whitefox123/tashkeel · Datasets at Hugging Face

audio audioduration (s) 1 13	sentence stringlengths 19 217
	.كَمَا أَنَّ الْخَيْرَ تَوَسُّطٌ بَيْنَ رَذِيلَتَيْنِ فَمَا جَاوَزَ التَّوَسُّطَ
	.خَرَجَ عَنْ حَدِّ الْفَضِيلَةِ وَقَدْ قَالَتْ الْحُكَمَاءُ لِلْإِسْكَنْدَرِ
	.أَيُّهَا الْمَلِكُ .عَلَيْك بِالِاعْتِدَالِ فِي كُلِّ الْأُمُورِ
	.فَإِنَّ الزِّيَادَةَ عَيْبٌ وَالنُّقْصَ عَجْزٌ .هَذَا مَعَ مَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ
	.وَالْجَهْلُ أَنْكَى عَدُوٍّ وَقَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ
	عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
	.خَيْرُ الْأُمُورِ .أَوْسَاطُهَا وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
	.خَيْرُ الْأُمُورِ النَّمَطُ الْأَوْسَطُ .إلَيْهِ يَرْجِعُ الْعَالِي
	.وَمِنْهُ يَلْحَقُ التَّالِي وَقَالَ الشَّاعِرُ .لَا تَذْهَبَنَّ فِي الْأُمُورِ فَرَطَا
	.لَا تَسْأَلَنَّ إنْ سَأَلْت شَطَطَا .وَكُنْ مِنْ النَّاسِ جَمِيعًا وَسَطَا
	.زِيَادَةَ الْعَقْلِ تُفْضِي إلَى الدَّهَاءِ .قَالُوا لِأَنَّ زِيَادَةَ الْعَقْلِ
	.تُفْضِي بِصَاحِبِهَا إلَى الدَّهَاءِ وَالْمَكْرِ .وَذَلِكَ مَذْمُومٌ
	.وَصَاحِبُهُ مَلُومٌ .وَقَدْ أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ
	أَنْ يَعْزِلَ زِيَادًا عَنْ وِلَايَتِهِ فَقَالَ زِيَادٌ
	.يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ .أَعَنْ مُوجِدَةٍ أَوْ خِيَانَةٍ
	.صَدِيقُ .كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَعَدُوُّهُ جَهْلُهُ
	.فَقَالَ لَا عَنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا .وَلَكِنْ
	.خِفْت أَنْ أَحْمِلَ عَلَى النَّاسِ فَضْلَ عَقْلِك .وَلِأَجْلِ هَذَا الْمَحْكِيِّ عَنْ عُمَرَ
	مَا قِيلَ قَدِيمًا .إفْرَاطُ الْعَقْلِ .مُضِرٌّ بِالْجَسَدِ
	وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ .كَفَاك مِنْ عَقْلِك مَا دَلَّك عَلَى سَبِيلِ رُشْدِك
	وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ .قَلِيلٌ يَكْفِي .خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِي
	.زِيَادَةُ الْعَقْلِ فَضِيلَةٌ وَقَالَ آخَرُونَ، وَهُوَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ
	.زِيَادَةُ الْعَقْلِ فَضِيلَةٌ .لِأَنَّ الْمُكْتَسَبَ
	.غَيْرُ مَحْدُودٍ .وَإِنَّمَا تَكُونُ زِيَادَةُ الْفَضَائِلِ الْمَحْمُودَةِ نَقْصًا مَذْمُومًا
	.لِأَنَّ مَا جَاوَزَ الْحَدَّ لَا يُسَمَّى فَضِيلَةً
	.نُسِبَ إلَى التَّهَوُّرِ .وَالسَّخِيُّ إذَا زَادَ عَلَى حَدِّ السَّخَاءِ نُسِبَ إلَى التَّبْذِيرِ
	وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ .خَيْرُ الْمَوَاهِبِ الْعَقْلُ
	.وَلَيْسَ كَذَلِكَ حَالُ الْعَقْلِ الْمُكْتَسَبِ .لِأَنَّ الزِّيَادَةَ فِيهِ زِيَادَةُ
	.عِلْمٍ بِالْأُمُورِ .وَحُسْنِ .إصَابَةٍ بِالظُّنُونِ
	.وَمَعْرِفَةِ .مَا لَمْ يَكُنْ إلَى مَا يَكُونُ
	.وَذَلِكَ فَضِيلَةٌ لَا نَقْصٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
	.أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ وَرُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
	.الْعَقْلُ حَيْثُ كَانَ مَأْلُوفٌ وَقَدْ قِيلَ فِي تَأْوِيلِ قَوْله تَعَالَى
