والذين ساهموا في إنشاء المدارس والمرافق الطبيَّة والمستشفيات. في منتصف القرن العشرين، تعرَّضت المدينة للاحتلال الياباني أثناء حرب المحيط الهادئ، وتمت ايقاف جميع الأنشطة الكاثوليكيَّة، وتم إجلاء المبشرين واعتقالهم وطردهم فيما بعد. استعادت بريطانيا المدينة بعد الحرب، وأخذ تطوّر الكاثوليكية في هونغ كونغ بين السكان المحليين منعطفًا جديدًا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث عادت الأنشطة الدينية في البلاد وازدهر نشاط الكنيسة الكاثوليكيَّة. ومن أبرز رجال الدين الكاثوليك كان جوزيف تشن المؤيد للديمقراطية والناقد القويا لجمهورية الصين الشعبية. وكثيرًا ما كانت وجهات نظره حول السياسات الحكومية متعارضة مع وجهات نظر رئيس تنفيذي السابق لهونغ كونغ دونالد تسانغ والذي هو أيضًا كاثوليكي. يذكر أنَّ كاري لام وهي رابع سياسية تشغل منصب رئيس تنفيذي أيضًا كاثوليكيَّة المذهب. الكنيسة الأرثوذكسية في عام 1933 أرسل الأسقف فيكتور سفياتين رئيس البعثة الأرثوذكسية الروسية في الصين، الكاهن ديمتري أوسبنسكي، والذي خدم في بكين إلى هونغ كونغ، حيث انتقل العديد من المهاجرين الأرثوذكس الشرقيين من روسيا منذ الثورة في عام 1917. وقام ديمتري أوسبنسكي بنتظم الرعية في هونغ كونغ وخدم هناك البلاد حتى وفاته في عام 1969. في عام 1945، زار البلاد الأسقف الأرثوذكسي جون ماكسيموفيتش من شنغهاي، وفي عام 1968 وصل إلى البلاد المطران الأرثوذكس الروسي جوفينالي بوياركوف من الزرايسك. وأعيد تأسيس الرعية الروسية الأرثوذكسية رسميًا في عام 2008. أنشئت الكنيسة الأرثوذكسية لهونغ كونغ وجنوب شرق آسيا (بالكانتونيَّة: 正 教会 普世 宗 主教 圣 统 香港 及 东南亚 都 主教 教区) في نوفمبر من عام 1996 بقرار من المجمع المقدس الكبير في القسطنطينية. وهي الآن تحت ولاية للبطريركية القسطنطينية المسكونية. كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة لدى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة أكثر من 23,000 ممارس في هونغ كونغ ومقسمة إلى ستة وثلاثين تجمع، وقد تضاعف عدد الأعضاء خلال السنوات الاخيرة. وصلت أولى الإرسليات التبشيريَّة من المورمون إلى هونغ كونغ في عام 1853 ولكن لم يتم إنشاء مقر خاص بهم حتى عام 1949. في عام 1996 تم الانتهاء من كنيسة معبد كولون. الرعاية والخدمات الاجتماعية تٌعد كاريتاس الذراع المسؤول عن الرعاية الاجتماعية للكنيسة والمجتمع الكاثوليكي في هونغ كونغ. وهذه الخدمات متاحة لجميع الأشخاص بغض النظر عن خلفيتهم الدينيَّة. في الواقع 95% من الذين استفادوا من الخدمات التي تقدمها ليسوا من الكاثوليك. بالإضافة إلى «راهبات دي سانت بول شارتر» والتي أسست واحدة من أولى المياتم ودار العجزة في عام 1848. وتملك الكنيسة العديد من الفنادق المسيحية مثل بيت كاريتاس أوزوالد تشيونغ الدولية وفندق بيشوب لي. في المجتمعات البروتستانتية، تعتبر مؤسسة شنغهونغ كونغ كونغ هوى إحدى أهم المؤسسات للاحتياجات الاجتماعية، وذلك من خلال توفير مجموعة واسعة من الخدمات الاجتماعية، وتهدف إلى تحقيق العدالة ومجتمع عادل. في الوقت الحاضر، العديد من منظمات الخدمة الاجتماعية ونماذج الخدمة الاجتماعية في هونغ كونغ بدأت تروج لها الكنيسة. الخدمات المقدمة من قبل الكنيسة هي متعددة الأوجه، بما في ذلك الخدمات للأسرة ورعاية الطفل، والأطفال والشباب وكبار السن وإعادة التأهيل الخدمة، خدمة المجتمع التنمية والخدمات الداعمة الأخرى. هناك أكثر من 230 وحدة تقديم خدمة اجتماعية بروتستانتية في هونغ كونغ. التعليم قبل 1841 كان إقليم هونغ كونغ امتداد للإمبراطورية الصينية لقرون عديدة. بدأت التغييرات مع وصول الإستعمار البريطاني في عام 1841. في البداية وصل التعليم في هونغ كونغ من قبل المبشرين البروتستانت والكاثوليك الذين قدَّموا الخدمات الاجتماعية المختلفة. بدأ المبشرون الإيطاليين تقديم برامج ومؤسسات لتعليم الشباب البريطاني والصيني في عام 1843. مؤسسات التعليم الجامعي كانت أول مدرسة طبية غربيَّة في الشرق الأقصى تأسست في هونغ كونغ وهي كلية الطب الصينيَّة في عام 1887، وتأسست على يد غارد فريدريك، وهو قس في جمعية لندن التبشيرية المسيحية والكنيسة المشيخية. تحولت نواة المدرسة في وقت لاحق إلى أساس لجامعة جديدة وإعيدة تسميتها إلى جامعة هونغ كونغ في عام 1910. تدير الطوائف البروتستانتية ثلاثة مؤسسات جامعية (وهي تشي تشونغ وكلية الجامعة الصينية في هونغ كونغ، وجامعة هونغ كونغ المعمدانية وجامعة ينغنان). وبالإضافة إلى ذلك، تدير ستة عشر مدرسة لاهوتية ومعاهد الكتاب المقدس، وستة عشر دار نشر مسيحية وسبعة وخمسين مكتبة المسيحية. تمنح كلية فرانسيس كاريتاس وهي كلية كاثوليكية الدرجات العلمية، وقد أنشئت من قبل كاريتاس هونغ كونغ. رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية في مجال التعليم هناك 320 مدرسة كاثوليكية ورياض الأطفال ويدرس فيها حوالي 286,000 طالب وطالبة. ويعمل المجلس الكاثوليكي للتعليم للمساعدة في هذا المجال. تدير الكنائس البروتستانتية 144 مدرسة ثانوية، و192 مدرسة ابتدائية و273 من رياض الأطفال و116 من دور الحضانة. ومن الجدير بالذكر أن العديد من المدارس التي تديرها الكنيسة قد حصلت على نتائج باهرة في الامتحانات الرسمية، مثل «المدرسة الأسقفية للبنات» والمدرسة الأسقفية للبنين وكلية سانت بول للتعليم المختلط. الخدمات الطبية تدير الطائفة البروتستانتية في هونغ كونغ سبعة مستشفيات. المستشفيات تشمل المستشفى المعمداني، ومستشفى الإنجيل (مستشفى خاص)، ومستشفى الأمل هافن. وقد خدمت بعض هذه المستشفيات مختلف الشرائح الاجتماعية في هونغ كونغ لمدة طويلة من الزمن. وتم افتتاح مستشفى تسان يوك من قبل جمعية التبشير لندن في عام 1922 وأصبح مستشفى حكومي في عام 1934. تدار ستة مستشفيات من قبل الطائفة الكاثوليكية في هونغ كونغ. وتدار ثلاثة مستشفيات في هونغ كونغ من قبل كاريتاس: وهي المركز الطبي كاريتاس، ومستشفى كانوسا ومستشفى سانت بول. ويدار مستشفى سانت تريزا من قبل راهبات القديس بولس ترتيب. وقبل إنشاء مستشفى باميلا يود نيثرسول الشرقي الحكومي، كانت هناك ثلاث عيادات حكوميَّة في المنطقة الشرقية ولكنها افتقرت إلى مستشفيات حكومية، وذلك على الرغم من أنَّ المنطقة وصل تعداد سكانها إلى حوالي 440 ألف نسمة في الثمانينات. واشار تقرير أصدرته منظمة خيرية مسيحيَّة إلى ان الإصابات الحاصلة المنطقة الشرقية شكلَّت نسبة 40% من مجمل الوفيات والإصابات الحاصلة في جزيرة هونغ كونغ. وفي أغسطس عام 1982، شكلت عدة كنائس في المنطقة منظمة سعت لإجبار الحكومة المستعمرة آنذاك على إنشاء مستشفى، مما أدى إلى إنشاء مستشفى باميلا يود نيثرسول الشرقي. كما حثت المنظمة المسيحية الحكومة الإستعمارية على تحسين الخدمات الطبية المقدمة في المنطقة. الحضور في المجتمع وفقاً للباحث ستيفن بافي يميل المسيحيين الهونغ كونغيين أن يكونوا شباباً، وحاصلين على تعليم عالي ومن الطبقة الوسطى. حيث أنَّ متوسط العمر بين البروتستانت 31.2 بالمقارنة مع 35.3 لمجمل السكان، وحوالي 75% من البروتستانت الهونغ كونغيين تقل أعمارهم عن 44 عامًا. حوالي 33% من المسيحيين في هونغ كونغ حاصلين على تعليم ثالثي، بالمُقارنة مع 17.5% من عموم السكان. ووجدت دراسة تعود إلى عام 1995 أن 40.5% من مجمل الحاصلين على شهادة جامعية في المدينة كانوا مسيحيين. ووجدت الدراسة أيضاً إلى أنَّ معظم المسيحيين ينتمون إلى الطبقة الوسطى والطبقة الوسطى العليا، حيث أنَّ 58.9% من البروتستانت وحوالي 57% من الكاثوليك كانوا ينتمون إلى الطبقة الوسطى والطبقة الوسطى العليا، بالمُقارنة مع 41.8% من اللادينيين وحوالي 31.7% من أتباع الديانة الصينيَّة الشعبيَّة. بالمقابل 11.7% فقط من البروتستانت في هونغ كونغ ينتمون إلى الطبقة الدنيا. بحسب الباحث دانيال غوه من جامعة سنغافورة الوطنية ساهم المسيحيون وشاركوا في إعادة التعمير والعولمة في هونغ كونغ، ويشير الباحث دانيال غوه إلى أنَّ الهوية المسيحية في سنغافورة وأوضاعها الإجتماعية والإقتصادية تتشابه مع تلك في هونغ كونغ. للمسيحيَّة تأثير اجتماعي سياسي قوي في هونغ كونغ، حيث أنَّ اثنين من أصل خمسة رؤساء هونغ كونغ التنفيذيين هم مسيحيين كاثوليك (دونالد تسانغ وكاري لام). وأظهر بحث أجرته لجنة المنح الجامعية الحكومية أن ما يقرب من 25% من طلاب الجامعات في هونغ كونغ مسيحيون - معظمهم من البروتستانت - على الرغم من أنَّ المسيحيين يمثلون 11.7% بالمائة من سكان المدينة. في الاحتجاج وفي السلطة على حد سواء، يتمتع المسيحيون بنفوذ أكبر بكثير مما توحي أعدادهم الإجمالية في المجتمع. وقد لاحظت صحيفة نيويورك تايمز «التأثير المذهل» للمسيحية في حركة الاحتجاجات المتصاعدة عام 2019. كانت المسيحية واحدة من أكثر الديانات تأثيرًا في هونغ كونغ، وذلك بسبب خضوع هونغ كونغ تحت حكم التاج البريطاني من عام 1841 إلى عام 1997، حيث كانت المسيحية الديانة الرئيسيَّة للمملكة المتحدة. وقد أعطيت للمسيحيَّة، وخاصَة للكنيسة الأنجليكانية، امتيازًا خاصًا من قبل الحكومة الإستعمارية البريطانية. على الرغم من أن المسيحية قد حققت تقدماً بين سكان هونغ كونغ الصينيين بحلول أوائل القرن العشرين، إلا أن تأثيرها كان يقتصر عمومًا على عدد قليل من المجتمعات الصغيرة بما في ذلك القرى النائية من مستوطنات الهاكا التي تحولت إلى الكاثوليكية في القرن التاسع عشر. لكن بدأ هذا يتغير بعد الحرب العالمية الثانية، عندما شكل تدفق اللاجئين الفارين من عدم الاستقرار والفقر والاضطهاد السياسي في الصين القارية تحديًا أمام حكومة هونغ كونغ. خصوصاً بعد أحداث شغب ستار فيري عام 1966 وأعمال شغب 1967. ومنذ عقد 1960 إكتسبت المسيحية زيادة وقوة في أعداد ونسبة الأتباع. وفقاً لتشان شون هينغ، الأستاذ في قسم الدين والفلسفة في جامعة هونغ كونغ المعمدانية: «ابتداءً من عقد 1960، كان هناك ازدهار في التعليم الذي تديره الكنيسة». ويشير إلى أن الكنائس تدير حوالي 50% من المدارس الابتدائية والثانوية في المدينة، ويضيف: «أن العديد من هذه المدارس هي مدارس النخبة التي اجتذبت الشباب». وكان عدد غير متناسب من النخبة في هونغ كونغ قد درسوا في تلك المدارس التي تديرها الكنائس المسيحية. لعبت المدارس المسيحيَّة دوراً بارزاً في رفع المستوى التعليمي للطوائف المسيحية في هونغ كونغ والتوجه للتعليم العالي بالإضافة إلى جذب النخب المحلية إلى الديانة المسيحية. وحالياً يتمتع المسيحيين في المدينة بمكانة اجتماعية واقتصادية عالية، ولا يتقصر الحضور المسيحي في المدينة على السياسية، بل يمتد إلى مجالات الطب والمحاماة والهندسة المعمارية، حيث أنَّ حضور المسيحيين الكبير في هذه المجالات لا يتناسب مع عددها. أغلبيَّة المسيحيين في المدينة هم من المتعلمين وينتمون إلى الطبقة المتوسطة العليا. وكثير منهم مهنيون وميسوري الحال، ويحتلون مناصب اجتماعية بارزة. ووفقاً للباحث كارل تي سميث للمسيحيين تأثير كبير بين النخب، ويلعبون دور كأقلية وسيطة في المدينة. وفقاً لمجلة فوربس عام 2017 تتصدر أسرة كووك المسيحيَّة الإنجيلية ثالث أغنى عائلة في آسيا مع ثروة صافية تقدر بحوالي 40 مليار دولار أمريكي، وكلا الأخوان توماس وريموند كووك مسيحيان متدينان، حيث قاموا ببناء متنزه إنجيلي، سفينة نوح، في جزيرة ما وان في هونغ كونغ. خلال سنوات 1990، أقام توماس كووك كنيسة في ردهة الهرم بالطابق الخامس والسبعين على قمة مجمع المكاتب المركزية في سنترال بلازا. ومن بين المليارديرات المسيحيين المتدينين بيتر وو والذي تقدر صافي ثروته بحوالي 10.3 مليار دولار أمريكي، وروني تشان، وغيرهم. بحسب تقرير لجامعة سنغافورة للإدارة «يتحول المزيد والمزيد من الناس في جنوب شرق آسيا إلى المسيحية. ولكن هؤلاء المتحولين الجدد - ومعظمهم من الصينيين العرقيين - ينجذبون بشكل خاص إلى المسيحية الكاريزمية». ويشير التقرير إلى دراسة الباحثة جولييت كونينغ وهايدي داهلس من الجامعة الحرة بأمستردام حيث وفقاً لهم «هناك توسعاً سريعاً للمسيحية الكاريزمية منذ الثمانينات فصاعداً. ويقال إن سنغافورة والصين وهونغ كونغ وتايوان وإندونيسيا وماليزيا لديها أسرع المجتمعات المسيحية نمواً، وأن غالبية المؤمنين الجدد هم صاعدون متحركون، وحضريون، وشباب من الطبقة المتوسطة». وذكرت مصادر مختلفة أنَّ المسيحية تجتذب بشكل متزايد الشباب والشريحة السكانية الثرية والمتعلمة في هونغ كونغ. الجامعات وفقًا لإحصائية جامعة هونغ كونغ، اعتبارًا من العام الدراسي 2010/2011 كان ما يقرب من 24.3% من طلاب الجامعات في هونغ كونغ من المسيحيين، على الرغم من أن المسيحيين يشكلون 10% من مجمل السكان، وتتضمن النسبة 21.4% بروتستانت وحوالي 2.9% كاثوليك، كما وجدت الإحصائية أن طلاب الجامعات هم أكثر عرضة ب 2.5 مرة أن يكونوا مسيحيين. احتجاجات 2014 تشير التقارير المختلفة إلى انخراط العديد من المسيحيين كمشاركين وقادة خلال احتجاجات هونغ كونغ في عام 2014، أبرزهم جوشوا وونغ وهو مؤسس اتحاد هونغ كونغ للطلبة، ومسيحي إنجيلي قال أنَّ إيمانه المسيحي كان دافع لقيادته للإتحاد. كما أن اثنين من الزعماء حركة احتلوا المركز، وهي مجموعة أخرى دعمت الاحتجاجات، كانوا من المسيحيين. وكانت إحدى دوافع الحركة للانخراط في الاحتجاجات هو عدم الثقة في معاملة المسيحيين من قِبل الحكومة الصينيَّة. وهم ينظرون إلى الديمقراطية كدفاع ضد سيطرة الحكومة. انقسمت الطوائف المسيحية في دعمها أو معارضتها للاحتجاجات، فقد دعمت الكنيسة الميثودية علنًا المتظاهرين، وبالمقابل شجعَّت الكنيسة الأنجليكانية أعضائها على البقاء بعيدًا عن الاحتجاجات. وقد أقام المتظاهرون كنيسة مسيحية مؤقتة في منطقة مونغ كوك. وقد دُمرت الكنيسة عندما قامت الشرطة بتطهير المنطقة. وأعاد المتظاهرون بنائها في اليوم التالي. احتجاجات 2019 الموقف الرسمي الصيني الذي يتبنى فكرة وجود «دور كبير للمسيحيين» في محاولة التأثير على الوضع القائم في هونغ كونغ تُقابله «بروباغندا» مضادة يقودها الإعلام الغربي. وتطرق تقارير والمقالات من أوروبا والولايات المتحدة، عن دور الكنائس المسيحية في هونغ كونغ في الاحتجاجات المتصاعدة عام 2019. وعلى الرغم من تعدد انتماءاتها وهوياتها وأسمائها، وانقساماتها السابقة حول العديد من القضايا، أظهرت منظومة الكنائس المسيحية في هونغ كونغ (1500 كنيسة، صحيفة دينية، جامعة معمدانية، شبه احتكار للتعليم الخاص إذ تدير الكنيسة الكاثوليكية ربع المدارس، ولجنة فرعية تشارك في اختيار الرئيس التنفيذي للمنطقة الإدارية)، توحداً قوياً في دعم حركة الاحتجاجات في عام 2019، ويعود سبب التوحد إلى عوامل عدة، داخلية وخارجية، يطغى عليها أثر الإستعمار البريطاني الذي فتح الباب واسعاً أمام التبشير المسيحي في المدينة، ومنه دعم الكنيسة في هونغ كونغ للنخبة الاقتصادية في البلاد. هذه النخبة الصينيَّة والهونكونغيةََ، التي لم تدعم احتجاجات هونغ كونغ في عام 2014، بدت موحدة في موقفها القلق من تداعيات قانون تسليم المطلوبين موضع الجدل على امتيازاتها في الأسواق العالمية، وترصد موقف سنغافورة الممتن للقانون في هذا الصدد. ويأتي دعم الكنيسة لهذه النخبة استكمالاً لمسار طويل منذ الإستعمار، لم يوفر التجار الصينيين الأثرياء الذين قدموا إلى المستعمرة الخاضعة للحكم البريطاني منذ انتهاء حرب الأفيون الأولى في العام 1842. بالإضافة إلى ذلك، ترى الكنيسة في النخبة الحقوقية والمتوسطة في هونغ كونغ، التي أسهمت في تعليمها، والتي يعتنق أو تحول العدد الأكبر منها الديانة المسيحية، خزاناً مهماً في وجه النظام الشيوعي الحاكم، وهي تؤكد أن مشكلتها ليست مع الصين، ولكن مع نظامها «القامع للحريات»، فيما ترفع هي لواء العدالة الاجتماعية. وتخشى الكنيسة في الحقيقة أن يكون القانون، وما سبقه من استعراض للهيبة الصينية، مقدمة لسلبها امتيازاتها الدينية والاجتماعية في المدينة. ويُعتبر موقف الكنيسة الحالي، لا سيما بشقّه الكاثوليكي، ولكن أيضاً بأطيافه الأخرى، رداً على ما يوصف بـ«صمت الفاتيكان» في هونغ كونغ، في عهد البابا فرنسيس، خصوصاً بعد الاتفاق السرّي الذي وقعه هذا الصرح مع بكين في عام 2018، والذي يسمح لها بتعيين الأساقفة من دون موافقة البابا. وهنا، يبرز هجوم للكاردينال جوزيف تشن، وهو أحد أساقفة هونغ كونغ السابقين، والداعم للاحتجاجات، على موقف الفاتيكان. الصراع مع الحكومة الحفاظ على المباني التراثية وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قدَّم مجلس هونغ كونغ التابع لكنيسة المسيح في الصين طلبًا لإعادة هيكلة مركز هو فوك تونغ، واقترح هدم جميع المباني التاريخيَّة في الموقع، وإلى إدارة المباني. واقترح أيضًا هدم هاتين المدرستين المتجاورتين وهي مدرسة سان وكلية هوه فوك تونغ، في خطة لإعادة التطوير. ولحماية المبنى التاريخي من الهدم، أعلم عن موريسون هاوس كنصب مقترح في 11 أبريل من عام 2003؛ وأعلن في وقت لاحق أنه نصب تذكاري في 26 مارس من عام 2004. قاعة كوم تونغ اشترت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة قاعة كوم تونغ في عام 1960. وأستخدمت الكنيسة القاعة من أجل عقد الخدمات العباديَّة وغيرها من أنشطة الكنيسة المحليَّة، فضلاً عن إدارة برامجها الإنسانية. ونتيجة لنمو الكنيسة محليًا وعبر آسيا على مدى العقود الأربعة الماضية، تم نقل مقر الكنيسة من قاعة كوم تونغ إلى مبنى جديد أكبر مكون من أربعة عشرة طابقًا في وان تشاي. ولم تعد الكنيسة بحاجة إلى المبنى وكانت تبحث عن طريقة لبيع ممتلكاتها. وفي أكتوبر من عام 2002، قدمت الكنيسة طلبًا للحصول على تصريح من أجل هدم البناء. ومع ذلك، وبعد الاستماع إلى المخاوف التي أثارها بعض الأعضاء في المجتمع، وسلسلة من المفاوضات مع حكومة هونغ كونغ، توصل مسؤولو الكنيسة إلى توافق في بيع الممتلكات والحفاظ على المبنى. إصلاح الإدارة المدرسية في نوفمبر من عام 2002 أدخل مشروع قانون تعديل التعليم لعام 2002، وتم إقرار المشروع في يوليو عام 2004. وكانت أبرشية هونغ كونغ الكاثوليكية، باعتبإرها واحدة من الهيئات الرئيسيّة التي تدير شبكة من المدارس، قلقة من أن المشروع قد يعرض الأبرشية إلى إدارة المدارس بشكل لا يتوافق مع لرؤيتها ورسالتها، حيث يسمح المشروع لممثلي الآباء والمعلمين ومديري المدارس بالجلوس في لجنة إدارة المدرسة، مما يتسبب في تسيس الجو. نشر الأسقف جوزيف تشن مقالات للتعبير عن آرائه حول مشروع القانون. وكان قد قال في وقت سابق «سنعيد النظر في التزامنا بالتعليم» إذا تم إقرار مشروع القانون، مما أدى إلى قلق الآباء والمعلمين؛ أوضح لاحقًا أنه لا يعني أن أبرشية هونغ كونغ الكاثوليكية ستوقف تشغيل المدارس الكاثوليكية بعد أن تم إقرار مشروع القانون. معرض الصور المراجع مواقع خارجية Roman Catholic Diocese of Hong Kong Anglican Province of Hong Kong هونغ كونغ
ar
doc-ar-8463