	.قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ .أَيْ بِحَسَبِ عَقْلِهِ
	.وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ .كَانَتْ الْعَرَبُ تَقُولُ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلُهُ
	.أَغْلَبَ خِصَالِ الْخَيْرِ عَلَيْهِ .كَانَ حَتْفُهُ فِي أَغْلَبِ خِصَالِ الْخَيْرِ عَلَيْهِ
	وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ .كُلُّ شَيْءٍ
	.وَشَرُّ الْمَصَائِبِ الْجَهْلُ .وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ
	.إذَا كَثُرَ رَخُصَ .إلَّا الْعَقْلَ .فَإِنَّهُ إذَا كَثُرَ غَلَا
	وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ .إنَّ الْعَاقِلَ مَنْ عَقْلُهُ فِي إرْشَادٍ
	.وَمَنْ رَأْيُهُ فِي إمْدَادٍ .فَقَوْلُهُ سَدِيدٌ
	.وَفِعْلُهُ حَمِيدٌ .وَالْجَاهِلُ مَنْ جَهْلُهُ فِي إغْوَاءٍ
	.وَمَنْ هَوَاهُ فِي إغْرَاءٍ .فَقَوْلُهُ سَقِيمٌ، وَفِعْلُهُ ذَمِيمٌ
	.وَأَنْشَدَنِي ابْنُ .لَنْكَكَ
	.لِأَبِيهِ .مَنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ عَقْلَهُ
	.أَهْلَكَهُ أَكْثَرُ مَا فِيهِ .الدَّهَاءُ مَذْمُومٌ
	.فَأَمَّا الدَّهَاءُ وَالْمَكْرُ فَهُوَ مَذْمُومٌ .لِأَنَّ صَاحِبَهُ صَرَفَ فَضْلَ عَقْلِهِ إلَى الشَّرِّ
	.وَلَوْ صَرَفَهُ إلَى الْخَيْرِ لَكَانَ مَحْمُودًا .وَقَدْ ذَكَرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ
	.وَهُوَ إبْرَاهِيمُ بْنُ حَسَّانَ .يَزِينُ الْفَتَى فِي النَّاسِ صِحَّةُ عَقْلِهِ
	عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ .كَانَ وَاَللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ
	.وَأَعْقَلَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ وَقَالَ عُمَرُ
	.لَسْتُ بِالْخِبِّ .وَلَا يَخْدَعُنِي الْخِبُّ
	.الدَّاهِيَةُ عَاقِلٌ مَذْمُومْ .وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِيمَنْ صَرَفَ فَضْلَ عَقْلِهِ إلَى الشَّرِّ
	.كَزِيَادٍ، وَأَشْبَاهِهِ مِنْ الدُّهَاةِ هَلْ يُسَمَّى الدَّاهِيَةُ مِنْهُمْ عَاقِلًا أَمْ لَا
	.فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُسَمِّيهِ عَاقِلًا؛ لِوُجُودِ الْعَقْلِ فِيهِ
	وَقَالَ آخَرُونَ .لَا أُسَمِّيهِ عَاقِلًا حَتَّى يَكُونَ خَيِّرًا
	.خَيِّرًا دَيِّنًا .لِأَنَّ الْخَيْرَ وَالدِّينَ
	.مِنْ مُوجِبَاتِ الْعَقْلِ .فَأَمَّا الشِّرِّيرُ .فَلَا أُسَمِّيهِ عَاقِلًا وَإِنَّمَا أُسَمِّيهِ صَاحِبَ رَوِيَّةٍ وَفِكْرٍ
	.الْعَاقِلُ الْمَحْمُودْ .وَقَدْ قِيلَ الْعَاقِلُ
	.لِلْمَزِيدِ مٍنَ الْمًعْلُومًاتِ .أًوْ لٍلْمُشَارَكَةِ زُوُرُوا الْمَوْقِعْ
	.وَإِنْ كَانَ مَحْظُورًا عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ
	.مَنْ عَقَلَ عَنْ اللَّهِ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ
	.حَتَّى قَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ .رَضِيَ اللَّهُ عَنْهٌ
	.فِيمَنْ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِأَعْقَلِ النَّاسِ
	.أَنَّهُ يَكُونُ مَصْرُوفًا فِي الزُّهَّادِ .لِأَنَّهُمْ انْقَادُوا لِلْعَقْلِ
	.وَلَمْ يَغْتَرُّوا بِالْأَمَلِ وَرَوَى لُقْمَانُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
	.يَا عُوَيْمِرُ .ازْدَدْ عَقْلًا تَزْدَدْ مِنْ رَبِّك قُرْبًا
	.قُلْت بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَمَنْ لِي بِالْعَقْلِ
	.قَالَ اجْتَنِبْ مَحَارِمَ اللَّهِ .وَأَدِّ فَرَائِضَ اللَّهِ
	.تَكُنْ عَاقِلًا .وَتَزْدَدْ مِنْ رَبِّك قُرْبًا
	.وَبِهِ عِزًّا .الْعَقْلُ أَوَّلُ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ
	.يَشِينُ الْفَتَى فِي النَّاسِ قِلَّةُ عَقْلِهِ
	.وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَبِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ
	.وَذَكَرَ أَنَّهَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
	.إنَّ الْمَكَارِمَ أَخْلَاقٌ مُطَهَّرَةٌ فَالْعَقْلُ أَوَّلُهَا وَالدِّينُ ثَانِيهَا
	.وَالْعِلْمُ ثَالِثُهَا وَالْحِلْمُ رَابِعُهَا وَالْجُودُ خَامِسُهَا وَالْعُرْفُ سَادِيهَا وَالْبِرُّ سَابِعُهَا وَالصَّبْرُ ثَامِنُهَا وَالشُّكْرُ تَاسِعُهَا
	.وَاللِّينُ عَاشِيهَا وَالنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنِّي لَا أُصَدِّقُهَا وَلَسْت أَرْشُدُ إلَّا حِينَ أَعْصِيهَا وَالْعَيْنُ تَعْلَمُ فِي عَيْنَيْ مُحَدِّثِهَا مَنْ كَانَ مِنْ حِزْبِهَا.
	.أَوْ مِنْ أَعَادِيهَا .عَيْنَاك قَدْ دَلَّتَا عَيْنَيَّ مِنْك عَلَى أَشْيَاءَ
	.وَاعْلَمْ أَنَّ الْعَقْلَ الْمُكْتَسَبَ لَا يَنْفَكُّ عَنْ الْعَقْلِ الْغَرِيزِيِّ
	.لِأَنَّهُ نَتِيجَةٌ مِنْهُ .وَقَدْ يَنْفَكُّ الْعَقْلُ الْغَرِيزِيُّ عَنْ الْعَقْلِ الْمُكْتَسَبِ
	.فَيَكُونَ صَاحِبُهُ مَسْلُوبَ الْفَضَائِلِ .مَوْفُورَ الرَّذَائِلِ
	.كَالْأَنْوَكِ .الَّذِي لَا يَجِدُ لَهُ فَضِيلَةً
	.وَإِنْ كَرُمَتْ أَعْرَاقُهُ وَمَنَاسِبُهْ
	.وَالْأَحْمَقُ .الَّذِي قَلَّ مَا يَخْلُو مِنْ رَذِيلَةٍ
	وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
	.الْأَحْمَقُ كَالْفَخَّارِ .لَا يُرَقَّعُ
	.وَلَا يُشَعَّبُ وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
	.الْأَحْمَقُ أَبْغَضُ خَلْقِ اللَّهِ إلَيْهِ .إذْ حَرَمَهُ أَعَزَّ الْأَشْيَاءِ عَلَيْهِ
	وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ .الْحَاجَةُ إلَى الْعَقْلِ
	.أَقْبَحُ مِنْ الْحَاجَةِ إلَى الْمَالِ وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ
	.دَوْلَةُ الْجَاهِلِ عِبْرَةُ .لِلْعَاقِلِ .الْعَقْلُ خَيْرُ شَيْءٍ لِلْمَرْءِ
	وَقَالَ أَنُوشِرْوَانَ لِبَزَرْجَمْهَرَ
	أَيُّ الْأَشْيَاءِ خَيْرٌ لِلْمَرْءِ .قَالَ عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ
	.عِيشُ الْفَتَى بِالْعَقْلِ فِي النَّاسِ إنَّهُ .لَى الْعَقْلِ يَجْرِي عِلْمُهُ وَتَجَارِبُهْ
	قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ .قَالَ فَإِخْوَانٌ يَسْتُرُونَ عَيْبَهُ
	قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ .قَالَ فَمَالٌ يَتَحَبَّبُ بِهِ إلَى النَّاسِ
	قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَالَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ .قَالَ فَمَوْتٌ جَارِفٌ
	.الْعَقْلُ مَطْبُوعٌ وَمَسْمُوعٌ .وَقَالَ سَابُورُ بْنُ
	أَرْدَشِيرَ .الْعَقْلُ نَوْعَانِ أَحَدُهُمَا مَطْبُوعٌ، وَالْآخَرُ مَسْمُوعٌ
	.وَلَا يَصْلُحُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا إلَّا بِصَاحِبِهِ