المسيحية في بيرو هي الديانة السائدة والمهيمنة، وتعد المسيحية الكاثوليكية كبرى الطوائف المسيحيَّة في البيرو. في إحصاء 2017 عرّف 94.4% من السكان بعمر أكبر من 12 سنة أنفسهم بأنهم مسيحيون، وقد سمّى 76.03% أنفسهم كاثوليك وسمّى 14.07% أنفسهم بالإنجيليين وحوالي 4.4% كانوا من أتباع طوائف مسيحية أخرى، وحوالي 5.0% لا يتبعون أي دين. في القرن السادس عشر كانت تنتشر عبادة الشمس وعناصر الطبيعة ولكن بعد الغزو الأسباني للبيرو أصبح معظم السكان يتبعون مذهب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. على الرغم من أن الدستور ينص على الحرية الدينية إلا أن القانون ينص أيضاً على تعليم الدين في المدارس العامة والخاصة وجعل المادة الدينية جزءاً من المناهج الدراسية عبر كامل المراحل الدراسية؛ والكاثوليكية هي الديانة الوحيدة التي تدرس في المدارس. يضاف إلى ذلك وجود الرموز الدينية المسيحية في أغلب المباني الحكومية والأماكن العامة، كما أنَّ المشهد والثقافة الكاثوليكية متجذّرة ومتداخلة في ثقافة البيرو، حيث كان تأثير الكنيسة في تطوير الثقافة البيروفية هامًا طوال الحقبة الاستعمارية وفي حقبة الجمهورية. تاريخ الحقبة الاستعماريَّة كانت البيرو مقر للعديد من الثقافات التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ومن ضمنها إمبراطورية الأنكا، والتي شكلت بنية اجتماعية واقتصادية مميزة. كانت أكبر إمبراطورية في مرحلة ما قبل اكتشاف كريستوفر كولومبوس أمريكا، والمركز السياسي والعسكري والإداري يقع في بيرو وتحديداً في مدينة كوسكو، وتمكنت مجموعة من السكان الأصليين والكونكويستادور بقيادة فرانسيسكو بيسارو من هزيمة وأسر إمبراطور الإنكا أتاوالبا. طلب فرانسيسكو فدية من الذهب والفضة مقابل الإفراج عن أتاوالبا، ومع أنه تم تسليمه غرفة من الذهب وغرفتين من الفضة، إلا أن فرانسيسكو نكث العهد وقام بإعدام أتاوالبا، وهو ما مكنه من احتلال إمبراطورية الإنكا وفرض الحكم الإسباني. بعد مرور عشر سنوات، قام التاج الإسباني بإنشاء «ممثلية التاج الإسباني في بيرو» التي تضمنت جميع مستعمرات إسبانيا في أمريكا الجنوبية. قام ممثل التاج الإسباني فرانسيسكو دي توليدو بإعادة تنظيم الدولة خلال السبعينيات من القرن السادس عشر، فقد اعتمد على إجبار الأمريكيين الأصليين على العمل، حيث كان استخراج الفضة النشاط الاقتصادي الرئيس في البلاد. تزامن تبشير بيرو مع اكتشاف هذه المناطق في القرن الخامس عشر. فقد وصل إليها المرسلون والمبشرّون غداة اكتشافها. وكانت الجمعيات الرهبانية مثل الدومنيكان والفرنسيسكان واليسوعيون وغيرهم أول وصل للهذه القارة لهذا العمل. أوفد اليسوعيين بعثات كثيرة حول العالم لنشر الإنجيل. تصرفت الجيوش الإسبانية بوحشية ولقد برز بين هؤلاء المرسلين الذين دافعوا عن حقوق وحرية بارتولومي دي لاس كاساس. لم يقوم الإسبان بغزو بيرو عسكريًا فحسب، بل سعوا أيضًا إلى تحويل السكان الأصليين إلى المسيحية. استمرت المعتقدات والممارسات الدينية لشعوب الأنديز الأصليَّة، والتي سعت الكنيسة الكاثوليكية إلى قمعها. وأنشأت أبرشية ليما في 12 فبراير عام 1546 بعد موافقة البابا بولس الثالث؛ وقد بنيت العديد من الكنائس في الفترة الاستعمارية والتي شكلت من مظاهر العمارة الكاثوليكية.<ref>Alfredo Benavides Rodríguez, La arquitectura en el Virreinato del Perú y en la Capitanía General de Chile. 3rd edition’’. Santiago de Chile: Andrés Bello 1988.</ref>Valerie Fraser. The Architecture of Conquest: Building in the Viceroyalty of Peru, 1535-1635. Cambridge: Cambridge University Press 1989. على الرغم من أن الكنيسة الكاثوليكية كانت مدعومة في عملها من قبل التاج الإسباني، إلا أنه كانت هناك العديد من العقبات في البداية في التبشير بمنطقة شاسعة تضم ثلاثة ملايين نسمة. كان تغيير العادات والطقوس القبلية، رغم أنه ليس صعبًا مع الأطفال، أمرًا صعبًا للغاية مع البالغين الذين كانت هذه العادات متجذرة بعمق في ثقافتهم. جعل عدد اللغات الأمريكية الهندية غير المألوفة توصيل الكتب المقدسة أمرًا صعبًا، لأن إتقان إحدى هذه اللغات لم يجعل اللغات الأخرى المنطوقة أسهل في الفهم. بالإضافة إلى ذلك، عانت المنطقة من نقص في أعداد رجال الدين، مما أجبر المبشرين على الحصول على مساعدة من السكان الأصليين الناطقين بالإسبانية. هؤلاء الأفراد ساعدوا الكهنة، وقادوا حركات التعليم، ورعاية الإدارة العامة للرعية. بعد 1570 تم تشكيل مستوطنات للمتحولين من السكان الأصليين والتي عمل فيها كاهن ريفي. إلى جانب هدفهم الأساسي، تعهدت الرهبانيات الكاثوليكية بحماية المتحولين ونشر الثقافة المسيحية. عمل الدومنيكان واليسوعيون بشكل خاص في التعليم العالي، حيث افتتح الدومينيكان 60 مدرسة بحلول عام 1548. تأسست جامعة سان ماركوس في ليما عام 1551، وأدار اليسوعيون كوليجيو دي سان مارتين في ليما، وكلية سان برناردو في كوزكو، وجامعة القديس إغناطيوس من لويولا في كوزكو، بالإضافة إلى حضانات للإطفال في منطقتي ليما وكوزكو ومدارس في جولي. بالإضافة إلى ذلك، نشطت الرهبانيات بالتبشير، وقامت بتوزيع الأراضي البيروفية فيما بينها. بحلول نهاية القرن السادس عشر، كان الدومينيكان قد أسسوا 22 ديرًا، وأسس المرسيداريين 13 ديرًا، بالإضافة إلى المساكن في ليما وأريكويبا وكوزكو. كانت الكنيسة في بيرو خاضعة في البداية لإسقفية إشبيلية، ولكن في عام 1529 تم نصب أول كرسي في تومبيس. تأسست أبرشية ليما الرومانيَّة الكاثوليكيَّة في 14 مايو من عام 1541، ورُفعت الأبرشية إلى مقام أبرشية العاصمة من قبل البابا بولس الثالث في 12 فبراير من عام 1546. وكان أحد أبرز أساقفة الأبرشية تورابيو موجوفيجو وهو قديس في تقاليد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وفي عام 1559، أسس رئيس أساقفة ليما لويسا مستشفى سانتا آنا للهنود الأمريكيين المكون من 12 غرفة، والذي استمر لقرون في العمل بتمويل من الأبرشية. في وقت لاحق تم افتتاح مستشفى سان بارتولومي للسود، ومستشفى سان بيدرو للكهنة ومستشفى نوسترا سينورا دي أتوتشا للأيتام. بالإضافة إلى ذلك، أسست الكنيسة مدارس للأطفال من جميع الأجناس، مع تعليمات تتناسب مع احتياجاتهم. خلال المجمع الثالث (1582 - 1583) كان تحول السكان الأصليين محل اهتمام خاص. أصبحت معرفة اللغات الأصلية إلزامية لمساعدة الكهنة في الاعتراف. بالإضافة إلى ذلك، تم نشر كتب التعليم المسيحي في اللغات المحليَّة. ولدت روزا من ليما في 20 أبريل عام 1586 في ليما عاصمة البيرو حالياً، وهي واحدة من عشرة أبناء رزق بهم شخص اسباني يدعى كاسبار دي فلورِيس وزوجته ماريا دي أوليفيا وقد أعطيت منذ عمادها اسم إيزابيل فلورِيس دي أوليفا. وعرفت بعطفها واهتمامها بالفقراء والمرضى، طوبها البابا كليمنت التاسع عام 1667، وفي عام 1671 اعلنت قداستها. بُنيت بعض الأديرة على مواقع معابد الإنكا. على سبيل المثال، في عام 1605، قامت بعض راهبات من الرهبنة الدومينيكانية ببناء دير سانتا كاتالينا في كوزكو فوق موقع «أكلاهواسي»، وكان دير آخر دير سانتا كلارا، واحدة من المؤسسات الأولى التي بنيت من قبل الفاتحين في كوزكو والذي خدم «النبلاء الهنود»، وبنات النخبة من السكان الأصليين والتي أودت إلى الحكم الأسباني غير المباشر على جبال الأنديز ممكن. درس نبلاء الإنكا في سانتا كلارا إنكا أن «يكونوا مسيحيين» وأن يتلقوا العادات والأخلاق الجيد، ودراسة باللغة الإسبانية، والتي شملت المعرفة، والخياطة، ومحو الأمية. بعد التخرج من الدورة في الثقافة الإسبانية، كانت لهم الحرية في نذر الوعود أو ترك الدير. ورعت الكنيسة الكاثوليكيَّة بناء أول جامعة في القارة الأمريكيَّة وهي جامعة سان ماركوس الوطنية وذلك في عام 1551. كان من القواعد العامة للكنيسة في بيرو الارتقاء إلى مرتبة الكريول الكهنوتية (البيض المولودون في بيرو)، وسرعان ما فاق عددهم عدد رجال الدين من أوروبا. لم يتم استبعاد المستيزو (خليط البيض والهنود الأمريكيين) من الإكليروس الكاثوليكي. خلال الحكم الإسباني سيطر الفن الباروكي على فن العمارة المسيحي رغم ظهور بعض الملامح من الطراز المحلي. ركزت أغلب المواضيع الفنية في هذه المرحلة على المواضيع الدينية كما يتضح في الكنائس التي تعود لتلك الفترة واللوحات الفنية من مدرسة كوسكو. تأسست في القرن السادس عشر محاكم التفتيش البيروفيانية والتي كانت امتدادًا لمحاكم التفتيش الإسبانية في المستعمرات. ولم يكن الفتح الإسباني للإكوادور حدثًا سياسيًا للإسبانيا فحسب، بل حدث ديني أيضًا. نظمت محاكم التفتيش البيروفيانيَّة أول موكب أوتو دا في في 9 يناير سنة 1570، وظلت تمارس تفتيشها في العقائد حتى سنة 1820، كما حظر على غير الكاثوليك الهجرة إلى أقاليم ما وراء البحار الإسبانية، حيث كان يحتاج المهاجرون إلى الحصول على رخصة سفر التي ذكرت أنهم من خلفيَّة كاثوليكيَّة نقيَّة. حيث كان الاعتقاد السائد آنذاك أن العديد من المسيحيين الجدد من ذوي الأصول اليهودية والمسلمة يمارسون شعائر أديانهم القديمة سرًا، وأن عددًا كبيرًا من هؤلاء المسيحيين الجدد كانوا يبطنون اليهودية. ومن هنا أُدخل هذا المصطلح كي يميز «المسيحيون القدامى» أنفسهم عن المتنصرين وذريتهم، الذين كانوا يعدون في نظر الكنيسة والمسيحيين القدامي خطرًا على الإيمان الكاثوليكي القويم، ويُنظر إليهم كهراطقة محتملين. وقد كان المسيحيون الجدد من ذوي الجذور المسلمة يسمون بالموريسكيين، بينما يلقب ذوو الجذور اليهودية بالمارانوس. ومع ذلك، انتشر اليهود والمسلمين المتحولين إلى المسيحية في كافة مستعمرات الإمبراطورية الإسبانية والإمبراطورية البرتغالية في أمريكا اللاتينية وأندمج البعض مع السكان المحليين الكاثوليك مما نتج عن جماعات كاثوليكية عبرانيّة، في حين أندمجت الغالبية في الثقافة الكاثوليكية الهيسبانية. على الرغم من التحديات العديدة، استمر اليسوعيون والفرنسيسكان في التفوق في مارانيون وأوكايالي والمنطقة الشرقية من بوليفيا الحالية. أسس اليسوعيون بعثات مزدهرة في مناطق أنهار مورونا وسانتياغو وشينشيبي. وتعرضت هذه البعثات للتفكك عندما تم طرد اليسوعيين من أمريكا الجنوبية بعد عام 1760. في القرن السابع عشر، دخلت رهبانيات جديدة من الرجال والنساء إلى بيرو، من بينهم البينديكتين، وفرسان القديس يوحنا الله. في القرن الثامن عشر بدأ الكرمليون أنشطتهم الاجتماعية والدينية في البلاد. توسعت رهبانية الإسبتارية للقديس يوحنا الله وسيدة بيت لحم (تأسست الأخيرة في أمريكا) بسرعة. وقاموا ببناء شبكة واسعة من المستشفيات. الاستقلال مع انتشار حركات القومية في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، كان رجال الدين الكاثوليك الكريول متعاطفين مع قضية الاستقلال، التي حاولت السلطات الإسبانية، المدنية والكنسية، محاربتها عبثًا.وقاموا ببناء شبكة واسعة من المستشفيات. لم يكن بوسع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أن تظل غير مبالية «بالنضال» ضد الحكم الإسباني الذي قسم أتباعها. حاول كل من الملكيين والمتمردين كسب قادة الكنيسة إلى جانبهم، مدركين قوة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وتأثيرها على رعاياها. رأى الملكيون أن الكنيسة كانت ملزمة بالحفاظ على الأمانة للملك وأنها ستستفيد من الموارد القانونية التي في متناولها لقمع التمرد. في حين رأي المتمردون أن العديد من رجال الدين الكاثوليك، من المتدينين والعلمانيين، كانوا يميلون بسبب ولادتهم في البيرو إلى الانفصالية، واستغلوا التأثير غير المباشر الذي يمكن أن يمارسه هؤلاء الكهنة، حتى لو لم يتمكنوا من التدخل بنشاط. خلال أوائل القرن التاسع عشر، ظلت بيرو موالية للحكم الإسباني مع أن حروب الاستقلال اكتسحت أمريكا الجنوبية. نظراً لتردد النخبة البيروفية في الاختيار ما بين الاستقلال أو الولاء للملكية الإسبانية، لم يتحقق الاستقلال إلا بعد الحملات العسكرية التي شنها خوسيه دي سان مارتان وسيمون بوليفار. خلال السنوات الأولى للجمهورية، أدت الصراعات المستمرة على السلطة بين القادة العسكريين إلى عدم الاستقرار السياسي، وخلال هذه الفترة، تشكلت الهوية الوطنية للبيرو التي شهدت فشل مشاريع بوليفار لإنشاء اتحاد جنوب أمريكي، وانهيار الوحدة ما بين بوليفيا والبيرو بعد إنشائها بفترة قصيرة. تسبب الاستقلال السياسي في أزمة مؤقتة للقيادة داخل الكنيسة البيروفية حيث غادر الأساقفة المولودون في إسبانيا، الذين أقسموا قسم الولاء للتاج الإسباني. من عام 1821 حتى عام 1835 لم يكن هناك رئيس أساقفة مقيم في ليما. تدريجيًا، ومع ذلك، تم حل أزمة القيادة الأسقفية عندما قام الكونغرس البيروفي، بممارسة الراعي باسم الجمهورية، بتعيين الأساقفة الذين اعترفت بهم روما في النهاية. ساعد عدد كبير من الكهنة المدربين تدريباً عالياً والمتقدمين سياسياً الكنيسة على البقاء على قيد الحياة في فترة ما بعد الاستقلال مباشرة وإقامة علاقة عمل مع الدولة الجديدة، وأصبحت بعد الاستقلال الكاثوليكية دين الدولة. سمحت الموارد الاقتصادية الهائلة للكنيسة الكاثوليكية بعلاقة هادئة مع الحكومة بعد الاستقلال حتى بداية القرن التاسع عشر. في عقد 1830، عندما انزلقت الحكومة في حرب أهلية، ساهمت المساهمة الاقتصادية للكنيسة الكاثوليكية، التي طالب بها كل فصيل سياسي بالتناوب، في إفقارها، حيث تم استهلاك العديد من الممتلكات والكنوز في الحرب. استولى الفصيلان على ما أمكنهما، وصادرا كنوز الكنائس المحلية والعقارات المرتبطة بالمؤسسات والأعمال الخيرية. ازداد الوضع سوءًا مع تعثر الاقتصاد في وقت لاحق من القرن، وصدرت قوانين تتعلق بقمع الأديرة ومصادرة ممتلكاتها؛ وفي قانون عام 1856، نصت الدولة على أن الخزانة العامة تمنح الأساقفة ورجال الدين دخلهم. جلبت حركة الاستقلال معها اتصالًا مباشرًا بالكرسي الرسولي، على الرغم من أن الدولة الجديدة عانت لسنوات عديدة حتى يمكن إعادة تأسيس آلية تعيين الأساقفة. بدأ حق المحسوبية يُمارس من قبل رؤساء الدول عندما افترضوا أنهم قد حلوا محل الامتياز الذي منحه الباباوات لملوك إسبانيا، ولم يعترف الكرسي الرسولي بذلك. تم تطبيع هذا الوضع غير النظامي، في غياب أداة مناسبة (مثل كونكوردات)، من خلال المرسوم الذي وقع عليه البابا بيوس التاسع في عام 1874، والذي ذكر فيه حق رئيس الدولة في المحسوبية وممارسة الصلاحيات المتأصلة في ظل ظروف معينة تم الاعتراف به مؤقتًا. استكملت اللوائح والمتطلبات المُشار إليها في المرسوم بأحكام الدستور، والتي حددت الولادة البيروفية كشرط لتعيين رئيس أساقفة أو أسقف. كما تم منح المؤتمر الحق في إنشاء رؤى جديدة أو قمعها بمبادرة من السلطة التنفيذية. قام رئيس الجمهورية باختيار القساوسة في الكنيسة البيروفية بمشورة وزرائه، واستبعدت السلطة التشريعية من أي مشاركة. تمتع رئيس الجمهورية أيضًا بامتياز تقديم عروض لكبار الشخصيات والكنور في الكاتدرائيات والتنازل عن الموافقة على النصوص البابوية أو رفضها، بموافقة الكونغرس. العصور الحديثة كان تأثير الكنيسة في تطوير الثقافة البيروفية هامًا طوال الحقبة الاستعمارية وفي الجمهورية. كان من بين الكتاب البارزين الراهب الدومينيكاني دييغو دي هوجيدا، مؤلف القصيدة الملحمية الدينية "La cristiada"، في حين أن الشعر الصوفي كتبه رهبان الرهبنة الأوغسطينية وهما فرناندو فالفيردي واليسوعي خوان دي ألوزا والدومينيكاني أدريانو دي أليسيو. ساهم الرهبان الكاثوليك في دراسة اللغات الأصلية: دومينغو دي سانتو توماس، ولويس جيرونيمو دي أوريه، وغونزاليس هولغوين وتوريس روبيو ووثقوا لغة الكيتشوا، بينما كتب بيرتونيو عن لغة أيمارا. يعكس مؤرخو الدير في أعمالهم ليس فقط التاريخ الداخلي والأحداث ولكن أيضًا الحياة اليومية والعادات وأحداث المجتمع. ترأس رجل الدين الكاثوليكي فرنسيس كسفاريوس دي لونا بيزارو منصب رئاسة البيرو مرتين وذلك بين عام 1822 وعام 1833، وشارك فرنسيس كسفاريوس دي لونا بيزارو في الجهود المبذولة من أجل استقلال بيرو وكان رئيس أول مؤتمر تأسيسي عام 1822 وشارك بكتابة دستور عام 1823. بعد تخلي خوسيه دي سان مارتين عن «حامية البيرو»، تم اختيار لونا بيزارو كرئيس مؤقت حتى عام 1823 وذلك مع تنصيب خوسيه دي لا مار. وأيد دي لونا بيزارو حكومة لا مار، ولكن بعد أن حل المجلس العسكري رئاسة لا مار وتلاه تقاعده من الحياة السياسيَّة. أصبح دي لونا بيزارو رئيساً للبرلمان في عام 1827، ورئيساً مؤقتاً لبيرو في عام 1833 إلى أن تم تنصيب الجنرال لويس خوسيه دي أوربيغوسو. وترأس ماريانو هولغوين والذي شغل سابقاً منصب النائب الرسولي عن أبرشية ليما بين عام 1930 وعام 1933، رئاسة الجمهورية لفترة وجيزة. وذلك بعد تجمعل أعيان البلاد واستقالة مجلس الحكم العسكري برئاسة لويس ميغيل سانشيز سيرو. بدأ لاهوت التحرير كحركة كاثوليكية في الخمسينيات والستينيَّات من القرن العشرين، وكان واحد من المؤسسين لحركة لاهوت التحرير غوستافو جوتييريز، وهو لاهوتي من البيرو وكاهن دومينيكاني، وكان قد أمضى قدراً كبيراً من حياته وهو يعمل بين الطبقة العاملة والفقيرة في ليما. وهو الذي صاغ مصطلح «لاهوت التحرير» في عام 1971 عندما كتب مؤلفه «لاهوت للتحرير: التاريخ والسياسة والخلاص». وقد هدف هذا الكتاب إلى يكون استجابة مسيحيَّة لواقع الفقر والظروف السياسية السيئة في أمريكا اللاتينية. ولاقى لاهوت التحرير المعارضة في الولايات المتحدة لاستخدامه «مفاهيم ماركسية»، كما وجه مجمع العقيدة والإيمان الفاتيكاني النصح إليهم في عام 1984 وعام 1986، فقد رفض الفاتيكان بعض أشكال لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية بسبب التركيز على الخطيئة المؤسسية أو الجهازية، ولاعتبار التسلسل الهرمي للكنيسة الكاثوليكية في أمريكا الجنوبية أعضاءً في نفس الطبقة العليا الحاكمة. خلال حكم ألبرتو فوجيموري من عام 1990 حتى عام 2000 تم الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان من خلال اعتراضات الكنائس ومجموعات حقوق الإنسان. تاريخياً تحالفت حكومة بيرو بشكل وثيق مع الكنيسة الكاثوليكية، وتعترف المادة 50 من الدستور بدور الكنيسة الكاثوليكية بأنها «عنصر هام في التطور التاريخي والثقافي والأخلاقي للأمة». ويتلقى رجال الدين الكاثوليك والأشخاص العاديون أجور الدولة بالإضافة إلى المكافآت التي تدفع لهم لهم الكنيسة. وهذا ينطبق على أساقفة البلاد البالغ عددهم اثنين وخمسين، وكذلك على بعض الكهنة الذين تنتشر رعاياهم في البلدات والقرى على طول الحدود. وبالإضافة إلى ذلك تتلقى كل أبرشية إعانة مؤسسية شهرية من الحكومة. في يناير من عام 2018 قام البابا فرنسيس بزيارة بيرو، ووجه البابا فرنسيس نداءاً قوياً لمكافحة الفساد في بيرو ووصفه بأنه «فيروس» اجتماعي وذلك بعد شهر واحد من إصدار رئيس بيرو بيدرو بابلو كوشينسكي عفواً عن ألبرتو فوجيموري الرئيس السابق سجن لإدانته بالكسب غير المشروع وانتهاك حقوق الإنسان. الطوائف المسيحية الكاثوليكية الكنيسة الكاثوليكية البيروفيَّة هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما والمؤتمر الأسقفي البيروفي، يعتنق أغلب البيروفيين المسيحية ديناً على المذهب الروماني الكاثوليكي، الذي يعدّ أكبر مذهب في البلاد، حيث وفقًا للتعداد السكاني من عام 2007 يعتبر حوالي 81.3% من البيروفيين أنفسهم كاثوليك، في حين وفقاً للتعداد السكاني عام 2017 يعتبر حوالي 76.03% من البيروفيين أنفسهم كاثوليك. ويتوزع كاثوليك البلاد على سبعة أسقفيات وتسعة عشرة أبرشيَّة إلى جانب نيابة رسوليَّة. وفقًا للتقاليد المسيحية يعتبر كل من روزا من ليما ومارتن من بوريس رعاة بيرو، ولدى غالبية البلدات والمدن والقرى لديها كنيستها الرسمية الخاصة وقديسها الشفيع. ويعود تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في بيرو إلى الحقبة الاستعماريَّة الإسبانيَّة واستمرت كأهم مؤسسة في فنزويلا في القرن الحادي والعشرين. وتعد الكاثوليكية هي واحدة من الموروثات الرئيسيَّة للحقبة الاستعماريَّة الإسبانية، إلى جانب الإسبانية كلغة الأمة. يمزج الكثير من الذين ينتمون إلى أصول هندية أو مستيزو الشعائر الكاثوليكية مع العقائد الروحية لثقافاتهم التقليدية. مما أدّى إلى نشأة ثقافة كاثوليكية مميزة خاصةً في البيرو حيث دمجت والشعوب الأصلية في البلاد تقاليدهم الدينية مع الكاثوليكية، ويبرز ذلك في طريقة وتقاليد الاحتفالات الكاثوليكية مثل عيد القربان وأسبوع الآلام وعيد الميلاد والتي تمتزج في بعض الأحيان تمتزج مع التقاليد المحليَّة. وفي إطار نظام مستقل تعترف الدولة بالكنيسة الكاثوليكية كعنصر مهم في التكوين التاريخي والثقافي والأخلاقي لبيرو وتقدم لها تعاونها. كما وتحترم الدولة الطوائف الأخرى وقد تنشئ أشكالاً من التعاون معها. البروتستانتية وفقًا لإحصاء عام 2007 عرَّف 12.5% من السكان يعرفون أنفسهم على أنهم من البروتستانت، خصوصًا من الإنجيليين، في حين وفقاً لتعداد سكان عام 2017، شهدت نسبة أتباع الكنائس البروتستانتية نمواً زيادة، حيث عرّف حوالي 18.4% من السكان أنفسهم كبروتستانت. وأشارات بيانات التعداد السكاني أنَّ حوالي 14.07% من السكان عرفوا أنفسهم كإنجيليين، وحوالي 1.6% كأتباع لكنائس مسيحية لا طائفية، وقال حوالي 1.5% أنهم أدفنتست. ولا تزال الكنائس البروتستانتية تنمو بوتيرة أسرع من معدل النمو الوطني، حيث تشهد البلاد في الآونة الأخيرة نمو ملحوظ في أعداد ونسب المذهب الخمسيني البروتستانتي؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حول الديانة في أمريكا اللاتينية'' أن حوالي 17% سكان بيرو من البروتستانت؛ ويشكل الخمسينيين حوالي 52% من مجمل المذاهب البروتستانتية. المورمونية تُقدر كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة أتباعها بأكثر من 568,000 عضو في بيرو. وهناك حاليًا أكثر 764 جماعة للعبادة في بيرو. يوجد حاليًا معبد لدز في بيرو، ويقع في لا مولينا في ليما ومعبد ثان في تروخيو. وفقاً لتعداد السكان عام 2017 قال حوالي 0.4% من السكان أنهم مورمون. المسيحية في المجتمع الثقافة تعود أصول الثقافة البيروفية الكاثوليكية في المقام الأول إلى التقاليد اللاتينية والهسبانية، على الرغم من أنها تأثرت أيضًا بالتقاليد المسيحية الأفريقية والآسيوية المختلفة إضافة إلى المجموعات العرقية الأوروبية الأخرى. سيطر الفن الباروكي على فن العمارة المسيحي رغم ظهور بعض الملامح من الطراز المحلي. ركزت أغلب المواضيع الفنية في هذه المرحلة على المواضيع الدينية كما يتضح في الكنائس التي تعود لتلك الفترة واللوحات الفنية من مدرسة كوسكو. كان تأثير الكنيسة في تطوير الثقافة البيروفية هامًا طوال الحقبة الاستعمارية وفي الجمهورية. كان من بين الكتاب البارزين الراهب الدومينيكاني دييغو دي هوجيدا، مؤلف القصيدة الملحمية الدينية (بالإسبانيَّة: "La cristiada")، في حين أن الشعر الصوفي كتبه رهبان الرهبنة الأوغسطينية وهما فرناندو فالفيردي واليسوعي خوان دي ألوزا والدومينيكاني أدريانو دي أليسيو. ساهم الرهبان الكاثوليك في دراسة اللغات الأصلية: دومينغو دي سانتو توماس، ولويس جيرونيمو دي أوريه، وغونزاليس هولغوين وتوريس روبيو ووثقوا لغة الكيتشوا، بينما كتب بيرتونيو عن لغة أيمارا. يعكس مؤرخو الدير في أعمالهم ليس فقط التاريخ الداخلي والأحداث ولكن أيضًا الحياة اليومية والعادات وأحداث المجتمع. المشهد والثقافة الكاثوليكية متجذّرة ومتداخلة في بيرو يظهر ذلك في الفنون واللغة والحياة السياسية والقانون والموسيقى والحياة الاجتماعية وحياة الأسرة حيث كانت العائلة ومازالت دائمًا ذات أهمية فائقة في ثقافة وتقاليد أمريكا اللاتينية. كما أن الاحتفالات المسيحية الشعبية متجذرة منذ قرون حيث تُقام سنويًا في معظم المدن والبلدات والقرى الأمريكية البيروفية الاحتفالات بالقديسين الشفعاء وتنتشر في الثقافة اللاتينية الكرنفالات وهي احتفالات كبرى تسبق الصوم الكبير، والمهرجانات الدينية الخاصة في عيد الميلاد وعيد الفصح ومسيرات الجمعة الحزينة. الكنيسة والدولة هناك تحالف وثيق بين الكنيسة الكاثوليكية وحكومة البيرو. المادة 50 من الدستور تعترف بدور الكنيسة الكاثوليكية بأنها «عنصر مهم في التطور التاريخي والثقافي، والمعنوي للأمة». وعلى الرغم من أن الدستور ينص على الحرية الدينية إلا أن القانون ينص أيضاً على تعليم الدين في المدارس العامة والخاصة وجعل المادة الدينية جزءاً من المناهج الدراسية عبر كامل المراحل الدراسية (ابتدائية وثانوية). الكاثوليكية هي الديانة الوحيدة التي تدرس في المدارس. يضاف إلى ذلك وجود الرموز الدينية المسيحية في أغلب المباني الحكومية والأماكن العامة. تدفع الدولة رواتب رجال الدين الكاثوليك والعلمانيين العاملين في الكنيسة. وهذا ينطبق على الأساقفة، وكذلك لبعض الكهنة الذين تعينهم الوزارات في المدن والقرى على طول الواقعة الحدود. وبالإضافة إلى ذلك تتلقى كل أبرشية إعانة شهرية من الحكومة المؤسسية. هناك اتفاق وُقِع مع الفاتيكان في عام 1980 منح وضع خاص للكنيسة الكاثوليكية في بيرو. تتلقى الكنيسة الكاثوليكية معاملة تفضيلية في مجالات التعليم والمزايا الضريبية، وهجرة العمال الدينية، وغيرها وفقًا للاتفاق. المعتقدات الدينية وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ 99% من كل من الكاثوليك والبروتستانت في بيرو يؤمن بوجود الله، ويؤمن حوالي 53% من كاثوليك البلاد و68% من البروتستانت بحرفيَّة الكتاب المقدس. ويؤمن حوالي 62% من البروتستانت وحوالي 43% من الكاثوليك بمجيئ يسوع الثاني خلال حياتهم. الإلترام الديني وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 72% من مسيحيي البيرو يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم. وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 35% من المسيحيين يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع. في حين أنَّ 51% من المسيحيين يُداومون على الصلاة يوميًا. على المستوى المذهبي وجدت الدراسة أنَّ البروتستانت هي المجموعات الدينية التي تملك أعلى معدلات حضور وانتظام للطقوس الدينية مع وجود أغلبية من الملتزمين دينيًا. عمومًا يعتبر البروتستانت الإنجيليين أكثر تدينًا من الكاثوليك؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 75% من البروتستانت يُداوم على الصلاة يوميًا بالمقارنة مع 46% من الكاثوليك. ويقرأ حوالي 60% من البروتستانت الكتاب المقدس أسبوعيًا على الأقل بالمقارنة مع 30% من الكاثوليك. ويُداوم 76% من البروتستانت على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع بالمقارنة مع 50% من الكاثوليك. ويصُوم 57% من البروتستانت خلال فترات الصوم بالمقارنة مع 24% من الكاثوليك. ويُقدم حوالي 66% من البروتستانت الصدقة أو العُشور، بالمقارنة مع 12% من الكاثوليك. وقال حوالي 32% من البروتستانت أنهم يشتركون في قيادة مجلس الكنيسة أو مجموعات صلاة صغيرة أو التدريس في مدارس الأحد، بالمقارنة مع 9% من الكاثوليك. القضايا الاجتماعية والأخلاقية عمومًا يعتبر البروتستانت أكثر محافظة اجتماعيًة بالمقارنة مع الكاثوليك؛ يعتبر حوالي 91% من البروتستانت الإجهاض عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 85% من الكاثوليك، ويعتبر حوالي 85% من البروتستانت المثلية الجنسية ممارسة غير اخلاقية وخطيئة بالمقارنة مع 71% من الكاثوليك، حوالي 83% من البروتستانت يعتبر شرب الكحول عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 55% من الكاثوليك، ويعتبر حوالي 79% من البروتستانت العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ممارسة غير أخلاقية بالمقارنة مع 52% من الكاثوليك، ويعتبر حوالي 67% من البروتستانت الطلاق عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 39% من الكاثوليك. معرض الصور المراجع انظر أيضًا المسيحية في أمريكا الجنوبية تاريخ الرومانية الكاثوليكية في أمريكا الهيسبانية
ar
doc-ar-8469
المسيحية في كولومبيا هي أكبر الديانات في البلاد، وتعتبر الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أكبر الطوائف المسيحية في كولومبيا، حيث أنّ حوالي 97% من السكان هم من المسيحيين حسب كتاب حقائق العالم عام 2012. وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أجاب حوالي 77% من الكولومبيين المسيحيين بنعم على السؤال «هل الدين تحتل مكانة هامة في حياتك؟». كانت المسيحية الكاثوليكية الديانة الرسمية للبلاد منذ حقبة الإستعمار الإسباني حتى الإصلاح الدستوري لعام 1991، والتي منحت معاملة متساوية من قبل الحكومة لجميع الأديان. في الفترة الإستعمارية بُنيت الكنائس الكاثوليكية والتي كانت المسؤولة عن معظم المؤسسات العامة، مثل المرافق التعليمية والمرافق الصحية. كما «ورثت» كمية ضخمة من الأراضي، والتي استحوذت عليها الحكومة لاحقًا. يُشار إلى كولومبيا في كثير من الأحيان باسم «بلد القلب المقدس»، وذلك بسبب التكريس السنوي للبلاد إلى قلب يسوع الأقدس من قبل رئيس الجمهورية. تاريخ الحقبة الاستعمارية كانت المنطقة مأهولة في الأصل من قبل قبائل تشيبشا، الذين نزحوا بعد وصول المستكشفين الإسبان على ساحل البحر الكاريبي واستعمار المنطقة باسم مملكة غرناطة الجديدة. تزامن دخول البعثات التبشيريَّة الكاثوليكيَّة في كولومبيا مع اكتشاف المنطقة في القرن الخامس عشر. فقد وصل إليها المرسلون والمبشرّون غداة اكتشافها. وكانت الجمعيات الرهبانية مثل الدومنيكان والفرنسيسكان واليسوعيون وغيرهم أول وصل للهذه القارة لهذا العمل. أوفد اليسوعيين بعثات كثيرة حول العالم للتبشير بالإنجيل، وعمدوا أيضًا إلى تأسيس مستوطنات بشرية تحولت إلى مدن كبرى. في عام 1508 قام المبشرون الفرنسيسكان بالتبشير بالمذهب الكاثوليكي في المناطق النائية في كولومبيا. واستخدمت هذه البعثات نظام الاختزال لتكييف التشيبشا مع حياة المجتمع من خلال تعليم تربية الحيوانات والزراعة والحرف اليدوية. حفزَّ هذا النظام الصناعات الجديدة، وفتح الطرق للتجارة، والأدوات المستوردة، وجلب الحرفيين المدربين لتعليم الحِرف الجديدة. قام المبشرون ببناء الكنائس والمستشفيات وإدارة المدارس حيث تم تعليم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية والترانيم والعقيدة المسيحية. إلى جانب هذه الجهود، أصبح المبشرون مدافعين عن شعب تشيبشا، الذين تعرضوا لسوء المعاملة والاستغلال دون رحمة من قبل الإنكوميندا الساعين إلى السخرة في مزارعهم. تم تنظيم اثنين من الأبرشيات الأولى في البلاد في عام 1534، وتأسست أبرشية بوغوتا الرومانية الكاثوليكية في 11 سبتمبر من عام 1562، وضمت حدود الأبرشية آنذاك معظم الأراضي الكولومبيَّة والأراضي التي تشكل حالياً فنزويلا الغربيَّة. لكن منذ عقد 1770 تقلصت أبرشيَّة بوغوتا الرومانيَّة الكاثوليكيَّة تدريجياً من حيث الحجم، حيث تم تقسيم الإقليم لإنشاء أبرشيات جديدة. بين عام 1540 وعام 1559 شهدت كولومبيا هجرة واسعة النطاق للإسبان والباسكيون الذي قدموا إلى البلاد للإستيطان، وشكلَّ الباسكيون حوالي 8.9% من السكان في تلك السنوات. وجلب الكهنة الباسكيين كرة اليد إلى كولومبيا. كما أبحر اليهود الذين تحولوا إلى المسيحية (مسيحيون جدد) وبعض اليهود السريين مع الغزاة الأوائل. وأندمج بعض المسيحيين من أصول يهودية مع السكان المحليين الكاثوليك مما نتج عن جماعات كاثوليكية عبرانيّة، في حين اندمجت الغالبية في الثقافة الكاثوليكية الهيسبانيَّة. ولا تزال البلاد تضم على كاثوليك من أصول يهودية سفاردية. تأسست البعثة الفرنسيسكانية الأولى رسميًا في عام 1550 بتشييد حراسة سان خوان باوتيستا. وصل الدومنيكان عام 1529، وأسسوا ديرًا في قرطاجنة عام 1549 وواحدًا في العام التالي في سانتافي. أنشأ المرسيداريون ديرًا في كالي عام 1537، في حين أقام الرهبان الأوغسطينيين ديرًا في سانتافي عام 1575 ونظموا مقاطعة نويسترا سينورا دي لا غراسيا عام 1597. في التعليمات التي كتبها رئيس الأساقفة زاباتا دي كارديناس عام 1576 ذكر أنه على رجال الدين الكاثوليك يجب أن ينشئوا في منازل للمرضى بالقرب من الكنيسة، حيث يُمكن أن يتردد السكان الأصليين عليها. ولصيانة المستشفيات كما تم إنشاء دور للمسنين والأرامل والأيتام. في عام 1580 تأسست جامعة سانتو توماس الكاثوليكية في مدينة بوغوتا من قبل الرهبان الدومنيكان هي الجامعة الكولومبية الأقدم والخامسة على مستوى الأمريكتان. واجهت البعثات الكاثوليكية العديد من العقبات في انتشار الإيمان الكاثوليكي في كولومبيا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تعارض الأخلاق المسيحية مع عادات قبائل الشيبشا، مثل تعدد الزوجات وعبادة الأصنام. أثار التبشير بالإنجيل بين القبائل المحلية مقاومة جدية من جانب كل من السيكيك (زعماء القبائل) والأطباء السحرة من جهة ومالكي العبيد الإسبان من جهة أخرى. كانت الصعوبة الأخرى تتمثل في التنوع اللغوي بين القبائل: عندما نجح المبشرون في إتقان لغة مجتمع ما، فإن لغة المجتمع التالي ستربك مرة أخرى جهودهم للتبشير بالمسيحية. كانت هناك أيضًا منافسات بين جماعات الرهبان الدينية التي ضرَّت بالعمل التبشيري إلى جانب تدخل السلطات المدنية في الأمور الكنسية البحتة بسبب الرعاية الكنسية. بالتزامن مع تُطوُّر البعثات الكاثوليكية، تم تطوير التسلسل الهرمي الكاثوليكي: أُقيمت أسقفية سانتا مارتا وقرطاجنة في عام 1534، وأبرشية بوبايان في عام 1546 وأبرشية سانتافيه دي بوغوتا في عام 1564. وكان أول أسقف لسانتا مارتا اختاره ملك إسبانيا وهو ألونسو دي توبس من مدرسة سلامنكا. وتم تأكيد تعيينه في روما. قام أسقف قرطاجني آخر، وهو ديونيزيو دي سانكتيس (1574-1578)، بتأليف أول تعليم كتاب تعليمي للهنود الأمريكيين. وكان خوان ديل فالي أول أسقف للبوبايان، مدافع عن حقوق السكان الأصليين. وعُهد إلى رهبان يوحنا عبد الله رعاية أول مستشفى بُني في البلاد، والذي أصبح يُعرف في النهاية باسم هورتا. عندما وصل المطران باريوس إلى سانتافي عام 1553، وجد عدداً قليلاً جداً من رجال الدين ليخدموا في الأبرشية واسعة النطاق. طلب المساعدة من إسبانيا، لكن عند وفاته لم يكن هناك أكثر من خمسين راهب وعشرين من رجال الدين العلمانيين، وكان جميعهم تقريباً من الإسبان. في عام 1563 أسس الآباء الدومينيكان أستاذاً للغة اللاتينية في دير سانتافي، حيثُ استعد عدد قليل من الكريول للكهنوت. ورُسم رئيس الأساقفة باريوس أول كريولي وأول مستيزو في غرناطة الجديدة. في عام 1573 واجه زاباتا دي كارديناس نقصًا خطيرًا من رجال الدين على الرغم من أنَّ الدومينيكان كان لديهم بالفعل كُرسي للفنون واللاهوت. في عام 1582 أول معهد لاهوتي في سانتافي، كانت مدة هذه المدرسة قصيرة ولكنها كانت ذات أهمية كبيرة في التاريخ الكنسي للبلاد. بحلول نهاية القرن السادس عشر، أقام رهبان يوحنا عبد الله منزلاً حيث مارسوا الطب فيه. في مطلع القرن السابع عشر افتتح اليسوعيون تحت قيادة رئيس الأساقفة لوبو غيريرو (1599-1608) مدارس في قرطاجنة في 1603 وفي سانتافي. في عام 1605 تولى اليسوعيون مسؤولية المدرسة التي أسسها رئيس الأساقفة، وأنشأوا أول صيدلية في سانتافي وأقاموا مقاطعتهم في عام 1610. كان هناك نمو ملحوظ للكنيسة بحلول منتصف القرن السابع عشر، على الرغم من تنوع اللغات الهندية، وتدخل الحكومة، والمنافسة بين الرهبانيات الدينية. وقد مارست الكنيسة الكاثوليكية سلطة سياسية كبيرة أثناء الحكم الاستعماري الأوروبي في كولومبيا، سيطرت الكنيسة على التعليم والمستشفيات وامتلكت ضيعات شاسعة المساحة، وممتلكات غيرها. بالإضافة إلى الحاجات الروحيَّة، أثرَّت الكنيسة في الحياة الفكرية للعصر الاستعماري، حيث تطورت ثقافة فكرية حول المدارس والمعاهد الإكليريكية والجامعات. بدأت المطبعة الأولى، التي أدخلها اليسوعيون في كولومبيا، حيز التشغيل في عام 1738 وطَبعت بشكل أساسي كتب التعليم الديني وكتب العبادة الصغيرة. سرعان ما تشكلت مجموعات من الكتاب الذين قدموا خدمات فكرية للكنيسة من خلال أعمالهم المكتوبة: حيث صاغ الكهنة والرهبان أولى سجلات الغزو والاستعمار، وأصبحوا بارزين في العلوم الإنسانية، وكانوا من الشعراء والكتَّاب المسرحيين والخطباء. كما عززت المذاهب في مصلياتهم والرهبان في أديرتهم من التقدم الثقافي، بينما استقرت الرسالة التربوية في أيدي الكنيسة، بدعم من العرش الإسباني. في هذه المراكز التعليمية، تم تقديم التعليمات بشكل أساسي لأطفال الإسبان، ولكن أيضًا للكولومبيين الأصليين. حدث بعض الاضطهاد ضد الكنيسة الكاثوليكية بعد إعلان الاستقلال عن الإمبراطورية الإسبانية في عام 1819. مع كثافة عملية تحويل السكان الأصليين في كولومبيا، وتعزز الوجود الكاثوليكي بفضل الهجرة الكبيرة من الدول الأوروبية إلى البلاد في القرن الثامن عشر. خلال الحكم الإستعماري كانت الكنيسة تخضع للدولة، وبقيت المسؤول عن تأسيس وتوجيه المدارس لتعليم النخب المحليَّة؛ مثل مدرسة سان بارتولومي، وإل روزاريو وجامعة سانت توماس، وإنشاء المستشفيات، وأعتبرتها الحكومة أداة للمراقبة والتماسك الاجتماعي. في أواخر القرن الثامن عشر، مع إصلاحات البوربون بدأت الحكومة في كسر الحكر الكاثوليكي على الجانب التعليمي. الاستقلال خلال الفترة الاستعمارية، اكتسبت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ثروة كبيرة من الموروثات والمؤسسات ورجال الدين، والتي استخدمتها للخدمات الدينية ودعم الأديرة. ومع ذلك فقد كان خاضعة لنظام باتروناتو، والذي سمح للتاج الإسباني بالتدخل في التعيينات الكنسية، وغيرها من مجالات إدارة الكنيسة. بعد كسر كولومبيا للتاج الإسباني في عام 1819، تولت الدولة الجديدة حق الرعاية في قانون 1824، على الرغم من أن الكرسي الرسولي لم يعترف بذلك أبدًا. بعد فشل الجهود المبذولة لإقامة علاقات دبلوماسية مع الكرسي الرسولي، سنت الحكومة فصلًا دستوريًا بين الكنيسة والدولة في عام 1853، بينما استمرت في السماح للرومانية الكاثوليكية بوضع الدين الرسمي. وعند هذه النقطة بدأ اضطهاد الكنيسة، حيث صادرت الدولة الممتلكات التي تراكمت خلال الحقبة الاستعمارية وانتقلت إلى أيدي الأفراد. في عام 1887 وعام 1892 تم التفاوض على المواثيق لتقليص المستفيد. حيث كان يُمكن لرئيس الجمهورية أن يتدخل بطريقتين فقط في تعيين الأساقفة: في التوصية بالمرشحين للكرسي الرسولي أو باستخدام حق النقض (الفيتو) لأسباب مدنية أو سياسية على من يتم اختيارهم للتعيينات. كتعويض عن تلك الممتلكات التي صادرتها الدولة خلال القرن التاسع عشر، بدأت الحكومة في تخصيص مبلغ سنوي كتعويض للكنيسة. خلال القرن الثامن عشر، تم نقل المنطقة إلى مقاطعات غرناطة الجديدة المتحدة، وتم نقل مقر السلطة ليس فقط لكولومبيا ولكن أيضًا لفنزويلا والإكوادور وبنما إلى بوغوتا. في أعقاب معركة بوياكا عام 1819، أعلنت كولومبيا استقلالها عن الإمبراطورية الإسبانية. جنباً إلى جنب مع فنزويلا، تم تغيير اسم المنطقة إلى الولايات المتحدة الكولومبية قبل سيمون بوليفار، الذي استمر في عام 1822 لتوحيد ليس فقط الولايات المتحدة الكولومبية ولكن أيضًا غرناطة الجديدة وبنما والإكوادور باسم جمهورية كولومبيا الكبرى. انهار هذا الاتحاد في غضون ثماني سنوات، وفي عام 1832 أصدرت كولومبيا وبنما دستورًا مشتركًا ومستقلًا. وبلغت التحالفات المؤقتة المستمرة بين المناطق ذروتها في تشكيل جمهورية كولومبيا في عام 1886؛ أدت حرب الألف يوم التي شنتها الولايات المتحدة في الفترة من 1899 إلى 1902 إلى تقسيم بنما وكولومبيا سياسيًا. في وقت الاستقلال انقسم رجال الدين الكاثوليك بين أولئك الذين دعموا الملك (واقعي) وأولئك الذين فضلوا الاستقلال المطلق (الوطنيون)، وفضل رجال الدين من الأساقفة والنخب الكنسيَّة دعم الخيار الأول، في حين أن كهنة الرعايا والرهبانيات فضلت الخيار الأخير. وتشير البحوث إلى أن الدور الذي لعبه رجال الدين في الاستقلال كان حاسمًا، لأنه ساهم في تعبئة وتجنيد الناس (بسبب تأثيرها الملحوظ على الشعب)؛ بل وعمل القساوسة كقادة عسكريين. بعد استقلال البلاد وقع سيمون بوليفار مرسومًا ينص على أنه يتوجب على الحكومة تعزيز وحماية الكاثوليكية بوصفها الديانة الرسمية للكولومبيين. كان الاتحاد الكنفدرالي الغرناطي دولة فيدرالية تضم أراضي جمهوريتي كولومبيا وبنما الحاليتين فيما بين عام 1858 وعام 1863. تأسست عقب دستور 1858 خلال فترة حكم ماريانو أوسبينا رودريجيث. واستبدلت هذه الوثيقة النظام المركزي الفيدرالي الذي نظمه دستور 1853، وكان بمثابة التمهيد لتشكيل ما يسمى ، وهي الفترة التي فرضت الأفكار الليبرالية الراديكالية الكولومبية تحت مسمى الولايات المتحدة الكولومبية (1863-1886). كما شهدت البلاد فترة عدائية ضد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، من قبل الحكومة الليبرالية الراديكالية. وعلى الرغم من كون معظم سكان كولومبيا كانوا من الرومان الكاثوليك، وشكلَّ الدين جزءًا أساسيًا من الحياة الأجتماعية، وافقت الحكومة على عدد من القوانين الموجهة إلى السيطرة على رجال الدين وممتلكات الكنيسة خلال هذا الوقت. التاريخ الحديث خلال الرئاسة الأولى لتوماس ثيبريانو دي موسكيرا خلال 1849، اعتمد موسكيرا موقف متطرف مع الكنيسة، ووافق على قوانين تصادر ممتلكات الكنيسة وإخضاع رجال الدين لقواعد الحكومة. في عام 1839، نشأ نزاع حول إغلاق الأديرة من قبل كونغرس غرناطة الجديدة. والذي ما لبث أن تحول إلى حرب السوبريمس، والتي استمرت لمدة سنتين إلى أن تحولت إلى صراع حول الحكم الذاتي الإقليمي. وقام بحل الرهبنة اليسوعية في جمهورية غرناطة الجديدة وطرد رئيس أساقفة بوغوتا. وأدى إغلاق الأديرة إلى دفع الراهبات إلى الفقر، على الرغم من أن المواطنين المحليين قاموا بإيواء الراهبات في منازلهم. ووجه كل ذلك انتقادًا مباشرًا من الكرسي الرسولي، مما دفع البابا بيوس التاسع إلى إدانة حكومة كولومبيا. خلال حكومة ماريانو أوسبينا رودريجيث رُحب باليسوعيين مرة أخرى في البلاد وخففت حدة التوترات الدينية. وكانت الولايات المتحدة الكولومبية دولة فيدرالية تضم أراضي جمهوريتي كولومبيا وبنما الحاليتين فيما بين عام 1863 وعام 1886. تبعت الاتحاد الكنفدرالي الغرناطي في 1861، وهو الحدث الذي تم تأكيده مع دستور ريونيجرو سنة 1863، وحلت مكانها جمهورية كولومبيا سنة 1886. أدّت سياسة توماس ثيبريانو دي موسكيرا الصارمة تجاه الكنيسة الكاثوليكية إلى استياء المحافظين في البلاد. حيث تم تمصادرة الأراضي التي تمتلكها الكنيسة ونقلها إلى الصناعيين وتقلص تأثير الكنيسة وحقوقها، وعاد نفوذ الكنيسة من جديد خلال جمهورية كولومبيا. في عام 1948 عانت كولومبيا من تباطؤ اقتصادي، مما أدى إلى انتشار العنف من المناطق الحضرية إلى المناطق الريفية في البلاد. في عام 1953 استولت حكومة عسكرية على السلطة واستقرت في البلاد إلى الحد الذي يُمكن فيه استعادة الحكم الديمقراطي. ابتداء من عقد 1960 بدأ انتشار مجموعات حرب العصابات الصغيرة في عهد الإرهاب في محاولة للإطاحة بالحكومة وتأسيس