.كَمَا أَنَّ الْخَيْرَ تَوَسُّطٌ بَيْنَ رَذِيلَتَيْنِ فَمَا جَاوَزَ التَّوَسُّطَ

.خَرَجَ عَنْ حَدِّ الْفَضِيلَةِ وَقَدْ قَالَتْ الْحُكَمَاءُ لِلْإِسْكَنْدَرِ

.أَيُّهَا الْمَلِكُ .عَلَيْك بِالِاعْتِدَالِ فِي كُلِّ الْأُمُورِ

.فَإِنَّ الزِّيَادَةَ عَيْبٌ وَالنُّقْصَ عَجْزٌ .هَذَا مَعَ مَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ

.وَالْجَهْلُ أَنْكَى عَدُوٍّ وَقَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ

.خَيْرُ الْأُمُورِ .أَوْسَاطُهَا وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

.خَيْرُ الْأُمُورِ النَّمَطُ الْأَوْسَطُ .إلَيْهِ يَرْجِعُ الْعَالِي

.وَمِنْهُ يَلْحَقُ التَّالِي وَقَالَ الشَّاعِرُ .لَا تَذْهَبَنَّ فِي الْأُمُورِ فَرَطَا

.لَا تَسْأَلَنَّ إنْ سَأَلْت شَطَطَا .وَكُنْ مِنْ النَّاسِ جَمِيعًا وَسَطَا

.زِيَادَةَ الْعَقْلِ تُفْضِي إلَى الدَّهَاءِ .قَالُوا لِأَنَّ زِيَادَةَ الْعَقْلِ

.تُفْضِي بِصَاحِبِهَا إلَى الدَّهَاءِ وَالْمَكْرِ .وَذَلِكَ مَذْمُومٌ

.وَصَاحِبُهُ مَلُومٌ .وَقَدْ أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ

أَنْ يَعْزِلَ زِيَادًا عَنْ وِلَايَتِهِ فَقَالَ زِيَادٌ

.يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ .أَعَنْ مُوجِدَةٍ أَوْ خِيَانَةٍ

.صَدِيقُ .كُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَعَدُوُّهُ جَهْلُهُ

.فَقَالَ لَا عَنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا .وَلَكِنْ

.خِفْت أَنْ أَحْمِلَ عَلَى النَّاسِ فَضْلَ عَقْلِك .وَلِأَجْلِ هَذَا الْمَحْكِيِّ عَنْ عُمَرَ