سياساتهم اليمينيَّة أو اليساريَّة، ومن بينها إعادة توزيع الأراضي. كما هو الحال في بلدان أمريكا الجنوبية الأخرى، شارك بعض قادة الكنيسة في ثورة خاصة بهم، من خلال لاهوت التحرير، من خلال برامج داعمة تفيد الطبقات الفقيرة ولم يوافقوا على الوسائل العنيفة التي يستخدمها رجال حرب العصابات. على الرغم من أن مثل هذه الأعمال غالبًا ما جعلت رجال الدين محور هجمات الجيش الكولومبي، حاول قادة الكنيسة الوساطة المتكررة بين المتمردين والمسؤولين الحكوميين كوسيلة لإنهاء إراقة الدماء. حققت جهود الوساطة من قبل كل من قادة الكنيسة والحكومة - في عام 1990 مع عصابات حركة 19 أبريل المتطرفة وفي عام 1998 مع جيش التحرير الوطني - بعض النجاح، على الرغم من استمرار العنف من قبل الجماعات الأخرى، وفي يونيو عام 1999 عاد جيش التحرير الوطني إلى الهجوم بخطف أكثر من 120 من رواد الكنيسة في كالي. في دستور كولومبيا من عام 1991 أعلنت الدولة الكولومبية فصل الكنيسة الكاثوليكية عن الدولة ونصت على المساواة والحرية الدينية. وعلى الرغم من أن الدولة لا تحتفظ بإحصاءات رسمية عن الانتماء الديني، فإن دراسة استقصائية أجريت عام 2001 كشفتها صحيفة إل تيمبو تشير إلى أن 80 في المائة من السكان من الكاثوليك. في 22 يونيو 2012 نشرت العديد من وسائل الإعلام في كولومبيا والعالم، تقرير بعنوان «البابا يشعر بالقلق إزاء تغلغل الكنائس الخمسنية في كولومبيا» حيث اعترف البابا بندكت السادس عشر بالأثر الثقافي للكنائس الخمسينية في خصوصيات هذا البلد. وفي 11 سبتمبر من عام 2017 قام البابا فرنسيس بزيارة كولومبيا للدعوة إلى مصالحة عقب توقيع الحكومة الكولومبية ومتمرّدو «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» في 24 يونيو من عام 2018 في هافانا اتفاقاً لوقف نهائي لإطلاق النار ونزع سلاح المتمردين، ما رفع آخر عقبة أمام إبرام اتفاق سلام بعد نصف قرن من القتال. الديموغرافيا والطوائف وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حوالي 92% من السكان مسيحيين، منهم 79% من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وحوالي 13% من أتباع الكنائس البروتستانتية. في حين وجدت دراسات أخرى أن 70.8% من السكان من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية و16.7% من أتباع الكنائس البروتستانتية وحوالي 1.8% من السكان من شهود يهوه والأدفنتست. في إدارة أرخبيل سان أندريس يعتنق أغلبية السكان المسيحية ديناً، ويعتنق الرازيال وهم مجموعة أفرو كاريبيَّة ناطقة بالإنجليزية، البروتستانتية خصوصاً على مذهب الكنيسة المعمدانية، وينتشر المذهب الكاثوليكي والأدفنتست أيضاً خصوصاً في جزيرة سان اندرس. الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة الكاثوليكية الكولومبية هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الكولومبي. كانت الكاثوليكية الدين الرسمي للبلاد منذ الإستعمار الإسباني حتى 1991 مع الإصلاح الدستوري، الذي منح مساواة المعاملة من الحكومة لجميع الأديان. ومع ذلك، لا تزال الكاثوليكية الدين الرئيسي في كولومبيا من حيث عدد الأتباع إذ يقدر أتباعها بحوالي 75% من الكاثوليك هم كاثوليك اسميًا في حين 25% هم من الممارسين الكاثوليك. وفقًا كتاب حقائق العالم حوالي 90% من السكان هم كاثوليك و10% آخرون. أفاد حوالي 35.9% من الكولومبيين بأنهم لا يمارسوا إيمانهم بفعالية. تتبع الكنيسة الكاثوليكية الكولومبيَّة أربعة وسبعين أبرشية، وينضوي تحت سلطة الكنيسة الكاثوليكية في كولومبيا أكثر من 120 من الرهبانيات الدينيَّة المختلفة والمنظمات العلمانية الكاثوليكية والتي تدير مئات المدارس الإبتدائية والثانوية والمستشفيات والعيادات ودور الأيتام والكليات، إلى جانب ثمانية جامعات كاثوليكية، ومن بين هذه الجامعات الأكثر شهرًة الجامعة الحبري جافيريانا في كالي، والجامعة الحبرية جافيريانا في بوغوتا، وكلاهما جامعات يسوعية. يعود تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في كولومبيا إلى الحقبة الإستعماريَّة الإسبانيَّة واستمرت كأهم مؤسسة في كولومبيا في القرن الحادي والعشرين. وتعد الكاثوليكية هي واحدة من الموروثات الرئيسيَّة للحقبة الإستعماريَّة الإسبانية، إلى جانب الإسبانية كلغة الأمة. حيث أصبحت المنطقة جزءًا من أراضي الإمبراطورية الإسبانية تحت اسم النيابة الملكية على بيرو. أنشئت الكنيسة الكاثوليكية العديد من التقاليد والهوية والعمارة الكولومبية خلال الفترة الإستعمارية. لعبت البعثات التبشيرية الكاثوليكية دوراً في تثبيت المذهب الكاثوليكي بين السكان الأفارقة والأصليين والسكان الميستيثو. من أدت هجرة الملايين خلال موجة الهجرة الأوروبية إلى كولومبيا الكبيرة من منتصف القرن التاسع عشر إلى البلاد وبشكل خاص من الأصول الإيطاليين والإسبان إلى تعزيز الحضور الكاثوليكي والأوروبي حيث كان غالبيَّة هؤلاء المهاجرين من خلفية دينية كاثوليكية وحملوا معهم الثقافة الكاثوليكية وتقاليدها إلى كولومبيا. واعتنقت أعداد من الدروز في فنزويلا المذهب الكاثوليكي، حيث كان المهاجرون الأوائل يُميلون إلى الاختلاط جيدًا بالسكان المحليين، وإعتنقت لاحقاً أعداد من الموحدون الدروز المسيحية ديناً خصوصاً على مذهب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. تعتبر سيدة المسبحة الوردية في تشيكوينكورا شفيعة الشعب الكولومبي، وغالبًا ما يُشار في التقاليد الكاثوليكية إلى كولومبيا كبلد القلب المقدس، ويرجع ذلك إلى التكريس السنوي للبلاد لقلب يسوع الأقدس بتوجيه من رئيس الجمهورية. وقد تم إعادة تكريس كولومبيا لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر في عام 2008، في احتفال على نطاق البلد اشترك فيه الأساقفة الرئيسيين ومع وجود الرئيس الكولومبي. الكنائس البروتستانتية يشكل أتباع الكنائس البروتستانتية ثاني أكثر المذاهب المسيحية انتشارًا في كولومبيا، وينتمي المسيحيين البروتستانت في كولومبيا في المقام الأول إلى الكنيسة المعمدانية، واللوثرية، والمينوناتية، والخمسينية والأدفنتست. شهدت كولومبيا في الآونة الأخيرة نمو ملحوظ في أعداد ونسب المذهب الخمسيني البروتستانتي؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 حول الديانة في أمريكا اللاتينية أن حوالي 13% سكان كولومبيا من البروتستانت؛ ويشكل الخمسينيين حوالي 56% من مجمل المذاهب البروتستانتية. يُعتبر البروتستانت الإنجيليين أكثر تدنيًا من الكاثوليك؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 86% من البروتستانت يُداوم على الصلاة يوميًا. وحوالي 68% من البروتستانت يقرأون الكتاب المقدس أسبوعيًا على الأقل. في إدارة أرخبيل سان أندريس يعتنق أغلبية السكان المسيحية ديناً، ويعتنق الرازيال وهم مجموعة أفرو كاريبيَّة ناطقة بالإنجليزية، البروتستانتية خصوصاً على مذهب الكنيسة المعمدانية، كما وينتشر مذهب الأدفنتست أيضاً بين سكان جزيرة جزيرة سان اندرس. وتقدر أعداد أتباع كنيسة كنيسة الأدفنتست بحوالي 180,000 شخص. الكنائس المسيحية الشرقية هناك تواجد ملحوظ للكنائس المسيحية الشرقية في كولومبيا وتتكون هذه الكنائس من موجات المهاجرين المسيحيين ذوي الأصول العربيَّة خاصًة من اللبنانيين من الموارنة، والسوريين، والمسيحيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى موجات المهاجرين من الأرمن واليونانيين والروس والأوكرانيين وغيرهم من الشعوب التي يعود أصولها إلى أوروبا الشرقية. يعود أصول الغالبية الساحقة من الشرق الأوسطيين في كولومبيا أساسًا إلى بلاد الشام وما هو الآن سوريا ولبنان والغالبية العظمى منهم أتباع الكنائس المسيحية الشرقية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية. كثيرًا ما يطلق على العرب مصطلح «توركوس» ويرجع ذلك إلى حقيقة أن العديد من الدول العربية كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية في الوقت الذي بدأت فيه موجة الهجرة الكبيرة، ودخل معظم العرب الشوام إلى البلاد مع هويات تركيَّة وكان قد هرب الكثير من العرب الشوام خاصًة المسيحين منهم من سياسة التي اتبعتها العثمانيين. في حين تعود أصول موجات المهاجرين من الأرمن إلى تركيا الحالية بعد المذابح الأرمنية وبوغروم إسطنبول يذكر أن غالبيَّة اليونانيين في كولومبيا هم من أتباع الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية أمّا الأوكرانيين فأغلبهم من أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية. المجتمعات المسيحية المشرقية في كولومبيا لها وجود بارز وهي مندمجة بشكل جيد، ويبرز أبنائها في مجال الأعمال التجاريَّة، والتجارة، والخدمات المصرفيَّة، والصناعة، والسياسة. ويعتبر المسيحيين ذوي الأصول العربيَّة إلى جانب الأرمن في كولومبيا عمومًا «أغنياء ومتعلّمين وذوي نفوذ». وتركت الجاليات المسيحية الشرقية بصمات واضحة بشكل واسع. يذكر أنَّ خوليو سيزار تورباي أيالا والذي تولى رئاسة كولومبيا من عام 1978 حتى عام 1982 كان من أصول لبنانيَّة ومارونية. طوائف مسيحية أخرى تضم البلاد على حوالي 130,000 من أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة إلى جانب 120,000 شخص من شهود يهوه. عدد من الذين ينتمون إلى أصول هنديَّة أو مستيزو أو أفريقية بشكل خاص، يمزجون الشعائر الكاثوليكية مع العقائد الروحية لثقافاتهم التقليدية. الإلترام الديني الغالبية العظمى من مسيحيي البلاد من المتدينين حيث أنَّ حوالي 77% من مسيحيي كولومبيا يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم، ويؤمن 99% من الكاثوليك والبروتستانت بالله، ويؤمن 50% من الكاثوليك وحوالي 73% من البروتستانت بحرفيَّة الكتاب المقدس. وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 50% من المسيحيين يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع. في حين أنَّ 73% من المسيحيين يُداومون على الصلاة يوميًا. وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أن البروتستانت هي المجموعات الدينية التي تملك أعلى معدلات حضور وانتظام للطقوس الدينية مع وجود أغلبية من الملتزمين دينيًا. عمومًا يعتبر البروتستانت الإنجيليين أكثر تدينًا من الكاثوليك؛ وقد وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2014 أنَّ حوالي 86% من البروتستانت يُداوم على الصلاة يوميًا بالمقارنة مع 73% من الكاثوليك. ويقرأ حوالي 68% من البروتستانت الكتاب المقدس أسبوعيًا على الأقل بالمقارنة مع 28% من الكاثوليك. ويُداوم 73% من البروتستانت على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع بالمقارنة مع 50% من الكاثوليك. ويصُوم 53% من البروتستانت خلال فترات الصوم بالمقارنة مع 29% من الكاثوليك. ويُقدم حوالي 69% من البروتستانت الصدقة أو العُشور، بالمقارنة مع 39% من الكاثوليك. وقال حوالي 31% من البروتستانت أنهم يشتركون في قيادة مجلس الكنيسة أو مجموعات صلاة صغيرة أو التدريس في مدارس الأحد، بالمقارنة مع 7% من الكاثوليك. القضايا الاجتماعية والأخلاقية عمومًا يعتبر البروتستانت أكثر محافظة اجتماعيًة بالمقارنة مع الكاثوليك؛ يعتبر حوالي 90% من البروتستانت الإجهاض عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 82% من الكاثوليك، ويعتبر حوالي 85% من البروتستانت المثلية الجنسية ممارسة غير اخلاقية وخطيئة بالمقارنة مع 65% من الكاثوليك، ويعتبر حوالي 76% من البروتستانت شرب الكحول عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 50% من الكاثوليك، ويعتبر حوالي 75% من البروتستانت العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ممارسة غير أخلاقية بالمقارنة مع 53% من الكاثوليك، ويعتبر حوالي 49% من البروتستانت الطلاق عمل غير أخلاقي بالمقارنة مع 30% من الكاثوليك. التأثير في المجتمع أثرَّت الكنيسة في الحياة الفكرية للعصر الاستعماري، حيث تطورت ثقافة فكرية حول المدارس والمعاهد الإكليريكية والجامعات. بدأت المطبعة الأولى، التي أدخلها اليسوعيون في كولومبيا، حيز التشغيل في عام 1738 وطَبعت بشكل أساسي كتب التعليم الديني وكتب العبادة الصغيرة. كما تم بناء الكنائس الكاثوليكية في الفترة الإستعمارية والتي كانت مسؤولة عن معظم المؤسسات العامة، مثل المرافق التعليمية (المدارس والكليات والجامعات والمكتبات والحدائق النباتية والمراصد الفلكية)؛ المرافق الصحية (المستشفيات ودور الحضانة) والسجون. كما «ورثت» كمية كبيرة من الأراضي المنتجة، والتي صودرت في وقت لاحق من قبل حكومة الليبرالية. غالبًا ما يُشار في التقاليد الكاثوليكية إلى كولومبيا كبلد القلب المقدس، ويرجع ذلك إلى التكريس السنوي للبلاد لقلب يسوع الأقدس بتوجيه من رئيس الجمهورية. وقد تم إعادة تكريس كولومبيا لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر في عام 2008، في احتفال على نطاق البلد اشترك فيه الأساقفة الرئيسيين ومع وجود الرئيس الكولومبي. الثقافة المشهد والثقافة الكاثوليكية متجذّرة ومتداخلة في كولومبيا يظهر ذلك في الفنون واللغة والحياة السياسية والقانون والموسيقى والحياة الاجتماعية وحياة الأسرة حيث كانت العائلة ومازالت دائمًا ذات أهمية فائقة في ثقافة وتقاليد كولومبيا. كما أن الاحتفالات المسيحية الشعبية متجذرة منذ قرون حيث تُقام سنويًا في معظم المدن والبلدات والقرى الكولومبيَّة الاحتفالات بالقديسين الشفعاء وتنتشر في الثقافة اللاتينية الكرنفالات وهي احتفالات كبرى تسبق الصوم الكبير، والمهرجانات الدينية الخاصة في عيد الميلاد وعيد الفصح ومسيرات الجمعة الحزينة. خلال القرنين السادس عشر إلى الثامن عشر، كان للكاثوليكية الإسبانية تأثير كبير على الفن الكولومبي. تضع الثقافة الكولومبيَّة الكاثوليكية قيمة عالية للأسرة، وتحبذ الثقافة الكاثوليكية الكولومبيَّة على إنجاب الأطفال باعتبارهم من أهم القيم في الحياة الأسرية. غالبَا ما تميل الأسر المسيحيَّة اللاتينية إلى أن تكون متماسكة ولديها علاقات متينة مع الأسرة الموسعة والتي تشمل الأقرباء، تٌرّكز الثقافة المسيحية الكولومبيَّة على دور الأجداد في تنشئة الأطفال. تلعب الأسرة الممتدة دورًا هامًا للعديد من العائلات المسيحية الكولومبيَّة، وتعتبر لبّ وقلب التجمعات العائليّة الطقوس الدينية التي تُقام في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على وجه الخصوص. مثل التعميد، وأعياد الميلاد، وأول قربانة، والتثبيت، وحفلات الزفاف. ويلعب العرّاب دورًا هامًا في هذه الطقوس. تبدو العلاقة بين الوالدين والعرابين أو المعاونين لهم مهمة ومميزة بطريقة خاصة. حيث يترتب على تلك العلاقات التزامات ومسؤوليات متبادلة قد تكون مفيدة اجتماعيًا للمشاركين. معرض الصور المراجع انظر أيضًا المسيحية في أمريكا الجنوبية تاريخ الرومانية الكاثوليكية في أمريكا الهيسبانية
ar
doc-ar-8476
تُشكل المسيحية في ليتوانيا أكثر الديانات انتشاراً بين السكان، وتأتي في مقدمة الطوائف المسيحية الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وتعد ليتوانيا البلد الأكثر كاثوليكية في دول البلطيق، حيث في التعداد السكاني لعام 2011 عرّف حوالي 77.2% من السكان أنفسهم ككاثوليك. هناك أيضًا مجموعات أصغر من اللوثريين والبروتستانت الإنجيليين الأخرى، فضلًا عن أتباع الديانات الأخرى. كانت ليتوانيا بلاد وثنية انتشرت فيها الكنيسة الكاثوليكية وأصبحت الديانة السائدة على نطاق واسع في أواخر القرن القرن الرابع عشر. وكانت عملية التنصير وقعت في دوقية ليتوانيا الكبرى في عام 1387، بمبادرة من ملك بولندا ودوق ليتوانيا يوغيلا وابن عمه فيتاوتاس، والتي تدل على التبني الرسمي للمسيحية بواسطة الليتوانيون، الأمة الوثنية الأخيرة في أوروبا. انتهى هذا الحدث كواحدًا من أطول وأكثر عمليات التنصير تعقيدًا في التاريخ الأوروبي. وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يُعتبر مسيحيي ليتوانيا واحدة من المجتمعات المسيحيَّة الأكثر تعليمًا حيث أن حوالي 53% من المسيحيين في ليتوانيا حاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة. وتضم البلاد إحدى أكبر التجمعات للشبّان المسيحيين المتدينين في الإتحاد الأوروبي. تاريخ العصور الوسطى منذ أوائل القرن الثالث عشر، تم إنشاء اثنين من التنظيمات العسكريّة الرهبانيّة الصليبيَّة الألمانية، وهم النظام الليفوني وفرسان تيوتون، وتأسست أولى معاقلها على ضفاف نهر دفينا وأراضي تشيمنو على التوالي. ومع تحول السكان إلى المسيحية، شرعت المنظمات العسكريَّة الصليبيَّة في غزو جزء كبير من المنطقة والتي هي الآن لاتفيا وإستونيا، بالإضافة إلى أجزاء من ليتوانيا. وردًا على ذلك، اتحد عدد من الجماعات القبلية البلطيقية الصغيرة تحت حكم مينداوغاس. في عام 1250، دخلت مينداوغاس في اتفاق مع النظام الليفوني؛ بحيث وافقت على المعمودية (الفعل وقع في عام 1251) والتخلي عن ادعائه على بعض الأراضي في غرب ليتوانيا، بعد ذلك تمكن مينداوغاس من الصمود أمام هجوم عسكري من التحالف المتبقي في 1251، وبدعم من الفرسان، حيث ظهر كمنتصر لتأكيد حكمه على ليتوانيا. في 17 يوليو من عام 1251، وقع البابا إنوسنت الرابع اثنين من المراسيم البابويَّة التي أمرت أسقف مدينة تشمنو تتويج مينداوغاس ملكًا على ليتوانيا، وتعيين أسقف ليتوانيا، وبناء كاتدرائية. في عام 1253، تُوِّج مينداوغاس وتم تأسيس مملكة ليتوانيا للمرة الأولى والوحيد في التاريخ الليتواني. في عام 1260، وافق ساموجيتيانز، بعدما أنتصر على فرسان تيوتون في معركة دورب، على الخضوع إلى حكم مينداوغاس بشرط أن يتخلى عن الدين المسيحي. امتثل الملك بإنهاء التحول الطارئ لبلده، وتجددت الحرب المضادة لفرسان تيوتون (في النضال من أجل ساموجيتيا) ووسع من حيازاته الروثينية. ليس من الواضح ما إذا كان هذا مصحوبا لردته الدينية. وكان مينداوغاس المؤسس الرئيسي للدولة الليتوانية. أسس لفترة من الوقت مملكة مسيحية تحت سيطرة البابا بدلاً من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. قتل مينداوغاس في عام 1263 من قبل دومانتاس من بسكوف وترينيوتا، وهو الحدث الذي أدَّى إلى اضطرابات كبيرة واشعال الحرب الأهلية. ترينيوتا، الذي تولى حكم الأراضي الليتوانية، قتل توتفيلاس، وقام بقتل نفسه فيما بعد عام 1264. حكم من بعده فايسفيلكاس ابن مينداوغاس. وكان أول دوق ليتواني معروف أصبح مسيحيًا أرثوذكسيًا وأستقر في روثينيا، وحدد نمطًا أتبعه كثيرون آخرون. قتل فايسفيلكاس في عام 1267 والذي أسفر عن صراع على السلطة بين شفارن وترادينيس؛ والذي انتهى في انتصار لهذا الأخير. كان عهد ترادينيس (1269-1282) أطول وأكثر استقرارًا خلال فترة الاضطرابات. قام ترادينيس بإعادة توحيد جميع الأراضي الليتوانية، وداهم مرارًا وتكرارًا روثينيا وبولندا بنجاح، وهزم فرسان تيوتون في بروسيا وفي ليفونيا في معركة ايزكراوكل في عام 1279. وكانت ليتوانيا الوثنية هدفًا للحملات الصليبية المسيحية الشمالية والتي قادتها التنظيمات العسكريّة الرهبانيّة الصليبيَّة الألمانية، وهم النظام الليفوني وفرسان تيوتون. بعد وفاة ترادينيس، انتهى الفرسان الصلبيين من فتح أراضي قبائل البلطيق الغربيَّة، وكان بإمكانهم التركيز على ليتوانيا، وخاصة على ساموجيتيا، لربط فرعين من النظام. وشرع فرسان تيوتون في غزو أراضي قبائل البلطيق الأخرى: نادروفيان وسكالفيان بين الأعوام 1274 حتى 1277 ويوتفينيانز في عام 1283. وأكمل النظام الليفوني غزوه لسيميغاليا في عام 1291. أستولت عائلة جيديميناس، والتي كان أفرادها على وشك تشكيل سلالة ليتوانيا العظيمة، على حكم دوقية ليتوانيا الكبرى في عام 1285 تحت بوتجيديس. وكان على السلالة التعامل مع الغارات المستمرة من قبل فرسان تيوتون، وقام بمحاربة الكوتونات التوتونيَّة، وإلى جانب ذلك قام بجهود دبلوماسية داهية من خلال التعاون مع حكومة ريغا في عام 1322 وعام 1323 من خلال الاستفادة من الصراع بين الفرسان ورئيس الأساقفة فريدريش فون بيرنشتاين من ريغا. وقام جيديميناس بتوسيع الروابط الدولية لليتوانيا من خلال إجراء المراسلات مع البابا يوحنا الثاني والعشرون وكذلك مع الحكام ومراكز السلطة الأخرى في أوروبا الغربية، ودعا المستعمرين الألمان إلى الإستقرار في ليتوانيا. وردًا على شكاوى جيديميناس حول العدوان من فرسان تيوتون، أجبر البابا الفرسان على معاهدة سلام لمدة أربع سنوات مع ليتوانيا في عام 1324. وقد حاول مندوبين البابا في نشر المسيحية في ليتوانيا، لكن المحاولة لم تحقق أي نجاح. ومنذ عصر مينداوغاس، حاول حكام البلاد كسر العزلة الثقافيَّة لليتوانيا، من خلال الانضمام إلى العالم المسيحي الغربي، وبالتالي حماية الأراضي الليتوانيَّة من غزوات فرسان تيوتون، ولكن الفرسان وغيرها من المصالح تمكنت من عرقلة العملية. في القرن الرابع عشر، حاول الدوق غيديمين التعمد (1323-1324) وتطبيق المسيحية الكاثوليكية في بلاده، حيث في أكتوبر من عام 1323 اجتمع في فيلنا ممثلون لرئيس أساقفة ريغا وأسقف دوربات وملك الدنمارك وممثلين عن الإرساليات الدومنيكية والفرنسيسكانية، وزعيم الفرسان التيوتونيين، عندما نفذ غيديمين وعوده وتعهد بأن يتم تعميده حال وصول المندوبين البابويين. وتم توقيع ميثاق في فيلنا، «باسم العالم المسيحي بأجمعه»، بين غيديمين والمندوبين، يؤكد الامتيازات الموعودة. لكن محاولة أحبطت من قبل الحكام الساموجيتيين وجديميناس الأرثوذكس. شكل حكم آل جيديميناس على دوقية ليتوانيا الكبرى أهمية كبرى في التاريخ الليتواني حيث كانت المرة الأولى التي اعترف في ليتوانيا كقوة عظمى، ويرجع ذلك أساسًا إلى مدى توسعها الإقليمي إلى روثينيا. وكانت ليتوانيا حالة فريدة من نوعها في أوروبا حيث كانت مملكة «وثنية» وقوة عسكرية سريعة النمو معلقة بين عوالم المسيحية البيزنطية واللاتينية. في القرن الرابع عشر، قبل العديد من الأمراء الليتوانيين الذين كانوا يحكمون أراضي روس الديانة المسيحية على مذهب الأرثوذكسية الشرقية، وتبنوا الأعراف والأسماء الروثينية من أجل الاندماج في ثقافة رعاياهم. ومن خلال هذه الوسائل، تم الاندماج في هيكل الدولة الليتوانية دون إزعاج أساليب الحياة المحلية. وكانت الأراضي الروثينية المكتسبة أكبر بكثير، وأكثر كثافة سكانية وأكثر تطورًا من حيث تنظيم الكنيسة ومحو الأمية من أراضي ليتوانيا الأساسية. وهكذا تمكنت الدولة الليتوانية من العمل بسبب مساهمات ممثلي الثقافة الروثينية. في حوالي عام 1318، تزوج الجديميناس الابن الأكبر لجرداس من ماريا فيتبسك، ابنة الأمير ياروسلاف من فيتبسك، واستقر في فيتبسك لحكم الإمارة. ومن من بين أصل سبعة أبناء لجيديميناس، بقي أربعة منهم على الديانة وثنية في حين تحوّل ثلاثة منهم إلى المسيحية على مذهب الأرثوذكسية الشرقيَّة. عند وفاته، قسم جيديميناس امارته بين الأبناء السبعة، ولكن الوضع العسكري الهش في ليتوانيا، وخاصًة على الحدود التوتونية، أجبر الإخوة على الحفاظ على البلاد معًا. من عام 1345، تولى ألجيرداس منصب الدوق الأكبر في ليتوانيا. واستمرت الحرب مع فرسان تيوتون منذ عام 1345، وفي عام 1348 هُزم الفرسان الليتوانيين في معركة ستريفا. وطلب كستوتيس شقيق ألجيرداس من كازيمير الثالث الأعظم ملك بولنجا التوسط مع البابا على أمل تحويل ليتوانيا إلى المسيحية، ولكن النتيجة كانت سلبية، حيث أخذت بولندا من ليتوانيا في عام 1349 منطقة هاليتش وبعض الأراضي الروثينية إلى الشمال. وتحسنت حالة ليتوانيا من عام 1350، عندما شكل ألجيرداس تحالفًا مع إمارة تفير. وتنازلت ليتوانيا عن هاليتش، مما أدى إلى عقد السلام مع بولندا في عام 1352. وشرع ألجيرداس وكيستوتيس في تنفيذ سياسات لتوسيع أراضي ليتوانيا. توفي ألجيرداس في عام 1377، وأصبح ابنه يوغيلا دوق ليتوانيا الأكبر بينما كان كستوتيس لا يزال على قيد الحياة. وكان الضغط التوتوني في ذروته، وكان يوغيلا يميل إلى التوقف عن الدفاع عن ساموجيتيا من أجل التركيز على الحفاظ على الإمبراطورية الروثينية الليتوانيَّة. في عام 1386 تم تعميده بعد زواجه من ملكة بولندا جادويغا دي أنجو، وفي عام 1387، أقر يوغيلا تحول ليتوانيا إلى اعتناق الديانة المسيحية. وتولى مُلك بولندا منفردًا بدايةً من عام 1399، وذلك عقب وفاة جادويغا ملكة بولندا، واستمر حكمه للبلاد لمدة خمسة وثلاثين عامًا، ويرجع له الفضل في إرساء قواعد الإتحاد البولندي الليتواني. ويعتبر يوغيلا آخر حاكم وثني لدوقية لتوانيا في العصور الوسطى. وبعد أن أصبح ملكًا لبولندا، بعد تشكيل اتحاد كرافو، واجه الاتحاد البولندي الليتواني المشكل حديثًا القوة المتنامية لفرسان تيوتون. وحكمت سلالة ياغيلون الملكية كلتا الدولتين حتى عام 1572، وأصبحت واحدة من الأسر الحاكمة الأكثر نفوذًا في أوروبا الوسطى والشرقية، وذلك في أواخر العصور الوسطى وأوائل الحقبة الحديثة. كان العديد من الأمراء الروثينيون مسيحيين الأرثوذكس، كما تحول العديد من الأمراء الليتوانيين إلى الأرثوذكسية، وكانت الكنائس والأديرة الروثينية منازل للرهبان المتعلمين، من خلال كتاباتهم (بما في ذلك ترجمات الإنجيل مثل الأناجيل أوسترومير) ومجموعات من الفن الديني. كان يوجد في فيلنيوس في القرن الرابع عشر حي روثيني يسكنه مواطنون أرثوذكس ليتوانيين، وضم الحي كنيستهم. وكان دكان الدوق الكبير في فيلنيوس يعمل من قبل الكنيسة الأرثوذكسية، كما وتعبد الروثينين باللغة السلافونيَّة الكنسيَّة، يذكر أن أهم وثائق الدوقية الكبرى، مثل متريكا الليتوانية وسجلات ليتوانيا والنظام الأساسي لليتوانيا، كانت مكتوبة بهذه اللغة. سلالة جيديمينز مع توسع قوة دوقات أمير ليتوانيا إلى الجنوب والشرق، قام الروثينيون السلافيون الشرقيون بتأثير على الطبقة الحاكمة في ليتوانيا. وجلبوا معهم القداس باللغة السلافونيَّة الكنسيَّة وهي لغة وضعت لخدمة احتياجات المحكمة الليتوانية وقامت إنتاج وثائق لبضعة قرون. وبهذه الوسائل حوَّل الروثينيون فيلنيوس إلى مركز رئيسي لحضارة كييف روس. ومع قبول يوغيلا دوق ليتوانيا الأكبر المسيحيَّة على مذهب الكاثوليكيَّة في عام 1385، كانت العديد من أفراد عائلته قد استوعبوا إلى حد كبير في المسيحية الأرثوذكسية وأصبحت الأرثوذكسية متجذرة (جزئيًا نتيجة للسياسة المتعمدة من البيت الحاكم جيديمينيد). وكان التأثير الكاثوليكي على البلاد من خلال الاتصالات مع المستوطنين الألمان والتجار والمبشرين من ريغا، وقد تزايد التأثير الكاثوليكي في جميع أنحاء المنطقة الشمالية الغربية من الإمبراطورية، والمعروفة باسم ليتوانيا السليمة. وتواجد الفرنسيسكان والدومينيكان في فيلنيوس خلال زمن جيديميناس. وقام كل من كستوتيس في عام 1349 وألجيرداس في عام 1358 بالتفاوض مع البابا والإمبراطور الروماني المقدس وملك بولندا لتحول البلاد للمسيحيَّة. وهكذا فإن المسيحية في ليتوانيا شملت كلًا من الأشكال الكاثوليكيَّة والأرثوذكسيَّة. التحول بالقوة التي مارسها فرسان تيوتون كانت في الواقع عائقًا أخرَّ تقدم المسيحية الغربية في الدوقية الكبرى. ووافق يوغيلا على أن يصبح كاثوليكيًا وتعميده بعد زواجه من ملكة بولندا جادويغا دي أنجو في فبراير من عام 1386. وأعقب معمودية يوغيلا تبني ليتوانيا للمسيحية نهائيًا ورسميًا. وفي خريف عام 1386، عاد الملك إلى ليتوانيا وشارك في مراسم التحول الشامل وتنصير عامة الشعب. وقد رافق إنشاء الأسقفية في فيلنيوس في عام 1387 موقفًا سخيًا للغاية من المزارعين والفلاحين للكنيسة. أدى هذا على الفور إلى تحول الكنيسة الليتوانية إلى أقوى مؤسسة في البلاد. أما البويار الليتوانيون الذين قبلوا التعميد فكانوا يُكافأون بمزايا محدودة للغاية لتحسين حقوقهم القانونية. وتم منح سكان مدينة فيلنيوس الحكم الذاتي. وشرعت الكنيسة في مهمتها الحضارية لمحو الأمية وتطوير التعليم من خلال بناء شبكة من المدارس. وفي عام 1403 منع البابا فرسان تيوتون من شن حرب ضد ليتوانيا. وأسفرت علاقة السلالة مع بولندا إلى علاقات دينيَّة وسياسيَّة وثقافيَّة وزيادة للنفوذ الغربي بين النبلاء الليتوانيين الأصليين، وبدرجة أقل بين البويار الروثينيين الشرقيين والسكان الليتوانيين المحليين. مُنح الكاثوليك معاملة تفضيليَّة وإمكانية الوصول إلى المناصب العليا بسبب سياسات فيتاوتاس عام 1413 هدف تأكيد حكم النخبة الليتوانية الكاثوليكية على أراضي روس. هذه السياسات زادت من الضغوط على النبلاء للتحول إلى الكاثوليكية، وأصبحت فروع عائلة جيديمينز أبرز حكام البلاد. تحت فيتاوتاس بُنيت شبكة من المداراس، ووقعت ليتوانيا تحت تأثير الثقافة الأوروبية ودمجت بلاده مع التقاليد المسيحية الغربية الأوروبيَّة. بعد وفاة فيتاوتاس في عام 1430، اندلعت حرب أهلية أخرى (الحرب الأهلية الليتوانية من عام 1431 حتى عام 1435)، وحَكم ليتوانيا من قِبل خلفاء منافسين. بعد ذلك، كسر نبلاء ليتوانيا في مناسبتين الاتحاد بين بولندا وليتوانيا عن طريق اختيار الدوقات الكبرى من جانب واحد من سلالة ياغيلون. في عام 1440 نصبَّ اللوردات اللتوانيون كازيمير الرابع، الابن الثاني ليوغيلا، لحكم الدوقية الكبرى. وكانت العلاقة الدائمة بين الدولتين مفيدة للبولنديين والليتوانيين والروثينيين والكاثوليك والأرثوذكس، وكذلك لحكام ياغيلون أنفسهم، الذين ضمنوا حقوقهم الوراثيَّة في ليتوانية عمليًا من خلال انتخابهم كملوك وفقًا للعادات المحيطة الانتخابات الملكية في بولندا. ومنذ القرن السادس عشر إلى منتصف القرن السابع عشر، ازدهرت الثقافة والفنون والتعليم في ليتوانيا، مدفوعًا بعصر النهضة والإصلاح البروتستانتي. دخلت الأفكار اللوثرية للإصلاح إلى اتحاد ليفونيان بحلول عام 1520، وسرعان ما أصبحت اللوثرية الدين السائد في المناطق الحضرية في المنطقة في لاتفيا وإستونيا، في حين ظلَّت ليتوانيا كاثوليكية. الكومنولث البولندي الليتواني تشكلَّ الكومنولث البولندي الليتواني بعد اتحاد لوبلين بين مملكة بولندا ودوقية ليتوانيا في 1569. وامتلك الاتحاد الجديد نوعا فريدا من الحكم خاص به بين الدول التي كانت تعاصره النظام السياسي في الكومنويلث (المعروف باسم ديموقراطية النبلاء أو الحرية الذهبية) وكان يتسم بالضوابط الصارمة على السلطة الملكية. هذه الضوابط تم سنها من قبل السلطة التشريعية (مجلس النواب) التي تسيطر عليه طبقة النبلاء. هذا النظام السياسي كان له الكثير من المفاهيم المشتركة مع الديموقراطية الحديثة، ملكية دستورية وفدرالية. الدولتان المؤسستان للكومنويلث كانتا متساويتين في الحقوق، قبل سيادة بولندا كطرف في المعاهدة. امتاز الكومنولث البولندي الليتواني بمستوى عال من التنوع الثقافي والعرقي وتسامح ديني لا مثيل له في أوروبا المسيحية،<ref name="ستيفان">هالينا ستيفان, العيش في الترجمة: الكتاب البولنديون في أمريكا, رودوبي رودوبي 2003, ISBN 90-420-1016-9, مطبعة غوغل ص 373. مقتبس من المطالعة السمارانية رحلة جرائدية: امتاز الكومنولث البولندي اللتواني [...] بمستوى عال من التنوع الثقافي والعرقي وتسامح ديني في أوروبا. روبرت بورتن، في طب ميلونشولي, اول طبعة في 1621, كتاب بولندا: "بولندا هي وعاء لجميع الأديان [...] </ref> مع ذلك مستوى ذلك تطر مع الوقت. كان معظم السكان السلاف الشرقيين من الدوقية الكبرى في الغالب من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، وكان ظل العديد من نبلاء الدولة الليتوانيَّة على مذهب الأرثوذكسيَّة. وخلافًا للشعب القاطن في عوالم ليتوانيا، تحولت أجزاء كبيرة من النبلاء في وقت تقريبا من اتحاد لوبلين في عام 1569 إلى المسيحية الغربية. بعد حركة الإصلاح البروتستانتي، تحولت العديد من العائلات النبيلة إلى الكالفينية في عقد 1550 وعقد 1560، لتعود لاحقًا مع الإصلاح المضاد في الكومنولث إلى الرومانيَّة الكاثوليكيَّة. وقد كان الوجود البروتستانتي والأرثوذكسي قويًا جدًا، لأنه وفقا لمصدر مبالغ فيه بلا شك في أوائل القرن السابع عشر، «لم يبق سوى ألف كاثوليكي» في ليتوانيا في ذلك الوقت. في أوائل جقبة الكومنولث البولندي الليتواني كان التسامح الديني هو القاعدة وصدر رسميًا من قبل اتحاد وارسو في عام 1573. وبحلول عام 1750 كان الكاثوليك الإسميين يشكلون حوالي 80% من سكان الكومنولث، والغالبية العظمى من المواطنين النبلاء والهيئة التشريعية بأكملها. في الشرق، كان هناك أيضًا أتباع في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. ومع ذلك انقسم الكاثوليك في الدوقية الكبرى، حيث كان نصف الكاثوليك من أتباع الطقوس اللاتينية وذات ولاء قوي لروما. أما الآخرون (ومعظمهم من الروثينيين غير النبلاء) فقد اتبعوا الطقوس الشرقية، وكان يطلق عليهم بالوحدويين، وقد تأسست كنيستهم الكاثوليكية الشرقية خلال اتحاد بريست في عام 1596، واعترفوا بالطاعة الإسميَّة فقط لروما. في البداية حصلت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على امتيازات متقدمة مقابل تراجع نفوذ الكنيسة الأرثوذكسية. ومع ذلك بعد التقسيم الأول للكومنولث في عام 1772 حصل الأرثوذكس على دعم من الحكومة. وقد أولت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية اهتمامًا خاصًا بالكنائس الكاثوليكية الشرقية وحاولت إعادتهم للمذهب الأرثوذكسيَّ. وكان التنافس سياسي وروحي وذلك من خلال بناء المدارس والضغط الذي مارسه النبلاء وأصحاب الأملاك. وبحلول عام 1800 أصبح أكثر من مليونين من أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية أرثوذكس شرقيين، وحوالي 1.6 مليون بحلول عام 1839.Kenneth Scott Latourette, Christianity in a Revolutionary Age (1959) 2:466-67 العصور الحديثة بعد عقود من القوة والعصر الذهبي، دخل الكومنويلث مرحلة انحطاط سياسي، واقتصادي وعسكري. في عام 1795 انحل الكومنويلث وأصبح معظم الأراضي الليتوانيَّة جزء من الإمبراطورية الروسية. وإعتنق السواد الأعظم من سكان ليتوانيا المسيحية دينًا، وانتمى أغلب المؤمنين بهذا الدين إلى المذهب الروماني الكاثوليكي، وذلك على خلاف السواد الأعظم من سكان الإمبراطورية الروسية، حيث انتمى أغلب السكان إلى المذهب الأرثوذكسي الروسي. خلال الصحوة القوميَّة الليتوانيَّة في القرن التاسع عشر ومع نمو الإحياء القومي، أصبحت السياسة الروسية أكثر قسوة. ووقعت هجمات ضد الكنائس الكاثوليكية في حين استمر الحظر على الصحافة الليتوانية. ومع ذلك، في أواخر القرن التاسع عشر تم رفع حظر على اللغة الليتوانية. وفي 5 ديسمبر من عام 1905 قدم النظام الروسي القيصري عددا من التنازلات نتيجة انتفاضة عام 1905. وقد سمح لدول البلطيق مرة أخرى باستخدام لغاتها الأصلية في التعليم والخطاب العام، وتم بناء الكنائس الكاثوليكية في ليتوانيا. احتل الألمان ليتوانيا وجمهوريات البلطيق عام 1915، أثناء الحرب العالمية الأولى(1914-1915). في عام 1918 أُعلن الاستقلال. وتولى انتاناس سمتانا منصب رئيس جمهورية ليتوانيا في مايو 1926. وللمرة الأولى، فقدت الكتلة التي كان يقودها الحزب الديمقراطي المسيحي الليتواني الأغلبية وذهب إلى المعارضة. ووجهت لهه انتقادات حادة لتوقيعه على معاهدة عدم الاعتداء السوفياتية الليتوانية واتهمت «بالشفيا». ونتيجة للتوترات المتزايدة، تمت إزاحة الحكومة خلال انقلاب ليتوانيا عام 1926. وكان الانقلاب الذي نظمه الجيش، بدعم من اتحاد القوميين الليتوانيين والديمقراطيين المسيحيين الليتوانيين. وأدت فترة ما بين الحربين الحربيتين إلى تطوير الصحافة الليتوانية والأدب والموسيقى والفنون والمسرح فضلاُ عن نظام شامل للتعليم مع اللغة الليتوانية كلغة للتعليم. وتم توسيع شبكة المدارس الابتدائية والثانوية وأنشئت مؤسسات للتعليم العالي في كاوناس؛ وكان تأثير الكنيسة الرومانية الكاثوليكية كبير. عند نشوب الحرب بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي، قامت الأولى باحتلال جمهوريات البلطيق عام 1941، إلى أن أعاد الجيش الأحمر احتلالهم وإعادتهم تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي. على امتداد تاريخ الجمهورية الليتوانية السوفيتية الاشتراكية أي بين الأعوام (1941-1991)، قمعت السلطات السوفياتية واضطهدت مختلف أشكال المسيحية بدرجات مختلفة تبعًا لحقبة محددة. إن السياسة السوفياتية المعتمدة على الأيديولوجية الماركسية اللينينة، جعلت الإلحاد المذهب الرسمي للإتحاد السوفيتي، وقد دعت الماركسية اللينينية باستمرار السيطرة والقمع، والقضاء على المعتقدات الدينية. وكانت الدولة ملتزمة بهدم الدين،Froese, Paul. "'I am an atheist and a Muslim': Islam, communism, and ideological competition." Journal of Church and State 47.3 (2005) ودمرت الكنائس، سَخِرت من القيادات الدينينة وعرضتهم للمضايقات ونفذت بهم أحكام الإعدام، وأغرقت المدارس ووسائل الإعلام بتعاليم الإلحاد، وبشكل عام روجت للإلحاد على أنه الحقيقة التي يجب على المجتمع تقبلها.Haskins, Ekaterina V. "Russia's postcommunist past: the Cathedral of Christ the Savior and the reimagining of national identity." History and Memory: Studies in Representation of the Past 21.1 (2009) وتم ترحيل العديد من الشخصيات الفكرية الرائدة ومعظم الكهنة الكاثوليك، وعاد العديد منهم إلى ليتوانيا بعد عام 1953. وعلى الرغم من ذلك استمر اضطهاد الكنيسة الكاثوليكية بعد عقد 1953. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي واستقلال ليتوانيا عام 1991؛ تم إلغاء التشريع المناهض للأديان ونص الدستور على ضمان حرية الدين، والفصل بين الكنيسة والدولة، والحقوق الفردية لخصوصية العقيدة والدين؛ ولا تزال التقاليد المسيحية ما تزال موجودة منها الاحتفال في عيد القديس يوحنا وعيد الميلاد وعيد الفصح. وفقاً لمركز بيو تربى نحو 95% من سكان ليتوانيا على المسيحية، بينما يعتبر 93% من السكان أنفسهم مسيحيين في عام 2017، أي أنَّ نسبة السكان المسيحيين مستقرة. في سبتمبر من عام 2018 قام البابا فرنسيس بزيارة رعوية إلى دول البلطيق، خلال الزيارة ترأس البابا فرنسيس صباح قداساً في ليتوانيا، حيث خلف «الستار الحديدي» لعبت الكنيسة الكاثوليكية دوراً رئيسياً في المقاومة غير العنيفة للسوفيات وخصوصا في ليتوانيا الوحيدة بين دول البلطيق الثلاث ذات الغالبية الكاثوليكية.الباب فرنسيس يزور ليتوانيا المحطة الأولى من جولة في دول البلطيق وقال البابا في رسالة فيديو موجهة لشعوب الدول الثلاث «تصادف زيارتي مع الذكرى المئويّة لاستقلال بلدانكم والتي ستُكّرِم جميع الذين ومن خلال تضحياتهم في الماضي جعلوا الحريّة ممكنة في الحاضر». وزار البابا فرنسيس في فيلنيوس متحف الاحتلالات والنضالات من أجل الحرية الذي أقيم في مقر الشرطة السرية النازية ثم الاستخبارات السوفياتية. وكانت من محطات الزيارة صلاته أمام نصب ضحايا حي اليهود في فيلنيوس بعد 75 عاماً على تدميره. الطوائف المسيحية الكاثوليكية وفقًا للتعداد السكاني لعام 2011 ينتمي 77.2% من الليتوانيين إلى الكنيسة الكاثوليكية. ومنذ القرن الرابع عشر أعتبرت ليتوانيا دولة مسيحية وأمّة كاثوليكية. ويتوزع كاثوليك البلد على ثماني أبرشيات، بما في ذلك مطرانياتين. حافظت ليتوانيا على هويتها الكاثوليكية تحت حكم الإمبراطورية الروسية وفي وقت لاحق في إطار الاتحاد السوفياتي عندما قاد بعض القساوسة الكاثوليك المقاومة ضد النظام الشيوعي الذي يتم الاحتفال به في تلة الصلبان بالقرب من سياولياي، والذي تحول إلى مزار للمقاومة المناهضة للشيوعية. واصلت الكنيسة النشاط السياسي بعد الاستقلال ضد الاشتراكية والليبرالية، وخاصًة في المسائل الأخلاقيَّة. بنيت الكنيسة الأولى في ليتوانيا، من المفترض من قبل الدوق الكبير مينداوغاس في القرن الثالث عشر وهي بحسب التقاليد كاتدرائية فيلنيوس، والتي دمرت مرارًا وتكرارًا في تاريخها الطويل. أقدم كنيسة على قيد الاستعمال هي كنيسة القديس نيقولا، والتي بنيت في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وتقع في فيلنيوس، ومبنيه على الطراز القوطي والروماني. وتعتبر كنيسة القديسة حنة تحفة من العمارة القوطية. وتختفظ كنيسة بوابة داون على أيقونة مريم العذراء أم الرحمة'' وهي أبرز المآثر المعمارية الكاثوليكية المبنيه على طزار عصر النهضة، وهي واحدة من الأماكن المقدسة في ليتوانيا والأكثر زيارة من قبل الحجاج. الأرثوذكسية تصل نسبة الأرثوذكس الشرقيين إلى 4.1% من السكان، معظمهم من الأقلية الروسية. في حين شكل المؤمنين القدماء حوالي 0.8% من مجمل السكان. ويعود حضور الكنيسة في البلاد أساسًا إلى عقد 1721 حين أحتلت الإمبراطورية الروسية الأراضي اللاتيفية، وبرعاية الحكومة الإمبراطورية حصلت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية على العديد من الامتيازات، كجزء من برنامجها من ترسيخ الأرثوذكسية في البلاد. البروتستانتية اللوثرية يشكل البروتستانت حوالي 0.8% من السكان، منهم 0.56% ينتمون إلى الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ليتوانيا. يعود تاريخ اللوثرية في ليتوانيا إلى القرن السادس عشر، عندما قدوم الألمان اللوثريين من المناطق الألمانية المجاورة والتي سيطرت عليها مثل ليفونيا وبروسيا الشرقية. أسس المجمع الكنسي كنيسة فيلنيوس المتحدة في عام 1557. في وقت لاحق انتشرت المجتمعات البروتستانتية الصغيرة في جميع أنحاء المناطق الشمالية والغربية من البلاد. ينتمي غالبية الليتوانيين القاطنين في بروسيا