مَا قِيلَ قَدِيمًا .إفْرَاطُ الْعَقْلِ .مُضِرٌّ بِالْجَسَدِ

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ .كَفَاك مِنْ عَقْلِك مَا دَلَّك عَلَى سَبِيلِ رُشْدِك

وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ .قَلِيلٌ يَكْفِي .خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُطْغِي

.زِيَادَةُ الْعَقْلِ فَضِيلَةٌ وَقَالَ آخَرُونَ، وَهُوَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ

.زِيَادَةُ الْعَقْلِ فَضِيلَةٌ .لِأَنَّ الْمُكْتَسَبَ

.غَيْرُ مَحْدُودٍ .وَإِنَّمَا تَكُونُ زِيَادَةُ الْفَضَائِلِ الْمَحْمُودَةِ نَقْصًا مَذْمُومًا

.لِأَنَّ مَا جَاوَزَ الْحَدَّ لَا يُسَمَّى فَضِيلَةً

.نُسِبَ إلَى التَّهَوُّرِ .وَالسَّخِيُّ إذَا زَادَ عَلَى حَدِّ السَّخَاءِ نُسِبَ إلَى التَّبْذِيرِ

وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ .خَيْرُ الْمَوَاهِبِ الْعَقْلُ

.وَلَيْسَ كَذَلِكَ حَالُ الْعَقْلِ الْمُكْتَسَبِ .لِأَنَّ الزِّيَادَةَ فِيهِ زِيَادَةُ

.عِلْمٍ بِالْأُمُورِ .وَحُسْنِ .إصَابَةٍ بِالظُّنُونِ

.وَمَعْرِفَةِ .مَا لَمْ يَكُنْ إلَى مَا يَكُونُ

.وَذَلِكَ فَضِيلَةٌ لَا نَقْصٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ

.أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ وَرُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ

.الْعَقْلُ حَيْثُ كَانَ مَأْلُوفٌ وَقَدْ قِيلَ فِي تَأْوِيلِ قَوْله تَعَالَى

.قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ .أَيْ بِحَسَبِ عَقْلِهِ

.وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ .كَانَتْ الْعَرَبُ تَقُولُ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلُهُ

.أَغْلَبَ خِصَالِ الْخَيْرِ عَلَيْهِ .كَانَ حَتْفُهُ فِي أَغْلَبِ خِصَالِ الْخَيْرِ عَلَيْهِ

وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ .كُلُّ شَيْءٍ

.وَشَرُّ الْمَصَائِبِ الْجَهْلُ .وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ

.إذَا كَثُرَ رَخُصَ .إلَّا الْعَقْلَ .فَإِنَّهُ إذَا كَثُرَ غَلَا

وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ .إنَّ الْعَاقِلَ مَنْ عَقْلُهُ فِي إرْشَادٍ

.وَمَنْ رَأْيُهُ فِي إمْدَادٍ .فَقَوْلُهُ سَدِيدٌ

.وَفِعْلُهُ حَمِيدٌ .وَالْجَاهِلُ مَنْ جَهْلُهُ فِي إغْوَاءٍ

.وَمَنْ هَوَاهُ فِي إغْرَاءٍ .فَقَوْلُهُ سَقِيمٌ، وَفِعْلُهُ ذَمِيمٌ

.وَأَنْشَدَنِي ابْنُ .لَنْكَكَ

.لِأَبِيهِ .مَنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ عَقْلَهُ

.أَهْلَكَهُ أَكْثَرُ مَا فِيهِ .الدَّهَاءُ مَذْمُومٌ

.فَأَمَّا الدَّهَاءُ وَالْمَكْرُ فَهُوَ مَذْمُومٌ .لِأَنَّ صَاحِبَهُ صَرَفَ فَضْلَ عَقْلِهِ إلَى الشَّرِّ

.وَلَوْ صَرَفَهُ إلَى الْخَيْرِ لَكَانَ مَحْمُودًا .وَقَدْ ذَكَرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ

.وَهُوَ إبْرَاهِيمُ بْنُ حَسَّانَ .يَزِينُ الْفَتَى فِي النَّاسِ صِحَّةُ عَقْلِهِ

عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ .كَانَ وَاَللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ

.وَأَعْقَلَ مِنْ أَنْ يُخْدَعَ وَقَالَ عُمَرُ

.لَسْتُ بِالْخِبِّ .وَلَا يَخْدَعُنِي الْخِبُّ

.الدَّاهِيَةُ عَاقِلٌ مَذْمُومْ .وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِيمَنْ صَرَفَ فَضْلَ عَقْلِهِ إلَى الشَّرِّ

.كَزِيَادٍ، وَأَشْبَاهِهِ مِنْ الدُّهَاةِ هَلْ يُسَمَّى الدَّاهِيَةُ مِنْهُمْ عَاقِلًا أَمْ لَا

.فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُسَمِّيهِ عَاقِلًا؛ لِوُجُودِ الْعَقْلِ فِيهِ

وَقَالَ آخَرُونَ .لَا أُسَمِّيهِ عَاقِلًا حَتَّى يَكُونَ خَيِّرًا

.خَيِّرًا دَيِّنًا .لِأَنَّ الْخَيْرَ وَالدِّينَ

.مِنْ مُوجِبَاتِ الْعَقْلِ .فَأَمَّا الشِّرِّيرُ .فَلَا أُسَمِّيهِ عَاقِلًا وَإِنَّمَا أُسَمِّيهِ صَاحِبَ رَوِيَّةٍ وَفِكْرٍ

.الْعَاقِلُ الْمَحْمُودْ .وَقَدْ قِيلَ الْعَاقِلُ

.لِلْمَزِيدِ مٍنَ الْمًعْلُومًاتِ .أًوْ لٍلْمُشَارَكَةِ زُوُرُوا الْمَوْقِعْ

.وَإِنْ كَانَ مَحْظُورًا عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ

.مَنْ عَقَلَ عَنْ اللَّهِ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ

.حَتَّى قَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ .رَضِيَ اللَّهُ عَنْهٌ

.فِيمَنْ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِأَعْقَلِ النَّاسِ

.أَنَّهُ يَكُونُ مَصْرُوفًا فِي الزُّهَّادِ .لِأَنَّهُمْ انْقَادُوا لِلْعَقْلِ

.وَلَمْ يَغْتَرُّوا بِالْأَمَلِ وَرَوَى لُقْمَانُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

.يَا عُوَيْمِرُ .ازْدَدْ عَقْلًا تَزْدَدْ مِنْ رَبِّك قُرْبًا

.قُلْت بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَمَنْ لِي بِالْعَقْلِ

.قَالَ اجْتَنِبْ مَحَارِمَ اللَّهِ .وَأَدِّ فَرَائِضَ اللَّهِ

.تَكُنْ عَاقِلًا .وَتَزْدَدْ مِنْ رَبِّك قُرْبًا

.وَبِهِ عِزًّا .الْعَقْلُ أَوَّلُ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ

.يَشِينُ الْفَتَى فِي النَّاسِ قِلَّةُ عَقْلِهِ

.وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَبِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ

.وَذَكَرَ أَنَّهَا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

.إنَّ الْمَكَارِمَ أَخْلَاقٌ مُطَهَّرَةٌ فَالْعَقْلُ أَوَّلُهَا وَالدِّينُ ثَانِيهَا

.وَالْعِلْمُ ثَالِثُهَا وَالْحِلْمُ رَابِعُهَا وَالْجُودُ خَامِسُهَا وَالْعُرْفُ سَادِيهَا وَالْبِرُّ سَابِعُهَا وَالصَّبْرُ ثَامِنُهَا وَالشُّكْرُ تَاسِعُهَا

.وَاللِّينُ عَاشِيهَا وَالنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنِّي لَا أُصَدِّقُهَا وَلَسْت أَرْشُدُ إلَّا حِينَ أَعْصِيهَا وَالْعَيْنُ تَعْلَمُ فِي عَيْنَيْ مُحَدِّثِهَا مَنْ كَانَ مِنْ حِزْبِهَا.