الشرقية وميملاند (منذ عام 1945 منطقة كلايبيدا في ليتوانيا) إلى الكنيسة اللوثرية. ومعظمهم من الذين أعيد توطينهم في ألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية إلى جانب سكان العرقيَّة الألمانيَّة. منذ عام 1945 انخفض اللوثرية البروتستانتية في ليتوانيا. الكالفينية تأسست الكنيسة الليتوانيَّة الإنجيليَّة وهي كنيسة إصلاحيَّة تاريخيَّة في عام 1557. ومن أبرز أعضاء هذه الكنيسة كان زيمون زاجكوس. في النصف الثاني من القرن السادس عشر انفصل التوحيديين. وتضم الطائفة أكثر من 7,000 عضوًا موزعين على أربعة عشرة جماعة. الكنيسة هي عضو الاتحاد العالمي للكنائس الإصلاحية، والزمالة العالميَّة لكنائس الإصلاح. طوائف بروتستانتية آخرى تتواجد على أراضي لتوانيا مختلف الكنائس البروتستانتية المختلفة وأنشأت بعثات بروتستانتية في ليتوانيا منذ عام 1990، بما في ذلك الميثوديون والاتحاد المعمداني، والمينونايت. الإلترام الديني أظهر تقرير أكاديمي بريطاني حول نسب حضور الدين المسيحي في أوساط الشباب الأوروبيين (تتراوح أعمارهم بين 16 - 29) عام 2018 ونشره أستاذ علم اللاهوت في جامعة سانت ماري في لندن «ستيفن بوليفانت»، أنَّ أكبر تجمع للشبّان المسيحيين المتدينين هو في بولندا حيث تبلغ النسبة 83%، وليتوانيا بنسبة 74%، وجمهورية إيرلندا بنسبة 59%، في حين أن أقل نسبة في جمهورية التشيك حيث تبلغ 9%، أما السويد فتبلغ فيها النسبة 18% وهولندا 19%. وبيَّن التقرير أنَّ بولندا هي أكثر الدول تدينًا؛ حيث يرى 17% فقط من الشباب أنفسهم غير متدينين، ويليهم 25% لنفس الفئة العمرية في ليتوانيا. وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2015 أنَّ حوالي 76% من الليتوانيين يؤمنون في الله، وحوالي 58% منهم يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم، ووجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2015 أنَّ حوالي 10% من الليتوانيين الكاثوليك يُداومون على على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع، بالمقارنة مع 54% يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الشهر أو السنة. في حين أنَّ 16% من الليتوانيين الكاثوليك يُداومون على الصلاة يوميًا. وقد وجدت الدراسة أيضًا أنَّ حوالي 68% من الليتوانيين الكاثوليك يُداوم على طقس المناولة ويصوم حوالي 57% خلال فترات الصوم. ويقدم حوالي 18% منهم الصدقة أو العُشور، ويقرأ حوالي 14% الكتاب المقدس على الأقل مرة في الشهر، في حين يشارك 13% معتقداتهم مع الآخرين. ويملك حوالي 67% من الليتوانيين الكاثوليك أيقونات مقدسة في منازلهم، ويضيء حوالي 46% الشموع في الكنيسة، ويرتدي 34% الرموز المسيحيَّة. عمومًا حصل حوالي 99% من مجمل الليتوانيين الكاثوليك على سر المعمودية، ويقوم 66% من الأهالي الليتوانيين الكاثوليك بالتردد مع أطفالهم للكنائس، ويقوم 55% بإلحاق أولادهم في مؤسسات للتعليم الديني و33% بالمداومة على قراءة الكتاب المقدس والصلاة مع أولادهم. الهوية قال حوالي 56% من الليتوانيين أن كون المرء مسيحيًا هو جزءًا «هامًا ومركزي» أو إلى «حد ما» من الهوية الوطنية. وينقسم الليتوانيين الكاثوليك بين أولئك الذين يقولون أن جوهر هويتهم المسيحيَّة هي في المقام الأول مسألة دينيَّة (32%)، وأولئك الذين يقولون أن هويتهم المسيحيَّة مرتبطة أساسًا بالتقاليد العائلية أو الهوية الوطنية (48%)، وأولئك الذين يقولون أنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مزيج من الدين والتقاليد العائلية أو الهوية الوطنية (17%). بحسب الدراسة أعرب حوالي 66% من الليتوانيين الكاثوليك بأنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لهم، في حين قال 37% من الليتوانيين الكاثوليك أنَّ لديهم شعور قوي بالانتماء للمجتمع الكاثوليكي في العالم، وقال 98% من الليتوانيين الكاثوليك أنَّه سيربي أبناه على الديانة المسيحيَّة. ويوافق 56% من الليتوانيين على التصريح أنَّ الكاثوليكيَّة هي عاملًا هامًا في الهوية الوطنيّة. معرض الصور مراجع انظر أيضًا المسيحية في إستونيا المسيحية في بولندا المسيحية في لاتفيا
ar
doc-ar-8491
المسيحية في كندا هي الديانة السائدة إذ وفقاً لتعداد 2011 كان حوالي 67.3% من الكنديين مسيحيون؛ من بينهم يشكل الكاثوليك أكبر المجموعات (39.0% من الكنديين)، يليهم 24.1% من أتباع الكنائس البروتستانتية وحوالي 4.7% من أتباع الطوائف المسيحية الأخرى. وبحسب التعداد السكاني عام 2011 كانت أكبر الطوائف البروتستانتية هي الكنيسة المتحدة في كندا (6.1% من الكنديين)، تليها الأنجليكانية (5.0%) فالمعمدانية (1.9%) فاللوثرية (1.5%) بينما شكلَّ غيرهم من المسيحيين (4.7%). وبحسب معطيات التعداد السكاني كان حوالي 73% من الكنديين ذوي الأصول الأوروبيَّة مسيحيين. تعتبر المسيحية جزء مركزي من الثقافة الكندية، وكانت تاريخياً جزء لا يتجزأ من الحياة الثقافية والسياسية الكندية والحياة اليومية. وتشير ديباجة ميثاق الحقوق والحريات الكندي إلى الله، ويحمل الملك لقب «المدافع عن الإيمان». على الرغم من ذلك، ليس لدى كندا دين رسمي، وتمتلك كندا مزيجًأ من جنسيات وثقافات مختلفة، ويكفل الدستور حمايتها ويسن السياسات التي تشجع التعددية الثقافية. جلب الإستعمار البريطاني موجات من استيطان الأنجليكان والبروتستانت الآخرين إلى كندا العليا، أو كما تُعرف الآن باسم أونتاريو. وجلب الفرنسيين المذهب الكاثوليكي إلى البلاد في البداية وتلاها موجات هجرات الأيرلنديين الكاثوليك، وتبرز الهوية الثقافية الكاثوليكية في كيبك بشكل واضح، ويذكر الكثيرون من الناطقين بالفرنسية أن ثقافتهم في كيبيك تتميز عن الثقافة الكندية الإنجليزية ذات الجذور البروتستانتية. وقامت الإمبراطورية الروسية لاحقاً بنشر المسيحية الأرثوذكسية الشرقية إلى حد بعيد بين القبائل في أقصى الشمال والسواحل الغربية، ولا سيّما بين البدو الرحل مثل شعب الإنويت؛ وإزداد الحضور الأرثوذكسي في البلاد مع المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق والكتلة الشرقية واليونان والشرق الأوسط خلال القرن العشرين. تاريخ الاستيطان الأوروبي قبل وصول الأوروبيين، اتبعت الأمم الأولى مجموعة واسعة من الديانات الروحانية في الغالب والإرواحية. دخلت المسيحية كندا خلال الفترة الإستعمارية ومع المستوطنين الأوربيين، ظهرت الكاثوليكية مع المستوطنين الفرنسيين الذين استقروا على طول ضفاف نهر سانت لورانس وكندا السفلى، وكانوا تحديدًا من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ووصل عدد من الرهبانيّات التبشيريّة إلى المنطقة كان منهم عدد من اليسوعيون الذين بشروا بالمسيحيين بين السكان الأصليين؛ والتي كانت محاولة ناجحة في نهاية المطاف. وصل المستكشف الفرنسي صمويل دو شامبلان في 1603، وأنشأ أول مستوطنة أوروبية دائمة في بورت رويال في 1605 ومدينة كيبك في 1608. بين المستعمرين الفرنسيين في فرنسا الجديدة، استقر الكنديون في وادي نهر سانت لورانس والأكاديين في المناطق البحرية الحالية بينما استكشف تجار الفراء والمبشرين الكاثوليك منطقة البحيرات الكبرى وخليج هدسون ومسار الميسيسيبي حتى لويزيانا. أسس الإنجليز مستعمرات إضافية في كيوبيدس وفيريلاند في جزيرة نيوفنلند بداية في 1610، وبعدها أسسوا المستعمرات الثلاث عشرة إلى الجنوب. تشكلت أول مجتمعات بروتستانتية كبيرة في المقاطعات البحرية في كندا بعد أن فتحها البريطانيون، وكانت الحكومة غير قادرة على إقناع ما يكفي من المهاجرين البريطانيين للذهاب إلى المنطقة، وبالتالي قررت تشجيع هجرة البروتستانت من ألمانيا وسويسرا لإستيطان المنطقة ومنافسة الأكاديين الكاثوليك. كانت هذه المجموعة تُعرف باسم البروتستانت الأجانب. وأثبت هذا الجهد نجاحه، واليوم لا تزال منطقة ساوث شور في نوفا سكوشا لوثرية إلى حد كبير. بعد طرد الأكاديين الكاثوليك ابتداءاً من عام 1755، استقر عدد كبير من مزارعي نيو إنجلاند في الأراضي المهجورة، حيث جلبوا معهم المذهب الأبرشاني. وخلال عقد 1770 قدم هنري لاين عبر منطقة المحيط الأطلسي، وبشر في المنطقة وتحول على يده الكثير من الأبرشانيين إلى اللاهوت الجديد. بعد وفاة لاين أصبح الكثير من هؤلاء في النهاية معمدانيين، وأصبحت المقاطعات البحرية في كندا معقل الحركة المعمدانية الكنديّة. فصل الإعلان الملكي لعام 1763 إقليم كيبك عن فرنسا الجديدة وضم جزيرة كيب بريتون إلى نوفا سكوشا. كما أصبحت جزيرة سانت جون (حالياً جزيرة الأمير إدوارد) مستعمرة منفصلة في 1769. لتجنب اندلاع الصراع في كيبك، جاء قانون كيبك عام 1774 ليوسع الإقليم إلى البحيرات العظمى ووادي أوهايو. كما أنه أعاد استخدام اللغة الفرنسية وحرية ممارسة العقيدة الكاثوليكية وتطبيق القوانين المدنية الفرنسية هناك. وكان لليسوعيون وجود بارز في كندا، حيث عملوا على تحوّل أجزاءً كبيرة من الأقوام الأصلية حتى إلى المسيحية. غير أن حرب السنوات السبع، دفعت المملكة المتحدة إلى حظر الرهبنة في كندا عام 1773، وتزامنًا كان البابا كلمنت الرابع عشر قد حظر الرهبنة وحلّها بضغط من الملوك والسلطات المدنيّة الكاثوليكية، في ما عدا بروسيا وروسيا، اللتين لم تحظرا فيهما الرهبنة، والتي كانت المخاوف من تنامي قوتها، وتأثيرها على الفئات الأرستقراطية وتدخلها في الإدارة وكفاحها عن العدالة الاجتماعية السبب الرئيس في ذلك. تم تشكيل أول المجتمعات البروتستانتية الكبيرة في مريتيمس وذلك بعد الفتح البريطاني في فرنسا الجديدة، تلتها موجات المستوطنين البروتستانت الأمريكيين الذين نزحوا بسبب الثورة الأمريكية إلى كندا العليا. وكان أغلب موجات المستوطنين البروتستانت من الأنجليكان ولكن تألفت أيضًا العديد من المشيخيين والميثوديين. وتواجد البروتستانت بشكل أساسي في كندا الإنكليزية. القرن التاسع عشر بحلول أواخر القرن التاسع عشر، كانت الجماعات البروتستانتية أكثر تعددًا، في عام 1871 كشف الإحصاء الوطني عن أنَّ 56.4% من السكان من البروتستانت وحوالي 42.8% من الكاثوليك. في حين أن الكثير من النخبة السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية كانت لا تزال تنتمي إلى الكنيسة الانجليكانية، أضحى حضور بارزة للجماعات المسيحية الأخرى. وعزز الأنجليكان سيطرتهم على الطبقات العليا، في حين استجاب العمال والمزارعين للإحياء الميثودي، والتي رعاها في الغالب دعاة زائرين من الولايات المتحدة. وأعتنق العديد من الكنديين المذهب الميثودي على يد القس جيمس كوجي الذي قدم من الولايات المتحدة بين عام 1840 حتى عام 1864، خصوصاً في غرب كندا بين عام 1851 إلى عام 1853. والذي دعا للالتزام الشخصي إلى جانب إجراءات للمتابعة لتنظيم الدعم للمتحولين. ونجح كوجي في سد الفجوة بين أسلوب اجتماعات المعسكر السابقة واحتياجات التجمعات الميثودية الأكثر تطوراً في المدن الناشئة. وشهدت الميثودية انتعاش في مدينة تورونتو والتي أصبحت موطنًا لواحدة من أكبر تجمعات الميثوديين في العالم حتى أطلق عليها «روما الميثودية». أنشأت الكنيسة الإنجليكانية والتي كان لها حضور اجتماعي وبارز في كندا الناطقة بالإنجليزية المدارس والجامعات منها كلية الملك والتي أصبحت في وقت لاحق جامعة تورنتو. كان تأثير حزب الأورانج ذو النزعة القومية والطائفية، خصوصًا بين المهاجرين البروتستانت الايرلنديين، سببًا في ازدياد القوى المعادية للكاثوليكية في السياسة في مقاطعة أونتاريو وتلاشى نفوذها عام 1920. وكوجهة رئيسية للمهاجرين إلى كندا، نمت مدينة تورونتو بسرعة خلال الفترة المتبقية من القرن التاسع عشر. أول موجة كبيرة من المهاجرين كانت إيرلندية، هرباً من المجاعة الأيرلندية الكبرى؛ وكان معظم المهاجريم من الكاثوليك. وبحلول عام 1851 أصبح السكان ذوي الأصول الأيرلنديَّة أكبر مجموعة عرقية واحدة في المدينة. ورحب السكان ذوي الأصول الإسكتلندية والإنجليزية بأعداد أقل من المهاجرين الأيرلنديين البروتستانت، بعضهم قدم بما يُعرف الآن باسم أيرلندا الشمالية، والذي أعطى حزب الأورانج تأثيراً كبيراً ودائماً على مجتمع تورونتو. كانت المخاوف من الكنيسة الكاثوليكية قوية جدًا في القرن التاسع عشر، وخاصًة بين أتباع الكنيسة المشيخية والمهاجرين البروتستانت الأيرلنديين في جميع أنحاء كندا. في عام 1853 أودت حادثة غاشازي ريوتس بحياة عشرة قتلى في كيبيك في أعقاب الاحتجاج الإيرلندي الكاثوليكي ضد الخطب المناهضة للكاثوليكية من قبل الراهب السابق اليساندرو غافازي. وكانت نقطة الانزعاج الرئيسية هي الدعم العام للمدارس الكاثوليكية الناطقة باللغة الفرنسية. وعلى الرغم من أن اتفاق الاتحاد لعام 1867 ضمن وضع المدارس الكاثوليكية حيث تم إضفاء الشرعية عليها، فإن النزاعات اندلعت في العديد من المقاطعات، وخاصًة في قضية مدارس مانيتوبا في تسعينيات القرن التاسع عشر وأونتاريو في عام 1910. نجحت العناصر البروتستانتية في عرقلة نمو المدارس الحكومية الكاثوليكية الفرنسية. ومع ذلك، أيد الكاثوليك الأيرلنديين عمومًا موقف اللغة الإنجليزية الذي دعا إليه البروتستانت. كانت للكنيسة الرومانية الكاثوليكية في كندا السفلى دور مركزي في ثقافة وسياسية المستعمرة. وخلافًا للإنجليزية الكندية، أصبحت القومية الكندية الفرنسية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية. خلال هذه الفترة أصبحت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في المنطقة واحدة من أكثر الرجعية في العالم. عرفت هذه الحركة باسم كاثوليكية أولترامونتين، واعتمدت الكنيسة الكندية مواقف تدين كل مظاهر الليبرالية. في السياسة تماشى رجال الدين الكاثوليك في كيبيك مع الحزب الأزرق (بالفرنسيَّة:Parti bleu)، وشكلوا تحالفاً فضولياً مع الأنجليكان الإنجليز الكنديين من الموالين لبريطانيا وهم في الغالب أعضاء في النظام البرتقالي لتشكيل أساس حزب المحافظين الكندي. وكان حزب الإصلاح والذي أصبح فيما بعد الحزب الليبرالي (بالفرنسيَّة: Parti libéral du Canada)، والذي كان يتألف بشكل كبير من الكنديين الفرنسيين المناهضين للإكليروسيَّة، والمعروفين باسم الحزب الأحمر (بالفرنسيَّة: Parti rouge) والجماعات البروتستانتية غير الأنجليكانيَّة. شهد القرن التاسع عشر بداية لتحول كبير في أنماط الهجرة الكندية. حيث وصل إلى البلاد أعداد كبيرة من المهاجرين الأيرلنديين الكاثوليك ومن جنوب أوروبا خصوصًا الطليان مما أوجد جاليات كاثوليكية كبيرة في كندا الإنكليزية. العصور الحديثة وفقاً للإحصاءات التي قدمتها هيئة الإحصاء الكندية، احتفظ البروتستانت على أغلبيَّة طفيفة في البلاد بين عام 1871 وعام 1961. على الرغم من تعداد السكان الكاثوليك في كندا، إلا أن هذه الحقيقة تؤكدها تسعة تعدادات وطنية متتالية. بحلول عام 1961، تخطى الرومان الكاثوليك أعداد البروتستانت كأكبر مجموعة دينية، رُغم أنهم - على عكس البروتستانت - لم يصلوا مطلقاً إلى وضع الأغلبية المطلقة. بين عام 1919 وعام 1920 قامت الطوائف البروتستانتية الخمس الرئيسية في كندا (الأنجليكانية والمعمدانية والأبرشانيَّة والميثودية والمشيخية) بشكل تعاوني بتأسيس «الحركة الأماميَّة». وكان الهدف هو جمع الأموال وتعزيز الروحانية المسيحية في كندا، لكن احتجت الحركة القومية الأنجليزية على ذلك من خلال ربط التبرعات بحملات قروض النصر في الحرب العالمية الأولى، وشددت على الحاجة إلى إدماج المهاجرين في الثقافة الكنديَّة. وسببت الحملة التي تمركزت في أونتاريو، نجاحًا ماليًا واضحًا، حيث جمعت أكثر من 11 مليون دولار. ومع ذلك، كشفت الحملة عن انقسامات عميقة بين البروتستانت، حيث تحدث الإنجيليون التقليديون عن علاقة شخصية مع الله وبين الطوائف الأكثر ليبرالية التي تؤكد على الإنجيل الاجتماعي والأعمال الصالحة. واتفق كلا الفصيلين (باستثناء الإنجليكان) على الحظر، الذي طالب به اتحاد النقابات العالمي. كان للكنيسة الكاثوليكية نفوذ سياسي واجتماعي وثقافي قوي في كيبك في كندا حتى عام 1960 مع بداية الثورة الهادئة، وقد أعتبرت كيبك إحدى أهم المعاقل الكاثوليكية في كندا. تولت الحكومة المحلية مسؤولية الاهتمام بمجالات الرعاية الصحية والتعليم، والتي كانت في يد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. كما أنشأت وزارات التربية والتعليم والصحة، ووسعت نطاق الخدمة العامة، ونفذت استثمارات ضخمة في نظام التعليم العام والبنية التحتية المحلية. وسمحت الحكومة بالتنظيم النقابي للخدمات المدنية. كما اتخذت إجراءات لزيادة سيطرة الكيبكيين على اقتصاد المقاطعة وأممت إنتاج الكهرباء وتوزيعه. كانت الثورة الهادئة فترة جامحة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كيبك وتطورات مماثلة متوازية في الغرب بشكل عام. ومن الممكن أيضًا أن نعزو إليها الفضل في الارتفاع الكبير في قومية كيبك، وهو لا يزال موضوعًا مثيرًا للجدل في مجتمع كيبيك الحديث. استمرت هيمنة المجتمع الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية على المجتمع حتى فترة متقدمة من القرن العشرين، حيث شكل البروتستانت حوالي 50.2% من السكان مقابل 43.3% من الكاثوليك، وفي عام 1971 تخطى الكاثوليك نسبة البروتستانت حيث كان 47% من سكان كندا من الكاثوليك وحوالي 41% من البروتستانت. حتى سنة 1960 كانت تغلق جميع الأماكن العامة في يوم الأحد في معظم أنحاء كندا وذلك تطبيقًا لقانون يوم الراحة. وكانت النخبة الإنجليزية الكندية بروتستانتية إلى حد كبير وكثيرًا ما تم استبعاد اليهود والرومان الكاثوليك. بدأت عملية التحرر والتحول للعلمانية بشكل بطيئ وذلك بعد الحرب العالمية الثانية خصوصًا في كندا الإنجليزية. وقد تم إلغاء العديد من القوانين المسيحية، بما في ذلك القوانين التي تُجرم المثلية الجنسية. وألغيت سياسات تشجيع الهجرة المسيحية أيضًا. ومع موجة التوجه للعلمانية توحّدت الكنائس المشيخية والميثودية والأبرشانية في جسم واحد دعيت باسم الكنيسة المتحدة في كندا وأضحت أكبر طائفة بروتستانتية في كندا تليها الكنيسة الإنجليكانية. شهدت السنوات الاخيرة هجرة مسيحيين الشرق الأوسط فنشأت كنائس مسيحية شرقية مثل الكنيسة المارونية والكنيسة القبطية بالإضافة إلى تواجد جاليات أرثوذكسية شرقية من أوروبا الشرقية واليونان ومهاجرين من الولايات المتحدة من المورمون والخمسينين. وعلى الرغم من ازدياد العلمانية في البلاد لا تزال المناطق الغربية في كندا فيها حزام إنجيلي تُشكِل فيه البروتستانتية المحافظة اجتماعيًا جزءًا رئيسيًا من الثقافة، وارتفاع في التردد على الكنائس يمتد الحزام خصوصًا في نيوفاوندلاند ولابرادور والمناطق الريفية في ألبرتا وكولومبيا البريطانية وأونتاريو. لعب التفسير الحرفي للتوراة عند مسيحيين كندا البروتستانت دوراً هامّاً في تثبيت ختان الذكور في هذا البلد. كما جلبت موجات الهجرة منذ عقد 1980 ازدياد في حضور أديان وطوائف دينية مختلفة من ضمنها الأرثوذكسية الشرقية والإسلام والبوذية، وتمتلك كندا أحد أعلى معدلات الهجرة للفرد في العالم. وفقًا لدراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 تحت اسم الدين والتعليم حول العالم يُعتبر مسيحيي كندا واحدة من المجتمعات المسيحيَّة الأكثر تعليمًا حيث أن حوالي 52% من المسيحيين الكندنيين حاصلين على تعليم عال ومن حملة الشهادات الجامعيَّة. الطوائف المسيحية الكاثوليكية الكنيسة الكاثوليكية الكندية هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما والمؤتمر الأسقفي الكندي، وتتصدر الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أكبر المجوعات الدينية في كندا، حيث يتبعها حوالي 38.7% من الكنديين (13.7 مليون) وفقًا للتعداد السكاني في عام 2011، ويتوزع الكاثوليك على 72 أبرشية منتشرة في جميع أنحاء المقاطعات والأقاليم، ويخدم الكنيسة الكاثوليكيَّة الكنديَّة حوالي 8,000 كاهن. وفقاً لتقديرات من عام 2019 وجد أن حوالي 38% من الكنديين من أتباع المذهب الكاثوليكي، وكان 10% من الكنديين كاثوليك ممارسين وحوالي 22% كاثوليك ممارسين في بعض الأحيان وحوالي 5% كاثوليك الثقافة، في حين كان حوالي 10% من سكان كندا كاثوليك سابقون. وفقًا لتعداد السكان عام 2011 يشكل الكاثوليك الغالبية في مقاطعة كيبك مع حوالي 74.5% من السكان، في حين تضم كل جزيرة الأمير إدوارد (49.7%) والأقاليم الشمالية الغربية (42.9%) ونيو برونزويك (38.7%) ونيوفاوندلاند واللابرادور (35.8%) نسب هامة من أتباع الكنيسة الكاثوليكية. منذ القرن العشرين تعزز الوجود الكاثوليكي في البلاد مع ازدياد أعداد الكاثوليك في المناطق الناطقة بالإنجليزية خصوصًا في كل من كولومبيا البريطانية وأونتاريو، إلى جانب قدوم أعداد من المهاجرين من الفلبين ومن أتباع الكنائس الكاثوليكية الشرقية من أوكرانيا والشرق الأوسط. ويشكل الكاثوليك حوالي 90% من سكان مدينة كيبك وحوالي 52.8% من سكان مدينة مونتريال وحوالي 28.2% من سكان تورونتو. وصل المذهب الكاثوليكي للبلاد إلى عام 1497 عندما هبط جون كابوت في جزيرة نيوفاوندلاند ورفع لافتات جمهورية البندقية والدولة البابوية، مدعيًا ملكية الأرض لكفيله هنري السابع ملك إنجلترا، مع الاعتراف بالسلطة الدينية للكنيسة الرومانية الكاثوليكيَّة. كان الموضوع الرئيسي للتاريخ الكاثوليكي الكندي من عقد 1840 حتى عقد 1920 التنافس للسيطرة على الكنيسة بين الفرنسيين، ومقرهم في كيبيك، والأيرلنديين الناطقين باللغة الإنجليزية (جنبًا إلى جنب الإسكتلنديين والإنجليز الكاثوليك) ومقرهم في أونتاريو. كانت النظرة بين الكاثوليك الفرنسيين للكاثوليكية بشكل عام كشعب الله المختار (مقابل البروتستانت) وكان الفرنسيين أكثر كاثوليكية من أي مجموعة عرقية أخرى. كما أثارت حقيقة أنَّ الكاثوليك الأيرلنديين شكلوا تحالفًا مع البروتستانت المناهضين لفرنسا غضب الفرنسيين. تعاون الكاثوليك الأيرلنديين مع البروتستانت داخل كندا في قضية المدارس الكاثوليكية الفرنسيَّة؛ حيث عارضوا المدارس الكاثوليكية الفرنسية. وكان للإيرلنديين ميزة كبيرة في الأوساط الكاثوليكية كونهم كانوا محببون من قبل الكرسي الرسولي، وأعلن الإيرلنديين الطاعة الكاملة للبابا. وعلى النقيض من ذلك، أبقى الأساقفة الفرنسيون في كندا مسافة من الكرسي الرسولي. ومن بين ثمانية وعشرين رئيس وزراء في كندا ترأس حوالي عشرة كاثوليك المنصب. بسبب الهجرة المسيحية واسعة النطاق من الشرق الأوسط هناك حضور لعدد من الكنائس الكاثوليكية الشرقية في كندا، منها الكنيسة المارونية ويقدر أعداد المورانة عام 2011 بحوالي 85,000 شخص،</small> والكنيسة الأوكرانية الكاثوليكية والتي يقدر عدد أتباعها بحوالي 44,000 شخص. ويقدر عدد أتباع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك عام 2017 بحوالي 36,630 شخص. ويقدر أعداد أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية عام 2016 بحوالي 31,372 شخص. البروتستانتية وفقًا للتعداد السكاني لعام 2011 يُعد المذهب البروتستانتي ثاني أكبر المذاهب المسيحيَّة في كندا مع حوالي 24.1% من السكان (أو 27.1% من السكان إذ أن 3% يعرفون عن أنفسهم «مسيحيين» فقط، وهم عادة «مسيحيون متجددون» و«إنجيليين».). وفقًا للتعداد السكاني لعام 2011 يشكل البروتستانت الغالبية السكانيَّة في نونافوت حيث يشكلون حوالي 66.9% من مجمل السكان، تليها نيوفندلاند ولابرادور والتي يشكل فيها البروتستانت حوالي 57.3% من مجمل السكان. بحسب التعداد السكاني لعام 2011 تعد الكنيسة المتحدة في كندا أكبر الطوائف البروتستانتية (6.1% من الكنديين)، تليها الأنجليكانية (5.0%) والمعمدانية (1.9%) واللوثرية (1.5%). وفقاً لتقديرات من عام 2019 وجد أن حوالي 31% من الكنديين من أتباع المذاهب البروتستانتية أو مذاهب مسيحية أخرى. تُعد الكنيسة الكندية المتحدة أكبر طائفة بروتستانتية في كندا، وأكبر مجموعة مسيحية كندية بعد الكنيسة الكاثوليكية. وفي عام 2011، أفادت هيئة الإحصاء الكندية أن ما يقرب من مليوني شخص يعرفون أنفسهم بأنهم أتباع لهذه الكنيسة. وقد تأسست الكنيسة المتحدة في عام 1925 كدمج للطائفة الميثودية والمشيخية والأبرشانيَّة. تُعد الكنيسة الأنجليكانية في كندا ثاني أكبر المذاهب البروتستانتيَّة في البلاد، وقد بلغ تعداد أتباع الكنيسة في عام 2008 حوالي 1.8 مليون أي حوالي 5 في المئة من مجموع السكان الكنديين، ويعد أتباع الكنيسة المعمدانية ثالث أكبر المذاهب البروتستانتية في البلاد. لعبت الكنيسة الميثودية دور هام في الحياة الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة في مدينة تورونتو في أونتاريو. ويُشير الباحثين إلى نمو الإنجيلية المتزايد في الآونة الأخيرة، حيث لاحظ الباحث روجر أوتول أن أتباع المذهب الإنجيلي يشكلون 7% من السكان الكنديين ويبدو أنها تكسب معظم نموها من ارتفاع معدل الولادة والتحول الديني. كما أن الإنجيليين أكثر تدينًا بالمقارنة مع باقي الطوائف المسيحيَّة، وهي المجموعات الدينية التي تملك أعلى معدلات حضور وانتظام للطقوس الدينية، ويبدو أن هذا الالتزام العالي يترجم إلى نوع من السلطة السياسيَّة. ويعارض ويندد الإنجيليين بشدة المثلية الجنسية والإجهاض وممارسة الجنس قبل الزواج. ومن بين ثمانية وعشرين رئيس وزراء في كندا ترأس حوالي ثلاثة عشرة بروتستانتي المنصب، على المستوى المذهبي كان أربعة منهم من أتباع الكنيسة الأنجليكانية وثلاثة من الكنيسة المشيخية والكنيسة المعمدانية واثنان من كنيسة كندا المتحدة وواحد وهو ستيفن هاربر من أتباع الكنيسة الإنجيلية. وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين الكنديين المتحولين للديانة المسيحية (الغالبية من أصول إيرانيَّة وعربيَّة) يبلغ حوالي 43,000 شخص. الأرثوذكسية وفقًا للتعداد السكاني لعام 2011 حوالي 1.7% من سكان كندا من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية أي حوالي نصف مليون نسمة، وتعتبر الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية كبرى الطوائف الأرثوذكسية مع حوالي 220,000 عضو، تليها الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية. معظم المسيحيين الأرثوذكس في كندا هم من أصول روسية، ويونانية، وعربية (روم أنطاكيون)، وأوكرانية، وقبطيَّة، وأرمنيَّة، وألبانيَّة، وبلغاريَّة، ومقدونيَّة وكنديين تعود أصولهم إلى بلدان أوروبا الشرقية الأخرى، ولا يزال المسيحيون الأرثوذكس يحتفظون بالطقوس الشرقية كاملة، وتنظم شؤونهم الكنيسة ما يُعرف في الكنائس الشرقية عامة باسم «أبرشيات المغترب». أدت الثورة الروسية في عام 1917 وما تبعها من إنشاء الحكومة السوفياتية الشيوعية إلى عمليات قمع واضطهاد للكنيسة الروسية الأرثوذكسية، حيث تم مصادرة ممتلكات الكنيسة، وعندما قاوم البطريرك تيخون، سجن من أبريل عام 1922 حتى يونيو من عام 1923. في 20 نوفمبر من عام 1920، سمح البطريرك تيخون رسميًا الأساقفة الأرثوذكس الروس بإنشاء منظمات مستقلة بشكل مؤقت، إلى أن يتم استعادة الاتصالات الطبيعية مع البطريركية والحكم. وبدأت المجموعات العرقية داخل الأبرشية الكنديَّة في إعادة مواءمة نفسها مع الكنائس الوطنية الأخرى. في عام 1908 أسس المهاجرين البلغار حضور للكنيسة البلغارية الأرثوذكسية في البلاد، في عام 1918 شكلت مجموعة من المهاجرين الأوكرانيين الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية في كندا، وفي عام 1922 تأسست الأبرشية اليونانية الأرثوذكسية الأمريكية. في عام 1926 انضوى الصرب مع الكنيسة الصربية الأرثوذكسية. وتضم البلاد على حضور لأتباع الكنيسة المقدونية الأرثوذكسية. معظم نمو الكنائس الأرثوذكسيَّة في الولايات المتحدة يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين معالهجرة من بلدان أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتعود هجرة مسيحيين الشرق الأوسط إلى فتح باب الهجرة مع الامتيازات القنصلية للمسيحيين في القرن التاسع عشر وهي في تلك المرحلة كانت هجرة بمعدلات طبيعية، لكنها تعمقت وتسارعت وتيرتها في أعقاب منتصف القرن التاسع عشر في بلاد الشام، تحديدًا في أعقاب مجازر 1860، وتصاعد الحركات الأصولية الإسلامية كما حصل أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن العشرين في مصر وسوريا، وبعد غزو العراق عام 2003. بدأت أولى موجات هجرة الأقباط للخارج بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 مباشرة، ومع صدور قانون التأميم، لاسيما أن الأقباط كانوا أكثر المصريين ثراء، وبعد انتزاع بعض أملاكهم سارعوا للهجرة إلى دول أميركا وأوروبا وكندا، ثم توالت الموجات مع اندلاع أي حادث له صبغة طائفية، وتقدّر الجمعية القبطية الكندية أعداد الأقباط بحوالي 50 ألف نسمة، الكثير من الكنديين الأقباط هم ذوي الدخل المرتفع ومن خريجي الجامعات ويعملون في مهن مثل الطب والهندسة. وتقدر أعداد الروم الأنطاكيين بحوالي 50,000 شخص. ويتبع معظم الأرمن الكنديين والبالغ تعدادهم في عام 2011 حوالي 63,810 شخص الكنيسة الرسولية الأرمنية. ويبلغ عدد أتباع الكنيسة الأوكرانية في كندا حوالي 85 ألف شخص، وهي واحدة من الجماعات الأرثوذكسية الرئيسية في البلاد. تضم البلاد على مجتمع من الآشوريون/السريان/الكلدان وتعود أصولهم إلى تركيا وإيران العراق وسوريا والذين قدموا إلى كندا هرباً من الإضطهاد الديني. كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة يعود تاريخ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة في كندا إلى تنظيمها في ولاية نيويورك في عام 1830. وكانت كندا وجهة كمنطقة ملجأ من قبل أعضاء كنيسة كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة لتجنب الملاحقات القضائية ضد تعدد الزوجات من قبل حكومة الولايات المتحدة، وشهدت البلاد هجرة واستيطان لعائلات مورمونيَّة من الولايات المتحدة هرباً من الملاحقات القضائية. تأسست أول كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة في كندا في عام 1895 في ما سيصبح ألبرتا؛ وكانت أول معبد للكنيسة يتم إنشاؤها خارج الولايات المتحدة. وأسس المورمون عدة مجتمعات في ألبرتا. في عام 2011 قدرت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة عدد أتباعها بحوالي 200,000 عضو في كندا؛ في حين قدرّ المسح الوطني الكندي لعام 2011 عدد أتباع الكنيسة بحوالي 100 ألف. لدى الكنيسة تجمعات في جميع المقاطعات والأقاليم الكندية ولديها معبد واحد على الأقل في ستة من المقاطعات العشر الكنديَّة، بما في ذلك أقدم معبد مورموني خارج الولايات المتحدة. ألبرتا هي المقاطعة التي تضم على معظم أعضاء الكنيسة المورمونية في كندا، حيث تضم على حوالي 40% من إجمالي أعضاء الكنيسة في كندا وتُمثل 2% من إجمالي سكان المقاطعة، يليها أونتاريو وكولومبيا البريطانية. ديموغرافيا منذ عقد 1960 تغيرت التركيبة السكانية الدينية في كندا حيث بدأت عملية التحرر والتحول للعلمانية بشكل بطيئ بعد الحرب العالمية الثانية خصوصًا في كندا الإنجليزية، مما عزز من حضور اللادينية في البلاد لترتفع نسبتهم من حوالي 4% عام 1971 إلى 23.9% في عام 2011. ألغيت سياسات تشجيع الهجرة المسيحية أيضًا، جلبت موجات الهجرة منذ عقد 1980 ازدياد في حضور أديان وطوائف دينية مختلفة من ضمنها الأرثوذكسية الشرقية والإسلام والبوذية، حيث تمتلك كندا أحد أعلى معدلات الهجرة للفرد في العالم. يذكر أنَّ بعض الطوائف البروتستانتية شهدت انخفاض في أعداد أتباعها بسبب بسبب قلة الخصوبة وارتفاع متوسط العمر لأتباعها، على سبيل المثال بحسب التعداد السكاني لعام 2001 متوسط العمر لدى المشيخيون الكنديون هو 46.1، ولدى أتباع الكنيسة المتحدة في كندا هو 44.1، ولدى الأنجليكان هو 43.8، واللوثريون هو 43.3، وذلك بالمقارنة مع متوسط العمر لدى عموم الكنديين وهو 37.3. وعلى الرغم من موجات العلمانية والهجرة التي زادت من حضور الأديان غير المسيحيَّة، لا تزال المسيحية تشكل الغالبية السكانية في كندا، حيث يشكل أتباعها أكثر من 67% من مجمل السكان، ووفقًا للتعداد السكاني عام 2011 حوالي 73% من الكنديين ذوي الأصول الأوروبيَّة يعتنقون المسيحيَّة ديناً. ووفقا لمركز بيو، من المتوقع أن تصل نسبة المسيحيين في كندا إلى نحو 60.2% من إجمالي السكان سنة 2050، وبحسب الدراسة من المتوقع ارتفاع أعداد المسيحيين الكنديين من 24.4 مليون عام 2010 إلى 24.6 مليون عام 2050. وبحسب مركز بيو للأبحاث عام 2010 وصلت أعداد شباب كندا المسيحيين بين سن 15 إلى 29 سنة حوالي 4.1 مليون (60%) من أصل 6.9 مليون شاب كندي. يشهد التحول إلى المسيحية نموًا وشعبيَّة بعد الوصول إلى كندا بين بعض الأقليات العرقيَّة، ووفقا لمصدر، يقدم المهاجرون دفعة للأمام للحضور المتراجع في الكنائس في كندا، وتشهد التجمعات المسيحية بين بعض الأقليات العرقيَّة في كندا ومنهم التايوانيين والهونغ كونغيين والكوريين والصينيين نموًا وشعبيَّة، ووجد تعداد 1961 أنَّ حوالي 60% من الصينيين في كندا يعتبرون أنفسهم مسيحيين، بالمقارنة مع 10% في تعداد السكان لعام 1921. كما تشير تقارير مختلفة إلى ازدياد أعداد المتحولين للديانة المسيحيَّة بين الجالية الإيرانية في كندا. التعداد السكاني حسب المقاطعات القائمة تستعرض إحصائيات التعداد الوطني لعام 2001: الهجرة وفقاً لدراسة نشرها مركز بيو للأبحاث عام 2011 كان حوالي 20% من سكان كندا الحاليين قد ولدوا في بعض البلدان الأخرى. ومع هذا الوجود الكبير، كان للمهاجرين تأثير كبير على المشهد الديني في كندا. في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، كان عدد سكان كندا المولودين في الخارج أقل، وكان معظمهم من أصول أوروبية وأغلبهم مسيحيون. ولكن في السنوات الأخيرة، جاءت أعداد متزايدة من المهاجرين - ما يقرب من نصف السكان المهاجرين في كندا - من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. في الولايات المتحدة، على سبيل المقارنة، كان ثلاثة من كل عشرة من جميع المقيمين المولودين في الخارج جاءوا من هذه المناطق الثلاث. مع تغير الأصول الجغرافية للمهاجرين الكنديين، تغيرت التركيبة الدينية بحسب المركز. كانت غالبية المهاجرين (56%) الذين وصلوا خلال السبعينيات من القرن العشرين إما كاثوليك أو بروتستانت، بينما كان حوالي ربعهم ينتمون إلى تقاليد دينية أخرى، بما في ذلك المسيحية الأرثوذكسية الشرقية والإسلام والبوذية والسيخية والهندوسية واليهودية. منذ عام 2001، انتمي حوالي أربعة من كل عشرة (39%) مهاجرين كنديين جدد إلى هذه الأقليات الدينية، وهو نفس نسبة المهاجرين الجدد (39%) الذين يُعتبرون كاثوليك أو بروتستانت. نظرًا لأن المهاجرين يشكلون أكثر من خُمس سكان كندا، فإن النسبة المتزايدة من المهاجرين الذين ينتمون إلى أقليات دينية كان لها تأثير كبير على التكوين الديني للسكان في كندا بشكل عام. مراجع مصادر Kevin N. Flatt. After Evangelicalism: The Sixties and the United Church of Canada (2013) excerpt and text search انظر أيضًا المسيحية في أمريكا الشمالية المسيحية في الولايات المتحدة
ar
doc-ar-8506
في مجال تجارة الحبوب يُعَرَّف مُصطَلح رافعة الحبوب أنه عبارة عن برجٍ يحتوي على رافعة للدلو أو ناقل هوائي يعمل على جرف الحبوب من مستوى أدنى وإيداعها في صومعة الغلال أو أي وسيلة أخرى للتخزين. وفي معظم الحالات، يشمل مصطلح «مخزن الحبوب» مجموعة المخازن بأكملها بما في ذلك مراكز الاستقبال والاختبار، وميزان بسكول، ووسائل التخزين، وما إلى ذلك. وقد يعني أيضًا المنظمات التي تقوم بتشغيل المخازن الفردية المتعددة ومراقبتها في أماكنٍ مختلفة. ويشير مصطلح مخزن الحبوب في أستراليا إلى آلية الرفع فقط (راجع «الاستخدام» أدناه). وقبل ظهور فكرة مخزن الحبوب، كانت الحبوب توضع عادةً في أكياسٍ بدلاً من تركها غير مُعبأة (كميات كبيرة من الحبوب السائبة غير المعبأة). اختَرَع فكرة المخزن تاجر يُدعَى جوزيف دارت (Joseph Dart) ومهندس اسمه روبرت دونبار (Robert Dunbar) خلال عام 1842&ndash؛43 في مدينة بوفالو، نيويورك. وباستخدام فكرة مطاحن الدقيق التي تعمل بقوة البخار التي اخترعها أوليفر إيفانز كنموذجٍ لهم، قامت دارت ودونبار بابتكار الدعامة البحرية التي تعمل على جرف الحبوب غير المعبأة من السفينة ورفعها إلى أعلى البرج الملاحي. وكانت مخازن الحبوب وصناديق التخزين سابقًا تُصَنّع من خشب مؤطَّر أو مربع، لكنه مُعرَض للاشتعال. وتُصنّع الآن صناديق تخزين الحبوب، والصهاريج، وصوامع الغلالمن الصُلب أو الخرسانة المسلحة. تُستخدم رافعات الدلو لرفع الحبوب إلى الموزِع أو المُرسِل والتي تتدفق من خلال أنابيب و/أو ناقلات وتوضع في واحدةٍ من صناديق التخزين، أو صوامع الغلال، أو الصهاريج في منشأةٍ ما. ويمكن، عند الرغبة، تفريغ صوامع الغلال وصناديق التخزين والصهاريج بفعل الجاذبية مكتسحة بريمة الحفر والناقلات. وعند تفريغ الحبوب من صناديق التخزين، والصهاريج، وصوامع الغلال يتم نقلها ومزجها وتحميلها في شاحناتٍ، أو عربات قطار أو في مراكب نقل البضائع وتُنقل إلى تجار الجملة، والمُصدِّرين، و/أو المُستخدِمين النهائيين المحليين مثل مطاحن الدقيق، ومصانع البيرة، والإيثانول أو تقطير التقطير. الاستخدامات والتعريفات وفي الإنجليزية الأسترالية، يقتصر مصطلح «مخزن الحبوب» على أبراج التخزين، بينما يتميز مبنى أو مجمع الاستلام والتخزين باسمه الرسمي نقطة الاستلام أو الاسم الأكثر شيوعًا «صندوق تخزين الحنطة (القمح)». تُعرَف العمليات واسعة النطاق لاستلام وتخزين الحبوب والسوقيات في أستراليا بمعالجة الشحنات غير المُعبأة. ويُستخدم مصطلح «مخزن الحبوب» في كندا للإشارة إلى المكان الذي يبيع فيه المزارعون الحبوب في ظل نظام التوزيع العالمي للحبوب و/أو المكان الذي تُنقَل فيه الحبوب لعربات السكة الحديدية أو السفن العابرة للمحيط. وهناك عدة أنواع على وجه التحديد من مخازن الحبوب بموجب القانون الكندي التي تم توضيحها في القانون الكندي للحبوب، القسم الثاني. المخازن الأساسية (كانت تُسمى «المخازن الريفية» قبل عام 1971) وهي تتسلم الحبوب من المُنتِجين مباشرةً لتخزينها أو لإعادة توجيهها أو كليهما معًا. المخازن التجهيزية (كانت تُسمى «مخازن الطاحونة» قبل عام 1971) وهي تتسلم الحبوب وتخزنها لتصنيعها مباشرةً أو لتجهيزها لمنتجات أخرى. المخازن الانتهائية ووظيفتها تَسَلُم الحبوب أثناء أو بعد التفتيش الرسمي والوزن، وتقوم بتنظيف الحبوب من العوالق وتخزينها ومعالجتها قبل إرسالها. مخازن النقل (بما في ذلك «المخازن الشرقية» من قبل تصنيف عام 1971) ومهمتها نقل الحبوب التي تم تفتيشها ووزنها رسميًا إلى مخازن أخرى. كما تقوم أيضًا مخازن النقل، في القسم الشرقي، بتَسلم الحبوب الشرقية والخارجية وتنظيفها من العوالق وتخزينها. التاريخ لقد كان من الضروري والممكن أيضًا جمع الكثير من المال الذي أدى إلى ميلاد مخزن الحبوب الذي يعمل بقوة البخار في بوفالو، نيويورك عام 1843.ومنذ أن تم بناء قناة إري (Erie Canal) عام 1825، تتمتع بوفالو منذ ذلك الحين بموقعٍ فريد في الجغرافيا الأمريكية. فهي تقع عند مستوى تقاطع اثنين من أكبر الطرق المائية:؛ طريق يمتد من ميناء نيويورك، حتى نهر هدسون، إلى ألباني ومن الجانب الآخر ميناء بوفالو، أما الطريق الآخر شُكِّل إلى جانب البحيرات العظمى والذي يمكنه نظريًا نقل مستخدمي القوارب في أي اتجاه يرغبون في الذهاب إليه (من جهة الشمال باتجاه كندا، غربًا باتجاه ميتشغان أو ويسكنسن، جنوبًا باتجاه توليدو وكليفلاند، أو شرقًا باتجاه المحيط الأطلسي). وخلال عقد 1830 وما يليه، استفادت مدينة بوفالو بشكلٍ كبير من موقعها الذي تحتله. وعلى وجه التحديد، كانت المدينة مستفيدة من معظم الكميات المتزايدة من الحبوب (أغلبها من القمح) التي تنمو في مزارع أوهايو وإنديانا ويتم نقلها في بحيرة إري ليتم نقلها مرة أخرى إلى قناة إري. وإذا لم تكن مدينة بوفالو موجودة، أو إذا كانت الأمور ليست على ما يرام، فكان سيتم تحميل الحبوب على قواربٍ من سينسيناتي (Cincinnati) وشحنها من نهر المسيسيبي إلى نيو أورلينز. وبحلول عام 1842، كان واضحًا أن مرافق ميناء بوفالو لم تعد مناسبة للعمل. حيث لا زالوا يعتمدون على تقنياتٍ كانت تستخدمها منذ العصور الوسطى: الأوروبية فِرَق عمال الشحن في الميناءفي استخدام بكرة رفع الأثقالوظهورهم لحمل وتفريغ كل كيس من أكياس الحبوب التي تم تخزينها أو المفترض تخزينها على السفينة. وقد يستغرق الأمر بضعة أيام وأحيانًا أسبوع لخدمة قارب واحد مُحَمّل بالحبوب. وتمر شحنات الحبوب خلال نهر المسيسيبي وليس عبر ممرات البحيرات العظمى/قناة إري. ويرجع الفضل إلى تاجر يُدعى جوزيف دارت باعتباره أول من تبنى فكرة أوليفر إيفانس مخزن الحبوب (وسيلة تصنيع في الأساس) لاستخدامها في النطاق التجاري (شحن الحبوب بكمياتٍ كبيرة من البحيرات إلى قوارب القناة)، ولكن التصميم والبناء الفعلي لأول ”مخزن حبوب ومستودع نقل“ في العالم يعمل بقوة البخار قام بتنفيذه مهندس يُدعَى روبرت دونبار. وبفضل ”مخزن دارت“ المهم (كان جاهزًا للعمل في الأول من يونيو عام 1843)، الذي يعمل سبع مرات تقريبًا أسرع من سابقه غير الآلي، أصبحت بوفالو قادرةً على مواكبة – وبالتالي تحفيز – النمو الهائل في حجم الإنتاج الزراعي الأمريكي في عقود 1840 و1850، خاصةً بعد الحرب الأهلية الأمريكية وظهور السكك الحديدية. لم يكن من قبيل المصادفة أن يتم بناء ثاني وثالث مخزن حبوب في العالم في توليدو، أوهايو وبروكلين بنيويورك عام 1847. وبالنسبة للمدن الأمريكية الوليدة، فهي مرتبطة عبر تجارة دولية جديدة للحبوب بدرجةٍ لم يسبق لها مثيل. ويتم تحميل شحنات الحبوب في أوهايو على سفنٍ عن طريق مخازن في توليدو، هذه السفن يتم تفريغها عن طريق مخازن في بوفالو والتي يتم فيها نقل شحنات الحبوب إلى قوارب القناة (لاحقًا باستخدام عربات السكة الحديد) ويتم تفريغها أيضًا بواسطة مخازن في بروكلين، وهناك يتم توزيع الحبوب إما إلى مطاحن الدقيق في الساحل الشرقي أو يتم تحميلها مرة أخرى لنقلها إلى إنجلترا، أو هولندا، أو ألمانيا. ولكن هذا التدفق الشرقي للحبوب يقابله تدفق بنفس القدر من الأهمية في عدد الناس ورؤوس الأموال في الاتجاه ”المعاكس“ الذي يمتد من الشرق إلى الغرب. وبسبب الأموال التي يتم ربحها في إنتاج الحبوب، وبطبيعة الحال أيضًا، بسبب التواجد الحقيقي لجميع الطرق المائية؛ ازداد عدد المهاجرين من بروكلين قادمين إلى أوهايو، وانديانا، وإلينوي لكي يصبحوا مزارعين. ويعني وجود المزيد من المزارعين تحول العديد من سهوب البراري إلى مزارع، مما يعني بدوره زيادة إنتاج الحبوب مما يتطلب بالضرورة إنشاء مخازن أكثر للحبوب في أماكنٍ مثل: توليدو، وبوفالو، وبروكلين (وكليفلاند، وشيكاغو، ودولوث). ومن خلال هذه ”الحلقة الاسترجاعية“ للإنتاجية بالتحديد – التي بدأت باختراع مخزن الحبوب – أصبحت أمريكا عملاقًا زراعيًا واقتصاديًا على المستوى العالمي: وأكبر دولة وحيدة في العالم إنتاجًا للقمح والذرة، والشوفان، والأرز، وهو امتياز تَدّعي امتلاكه حتى يومنا هذا. وفي أوائل القرن العشرين، كان هناك ممارسات احتكارية في مجال صناعة مخازن الحبوب، مما أدى إلى الشهادة أمام لجنة التجارة بين الولايات عام 1906. أدى ذلك إلى إضرام النار في العديد من مخازن الحبوب في نبراسكا، بِزَعم الاحتجاج. وتعتبر مخازن الحبوب اليوم مشهدًا مألوفًا في مناطق نمو الحبوب في العالم مثل أمريكا الشمالية وسهوب البراري بها. كما توجد أكبر المخازن الانتهائية في مراكز التوزيع مثل شيكاغو، وثاندر باي، وأونتاريو، حيث يتم إرسال الحبوب لتجهيزها أو لتحميلها على متن القطارات أو السفن لإرسالها للخارج. ويوجد في بوفالو، نيويورك، أكبر ميناء للحبوب في العالم من عقد 1850 حتى النصف الأول من القرن العشرين حيث كان لديها حينها أكبر قدرة استيعابية لتخزين الحبوب في أكثر من ثلاثين مخزن حبوب من الخرسانة يقع على طول الموانئ الداخلية والخارجية. ويبقى الكثير من هذه المخازن مُعَطلاً في الوقت الحاضر، ولكن بدأت زراعة نبات الإيثانول عام 2007 مما يعني استخدام بعض المخازن لحفظ الذرة. وفي أوائل القرن العشرين، ألهمت مخازن الحبوب في بوفالو المهندسين المعماريين المعاصرين مثل لو كوربوزييه، الذي هتف قائلاً عندما رآها أول مرة: «إنها الثمار الأولى للعصر الحديث!». ولقد تم توثيق مخازن بوفالو للحبوب في سِجِل الهندسة الأمريكية التاريخية وتمت إضافتها إلى السجل الوطني للأماكن التاريخية. وتحمل إنيد، أوكلاهوما حاليًا لقب المدينة الأكثر سعةً لتخزين الحبوب في الولايات المتحدة. وفي المجتمعات الزراعية، يكون لكل بلدة مخزن واحد للحبوب أو أكثر لخدمة المزارعين المحليين. كانت مخازن الحبوب القديمة تُبنَى من أخشابٍ مربعة ولها تسعة صناديق أو أكثر مربعة أو مستطيلة مرتبة في أشكال 3 × 3 أو 3 × 4 أو 4 × 4 أو أنماط أخرى. تحتوي المخازن الخشبية المربعة عادةً على طرقٍ خاصة بها نطاق للشاحنة ومكتب في جهة، وخط للسكة الحديد في الجهة الأخرى، فضلاً عن مخزن إضافي للحبوب ملحق بالصناديق في الجانب الآخر. ومع تطور وسائل النقل في الآونة الأخيرة، تخدم المخازن المركزية الأكثر اتساعًا العديد من المزارع. بعضها يكون كبيرًا للغاية. ويوجد مخزنان في كانساس (مخزن في هتشنسون والآخر في ويجيتا) ويمتدان بطول نصف ميل. وغالبًا ما تُعتبَر خسارة مخازن الحبوب في المدن الصغيرة تَغَيُرًا كبيرًا في هويتها، وهناك جهود مبذولة للحفاظ عليها باعتبارها أبنية تراثية. وفي ذات الوقت، يوجد لِدى العديد من مزارع الحبوب الكبيرة مَرافِقها الخاصة لمعالجة الحبوب من أجل تخزينها وتحميلها على الشاحنات. يقوم عمال مخازن الحبوب بشراء الحبوب من المزارعين، إما عن طريق الدفع النقدي أو بسعر مُتَفَق عليه في التعاقد، ثم بيعها بالعقود الآجلة بنفس كمية الحبوب كل يوم عادةً. حيث يستفيدون عن طريق تقليص الأساس وهو الفرق بين السعر النقدي المحلي وسعر العقود الآجلة التي تحدث في أوقاتٍ معينة من السنة. وقبل أن تُتَاح وسيلة النقل بالشاحنة الاقتصادية، كان مشغلو مخازن الحبوب يستخدمون قُوَتَهم الشرائية في السيطرة على الأسعار. كان ذلك سهلاً خاصةً منذ أن كان المزارعون لديهم مخزن واحد فقط يبعُد بمسافةٍ معقولة عن مزارعهم. مما أدى إلى تولي بعض الحكومات إدارة مخازن الحبوب. ويعد صندوق ساسكاتشوان للقمح مثالاً على ذلك. وللسبب نفسه، قامت الجمعيات التعاونية بشراء العديد من المخازن. وهناك مشكلة ظهرت مؤخرًا في مخازن الحبوب ألا وهي الحاجة إلى توفير أماكن منفصلة لتخزين الحبوب العادية والحبوب المعدلة وراثيا لتقليل المخاطر العرضية لاختلاط الاثنين معًا. واجهت مخازن الحبوب في بعض الأحيان في الماضي انفجارات في صوامع الغلال. حيث تراكم المسحوق الناعم لملايين الحبوب الذي تجاوز المنشأة واختلط بالأكسجين في الهواء. ويمكن أن تنتقل شرارة من واحدة من الحبوب الطليقة إلى الأخرى مُحدثةً سلسلة من التفاعلات التي من شأنها تدمير المبنى بأكمله. (هذا الانفجار المُفرِّق للوقود هو الآلية التي تقف وراء قنابل الوقود الهوائية). ومن أجل منع ذلك، تمتلك المخازن قواعد صارمة ضد التدخين أو أي مصدر من مصادر اللهب المكشوفة. كما تحتوي الكثير من المخازن على عدة أجهزة يتم تثبيتها لزيادة التهوية والوقاية ضد ارتفاع درجة الحرارة في السيور الناقلة، والعواميد، والمحامل، وأجهزة كهربائية للوقاية من الانفجار مثل: المحركات الكهربائية، والمقلاد، والإضاءة. وتحمل مخازن الحبوب في المجتمعات الكندية الصغيرة اسم المجتمع نفسه مرسومًا على جانبين من المخزن بأحرف كبيرة، واسم مُشغِّل المخزن مُزخرفًا على الجانبين الآخرين. وهذا يجعل عملية تحديد المجتمع أكثر سهولة بالنسبة لمُشَغلي السكك الحديدية (والسائقين والطيارين الذين ضلوا الطريق دون قصد). وغالبًا ما يبقى الاسم القديم للمجتمع الذي يتم إطلاقه على المخزن فترة طويلة بعد أن تختفي البلدة أو يتم دمجها في مجتمعٍ آخر، حيث بقي مخزن الحبوب في إليرسلي، ألبرتا مميزًا باسم المجتمع القديم حتى تم هدمه، وحدث ذلك بعد أكثر من عشرين عامًا بعد أن تم ضم القرية إلى مدينة إدمونتون. ويعد إغلاق العديد من المخازن الصغيرة واحدةً من الاتجاهات الرئيسية التاريخية في مجال تجارة الحبوب، ودمج تجارة الحبوب في أماكنٍ أقل وعددٍ أقل من الشركات. على سبيل المثال، كان هناك عام 1961 ألف وستمائة واثنان وأربعون «مخزنًا أهليًا» (أصغر نوع) في ألبرتا تحتوي على من الحبوب. وبحلول عام 2010، كان هناك تسعة وسبعون «مخزنًا أوليًا» (كما يُعرف اسمه الآن) يحتوي على . صفوف المخازن يشير مصطلح صف المخازن في كندا إلى أربعة صفوفٍ أو أكثر من الغرف الخشبية المربعة في سهوب البراري ومخازن الحبوب بها. وفي الأيام الأولى الريادية لمدن سهوب البراري في غرب كندا، وعندما سُكِنَت البقاع الزراعية الجيدة، أراد الكثير من الناس كسب المال عن طريق بناء مخازن للحبوب خاصة بهم، مما أدى إلى الاتجاه الجماعي بتأسيس شركات خاصة للحبوب. وتتفاخر المدن بالعشرات من شركات التخزين التي تصطف في صفٍ واحد بطول خطوط السكك الحديدية. فإذا كان هناك مدينة محظوظة بما يكفي لوجود خطين من خطوط السكك الحديدية، فهذه المدينة هي مونتريال. وقد يوجد في العديد من صفوف المخازن مخزنين أو أكثر تابعين لنفس الشركة. كما تتباهى المدن الصغيرة بوجود صفوف للمخازن الكبيرة في النشرات الترويجية لجذب المستوطنين. ومع وجود منافسة شرسة في العشرينيات، بدأت فكرة الدمج على الفور تقريبًا وتم دمج العديد من الشركات الصغيرة أو استيعابها في شركاتٍ أكبر. ومع الانخفاض الشديد في تكلفة الحبوب في منتصف التسعينات، اتجهت العديد من شركات التخزين الخاصة مرة أخرى إلي فكرة الاندماج. مما تسبب هذه المرة في تشريد الآلاف من «حراس سهوب البراري». وبسبب هدم العديد من مخازن الحبوب، لم يتبقَ في كندا سوى صفين من صفوف المخازن التي نجت من عمليات الهدم؛ يقع أحدهما في وارنر، ألبرتا، والآخر في إنغليس، مانيتوبا. تم توفير الحماية لصف المخازن في إنغليس باعتباره من الأماكن الوطنية التاريخية في كندا، في حين أن صف المخازن في وارنر لا يزال غير محمي. شركات التخزين أستراليا التصنيع الأولي - مُصنِّع لمكونات أدوات الرفع بالدلو شركة إيه بي بي (ABB) للحبوب &ndash؛ تأسست كشركة استثمارية، المجلس الأسترالي لنبات الشعير، عام 1939، بواسطة مُزارعي الشعير في جنوب أستراليا وفيكتوريا بعد تحويلها لشركة مساهمة، حصلت عليها فيتيرا (راجع أدناه) عام 2009؛ التحالف الأسترالي للشحنات غير المعبأة وهي مشروع مشترك بين شركة إيه بي بي وسوميتومو لتشغيل المرافق في بعض المناطق. الشركة التعاونية لمعالجة الشحنات غير المعبأة (CBH) &ndash؛ وهي شركة تعاونية أسسها مزارعو الحبوب في غرب أستراليا عام 1933. شركة محاصيل الحبوب &ndash، التي أسستها حكومة نيو ساوث ويلز عام 1918 كمخزنٍ حكومي للحبوب وتم خصخصتها عام 1990 تقريبًا والحصول على نظيرتها في فيكتوريا عام 1999 وشركة (AWB) المساهمة المُنَافِس والمُصَدر القومي للحبوب في عام 2010. كندا ينبغي أن تكون جميع الشركات المُشَغِلة للمخازن حاصلةً على ترخيصٍ من اللجنة الكندية للحبوب التي تحتفظ بقائمةٍ لجميع الشركات المُرَخصة التي تعمل حاليًا في البلاد. كارجيل &ndash؛ التي أسسها دبليو دبليو كارجيل (W.W. Cargill) عام 1865. ريتشاردسون الدولية &ndash؛ أسسها جيمس ريتشاردسون (James Richardson) عام 1857. وتُعرف أيضًا باسم ريتشاردسون بايونير (Richardson Pioneer). باترسون للحبوب &ndash؛ تأسست عام 1908 باسم شركة إن إم باترسون (N. M. Paterson). بارش وهيمبيكر &ndash؛ أسستها عائلتا ويليام باريش ونورمان جي هيمبيكر عام 1909. الشركة المستقلة للحبوب. &ndash؛ استحوذت عليها شركة (ريتشاردسون) بايونير عام 1953. شركة ألبرتا باسيفيك للحبوب. &ndash؛ استحوذت عليها الشركة الاتحادية للحبوب عام 1967. سيرل (للحبوب) &ndash؛ تم دمجها مع الشركة الاتحادية للحبوب عام 1967. الشركة الاتحادية للحبوب &ndash؛ تم بيعها إلى مُجمعات القمح الإقليمية الثلاث عام 1972. الشركة القومية للحبوب. &ndash؛ استحوذت عليها شركة كارجيل عام 1974. مُجمع مانيتوبا للقمح &ndash؛ تم دمجه مع مُجمع ألبرتا للقمح عام 1997. مجمع ألبرتا للقمح &ndash؛ تم دمجه مع مُجمع مانيتوبا للقمح عام 1997. المزارع المتحدة للحبوب &ndash؛ استحوذت عليها شركة أجريكور المتحدة عام 2001. أجريكور المتحدة &ndash؛ استحوذ عليها مُجمع ساسكاتشوان للقمح عام 2007. مجمع ساسكاتشوان للقمح &ndash؛ استحوذت عليه شركة أجريكور المتحدة عام 2007 لتأسيس شركة فيتيرا. فيتيرا &ndash؛ تم تأسيسها بعد استحواذ مُجمع ساسكاتشوان للقمح على شركة أجريكور المتحدة. لويس دريفوس كندا المحدودة. الولايات المتحدة آرشر دانييلز ميدلاند (ADM) للمطاحن جلوب للهندسة الزراعية كارجيل شركة روس للتصنيع المزارع المتحدة للحبوب مخازن الحبوب الشهيرة أثناء معركة ستالينجراد، كان من بين المواقع السوفيتية القوية المُحَصَنة جيدًا على وجه الخصوص موقع باسم «مخزن الحبوب» وكان مهمًا من الناحية الإستراتيجية لكلا الطرفين. وهذه قائمة بأسماء مخازن الحبوب التي في طريقها لأن تكون مواقع تراثية، أو متاحف أو يتم الحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة. كندا ألبرتا وادي أكاديا - متحف مخزن سهوب البراري، سابقًا مجمع ألبرتا للقمح تحول إلى منزل الشاي / متحف. متحف ألبرتا للسكك الجديدية المركزية - سابقًا مُجمع ألبرتا للقمح ثاني أقدم مخزن للحبوب في ألبرتا، انتقل من هوبيما. أندرو - مُجمع ألبرتا للقمح سابقًا، تم ترميمه كمتحف. كاستور - ألبرتا باسيفيك سابقًا، تم ترميمه كمتحف. الوادي الكبير - مُجمع ألبرتا للقمح، مُستَخدَم كمتحفٍ كامل بمحطات القطار والقاطرات. إدمونتون - طاحونة ميتشي، سابقًا طاحونة دقيق تم تحويلها إلى مطاعم، ومكاتب قانونية، وشقق خاصة. مزرعة إليس بيرد، تم بناؤها عام 1937 وهي أقدم مخازن البذور القائمة في ألبرتا. إيسثير - مُجمع ألبرتا للقمح سابقًا، تم ترميمه كمتحف. مطحنة هاسيل وود حانة هاسيل وود للإقامة والإفطار - أقدم طاحونة تنظيف للبذور في ألبرتا، الثانية على الموقع، مملوكة للقطاع الخاص وغير متوفر لها الحماية، تم تشغيلها من الثلاثينيات وحتى الستينيات 1960 بالقرب من بحيرة بيترن، ألبرتا متحف الأفدنة التراثية - تمت إعادته إلى مخزن المزارع المتحدة للحبوب وانتقل من بروكيت. قرية الحدائق التراثية التاريخية، شركة أمن المخازن سابقًا. شركة مساهمة انتقلت من شانتوس كينوسو - المزارع المتحدة للحبوب مع شعار UGG الأصلي. ليدوس - مُجمع ألبرتا للقمح سابقًا، تم إنقاذه من الهدم والآن أصبح متحفًا. لاويد - مخزن بايونير سابقًا والآن أصبح جزءًا من متحف الخور الحديدي مايرثورب - 1966 الشركة الاتحادية للحبوب والآن أصبحت مركزًا تعريفيًا. ميتنج كريك، مُجمع ألبرتا للقمح المرمم، ومخزن باسيفيك للحبوب، ومحطة قطارات سي إن (CN). نانتون - المركز الاستكشافي لمخازن الحبوب الكندية، ثلاثة مخازن تم إنقاذها من الهدم والحفاظ عليها لتثقيف الزوار حول المدينة وتاريخ ألبرتا الزراعي. رادواي - شركة كراوس للمطاحن تم ترميمها كمتحف. رالي - أقدم مخازن الحبوب القائمة في موقعها الأصلي في ألبرتا، تم بناؤها عام 1909 والمحافظة على العديد من ملامحها الأساسية. راولي - المزارع المتحدة للحبوب، ومُجمع ألبرتا لمخازن القمح، تم إنقاذها من الهدم بواسطة السكان المحليين وترميمها بالكامل الآن. اسكانديا - متحف منطقة الري الشرقية مُجمع ألبرتا للقمح في العشرينيات وحظيرة ماشية، ومتحف الآن. المتحف المئوي لأمن الجنوب، المزارع المتحدة للحبوب انتقل من ألبرايت. اسبروس جروف - متحف مخازن حبوب اسبروس جروف، مُجمع ألبرتا للقمح سابقًا، ومُستخدم الآن كسوق للمزارعين. سانت ألبرت - حديقة مخازن حبوب سانت ألبرت، شركة حبوب ألبرتا عام 1906 ومُجمع مخازن ألبرتا للقمح عام 1929 والآن حديقة تاريخية. استيتلر - 1920 مخازن حبوب وطواحين تلقيم وإلقاء الفحم الخاصة ببارش وهيمبيكر الباقية في ألبرتا والمُوفَر لها الحماية والتي تحولت إلى متحفٍ الآن. قرية التراث الثقافي الأوكراني - الشركة الرئيسية للحبوب سابقًا التي انتقلت من بيليس وارنر - صف مخازن وارنر، صف المخازن الأخير الذي تَبَقى في ألبرتا بمجموع حوالي ستة مخازن. غير محمي حاليًا. كولومبيا البريطانية كريستون - وسابقًا مجمع ألبرتا للقمح (1936) ومخازن المزارع المتحدة للحبوب (1937) التي لا تزال قائمة طويلاً على حافة قلب وسط المدينة في منتصف وادي كريستون. داوسون كريك - تم ترميمه وتجديده كمعرضٍ فني جماعي. مانيتوبا إنغليس - صف مخازن إنغليس صف المخازن الأخير الذي تبقى في مانيتوبا بمجموع أربعة مخازن. تم تصنيفه وحمايته الآن كموقع وطني تاريخي في كندا. نيفرفيل - أول مخزن للحبوب في غرب كندا بناه ويليام هيسبلر عام 1879 بلام كولي - مخزن للحبوب تم تجديده كمطعمٍ وغرفٍ للاجتماعات. ساسكاتشوان إيدام - مُجمع ساسكاتشوان للقمح سابقًا والآن تحول إلى متحف. جرافلبورغ - مُجمع ساسكاتشوان للقمح سابقًا، تم إنقاذه من الهدم والآن أصبح متحفًا. الرأس الهندية - مزرعة تجريبية لمخازن الحبوب تم تجديدها لتصبح كافيتيريا، مقهى. متحف وقرية سوكانون شيب بايونيير - فيكتوريا سابقًا - مكابي انتقل من ماور. فال ماري - الاتحادية سابقًا ومُجمع ساسكاتشوان المئوي للقمح عام 1967، والآن متحف. متحف شمال باتل فورد للتنمية الغربية، مُجمع ساسكاتشوان للقمح سابقًا الذي انتقل من كيتلي. جبل وود - مُجمع ساسكاتشوان للقمح سابقًا والآن متحف. الولايات المتحدة مستودع آرمور، تم تشييده عام 1861–62 على الضفة الشمالية من قناة إلينوي-ميتشغان في سينيكا إلينوي. المخزن الانتهائي للحبوب نقطة لوكست بالتيمور وأوهايو، واحد من أكبر المخازن الانتهائية للحبوب تم تشييده في أوائل القرن العشرين بقدرة استيعابية تصل إلى 3.8 مليار بوشل في بالتيمور، ماريلاند. بوتون، لوالمخازن الحبوب المملوكة لسوزان (فلانري سابقًا) ومايكل كريس بريلسفورد، صورة للموقع في الذكرى السنوية الأربعين للملابس الرياضية المصورة عدد عام (2004). بريكتاون، مدينة أوكلاهاما، أوكلاهاما موطن صخور مدينة أوكلاهاما (OKC)، مخزن سابق للحبوب تحول إلى مكان للتسلق الداخلي يقع في مدينة أوكلاهاما، أوكلاهاما. مخزن شركة نورث ويسترن المدمجة للمطاحن، وتُعرف أيضًا باسم مبنى سيريسوتا ومخزن «المليون بوشل» وهو مخزن عام يتسلم الحبوب قامت شركة نورث ويسترن المدمجة للمطاحن بتشييده عام 1908 في مينيابوليس، مينيسوتا. تأسس مخزن الخرسانة المركزي بين عامي 1915 و1917 في بوفالو، نيويورك. مخزن أنجرسول البلاطي، مخزن مبني من البلاط المصنوع من الطين الأحمر الأجوف، يقع في أنجرسول، أوكلاهاما. مخزن ومطحنة داكوتا الشمالية، أكبر مطحنة دقيق في الولايات المتحدة، يقع في غراند فوركس، داكوتا الشمالية. شيريدان لمطاحن الدقيق، شركة تعاونية، مجمع صناعي في شيريدان، وايومنغ. صومعة غلال بوينت، تم إعادة تشييدها كعمارات تقع في بالتيمور، ماريلاند. برج زيب فييد، أطول مبنى تشغيلي في داكوتا الشمالية منذ بنائه عام 1956-1957 حتى هدمه في ديسمبر عام 2005. مخزن الحبوب الخرساني بيفي هاجلين التجريبي في سانت لويس بارك، مينيسوتا، أول مخزن للحبوب من الخرسانة المسلحة في الولايات المتحدة الانفجارات في المخازن عند وجود كمية كافية غير مستخدمة من الطحين أو غبار الحبوب القابلة للاحتراق في الهواء، يمكن أن يحدث انفجار هائل. ومن الأمثلة التاريخية الشهيرة للانفجارات المدمرة التي تحدث بسبب مسحوق الحبوب، الانفجار الذي وقع عام 1878 في مطحنة "A" واشبرن في مينيابوليس، مينيسوتا، والذي أسفر عن مقتل ثمانية عشر شخصًا، وهدم اثنين من المطاحن المجاورة، وتلف أخرى، والتسبب في حدوث حريق مُدمر التهم العديد من المطاحن في المقاطعات القريبة. (تم إعادة بناء مطحنة "A" واشبرن لاحقًا واستئناف استخدامها حتى تم إغلاقها عام 1965). ومثال آخر على ذلك، الانفجار الذي وقع عام 1998 في مخزن حبوب ديبروس في ويتشيتا، كنساس وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص. والمثال الذي حدث مؤخرًا الانفجار الذي وقع في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 2011 في شركة بارتليت للحبوب في أتشيسون، كانساس. حيث بلغ عدد القتلى ستة أشخاص. كما أُصيب شخصان بحروقٍ بالغة، أما الأربعة الباقون فلم يُصابوا بأذى. وغالبًا ما تصبح المواد العضوية المُقسّمة جيدًا مواد متفجرة عندما تتناثر في الهواء المُعلق؛ وبالتالي يعد الطحين الفاخر شديد الانفجار في الهواء المُعلق. وهذا يشكل خطرًا كبيرًا عندما يتم طحن الحبوب لإنتاج الطحين، لذلك تبذل المطاحن الجهد المستطاع لتقليل مصادر الشرر. وتشمل تلك الإجراءات غربلة الحبوب بعنايةٍ قبل طحنها، أو إزالة الحصى الذي يمكن أن يسبب الشرر من أحجار الرحى، بالإضافة إلى استخدام المغناطيس لإزالة الكتل المعدنية التي تسبب الشرر. ولقد حدث أول انفجار بسبب الطحين في مطحنةٍ بإيطاليا عام 1785، ولكن كان هناك العديد من الحوادث من هذا النوع منذ ذلك الحين. ويقدم المرجعان الآتيان أرقامًا لانفجارات الطحين والغبار المسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 وعام 1997. ففي العشر سنوات التالية بما في ذلك عام 1997، وقع حوالي مائة وتسعة وعشرين انفجارًا. وسائل الإعلام كانت مخازن حبوب سهوب البراري الكندية هي موضوع الأفلام الوثائقية للمجلس الوطني السينمائي لكندا عن مخازن الحبوب ومقتل الأفق. انظر أيضًا صومعة الغلال المراجع وصلات خارجية سجل كامل مصوَر لمخازن حبوب سهوب البراري الكندية المتبقية معالم التلاشي - صور لمخازن الحبوب القائمة والمهدمة مدعومةً بمعلومات وخرائط. مخازن الحبوب: صناعة بوفالو المفقودة مصوِر مخازن الحبوب بروس سيليام بكسلجرين: انتقال التخطيط في سهوب البراري الكندية إنقاذ مخازن حبوب ألبرتا «داخل مخازن الحبوب الحديثة» مجلة علمية شهرية شهيرة فبراير 1930، صفحة 45. رسم توضيحي لكيفية عمل مخازن حبوب في فترة الثلاثينيات في الموانئ البحرية. رافعات رافعات حبوب
ar